عماد الدائمي: السلطات التونسية تستعد لإعتقال الدكتور المرزوقي
المجلس الوطني للحريات بتونس: ضحية اخرى للحرب على الارهابالطلبة المستقلون بكلية العلوم القانونية و السياسية الاجتماعية بتونس: معركة الخمار تتواصل
الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس:نداء للإعتصام أمام السفارات التونسية للإحتجاج على حملة السلطة ضد الحجابالأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس : بيـــــــان
ممثلة ولاية قبلي في برنامج دليلك ملك تقول:” إنحب انهجّ من لبلاد”
نهضة نت: سفارة تونس بالدوحة تغلق أبوابها؟؟؟
مجلة السبيل (الأردن):تونس: الحرب على الحجاب تتوسع والصحف الرسمية تنضم للتهجم على من يرتدينه موقع “الإسلام اليوم” (سعودي):وزير تونسي:الحجاب رمز من رموز الفتنة ! مجلة “أقلام الثقافية” (فلسطين):الحكومة التونسية تشن حربا شرسة ضد “الحجاب” الاسلامي
موقع الجزيرة.نت:الحملة على الحجاب في تونس
موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: سوسة- مسامرة حول علاقة الإسلام بالسياسة السيد ة جمعة الكثيري:الموضوع: طلب رفع مظلمة عن مواطنة بالخارج علي شرطاني: أوجه تباين مختلف ألوان الطيف السياسي في تونس من مطلب العفو التشريعي العام (الحلقة الأولى)
عماد حبيب: الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان
الحبيب أبو وليد المكني: يبدو أن القوم في تونس يستعجلون أمرهُـم .. د رجاء بن سلامة: حرّيّة عدم العبادة ليست اعتداء على العبادة ناجي الجمل:الليبراليون العرب وفتاوي المتطرفين
حافظ بن عثمان:أرحل يا نظام بن علي
محمد الطاهر القنطاسي: الزهــراء محمد العروسي الهاني: المملكة المغربية أنموذجا متطورا للحوار و حرية الرأي و التعددية الفكرية و السياسية “الشروق اليومي” (الجزائر):أمريكا تجند “متحاملات على الإسلام” لحل مشاكل المسلمات !
صحيفة الحياة: تحديث 30 «ميراج» وسفن حربية… وطرابلس مهتمة بطائرات «رافال» ومروحيات «تيغر» …
موقع سويس إنفو بتاريخ:إسرائيل تساند دوريات حلف الأطلسي لمكافحة الإرهاب صحيفة الحياة:انكفاء شمال افريقيا عن هموم الشرق الأوسط صحيفة القدس العربي:المرأة المسلمة في المخيلة الغربية
عبد الباري عطوان: محنة المسلمين في بريطانيا
الصباح:غسالة النوادر: لماذا تغرق المدن بسرعة مذهلة؟ الصباح :بعد الأحياء الشعبية: برك من المياه والوحل تغمر الأحياء الرّاقية من العاصمة صحيفة الشروق التونسية :ولاية قابــس:مقاضاة رئيس جمعية رياضية اعتدى على محـــام
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
خبر هام:
لقد تعرض موقع الحزب الديمقراطي التقدمي إلى عملية إتلاف كاملة لمحتويات “بنك المعلومات”. حدث ذالك خلال الساعات القليلة الماضية. و تم اللجوء إلى نسخة سابقة. وسيتم إعادة نشر كل المقالات المفقودة في أقرب الأجال إن شاء الله. لا نعرف إلى حدّ هذا الوقت الأسباب الحقيقية لهذا الإتلاف. نرجوا المعذرة لكافة زوّار الموقع و خاصة أصحاب المقالات المنشورة و التي تمّ أتلافها وقتيا. يحدث هذا في وقت نحاول فيه المساهمة في تغطية الحياة السياسية، الإجيماعية، الجمعياتية، الثقافية و غيرها من المجالات في تونس. المسئول عن الموقع.
فريق تونس نيوز يندد بشدة بهذا العمل الجبان والتصرف الحقير ويعبر للمشرفين على موقع الحزب الديمقراطي التقدمي عن مطلق التضامن والدعم في هذ الظرف ونؤكد لكل أعداء الحرية وأنصار الحلول الإستئصالية والإقصائية أن هذه الأساليب الدنيئة لن تزيدنا إلا إصرارا على إيصال المعلومة إلى كل التونسيين وحرصا على ممارسة حقوقنا كاملة في الإعلام والتعبير والتفكير والتنظم.
عاجل السلطات التونسية تستعد لإعتقال الدكتور المرزوقي
ضحية اخرى للحرب على الارهاب
وقد تم اعتقال السيد التونكتي دون أي مبرّر قانوني لسقوط الحكم بمرور الزمن فكان على المحكمة العسكرية التي قبلت شكلا اعتراضه على الحكم أن تعلن هذا الحكم منحلّا لتعلّقه بوقائع يعود تاريخها إلى أكثر من عشر سنوات والإذن بالإفراج عنه.
وتؤكّد أسرة السيد محمود التونكتي (43 سنة) أنّه كان موجودا بالخارج منذ 1991 حيث استقرّ ببلغاريا سنة 1999 وتمتّع بالحق في الإقامة بها إلى غاية 2008. كما يلاحظ أن السلط البلغارية التي اعتقلت السيد التونكتي يوم 28 أوت 2006 بمدينة صوفيا بناء على مكتوب من الحكومة التونسية قامت في حقه بخروق خطيرة لحق اللجوء ولم تطلعه عن أي قرار في الترحيل ولا حتى من الاستعانة بمحام أو التوجّه إلى جهة قضائية مختصّة كما أجبرته على ترك ممتلكاته هناك، إضافة إلى ما تعرّض له من تعنيف وحشي من قبل أعوان الأمن البلغاري الذين اعتمدوا اختطافه على الطريق العام.
والمجلس، إذ يعتبر أن حالة السيد التونكتي تؤكد مرّة أخرى تدنّي الحقوق والضمانات الشخصية من جراء ما يسمى بالحرب على الإرهاب وذلك نتيجة التعاون القائم بين عديد الأجهزة الأمنية عبر العالم للنّيل من هذه الضمانات ومعارضة آليات حماية الحقوق الفردية، فهو:
· يطالب الحكومة التونسية بإخلاء سبيل السيد محمود التونكتي فورا ودون قيد أو شرط. · ويطالب الحكومة البلغارية بتمكين السيد التونكتي من استرجاع كافة حقوقه وجبر جميع الأضرار المادية والمعنوية التي ألحقت به ومقاضاة كل المسؤولين على الانتهاكات التي تعرّض لها.
عن المحلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين
أصداء الجامعة التونسية
بسم الله الرحمن الرحيم الطلبة المستقلين معركة الخمار تتواصل
نداء للإعتصام أمام السفارات التونسية للإحتجاج على حملة السلطة ضد الحجاب
كما تدعو الحملة أبناء الجالية التونسية في المهجر، الى تنظيم اعتصامات احتجاجية أمام السفارات التونسية، والتحرك الإعلامي في قضية الحجاب، من أجل فضح ممارسات السلطة، ورفع المظلمة على بنات تونس. الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس المنسق علي بن عرفة لندن في 17 أكتوبر 2006
الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس
رسالة شكر
تونس في 17/10/2006
نحن الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس نتوجه بالشكر الخالص للسادة المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن زميلينا الحفناوي بن عثمان و الحسين بن عمر المعتقلين بالسجن المدني بالمرناقية بعد التحرك الرمزي الذي قاما بها في قلب العاصمة حيث أوثقا ربط نفسيهما إلى عمود كهربائي مرتدين أقمصة تحمل شعارات تفضح الرشوة و المحسوبية.
يشرفنا نحن الاساتذة المسقطين عمدا أن ننشر القائمة الأولية للسان الدفاع عن زميلينا، كما سننشر القائمة النهائية بعد حصولنا عليها.
الأستاذ بشير الصيد
الأستاذ العياشي الهمامي
الأستاذ منذر الشارني
الأستاذ حسان التوكابري
الأستاذ خالد الكريشي
الأستاذ نذير بن يدر
الأستاذ عبد الناصر العويني
الأستاذ خالد عواينية
الأستاذ لطفي عز الدين
الأستاذ محمد العمايرية الجلالي
الأستاذ فتحي ميزوني الصالحي
الأستاذة سماح الخماسي
الأستاذ عطيل الحمدي
الأستاذ عادل مسعودي
الأستاذ بوبكر بالثابت
الأستاذ محسن البكوش
الأستاذ محمد الهادي الأحمدي
الأستاذرياض الشيحاوي
الأستاذ كريم العرفاوي
الأستاذة سعيدة قراج
الأستاذ عادل مباركي
الأستاذة نزيهة جمعة
الأستاذ هشام القرفي
الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس
بيـــــــــــــــــــــــــــان
تونس في 17/10/2006
نحن الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس 2006 و بعد إطلاعنا عن ظروف اعتقال زميلينا من طرف السادة المحامين الذين زاروهما اليوم، ننبه إلى خطورة احتجازهما مع مساجين الحق العام، وهو ما يخالف جذريا الواقع و سبب الاعتقال، حيث أن الحركة الاحتجاجية النبيلة التي قاما بها تعبر في عمقها عن مدى النضج في طريقة الاحتجاج و لا تتعلق إطلاقا بالهرج في الطريق العام بقدر ما أن سببها محاولة منهما إثارة الرأي العام و لفت نظر المسؤولين عن الانتداب في وزارة التربية الذين أغلقوا في وجوهنا كل الأبواب و رفضوا أي حوار معنا على الرغم من الوعود الكثيرة بالتفاعل الايجابي مع ملفنا.
إن إحالة قضيتنا من وزارة التربية إلى وزارة الداخلية لا مبرر له غير مزيد تعكير الأجواء و مزيد من النضال في كل مكان و زمان نراه مناسبا وهو ما عبر عنه زميلينا في التحقيق الذي أجري معهما، و
سننشره كاملا ، وإننا في كل ما قمنا به من احتجاج و ما سنقوم به لا يستهدف غير إصرارنا في المطالبة بحقنا في النجاح و العمل لأننا تعرضنا لمظلمة و لم تعد خافية على أحد.
لكل هذا :
1- ندعو وزارة الداخلية إطلاق سراح زميلينا الحسين بن عمر و حفناوي بن عثمان دون شروط، و الكف عن ملاحقتنا.
2- ندعو وزارة التربية مجددا الإقرار بنجاحنا و انتدابنا رسميا دون تسويف و ان القمع أو السجن لن يثنين على التحرك الميداني و فضح المرتزق و المرتشين في وزارة التربية و التكوين.
3- نتوجه بالشكر الخالص لكل من ساندنا و تفاعل مع قضيتنا.
الإمضاءات:
– البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999
– محمد المومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة وباحث في ماجستير فلسفة .
-جيلاني الوسيعي( 36 سنة) استاذية عربية 1999
– الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001 وشهادة الدراسات العليا
المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003
– علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001
لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002
– محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005
– حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005
excluscapes2006@yahoo.fr للمساندة:
ممثلة ولاية قبلي في برنامج دليلك ملك تقول:
” إنحب انهجّ من لبلاد”
بكل تلقائية عبرت الشابة ( 24 سنة) ممثلة ولاية قبلي في برنامج دليلك ملك عن طموح وأحلام شباب تونس في عهد التغيير
فقد فاجأت ممثلة ولاية قبلي، المشرفين عن برنامج دليلك ملك، المشاهدين، عندما أجابت بكل تلقائية، عن سؤال مقدم البرنامج عما ستفعل بالمبلغ الذي ستربحه في المسابقة، فقالت ”
انحب انهجّ الى أروبا“.
ولا يخفى على التونسيين والعالمين باللهجة التونسية، مدلولات كلمة ”
انهجّ” التي تعبر عن شدة الضيق من الواقع، والرغبة في التخلص منه بكل السبل، وتفضيل الارتماء في المجهول عن معايشة الواقع المرير، لأنه ليس هناك أسوء مما هو كائن.
والمشهد لم يتوقف عند هذا الحد، وانما تدخل ما يسمى في البرنامج بالبنكاجي، ليقوم بدوره في محاسبة الفتاة وإنقاذ الموقف، وقال لممثلة ولاية قبلي ” كم تحتاجين للسفر حتى نرتاحوا منك”.
وهكذا لخصت حلقة اليوم 17 أكتوبر، المشهد الكامل في البلاد، هناك مواطنون يبحثون بكل السبل – المشروعة وغير المشروعة- عن كيفية ” الهجان” من البلاد، وسلطة لا تدخر جهدا في إهانة مواطنيها وزهدها فيهم، ودفعهم لترك البلاد.
من مواطن يتألم لما يكابده شباب وطنه وخاصة المحجبات
سفارة تونس بالدوحة تغلق أبوابها؟؟؟
تونس: الحرب على الحجاب تتوسع والصحف الرسمية تنضم للتهجم على من يرتدينه
السبيل – قدس برس تمسك الناطق باسم الرئاسة التونسية، عبد العزيز بن ضياء باعتبار الحجاب زيا طائفيا، وقال المسؤول الحكومي التونسي إن الحكومة تعارض هذا اللباس بقوة، فيما تتسامح مع ما وصفه باللباس التقليدي التونسي. وفي رد غير مباشر على الاتهامات التي وجهتها أوساط دينية سياسية في المشرق العربي من بينها مفتي القدس وشخصيات من الأزهر للنظام التونسي، قال ابن ضياء إن تونس متجذرة في محيطها العربي الإسلامي وإن واحداً من كبار رموز العالم الإسلامي، العلامة التونسي محمد الخضر حسين تولى مشيخة جامع الأزهر بمصر مطلع القرن الماضي، مضيفا أن بلاده لا تقبل “دروسا من أحد”. وساند الوزير مدير الديوان الرئاسي، عياض الودرني الحملة التي تشنها السلطات التونسية على الحجاب. وقال في هذا الصدد: “نؤكد على معارضتنا للحجاب ونتمسّك بالمكاسب التي تحققت للمرأة التونسية منذ أن صدر قانون الأحوال الشخصية التحرري عام 1956”. من جهة أخرى تناغمت لهجة الصحف التونسية الحكومية، مع موقف السلطة من الحجاب، مهاجمة ظاهرة انتشار الحجاب، وواصفة إياه بالزي الطائفي. واختارت صحيفة “الصباح”التونسية أن تخصص صفحة كاملة لنقل آراء المواطنين والجامعيين الرافضين للحجاب. وقالت الصحيفة إنه “من بين المظاهر التي برزت في السنتين الأخيرتين موجة التحجب التي أقدمت عليها نسبة هامة من النساء والفتيات وتلك الجلابيب الطائفية الغريبة التي بات يرتديها عدد هام من الشباب”، على حد تعبيرها. من جهتها قالت صحيفة “الشروق”: “إن سوء الفهم والتقدير أحيانا أو الغلوّ في التفسير أحيانا أخرى، قد يفضيان إلى بروز مظاهر غريبة عن المجتمع يحاول البعض اللجوء إليها أو التمسك بها كعنوان للهوية أو كمطية لخدمة انتماء سياسي بطريقة مُقنّعة تسعى إلى ركوب الدين أو توظيفه… وفي الحالتين فإن هذه المظاهر تبقى مرفوضة… وفي طليعتها ظاهرة الزي الطائفي”. ونقلت “الصباح” عن الجامعي عبد الرزاق الحمامي، قوله إن الآيات الخاصة بالحجاب تتعلق بنساء النبي، ولو كان الأمر عاما وشاملا لكل المسلمات لأكدت الآيات ذلك، حسب تعبيره. أما منجية السوايحي المحاضرة بكلية الشريعة، فقالت: “إن اللباس لم يكن في يوم من الأيام دليلا على العفة أو دليلا على التشبث بالعقيدة، مع التذكير بأن الشرائع السماوية كلها دعت إلى الستر كقيمة تحفظ كيان الإنسان رجلا وامرأة”، مضيفة أننا “لا نجد في القرآن والسنة نصا يفرض على كل النساء المسلمات في العالم العربي والإسلامي زيا موحدا يلتزمن به”. كما أكدت ألفة يوسف، الجامعية في قسم الحضارة الإسلامية، أنه لا يوجد في القرآن ما يدعو إلى ارتداء هذا الزي، في إشارة إلى الحجاب، فكل ما فيه أمر خاص بنساء الرسول. أما ما نراه اليوم من زي لا يهتم بالحشمة بقدر ما يهتم بتصميم معين ونمط في اللباس فنشره بعض الدعاة المتزمتين المنتمين إلى اتجاهات سياسية تتخذ الإيمان مجالا لمزايدات مصلحية في حين أن جوهر الإسلام نفسه علاقة روحية عميقة بين الإنسان وربه، على حد تعبيرها. وفي نفس السياق امتلأت مخافر الشرطة بالمحجبات حيث يطلب منهن تعرية الرأس والتوقيع على تعهد بعدم ارتداء الخمار من جديد. وشهدت العديد من المؤسسات التعليمية تحركات احتجاجية للطلبة بعد منع الطالبات المحجبات من مزاولة دروسهن. كما ألقت قوات الأمن القبض على الناشط الطلابي عبد الحميد الصغير وأحالته للمحكمة من أجل تهمة الاعتداء على الغير، وذلك بعد دعوته لاجتماع طلابي عام في كلية العلوم بالعاصمة للاحتجاج على منع زميلاته المحجبات من دخول الكليّة. هذا وتشن الحكومة التونسية عبر التليفزيون الحكومي حملة لا هوادة فيها على الحجاب والمحجبات، مخصصة غالبية النشرات الإخبارية لتحذير النساء من ارتدائه، واصفة من ترتدينه من النساء بالانزلاق والانحراف عن جادة الصواب. (المصدر: مجلة السبيل (الأردن) بتاريخ 17 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة قدس برس إنترناشيونال) الرابط: http://www.assabeel.info/article.asp?version=6065&newsid=14213§ion=0&IA=P3
تشهد تونس حملة شرسة ضد الحجاب الإسلامي يقودها الرئيس التونسي وحكومته وأجهزته الأمنية وكان أخرها تأكيد وزير ما يسمى “الشؤون الدينية” التونسي أبو بكر الأخزوري موقف الحكومة التونسية الرافض لما أسماه “الزي الطائفي” في إشارة إلى الحجاب. قال الأخزوري إن الحجاب رمز من رموز “الفتنة”، ودعا إلى “الحزم في التصدي لكل رموز الطائفية، ومنها اللباس الطائفي الدخيل” في إشارة إلى الحجاب الإسلامي”، وعبر الأخزوري كذلك عن رفضه لظاهرة “التفسخ الأخلاقي واللباس الخليع”، وحث التونسيات على العودة إلى “اللباس التونسي الوطني” المعبر عن “هوية البلاد”. وزعم الأخزوري “إن الثابت دينيا وتاريخيا أنه لا وجود للباس إسلامي موحد وأن لكل بلد تقاليده في اللباس”، معتبرا أن “العباءة السوداء التي برزت في الشوارع التونسية مؤخرا ترمز إلى فرقة يعلم الجميع تحركاتها التي تبطن ما تبطن”. ودعا الوزير إلى ارتداء اللباس التقليدي التونسي الحضري والريفي نافيا أن يكون لارتداء “الزي الطائفي” علاقة بالحرية الفردية لأنه مخالف للمعهود في المجتمع التونسي. وقد ارتفعت مؤخرا أصوات منظمات حقوقية وأحزاب سياسية منددة بمنع الحكومة طالبات من متابعة الدروس إلا بعد خلع الحجاب، كما دانت في الأيام الأخيرة حملة الحكومة التونسية على المحجبات واعتبرتها انتهاكا للحقوق الفردية للمواطنين، ومسا بحرية اللباس التي يضمنها الدستور، وهو ما دفع الحكومة إلى تعميم موقفها عبر تصريحات صحفية ومنابر حوارية أقامتها للغرض. (المصدر: موقع “الإسلام اليوم” (سعودي) بتاريخ 17 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالات)
الحكومة التونسية تشن حربا شرسة ضد “الحجاب” الاسلامي
تشهد تونس حملة شرسة ضد الحجاب الاسلامي يقودها الرئيس التونسي وحكومته واجهزته الامنية وكان اخرها تأكيد وزير ما يسمى “الشؤون الدينية” التونسي أبو بكر الأخزوري موقف الحكومة التونسية الرافض لما أسماه “الزي الطائفي” في إشارة إلى الحجاب قال الأخزوري إن الحجاب رمز من رموز “الفتنة”، ودعا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التونسية أمس الاثنين الى “الحزم في التصدي لكل رموز الطائفية، ومنها اللباس الطائفي الدخيل” في إشارة الى الحجاب الاسلامي”. وعبر الأخزوري كذلك عن رفضه لظاهرة “التفسخ الأخلاقي واللباس الخليع”، وحث التونسيات على العودة الى “اللباس التونسي الوطني” المعبر عن “هوية البلاد”. وقال الأخزوري “إن الثابت دينيا وتاريخيا أنه لا وجود للباس إسلامي موحد وأن لكل بلد تقاليده في اللباس”، معتبرا أن “العباءة السوداء التي برزت في الشوارع التونسية مؤخرا ترمز إلى فرقة يعلم الجميع تحركاتها التي تبطن ما تبطن”. ودعا الوزير إلى ارتداء اللباس التقليدي التونسي الحضري والريفي نافيا أن يكون لارتداء “الزي الطائفي” علاقة بالحرية الفردية لأنه مخالف للمعهود في المجتمع التونسي. وقد ارتفعت مؤخرا اصوات منظمات حقوقية وأحزاب سياسية منددة بمنع الحكومة طالبات من متابعة الدروس الا بعد خلع الحجاب. كما دانت في الأيام الأخيرة حملة الحكومة التونسية على المحجبات واعتبرتها انتهاكا للحقوق الفردية للمواطنين، ومسا بحرية اللباس التي يضمنها الدستور، وهو ما دفع الحكومة إلى تعميم موقفها عبر تصريحات صحفية ومنابر حوارية أقامتها للغرض. (المصدر: مجلة “أقلام الثقافية” (فلسطين) بتاريخ 17 أكتوبر 2006) الرابط: http://aklaam.net/aqlam/show.php?id=3210
الحملة على الحجاب في تونس
سوسة: مسامرة حول علاقة الإسلام بالسياسة
احتضن مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة يوم الجمعة 13 أكتوبر مسامرة رمضانية قدم خلالها السيد محسن التليلي أستاذ الحضارة بقسم العربية بكلية الأداب و العلوم الإنسانية بسوسة مداخلة حول علاقة الإسلام بالسياسة. و اعتبر المحاضر أن المرحلة الأولى التي وافقت نشر الإسلام خلال حياة الرسول محمد عليه السلام هي مرحلة روحية اتسمت بالسعي إلى نشر العقيدة. أما بعد وفاته فقد دخل الإسلام مرحلة ثانية و أصبح نظاما سياسيا و بالتحديد نظام الخلافة.
و منذ ذلك الحين أصبح الدين الإسلامي محل توظيف سواء من السلطة المركزية أو من المعارضة مثل الخوارج. و اعتبر انه من الضروري التفريق بين الإسلام الرسمي الذي ينتشر خاصة في المدن الكبرى و الذي يرتكز على العلوم الدينية و علوم الفقه و علوم التفسير و بين الإسلام الشعبي الذي ينتشر خاصة في القرى و الأحياء الشعبية و الذي تغذيه المشاعر الدينية للطبقات المحرومة و يكون عادة مجالا للأولياء الصالحين و الزوايا معتبرا أنه تاريخيا كان هنالك من جهة الانتماء للإسلام كدين جامع و من جهة أخرى الانتماء إلى طائفة إسلامية بعينها مثل السنة أو الشيعة و الدروز و الشافعية و الحنبلية و الزيدية… معتبرا ان تلك الانتماءات المذهبية غذت الصراعات على السلطة التي شهدها التاريخ الإسلامي.
و اعتبر المحاضر أنه من الضروري التمييز بين المدلولات التالية للإسلام: الإسلامي القيمي الذي يرتكز على قيم العدل و المساواة و الرحمة و الإخاء و تشكل هذا القيم مرجعية ما يعرف بالإسلام المقاصدي و الإسلام التاريخي أي مستوى الممارسة للإسلام من خلال القرون العديدة من التجربة التاريخية وهذا النوع من الإسلام هو عمل بشري يخضع للدراسة و الإسلام الفردي أو إسلام المثقف أو المتصوف أو الفيلسوف إذ أن الفردية قيمة أساسية في الإسلام و البشر يحاسبون فرادى على أفعالهم.
و تطرق المحاضر إلى أهم التيارات الفكرية السياسية في الإسلام منوها ببروز تيار تجديدي وإصلاحي في الفكر الديني دخل في صراع مع رجال الدين التقليديين منذ نهاية القرن التاسع عشر و من ابرز رموزه الأفغاني و محمد عبده و الطهطاوي و خيرالدين في تونس ساعيا إلى جعل الدين مستجيبا لحاجيات العصر و الواقع الجديد.
و قد ترافق ظهور هذه التيارات مع نمو حركات سياسية تعتبر أن الإسلام دين و دولة و تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ضمن دولة دينية مثل الحركة الوهابية سليلة المدرسة الحنبلية والحركة المهدية في السودان و الحركة السنوسية في ليبيا و حركة الإخوان المسلمين في مصر. و طرح المحاضر سؤالا يتعلق بأسباب انتشار ظاهرة القراءة الماضوية للدين رغم نمو نسبة التمدرس و ازدياد أعداد المتعلمين و المثقفين معتبرا أن الجواب يتطلب تجاوزا للتفسيرات السطحية و نقاشا معمقا إذ أن علاقة الدين بالسياسة تعبر عن حالة التخلف الإقتصادي و الإجتماعي و حالة الفقر الفكري التي يعيشها العالم العربي إضافة إلى الهيمنة والاحتلال الأجنبي.
و بعد المداخلة تركز النقاش حول ثراء الإسلام و تنوع ممارسة التدين في مختلف أصقاع العالم في اوروبا و إفريقيا و أسيا و البلدان العربي…مشددين على روح النقد و التسامح و الثراء الفكري و الجدال التي عاشتها العصور الزاهية في التاريخ الإسلامي في مقابل نزعات التكفير و التجهيل و الحقائق المطلقة التي تروج لها بعض الحركات في هذه الحقبة مشددين على ضرورة استئناف حركة التجديد و التحديث في التراث العربي الإسلامي ليكون دائما نبعا لا ينضب من قيم التسامح و العقلاني.
مراسلة خاصة بالموقع
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 17 أكتوبر 2006)
الموضوع: طلب رفع مظلمة عن مواطنة بالخارج
أوجه تباين مختلف ألوان الطيف السياسي في تونس من مطلب العفو التشريعي العام (الحلقة الأولى)
علي شرطاني – قفصـة – تـونس
ولإنارة الرأي العام ووضع حقائق التاريخ بين يدي من يبحث عن الحقيقة ويريد أن يعلمها والخروج من واقع الإلتباس والتشويه وتزوير التاريخ والإفتراء على الغير وعلى الإنسان ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
فلسائل أن يسأل لماذا بقيت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نفسها محافظة عن صمتها قرابة الثلاث سنوات بعد تأسيسها ولم تتقدم بطلب العفو التشريعي العام، ولم تبد انشغالها بقضايا الإيقاف التحفظي والتعذيب والفصل من الوظيفة والطرد من الشغل بسبب قضايا الخلاف في الرأي، وحجز جوازات السفر لأسباب سياسية وإلغاء العمل بالمنشور رقم 108 المتعلق باللباس الشرعي واحترام استقلال القضاء وعدم توظيفه في قضايا الخلاف في الرأي وفي قضايا الخلاف السياسي وإلغاء المحاكم الإستثنائية وغيرها من القضايا رغم أن تاريخ النظام البورقيبي كان حافلا بالمظالم وبانتهاكات حقوق الإنسان بدءا بالأسرة الحسينية وبعناصر حركة صوت الطالب الزيتوني وباليوسفيين ومرورا باليسار الماركسي والقومي العربي وانتهاء بالنقابيين حتى محاكمات أحداث 26 جانفي 1978 وما بعدها ليتجه مجهود السلطة السياسية في معالجة قضايا الخلاف في الرأي أمنيا بأكثر عناية وتركيزا صوب الحركة الإسلامية ؟.
إن الذي لا شك فيه أنه بالإضافة إلى هذا السجل الحافل للنظام بانتهاك حقوق الإنسان والقمع والإضطهاد والجرائم، جاءت الحركة الإسلامية وأهم أداتها التنظيمية حركة (الإتجاه الإسلامي) في ذلك الوقت- حركة النهضة الإسلامية حاليا، ليعيد إلى الأذهان، مع استمرار التوتر بين اليسار القومي العربي واليسار الماركسي والناشطين في الميدان النقابي من مختلف الحساسيات الإجتماعية والسياسية والثقافية وبين النظام ،ما تعرض ويتعرض له- وإن بدرجة أقل هذه المرة أولئك الذين وجدوا أنفسهم في موقع المعارضة للنظام منذ وقت مبكر- مع أبناء هذه الحركة من قمع واضطهاد وتعذيب ومطاردة وسجن وإيقافات واسعة وكبيرة والتي طالت مختلف شرائح وفئات المجتمع. وهي المرة الأولى التي يجد فيها الإستبداد البورقيبي نفسه في مواجهة الشعب حقيقة بعد أن كان صراعه قبل ذلك مع تنظيمات النخبة سواء الزيتونية منها أو القومية أو اليسارية الماركسية بعيدا عن العمق الشعبي الذي كان بورقيبة نفسه يزدريه ويسخر منه ومستعل ومستكبر عليه وعن الرأي العام الواسع الذي لم يكن يعلم في أغلب الأحيان ماذا يحصل في البلاد في ظل تعتيم إعلامي مطبق وعزلة ضحايا القمع والإستبداد عن الشعب الذي كان ولفترات طويلة من تاريخ البلاد أقرب إلى بورقيبة وحزبه بعد أن توج بطلا للتحرير وقلد نفسه وسام الجهاد الأكبر، منه إلى أي جهة أخرى بالبلاد.
وأمام الهجوم الذي كان يشنه المجتمع المدني على النظام، هذا المجتمع الذي كان في الحقيقة واستنادا إلى طبيعة المجتمع المدني الذي نشأ في الغرب الحديث على أنقاض المجتمع الهمجي البربري واستنادا إلى طبيعة المجتمع الأهلي المدني العربي الإسلامي مجتمعا مدنيا مغشوشا، باعتبار أن مكوناته لم تكن مكونة بما فيه الكفاية من جمعيات مستقلة متعددة الأهداف والأغراض، ومختلفة الإهتمامات والمناشط، من إفراز التطور الإجتماعي التلقائي الذاتي، مثلما كانت عليه مكونات المجتمع المدني العربي الإسلامي والمجتمع المدني الغربي بعد أن تم الإجهاز على المكونات التقليدية للمجتمع التقليدي ذات الطبيعة العربية الإسلامية الأصيلة على ما كان عليه من تخلف وانحطاط وما كان عليه كذلك من قابلية للإصلاح، في إطار حرص الإحتلال الفرنسي لبلادنا كما لبلاد العالم العربي والإسلامي وبلاد عموم المستضعفين في العالم، وصنائعه على هدم القديم وإن كان صالحا، وفرض الجديد الإستعماري باسم الحداثة والتقدم والتطور وإن كان فاسدا، باتجاه تغيير الطبيعة العربية الإسلامية للمجتمع في بلادنا كما في بلاد مختلف شعوب أمة العرب والمسلمين وسائر شعوب الأمم والشعوب المستضعفة، وإنهاء العمل بالنظام الإسلامي، وفرض النظام العلماني اللائكي الغربي الإستعماري، ولكنها كانت مكونة في عمومها في الحقيقة من مجتمع سياسي معارض: أي من مجموعة من التنظيمات والحركات السياسية المختلفة والمتباينة المعارضة للنظام.
هذا المجتمع الذي كان قد ذهب أشواطا كبيرة في التشكل، على الحالة التي كان عليها في تلك المرحلة، والذي كانت الحركة الإسلامية إحدى أهم تجلياته ومكوناته، والذي بلغ مستوى محترما في التشكل ليكون قد انتهى إلى صورة من صور الإكتمال كان قادرا بها على مواجهة النظام والتصدي له، في مستوى الهجوم عليه تارة، والدفاع عن نفسه وحمايتها من هجماته عليه أخرى، لانتزاع الحقوق المغتصبة في الحرية والديمقراطية والمساواة والعدل وحقوق الإنسان وغيرها من الحقوق التي لا وجود للمجتمع المدني بدونها، كانت الحركة الإسلامية الأكثر اضطهادا إلى حد التنكيل بقياداتها ومناضليها والمؤيدين لها والمتعاطفين معها. وهي الحركة التي كانت تلقى تأييدا شعبيا كبيرا. مما جعلها من أكبر أهداف الحركة العلمانية اللائكية ذات الطبيعة النخبوية المتغربة في الإقصاء والتهميش والتصفية والإستئصال.
– إن احتدا م المواجهة بين الحركة الإسلامية والنظام في تلك الفترة من التاريخ.
– وتحرك الجهات العلمانية اللائكية بانتهازية من مواقع مختلفة.
– والتحاق الحساسيات السياسية والفكرية والثقافية بالإتحاد العام التونسي للشغل.
– واستمرار أزمة التمثيل النقابي بالجامعة حتى سنة 1985 تاريخ إنجاز المؤتمر العام للحسم الذي انتهى بميلاد الإتحاد العام التونسي للطلبة.
– والأزمات والإخفاقات التي كان يعيشها النظام بسبب خياراته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
– والإنقسامات التي أخذت تعبر عن نفسها داخله.
– وبداية تعدد مراكز النفوذ فيه.
وعجزه على المحافظة على القدرة على استقطاب المزيد من عناصر النخبة المثقفة إلا ما كان اختراقا له من قبلها.
– وانفضاض كل الطاقات والعناصر الشابة من حوله :
أ- إما للإلتحاق بمختلف أطياف المعارضة.
ب- أو للإكتفاء بموقف المناهضة لنظام حزب الدستور وخياراته المختلفة وملازمة مواقع بعيدا عنه.
هو الذي جعل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تبادر بتوجيه طلب سن قانون للعفو التشريعي العام قبل أي شيء آخر. وتجعل من اهتماماتها التنبيه إلى خطورة مواصلة سياسة العنف والقمع والإقصاء والتهميش.
ولعل القطرة التي أفاضت الكأس هو الهجوم المسلح الذي قامت به عناصر مسلحة ذات ميول قومية وبدعم وسند ليبي في شهر جانفي سنة 1980 .
فقد جاءت كل هذه الأسباب والعوامل والأحداث وغيرها داعمة للأصوات المنادية بالديمقراطية والداعية إلى ضرورة الإنفتاح السياسي وإجراء إصلاحات سياسية جوهرية أصبحت تقتضيها الساحة والمصلحة الوطنية. وهي أصوات من كان ينظر إليها اليسار الماركسي من كل مواقعه سواء داخل السلطة أو قريبا منها أو بعيدا عنها ومعارضا لها على أنها أصوات البورجوازية التونسية ذات الصلة بالنفوذ الرأسمالي والقوى الإمبريالية. وهي أصوات الطبقة الدائرة عناصرها في فلك الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الأصوات التي عبرت عن نفسها في حركة الديمقراطيين الإشتراكيين. هذه الحركة التي لم تكن خالية من عناصر يسارية. والتي كان أبرز عناصرها القيادية من الذين خرجوا عن الحزب الإشتراكي الدستوري وتخلى بورقيبة الذي كان لا يقبل استقالة أحد من العاملين لديه حتى يقيله عن خدماتهم. وهي في عمومها عناصر ذات ماض سياسي سيئ كانت قد لعبت أدوارا خطيرة في فترة مزاولة نشاطها السياسي في الحزب الإشتراكي الدستوري في حكومات بورقيبة المتعاقبة، كانت قد التقت بعناصر معتدلة ومستقلة وأخرى تبدو أو يقال أنها كانت كذلك مثلها في الإعتدال والإستقلالية بما في ذلك من كان مندسا فيها من بعض عناصر اليسار الماركسي والقومي العربي. وكانت تريد أن تكون ذات ميول ليبرالية. ولعله كان منها – وحتى لا نظلم أحدا – من كان كذلك. وهي عناصر نعلم أن أغلب وجوهها البارزة كانت كلها إما طرفا في النظام الإستبدادي، أو موالية لأخرى مثله، أو على مرجعية صريحة في الدعوة إلى الدكتاتورية وإلى العنف سبيلا للوصول إلى السلطة. ورغم كل ذلك فقد كان لها الفضل في بعث الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. والتي إذا لم يكن في هيئتها التأسيسية أي من عناصر اليسار الماركسي خاصة من الوجوه المعروفة، إلا ما كان يمكن أن يكون من العناصر المغمورة وغير المعروفة بميولاتها اليسارية الماركسية، إذا ما استثنينا الميداني بن صالح الذي كان من المعلوم أنه كان من وجوه البعث القومي العربي، فإن الهيئة المديرة المنتخبة في المؤتمر الوطني الأول الذي احتضنته دار المهندسين بتونس يوم 14 فيفري 1982 كانت قد عرفت صعود عناصر ورموزا كبيرة من اليسار الماركسي من أمثال محمد الشرفي وهالة عبد الجواد وخميس الشماري، ليكون له بعد ذلك الثقل الأكبر في الهيئة المديرة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الثاني الذي التأمت أشغاله بنزل أميلكار يومي 23 و24 مارس 1985. فكانت مثل هذه الأطر وقبل فسح المجال للحزب الشيوعي التونسي بالنشاط السياسي العلني والقانوني، من بين المنابر والأطر المناسبة التي كان يزاول فيها ومن خلالها عناصر هذه الطائفة نشاطاتهم السياسية والحقوقية والإجتماعية على قاعدة التسلل والإلتحاق من أجل الإفتكاك.
( يتبع)
تحيّاتي، مشاركة أولى معكم و ربّما الأخيرة، و لكن فعلا استفزتني حملتكم المبالغ فيها و نشركم لمواضيع بعينها، فاعتبروا مقالي هذا ضمن حق الرد للرأي المخالف، و صدقوا أنا لا أمثل السلطة و لا أي حزب، أمثل فقط رأيا م
الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان
يبدو أن القوم في تونس يستعجلون أمرهُـم ..
حرّيّة عدم العبادة ليست اعتداء على العبادة
وما يدعونا إلى اتّخاذ هذا الموقف ليس عسر تغيير العبادات لما تحاط به من هالة قدسيّة فحسب، بل الأمران المواليان:
1- يجب أن نحافظ على الفصل الذي طالب به بعض المصلحين بين العبادات والمعاملات، فالعبادات مجال العلاقة الأفقيّة بين الخالق وعبده، وهي موكولة إلى ضمير الإنسان وعقيدته وحياته الخاصّة، والمعاملات مجال العلاقات البشريّة الأفقيّة وهي موكولة، أو يجب أن توكل إلى القوانين المدنيّة الوضعيّة، وكلّ ما نطالب به من مساواة وحرّية ومن تحوير للقوانين المعمول بها يتنزّل في هذا الباب. أنصار الشّريعة، وأنصار مبدإ “الإسلام دين ودولة” يريدون إسقاط العموديّ على الأفقيّ، أي يريدون تحويل هذا الدّين إلى إيديولوجيا شموليّة تقنّن كلّ مجالات الحياة من عبادة وقانون وسياسة وأخلاق وسلوك يوميّ، فهم يرفضون القيام بهذا الفصل الذي يحرّر النّصّ الدّينيّ من استعمالاته البشريّة المعاملاتيّة. هذا الفصل بين العبادات والمعاملات هو الذي يساعدنا على جعل الدّين تجربة فرديّة مستبطنة وروحانيّة، قد تكون حافزا على احترام المبادئ الأخلاقيّة السّامية التي لم تلغها التّطوّرات الحديثة، ومنها احترام الحياة، وحرمة الجسد الحيّ والجسد الميّت، والتّكافل الاجتماعيّ، والرّحمة، والرّفق بالوالدين، وعدم حبّ المال والجاه حبّا جمّا… هذه القواعد الأخلاقيّة العامّة هي غير الشّريعة التي تفرض نظاما للمعاملات قائما على اللاّمساواة بين المرأة والرّجل، والعبد والحرّ، والمؤمن وغير المؤمن، واللّقيط والصّريح النّسب… وهذه المبادئ الأخلاقيّة العامّة، هي خلافا لأحكام الشّريعة غير متناقضة مع منظومة حقوق الإنسان، بل يمكن أن تكون مصدرا من مصادر تطويرها المستمرّ.
2- العلمانيّة على النّمط الذي أرساه كمال أتاتورك، رغم ما قامت عليه من إيجابيّات، ولّى عصرها ولم تعد ممكنة اليوم، بل ربّما تتناقض مع العلمانيّة الدّيمقراطيّة التي نطمح إليها، وهي ترمي إلى إرساء قواعد للعيش المشترك بين كلّ الأديان، وبين المؤمنين وغير المؤمنين، ولا ترمي إلى فرض قواعد معيّنة في السّلوك الفرديّ. العلمانيّة ولا شكّ تقتضي تغييرا لمجال المعاملات، وهذا ما نجح فيه إلى حدّ كمال أتاتورك وبورقيبة كلاّ في زمانه وفي سياقه، وقد أعطت تجربتهما أكلها في تحرير المرأة والتّحديث الاجتماعيّ. ولكنّ محاولتهما في تغيير معتقدات النّاس وعباداتهم ليست محبّذة وليست ممكنة اليوم. فالسّياق الرّاهن غير سياق الزّعماء الكاريزميّين الذين يطوّرون مجتمعاتهم، أمثال أتاتورك وبورقيبة، بل هو سياق زعماء من نوع آخر، لا يحملون مشاريع للبناء والتّحوّل الاجتماعيّ، بل يحملون شعارات للتّجييش الدّينيّ والعاطفيّ ولا يهدفون إلى البناء بل يهدفون إلى الصّدام والمواجهة، ويكفي أن يكونوا مجرّد دعاة أو قادة لميليشيات حزبيّة. هؤلاء هم الذين تتماهى معهم الأغلبيّة، بل ويتماهى معهم جزء هامّ من النّخب اليساريّة والقوميّة التي أصبحت تفتخر بعدم إعمال العقل، وتتباهى بعدم الاهتمام بالمشروع المجتمعيّ الذي تخفيه عباءات هؤلاء الزّعماء.
أمام هذا التّراجع الطّفوليّ للنّخب وللشّعوب، وهذا الانحدار في طبيعة الزّعماء الجدد، لا يسعنا اليوم إلاّ أن نتمسّك بتعويض التّعويل على الزّعماء بالتّعويل على الحركيّة الاجتماعيّة والثّقافيّة التي تؤدّي، وإن ببطء، إلى التّأثير في صانعي القرار، والتّأثير في المنظومات التّربويّة والإعلاميّة والثّقافيّة، ولذلك نكتب ونطالب، ونأمل.
ولنعد إلى قضيّة فريضة الصّيام، لنقول إنّ بين العبادات والمعاملات مجال تقاطع، يتمثّل في القواعد المدنيّة التي لا بدّ من فرضها لكي لا تكون عبادة المؤمن سلبا لحرّيّة غير المؤمن، أو غير المتعبّد، وهذا مكمن الدّاء الذي أردت لفت الانتباه إليه، لأنّه مؤشّر آخر من مؤشّرات عدم التّسامح، وعلامة أخرى من علامات التّناقض بين خطاب التّسامح من ناحية والممارسات والقوانين السّائرة في اتّجاه آخر، والتي أصبحت مسلّمات وبديهيّات غير قابلة للنّقاش. هناك فئات من غير الصّائمين تفرض عليهم قواعد الصّيام وتفرض عليهم في بعض البلدان العربيّة عقوبات قانونيّة يعدّ وجودها نفسه إخلالا بالحرّيّات الأساسيّة : المؤمنون غير القادرين على أداء الفريضة، أو المؤمنون الذين أوصلهم اجتهادهم الشّخصيّ إلى إمكان عدم القيام بالفريضة، والمؤمنون الذين اختاروا أن يكونوا مؤمنين دون أن يأدّوا الطّقوس الدّينيّة، وهؤلاء يعبّر عنهم باللّغة الفرنسيّة بـ”غير الممارسين” للشّعائر (وهي عبارة ليس لها مقابل حديث في العربيّة، وللأمر دلالة). نضيف إلى هذه الأصناف : معتنقي الأديان الأخرى من المواطنين والأجانب، واللاّأدريّين واللاّدينيّين والملحدين. هؤلاء جميعا لا مكان لهم في ظلّ الممارسة الحاليّة لفريضة الصّوم في البلدان، بل هم ضحايا للمقاربة الشّموليّة للإسلام، وهي في هذا المجال مقاربة يشترك فيها الإسلام السّياسيّ مع الإسلام الرّسميّ، مع الإسلام الشّعبيّ الذي غذّت فيه الفضائيّات بؤر التّعصّب والنّرجسيّة الجماعيّة. وهو ما جعل رمضان رغم مباهجه وفوانيسه الجميلة وسهراته الحافلة يتحوّل إلى جحيم دنيويّ بالنّسبة إلى غير الممارسين لهذه العبادة. فالمطاعم والمقاهي تغلق في النّهار أو تفتح على نحو يشعر فيه المفطر بالمهانة، إذ توصد عليه الأبواب وكأنّه يقترف جريمة نكراء، ويلاحق بالنّظرات المستنكرة. ويمنع بيع المشروبات الكحوليّة للجميع، ويعتبر أيّ جهر بالإفطار اعتداء على حقوق الصّائمين، والحال أنّ حقوق الصّائمين مكفولة ولا يعتدي عليها أحد.
ما يمارس من عنف على غير الصّائمين في هذا الشّهر يدلّ على أنّ التّعصّب ليس حالة خاصّة أو إيديولوجيا معزولة، بل نمط من العيش ونظام للعلاقات بين النّاس ومناخ فكريّ. ولعلّ النّموذج الذي نجح في بنائه الإسلام المتعصّب بأنواعه هو نموذج المسلم الذي نقدّمه كالتّالي:
* المسلم العاجز عن التّحكّم في غرائزه، والذي يسيل لعابه طوال اليوم، يسيل لعابه كلّما رأى مفطرا في رمضان، كما يسيل لعابه كلّما رأى جزءا من جسد امرأة : شعرا أو وجها أو مجرّد أذن. * نموذج المسلم “المسلوخ” الذي لا جلد يقيه من الجروح، فكلّ شيء يعدهّ مهينا له جارحا لعواطفه ولعقيدته. ولذلك فهو يقضي يومه وليله في رصد ما يقال وما يكتب عن الإسلام، وفي التّألّم من جراح المشاعر والعواطف. * نموذج المسلم الذي لا يعبد اللّه لمحبّته إيّاه، بل ليحصل في كلّ لحظة على الثّواب والجزاء، ولذلك فهو يحوّل مأكله وملبسه وكلامه إلى عبادة متواصلة، أو إلى مؤسّسة للرّبح الآخرويّ، ويختزل علاقاته بالنّاس في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. * نموذج المسلم الذي ينتمي إلى عصرين في الوقت نفسه، فيحوّل المؤسّسات الدّيمقراطيّة إلى منابر لإنتاج القرارات المنافية للدّيمقراطيّة، ويحوّل كل مطالبة بالحرّية إلى مطالبة بالحقّ في العبوديّة.
والنّتيجة هي أنّ المسلم أصبح كاريكاتورا للإنسان الحديث، لا لأنّ الإسلام أراد له ذلك، بل لأنّه أراد هذا الإسلام، أو أراد هذا للإسلام. إذا اقتنعنا بأنّ الإيمان لا يفرض بحدّ السّيف، فيجب أن نسلّم بأنّ الشّعائر الدّينيّة لا تفرض بحدّ القوانين الجزائيّة والتّدابير الإكراهيّة، وبأنّ حرّيّة عدم العبادة ليست اعتداء على الحقّ في العبادة.
الليبراليون العرب وفتاوي المتطرفين
بقلم ناجي الجمل
كتب السيد شاكر النابلسي مقالا يتحدّث فيه عن حملة هوجاء مسعورة في الصحافة التونسية وفي الأوساط الأكاديمية، تمهّد لإصدار فتوى تكفّر زميلته الدكتورة رجاء بن سلامة وتهدر دمها. وفحوى المقال يبيّن أن لائحة الاتهام جاهزة ولم يبق إلا التصريح بالحكم. غير أنّ السيد النابلسي لم يوضح للقراء من وراء هذه الحملة ومن سيصدر الحكم؟ هل الحكومة التونسية أم إحدى الجماعات الأخرى؟ فهو يتحدُث عن الأوساط الأكادية وعن فقهاء السلطان وعن جريدة الصباح وعن الأصوليين المتشددين.
إلى هنا يبدو الأمر، لمن لا يعرف الواقع التونسي، مستقيما ومنطقيا. حكومة إسلامية في بلد إسلامي تحكم على مواطنة تعدت على الإسلام بالكفر ومن ثم الإعدام، أو جماعة إسلامية متشدّدة ومتنفّذة تضغط على الحكومة لإنفاذ هذا الحكم. أمّا من يعرف التاريخ والواقع التونسيين سيجزم بأنّ التركيبة لا تستقيم في الحالتين. ليس للحكومة التونسية سابقة في تتبع المتسلّطين على الدين ولا وجود لجماعة إسلامية نافذة في القرار وأخيرا ليس في تاريخ الحركة الإسلامية التونسية دعوة إلى التكفير وإهدار الدم. لأجل هذا يصعب على التونسي أن يصدّق هذه القصّة لسببين أساسيين: أوّلهما لأنّها جمعت المتناقضات وبنيت على مقدمات خاطئة وما يبن على مقدمات خاطئة يجانب الصواب. ثانيها لأن الشعب التونسي يعرف هذه الشنشنة من زمان وله تجربة مع هذه البالونات الهوائية والأساليب الملتوية للشهرة .
وهو على قناعة أنّ ادعاءات هؤلاء كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا.فمازال في ذاكرتنا صيحة الفزع التي أطلقها بعض رموز اليسار سنة 2003 بعد اكتشاف ما ادعوا أنّها فتوى من المرحوم عبد الرحمان خليف بتكفير السيد محمد الشرفي والدعوة إلى قتله. ولقد هممت وقتها حين قرأت بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المندّد بالحادثة أن أساند السيد الشرفي وأهاجم أصحاب الفتوى، ولكن لما اطلعت على نص خطبة الجمعة القنبلة وجدت الدعوة سحابة صيف سرعان ما انقشعت. فالشيخ الفاضل لم يحد عن دوره كإمام وعالم. لقد فنّد أطروحات السيد الشرفي المعلنة والمدونة وختم خطبته “داعيا
الله أن يعاقبه في الآخرة بل أن “يعجّل بعقابه في الدّنيا “… مذكرا بدعوة الإمام الخميني بقتل سلمان رشدي (ليقول انّه لا يدعو النّاس إلى ما دعا له الخميني)”.( من بيان للرابطة بتاريخ 13 مارس 2003) كما ترون ليس في الخطبة تكفير، وكل ما في الأمر ردّ على مغالطات ودعوة الله أن يعجل بالعقاب لمن يسيء إلى دينه في الدنيا. ولو فقهوا لعلموا أن تعجيل العقاب للمؤمن في الدنيا أفضل له من ادخاره للآخرة. ولكي يسحب المرحوم البساط من تحت الصائدين في الماء العكر، قال أنه لا يدعو لقتل الرجل. فهل بعد الحق إلا الضلال.ولم تكد نار هذه الضجة المفتعلة تخمد حتى سمعنا الغوث الغوث، إن حياه الكاتب الهمام عفيف لخضر في خطر. فقد أصدر رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي مرسوما بقتله. وهب رهطه لنجدته وأجمعوا أمرهم على نصرة المظلوم وذهب بهم الفجور في الخصومة إلى حد مطالبة مجلس الأمن بالتدخل لمحاكمة “ فقهاء الإرهاب الذين يحرضون بفتاويهم الإرهابيين على سفك دماء الأبرياء، كأقصر طريق للذهاب إلى الجنة ” ، وأشاروا على وجه التحديد إلى أربعة فقهاء أحدهم الشيخ راشد الغنوشي . لا بل وجّه المكلوم نداء عبر فيه عن:
ـ مطالبته المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بتشكيل لجنة خبراء للتأكد من أن العفيف الأخضر ليس هو مؤلف كتاب ” المجهول في حياة الرسول ” ؛ ـ مناشدته القراء والمواطنين والمثقفين والهيئات الإنسانية ، وبشكل خاص منظمة العفو الدولية ، لمؤازرته ماديا لملاحقة الشيخ الغنوشي وحركته أمام القضاء البريطاني (من بيان الحملة الدولية للدفاع عن حرية وحياة المفكر العفيف الأخضر في وجه الإرهاب الأصولي الأسود بتاريخ17 -06-2005
لماذا كل هذا الصراخ والغوث؟
لأن خبرا ورد في موقع حركة النهضة مفاده أن كاتبا تونسيا تهجّم، تحت اسم مستعار، عل الرسول صلى الله عليه وسلم فابتلاه الله سبحانه بالشلل. ولم يشر الخبر لا من بعيد ولا من قريب إلى السيد لخضر. ولأن المريب كاد أن يقول خذوني فقد اهتبل عفيف وإخوانه هذه الفرصة ليظهروا للعالم أنهم مستهدفون ملاحقون مهددون. وأنهم على خطى سلمان رشدي وتسليمة نصرين ورشيد ميمون سائرون.
وعود على بدء نجد أنّ السيد النابلسي، كدأب صاحبيه ومن قبلهم، لم يحد عن هذا النهج، فهو يستدل على ما يزعم بمقتطفات من مقالات لثلاثة كتاب تونسيين، هم أبعد من أن يوصفوا بالتشدّد أو أن يدعوا لقتل. تعالوا معي نقرأ الجمل التي تدعوا حسب الليبراليين العرب إلى التكفير والقتل: فأسماء القرقني التي كتبت مقالاً – أو كُتب لها – في موقع “تونس نيوز”، بتاريخ 8/9/2006 ، تقول فيه “رغم معرفتي بآراء رجاء بن سلامة المعادية للحضارة العربية الاسلامية وللعروبة والاسلام، فإني لم أكن أتصور أن تكتب ما كتبت، وتتجرأ في التبشير بهزيمة المقاومة ونجاح إسرئيل.”
والخطير هنا، هي هذه التهمة التي توجه علانية لرجاء بن سلامة، بأنها معادية للإسلام…
وفي جريدة “الصباح” التونسية 10 /9/2006 كتب محمد الرحموني مقالاً آخر، قال فيه عن فكر رجاء بن سلامة وفكر “رابطة العقلانيين العرب”، الذي تتمثل فيها رجاء بن سلامة وكوكبة كبيرة من المفكرين والمثقفين التونسيين الليبراليين: ” إنه الفكر المطلق والمنطلق من كل عقال فكري أو أخلاقي يتجاهل التاريخ، ويتعامل مع الأمر بمنطق ملّة الكفر واحدة.”
ويتابع الرحموني مقاله، الذي يدفع به نحو تهمة التكفير لرجاء بن سلامة، ونحو تسويغ اصدار فتوى اهدار دمها طبقاً لذلك، بقوله عن مواقف وفكر رجاء بن سلامة وزملائها من “رابطة العقلانيين العرب” في تونس:
“صحيح أن هذه المواقف تنقصها الأخلاق والتوفيق، وتكشف عن فكر بلا ضوابط. ولكن الأخطر من ذلك هو ما لا تعلنه صراحة. فكل من يقول كلمة خير أو حق في الإسلام أو الإسلاميين فوعيه بقري وعامي. لأنه ما زال في مرحلة العقل الهيولاني، الذي هو مجرد استعداد لإدراك البديهيات.”
وفي 13/8/2006 كتب الحبيب أبو الوليد، في جريدة “الوسط” التونسية مقالاً بعنوان (ولم تتحقق نبوءة ادعياء العقلانية) دافعاً فيه نحو الفتوى التكفيرية المنتظرة، مضيفاً المزيد من المسوغات “الشرعية” لإصدار هذه الفتوى، قال فيه:
“يكتب هؤلاء من موقع عدائهم للحركة الإسلامية، ودفاعا عن خيارهم في الانحياز إلى جانب الديكتاتورية ، فيدعون أنهم وحدهم الذين فقهوا ما تتطلبه المرحلة من رؤية متبصرة. و بالتالي فهم يسقطون في تبرير جرائم العدوان، وينتصرون للظالم بما ينسجم مع مواقفهم الجبانة وتطلعاتهم الفاسدة. فهم يناصرون الاستبداد في إجرامه ويقفون مع العدو ضد أهلهم.”
فيكفي أن تكون عدواً للحركة الإسلامية ليهدر دمك وتُقتل. ويدفع الحبيب أبو الوليد بكلام آخر نحو المزيد من المسوغات الموجبة للقتل، فيقول عن رجاء بن سلامة وزملائها:
“طالما راهنت في الماضي على أن الصحوة الإسلامية ليست إلا ظاهرة عابرة، ستزول بزوال أسبابها وأنها ردة فعل وقتية على تيار الحداثة الجارف، وما إلى ذلك من أطروحات تبين أنها لا تستوعب حاضراً، ولا تستشرف مستقبلا. وهم يرفضون اليوم أن يصدقوا عناداً ومكابرة، أن كل حديث عن المقاومة والديمقراطية و الحرية بعيداً عن مطالب الصحوة الإسلامية وتطلعاتها و فعالياتها هو باختصار شديد خروج عن الموضوع .”
وفي نهاية المقال يأتي حكم الحبيب أبو الوليد على “رابطة العقلانيين العرب” في تونس، بأنهم كفار لا يؤمنون بمبدأ، وهم مهزومون ومستسلمون:
“مهزومون ومستسلمون، لا يفكرون في مقاومة، ولا يؤمنون بمبدأ، امتلأت بطونهم بالمال الحرام، وتمكنت منهم ثقافة الهزيمة حتى لم تعد لديهم إشارة حياة”. (من مقال السيد شاكر النابلسي)
عجيب أمر هؤلاء القوم، يعمدون إلى نصوص قطعية الدلالة، لا رمزية فيها ولا تورية، فيلوون أعناقها ويفصلوها على مقاسهم الاديولوجي ويخرجونها عن سياقها الذي كتبت فيه ويحرّفونها عن مواضعها ثم يقدّمونها كأدلة إثبات عن معاناتهم واستهدافهم. وظنوا أنّهم حلى حردهم قادرين.
هل في القول بأن السيدة بن سلامة معادية للإسلام حكم بالكفر ودعوة إلى القتل؟
هل في القول بأن فكر السيدة بن سلامة مطلق ومنطلق من كل عقال أخلاقي دفع نحو تهمة التكفير ونحو تسويغ إصدار فتوى إهدار دمها؟
هل في القول بأن السيدة بن سلامة معادية للحركة الإسلامية وتكتب ما يساند الدكتاتورية أو هي في صف المهزومين والمستسلمين، اللذين لا يفكرون في مقاومة، ولا يؤمنون بمبدأ، مسوغات موجبة للقتل أو حكم بأنها كفارة لا تؤمن بمبدأ؟
ماذا تريدون من المسلم أو الإسلامي أن يقول فيكم؟ أنتم لم تتركوا وصفا محقّرا للإسلامي ومحرّضا عنه إلا ابتكرتموه. فهو متزمت ومتشدد وظلامي ورجعي وأصولي وإرهابي.. ولائحة النعوت أطول من أن تحصى. وأنتم تعلمون أن جلّ هذه التهم يحاكم عليها القانون الدولي، ومن يتّهم بها يرمى في أخدودكم بقوانتنموا. وفي المقابل تحتكرون –تكبرا وعنادا- صفات الحداثة والتنوير والديمقراطية والحرية…أبعد هذا السجل الأسود في السبّ والشتم والتحريض، تقيمون الدنيا إذا تجرعتم من نفس الكأس. قال تعالى عن أسلافكم: وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ضل وجهه مسودا وهو كظيم (الزخرف الآية 16).
أمّا لماذا يصبر الإسلاميون على ما آذيتموهم وتضيق صدوركم بما يقولون؟ فالجواب في مقال آخر بإذن الله
أرحل يا نظام بن علي
وتتواصل هذه الحالة المأسوية في ظل غياب أي مظهر من مظاهر الحياة الديمقراطية و احترام اتفاقيات حقوق الأنسان اللتي لايمل النظام في تونس على الأفتخار أنه أول من أمضى و صادق عليها وتتواصل الوضعية المزرية للفعل السياسي في تونس لتؤكد بجدارة و امتياز على الحالة الأستثنائية في تونس و لهذا السبب لا يغيب علىسماسرة حقوق الأنسان و الديمقراطية على اعتبار تونس النظام بالطبع و ليس الشعب على أنه نموذج يقتدى به. وفي ظل هذه الأحداث الأخيرة لا يجب أن نحيد عن المعركة الحقيقية مع هذا النظام و هو تحقيق الأنتقال الديمقراطي و الأصلاح السياسي و القظاء دون رجعة على فيروس الأستبداد ومن ورائه الفساد الأقتصادي و الأخلاقي.
وأكثر ما نتمناه أن لا تمر بلادنا بحالة شبيهة بما مرت به دول شقيقة حتى نخلص في النهاية أنه لا خيار غير المصارحة و المصالحة( بالطبع ليس مع النظام) و المحاسبة على جميع الأنتهاكات التي وقعت عن طريق قضاء مستقل و نزيه و استرداد أموال الشعب اللتي أهدرت هنا و هناك. و لأنه ليس من المعقول و لا من أولويات المرحلة أن تصبح حركة 18 أكتوبر مجرد منتدى فكري يبحث في موضوع المرأة و لأنه من غيرالآئق انتظار ما تسفر عليه قرارات البيت الأمريكي الأسود هل ستساند التحول أم لا؟ ليحصل لنا كما يحصل في موريطانيا و استدال خليفة بخليفة و استبدال رجل تاريخي لم تنجب تونس سواه برجل تاريخي آخر ينزل علينا في مركبة فضائية أو عسكرية ليلقي على مسامعنا بيان التحول الجديد فنعود كما بدأنا ولكل هذه الأعتبارات فلنرفع جميعا شعارأرحل يا نظام بن علي حافظ بن عثمان
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 16 أكتوبر 2006
الرسالة 144 على موقع تونس نيوز موقع حرية الرأي
المملكة المغربية أنموذجا متطورا للحوار و حرية الرأي و التعددية الفكرية و السياسية
تعيش المملكة المغربية الشقيقة مخاضا كبيرا و تطورا إيجابيا و هاما في شتى المجالات السياسية و الفكرية و التعددية و التنوع و الحوارات الهادفة منذ أعوام بإرادة سياسية قوية و عزيمة فولاذية و بواقعية و جدّية و فاعلية و دعم متواصل من لدن الملك الشاب محمد السادس نصره الله و حفظه للعرش و المملكة هذا الشاب الذي لم يتجاوز 43 سنة أبدع و تألق و نجح لحدّ كبير في إعادة الثقة للنفوس و سعى إلى تطوير الحياة السياسية بعقلانية و فكر متفتحا و قلبا نظيفا و صدرا رحبا و بأخلاق العرش الملكي و بأسلوب جده المنعم المرحوم محمد الخامس رحمه الله صانع الاستقلال و الحرية و صاحب ثورة العرش و الملك… و عبر التاريخ المغربي كل ملك إسمه محمد من الأول إلى السادس يأتي بالعجب العجاب فضلا من الله و بركة منه لإسم محمد أعظم إسم و اسمى رسول و اكبر داعية للسلام و الإسلام و الدين الحق و المحبة و التضامن و الأخوة و العدل و الصفاء و قد جعل الله خير الاسماء على الإطلاق كل إسم بالعبد عبد الرحمان أو عبد الوهاب أو عبد العزيز و خير الأسماء بالحمد محمد و أحمد و محمود.. وفعلا و عبر التاريخ المغربي و كان بخت المملكة المغربية بإسم محمد
و ها أنّ المملكة اليوم تعيش حوارا صادقا نزيها هادئا رصينا معتدلا صريحا بإرادة و دعم من الملك الشاب الذي اذن منذ عام 2002 بفتح الحوار على مصرعيه في التلفزة الوطنية و الإذاعة و الصحف المكتوبة و بأسلوب ديمقراطي و دعم حرية الرأي و الفكر و أصبحت التلفزة الوطنية المغربية مسموعة من طرف أبناء المغرب داخل البلاد و خارجها و مسموعة من طرف أبناء المغرب العربي الكبير في تونس و موريتانيا و ليبيا و حتى الجزائر و قد أذن الملك الشاب بفتح مجال الإعلام المرئي و المسموع و قرر مؤخرا الترخيص لبعث 30 محطة جديدة للفضائيات و الإذاعات في المغرب أي أصبحت المملكة لها أكثر من 38 تلفزة و إذاعة أي بمعدل تلفزة أو إذاعة لكل مليون نسمة في المغرب
و هذا شىء جميل و إضافة إلى تنوع المحطات والإذاعات هناك تنوع جديد في الحوار و تطور في مفهوم الإعلام و تسابق في كشف الحقائق و تنافس على تقديم الأفضل للشعب.. و مبادرة أكثر في اسلوب الحوار و حرية الفكر لا للغناء و الميوعة و الرقص و حتى إن وجدت أركان للفن و الغناء فهي بمقدار و باسلوب نظيف هادف أما ملفات الحوار و التعدد الفكري في وسائل الإعلام فحدث و لا حرج و الذي يتابع التلفزة المغربية أثناء مداولات المجالس النيابية البرلمان و الغرفة الثانية لمجلس المستشارين يدرك معنى الحوار و حرية الرأي و مساحة الحوار و يدرك مدى حرية النائب في النقاش الحر الذي بلغ ذروته و يبقى النائب يتكلم نصف ساعة إذا لزم الأمر و الوزير منصتا ثم يأتي دور الوزير في الردّ و بعدها يعقب النائب على الوزير
شىء رائع و جميل و حرية رأي راقية من أجل الشعب المغربي
هذا الأسلوب أيضا طوره الملك الشاب في وسائل الإعلام المسموعة و المكتوبة المتنوعة و بالإضافة إلى كل هذه الضمانات في نزاهة التعددية الفكرية و الإعلامية الرائعة أذن العاهل المغربي الشاب و أحرص على كلمة شاب لعدة عوامل.. أذن بفتح حوار شامل وواسع يشارك فيه كل من دبّ و هبّ ويحضره كل من أراد الحضور و يكون مفتوحا للجميع مع السعي لدعوة أكثر عدد من الضيوف من تونس و مصر و ليبيا و كل العالم لمتابعة الحوار في مجالس المصالحة المغربية و تطور الحوار و مس كل القضايا الشائكة في المغرب و التي كانت تسمى بالخطوط الحمراء الممنوع إختراقها أو مجرد التفكير في الحديث عنها و لو باسلوب المدح و قد مس الحوار في هذا المجلس الواسع كل القضايا و التجاوزات و المظالم على إمتداد 35 سنة و شملت المظالم المباشرة و التجاوزات كل العائلات التي حضرت الحوار و تكلمت بصراحة و حرية و أدلى كل أحد بدلوه بحرية و صراحة و لا شىء ممنوع و لاخوف و لا ريبة و لا نفاق و رياء و لا مجاملة رغم أنّ الفترة التي أشار إليها المتحدثون تهم فترة حكم والد الملك رحمه الله.. و لكن الإرادة السياسية كانت أكبر و العزيمة كانت أقوى لوضع حدّ للكبت و القهر و الظلم و التجاوزات التي 95 بالمائة منها لم تكن صادرة عن الملك أو العرش بل تأتي بنسبة 95 بالمائة من الحاشية و نحن في تونس نسميها الدائرة ” دائرة سوء” و قد فرغ كل مواطن دلوه و تنفس الناس و عبروا عن مشاغلهم بحرية و طالبوا بالقصاص و التعويضات المعنوية و المادية و جبر الضرر و اذن الملك الشاب بجبر الضرر المادي و المعنوي لكل المتضررين و بهذا الاسلوب الحضاري الرائع كسب الملك جولة أخرى و مصداقية و شعبية كبيرة و تقدير و احترام الشعب المغربي و اصبح الملك محبوب عند الجميع بعمق و بوفاء خاص خاليا من النفاق و الرياء و حب المجاملة .. و حدثنا أخواننا التونسيين و الذين زاروا المغرب مؤخرا خاصة من الإعلاميين بأنّ الشعب المغربي إزداد تعلقه بالملك و العرش و كانه في عهد صانع الاستقلال الملك محمد الخامس رحمه الله فعلا ذكاء و حكمة من الله قال الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء
و قد اصبح الملك يتجول في الشوارع المغربية دون أمن و لا حراس و لا عساكر و لا هيلمان و لا تظاهر و لا تلفزة و لا إعلام و بهرجة و ذات مرة و في زيارة فجئية بالمعنى الصحيح دون تلفزة و لا حضور جمهور دخل نزل كبير من أكبر النزل الفخمة الراقية بمراكش نزل الميموني الذي يؤمه السواح الأجانب و كبار القوم و الشخصيات و اراد تناول العشاء دون حراسة و أمن و بعد الأكل تقدم رويدا لصاحب الخزانة و همّ بدفع قيمة العشاء فرفض صاحب النزل أو المكلف بالكاسة المالية لكنّ العاهل المغربي أصرّ على خلاص العشاء من ماله الخاص و من يومها أصبح كل الشخصيات تدفع ما عليها إقتداء بالملك الشاب
هذا ما نحتاجه في بلداننا و في الأمة العربية جمعاء و أخيرا و ليس بآخر ماذا حصل في المغرب مؤخرا وقع إكتشاف مجموعة من المسؤولين الكبار و من أعضاء مجلس النواب مورطون في قضايا الفساد و تهريب المخدرات و إنطلقت القضية و هناك عدد من المسؤولين وقع إعفائهم من وظائفهم و مناصبهم و هم الآن في التحقيق ووقع نشر وبثّ معلومات عاجلة عبر وسائل الإعلام المرئية و قناة الجزيرة في نشرتها حصاد اليوم مساء يوم الجمعة 13 أكتوبر 2006 خصصت مراسلة صوتية من المغرب قامت بها صحفية إلهام الهامي من المغرب حول أطوار القضية الجديدة و قضية الفساد و إستغلال النفوذ في المملكة.
و قد دعا الملك الشاب محمد السادس نصره الله و حفظه للمغرب مواصلة الكشف على كل من تحدّثه نفسه بالنيل من مكاسب المملكة و إستغلال النفوذ هذا الموقف العظيم زاده تقديرا و إكبارا ووقارا و احتراما في الشارع المغربي و حتى أحزاب المعارضة و حزب التنمية و العدالة كلهم نوهوا بهذا التصرف الحكيم الرائع و الموقف الرائع للملك محمد السادس و قالوا المغرب اليوم يسير في الإتجاه الصحيح بفضل مبادرات هادفة و رائعة و هادئة و رصينة دون إقصاء أو تشفي أو تهميش و في إطار العدل و الإنصاف و بشفافية مطلقة حقا مواقف رائعة تستحق الشكر و التنويه و التقدير و نرجوا من الله تعالى أن يرعى العاهل المغربي الملك محمد السادس و ان يحفظه لشعبه حتى يكون أنموذجا رائعا للأمة العربية و قادتها و مثلا جميلا رائعا لقادتنا و هذا ما نحن في حاجة إليه في العالم الإسلامي و العربي مزيد الشفافية و العدل و الأنصاف و حرية الرأي و احترام إرادة الشعوب في تكوين الأحزاب و الاجتماع و الإعلام المتنوع الهادف الصريح دون خطوط حمراء و دون سماسرة من أجل كسب المال بشتى الطرق بدعوى أنهم يدافعون على النظام و في الواقع هم يكونوا لا قدّر الله السبب في ضعف النظام بتصرفاتهم و إستغلالهم المفضوح و كسب من الحلال و الحرام و هم يعتقدون أنهم يفعلون و يصنعون حسنا و يأتي اليوم الذي يدرك فيه العقلاء و النزهاء و اصحاب الحق و الضمير أنّ الذي يساهم بالكلمة الطيبة و يقول الحقيقة و يكشف التجاوزات بموضوعية و أخلاق و عقلانية و نزاهة هو صاحب المبادرة و صاحب القول الحق و هو النصوح لأنه قال كلمته بحرية و صراحة و حب ووفاء أما خلافا لذلك فهو كسب مادي إلى حين و إستقلال و غدا يقلب الفيستة كما وقع ….قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا صدق الله العظيم…
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
كاتب عام جمعية الوفاء
المرأة المسلمة في المخيلة الغربية
د. مضاوي الرشيد (*) بين الحين والحين يعود الغرب الي موضوعه المفضل من خلال تصريحات لسياسيين او عن طريق ابحاث تمولها المؤسسات الغربية وما تعليقات وزير خارجية بريطانيا السابق جاك سترو عن النقاب الا قطرة في بحر كبير عمره مئات السنين. سترو لم يأت بجديد بل كان يعبر عن اللاوعي الغربي ونظرته الي المرأة المسلمة وحجابها فقد سبقه الكثير من الرحالة الغربيين نساء ورجالا وتحدثوا عن الحجاب ومن ثم جاء دور الاكاديميين من علماء اجتماع وانثروبولوجيا ليسلطوا الضوء علي المرأة المسلمة وتجربتها في مجتمعات مختلفة وثقافات متباينة ربما لا يربطها بعضها ببعض سوي الاسلام. ظهرت المرأة المسلمة في المخيلة الغربية منذ القدم وبالتحديد منذ الاتصال الذي حصل لحظة ظهور الاسلام كثرت التعليقات والملاحظات وكانت في مجملها وحتي مرحلة متأخرة سلبية، واذا استعرضنا صورة المرأة في ادبيات الرحالة فسنجد صورة سوداوية قبيحة رسمها الكثير عن المرأة المسلمة. خذ مثلا نيبور الذي كتب عن رحلته عام 1792. اقر هذه الرحالة ان الحجاب أهم قطعة ثياب ترتديها المرأة المسلمة واقر أن تغطية الوجه تبدو منتشرة في البلاد العربية التي زارها حينها. فتحدث عن الفلاحات المصريات وقال انهن قد يفاجأن ويظهر بينهن رجل وهن عاريات ولكنهن سرعان ما يغطين وجوههن رغم بقاء اجزاء اخري من الجسد عارية. ويزعم نيبور ان المصريين الفلاحين لا يعطون بناتهم قمصانا الا اذا بلغ عمرهن ثمانية اعوام كذلك يزعم انه رأي بنات مصريات يحدقن به وهن عاريات، تصوروا هذا المشهد الكوميدي وكيف قرر نيبور ان البنات اعمارهن ثمانية اعوام رغم ان البعض في البلاد العربية لا يزال لا يعرف تاريخ ولادته حتي هذه اللحظة فما بالكم بالقرن الثامن عشر، يرسم لنا نيبور صورة نساء عاريات ولكنهن مغطيات وجوههن. نيبور يكشف عريه هو الذي يوصلنا الي خبايا نفسه. الرحالة الذي يهجر وطنه ليبحث عن الجسد ويرسمه بحبره ولا تكتمل الصورة الا اذا تطرقنا لكتابات رحالة آخر هو ايضا يبدو معلقا بين خفايا ذاته الداخلية وبين ما يجده في ترحاله خاصة المرأة المسلمة. يقول ويليام ويلسون عندما زار مصر و الارض المقدسة ـ فلسطين ـ عن نساء المنطقة انهن اكثر الاشياء قباحة يربطن منديلا حول الرأس ويرتدين قميصا خشنا حول اجسادهن بالاضافة الي منديل آخر يخبئن تحته وجوههن وكأنه ستارة لها فتحات في منطقة الفم تكون ملوثة عادة بلعاب لونه بني. ويزعم انه راقبهن وهن يغسلن ثيابهن في النيل وكأنهن يعانين من عقدة نقص عندما يرين نساء الغرب البيض لذلك هن يستحين من اظهار وجوههن. كتب ويلسون هذا الكلام في عام 1823 (صفحة 77). المرأة المسلمة تظهر في مثل هذه الادبيات كشيء وبالفعل تستعمل كلمة object للدلالة علي هذه المرأة ولكن الولع برؤية وجه المرأة الشيء تظل مسيطرة رغم عدم قدرة هؤلاء الرحالة علي اختراق الستارة المزعومة يذهب هؤلاء الي بلاد كمصر وفلسطين بحثا عن حضارة وتاريخ عرفوه فقط من خلال حفريات الاركيولوجيا والتي ركزت مخيلتهم علي المباني والاثار القديمة واذا بهم يتطلعون لاستمرارية لا يجدونها وقت الرحلة. يحاول البعض ان يبحث عن الوجه الفرعوني والمومياء ولكنه ينصدم عندما يجد وجوه النساء مغطاة بخرق يعتبرونها قذرة. صدمة الغربي هذا تعبر عن نفسها بالالفاظ البشعة والسلبية التي تصف الاحياء من اهل مصر وتبقي التعابير الجميلة البراقة تستعمل فقط للدلالة علي حضارة المباني والاثار. يقبل الغربي ببريق الفراعنة وحضارتهم لكنه يحتقر المصري المعاصر وخاصة المرأة الفلاحة في الصعيد وعلي ضفاف النيل. واذا اخذنا عينة من ادبيات الرحالات الغربيات فسنجد تعابير اكثر سلبية فلا تضامن نسائي ولا تعاطف انثوي هنا. خذ مثلا مسز بيرتون في زيارتها الي سورية وفلسطين عام 1875 حيث كتبت اقبح الوصف لنساء المنطقة. تعترف مسز بيرتون ان النساء يلهون ويلعبن ويأكلن المكسرات بروح فكاهية ولكنها تصف عجائز المنطقة وتقول انهن يجلسن القرفصاء تغطي خمس شعيرات رؤوسهن (استطاعت المسز ان تعد شعيرات نساء سورية وفلسطين طبعا) وتركز ان هذه الشعيرات مطلية بلون برتقالي وما اقبح هذا المنظر حسب رأيها. واذا نطقت هذه المجموعة النسائية فالصورة تصبح اكثر قبحا اذ ان النساء يتكلمن بصوت خشن تشمئز منه الاذن. وتجزم المسز انه يجب علي النسوة ان يحمدن ربهم علي الحجاب الذي يحجب هذا القبح (1875 ـ صفحة 145). اذا كان هذا وصف الرحالة فكيف هو الحال مع تطور العلوم الانسانية والاجتماعية وخاصة تلك المتعلقة بدراسة المرأة المسلمة يا تري؟ هنا انقسم المحللون ومعظمهم اكاديميات متأثرات بالحركة النسوية في النصف الثاني من القرن العشرين. في موضوع الحجاب قرر بعضهن انه مؤسسة اقصائية لا تعطي المرأة حق التصرف بجسدها بينما رأت مجموعة اخري ان الحجاب محرر للمرأة من استهلاكية الغربي الذي يجعل من الجسد محطة للدعاية والاثارة. ورغم العمل القيم الذي قامت به مجموعة كبيرة من عالمات في الاجتماع والانثروبولوجيا الا ان خطابهن بقي مهمشا في الاطار العام للخطاب الغربي عن المرأة المسلمة. تظل الصور الاولي قابعة في المخيلة الغربية ومؤصلة بأدبيات قديمة وحديثة. خطاب سترو اذا ليس الا وقفة هامشية في المسيرة الطويلة التي ادت الي النظرة السلبية لموضوع الحجاب بشكل عام والنقاب بشكل خاص. نقول ان الحجاب بشكل عام لا يقف حجر عثرة في طريق الاندماج والانصهار في المجتمع المستقبل للمرأة المسلمة ولكن اعتراف سترو انه طلب من بعض المنقبات نزع نقابهن لا يمكن ان يقبل لأسباب متعددة. ماذا يريد سترو ان يقرأ في وجه امرأة تأتيه بمشاكلها في بلاكبورن؟ طبعا سترو نشأ في بيئة لا تعرف الا قراءة الجسد وكأن الكلام لا يكفي. هل يا تري يشك سترو في صدق محدثته وكلامها المسموع لذلك يريد ان يقرأ اللغة الجسدية وخاصة ما تبثه عضلات الوجه والعين؟ ان يطلب رجل في موقع سلطة كسترو من امرأة ان تنزع اي قطعة من ملابسها يعرف في القانون البريطاني انه تحرش جنسي مهما كانت نوايا الرجل حسنة. كذلك تصوروا موقفا آخر، لو طلبت من فتيات في صف الدراسة ان يغطين صدورهن المندلقة علي مقاعد الدراسة لان في ذلك بعض الاثارة لشباب الصف وتشتيت لأذهان الذكور في محاضراتي لاتهمت بأنني اتدخل في خصوصيات طلابي الاناث كذلك لو طلبت من تلميذة من تلميذاتي ان تنزع المسمار الذي يتوسط لسانها او الحلقة التي تربط اذنها بحاجبها لاتهمت انني ارفض نمطا معينا من الحلي وارفض ان تعبر هذه التمليذة عن خصوصيتها وذوقها الرفيع مهما كانت السلاسل هذه مصدرا لازعاجي وحتي قرفي من المسامير المحاطة بهالة من الالتهابات الناتجة عن التصاق المعدن بمناطق حساسة من الجسد والوجه. اعترف ان مسامير اللسان تشتت ذهني وتجعلني اقل تركيزا علي ما تقوله تلميذتي ولكنني مجبرة علي ان اتقبلها كما هي واتجاوز حساسيتي من المسامير. وبالفعل مع مرور الزمن يصبح المرء اكثر تعودا وليس قبولا لمثل هذا النوع من الثقوب والمعادن. لماذا لا يتعود سترو مثلا علي الاكتفاء بالكلمة ويعتبرها صادقة ليست بحاجة لفضلات الوجه لاثباتها او لماذا لا يتعود سترو مثلا علي قراءة لغة العيون فهي دوما صادقة ومعبرة عن خبايا النفس. مشكلة سترو وغيره ليس مع النقاب او الحجاب. المشكلة اكبر من ذلك بكثير، الهوية هي اليوم علي المنصة للبحث والنقاش. النقاب او الحجاب هو اليوم ساحة واحدة فقط من ساحات معركة الهويات وصراعها ليس فقط في بريطانيا بل في مناطق اخري من الغرب وحتي في العالم الاسلامي. يجب ان يقرأ سترو الحجاب ليس من منظور التعددية او من منظور الاندماج اذ ان عدم الاندماج ليس سببه الحجاب وانما ما هو اكبر منه بكثير. التقوقع الذي حصل في بعض اطراف الجالية المسلمة في الغرب هو نتيجة عوامل داخلية خاصة بهذه المجتمعات وليس سببه خرق المسلات المنسدلات علي رؤوسهن. لعدم الاندماج ثنائية المسـؤول عنها طرفان: اولا المجتمع الحاضن للأقليات وثانيا الاقليات ذاتها. لا يزال المجتمع الحاضن يحاول ان يخترق الحجاب وخاصة النقاب بالذات فمهما استهلكت المرأة المسلمة من منتجات غربية تخبئها تحت الجلباب الا انها ستظل الشغل الشاغل لطيف كبير من السياسيين والاعلاميين والمحللين الغربيين. لقد حصل بالفعل تصدير المنتجات الغربية للمسلمة والتي تستهلكها كما تستهلكها المرأة الغربية لكن الاختراق الاقتصادي لا يعوض عن الاختراق الحضاري المرجو هذا الاخير يعتبره الغرب مرتبطا بتغيير النمط السلوكي بدءاً بالزي وتبعاته. سيظل الوجه المحور الرئيسي للنقاش وسيظل الكثير من النساء متمسكات به رغم كل الضغوط لانه المعركة ربما الاخيرة التي ستفجر الكثير من الامور. قبل ان يسقط سترو النقاب عليه اولا ان يطلع علي مجلدات كبيرة من النقاش الفقهي والتي دارت عبر العصور بين المسلمين انفسهم حول الموضوع ذاته ليري ان التعددية الحقيقية ليست حكرا علي الغرب او ثقافة الـMulticulturalism التي تتغني بها بريطانيا لا لشيء الا لتتعالي علي جارتها الفرنسية. لم تخترع بريطانيا وحدها فقه التعددية بل هناك حضارات اخري اجتهدت قبلها بكثير. ولكن يبدو ان ادبيات الرحالة السابقة لا تزال تهيمن علي النظرة الغربية المعاصرة والتي جاء خطاب سترو لينفس عنها ولو بعض الشيء. (*) باحثة وكاتبة سعودية مقيمة في لندن (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)
أمريكا تجند “متحاملات على الإسلام” لحل مشاكل المسلمات !
يستعد معهد أمريكي محسوب على تيار اليمين المحافظ في أمريكا، لعقد مؤتمر عن أوضاع المرأة المسلمة يستضيف فيها شخصيات يعتبرها بعض الباحثين »متحاملة على الدول الإسلامية«، وعدد آخر من الشخصيات العربية »الطامحة سياسيا«، وذلك في إطار اهتمام المحافظين الجدد في أمريكا بما يسمونه البعد الإيديولوجي »للحرب على الإرهاب«. وذكر بيان صادر عن معهد العمل الأمريكي (أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت)، أن المشاركين في مؤتمره القادم في العاشر من أكتوبر سوف يمثلون مصر وسوريا وليبيا وتونس وإسرائيل وإيران والعراق. ومن الشخصيات الحاضرة من مصر في هذا المؤتمر، جميلة إسماعيل زوجة الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري المعارض، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات تأسيس الحزب، ومن المقرر أن تتحدث جميلة اسماعيل من منصة تجمعها بالصحافية الإسرائيلية »روثي بلم« الكاتبة في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، المعبرة عن رأي أقصى اليمين الإسرائيلي. ويشارك في المؤتمر رشا شكر، الصحافية السابقة في الإذاعة المصرية، التي انتقلت للحياة في أمريكا عام 2004 ولها مدونة سياسية على الانترنت تطالب فيها بتغيير اجتماعي في العالم الإسلامي، وكانت رشا شكر قد عملت في هيئة المعونة الأمريكية وكذلك الجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة. وكان المعهد قد قال أيضا في بيان رسمي سابق له إن »إيان هيرسي علي« ستكون من ضمن المتحدثات، وهي سيدة من أصول صومالية ارتدت عن الإسلام ونائب سابقة في البرلمان الهولندي صورت فيلما يدعى »خضوع« اعتبره الكثيرون مسيئا للإسلام. وفي هذا الصدد يشار إلى أن »هيرسي علي« انتقلت للعمل في »أمريكان انتربرايز انستيتيوت« بعد الانتقادات في هولندا نتيجة كذبها في أوراق حصولها على الجنسية الهولندية. ومن المتحدثات الليبية سوسن حنيش والايرانية ماريام ميمارساديغي وكذلك الدكتورة التونسية أمل قرامي، المدرسة في جامعة منوبة التونسية والتي تخصصت في دراسة حد الردة في الإسلام وكانت من ضمن المتحدثين في مؤتمر أقباط المهجر الذي عقده أقباط مصر في واشنطن في ديسمبر عام 2005 انتقدت فيه مصر بشكل قوي. أما في المؤتمر الجديد فستلقي الكلمة الرئيسية في المؤتمر الدكتورة وفاء سلطان، الأمريكية من أصل سوري، وهي باحثة عرفت بـ»هجومها« على الإسلام، وكانت وفاء سلطان تقوم حتى وقت قريب بالرد على أسئلة القراء في أحد المواقع الإلكترونية، وهو المنبر الذي دأبت فيه على انتقاد القرآن. وكان هذا الباب بعنوان »أنت تسأل ووفاء سلطان تجيب«. وفي بيانه الذي أعلن فيه عن المؤتمر القادم، قال معهد العمل الأمريكي إن »تقدم حقوق المرأة في الشرق الأوسط يُعتبر معيارا مهمّا لتقدم الإصلاح. وفي ظل نظم الحكم القمعية في الشرق الأوسط سوف تكون حرية المرأة علامة أكيدة على تقدم الحريات العامة«. وأضاف البيان: »ولكن ما هي الإصلاحات السياسية الجارية في المنطقة فيما يتعلق بالحقوق القانونية للمرأة؟ هل نجحت القيادات الدينية المؤيدة للإصلاح في دعم التفسيرات الجديدة للنصوص الإسلامية فيما يتعلق بالمرأة؟ وما هي الأدوار التي تمتلكها المرأة في الحركة الأوسع للإصلاحات السياسية والاقتصادية؟ وما هي الخطوات التالية في المعركة الخاصة بحقوق المرأة؟«. (المصدر: “الشروق اليومي” (الجزائر) بتاريخ 8 أكتوبر 2006)
تحديث 30 «ميراج» وسفن حربية… وطرابلس مهتمة بطائرات «رافال» ومروحيات «تيغر» …
إسرائيل تساند دوريات حلف الأطلسي لمكافحة الإرهاب
انكفاء شمال افريقيا عن هموم الشرق الأوسط
محنة المسلمين في بريطانيا
شغور في مجلس المستشارين
بوفاة رئيس اتحاد الكتاب التونسيين السابق الميداني بن صالح في شهر جويلية الماضي حصل شغور في مجلس المستشارين مازال لحدّ الآن لم يقع سدّه. ملاحظات تنتظر إجابات جاء في توضيح من إدارة المسرح بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث أنه تبعا لتصريحات السيد فاضل الجعايبي حول منع مزعوم لإحدى مسرحياته، تجدر الإشارة إلى أنّ اللجنة المختصة المكلّفة بالنظر في مشاريع المسرحيات قد أبدت جملة من الملاحظات وأبلغتها، طبقا للتراتيب، للمعني بالامر في غضون شهر جويلية 2006. وقد طلبت اللجنة من السيد فاضل الجعايبي، في نطاق الاجراءات الجاري بها المعل، تقديم اجاباته حول تلك الملاحظات. ولكن المصالح المعنية بالوزارة لم تتصل، لحد الآن، بأي ردّ منه حول هذه الملاحظات. الـديـون الـخـارجـيـة.. ضبطت الحكومة، سيناريو خطة يهدف إلى التخفيض في نسبة التداين الخارجي خلال السنوات العشر المقبلة، من 50.2% العام 2006 إلى 40.5% العام 2011 قبل أن تصل إلى حدود 33.6% فحسب مع إطلالة العام 2016.. تطوير منظومة الدفع الالكتروني يفوق حاليا عدد الموزعات البنكية 770 موزعا بكامل مناطق الجمهورية 26% منها موجودة في تونس الكبرى و9% في ولاية نابل و10% في ولاية سوسة، و8% في ولاية صفاقس. ويبلغ عدد البطاقات البنكية الموزعة أكثر من مليون و35 ألف بطاقة، ووصل عدد التجار المنخرطين بمنظومة الموزعات البنكية 11 ألف تاجر. ومن ضمن ملامح خطة تطوير منظومة الدفع الالكتروني إلى سنة 2009، توزيع 2،9 مليون بطاقة بنكية والقيام بـ 50مليون عملية نقدية، وإحداث 500 موزع نقدي جديد. حول الشبكة الحديدية السريعة ستشهد السنة القادمة بداية أشغال إنجاز الشبكة الحديدية السريعة بتونس الكبرى (RFR) ومن المقرر أن تضم الشبكة الحديدية السريعة 5 خطوط وهي: خط للضاحية الجنوبية، وخط فوشانة-المحمدية، وخط سوسة-المنيهلة، وخط الزهور-السيجومي، وخط أريانة الشمالية. وسيصل مجموع طول خطوط الشبكة 86 كلم.وينتظر أن تساهم خطوط الشبكة في نقل ما بين 20 إلى 40 ألف مسافر في الساعة. وتقدر طاقة استيعاب كل قطار سريع بـ2500 مسافر، وهو ما سيمكن من تعويض 1700 سيارة خاصة. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)
توضيح من إدارة المسرح بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث
تبعا لتصريحات السيد فاضل الجعايبي حول منع مزعوم لإحدى مسرحياته، تجدر الإشارة إلى أن اللجنة المختصة المكلفة بالنظر في مشاريع المسرحيات قد أبدت جملة من الملاحظات وأبلغتها، طبقا للتراتيب، للمعني بالأمر في غضون شهر جويلية 2006. وقد طلبت اللجنة من السيد فاضل الجعايبي، في نطاق الإجراءات الجاري بها العمل، تقديم إجاباته حول تلك الملاحظات. ولكن المصالح المعنية بالوزارة لم تتصل، لحدّ الآن، بأي ردّ منه حول هذه الملاحظات. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)
غسالة النوادر: لماذا تغرق المدن بسرعة مذهلة؟
تونس ـ الصباح امطار الخريف.. او «غسالة النوادر» كما يسميها البعض كشفت للعيان انها قادرة على اغراق الكثير من احياء العاصمة والمدن الكبرى في برك من الماء بمنتهى السرعة.. وهو مشهد يتكرر كل سنة الى درجة جعلت الناس يتعودون عليه، وربما يستعدون لمجابهته. البعض يرجع سبب التدفق الكبير لسيول الامطار واغراقها للطرقات والمنازل لقنوات التطهير المعطلة والمسدودة بالاتربة وفضلات اشغال البناء.. ويرجعها آخرون لانسداد مجاري المياه وللفضلات التي يلقيها المواطن نفسه بالاودية الامر الذي يساهم في سد مسار الامطار الطبيعي وبالتالي في تعطيل تصريفها. الاضرار الناجمة عن الامطار التي انهمرت في عديد المناطق من الجمهورية خلال عطلة نهاية الاسبوع، وخاصة في الاحياء الشعبية تشهد كثافة سكانية كبيرة بالعاصمة جعلنا نطرح السؤال التالي: «كيف استعد الديوان الوطني للتطهير لمجابهة امطار الخريف؟ واجابة عن هذا السؤال وافتنا مصادرنا بالديوان بخلاصة البرنامج المتعلق باستعدادات الديوان لموسم الخريف الجاري. واطلعتنا انه الى جانب عمليات الجهر لشبكة المياه المستعملة، هناك برنامج لجهر وتنظيف وصيانة الاودية ومجاري المياه واحواض تجميع مياه الامطار وللغرض تقرر جهر وتنظيف 58 وادي ومجرى مياه امطار على امتداد 126 كيلومترا موزعة على ولايات تونس واريانة ومنوبة وبن عروس وبنزرت ونابل وسوسة والقيروان وصفاقس وتم بعد الانتهاء من هذه العملية. وبالاضافة الى ذلك تقرر جهر وتنظيف 28 حوضا لتجميع مياه الامطار.. وتتسع هذه الاحواض لمليون متر مكعب وتوجد بتونس وبنعروس واريانة ومنوبة. وانتهت عمليات التنظيف برفع كميات هامة من الترسبات واعادة الطاقة القصوى لهذه الاحواض حتى تتمكن من استيعاب مياه الامطار. ولكن ماذا عن قنوات التطهير التي يمكن ان يتسبب انسدادها في الفيضانات؟ ديوان التطهير كما استفدنا من مصادره عمل على جهر قنوات تصريف مياه الامطار والقنوات المزدوجة والمنشآت التي تتطلب التدخل.. كما ان تخفيف سبختي السيجومي واريانة سيجعلهما قادرتين على استيعاب كل مياه الامطار القادمة من المناطق المحيطة بهما خلال الخريف والشتاء. فان عمل الديوان الوطني للتطهير على القيام بهذه الاستعدادات لمجابهة امطار الخريف.. فان البلديات بدورها تتحدث عن برامج في نفس الغرض ونفس الشأن ينسحب على مصالح التجهيز والاسكان والتهيـئة الترابية. .. ولكن المواطن لا يهمه من هذه البرامج الا النتيجة، لانه حينما يغرق في برك من مياه الامطار، بعد فترة وجيزة من انهمار السيول وفي لمح البصر لا يصدق ان مختلف المتدخلين من مختلف الوزارات قاموا بالاشغال اللازمة لمجابهة الامطار. فالى متى سيتواصل هذا الحال.. ومتى تنتهي مخاوف متساكني الاحياء المهددة اكثر من غيرها بالغرق. من غسالة النوادر؟ سعيدة بوهلال
بعد الأحياء الشعبية:
برك من المياه والوحل تغمر الأحياء الرّاقية من العاصمة
تونس ـ الصباح مظاهر تطل مع الايام الاولى من الشتاء وتتواصل حتى حلول الربيع وقد انطلقت هذه السنة مبكرا.. أمطار تعطل حركة المرور وبتوقف مختلف وسائل النقل تنجر خسائر كبيرة تلحق بالسيارات ثم تليها أيام من انسداد الشوارع بالطين المبلل الذي يمثل خطرا هو الآخر.. خلال الايام القليلة الماضية شهدت مختلف مناطق الجمهورية نزول كميات متفاوتة من الامطار، التي عطلت في بعض الاحياء الشعبية حركة التجارة داخل اسواقها أو على الارصفة وعطلت حركة المرور في البعض الآخر نتيجة ارتفاع مستوى المياه.. طرقات تتحول الى برك مياه بعد سويعات قليلة من نزول امطار عادية يوم السبت تحولت بعض الطرقات بأحياء راقية الى بركة مياه تجمعت من المنحدرات حيث شهد حي النصر1 و2 والمنار 1 بركا من المياه واصبحت الطرقات تمثل خطرا محدقا بالمارة، نظرا لأن المياه حملت معها أكواما من التراب والطين مما أدخل الخوف والهلع لدى اصحاب السيارات بسبب انغماسها في الوحل.. ورغم توقف نزول الامطار والانحسار النسبي لانسياب المياه على الطرقات والارصفة عطلت كميات الوحل المتراكمة حركة المرور ومثلت سببا من الاسباب الرئيسية للانزلاق. بعد الأمطار مشكل الوحل على الطرقات
التحقت بعض الأحياء الراقية بركب مشكل السير في الطرقات بمجرد نزول كميات متوسطة من الامطار بالأحياء الشعبية وهو ما يؤكد ذات السبب في غياب التوازن في الاهتمام بالطرقات وببالوعات مياه الامطار، زيادة على الاهمال الذي تلاقيه مختلف الاشغال في بعض المناطق يساهم بدوره في ابراز مكامن الوهن لبعض طرقاتنا. حنان حجلاوي
* تونس ـ «الشروق» أوقفت النيابة العمومية شخصا بولاية قابس لاتهامه بالاعتداء على محام، وتمت احالته على أنظار الدائرة الجزائية بمحكمة الناحية بالحامة حيث تمت ادانته والقضاء بسجنه. وكانت الاحالة من أجل الاعتداء بالعنف والاعتداء على الأخلاق الحميدة والقذف العلني وذلك بالاستناد على وقائع القضيّة. وحسب الملفات، فإن هذه الوقائع تفيد بأن المشتبه به وهو مستلزم بسوق ورئيس جمعية رياضية بالجهة، توجّه الى أحد أسواق المواشي بولاية ابس، وكان المحامي بصدد التسوق، استعدادا لعيد الاضحى، فنشب بينهما خلاف، تعمّد على اثره المتهم سحب المتضرّر والاعتداء عليه بالعنف، ثم اعتدى عليه بالقول أمام عدد هام من المتسوقين وأبناء المدينة. توجّه إثر ذلك المتضرّر الى أحد المستشفيات وتسلّم شهادة طبية تشخص حالته ومنحه الطبيب راحة بـ15 يوما. ثم حرّر شكاية لقاضي الناحية سرد فيها ما تعرّض له من اعتداء وقدّم صورة الوقائع. أحال قاضي الناحية الشكاية الى مركز الحرس. وتكفّل الباحثون بالبحث في القضيّة وسماع شهادة الشهود كما استمع المحققون الى أقوال المتضرّر الذي تمسّك بحقه في تتبع المشتكى به. وجرت مكافحة قانونية بين الطرفين تمسك خلالها كل طرف بتصريحاته. ثم عرضت ملفات القضية على النيابة العمومية، حيث أذن وكيل الجمهورية بإيقاف المتهم واحالته على محكمة الناحية بالحامة من أجل اتهامه بالاعتداء على الأخلاق الحميدة والقذف العلني وتمّ ايداعه السجن المدني بغنوش من ولاية ابس. وقام المتضرر في طور أول بالحق الشخصي ثم في طور آخر رجع في ذلك وقدّم اسقاط دعوى. مثل المتهم خلال أحد الأيام القليلة الماضية (نهاية الأسبوع) أمام هيئة الدائرة الجزائية بمحكمة الناحية حيث تمسّك ببراءته وسانده في ذلك محاميه الذي طعن في رواية المشتكي وطعن أيضا في شهادة الشهود، واعتبر أن ملفات القضيّة خالية من أي قرينة لادانة منوّبه خاصة فيما يتعلق بتهمة الاعتداء بالعنف، وطلب على أساس ذلك الحكم بعدم سماع الدعوى لفائدة منوّبه واحتياطيا القضاء بأخف عقاب ممكن قانونا، فيما قدّم عدد من المحامين نيابتهم لزميلهم المتضرّر وقدّموا اسقاط الدعوى وفوّضوا النظر للمحكمة. وتمسك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة، فقرّرت هيئة المحكمة بعد الاستماع الى كافة أطراف القضيّة حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم لتقضي إثر ذلك بثبوت إدانة المتهم وسجنه من أجل ما نسب اليه لمدّة 16 يوما مع تغريمه بمبلغ 400 دينار. مع الاشارة الى أن القانون المنظم لمهنة المحاماة يحدّد شروطا لاتخاذ اجراءات من قبل محام ضدّ زمليه. إذ ينصّ الفصل 30 من قانون 1989 المنظم لمهنة المحاماة أنه «يجب على المحامي الذي يريد تقديم دعوى ضدّ محام أو اتخاذ اجراءات قانونية ضدّه أن يعلم بذلك رئيس الفرع الجهوي المختص الذي يرجع اليه المحامي المطلوب». * م. خ. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)