Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2265 du 04.08.2006
رسالة إلى السيد كوفي عنان الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل : بـــلاغ إعلامـــي المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين: بــيــان مصباح شنيب: تطاويــــن – عناصر أمنية تعتدي على النقابيين وممثّلي الأحزاب السياسية ا.ف.ب: فنانون يلغون حفلاتهم في قرطاج.. تضامنا مع لبنان رويترز: تلفزيون تونسي جديد لدعم التراث الموسيقي المغاربي كلمة: وفاق المظاهرة كلمة: المسـيرة الرسمـية و بعثرة صفوف المجتمع المدنـي محمد شقرون: حوادث 5 أوت 1947- الدرس الحبيب أبو وليد المكني : أيها المنافقون في تونس: “لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم…” عبد الرؤوف العيادي: المقاومة والكيان المزروع والفراغ التاريخي أمّ زياد: شرف كونداليزا لطفي حيدوري: الجدل الحقوقي حول الحرب على لبنان محمد العروسي الهاني: ضرورة وحدة الأمة العربية والإسلامية والوقوف إلى جانب المقاومة مواطــن: بــدون تعليــق بنت البحر: القصف الاسرائيلي في كل بيت عربي د. أبو خولة: جرائم حرب حزب الله
د.خالد شوكات: لماذا أهتم بقناة “الجزيرة” وبـ”الإخوان”؟
عبدالحميد العدّاسي : الردّ على مرافعة شوكات من تقرير القدس العربي: من هو الدكتاتور إن لم يكن هذا؟ تيسير خالد: الشرق الأوسط الجديد حمل كاذب وفوضى عبثية ياسر الزعاترة: حروب المحافظين الجدد… نحو فشل جديد
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
رسالة إلى السيد كوفي عنان
الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة
إثر حرب عالمية أودت بحياة الملايين، استعملت بها كل الأسلحة الممنوعة وعرفت كل الجرائم الجسيمة لحقوق الإنسان، وقفت البشرية بعد الحرب لتقول: لن يتكرر ذلك، وباسمنا، شعوب كل الدول العضو في الهيئة الأممية الجديدة، نطلق صرخة سلام تجمع بين الوجدان المناهض للحرب وضرورة وجود منظمة دولية قادرة على وقف الصراعات المسلحة وبناء شرعية دولية جديدة تجمع بين قانون دولي لحقوق الإنسان في طور التكوين وتوازنات القوة الجديدة التي وضعت على عاتقها، ليس مهمة إعادة تقسيم العالم كحصص أو غالب ومغلوب، بل الحرص على جسم دولي يعطي للجميع حق التمثيل ويسمح بتوازن ضروري لأية قوة بالاعتماد على فكرة جوهرية دافعت عنها الفلسفات والديانات الكبرى، فكرة إقامة عهد بين الشعوب والأمم يقوم على احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بسلام ورفع المظالم أو على الأقل شجبها وتحجيمها ما أمكن.
جاءت الأمم المتحدة إذن، لتضع حدا لنواقص عصبة الأمم ولتفسح المجال للقوي والضعيف بالتعبير عن نفسه باعتبار حرمان أي طرف من ذلك، يدفع الناس، كما تؤكد ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى التمرد.
لم تنجح الأمم المتحدة دائما في مهامها. ولكنها حاولت ما استطاعت حفظ ماء الوجه أو على الأقل تثبيت مواقف مبدئية، كلما فشلت في التدخل العملي دفاعا عن ميثاقها ومبادئها.
إلا أننا نلحظ، ومنذ سقوط جدار برلين، الذي طمحت الشعوب لأن يكون تأصيلا لدمقرطة في العلاقات الدولية وليس فقط إعلان فشل للأنظمة غير الديمقراطية، نلحظ تصاعدا في الاستفراد والهيمنة على مؤسسات الأمم المتحدة من قبل الدولة العظمى التي تحاول استثمار الوضع الجديد لمصالحها القومية أكثر منه توظيفه لخدمة كل الشعوب. وأثر ذلك ليس فقط على مجلس الأمن وإنما أيضا على الوعاء الإنساني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي الحاضن للأمم المتحدة من برامج ومؤسسات أصبحت كلها ضحية تدخلات وتأثر بهذا الوضع الجيو سياسي الجديد. مما حول دور المنظمة الدولية في أكثر من واقعة، إلى مبرر أو غطاء لسياسة دولة أو تحالف دولي مواز للمنظمة الدولية.
تجلى ذلك في منظومات موازية في السياسة والقانون الدولي والاقتصاد تسعى يوميا لتهميش خير ما أنتجت الأمم المتحدة من مبادرات ومواثيق كالشرعة الدولية لحقوق الإنسان وميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية. ذلك إضافة إلى تغلغل إيديولوجيات خطيرة على السلام العالمي تحاول باسم الحرب على الإرهاب والفوضى البناءة ودعاوى تجديد هيكلة الدول وأوضاع الشعوب فرض سياسات هيمنة لصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وقد نجم عن ذلك أشكال عنف وعنف مضاد خارج السيطرة أدخلت الموت في القاموس اليومي للشعب العراقي ووضعت الشعب الفلسطيني في أكبر سجن وحصار معاصر، وأخيرا سمحت بتحطيم البنية التحتية لدولة عضو في الأمم المتحدة وقتل سكانها المدنيين وتهجيرهم وتلويث البيئة البحرية والبرية وارتكاب جرائم الحرب بشكل متعمد كما حدث في قانا وعدة قرى لبنانية. كل هذا يحدث تحت أنظار المجتمع الدولي وتكتفي منظمتكم بإعلانات أسف ولا ترتقي بموقفها حتى إلى الإدانة اللفظية.
ماذا بقي إذن من دور الأمم المتحدة في التصدي للعدوان والدفاع عن السلم ووقف الصراعات المسلحة. ماذا بقي من تراث ستين عاما من العمل من أجل السلم الدولي؟ ألا تشعرون بأنكم اليوم أمام تحدي بقاء وليس مجرد زلة أو هفوة أو ضغوط دولة عظمى وأن منع مجلس الأمن كهيئة أركان سياسية عليا في العالم من القيام بدورها الطبيعي يعني أنها لن تعود تملك هذه الصفة بسبب تقاعسها عن الأداء بمهماتها؟
إن المنظمات العربية لحقوق الإنسان الموقعة على هذه الرسالة، تدق ناقوس الخطر لشعورنا، بأن العوامل التي أدت إلى زوال عصبة الأمم تتجمع يوما بعد يوم، بحيث لم تعد الشرعية الدولية لمجلس الأمن تمثل ميثاق الأمم المتحدة أو العقد الجماعي بين الدول الملتزمة به ولا الطموحات الأساسية للمجتمعات المدنية على الصعيد العالمي، بقدر ما تمثل رغبة قوة عظمى في جعل سياستها القومية منظما للعلاقات بين الدول والشعوب.
إن استمرار النار بشكل وحشي من قبل الجيش الإسرائيلي في فلسطين المحتلة ولبنان قد خلق شرخا كبيرا بين الأمم المتحدة ومئات الملايين في كوكبنا، الذين يعتبرون وقف الصراع المسلح مهمة مركزية من مهمات الأمم المتحدة ويرفضون مكافأة المعتدي ويطالبون بالتعويض للضحايا.
إن حرصنا على عدم خسارة هذه المؤسسة الدولية التي طبعت العلاقات بين البشرية في الستين عاما الماضية هو الذي يجعلنا نكتب لكم باعتباركم التمثيل الرسمي لهذه المنظمة لنطالبكم باتخاذ الموقف الذي ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة بعيدا عن كل الضغوط لكي لا يرتبط باسم ابن القارة السوداء حقبة سيطرة دولة على مصير هذه الهيئة مع ما يترتب على ذلك من تراجع في السلم الدولي. استمرار العدوان على لبنان دون مطالبة واضحة بوقف فوري لإطلاق النار إهانة لكل من يتحدث عن السلام الدولي ويلتزم الصمت.
إننا نطلق صرخة دفاع عن منظمة لم تحترمها الدول الكبرى دائما لكنها سمحت بتعايش القوي والضعيف، المعتدي والمعتدى عليه، تحت سقف يسعى لحل الصراعات بشكل سلمي وتنظيم عملية المواجهة للمصائب التي تتعرض لها البشرية. ونطالبكم بالعمل من أجل إعادة الاعتبار لشرعية دولية مست في الصميم كونها ما زالت حتى اليوم، الترجمة السياسية الضرورية للعدالة الدولية التي ندافع عنها 3/8/2006
اللجنة العربية لحقوق الإنسان الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إتحاد المحامين العرب إتحاد الصحفيين العرب
نقابة الصحافيين التونسيين المجلس الوطني للحريات بتونس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة منظمة صوت حر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات التجمع من أجل بديل عالمي للتنمية المرصد الوطني لحرية الصحافة في تونس رابطة الكتاب الأحرار في تونس الهيئة الوطنية للمحامين في تونس لجنة احترام الحريات في تونس
الرابطة الليبية لحقوق الإنسان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب في مصر المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة (القاهرة) الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية مركز حرية الفكر والتعبير (مصر) جماعة المحامين الديمقراطيين (مصر) المركز المصري الاجتماعي الديمقراطي اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والعمالية (مصر) اللجنة الشعبية المصرية لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني اللجنة الدولية للدفاع عن تيسير علوني جمعية المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي شبكة أمان لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب الودادية التونسية لقدماء المقاومين التنسيق الأوربي العربي للحريات جمعية المساعدة القانونية في مصر مركز هشام مبارك للقانون مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة لجان إحياء المجتمع المدني في سورية مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في اليمن الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب المنظمة المغربية لحقوق الإنسان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان مركز دراسات المرأة الجديدة جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان منظمة العدالة الدولية الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان مركز الخيام لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) المرصد السوري لحقوق الإنسان
نسخة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان نسخة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية نسخة إلى المفوضية الأوربية نسخة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي نسخة إلى منظمة الوحدة الإفريقية
إتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل
بـــلاغ إعلامـــي تونس في03 أوت 2006
توجه أعضاء إتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل يوم الخميس 3 أوت 2006 إلى وزارة التربية والتكوين المهني لمقابلة المسؤولين بالوزارة من أجل مراجعة ملفات المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات حسب الموعد المحدد مع مسؤولة الانتدابات بالوزارة بتاريخ 3 أوت 2006 كموعد نهائي لحل الملفات التي قدمها الإتحاد في مناسبات سابقة.
و إثر التحاق مناضلي الاتحاد بمقر الوزارة، تم إعلامهم عن طريق قوات البوليس المتواجدة سلفا، بأن هذه المسؤولة غير موجودة، و أنها في إجازة منذ يومين على الأقل، بالرغم من أنها هي من حدد تاريخ المقابلة، و أنها المعنية بدراسة و استلام الملفات، في فعل أقل ما يمكن وصفه بأنه استخفاف واضح بمعاناة أبناء شعبنا، فما معنى أن “تصيّف” المسؤولة بينما يغرق آلاف المعطلين في بحار من الألم و الأرق في طوابير الانتظار و شوارع التشرد و البحث عن المجهول.
ومع افتضاح تصرف المسؤولة، آثر أعضاء الإتحاد لقاء السيد وزير التربية و التكوين أو ديوان وزارته، باعتبار أن حل ملفات المعطلين ذات أولوية مطلقة، و تستوجب التفاتا من أعلى مسؤولي الإدارة نظرا لبعدها الاجتماعي العميق.
غير أن كبرياء المسؤولين قد منعهم من مقابلة أعضاء الإتحاد، الذين اعتصموا بمدخل الوزارة، حتى تحقيق مطلبهم في الرد على ملفاتهم المطروحة لدى الوزارة منذ أسبوعين على الأقل.
و قد توصل أعضاء الإتحاد إلى تقديم قائمة إسمية بالمعطلين مع تصنيفهم حسب اختصاصاتهم، مع ملحق بنسخ من شهاداتهم و بطاقات هويتهم، لكن حقهم في مقابلة مسؤول عن ديوان الوزير ذهب أدراج الرياح، حيث قامت قوة من أكثر من خمسين عون بوليس بالاعتداء اللفظي و الجسدي المباشر على جل الموجودين داخل بهو الوزارة و خارجها أمام عموم المواطنين مما خلف أضرارا متفاوتة لدى أغلب الرفاق.
و أمام هذه الطريقة الهمجية التي تفضح احتقارا واضحا للطبقة المناضلة و المثقفة من شعبنا، فإن أعضاء إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل يؤكدون:
– تمسكهم باتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل – رفضهم لإحالة كل الإدارات التونسية للملفات الاجتماعية لوزارة الداخلية. – مقاومتهم الثابتة لكل أشكال العنف ضد أعضاء الإتحاد بما في ذلك المسلط من قبل البوليس و استعدادهم للدفاع عن الإتحاد بكل الوسائل المشروعة و الممكنة. – اعتبار ما قامت به وزارة التربية تنصلا واضحا من مسؤوليتها في التشغيل، و إحالة كل الملفات إلى مسؤول واحد (كبش فداء) ضعفا فادحا في الهيكل الإداري للوزارة. – عدم تخليهم عن مطلبهم في مقابلة مسؤولي الوزارة و عزمهم متابعة ملفاتهم بها رغم كل الصعوبات و المضايقات و الإرهاب المنظم.
هذا، و يدعوا أعضاء الإتحاد كل المعطلين و اللجان الجهوية للالتحاق لتوحيد الحركة النضالية، و كل المنظمات و الهيئات السياسية و الحقوقية و الاجتماعية لمساندته للدفاع عن حق الشغل قبل كل الحقوق. عن التنسيقية الوطنية المنسق العام سالم العياري
المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين
بــيــان
إن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين المجتمع اليوم 01/08/2006 على اثر الاعتداء السافر الذي تعرض له النقابيون على أيدي عناصر أمنية بالزي المدني مساء الاثنين 31/07/2006 أمام مقر الاتحاد المحلي بتطاوين المدينة حيث انتظم تجمع عمالي دعت إليه الهيئة الإدارية الجهوية المنعقدة استثنائيا يوم 25/07/2006 لدعم المقاومة و نصرة شعبنا في لبنان و فلسطين.
و بعد استعراض ما حدث و الوقوف على المنعرج الخطير الذي اتخذته الأحداث و التداول في ملابسات الاعتداء ، فإن المكتب التنفيذي :
– يعبر عن تنديده الشديد بهذا الاعتداء و يحمل العناصر الأمنية التي مارسته كامل المسؤولية . – يؤكد انه لاشيء كان يوجب الاعتداء أو يبرره بحيث أن النقابيين المتجمعين أمام مقر الاتحاد المحلي لم يبدر منهم أي استفزاز لقوات الأمن أو تحرك باتجاه الشارع الذي كان أصلا مطوقا بالفرق الأمنية و مغلقا بالحواجز من كل الجهات بل كانوا ملتفتين إلى مقر الاتحاد يصغون إلى كلمة الأخ فتحي بقير الكاتب العام للاتحاد الجهوي التي كان يلقيها من الطابق الأول . – نشدد على أن حادث الاعتداء لم يكن عرضيا أو فرديا بل كان منهجيا و منظما بحيث مارسه عدد كبير من الأعوان بالزي المدني الذين اعملوا أيديهم و أرجلهم في الحاضرين ركلا و صفعا و لطما في سيل من الشتائم و الاعتداءات اللفظية. – نطالب الجهات المعنية بمحاسبة المعتدين و فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات بالنسبة إلى من أعطى الأوامر و من تولى التنفيذ ردا لاعتبار النقابيين و حفظا لكرامتهم و احتراما لمواطنتهم و مواطنة كل من يسعى لممارسة حقه المشروع في التعبير عن رأيه و تبليغ صوته المساند لشعبنا المستهدف بالإبادة في لبنان و العراق و فلسطين. – نؤكد على إن ما حدث لن يزيد النقابيين بجهة تطاوين إلا تصميما على المضي قدما في ممارسة حقوقهم النقابية و المدنية و لن يثنيهم عن تنفيذ مقررات الهيئة الإدارية الوطنية الاستثنائية في هذا الظرف العصيب الذي تمر به أمتنا. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل داعما للمقاومة نصيرا لقضايا الأمة و قيم التحرر و الإنعتاق عن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي الكاتب العام: فتحي بقير
تطاويــــن : عناصر أمنية تعتدي على النقابيين وممثّلي الأحزاب السياسية
مشهد مستفزّ حقّا ذاك الذي عاشته مدينة تطاوين مساء الاثنين 31 جويلية 2006، إذ طوّقت تعزيزات أمنية مقرّ الاتحاد المحلي للشغل بالمدينة وقامت بسدّ المنافذ إليه بحواجز حديدية ساهمت البلدية في إحضارها ونصبها في نقاط مخصوصة للحيلولة دون وصول المواطنين إلى حيث كان يزمع الاتحاد الجهوي للشغل ومختلف أطياف المجتمع المدني والسياسي التلاقي في تجمّع حاشد للتنديد بالعدوان الصهيوني على الشقيقتين لبنان وفلسطين.. لفت الحضور الأمني الكثيف انتباه المواطنين إذ لم يروا له مثيلا منذ سنين وذهب بهم الظنّ مذاهب شتّى في تفسيره… وخال بعضهم أنّ أمرا جللا قد حدث وتساءلوا مذهولين عن سرّ هذه الجحافل من العناصر الأمنية المنتسبة إلى الفرق المختلفة والمستنجد بها من ولايات مجاورة… لم يكن حضور المواطنين من الكثافة بحيث يشكّل هاجسا أمنيا لدى السلط، ولم تظهر على الحاضرين أيّ علامات تفيد تحفّزهم للتخريب أو تنبئ عن ميولات لارتكاب أعمال عنف أيّا كان نوعها. كانت أيديهم خالية من أيّ شيء عدا أعلام تونس ولبنان وفلسطين والعراق وبضع لافتات كتب عليها ما يعتمل في نفوسهم من مشاعر تفيض بالغضب والسخط لتخاذل النظام العربي الرسمي عن نصرة الأشقاء الذين أبت أمريكا وربيبتها إسرائيل إلاّ أن تتخذا من أجسادهم مطايا للعبور نحو “شرق أوسط جديد” صهيوني الملامح… كانوا مواطنين مسالمين استصرختهم ضمائرهم الحيّة لإطلاق صيحة تمزّق الصمت المريب وتهتف بكلمة حقّ في زمن غشيته ظلمات الغطرسة والعنجهية، فلم يجدوا من ملاذ آمن أفضل من فضاء اتحاد الشغل فقصدوه وقبالته تجمّعوا وما كاد الأخ فتحي بقير، الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل يرفع صوته بالجمل الأولى من بيان المكتب التنفيذي حتّى اندفعت عناصر من البوليس السياسي تهاجم المتجمعين مشبعة إيّاهم ضربا وصفعا وركلا دون أن يصدر عن الحاضرين أيّ استفزاز يمكن أن يكون مسوّغا لكلّ ذلك، لأنّ الجميع كانوا يصغون بانتباه إلى كلمة الكاتب العام. وكان عنفا أعمى لم يستثن كبيرا أو صغيرا. ومن المعتدى عليهم الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل الذي نال لطمة على صميم وجهه ومزّق قميصه وتناثرت أزراره بما يبرهن أنّ نيّة الإهانة مبيّتة لإبلاغ رسالة واضحة إلى النقابيين وسواهم مفادها أنّ لا أحد يعلو على يد البوليس الباطشة وطال العنف عددا من النقابيين منهم الإخوة كمال عبد اللطيف وعمر الوحيشي وعبد اللطيف الحداد وسلاّم الجليدي والطاهر بومخلاء وعادل بوفلغة ومختار بن حفصة والشريف بريني ونجيب لعبار ومن ممثلي الأحزاب السياسية الأخ الحبيب الخرشاني عن الديمقراطي التقدمي. وكانت أمسية مروعة وقف فيها المواطنون على حقيقة ملموسة ملخصها أنّهم ممنوعون من التعبير عن آرائهم وأنّ الفضاء العام مملوك للحزب الحاكم والفرق الأمنية وأنّ “مواطنتهم” سليبة ويتطلّب استرجاعها تضحيات جساما ونضالات متّصلة. صمد النقابيون وممثلو الأحزاب السياسية في وجه العنف ” الأمني” وردّدوا شعارات الحرية والكرامة وندّدوا بالعدوان الغاشم وتواصوا بإعانة أشقائهم بالمال والدواء. وبعد تدافع دام ما يربو عن الساعة مع قوات الأمن، شنفت فيها آذانهم بشتى عبارات الشتيمة والوعيد، التحق المتجمّعون بصالة الاتحاد المحلي حيث عقدوا اجتماعا أشرف عليه أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وشارك فيه ممثلو الأحزاب السياسية فحضر عن الديمقراطي التقدمي الأستاذ الحبيب الخرشاني وعن حركة التجديد المناضل المبروك العيدودي وعن الوحدوي الديمقراطي الأخ الهادي عزوز وعبّروا عن بالغ سخطهم إزاء ما قامت به العناصر الأمنية من تجاوزات في حقّ المواطنين وما اتسم به سلوكها العنيف من تعدّ على الحريات وإهانة للنقابيين والمثقفين من أبناء الجهة وطالبوا بالتحقيق فيما حدث ومحاسبة المعتدين. وقد عبّر ممثلو الأحزاب السياسية عن تضامنهم مع الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ومع النقابيين جميعا وحيّوا الاتحاد العام التونسي للشغل الذي ما انفكّ يحتضن نضالات المواطنين ويفتح لهم مقراته. وقرّرت قيادة الاتحاد الجهوي للشغل الدعوة إلى هيئة إدارية استثنائية عاجلة للتداول في انتهاك حرمة الاتحاد وإهانة النقابيين واتخاذ القرارات الكفيلة بالردّ على ذلك. ولن ينسى أبناء تطاوين أنّهم أهينوا وضربوا لا لشيء سوى أنّهم احتجوا بطريقة سلمية على العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين في بلاد ضاق صدر سلطتها بأبسط تعبيرات التضامن مع شعب يتعرض للإبادة. ولن يمنّوا أنفسهم بالحصول على جواب لسؤال يتردّد في ضمير كلّ مواطن : هل جزاء الاحتجاج على العدوان الاعتداء على المحتجين؟ !
مصباح شنيب
متفرقات
سامي نصر الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستـير عقدت بمقر الاتحاد الجهوي صباح يوم 24 جويلية هيئة إدارية حضرها 5 من أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي و19 إطارا في غياب الكاتب العام الجهوي الذي وصل متأخرا إلى مقر الاتحاد بعد انقضاء الاجتماع. وقد أجمع الأعضاء الـ24 الحاضرون على اعتبار الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير غير معنيّ بمسيرة 24 جويلية مؤكّدين تفاجأهم بمقترح المسيرة المشتركة مع التجمع الدستوري في الوقت الذي لم يعرف فيه للحزب الحاكم الخروج في مسيرات للتعبير عن رأيه بل دأب على توظيف وسائل القمع التي تسيّرها الدولة.
ونبّه الاتحاد الجهوي إلى أنّ اتخاذ قرار مركزي بخصوص المشاركة يستوجب مراجعة وتشاورا بين جميع هياكل اتحاد الشغل. بنزرت: رفض الترخـيص لمسـيرة تقدم فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم الأربعاء 19 جويلية 2006 بمطلب كتابي للسيد والي بنزرت قصد الترخيص له بتنظيم مسيرة سلمية للتضامن مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني غير أنّه تم الاتصال يوم الجمعة 21 جويلية 2006 مساءا بعلي بن سالم رئيس الفرع وإعلامه شفهيا أنه “يتعذر السماح للفرع بتنظيم مسيرة بمدينة بنزرت و بإمكان المنخرطين المشاركة في المسيرة التي ستنظم بيوم الاثنين 24 جويلية 2006 بتونس العاصمة” !!
و على اثر هذا الإعلان تم تطويق أهم شوارع المدينة و ازدادت التعزيزات الأمنية حول مقر الفرع المحاصر منذ قرابة السنة وتمّت ملاحقة النشطاء بالمقاهي و بشوارع المدينة في محاولة من قوات الأمن لشل أي تحرك محتمل رغم أن هيئة الفرع لم تعلم الرأي العام بتاريخ المسيرة و مكان انطلاقها. …و قمع مسـيرة في القـيروان دعا الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان إلى تجمع نقابي يوم السبت 22 جويلية 2006 تنديدا بالعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان وفلسطين. لكن منذ صباح السبت تحولت الشوارع المؤدية للاتحاد إلى ثكنة أمنية تتواجد فيها فرق مختلفة جاءت من جهات عديدة. ومع بداية التجمع بدأت هذه الفرق بمحاصرة المتجمعين من كل الجهات لمنعهم من الخروج في مسيرة. وكالعادة في مثل هذه المناسبات وقع الاعتداء على العديد من النقابيين – بمن فيهم أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل – ضربا وركلا وشتما.
( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )
تونسية تفوز بملكة الجميلات العربيات
بينما كانت الطائرات الاسرائيلية تقــتل المدنيين جنوب لبنان والفلسطينـــــيين في قطاع غزة كانت شرم الشيخ المصرية تشهد مسابقة ملكة جمال العرب! وهو أمر محير حقا يجعلنا نتساءل عن المسؤول عن اقامة هذه المسابقة في هذا التوقيت، وكيف يمكن ان تقف بنات العرب ليتسابقن علي لقب الجمال بينما العار يحيط بالعرب من كل مكان، حيث يواجهون موقفا يعكس عجزهم وقلة حيلتهم وانقسامهم! اننا نخجل من هذه المسابقة التي اقيمت فوق ارضنا فقد كانت سقطة سياسية واخلاقية ما كان ينبغي ان نقع فيها وهناك عشرات ومئات الجثث التي يتم دفنها كل يوم في مشاهد حزينة لم تعهدها الامة العربية من قبل
من تقرير حسن كروم بالقدس العربي4-8-2006
فنانون يلغون حفلاتهم في قرطاج.. تضامنا مع لبنان
قرطاج (تونس) ـ ا.ف.ب: ألغى ستة فنانين بارزين من تونس ومن دول عربية اخرى، مشاركتهم في الدورة الحالية من مهرجان قرطاج الدولي «إجلالا للدم اللبناني الذي يسفك» بسبب الهجوم الاسرائيلي، وفق ما اعلن مدير المهرجان أمس (الاربعاء).
وقال رؤوف بن عمر «إن السهرات الغنائية للفنانين اللبنانيين ملحم بركات وأميمة الخليل وفضل شاكر والإماراتي حسين الجسمي والتونسيتين لطيفة وصوفيا صادق، قد تم إلغاؤها اجلالا للدم اللبناني الذى يسفك يوميا».
وكانت المطربة التونسية لطيفة قد وجهت نداء الاحد الماضي، ناشدت فيه الفنانين العرب تشكيل قافلة لإيصال المساعدات الانسانية الى لبنان عبر الحدود السورية او عبر الجسر الجوي الاردني.
وأشار بن عمر الى ان السهرات الغنائية التي تم الغاؤها، تم استبدالها بعروض سينمائية عالمية. على صعيد ذي صلة، رفض الفنان حسين فهمي أخيرا، تجديد تعاقده مع منظمة الأمم المتحدة، التي كانت قد اختارته سفيرا للنوايا الحسنة منذ نحو خمسة أعوام، معلنا تنازله عن اللقب عقب مشاهدته لمشاهد المجزرة البشعة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا.
ويختتم مهرجان قرطاج فى السادس عشر من اغسطس (آب) الحالي بعرض للفنان التونسي لطفي بوشناق. بحث أميركي: الإنسان يشم إشارات الجاذبية الجنسية (المصدر: صحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم3 أوت 2006)
تلفزيون تونسي جديد لدعم التراث الموسيقي المغاربي
Fri Aug 4, 2006 1:01 PM GMT
تونس (رويترز) – قال منشيء أول قناة لتلفزيون الواقع في تونس انه يتطلع الى نشر التراث الموسيقى المغاربي في العالم وتدعيم الوحدة المغاربية على المستوى الثقافي. وقال رجل الاعمال التونسي نبيل القروي في مقابلة مع رويترز ان المنطقة المغاربية تكتنز موروثا ثقافيا هاما سيسعى لتفجيره من خلال قناته التي ستخصص مسابقات غنائية ضخمة لمشاركين مغاربة وستبث برامج اخرى تعني بابراز خصوصيات شعوب المنطقة الحضارية.
وسيبدأ في وقت لاحق هذا العام ارسال اول قناة (نسمة تي في) وهي فضائية تعنى باستقطاب مشاركين مغاربة في برامج غنائية.
وفي البرنامج ستعيش مجموعة من المغنين الشبان من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وأيضا مغاربة مقيمين في فرنسا في منزل واحد معا ويتم تصوير مجريات حياتهم يوميا في الوقت الذي يتنافسون فيه للحصول على عقود لتسجيل اغانيهم والفوز بجوائز مالية طائلة.
ومثل هذه البرامج اصبحت تثير طموحات عدد كبير من الشبان العرب سعيا لتحقيق حلم الشهرة والنجومية.
لكن منذ انطلاق هذه البرامج في الفضائيات العربية لم يتوصل اي مشارك مغاربي الى الفوز في المسابقة وكان الفائزون في اكثر الاحيان من الخليج.
وتبلغ تكلفة هذه القناة نحو 30 مليون دينار وفقا للقروي.
ويرى القروي أن الموسيقى المغاربية مازالت غير متدوالة بالشكل الكافي حتى في العالم العربي نفسه وان الفضائيات العربية تركز على الاغنية المشرقية.
ومضى يقول “شبان المغرب العربي في حاجة لفضاء اقليمي لتفجير مواهبهم بعد ان اقتصرت الفضائيات الاخرى على بث الفن الشرقي وغاب عنها المغاربة”.
واضاف “حتى الفنانون المغاربة الحاضرون هناك يغنون مشرقيا مثل صابر الرباعي من تونس وفلة عبابسة من الجزائر”.
وسيشارك في البرنامج (ستار اكاديمي المغاربي) 14 مشاركا من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ومغاربة في فرنسا.
وأجرى نحو اربعة الاف شاب تونسي الاختبارات في الاونة الاخيرة بينما تجري حاليا في باقي البلدان المغاربية اختبارات مماثلة.
وستبث القناة برامجها على القمر الصناعي هوت بيرد ونايل سات.
واشار مؤسس القناة انه سيكون جيدا ان تعيد القناة بث تسجيلات مجموعة ناس الغيوان المغربية على سبيل المثال لاهمية ذلك بالنسبة للجيل المغاربي الحاضر الذي لا يعرف هؤلاء الاقطاب.
وبالمنطقة المغاربية العديد من الانماط الموسيقية التراثية المتميزة مثل موسيقى الراي الجزائرية والمألوف التونسية والقناوة المغربية.
وقال القروي ان (نسمة تي في) تلفزيون مغاربي يهدف ايضا الى خلق “لغة مغاربية شعبية مشتركة بين بلدان المنطقة”.
ولاتزال انشطة اتحاد المغرب العربي الثقافية والاقتصادية محدودة للغاية.
من طارق عمارة (المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء 4 أوت 2006 )
وفاق المظاهرة
إضاءة أمّ زياد كانت في الأوّل مظاهرة مرخّص لها ينظمها اتحاد الشغل مع بقية مكوّنات المجتمع المدني لنصرة لبنان والاحتجاج على جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها إسرائيل في لبنان.
بعد يوم من الإعلان عن المبادرة ودعوة الأطراف إليها أعلم الاتحاد أحزاب المعارضة والجمعيات المستقلّة أنّ الحزب الحاكم مشارك في هذه المظاهرة.
بعض الأحزاب والجمعيات المستقلة رفضت السير مع التجمّع في مظاهرة واحدة لسببين، أوّلهما أنّ الحكومة التي تمثّل التجمّع لا تحمل نفس الموقف الذي يحمله المجتمع المدني المستقلّ مما يحدث في لبنان، بل تميل إلى اتخاذ مسافة حياد مما يحدث إذا لم نقل تواطؤا سرّيا واصطفافا إلى جانب أمريكا، وثانيها أنّ هذا الحزب البوليسي هو الذي يشترك مع الحزب الحقيقي في اضطهاد المناضلين ومنعهم من التحرك. وبعض الأحزاب الأخرى قبلت بالسير مع التجمع باسم الوفاق من أجل قضيّة كبرى لا تحتمل الاختلاف وهي قضية لبنان.
لقد وُظّفت المظاهرة وأعلن عنها في التلفزة كمظاهرة منظمة من قبل التجمع و”الأحزاب والجمعيات الوطنية” وبالطبع لم يظهر في الصوت والصورة الأحزاب والجمعيات غير الوطنية… وكان إهانة بأتمّ معنى الكلمة ودرسا معادا مكرّرا مئات المرات في أنّ النظام لا أمان له ولا حدّ للؤمه وتغريره وغدره.
إنّ اللبنانيين أنفسهم وبرغم أنّ قذائف إسرائيل لا تفرّق بين فصائلهم لم ينسوا التباين فيما بينهم ولم يغيّروا مواقفهم وتحالفاتهم وإن اتحدوا في مبدأ احتضان مواطنيهم والتخفيف من معاناتهم. وقد فهموا أنّ الوفاق الحقيقي يبنى بشروط وفي ظروف أخرى غير الظرف الذي تم فيه “وفاق المظاهرة”.
نسأل بعد هذا عن مصير الشراكة والتحركات الجماعية التي أرسيناها سواء بين الجمعيات أو في حركة 18 أكتوبر ؟؟
ملاحظة “بسيطة”
قوات البوليس منعت محلات بيع الأعلام وصنع اللافتات من أي تعامل مع الأحزاب والجمعيات المستقلة.
( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )
المسـيرة الرسمـية و بعثرة صفوف المجتمع المدنـي
عمر المستيري مرّة أخرى أحدثت عروض السلطة بعثرة ملفتة داخل صفوف أحزاب المعارضة والنسيج الجمعياتي إذ اختلفت المواقف واحتدت النقاشات – حتى بين أفراد نفس التنظيم- بين متحفظ ومتفاعل. انطلقت الفكرة متزامنة داخل الأوساط الثلاثة – الأحزاب والاتحاد والجمعيات – لكن مشروع المسيرة النقابية سرعان ما طغى على الساحة مما دفع بالنسيج الجمعياتي إلى التفاعل معه والشروع للانضمام إليه وبدأت الاتصالات والتحضيرات على هذا المنوال. صبيحة الجمعة 21 جويلية انعقد اجتماع طارئ بالمقر المركزي لاتحاد الشغل شارك فيه ممثلو الجمعيات والأحزاب – بما في ذلك الأحزاب البرلمانية وجمعيات مقرّبة للتجمّع مثل جمعية الصحافيين – ودار النقاش حول مقترح المسيرة المشتركة مع الحزب الحاكم تقدّم به عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل. وانقسمت المواقف إذ عبّر الديمقراطي التقدّمي عن تغليبه لـ”الاعتبارات الوطنية” في اتفاق مع التجديد في حين أبرز كل من التكتّل والنساء الديمقراطيات عن تحفظاتهم مبرزين ضرورة الرجوع إلى الهياكل قبل تبليغ الموقف النهائي وتفاجأ الحاضرون بالتحفظات التي أبداها إسماعيل بولحية الأمين العام لحركة الديمقراطيين الموالية للسلطة والتي تلحّ على نزعة الحزب الحاكم القوية في السيطرة والتوظيف وسعيه لتهميش الآخرين… إلاّ أنّ هذه التحفظات لم تدفعه إلى العدول عن المشاركة مع التجمعيين، والظهور معهم في الصف الأوّل ! اجتماع ولاية تونس
يوم السبت 22 جويلية انعقد اجتماع ثاني في مقرّ ولاية تونس للانكباب على النواحي التقنية والتنظيمية وبتركيبة مختلفة إذ لم يحضر الاجتماع إلاّ الأطراف المقرّبة من السلطة واتحاد الشغل مما دفع بعبد السلام جراد إلى التعبير عن استغرابه من استبعاد عدد من الأطراف فأجيب أنّ الدعوة وجّهت إلى الهياكل الممثّلة “داخل البرلمان الذي كما هو معروف يمثّل كافة الشغب..”.
في النهاية وكما هو معلوم قرّر كل من التكتّل وهيئة المحامين والنساء الديمقراطيات وبتبريرات مختلفة عدم المشاركة في حين انضمت الرابطة إلى المسيرة. إلاّ أنّه سبقت هذه المواقف النهائية استشارات حثيثة رأت بعض هذه الجهات يدّعي أنّه أرفق حضوره بشروط مفادها حضور ممثّل في الصف الأمامي والتمتّع بالحرية الكاملة في رفع لافتاته والانسحاب إذا لم تحقّق هذه الشروط. كما سجلت داخل أطر ثانية ضغوط لدفعها للمشاركة في مسيرة موحّدة مع التجمّع الدستوري رغم ما لحق هذه الأطراف من محاصرة واعتداء من ميلشياته والملفت إن هذا الحماس أتى من أناس تميّزوا بحرصهم على استبعاد أي نوع التعامل مع بعض الجمعيات الحقوقية بادعاء أنّها جمعيات إسلامية. مساعي حثيثة تفضي إلى حضور هزيل
المسيرة كانت مناسبة أخرى للتوظيف من قبل التجّمع وتهميش الحضور الضعيف لجميع الأطراف الأخرى بما فيها الاتحاد حيث فرضت فرق البوليس السياسي بالتعاون مع ميليشيا التجمّع سيطرتها الكاملة على مجرى الحدث وأقدمت على تعنيف بعض النقابيين من بينهم محمد الطرابلسي عضو المكتب التنفيذي (الذي تعرّض أيضا إلى سرقة هاتفه الجوال) ومحمّد الشابي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بأريانة. من ناحية ثانية لقد جاء حضور بعض الوجوه البارزة للإسلاميين، مثل السيد علي العريّض الناطق الرسمي السابق لحركة النهضة، مثيرا للانتباه. ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )
حوادث 5 أوت 1947 : الدرس
محمد شقرون
في مثل هذا اليوم من كل سنة يحي الشغالون التونسيون والتونسيات ذكرى 5 أوت 1947 التي شهدت مصادمات عنيفة بين قوى الاستعمار والنقابيين وفي طليعتهم الزعيم النقابي المرحوم الحبيب عاشور بطل تلكم الحوادث.
ورغم ما تعرض له أبناء الاتحاد من عسف ومحاكمات وسجن فقد واصل الاتحاد مسيرته بعزم واصرار بل أن تلكم الأحداث وغيرها قد زادته قوة وتعلقا بالمبادئ النقابية النبيلة التي ضحى من أجلها رموز الحركة النقابية التونسية كمحمد على الحامي و بلقاسم القناوي وفرحات حشاد وأحمد التليلي والحبيب عاشور .
وبفضل تلك المبادئ والتضحيات اكتسب الاتحاد العام التونسي للشغل مكانة متميزة بوأته ليكون شريكا في تحرير الوطن وبناء الدولة الوطنية وتحقيق عديد المكاسب الاجتماعية .
على أن الاتحاد قد انتابته خلال العشريتين الأخيرتين مظاهر الانحراف والزيغ عن المبادئ النقابية الأصيلة على غرار ما حصل سنة 1985 عندما وضعت السلطة القائمة آنداك الحبيب عاشور تحت الاقامة الجبرية بوصفه أمينا عاما وحرضت البعض من مقربيه وفي طليعتهم عبد السلام جراد للانقلاب عليه وتعويضه بالعلوش لتسليم الاتحاد فيما بعد لولي نعمته اسماعيل الآجري .
كما تكرس هدا النهج الانحرافي في مؤتمر سوسة حيث ساد الاحتراف والارتزاق حتي رحيل السحباني الدي تحمل لوحده ودون غيره ضريبة التجاوزات الجماعية ونهب المنظمة ممن يحيطون به وفي مقدمتهم عضده الأيمن وشريكه عبد السلام جراد الدي تنكر له بعدما كان المدافع عنه “برا وبحرا وجوا” مثلما قال بالأمس ويقول اليوم بشأن حسن نصرالله في خطبه الاستهلاكية ابتزازا لوجدان الجماهير لغايات انتخابية بحتة، ويحتفظ السحباني بملف شريكه مغناطيسيا لنشره في الوقت المناسب.
ومند مؤتمر جربة ، وبعد فشل التصحيح وتفشي مظاهر الانحراف في القطاعات والجهات زيادة على ضعف القيادة وتلاعب جراد ، يحق للنقابيين الصادقين فى مثل هده المناسبة التاريخية طرح الأسئلة التالية،
1. الى متى المتاجرة بأرواح الشهداء و نضالات رموز الحركة النقابية بحثا عن المشروعية التاريخية الغائبة ولهثا وراء الكرسى في مؤتمر القادم خلافا لما كان قد أعلنه في جربة اد أقسم أنه لن يترشح مرة أخرى للأمانة العامة؟
ألا يكفيه ابتزاز ذكرى وفاة بلقاسم القناوي وركوب دكرى محمد على بقابس وتوظيف دكرى أحمد التليلي بقفصة واستغلال ذكرى الزعيم الحبيب عاشور الدي خانوه حيا اد أقالوه وزجوا به في السجن “ليكرموه” بعد وفاته في ظل الصمت المخزي لبعض الحاضرين الدين يتغافلون عن الحقائق المرة ويتجاهلون حقيقة موقف الحبيب عاشور من عبد السلام جراد وأمثاله
2. الى متى يواصل عبد السلام جراد ابتزاز وجدان العمال والشعب التونسي متظاهرا بتبني القضايا القومية وهو الذي يمتطيها لغايات انتخابية بحتة شأنها شأن عدة قضايا مصيرية حيث يتلون كالحرباء بحسب الحضور والمناسبة ويتلاعب راقصا على كل الحبال معتقدا أن حيله تنطلي على الجمعيات والمناضلين والمعارضة والسلطة بينما يعرف الجميع حقيقته اد يقول الشيئ ويفعل نقيضه “المسيرة”، اضراب التعليم الثانوي والأساسي، الاضراب الاداري، مجلس المستشارين والقائمة تطول .
3. الى متى ركوب المحطات التاريخية والقضايا المصيرية وتوظيفها من أجل المواقع والامتيازات عموما من طرف جراد وأمثاله بصفاقس خصوصا حيث يطلق عبد السلام جراد العنان للمتقاعد مثله محمد شعبان الذى غادر الشعبة المهنية مند 30 عاما ليستولى على الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ويعود حاليا للتحالف مع بعض الأجنحة من الدستوريين القدامى أصدقاء الأمس وبعض الأعراف ليهيمن على جهة صفاقس ككل محاطا بالبلطجية وأصحاب العضلات المفتولة ملحقا أضرارا جسيمة بالعمال والمؤسسات و بمصداقية العمل النقابي وبالتنمية بالجهة مهددا كل من يخالفه الرأي بالانتقام منه في المؤتمر العام حتى يضل الجميع صامتين بخصوص ارتهان العمال وتفليس المؤسسات لغايات أصبحت مفضوحة
ان ذكرى 5 أوت تمثل مناسبة هامة للمقارنة بين شهداء الاتحاد ورموزه التاريخيين ومناضليه وبين أمثال جراد ومحمد شعبان ولتقييم مسار “التصحيح” الفاشل والكشف عن تلاعب الأمين العام الحالى وغطرسة الكاتب العام الجهوي للشغل بصفاقس الدي انتصب حاكما فاتقا ناطقا بجهة صفاقس معتبرا نفسه فوق قوانين الاتحاد والبلاد على حساب العمال والمؤسسات وصار بعبعا مخيفا بالجهة والمنظمة. فمتى يتم وضع حد لهدا المسار المتدني؟
وأمام انسداد السبل واستحالة الاصلاح من الداخل ، ألا يحق للنقابيين الأحرار أن يفكروا عاليا في بدائل أخرى للعمل النقابي القائم على المبادئ الأصيلة والقيم النبيلة والوفاء لرموز الحركة النقابية بعيدا عن الاحتراف و الانحراف والارتزاق والابتزاز وطمس الديمقراطية باعتماد التوريث والاحتكار للمسؤوليات النقابية القيادية.
محمد شقرون
الكاتب العام السابق للاتحاد الجهوي للشغل بتونس الكبرى
أيها المنافقون في تونس
“لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم…”
الحبيب أبو وليد المكني مع بداية العدوان على الأراضي الفلسطينية إثر عملية الوهم المتبدد ثم العدوان على لبنان ارتفعت أصوات في تونس تحتل عضوية بعض المجالس الديكورية في صلب النظام التونسي أ و تتقلد مواقع في أجهزته الإعلامية لترتقي إلى منزلة الناطق الرسمي عنه أو تؤلف ما يسمى بالمبادرة الديمقراطية ذات التوجه الاستئصالي المعروف ، ارتفعت هذه الأصوات لتقدم تحاليل تصل إلى المبالغة في نصرة المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان و تزايد على الإسلاميين أنفسهم في بث روح الممانعة و المقاومة و التصدي،وتتناول الإدارة الأمريكية بكل النعوت الكافية لوضعها ضمن قائمة العناصر الإرهابية و لا تتردد في تناول الدول الغربية الأخرى بشتى الأوصاف التي تعيدنا إلى مراحل حركات التحرر الأولى …و مع أننا نعرف جيدا من هؤلاء .. إلا أن حلو حديثهم و قوة حججهم و روح الحماسة التي يتكلمون بها أو يكتبون بها تجعلنا أحيانا نصل إلى محاولة إقناع أنفسنا بأن القوم يمكن أن يكونوا قد عادوا إلى رشدهم و أدركوا الحقائق التي كانت فيما مضى غائبة عنهم .
و عندما نجهد أنفسنا أكثر في استقصاء أسباب هذه الاستفاقة المعلنة على الفضائيات و صفحات الجرائد الأولى . ولما نحاول أن نفهم سبب هذا الهيام الجديد بقوى المقاومة نجد أن الجماعة فيما يكتبون يحرصون على الربط بين قيم الديمقراطية و حقوق الإنسان و الدول التي تناصر العدوان بكل الأشكال ، وهذه تحتاج منا إلى نظر سوف نأتي عليه بعد قليل .
أما لما نتمعن في مضمون النصوص التي يكتبونها في مناصرة المقاومة و أهلها ، فإننا نكتشف التباين الذي يشق هذه القوى فبعضها لا يجد مانعا في التحدث عن حماس و حزب الله ، و بعضها يتحفظ عن ذكر هذه الأسماء لما يحمله في أعماقه من كراهية و عداء لكل ما له صلة بالدين الإسلامي . فتراه يذكر المقاومة الوطنية في فلسطين و لبنان و كأنه يتحدث عن مرحلة السبعينات من القرن الماضي وهو الذي أوجع رؤوسنا بقصة المفاهيم الحية التي تتطور يتطور الأزمان و المكان و رفضه المطلق لمفاهيم الثبات ،
وبعض هؤلاء كانوا قبل فترة قليلة يحبرون مقالات مدفوعة الأجر يربطون فيها بحبل متين بين الحركات الإسلامية أيا كان نوعها بالتخلف و الإرهاب و يحملونها وزر كل الأزمات التي يشهدها العالم اليوم و يستشهدون في ذلك بحماس و حزب الله و حركات الجهاد و إيران والسودان و بالتالي يبررون كل السياسات القمعية التي تنتهج في حقها بما في ذلك ما تفعله إسرائيل في الأراضي الفلسطينية . وهم اليوم يقولون الشعر في التغني بالمقاومة التي ترفع رؤوسهم في السماء و تكتب بتضحياتها شهادات البطولة والفداء التي ستفتح للأمة طريقها لتجاوز كل أزماتها… و يصبون جم غضبهم على الحكام العرب الذين وفروا الغطاء للعدو حتى يقوم بعدوانه على لبنان.
1 ــ إذا عرف السبب بطل العجب
طبعا نحن لا نتحدث عن كل النخب التونسية و لكن فقط عن أولئك الذين عرفناهم عبيدا للسلطة المستبدة و خدما لسدنتها وهم اليوم يتقدمون الصفوف المعبرة عن مساندة المقاومة في فلسطين و لبنان ، ولا ندري كيف يوفق هؤلاء بين مساندة السلطة في بلدهم التي لم تترك سبيلا إلا و عبرت فيه عن الانخراط في مشروع الشرق أوسط الكبير وهو لا يزيد عن كونه مشروع إسرائيل الكبرى حتى أن المرء لا يجد صهيونيا واحد لا يبارك سياسة النظام التونسي اليوم و يتأخر عن الشهادة لفائدته في كل المحافل الدولية .
لا ندري كيف يوفق هؤلاء بين الهرولة للتطبيع مع إسرائيل التي تمثل السمة الأساسية للسياسة الخارجية التونسية رغم معارضة الشعب التونسي لذلك ، و التحمس لقوى المقاومة و إعلان التضامن معها بل أكثر من ذلك المشاركة من خلال المداخلات في الفضائيات العربية و الكتابة في الجرائد عن صحة توجهات المقاومة و صوابية رهاناتها و الثقة في قدرتها على الصمود ، و في المقابل التأكيد على خيانة الأنظمة العربية ــ إلا نظاما واحدا ــ و التي أبدت مواقف تنسجم مع قراءاتها التقليدية للأوضاع و ارتباطاتها الدولية المكشوفة بل المزايدة على ما يسمونه بقطاع من الديمقراطيين العرب الذين يراهنون على الغرب كما يقولون حتى يساند بفعالية التحولات الديمقراطية الناشئة في المنطقة ،
و المسألة كما نعلم ليست إلا انسجاما مع المنهج الذي يتبعه النظام التونسي منذ فجر السابع من نوفمبر 1987م وهو منهج يقوم قبل كل شيء عن المفارقة بين الشعارات المرفوعة و السياسات المتبعة داخليا و خارجيا ، و فيما يشبه اليوم بالبارحة كلنا يتذكر المواقف المعلنة لهذا النظام أيام حرب الكويت 1990 ـ 1991م و السياسة التي كانت بالفعل متبعة من أصحاب القرار في البلد و التي تتلخص في الوقوف إلى جانب التحالف الدولي بقيادة أمريكا و التي أصبحت معروفة بعد ذلك و كان التبرير جاهزا وهو أن السلطة اضطرت لإعلان تلك المواقف في إطار ما رأته مناسبا لمسايرة الشارع و استثمار ذلك في حرب الاستئصال التي كانت تشنها على الحركة الإسلامية .
فاليوم كذلك بقوم المنافقون و الانتهازيون و زبانية السلطة بدورهم في مسايرة الشعب التونسي لضمان عدم خروجه عن السيطرة و منع التحامه بقيادات المعارضة الأصيلة المتمثلة في أعضاء هيئة 18 أكتوبر و من يقف وراءهم ، و هكذا نفهم لماذا وقع استبعاد هذه القيادات من المشاركة في مسيرة الاثنين حيث زاد عدد الرايات النوفمبرية عن شعارات التضامن مع الأشقاء في لبنان تماما كما وقع أيام حرب الكويت عندما دعت السلطة لمسيرة شعبية شرّكت فيها مختلف الأحزاب المعترف بها و الغير معترف بها باستثناء حركة النهضة التي دعت لمسيرة في اليوم الموالي وهو نفس العمل فعلته قوى المعارضة الحقيقية هذه الأيام عندما نظمت مسيرة الثلاثاء بعد أن منعت السلطة كل المسيرات التلقائية التي كان يمكن أن تشهدها مختلف جهات الجمهورية ..
2 ــ الوطنية ..الاستقلالية قبل الديمقراطية
تؤمن السلطة التونسية أنها تفرض سيطرة كاملة على البلاد بفضل ما تملكه من أدوات البطش و وسائل الرقابة و المحاصرة و ما يتوفر لديها من العملاء و المتملقين و الانتهازيين و الطامعين و أبواق الدعاية و ما تستند إليه من الدول الكبرى و ما تتحكم فيه من ثروات البلاد التي توزعها كما شاءت على من شاءت . وهي تدرك إلى جانب ذلك أنه بقي للمعارضة أن تستفيد من المنظمات و الأحزاب و الجمعيات و الدول التي يهمها أن تنتشر قيم حقوق الإنسان و الديمقراطية تناغما مع المبادئ التي قامت عليها هذه الدول أو خدمة لمصالحها الحيوية ، ثم أن الأمور في العالم اليوم لم تعد تسمح للأنظمة الديكتاتورية أن تفعل ما تشاء مقابل من تقدمه من خدمات للقوى المهيمنة على العالم ، و ما جرى في أوروبا الشرقية و أمريكا اللاتينية و العراق و أفغانستان ، دليل على ذلك دون أن ندخل في التفاصيل التي قد نختلف حولها . و لأنها لم تنجح في كبت كل الأصوات الداعية لاحترام حقوق الإنسان و العاملة من أجل إرساء الدولة الديمقراطية و تخشى أن تكتسب هذه القوى مصداقية في الداخل بين الجماهير العريضة وتستفيد مما لها من صداقات في الغرب و امتداداتها بين أفراد الجاليات التونسية المنتشرة في مختلف العواصم بالعالم مما قد يؤدى مع الأيام إلى تغيير حقيقي في موازين القوى، لذلك رأت من المفيد أن تلعب ورقة الاستقلالية مقابل الإدعاء بأن قيادات المعارضة يعملون لحساب الأجانب المتربصين بالبلاد في حين أنها تعظ بالنواجذ على استقلالية قرارها ، فالصراع في تونس ليس بين معارضة تريد الديمقراطية وسلطة مستبدة و لكنه بين جماعات قليلة من عملاء الغرب و سلطة وطنية لن تفرط أبدا في استقلالها و حريتها …؟؟؟, فهناك الثقافة الوطنية مقابل الفكر الدخيل و المواقف التي تستقوي بالأجنبي ؟؟؟ ..أما الديمقراطية فإن السلطة الوطنية ..؟؟ تؤمن بها كما تؤمن بحقوق الإنسان و هي تملك أسلوبا تونسيا صرفا في تنزيلها بين الناس كالغيث يبدأ قطرا ثم ينهمر ـو نحن نطبق الديمقراطية منذ عشرين سنة قطرة ،قطرة و لم ينهمر الغيث لأسباب طبيعية بحتة تتعلق بعوامل مناخية تجعل البلاد في نطاق شبه جاف ..؟؟ هكذا الأمر وصدقوا أو لا تصدقوا ..
و في هذا السياق تأتي العبارات المتكررة كل حين على ألسنة رأس السلطة و أعضاء الديوان السياسي و بقية البطانة من القريب و البعيد ، العبارات التي ترفض الدروس المملاة من الخارج في هذا المجال ، رغم أننا لا نرفض أبدا الدروس الابتدائية التي تأتينا من صندوق النقد الدولي الذي لا يترك فرصة تمر دون التنويه ببلادنا باعتبارها من أنجب تلاميذه ..؟؟
الدروس هذه نرحب بها إن جاءت في شكل أوامر و إرشادات لا تؤثر في سلطاننا و تسمح بتدفق الأموال من بنوك أوروبا و أمريكا في شكل مساعدات و قروض فيصل نصيب منها لجيوبنا و يسجل الباقي دينا على الأجيال القادمة و ننفق منها كما نشاء على عملائنا في الداخل والخارج و نحول دون أن تستفحل أزماتنا الاقتصادية فتتجاوز حدود السيطرة .
فالمعروف أن تونس منذ زمن بعيد لا تملك أي سياسة خارجية تخرج قيد أنملة عن الإملاءات الأمريكية و كل ما تفعله هو رفع شعارات وطنية بالمناسبات لمسايرة الشارع ثم تمضي في مواقفها المتطابقة مع ما تسميه بالشرعية الدولية التي نعرف جميعا ماذا تعني …
فأين هي الاستقلالية التي يتحدثون عنها ؟ و أين هو القرار التونسي المستقل ؟ و أين هو التباين في سياسة تونس الداخلية و الخارجية مع خيارات العولمة المتوحشة ؟ …
المسألة لا تعدو كونها “ملعوب” يراد به التغطية على عمالة و خيانة حقيقية بالحديث عن استقواء بالأجنبي و تهديد استقلالية البلاد كتهمة توجه للمعارضة لحرمانها من بعض مصادر قوتها …
هم يريدون أن يصنف النظام التونسي بكثرة الثرثرة عن الاستقلالية و الوطنية ضمن معسكر المقاومة لتحقيق هدف لا يخفى علينا وهو امتهان هذا المصطلح مثلما فعلوا مع غيره من مصطلحات الديمقراطية و التغيير و احترام حقوق الإنسان و دولة القانون و المؤسسات …
3 ــ لن تنطلي . علينا أكاذيبهم …
لن تنطلي علينا ادعاءاتهم بمناصرة المقاومة في لبنان و فلسطين لسبب واضح هو أنهم يجمعون بين هذه الدعاوى التي يروجونها على كل صعيد ومباركتهم لسياسة قتل و اضطهاد امتداداتها الأصيلة في تونس و المتمثلة أساس في الحركة الإسلامية . فهم لا يتركون فرصة تمر دون التصدر لتبرير الاستئصال و القمع و القتل البطيء في حق رجال المقاومة التونسية بمختلف أطرافها ، يعملون على كبت أنفاسهم و تشويه سمعتهم و القضاء على روح الممانعة و الصمود وفرض ثقافة الهزيمة و الخنوع و الاستسلام بين الناس من خلال التستر عن التعذيب و الإذلال و المحاصرة و انتهاك حقوق الإنسان مما أدى إلى استشهاد العشرات أولهم عثمان بن محمود و آخرهم الهاشمي المكي رحمهم الله ..
هم يساندون الولايات المتحدة فيما تسميه بحربها على الإرهاب بدون تمييز بين المقاومة المشروعة والأعمال المشبوهة فيعاقبون على النوايا و يحاسبون على الهوى .فكم من شاب عبر لقرينه عن استعداده للالتحاق بالمقاومة في العراق فوجد نفسه تحت التعذيب الرهيب قبل أن يزج به و طائفة من أصدقائه في غياهب السجون ،وكم من رجل وقع في أيديهم وكان عائدا من سوريا أو باكستان ، أحيل على المحاكم التونسية و صدر في حقه حكما جائرا يصل إلى خمسين سنة سجنا ، لأن المراد هو إرهاب التونسيين و حملهم عن تخلي عن كل ما يفيد المقاومة و نصرة الأشقاء في محنهم ، و المطلوب هو القضاء على روح الممانعة و التصدي و انتزاع قيم الرجولة و الشرف و الكرامة من النفوس ، تماما كما هي أهداف العدوان الجديد الذي ينفذ ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد …
أبعد هذا يمكن أن نصدق أن النظام في تونس يساند المقاومة ؟
هم يساندون المقاومة هناك كما يدعون و لا يكلفهم ذلك إلا الكلام بينما يتأخرون عن نصرة المقاومة وهي بين ظهرانيهم ولعل الكثير منهم له جار أو قريب يتعرض منذ سنين طويلة للتنكيل ، بل أنهم يشاركون في تحمل مسؤولية ذلك التنكيل ، من خلال ما يكتبونه عن هؤلاء وما يقومون به من مداخلات على الهواء نعرف جميعا ما وصلت إليه من التهافت و الكذب الصريح .و بعضهم يتحملون المسؤولية كاملة من خلال المواقع التي يشغلونها ضمن هياكل هذا النظام .
إن الذين يعادون المقاومة في بلدانهم لا يمكن أبدا أن يكونوا مناصرين للمقاومة في فلسطين ولبنان ليس لأن هوية هذه المقاومة هي إسلامية فقط فنحن نشهد أن فصائل عديدة من القوى الوطنية تنخرط فيها وتقدم التضحيات الجسام و لكن لأننا نعلم علم اليقين أنهم لا يتظاهرون بذلك إلا لمسايرة الرأي العام وحماية السلطة المستبدة التي وضعوا أنفسهم في طاعتها و خدمة سياساتها أما ما يقولونه من كلام خلاف ذلك فهو لا يزيد عن كونه دليل نفاق أو كذب …
4 ــ برهان بسيس لم يتأخر عن كشف نفسه
تابعت ما يقوله هذا الكاتب منذ بداية العدوان على الأراضي الفلسطينية فوجدت أنه يقول كلاما جيدا ، يكتب مقالات يناصر فيها القضايا الوطنية بل يصرح في البرنامج الحواري الذي يشرف عليه في قناة ANB بأنه يقف إلى جانب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله و يشاطره كل آرائه التي عبر عنها خلال الأسابيع الأخيرة بل يتجاوز ذلك إلى التنويه بحركة حماس وما تقدمه من تضحيات في سبيل شرف الأمة وكرامتها و يحمل على العرب الذي يناصرون إسرائيل في عدوانها علينا ، الحقيقة الرجل كان وطنيا فيما يقول و يكتب و يجعل المرء ينتظر منه المزيد ، لكن ما بالطيع لا يتغير و لن يتأخر المريب حتى يقول خذوني ، فقد عثرت له على مقال في جريدته الصباح في ركن البعد الآخر الصادرة في غرة أوت 2006م التي يطالعها أولياء أمره .يتحدث فيه عن مناصرة الشعب اللبناني طبعا و يهاجم مواقف الدول العربية المتخاذلة و المتواطئة مع الصهاينة لكنه يعود إلى طبيعته المتزلفة لما يقبل على التنويه بسيده و ولي نعمته صاحب القرار التونسي فيكتب فيه قصيدة مدح عصماء يثمن فيها مواقفه الشجاعة التي ينفرد بها من دون بقية الحكام العرب و يسجل ابتكاراته في نصرة لبنان و منها إعلان الحداد ثلاثة أيام وهو إجراء كما يقول لم يتخذه أحد قبله و لا بعده ـ ناهيك عن قراره الشجاع بدعوة التونسيين بالتبرع بالدم لفائدة ضحايا العدوان و فتح حساب بنكي لجمع التبرعات ، وكلها إجراءات تجعل البلد ينخرط بالكامل في المعركة إلى جانب أشقائه و إخوانه في فلسطين ولبنان ؟؟ . شقشقة لفظية ومعزوفة قديمة لن يقدم عليها إلا متملق محترف أو منافق منحرف ، أولا لأن هذه الإجراءات لا ترتقي أبدا إلى المستوى الذي اتخذته دولة عربية أقل حجما من تونس حتى لا نتحدث عن غيرها وهي الأردن ، وهي ركن أساسي في المحور المتواطأ مع العدو كما يؤكد صاحب المقال ، ومعلوم أن هذه الدولة قد أقامت حسرا جويا بينها وبين لبنان لتمكين المساعدات من التدفق على الشعب اللبناني إلى آخره …، فأين هي مساهمة تونس بالمقارنة مع مساهمة هذه الدولة الصغيرة ؟ …
ونحن لا نشك أن الشعب التونسي لن يتأخر عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين بما يملك ، بل لعلنا لا تخطئ عندما نزعم أن النظام التونسي هو الذي يقف حجر عثرة أمام هذا الدعم حتى أننا نشك أن تصل التبرعات الممنوحة إلى مستحقيها و نتوقع أن يباع قسم من الدماء المتبرع بها لمن يدفع أكثر ..تلك هي سمة ملازمة للمخادعين و المجرمين ومن لا يتقي الله في مواطنيه و أهله لا ينتظر منه أن يفعل شيئا لفائدة الغريب و البعيد .
و إن كانت مساندة المقاومة و تضحياتها ستكون على طريقة النظام التونسي التي ينوه بها برهان بسيس و أمثاله فلن نطمئن أبدا لمصداقيتها Benalim17@yahoo.fr
المقاومة والكيان المزروع والفراغ التاريخي
عبد الرؤوف العيادي لعلّه من المفيد في سياق فهم مَا يجري هذه الأيام من منازلة بين المقاومة في فلسطين ولبنان من جهة وآلة الحرب الصهيونية التذكير بحقيقة يتغافل عنها الكثير وهي أنّ ما يسمّى بدولة إسرائيل لم تظهر إثر تشكّل تاريخي عادي وإنما قامت بموجب قرار أمميّ صادر عن هيئة أممية ليس ضمن اختصاصها- طبق ما جاء بمواد ميثاقها- بعث الدول. وهو ما عكس في الواقع إرادة الدول العظيمة آنذاك في زرع كيان بالقوة متوسّلين ما يسمى بالشرعية الدولية والمنظمة الأممية لا غير. لذلك كانت السمة الأساسية التي طبعت هذا الكيان هي الفراغ التاريخي الذي قام عليه وهو ما جعله مرفوضا داخل الحدود التي اقتطعتها العصابات الصهيونية المهاجرة من أوروبا الشرقية وغيرها من بلاد العالم، أو خارجها في المحيط العربي فكان الهدف الأساسي الذي يسعى إليه هذا الكيان هو ما أطلق عليه بالبقاء والأمن، وهو مَا يفسّر انتفاخ الظاهرة العسكراتية به، وَ بنائه بالتعاون مع الدول الغربية الداعمة لـَهُ دعما غير محدود جيشا قويّا يحقّق التفوّق النوعي على جيوش دول الجوار العربي. ولمعالجة هذا الفراغ التاريخي اعتقد قادة هذا الكيان أنّه يمكن فرض وجوده والاعتراف به من طرف الدول المحيطة به عبْر الحرب الخاطفة كوسيلة ينتج عنها هزم الجيوش النظامية العربية واحتلال المزيد من الأرض بما يسمح لها بالمفاوضة حول مقايضة الأرض بالاعتراف والتطبيع.
وبعد خوض خمس حروب مع الدول العربية المجاورة خرجوا منها منتصرين، شع قادة الكيان الصهيوني أنّهم حققوا الكثير من الهدف المرسوم في فرض اعتراف الأنظمة العربية بهم والقبول بالتعايش معه.
والواقع أنّ مَا بلغه الكيان الصهيوني من هدف في الاعتراف به كان عبر قرار من أنظمة سياسية تفتقد للشرعية الديمقراطية تمّ زرعها هي أيضا داخل مجتمعاتها بتخطيط ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية، بما أفضى إلى وجود ثنائية محيط شعبي بقي على رفضه للكيان المزروع وعدائه لـَهُ وأنظمة مجاورة معترفة به أو مطبّعة معه سياسيا.
وفي ظل انعدام سلطة مركزية قوية ظهرت المقاومة في لبنان ثم بالأراضي المحتلة بفلسطين لتصبح التعبير عن رفض الكيان الصهيوني وَ التطلع إلى تحرير الأرض من الاحتلال وقد تمكّنت على تواضع سلاحها من تحقيق نصر سواء في لبنان أدّى على الانسحاب الإسرائيلي من جنوبه سنة 2000 أوْ في الأراضي المحتلة إذ حملت إسرائيل على الإنسحاب من غزة سنة 2005.
وعلى خلفية هذه الثنائية بين الأنظمة الرسمية العربية ومَا تقيمه من علاقة تحالف وتعاون مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وَ المقاومة وعمقها الشعبي يدور الصراع في أبعاده المتعددة وخاصّة منها البعد الفكري والإيديولوجي والذي اكتسى شكل المواجهة بين ثقافة التطبيع والاستسلام التي تنكر شرعية المقاومة وتقرنها بالإرهاب وثقافة المقاومة التي تؤكد شرعية التصدّي للاحتلال بسائر الوسائل وَ تحرير الأرض المحتلّة.
والمتتبع لأحداث المواجهة الجارية الآن بين المقاومة وآلة الحرب الصهيونية يسجّل تورّط إسرائيل في حرب إبادة ضد المدنيّين وضرب البنية التحتية للبلاد بما يترتب عليه من حرمان من أبسط المرافق والخدمات من كهرباء وماء ونقل.
فالواضح أن العمليات الحربية التي تنفّذها إسرائيل هذه الأيام لا تستهدف الأرض وإنما المواطن اللبناني والفلسطيني كرمز للمقاومة ورفض الاحتلال وهْو مَا يؤشّر إلى تورّط إسرائيل في معركة مخسورة إذ أفلحت المقاومة في تحقيق الاندماج الكامل بين مظاهر العمل العسكري والسياسي والعقائدي بما لا يتيح للعدو اختراق وتحقيق المكاسب التي تصبح موضوع مفاوضة ومساومة.
وإذا كانت أدوات الشرعية الدولية والقوّة العسكرية والضغوط الاقتصادية والمالية قد ثبت فاعليتها في تعامل إسرائيل مع الدول العربية، فإنّ هذه الأدوات تبقى غير فاعلة في مواجهة مقاومة ميزتها التماسك بين مكوّنات قوّتها المادية والمعنوية. ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )
شرف كونداليزا
أمّ زياد جيش صهيوني بلا إنسانية ولا أخلاق يقصف لبنان منذ أكثر من أسبوع فيشوي لحوم الأطفال ويقطع أجسادهم ويسمل عيونهم. وتأتي كونديليزا رايس لتقول إنّ كل هذه الأهوال مجرد آلام مخاض تبشّر بشرق أوسط جديد. فأيّ شرق تريد “كوندي”؟؟
لا يمكن للمولود الذي تعلن عن ميلاده القابلة “كونداليزا” أن يكون شرقا ديمقراطيا كما يزعم بلدها. فالديمقراطية هي آخر شيء تتمناه أمريكا والغرب عموما لبلدان منطقتنا، اللهم إلاّ أن تكون ديمقراطية على الطريقة العراقية وأبلغ دليل على ذلك دعم أمريكا والدول الغربية لأنظمتنا الاستبدادية المتنكرة بأقنعة ديمقراطية مفضوحة الكذب واشتراكها في جريمة تخريب بلد يُعدّ نموذجا عربيا في الحداثة والتحضر والحريات والديمقراطية.
الشرق الذي تحلم به أمريكا وتعلن عن ميلاده الفاتنة كونداليزا التي كان شارون “يُجنّ بساقيها” هو غرب منزوع السلاح ماديا ومعنويا منزوع الكرامة منزوع الهوية يعيش ويفكر ويشعر وفق مصالح وإملاءات البيت الأبيض والكيان الصهيوني ممثله في منطقتنا… ولكن هيهات وعزّ… وبعُدَ: فلن تحصل كوندي على الشرق الذي تريده بالضبط.
قد تستطيع أمريكا – بل هي استطاعت بعد- أن تنصب على بلداننا حكاما يأتمرون بأمرها ويمنحونها امتيازات استعمارية على حساب حقوق الإنسان العربي بأنواعها فهؤلاء الحكام – الموجود منهم والآتي- أثبتوا وسيثبتون استعدادهم لتقديم كل التنازلات والتفريط في الأرض والعرض من أجل كراسي العار التي يستميتون في التشبث بها. ولو ساومتهم كوندي في ذلك واشترطت عليهم أن يجعلوا من أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم وصائف لها لأذعنوا للشرط. ولكنّ أمريكا لن تستطيع أبدا أبـدا أن تجعل الشعوب تقبل بتلك الدمى قبولا حقيقيّا وأن تقحمهم قسرا في عقول الناس وقلوبهم ولهذا ستبقى الدمى الحاكمة في منطقتنا مكروهة من شعوبها مرمية عن قوس واحدة ومرمية بالرصاص أحيانا وكلما تجاوز تنازلها خطوط الاحتمال وتهيّأ مع فقدان الاحتمال غضب أهوج جنونيّ :
– بإمكان أمريكا أن تضغط على ملوكنا الأرانب حتى يغيّروا مناهج تعليمنا كما تريد هي وكي يهمّشوا ثقافتنا وإرثنا ليجعلوا منه شبح ثقافة وضربا من الفولكلور شبيها بإرث الهنود الحمر وكي ينصّبوا رجال دين يفتون في الإسلام كما يريد المحافظون الجدد. ولكنّها لن تضمن وجود المدرّسين الذين يطبّقون المناهج الممسوخة ما بقي فينا حسّ تربوي أصيل. ولن تستطيع تحويل إرثنا إلى فولكلور ما دمنا متمسّكين بروعة لغة الضاد وبشعر المتنبّي وأبي تمام… ونزار قباني أيضا. ولن يكون لأمريكا إسلامها ما تردد في أجواء مدننا وقرانا صوت الأذان وتهاليل العيدين ورمضان وغيرها من مظاهر تغلغل الإسلام الشعبي في ديارنا.
– بإمكان أمريكا أن تضغط على حكّامنا الدمى حتى يحاصروا روح المقاومة بمختلف أنواعها وحتى يقبلوا بالتطبيع مع العدوّ الصهيوني فيزداد عدد السفارات الصهيونية في عواصم بلداننا. ولكنّها لن تستطيع قط أن تضمن نجاح هؤلاء الحكام في قبر المقاومة لأنّ المقاومة ردّ فعل طبيعي على الاحتلال ولا مجال للوقوف في وجه الطبيعة. كما لن تستطيع أن تحمل القلوب والنفوس على التطبيع مع عدوّ سيظلّ في نظرنا عدوّا إلى أجل غير منظور. ولن تزيدنا الهجمة الوحشية على لبنان وما يحيط بها من تواطؤ أمريكي مفضوح وتخاذل عربي رسمي إلاّ كراهية للكيان الصهيوني ولأمريكا. أمّا حكامنا فكراهية الشعوب لهم في غير حاجة إلى المزيد.
ثمة شيئان اثنان تستطيع أمريكا إنجازهما بالتأكيد وقد بدآ بعد بالتشكّل وهما :
1- تثبيت وتعميم الكراهية لإسرائيل وحماتها حتى يطال ذلك شرائح المثقفين والديمقراطيين في منطقتنا الذين ظلّوا إلى حدّ الآن يتمسّكون بالحوار والشرعية الدولية وحقوق الإنسان والمساواة بين البشر والحداثة وغيرها من الشعارات الجميلة التي لن تلبث أن تتقوّض أمام الخراب الذي يصيب اليوم بلدا يجسّد كل هذه القيم ويعتبر نموذجا لها في كل المنطقة العربية وسيعني هذا قبر الحوار بين الحضارات الذي يتشدق به ليحلّ محلّه صراع الحضارات الشيء الوحيد الذي نعانيه اليوم. كما يعني قبر الاعتراف بالوجود الإسرائيلي وإمكانية التعايش بين إسرائيل ومحيطها.
2- أن تتراجع المقاومة الشريفة والمشروعة التي تعلن عن نفسها وتتقيد بالحدّ اللازم من الخطوط الحمر في إنجازاتها لتحلّ محلّها مجموعات مؤدلجة ومتطرّفة تبثّ الرعب وتنشر الدمار داخل بلداننا وخارجها كما رأينا في نيويورك وواشنطن ومدريد ولندن ومصر والمغرب واليمن وستتعزز صفوف هذه الجماعات لا محالة بالآلاف من شبابنا اليائس والمهمّش والشاعر بالعار والذلّ من تخاذل حكامنا وصلف القوى المسيطرة على منطقتنا.
هذا هو الشرق الذي تريده كونداليزا وذاك هو الشرق الذي ستحصل عليه إذا استمرّ بلدها في العدوان علينا، ونحن لا نريد لا هذا الشرق ولا ذاك فالشرق الجديد الذي نريد هو ذاك الذي بدأ مشروعه منذ نهاية القرن التاسع عشر وحملت فكرته ولا تزال أجيال من رواد النهضة والتحديث في منطقتنا بمختلف حساسياتها. نريده شرقا محررا من الاحتلال والتبعية لجميع أنواعهما محررا من الاستبداد والفساد الداخليّين ينعم أهله بالحرية والكرامة وحقوق الإنسان ويعتزّون بحمل هويته وينفتحون على الآخر من موقع الندية والتبادل الشريف ويعتمد الديمقراطية منهجا في إدارة مؤسساته واختلافاته.
ولن نألو أمريكا وحليفتها إسرائيل جهدا لمنعنا من تحقيق هذا المشروع ولن نألو جهدا لمنعها من منعنا… والأيام دول. ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )
الجدل الحقوقي حول الحرب على لبنان
لطفي حيدوري أثار موقف المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان جدلا في بلادنا يتعلّق بمدى صرامتها في إدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان. وكانت التعليقات الصادرة في الإعلام الرسمي التونسي تتضمّن أشد الانتقادات لهذه المنظمات واتهامها بالتحيّز و”التصهين” خاصة فيما يتعلقّ بالنزاع العربي الإسرائيلي. ولكن في غمز واضح باتجاه المنظمات المستقلّة التونسية التي تجمعها بتلك المنظمات الدولية روابط متينة من التبادل والعمل المشترك والمساندة. والهدف من تلك الحملة التي أطلقت في الصحف التونسية كان هو التشكيك في المرجعية الحقوقية.
وبالعودة إلى ما صدر عن 4 جهات حقوقية هي هيومن رايتس ووتش الأكثر إثارة للجدل ومنظمة العفو الدولية والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وجدنا بالفعل مادة مثيرة للجدل حتى داخل الأوساط الحقوقية، إلى أيّ مدى يمكن أن يتم تبرير التقتيل والتدمير في خطاب حقوقي يزعم الحياد؟ وفي نفس الوقت يمكن لطرف معيّن في النزاع أن يستخدم ذلك الخطاب القانوني والحقوقي لصالحه. هكذا حصل التباين في نوعية المواقف برغم وقوفهم على أرضية واحدة. فجميع المنظمات أدانت طرفي النزاع في استهداف المدنيين والمنشآت ولكن درجة الموقف تفاوتت بحسب ما ارتكب كل طرف على الأرض. أمّا الحسم في القضيّة فقد جاء صريحا على لسان الفدرالية والشبكة الأورو متوسطية في المطالبة بوقف الحرب وإنهاء الاحتلال. أمّا بقية المنظمات فقد التزمت موقفا كلاسيكيا مدرسيا يتبنّى الحيادية في التعاطي مع الواقع بالإمكان قراءته إيجابا أو سلبا. التمترس بالمرجعية ومعالجة النتائج
منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إنّها تلتزم في موقفها الحياد الصارم حسب مرجعية القواعد القانونية التي تنطبق على مختلف الأعمال التي قام بها كل من حزب الله وإسرائيل في النزاع الجاري. وهي قواعد القانون الإنساني الدولي المعروف باسم “قانون الحرب” والتي تحكم الطريقة التي يجب أن تتصرف بها أطراف النزاعات المسلحة أثناء الأعمال القتالية.
وقالت المنظّمة إنّ القانون الإنساني الدولي يسمح بأسر جنود الأعداء. لكن من الواجب معاملة المحاربين الأسرى معاملةً إنسانية في جميع الأحوال. واعتبرت استخدام الأسرى لغاية التفاوض يمثل نوعاً من أخذ الرهائن. وأخذ الرهائن كجزءٍ من النزاع المسلح أمرٌ يحظره القانون الدولي بشدة بموجب كل من المادة 3 والقانون الدولي العرفي، وهو جريمةٌ من جرائم الحرب.
النزاع الحالي بين إسرائيل وحزب الله خاضعٌ لمعاهدة دولية إضافة إلى قواعد القانون الإنساني الدولي العرفي. وتحدد معاهدة جنيف الثالثة لعام 1949، وخاصة المادة الثالثة العامة منها، معايير الحد الأدنى التي يجب أن تلتزمها جميع أطراف النزاع الذي يدور بين دولة (كإسرائيل) وبين طرفٍ ليس بدولة (كحزب الله).
وبوصفه، كما تقدم، جماعة سياسية وعسكريّة وطرفاً في هذا النزاع مع إسرائيل، فهو ملزم بممارسة القتال بطريقةٍ تتفق مع القانون الإنساني الدولي العرفي.
وصرّحت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الشرق الأوسط في المنظمة أنّ الصواريخ التي أطلقها حزب الله قد تبلغ من قلة الدقة حداً يجعل التحكم بها أمراً غير ممكن، وإلى أنها تستخدم في استهداف مناطق ذات صفة عامة. وأنّ حزب الله يطلق رؤوساً حربية ذات استخدام عسكري محدود، ومن شأنها أن تسبب معاناة جسيمة للضحايا.
وفي المقابل طالبت هيومن رايتس ووتش إسرائيل بعدم استخدام الأسلحة العشوائية وقال كينيث روث، المدير التنفيذي: “إنّ القذائف العنقودية أسلحةٌ لا يعتمد عليها وقليلة الدقة إلى حدٍّ غير مقبول عند استخدامها على مقربةٍ من المدنيين، ولا يجوز استخدامها أبداً في المناطق المأهولة”.
أمّا فيما يتعلق بضرب الأهداف المدنية خلال الهجمات الإسرائيلية على لبنان فقد نبّهت هيومن رايتس ووتش إلى أنّ الهدف الحقيقي غير المصرح به لمهاجمة المطار فقد يكون تحديداً إلحاق أضرار كبيرة بالمدنيين اللبنانيين لحملهم على الضغط على حكومتهم للجم حزب الله. ومن غير المشروع بموجب القانون الإنساني الدولي استخدام القوة العسكرية للضغط على السكان المدنيين ولزيادة معاناتهم وتدمير معنوياتهم. وللسبب عينه الذي يجعل استهداف معنويات المدنيين أمراً غير مشروع، تكون مهاجمة المرافق التي يقتصر عملها على صياغة الرأي العام أمراً غير مشروعٍ أيضاً. بل يجب أن يكون الرد على البث ببثٍ مقابل، وأن يُرد على الدعاية بالدعاية.
وقد دعت منظمة العفو الدولية مجلس الأمن الدولي إلى تبني تدابير عاجلة للتصدي للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والتي تتضمن جرائم حرب، وإلى حماية المدنيين “نظراً لأن هؤلاء، ومعظمهم من اللبنانيين ولكن أيضاً من الإسرائيليين، هم الذين يدفعون الثمن بالدرجة الأولى”. ودعت إلى أن يأمر مجلس الأمن الدولي بتجميد جميع عمليات توريد المعدات العسكرية إلى إسرائيل وحزب الله إلى حين اتخاذ كل طرف من الطرفين التدابير المناسبة لضمان عدم مهاجمة المدنيين والأهداف المدنية.
وقال مالكوم سمارت، مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية: “يتعين على إسرائيل أن توقف فوراً هجماتها ضد المدنيين وضد البنية التحتية المدنية في لبنان، التي تمثل عقوبة جماعية. ويجب على إسرائيل احترام مبدأ التناسب عندما تستهدف الأهداف العسكرية أو الأهداف المدنية التي يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية”. وقال مالكولم سمارت: “على حزب الله أن يتوقف عن شن هجمات ضد إسرائيليين مدنيين وأن يعامل الجنديين اللذين أسرهما في 12 أوت بإنسانية وأن يمنحهما فوراً فرصة الالتقاء بممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر”. واتهمت منظمة العفو الدولية القوّات الإسرائيلية بشنّ هجمات متعمدة على أهداف مدنية في أنحاء مختلفة من لبنان. وذكّرت بأنّ اتفاقية جنيف الرابعة تحرّم “العقوبات الجماعية وجميع تدابير الترهيب المماثلة أو أعمال الإرهاب” (المادة 33). ووفقاً للمادة 147 من الاتفاقية: “يعتبر التدمير على نطاق واسع … الذي لا تبرره الضرورة العسكرية، والذي يتم على نحو غير قانوني وبدناءة”، وكذلك أخذ الرهائن و”التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية” خروقات جسيمة لاتفاقيات جنيف تمثل جرائم حرب”. معاداة الحرب أوّلا
دعت الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان في بيان وقّعه رئيس الشبكة كمال الجندوبي إلى الوقف الفوري لقتل المدنيين والتوصّل إلى وقف إطلاق النار في مناطق النزاع التي يتعرض فيها المدنيّون لهجمات دون تمييز. والامتناع عن استهداف أهداف عسكرية عندما يكون من المتوقع أن هذه الهجمات سوف تتسبب بضرر شديد للمدنيّين.
كما دعت الشبكة بشكل صريح إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وأن يقوم الاتحاد الأوروبي بممارسة الضغط على جميع الأطراف لاحترام القانون الإنساني الدولي. أن يقوم جميع الأطراف باحترام سيادة لبنان. وحثّت الشبكة الاتحاد الأوروبي على أن يعتمد على اتفاقيات الشراكة التي تعاقد عليها مع الأطراف المعنية لاحترام حقوق الإنسان.
ودعت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير عاجلة لضمان سلامة وحماية المدنيين اللبنانيين من خطر كارثة إنسانية محدقة. وقالت الفدرالية إنها لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي في الوقت الذي يتم فيه تهجير نصف مليون لبناني وسقوط أكثر من 300 ضحية للقصف الإسرائيلي.
ونددت المنظمة بجانبي النزاع في استهدافهم للمدنيّين. وقالت إنّ إسرائيل تقوم بعقوبات جماعية ضد اللبنانيين باستهدافها للموارد والمنشآت المدنية وقوافل المساعدات الإنسانية في خرق واضح للفصل 33 من معاهدة جينيف. وطالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته لحماية المدنيين ودعت إلى وقف فوري للحرب.
ودعت إلى إنشاء قوة دولية على الحدود بين طرفي النزاع ولضمان سلامة المدنيين وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية.وحثّت الفدرالية دولة سويسرا على الدعوة إلى اجتماع الأطراف الكبرى الموقّعة على اتفاقية جينيف الرابعة لتحمّل مسؤوليتهم في تفعيل الفصل 146 من الاتفاقية منة أجل متابعة مرتكبي الانتهاكات ومعاقبتهم. ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين تونس في: 03/08/2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
الحلقة الخامسة:
ضرورة وحدة الأمة العربية والإسلامية والوقوف إلى جانب المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين. والإسراع بعقد قمة عربية عاجلة قبل يوم 10 أوت 2006.
على بركة الله أواصل الكتابة والمساهمة بالرأي والفكر والقلم والوجدان والإحساس وبشعور وطني عربي صادق وبوفاء المناضلين المخلصين الصادقين الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل إسعاد الغير وعاشوا لغيرهم. وفي هذا الإطار أجدد مشاعر الوفاء والامتنان والإكبار لدور الشجعان الأبطال في حزب الله.
حزب العهد والميثاق والشرف
هذا الحزب ورجالاته الأبرار الأبطال الذين عاهدوا الله سبحانه وتعالى على الجهاد في سبيل الكرامة والشهامة العربية وإعلاء كلمة الإسلام. ورابية الإسلام وكلمة التوحيد
لا إله إلا الله محمد رسول الله
هؤلاء الرجال الذين خيروا الشهادة والقتال في سبيل الله وإعلاء كلمة الإسلام على الحياة الذل والاستسلام والخنوع والركوع والاستعباد والهون والانبطاح للعدو الصهيوني ولمحور الشر وحلفاء الظلم والاستبداد والقهر والطغيان… أمريكيا وبريطانيا ومن حولهم. وان معركة الكرامة والشهامة والشرف أبرزت قوى الخير ومحاور الشر وأكدت للعالم أن قوى الخير هي العليا بحول الله
قال الله تعالى: وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم. صدق الله العظيم.
نعمم ان كلمة الله هي العليا وان النصر والفوز للمقاومة الإسلامية بإذن الله وان ما يجري طيلة 23 يوما على ساحة القتال بجنوب لبنان يؤكد للعالم بان التفوق والنصر للمقاومة ولجنود حزب الله.
قال الله تعالى: وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. صدق الله العظيم.
ومهما كانت قوة العدو وسلاحه العصري وسلاح أمريكيا والقنابل المحرمة دوليا وأخلاقيا في الحرب والتي تم استعمالها ضد الأبرياء والأطفال والنساء في قانة وفي صور وغيرها لا يفل في عزيمة الصامدين ولا يقهر إرادة المؤمنين ولا يخيف الصابرين المخلصين للوطن والمؤمنين بقضية وطنهم وبشعبهم ورغم كل التدمير والقصف العشوائي ومحاولات قتل الأبرياء والأطفال والنساء وتشريد آلاف الأسر من بلدانهم وقراهم ومساكنهم فان الشعب اللبناني الصامد الأبي بكل شرائحه وطوائفه وفيبأته واتجاهاته الفكرية والعقائدية زادته تلاحما وتضامنا وتعاونا وصمودا وحبا للمقاومة الإسلامية ولقائد الملحمة البطولية لحزب الله
الزعيم القائد الشيخ حسن نصر الله نصره الله نصره الله
وان كل الطوائف عبرت عن تمسكها بحزب الله وبالمقومة كخيار للبنان بنسبة عالية مترفعة فاقت 95% أما النسبة القليلة فهي لا تخلو من مكان ولا زمان من عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. والقرءان الكريم ذكر لنا عديد القصص والمواقف، وسور البقرة والتوبة والمائدة والأحزاب كلها آيات بينات ساطعات خالدات والقرءان كله نور من الله وكلام الله، وقال تعالى: ومن أصدق من الله حديثا. صدق الله العظيم.
وتكريسا لجهود الشعب اللبناني المتضامن والمتماسك والواعي بخطورة المؤامرة التي تحاك ضده وضد فلسطين وضد العراق وبالتالي ضد الأمة العربية جمعاء. ولا قدر الله كما قال أحد العلماء وكذلك سياسي كبير مؤخرا لو لا قدر الله فشلت المقاومة في لبنان وفي فلسطين فالمصير حتما يكون كارثة للأمة العربية جمعاء وبعدها يتحول الحرب إلى سوريا وبعدها السودان ومصر وليبيا وغيرها لأن
بوش أعلنها حرب صلبية حرب ضد الإسلام والمسلمين
ثم قالوا زلة لسان ثم كررها وقالوا هفوة وزلة لسان ولكن فعلا كان يدرك ما يقول وهو الآن يقوم بحرب في العراق وأخرى في أفغانستان وثالثة بالوكالة في فلسطين ورابعة في لبنان وخامسة في تلميح متكرر لسوريا وبعدها يشير بلبنان إلى إيران. والقائمة عنده طويلة. سفه الله أحلامه وجعل الله كيده في نحره.
هل فاقت امتنا وقادتنا بهذا الخطر الداهم علينا
اعتقد أن شعور كل الشعوب العربية والإسلامية يتحسس لهذا الخطر وشاعرة الأمة بهذا الطوفان والحقد على الإسلام والمسلمين من طرف بوش وأنصاره وحلفائه. ولكن هل أدرك قادتنا وهل فهموا الطرح وهل استوعبوا الدرس من العراق ومن حاكم العراق الرئيس صدام حسين أم أن العجوز هازها الوادي وهي تقول العام صابة… وهل بعد أكل الثور الأسود مازال الفلاح يطمئن للأسد الذي أكل ثوره الأسود ويعتقد أن الثور الأبيض ليس مصيره كشقيقه الأسود ولو بعد حين … على قادتنا وقفة حازمة شجاعة أمام الطوفان الجارف والطامة الكبرى والإقدام بحماس وعزيمة على عقد قمة عربية عاجلة قبل يوم 10 أوت الجاري 16 رجب الاصم 1427 هجري ويرفعوا أصواتهم في كلمة مدوية صارخة لا للظلم لا لغزو لبنان. لا لضرب فلسطين. لا لتمزيق العراق. لا لضرب المسلمين. لا لإحياء الفتنة. لا للهدم والتفرقة. لا للهيمنة الاستعمارية. ولقادتنا القدرة إذا أخلصو النية واصدعوا بالحقيقة وتضامنوا في كلمة واحدة وموقف واحد نعم للحوار والسلم. لا للهيمنة والاستعباد. نعم للعلاقات والمصالح. لا للظلم والعبودية. نعم للتعاون لصالح البشرية. لا للاستغلال ونهب الثروة والنفط. واخيرا إن لزم الامر المقاطعة الجماعية للدبلوماسية ومنع النفط على امريكيا وحلفائها وهذا حصل في عهد الملك فيصل رحمه الله ومع الزعماء الحبيب بورقيبة وجمال عبد الناصر وهواري بومدنين رحمهم الله.
قال الله تعالى: لمثل هذا فليعمل العاملون. صدق الله العظيم.
ختاما نؤيد مساعي المناضل الكبير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الدولة الجزائرية الشقيقة من مجهوداته الرامية لعقد قمة عربية طارئة قريبا ونتمنى أن تكلل مساعيه بالنجاح والتوفيق والسداد والعون من الله تعالى.
وفي صورة فشل هذه المساعي كما فشلت مساعي الرئيس علي عبد الله صالح رئيس اليمن مؤخرا فعلى قادتنا السلام وعلى القمم ألف رحمة. وإذا نكبر أربعا مثل صلاة الميت ونطالب الشعوب العربية بالتحرك السلمي الايجابي الحضاري للوقوف أمام الطوفان هذا أقوله للتاريخ والله على ما اقول شهيدا. ملاحظة هامة: إذا نجح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في عقد القمة العربية فسوف يكون بدون منازع زعيم القرن الواحد والعشرين كما كان الزعيم الحبيب بورقيبة زعيم القرن العشرين والتاريخ يعيد نفسه. وقد قال بورقيبة عام 75 في القمة العربية إن مؤشرات الزعامة بعدي متوفرة في شخص المناضل عبد العزيز بوتفليقة وفي حجم بورقيبة ولكن اصغر. هل تصدق رؤية بورقيبة؟ محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
بــدون تعليــق
(الجزء الأول)
المشهد الأول :
امرأة أردنية مسنة وفقيرة، تريد إعانة لبنان ومساعدة أهله وذويه، لكن ما في اليد الحيلة التقى عليها الأسودان السن والفقر، ولم تجد غير دجاجتين وسلة بيض حملتهم هذه العجوز ذات 72 خريفا إلى محافظة البلد… قلت الخير يبدأ من هنا، من جيل الماضي، جيل التجارب جيل الارتباط مع المرجعية مع الهوية… رسالة تبني أبعادا شتى، بين الأجيال، بين الأزمنة، بين السماء والأرض، رسالة تذكر القاصي والداني أن هناك… طرق الوعي بالقضية منازل جديدة ودخلت الإرادة والكرامة بيوتا وأحياء من قصدير أو من طوب رغم احباط بعض أصحاب القصور والمكيفات!
المشهد الثاني :
شاب سعودي مقعد لم يجد سوى كرسيه يتصدق به من أجل شباب لبنان وأهله في لبنان… دخل الرجل بكرسيه إلى موقع المعونات وخرج بدونه… قلت يجود الفقير بما عنده ويجود الكسيح بما لا يتصوره عاقل وناقل… أهي الأمة في وحدتها وهي تتجاوز خنادق الاختلاف المعنوي والجسدي؟ أم هو الإحباط عندما يطرق مناطق مؤلمة ومزعجة؟، أم هي فلتة من فلتات الزمان تنتهي بانتهاء منشأها ثم تدخل جحرها؟
المشهد الثالث :
أطفال صغار في إسرائيل يكتبون بابتسام عبارات حقد وكراهية على صواريخ تحشن لضرب أطفال آخرين في أعمارهم وعلى بعد أميال قليلة من حيهم… قلت البراءة لها وجه واحد، طفل عربي يبكي دموعا ودما، تحتضنه قنبلة في مأوى تحت الأرض، يبتسم وهو ملطخ في دمائه، في أحضان أم قد فارقت قبله الحياة! الرسالة وصلت والساعي عاد إلى قاعدته سالما فرحا مسرورا يحمل ردا يقول… هنا لبنان، هنا صعدت روح البراءة، صعدت روح طفل حلمت يوما أن تعيش ككل الأطفال!
بقلم : مواطــن
يمكن مطالعة المزيد من خواطر ” مواطن ” على موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
د. أبو خولة (*)
أصدرت منظمة “هيومان رايتس واتش” بلاغا بتاريخ 18 يوليو الماضي اعتبرت فيه الهجمات الصاروخية لحزب الله على المناطق المدنية الإسرائيلية انتهاكا للقانون الإنساني الدولي مما يشكل على الأرجح “جرائم حرب”. كما جاء في بيان لمنظمة العفو الدولية بنفس التاريخ : “اظهر حزب الله استخفافا بأرواح المدنيين بقصف المدن و القرى عمدا”. و وجه الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “يان ايجلاند” نداء لحزب الله “ليوقف عمله الجبان باختلاطه بين النساء و الأطفال”. و من المعلوم أن حزب الله يقوم عمدا بإطلاق الصواريخ من وسط المنازل السكنية، وهو يعلم علم اليقين أن رد الجيش الإسرائيلي سيستهدف نفس الأماكن و يذب المدنيون الأبرياء نتيجة ذلك.
يذكرنا هذا بإدانة العفو الدولية للعمليات الانتحارية الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين منذ سنتين التي اعتبرتها “جرائم ضد الإنسانية”، و التي وجهت ضربة معنوية قاضية للقضية آنذاك، تبعتها إدانة مماثلة من طرف الرباعية، التي أفقدت الفلسطينيين نهائيا دعم الرأي العام العالمي و أسست لنكباتهم التي تلاحقت منذ ذلك اليوم و بالوتيرة التي نعرف.
و هذا ما يحصل اليوم في لبنان للمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون المسماة بحزب الله، حيث تمثل هذه الإدانة لمنظمات حقوق الإنسان الدولية ذات المصداقية ضربة معنوية موجعة للحزب، الذي استباح الوطن اللبناني لسنوات طويلة، مستقويا على السلطة المنتخبة ديمقراطيا بدعم خارجي مناف للمصلحة الوطنية. كما ستدعم الموقف العربي الحكيم و المسؤول الذي صدر عن السعودية و تبعته مصر و الأردن و الكويت و دول أخرى، الذي اعتبر العملية الأخيرة لحزب الله “مغامرة غير محسوبة لا تخدم المصلحة العربية”، بل تخدم مصلحة إيران التي تعمل جاهدة لاقامة إمبراطورية لها على حساب الأرض العربية انطلاقا من احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث كمقدمة لابتلاع الخليج الذي تصر إيران الإسلامية على تسميته الخليج الفارسي، تماما كما كان الشاه يفعل من قبل.
ستساعد هذه الإدانات العربية و الدولية غير المسبوقة الأغلبية اللبنانية المغلوبة على أمرها على الخروج من صمتها لإدانة ما فعله بها حسن نصر الله بأخذه كل لبنان رهينة، إشباعا لغريزته النرجسية و تنفيذا لاجندات خارجية لا ناقة للبنان فيها و لا جمل. و قد بدا هذا واضحا عند الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي اعتبر ،في البداية، أن الأولوية يجب أن تكون للتعامل مع الهجمة العسكرية الإسرائيلية، ليدعو بعد ذلك بأيام معدودة إلى ضرورة أن تبسط الحكومة سلطتها و وصايتها على الأراضي اللبنانية. كما بادر زعيم الأغلبية البرلمانية سعد الحريري بالمطالبة بضرورة مساءلة الذين تسببوا للبنان في نكبة هو في غنى عنها، مؤكدا بكل وضوح أن للحكومة اللبنانية وحدها صلاحية اتخاذ قرار الحرب. و جاء بعد ذلك التصريح الواضح لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي اعتبر أن “الحكومة اللبنانية هي الناطقة باسم الدولة اللبنانية و هي المعبرة عن كافة الوظائف السيادية لهذه الدولة، و أنها مستعدة لممارسة السيادة الكاملة غير المنقوصة بعد توقف الحرب”. و تبعه بطرح النقاط السبع الذي يقر بصفة واضحة بضرورة بسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل التراب اللبناني الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بنزع سلاح حزب الله.
لكن الضغط المعنوي لن يكفي لكبح جماح منظمة تكفيرية فاشية -ممولة
و مسلحة خارجيا- استهزأت لسنوات طويلة بدماء و أرواح المواطنين و ابسط مظاهر السيادة للسلطة اللبنانية المنتخبة. و ربما هذا ما يعنيه البطريك صفير عندما شدد مؤخرا على أهمية أن يتزامن الضغط المعنوي و السياسي الداخلي مع الضغط الدولي. و هذا ما سيحصل قريبا على يد القوات الدولية التي ستعمل بمقتضى تفويض جديد يمنحها القوة اللازمة لتكون “قوة ردع” حسب ما صرح به الرئيس الفرنسي جاك شيراك، اي “قوة أممية لفرض السلام” بدلا من مجرد حفظه.
الهدف الأساسي لهذه القوة سيكون نزع سلاح حزب الله وفق القرار الاممي 1559 ، و لو بعد مدة و بصفة تدريجية و ربما نتيجة الحوار السياسي للفرقاء اللبنانيين اكثر منه نتيجة لاستعمال القوة العسكرية. و كل هذا لن يحصل قبل أن يتم تقزيم القوة العسكرية -خصوصا الصاروخية- لحزب الله، التي فقدت خلال الــ 23 يوما الأولى من الحرب قرابة 3 آلاف صاروخا تم إطلاقها على شمال إسرائيل و اكثر من ذلك العدد نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي.و هي الحملة التي لن تتوقف على الأرجح قبل تدمير ما لا يقل عن ثلثي هذه الصواريخ، و إنهاء تواجد مقاتلي حزب اله جنوب نهر اليطاني، مما سـيسهل مهمة قوات الردع الدولية بمعية الجيش اللبناني في نزع فتيل الحرب، و من ثم تحييد و مساءلة من اقترفوا “خيانة عظمى” بحق الوطن اللبناني و شعبه الحبيب. ____________________________ (*) باحث أكاديمي و رئيس سابق لفرع تونس لمنظمة العفو الدولية. بريد إلكتروني: Abuk1010@hotmail.com.
القصف الاسرائيلي في كل بيت عربي
2006/08/04 ليس القصف العدواني لحزب الله، والتدمير والتخريب للبنان! ليس القصف المجنون لمقاومة تناضل لاسترجاع ارض محتلة، مقاومة، قدرت يوما ان تدمر الحلف الصهيوني وتعيده الي مواقعه هاربا!
ولكن القصف الآن هو هنا، في تونس والجزائر وليبيا ومصر والسودان الي آخر القائمة العربية.
القصف الآن هو لكرامتنا الباقية لآمالنا في استعادة بعض حقوقنا الانسانية التي تستكثر علينا ـ كعرب ـ لتمنح بكرم لكلاب العالم الآخر وقططه.
انهم يقصفوننا ـ هنا ـ من تونس، (الم يقصفونا سابقا ـ عمليا ـ في حمام الشط وصفوا لاجئينا الفلسطينيين من سيدي بوسعيد)؟
انهم يقصفوننا الآن في المشرق العربي ومغربه: صواريخهم مصوبة نحو معنوياتنا قبل كل شيء. ولتقصف بعدها الدور والجسور ولتمزق وتنخر الاجساد ولتحرق القري والمدن! وليخرب لبنان!
المهم سحق مقاومة ترفض الاذلال والاحتلال، وتدمير نفسية الشباب العربي الذي ما زال يحلم بالحرية والكرامة ويحمل بعضا من كبرياء.
يحدث هذا في استراحة الانظمة العربية الصامتة الخائفة والموالية ـ علنا ـ للهيمنة الامريكية والصهيونية.
فهل نلوم الاعداء؟ ام نلوم انفسنا، وانظمتنا؟ قديما صرخ الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد: وظلم ذوي القربي اشد مضاضة علي النفس من وقع الحسام المهند
وها هو ظلم ذوي القربي خذلانهم المهين لصرخات الاستغاثة التي تعبت منها الشاشات من فلسطين والعراق والآن في لبنان!
خنوع الانظمة العربية وطاعتها المفضوحة للهيمنة الامريكية التي جعلت من المقاومة والدفاع عن الارض المحتلة ارهابا!
فمتي نستأصل الخيانة من دمنا العربي؟ قبل ان تمزق ـ نهائيا ـ خريطة هذا الشرق العربي، ونتحول جميعا الي خدام اذلاء في الاقبية الامريكية والصهيونية.
بنت البحر حفيظة قاره بيبان كاتبة تونسية (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 4 أوت 2006)
لماذا أهتم بقناة “الجزيرة” وبـ”الإخوان”؟
د.خالد شوكات*
أثار مقالي “الجزيرة في ظل حكم الإخوان” عاصفة من الردود الغاضبة، خصوصا من بعض نشطاء الحركات الإسلامية أو المقربين منها، الذين لم يترددوا في توجيه أبشع الشتائم لكاتب هذه السطور، و المسارعة إلى اتهامه بالخيانة والعمالة والجندية في الحملة “الصهيونية – الأمريكية” المكتسحة للأمة والمستهدفة بالأساس القضاء على المقاومة، التي أضحت القناة القطرية – ما شاء الله- في مقدمة كتائبها الاستشهادية.
الدرس الأول الذي استخلصته من عاصفة الردود، أن الثقافة الديمقراطية في مجالنا العربي الإسلامي ما تزال غاية في الهشاشة والضحالة، فالاستعانة بتهم التخوين والاستخبار لصالح جهات أجنبية، ليست عادة متأصلة عند أنظمتنا العربية العتيدة فحسب، إنما كذلك في صفوف المعارضة، ولست أدري كيف يقبل أناس شردوا من بلادهم أو سجنوا أو عذبوا بسبب إدانتهم بتهم مشابهة أن يعمدوا بكل يسر وسهولة – هكذا بجرة قلم- إلى تسديدها إلى صدر مخالف لهم في الرأي، لا يملك إلا قلمه ولسانه، وأظن – وأغلب الظن سيء- أن هؤلاء لو كانوا يملكون سلطة، لقاموا دون أن يرمش لهم جفن، بتصفية هذا العميل، الذي أثبتوا عليه بما لا يدع مجالا للشك، أنه يدبج التقارير لصالح الموساد والسي آي إيه، و يعد الجحافل لقصف قلعة الجزيرة الباسلة، مثلما هدد بذلك من قبل ملهمه وزعيمه الرئيس جورج دبليو بوش.
البعض “يكذب الكذبة ويصدقها”، أو يحلو له أو يحب أن يصدقها لأسباب متعددة ليس المجال هنا للخوض فيها، وكذلك فعل بعض المتحمسين من طاقم الجزيرة، حيث انبرى يكتب ويتحدث عن مخططات أمريكية لتهديم القناة على رؤوس أصحابها، وكأن هذه الجزيرة المقاومة موجودة في عراق صدام أو سوريا الأسد أو حتى ليبيا القذافي قبل أن يسلم لمن كان يصفهم برعاة البقر..لا أحد من هؤلاء الذين اقتنعوا بمقاومة الجزيرة، يريد أن يتذكر أنها قناة قطرية تعمل بأموال قطرية طائلة، وأن قطر لا تقع للأسف الشديد في مجال دول الضد، أو حتى دول محور الشر، بل إنه ليس ثمة دولة عربية تحمست لمشروع الشرق الأوسط الجديد، ومن قبل مشروع الشرق الأوسط الكبير، مثلما تحمست قطر.
نحن نطرح الأسئلة التي نحب أن نطرحها ونغفل عن تلك التي تؤرقنا أو تزعزع منظومة الأفكار والمعتقدات التي نرغب في أن تظل منتظمة في نفوسنا، ولهذا فإنه لا أحد من الذين يعتقدون في بسالة الجزيرة على جبهة النار، يريد أن يتساءل عن مصدر الأموال التي تدفع لهؤلاء الشجعان الذين يقاومون المحتل الغاشم بالكاميرا والمكريفون، لأنه لربما ينزعج ويضطرب حين يعلم أن بعض هذه الأموال قد تكون خزينة الدولة العبرية التي تدفع مباشرة لشراء الغاز القطري، مثلما اعترف بذلك صراحة وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم.
و يذكرني هذا الصمت عن التساؤل بحدث أبسط، عايشه بعض اللاجئين الإسلاميين إلى الغرب في العقود الأخيرة، عندما يحاججهم البعض بأنهم يقبضون مساعدات اجتماعية من خزائن دول تجتمع فيها أموال الضرائب المحصلة من الخمور ودور الدعارة بأموال بقية قطاعات العمل والانتاج. هؤلاء اللاجئين المتدينين يصمتون عادة، ويتجنبون حتى سؤال أنفسهم، أو يلتجئون كالعادة إلى قاعدة فقهية تقول بأن الضرورة تبيح المحظورة.
الدرس الثاني الذي استخلصته من العاصفة الإخوانية، أن التطهر بنصرة العراق وفلسطين وسائر البلدان المنكوبة، ليس صفة الأنظمة الحاكمة أو المثقفين المرتبطين بها، إنما هو كذلك ديدن كل من يريد زعم البطولات الوهمية، فالجزيرة التي لم يعد بمقدورها التجرؤ على العديد من الحكومات العربية، ليس أمامها لرفع الحرج إلا إظهار البطولات في الساحات المفتوحة..وفي هذا السياق أيضا، لا أحد يريد أن يسأل لماذا لا تبادر إسرائيل على غرار كثير من الدول العربية إلى إغلاق مكاتب الجزيرة، ولا يغرن أحد باحتجاز وليد العمري لساعات معدودة في أحد المخافر الإسرائيلية، ففي العالم العربي تصبح هذه المخافر فنادق من فئة النجوم الخمسة.
مكاتب الجزيرة أيضا تعمل بكل طاقتها في واشنطن وكافة العواصم الغربية، وهي تكيل الشتائم لمن تريد، بل إنه بمقدور طاقمها التظاهر أمام البيت الأبيض احتجاجا على نكتة سمجة فلتت من فم رئيس لم يتربى في تكساس على كثير من الانضباط والبرتوكولات، ولعل منع الجزيرة الشكلي من العمل في العراق لم يكن للأسف الشديد قرارا أمريكيا، بل قرارا عراقيا اتخذته حكومة لا يحترم أعضاؤها أنفسهم قرار المقاطعة.
البطولة المزعومة في لبنان لم تكن مطلوبة من الجزيرة برأيي، فحزب الله يملك قناة فضائية ذائعة الصيت، فضلا عن أن كل القنوات اللبنانية تقريبا كانت متضامنة مع المقاومة، متصدية للعدوان بمصداقية، حتى تلك العائدة إلى أطراف منضوية في حركة 14 آذار، والتي لديها تحفظات كثيرة على سلوك حزب الله الذي جر لبنان إلى حرب بقرار انفرادي، بل إنني أزعم أن القنوات الرسمية العربية، ناهيك عن القنوات الغربية كالسي إن إن وبي بي سي العالمية، لم تبخل على الرأي العام العربي و الدولي بنقل صورة غاية في الموضوعية، فمن الذي كان يحتاج مزايدات الجزيرة الإعلامية؟
كما البطولة المزعومة في لبنان وفلسطين، هناك بطولات مزعومة للجزيرة في العراق وأفغانستان وغرناطة، حيث لا نظام يكدر الصفو، إذ يغلق مكتبا أو يمنع مراسلا من تسلم بطاقته المهنية، ولعل هذه البطولات الوهمية التي تهدر أموال من أجل تحصيلها، كان من باب أولى صرفها في مجالات بطولة حقيقية، من بينها كشف المستور المتعفن – وما أكثره- في بلادنا العربية، أو على الأقل صرفها في مجالات تثقيف وتوعية نوعية، من خلال الصرف على حركة الأفلام الوثائقية، بدل الاكتفاء بالربورتاجات التلفزيونية والمنتجات المدبلجة المستوردة.
الدرس الثالث المستوحى من ريح “الإخوان” العاتية، أن أمتنا ما يزال لديها استعداد لخوض معارك الوهم ومقارعة طواحين الهواء، فبمجرد وجود أزمة اقليمية أو دولية يجب أن تتوقف الحياة ويمتنع النقاد والمحللون عن الخوض في القضايا المطروحة، وبالتالي فإن كل من يتجرأ على طرح قضية غير واردة في أجندة الاهتمامات العقائدية، يصبح طرفا في مؤامرة أمريكية وصهيونية، وكل من لم يساير القطيع يضحي نعجة قاصية لا بد للذئب من أن يتعشاها.
عندما ينظر المرء إلى هؤلاء الأعداء الأمريكان والصهاينة، يجد أن حكوماتهم تعاني الأمرين من نقادها ومن المتضاهرين المحتجين من مواطنيها على سياساتها في عز الحرب والأزمة، أما في بلادنا السعيدة فإن قائد حركة إسلامية منع النقد والتغيير بقرار جمهوري أو ملكي لمدة شارفت على العقدين، لا لشيء إلا لأن الزمن زمن أزمة، ومن الخيانة الحديث عن الوهن زمن الأزمات، وهو الأمر نفسه الذي سار عليه صدام طيلة ما يقارب العقود الأربعة في الحكم، والأسد وابنه أيضا، ومن قبل عبد الناصر وحكام عرب كثر، كانت أوقاتهم دائما أزمة، ولهذا وجب الصمت، ولأن الجزيرة تخرج من تغطية أزمة لتذهب لتغطية أخرى، – و ليس أغنى من العالم العربي بالأزمات- ، فإنه سيكون من الواجب الصمت على النقد دائما، ولا بأس من كتب المديح الصادرة، الواحدة تلو الأخرى، ومن الإدلاء ببيانات البطولة بنفسها على مسامع مشاهديها، تماما كما تفعل تلفزيونات الأنظمة المتهافتة.
ختاما، لا بد من الإجابة على السؤال المطروح في عنوان المقالة، فما سر اهتمامي (غير المفاجئ بالجزيرة)، ولماذا أهتم بالإخوان؟..أما الجزيرة فلأنها برأيي أهم من الجيوش العربية مجتمعة، وهي آلية في غاية الأهمية بالنسبة لمشروع التغيير الديمقراطي في العالم العربي، ولهذا لا بد من العمل لاستعادتها وتوظيفها في هذا السياق، وتحريرها من الخطاب الشعبوي والشعاراتي الذي طالما كان سببا في الهزائم الحضارية المتكررة التي يجب أن لا تكون قدرنا. وأما “الإخوان” فلأنني كنت ولا أزال من دعاة دمجهم في السياق الديمقراطي، ومن المؤمنين بأنه لا حل إلا بترويضهم ديمقراطيا بدل تهميشهم ومحاربتهم وإقصائهم، ومن هذا المنطلق فإن سلوكهم الفئوي الضيق في تسيير الجزيرة، لا شك وأنه يقوي من حجج الدعاة إلى استئصالهم..وليس الأمريكيون على أية حال من بين هؤلاء، بل إن في الكنيست الإسرائيلي نفسه نواب عن الحركة الإسلامية، ويا لها من مفارقة.
* كاتب تونسي.
كتبه: عبدالحميد العدّاسي سآخذ كلامك بتأنٍّ وأردّ على ردّك بصدر رحب دون رغبة منّي في تعقيد، لأنّ قربك من أهلك أفضل عندي من بعدك عنهم:
• نعم، الجزيرة شأن عربي عام ولا تزال كذلك، ولم تصبح كما تريد أن تزعم ” تابو محرّما “. ولأنّها لا تزال شأنا عربيّا رددت على ما جاء منك من قول لا يرضاه العرب أجمعين خاصّة في الظرف الذي تكالب فيه الكلّ على العرب… وفي رفضي لما صدر منك تنبيه لك بأنّك قد بدأت تفرّ، بشكل قد لا تتفطّن إليه بسبب مسؤولياتك ربّما، من دائرة هذه العروبة التي – بالانتساب إليها فقط – تتيسّر لك المشاركة في نقد شؤونها العامّة وإصلاح المعوجّ فيها…
• أشكرك لوصفي بالطيبة، وأسأل الله أن يجعلني خيرا ممّا تظنّ… على أنّ ذلك لا يمنعني من توجيه اللوم لك على توخّي الطرق اللاّمزة التي قد تدفع إليها كثرة الاعتداد بالنفس، إذ لم يمنعك عدم الالتقاء بي – مثلما كان الشأن مع وضّاح خنفر – من الإشارة إلى ” الإيتيكات ” المميّزة ، حيث نصّبتني قاضيا لأحدى المحاكم العسكرية التي أنشأنها حكّامكم ” الساقطون “… ومع ذلك وعلى فرض القبول بهذه الوظيفة الاستثنائية، فإنّي أؤكّد بأنّي لم أخوّنك ولم أتّهمك، لأنّي لا أزال أحتفظ بقدر تعلّمته من رحلة الحياة يمنعني بإذن الله من الوقوع في أعراض النّاس ( النّاس ) … بل لقد كنت – على نقيض ما تزعم – مدافعا عن عرضك، ولذلك فصلتُ عمدا بينك وبين ” الدكتور ” الغول، الذي قتل فيك – بالفعل – حبّ انتسابك للعرب “المتخلّفين” وللإسلاميين “الإرهابيين”، وإنّي لا أزال أفعل ذلك، اليوم، رغم ظهور عجزك الكبير عن الفصل بيني وبين ” صحبي الكرام ” الذين لم تُخطئهم فرصة هذا اللقاء…
• قد تكون قصدتَّ نقد الخطّ الإعلامي ( الله أعلم بالسرائر ) ولكنّا رأينا حديثا حول توظيف الأشخاص وضرورة أدائهم البيعة وحفظ ” الوظيفة اليومية ” التي يُلزم بها ” الإمام ” مريديه وغير ذلك من الاتّهامات التي لا تمتّ إلى التحرير في شيء… وعليه فإنّ ” الجهد ” الذي بذلتُه – حسب تعبيرك – للدّفاع عن مقدّمي البرامج، كان واجبا يمليه اعتبارُ الجزيرة من الشأن العربي العامّ كما بيّنت… وأمّا التنبيه إلى النّقائص وإهداء العيوب فيظلّ أمرا محبّذا، وقد بدأت في مقالي بمؤاخذتها على التعلّق بالأسماء والشهائد بدل تعلّقها بقيم الأفراد ممّن يقع استضافتهم لديها…
• لن تجد من يؤاخذك على نقد الحكومات ونقد الأمّة، بل لا أفشي سرّا إذا قلت بأنّني من أكثر من يفقد قلمك ” النّاقد ” عند الأزمات التي يُحدثها الحاكم العربي أوالغربي: ” الفاتح “، القاهر، المغيّر، ” الديمقراطي “، المدني… وأحسب أنّه من تمام الرّجولة أن توجّه الانتقاداتُ إلى القويّ الفاعل بدل توجيهها إلى الضعيف العامل على توقّي ضربات هذا القويّ… فليس من الحكمة ولا حتّى من الرّجولة انتقاد قناة مهدّدة في كلّ لحظة بالانتقام منها من طرف سلاح الصهيونية العالمية، كما أنّه ليس من الحكمة ولا حتّى من الرّجولة انتقاد حركة سياسية مضروبة أوالصعود على جماجم أصحابها ” الفاشلين ” نحو مجد بشّر به أعداء الحرّيات العامّة… ولعلّ استشهادك بالصحافة الصهيونية يرشدك إلى هذا المعنى الذي نبّهتُ إليه، فهم لم ينتقدوا وسائل إعلامهم المحاصرة من طرف أمراء الحرب ولم يكتبوا عن وقوعها في ” ظلّ الصهيونية العالمية المدعومة بالتطرّف الأمريكي “، ولكنّهم انتقدوا حكومتهم المخطئة لأنّهم يريدون فعلا حماية مكاسبهم…
• خاتمتك رغم ما فيها – مجدّدا – من وصفي بما اخترتَ لي، تثبت مرّة أخرى وجودك القصري تحت طائلة ثقافة غريبة عن أصلك وعن دينك: فأراك فيها تتكلّم عن الإرهاب والتخوين، لتشركني في حملات نُظّمت ضدّك، هدفها إسكات صوتك الحرّ المناضل، وهي تعابير جدّ متخلّفة، أكثر من استعمالها هذه الأيّام، رؤساء الحكومات الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي، كما كانت وستظلّ دائما الوجبة المفضّلة لدى أعداء المثقّفين من أمثال مَن كنتُ وصفتهم لك في المقال الأوّل… وإنّه ليعزّ عليّ أن أراك تمثّل فصلا من فصول الانحطاط الفكري، وقد كنت ذات يوم أتمتّع بثمار حبر قلمك الدفّاق…
وآخذ منك في نهاية هذا الردّ الوجيز، خاتمتك فأقول: وليغفر الله لنا ولك. إنّ التعصب عادة ما يعمي البصائر و يذهب ” الشيرة “، وليتك تنتبه إلى ذلك قبل فوات الأوان!…
من هو الدكتاتور إن لم يكن هذا؟
يشتغل الحكم في الاسطوانة اليومية بتاعة مصلحة مصر وان تصرفات الرئيس وتصريحاته تجاه العدوان الامريكي الاسرائيلي علي لبنان (او اي دولة عربية) قال ايه تنبع من مصلحة مصر ولا نعرف هل هي مصلحة مصر ام مصلحة الحكم في طول البقاء والجلوس علي الكراسي أبد الدهر وحتي الموت، هل مثلا يعني مصلحة مصر ان تصبح دولة مرتشية من اجل قروض (تبددها الدولة كالعادة وتفلسنا كالمعتاد وتسرق منها طبعا وتفسد من خلالها وشيء لزوم الشيء وأبجني تجدني وما الي ذلك ثم ذلك نفسه؟
ام مصلحة مصر ان تري الفلسطينيين واللبنانيين قتلي ومذبوحين وليس عليها سوي ارسال بطاطين كأن بطاطين مصر تحيي الموتي! ثم يقولون ان مصر لن تجازف ولن تحارب، حد جاب سيرة الحرب؟ طيب بالذمة تسمي هذا الموقف وذلك التصرف ايه في عالم السياسة بلاش السياسة في عالم الاخلاق والكرامة ثم مصلحة مصر يا حبايب مصر حبايبنا ليست ابدا في تلقي اموال ومنح اجنبية او بقاء رئيس علي مقعده ابد الدهر او توريث النجل مقابل تواطؤ سياسي وصمت مريع ومخز وتواطؤ مع تل أبيب وتعاون سري وعلني مع امريكا، هذه ليست مصلحة شعب وبلد، هذه مصلحة حاكم البلد الحاكم العربي لا يري الا عرشه او وراثة ابنائه لعرشه.
ومن ثم فكل ما يفعله علي كرسي الحكم هو للبقاء الابدي علي هذا الكرسي، لا شعبه يساوي عنده مثقال حبة من خردل، فالحاكم الدكتاتور فقط هو من يصف الرأي العام بانه عاطفي وغير عقلاني وهو الذي لا يعير الرأي العام في بلده هما ولا اهتماما، الحاكم الدكتاتور فقط الذي لا يمشي وراء ارادة شعبه بل يسوق الشعب بقراراته كأنه شعب نعاج، الحاكم الدكتاتور هو الذي يقمع مظاهرات التعبير عن الرأي ويضرب المعارضة ويسحل المعارضين ويسحق اي مطالب شعبية ويترفع ويحتقر عواطف وافكار جماهيره ويضرب بأغلبية الشعب عرض الحائط، الحاكم الدكتاتور هو الذي يقود البلد ومواقفه لمصلحته وهواه وليس لمصلحة واردة الناس! لقد فقد النظام المصري اي شرعية. لقد نجحت سنوات حكم مبارك ان تزرع في هذا الشعب جينات الخنوع والخضوع واهدار الكرامة والكبرياء من علي حدود رفح حيث يقتلون جنودنا ونسكت وحتي داخل قسم قصر النيل حيث يضرب الضباط ابناءنا وينتهكون اعراضنا ونسكت، نضع جزمة في فمنا ونخرس امام عدو يقتل اخوتنا وبني جنسنا وديننا وعروبتنا في لبنان وفلسطين ونضع نفس الجزمة في نفس الفم ونخرس امام مليونيرات فسدة يحكموننا فينهبون ثروتنا وثروة بلدنا! هذا النظام المصري الحاكم يحكم ويعيش فقط لاننا متنا
صلاح عيسى ،
نقلا عن تقرير حسن كروم بالقدس العربي4-8-2006!
الشرق الأوسط الجديد حمل كاذب وفوضى عبثية
تيسير خالد
يبدو أن الإدارة الأميركية كانت تنتظر حدثاً مهماً في المنطقة يفتح أمامها الطريق لطرح مشروع قديم – جديد يمكنها من إبعاد الأنظار عن النتائج الكارثية التي ترتبت على احتلالها لكل من العراق وأفغانستان. وجاء أسر الجندي الإسرائيلي في قطاع غزة ليفتح الباب مواربة أمامها، أما أسر الجنديين الإسرائيليين في الجنوب اللبناني فقد فتح الباب على مصراعيه لاندفاع هذه الإدارة نحو خلط الأوراق والعودة من جديد الى مشروع استراتيجي كبير وخطير أخذ يتبلور في أذهان المحافظين الجدد، الذين استوطنوا هذه الإدارة وحولوها إلى أكثر الإدارات الأميركية تطرفاً وعدوانية.
ميدان المشروع هو الشرق الأوسط، وإن اختلفت التسمية من الشرق الأوسط الكبير إلى الشرق الأوسط الجديد، الذي يمتد من موريتانيا في الغرب إلى أفغانستان في الشرق ليشمل الى جانب الدول العربية كلاً من إسرائيل وتركيا وإيران وباكستان.
المشروع ليس بالجديد، وهو على أي حال لم يكن مشروعاً أميركياً خالصاً، أي أنه ليس من اختراع المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية وحدهم، فقد سبقهم الى التفكير فيه قادة إسرائيليون كان أبرزهم وأهمهم على الاطلاق شمعون بيريز. مشروع بيريز لم يكن بهذا الاتساع، فالرجل كان يدرك أن إسرائيل لا تقوى على حمل مشروع من هذا النوع.
مشروع الشرق الأوسط الجديد عند شمعون بيريز كان فكرة تبلورت عام 1993 تدعو الى جمع دول المنطقة في سوق مشتركة وإلى دمج إسرائيل فيها. إنه مشروع بديل للجامعة العربية، هذا ما أوضحه بيريز في كتابه آنذاك بصورة مضمرة وبصورة صريحة في مقابلة له مع «فصلية الشرق الأوسط» نشرت في آذار (مارس) 1995، قال فيها: «اعتقد أن جامعتهم (أي الجامعة العربية) يجب أن تتحول الى جامعة الشرق الأوسط. نحن (أي الإسرائيليين) لن نصبح عرباً، ولكن الجامعة يمكن أن تصبح شرق أوسطية، بعد أن أصبحت الجامعة العربية جزءاً من الماضي». كلام خطير يؤشر إلى نيات لا تخفى على أحد، وهدفها واضح ومحدد لا يقتصر على تشكيل هوية جديدة للمنطقة، بل على إعادة رسم أدوار دولها، على أساس موقعها ووزنها في النظام العالمي الجديد بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار منظومة الدول الاشتراكية، أو بعد النصر الذي أنجزته الولايات المتحدة في الحرب الباردة.
في هذا السياق نعيد إلى الأذهان موقف الوفد الإسرائيلي الى المؤتمر الاقتصادي حول الشرق الأوسط، الذي انعقد في الدار البيضاء عام 1994، والذي طالب مصر تحديداً بتسليم لواء القيادة في الشرق الأوسط إلى دولة إسرائيل بعد أن فشلت مصر في قيادة المنطقة على حد تعبيره، وهو ما أثار في حينه حفيظة مصر واعطى مؤشراً واضحاً إلى مشروع تدعو له إسرائيل وترعاه الولايات المتحدة قبل سيطرة المحافظين الجدد على الإدارة الأميركية الحالية.
بغطاء اقتصادي كان يجري تسويق مشروع سياسي خطير في الشرق الأوسط من البوابة الإسرائيلية. مؤتمرات عدة عقدت من أجل ذلك في الدار البيضاء وعمان والقاهرة وقطر، وجاءت الانتفاضة الفلسطينية الثانية لتساهم في اغلاق تلك البوابة ولتدخل المشروع في طور الكمون، الى أن عاد بثوب جديد بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الإرهابية، التي أعطت مزيداً من الذرائع للإدارة الأميركية بقيادة تيار المحافظين الجدد لإعادة انتاج المشروع في إطار استراتيجية عدوانية للهيمنة على المنطقة الممتدة من موريتانيا إلى أفغانستان ومن أجل تطويق كل من الصين الشعبية وروسيا الاتحادية. في هذا الإطار يجب الانتباه جيداً الى الجهود الحثيثة المتواصلة التي تبذلها الإدارة الأميركية لتوسيع نطاق نفوذها في دول أوروبا الشرقية على تخوم روسيا الاتحادية وجمهوريات آسيا الوسطى، السوفياتية سابقاً، وعلى تخوم الصين الشعبية وروسيا الاتحادية معاً.
ركب المحافظون الجدد في الإدارة الأميركية موجة عالية من التطرف في الدعوة الى فرض مشروعهم للشرق الأوسط وألبسوه ثوباً جديداً بعد الحرب العدوانية التي قادوها ضد أفغانستان والعراق، وما ترتب عليها من احتلال عسكري للبلدين. العراق، بشكل خاص، تحول بعد الاحتلال الى منصة انطلاق للنهوض بالمشروع وذلك للتغطية على أهداف ذلك العدوان. ومن هنا جرى تسويق تلك الحرب بعنصر اضافي جديد، فعشية الحرب على العراق أعلن جورج بوش في 26 شباط (فبراير) 2003 أمام مؤسسة الأبحاث الأميركية، وهي مؤسسة استعار منها لإدارته عشرين من المحافظين الجدد وأصدقاء إسرائيل، أن طموحه ليس فقط نشر الديموقراطية في العراق، بل تحويله الى نموذج يحتذى في الشرق الأوسط الكبير.
ومن أجل اضفاء بعض المصداقية على المشروع وأهدافه، استنجدت الإدارة الأميركية بتقرير التنمية البشرية العربية، الذي صدر في صيغته النهائية في تموز (يوليو) 2003، وهو تقرير دعا فيه عدد من المثقفين والخبراء العرب الى تشجيع الديموقراطية في المنطقة، وإلى بناء مجتمعات معرفة في البلدان العربية والى توسيع الفرص الاقتصادية وبناء اقتصادات عربية تواكب التطور الهائل في الاقتصاد العالمي وتوفر فرص العمل لعشرات الملايين في السنوات القليلة المقبلة.
واتخذت الإدارة الأميركية من نشر الديموقراطية في المنطقة ستاراً لبناء نظام أمن اقليمي يخدم المصالح المشتركة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. فقد استبعد المشروع من جدول أعماله أية جهود للتسوية السياسية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والعربي – الإسرائيلي. لسان حال هذا المشروع كان يقول إن حل الصراع في المنطقة ووضع حد لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية يمكنه أن ينتظر، أما اشاعة الديموقراطية ونشرها في دول المنطقة فمهمة مستعجلة لارتباطها بتجفيف منابع ما تسميه الإدارة الأميركية بالإرهاب في العالمين العربي والإسلامي.
ومن أجل فرض مشروعها لبناء الشرق الأوسط الكبير ولاحقاً الجديد، جندت الإدارة الأميركية كل طاقاتها وحملت المشروع الى قمم دولية ثلاث انعقت في غير مكان في تموز 2004، فقد حملته تحاول تسويقه الى قمة الثمانية الكبار التي انعقدت في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة، والى قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت في اسطنبول في تركيا، والى قمة الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في بروكسيل. وأثار هذا الموقف، الذي يدعو الى فرض المشروع على دول المنطقة، ردود فعل متباينة وواسعة على أكثر من صعيد.
ردود الفعل الأولى جاءت من مجموعة المثقفين والخبراء العرب، الذين وضعوا تقرير التنمية العربية. فالسطو الأميركي على تقرير المجموعة والاستنجاد به من أجل فرض مشروع للهيمنة الأميركية على المنطقة دفعاهم الى اتهام الإدارة الأميركية «بالسير على طريق العقلية المتعجرفة تجاه العالم بأسره وكأنها تتحكم بمصائر الدول والشعوب».
دول الاتحاد الأوروبي شككت بدورها بأهداف هذا المشروع، فبناء شرق أوسط كبير أو جديد من دون حل النزاعات في المنطقة، أمر غير قابل للبحث فضلاً عن التحقيق، علاوة على ادراكها أن الولايات المتحدة غير مؤهلة لاقناع شعوب المنطقة ودولها، باستثناء إسرائيل، بجدوى مشروع كهذا، خصوصاً في ضوء تجربتها مع العدوان الأميركي على العراق وفي ضوء تجربتها مع الإدارة الأميركية وسلوكها في التعامل مع خطة «خريطة الطريق» لدفع جهود التسوية على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي نحو هدفها بإقامة دولتين تعيشان جنباً الى جنب هما دولة فلسطين ودولة إسرائيل. وفي هذا الإطار كذلك لم تبد دول الاتحاد الأوروبي حماساً لمشروع تدرك أن هدف الإدارة الأميركية الحقيقي من ورائه هو فرض هيمنتها على الشرق الأوسط وبناء موقع أمني استراتيجي متقدم للولايات المتحدة.
وهكذا تكرر المشهد السياسي من جديد، فالإدارة الأميركية أخفقت في جر الاتحاد الأوروبي الى مغامرتها العسكرية في العراق ووجدت نفسها في وضع يصعب عليها فيه جر الاتحاد في مغامرة جديدة لبناء شرق أوسط كبير أو جديد لا يخدم في الأساس غير مصالحها ومصالح دولة إسرائيل.
ردود فعل واسعة سادت الدول العربية كذلك، فعدد من هذه الدول، وجد في المشروع الأميركي ما يهدد استقرار أنظمة الحكم فيها، لأن من شأنه أن يربك أوضاعها وأن يشيع الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. في هذا السياق بالضبط، وتحديداً، جاءت دعوة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية، لإطلاق العنان للفوضى البناءة أو الخلاقة في المنطقة، لأن تداعيات هذه الفوضى عنصر جوهري من عناصر التدخل والتحكم لفرض المشروع.
الآن، وبعد هذا كله، ما هو دور إسرائيل وأين موقعها في هذا المشروع؟ هذا سؤال مشروع، خصوصاً بعد أن راجت الاطروحات حول دور إسرائيل في المنطقة وتراجع هذا الدور بعد اتفاقات أوسلو وبعد العدوان الأميركي على العراق. دور إسرائيل احتفظت به الولايات المتحدة في طور الكمون، وكان يمكن لدور إسرائيل أن يبقى كامناً لو لم يصطدم المشروع الأميركي بالاستعصاء العراقي والمقاومة العراقية والفوضى غير البناءة وغير الخلاقة في العراق.
فالعراق لم يتحول الى نموذج ديموقراطي يحتذى به لمواصلة مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وسياسة الإدارة الأميركية غرقت في مستنقع بلاد الرافدين ورمالها المتحركة، ونشر الديموقراطية لم يسعف سياسة المحافظين الجدد في المنطقة، ولم يساهم في خدمة مشروعهم بقدر ما أسهم في دعم مواقف قوى ودول الممانعة، بما في ذلك إيران، التي تسعى جاهدة لامتلاك التكنولوجيا النووية. وهكذا دخلت السياسة الأميركية التي يقودها المحافظون الجدد في المأزق، فجاء التفكير بمغامرة جديدة للخروج من الطريق المسدود، وكانت إسرائيل هي الأداة مثلما كان أسر الجندي في قطاع غزة والجنديين في جنوب لبنان هو الذريعة لهذه المغامرة الجديدة.
هل تفتح المغامرة الجديدة الطريق أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ كوندوليزا رايس، التي دعت الى اشاعة «الفوضى الخلاقة» باعتبارها رافعة من روافع المشروع، ترى في عمليات التدمير التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وفي لبنان علامة فارقة على آلام مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد. غير أن الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية، وما يجري على الأرض في لبنان، خصوصاً في جبل عامل والجنوب، بكل عام يؤكد اننا أمام حمل كاذب وفوضى عبثية لن تسلم منها ومن تداعياتها مصالح كل من الإدارة الأميركية وحكومة إسرائيل.
* عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 4 أوت 2006)
حروب المحافظين الجدد… نحو فشل جديد
ياسر الزعاترة
من حقنا أن نتفاءل بأن المحافظين الجدد الذين سجلوا فشلاً ذريعاً في كل مغامراتهم خلال الأعوام الخمسة الماضية لن يتمتعوا بتحقيق انتصار في مغامرتهم الجديدة في لبنان. وللتذكير فقد بدأ مسلسل الفشل من الاستثمار الأولي لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة يوم خرج العالم يقول «كلنا أميركيون»، بحسب العنوان الرئيس لصحيفة «لوموند» الفرنسية، ولينقلب المشهد بعد عام واحد يوم خرجت ذات الصحيفة تقول «كلنا لا أميركيون».
في أفغانستان تحول الانتصار السهل على حركة طالبان إلى مستنقع دامٍ للقوات الأميركية، فيما تحول البلد الذي كان على وشك القضاء على زراعة المخدرات إلى خزان دولي لها في ظل حكم زعماء الميليشيات الذين تحولوا إلى نواب ووزراء ومحافظين في ظل حكومة كارزاي.
في العراق تحول النموذج الديموقراطي إلى ساحة للموت المجاني والقتل على الهوية، وها هي القوات الأميركية تعود مجدداً إلى بغداد على نحو شامل بعد شراكة مؤقتة مع القوات العراقية، أما الأهم فهو تحول البلد إلى ساحة أساسية لنفوذ إيران التي اعتقد المحافظون الجدد أن دخول العراق سيسهل عليهم استهدافها والتخلص من قدراتها النووية، وربما من نظامها الإسلامي المحافظ أيضاً.
في فلسطين منيت الهجمة الإسرائيلية المدعومة من واشنطن بالفشل، ففيها سقطت راية الإصلاح المزعومة حين شرعوا في مطاردة حماس التي فازت في انتخابات ديموقراطية نزيهة، فيما فشلت الغطرسة الصهيونية في تركيع الفلسطينيين على رغم نجاحها الأولي في فرض سلطة مطواعة عليهم.
حرب الإرهاب برمتها كانت بدورها نموذجا للفشل الذريع لمخططات وبرامج المحافظين الجدد. من أفغانستان التي عادت إليها القاعدة، إلى بقاء أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والملا محمد عمر على قيد الحياة وتحريضهم الدائم على الحرب على الولايات المتحدة من مناطق القبائل الباكستانية الأفغانية، تلك التي عادت إلى دورها التقليدي في إسناد طالبان، وهذه المرة بعلم باكستان التي أخذت تغض النظر عن نشاطات الدعم اليومية إثر التحالف الهندي الأميركي، وإثر سيطرة أعداء إسلام أباد على مفاصل السلطة في كابول.
في العراق أيضاً وجدت القاعدة ملاذاً آمناً لم تكن تحلم به، وفيما تمكنت الأجهزة الأميركية من اغتيال الزرقاوي بعد ثلاث سنوات من المطاردة، فإن أنصاره وخلفاءه لا يزالون يعملون وفق الخطة ذاتها، وإلى جانبهم العديد من المجموعات التي تستنزف القوات الأميركية وإن برؤية وخطاب مختلفين.
لا حاجة هنا إلى الإشارة إلى الكثير من الهجمات التي استلهمت فكر القاعدة في أكثر من مكان من العالم خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأكثرها لم يكن في الحسبان. صحيح أن هجمات جديدة لم تنفذ داخل الولايات المتحدة، لكن الصحيح أيضاً أن الكلفة التي تدفع لقاء ضمان ذلك تبدو مهولة على مختلف الأصعدة، لاسيما المالية. ثم إن من يستنزف الولايات المتحدة باستهداف جنودها الذي ينتشرون في أفغانستان والعراق لن يكون في حاجة إلى عملية إشكالية ضد مدنيين داخل الولايات المتحدة تفيدها من الناحية السياسية أكثر مما تشكله من ضرر في أي اتجاه.
الآن يمكن القول إن واشنطن وصديقتها تل أبيب كانتا تهربان من فشلهما المتكرر هنا وهناك عبر البحث عن نجاح من خلال لبنان، وحين نجمع الولايات المتحدة والدولة العبرية فنحن لا نتجاوز الحقيقة، إذ أن معاركهما واحدة، ولولا الثانية لما كانت كل تلك المعارك، وعلى رأسها معركة العراق، وصولاً إلى المعركة المستمرة مع إيران، بل إن غزو أفغانستان كان يستبطن حصاراً لإيران كمقدمة لحصارها من العراق، يضاف إلى القواعد العسكرية في الخليج من أجل حصار محكم من حولها، وهو المخطط الذي تحول إلى هباء منثور كما تقول كل المؤشرات المتوفرة إلى الآن.
هكذا تبدو معركة لبنان الحالية جزءا لا يتجزأ من محاولات تعويض مسلسل الفشل الآنف الذكر. نقول ذلك لأن ما يجري هذه الأيام لا يمكن أن يكون مجرد ردة فعل على عملية «الوعد الصادق» وأسر الجنديين الاسرائيليين، بقدر ما هو محاولة جديدة لمطاردة النفوذ الإيراني في المنطقة من جهة، كما هو محاولة لضرب جبهة المقاومة والممانعة التي تقف سداً في وجه عملية إعادة تشكيل المنطقة. وحين تتحدث كوندوليزا رايس عن شرق أوسط جديد، فهي تعني أن ما يجري يتجاوز العمل على استعادة أسيرين أو ثلاثة إلى البحث عن نجاح جديد يعوض مسلسل الخسائر السابقة.
من المؤكد أن الموقف العربي والدولي الراهن يبدو مخيفاً من زاوية إمكانية تمريره لنجاح إسرائيلي – أميركي في المعركة الجديدة، وبالطبع عبر فرض قوات أطلسية في الجنوب اللبناني مع توفير أجواء عربية وداخلية لبنانية لنزع سلاح حزب الله، لكن ذلك ليس مؤكداً ابتداءً، لا سيما بعد مجزرة قانا، ليس فقط لأن الحرب لم تنته بعد، ومن الصعب التكهن بمسارها في ظل الفشل المتواصل على الأرض، فضلاً عن أن حقيقة أن نزع سلاح الحزب لن يتم إلا بتوافق داخلي، وإلا فهي الحرب الأهلية، بل أيضاً، وهذا هو الأهم، لأن وجود قوات دولية عمادها الأميركيون في الجنوب اللبناني سيشكل محطة جديدة لحروب القاعدة والجيل الجديد من الجهاديين العرب والفلسطينيين. والذين ذهبوا من لبنان إلى العراق كي يفجروا أنفسهم بين صفوف الأميركيين لن يترددوا في الرحيل إلى جنوب لبنان من أجل المهمة ذاتها، بل إن تدفق آخرين من الخارج سيكون متوقعاً أيضاً، وبذلك تفتح جبهة جديدة ويكون فشل آخر للحروب الأميركية على العالم العربي والإسلامي. وحين تتوالى النعوش من أفغانستان ومن العراق ومن جنوب لبنان سيكون على الشارع الأميركي أن يصرخ حينها مطالباً بالتوقف عن بذل أرواح أبنائه من أجل عيون الدولة العبرية.
نعود إلى القول إننا متفائلون، وربما متأكدون من أن المعركة الجديدة لن تخرج عن السياق العام لمعارك المحافظين الجدد وحلفائهم الإسرائيليين في المنطقة، والسبب هو أن ما يطلبونه لن يمر من دون استسلام عربي شامل، الأمر الذي لن يحدث بحال من الأحوال، ليس فقط لأن تاريخ الأمة يثبت ذلك، بل لأن ثقافة المقاومة والاستشهاد التي تتوفر هذه الأيام لم تُعرف في أي مرحلة من مراحل التاريخ.
كاتب من الأردن (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم3 أوت 2006)
Home – Accueil – الرئيسية