TUNISNEWS
8 ème année, N 3192 du 17 .02 .2009
منظمة حرية و إنصاف: التقرير الشهري : حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس ( جانفي 2009)
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:*البوليس السياسي يقتحم ، مرة أخرى ، منزل طارق السوسي**..!!
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بيـــــــــــــــــــــــــان
حــرية و إنـصاف:خبر عاجل:اعتداء بالعنف على الناشطين الحقوقيين ببنزت و اعتقال السيد خالد بوجمعة
السبيل أونلاين : ما زال اسم “حركة النهضة” يثير حنق السلطة التونسية
حــرية و إنـصاف:خبر عاجل : إطلاق سراح السجين السياسي السيد منصف القاسمي
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــة بنـــــــزرت:بيـــــــــــــــــــــــان
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:حجب غير مبرر لمدونتي المرصد
كلمة:ضرب الموزع الذي يستضيف راديو “كلمة”
محسن التليلي : الهدية المسمومة
الأخبار:سهام بن سدرين: أنتيغونا التونسيّة تتحدّى الرئيس الصادق المنّاعي:توضيح يو بي أي:البنك المركزي التونسي يقرر خفض نسبة الفائدة الرئيسية بنسبة 0.75 %
الحياة:الاتحاد المغاربي مستمر «جسداً بلا روح» في ذكرى تأسيسه العشرين
وات:تونس/مصر :تأكيد على ضرورة تحصين الناشئة من مظاهر الغلو والتطرف والانغلاق
ميدل إيست:’سيني تشيتا’ ينتقد الرقابة السينمائية في تونس
الطريق الجديد:ظاهرة البغاء في تونس: بين الإجتمـاعـي والقـانـونـي
محمد العروسي الهاني:الاخلاق الفاضلة رسالة للتاريخ حماية الاخلاق واجب وطني و ديني على كل مكونات المجتمع
عبدالحميد العدّاسي : الكبش الصغير أو الردّ على الدكتور المرزوقي ( إعادة نشر وملاحظة )
البديـل عاجل:الكيلاني الذي نسي درسه
صلاح الجورشي :الأقليات.. ملف لم يعد يقبل التسويف
خالد شوكات :هل كان الأفغاني إسلاميا؟
عمرو مجدي:باحثون مصريون يطالبون بتجاوز ثنائية الإسلام والعلمانية
فهمي هويدي يكتب: اختبار الارتفاع فوق الجراح
عبد الحفيظ خميري : إلا عبد الباري عطوان يا عادل إمام..
قدس برس:ناشط ليبي لـ”قدس برس”: السلطات تستعد لإطلاق سراح عشرات الإسلاميين خلال أيام
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
تونس في 15 فيفري 2009 الموافق لـ 19 صفر 1430 هـ منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جانفي 2009
تنطلق منظمة حرية و إنصاف ابتداء من شهر جانفي 2009 في إصدار تقرير شهري حول واقع الحريات و حقوق الإنسان في تونس دعما للحركة الحقوقية و دفاعا عن الحقوق و خدمة للحريات. و نظرا لحداثة تجربة المنظمة التي لم يمض على تأسيسها إلا 15 شهرا منذ غرة أكتوبر 2007، و نظرا للحصار الأمني المضروب على النشاط الحقوقي في تونس و انتشار حالة الخوف بين المواطنين ، فإن التقرير لا يمكنه الإحاطة الشاملة بما يحصل من انتهاكات في مختلف المجالات و القطاعات و الجهات و لكنه يجتهد في تقديم صورة على ما أمكن رصده من انتهاكات و مدى خطورتها و اتساعها و تكرارها كما يقترح خطوات ضرورية لتطوير واقع الحريات و حقوق الإنسان في البلاد. و يحتوي التقرير على ثلاثة أجزاء : التقديم ، الانتهاكات ، الاستخلاصات
I ـ التقديم:
لقد تميز شهر جانفي 2009 بالعدوان الصهيوني الهمجي على غزة على امتداد 3 أسابيع و التضييق على حق التظاهر السلمي في تونس بمنع و قمع عدد كبير من المسيرات في مختلف القطاعات في صفوف التلامذة و الطلبة و العمال و المحامين و مختلف المجالات النقابية و السياسية و الحقوقية و الثقافية و في مختلف الجهات مما جعل تونس تمثل استثناء في الوطن العربي و الإسلامي و في العالم الذي شهد حركة تضامن واسعة و قوية مع الشعب الفلسطيني المحاصر و الصامد في غزة و مقاومته الباسلة. و حتى المسيرات القليلة التي رخصت فيها السلطة و أولها مسيرة غرة جانفي بمشاركة الحزب الحاكم تمت تحت محاصرة أمنية مشددة حالت دون التحام المواطنين بها و انتهت بتفريق المتظاهرين بالقوة. و لم يرخص للاتحاد العام التونسي للشغل أو منظمات المجتمع المدني أو أحزاب المعارضة بتنظيم مسيرات في العاصمة إلا في الأسبوع الثالث من العدوان على غزة و ذلك بالترخيص يوم 17 جانفي للاتحاد العام التونسي للشغل و للمنظمات الحقوقية و لأحزاب المعارضة يوم 19 جانفي أي بعد وقف العدوان، وقد أجمعت الجمعيات و المنظمات الحقوقية التونسية في بيان مشترك صادر بتاريخ 22/01/2009 على إدانة ” قمع تحركات التونسيين و التونسيات تضامنا مع الشعب الفلسطيني” و طالبت ” باحترام حقهم في التعبير و الاجتماع و التظاهر السلمي” طبق الفصل الأول من القانون عدد 4 لسنة 1969 المؤرخ في 24/01/1969 الذي ينص على أن ” الاجتماعات العامة حرة و يمكن أن تنعقد بدون سابق ترخيص حسب الشروط التي يضبطها هذا القانون ” و الفصل التاسع من نفس القانون الذي ينص على أنه ” تخضع وجوبا لإعلام سابق كل المواكب و الاستعراضات و بصفة عامة كل مظاهرة بالطريق العام مهما كانت صبغتها ”، لذلك لم تسجل مظاهرات ضخمة في تونس في مستوى ما حدث في غزة و بما لا يعكس حقيقة موقف التونسيين و التونسيات فيما يخص استعدادهم للتعبير عن غضبهم تجاه العدوان و تضامنهم مع الشعب الفلسطيني و مقاومته الباسلة. و مع هدوء التحركات حول غزة عرف قطاع الإعلام في شهر جانفي 2009 أحداثا تتعلق بمواصلة مضايقة الصحفيين و حجز الصحف و محاكمة المشرفين عليها ( مجلة شباب 20 الإماراتية و جريدة الموقف و صحيفة الطريق الجديد ) و التضييق على شبكة الأنترنات و كان أبرزها إضراب و اعتصام حوالي 156 صحفي و تقني بمؤسستي الإذاعة و التلفزة التونسية ابتداء من 19 جانفي 2009 بسبب حرمانهم من حقهم في إبرام عقود عمل وفق قانون الشغل و تواصل ذلك على امتداد عشرة أيام و أمام فشل الإدارة في حل المشكل عبر التفاوض مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اقتضى الأمر تدخلا رئاسيا مباشرا لتسوية ملف يفترض أن تتم تسويته عبر المؤسسات المعنية وفق القوانين المعمول بها، و ثانيهما محاصرة مقر المجلس الوطني للحريات بتونس إثر انطلاق بث إذاعة ” راديو كلمة ” يوم 26/01/2009 ثم اقتحام مقرها في غياب أصحابه و حجز المعدات الموجودة به و إخراج الصحفيين المعتصمين داخله بالقوة على يد أعوان البوليس السياسي و تحت غطاء قضائي بحضور حاكم التحقيق الثاني و مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، و إثارة دعوى قضائية ضد السيدة سهام بن سدرين من أجل إنشاء إذاعة و بث بدون رخصة في حين أن الفصل 33 من القانون عدد 1 لسنة 2001 المؤرخ في 15 جانفي 2001 ينص على أنه ” لا تخضع التجهيزات الراديوية المكونة من أجهزة منخفضة القدرة و محدودة المدى إلى الترخيص المنصوص عليه بالفصل 31 من هذه المجلة و يضبط الحد الأقصى لقدرة هذه الأجهزة و مداها بقرار من الوزير المكلف بالاتصالات بعد أخذ رأي الوكالة الوطنية للترددات المنصوص عليها بالفصل 47 من هذه المجلة ” ، و هي مؤشرات خطيرة على ما يعانيه الإعلاميون و قطاع الإعلام في بلادنا من تضييق على حرية التعبير. و مع تواصل مضايقة و محاصرة الناشطين الحقوقيين و المناضلين السياسيين (محمد النوري ، حمزة حمزة ، زهير مخلوف ، لطفي الحيدوري ، عمر المستيري ، محمود الغزلاني ، سفيان السعيدي ، لسعد البوعزيزي ، ظافر عطي ، سليم بوخذير، علي بن سالم ، غزالة محمدي ) فقد تميز شهر جانفي بمنع الناشط الحقوقي المغربي السيد عبد الحميد أمين نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و منسق التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى تونس حيث أجبر بالقوة على العودة إلى المغرب على متن نفس الطائرة يوم 23/01/2009 كما تم منع اجتماع ممثلي المنظمات الحقوقية التونسية بمقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم 24/01/2009 بمحاصرة المقر بأعداد كبيرة من قوات الشرطة و أعوان البوليس السياسي. و ردا على ما تعرض له عدد من النشطاء الحقوقيين من اعتداءات أمام مقر المجلس الوطني للحريات بتونس فقد تقدم يوم 30/01/2009 الأساتذة محمد عبو و عبد الوهاب معطر و سمير ديلو و عبد الرؤوف العيادي بشكاية لوكالة الجمهورية بتونس نيابة عن كل من السادة عمر المستيري و زهير مخلوف و ظافر عطي و سليم بوخذير ضد السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية و كل من يثبت تورطه من أعوان البوليس السياسي موضوعها الاعتداء على الحرية الذاتية و الضرب من طرف موظف عمومي و التهديد بالسلاح و الاعتداء على الأخلاق الحميدة… و من ناحية أخرى تعرض طلبة النخبة بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية و التقنية بالمرسى للاعتداء عليهم بالعنف اللفظي و المادي من قبل أعوان البوليس السياسي إثر دخولهم في إضراب عن الدروس و اعتصام يومي أمام الوزارة ابتداء من 12/01/2009 احتجاجا على قرار وزارة التعليم العالي المفاجئ و المخالف للقرارات الصادرة عن مجالس الأقسام في تحديد قائمة المرسمين بالمناظرات لدخول المدارس الهندسية العليا بفرنسا و المنح المتعلقة بالدراسة فيها. و في مجال الحريات الشخصية سجلت المنظمة تواصل بعض الاعتداءات على حرية اللباس في حق عدد من الفتيات المحجبات ( آية الطريقي ، بية مبارك، ايناس الغنجاتي ) في بعض المدارس و المعاهد (معهد علي باش حانبه ببنزرت ، معهد 7 /11 بكسرى ) و كذلك بمناسبة المسيرات التي انتظمت مناصرة للشعب الفلسطيني. و في شهر جانفي استمرت الاعتقالات و المحاكمات في صفوف الشباب المتدين بدعوى مكافحة الإرهاب و تتواصل هذه الحملة في ظل خروقات للقانون و لحقوق الإنسان دون استظهار باستدعاء كتابي عند الاعتقال أو احترام لمدة الاحتفاظ و باللجوء إلى التعذيب الممنهج و تنظيم محاكمات لا تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة و إصدار أحكام جائرة و قاسية كما وقع تأجيل محاكمة المعتقلين البارزين في أحداث الحوض المنجمي إلى جلسة 03/02/2009 مع رفض مطالب السراح التي تقدم بها المحامون، و تؤكد الانتهاكات التي تم رصدها في السجون هذا الشهر استمرار تردي ظروف إقامة المساجين و سوء المعاملة من قبل أعوان السجون حيث استمر العنف اللفظي و المادي ضد المساجين و الاكتظاظ داخل الغرف و النقص الفادح في النظافة و التهوية و التثقيف و التعليم و التشغيل إلى جانب حالات الإهمال الصحي التي اضطرت بعض المساجين إلى اللجوء إلى الإضراب عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف الإقامة و معاملة الإدارة للمساجين، و تواصل رفض السلطة لتمكين “منظمة هيومن رايت ووتش” الحقوقية و غير الحكومية من زيارة السجون. و تبقى معاناة المسرحين من المساجين السياسيين مستمرة سواء المضايقات الأمنية أو التضييق عليهم و على أفراد عائلاتهم في عيشهم بما يعسر اندماجهم في المجتمع و يعطل استرداد حقوقهم الأساسية في الدراسة و الشغل و العلاج و التنقل و السفر ( الخطيب الادريسي ، محمد بن رضا الجبالي ، عبدالعزيز الصفاقسي ، عماد سلمان). إن الانتهاكات المختلفة و الواسعة التي حصلت في شهر جانفي تؤكد استمرار مراهنة السلطة على الأسلوب الأمني و القضائي في التعامل مع قضايا المجتمع الحقوقية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية على حساب احترام القانون و المؤسسات و اعتماد منهج الحوار في مناخ من الحريات الفردية و العامة و احترام حقوق الإنسان في مختلف المجالات مما يزيد من حالة الاحتقان و يعمق أزمة الثقة و يهدد الاستقرار و يسيء إلى سمعة البلاد.
II – الانتهاكات
1) حق التظاهر السلمي: يوم الخميس 01 جانفي 2009 شهدت تونس العاصمة المسيرة الكبرى التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل لمساندة الشعب الفلسطيني و للتنديد بالعدوان الغاشم على غزة و عند تقدم المسيرة و بلوغها مستوى السفارة المصرية فوجئ الجميع بقوات الشرطة تتدخل بعنف لقمع المتظاهرين و تفريقهم مستعملة الهراوات و العصي و اعتدت عليهم باللطم و اللكم و الركل و الكلام البذيء ، فتفرق المتظاهرون في تدافع شديد و سجلت حالات سقوط و إغماء في صفوفهم و خاصة النساء و الشيوخ و الأطفال. وتجمع النقابيون بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة المقابل لمنطقة الشرطة و لما أراد المشاركون في هذا التجمع العام الخروج في مسيرة احتجاجية اعترضت سبيلهم قوات الشرطة المحاصرة للمقر و منعتهم بالقوة من التظاهر في الطريق العام. يوم الجمعة 02 جانفي 2009نظم الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بمشاركة ما بين 2000 الى 3000 نقابي و سياسي مسيرة تضامنية مع غزة حيث اعترض لها البوليس و قمعها بالقوة و لكن المشاركين فرضوا أنفسهم. وانتظم على الساعة الثالثة بعد الظهر اجتماع عام بمقر الاتحاد المحلي للشغل بالشابة ضم نقابيين و مناضلين سياسيين و ناشطين حقوقيين خرجوا على إثرها في مسيرة لم تقطع إلا مسافة 500 متر حتى وقع قمعها و تفريقها بالقوة، و بعد نصف ساعة وقع تجمع ثان بمقر جمعية النهوض بالطالب الشابي أين أحيت فرقة الكرامة حفلا موسيقيا تضامنيا وقع محاصرته من قبل مجموعة تتكون من حوالي 200 عون من الشرطة عمد بعضهم إلى استفزاز الحاضرين ، و تم الاعتداء بالعنف على النقابيين الأستاذة أم الخير الهذيلي و رشاد شوشان من قبل نائب رئيس المركز المدعو محمد سلام. و تجمع عام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس و انطلق المشاركون في مسيرة مرخص لها من طرف السلطة إلا أن قوات الشرطة اعترضت سبيلها معلنة عبر مكبر الصوت عن نهاية المسيرة رغم أنها لم تقطع بعد نصف الطريق المخصص لهاو وقع تفريق المتظاهرين بالقوة و افتكاك اللافتات و اعتدوا على المتظاهرين بالهراوات متسببين في أضرار بدنية للعديد منهم و تم اعتقال الطالب فداء العلوي الذي أطلق سراحه فيما بعد. يوم السبت 03 جانفي 2009 منعت قوات الشرطة المحامين بمدينة صفاقس من الخروج في مسيرة للتنديد بالعدوان على غزة. ونظم فرع سوسة للهيئة الوطنية للمحامين على الساعة الحادية عشر صباحا اجتماعا عاما أمام المحكمة الابتدائية 1 بسوسة و عندما أراد المشاركون الخروج في مسيرة للتنديد بالعدوان الهمجي الصهيوني على غزة قامت قوات الشرطة التي حضرت بأعداد كبيرة بقمع المسيرة و دفع المحامين بالقوة إلى داخل سور المحكمة و الاعتداء على بعضهم. و ألقى في هذا الاجتماع العام عدد من المحامين الكلمة نذكر من بينهم الأستاذ الحبيب شلبي الذي مزق لباس المحاماة الخاص به، كما رفعت عديد الشعارات المنددة بالكيان الصهيوني و المنددة كذلك بقمع المسيرة من بينها ” المسيرة مستمرة و البوليس على برة”. يوم الاثنين 05 جانفي 2009 خرج تلامذة المعهدين الثانويين محمود المسعدي وعلي البلهوان بنابل في مسيرة ابتداء من الساعة الحادية عشر صباحا وذلك بعد ما اعتصموا منذ الساعة العاشرة داخل ساحة المعهد رافعين شعارات مؤيدة لغزة، وقد تدخلت قوات الشرطة بالقوة لتفريق المشاركين في المسيرة مما تسبب في إصابة عدد من التلاميذ من بينهم التلميذ أمان الله. يوم الاثنين 5 جانفي 2009 تعرض التلاميذ بمعهد باش حامبة بمدينة بنزرت صباحا إلى المنع من التظاهر و تم اعتقال التلميذة إيناس غنجاتي المرسمة بالسنة الثالثة آداب على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا و تم التحقيق معها بخصوص من ” يحرضون ” على التظاهر بالطريق العام و تم إطلاق سراحها بعدما وقع إجبارها على إمضاء إلتزام يقضي بعدم .. تكرار ذلك مستقبلا. يوم الثلاثاء 06 جانفي 2009 نظم تلامذة المعهدين الثانويين محمود المسعدي و علي بلهوان بنابل على الساعة العاشرة صباحا مسيرة ضخمة جابت شوارع المدينة و التحم المشاركون فيها بمسيرة تلمذية أخرى خرجت من المعهد الثانوي بدار شعبان الفهري إلا أن قوات الشرطة كانت بالمرصاد و استطاعت تفريق المسيرة باستعمال القوة، و بعد التفرق التحق التلامذة بمستشفى نابل للتبرع بالدم لفائدة إخوانهم الفلسطينيين، و على الساعة الرابعة مساء حاول تلاميذ معهد محمود المسعدي الخروج في مسيرة إلا أن قوات الشرطة التي كانت تحاصر المعهد المذكور منعتهم من ذلك كما قام رئيس مركز حي سيدي عمر المدعو سفيان الخمري و معاونه المدعو عبد العزيز باعتقال أربعة تلامذة ولدان و بنتان بعد تلك المحاولة. ووقعت محاصرة المركب الجامعي بتونس ( كلية العلوم و مدرسة المهندسين و كلية الحقوق و العلوم الاقتصادية ) بقوات كبيرة من الشرطة و أعوان البوليس السياسي. وحاصرت قوات للشرطة المعهد الفني بجرجيس و أغلقت ابوبه و منعت التلاميذ من الخروج في مسيرة كما اعتدت قوات الشرطة بالضرب على كل من السيد عبد الكريم الميلادي أستاذ رياضيات و السيد محمد السماعلي القيم العام ، و بعد الظهر قامت قوات الشرطة بإرجاع التلاميذ الذين يدرسون بمعاهد ابن رشد و 2 مارس و المعهد الفني إلى منازلهم في الحافلات التي قدموا على متنها. يوم الأربعاء 07 جانفي 2009 خرج تلاميذ المعاهد الثانوية بمدينة جندوبة في مسيرة حاشدة شارك فيها عديد المواطنين للتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة إلا أنها قمعت من قبل عناصر البوليس السياسي و قوات الشرطة و تمت على إثرها عديد الاعتقالات. وانتظمت مساء مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الطلبة بعد خروجهم من المطعم الجامعي بمبيت الياسمين بصفاقس ، و عند تدخل قوات الشرطة اعتدت عناصرها بالضرب على عديد الطلبة مما خلف كسرا لأحدهم و عدد من الجرحى. وقام أعوان البوليس السياسي ببنعروس بافتكاك ”الزنارات” الفلسطينية من التلاميذ و حتى من المواطنين باعتبار أن ارتداءها يمثل دعوة إلى التحركات و تحريضا على المسيرات. و بعد منتصف انهار حاول تلامذة المعهد الثانوي بنهج أسبانيا ببنزرت الخروج في مسيرة تضامنية مع غزة إلا أن محاولتهم باءت بالفشل نظرا للحضور الكثيف لأعوان البوليس السياسي و عناصر الشرطة بالزي الرسمي، و قد تدخل أحد المساجين السياسيين السابقين السيد منير زراد لإنقاذ تلميذ من بين أيدي أربعة من أعوان البوليس السياسي كانوا يعنفونه، و ما أن طلب منهم إخلاء سبيله حتى تعرض هو بدوره للاعتداء بالعنف من قبل أحد هؤلاء الأعوان، و تدخلت النسوة صحبة السيد خالد بوجمعة عضو منظمة حرية و إنصاف للحيلولة دون اعتقاله. يوم الخميس 08 جانفي 2009 في تونس العاصمة اعتقل أعوان البوليس السياسي على الساعة التاسعة من مساء الطلبة عبد الفتاح التاغوتي و ياسين المنصوري و محمد الجندوبي و زياد بومخلة و راشد الكحلاني المرسمين بكلية العلوم بتونس من منزلهم الكائن بحي العمران لمنعهم من المشاركة في يوم الغضب الذي دعا له الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين و أدى اعتقالهم إلى حرمانهم من اجتياز امتحانات يوم الجمعة 09 جانفي 2009 ، و قد تم إطلاق سراحهم جميعا على الساعة السابعة مساء ا. وعمد مدير المدرسة الإعدادية بالمنزه الثامن بأريانة إلى نزع و افتكاك ” الشالات ” الفلسطينية التي يحملها التلامذة . كما عمد أعوان الشرطة و عناصر البوليس السياسي في نفس اليوم إلى نزع و افتكاك الشالات الفلسطينية للتلاميذ و المواطنين و من بين هؤلاء الأعوان المدعو ” عبد الكريم ” الذي افتك من تلميذ ”الزنار” بالقوة و قال له :” فين تحسب روحك في مرشي” ( يعني في سوق الخضر) !!! وتوقفت الدراسة بجميع المعاهد الثانوية الكبرى بمدينة قابس خشية أن يلتحم التلامذة بمسيرات يوم الغضب المقررة في نفس اليوم و عمد عناصر البوليس السياسي و أعوان الشرطة إلى افتكاك الشالات الفلسطينية من التلامذة و المواطنين و تهديدهم بالأسوأ ان هم عادوا إلى حملها. كما خرجت مسيرات الغضب من دار شعبان الفهري و من قليبية و سليمان بولاية نابل حيث وقعت عدة اعتقالات. وعمدت الشرطة بنابل المدينة إلى إجبار عديد التلاميذ على إمضاء التزام يقضي بعدم المشاركة مستقبلا في المسيرات علما بأن المعاهد الثانوية بمدينة نابل أغلقت أبوابها في وجوه التلاميذ حتى لا يشاركوا في المسيرات. وخرج تلامذة المعهد الثانوي بالمنزه السادس بولاية أريانة في مسيرة تضامنية مع غزة رفعت خلالها عدة شعارات و قد حاصرتها قوات الشرطة و منعتهم من التقدم بمحاذاة المركب الجامعي خشية الالتحام مع الطلبة. و تمكن طلبة كلية العلوم ببنزرت من الخروج في مسيرة بعد أن خرجوا من مخبر الكلية و اتجهوا صوب الجسر إلا أن قوات الشرطة التي حاصرتهم بأعداد كبيرة منعتهم من اجتياز الجسر. يوم السبت 10 جانفي 2009 نظم تلامذة المعهد الثانوي بمنزل جميل مسيرة سلمية للتنديد بجرائم العدو الصهيوني، و لم يكد التلامذة يتجاوزون الباب الخارجي للمعهد حتى اصطدموا بقوات الشرطة التي طوقت المكان من كل جانب و منعتهم من التقدم و استخدمت القوة لتفريقهم. وتجمع بساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة عدد كبير من النقابيين و المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين في اجتماع عام رفعت خلاله عديد الشعارات و ازدانت الساحة باللافتات و الصور و الأعلام الفلسطينية ثم انطلق المشاركون في مسيرة حاشدة j تصدت لها قوات البوليس السياسي و الشرطة قي أول شارع فرنسا حيث طوقتها و منعتها من التقدم باتجاه شارع الحبيب بورقيبة. يوم الثلاثاء 13 جانفي 2009 و في اليوم الثامن عشر للعدوان على غزة خرجت مكونات المجتمع المدني بمدينة بنزرت و من انضم إليها من المواطنين عمالا و طلبة و تلامذة تلبية لدعوة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي و فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و جاب المشاركون شارع الحبيب بورقيبة و عند الوصول إلى ساحة عنابة حاصرتهم قوات الشرطة التي حضرت بأعداد كبيرة منذ انطلاق المسيرة و افتك أعوان البوليس السياسي اللافتات و الأعلام الفلسطينية و التونسية و الصور و اعتدوا على الناشطين الحقوقيين و المناضلين السياسيين بالعنف الشديد من بينهم السجين السياسي السابق الأستاذ طارق السوسي ( الذي أسقطوه أرضا و اعتدوا عليه بالضرب) و السيد فوزي الصدقاوي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و السجين السياسي السابق السيد شكري رجب و السيد خالد بوجمعة العضو المؤسس لمنظمة حرية و إنصاف و ابنته الآنسة رحاب بوجمعة تلميذة بالسنة الثالثة آداب و السيد ياسين البجاوي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي و السيد محمد الهادي بن سعيد عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كما تم اعتقال السيد محمد زياد بن سعيد عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف و إسقاطه أرضا و جره في بركة من الوحل و تقطيع ثيابه و الاعتداء عليه بالعنف الشديد و اقتياده إلى مركز بوقطفة حيث واصل أعوان البوليس السياسي الاعتداء عليه بالعنف و السب و الشتم و البصاق و سب الجلالة و التفوه تجاهه بالكلام البذيء و التهديد ثم وقع اقتياده إلى منطقة الشرطة حيث تواصل معه مسلسل التنكيل و بعد ساعة أطلق سراحه، و لم يغادر السيد محمد زياد بن سعيد منطقة الشرطة إلا بعد أن استرجع ”الشال الفلسطيني ” أو ”الكوفية” التي أفتكها منه أعوان البوليس السياسي. يوم الخميس 15 جانفي 2009 تم اعتقال الطالبة آية الطريقي على اثر مسيرة نظمها المحامون بشارع باب بنات بالعاصمة و اقتيادها إلى مركز الشرطة بنهج القصبة لتحرير بطاقة إرشادات في حقها و استجوابها حول ارتدائها للحجاب و حملها للشال الفلسطيني . يوم السبت 17 جانفي 2009 تم منع عديد المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين من الالتحاق بالمكان الذي ستنطلق منه المسيرة منذ الصباح فقد منع الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف في البداية من الوصول إلى بورصة الشغل ثم عادوا و سمحوا له بالمشاركة كما منع المهندس عبد الكريم الهاروني الكاتب العام للمنظمة من مغادرة منزله بالكرم من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي و تواصل المنع حتى المساء ليشمل منعه من المشاركة في ندوة ينظمها المعهد العربي لحقوق الإنسان بنزل ”أفريكا” حول “الاجتهاد و حقوق الإنسان و الديمقراطية أي علاقة؟” و تم أيضا منع السيد محمد القلوي عضو المكتب التنفيذي للمنظمة ، كما وقع اختطاف الناشط الحقوقي السيد لسعد الجوهري قرب بورصة الشغل و نقل في سيارة بعد الاعتداء عليه بالعنف من قبل أعوان البوليس السياسي . و كذلك وقع اختطاف الناشط الحقوقي السيد عبد الحميد الصغير لمنعه من المشاركة في المسيرة ثم سمح له بعد ذلك ، أما في الجهات فقد فوجئت الاتحادات الجهوية بتراجع شركات النقل في اللحظة الأخيرة عن كراء الحافلات للنقابات الجهوية حتى يلتحق أعضاؤها بالعاصمة للمشاركة في المسيرة و هو ما أدى لغياب عديد المواطنين الذين كانوا يريدون الالتحاق بالمسيرة بالعاصمة. يوم الاثنين 19 جانفي 2009 انتظمت بالعاصمة بداية من الساعة الحادية عشر صباحا مسيرة سلمية بدعوة من الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي للعمل و الحريات و حركة التجديد انضم إليها عدد كبير من المواطنين للتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة ، و قد ناهز عدد المشاركين في المسيرة أربعة آلاف مشارك دون احتساب الأعداد الغفيرة من المناضلين و العمال و الطلبة و التلامذة الذين منعتهم قوات الشرطة و أعوان البوليس السياسي من المشاركة في المسيرة عندما قامت بإغلاق جميع المنافذ المؤدية لمسار المسيرة ، و تم منع عديد الشخصيات السياسية من المشاركة في المسيرة نذكر من بينهم السادة الصحبي عتيق و زياد الدولاتلي و الأستاذة إيمان الطريقي و السيدة جميلة عياد و السيد علي العريض الذي تعرض للمضايقة و التهديد و الاحتجاز طيلة المسيرة. – 2) حرية الاعلام: تواترت التشكيات في صفوف الشخصيات السياسية و الحقوقية و الإعلامية من المضايقات التي يتعرضون لها عند استعمالهم لشبكة الانترنات و ذلك بتعطيل المراسلات الألكترونية و حجب للمواقع و تدمير للمدونات. تم يوم 14 جانفي 2009 منع توزيع العدد رقم 37 من المجلة الإماراتية شباب 20 دون تبرير رسمي و تجدر الإشارة أن هذا العدد تضمن مقالا حول ثروات عدد من الحكام العرب وقد أدانت منظمة مراسلون بدون حدود عملية الحجز و اعتبرتها ممارسة دارجة في تونس. تعرض الصحفي سليم بوخذير يومي 20 و 21 جانفي 2009 الى محاصرة لصيقة من قبل البوليس السياسي و قد أدانت مراسلون بلا حدود ما يتعرض له السيد سليم بوخذير و أفراد عائلته من مضايقات منذ إطلاق سراحه في 21 جويلية 2008 و ذكرت أن تونس ترد في المرتبة 143 من 173 دولة في تصنيفها العالمي لحرية الصحافة. دخل نحو 156 بين صحافيين و تقنيين بالإذاعة و التلفزة التونسية يوم 19 جانفي 2009 في إضراب عن العمل و اعتصاما في مقر المؤسسة احتجاجا على رفض الإدارة تمكينهم من حقهم في عقود شغل طبقا لمجلة الشغل التونسية علما و أن بعضهم يعمل في التلفزة منذ 10 سنوات او اكثر ، و قد حضر وفد عن الاتحاد الدولي للصحفيين يوم 23 جانفي 2009 الجلسة العامة للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين و عبر عن تضامنه مع الصحافيين و التقنيين المعتصمين في التلفزة التونسية و دعمه لمطالبهم المشروعة و أمام فشل الإدارة حل المشكل عبر التفاوض و بعد 10 أيام من الاعتصام تم تدخل رئاسي لتسوية الملف يوم الأربعاء 28 جانفي 2009 و تجدر الإشارة إلى انه تم تأسيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بتاريخ 13/01/2008 بعد حل جمعية الصحفيين التونسيين و تتعرض النقابة منذ تأسيسها إلى حملة تستهدف مكانة النقابة و استقلاليتها و من ضمن هذه الضغوطات وقف المنحة السنوية للنقابة التي تقدمها الدولة للمنظمات النقابية و المهنية في تونس. اعتقل أعوان البوليس السياسي على الساعة السادسة و النصف من مساء يوم الجمعة 23 جانفي 2009 الشاب نزار بالحسن عضو الشباب الديمقراطي للحزب الديمقراطي التقدمي أثناء توزيعه صحبة عدد من زملاءه لجريدة الموقف و تم اقتياده إلى مركز شرطة نهج يوغسلافيا و لم يقع إطلاق سراحه إلا حوالي الساعة العاشرة ليلا بعد ان رفض الإمضاء على التزام يقضي بعدم توزيع جريدة الموقف علما بأن أعوان البوليس السياسي قد افتكوا أعداد جريدة الموقف من أيدي المواطنين بالقوة . قررت المحكمة الابتدائية بتونس في جلستها المنعقدة بتونس يوم السبت 24 جانفي 2009 تأجيل النظر في القضايا المرفوعة ضد جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي لجلسة يوم 14 فيفري 2009 في انتظار تقرير الخبير و ذلك للمرة الثامنة على التوالي و قد طالب لسان الدفاع هيئة المحكمة بالمرافعة و إعادة النظر في مطالب الشركات باعتبارها غير جدية . تم اعتقال الصحفي ظافر عطي الذي كان مصحوبا بزميلته السيدة مروة الرقيق من أمام مقر إذاعة كلمة و ذلك يوم الثلاثاء 27 جانفي 2009 حوالي الساعة الثانية بعد الظهر. وقع حجز العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد الصادر بتاريخ 31 جانفي 2009 بدعوى مخالفة مقتضيات الفصل 163 من مجلة الصحافة الذي يحجر نشر الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية ، علما أن الصحيفة نشرت ما جاء في محضر البحث لأحد المعتقلين و هو السيد بشير العبيدي على خلفية أحداث الحوض المنجمي بعد صدور الحكم الابتدائي. تم اقتحام مقر إذاعة كلمة من قبل أعوان البوليس السياسي و بحضور حاكم التحقيق الثاني و مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة بتاريخ 30 جانفي 2009 و مصادرة معدات الإذاعة المذكورة على خلفية انطلاق بث إذاعة راديو كلمة على القمر الصناعي ” هوت بورد ” بتاريخ 26 جانفي 2009، بعد رفع قضية ضد السيدة سهام بن سدرين بتهمة إنشاء إذاعة و بث بدون رخصة. (3الناشطون الحقوقيون و المناضلون السياسيون: تعرض السيد محمود الغزلاني عضو الحزب الديمقراطي التقدمي يوم الخميس 22/01/2009 بمدينة جلمة ولاية سيدي بوزيد إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل رئيس دائرة الحزب الحاكم بالمدينة المذكورة و ابن شقيقه بسبب مشاركته في فعاليات التضامن مع غزة و قد لحقا به عند ذهابه إلى المستشفى لاستخراج شهادة طبية و هدداه بانتظار الأسوأ في المستقبل، كما تم طرد السيدين سفيان السعيدي و لسعد البوعزيزي عضوي الحزب الديمقراطي التقدمي من عملهما بسوق الجملة بسيدي بوزيد بسبب مشاركتهما في المسيرات التضامنية مع غزة. منعت يوم الجمعة 23/01/2009 شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج الدولي السيد عبد الحميد أمين نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و منسق التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى تونس وأجبرته بالقوة على البقاء بالطائرة التي أقلته من الدار البيضاء ليعود فيها من حيث أتى. وكان السيد عبد الحميد أمين قادما إلى تونس للإشراف صحبة السيد محمد إسماعيل من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان( الذي وصل أمس الخميس الى تونس دون مشاكل) ،على مجموعة مع اللقاءات للتعريف بالتنسيقية. وقد تم منذ أيام التقدم بطلب رسمي للقاء الوزير الأول ووزير العدل وحقوق الإنسان غير أن الطلب بقي دون جواب إلى أن تم طرد السيد أمين دون تقديم أي مبرر. وقعت صباح يوم السبت 24/01/2009 محاصرة مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الكائن بنهج بودلير بالعمران و غلق كل الأنهج المؤدية إليه بأعداد كبيرة من قوات الشرطة و أعوان البوليس السياسي الذين منعوا المدعوين للمشاركة في اجتماع المنظمات الحقوقية من الوصول إلى المقر المذكور بما في ذلك الضيف الجزائري ممثل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، و قد شمل المنع كذلك رئيس منظمة حرية و إنصاف الأستاذ محمد النوري و السيد حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي المكلف بالعلاقة مع المنظمات الوطنية. تم صباح يوم الأربعاء 28 جانفي 2009 منع الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف من الدخول إلى مقر المجلس الوطني للحريات بتونس و الاعتداء عليه بالعنف اللفظي و المادي من قبل ثمانية أعوان من البوليس السياسي ، كما وقع منع الصحفي لطفي الحيدوري عضو المجلس الوطني للحريات بتونس من الدخول إلى مقر المجلس المحاصر لليوم الثاني على التوالي إثر انطلاق بث إذاعة ”كلمة” عبر القمر الصناعي ” هوت بورد ” يوم الاثنين 26 جانفي 2009 ، كما وقعت صباح يوم الخميس 29 جانفي 2009 ملاحقة السيد عمر المستيري من قبل مجموعة من أعوان البوليس السياسي إلى شارع الحرية قرب نهج أبو ظبي حيث يقطن و حيث يوجد مقر المجلس الوطني للحريات و مقر إذاعة كلمة و هددوه بإدخاله إلى السجن. على خلفية ما حصل في اليومين الأخيرين من اعتداءات من طرف أعوان البوليس السياسي أمام مقر المجلس الوطني للحريات بتونس تقدم صباح هذا اليوم الجمعة 30/01/2009 الأساتذة محمد عبو وعبد الوهاب معطر و سمير ديلو و عبد الرؤوف العيادي بشكاية لوكالة الجمهورية بتونس في حق كل من السادة عمر المستيري و زهير مخلوف و ظافر عطي و سليم بوخذير ضد كل من السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية و من سيكشف عنه البحث من أعوان البوليس السياسي موضوعها الاعتداء على الحرية الذاتية و الضرب من طرف موظف عمومي و التهديد بالسلاح و الاعتداء على الأخلاق الحميدة و الاعتداء على أمن الدولة الداخلي من طرف أعوان الأمن بتكوينهم لتجمع. تستدعي الحالة الصحية للسيد علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت التدخل العاجل لعلاج عدة أمراض زادها تقدمه في السن (77 عاما) وتعرضه للمعاملات المسيئة علما وان السيد بن سالم تعرض لاحقا الى عملية على القلب فاقمت في هشاشة وضعه الصحي. و اليوم يجد السيد علي بن سالم نفسه عاجزا عن متابعة حالته الصحية المتردية و عن شراء الحد الأدنى من الأدوية حيث حرم من حقه في دفتر العلاج المجاني المخول له بموجب شهادة من وزارة الدفاع في أوت 1960 باعتباره من المقاومين للاحتلال، كما حرم من حقه في السفر و الالتجاء للمؤسسات الصحية الأجنبية للتداوي بها على نفقة أبنائه المقيمين بالخارج بسبب نضاله الحقوقي. 4) الحريات النقابية: تجمع عدد كبير من النقابيين و المناضلين السياسيين يوم الخميس 01 جانفي 2009 بمقر الاتحاد الجهوي بقفصة للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة و كالعادة كانت قوات الشرطة بالمرصاد إذ حاصرت المقر من كل الجهات و رمى عناصرها الحجر على المشاركين المتحصنين بالمقر الذين رددوا عديد الشعارات التي تجاوب معها المواطنون في الخارج مما جعل قوات الشرطة تعتدي عليهم بالعنف، ثم تقتحم باب الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة و تعتدي على النقابيين بالعنف الشديد و تكسر و تتلف أثاث المقر مما تسبب في إصابة عديد من المشاركين بجراح خطيرة نذكر من بينهم النقابيين السيدين عمار الزارعي و الناصر الكطواني ( نقابة التعليم الأساسي )، و قد منع السيد الزارعي من المبيت في المستشفى و نقل الى مصحة خاصة. شهد يوم الثلاثاء 06 جانفي 2009 حصارا أمنيا مشددا لمقر الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس رغم حضور مناضلين نقابيين من قطاع التعليم و عديد القطاعات الأخرى داخله و تنشيط المقر بإذاعة داخلية. شهد يوم الثلاثاء 06 جانفي 2009 حصارا أمنيا مشددا لمقر الاتحاد المحلي للشغل ببنقردان رغم حضور مناضلين نقابيين من قطاع التعليم و عديد القطاعات الأخرى داخله. ضربت قوات الشرطة بنابل يوم الجمعة 09 جانقي 2009 طوقا أمنيا و حصارا شديدا على مقر الاتحاد الجهوي للشغل حيث منعت الكثير من النقابيين و المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين من الوصول إلى المقر كما منعت من كان بداخله من الخروج، علما بأن فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني تواصلت داخل المقر. دخل طلبة السنة الأولى و الثانية المرسمين بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية و التقنية بالمرسى و البالغ عددهم 313 طالبا في إضراب مفتوح عن الدروس منذ يوم الاثنين 12/01/2009 لمطالبة إدارة المعهد و من ورائها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا باعتماد القائمة الأولى الصادرة عن مجالس أقسام المعهد المنعقدة يومي 15 و 16/12/2008 و إلغاء القائمة الثانية التي قدمها مدير المعهد وكذلك إلغاء المنشور الصادر في السنة الماضية الذي يقضي بتمكين 30 في المائة من الطلبة ذوي الدخل الضعيف و بعض المتفوقين فقط من منحة الدراسة و 50 في المائة من منحة الشفاهي هذا المنشور الذي رفضه الطلبة و تراجعت عنه الإدارة لتعود إليه هذه السنة و يتمسك الطلبة بتمكينهم جميعا من التمتع بالمنحتين. و اعتصم الطلبة يوميا منذ يوم الاثنين 12 جانفي 2009 أمام وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا حيث يتعرضون يوميا للدفع و السب و الشتم من قبل أعوان البوليس السياسي و قوات الشرطة. و قرر الطلبة في اجتماع عام لهم يوم 15 جانفي 2009 مواصلة الإضراب المفتوح حتى تحقيق مطالبهم كما بعث أساتذة المعهد بعريضة لوزير التعليم العالي و البحث العلمي والتكنولوجيا و لرئيس جامعة 7 نوفمبر بقرطاج و لإدارة المعهد التحضيري بتاريخ 13 جانفي 2009 أمضى عليها 26 أستاذا. نفذ أساتذة التعليم الثانوي بمدينة جندوبة يوم 26 جانفي 2009 وقفة احتجاجية بعشرين دقيقة دعت إليها النقابة الأساسية للتعليم الثانوي احتجاجا على ما تعرض له المدرسين عصام غزواني و بلال الخلدوني من اعتداء بالعنف اللفظي و المادي من طرف أشخاص غرباء عن المدرسة و ذلك أثناء أداء الأستاذين لعملهما مما أدى بالغز واني إلى ملازمة الفراش بالمستشفى الجهوي لمدة خمسة أيام. و تطلبت حالته الصحية راحة لمدة خمسة عشر يوما. اعتصم مساء يوم الثلاثاء 27/01/2009 ستة من أعضاء اللجنة المحلية للمعطلين عن العمل من كل ببوسالم و بلطة وبوعوان بمكتب التشغيل ببوسالم من ولاية جندوبة بالشمال الغربي احتجاجا على قائمة أسماء تضم 600 اسم بمكتب تشغيل الإطارات على مستوى الولايةحيث لم تتعد حصة كل من معتمديتي بوسالم و بوعوان 12 اسما. ابلغنا السيد علي الشرطاني السجين السياسي السابق بما يلي: قبل صلاة العشاء من ليلة 31 ديسمبر2008 و في طريقي إلى العودة من الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة حيث تدور فعاليات إعداد الخروج للتظاهر لمساندة إخواننا في غزة و في مكان مهجور حيث انهالوا علي ضربا و لكما و ركلا و سبا و شتما مما ترتب عليه كدمات في الرأس و ألما في كسر رجلي اليمنى و كسر نظارتي الطبية و ذلك بسبب ترددي على مقر الاتحاد الجهوي بقفصة و إني عازم على تقديم قضية تظلم في كل من رئيس منطقة الشرطة بقفصة و كذلك في كل من رئيس الفرقة المختصة و رئيس فرقة الإرشاد التابعين لنفس المنطقة. 5) الحريات الشخصية: عمدت قوات البوليس بمدينة منزل بورقيبة إلى احتجاز 15 فتاة و امرأة و اقتحام منازل عدد آخر بعد مشاركتهن في مسيرة تنديد بالعدوان على غزة إثر صلاة الجمعة يوم 02 جانفي 2008 و من بين الموقوفات الشقيقتان أسماء وخولة البجاوي و الشقيتان سماح وريم الخميري اللتان تم اعتقالهما من بيتهما بعد صلاة الجمعة و أطلق سراحهما على الساعة الثامنة ليلا ، علما أن أسماء البجاوي قد تعرضت للاعتداء بالضرب بحضور والدها رضا البجاوي في المركز من قبل العون عادل مغروم . وقع اليوم السبت 02/01/2009 اختطاف مجموعة من الفتيات هن أسماء البجاوي و رفيقة و خولة و رحاب و رانية و ريم و سماح و نادرة و أميرة اللواتي التي تم تعنيفها و تهديدها بنزع ثيابها من قبل مجموعة من أعوان البوليس من بينهم المدعو عادل المغروم عندما عبرت عن اعتزازها بعمها السجين السياسي السابق السيد بشير اللواتي، كما تم اعتقال والدتين و السيد رضا البجاوي من منزل بورقيبة إثر صلاة الجمعة تحت ذريعة منع خروج مسيرة تضامنية مع غزة و تم تعنيفهن بمركز الشرطة و استجوابهن حول تنظيم مسيرة باعتبارها شغبا بالضرب المبرح و بالكلام البذيء و سب الجلالة إلى درجة أن إحدى السيدات لم تعد تقدر على الوقوف على ساقيها، كما وقع تعنيف السيد رضا البجاوي و جلب بناته الثلاثة إلى المركز بالقوة من قبل عون الشرطة المدعو عادل المغروم، مع الإشارة إلى أن الفتيات اللواتي تعرضن للاختطاف سبق و أن تعرضن لمضايقات عديدة بسبب ارتدائهن للحجاب. و حرية و إنصاف تدين هذا الاعتداء على الفتيات و أفراد عائلاتهن و تدعو إلى فتح تحقيق و معاقبة المجرمين. تتواصل معاناة تلميذات المدرستين الإعداديتين الرميلة وبطحاء الشهداء بنابل مطلع شهر جانفي 2009 حيث عمد مدير المدرسة الأولى البشير العبيدي ومديرة المدرسة الثانية المدعوة قمر بوسن الخضار الى منع المحجبات من الدخول إلى المدرسة بالفولارة . على هامش مسيرة تلمذية يوم الاثنين 05 جانفي2009 بمدينة جرجيس بولاية مدنين وقع اعتقال مجموعة من التلميذات المحجبات إحداهن كانت ترفع المصحف الشريف طيلة المسيرة و لم يطلق سراحهن إلا بعد إجبارهن على إمضاء التزام يقضي بعدم ارتدائهن الحجاب في المستقبل. تم حوالي منتصف نهار يوم الاثنين 05/01/2009 اختطاف التلميذة إيناس الغنجاتي( ثالثة آداب ) من أمام معهد علي باش حامبه بمدينة بنزرت بتهمة كتابة بيان تدعو فيه التلامذة إلى الخروج في مسيرة احتجاجية تنديدا بالعدوان الصهيوني الهمجي على غزة، و تم إطلاق سراحها على الساعة الرابعة مساء بعد إجبارها على الإمضاء على التزام يقضي بعدم تكرار ما اتهمت به مستقبلا. اعتدى مدير المعهد الثانوي بقفصة المدعو عارف المالكي على التلميذة فاتن المعيوفي بالعنف المادي و اللفظي و انتزع منها بالقوة الشال الفلسطيني الذي كانت تحمله عندما رفضت تسليمه إياه. عمد مدير معهد 7 نوفمبر بكسرى بولاية نابل المدعو عزالدين صحبة القيم العام المدعو عمار بن سعيد إلى منع التلامذة المقيمين من الصلاة فرادى وجماعات صارخا ( أي المدير ) في وجه أحد التلامذة بأن هذا معهدا وليس مسجدا. على هامش مسيرة تلمذية يوم الاثنين 05 جانفي 2009 بمدينة جرجيس وقع اعتقال مجموعة من التلميذات المحجبات إحداهن كانت ترفع المصحف الشريف طيلة المسيرة و لم يطلق سراحهن إلا بعد إجبارهن على إمضاء التزام يقضي بعدم ارتدائهن الحجاب في المستقبل. و زارت الأستاذة إيمان الطريقي ثلاثة من حرفائها بعد الظهر بسجن المرناقية و كانت تحمل ”شالا ” فلسطينيا به صورة مسجد الصخرة بالقدس و به شعار ” القدس لنا – نحن قادمون ” و سلمت إلى اعوان السجن بطاقات الزيارة و ترقبت إحضار منوبيها مدة ساعة كاملة، و استفسرت بعد ذلك عن سبب التأخير فأتى مسؤول من إدارة السجن برتبة عقيد مصحوبا بضابط و سألاها عن الشال الذي تحمله و طلبا منها نزعه فاندهشت و طلبت السبب الداعي لهذا الأمر فأجابها أحدهما بأن ذلك من شأنه أن يستفز المساجين فاستنكرت ذلك و أجابت العقيد أن الشال الفلسطيني لا يستفز التونسيين خاصة إذا كانوا من بين المساجين و أنه لا شيء في القانون يحدد لباس المحامين أو يمنعهم من ارتداء رموز الشعب الفلسطيني المناضل، و أصرت على عدم نزعه. على إثر مسيرة المحامين التي انتظمت يوم الخميس 15 جانفي 2009 تم إيقاف الطالبة آية الطريقي التي كانت صحبة شقيقتها الأستاذة إيمان الطريقي و اقتيادها إلى مركز الشرطة بنهج القصبة لتحرير بطاقة إرشادات في حقها و استجوابها حول ارتدائها للحجاب و حملها للشال الفلسطيني. هددت المدعوة حنان بعشوق قيمة بالمعهد الثانوي 7 نوفمبر معتمدية كسرى يوم 21 جانفي 2009 التلميذة بية مبارك المرسمة بالسنة الثالثة شعبة آداب بالطرد من المعهد في صورة عدم امتثالها لقرار نزع الحجاب. وقع يوم الخميس 22/01/2009 على الساعة السادسة مساء منع السيد نصرالدين بلحاج مبروك من التوجه إلى الجزائر على متن الطائرة بتعلة عدم تطابق مهنته المسجلة بجواز سفره مع المهمة التي كلف بإنجازها لفائدة مصنع نجارة الاليمنيوم بنابل الذي يشتغل به مع العلم أن هذا المواطن ملتح وأمضى في عديد المناسبات لدى المصالح الأمنية على التزام بحلق اللحية و على بطاقات إرشادات، وكان ينوي الالتحاق بشحنة البضاعة التي أرسلها صاحب المعمل إلى الجزائر لاستكمال الصفقة وقد فوجئ هذا الأخير بمنع أجيره من السفر وأرسل إلى مصالح الجمارك فاكسا يعلمهم فيه بأن هذا الشخص يعمل لديه ولكن دون جدوى. قام عونان تابعان لفرقة مقاومة الإرهاب بنابل أحدهما يدعى ”معز” يوم الجمعة 31 جانفي 2009 باعتقال السيد عبد السلام حديدان ( صاحب محل لبيع الأواني البلاستيكية بنابل ) بعد أن اعتديا عليه بالعنف اللفظي و اقتاداه إلى مركز شرطة نابل أين حررا ضده بطاقة ارشادات و استجوباه عن علاقته ببعض الشخصيات الحقوقية بنابل قبل أن يطلقا سراحه. 6) الاعتقالات: اقتحم أعوان البوليس السياسي بمنزل بورقيبة مساء الأحد 04 جانفي 2009 منزل السيد اسماعيل بن محمد الجباري من أجل اعتقال ولديه أيمن الجباري و بشير الجباري، و عند احتجاج العائلة تم الاعتداء على صاحب المنزل بالعنف الشديد بواسطة هراوة و اصابته في رأسه و ظهره و يديه كما أصيبت زوجته بالإغماء جراء هذا الاعتداء. اعتقل اعوان البوليس السياسي بمنطقة الشرطة بنابل حوالي الساعة العاشرة و النصف من صباح يوم السبت 24 جانفي 2009 السيد لطفي المناعي من منزله و هو سجين سياسي سابق و ناشط بالحزب الديمقراطي التقدمي حيث أخضعه رئيس مركز واد سحيل المدعو محمد نزار ارحومة لاستجواب مهددا إياه بإخضاعه للإمضاء أسبوعيا في صورة عدم استجابته مستقبلا لأي استدعاء شفوي . و تجدر الإشارة أن المدعو محمد نزار رحومة يعمد إلى مضايقة مجموعة من شباب المنطقة عبر استدعائهم باستمرار عبر الهاتف أو بالاعتقال نذكر من بينهم عبد العزيز الصفاقسي و مجدي بولعراس وسيف البيري كما اتصل بعديد المشغلين للضغط عليهم قصد عدم تشغيل المساجين السياسيين السابقين و الشبان المتدينين. اعتقل اعوان البوليس السياسي التابعين لشرطة مدينة منزل جميل الشاب محمد اللافي الطالب بالمعهد العالي بمجاز الباب حولي منتصف النهار يوم السبت 24 جانفي 2009 و تم اقتياده الى منطقة الشرطة 07 نوفمبر بمدينة بنزرت بسبب التزامه الديني و افرج عنه في حدود الساعة الثانية بعد الظهر. بعد 13 يوما من الاعتقال بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية تم اليوم الاثنين 26 جانفي 2009 إحالة الشبان الستة الذين اعتقلوا بجهة سيدي حسين السيجومي بتاريخ 13 جانفي 2009 و هم مكرم بن صالح الجموعي و معز بن علي الحاجي و عبد القادر المولدي بدر و صابر محمد ساسي و حمدي الفوغاري و سعيد رابح الخلفاوي على قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أمر بإيداعهم السجن المدني بالمرناقية بتهم لها علاقة بقانون 10 ديسمبر 2003 اللادستوري بعد مدة تزيد عن 11 يوما في مخالفة صريحة لقانون الاحتفاظ. وقد افرج صباح يوم السبت 24 جانفي 2009 عن خمسة شبان و هم السادة حاتم بن حمادي الجويني ، سعيد بالرابح ، سليم بن علي البرهومي و عامر وعلي حسن الفايدي الذين اكدوا جميعا تعرضهم للتعذيب و المعاملة المهينة. 7) المحاكمات: نظرت الدائرة الجنائية 11 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي فاروق الغربي يوم الجمعة 9 جانفي 2009 في القضية عدد 12138 التي أحيل فيها كل من : محمد بن خليفة بن عباس المسعدي و عادل بن المنجي بن عبد الكريم نصيب من أجل تهم تقع تحت طائلة قانون الإرهاب اللادستوري و اثر ذلك أصدرت المحكمة حكمها القاضي بإقرار الحكم الابتدائي مع تعديل نصه و ذلك بالنزول بالعقاب المحكوم به إلى خسمة أعوام . نظرت الدائرة الجنائية 4 بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي بجلسة يوم السبت 10 جانفي 2009 في القضية عدد 16865 التي أحيل فيها كل من أسامة بن محمود بن محمد حاجى و وجيه بن الناصر بن الطيب رزق الله و جوهر بن على بن الحاج احمد و هشام بن حسين بن فرحات المشرقى و سامى بن الحسين بن محمد عاشور و سفيان بن الطاهر بن على عبيدة و بشير بن حمودة بن بشير مصباحى و انيس بن محمد بن ابراهيم عبيدى و ايمن بن الطاهر بن عمارة ذويب و محمد بن على بن ابراهيم صميدة و زبير بن خليفة بن محمد الهادى و فيصل بن الطاهر بن صالح القفصى– بحالة ايقاف – و الشاذلى بن حمدة بن حميدة بن يحي– بحالة فرار – و المحالين من أجل تهم تقع تحت طائلة قانون الإرهاب اللادستوري و اثر مرافعات المحامين أصدرت المحكمة حكمها القاضي بإدانة المتهمين و سجنهم مدة تتراوح بين ستة و عشرة أعوام. نظرت يوم أمس السبت 10 جانفي 2009 الدائرة الجنائية 4 بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في القضية عدد 16865 التي أحيل فيها كل من عمر الطبربي و فتحي بالرايس و أحمد الغربي و أحمد التونسي و أيمن الملاخ أصيلي ولاية بنزرت و المحالين من أجل تهم تقع تحت طائلة قانون الإرهاب اللادستوري ، و اثر ذلك أصدرت المحكمة حكمها القاضي بإدانة المتهمين و سجنهم مدة عامين اثنين. نظرت يوم أمس السبت 10 جانفي 2009 الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي كمال بن جعفر في القضية عدد 2008/11347 التي أحيل فيها كل من مراد بن الهادي بن خميس النصيري و منتصر بن ابراهيم بن مبروك خضر و البشير بن صالح بن محمد البجاوي و محمد بن عادل بن الشاذلي عريف و رمزي بن حميدة بن عبيدي رزقي و يوسف بن عبد الواحد بن محمد اليعقوبي و محمد الازهر بن محمد نجيب بن البحري بحري و المحالين من أجل تهم تقع تحت طائلة قانون الإرهاب اللادستوري و قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 25 فيفري 2009 . قررت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة في جلستها المنعقدة اليوم 13/01/2009 تأجيل النظر في قضية رموز انتفاضة الحوض المنجمي الذين أصدرت ضدهم المحكمة الابتدائية بقفصة في القضية عدد 3357 بتاريخ 11/12/2008 أحكاما قاسية تراوحت بين عشر سنوات سجنا نافذة و سنتين مع تأجيل النفاذ، و قد قدم ما يزيد عن الثمانين محاميا نيابتهم في جلسة اليوم و قدم الحاضرون منهم مطالب سراح في حق منوبيهم و طالبوا بتأجيل القضية إلى وقت متسع لتحضير وسائل الدفاع إلا أن المحكمة رفضت مطالب السراح و قررت تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 03/02/2009. قررت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستأناف بقفصة في جلستها ليوم 13 جانفي 2009 تأجيل النظر في قضية المعتقلين البارزين على خلفية احداث الحوض المنجمي الى يوم 03 فيفري 2009 مع رفض مطالب السراح. و للتذكير اصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة في هذه القضية عدد 3357 بتاريخ 11 ديسمبر 2008 أحكاما قاسية تراوحت بيت 10 سنوات سجن نافذة و سنتين مع تأجيل التنفيذ. أحالت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف ببنزرت الناشط الحقوقي و عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السيد طارق السوسي بحالة سراح على الدائرة الجناحية بتهمة نشر أخبار زائفة و ذلك يوم 20 جانفي 2009 و قد كان أحيل السيد طارق السوسي بحالة إيقاف على قاضي التحقيق ببنزرت يوم 03 سبتمبر 2008 على خلفية تدخله في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 آوت 2008 حول اختطاف البوليس السياسي لــ 7 شبان بمدينة بنزرت و قد تم إيداعه بسجن بنزرت طيلة شهر كامل. مثل صباح يوم الثلاثاء 27/01/2009 أمام قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس مجموعة من الشبان من بينهم سعيد الخلفاوي و عبد القادر المولدي بدر للتحقيق معهم حول تهم تقع تحت طائلة قانون الإرهاب اللادستوري. 8) المساجين: وقع يوم الجمعة 2 جانفي 2009 منع السيدة جمعة حاجي من زيارة زوجها النقابي السجين السيد عدنان الحاجي بسجن القصرين. خاض مساجين الرأي بسجن برج الرومي إضرابا عن الطعام بيوم واحد الخميس 08 جانفي 2009 احتجاجا على العدوان الصهيوني على غزة و تضامنا مع الشعب الفلسطيني الصامد. توفي السجين أنور بن حسن بن مفتاح بن أحمد الفرجاني ( المحكوم بعامين سجنا في القضية عدد 11601 بتاريخ 30/08/ على خلفية تهم تقع تحت طائلة قانون الإرهاب اللادستوري 2008 ) المعتقل بسجن المرناقية يوم الثلاثاء 11/01/2009 بأحد المستشفيات بالعاصمة نتيجة الإهمال المتعمد و حرمانه من تلقي العلاج المناسب و العناية الضرورية . تتواصل معاناة سجين الرأي سيف بن علي بن خليفة الدلاجي المعتقل حاليا بسجن مرناق نتيجة للاهمال الصحي علما بأنه مصاب بتقرحات جلدية نتيجة انعدام النظافة و التلوث الشديد بغرف السجن ، و قد ذكرت عائلته التي زارنه يوم 13 جانفي 2009 انها وجدته في حالة نفسية سيئة. يتعرض السجين السياسي السيد منصف القاسمي المعتقل حاليا بسجن الكاف إلى معاملة قاسية من قبل إدارة السجن المذكور حيث أخبر عائلته التي زارته يوم الاثنين 19 جانفي 2009 بأنه محروم من السرير و يبيت مفترشا الأرض في ليالي شتاء مدينة الكاف الباردة بالإضافة إلى المعاملة السيئة و الاكتظاظ و انعدام النظافة و سوء التغذية و هي وضعية لا تتوفر فيها أدنى شروط المعاملة الإنسانية. اشتكى السجين عبد السلام هلالي المعتقل حاليا بسجن قفصة منذ 13 جوان 2008 و المحاكم بالسجن مدة 6 سنوات و شهر في قضية انتفاضة الحوض المنجمي لدى مقابلته لمحامييه الأستاذين منذر الشارني و شرف الدين قليل من آلام حادة على مستوى رأسه و أذنه اليمنى من مخلفات التعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله بمنطقة الشرطة بقفصة و رغم تدهور حالته الصحية فإن إدارة السجن لم توفر له العلاج الضروري. طالبت الأستاذة إيمان الطريقي يوم 28 جانفي 2009 حاكم التحقيق السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس بإحضار المعتقلين سعيد الخلفاوي و عبد القادر المولدي المعتقلين بمقتضى ” قانون الإرهاب اللادستوري” و إتمام أعمال التحقيق معهما بخصوص أفعال التعذيب التي تعرضا لها و بخصوص إجبارهما على إمضاء محضر بحث أعد في غيابهما لا يتضمن ما صرحا به لدى باحث البداية و طالبت بسحب الإنابة العدلية من باحث البداية و عرض السجين سعيد الخلفاوي على الفحص الطبي علما بأن والده قد عاين عند زيارة ابنه بسجن المرناقية تورم وجهه و عدم قدرته على الأكل و يخشى أن يكون قد أصيب بكسور بضلوعه. تم اعتقال الشاب غانم الشريطي من مواليد 22 أفريل 1983 و هو طالب بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقفصة على خلفية أحداث الحوض المنجمي و صدر ضده حكم بالسجن مدة 6 سنوات و شهر، و هو يعيش في ظروف سيئة للغاية نتيجة سوء المعاملة. دخل سجين الرأي السيد جمال الدين ملاخ في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 5 جانفي 2009 احتجاجا على سوء المعاملة وللمطالبة بالحقوق التي يكفلها له قانون السجون. منعت إدارة سجن برج الرومي اليوم الخميس 29 جانفي 2009 عائلة سجين الرأي الشاب محمد بن محمد من الزيارة معللة هذا المنع بأن سجين الرأي المذكور يرفض مقابلة عائلته ، في حين أن الشاب محمد بن محمد رفض الإقامة بإحدى غرف السجن فعاقبته الإدارة بمنعه من الزيارة. 9)المسرحون: وقع تسليم الخطيب الإدريسي و هو ضرير عصر اليوم الثلاثاء على الساعة الرابعة والنصف ظهرا إلى عائلته بعد احتجاز دام منذ الصباح في مقر وزارة الداخلية إثر الإفراج عنه من سجن إيقافه بالمرناقية بعد قضاء عامين سجنا بتهمة عدم إرشاد السلطات بمعلومات أمنية. قام أعوان الحرس الوطني بمدينة منزل جميل يوم السبت 24 جانفي 2009 بإعتقال السجين السابق الشاب محمد بن رضا الجبالي خلال ساعات عمله بدعوى تنفيذ إجراءات ” المراقبة الإدارية “،وقاموا بتعنيفه وضربه على رأسه ثم حجزه لديهم بمركز االحرس ، مما حمله على الإضراب عن الطعام خلال الأيام الثلاثة لحجزه. وفي يوم الثلاثاء 27 جانفي 2009 تم عرضه على المحكمة الإبتدائية ببنزرت حيث أطلقت المحكمة سراحه في ذات اليوم، قام أعوان الحرس بمنزل الجميل بتسليمه إلى أعوان مركز الشرطة بجرزونة الذين احتجزوه لديهم ثانية، بدعوى أن بطاقة تفتيش كانت قد صدرت في حقه، ثم قاموا لاحقاً بتحويله إلى مركز بوقطفة للأمن الوطني ببنزرت حيث قضي بها ليلة 28 جانفي 2009 موقوفاً. لا يزال رئيس مركز شرطة واد سوحيل المدعو محمد نزار بن رحومة مستمرا في سياسة التجاوزات التي يتبعها ضاربا عرض الحائط بكل القوانين التي تنظم وظيفته كحافظ للأمن، إذ عمد (في الأسبوع الأخير من شهر جانفي) إلى استدعاء السيد عبد العزيز الصفاقسي الذي سبق له مضايقته في الماضي و حرر عليه بطاقة ارشادات و طلب منه أن يعمل مرشدا لفائدة الشرطة و عينا على الفتيات المحجبات و الشباب المتدين في منطقتي واد سوحيل و سيدي عاشور. تعرض السجين السياسي السابق السيد عماد سلمان يوم الجمعة 30 جانفي2009 إلى المضايقة من قبل رئيس مركز شرطة سيدي عمر المدعو ” سفيان الخمري ” الذي طلب منه الحضور إلى مركز الشرطة المذكور دون توجيه أي استدعاء قانوني له فما كان منه إلا أن رفض الحضور و أصر على ضرورة تسلمه لاستدعاء رسمي .
III – الاستخلاصات
لقد أجمعت الجمعيات و المنظمات الحقوقية التونسية في بيان مشترك لها بتاريخ 22 جانفي 2009 على أنها : ” تدين بأشد العبارات جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة و تدعو المنظمات الحقوقية الوطنية و العربية و الدولية للعمل على تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحاكمة” . وفي هذا الإطار شرعت منظمة حرية و إنصاف في إعداد ملف و تكليف محامين قصد رفع دعوى إلى المحاكم المختصة لمقاضاة مجرمي الحرب الصهاينة و الانضمام إلى التحالف الحقوقي العالمي لمحاكمة مجرمي الحرب على غزة. أمام ما شهدته تونس من حصار و قمع للتحركات الشعبية المؤيدة لغزة فان الحق في التظاهر السلمي الذي يضمنه القانون و الدستور و كل المواثيق الدولية و الذي يعد من مقاييس تحضر المجتمعات و الدول مطلب ملح في بلادنا وعلى الحركة الحقوقية النضال من أجل تحقيقه لتجاوز عقدة الخوف لدى المواطن و السلطة في نفس الوقت فلا ينظر إلى التظاهر في الشارع على أنه شغب و تخريب للممتلكات الفردية و العامة و تشويه لسمعة البلاد و مصير المشاركين فيه القمع و الاعتقال و المحاكمة و ذلك قصد تدعيم قدرة المجتمع المدني و الأحزاب السياسية على تأطير المواطنين و توسيع فضاءات حرية التعبير أمامهم بطريقة سلمية و متحضرة بما يخدم مصلحة البلاد. إن حرية الإعلام مقياس أساسي للحكم على مدى تطور النظام السياسي و الاجتماعي و الثقافي في أي بلد و لمدى تطور الحريات فيه ، و لا يزال هذا القطاع الحيوي يعاني من ترد مزمن يستوجب مبادرات و إجراءات جريئة باتجاه احترام حرية التفكير و التعبير و التوزيع بما يرفع المضايقات الأمنية و القضائية عن مختلف وسائل الإعلام حتى يصبح الإعلام مرآة عاكسة لواقع المجتمع و ما يعنيه ذلك من تطوير للقوانين و تحسين لظروف العاملين في قطاع الإعلام و توسيع المشهد الإعلامي الوطني برفع الحظر على الصحف و الترخيص لقنوات إذاعية و تلفزية جديدة و الانفتاح على الإعلام الخارجي. كما أن وجود مجتمع مدني حر و قوي هو ضمانة لاستقرار المجتمع و صلاح الحكم و أن كل تضييق على الجمعيات و المنظمات و النشطاء الحقوقيين و المناضلين السياسيين و المثقفين و محاصرة المقرات و إغلاق باب الحوار لا يخدم إلا الاستبداد و الفساد لذا وجب العمل على رفع الحصار الأمني المضروب على مكونات المجتمع المدني و الاعتراف بالمنظمات الحقوقية و حماية النشطاء الحقوقيين و احترام السلطة لالتزاماتها الدولية التي صادقت عليها في معاهدة 09/12/1998. و إن احترام الحريات الشخصية يمثل ركيزة أساسية في العلاقة بين المواطن و السلطة لذا وجب وضع حد للانتهاكات المتكررة في هذا المجال و ذلك باحترام القانون في التعامل بين الإدارة و المواطن خاصة في الأوضاع الاستثنائية مثل الإيقاف و الاحتفاظ و البحث و المحاكمة و السجن بما يضمن حقوق كل طرف فلا اختطاف من الشوارع و لا مداهمة للمنازل و لا تجاوز للإيقاف التحفظي و لا تعذيب و لا تلفيق للمحاضر و لا محاكمات سياسية و لا اعتداء على حقوق السجين و كرامته و لا مناشير مخالفة للدستور مثل المنشور 108 الذي بقي أكثر من ربع قرن سيفا مسلطا لتبرير الاعتداء على حرية المرأة في اللباس و على كرامتها و أمنها و حقها في التعليم و الشغل. إن ملف المسرحين في حاجة إلى تسوية عاجلة لتمكين الآلاف منهم من استرداد حقوقهم المدنية و السياسية بما في ذلك الحقوق الإنسانية الأساسية مثل الدراسة و الشغل و العلاج و التنقل و السفر و الأمن و ما يستوجبه ذلك من رفع للمضايقات الأمنية على المسرحين و عائلاتهم و وضع حد للإمضاء في محلات الشرطة بدعوى المراقبة الإدارية و تمكينهم من حقهم الدستوري في جواز السفر وتمكين المهجرين من حق العودة الكريمة و الآمنة و سن العفو التشريعي العام لطي صفحة الماضي بصفة عادلة و عاجلة. و تحذر المنظمة من أن تجاهل الشكاوى التي يتقدم بها المتضررون من الانتهاكات و الاعتداءات و التجاوزات و التي ترفع للقضاء و لا ينظر فيها و رفض السلطة الاستجابة لمطالب المنظمات الحقوقية في فتح تحقيق عند حصول الانتهاك يمثل سلوكا خطيرا يمس من حياد الإدارة و استقلال القضاء و يعمق أزمة الثقة لدى المواطن في التعامل مع القانون و المؤسسات ، و تطالب باحترام حق التقاضي مهما كانت الضحية و مهما كان المعتدي و هو حق يضمنه دستور البلاد و المواثيق الدولية. عن منظمة حرية و إنصاف الرئيس الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 صفر 1430 الموافق ل 17 فيفري 2009
أخبار الحريات في تونس
1) الإفراج عن الناشطين الحقوقيين طارق السوسي و خالد بوجمعة: أفرج على الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 17 فيفري 2009 عن الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي بعد أربع ساعات من الاعتقال و الاستجواب بخصوص ورود اسمه بعريضة تطالب بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بسجن السلطة في رام الله كما أفرج بعد اعتقال دام أقل من ساعة عن الناشط الحقوقي السيد خالد بوجمعة الذي تعرض للاعتداء بالعنف الشديد على يد ضابط الشرطة باللباس الرسمي المدعو سليم الزلزلي (برتبة نقيب ) و أحد الأعوان التابعين له بعدما التحقا بالسيد خالد بوجمعة على متن سيارة أجرة و اعترضا سبيله و اعتديا عليه بالضرب أمام مرأى و مسمع من المواطنين و ذلك على خلفية مطالبته صحبة مجموعة من الناشطين الحقوقيين بمدينة بنزرت بإطلاق سراح السيد طارق السوسي ، كما تم الاعتداء أيضا على الناشط الحقوقي ياسين البجاوي الذي حاول نجدة السيد خالد بوجمعة. 2) معاناة سجين الرأي أحمد سهيل: يتعرض سجين الرأي الشاب أحمد سهيل المعتقل حاليا بسجن برج العامري إلى المعاملة السيئة من قبل إدارة السجن المذكور كما تتعرض عائلته إلى الاستفزاز كلما أرادت زيارة ابنها من قبل العون باللباس المدني المدعو ” قدور ” الذي يتفنن في مضايقة العائلات عند الزيارة، و قد اشتكى سجين الرأي لعائلته التي زارته يوم الاثنين 16 فيفري 2009 من الاكتظاظ الشديد بالغرفة و من المعاملة السيئة التي يلقاها سواء من مساجين الحق العام أو من أعوان السجن. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر “ الحرية لجميع المساجين السياسيين ” “الحرية للدكتور الصادق شورو“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 17 فيفري 2009
:*البوليس السياسي يقتحم ، مرة أخرى ، منزل طارق السوسي**..!!*
لليوم الثاني على التوالي يعمد البوليس السياسي إلى ممارسة الإختطاف خارج رقابة للقضاء و دون احترام أي إجراء قانوني بتعلات واهية تتعلق بالإمضاء على رسالة مفتوحة وجهها سجناء سياسيون سابقون ونشطاء في عدد من الجمعيات والأحزاب السياسية التونسية إلى محمود عباس مطالبين إياه بالإفراج عن المساجين السياسيين بسجون رام الله..!! فبعد اختطاف لطفي العمدوني يوم أمس، تكرر السيناريو اليوم 17فيفيري 2009 باختطاف السيد طارق السوسي من محل سكناه عند الساعة الحادي عشر إلا ربع صباحاً ،من قبل أعوان بوليس بزي مدني اقتحموا المنزل بعد أن انتحل أحدهم صفة عدل منفذ، حيث استمر التحقيق معه في مقر منطقة الأمن بمدينة بنزرت إلى الساعة الثالثة من بعد الظهر، محاولين إجباره على الكشف عمن كان وراء مبادرة الرسالة المفتوحة التي ورد فيها اسمه منسوبا له الإنتماء لحركة النهضة، وقد تم تهديده بالتتبع العدلي ..إن لم يقم بالتشكي بمن أضاف اسمه للرسالة .. ! ولدى تجمع النشطاء الحقوقيين أمام منطقة أمن بنزرت للإستفسار عن مصير السيد الطارق السوسي ثم اعتصامهم أمام مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع بنزرت، قام أعوان الأمن بتفريقهم بالقوة فيما عمد المدعو سليم الزلزلي(وهو رئيس فرقة الأمن العام وممن اشتهروا بالعربدة و تكرر الإعتداءات على النشطاء الحقوقيين ببنزرت) بتعنيف عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السيد خالد بوجمعة. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ ترى في تكرر هذه الإعتداءات استباحة من البوليس السياسي لكل الحقوق المكفولة بدستور البلاد و بقوانينها و إطلاقا ليده في ” تأديب ” النشطاء و ترهيبهم فإنها تعتبر أن مبررات التحقيق مع لطفي العمدوني و طارق السوسي مجرد تعلات واهية لا يجب أن تحجب عن الأذهان أن المعركة الحقيقية تبقى من أجل ضمان استقلال القضاء وضمان عدم استعماله لترهيب النشطاء الحقوقيين و السياسيين و إثنائهم عن كشف الإنتهاكات و المطالبة باحترام القانون . *الهيئة المديرة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين*
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – Section de Bizerte 75 شارع فرحات حشاد بنزرت 7001 ــ الهاتف 435.440 72 بنزرت في 17 فيفري 2009 بيـــــــــــــــــــــــــان
يعلم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت أن قوات من البوليس باللباس المدني اعتقلت صباح اليوم الناشط الحقوقي طارق السوسي عنوة من بيته دون تمكينه من عكازيه وهو الذي يعاني من إعاقة تمنعه من المشي دون الاتكاء عليهما. و قد تم اقتياد طارق السوسي إلى منطقة الأمن ببنزرت دون إعلام عائلته أو فرع الرابطة الذي استفسر عن مصيره بالمنطقه ذاتها حيث احتفظ به لمدة أربع ساعات للتحقيق معه حول إمضائه في جانفي الماضي على رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجهها إليه حوالي مائة ناشط حقوقي وسياسي لمطالبته بالإفراج عن مجموعة من المعتقلين السياسيين بسجون السلطة الفلسطينية برام الله . و قد عمد البوليس السياسي إلى تفريق النشطاء الذين تجمعوا أمام مقر فرع الرابطة للمطالبة بمعرفة مصير السوسي و تعبيرا عن تضامنهم معه مع الاعتداء بالعنف على المناضلين خالد بوجمعة و ياسين البجاوي عضوي جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي و تعمد المدعو سليم الزلزلي الإمعان في تعنيف خالد بوجمعة و حجزه في سيارة تابعة للشرطة وافتكاك هاتفه الجوال قبل أن يتم إرجاعه إليه و الإفراج عنه . إن فرع الرابطة ببنزرت يدين هذه الأساليب القمعية في التعامل مع النشطاء الحقوقيين و كل من يعبر عن رأي مخالف للسلطة التي تفتعل مثل هذه القضايا لتوتير الأجواء و خلق احتقان متعمد أصبح يعاني منه كامل الشعب التونسي و خاصة مناضلو حقوق الإنسان. و نريد أن نذكر السلطة القائمة أن الشعب التونسي يرفض معاملة العبيد التي تواصل ممارستها دون احترام قوانين البلاد و دستورها و المواثيق الدولية التي صادقت عليها. عن هيئة الفرع الرئيس علي بن سالم
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف تونس في 22 صفر 1430 الموافق ل 17 فيفري 2009 خبر عاجل اعتداء بالعنف على الناشطين الحقوقيين ببنزت و اعتقال السيد خالد بوجمعة
على إثر تجمع الناشطين الحقوقيين أمام مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت بعد منتصف نهار اليوم الثلاثاء 17 فيفري 2009 للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الذي اعتقل صباح اليوم تدخلت أعداد كبيرة من أعوان البوليس السياسي بالقوة و اعتدوا بالعنف الشديد على الناشطين الحقوقيين و اعتقلوا السيد خالد بوجمعة عضو منظمة حرية و إنصاف و اقتادوه إلى جهة مجهولة.
و حرية و إنصاف
1) تدين بشدة اعتقال الناشطين الحقوقيين السيدين طارق السوسي و خالد بوجمعة و تدعو السلط المعنية إلى إطلاق سراحهما فورا و ضمان سلامتهما و الالتزام بالمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الناشطين الحقوقيين التي صادقت عليها تونس. 2) تطالب بوضع حد لهذه الاعتقالات العشوائية التي لن تزيد الوضع إلا احتقانا و تدعو كافة الجمعيات و المنظمات الحقوقية إلى العمل على إطلاق سراح الناشطين الحقوقيين السيدين طارق السوسي و خالد بوجمعة و حمايتهما من الاعتقال و سوء المعاملة.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
ما زال اسم “حركة النهضة” يثير حنق السلطة التونسية
السبيل أونلاين – خاص – تونس وقع اليوم الثلاثاء 17/02 ، على الساعة العاشرة والنصف صباحا ، ايقاف المناضل الحقوقي وعضو “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ” طارق السوسي بعد اقتحام منزله من دون الإستظهار بإستدعاء رسمي ، و قامت مجموعة من فرقة أمن الدولة قادمة من الداخلية بإستجوابه في منطقة الشرطة ببنزرت حول امضاءه عريضة أرسلت لمحمود عباس تطالبه بإطلاق سراح أعضاء وأنصار حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالضفة الغربية ، بإسمه كمناضل نهضوي . وقد وقع تهديده بتلفيق قضية ضده اذا لم يقم بالتبرىء من الصفة التى أمضى بها ، فطالبهم بدوره بالإعتذار له كتابيا حول الطريقة اللاقانونية لإعتقاله ، وقد وقع اطلاق سراحه على الساعة الثانية بعد الزوال . واثناء اعتقال السوسي قام عدد من المناضلين الحقوقيين بالإعتصام أمام منطقة بنزرت ، وبعد ذلك أمام مقر فرع “الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ” ببنزرت ، أين وقع الإعتداء على المناضلين السياسيين أعضاء “الحزب الديمقراطي التقدمي” ، ياسين البجاوي وخالد بوجمعة الذى وقع الإعتداء عليه بالعنف الشديد من طرف رئيس فرقة “الطريق العمومي” المدعو سليم الزلزلي ، وأطلق سراحه بعد ذلك . وهي المرة الثانية التى يقع فيها اعتقال نشطاء على خلفية أمضاءهم على عريضة طالبت بإطلاق سراح مساجين الضفة الغربية ، فقد اعتقل يوم أمس الإنثين 16/02 ، الناشط الحقوقي والسجين السياسي السابق لطفي العمدوني ووقع التحقيق معه حول أمضاءه على العريضة المذكورة بصفته أحد مناضلي “حركة النهضة” ، ووجهت له تهديدات بإعادته للسجن مرة أخرى وطُلب منه عدم امضاء العرائض في المستقبل ، وأطلق سراحه بعد أربعة ساعات من الإيقاف . فماهو المبرر الذى جعل السلطة تتوتر من امضاء مساجين سابقين من “حركة النهضة” على مجرد عريضة طالبت بإطلاق سراح مساجين سياسيين من حركة حماس ؟ والى متى تتجاهل السلطة تيار سياسي (حركة النهضة) لم تفلح سنوات القمع الطويلة في استئصاله ؟ من زهبر مخلوف – تونس (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 17 فيفري 2009)
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف تونس في 22 صفر 1430 الموافق ل 17 فيفري 2009
خبر عاجل إطلاق سراح السجين السياسي السيد منصف القاسمي
تم صباح اليوم الثلاثاء 17 فيفري 2009 الإفراج عن السجين السياسي السيد منصف القاسمي من سجن الكاف بعد أن قضى به أكثر من شهرين و بعد أن أصدرت ضده المحكمة الابتدائية حكما بالسجن النافذ مدة ست سنوات. و تجدر الإشارة إلى أن السيد منصف القاسمي (متزوج وله ولد وبنت ) كان اعتقل يوم الأحد 07/12/2008 بعد مداهمة منزله الكائن بمنطقة سيدي إبراهيم من معتمدية غارالدماء بولاية جندوبة من طرف مجموعة من أعوان الحرس والبوليس السياسي التابعين لمنطقة الحرس بجندوبة ( حوالي 30 عونا على متن 4 سيارات ) لإيقافه بسبب صدور حكم غيابي ضده سنة 1991 يقضي بسجنه مدة 12 سنة علما بأنه بقي مختبئا ببيته طيلة 18 عاما ليظهر بعد أن بلغ إلى علمه نبأ الإفراج عن آخر دفعة من مساجين حركة النهضة. اعتقال الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي قام البوليس السياسي بمدينة بنزرت صباح اليوم 17 فيفري 2009 باعتقال الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و اقتياده إلى منطقة الشرطة و احتجازه هناك و معاملته معاملة سيئة علما بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــة بنـــــــزرت 40 نهـــــــج بلجيكــــــــــا بنزرت في 17/02/2009 بيـــــــــــــــــــــــان
تعلم جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقـدمي أنّ أعوانا من الأمن اعتدوا بالعنـف الشديد على المناضليْن خالد بوجمعة وياسين البجاوي عضويْ الجامعة، ثم لاحق عون أمن بالزي الرسمي يُدعى سليم الزلزلي المناضل خالد بوجمـعة وعنّفه تعنيفا بالغا وزجّ به في سيـــارة الشرطة وافتك منه هاتفه المحمول واعتدى عليه لفظيا قبل أن يطلق سراحه. وقد جاء هذا الاعتداء إثر اعتقال المناضل الحقوقي طارق السوسي من منزله بطريقة مهينـة رغم إعاقته العضوية وقبل أن يطلق سراحه بعد حوالي 4 ساعات، وإثر تجمع مجموعة مـن النشطاء الحقوقيين للاستفسار عن مصيره والتعبير عن تضامنهم معه أمام مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببـنزرت. لكن قواتا من الأمن بالزي المـــدني عمدت إلى تفريقهم بالقوّة. وجامعة بنزرت: – تدين هذا الاعتداء على مناضليْها وتطالب بمحاسبة المعتدين. – تعبّر عن تضامنها مع المناضل طارق السوسي وحقه في التعبير عن رأيه. – تطالب بالكف عن مضايقة النشطاء السياسيين والحقوقيين والإقلاع عن مثل هذه الممارسات المهينة التي لا تزيد الوضع السياسي إلا انغلاقا. – تؤكد على ضرورة احترام القوانين في التعامل مع المواطنين مهما كانت انتماءاتهم السياسية. عن هيأة الجامعة الكاتبــــة العامة سعاد القوسامـي
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 17 / 02 / 2009
حجب عير مبرر لمدونتي المرصد
أنشا المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية مدونتين على شبكة الانترنت بهدف التواصل مع اكبر عدد ممكن من النقابيين وكان الإقبال على زيارتهما نموذجيا وتجاوز عشرات ألاف في ظرف وجيز وقد مثلت هاتين المدونتين فضاءا إعلاميا حرا لجميع النقابيين دون رقابة او إقصاء وهو ما مثل إزعاجا لبعض رموز البيروقراطية النقابية . وكنا نأمل أن نتجاوز مرحلة المدونات ونفتح موقعا الكترونيا لكن هذا الحلم لم يدم حيث تعرضت يوم أمس الاثنين 16 /02 / 2009 المدونتين وفي وقت واحد إلى عملية حجب في عملية غير مفهومة المقاصد والأسباب لان أخبارنا واهتماماتنا نقابية بالأساس ولم نتدخل قط في الشأن السياسي لا من بعيد ولا من قريب. إن المرصد يأسف على وقوع هذا الحجب ويعلم الرأي العام الوطني انه متمسك بمواصلة دوره الإعلامي والنضالي ونشر الأخبار النقابية بكل شفافية ومصداقية وهو يعتبر أن عملية حجب مدونتيه انتهاك خطير لحرية التعبير واعتداء على الكلمة الحرة . إن المرصد يعاهد أنصاره وأصدقاءه والرأي العام النقابي على مواصلة مشروعه الهادف إلى الدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والى التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين وانه سيسعى إلى فتح فضاءات الكترونية أخرى بديلة وكالعادة ستبقى هذه الفضاءات مفتوحة لجميع النقابيين بدون استثناء . المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://marced.jeeran.com http://nakabi1.maktoobblog.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
ضرب الموزع الذي يستضيف راديو “كلمة”
تم يوم أمس الخامس عشر من شهر فيفري 2009 ضرب الموزع (السرفر) الإيطالي الذي تبث من خلاله إذاعة “كلمة” الفضائية وقد توقف البث الإذاعي لراديو كلمة على القمر الصناعي ولا يعرف حتى الآن الجهة التي دمرت “سرفر” المحطة وإن كنا نرجح أن تكون جهة في علاقة بالنظام التونسي لأنه الجهة الوحيدة التي لها “مصلحة” في إخراس صوتنا، وهو ما سعى ويسعى إليه دائما. ونأمل أن يعود بثنا سريعا حتى نستمر في أداء رسالتنا الإعلامية الهادفة والمستقلة. (المصدر: موقع مجلة “كلمة” (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 16 فيفري 2009)
الهدية المسمومة
هدية المركزية النقابية للجامعيين التونسيين في مط لع سنة2009 هي التوقيع من دون رضاهم على زيادات خصوصية هز يلة،لعلها-عند العارفين-تدعو الى الشقفة على حجمها وعلى من قدّره وأمضى على صرفه،أكثر مما تدعو الى السخط عليهم والتنديد بهم. الجامعيون بهذه الزيادة أو بدونها أصبحوا منذ سنوات عديدة فقراء الى ربهم تعالى،فقر غالبية العمال والاطارات في القطاعات الوطنية النبيلة كالتعليم والصحة،ويصح عليهم المثل الشعبي القائل”بوزيد مكسي بوزيد عريان”. انهم أغنياء بأشياء أخرى في عقولهم وقلوبهم لا يعرفها من تربوا على الانتهازية والوصولية من سماسرة العمل النقابي والسياسي ببلادنا. لعل المؤسف في المشهد الوطني اليوم أن يعلم الجميع،وفي عجز تام عن التدخل،أن الفئات الاجتماعية المثابرة التي تشتغل بجدية من أجل تقدم الوطن في كل مجالات العمل أصبحت تتأذى من هؤلاء السماسرة الذين انتشروا في كل مكان وفي أغلب المؤسسات يبيعون ويشترون في كل شيء،من القيم والمبادىء والأخلاق والدين الى الأرض والسماء والماء والهواء،غايتهم الأولى والأخيرة النفع المادي والربح الفوري والتسلق الاجتماعي. وأغلب أعضاء المركزية النقابية للاتحاد العام التونسي للشغل أصبحوا من هذا الصنف،يعرفهم كل من انخرط في الاتحاد وواكب مسيرته عن قرب،ولديه تقييم موضوعي لتاريخهم الشخصي ومؤهلاتهم النقابية،أغلبهم بلا كفاءة حقيقية،باستثناء كفاءة الانتهازية والولاء.وكلهم ،باستثناءات قليلة،وظفوا وما زالوا يوظفون”نضالات الفترة العاشورية والسحبانية” والأدوات البيروقراطية التي أحكمت قبضتها على المنظمة للتفنن في أساليب الانتهازية والولاء. ان توقيعهم باسم التعليم العالي واستهانتهم بسنوات من نضاله الاجتماعي للدفاع عن مكاسب الجامعة سيسجله التاريخ الاجتماعي والسياسي لتونس الحديثة بأحرف من ظلم،تضاف الى فصول الظلم الطويلة التي تتعرض لها القدرات الفكرية والعلمية لشعبنا،بطريقة مفضوحة تحركها الحسابات النقابية الظرفية والانتهازية السياسية،في أبشع صورهما. فما أقدمت عليه المركزية له علاقو مباشرة بالحسابات النقابية للمؤتمر القادم للاتحاد وكيفية ضمان الاستمرار في المواقع القيادية المريحة برضاء السلطة ودعمها،كما له علاقة بالحسابات السياسية لسنة2009 ولاستحقاقاتها النفعية من خلال المواقع الانتهازية التي سيملؤها”نقابيوها” في المؤسسات التي ستفرزها تلك الاستحقاقات. لذا فان استرضاء السلطة بالنسبة الى محترفي العمل النقابي في القيادة الحالية للاتحاد،بالتخلي عن المطالب المشروعة للجامعيين،أصبح في هذه المرحلة أولوية قصوى بعد أن ظلوا يشاكسون ويوظفون بعض التحركات هنا وهناك في مراحل سابقة،ومنها تحركات التعليم العالي التي تم توظيفها لرفع سقف المفاوضات الاجتماعية التي جاءت نتائجها هزيلة،نهب معظمها “الكنام”cnam عند أول دفعة زيادة. يعلم الجميع أن المركزية النقابية دعمت مطالب الجامعيين منذ البداية عن قناعة بشرعيتها ومعقوليتها،كما دعمت كل مراحل التمشي النقابي،بوجهيه النفاوضي والاحتجاجي،الذي اتبعته هياكلهم بالتنسيق التام مع بعض أعضاء المكتب التنفيذي الذين واكبوا مسيرة القطاع منذ سنوات عديدة. لكن يبدو أن هذا التمشي بات يضر بمصالح المركزية في علاقتها بالسلطة فأقدمت على ضرب مطالب الجامعيين والتضحية بمصالحهم.في هذا السياق نضع الأمر كله الذي اختزله”القيادي” المركزي المنصف الزاهي عندما طلب من أساتذته الجامعيين الخروج من الاتحاد ان لم يعجبهم الأمر. لا شك أن وضع الاستغراب والسخط الذي عليه اليوم الجامعيون ازاء ما أقدمت عليه المركزية من استخفاف بمصالحهم سيكون له مردود معنوي سيء جدا على مواصلة الانخراط في العمل النقابي.ولعلنا لا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان هذا الانخراط بات مهددا في العمق بسبب الاحباط الذي أصبح عليه الأساتذة،وهو ما لا يجب أن يكون،ولن يكون. لايجب أن يفكر أي جامعي في الانسحاب من الاتحاد أو من العمل النقابي،ففي ذلك تحقيق لرغبات المتمعشين داخل الاتحاد،والمتربصين بالحق النقابي خارجه،وفي ذلك تشتيت لجهود القطاع الذي هو جزء لا يتجزأ من قطاعات العمل الأساسية ببلادنا وجزء من تاريخ الاتحاد ونضالاته الوطنية.فالانسحاب يضعفنا ويشتت جهودنا ولا يساعدنا على النهوض بأوضاعنا،ويعطي أكثر من فرصة لأعدائنا لمزيد اضطهادنا واذلالنا…فالرسالة واضحة ويجب أن نحسن قراءتها. لكننا نذكر بأن لا شيء في دستور بلادنا وقوانينها يمنع الفئات ذات الخصوصية المهنية من البقاء في الاتحاد وفي نفس الوقت التنظم قطاعيا أو تفعيل الجمعيات القطاعية كالوداديات والعمادات وغيرها،على غرار المحامين والأطباء والصيادلة والمهندسين،في ضوء هذا الاسنخفاف بأوضاع الجامعيين،وفي انتظار تخليص المنظمة النقابية من براثن البيروقرا طية والنتهازية والنفعية وهو هدف لا يبدو تحقيقه قريبا في ظل ما عليه أوضاع البلاد الاجتماعية والسياسية من احتكار وتوظيف،وما عليه العمل المفابي من تراجع في ظل العولمة وتقلباتها الفاحشة. أ- محسن التليلي كلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة
(المصدر: مدونة مراد رقية بتاريخ فيفري 2009)
سهام بن سدرين: أنتيغونا التونسيّة تتحدّى الرئيس
ليال حداد
تحاول عبثاً أن ترسم صورة مسبقة عن سهام بن سدرين قبل مقابلتها، فـ«المرأة التي يخشاها الرئيس»، ستفاجئك حتماً. تتخيّلها غاضبة ثائرة، فتجد أمامك امرأة هادئة، ناعمة وجميلة. تعبّر عن فرحها لاهتمام صحيفة عربية بقصّتها. توافق على الحوار «ليس بصفتي الشخصية بل كامرأة ومواطنة تونسيّة». الانطباع الأوّل يتناقض تماماً مع ما يروّج له بعض الصحف «الرسميّة» أو المأجورة في بلدها، إذ تنعتها بـ«الباحثة عن الشهرة». الفتاة المولودة عام 1950 في حي المرسى شمالي العاصمة التونسيّة، عاشت طفولتها في بيئة محافظة وتقليدية. تلك البيئة نبذت والدتها لأنها أنجبت عشر بنات، قبل أن يأتي «ولي العهد»، الطفل الذكر، وتنفك اللعنة. لم تفهم سهام الصغيرة يومها أن البنات في المجتمع العربي عبء، لكنّها شعرت بأن للمرأة مرتبة دونية… وأنّ عليها أن تكافح كي تفرض مكانتها. منذ طفولتها المبكرة إذاً، بدأت بمواجهة الحدود المرسومة لها. تفوّقت في دراستها، وخصوصاً في اللغة الفرنسية… ما جعلها هدفاً سهلاً لعنصرية زملائها الفرنسيين الذين لم يقبلوا بفكرة تفوّق عربية عليهم. أما والدها القاضي في المحكمة التونسية، فكان في تلك الفترة داعمها الأساسي: «كانت متابعة دراستي أنا وإخوتي، وخصوصاً البنات، أولوية له». لكنّ هذا الدعم سرعان ما اصطدم بالحدود المرسومة من المجتمع. تغيّر كلّ شيء حين رفض الأب المحافظ أن تغادر ابنته تونس، لتكمل دراستها الجامعية في فرنسا. لم تيأس سهام من النضال لتحقيق مرادها… أبلغت العائلة قرارها: «فرنسا، أو لا شيء!». بعد أخذ وردّ طويلين، رضخ الوالد لمطلب ابنته «العنيدة»، فحزمت حقائبها، ويمّمت شطر مدينة تولوز الجنوبيّة. لكن «الحلم الفرنسي» سرعان ما تحطّم على صخرة الواقع… في الجامعة حيث قرّرت دراسة الفلسفة، كان بعض زملائها يتصوّرون أن الناس هناك «يتنقّلون على الجِمال».. وهناك مَن سألها: «حين تمطر كيف تحميكم الخيم من الماء؟»… ابتسمت يومها سهام ولم تجد نفسها مضطرّة للإجابة. مثّل أيلول (سبتمبر) 1970 مفترق طرق لهذه الطالبة التونسية. حين يضرب جيش عربي الفلسطينيين، تتحوّل الفلسفة ترفاً، ويصبح الانخراط في العمل السياسي أولويّة مطلقة. وجدت الطالبة نفسها مناضلةً في لجان الطلاب الفلسطينيين في فرنسا. ومن عملها مع الفلسطينيين إلى عملها مع اللجان الطلابيّة المغاربيّة اكتشفت أن «البؤس العربي واحدٌ… وإن اختلفت أسبابه». في 1975، اصطدمت الناشطة السياسيّة بعواقب جديّة للمرّة الأولى. قررت العودة إلى تونس، فاكتشفت أنها ممنوعة من الدخول ومطلوبة للتحقيق… عادت أدراجها، ولم تدخل بلدها إلا في 1977. يومها كان نظام الحبيب بورقيبة منشغلاً في مواجهة التظاهرات العمالية، فغضّ النظر عن ملفّها. «مع ذلك، أوقفوني في المطار، لكنهم لم يسجنوني». منذ ذلك اليوم، علمت سهام أن حياتها تغيّرت، وأن خوض معركة الديموقراطيّة ستتطلّب منها الكثير من التضحيات. لكنّها، مرّةً أخرى، لم تتراجع. متخرّجة الفلسفة بدأت حياتها المهنيّة في مكتب شركة ملاحة. لكنّها قدّمت استقالتها بعد فترة وبحثت عن عمل آخر يتناسب مع شخصيتها. وجاءت الأحداث السياسية لتفتح لها آفاقاً جديدة. في أواخر 1979، وإثر المواجهات النقابيّة مع السلطة، والضغوطات التي مارستها النقابات على بورقيبة، أعطى الزعيم التونسي رخصاً لعدد من الصحف المستقلّة. وجدت سهام طريقها من خلال مهنة الصحافة: من مجلة «المنار» الناطقة باللغة الفرنسية التي أقفلت عام 1982 «لأنها تنتقد الحكومة»، إلى مجلة وراديو «كلمة» اللذين ما زالت بن سدرين تديرهما حتّى اليوم… عاشت المرأة حياةً صحافية حافلة. تتنبه وهي تروي تفاصيل مسيرتها المهنية إلى أن معظم الصحف التي عملت فيها، واجهت المشاكل. «ورغم ذلك كان هناك هامش لحرية التعبير في تونس… على الأقلّ، لم أكن أجرّ إلى السجن كلّ مرة أكتب فيها شيئاً يزعج النظام». اليوم الأيّام تغيّرت. نحن في 1985. إسرائيل تقصف حمّام الشط في تونس، حيث قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. ينزل التوانسة إلى الشارع في تظاهرات صاخبة احتجاجاً على هذا الهجوم وتواطؤ بعض الأنظمة العربيّة. وطبعاً كانت سهام بن سدرين على رأس إحدى التظاهرات فـ… سيقت إلى السجن 15 يوماً. منذ ذلك اليوم، أصبح السجن رفيقها، وخصوصاً بعد منعطف «السابع من نوفمبر»، واستلام زين العابدين بن علي مقاليد الرئاسة في تونس إثر انقلاب «أبيض» على الحبيب بورقيبة. «أوّل ما فعله كان القضاء على الصحف المستقلة»، تقول وقد تغيّرت نبرة صوتها. الحديث عن النظام الحالي «وانتهاكه لحقوق الإنسان التونسي وحريته»… يخرجها كلّ مرّة عن هدوئها المعتاد. في 1990 بدأت الحملة الأشرس على الصحافة، وعمليّة التضييق على الإسلاميين. المرأة العلمانيّة المتحررة، دافعت عن الإسلاميين بلا تردّد تحت شعار «إن أخطأوا فحاكموهم، لكن لا تعذبوهم». حماستها هذه جعلتها فريسة للنظام الذي أقفل «دار أقواس للنشر» (أسستها عام 1988). وجنّد الأمن عدداً من السيارات لمراقبتها: «كانوا يصطدمون بي وأنا أقود سيارتي على الطريق»! الهجوم الأعنف ضدّها بدأ عام 1991 حين راحت الصحافة المأجورة تنعتها بـ«المرأة الفاسقة والفاسدة والعاهرة»… الأمر نفسه تكرّر أمام أعيننا بعد ١٧ سنة، خلال مشاركتها في «المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة» الذي انعقد منذ شهرين في بيروت، حين شتمها بعض الحاضرين بالتونسيّة، بدا واضحاً للجميع أنّهم رجال أمن اندسّوا بين الجمهور. تبتسم سهام، وتقول إنّ تلك الأساليب لم تمنعها من مواصلة نضالها… حتّى حين وصل الأمر بأيد «مجهولة» إلى توزيع صور إباحية مركّبة لها. وصلت الصور إلى كل معارفها، إلى المحامين والأطباء والناشطين الذين تتعامل معهم. ووصلت طبعاً إلى مدرسة ولديها زياد ومحمّد وحضانة ابنتها آسيا، حتّى أنّ «مجهولين» هددوا ابنها الصغير بالاغتصاب لكنّه استنجد بأحد أساتذته. هذا بعض ما تعيشه سهام التي تعتبر اليوم في بلدها من رموز المعركة من أجل الديموقراطيّة وحقوق الإنسان. في 1994 احتجزت السلطات جواز سفرها وجواز سفر زوجها المناضل عمر المستيري، لمنعهما من السفر، ولم يستعيداهما إلا في 2000. يومها اكتشفت سهام أنها شخص غير مرغوب به في الجزائر ومصر وسوريا. هي تعيش اليوم (على منحة نمساوية) بين فيينا وتونس، وحين تسألها عمّا تغيّر في تونس خلال السنوات الأخيرة، تجيبك ببساطة: «لا شيء! يروّج النظام أن تونس بلاد الحريات وحقوق المرأة والسياحة… لكن ذلك غير صحيح. إنها حالياً بلد السلطة المطلقة المحصورة في يد رجل واحد». ولا يفوت هذه المناضلة الباسلة أن توجّه انتقاداً قاسياً إلى أوروبا. كالعادة الأنظمة الديموقراطيّة متواطئة مع الأنظمة المستبدّة والفاسدة والدمويّة… تغضّ النظر، من أجل مصالحها الاستراتيجيّة، عن بؤسنا وشقائنا في هذه المنطقة من العالم…. إلا حين يناسبها العكس طبعاً: «على أبواب أوروبا تقبع ديكتاتوريات مخيفة، وأوروبا تصرّ على حمايتها». 5 تواريخ 1950 الولادة في المرسى، شمال العاصمة التونسية 1993 حملة الصور الإباحية المركبة التي حاولت الإساءة إليها في تونس 1998 أسست مع عدد من الناشطين «المجلس الوطني للحريات» 2001 اعتقالها في مطار تونس بعد حوار تلفزيوني كشفت فيه عن التعذيب الذي يمارس ضد السجناء 2009 مجلة «روز اليوسف» القاهريّة نشرت افتراءات ضدّها على شكل «إعلان مدفوع» مرفق بصورة الرئيس زين العابدين بن علي عدد الاثنين ١٦ شباط ٢٠٠٩
توضيح
إنّي الممضي أسفله السيّد الصادق المنّاعي المولود في 1953/07/08 بتونس و المقيم بباريس, أعلن أنّني ليست لي صلة بأيّة جهة سياسيّة منذ سنة 1992. الصادق المنّاعي
البنك المركزي التونسي يقرر خفض نسبة الفائدة الرئيسية بنسبة 0.75 %
تونس, تونس, 17 (UPI) — قرر مجلس إدارة البنك المركزي التونسي تخفيض نسبة الفائدة الرئيسية بنسبة 0.75 % ، لتتراجع إلى 4.50 %، مقابل 5.25 %. وقال محافظ البنك المركزي التونسي توفيق بكار خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الثلاثاء،إن هذا الإجراء سيدخل حيز التطبيق بداية من يوم غد الأربعاء. وإعتبر بكار أن هذا القرار “يهدف أساسا إلى مساندة النسيج الصناعي ومساعدة المؤسسة،وخاصة الصغرى والمتوسطة على تخطي الوضع الصعب وتعزيز قدراتها التنافسية والحفاظ على حصصها في الأسواق الخارجية بما يضمن ديمومتها”. وأضاف أن هذا الإجراء يهدف أيضا “إلى إحتواء تداعيات الأزمة المالية التي دفعت بتراجع الطلب الخارجي بما سيؤثر على نسق نمو الإقتصاد الوطني”. وأشار إلى أن هذا الإجراء يأتي إثر إنخفاض نسبة التضخم بحساب الإنزلاق السنوي من 4.1% خلال شهر ديسمبر/كانون الأول من العام 2008 إلى 3.5% خلال شهر يناير/كانون ثاني الماضي،أي بنسبة 0.6 نقطة. كما يأتي أيضا إثر”إنتكاس الظرف العالمي لا سيما وأن آخر تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى تقلص متوقع لمعدل النمو العالمي بحيث لن يتجاوز0.5% خلال العام الجاري ، مقابل 3.4% عام 2008.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ17 فيفري 2009 ) Copyright 2009 by United Press International. All rights reserved. Message: 20090217-224856-8745 NewsService: UPI Arabic NewsProduct: Business Finance IPTC Codes: 04008016 04008002
الاتحاد المغاربي مستمر «جسداً بلا روح» في ذكرى تأسيسه العشرين
الرباط – محمد الاشهب منذ عقدين كان ميلاد الاتحاد المغاربي في مراكش. وقتها رفع القادة المغاربيون أيديهم ملوحين بشارات النصر، ولم يدر في خلدهم انه بعد خمس سنوات فقط من تأسيس اتحادهم في السابع عشر من شباط (فبراير) 1989 سينتكس مساره إلى درجة انه أصبح جسداً بلا روح أو مجرد ذكرى لزخم آمال عريضة في التكتل والوحدة سرعان ما تعرضت للانهيار. مثل الأعوام السابقة، سيكتفي قادة العواصم المغاربية بتبادل برقيات التهاني ضمن ما يعرف بديبلوماسية المجاملات التي أبقت على الاتحاد المغاربي من دون حراك. وسيعلنون كعادتهم أن البناء المغاربي خيار استراتيجي لا بديل منه، لكنهم لن يتجاوزوا ذلك نحو القيام بخطوات ملموسة لمعاودة تفعيل الاتحاد الذي يعتريه الجمود منذ عام 1994. في بداياته الأولى، أقر الاتحاد آليات عمل اتسمت بقدر من الفعالية، فقد كان التناوب على رئاسة الاتحاد يتم مرتين كل سنة، وأُحدث مجلس لوزراء الخارجية إلى جانب لجان قطاعية عممت التعاون في ميادين التعليم والزراعة والمصارف والبنيات الأساسية. وبدا أن تجربة الاتحاد أغرت دولاً عربية بالانضمام اليه، فقد بادرت مصر وقتذاك إلى إبداء رغبتها في أن تصبح عضواً في المنظومة المغاربية، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي التجربة انها قد تنمو في اتجاه تكريس صيغة المخاطب الوحيد في الحوار بين الدول المطلة على الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط. شكلت ملفات التعاطي والحركات الإسلامية وتداعياتها الأمنية أبرز القضايا التي واجهها الاتحاد المغاربي على خلفية تأزم الأوضاع الداخلية في الجزائر. وقتها كانت بقية العواصم المغاربية تعتبر نفسها بعيدة عن التأثر بعدوى التطرف والعنف، وأبانت قمة مغاربية استضافتها موريتانيا عن تباين كبير في وجهات النظر قبل أن تكتشف العواصم المغاربية انها ليست استثناء في انتشار الظاهرة، ولم تعد حال الجزائر وحدها تعكس التوتر القائم في العلاقة بين السلطات والحركات الاسلامية، فقد انبرت تنظيمات متطرفة إلى تشكيل «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» التي ضمت ناشطين من مختلف البلدان المغاربية، وإن غلب عليها الانتساب الجزائري لاعتبارات تطال مجالات الحركة والعلاقات مع النشطاء الاسلاميين الذين يجهرون بالعداء للأنظمة وارتباطاتها الدولية. يقول أحد المراقبين إن الاتحاد المغاربي أخلف الموعد في الانتباه الى تفشي الظاهرة الإرهابية، لكن مكوناته لجأت إلى محاولات احتواء المشكلة من منطلقات مختلفة، وفيما كان الحظر من نصيب الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، أحيط حضور «العدالة والتنمية» الإسلامية في المغرب بشرعية ديموقراطية وان اعترتها مؤاخذات وانتقادات بعد الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء في 16 أيار (مايو) 2003، بينما أبدت السلطات التونسية المزيد من التشدد تجاه موضوع الإسلاميين. في مقابل ذلك، حاولت تنظيمات إسلامية موريتانية الإفادة من أجواء الانقلاب الذي أطاح نظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع. إلا ان مخاوف اقليمية ودولية زادت حيال إمكان تحويل الأراضي الشمالية لنواكشوط إلى قواعد لتنظيمات ارهابية في غضون انفلات الوضع الأمني عند مربع دول الساحل والصحراء. ملفات أخرى وقف الاتحاد المغاربي عاجزاً أمامها، وتخص العلاقات المتردية بين المغرب والجزائر، ذلك أنه منذ دعوة الرباط إلى تعليق مؤسسات الاتحاد المغاربي في عام 1994 احتجاجاً على ما وصفته بعدم التزام الجزائر روح المعاهدة التأسيسية للاتحاد، دخل المشروع المغاربي في سبات عميق. وعلى رغم أن الاتحاد استبعد التعاطي وقضية الصحراء، محور الخلافات المغربية – الجزائرية، ضمن أجندة قممه المتعددة، فإن ذلك لم يحل دون أن يتأثر بشظاياها المتناثرة في كل الاتجاهات، وزاد على ذلك سريان مفعول إغلاق الحدود البرية بين البلدين الجارين لفترة تقارب 15 سنة. ولم يعد في وسع الاتحاد أن يبحث في تكريس أوجه التكامل الاقتصادي الذي يحتم حرية تنقل الأشخاص والسلع من دون حواجز بعد أن عجز في حل اشكالات الحدود المغلقة بين بلدين عضوين في مشروع البناء المغاربي. اللافت في هذا السياق أن الاتحاد المغاربي تأسس على خلفية انفراج عرفته العلاقات المغربية – الجزائرية، كان من أبرز نتائجه تمديد العمل بمعاهدة ترسيم الحدود وحسن الجوار، اضافة الى اختيار الملك الراحل الحسن الثاني الاجتماع علناً الى قياديين في «بوليساريو»، ما أفسح في المجال أمام تطبيع شبه كامل لعلاقات البلدين. بيد أنه برحيل الحسن الثاني برزت معطيات جديدة في مقدمها تولي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مقاليد الحكم بالتزامن مع وصول قيادة جديدة في المغرب في شخص العاهل المغربي الملك محمد السادس، وساد اعتقاد بأن القائدين سينزعان الى تحسين علاقاتهما عبر التخلص من تركة الملفات الثقيلة التي ورثاها. غير أن اللقاءات المحدودة التي جمعتهما لم تسعف في التغلب على كل المخلفات، وبدا أن القمة التي جمعتهما في الجزائر وانبثقت عنها آمال كبيرة آلت بدورها إلى الفشل، وتبادل البلدان اتهامات اتسمت بالشدة. في المفارقات أن القمة المغاربية المؤجلة منذ ما يزيد على 14 سنة آلت الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. لكنه لم يجد أي حرج، بعد تعذر انعقادها مرات عدة، في الجهر بنهاية الاتحاد المغاربي. والمشكلة أن أي قائد مغاربي لا يريد أن يدفن جثمان الاتحاد أمام باب بيته، مع أن رائحة موته زكمت الأنوف منذ سنوات. الجزائر تفتح «استثنائياً» الحدود وفي الجزائر (الحياة)، أفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الجزائرية أن الجزائر قررت «استثنائياً» السماح بمرور قافلة التضامن البريطانية مع غزة التي يقودها النائب الاسكتلندي جورج غالاوي، عبر المركز الحدودي «زوج بغال» المغلق منذ 1994 مع المغرب. ومن المرتقب أن تصل قافلة التضامن البريطانية إلى الحدود المغربية – الجزائرية في20 شباط (فبراير) الجاري، وذلك بعد وصولها إلى وجدة شرق المغرب في طريقها إلى مغنية في أقصى الغرب الجزائري. وفي تونس (رويترز)، طالب الرئيس زين العابدين بن علي أمس قادة الاتحاد المغاربي بمضاعفة الجهود من أجل تجاوز الصعوبات لتفعيل العمل المغاربي المشترك. وقال في رسائل وجهها الى القادة المغاربيين في الذكرى 20 لقيام الاتحاد «ان الايمان بالمشروع المغاربي والتمسك بالاتحاد كخيار استراتيجي لا محيد عنه يمليان على قادة المنطقة مضاعفة الجهود من أجل تجاوز الصعوبات ورفع التحديات». ولم يعقد الاتحاد الذي أنشئ عام 1989 (المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا) قمة لقادته منذ العام 1994. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 فيفري 2009)
تونس/مصر تأكيد على ضرورة تحصين الناشئة من مظاهر الغلو والتطرف والانغلاق
القصبة 17 فيفري 2009 (وات) استقبل السيد محمد الغنوشي الوزير الأول يوم الثلاثاء في قصر الحكومة بالقصبة السيد محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف بجمهورية مصر العربية الذى يزور تونس للمشاركة في أشغال الندوة العلمية المشتركة التونسية المصرية الثانية حول “الاعلام الديني وتحديات العصر” وافاد الوزير المصرى في تصريح عقب المقابلة انه اطلع الوزير الأول على ما توصلت إليه هذه الندوة المشتركة من توصيات من شانها تحقيق مزيد من التقارب والتطابق في وجهات النظر بين تونس ومصر لاسيما في ما يتعلق بالخطاب الديني. وأضاف انه تم خلال اللقاء التاكيد على ضرورة تحصين الناشئة بكلا البلدين بالخصوص من مظاهر الغلو والتطرف والانغلاق وانتهاج سياسة اعلامية لشرح حقائق الاسلام تعتمد على قيم الوسطية والاعتدال التي ترتكز عليها مقاربتا تونس ومصر للشان الديني. وجرى اللقاء بحضور وزير الشوون الدينية . (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) بتاريخ 17 فيفري 2009)
‘سيني تشيتا’ ينتقد الرقابة السينمائية في تونس
تونس – من نجاح المولهي اثار فيلم “سيني تشيتا” للمخرج التونسي ابراهيم لطيف الذي وجه فيه سهام نقده الى اجهزة الرقابة في بلده اهتمام الجمهور الذي اقبل باعداد غفيرة على مشاهدته منذ انطلاق عروضه التجارية منذ نحو اسبوعين. وقال لطيف “شاهد الفيلم نحو 17 الف متفرج منذ انطلاق عرضه في العاصمة تونس”. واعتبر المخرج هذا الاقبال الجماهيري “نوعا من المصالحة بين الجمهور والسينما التونسية التي تعاني من عدة مشاكل لا سيما ظاهرة القرصنة المتفشية والاغلاق المستمر لدور العرض”. ويروي الفيلم وهو باكورة الاعمال السينمائية الطويلة لابراهيم لطيف باسلوب لا يخلو من الهزل والسخرية، قصة ثلاثة شبان يتحدون رفض وزارة الثقافة تقديم دعم مادي لمشروعهم السينمائي، بالسطو على بنك اجنبي لتحقيق حلمهم وانجاز فيلم والمشاركة به في مهرجان كان السينمائي الفرنسي الشهير. ويختار المخرج بناية في قلب العاصمة التونسية يرتادها عدد من المولعين بالفن السابع الباحثين عن دور سينمائي، كفضاء يختبئ فيه الثلاثي المخرج يوسف والمنتج حميد والمصور اليأس لاعداد الفيلم بعيدا عن اعين الرقابة. ومن خلال قصص طريفة ومضحكة يوجه المخرج سهام نقده اللاذع الى لجنة دعم الاعمال الابداعية في وزارة الثقافة معتبرا اياها شكلا من اشكال التصدي لحرية الابداع في تونس. كما يتطرق الفيلم الى جوانب اخرى من الحياة الاجتماعية ويقف عند سلوكيات مشينة متفشية لا سيما الرشوة والعنف بمختلف اشكاله. واضاف لطيف ان “موضوع الفيلم مستوحى من الواقع التونسي ويركز على الرقابة التي يمكن ان تمس اي شخص” مؤكدا على انه ” محاولة لتقديم الوجه الآخر للتونسي الذي يرفض الخنوع والاستسلام رغم العراقيل”. واعتبر لطيف ان الفيلم “نوع من التحدي ورد ابداعي على تجربة شخصية سابقة قوبلت بالرفض من طرف سلطة الاشراف (وزارة الثقافة) التي حاولت طيلة سنوات عرقلة جيل من المبدعين الشبان”، على حد قوله. ويخضع القانون التونسي منذ 1966 كل عمل ابداعي الى مراجعة لجنة التوجيه السينمائي لابداء رأيها فيه ومنحه الدعم لمباشرة عملية الانتاج ثم تأشيرة العرض. وتمنع هذه اللجنة عادة الاعمال التي تخل بالذوق العام وتمس السياسة الرسمية والاخلاق الحميدة والدين او فيها تشهير بالآخرين. ويقوم ببطولة الفيلم عدد من الممثلين التونسيين بينهم محمد النهدي ومحمد علي بن جمعة و ومحمد قريع وعبد المنعم الشويات وفتحي الهداوي والوجه المسرحي المعروف عبد الرؤوف بن عمر والممثلة التونسية المقيمة في العاصمة المصرية درة زروق والفرنسية من اصل يهودي جاكلين بسميت. ولا يخفي مخرج الفيلم اعجابه بالسينما الايطالية ومبدعيها وخصوصا الممثل الهزلي روبرتو بنيني والمخرج فيديريكو فيليني. واختار لطيف لابطال فيلمه اسماء شاهين وحميد تكريما للمخرج المصري يوسف شاهين والمنتج التونسي احمد بهاء الدين عطية المعروف لدى المقربين باسم “حميد”، اللذين رحلا عن الساحة السينمائية العام الماضي. وكان مهرجان “ايام السينما الاوروبية” في تونس منح في بداية كانون الثاني/يناير الماضي “سيني تشيتا” جائزة الجمهور وذلك قبل انطلاق عروضه التجارية. وبعد هذا النجاح المحلي المدعوم تقنيا من المخابر السينمائية والسمعية البصرية للمنتج العالمي طارق بن عمار، يامل ابراهيم لطيف ان يجد الفيلم الذي يعرض الثلاثاء في اطار مهرجان “الافلام المغاربية باريس وضواحيها” الصداء الطيب لدى الجالية المغاربية في فرنسا مع انطلاق عروضه التجارية في فرنسا في 17 ايار/مايو المقبل. وكشف لطيف الذي اخرج عددا من الافلام القصيرة ابرزها “فيزا” و”ضحكة زايدة” التي كانت لاقت استحسان الجمهور، انه بصدد التحضير لمشروع سينمائي بعنوان “فلوس اكاديمي” حول تلفزيون الواقع وهو يطمح “ان ينال هذه المرة الدعم من وزارة الثقافة التونسية”. وفي تونس التي يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين نسمة لم يعد هناك الا 17 قاعة سينما بعد ان كانت تعد قرابة المئة قاعة في 1984 وهو ما يتنافى في نظر النقاد واصحاب شركات التوزيع مع ما توصي به منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بضرورة تخصيص 60 قاعة سينما لكل مليون نسمة. (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 17 فيفري 2009)
ظاهرة البغاء في تونس: بين الإجتمـاعـي والقـانـونـي
تحقيق: سفيان الشورابي كثر في المدة الأخيرة الحديث عن عمليات مداهمة أمنية لمحلات استعملت لتعاطي البغاء سريا، سواء كان ذلك في محلات أعدت للسكن في بعض الحالات أو مراكز أعدت “مبدئيا” للعلاج الطبيعي والتمسيد الخ.. تعج مختلف الصحف التونسية بقضايا اجرامية مرتبطة بشكل أو بآخر بمسألة ممارسة الجنس بمقابل بشتى أوجهها، وتعد الملفات القضائية من قبيل تفكيك “شبكات دعارة” في مختلف المدن التونسية أو إلقاء القبض على عدد من الاشخاص يمارسون الجنس بمقابل… وهذه الأخبار التي تميل اليها كثيرا بعض الصحف حيث أنها الأكثر قراءة من قبل الباحثين عن الاثارة والتشويق في مثل هذه الموضوعات. ولمحاولة تسليط بعض الضوء على ظاهرة البغاء بصفة عامة في بلادنا، اتصلنا بعدد من المختصين في علم الاجتماع وفي القانون، كما قمنا ببحث ميداني فكان هذا الريبورتاج. يتناقل عموم الناس بشكل دوري ومستمر أنباء عن قصص ومغامرات أولئك الذين مروا بمختلف دور الخناء. وبالرغم من مجهودات المصالح الأمنية للحد من هذه الظاهرة، فإن استفحالها متواصل وبعض الأمثلة المنشورة على أعمدة وسائل الاعلام السيارة تطرح الكثير من التساؤلات حول التجاوزات التي قد تحدث في صورة بقاء الحال كما هو عليه. أحد تلك الأمثلة تعود تفاصيله الى 3 سنوات خلت، عندما قبضت مصالح الأمن على 12 متهما ومتهمة من بينهم تلاميذ وتلميذات لا تتجاوز أعمارهم الـ15 سنة بتهمة الانتماء الى شبكة للدعارة بمدينة مارث جنوب البلاد، والتي من المعروف عنها طغيان تقاليدها المحافظة، حيث قام أولئك الصبية تحت تأثير مادة “اللاقمي” بتصوير واستنساخ أشرطة إباحية وممارسة الجنس بشكل جماعي. ثاني الأمثلة المثيرة للانتباه في نفس السياق، ما جاء في احدى الصحف المصرية التي ذكرت أن ضباط أمن مصريين بمدينة الاسكندرية تمكنوا من ضبط عصابة دولية للدعارة تقوم باجراءات سفر للنسوة الى تونس بعد استخراج أوراق مزيفة منسوبة لنقابة المهن الموسيقية على أساس أنهن يعملن فنانات استعراضيات وأنه سوف يتم تشغيلهن بأحد الملاهي بتونس، وشهدت احدى المتهمات أنها تستقطب النساء المصريات للعمل بالدعارة في تونس وممارسة البغاء السري مقابل أجر مادي كبير تتحصلن عليه. ولا يمكن حصر الأمثلة المشابهة التي تكشف عن حقيقة قضية البغاء في تونس التي يمكن اعتبارها مسألة قائمة الذات الى حد اليوم ولا يمكن غض الطرف عنها، بل من المفيد تسليط الضوء على مختلف جوانبها قصد ايجاد الحلول لها أو على الأقل التقليل من اتساع مداها. وتوجد عدة تصورات مقترحة من طرف عدد من الدارسين لمعالجة مختلف جوانب بروز ظاهرة الدعارة في العالم، خصوصا أن المداخيل المتأتية منها بلغت أرقاما خيالية تجاوزت 80 مليار دينار حسب بعض الاحصائيات تذهب منها ما بين 7 و10 مليار دينار الى جيوب عصابات الجريمة المنظمة وشيكات المافيا الدولية. وكان تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة أشار الى أن ما لا يقل عن 4 مليون شخص يعملون في ميدان الدعارة كل سنة. وتتعدد أشكال عرض الجسد امام الحرفاء، وأهم ما هو منتشر في تونس نذكر أشكال جذب واغراء الحرفاء في الحانات الشعبية والنزل المتواضعة، حيث تقوم خلالها المومس بتقديم جسدها عدة مرات لحرفاء من متوسطي الدخل لقاء مقابل مالي بسيط، أما الشكل الثاني فهو الدعارة على الأرصفة، ولو أنه في جل الاحيان يصعب اثبات التلبس على المومسات من هذا الصنف حيث أنهن يعتمدن أسلوب الإيحاءات والاشارات من دون أن يظهر بالضرورة من خلال ملابسهن ما يوحي بكونهن يعملن في الدعارة، وهن يتواجدن بالاساس في بعض الأحياء الراقية وفي المدن السياحية على مقربة من النزل الفاخرة. أما الشكل الثالث المعروف فهو تعاطي البغاء في منازل وشقق سكنية يقع استئجارها لمدة محددة لمثل هذه العمليات، اضافة الى الدعارة داخل الملاهي الليلية. وطبعا تنعدم في تونس انواع أخرى من وضع الجسد الأنثوي على ذمة العموم على غرار عرض النساء لأنفسهن في “معلبات” بلورية مطلة على الشارع أو تعاطي الدعارة من خلال الاتصال عن بعد أو ما يسمى بـ”الارقام الوردية” وغيرها من الوسائل التي تعرف رواجا في بلدان أخرى. هناك 3 اتجاهات ممكنة في التعامل مع ظاهرة البغاء، أولها ترى أنه من الضروري إلغاء الدعارة تدريجيا، ويستند هذا الاتجاه الى اعتبار الدعارة ليست سوى عملية ابتزاز واستغلال فاحش للانسان، ومس من الكرامة البشرية، وما المشتغلون في هذا المضمار الا ضحايا للفقر والجهل والتهميش وينبغي زجر ومعاقبة “الحرفاء” الذين يبتزون أولئك الضحايا اللاتي لا ذنب لهن، أما الاتجاه الثاني فيدعو الى الصرامة والحزم القانوني لمواجهة كلا الطرفين سواء الحرفاء أو المشتغلات، بينما يحث الاتجاه الثالث على تقنين وتنظيم ظاهرة البغاء لاستحالة استئصالها نهائيا من المجتمع، ويرى أنه من واجب الدولة تأطير هذا “القطاع” باعتبار أن ذلك من أحد وظائفها الرئيسية. وفي تونس نلاحظ أن هناك رغبة من الدولة في حصر هذه الظاهرة تفاديا لتآكل المجتمع من دون أن تضع على رأس أولويات أجندتها القضاء عليها جذريا، وذلك من منطلق أنه من الصعب جدا التخلص من ظاهرة متواجدة منذ القدم وفي جميع المجتمعات، حتى في أكثرها محافظة على النواميس الاجتماعية والتعاليم الدينية. ** الإطار القانوني يشكل قرار وزير الداخلية المؤرخ في 30 أفريل 1942 والمتعلق بتنظيم البغاء العلني، الاطار القانوني الأساسي الذي ينظم هذا القطاع ويحفظ حقوق وواجبات العاملين فيه، وعلى ضوئه تم تخصيص الماخور العلني بالمدينة العتيقة الموجود بنهج “عبد الله قشŒ لنشاط المومسات الراغبات في الاشتغال في الدعارة العلنية والقانونية. وماخور “عبد الله قش” هو عبارة عن مجموعة من الغرف الفردية والمحلات الصغيرة الموزعة على أنهج سيدي عبد الله قش وسيدي العجمي وسيدي العباسي، قبل أن تقرر بلدية تونس غلق هذه الأنهج لأسباب أمنية وأخلاقية، مبقية على منفذ وحيد يمر عبر نهج زرقون. ويتركب الماخور من 25 محل دعارة و50 غرفة فردية تشغل حوالي 130 مومسا، منهن 51 مومسا يشتغلن لحسابهن الخاص بغرف فردية و79 مومسا يشتغلن لحساب 25 مشرفة على محلات الدعارة. وحسب تصريح لمسؤول من بلدية تونس، تمثل الشريحة العمرية للمومسات المرسمات من 20 الى 30 سنة نسبة 40% ، في حين تتوزع بقية النسب على النحو التالي: – 40% من 30 الى 40 سنة – 20% من 40 الى 50 سنة وتتوزع نسب المستويات التعليمية للمومسات المرسمات على النحو التالي. – 30% أميات – 60% مستوى تعليم ابتدائي – 10% مستوى تعليم ثانوي إن معظم المومسات في الماخور هن بالأساس مطلقات .بنسبة 70%. وتتركب نسبة 30% المتبقية من العازبات، في حين لا توجد مومسات متزوجات. ويضيف محدثنا أن المراقبة الصحية للمومسات تعد أهم ما يشغل بال المصالح البلدية التي تسخر امكانيات كبيرة لمنع ظهور الأمراض المنقولة جنسيا، حيث يوجد على عين المكان مستوصف للوقاية من الامراض التناسلية وهو مفتوح كامل أيام الأسبوع يستقبل يوميا حوالي 40 مومسا. كما أفاد محدثنا أنه يقع اخضاع كل مترشحة للعمل كمومس بالماخور العلني قبل انتدابها بصورة رسمية ولغاية التأكد من سلامتها من بعض الأمراض المعدية الى فحص سريري وكشف بالأشعة للصدر وتحاليل للدم. وقد أثبتت نتائج المراقبة الصحية لسنة 2008 على سبيل المثال سلامة المومسات العاملات بالماخور من مرض نقص المناعة المكتسبة، في حين لم تتجاوز نسبة اللواتي تعرضن لمرض الزهري 4.2%. وهكذا يتبين أن الماخور العلني تمكن ولو نسبيا من الحد من نسبة انتشار الامراض الخطيرة، وسحب البساط من تحت العصابات الاجرامية، الا أنه لا مفر من القول إن تأثيره مازال محدودا ما لم تعمل الدولة على مزيد الاحاطة بمجال البغاء في تونس، تفاديا لتحول بلادنا الى قطب للسياحة الجنسية، خاصة أنه يروج على نطاق واسع أن وافدين من بلدان عربية مجاورة يقصدون بلادنا بحثا عن المتعة الجنسية. ** شهادة فتاة تعمل بالماخور العلني بالمدينة العتيقة أردنا اعطاء الكلمة الى النساء اللاتي يتعاطين البغاء في هذه المحلات فلم يكن من السهل التحدث اليهن ويرجع ذلك الى انتفاء تقاليد التعامل مع وسائل الاعلام في مجتمعنا بشكل أساسي، وثانيا للاحراج الذي تتعرض له المشتغلات في الماخور اللواتي يتحاشين الصحفيين والدعاية بشكل عام، وبعد مجهودات ومحاولات متعددة، وبعد بذل بعض المال للمسؤولة عن الماخور ولاحدى الفتيات العاملة به، تمكنا من اجراء حديث قصير معها. تحدثت بصوت خافت وقالت إنها فقدت عذريتها على يد أحد الشبان من سكان حيها الشعبي في الضواحي الغربية للعاصمة قام باغتصابها، وهي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها، ففرض عليها والداها كتمان السر درءا للفضيحة التي قد تلحق العائلة. وقد أثرت الصدمة النفسية التي حصلت لها جراء عملية الاغتصاب وتكتم عائلتها التأثير السلبي على نتائجها الدراسية حتى تم طردها نهائيا من المعهد وهي في سن السابعة عشر. ومنذ ذلك الحين، كان عالم البغاء السري والفساد هو الفضاء الوحيد الذي استطاع استيعابها، فكانت تقضي معظم وقتها تعاقر الخمر مع مجموعات مختلطة الى أن وجدت نفسها غارقة الى حد النخاع في هذا الميدان، وفي سن العشرين، وبعد أن لفظتها عائلتها وأصبحت الفتاة معروفة لدى سكان الحي بممارسة الجنس بمقابل ولم يعد أي رجل يقبل الزواج منها، آنذاك قررت امتهان البغاء السري بصورة دائمة، فتنقلت بين مختلف نزل وحانات العاصمة تقدم “خدماتهاŒ الجنسية لمن يطلبها، الى أن صادف يوما أن قضت ليلة مع رجل تقول أنه من “المسؤولين”، فأشفق على حالها وتوسط لها لدى الدوائر البلدية لتشغيلها في الماخور العلني. وبعد سردها لقصتها، تنهدت بكل أسى وقالت إنها كرهت العمل في ميدان الدعارة، وأصبحت صورة الرجل تمثل في مخيلتها وحشا كبيرا يسعى لتحقيق متعة جنسية دون أن يعنيه كثيرا شخصية من تمارس معه الجنس. ولما سألناها في الختام عما تتطلع اليه في المستقبل، لم تتمكن من الاجابة، حيث سمعنا دقات “البطرونة” على الباب ايذانا بأن حرفاء آخرين ينتظرون دورهم… ** المحامي نذير بن يدر: القوانين لا تكفي بل يجب معالجة الجوانب الاجتماعية حول التعريف القانوني للظاهرة، ذكر لنا المحامي الأستاذ نذير بن يدر أنه ورد في الفصل 231 من المجلة الجنائية أن “النساء اللواتي في غير الصور المنصوص عليها بالتراتيب الجاري بها العمل يعرضن أنفسهن بالإشارة أو بالقول أو تعاطين الخناء ولو صدفة يعاقبن بالسجن من 6 أشهر إلى عامين وبخطية من 20 دينار إلى 200 دينار. ويعتبر مشاركا ويعاقب بنفس العقوبات كل شخص اتصل بإحدى تلك النساء جنسيا”. و جاء الفصل 232 أنه “يعد وسيطا في الخناء ويعاقب بالسجن من عام إلى 30 أعوام وبالخطية من 100 إلى 500 دينار كل من: – أولا، يعين ويحمي أو يساعد بأي وسيلة كانت خناء الغير أو يسعى الى جلب الناس إليها. – ثانيا: يقاسم بأي صورة كانت متحصلة من خناء الغير أو يتسلم إعانات من شخص يتعاطى الخناء عادة – ثالثا: يعيش قصدا مع شخص يتعاطى عادة الخناء ولا يمكنه أن يثبت أن له مداخيل كافية تسمح له بأن ينفق بمفرده على معيشته – رابعا: يستخدم شخصا ولو برضاه وحتى ولو كان رشيدا أو يجره أو ينفق عليه بقصد الخناء أو يدفعه إلى الفجور والفساد. – خامسا: يتوسط بأي عنوان كان بين الأشخاص الذين يتعاطون الخناء والفجور والأشخاص الذين يستغلون الخناء أو الفجور أو الذين يأجرون الغير على ذلك. والمحاولة موجبة العقاب”. وذكر الأستاذ بن يدر أن الفصل 232 الذي نقح بالقانون عدد 1 سنة 1968 المؤرخ في 8 مارس 1968، حصر مجال تطبيقه في الإناث دون سواهن. وجمع القانون في صياغته الجديدة جريمة المراودة le racolage وجريمة البغاء السري la prostitution في جريمة واحدة. وأضاف الأستاذ بن يدر أن المشرع قنن ممارسة البغاء العلني ليقلص من انتشاره ووفرت السلط الإدارية فضاءات مخصص لممارسة ذلك وفق التراتيب الجاري العمل بها، خاصة وأن البغاء العلني كانت موجودا منذ قرون وتحديدا منذ فترة العهد العثماني وتم ضبطها وفق القوانين في عهد الحماية بمقتضى قرار مؤرخ في 30 أفريل 1942 أخضع ممارسة البغاء العلني إلى إجراءات محددة واهتم بشروطها الصحية بالأساس. أما البغاء السري فهو ككل جريمة يتكون بالإضافة إلى الركن الشرعي المذكور آنفا، من ركن مادي وركن معنوي. – الركن المادي: يرتكب من عنصر أول هو التعود على بيع الجسد لعدد من الرجال، وعنصر ثان يتثمل في وجود مقابل لهذا العرض. وسمت محكمة التعقيب ذلك “ثمن بيع العرض والاتجار بالجسد”. – أما الركن المعنوي أو القصد الإجرامي فيتمثل في علم الفاعلة بارتكابها لفعل يمنعه القانون وإقدامها على ذلك رغم هذا المنع. في حين أورد الفصل 233 من نفس المجلة الذي كان نتاج تنقيح القانون عدد 34 لسنة 1964 والمؤرخ في 2 جويلية 1964، مسألة التوسط في الخناء. ورفع في العقوبة بالنسبة للوسيط لزجر هذه الظاهرة والحد منها للحد من الصبغة الإجرامية وتوظيف البغاء لفائدة مستفيدين آخرين. ولاحظ الأستاذ بن يدر في صياغة هذا الفصول أن المشرع أورد خمسة صور محددة، حاول فيها أن يلم بمختلف تمظهرات هذه الجريمة. وأشار إلى أنه على عكس الجريمة الأولى، تنطبق الوساطة على المرأة والرجل. ففي الركن المادي منه: يتمثل التوسط في الخناء في القيام بعمل ايجابي غايته السعي إلى تسهيل ارتكاب الجريمة. أما الركن المعنوي فيمثل في المعرفة والوعي بتجريم هذه الأفعال. ويعبر الأستاذ نذير بن يدر أن الفصول المنظمة هي نصوص محدودة وقليلة، علاوة على تطور المجتمع الذي ابتكر أشكال جديدة من الخناء لم يتعرض إليها هذا القانون. مثلا فتاة تمارس الجنس بمقابل غير نقدي (الخروج في سهرة ليلية والتكفل بجميع مصاريفها مثلا) هل يصنف في إطار الخناء أم لا؟ من جانب آخر، ذكر أن تدخل الدولة في هذا المجال لا يمكن أن يقتصر على الجانب الزجري بالرغم من تعهد الدولة بتنظيم هذا القطاع من خلال إنشائها للمواخير المخصصة لذلك والتي تعتبر مرافق عامة تخضع لإشراف ومراقبة السلط الإدارية، بل يجب عليها أن تتعداها إلى توفير العناية الصحية والإحاطة النفسية لمرتكبي الخناء. فهذه القوانين غير ناجعة لوحدها بل يجب الاهتمام بمعالجة الجوانب الاجتماعية والسماح لمؤسسات أهلية تحيط بالمهمشين (إعانة مالية، تشغيل) الذي يجبرون على العمل في البغاء، وفسح المجال أمام المجتمع المدني للعب دوره بكل استقلالية في هذا الإطار. إلى جانب ذلك، لم يخف الأستاذ نذير بن يدر ما تعيشه تونس خلال السنوات الأخيرة من استفحال لظاهرة التجارة الجنسية التي تنتشر بشكل لافت في المدن السياحية، من أبرزها قدوم سياح أجانب خصيصا إلى بلادنا لممارسة الجنس بمقابل مالي،كما لا ننسى السائحات الأجانبيات الكبيرات في السن في غالب الأحيان اللواتي يقدمن إلى بلادنا لممارسة الجنس مع شبان تونسيين، وهو ما لم يتطرق إليه القانون التونسي. (المصدر: صحيفة “الطريق الجديد” بتاريخ 1 فيفري 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم
بقلم محمد العروسي الهاني و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
مناضل وكاتب في الشأن الوطني والعربي الرسالة رقم 552
تونس في 16/02/2009
الاخلاق الفاضلة رسالة للتاريخ حماية الاخلاق واجب وطني و ديني على كل مكونات المجتمع مسؤولية عظمى امام الله و التاريخ
ان موضوع الاخلاق من اهم المواضيع التي تستحق العناية و الاهتمام و التركيز و الشجاعة الادبية و الكلمة الصادقة بجرأة و اقدام و بمسؤولية تاريخية و وطنية: لأن الاخلاق ركن اساسي هام في حياة الانسان. و بالاخلاق السامية تتضامن المجتمعات و ترتقي و تتحابب و تتعاون و لا شيء اسمى و انبل من الاخلاق و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ما أنبل و أصدق و أسمى هذا الحديث النبوي الشريف الذي له أبعاده و تأثيره على النفوس و القلوب المفعمة بالايمان و النيرة بالاسلام و الرقيقة و المليئة بالمشاعر و الوجدان و الاحساس و الكلمة الصادقة و الهادفة التي لها وقع و تأثير رباني لمن غرس الله في قلبه نور الايمان و هداية الاسلام … و حديث الرسول صلى الله عليه و سلم له ألف و اربعمائة عام و زيادة و مازال الحديث محل اعجاب و اكبار مليار و 300 مليون مسلن يرددونه و يكررونه الى يوم الناس هذا و الى قيام الساعة لأنه حديث جامع من رسول الله وصفه الله تعالى في القرآن الكريم ‘ و انك لعلى خلق عظيم ‘ صدق الله العظيم. فرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لخصها في هذا الحديث الشريف انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق لانه الجانب العظيم في الانسان و اذا سمت الاخلاق صلح الانسان في الكون و عمر و اثمر و نفع الناس. مظاهر مزرية لا تمت للاسلام بشئ ان مظاهر العراء و التفسخ و اللباس القصير العاري الخليع الكاشف للبطن و الصرة و الزنود و الثدي و غير ذلك من مظاهر مفاتن المرأة و عورتها أصبحت في شوارعنا و غزت معاهدنا و كلياتنا و ادارتنا و حتى مقرات السيادة وقد لاحظت امام الوزارة الأولى بساحة القصبة يوم 31 جانفي 2009 مظاهر لا تليق بمجتمعنا و لم يحترموا حتى مقر السيادة و في كل مكان و اصبح اللباس الموضة مباح و لا أحد يقول اليك ممنوع أو حرام كشف بطن الفتاة و صرتها و مفاتنها في بلد عربي مسلم. و قد قلت للسيد وزير الشؤون الدينية في الرد و التعقيب عليه يوم 30/12/2005 بموقع الأنترنت تونس نيوز ردا على ما قاله و صرح به لصحيفة الصباح يوم 25/12/2005 بان الحجاب دخيل و نشاز قلت له في الرد المشار اليه أجبني على موضة العراء و كشف الصرة هل هو لباس تونسي أو هو دخيل و نشاز… لحد اليوم ننتظر الرد … هل العراء تقدم و هل كشف الصرة حضارة و هل البطن العارية حرية يا ترى…. حملة تاريخية لردع المتهورين و المتهوات في السبعينات مازلت أتذكر الحملة الأمنية الرائعة التي قام بها السيد المستيري وزير الداخلية سنتي 1970-1971 لردع كل الشبان و الفتيات المتهورين في الباس و السلوك. فقد أذن رجال الأمن باستعمال انواع من الدهن الملون لكل فتاة ترتدي لباس قصير اذا كان لونه أحمر يقع دهنها بالون الأحمر و هكذا… و الشباب الذي يطول شعره يجد المقص في انتظاره و قد كانت حملة رائعة أتت أكلها و أثمرت وحققت أهدافها و السيد الوزير أحمد المستيري أخذ الأمر من رئيس الدولة المجاهد الأكبر ‘ الحبيب بورقيبة’ رحمه الله … هذا التاريخ أقوله و أصدع به و أتمنى اعادة هذه الحملة عام 2009 و أتمنى الرجوع الى القيم و الأخلاق الفاضلة الذي أشار اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم . هل نشاهد حملة واسعة لحماية الأخلاق الفاضلة من جديد و هل من رجوع الى الجادة و الاعتدال و الحياء الذي هو شعبة من شعوب الايمان السبعين أم العجوز هازها الواد الى الهلاك و الغريق و هي تقول العام صابة قال الله تعالى : انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء . صدق الله العظيم وقال عز من قال : فليضحكوا قليلا و ليبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون . صدق الله العظيم اللباس المستور و الحياء مطلوب و ضروري في البلدان الاسلامية و موضة العصر مرفوضة في المجتمعات العربية و الاسلامية تابعنا بكل اهتمام مقابلة سيادة الرئيس بوزير الشؤون الدينية يوم 11 أكتوبر 2006 في يوم 18 رمضان المعظم و الحوار الذي دار حول اللباس المحتشم للمرأة و الحياء . الحشمة للمرأة في مجتمعنا التونسي و في كل المجتمعات العربية الاسلامية و قد أكد رئيس الدولة على ضرورة قيام الدولة وحرصها على دعم ركن الحياء و الحشمة. والمحافظةعلى اللباس المحتشم حسب عاداتنا و تقاليدنا العربية التونسية خصوصيات شعبنا التونسي و العادات التي تمتاز بها كل الجهات في بلادنا من الجنوب الى الشمال و من الوسط الى الشمال الشرقي و الجنوب الشرقي و قد تذكرت ما جاء في التعقيب الشجاع الذي نشرته على موقع تونس نيوز يوم 30/12/2005 ردا على تصريحات السيد وزير الشؤون الدينية يوم 25/12/2005 في صحيفة الصباح التونسية حول الخمار الذي نعته بالدخيل و النشاز أعني ان الحجاب غير موجود في تونس في السابق و هذا خطأ و نعت الرجال الذين يلبسون الهركة و أصحاب الحية بأنهم يتشبهون بصنف آخر و قد أكدت في التعقيب أن ثمن الهركة 8 دنانير في متناول الجميع بينما سعر الجبة التي دعا للباسها السيد الوزير تفوق 200 دينار أما أصحاب اللحي فليس كلهم على النحو الذي شار اليه الوزير و فيه مبالغة و اللحية هي سنة محمدية … و كان ردي على غاية الوضوح و الشفافية و ذكرت وزيرنا وزير الشؤون الدينية بأن اللباس المستور و الذي يعبر عن الحياء و الحشمة هو لباس لازم شعبنا منذ قرون و قلت أن لكل جهة و قرية و مدينة خصوصيات في ارتداء اللباس فالجنوب لهم لباس خاص بهم و قابس لها خصوصياتها و الساحل له مميزات في اللباس و حمام سوسة مسقط رأس الرئيس لها خصوصيات في اللباس و صفاقس لها خصوصياتها و الريف في عروش الهمامة لهم تقاليد و عروش ماجر و الفراشيش لهما حصوصيات و القيروان لها مميزات في اللباس و المهدية لها لباسها التقليدي و الفرق بينها و بين قصور الساف التي تبعد 12 كلم واسع بين لباس الجهتين و الشمال ايضا لكل قرية و معتمدية خصوصيات و لكن كلها تتماشى مع شرع الله و الدين الاسلامي و تطبيق النص القرآني الذي ورد في سورة الأحزاب و في سورة النور أي المرأة مستورة و لباسها مستور و المرأة المسافرة و غير عارية أو مكشوف جسدها هذه تقاليدنا في تونس عبر العصور و قلت في ردي الشجاع اذا كان اللباس المحتشم دخيل على شعبنا ماذا يقول السيد الوزير في الموضة الجديدة و اللباس المكشوف الضيق الكاشف لجسد المرأة و الفتاة في الأعوام الأخيرة من 2000 أصبحت الموضة متطورة ” موضة الغرب و قشور الغرب أصبحت منتشرة أكثر في بلادنا البطن عارية الصرة مكشوفة و الزنود و الثديين و كل شئ ظاهر أصبحت فتنة في الشارع و في الادارة و المعاهد و الكليات و المؤسسات و المراة العصرية أصبحت موضة العصر محبذة حتى في التلفزة و بدون تعليق و قد طالبت في احدى المناسبات تعقيبا على مقال و تصريحات السيد وزير الشؤون الدينية اذا كانت له ملاحظات حول هذه الموضة و هل مسموح بها في تونس. و بعد حوالي 10أشهر من هذا الرد الشجاع الذي نشرته يوم 30 ديسمبر 2005 جاءت مبادرة سيادة الرئيس الذي اجتمع بوزير الشؤون الدينية يوم 11 أكتوبر 2006 و اكد سيادته على ضرورة المحافظة على لباسنا التقليدي التونسي و هويتنا و اصالتنا و هذا شيء جميل و رائع لكن الأجمل منه أن سيادة الرئيس اكد ان تونس حريصة كل الحرص على المحافظة على الحياء و السلوك الطيب و كل مظاهر الحياء الذي هو شعبة من شعب الايمان كلامي هذا لا يعجب بعضهم مع الأسف فقد شاهدت مساء يوم 13 أكتوبر 2006 في التلفزة الوطنية في برنامج آخر قرار للمنشط سامي الفهري ان الفتيات التونسيات في لباس مفضوح و مكشوف و شبه عاريات و هذا الشاب المنشط يجول و يسول يقبل الفتيات الجميلات على شاشة التلفزة فهل هذا يجوز شرعا يا سيادة وزير الشؤون الدينية ? و هل وصل كلام الرئيس و توصياته للتلفزة التونسية و الاذاعة أم كل فول لاهي في نوارو … و هل هناك حملة جديدة للحد من التفسخ و العراء أم ماذا… نرجوا الاجابة عن هذه التساؤلات من طرف وزيرنا كما نرجوا القيام بمبادرة للحد من هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا كما نرجوا تطبيق و احترام تعليمات و توصيات رئيس الدولة في هذا المضمار طبقا لما جاء في مقابلة 11 اكتوبر 2006 و تطبيق التوصيات في خصوص اللباس التقليدي التونسي الذي له مميزات و خصوصيات الحياء و الحشمة و اعتبار اللباس الغربي الموضة الجديدة هو لباس( دخيل و نشاز) و اتذكر ان الحملة التي ذكرتها في المقالات السابقة التي قام بها السيد وزير الداخلية المناضل الكبير احمد المستيري سنــتي 70-71 كان لها أطيب الأثر لردع الفتيات الآتي يرتدين اللباس القصير في تلك الحقبة و قد وجد وزير الداخلية الدعم الكبير من الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله للحد من هذه الظاهرة فهل سنعود لمثل هذه الحملة في السنة الجارية 2009 لوضع حد للانحلال الأخلاقي و السفور حتى نقضي على أسباب و جذور التفسخ الأخلاقي و العراء و حتى تعود تونس الى مجدها في اطار التوازن و الحياء و الحشمة مع الأخذ بأسباب العلم و المعرفة و التطور في نطاق المحافظة على أخلاقنا . قال الله تعالى : فلتكن منكم أمة يدعون الى الحير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون.صدق الله العظيم. المــقــتــرح القيام بحملة واسعة النطاق للتوعية و التحسيس في وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة و بعدها القيام بحملة أمنية واسعة من طرف أعوان أمننا كما قامو بهذه الحملة عام 1970 – 1971 في اطار الردع و تطبيق القانون كما نقترح القيام بحلة واسعة النطاق من طرف الأغلبية و الأحزاب الأخرى و المجتمع المدني و مواقع الانترنت لتوعية الفتيات و النساء التونسيات لضرورة التخلي عن موضة الغرب و اللباس المكشوف و المفضوح الذي اكتسح بلادنا في الأعوام اللأخيرة نقول هذا حفاظا على أصالتنا و عاداتنا و تقاليدنا و مبادئ ديننا الحنيف دين العفة و الشرف و الفضيلة هذا الدين الذي يرفض التفسخ و الميوعة و الانحلال الأخلاقي الذي جاءنا من الغرب و موضة عيد الحب في عصرنا لا حول و لا قوة الا بالله . اعتقد انه لا يكتب هذا المقال بهذه الجرأة و الشجاعة الا مناضلا وفيا للوطن مخلصا للشعب محبا للحق مؤمنا بالكرامة متمسكا برسالة الاسلام متحمسا لحماية الأخلاق و بالهوية و الأصالة التونسية . قال عز من قال : و انك لعلى خلق عظيم بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب في الشأن الوطني
الكبش الصغير أو الردّ على الدكتور المرزوقي
( إعادة نشر وملاحظة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومعذرة فقد أثقلت عليكم، وبعد فقد وقع بعض الاضطراب في الفقرة: “عرض الدكتور في مقدّمة مقاله وجهات النّظر المناصرة لعدم شرعيّة وأخلاقية اعتقال البشير ثمّ ختم المقال بالحديث العام الخاضع لصيغة الجمع فردّد شعارات غير ذات معنى، ليظهر نفسه في جوهر المقال من أنصار إحالة البشير على تلك المحكمة محكمة الجنايات الدولية معلّلا مناصرته تلك بـ” أنّ كل هذه التهم والشكوك في المحكمة الجنائية الدولية في محلّها تماما”… فلعلّه عايش لمدّة طويلة أهل السودان وأهل دارفور على وجه الخصوص، أو لعلّه خبر المدّعي العام ووقف على صدقه ونزاهته وعدم انحيازه، أو لعلّ الكثير من التونسيين الموجودين بالسودان (وكنت لمدّة طويلة أعيش بالسودان) وفّروا له المعلومات الشارحة والبراهين القاطعة حتّى بات على هذه الثقة من صحّة الشكوك رغم تزاحم الحقائق المناديّة بخوائها!”،… ما قد يؤثّر جزئيا على وجهة النصّ، لذلك وجب التنبيه والتصويب وتعويض بعض مفرداتها لتكون كما يلي: “عرض الدكتور في مقدّمة مقاله وجهات النّظر المناصرة لعدم شرعيّة وأخلاقية اعتقال البشير ثمّ ختم المقال بالحديث العام الخاضع لصيغة الجمع فردّد شعارات غير ذات معنى، ليظهر نفسه في جوهر المقال من أنصار إحالة البشير على تلك المحكمة، محكمة الجنايات الدولية، رغم شعوره بالحرج في مناصرة الرأي القائل بذلك إذ “أنّ كل هذه التهم والشكوك في المحكمة الجنائية الدولية في محلّها تماما”!… فلعلّه عايش لمدّة طويلة أهل السودان وأهل دارفور على وجه الخصوص، أو لعلّه خبر المدّعي العام ووقف على صدقه ونزاهته وعدم انحيازه، أو لعلّ الكثير من التونسيين الذين تواجدوا بالسودان (وكنت لمدّة طويلة أعيش بالسودان) وفّروا له المعلومات الشارحة والبراهين القاطعة حتّى بات متجاوزا صحّة تلكم الشكوك، وذلك رغم تزاحم الحقائق المناديّة بخوائها!” أرجو من الإخوة النّاشرين إضافة هذه الملاحظة بذيل المقال أو إعادة نشر المقال بصيغته الصحيحة الكاملة مع إيراد هذه الملاحظة وللجميع الشكر الجزيل…
الكبش الصغير أو الردّ على الدكتور المرزوقي
كتبه عبدالحميد العدّاسي وقعت عيناي – وأنا أتصفّح تونس نيوز الصادرة يوم 15 فيفري / فبراير 2009 – على نصّ كتبه الدكتور المنصف المرزوقي، أحد الوجوه التونسية البارزة في السوح العلمية والحقوقية والسياسية، وقد تناول القضيّة التي ملأت الدنيا صخبا ولغطا لتغطّي على أهمّ القضايا الحَريّة بالاهتمام وفي مقدّمتها غزّة وما يُحاك لأهلها الصامدين من دسائس مجرمة ومنها كذلك ما يدبّر بليل في أفغانستان وباكستان والعراق وفي البحار المتاخمة لبلاد المسلمين وقد اجتهد النّاس لخنق القرصنة والإرهاب كي يهنأ المتحضّرون بأكل لحومنا مشوية على الفسفور الأبيض مفرومة بالقنابل الذكيّة التي لا تحتاج في توجيهها حتّى إلى طيّارين صيّادين…
“عرض الدكتور في مقدّمة مقاله وجهات النّظر المناصرة لعدم شرعيّة وأخلاقية اعتقال البشير ثمّ ختم المقال بالحديث العام الخاضع لصيغة الجمع فردّد شعارات غير ذات معنى، ليظهر نفسه في جوهر المقال من أنصار إحالة البشير على تلك المحكمة، محكمة الجنايات الدولية، رغم شعوره بالحرج في مناصرة الرأي القائل بذلك إذ “أنّ كل هذه التهم والشكوك في المحكمة الجنائية الدولية في محلّها تماما”!… فلعلّه عايش لمدّة طويلة أهل السودان وأهل دارفور على وجه الخصوص، أو لعلّه خبر المدّعي العام ووقف على صدقه ونزاهته وعدم انحيازه، أو لعلّ الكثير من التونسيين الذين تواجدوا بالسودان (وكنت لمدّة طويلة أعيش بالسودان) وفّروا له المعلومات الشارحة والبراهين القاطعة حتّى بات متجاوزا صحّة تلكم الشكوك، وذلك رغم تزاحم الحقائق المناديّة بخوائها!” وممّا دفعني إلى الكتابة ومعارضة الدكتور فيما ذهب إليه – وأنا أحد الذين يعلّقون عليه بعض الآمال – هو تسخير الأوضاع المعيشة لقبول ظلم الظلمة وتشريعات الفاسدين، فرغم قناعة الدكتور بعدم تأثير هذه المحاكم وهذه الهيئات والتشريعات على الكبار الفاسدين ورغم تأكّده من وجود الكيل بمكيالين فإنّه لا يرى بأسا من استعمالها (المحاكم) ضدّ الصغار لإرهاب من تبقّى منهم دون النّظر إلى غيرهم، بل يرى ذلك كسبا للمناضلين الحقوقيين، وكأنّ القضيّة قد انحصرت في التشفّي من الرّؤساء العرب المسلمين الصغار الدكتاتوريين من طرف من يرميهم في الحفر أو من يسجنهم ثمّ يقتلهم بعقدة الانتصار على المسلمين!… وإنّي والله – رغم معارضتي الواضحة للكثير من حكّام العرب وفي مقدّمتهم حكّام تونس وكرهي الشديد لسلوكهم وسِيَرهم وأسفي القاتل على عدم التزامهم بتعاليم دينهم – لأحسب أنّ جرم غيرهم من الصهاينة والفاتحين والمتحضّرين في حقّنا نحن المسلمين يغطّي على جرائمهم فيحجبها… وإنّي لأحسب أنّ البشير ليس من الحكّام المجرمين في العالم العربي والإسلامي بل هو من أحسنهم إن لم يكن أحسنهم (كما سبق أن شهدت)… فالقضيّة إذن ليست فتح طريق أو إحداث فجوة فيها ولا هي تحقيق خطوة على مضمار المقاومة، بل القضيّة – حسب رأيي – تبدأ بالتعرّف على الخطأ والصواب وبفقه القضايا المثارة وبكشف الحقّ والباطل فيها وباكتشاف المقاصد من العمل وبفرض الأولويات وعدم إخضاعها لمنطق الكبير والصغير أو السهل والصعب، فإنّ الذي يقنع بالصغير لن يفرغ من مشاغب الصغار وإنّ الذي يتناول السهل ويتعوّد عليه لن يحدّث نفسه بكبائر الأمور… وعجبي كيف يركن الدكتور المرزوقي لهذا المنطق، وهو يرى محاكمنا في تونس لا تسلّط إلاّ على “الصغار” غير مكترثة بعربدة “الكبار” في البلاد ولا بفسادهم وإفسادهم؟!… كنت أحسب أنّ غزّة ستساعدنا على اختيار الموطإ الذي نقف عليه… وكنت أحسب أنّ أيادي السودان البيضاء برئاسة البشير على الكثير من التونسيين الضعفاء (وبعضهم من المرازيق)، الذين هجّرهم النّظام التونسي الديمقراطي الذي ليست له قضايا أمام المحاكم الدوليّة رغم صنائعه في قفصة وغيرها من البلاد، ستساعد على السعي لمعرفة الحقائق قبل الاندفاع وراء التأييد المتسرّع لتحكيم المجرمين في المسلمين!… يقول الدكتور في نهاية مقاله: “لنقبل إذن كعرب وأفارقة ومسلمين بالتضحية بهذا الكبش الصغير وهو رسالة مضمونة الوصول لمجانين خطرين وبلا ضمير قد يكفوا عنا شرهم على الأقل خوفا من إكمال بقية حياتهم وراء القضبان في دولة ترضى باستقبالهم على نفقتها المدة المحددة من قضاة لاهاي يحكمون بنفس الصرامة ضدّ “الكبار” و” الصغار”، وأقول: لنبدأ بالكبار فإنّ العدالة إذا اقتصّت من “الكبير” ردعت الصغير وأصلحته، ويوم تفرغ العدالة من الكبار وتمدّ يدها للصغار فلتبدأ بالمجرمين الحقيقيين وإن حُرِمَت بلدانهم الثروات الطبيعيّة؛ فإنّ دارفور ترقد على مخزون هائل قد لا يصل إليه الفاتحون ومحاكمُهم إلاّ بوضع الصفّادات في أيدي البشير الجعلي السوداني العربي المسلم الشهم!…
نشرت “الطريق الجديد” مؤخرا في عددها 112 وفي ملفها حول العدوان على غزة مجموعة من الآراء والمواقف المنددة بالعدوان والمحللة لدوافعه وأبعاده وثوابته الصهيونية التوسعية، ولم يشذ عن هذا الاتجاه في النظر سوى مقال: “الشعب الفلسطيني في كمّاشة التناقضات” لمحمد الكيلاني “المسؤول الأول في الحزب الاشتراكي اليساري”. شذ الكيلاني عن الوجهة السياسية التي عبرت عنها الرؤى المذكورة والتي لا نراها أخطأت فهم طبيعة الصراع ومعسكراته، ومغزى حرب الإبادة الأخيرة، والأمر الأساسي من كل ما جرى ويجري، وطرح الكيلاني طروحا نراها مقطوعة عن الواقع وعن المبادئ حتى في حدودها الدنيا، تلك التي دأب على تلقينها قبل أن يتحوّل إلى “اشتراكي يساري” وتوخّى خطابا يلتقي وخطاب المتواطئين من القادة العرب وخطاب الصهاينة وصقور “البيت الأبيض” والطاقم الاستعماري عموما. لقد تكلم كلاما تنكّر فيه لواقع الأشياء ولِمَ دافع عنه الأحرار شرقا وغربا، فضلا عن القوى التقدمية والثورية. وفي ما يلي شواهد هذا الخطاب الواردة بمقاله حتى لا يزعم زاعم أننا نتجنّى على الرجل: بعد استعراض أهداف إسرائيل القريبة والبعيدة وامتداح “السلطة الفلسطينية” على النهج الذي انتهجته امتداحا استثنى منه “الفصائل الإسلامية وفي مقدمتها حماس وبعض الفصائل العسكرية الأخرى التي اختارت العمل الإرهابي الذي يضرب المدنيين العزل على غرار ما تفعل إسرائيل بأحجام أكبر…” وحمّل “هذا السلوك” مسؤولية ما جرى للشعب الفلسطيني خلال العقدين الأخيرين. وأشار بعد ذلك إلى حصول حماس على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية والبلدية وتحدّث عن “انقلابها على الشرعية في غزة تمهيدا لإقامة إمارة إسلامية فيها مستقلة عن الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية على غرار ما حاول القيام به حزب الله في جنوب لبنان” وتحدث عن حسابات القوى العظمى والإقليمية مشددا النكير على حماس وحزب الله في تلقيهما الدعم من إيران وسوريا منتهيا إلى أن الشعب الفلسطيني وجد نفسه ضحية التناقضات و”الخاسر الوحيد”، وإلى أن “الرّابح الوحيد من هذه الحرب هو إسرائيل التي حققت كل أهدافها تقريبا” و”وهيأت الظروف لقيام إمارة إسلامية في غزة…” وأن حماس “لم تكن سوى أداة لإشعال هذه الحرب المدمّرة” وأن الأمر انتهى إلى “القبول بحلول مذلة انحدرت بالقضية الفلسطينية إلى مستوى متدنّ لم تبلغه من قبل” وأن حماس “تتحمّل مسؤولية كبرى في تعريض الشعب الفلسطيني إلى محرقة بسياستها المغامرة” وأن الحلّ يتمثل في “اتباع تمشّ عقلاني يراعي موازين القوى…”. هكذا تكلّم الكيلاني فلم ير في مشهد مواجهة الاحتلال الصهيوني وجرائمه مقاومة مشروعة بل رأى فصائل تمارس العمل الإرهابي على غرار ما يسمّيها المحتل والمعسكر الاستعماري بقيادة الامبريالية الأمريكية. إذن لا حديث، بل لا إشارة، إلى المقاومة التي باتت الأمل الوحيد لرفع القهر والغبن والتي حققت أكثر من نصر في لبنان وفلسطين والعراق وكل مكان عربيّ مغتصب، فباتت خطا أحمر وفيصلا بين المواقف والصفوف والمعسكرات. نعم اختزلها محمد الكيلاني في “الفصائل الإسلامية وبعض الفصائل العسكرية الأخرى” واختزل نشاطها في “العمل الإرهابي” مقدما خدمة مجانية لأعدائها، وحصره في “ضرب المدنيين العزل” مساويا بين الضحية (الفلسطينيين) والجلاد (المحتل الإسرائيلي) وشاطبا بضربة قلم تاريخا كاملا من التضحية والتصدي والصمود الذي لولاه لانطفأت جذوة حركة التحرر العربية. لا وجود لشيء اسمه المقاومة اسمه في ذهن “المسؤول الأول عن الحزب الاشتراكي اليساري” فقد بات ذهنه مسكونا بفعل الدعاية الصهيونية والامبريالية التي عجزت عن أن تفعل في أذهان عامة الناس وتفتّ في عزيمة الشعوب وتفقدها القدرة على معرفة اتجاه البوصلة ! ثم تخيّلوا بعد ذلك مصبّ هذا التفكير، إنه تحميل المقاومة مسؤولية ما يسميه بالمآسي التي لحقت الشعب الفلسطيني. هكذا يعمد فاقد البوصلة إلى قلب الحقيقة والبحث عنها حيث لا توجد، فقد باتت جرائم المحتل الإسرائيلي الذي يغتصب الأرض ويهجّر ويُهوّد ويأتي على الأخضر واليابس من اقتراف الضحايا، ضحاياها. وهل تتمنى “إسرائيل” أكثر من هذا على لسان عربيّ؟ ثم يأتي الكيلاني إلى موضوع الانتخابات البرلمانية والبلدية التي فازت فيها حماس فيمرّ عليها “مرّ الكرام” كما لو كانت حدثا تافها، مقابل تضخيمه أحداثا ومعطيات أخرى ثانوية وغير ذات أهمية. وإن كنا لا نجهل أن حماس فصيل إخوانيّ فنحن لا ننكر أنه من فصائل المقاومة الوطنية وأنه فاز عبر صناديق الاقتراع التي أوصلته إلى الحكم بما يمنحه فرصة الحكم ولا يجيز لأحد الانقلاب على هذه النتيجة، لكن الانقلاب تمّ وتمّت إقالة حكومة حماس (من قبل محمود عباس رئيس السلطة) واعتقال وسجن وملاحقة وزراء حكومة حماس وأعضاء كتلتها البرلمانية (من قبل إسرائيل) وفرض الحصار على غزة وشنّ الحرب عليها لإنهاء وجود حكومة حماس التي أدرجوها ضمن “الفصائل الإرهابية”. رأى الكيلاني “انقلاب حماس على الشرعية” ولم ير انقلاب عباس على حماس وكأن الشرعية لا تتعدى حدود خط الاستسلام لـ”قدر” الاحتلال وإسقاط الكفاح المسلح من برنامج مقاومته. إن عين الكيلاني ليست على المحتل الإسرائيلي بقدر ما هي على ضحاياه الذين لم ير من أهدافهم وهم يحاربونه سوى “إقامة إمارة إسلامية في غزة مستقلة عن الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية”. وهذه رؤية تبسيطية متهافتة لا يؤيّدها واقع الأشياء يَهُشُّ بها المتكلم على الخائفين خوفا مشروعا من المشاريع الأصولية، ثم هي رؤية حتى ولو صحّ منها ما يتعلّق منها بالمرجعية الدينية لحماس وبأهدافها البعيدة فهي لا تبرّر معاداتها ومعاداة الفصائل الإسلامية التي تشارك في مقاومة الاحتلال وتنهض بقليل أو كثير من أعباء تحرير الوطن المحتلّ، ومهما كانت أخطاؤها والتناقضات الأخرى معها. كما أن عين الكيلاني تمتدّ إلى “حزب الله” الذي لم يجد فيه هو أيضا سوى مشروع “إمارة إسلامية” جنوب لبنان ولم ينله الشرف الذي نال أحرار العرب وأحرار العالم حين قاد هذا الحزب عام 2006 المعركة ضد جيش العدوان الصهيوني وصنع الحدث الذي لم تصنعه أي جهة عربية منذ احتلال فلسطين فانتصر وقهر “الجيش الذي لا يُقهر” وعبّأ معنويات المناضلين في أكثر من برّ. ثم غاب عن الرجل – وهو العارف سابقا – أن منطق تدقيق مرمى السهم ضد العدوّ يقتضي العمل على عزله وتوسيع دائرة القوى المضادة له، وفي هذا الإطار تدخل الحاجة إلى حشد كافة القوى فلسطينيا وعربيا وعالميا، وإلى سوريا وإيران، والسودان وفنزويلا وبوليفيا وقطر والفاتيكان، وكل نصرة من أي موقع ومن أيّ مكان، واستغلال كافة التناقضات وتعميقها مع العدوّ مهما كان حجمها. وهو ما يحقق لحركة التحرر احتياطيا هائلا، خصوصا إذا كانت الموازين العسكرية والمادية في صالحه. ويغالي الكيلاني، منقادا بنظرة حولاء وجامدة إلى واقع الأشياء وإلى موازين القوى ونتائج الحرب على غزة فيبرز إسرائيل في صورة “الرابح الوحيد” ويزعم أنها “حققت كل أهدافها تقريبا” ويقدم حماس، ومن منظور نظرة حولاء دائما، باعتبارها “لم تكن سوى أداة لإشعال هذه الحرب” فسلام عليك يا إسرائيل المسالمة يوم ولدت ويوم استوليت على فلسطين ويوم شردت أهلها ورششتهم بالفسفور الأبيض! إن تناقضنا معكِ ثانوي أمام تناقضنا مع حماس وفصائل المقاومة وإيران وسوريا وتركيا وكافة الشعوب التي هبّت ضدك! وكان لا بد لمحمد الكيلاني أن يمعن في المغالاة وقلب الحقيقة وفي النظرة الأحادية والتنكر للمبادئ حتى يصل إلى القول بأن “المحرقة” التي حمّل حماس “مسؤولية كبرى فيها” آلت إلى “القبول بحلول مذلة” وغير مسبوقة. واضح إذن أن صاحب المقال لا يبدو – ظاهريا ماسكا بزمام التناقض الرئيسي- من بين التناقضات التي تحدّث عنها، وهو تناقض يقابل حركة التحرر الوطني بالصهيونية والامبريالية، وفي ضوئه يقع تحديد طبيعة المعركة وصفوفها وأهدافها، لكنّ الأمر لا يعدو السطح، فبقليل من التعمّق وربط الكلام بعضه ببعض يتّضح أن المتكلم ماسك بذلك الزمام، إنـّما جعله تناقضا بين السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عبّاس، وإسرائيل وحماتها الغربيين وحلفاءها العرب من ناحية، وحماس (وحزب الله) وسوريا وإيران وكافة قوى الممانعة والصمود من ناحية أخرى. وكيف يجهل المتكلم -لولا حجاب الانتهازية النظرية والسياسية- أن مقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان وخاصة إذا كان بضخامة العدوان الصهيوني يتطلبان حتما سلوك سياسة الجبهة التي تضم كافة القوى والفصائل والأحزاب والشخصيات المناهضة بقطع النظر عن مشاربها الإيديولوجية ومرجعياتها الدينية وبرامجها المستقبلية لأن الغاية هي ردّ العدوان وطرد المحتل أولا. وعلى أساس برنامج المقاومة والتصدي تبنى الجبهة وليس العكس. ولسائل أن يسأل عن المشهد لو سقطت المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وهما تواجهان العدوان الصهيوني وحرب الإبادة، ما الذي كان سيحدث؟ وهل كان سيتنفس الصعداء وهو يتلقى “نصر” إسرائيل وهزيمة المقاومة؟ هل كان سيثلج صدره القضاء على حماس وحزب الله؟ وماذا كان موقفه وهو يرى شعوب المعمورة تنزل إلى الشوارع كي تندد بالعدوان وتتضامن مع ضحاياه بكافة الأشكال؟ وما رأيه في التعرية التي يعرفها الكيان الصهيوني وقادته والخطوة العظيمة التي قطعت في الكشف عن طبيعته وإسقاط ما تبقى من أقنعة البهتان والضحية التي يتوارى وراءها؟ *** إن كون حماس والفصائل ذات المرجعيات الأصولية شريكة في مقاومة الاحتلال وفاتورة التضحية، سواء من موقع القيادة أو من موقع آخر، لا يعني طمس الخلافات معها على سياساتها وتصوراتها وبرامجها، ولا يعني التسليم لها بكل شيء، سواء كان ذلك يخص سلوكا انعزاليا ونزعة تفردية أو يخص نفسا مغامريا وتصرفا غير محسوب وروحا فصائلية (نرى الجميع غارقين فيها على اختلاف انتماءاتهم!) لكنّ نقد حماس وحزب الله وفصائل المقاومة لا يتم من موقع محمد الكيلاني التصفوي المعادي، بل يتمّ من داخل المشروع التحرري ويحتاج إلى نهوض الفصائل الديمقراطية والعلمانية الشريكة فيه بأعبائه، ومما لا شك أيضا أن التشرذم التنظيمي والسّياسي الذي ينخر فصائل المقاومة جراء سيطرة الانعزالية الفصائلية والأنانيات الحزبية والعقائدية، يشكل عقبة في وجه حركة التحرر، لكن ذلك يتم بيانه على لسان وبقلم ويد الماسكين بزمام الرؤية البديلة الصائبة، وزمام بوصلاتهم. وشـّان الهلالي (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 17 فيفري 2009)
الأقليات.. ملف لم يعد يقبل التسويف
صلاح الجورشي تعددت في الفترة الأخيرة الندوات والمؤتمرات للنظر في كيفية التعامل مع إشكالية التنوع الثقافي في العالم العربي. آخر هذه المؤتمرات احتضنته مدينة بيروت خلال الأسبوع الماضي ما بين 6 و8 فبراير، دعت إليه «الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية»، وهي من بين أنشط المنظمات غير الحكومية في مصر والعالم العربي، والتي تحظى بمصداقية لدى عدد واسع من المثقفين العرب. هذا اللقاء الذي جمع 40 من المثقفين العرب المتابعين لهذه المسألة أو المكتوين بها، طغت عليه نبرة عالية من التشاؤم، فمعظم المتدخلين عبروا عن خشيتهم من أن تتجه العلاقة بين مختلف المكونات العرقية والدينية والمذهبية واللغوية في كثير من الدول العربية نحو مزيد من التعقيد وسوء التفاهم، إن لم نقل نحو الصراع والإقصاء المتبادل. تستمد هذه المخاوف مبرراتها مما يحصل في أكثر من بلد، وتعتبر الحالة العراقية من أكثر الأمثلة التي كثر التوقف عندها في هذا السياق، إلى جانب لبنان والسودان. والمعاينة الأولى لحالة التنوع الثقافي في العالم العربي كما تبدو في اللحظة الراهنة من شأنها أن تبرز عدداً من الملامح الأساسية التالية: – زيادة مظاهر التعبير عن التنوع الثقافي خلال السنوات العشر الأخيرة، وذلك مقارنة بالماضي القريب، حيث كان الاقتراب من ملف الأقليات يواجه بالتنديد والتجريم. – قيام بنية تحتية جديدة تضم عددا واسعا من المنظمات والهيئات المدافعة عن التنوع الثقافي، ويدل ذلك على رغبة متنامية لدى الأقليات في الانخراط بقوة في شبكات منظمات المجتمع المدني على الصعيدين المحلي والإقليمي. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن جزءاً هاماً من نخب الأقليات قد أدركت ضرورة مراجعة استراتيجيات النضال والعمل على اكتساب خبرات جديدة في مجال العمل العام، ونقصد بذلك انتقال العديد من المجموعات من استراتيجية المواجهة المفتوحة مع الأنظمة وربما العنيفة أو المسلحة أحياناً، إلى تبني استراتيجية الحوار والضغط المدني والديمقراطي. – إقدام معظم الأنظمة العربية على تغيير أسلوبها في التعامل مع مسألة التنوع الثقافي، ومن المؤشرات الدالة على ذلك ما حدث في العراق. فرغم الوضع الدرامي الذي آلت إليه الحالة العراقية بسبب انهيار الدولة وتفكيكها بعد الاحتلال الأميركي، إلا أن التغير الذي شهدته خريطة الطوائف أسفر عن محاصصة لافتة للنظر تم بموجبها توزيع مختلف للأدوار، حيث أصبح لأول مرة رئيس الدولة كردياً. كما أقدم المغرب على التنصيص لأول مرة أيضا على الهوية واللغة الأمازيغية في الدستور، وهو ما شكل تحولا عميقا في أسلوب تأطير التنوع الداخلي، رغم استمرار الجدل حول هذه المسألة. كذلك تجدر الإشارة في السياق نفسه إلى النظام السعودي الذي عدل بشكل ملحوظ من سياسته تجاه المواطنين الشيعة، وتبنى سياسة إدماجية قائمة على الحوار وفتح المجال النسبي أمام الحد الأدنى من المشاركة. ورغم أن هذه السياسة لا تزال في بدايتها وتفترض اتخاذ مزيد من الخطوات الجريئة، إلا أن ما تحقق يمكن اعتباره محاولة هامة في اتجاه ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية. من جهة أخرى أجمعت الحكومات العربية على التصويت لصالح الإعلان العالمي للتنوع الثقافي الذي أصدرته منظمة اليونسكو في عام 2001، كما قام وزراء الثقافة للدول العربية والإسلامية بإصدار «الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي» وهو الإعلان الذي أصدرته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في اجتماعها بالجزائر ديسمبر 2004. الجديد في هذا الملف هو تصاعد الملف الشيعي بشكل غير مسبوق في أكثر من دولة عربية أو خليجية، ويعتبر ذلك من أكثر الملفات خطورة وأشدها حساسية، وهو ملف يستوجب يقظة من قبل جميع الأطراف حفاظاً على الاستقرار والوحدة الوطنية. ندوة بيروت أثبتت مسألتين في غاية الأهمية، تتمثل الأولى في الارتباط الوثيق بين مسألة التحول الديمقراطي وقضايا التنوع الثقافي، بمعنى أن النجاح في إدارة ملف الأقليات هو جزء لا يتجزأ من مسار الانتقال الديمقراطي المنشود في المنطقة العربي. أما المسألة الثانية التي دار حولها نقاش هام، فتخص الدولة الوطنية، هذه الدولة التي قدمت نفسها على أساس كونها الممثل الشرعي والعادل للجميع، لكن مع تحقيق عدد من المكاسب التي لا يجوز التقليل من أهميتها، فإنها في المقابل أخذت تعيش منذ السبعينيات على الأقل أزمة شرعية متزايدة، كان من نتائجها تعميق الفوارق، وتفجير التناقضات الداخلية، فشرعية القوة لن تعوض إطلاقا قوة الشرعية. (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر ) بتاريخ 17 فيفري 2009)
خالد شوكات يواظب كثير من مفكري الحركات الإسلامية في العالم العربي، على إرجاع جذور حركة “الإخوان المسلمين”، حركتهم الأم، إلى ما عرف خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشرة والنصف الأول من القرن العشرين، بحركة الإصلاح الإسلامي، التي أسس لها وقادها في مراحلها الأولى جمال الدين الأفغاني أو جمال الدين الأسد آبادي، المولود في إيران سنة 1838 والمتوفى في اسطنبول سنة 1897، و قد كان هدف الحركة الأساسي تجديد الفكر الإسلامي على نحو يسمح للمسلمين باللحاق بركب التقدم والحداثة. ويضع الإسلاميون العرب لحركة الإصلاح الإسلامي سلسلة متشابكة الحلقات من القادة والزعماء، تستهل بالأفغاني، وتمر بالشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا، لتنتهي بمؤسس وزعيم حركة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا، على اعتبار أن هذه الحركة قد جاءت بمثابة تتويج لأعمال وأطوار الحركة الإصلاحية، فيما يعتقد آخرون – وأنا من بينهم- أن مسار حركة الإصلاح قد انكسر مع وصول الأمانة إلى رشيد رضا الذي ابتدأ حياته إصلاحيا وانتهى سلفيا، لتكون حركة الإخوان من الناحية الفكرية والسياسية إعلانا على الفشل وليست دليلا على النجاح، إن كانت هناك صلة بين الحركتين من الأصل، وهو أمر يحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق العلميين. وتتوارث أجيال الإسلاميين العرب – وغير العرب ربما- حلقة الأسماء المذكورة، أي الأفغاني وعبده ورشيد رضا و البنا، وهناك من يضيف إليهم سيد قطب، في سياق شبيه بذلك الذي ركب من قبل للخلفاء الراشدين أو لأئمة الشيعة السبعة أو الثمانية أو الإثني عشرة، دونما تمحيص أو تدقيق أو انتباه، فقد رفعت الأسماء عند كثير إلى درجة القداسة، وأضحى وضعهم في دائرة الضوء وتفقد مسيرة حياتهم الحافلة بنقاط التساؤل والإثارة، نوعا من التعدي على معروف من الدين بالضرورة. لكن الأهم في كل سجال حول الصلة المزعومة أو الممكنة بين حركة الإصلاح وحركة الإخوان، تظل برأيي الكشف عن كم التناقضات المهول في سيرة الرجال الأربعة المذكورين، سواء على مستوى مرجعياتهم الفكرية والدينية أو سلوكياتهم الشخصية، بل لعلي أقول بأن كل دراسة موضوعية لتراجم هؤلاء ستفضي حتما إلى مسارعة غالبية الإسلاميين إلى إعلان البراءة من أي صلة بالزعيم المؤسس جمال الدين الأفغاني، وهو إعلان لن يغضبه على أية حال، ليس فقط لأن أفكاره ومشاريعه كانت في أسسها ومنطلقاتها وحتى نتائجها مخالفة ومتناقضة مع تلك التي عرف بها الإخوان، بل لأن ارتباطاته الخاصة وسلوكه الشخصي يحطم تلك الصورة التي حاول الإسلاميون دائما رسمها لقادتهم وزعمائهم باعتبارهم أطهارا وأخيارا وأقرب البشر إلى العصمة بعد الأنبياء والمرسلين. لقد شكلت سيرة جمال الدين الأفغاني موضوعا لمئات الكتب والدراسات والمقالات والسجالات، التي كتبها مفكرون و باحثون عرب ومسلمون وغربيون، من بينهم المعروف والمجهول، والأكاديمي والسياسي، والصديق والعدو، والبعيد والقريب، غير أن هذه الكتابات جميعها تكاد تجمع فيما بينها على مجموعة من القضايا والأمور، تكفي لبيان الفارق المشار إليه سلفا، ولتشكيل صورة ولو نسبية عن ملامح رجل ملأ الدنيا وشغل الناس وأسال حبرا غزيرا، لكنه ظل مع كل هذا غامضا شديد الغموض قابلا كل صورة و تراثه مناط نزاع، ومن هذه القضايا والأمور ما يلي: 1- غموض أصله، فقد نسب الأفغاني نفسه عندما جاء إلى مصر سنة 1871، واستقر بها حتى سنة 1879، إلى بلاد الأفغان، لكن وثائقه الشخصية التي نشرت سنة 1963 من قبل جامعة طهران، أثبتت أنه إيراني الأصل، وأنه لم يذهب إلى أفغانستان إلا وعمره 27 عاما، ليكون قريبا من أميرها الدوست محمد آنذاك. كما أظهرت الوثائق أيضا أنه تلقب ب”الاستانبولي” و”الرومي” و ألقاب أخرى كثيرة منسوبة إلى أماكن في المنطقة. ولا يزال التنازع شديدا بين الإيرانيين والأفغان حتى اليوم، حول انتماء الرجل القومي. 2- غموض مذهبه، ففي حين ذكر تلميذه محمد عبده أنه سني وأنه كان يتعبد على طريقة أهل السنة، كشفت وثائقه الشخصية أنه شيعي النحلة والمنشأ والتربية، بل إنه درس في النجف الأشرف و اشتغل سنينا بالشأن الإيراني معارضا شرسا للشاه ناصر الدين القاجاري، الذي قيل أنه اغتيل على يد أحد تلاميذ جمال الدين. و قد عرف الأفغاني بترديده لخاصته مبدأ شيعيا معروفا “أنه من لا تقية له لا دين له”. 3- غموض علاقته بالشيخية والبابية والبهائية، التي ظهرت في الأوساط الشيعية بين العراق وإيران خلال القرن التاسع عشرة، وشكلت عنصر المعارضة والقلاقل الرئيسي للنظام الشاهنشاهي، فقد تحدثت مصادر تاريخية عن تأثير كبير لأفكار هذه الفرق والديانات الناشئة على الأفغاني، وربما على عائلته، بل لقد ثبت أن الأفغاني طرد من اسطنبول سنة 1870، بعد قوله في محاضرة ألقاها في دار الفنون أن “النبوة” صنعة من الصنائع، و هي فكرة قال بها الشيخ أحمد الأحسائي مؤسس الشيخية، وقال بها الباب والبهاء من بعده. و المعروف أن الفرق المذكورة تعد كافرة ومارقة عن الملة في نظر غالبية المسلمين السنة والشيعة على السواء. 4- غموض صلته بالماسونية، فقد أثبت المؤرخون أن جمال الدين الأفغاني قد انتمى لأول مرة للحركة الماسونية في مصر سنة 1876، وأصبح رئيسا لأحد محافلها الكبرى، قام بنفسه بتأسيسه ودعا إلى عضويته الكثير من معارفه وتلاميذه، كان من بينهم الخديوي توفيق قبل أن يتقلد مهام الخديوية بعد والده إسماعيل. كما توضح الوثائق أن الأفغاني واصل اتصالاته بالماسونيين بعد مغادرته مصر إلى الهند، ثم إقامته لاحقا في فرنسا وأنجلترا. والمعروف أيضا أن الماسونية في نظر الإسلاميين حركة صهيونية باطنية تهدف إلى تدمير الأخلاق الحميدة ونشر الرذائل. 5- غموض موقفه من التدين، فقد ذكر الشيخ محمد عبده فيما يشبه الرد على تهم وجهت للرجل، أنه كان ملتزما بفرائض الإسلام متعبدا على طرق أهل السنة، لكن آخرين ممن عاشروه، ومن بينهم بعض أصدقائه وتلاميذه، قد أكدوا على أنه لم يكن متدينا، إذ لم يكن مقيما للصلاة أو مؤديا للصوم، وكان ارتباطه بالإسلام ارتباطا سياسيا وفكريا لا التزاما دينيا. بل إن بعض الدارسين يشير إلى موقف نقدي لاذع للإسلام سجله الأفغاني في رده على الفيلسوف الفرنسي رينان، وهو رد لم ينقل إلى العربية، أو نقل في صيغة مشوهة وغير أمينة، حتى أن رينان نفسه وصف الأفغاني كما تنقل بعض المصادر، بأنه يذكره بكبار الملحدين المسلمين الكبار من أمثال إبن سينا وإبن رشد ممن أسدوا جليل الخدمات للبشرية. 6- غموض صلته بالمرأة، فعلى الرغم مما يشبه إجماع دارسي سيرته، على أنه كان أقرب إلى العزوف عن النساء، اللاتي كانت علاقاته بهن محدودة جدا، إلا أنه ثبت أيضا أنه كان على صلة بفتاة ألمانية عزباء في باريس، أظهرت في رسائلها اللاحقة إليه كثيرا من العشق له، كما أظهرت وثائق المخابرات الفرنسية، أن الفتاة كانت سببا في خصومة حادة بين الأفغاني ومؤجره الإيطالي الذي كان يرفض صعودها إليه في شقته. وتظل هذه التهمة برأيي، أقل خدشا لصورة الرجل من تهم أخرى واجهها في حياته وأثناء مماته، من قبيل شرب الخمر أو الشذوذ أو ارتياد أماكن لهو وترفيه. 7- غموض علاقته بالمستعمر الغربي، وخصوصا الأنجليزي، فعلى الرغم من قناعة جل الباحثين في سيرة الأفغاني، بأن الخيط الرفيع الذي ربط مختلف مراحل حياته الزاخرة بالأحداث والتقلبات والقضايا والتغيرات، هو إيمان الرجل العظيم بأهمية العمل على تحرير أرض المسلمين من الاستعمار الأوربي، كخطوة أولى على درب إنجاز نهضتهم وتقدمهم، فإن علاقات الرجل المتناقضة والمتبدلة، ورهاناته المتحولة على الدوام، جعلت من العسير القول بأن للرجل خطوطا حمراء في مواقفه أو معاملاته، على نحو ما يصور الإسلاميون أنفسهم عندما يتعلق الأمر بالصلات الممكنة مع الدول الغربية. لقد عادى الأفغاني الأنجليز ثم عرض صداقته وخدماته عليهم، وعارض الروس ثم طلب مودتهم، وناهض الفرنسيين ثم أقام عندهم. إن استعراض مواطن الغموض والجدل هذه في حياة مفكر وسياسي عظيم كجمال الدين الأفغاني، لا تهدف بأية حال إلى العمل على تشويه صورته أو الإنقاص من قيمة دوره أو إسهاماته الإصلاحية، بقدر ما هو محاولة بسيطة ترفد جهود محاربة الايديولوجيات المغلقة التي تعيش على تكريس الكسل الفكري وقتل روح النقد والتفكير الحر لدى الأجيال الشابة من أتباعها الحاليين والممكنين؟ (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 17 فيفري 2009)
باحثون مصريون يطالبون بتجاوز ثنائية الإسلام والعلمانية
تجاذبات فكرية حادة طغت على أعمال ورشة علاقات الإسلاميين والعلمانيين (الجزيرة نت)
عمرو مجدي-القاهرة
طالب عدد من الخبراء والباحثين المصريين بتجاوز ثنائية “الإسلام والعلمانية”، ورأوا أن تلك الثنائية “مفتعلة” وأن المعركة الأساسية هي معركة “الديمقراطية والدولة المدنية”. ورغم أن محاولة تجاوز تلك الثنائية والبحث في أسبابها كان المسار العام لورشة عمل خصصت لمناقشة “مساحات الاتفاق وحدود الاختلاف” بين الطرفين، لم تخلُ من تجاذبات فكرية حادة بين أنصار كل من التيارين. وقال ماجد سرور مدير مؤسسة “عالم واحد” المنظمة للورشة التي عقدت أمس الاثنين إنهم “معنيون بالدرجة الأولى بالوصول لمساحات الاتفاق، وإعادة تقديم تفسيرات ليست بالضرورة جديدة وإنما قد تكون غائبة”. من جهته هاجم المفكر الإسلامي أحمد كمال أبو المجد ما أسماه “حب الاشتباك”، وقال إن الشعوب العربية مولعة بالاشتباك فإن لم تجد في الحاضر سببا له فتشت في التاريخ. وتساءل أبو المجد عن “جدية فرضية الصدام بين الأصالة والمعاصرة”، ورأى أن الخلاف ليس بين الإسلام والعلمانية وأن المشكلة تكمن في تحرير الخلاف. مراد وهبة يرى أن العلمانية لا تتعارض مع الدين وإنما تشتبك معه (الجزيرة نت) مشكلة مزيفة وبدوره أكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية السيد ياسين أن “مشكلة العلمانية والدين هي مشكلة مزيفة”، وأن “الثنائيات الصدامية سقطت في عهد ما بعد الحداثة”، ورأى إن “ثمة إمكانية كبيرة للتوفيق بين الإسلاميين والعلمانيين”. وأوضح ياسين في حديث للجزيرة نت أن الإشكال هو “الاشتباك بين الدين والسياسة”، وطالب بالعمل على إيجاد الدولة الديمقراطية لا الدينية ولا العلمانية. واتفق معه الخبير بنفس المركز عمرو الشوبكي، وقال للجزيرة نت إن كثيرا من هذا الخلاف مصطنع، وناتج عن غياب قيم الديمقراطية عن المجتمع. وشدد الشوبكي على أن المدخل لحل المشكلة هو “امتلاك الإرادة السياسية للتحول الديمقراطي وإطلاق الحريات”، مطالبا بتأجيل ما وصفه بـ”ترف الخلافات الفكرية” لما بعد التحول الديمقراطي. وعلى النقيض من سابقيها رأت أستاذة الأدب الإنجليزي منى أبو سنة أنه “لا وجود لمساحات اتفاق بين الإسلاميين والعلمانيين”. واعتبرت في حديثها للجزيرة نت أنه لا يمكن العمل مع الإسلاميين لمواجهة الاستبداد لأن الحرية الأساسية هي حرية العقل، حسب قولها. لكن الخبير بمركز الأهرام للدراسات د. وحيد عبد المجيد عقبّ قائلاً إنه “في حال عدم وجود مساحات للاتفاق فنحن نتجه إلى كارثة حقيقية”. وفيما بدا أنه رد على الأستاذة أبو سنة هاجم أبو العلا ماضي وهو وكيل مؤسسي حزب الوسط ذي التوجه الإسلامي، من أسماهم “العلمانيين المتطرفين”، وأقر بدوره أن القضية هي مشكلة حريات في الأساس، مؤكدا أن معظم تيارات الإسلام السياسي لا تسعى لوجود دولة دينية بالمعنى الثيوقراطي. محمد فرج: قبول الإسلاميين بالعلمانية الجزئية خطوة مهمة نحو الالتقاء (الجزيرة نت) تعريف العلمانية وبحث بعض المشاركين في الورشة تعريف العلمانية، وقال الفيلسوف مراد وهبة إن العلمانية هي “التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق”. واعتبر وهبة أن العلمانية -بهذا التعريف- “لا تتعارض مع الدين بمعنى الإيمان، وإنما تشتبك مع الدين بمعنى المعتقد الذي هو من اجتهادات البشر”. وأضاف أن “الإشكالية تظهر حين يُفرض هذا المعتقد على الناس فيسود المجتمع ظاهرة التكفير”. وأعرب عن اعتقاده بخطأ الرأي القائل إن العلمانية “تجربة غربية”، وأوضح أن “الحضارة الإنسانية واحدة لكن الثقافات متعددة”. من ناحيته أشار الأمين العام المساعد لحزب التجمع التقدمي محمد فرج إلى وجود “أفكار إسلامية جديدة، تحاول أن تجد مساحات اتفاق”، وضرب مثالاً بكتابات راشد الغنوشي والراحل عبد الوهاب المسيري. وأضاف فرج في حديثه للجزيرة نت أن “قبول الإسلاميين بالعلمانية الجزئية هي خطوة مهمة على سبيل الالتقاء بين الفريقين”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2009)
اختبار الارتفاع فوق الجراح
فهمي هويدي الاتفاق حول التهدئة يسمح بتجاوز أزمة التفاهمات الإسرائيلية الفلسطينية، الأمر الذي يفتح الباب للتعامل مع معضلة التفاهمات الفلسطينية الفلسطينية. (1) كان من الضروري أن تنفك عقدة التهدئة أولا لكي ينفتح الباب الموصل إلى الملفات الملغومة الأخرى. وهي مهمة لم تكن سهلة، أولا، لأن مصطلح التهدئة ذاته جديد، وليس له أي مدلول قانوني وإن شئت فقل إنه وصف سياسي، ليس هدنة ولا فض اشتباك ولا وقفا لإطلاق النار، ولكن فيه إشارات من ذلك كله. ورغم أن التهدئة في مدلولها اللغوي تعني السكون، فإن ذلك لا يكفي في ضبط المصطلح، لأن الباب يظل مفتوحا للتساؤل عن شروط ذلك السكون، والتزامات أطرافه، والأجل الذي يمكن أن يمتد إليه، ويزيد من صعوبة الموقف أن طرفي التهدئة في الموضوع الذي نحن بصدده لا يعترف كل منهما بالآخر، والطرف الأقوى عسكريا -وهو إسرائيل- لا يجد غضاضة في أن يواصل عملياته ضد الطرف الآخر، كلما عنّ له ذلك. وهو ما حدث في تهدئة الأشهر الستة الأخيرة، التي انتهت في 19 ديسمبر/كانون الثاني الماضي، حيث توقفت فيها حماس عن إطلاق صواريخها على إسرائيل، في حين استمرت الأخيرة في عمليات قصف القطاع وتصفية المقاومين. وقد أدرك الفلسطينيون من تلك التجربة أن إسرائيل أرادتها تهدئة تكبل أيديهم، في حين تطلق يد الإسرائيليين. وكانت تلك هي الخبرة التي دفعت ممثلي حماس في المفاوضات الأخيرة إلى التشدد في التعرف كتابة على استحقاقات التهدئة ومحتواها وضماناتها. وهذه الرغبة هي التي أسهمت في إطالة أمد الاتفاق حول الموضوع، خصوصا أن الإسرائيليين أرادوا لاتفاق التهدئة في البداية أن يكون عودة إلى الوضع الذي كان سائدا قبل 19 ديسمبر، المتمثل في وقف إطلاق الصواريخ مع استمرار الحصار. وقد أضافت إليه الحرب هدفا آخر هو إنهاء سلطة حماس على القطاع. وليس سرا أن هذا الهدف الأخير كان محل ترحيب من جانب جماعة السلطة في رام الله، كما رحبت به بعض الأطراف العربية التي اعتبرت أن نجاح حركة حماس في انتخابات عام 2006 أثار قلقها لأسباب معلومة، كما سبب لها صداعا أرادت الخلاص منه. (2) الحرب أتت بما لا يشتهون، إذ قلبت الحسابات وغيرت إلى حد كبير المعطيات الموجودة على الأرض، فصمود المقاومة في غزة أفشل مخطط إسقاط حماس، وجعلها تخرج من الحرب أقوى مما كانت عليه. لا أقصد القوة العسكرية، لكنني أعني أنها أدت إلى رفع أسهمها وتعزيز موقفها في الساحة الفلسطينية. تجلى ذلك في استطلاع أعلنت نتائجه يوم 5/2 الحالي أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال في رام الله الذي يديره الوزير السابق الدكتور غسان الخطيب، إذ كشفت تلك النتائج عن مؤشرات مهمة، منها ما يلي: * إن نسبة الذين يختارون حماس إذا أجريت انتخابات جديدة ارتفعت من 19% إلى 28.6%، في حين انخفضت نسبة ناخبي فتح من 34% إلى 27.9%. * إن شعبية حماس في الضفة ارتفعت من 12.8% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى 26.5% في آخر يناير، كما ارتفعت نسبة الذين يثقون في السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال من 12.8% إلى 21% في حين تضاعفت شعبيته في الضفة من 9.2% إلى 18.5%. وفي الوقت ذاته انخفضت نسبة ثقة الناس في الرئيس محمود عباس من 15.5% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 13.4% أخيرا. * تبين أن الحرب زادت من نسبة مؤيدي العمليات العسكرية ضد إسرائيل، إذ ارتفعت نسبة المقتنعين بأن الصواريخ المحلية تنفع الأهداف الوطنية الفلسطينية من 39.3% في أبريل/نيسان الماضي إلى 50.8% في الوقت الراهن. أما الذين رأوا أن تلك الصواريخ تضر بالمصالح الفلسطينية فقد انخفضت نسبتهم من 35.7% إلى 2.08%. ورأى 46.7% أن حماس هي الطرف المنتصر في الحرب مقابل 9.8% قالوا إن إسرائيل هي المنتصرة، واعتبر 37.4% أن الجانبين لم يحققا انتصارات. * تبين أن أهل الضفة كانوا أكثر دعما لحركة حماس في الحرب من أهالي القطاع الذين تكبدوا خسائر بشرية ومادية جسيمة. فقال 53.3% من أهل الضفة إن حماس انتصرت مقابل 35.2% من أهل القطاع قالوا بانتصار حماس. (3) إذا جاز لنا أن نلخص الأجواء التي جرت في ظلها محادثات التهدئة فسنضيف إلى تعزيز قوة موقف حماس، وتراجع شعبية أبي مازن وجماعته، النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة. إذ استدعت تلك النتائج أطرافا أكثر تشددا، ليس بمقدور أبي مازن أن يتواصل معها. الأمر الذي وضعه في موقف حرج، و هو ما جعله أكثر استعدادا للتفاهم مع حماس بغير شروط مسبقة. حتى إنه حين تلقى قبل أيام اتصالا هاتفيا من القاهرة دعا ممثليه إلى الاجتماع مع وفد حماس الذي قدم للتفاوض حول التهدئة، بعث اثنين من أركان حركة فتح هما أحمد قريع ونبيل شعث إلى العاصمة المصرية قبل مضي 24 ساعة، وعقدا اجتماعا في نفس يوم وصولهما مع ممثلين عن حماس استمر حتى منتصف الليل، اتفق الجميع فيه على خطوات لتهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح المصالحة بين فتح وحماس (على رأسها وقف الحملات الإعلامية بين الطرفين وإنهاء ملف الاعتقالات والتجاوزات). إذا عدنا إلى محادثات التهدئة، فسنجد أن النقطة المحورية فيها تمثلت في إصرار حماس على عدم العودة إلى أوضاع ما قبل 19 ديسمبر. ومن ثم انطلاقهم من أن التهدئة لا يمكن أن تستمر في ظل الحصار، خصوصا بعد الحرب التي قتل فيها 1300 شهيد وأصيب أكثر من خمسة آلاف، فضلا عن الدمار والخراب الذي حل بالعمران في القطاع، وهو ثمن باهظ جعل استبعاد العودة إلى الوضع السابق أمرا مفروغا منه. لم يكن هناك شك في أن الطرفين بحاجة إلى التهدئة، ولكن الجدل كله أثير حول تفاصيلها. في البدء تحدث الإسرائيليون عن تهدئة مفتوحة وطويلة الأمد، وعرضوا فتح المعابر الستة بنسبة 80% من البضائع التي يحتاجها القطاع. وفهم أنهم أرادوا تعليق نسبة 20% الباقية حتى يتم الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، وإن لم يقولوا ذلك صراحة. وقد طلب الإسرائيليون أيضا إقامة منطقة عازلة حول القطاع كله بعرض خمسمائة متر بحيث يمنع على سكانه الاقتراب منها، أما طلبات ممثلي حماس فقد انصبت بالدرجة الأولى على رفع الحصار بالكامل، وفتح كل المعابر، ليس فقط لتلبية احتياجات الناس الطبيعية، ولكن أيضا لإعادة إعمار ما دمر في القطاع. احتاج الأمر إلى أخذ ورد، وإلى مشاورات استغرقت وقتا طويلا بين الراعي المصري وممثلي حماس، وبينه وبين الإسرائيليين الذين حمل رسائلهم الجنرال عاموس جلعاد مسؤول الأمن والسياسة بوزارة الدفاع الإسرائيلية. وفي المشاورات التمهيدية استبعد ملف الجندي الأسير، باعتبار أن لا صلة له برفع الحصار، وإنما موضوعه موصول بملف آخر يقوم على أن تبادل به قائمة من الأسرى تضم 450 شخصا محكوما عليهم بالمؤبد. لكن إسرائيل وافقت على 176 منهم فقط. وقبل الفلسطينيون على مضض تأجيل موضوع فتح معبر رفح في الوقت الراهن. وفهم أن ذلك مرهون بحل مشكلة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، وقد يتطلب عقد اتفاق جديد لإدارته بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودول الاتحاد الأوروبي. رفض الفلسطينيون فكرة التهدئة المفتوحة، قائلين إن ذلك مما يستحيل القبول به في بلد محتل، وتم التفاهم على أن تكون مدتها 18 شهرا. وتحفظوا على فكرة فتح المعابر بنسبة 80% خصوصا أن تلك النسبة يمكن التلاعب بها، ناهيك عن أن قياسها يواجه صعوبات جمة. وتم التفاهم على فتحها بالكامل بشرطين، الأول: أن تتولى لجنة مشتركة مراقبة ما يمر من سلع. والثاني: ألا يسمح بتمرير الخامات التي يمكن استخدامها في صناعة الأسلحة مثل المواسير والأسلاك وأنواع من الأمونيا والكيماويات. وحين نوقشت مسألة المنطقة العازلة، تبين أن اقتطاع خمسمائة متر من أرض القطاع التي عرضها خمسة كيلومترات، يهدر مساحات كبيرة من المناطق السكنية والأراضي الزراعية، خصوصا أن بعضها ملاصق بشكل مباشر للحدود مع إسرائيل، ولم يقبل الاقتراح حتى بعد تخفيض الرقم إلى ثلاثمائة ثم 150 مترا، بعدما تبين أن ذلك يعني إخلاء كل حي الشجاعية وتهجير سكان نصف مدينة رفح، لذلك استبعد هذا الشرط من الاتفاق. وانتهت التفاهمات إلى أن تكون التهدئة في حدود وقف إطلاق الصواريخ من القطاع، مقابل فتح المعابر الستة المؤدية إلى إسرائيل بالكامل بالشرطين اللذين سبقت الإشارة إليهما مع تأجيل موضوع معبر رفح. ولحل الإشكال البرتوكولي حول كيفية الإعلان عن البروتوكول اتفق على أن تقوم بذلك مصر باعتبارها الدولة الراعية له. (4) الأصعب من اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل هو الاتفاق بين فتح وحماس. وليس بعيدا عن الأذهان فشل محاولة المصالحة بين الطرفين التي جرت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، لأن بيان المصالحة الذي طلب من حماس أن توقع عليه في البداية كان يفضي إلى إلغائها عمليا، وإعادة الأمر إلى ما كان عليه قبل «الحسم» الذي تم في القطاع عام 2007، بمعنى أنه كان منحازا إلى فريق أبي مازن وجماعة رام الله. ولأن الوضع اختلف تماما بعد الحرب على غزة، إضافة إلى قوة الضغوط الشعبية الفلسطينية الداعية إلى إنجاح المصالحة والاحتشاد في مواجهة الوضع الإسرائيلي الذي استجد بعد الانتخابات، فقد استبعدت الترتيبات التي طرحت في مشروع المصالحة السابق، وتم الاتفاق على تشكيل خمس لجان لبحث الملفات العالقة بين الطرفين، وأضيفت إليها لجنة تمثل الجامعة العربية تكون مرجعا وحكما إذا وقع خلاف بين أعضاء أي لجنة. اللجان الخمس ستبحث الملفات التالية: المصالحة- حكومة الوحدة الوطنية- إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية- الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة- إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية. الملفات الخمسة ساخنة، وبعضها ملتهب ولا يكاد يُرى الآن أفق للتفاهم حولها، خصوصا في مسألة الحكومة التي هي من حق حماس باعتبار أغلبيتها الكبيرة في المجلس التشريعي، وقضية تشكيل الأجهزة الأمنية التي كانت أداة الفريق الآخر في محاولة إفشال حكومة حماس من البداية. كما أن فكرة إعادة بناء منظمة التحرير تقابل بمقاومة شديدة منذ أن صدرت هذه التوصية بشأنها عام 2005، لأنها قد تعني تغيير مختلف الهياكل، بما قد ينهي سيطرة المجموعة التي اختطفت المنظمة واستثمرتها لحسابها. ولأن المصالح متعارضة تماما بين الطرفين فيما يخص تلك الملفات، فإن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو: إلى أي مدى سيكون كل طرف مستعدا لأن يرتفع فوق حساباته الخاصة وجراحه، بحيث يعيد للصف الفلسطيني وحدته وحيويته، بما يمكنه من مواجهة تحديات المصير المطروحة على الجميع الآن؟ لننتظر نتائج المباحثات التي يفترض أن تبدأ في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، علها تقدم لنا إجابة وافية عن السؤال. [ملحوظة: هذا المقال كتب قبل أن تتراجع إسرائيل عن موقفها يوم الأحد، الذي كان مقررا أن يعلن فيه بدء سريان التهدئة قبل منتصف ليلة الاثنين]. ———————– (*) كاتب ومفكر مصري
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 فيفري 2009)
إلا عبد الباري عطوان يا عادل إمام..
عبد الحفيظ خميري (*) تتواصل حملات الأقلام المحمومة والمقالات المسمومة هجمتها ضد عبد الباري عطوان من طرف الصحافة المأجورة في مصر.. صحافة الصالونات والفنادق وبيع الذمم لمن يدفع أكثر.. الصحافة التي تستهلك الملايين من خزينة الشعب ولكن رغم ذلك جمدت المشهد الإعلامي في مصر وساهمت في تكريس الأحادية وتهميش بقية أطراف المعارضة ولكن ذلك لا يغير في المشهد شيئا فهذه الأقلام المأجورة مسكونة بولائها للسلطة وكرهها لكل ما هو إسلامي.. ومن بين هؤلاء أسامة سرايا رئيس تحرير “الأهرام” ومحمد علي إبراهيم رئيس تحرير “الجمهورية” وعبد الله كمال رئيس تحرير “روزا ليوسف” وممتاز القط رئيس تحرير “أخبار اليوم” وكثير من رؤساء تحرير الصحف والمجلات الأسبوعية.. ولا يهمنا شأن هؤلاء طالما أن مصر تزخر بأقلام حرة ونزيهة وشجاعة من أمثال الأستاذ فهمي هويدي و إبراهيم عيسى وعادل حموده ووائل الإبراشي و عبد الحليم قنديل وأمثالهم كثيرون… ولكن الغريب هو دخول الفنان الكوميدي عادل إمام على الخط مستهدفا هو الآخر عبد الباري عطوان.. فيبدو أن الزعيم تجاوزته الأضواء إلى حرب غزة فأراد أن يدلو بدوله لا بطريقة الفنان الذي طالما أحببناه وأحببنا فنه وإنما بطريقة رعاة البقر.. فقد صرح لموقع “العربية. نت” ـ والطيور على أشكالها تقع ـ متهما المقاومة الفلسطينية متبنيا وجهة النظر الإسرائيلية حيث أنه حمل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مسؤولية الخراب والكوارث الإنسانية والمادية التي لحقت بغزة خلال الحرب. واعتبر فنان الجماهير في تصريحاته المخزية أن المقاومة الفلسطينية في غزة منيت بهزيمة فادحة في الحرب الأخيرة، وأن قادة حركة “حماس” وباقي الفصائل الفلسطينية يجاهدون من مواقعهم وهم في فنادق الخمس نجوم. ولم يتوقف عند حماس وعبد الباري عطوان بل تطاول على وعي الجماهير في هبتها وقوفا مع غزة.. الجماهير العربية التي جعلت منه صاحب الملايين يتطاول عليها عادل إمام في انتصارها للدماء المسفوكة والأشلاء المبعثرة.. إلا عبد الباري عطوان يا عادل إمام : لم يتوقف الزعيم عند حماس بل تطاول لسانه ليهاجم عبد الباري عطوان باللهجة العامية المصرية التي لم توفقه هذه المرة ليستولي على إعجاب الناس فقد قال : “عطوان يكره مصر فيما يمكن أن نسميه بالكره المرضي، لدرجة أنك لو سألته الساعة كام ؟ هيقولك مصر خاينة.. ولو سألته أخبار صحتك إيه ؟ هيقولك أنا كويس لكن مصر عميلة”. ويبدو أن الدور الذي مثله عادل إمام هذه المرة في مسرحية الخزي والنذالة لم يحقق له أرباحا وفؤائد بالملايين والشعب المصري أغلبه جوعان ولم تصعد به في سلم الشهرة بل نزلت به سبعين خريفا في أوحال الوقاحة والخيانة لعروبته وجماهيره.. لقد انقلب السحر على الساحر وعبر موقع العربية نفسه انهالت عليه الردود ضربا بالنعال واتهاما له بالخيانة والجبن هذه المرة.. لقد نسي عادل إمام أن الصحافة التي عبد الباري عطوان رئيس تحرير “القدس العربي” واحد من فوارسها لها دورها في فضح الدور التعيس الذي لعبته الحكومة المصرية.. فعبد الباري يحب مصر ولم يتهجم عليها.. وكل عربي حرّ يعشق مصر أرضا وشعبا ولا ينكر موقعها ولا يستثني دعمها للقضايا العربية.. ولكن هذا لا يمنع أن يستنكر كل عربي ومسلم الدور المخزي التي لعبته الدبلوماسية المصرية في تعاطيها مع قضية غزة.. كلنا نحب مصر رمز العروبة والإسلام ونريد لها دائما أن تحافظ على دورها التاريخي في قيادة الصف العربي.. مصر النضال والمقاومة مصر الفن والعلوم مصر التاريخ والثورة وليست مصر التي تصدر الغاز لإسرائيل وتخنق شعب غزة وتحول بوابة رفح إلى بوابة العذاب.. مسرحية أقل ما يقال فيها أنها مفبركة بغباء وذلة: وزيرة الخارجية الإسرائلية تتوعد حماس من قلب القاهرة ثم بعد يومين تغطي الطائرات الصهيونية سماء غزة وتمطر أهلها موتا وحرقا وقصفا وخرابا طيلة ثلاث أسابيع.. فجأة يقوم الرئيس حسني مبارك ويأمر إسرائيل في خطاب ناري أن تتوقف عن هجومها ومن الغد يوافق رئيس الوزراء إيهود أولمرت على ذلك احتراما لرغبة الرئيس المصري.. فإذا كان صوت مبارك مسموعا إلى هذه الدرجة عند الإسرائيليين فلماذا لم ينهاههم منذ اليوم الأول للهجوم عن ممارسة إجرامهم في حق شعب أعزل جائع ومحاصر؟!!!! إذا كان الرئيس مبارك بهذه القوة ولم يتدخل لحماية سكان غزة فوالله إن كل الدماء التي سفكت بغير حق ستكون خصه يوم القيامة.. عادل إمام كيف لا يغضب عبد الباري لهذه المجزرة والمحرقة لشعب غزة وحكومة مصر تلعب دور العمالة والتواطؤ ثم يغلقون معبر رفح في أيام العدوان ويمنعون الأطباء من دخولها ؟.. إن الذي تهجمت عليه هو عربي غيور على عروبته و مسلم غيور على دينه وفارس من فوارس السلطة الرابعة.. لا سلطان عليه إلا ضوابط العمل و لا متحكم فيه إلا أخلاقيات المهنة و لا رقيب عليه إلا شرف الرسالة و ثقل المسؤولية.. صحافي صريح حين يهمهم الآخرون و كاتب وفي لما يكتب.. عميق في وطنيته و تعلقه بوطنه.. محب لمهنته متنور ومتجدد ومثقف ويكتب ما يمليه عليه ضميره و رسالته التاريخية وليس مثقف سلطة يكتب ما تمليه عليه السلطة أو من يدفع أكثر. إن الإعلام رسالة وصدق ونزاهة ومبدئية في عرف عبد الباري عطوان.. فهو فارس الكلمة وسيدها.. وإنني وأنا أتابعه من خلال قناة الجزيرة أحس أن الكلمة التي ينطقها رصاصة مدوية في عمق المعركة لأنها تخترق جسد الأعداء وتلهب حماس المقاومين وتوقظ الشعوب من غفوتها.. ما وجدنا مثل عبد الباري أكثر قدرة على الصراحة و قول الحقيقة و كشف السلبي و ذكر التجاوزات في كل ما يكتب أو كلما استضافته قناة عربية أو غربية.. برئاسته أصبحت جريدة القدس العربي منبرا حرا يصدع بقول الحق في شجاعة ومسؤولية.. و بأسلوب جريء وهو يتحرك بأخلاق عالية في كل ما يكتب.. لا يتواني في القيام برسالته على الوجه التام.. محترما لها.. يقول كلمة الحق بكل حرية و بدون مجاملة خدمة للشعب و دعما لمصداقية الإعلامي و ثوابت العمل الإعلامي الذي لا يعرف المجاملة و النفاق و التغطية عن التجاوزات و المظالم و الفساد هذا هو دور الإعلام الحر النزيه.. إلا عبد الباري عطوان كاشف جرائم الغزاة : عبد الباري عطوان لا يجامل مثلما يجامل غيره من الصحفيين فهو من أبرز من يضع النقاط على الحروف ويبين مواطن الخلل والضعف في الجهاز العربي الرسمي ولأنه كذلك فقد أحبه الجميع دون استثناء وكرهته الحكومات والأنظمة وكرهه الصحافيون النفعيون المصطادون أسماكهم في مياه الحكام العفنة.. إنه وجه من وجوه إعلامنا الحر الأصيل.. لا يستمع إلا لضميره الحي النابض ولا يبيت ليله يحسب كم سيتقاضى على المقال من هذا الحاكم أو ذاك الأمير بعد أن أطرى وجامل ومدح.. إن تاريخ الرجل ومواقفه وكتاباته ومقابلاته كفيلة بأن تدافع عنه. وتقف تجاه ما يتعرض له من المؤسسة الإعلامية المصرية الرسمية.. إنه الوحيد من قلب الغرب من يتكلم بكل شجاعة عن القاعدة دون أن يخشى اللوبيات الصهيونية أو الحملة الأمريكية ضد الإرهاب.. عندما يتحدث عن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري يتحدث بكل أدب بل ويسمهما بالشيخين.. وكم تساءلت بيني وبين نفسي وأنا الذي يعيش في الغرب: ـ من أين تأتي قوة عبد الباري عطوان وفي مجتمعاتنا الغربية عصابات صهيونية تترصد أصحاب الضمائر الحية الذين لا يتورعون في كشف إرهاب الدولة الصهيونية ؟ فكان الجواب أن قوة عبد الباري عطوان تأتي من شفافيته وقوة إيمانه بقضية شعبه مثله مثل الرسام ناجي العلي والشاعر مُعين بسيسو الذين قتلهم الموساد.. وكم أخاف على عبد الباري من رصاصة غادرة تصيبه في ظهره وهو يصدع بالحق ويعري الصهيونية ويرفع عنها ورقة التوت.. عبد الباري كان حاضرا بكتاباته وتعليقاته في القنوات التلفزية في فلسطين وأفغانستان وكان حاضرا في العراق والشيشان وكان حاضرا في الصومال وكل الحروب التي دارت في أرض العروبة والإسلام كان صوتا متميزا وفريدا يندد بجرائم المحتلين ويكشف كذبهم ونفاقهم وتبجحهم بحقوق الإنسان.. هو صاحب القلم الذي لا يتعب وهو يناصر قضايا الأمة وينتصر للمساجين في السجون العربية وللمنفيين والمستضعفين.. يا زعيم يا أستاذ عادل إمام انظر فيما يكتب عبد الباري عطوان.. اقرأ وافهم وتعلم حتى عندما تتطاول على رمز من رموز الإعلام العربي والغربي أيضا تعرف كيف تتكلم وتعرف ما تقول.. هو رجل ظل يرصد على صفحات القدس العربي جراحات الأمة وعذاباتها من أفغانستان إلى العراق إلى الصومال إلى فلسطين إلى التنديد بظلم أغلبية الحكام العرب وخياناتهم.. انه الرجل الذي يقف مع الحق ومع العدالة ومع الحرية دون خوف أو حسابات ضيقة شخصية كما هو الشأن بالنسبة لك.. إلا عبد الباري حبيب الجماهير: قل ما شئت فشعوبنا العربية هي وحدها من تحكم ولقد حكمت عليك أما عبد الباري فهو رمز وصاحب قلم وصوت لا يمكن أن ينال منه تهريجك ولا موجة الهجوم التي أطلقتها الصحافة الرسمية المصرية.. هو رجل الإعلام النزيه.. الذي لا يجامل ولا يهادن ولا ينظر إلى مصالحه الخاصة وماذا سيربح وماذا سيخسر من هذه القضية أو تلك.. ولأنه رجل الحق والصوت المميز فقد أحبه كل الناس بشتى توجهاتهم.. القومي يحب عبد الباري عطوان.. واليساري يحب عبد الباري عطوان.. والإسلامي يحب عبد الباري عطوان.. والمواطن البسيط يحب عبد الباري عطوان.. وكل الناس الطيبين والكادحين أيضا يحبون عبد الباري عطوان.. والشعب المصري يحب عبد الباري عطوان.. وأحرار مصر يحبون عبد الباري عطوان.. إلا المستبدين والجبناء والعملاء والمطبعين وأصحاب المصالح وأعداء الوطنية والمبادئ وأعداء الأمة من أمريكا وإسرائيل هم فقط يكرهون رئيس القدس العربي وينقمون عليه لأنه شريف لا ينقع في نجاسة الحكام مثلما ينقع العشرات من الصحافيين.. إن حب الجماهير لعطوان ليس لأنه يوزع عليهم الأموال أو يغرقهم في متاهات المسلسلات المكسيكية والتركية ومسابقات “ستار أكادمي” مثلما يفعل بعض أصحاب الصحف وبعض الفضائيات ورجال الأعمال والأمراء ورجال السياسة من الحكام والوزراء في مجتمعاتنا العربية حين يوزعون المال من أجل شراء الضمائر والذمم.. بل لأن كلام عبد الباري يخرج من القلب فتستقبله القلوب الأخرى.. إنه متى تكلم تكلم بصدق ونطق بحق.. لأنه يتكلم على ألسنة الشعوب ويكشف عن جراحات قلوبهم ويبسط مشاكلهم ويعري استبداد حكامهم ويتصدى لعدوهم.. ولا يتورع في قول الحق مهما كان الثمن.. هو ليس مثلك يغرس رأسه في رمال الوقاحة وقلة الضمير فبدل أن تكون سفيرا للشعوب أصبحت تابعا للأنظمة المتواطئة مع العدو.. هو لم يتورع عن قول الحق مثلما تورعت أنت عنه يا عادل إمام يا زعيم يا متشدقا بقيم العروبة والوحدة والنضال ولما جد الجد نطقت كفرا وتقيأت سما زعافا.. لقد أحببناك في مسرحية “الزعيم “وفي أعمال أخرى لأنك كنت تتكلم بلسان المواطن البسيط وتزرع البسمة على الشفاه المكلومة وتنقد وتمثل أدوار البطولة والثورية ولكنه كلام في كلام لأنه لما احتاجتك الأمة لم تجدك ويا ليتك كنت اختفيت عن الأنظار بل وجدناك في صف العدو تتبنى وجهة نظره في تبرير عدوانه على غزة فلا نامت عين الجبناء.. اليوم تتراجع وتتراجع وتسقط في خيار السلطة التي بت أسيرا تخاف منها حتى لا تفتح لك الملفات وتدفع الضرائب.. بينما ذات يوم ثرت على هذا الظلم في فيلم ” إحنا متوع الأتوبيس”.. لقد كنا نبكي ونحن نسمع أغنية الفيلم وأنت تفضح ما يجري في السجون للأبرياء: عملتوا إيه في الدنيا يادي آه يا أولادي.. يا عمري بتغطي بحظني آه يا أولادي آه يا أولادي عملتوا إيه في الدنيا يادي آه يا أولادي.. أين البطل جابر الفلاح الغلبان الذي يثور على الظلم وعلى السجون ويصدع بالحق وهو يصرخ في “إحنا مُتوع الأتوبيس”: ربنا على الظالم.. ربنا على الظالم.. أما أن الحال تغير وقد تراكمت ثروتك وملايينك فأنستك أدوارك وشعاراتك وصرت تبخس من حق المقاومة في التصدي للعدوان الصهيوني وتدعوا للاستسلام والدنية.. ألم تقرأ التاريخ أن الملايين عسكريين ومدنيين استشهدوا دفاعا عن أوطانهم من أجل أن يعيشوا في حرية وعزة ؟.. وهل رأيت محتلا في التاريخ يهدي الاستقلال لمن استعمره على طبق من ورد ؟.. المقاومة لم يبخس صمودها إلا الجبناء ولم يطعنها في الظهر إلا العملاء ولم يهمش بطولاتها إلا المطبعين ويكفيها شرفا ومجدا أن إسرائيل خرجت كما دخلت صاغرة دون أن تحقق هدفا من أهدافها ويكفيك أن تقرأ صحافة العدو لتعرف الحقائق والتي سيتجلى غبارها تماما بعد أن تهدأ أجواء الانتخابات ويختار الصهاينة حكومتهم .. إن المصيبة الكبرى هي تدخلاتك أنت وغيرك ممن طعن في المقاومة.. وأما إسرائيل التي ادعيت أنت أنها انتصرت فقد عادت تجر أذيال الخيبة بكل فيالقها وعساكرها وطائراتها ودبابتها ومدافعها وأسلحتها المحرمة دون أن تسيطر على شبر في قلب غزة.. أو تحرر جنديها الأسير فما كان منها إلا أن تصرفت مثل التنين الأعمى فانتقمت من أهل غزة وأطفال غزة عبر رجم سكانها بالصواريخ لأنها تدرك أن هؤلاء الأطفال هم من سيحاربونها ذات يوم.. فما ضاع حق وراءه طالب يا أستاذ عادل إمام يا زعيم.. إن الزعامة التي لك في قلوب الجماهير تفرض عليك كلمة حق عند سلطان جائر وموقفا شجاعا ضد كل عميل للصهيونية.. وأما خوفكم من الدور المتنامي لإيران فهو تعلة تبررون بها خوفكم وجبنكم.. فلو وقفت السلطة المصرية مع الجماهير العربية والإسلامية ما كانت إيران لتجد موقع قدم لها بيننا.. إن أمتنا اليوم تحتاج لمواقف ثابتة وشجاعة نادرة سواء من أبناء الأمة مثل رجب طيب أردوغان أو أمير قطر أو من قبل أصدقائها مثل هوغو شافيز ورئيس بوليفيا.. إلا عبد الباري عطوان صاحب القلم المجاهد : أدعوك يا عادل إمام لقراءة بعضا من مقالات عبد الباري عطوان طيلة العدوان وسوف أدلك عليها لكي لا أتعبك فمشاغلك كثيرة.. لتعلم أنت أيكما الرجل بمواقفه وكتاباته وأيكما المتخاذل والمتخندق مع عمالة حكومته لعدو الأمة وغاصب مقدساتها ؟.. وهذه جملة من عناوين المقالات تفتح بها بصيرتك هذا إن بقيت لك بصيرة: إسرائيل الخاسر الأكبر ـ زلزال غزة يضرب الإعلام ـ بداية مقلقة للرئيس أوباما ـ أوباما والتحديات العربية والإسلامية ـ الرابحون والخاسرون في حرب غزة ـ ‘لعنة غزة’ ستطارد الكثيرين ـ انقلاب عربي يصعب تصديقه ـ انقسام العرب رحمة ـ رجال غزة لا يريدون فتاتكم ـ تغوّل ‘التواطؤ’ العربي ـ قمة ‘الفرز’ العربي ـ إعلام عربي منحاز للعدوان ـ عفوا: المقاومة لا تدمر الفلسطينيين ـ الوزراء العرب و’غزوة نيويورك’ ـ ثقافة الاستسلام المخجلة ـ مبادرة ‘مسمومة’ يجب رفضها ـ عجز عربي مصطنع ـ سقطة ‘الوسيط’ ساركوزي! ـ هجوم بري.. ماذا تبقى لدى باراك؟ ـ يا أهل غزة.. شكرا ـ غطاء عربي لمجزرة غزة ـ إسرائيل تعترف بفشلها .. هذا غيض من فيض مما جادت به قريحة عبد الباري عطوان لأنه مجروح ومضام ومقهور من تخاذل الدور العربي وعلى رأسه الحكومة المصرية التي حاولت أن تمنع قمة الدوحة.. ثم استنصرت رؤساء الدول الغربية بدل العربية والإسلامية ليساعدوها في مراقبة الأنفاق وخنق غزة.. وفعلت المستحيل من أجل إفشال قمة الدوحة كما صرّح بذلك أبو الغيط. إن كنت فنانا وكان قلبك مفعما بمأساة غزة كنت فعلت ما يجب فعله.. كنت فعلت ما فعل الفنان الأمريكي MICHAEL HEART الذي غنى لغزة الجريحة وما هو بالعربي ولا بالمسلم وإنما هو فنان حرّ أدمى قلبه القتل الأعمى وأجسام الأطفال ممزقة الأشلاء.. أو مثل سامي يوسف وغيرهم كثير.. لو كنت حقا فنان يتدفق قلبه بقيم الفن والحب والشجاعة والإخوة كنت أخذت نفسك وجملة من فناني مصر وعبر معبر رفح دخلت غزة لتلتحم بشعبها تشد من صمودهم وتزور جرحاهم.. أبناء غزة الذين أحبوا فنك وفتحوا لك قلوبهم تخذلهم في هذه الأيام الحالكة العصيبة وتنكر صمودهم وصمود مقاومتهم.. عادل إمام ما يمنعك من زيارة غزة ؟ لو كنت عبرت إلى غزة لكنت فعلا فنان الجماهير ولصفقت لك كل شعوب الوطن العربي ولكنت حقا زعيما وليس زعيما من ورق ومهرجا على ركح المسارح تقول ما لا يفعل.. إنك أنت من تتحرك في الفنادق الراقية وليسوا قادة حماس.. إنك أنت من لم تعد تنتمي لتيار الشعوب وقضايا الشعوب وهموم الشعوب فشعب مصر جائع وثروتك أنت تقدر بالملايين.. بتصريحاتك قد لفظك سيل الجماهير الجارف وجرفك مع كل من يقف ضد مشاعر شعبه وعواطفه.. إننا ندعوك لزيارة فلسطين وغزة تحديدا حيث يوجد شعب «صنع من الحجارة سلاحا ومن الصمود قاعدة ينمو عليها التاريخ من جديد ومن الإسلام دينا يساعد على الحفاظ على الجنس البشري». كما يقول المؤرخ التونسي عدنان المنصر. إنك بقصد أو بغير قصد وضعت نفسك مع الذين ساندوا إسرائيل من أمثال “توم كروز” و”نيكول كيدمان” و”بروس ويليس” و”سلفستر ستالوني”، و”ستيفن سبيلبرج” و “آدم سانلر” الصهيوني في أفكاره الداعمة للكيان الصهيوني و”باتريك بريال” و “ميشال بو جناح” و”أنريكو ماسياس”.. أنت أصبحت من حيث تشعر أو لا تشعر واحدا من هؤلاء.. إن كنت فنانا لكنت من أول الزائرين لغزة والوقوف على مجازر إسرائيل ومساندة غزة وشعبها.. أنت من تتكلم من برجك العاجي وأنت محروس بحرسك وليس قادة حماس ورجالاتها ولا عبد الباري عطوان ولا الشعوب العربية.. ببساطة مثلك لا يمت إلى الفن الحقيقي بأي صلة لأن الفنان الحقيقي هو من يترجم معاناة أمته ويعكس طموحها وأحلامها في الاستقلال والتحرر ليس الذي يكون داعما للقتل وجرائم الإبادة الهمجية بحق شعبنا في غزة. سخرت من هبة الشعوب وتهكمت على مسيراتها.. الشعوب التي كانت هبتها بداية الغيث وبداية المشوار الذي تخلفت عنه أنت وأمثالك من السماسرة وأنتم تطعنون هذه الشعوب في ظهرها وفي غضبتها وتشوهون جمال صمود المقاومة.. فلا نامت عين الجبناء.. ولا عجب من ردة فعل الجماهير العربية التي هاجمتك تجاه تخاذلك وتخندقك مع أعدائها.. فها هي اليوم تدوس عليك بنعل الزيدي الذي لا يرحم الجبناء.. إن كنت فنانا زر غزة وندد بحكومتك وما تفعله في معبر رفح… ندد بكل من يتعامل مع الصهيونية.. ندد بالشركات المصرية التي زودت الجيش الإسرائيلي بالغذاء خلال عدوانه على غزة وعلى رأسها. الشركة المصرية التي تسمى “الاتحاد الدولي للمنتجات الغذائية”.. ندد بهذه الفضائح ذات العيار الثقيل.. ندد بالتخاذل والتواطؤ العربي والمصري تحديدا تجاه غزة.. ندد بكل هؤلاء ودعك من إلقاء اللائمة على حماس وعلى عبد الباري عطوان وعلى الشعوب العربية.. ـــــــــــــــ ملاحظة: ما دعاني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو أنني كنت من المحبين لعادل إمام هذا أولا.. ثم إنني أكن كل الاحترام والتقدير لعبد الباري عطوان وأعتبره من خيرة الصحفيين.. ولهذا كان لزاما علي أن أقول فيه كلمة حق.. رغم أن رجلا في وزنه وحجمه وجرأته ومصداقيته لا يحتاج لمن يدافع عنه لأنه المثقف الوفي لقضايا أمته وصاحب القلم الذي لا يخشى في قول الحقيقة لومة لائم.
مدير مجلة “أجيال” بباريس www.khemiri.com
ناشط ليبي لـ”قدس برس”: السلطات تستعد لإطلاق سراح عشرات الإسلاميين خلال أيام
لندن ـ خدمة قدس برس كشف قيادي سابق في الجماعة المقاتلة في ليبيا أن السلطات الأمنية في ليبيا أطلقت سراح العشرات من الإسلاميين في الأيام القليلة الماضية وأنها استكملت اجراءات إطلاق سراح عشرات آخرين خلال هذه الأيام. وأكد القيادي السابق في الجماعة المقاتلة الليبية نعمان بن عثمان في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن مجموعة من الإسلاميين تعد بالعشرات استكملت عمليا إجراءات إطلاق سراحها وأنها في انتظار موعد الخروج، وقال: “لقد أفرجت السلطات الليبية خلال الأيام القليلة الماضية عن عشرات من عناصر الجماعة المقاتلة يتراوح عددهم ما بين الثلاثين والأربعين شخصا، وهناك عشرات آخرون استكملوا اجراءات إطلاق سراحهم سواء تعلق الأمر بالاستمارات التي تم تقديمها لهم أو من خلال استجوابهم من قبل عناصر الأمن، وهم الآن على أهبة الخروج بعد أن تم إبلاغهم بقرار الإفراج عنهم”. وأشار بن عثمان إلى أن قرار الإفراج عن عناصر الجماعة الإسلامية يأتي ثمرة لجهود الوساطة والمراجعة التي قام بها معتقلو الجماعة في السجن والتي استمرت مدة طويلة، وأكد أنها خطوة تندرج في سياق ما أسماه بـ “التحول إلى ليبيا الغد”، وقال: “هذه الخطوة المتمثلة في الإفراج عن الاسلاميين تؤكد أن الأمور تسير من حسن إلى أحسن، صحيح أنها بطيئة وهادئة لكنها مستمرة والدولة لا تريد المزايدة السياسية في هذا الموضوع من خلال دخول أطراف أخرى لها أجندة غير متجانسة مع أجندة ليبيا الغد”. وذكر ابن عثمان أن مسألة الانفراج في العلاقة بين السلطات الرسمية والمعتقلين الإسلاميين تأتي في ظل مناخ سياسي جديد يدور السجال بين تيارات فكرية جديدة، وقال: “جوهر الصراع الآن في الساحة السياسية الليبية قوامه فكري بالدرجة الأولى، بين تيار يعتمد أيديولوجيا وطنية أساسه من النخبة الثورية السابقة، وتيار ليبرالي تكون حديثا، ونقاط الاختلاف بين التيارين تظهر في عدة محاور مثل حقوق الإنسان والاصلاحات الاقتصادية كالخصخصة، والمشاركة السياسية، والنقابات والقيم السياسية هل تستمد من المنظومة الغربية أم من المنظومة الليبية، وتعمل النخب الثورية على عدم السماح للنخب الثورية أن تستأسد وتختطف مشروع التحول منها”، على حد تعبيره. وعن موقع التيار الإسلامي ضمن هذا التنافس، قال ابن عثمان “التيار الإسلامي موجود وهو الأقوى شعبيا لكنه غير مؤطر سياسيا ويغلب عليه الطابع السلفي. والنخبة الوحيدة التي تعمل بهدوء هي المنتمية لمدرسة الإخوان المسلمين، وهؤلاء يحاولون العمل في سياق تطوري وغير ثوري ويتحركون بهدوء والعمل ضمن المتاح من دون أي صدام مع السلطة، لكنه من الناحية الواقعية خارج إطار التنافس القائم على الساحة السياسية والذي قلت بأنه بين تيارين ليبرالي حديث وثوري وطني”، كما قال.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 17 فيفري 2009)