TUNISNEWS
8 ème année,N°2981 du 21.07.2008
تونس نيوز: تهنئ الصحفي المناضل سليم بوخذير بمناسبة إطلاق سراحه
حــرية و إنـصاف:تهنئــــة باطلاق سراح القلم الحرسليــم بوخذيــر
العربية.نت:تونس تفرج عن مراسل العربية.نت بعد مرور 8 شهور على اعتقاله
ايلاف: إطلاق سراح الصحفي التونسي سليم بوخذير
مجموعة من الصحافيين التونسيين:القلم الحر سليم بوخذير أخيرا .. حر والحر ديما يبقى حر: ردا على “غراب البين”
حــرية و إنـصاف:حسين بن محمد الجلاصي: مطلب في الإعراض عن الجنسية التونسية
حــرية و إنـصاف :دعوة الى جنازة وطنية جماعية
رويترز:محام: محكمة تونسية تقضي بحبس خمسة بتهم إرهاب
اسلام أون لاين:محاكمة صوفية بتونس.. “خطأ غير مقصود”!
الشرق:تونس: الحكومة في حالة ‘استنفار اقتصادي’ تحسبا لصعوبات المرحلة المقبلة
رويترز: تونس تتوقع ضعف محصول الحبوب هذا العام
الحرس البحري ببنزرت يضرب بقوة:إحباط 3 عمليات إبحار خلسة وايقاف 37 «حارقا» و6 منظّمين
عادل الشاهد:القائمة الرسمية تفوز بعد أن رصدت الدولة أكثر من 100 مليون لضرب المستقلين
زياد الهاني :النقابة الوطنية للصحفيين : صور من الجلسة العامة
كلمة:النقابة الوطنية للصحافيين: السلطة تستعيد سيطرتها على القطاع
كلمة:الكرة التونسية من الحركة الوطنية إلى الأعراف
مواطنون:النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل:لائـــــــــــــــحــــــة
مواطنون: أخبــــــــــــــــار الجــــــــــــــــــــــــــامعة
صابر التونسي: ســــــــــــــــــــــــــــواك حـار (90)
عبد اللطيف الفراتي :الصيف الســــــــــــــــــــــــاخن
المختار اليحياوي: التحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي
عبدالحميد العدّاسي: إلى صديقــــــــــــــــــــي البوجادي
توفيق المديني: هل من أمل في السياسة المتوسطية للاتحاد الأوروبي؟
مراد رقية :الأيام التجارية مساند رسمي ل”مهرجان النسيج” أو”مهرجان الرداءة”تأكيد لنظرية الأواني المستطرقة؟؟؟
د. محمد سليم العوا: هـل يُـحـاكـمُ الرئيس البشير دوليا؟
جريدة ناصريون أون لاين: ثورة يوليو: ثورة ضد قيم الخوف والهزيمة.
رويترز: انتخاب أمين عام جديد لحزب العدالة والتنمية في المغرب
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
الزملاء المحترمون اود اعلامكم انه تم الافراج عن الزميل سليم بوخذير منذ قليل فالشكر الجزيل الى كل من ساهم في الدفاع عنه يمكن الاتصال به على الرقم0021698670881 لطفي حجي
تونس نيوز: تهنئ الصحفي المناضل سليم بوخذير بمناسبة إطلاق سراحه
تلقت أسرة تونس نيوز خبر إطلاق سراح الصحفي المناضل سليم بوخذير بكثير من الإرتياح بعد محنة قاسية وعصيبة وهي تتوجه إليه وإلى أسرته بأحر التهاني وتشد على يده في باقي مشوار النضال من أجل الحرية والكلمة الهادفة وتستحث قلمه للعودة إلى سالف نشاطه ملتحما بقضايا المستضعفين من أبناء شعبنا وبهذا المناسبة السعيدة نتوجه بالشكر إلى كل الاقلام الحرة التي كتبت إلينا ونشرت علي صفحاتنا رسائل الذود والدفاع المستميت عن حق المناضل بوخذير في التعبير.. والمطالبات الملحة بواجب إطلاق سراحه وهو جهد في حاجة أن يستمر حتي يطلق سراح آخر سجين رأي وتنتهي صفحة المحاكمات السياسية في البلاد وحتي ذلك الحين نتمني لكل وطني حر التوفيق في خدمة تونس الحبيبة والدفاع عن سمعتها والإرتقاء بمستقبلها نحو المجد الذي يليق بشعبها المعطاء.
مع أجمل التحيات للمناضل الصحفي سليم بوخذير أسرة تونس نيوز
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21/07/2008 الموافق لـ 18 رجب 1429
:تهنئــــة باطلاق سراح القلم الحر سليــم بوخذيــر
تعبر حرية و إنصاف عن ابتهاجها بإطلاق سراح القلم الحر و العضو المؤسس لمنظمة ”حرية و إنصاف” الصحفي سليم بوخذير و تهنئ عائلته بهذا الخبر السار و تتمنى له الصحة الجيدة بعد المضايقات التي سلطت عليه في السجن و تتوقع التحاقه بالمنظمة في أقرب وقت ممكن لمواصلة نشاطه الحقوقي المعهود و مشواره الصحفي الدؤوب. و تتمنى ” حرية و انصاف ” اطلاق سراح كل المساجين السياسيين و مساجين الرأي و سن قانون العفو التشريعي العام. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الاستاذ محمد النوري
إطلاق سراح الصحفي التونسي سليم بوخذير
إسماعيل دبارة إسماعيل دبارة من تونس: أكدت زوجة الصحفي المعتقل سليم بوخذير منذ قليل في اتصال هاتفي مع إيلاف نبأ الإفراج عن زوجها مراسل العربية نت المعتقل منذ 7 أشهر. و قالت زوجة الصحفي بوخذير بنبرة فرح واضحة :نعم أطلق سراحه منذ قليل و قد اتصل بي هاتفيا و أعلمني بذلك …أنا في الطريق إليه حاليا من تونس العاصمة إلى السجن المدني بصفاقس مكان اعتقاله”. و لم تحدد زوجة بوخذير ظروف الإفراج عنه أو طبيعته و لكنها أكدت تمتعه بعفو ما لأن فترة الحكم بالسجن لمدّة سنة لم تنقض بعد. و كان سليم بوخذير اعتقل في السادس والعشرين من شهر نوفمبر من العام الماضي لمّا أوقفته السلطات الأمنية التونسية وهو على متن سيارة أجرة عائدا إلى تونس العاصمة وأحالته للمحاكمة يوم 27 نوفمبر بتهم الاعتداء على عون الأمن الذي أوقف السيارة ، ورفض الإدلاء بالهوية والاعتداء على الأخلاق الحميدة. وقد رفضت المحكمة طلب محاميه الإفراج الوقتي عنه. وحكم عليه في الرابع من ديسمبر 2007 بالسجن سنة نافذة الأمر الذي استغربه المحامون ورأوا فيه تصفية حسابات ومحاكمة للرأي أكثر منه قضية جزائية. وكانت أوساط حقوقية وسياسية عديدة اعتبرت أنّ هذه التهم ليست إلاّ غطاء لمعاقبة بوخذير على جرأته في التعرّض إلى قضايا الفساد واستغلال النفوذ و الرشوة وهي مواضيع اشتهر بها لمّا كان مراسلا لكل من القدس العربي و العربية نت وعدد من وسائل الإعلام الأخرى. ومن المرجح أن يكون عفو رئاسي قد صدر لفائدة بوخذير بمناسبة الذكرى الواحد و خمسون للاحتفال بعيد الجمهورية التونسية. وكان عدد كبير من الصحافيين التونسيين قد طالبوا بإطلاق سراح الزميل سليم بوخذير القابع في السجن منذ 7 أشهر. وشدد عدد من المتدخلون في الجلسة العامة الأولى لنقابة الصحافيين التونسيين التي عقدت يومي السبت و الأحد الماضيين على الوضع الاجتماعي السيئ جدا الذي تعيشه زوجة بوخذير وابنه بسبب سجن سليم وهو عائلهم الوحيد. و استبشر عدد من الصحفيين التونسيين بإطلاق سراح بوخذير قبل انقضاء فترة عقوبته، وأعرب سمير ساسي سكريتير تحرير صحيفة الموقف عن فرحته بإطلاق سراح بوخذير وعودته إلى عائلته الموسعة ،العائلة الإعلامية التونسية. و قال ساسي في تصريح لإيلاف إنه :”ما كان ينبغي أن تتم هذه المحاكمة أصلا باعتبارها محاكمة رأي قد تضيق على حرية التعبير في تونس.” المصدر: موقع ايلاف بتاريخ 21 جويلية 2008
القلم الحر سليم بوخذير أخيرا .. حر والحر ديما يبقى حر
ردا على “غراب البين” “مسيلمة” أو “أبخر دار الصباح”
مجموعة من الصحافيين التونسيين أما الذين يريدون أن يبقوا أذنابا للبقر فلن يكونوا إلى كذلك… صم بكم أو هم كالحجر…. أخيرا بوخذير حر والذي عارض بالأمس القريب إطلاق سرحه سيظل عبدا ذليلا لمن اشتروه بثمن بخس…دراهم معدودات. كنت يوم الجمعة الماضي في الجلسة العامة للصحافيين أتابع مجرياتها عندما أثار الزميل العزيز لطفي الحجي قضية الزميل العزيز سليم بوخذير. وتأثرت كثيرا لكلمات الحجي التي كانت تعبر بغاية اللطف عن معاناة زميلنا سليم بوخذير. ولم يطالب الحجي لا بمحاكمة من سجنوا بوخذير أو عذبوه في السجن او فتح تحقيق او او ..طالب فقط بتمكينه من حقه الذي يخوله له القانون وهو السراح الشرطي. أنهى الحجي كلمته وقد تأثر جميع من بالقاعة ولم يكد تصفيقهم يتوقف حتى قام “غراب البين” خطيبا في الحاضرين. وبوجه كالح كالمعرّة يقلّبه من شدة الخزي، ونظرات كنظرات العاهرة تحاول أن تواريها وقف “غراب البين” ليقول أنا لا اعتبر سليم بوخذير صحافيا…وما أتاه سليم بوخذير يسيء للصحافيين .. وذكر .. وأطال .. ومدّد وكأنه احد المراجع الذين لا يمكن تجاوز فتواهم في الصحافة. وخلص إلي انه بالتالي ضد المطالبة بإطلاق سراح الزميل بوخذير. ولكن القدر شاء أن يطلق سراح بوخذير يوما واحدا بعد معرة “غراب البين” كما شاءت الأقدار ان يرد على كالح الوجه الزميل منجي الخضراوي الذي يُحسب له انه دافع عن بوخذير وطالب بالنظر إلى الجوانب الإنسانية من مأساة بوخذير ابنه وزوجته ومرضه.. . والسؤال هو لماذا اختار “أبخر دار الصباح” أن يعفّن الجلسة العامة بتلك الخطبة العمياء التي تعبر عن انعدام أية عواطف إنسانية أو قيم نبيلة لشخص يعتبر نفسه احد رموز الصحافة التونسية. ما ضر أبخر دار الصباح لو سكت؟ ثم ما الذي سيخسره او سيجنيه من بقاء سليم في السجن أو من إطلاق سراحه؟ طبعا لا شيء ..ولكنها الخسة والنذالة في أحقر مظاهرها عندما يسعى كلب دار الصباح إلى إشعار أسياده بأنه في الخدمة وانه لم يغادر مخفر الحراسة والدليل هو النباح طبعا. هكذا دأب مسيلمة دار الصباح أن يفعل لكما سنحت له الفرصة.. أن يسب أعداء السلطة حتى تسمع هي النباح وتجازيه بعظم… طبعا وكما يعلم كثير من الصحافيين فان مسيلمة له حظوة خاصة لدى أصحاب القرار في بلادنا وحتى إن غاب أو سافر فان الوزير نفسه يطلبه “للاطمئنان عليه”…..وعلى من معه طبعا. كما أن كبار أجهزة امن الدولة يزورونه لتعزيته في ابنه لما توفي. إننا نقول لمسيلمة بدلا عن سليم ..خسئت ولن تكون إلا مساح أحذية أو في أقصى الحالات “مكلف بمهمة” لدى أسيادك يمسحون فيك أوساخهم ولن تجد لا مكانا ولازمانا لتمسح عنك أوساخك التي بلغ درنها المبالغ الكبيرة. إن من حق أي إنسان أن يختار أين يضع نفسه “تحت جناح الذبانة” أو في غيرها ..وهؤلاء كالقمل او ك”القَرَادْ” يعيشون على مص الدماء من أي مكان حتى وان كان إبط بعض السوائب المتعفنة.
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21/07/2008 الموافق لـ 18 رجب 1429
وردت علينا رسالة من السجين السياسي السابق أصر على المنظمةأن تنشرها كما هي :
” الرسالة السيد الرئيس الأول للمحكمة الابتدائية بتونس تونس في21/07/2008
الموضوع: مطلب في الإعراض عن الجنسية التونسية
العارض: حسين بن محمد الجلاصي ، رقم بطاقة الهوية 00566857 العنوان :الشوارع و الأزقة التونسية سبق و أن تقدمت بدعوى ضد وزير الداخلية و التنمية المحلية إلى المحكمة الإدارية في مادة تجاوز السلطة و ذلك برفض تمكيني من جواز سفر حتى أمارس حقي الطبيعي كمواطن و كإنسان يحق له السفر و التنقل إلى حيث يطيب له العيش على كوكب الأرض ، و قد أصدرت الدائرة الابتدائية الثانية بالمحكمة الإدارية بتاريخ 3 ماي 2006 في القضية عدد 14487/1 حكما لفائدتي يقضي برفض القرار الجائر المطعون فيه لوزير الداخلية و قد أيدت الدائرة الاستئنافية الأولى بالمحكمة الإدارية الحكم الابتدائي بتاريخ 11/12/2007 عدد 25859 . و رغم إعلام الوزير بالحكم الاستئنافي المذكور عن طريق عدل منفذ بنسخة تنفيذية بتاريخ 12/03/2008 فقد استمر الوزير في تجاهل صدور الحكم رغم إعلامه به. و حيث أن هذا الامتناع أجبرني على التفكير بالقبول بالأمر الواقع و الاستقرار في تونس إلى حين و هذا ما دفعني للبحث عن عمل قار. و حيث أنني حصلت على وعد بالعمل كسائق شاحنة سعيت جاهدا للحصول على رخصة سياقة من الصنف المطلوب على الرغم من أن العمل كسائق لا يشكل طموحا عندي فشهاداتي العلمية أكبر من ذلك و لكن الضرورة التي اقتضتها ظروفي الاجتماعية و القانونية حتمت عليّ القبول بهذا الوضع البئيس و من جديد حال تجاوز حد السلطة بيني و بين مواصلة السعي للوصول إلى بغيتي و هي الحصول على رخصة سياقة من الصنف المطلوب و هذه المرة ليس وزير الداخلية و إنما مدير المكتب الجهوي للوكالة الفنية للنقل البري بزغوان و الرئيس المدير العام للوكالة الفنية للنقل البري ، فالأول منعني من إعادة إجراء الامتحان في ولاية زغوان و الثاني أقره على ذلك و السبب هو تجنيبي مشقة السفر من تونس إلى زغوان كما جاء في التبرير الكتابي للموظفيْن المذكورين فأخلاقهما العالية جدا هي التي دفعتهما لتجاوز حد السلطة و رفضهما تقديم خدمة عمومية من مرفق حكومي لمواطن تونسي. و قد رفعت دعوى جزائية لدى وكيل الجمهورية بسبب هذا التعدي على حق من حقوقي الذي أقرته المواثيق الدولية فتم حفظ القضية لعدم وجود قوانين تجرم الموظف العمومي إذا رفض تقديم خدمة عامة حسبما أفادني به مساعد وكيل الجمهورية و أن كل ما أستطيع فعله هو تقديم دعوى مدنية إلى المحكمة الإدارية . و حيث أنني أعرضت عن تقديم دعوى لدى المحكمة الإدارية و التي أعلم سلفا بأن حكمها سيكون برفض القرار الجائر موضوع الطعن و سيكون هذا بعد مضي سنوات من الانتظار و للمحكمة عذرها في ذلك إذ أن المظالم التي تحيط بالمواطن من كل حدب و صوب أكبر من أن تحيط بها المحكمة الإدارية و آليات عملها و إمكانياتها المحدودة على الرغم من أن الذين يلجؤون للمحكمة الإدارية لطلب العدل و الإنصاف هم أقل القليل و حيث أن الممارسات التي تطالني باستمرار المعلن منها و المخفي تجردني من انتمائي الوطني و من حقوقي المدنية و السياسية كمواطن و آخرها عدم قبولي في قائمة الناجحين في امتحان الحصول على شهادة الكفاءة المهنية لسياقة تاكسي أجرة في ولاية تونس و أنا على يقين تام بأن هذا قد تم لحسابات سياسية خاصة إذا علمنا بأن جميع الذين أجروا الامتحان و الذين بلغ عددهم نحو أربعة آلاف قد نجحوا جميعا ما عدا مجموعة قليلة جدا و أعيد و أكرر بأن رغبتي في العمل كسائق شاحنة أو تاكسي ليس طموحا و إنما هو ضرورة . و حيث لا توجد عقوبات رادعة للذين يتجاوزون حد السلطة بتعديهم على أبسط الحقوق المدنية للمواطن لحسابات سياسية أو لهوى في النفس. و حيث أن الدعاوى المدنية للتعويض عن الضرر تستوجب بالإضافة إلى إنابة محام الانتظار لعدة سنوات و أن طلب الإعانة العدلية يستوجب القيام بإجراءات و تقديم مستندات ليس من السهل الحصول عليها. و حيث أن أجرة المحاماة ليست متاحة للفقراء و المعوزين و هم الفئة الأكثر عرضة للظلم و الطغيان. و حيث أنني أنتمي إلى هذه الفئة المستضعفة و حيث أن المحامين يستبعدون تنفيذ الأحكام الصادرة ضد الدولة و خاصة منها قضايا التعويض للصعوبات التي يجدونها في ذلك حتى يحصلوا على أجرتهم إذا حصل المتقاضي على حكم لفائدته. و لذا و بناء على ما جاء في فحوى هذه العريضة و تفكري في أسباب المعاناة وجدت أن سببا رئيسيا يجعلني هدفا لهذه التعديات هو محافظتي على الجنسية التونسية لذا أطالب بإسقاطها قانونيا و رسميا بعد أن اكتشفت بأن مفاعيل الجنسية سحبت مني واقعيا و فعليا فأنا مواطن مجرد من حقوق المواطنة ولعلي أحصل بعد ذلك على جواز سفر من المفوضية العليا للاجئين و أكون حرا طليقا و لاجئا عبر العالم على أمل أن أعود يوما ما إلى جنسيتي عندما ينزاح الظلم و الطغيان و تتوفر لي أسباب العزة و الكرامة. و لكم سديد النظر في هذا الطلب و جميل الاستجابة . و السلام الامضاء حسين بن محمد الجلاصي ” و حرية و انصاف تنصح المواطن حسين الجلاصي بالعدول عن طلبه في التخلي عن الجنسية التونسية التي يعتز بها هو و كل التونسيين و تطالب وزارة الداخلية بالاستجابة إلى القرار الصادر عن المحكمة الإدارية و تمكين المواطن التونسي السيد حسين الجلاصي من جواز سفره و تمكينه من حقه في الشغل و الحياة الكريمة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الاستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21/07/2008 الموافق لـ 18 رجب 1429
دعوة الى جنازة وطنية جماعية
بعد أن تسلم حزب الله رفات الشهداء التونسيين من جيش الاحتلال و تأكدت وسائل الإعلام المحلية و الدولية من صحة الخبر الذي أوردته منظمة ”حرية و إنصاف ” فإننا ندعو السلطات التونسية الى تنظيم جنازة وطنية جماعية تليق بتضحية الشهداء و نبل القضية التي استشهدوا من اجلها عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الاستاذ محمد النوري
محام: محكمة تونسية تقضي بحبس خمسة بتهم إرهاب
تونس ـ رويترز: قال محام السبت إن محكمة تونسية أمرت بحبس خمسة إسلاميين منهم ضابطان في الشرطة ومدرس لمدد تصل إلي تسعة أعوام بتهم الانتماء إلي خلية إرهابية والتخطيط لشن هجمات. وقال المحامي سمير بن عمر إن حكما صدر علي سهيل قزاح الضابط بالشرطة وعلي هشام براق وهو مدرس تربية بدنية بالسجن تسعة أعوام وعلي ثلاثة آخرين منهم ضابط ثان في الشرطة بالسجن لمدد تتراوح من أربعة إلي ثمانية أعوام. وأضاف بن عمر أن الرجال الذين اعتقلوا العام الماضي نفوا تهم الانتماء إلي جماعة إرهابية والتخطيط لهجمات بهدف تعطيل النظام العام والامتناع عن إبلاغ السلطات بالخطط المعتزمة. وتابع بن عمر أن الحكم غريب من نوعه. فعادة يكون الحكم في جريمة إخفاء معلومات هو السجن لمدة عام أو الحبس مع وقف التنفيذ ولكن الحكم صدر بالسجن أربعة أعوام. وقال ان ما يزيد الأمور غرابة هو أن ملف القضية لم يتضمن أي أدلة تدعم هذه الاتهامات. وأشار إلي اعتزام المتهمين استئناف الأحكام التي صدرت في الأسبوع الماضي. (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جويلية 2008)
محاكمة صوفية بتونس.. “خطأ غير مقصود”!
فريد خدومة – محمد أحمد تونس – في حادثة هي الأولى من نوعها بتونس، كشف مصدر مطلع لشبكة “إسلام أون لاين.نت” عن صدور حكم قضائي بالسجن بضعة أشهر مع إيقاف التنفيذ بحق عدد من أتباع التيار الصوفي الذي تدعمه الدولة. عملية الاعتقال بالأساس وما ترتب عليها من إحالة المعتقلين للمحاكمة، يرى حقوقيون أنها “خطأ غير مقصود” في إطار الحملة الأمنية التي بدأتها السلطات مؤخرا ضد أنصار حركات الإسلام السياسي، وخاصة السلفية منها، مستدلين على ذلك بصدور هذا الحكم المخفف. وحوكم الموقوفون الصوفية، وعددهم حوالي عشرة، بتهمتي عقد اجتماعات عامة، وتكوين جمعية غير مرخص بها. وفي خطوة وصفتها مصادر قانونية بأنها “شكلية إجرائية معتادة”، استأنفت النيابة العامة حكم الدائرة الأولى الجناحية بمحكمة استئناف محافظة سوسة الساحلية، مطالبة بإنفاذ الحكم بحق الموقوفين الصوفية، وأجلت المحكمة الفصل في الاستئناف ليوم 20-10-2008. من جهتهم، قال حقوقيون -طلبوا عدم الكشف عن هويتهم- لـ”إسلام أون لاين.نت”: إن عملية الاعتقال كانت “خطأ غير مقصود”؛ لذا صدر الحكم مخففا، مشيرين إلى الأحكام المشددة التي يصدرها القضاء التونسي عادة بحق أتباع التيارات الإسلامية الأخرى. آخر هذه الأحكام المشددة صدر أول أمس بالسجن لمدد تتراوح بين 4 إلى 9 أعوام على خمسة إسلاميين، بينهم ضابط شرطة ومدرس. ما يدعم وجهة نظر هؤلاء الحقوقيين أنه لم يسبق أن فرضت السلطات حظرا على أنشطة التيار الصوفي، بل تحظى أنشطة الصوفية بدعم كامل من الدولة، وفي مقدمتها إقامة “الموالد”، وترميم الأضرحة والمقامات، وإنشاء الزوايا الخاصة بهم في المحافظات. البعث والإحياء ومنذ تسعينيات القرن الماضي تشهد تونس اهتماما رسميا كبيرا بالأضرحة والمقامات والمزارات، سواء من حيث رعاية القائمين عليها، أو ترميم ما تداعى من أبنيتها أو دعم أنشطتها، وخاصة ما يسمى منها بـ”الخرجة” أو “المولد”؛ وهي الاحتفاليات التي تقام سنويا لما يعرف بـ”الأولياء الصالحين”. وتعمل كل الدوائر الرسمية المركزية والمحلية بمختلف مستوياتها واختصاصاتها من ثقافة وإعلام وتربية وتعليم وشئون دينية على تشجيع جميع الفئات والعائلات التونسية على إقامة احتفالات سنوية لمشايخهم وأوليائهم. وإضافة إلى مئات “الخرجات”، توجد في تونس 3 مهرجانات سنوية كبرى للإنشاد الصوفي؛ هي: مهرجان الإنشاد الديني، ومهرجان الموسيقى الآلاتية، ومهرجان الموسيقى الروحية. ويربط مراقبون الاهتمام الرسمي في تونس بالصوفية وازدهارها في العقدين الأخيرين بالصراع الذي دار بين السلطة وحركة “النهضة”، التي تمثل الإخوان المسلمين بتونس في بداية التسعينيات؛ وهو ما أدى إلى نفي معظم قادة الحركة خارج البلد، وتحجيم وجودها في الشارع. ويرى هؤلاء المراقبون أن يد النظام التونسي ليست بعيدة عن انتشار التيار الصوفي وإعادة إحيائه بمثل هذه القوة، وأنه يستهدف من وراء ذلك إبعاد أكبر عدد ممكن من الشباب المتدين عن حركة “النهضة” ومثيلاتها، مقابل فسح المجال أمام توجهات إسلامية أخرى ترفض الانخراط في العمل السياسي. وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها التيار الصوفي للقيام بهذا الدور؛ حيث سمحت فرنسا خلال احتلالها تونس للزوايا الصوفية بممارسة نشاطها مقابل التضييق على الزيتونيين ومدارسهم. كما أولى الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة اهتماما كبيرا بأضرحة الأولياء؛ لمواجهة الهجوم الذي شُنّ عليه عقب دعوته التونسيين إلى الإفطار في شهر رمضان المعظم. وينشط أغلب المنتمين الجدد للتيار الصوفي خارج إطار الفرق الصوفية التقليدية، مثل الطريقة التِّيجَانِية (نسبة إلى مؤسسها سيدي أحمد التيجاني)، أو الطريقة الشاذلية (نسبة إلى سيدي بلحسن الشاذلي)، أو الطريقة المدنية، والتي تسمى أيضا بالإسماعيلية (نسبة إلى مؤسسها سيدي إسماعيل الهاتفي)، وهي الطريقة الوحيدة التي لديها زوايا ومزارات بكل محافظات تونس. الخرجة.. ونتيجة للرعاية التي تبسطها الدولة للصوفية، انتشرت الزوايا والخلوات التابعة لها في عدد كبير من أحياء العاصمة، وخاصة الأحياء الجنوبية منها والمعروفة بكثافتها السكانية العالية والمستوى الاجتماعي المتردي. كما عمدت السلطات إلى إعادة إحياء العديد من”الخرجات” و”الزَّرْدَات” (جمع زَرْدَةٍ وهي الوليمة التي ترافق عادة الخرجة)، وأغدقت عليها من أموال الخزينة العامة للدولة، حتى غدا لكل ولي صالح أو مزعوم، صغير أو كبير، خرجة خاصة، وباتت تونس تعيش على وقع هذه الخرجات خاصة في فصل الصيف. والخرجة هي احتفال سنوي يقام احتفاء بالولي، وتقام خلالها الولائم، وتذبح الذبائح، وتنشد الأناشيد الصوفية في إطار ما يعرف بالحضرة، مثل خرجة سيدي علي الحطاب، وسيدي بلحسن، وسيدي بن عيسى، وسيدي أبي سعيد، وغيرها. وأصبح لبعض هذه الخرجات صيت كبير، وصارت تشد لها الرحال، ويغشاها الزائرون، حتى من السائحين الأجانب، مثلما يحدث في خرجة سيدي أبي سعيد التي تقام في قلب المنطقة السياحية بتونس الشمالية. وترفض عديد من الأوساط الدينية والفكرية في تونس هذه الممارسات، وتصفها بأنها “شرك وبدع ما أنزل الله به من سلطان”. ويستدل الرافضون على موقفهم باستعانة المنشدين بهذا الولي أو ذاك على قضاء حوائجهم، أو تفريج كربهم، أو شفاء مرضاهم، بدل الاستعانة والتوكل على الله، إضافة إلى أن هذا الشكل من الإنشاد يؤدي إلى غياب الإنسان عن وعيه، وكل ما يغيّب العقل “حرام”، كما يقولون. المصدر: اسلام أون لاين. نت بتاريخ 21 جويلية 2008
تونس: الحكومة في حالة ‘استنفار اقتصادي’ تحسبا لصعوبات المرحلة المقبلة
تونس – صالح عطية دخلت الحكومة التونسية حالة من الاستنفار الأعلى، على خلفية ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، وتصاعد أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق.. ففي خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين من الزمن، جمع رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي، زعماء المنظمات الاجتماعية في تونس (منظمة الأعراف واتحاد العمال ومنظمة الزراعيين)، حيث شرح لهم تداعيات الوضع الاقتصادي الدولي على موازنة الحكومة، وكشف لهم حقيقة الوضع المحلي الراهن والتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.. وفي مرحلة ثانية، التقى رئيس الوزراء مع مديري الصحف ورؤساء التحرير في تونس، في أول اجتماع من نوعه مع وسائل الإعلام المحلية.. وقدم الغنوشي صورة عن الوضع الاقتصادي الوطني، والصعوبات التي تواجهه بسبب التطور الخطير لأسعار البترول والحبوب في العالم.. وتطرق إلى سياسة الحكومة في مجال الأسعار والخطوات التي تم اتخاذها لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، مستعرضا أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة، خصوصا فيما يتعلق بقضايا تشغيل حاملي الشهادات العليا، والضغط على المديونية التي تقلصت ـ حسب قوله ـ إلى حدود 45 في المائة بعد أن تجاوزت الستين بالمائة في وقت سابق.. ويرى مراقبون، أن هذه الاجتماعات غير المسبوقة بين رئيس الوزراء التونسي والفاعلين الاجتماعيين والإعلام في البلاد، يعكس حدّة الأوضاع المقبلة عليها البلاد خصوصا من الناحية الاقتصادية والمالية.. وتأتي هذه المبادرة التي قامت بها رئاسة الوزراء في الآونة الأخيرة، ضمن مسعى من الحكومة لتشريك جميع الأطراف في تحمل أعباء المرحلة القادمة، والتفكير بشكل جماعي في كيفية الخروج من الصعوبات المتوقعة، خصوصا في ضوء اختلال الموازنة العامة للدولة بسبب تصاعد أسعار النفط والمواد الغذائية في السوق العالمية، وتنامي عدد العاطلين عن العمل، بما يفترض الحفاظ على تماسك الجبهة الوطنية الداخلية، تحسبا لتحديات وصعوبات المرحلة القادمة… (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 جويلية 2008)
تونس تتوقع ضعف محصول الحبوب هذا العام
تونس – رويترز: نقلت صحيفة ‘الصباح’ التونسية السبت 19 جويلية 2008 عن مسؤول حكومي قوله إن تونس تتوقع محصول حبوب ضعيفا هذا العام نظرا للعوامل المناخية غير المواتية وضعف الاستثمار في هذا القطاع. ونقلت الصحيفة عن حاتم الحمزاوي الأمين العام لجامعة منتجي الزراعات الكبرى قوله إن من المتوقع أن يتدنى محصول الحبوب هذا الموسم وأن يكون الأضعف مقارنة بالعديد من المواسم الماضية. وبلغ حجم محصول الحبوب في تونس في الموسم الماضي مليوني طن ارتفاعا من 1.6 مليون طن عام 2006 . وكان متوسط حجم المحصول السنوي 1.7 مليون طن على مدى السنوات العشر الماضية لكن إنتاج الحبوب يشهد تقلبات حادة بسبب موجات الجفاف. وألقى الحمزاوي في تصريحاته باللائمة على التقلبات المناخية وعلى مديونية المزارعين التي تجعلهم ‘لا قدرة لهم على مجابهة تكاليف الاستثمار في تجهيزات الري’. وقال إن عنصر العوامل المناخية ‘يؤثر بشكل واضح على موسم الزراعات الكبرى لكن بالإمكان الحد من تأثيراته بتثمين بعض المكونات والعناصر الفاعلة في تخفيف وطأة المناخ وتقلباته’ مقترحا معالجة مسألة مديونية الفلاحين. ويقول خبراء الأحوال المناخية إن ارتفاع درجات الحرارة في العالم يجعل موجات الجفاف أكثر شيوعا في شمال افريقيا مما يزيد من الاعتماد على واردات الغذاء المكلفة. وتحتاج تونس لشراء ما لا يقل عن 600 ألف طن من القمح اللين لإطعام شعبها البالغ تعداده عشرة ملايين نسمة حتى مع وفرة المحصول المحلي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 جويلية 2008)
الحرس البحري ببنزرت يضرب بقوة إحباط 3 عمليات إبحار خلسة وايقاف 37 «حارقا» و6 منظّمين
الاسبوعي ـ القسم القضائي: ضربت الوحدات الأمنية للمنطقة البحرية ببنزرت خلال الأيام القليلة الفارطة بقوة عندما نجحت في احباط ثلاث عمليات إبحار خلسة ألقت إثرها القبض على نحو 43 شخصا بينهم ستة منظمين وحجزت تجهيزات «الحرقة». وحسب ما توفّر من معطيات فإن معلومة سرية وردت على مسامع المحققين مفادها وجود مجموعات من الشبان الغرباء مختفين بغابة رفراف المطلة على البحر وهو ما يوحي باستعداد هؤلاء للمشاركة في «حرقة» ونظرا لأهمية المعلومة فقد أولاها أعوان الحرس البحري العناية اللازمة وتحولوا على جناح السرعة الى الغابة حيث نجحوا في إيقاف ثلاثين شخصا اعترفوا جميعا بتهيئهم للمشاركة في عملية ابحار خلسة فيما أضاف آخران انهما توليا التنسيق لإنجاح العملية قبل ان يتم لاحقا القبض على ستة منظمين وقد صدرت ثماني بطاقات إيداع بالسجن في شأن ثمانية أشخاص فيما أطلق سراح البقية. وفي إطار العمل اليومي والروتيني المتمثل في حراسة منطقة نفوذهم نجح اعوان الحرس البحري ببنزرت خلال الأيام الفارطة في احباط عمليتي إبحار خلسة أوقفوا إثرها سبعة شبان بينما كانوا يستقلون زورقين وقد اعترفوا بانطلاقهم من شط مامي بكاب زبيب في «حرقة» نحو جزيرة بانتلاريا الإيطالية ولكن الأعوان ضبطوهم. المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 21 جويلية 2008
القائمة الرسمية تفوز بانتخابات اللجان في نقابة الصحفيين
بعد أن رصدت الدولة أكثر من 100 مليون لضرب المستقلين
خصّصت الجهات الرسمية أكثر من 100 ألف دينار لدعم مرشحيها الرسميين في انتخابات لجان النقابة الوطنية الصحفيين التونسيين، وصرفت · 108 دينار لإقامة 120 صحفيا من الجهات في بعض النزل وخاصة نزل ” الأنتار ناسيونار” ·ومبلغ 32 ألف دينار بين التنقل من الجهات والأكل والمصاريف المختلفة . ·15580 دينار سيارات وحافلات للنقل بين النزل والأماكن المحيطة بمقر النقابة ·2000 دينار اتصالات وتنسيق ·960 دينار طباعة ·22500 دينار دعاية ·17500 رشاوي ومصاريف لبعض المترشحين ولشراء ذمم بعض المنتخبين ·المجموع 101.340 ألف دينار مما خلف تخوّفات لدى المتابعين والصحافيين من أن خطّة للانقلاب على مكتب النقابة الذي يضمّ في صفوفه خمسة مستقلين/ وتمكنت قائمة التصحيح النقابي التي وصفت بالقائمة الرسمية أو قائمة الميليشيا، من الفوز بأغلب الأصوات / اذ تمّ تجنيد المسؤولين و المعروفين بولائهم الشديد لأطراف أمنية مثل عفيف الفريقي وعماد قطاطا وناجح الميساوي وتوفيق العبيدي والرئيس الجديد للتلفزة ورموز الحزب الحاكم في المهنة…/ تمّ الضغط على الصحفيين وترهيبهم وتهديد بعضهم بالطرد من العمل للتصويت للقائمة الصفراء المسمية باسم قائمة التصحيح النقابي،/ وتمّ تسجيل أسماء الصحفيين الذين لم يدخلوا لمقر النقابة دون الاستظهار بالورقة الصفراء واستعملت كلّ الأساليب للضغط على الصحفيين وتهديدهم في عملهم اذا لم يصوّتوا ضدّ المستقلين لفائدة القائمة الرسمية. علّق الصحفيون على ذلك بأنّ انقلابا ربّما يدبّر ضدّ النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، وهو ما خلق تخوّفا لدى أصحاب القلم، من طريقة جرّ زملائهم كالقطعان. ومع ذلك حاول المستقلون الدفاع عن حظوظهم وتمكنوا من الفوز بعشرة مقاعد من بين 72 مقعدا، مع العلم وأنّ رؤساء اللجان سيكونون أعضاء في المكتب التنفيذي الموسّع. عادل الشاهد
النقابة الوطنية للصحافيين: السلطة تستعيد سيطرتها على القطاع
نشرة الصحبي صمارة في أخبار, 2008/07/21 كانت الجلسة العامة الأولى للنقابة الوطنية للصحافيين التي انعقدت عشية الجمعة 18 جويلية، فرصة بالنسبة للسلطة لفرض قبضتها من جديد على الهياكل المهنية للصحافيين، وتسعى السلطة بهذا التوجّه إلى سدّ المنافذ أمام كلّ نفس إعلامي مستقلّ من شأنه أن يعكّر صفو انتخاباتها الرئاسية والتشريعية العام القادم. استمرّت عملية التصويت والفرز في انتخابات لجان النقابة الوطنية للصحافيين إلى حدود الساعة السادسة من صباح الأحد 20 جويلية الجاري. وكانت الجلسة العامة الأولى للنقابة الوطنية للصحافيين قد انعقدت عشية الجمعة 18 جويلية واستمرّت من الساعة الثانية بعد الزوال إلى حدود الحادية عشر ليلا فيما انطلقت انتخابات اللجان العشر صبيحة السبت 19 جويلية على الساعة التاسعة صباحا بمقرّ النقابة واستمرّت إلى صبيحة الأحد. وصوّت أكثر من 530 صحافيا على الانتخابات المخصّصة لاختيار أعضاء عشر لجان هي لجنة الحرّيات ولجنة أخلاقيات المهنة ولجنة الإعلام والتكنولوجيات الحديثة ولجنة المفاوضات والشؤون الاجتماعية ولجنة المرأة ولجنة الصحافيين الرياضيين ولجنة الصحافيين المصوّرين ولجنة التدريب والتكوين ومركز البحوث والدراسات ولجنة السكن. القائمات المترشّحة تعكس انقسام القطاع الصحفي في تونس إلى فريقين الأول أغلبي يمثّل السلطة والثاني أقلّي يمثّل الصحافيين المستقلّين والمتمسّكين بالدفاع عن حرّية الإعلام والتعبير وعن مطالب تحسين وضع القطاع وأوضاع أبناءه. ودخلت السلطة معركة الانتخابات بأكثر من ثلاثمائة صحفي مجنّدين وفق برنامج مضبوط حيث كانت عملية التصويت تتمّ بانتقال فريق السلطة من لجنة إلى أخرى يحسم فيها عملية الانتخاب على قاعدة اختيار الأسماء التي تمثّل إدارات الإعلام والصحف الموالية ووكالات الأنباء التي تديرها السلطة. المستقلّون أطلقوا على قائمتهم اسم “القائمة النقابية المستقلّة” والتي تضمّ وجوها صحفية معروفة بدفاعها عن مبادئ حرية الصحافة وعن استقلالية القطاع الذي تحتكره أجهزة الحكومة منذ عشرات السنين فيما أطلق أنصار السلطة على قائمتهم اسم “قائمة التصحيح النقابي” ذات اللون الأصفر. وقد وجّهت عديد الانتقادات لهذا الاسم باعتبار أنّ النقابة لم يتجاوز عمرها سبعة أشهر وقد أصدرت تقريرها السنوي بكلّ شفافية حيث لقي استحسان العديد من الهيئات والمنظمات المستقلّة كما قامت بتحرّكات ميدانية شملت عديد المؤسسات دفاعا عن مطالب منخرطيها خصوصا في مؤسستي الإذاعة والتلفزة فما هو المسار الذي ستقوم السلطة بتصحيحه؟. عدد من أعضاء المكتب التنفيذي اعتبروا تسمية التصحيح النقابي نوعا من المزايدة الممارس من قبل السلطة التي لم يرق لها الآداء الجملي للنقابة خلال الأشهر القليلة التي تلت تأسيسها، وهو ما دفعها إلى معاودة السعي للسيطرة على النقابة والقطاع بتجنيد أبناءه عبر توظيف أموال وامتيازات وإغراءات حتّى يصطفّوا وراء مرشّحي السلطة للجان والذين سيقومون باختيار رؤساء عنهم لعضوية المكتب التنفيذي الموسّع. وتضمّ جميع اللجان 7 أعضاء باستثناء لجنة الحرّيات التي تضمّ 9 أعضاء ولم يتمكّن المستقلّون من الحصول إلاّ على 8 مقاعد متوزّعة بين اللجان العشر. وقد عكس إصرار السلطة على الفوز المطلق بلجان الحرّيات وأخلاقيات المهنة والإعلام إرادة معلنة لمنع أية فرصة لإثارة أو كشف ما تقوم به من اعتداء على الحرّيات الصحفية وعلى أخلاقيات المهنة ولسدّ الباب أمام أغلبية المكتب التنفيذي فيما يتعلّق بالإعلام. عدد كبير من ممثّلي السلطة حضروا الانتخابات وواكبوها حتّى ساعات الفجر منهم عفيف الفريقي الرئيس السابق لشعبة الإذاعة والتلفزة وجميع المديرين الماليين والمديرين التقنيين والمسؤولون في وكالة تونس أفريقيا للأنباء ووكالة الاتصال الخارجي والجهات. هذا وقد تمّ صرف مبالغ مالية هامّة على الحملة الانتخابية من قبل هذه المؤسسات بدفع معاليم الإقامة في النزل الفاخرة والتنقّل والمصاريف التي تمتّع بها جميع الصحفيين الذين أبدوا استعدادهم للانضباط إلى أوامر السلطة وأوامر وزير الخارجية الحالي عبد الوهاب عبد الله الذي لا يزال يمسك بخيوط الساحة الإعلامية ويمارس سيطرة عبر ممثّليه على جميع المؤسسات الإعلامية الحكومية وحتى البعض ممّن يطلق عليهم بالمؤسسات المستقلّة. وتمثّل انتخابات رؤساء اللجان، الذين سيحملون بالضرورة لون السلطة ومنطقها وعقليتها، فرصة لتوسيع المكتب التنفيذي للمنظمة النقابية الذي سيشمل في عضويته، بالإضافة إلى هؤلاء، رؤساء الفروع في المؤسسات الإعلامية التي تضمّ أكثر من عشرة أعضاء عاملين كشرط أساسي لتأسيس الفرع. وتسعى السلطة بهذا التوجّه إلى سدّ المنافذ أمام كلّ نفس إعلامي مستقلّ من شأنه أن يعكّر صفو انتخاباتها الرئاسية والتشريعية العام القادم كما تهدف بمحاولتها السيطرة على النقابة إلى تغييب كلّ مشاكل القطاع عن الظهور للعيان وإلى لعب دور الطرف النقابي من خلال أعضائها خصوصا في المكتب الموسّع ولعب دور الحكومة من خلال وزرائها ومسؤوليها. المنعرج الجديد الذي دخلت فيه النقابة الوطنية للصحافيين حديثة العهد فرض نوعا من الإحباط لدى المستقلّين وأنتج السؤال التالي: ” كيف سيدافع أبناء السلطة في قطاع الصحافة عن مطالب الصحفيين المادية والمعنوية؟ وهل سيتجرؤون على الوقوف في وجه سلطتهم في المرحلة القادمة؟” خصوصا وأنّ التشكيلة المنتظرة للمكتب التنفيذي الموسّع سيكون أعضاءها من أبناءها الأوفياء البررة لخياراتها. (المصدر موقع كلمة الإلكتروني بتاريخ 20 جويلية 2008)
الكرة التونسية من الحركة الوطنية إلى الأعراف
نشرة لطفي حيدوري في أخبار, 2008/07/21 أثارت إقالة طارق ذياب من رئاسة فرع أكابر كرة القدم للترجي الرياضي التونسي التساؤل عن آليات التسيير الرياضي في جمعياتنا الرياضية، فهذا اللاعب الدولي السابق الموصوف بإمبراطور الكرة التونسية نجح مع فريق الترجي في التتويج بكأس الموسم المنتهي، لكن لم يكد يمرّ أسبوع على ذلك حتى أعفي من مهامه لسبب لا يتعلق بأدائه في ناديه بل بعلاقته بوزير الشباب والرياضة. <!–[endif]–> رفض طارق ذياب مصافحة الوزير خلال مراسيم تسليم الكأس، والأسباب تبدو شخصية فقد صرح طارق بأنّ الوزير مسّ من كرامته ورآه غير راغب في مصافحته فتجاهله. ومسؤولون في الترجي رأوا أنّ ” سلوك طارق قد يجلب للترجي مشاكل هو في غنى عنها” حسب ما راج. وفي السنة الفارطة خلال الإعداد للجلسة العامة كان قد تم تسجيل ترشح اللاعب الدولي السابق زياد التلمساني بمفرده لخلافة عزيز زهير على رئاسة الترجي، وانعقدت عدة جلسات خاصّة لثنيه عن قراره حتى اليوم الأخير لتقديم الترشحات، ثم بشكل مفاجئ أعلن عن حمدي المدب رئيسا بالإجماع للترجي وانقطعت أخبار التلمساني، لم يحضر الجلسة العامة ومحي اسمه من جميع وسائل الإعلام إلى حدود شهر فيفري 2008 عندما ظهر في قناة حنبعل الخاصة للتعليق على مباريات نهائيات كأس إفريقيا للأمم. هذا الأمر غير مستغرب إذا قرأنا مفهوم سليم شيبوب للديمقراطية والانتخاب يقول في تصريح لأخبار الجمهورية ” الديمقراطية يمكن أن تولّد غولا، وهذه الديمقراطية التي يتحدثون عنها في الغرب ويطالبون باعتمادها في شتى المجالات بما فيها الرياضة يمكن أن تخوّل لأي شخص الصعود والنجاح في الانتخابات فهي تحدّد قانون اللعبة ولا تعرف ماذا يمكن أن يفرز لك الصندوق الانتخابي”[1]. ويزيد العجب عندما يقع ربط أداء جمعية رياضية بالأحداث العالمية فقد صرّح سليم شيبوب أنّ ضرية 11 سبتمبر 2001 وسقوط البرجين وعملية جربة قلّصت ميزانية الترجي من تسعة مليارات ونصف المليار إلى خمسة مليارات لأنّ الأشخاص الذين كانوا يدعمون الترجي أغلبهم من القطاع السياحي. هكذا نفهم أنّ يد طارق ذياب التي لم تصافح عبد الله الكعبي قد يكون تأثيرها بحجم ضربة 11 سبتمبر… ونذكر في هذا الصدد كيف سارع رئيس النادي الرياضي الصفاقسي صلاح الدين الزحاف إلى تكذيب ما نسب إليه في “جون أفريك” مما قد يفهم منه عدم رضاه عن حجم العناية الرئاسية “الموصولة” بالرياضة والرياضيين وفي صفاقس. من مقاومة الاستعمار إلى حرق غابة رادس اكتشفت النخب الوطنية مبكرا في الرياضة عاملا من عوامل ترسيخ القيم الوطنية في مواجهة الاستعمار. فساهمت أسماء كبيرة تنتمي عائلات سياسية وفكرية (شنيق، قبادو، ابن عاشور) في تأسيس الجمعيات الرياضية وإدارتها حتى مشايخ الزيتونة فقد أسس الشيخ محمد الصالح النيفر جمعية الزيتونة الرياضية. وينقل أنّ الفاضل كان يستقبل بالهتاف في الملعب. وارتبط اسم عائلة ابن عاشور بالنادي الإفريقي منذ تأسيسه وشغل الفاضل ابن عاشور منصب الرئيس الشرفي للنادي سنتي 1946 و1947 كما تولى شقيقه عبد الملك منصب الكاتب العام للنادي[2]. وكان انعقاد الجلسة العامة للنادي الإفريقي في مقر الجمعية الخلدونية سنة 1946 (وهي المؤسسة التعليمية التي أنشأت في نهاية القرن الماضي للنهوض بالتعليم العصري في تونس لاستكمال مناهج التعليم الزيتوني وكانت في تلك الفترة تحت إشراف الفاضل ابن عاشور) دليلا مهمّا على الدور المنتظر من جمعية رياضية في تأطيرها للشباب التونسي. يصيبنا اليوم اليأس عندما نقرأ شعارا حزبيا في مدارج جمعية رياضية : “متمسكون بحمدي المدب وطارق ذياب مناضلين لترسيخ مبادئ التغيير”، وحين يحدثنا طارق ذياب (وهو فيما نعتقد يزايد على خصومه) عن “تجنيد خلايا الأحباء في حملة الرئيس بن علي الرئاسية لسنة 2009”. أو حين نرى نهاية الموسم الرياضي تتحول إلى تتويج لمسار العنف الرياضي الذي شهده الموسم لا تتويجا للتنافس، وكان حرق جزء من غابة رادس قرب الملعب الأولمبي انتقاما من التوانسة ( نسبة إلى تونس العاصمة)، تصبح الكرة التونسية إذن مرآة لتفكك التضامن الاجتماعي والانحلال الأخلاقي والتوظيف الحزبي والتجاري[3]. وكان المدرب فريد بن بلقاسم يزن كلامه في بنزرت حين صرّح في سبتمبر 2007 عقب الأحداث المؤسفة بين جماهير البنزرتي والإفريقي “لا حاجة لنا اليوم بكرة القدم”. (المصدر موقع كلمة الإلكتروني بتاريخ 20 جويلية 2008)
أخبــــــــــــــــار الجامعة
مواطنون – الأربعاء 16 جويلية 2008 : نقابيان جامعيان أمام مجلس التأديب قررت وزارة التعليم العالي بعد استجوابات استغرقت أشهرا إحالة أستاذين جامعيين نقابيين على مجلس التأديب و هما الأستاذ نورالدين الورتتاني الكاتب العام لكلية الاقتصاد و التصرف بنابل و رشيد الشملي الخبير الصيدلاني و الكاتب العام للنيابة النقابية بكلية الصيدلة بالمنستير و وجهت إلى الأستاذين المذكورين تهم تتعلق بإخلالات مهنية و تهم أخرى ذات صبغة جنائية (للثاني) تخرج في صورة وقوعها عن أنظار مجالس التأديب، مما حدى بالمتابعين لهذين الملفين إلى الاعتقاد الجازم بأنّ وراء هذا الإجراء التأديبي تصفية حسابات نقابية و سياسية في غير ميدان النقابة و لا السياسة. فمتى ننأى بمجالس التأديب عن مثل هذه الأغراض ؟ الموقف – الجمعة 18 جويلية 2008 : استجواب إثر مجموعة من الاستجوابات دامت أشهرا قررت وزارة التعليم العالي هذه الصائفة و بعد أن أغلقت الجامعة أبوابها إحالة الأستاذ نورالدين الورتتاني الكاتب العام لكلية الاقتصاد و التصرف بنابل على مجلس التأديب يوم 23 من الشهر الجاري موجهة له تهما تتعلق باخلالات مهنية. و يرى كثير من المهتمين بالشأن النقابي الجامعي أن هذا الإجراء التأديبي جاء على خلفية النشاط النقابي للأستاذ المذكور. الوحدة – السبت 19 جويلية 2008 : مجلس تأديب تم في المدة الأخيرة إحالة كل من الأستاذ نورالدين الورتتاني كاتب عام الأساتذة الباحثين في كلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل و رشيد الشملي كاتب عام النيابة النقابية بالمنستير ، بعد هرسلة دامت عدة أشهر و استجوابات على أساس اخلالات مهنية مصطنعة قررت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي إحالتهما على مجلس التأديب بتهم تبدو غريبة و غير مقبولة كالاختلاف مع عضو مجلس علمي و الانسحاب احتجاجا ، التغيب لحضور مجلس قطاعي بدون إذن مسبق ، التشهير بالوزارة…تصرف غريب نتمنى أن لا يتكرر لأنها تسيء إلى سمعة التعليم العالي في بلادنا. * تونس / الشعب – السبت 19 جويلية 2008 : أخبار الجامعة التونسية : * وزارة التعليم العالي تواصل ملاحقتها للنقابيين يمثل خلال الأيام القليلة القادمة أمام مجلس التأديب بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا الأخ محسن الحجلاوي المسؤول الأول بالنيابة النقابية بالمعهد العالي للتكنولوجيا الطبية و الأخ نورالدين الورتتاني الكاتب العام للنقابة الأساسية بكلية الاقتصاد و التصرف بنابل و الأخ رشيد الشملي الناشط النقابي بكلية الصيدلة بالمنستير و ذلك على إثر استجوابهم حول مسائل فيها ادعاء باخلالات بالواجب المهني يعود البعض منها إلى عدة سنوات خلت. و لقد سبق لثلاثتهم التقدم بشكاوي كل في مؤسسته ضد التصرفات غير المقبولة للمسؤولين الأوائل بها سواء تعلق الأمر بالحق النقابي أو بالنشاط العلمي و البيداغوجي و بالحق في البحث. و الكل يذكر اضراب الجوع لمدة شهر الذي قام به الأخ رشيد الشملي خلال السنة الماضية دفاعا عن حقه الطبيعي و نشاطه العادي في البحث بفضاء المؤسسة و وقوف عميد كلية الصيدلة ضده لمنعه من ذلك. إنّ إمعان الوزارة في ملاحقة النقابيين و تشويه ملفاتهم أقل ما يقال فيها أنّها مضخّمة يأتي في غير توافق مع مصادقة الحكومة التونسية مؤخرا على الاتفاقية 135 لمنظمة العمل الدولية و التي تنصّ على حماية المسؤول النقابي كما أنّ من شأن مثل هذا السلوك الضارب للحق النقابي أن يزيد في تعقيد علاقة الوزارة بالجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي لا سيما أنّ الوزارة غضت الطرف عن عديد التشكيات حول سلوك بعض المسؤولين بل إنّ البعض منهم الذي رفعت ضده قضية عدلية في استعمال العنف الجسدي ضد أستاذ وقعت ترقيته بتسميته على رأس مؤسسة لا يؤمها إلا نخبة الطلبة. إنّ الحكمة تقتضي حفظ مثل هذه الملفات حتى يتسنى إيجاد و تدعيم مناخ من الثقة بين الطرفين يحتاج إليه إنجاح المسار التفاوضي الناشئ بينهما و الذي يعلق الجامعيون عليه آمالا كبيرة. * مظلمة ضد لسعد الجموسي لم يتمكن الأخ لسعد الجموسي ، الكاتب العام للنقابة الأساسية لأساتذة كلية الآداب بصفاقس ، للسنة الثانية على التوالي من الترشح لمناظرة انتداب الأساتذة المحاضرين في مادة الفرنسية بسبب عدم انعقاد لجنة مناقشة ملف التأهيل و للعلم فإنّ عميد الكلية عمد في فترة أولى إلى تعطيل تكوين لجنة المناقشة بتعلة واهية . ثم تكونت اللجنة بتعليمات من السيد رئيس جامعة سوسة مشكورا و ذلك إثر تدخل الجامعة العامة لديه و لدى ديوان السيد الوزير ، و تنكيلا بالأخ لسعد لم يقع تحديد تاريخ مناقشته رغم إلحاحه و تنبيهه إلى أنه ستفوته فرصة الترشح لمناظرة انتداب الأساتذة المحاضرين حيث ضبطت آجال الترشح في 12 جويلية ، إنّ هذا السلوك غريب عن الأعراف و الأخلاق الجامعية و هذه ليست أول فاتورة يدفعها الأخ لسعد الجموسي و لكننا لن نسمح بأن تطول القائمة أكثر من ذلك و لنا عودة و متابعة للموضوع في أروقة الجامعة و المحكمة الإدارية. * الانتداب و التمييز هذا ما أصبح يشعر به الجامعيون و لا سيما النقابيون منهم عند مطالعتهم لقائمة أعضاء لجان الانتداب لا سيما في مادتي الاقتصاد و التصرف حيث أنّ بعض الأسماء المعروفة فقط بعلاقاتها المتميزة مع الوزارة تتكرر من سنة إلى أخرى و تتداول على مختلف اللجان خاصة تلك المعنية بانتداب المساعدين حيث تفوق المنحة المرصودة لكل عضو عدة آلاف الدنانير. و هي قيمة مهمة كان الجامعيون يأملون – خاصة الذين أمّنوا هذه المهام سابقا حين كانت دون مقابل – أن يقع التداول على الانتفاع بها من طرف عدد أكبر من الزملاء و الغريب أنّ شائعات غير مشرفة للمسؤولين أصبحت رائجة حول طريقة تعيين أعضاء هذه اللجان و حول أشياء أخرى…و المعروف أنّ العدد الأكبر من هذه اللجان غير منتخبة لأنّ الوزارة سعت عبر طريقة و تواريخ الانتخابات إلى أن يكون الأمر كذلك… * ضد الأساتذة شهدت كلية العلوم الاقتصادية و التصرف بتونس لجوء بعض الطلبة إلى الشغب داخل قاعات الامتحانات بتعلة صعوبة الامتحان أو خروجه عن البرنامج إلى غير ذلك من التعلات (أنظر نص اللائحة) و لقد اضطر عميد الكلية في أكثر من مرة إلى التدخل شخصيا داخل قاعات الامتحانات فتعرض إلى سوء معاملة من طرف بعض الطلبة. و لقد تلا ذلك محاولة لاحتجاز العميد و مظاهر شغب و عنف اختص بها واحد من التيارات الطلابية الذي يبدو أنه تعود على مثل هذه الممارسات على مرأى و مسمع من البوليس الجامعي. و يبدو أنّ البوليس لم تأته التعليمات للتدخل إلا بعد أن انسحب أصحاب هذا التيار الطلابي. و في ذلك أكثر من علامة استفهام. و لقد وقعت أحداث عنف و شغب في مؤسسات استهدفت بعض مسؤولي هذه المؤسسات مثل حادثة تفجير لباب أحد مسؤولي لجان الامتحانات بكلية العلوم بتونس أو محاولة طالب حرق نفسه أمام عميد كلية العلوم ببنزرت.
ظاهرة خطيرة كنا نعتقد أنّ الجامعة التونسية في مأمن منها. هي ظاهرة لجوء بعض الطلبة إلى استعمال العنف ضد الأساتذة التي تستدعي الانتباه و الدراسة ة الإمعان في الأساليب و الحلول. (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس) بتاريخ 20 جويلية 2008 )
الإتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل نابل في 09 جويلية 2008 لائـــــــــــــــحــــــة
إنّ النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين المجتمعة بمقر الكلية اليوم 09 جويلية 2008 ، لتدارس ما استجدّ من قرار وزارة التعليم العالي بإحالة الأخ نورالدين الورتتاني الكاتب العام لنقابة مدرسي الكلية على مجلس التأديب بتاريخ يوم الأربعاء 23 جويلية 2008 ، و على أساس ملفّات كيديّة ملفّقة تحتوي ” تهم بإخلالات مهنيّة ” مزعومة و ذلك بعد هرسلة عن طريق استجوابات متحاملة دامت بضعة أشهر ، يهمّها أن : 1) تسجّل الطّابع الذي أصبح شبه دوري لمثل هذه الممارسات التي تستهدف الحقّ النقابي و ترمي إلى إرباك و ترهيب الناشطين النقابيين داخل القطاع ، 2) تلفت نظر الرأي العام النقابي و الحقوقي إلى عدم جدّية ” التّهم ” الموجّهة للأخ الكاتب العام و التي تراوحت بين ” تهمة الاختلاف مع عضو داخل المجلس العلمي و الانسحاب احتجاجا !!” (و هو العضو الذي عرف باعتداءاته اللفظيّة المتكرّرة على ممثلي الأساتذة داخل المجلس العلمي من النقابيين …و ” التغيّب بتاريخ يوم 08 مارس 2008 لحضور اجتماع المجلس القطاعي لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي بدون ترخيص مسبّق !! ” (علما و أنّ الأخ الكاتب العام للجامعة قد أعلم إدارة الكلية عن طريق الفاكس و أنّ الأخ الكاتب العام للنقابة الأساسية قد تخلّى عن حقّه في التمتّع برخصة نقابية خالصة الأجر و قام بتعويض تلك الحصص) و ” التهديد بتسريح الطلبة مستقبلا و مراسلة سلط الإشراف لتحميلها المسؤولية مع البقاء بالكلية على ذمّة العمل إذا ما تكرّر عدم تمكين طلبته من وسيلة العمل المادية الأساسية المتمثّلة في كراس الأشغال المسيّرة !! ” (و هو ما لم يقع أصلا بحكم تمكين الإدارة للطلبة من كراس الأشغال المسيّرة في حصص الأسبوع الموالي )…إلخ ، 3) تذكّر الرأي العام النقابي بالمحاولات السابقة لإحالة الأخ الكاتب العام على مجلس التأديب ” بتهم ” من مثل ” عقد اجتماع نقابي غير مرخّص فيه !!” و الصيغ التحاملية التي وردت في استجواب السيد مدير عام التعليم العالي و التي وصلت حدّ الثّلب و القذف العلني ، و تلفت نظرهم إلى أنّ العديد من أعضاء النقابة المنتخبين لتمثيل الأساتذة بالمجلس العلمي في دورته المنتهية حديثا مستهدفين منذ أن شهّروا بسكوت سلط الإشراف عن مطالبهم المتكرّرة بفتح تحقيق إداري و آخر عدلي لمحاسبة المسؤولين الحقيقيين عن حادثة تغيير جداول أعداد الطلبة مع تدليس إمضاءات الأساتذة والاستبدال الجذري لعشرات أوراق الامتحان لبعض الطلبة مع وضع أعداد جديدة و تدليس إمضاءات الأساتذة و مع ما لجأ له بعض هؤلاء الطلبة المتنفّذين عند استدعائهم من التهديد بالتعرّض للأساتذة الذين أعلموا إدارة الكلية بالتدليس في مراسلات فردية و في مراسلة جماعية للجنة الامتحان و قد اكتفت الكلية بطرد بعض الطلبة من كليتنا و حمّلت المسؤولية لعامل بسيط ، هذا فضلا عن استهداف أعضاء النقابة المذكورين منذ أن رفعوا قضيّة بالمحكمة الإدارية ، لا زالت جارية ، ضدّ العميد السابق على أساس مصادرته لصلاحيات المجلس العلمي و على أساس ما عمد له من رفع جلسة المجلس العلمي بمجرّد أن اتّخذ الأساتذة قرارات لم تعجبه و تجميده طيلة أشهر ثمّ عقد جلسة جديدة مع محاولة اعتبار قرارات الجلسة السابقة بحكم الملغاة ممّا دفع جميع ممثّلي الأساتذة من الصنف ” ب ” للانسحاب احتجاجا…، و فضلا عن عدم استجابة سلط الإشراف لمطلب فتح تحقيق إداري إثر الاعتداء بالعنف الذي تعرّض له الأخ الكاتب العام من طرف العميد السابق…إلخ ، 4) تندّد بالمنحى المؤامراتي و الأمني الذي بدأت تأخذه الأمور و المتمثّل في إقحام البوليس السياسي ، بعد فشل سلطات الإشراف في إيجاد تهم جديّة توجّهها للأخ الكاتب العام و بالتزامن مع هرسلته بالاستجوابات ، لكي يساهم في مجهود و حملة تلفيق الملفّات و ذلك ما ابتدأ باختطاف الطالب عبد الله بلحسن يوم الخميس 10 أفريل 2008 وهو الكاتب العام لفيدرالية كلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل المنتخبة حديثا و المنضوية تحت الاتحاد العام لطلبة تونس (UGET) و الاحتفاظ به داخل مقرات منطقة الأمن للتحقيق معه و ترويعه (راجعوا نشرة تونس نيوز ليوم 14 أفريل 2008 ) ثمّ محاصرة و مضايقة العديد من طلبة الأخ الكاتب العام يوميا و لمدة أسابيع و مواجهتهم بأسئلة مشبوهة و الزجّ بالجميع في محاولة خلق ” تهمة تحريض الطلبة و بثّ البلبلة بينهم !!” التي وردت بتقرير السيد رئيس الجامعة بدون أن يفلح في إيجاد الإثباتات التي تسندها ، 5) تؤكّد على الطابع التحاملي لممارسات وزارة التعليم العالي و على توظيف السلطة التأديبية المخوّلة لسلطات الإشراف (تحت مراقبة المحكمة الإدارية ) لتصفية الحسابات مع النقابيين داخل القطاع و تذّكر بالسابقة الخطيرة التي تمّ على أساسها توجيه توبيخ لكافّة أعضاء المجلس العلمي بالمعهد الأعلى للعلوم و التكنولوجيا المطبّقة بسوسة على أساس ” خروجهم عن جدول أعمال جلسة المجلس العلمي !!” و تسجّل بامتعاض الهجمة الشرسة و ” حملة الاستجوابات في إطار تتبّعات تأديبيّة ” التي يتعرّض لها بالجملة المناضلين النقابيين بالقطاع و نذكر منهم ، على سبيل الذكر لا الحصر ، الأخ رشيد الشملي النقابي من كلية الصيدلة بالمنستير و الأخ محسن الحجلاوي المسؤول النقابي الأول بالنيابة النقابية بالمعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس ، 6) تلفت نظر الرأي العام النقابي و الحقوقي إلى أنّ الوزارة قد اختارت موفّى جويلية ، أي التوقيت الذي يستكمل فيه الأساتذة من نقابيين و أعضاء لجان متناصفة مداولات الامتحانات و يخلدوا للراحة و الذي يدخل فيه أغلبية المحامين في عطلة ، بغية الإنفراد بهؤلاء النقابيين و حرمانهم من المؤازرة و من حقّهم القانوني في الدفاع عن طريق إحضار أعضاء اللجان المتناصفة و من يدافع عنهم من النقابيين و المحامين ، 7) تدعو الإتحاد الجهوي للشغل بنابل و نواب مؤتمره المنعقد قريبا و الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي و المركزية النقابية إلى تحمّل مسؤولياتهم في التصدّي لمثل هذه الممارسات المستهدفة للحقّ النقابي و الرامية عرض الحائط بالإتزامات الدولية للحكومة عبر الاتفاقية 135 في خصوص حماية المسؤولين النقابيين و تؤكّد على أنّ محاولة إيهام الرأي العام بأنّ هؤلاء النقابيين يحالون على مجالس التأديب “لأسباب مهنية !! ” لا تنطلي على أحد رغم كلّ المجهود المبذول للتمويه ، و تطالب جميع هياكل الإتحاد المذكورة و جميع المنظمات الحقوقية و خاصّة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالتدخّل لحماية هؤلاء النقابيين و للحصول على غلق جميع الملفّات التأديبيّة المثارة ضدّهم ، عن النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين لكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل الكاتب العام المساعد المكلف بالإعلام و النشر مصطفى الجويلي (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس) بتاريخ 20 جويلية 2008 )
** أيد ضمنا د.حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو بمطالبة المحكمة باصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس السوداني عمر البشير لمحاكمته في لاهاي بعد توجيه الاتهامات له بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور غرب السودان. (صالح سر الختم: إسلام أون لاين) قديما قيل :’الكلبة لا تأكل جراءها’ والآن أقول بأن ‘الكلبة التي قيل فيها ذلك الكلام لم تكن كلبة مسيّسة’!! ** أول هذه الخيارات خرج من باريس، حيث دعت فرنسا السودان إلى القيام بمبادرة تتضمن تسليم المسئولين المطلوبين للمحكمة أحمد هارون وزير الشئون الإنسانية وعلي كشيب قائد ميليشيات الجنجويد.وصرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية الثلاثاء إريك شوفالييه بأن ‘أي بادرة من السلطات السودانية تتماشى مع قرارات المحكمة هى موضع تقييم إيجابي’. (صالح سر الختم: إسلام أون لاين) مالم يعرفه الناطق باسم خارجية فرنسا هو أن سياسة ‘اضربه على التبن ينسى الشعير’ لا تنفع مع البشير لأنه ‘زول جعلي’! … والجعليون قبيلة سودانية اشتهرت بالعناد! ومن النكت التي تروى عنهم أن رجلاٍ حكم طبيب القبيلة بقطع رجله وطلب منه التجلّد فلما انقضى الأمر زغردت النسوة فأعجب الرّجْل بنفسه وقال للطبيب ‘عليّ الطلاق إن لم تقطع الرجل الأخرى’!! ** وفي مطار بيروت وقفت سهام القنطار (71 عاما) والدة سمير مستندة على أخيه تذرف الدمع بانتظار وصول ولدها بمروحية من الناقورة قائلة: ‘لم يفارقني الأمل أبدا، وبقيت أنتظر هذه اللحظة لثلاثين عاما، والآن أتوق لمعانقته وتقبيله، فأمنيتي الوحيدة أن أراه’. (علا عطاء الله، هبة زكريا: إسلام أون لاين) ‘مصير الحي يتلاقى!! … ومن مات يرحمه الله … ويتلاقى’!! ** وفي هذه اللحظة أيضا نسي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الخلافات الحادة بين قوى 14 أذار وبين قوى المعارضة بزعامة حزب الله ، وقال في تصريحات نقلتها قناة الجزيرة الفضائية :’هذا اليوم هو يوم وطني بامتياز وهو استمرار لنضال طويل بدأ بالعرقوب مع الحركة الوطنية ويُستكمل اليوم مع المقاومة الإسلامية’ . (حازم مصطفى: إسلام أون لاين) تقلب جمبلاط ‘بامتياز’ هو الذي جعل القدرة لديه على التصريح بأن اليوم وطني بامتياز!! ** وكان كل من محمد عمار وعادل العوني ولطفي الورغي قد دخلوا في إضراب عن الطعام منذ شهر تقريبا للمطالبة بحقهم في الشغل والعلاج وجواز السفر ومجمل الحقوق الأساسية التي يتمتع بها كل المواطنين (…) وقالت المنظمة (حرية وإنصاف) في بيان لها صدر أمس إن حالة المضربين الصحية تبعث على القلق الشديد ودعت السلطات التونسية إلى التعامل مع الموضوع «بجدية وإيجابية خاصة أنه يتعلق بحياة مواطنين لا تتعدى طلباتهم الحقوق الدنيا لأي مواطن في أية دولة متحضرة>>. (محمد الحمروني :الحوار نت عن ‘العرب’) المواطنة مسلوبة والتحضر مزعوم! … وأما الحقوق فما ضاع حق وراءه طالب!! ** منذ نوفمبر 1990، لا زال محمد نجيب اللواتي، عميد المساجين السياسيين في تونس رهن الإعتقال والعزل والتعذيب والتنكيل وهو الذي لم يزهق روحا و لا اعتدى على أشخاص أو ممتلكات و لا ارتكب عنفا أو دعا إليه…فإلى متى يظل هذا الرجل البريء الذي قضى ثلث عمره وراء القضبان بدون جرم ارتكبه محروما من عائلته وابنيه ومن حقه في الحرية والحياة الكريمة؟أليست هذه جريمة مكتملة القرائن ضد الإنسانية يا مستر أوكامبو ويا أيتها المحكمة الجنائية الدولية؟ (تونس نيوز 16. 07 . 08 ) صانع ‘التغيير’ هو من جعل من محمد نجيب اللواتي عميدا! … وفي هذه وجب ‘شكره’ شكرا يليق بمقامه! وأما مطالبة ‘المستر’ أوكامبوا بمطابقة ‘تعميد’ نجيب بالجرائم ضد الإنسانية ففيه ما فيه مما لا يرضاه محمد نجيب وإخوانه! ** وتطالب الحملة بإطلاق سراح من تبقى من مساجين حركة «النهضة» الذين يقبعون في السجن منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، ولذلك أطلقت المنظمتان(الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و منظمة الحقيقة والعمل) على حملتهما إطلاق سراح مساجين العشريتين.وما يزال نحو 25 من قيادات «النهضة» في السجن على رأسهم الدكتور الصادق شورو (آخر رئيس للحركة قبل ضربها في بداية التسعينيات) وإبراهيم الدريدي ورضا البوكادي ونورالدين العرباوي. (محمد الحمروني تونس نيوز عن ‘العرب’) لو تعلّمتم حُسن الطّرق لوفّـقتم لفتح الأبواب، … الأبواب المغلقة كلمة سرها ‘زعبع’!… قولوا:’ياسيادة’ الرئيس يا ‘رْحيّم’ يا ‘حْنيّن’ يا ‘مْنيّن ‘ يا ‘كبيّر’ يامن ‘بأمره’ تفتح الظلمات وتشرع الأبواب! … افتحها وأخرج معارضيك من ‘الظلمات’ إلى ‘النور’ و’اغفر’ و’ارحم’ و’تجاوز’ عما علمت من ‘إساءاتهم’ … وإن لم تفعل فذلك من ‘عدلك’ و’جرمهم’!! … ولعنة الله على الظالمين!! ** اعترف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بأن الأحداث المأساوية التي شهدتها مناطق الحوض المنجمي بقفصة نتجت «عن الإخلالات المسجلة في عملية الانتداب بشركة فسفاط قفصة». (…) وأكد أن السلطة بادرت «بتصحيح الوضع في إبانة» كما قال وأوضح أنه «يرفض رفضا قاطعا أن تكون هذه الأحداث أو غيرها سببا للإخلال بالأمن العام والاعتداء على الأملاك العمومية والخاصة لأن بلدنا بلد القانون والمؤسسات، كما أنه بلد العدل والمساواة وحقوق الإنسان». (محمد الحمروني : الحوار نت عن العرب) اعتراف ‘السيد’ الرئيس جاء على قاعدة ‘نعم ولكن ‘ ومع أنّ الـ ‘ نّـعم ‘ مجهرية والـ’لّكن’ مُضَخّمة فسيُعْكسُ الأمرُ وتتغيّر الأحجام! … ثم يتصاعد البخور ويتعالى التصفيق!! (المصدر: موقع ‘الحوار.نت’ (ألمانيا) بتاريخ 19 جويلية 2008)
الصيف الساخن
عبد اللطيف الفراتي (*) تستعد غالب الأحزاب التونسية لعقد مؤتمراتها في هذا الصيف أو بعده بقليل، استعدادا للإستحقاقات الانتخابية للعام المقبل 2009. ففي عام 2009 ينتظر أن تجري انتخابات رئاسية وبرلمانية، تلاحقها في ربيع 2010 انتخابات بلدية. وعادة ما تسبق هذه الانتخابات مؤتمرات الأحزاب لضبط برامجها وملاءمتها مع المتغيرات السريعة التي باتت تطبع هذه الفترة من تاريخ البشرية. كما ان القيادات التي تنبثق من هذه المؤتمرات هي التي ستتصدر قائمات المرشحين في الانتخابات المقبلة. ولعل أهم مؤتمر هو ذلك الذي سيعقده الحزب الحاكم الذي تتجه إليه الأنظار باعتباره المؤتمر الأهم، وباعتبار أن التجمع الدستوري الديمقراطي هو المسيطر تقليديا ومنذ الاستقلال على الحياة السياسية في البلاد، فيما بقية الأحزاب، لأسباب تاريخية وظرفية ابقت أحزابا غير مؤثرة تأثيرا كبيرا أو صغيرا. ولقد تمت تعبئة كبيرة في أوساط الحزب الحاكم من ذلك أن عدد نواب المؤتمر الذين يمثلون مختلف الجهات والفئات سيبلغ عددهم أكثر من 2600 نائب سيتداولون في اللوائح الواقع إعدادها لتكون قاعدة توجهات الحزب في السنوات المقبلة وسيتولون تعيين القيادات العليا . وإذ يمثل اختيار المرشح للرئاسة في صلب المؤتمرات، فإنه لا يوجد شك في أن الرئيس بن علي سيكون مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي، كما لا يقوم شك بشأن انتخابه بأغلبية واسعة في الانتخابات الرئاسية بقطع النظر عن المنافسين له، الذين اقتضاهم تعديل دستوري درجت الحياة السياسية التونسية على مشاهدة حصوله بمناسبة كل انتخابات رئاسية، وفي الانتخابات الرئاسية المقبلة فإن الأحزاب المعارضة ـ التي سترشح زعماءها لمنصب الرئاسة، وهي واعية بأنه لا أحد منهم سيكون فائزا ـ، تخضع لشروط يتم تحديدها بمناسبة كل انتخابات رئاسية، ويجري تعديل دستوري بشأنها. ومن هنا فإن شخصيات مثل أحمد نجيب الشابي أو منصف المرزوقي قد تم استثناؤهما بحكم المقتضيات الدستورية، من حق الترشح لعدم استجابتهما للشروط المطروحة وفقا للتعديلات الدستورية التي تنتظر قراءة ثانية في مجلس النواب، وقد أثار كل منهما الدنيا ولم يقعدها، وعبر كل منهما عن نيته في تقديم ترشحه وإن كان كل منهما يعرف أنه مرفوض شكليا. وإذ يبدو مؤكدا أن الرئيس بن علي سيحافظ على موقعه كرئيس للدولة وبأغلبية كبيرة جدا، وذلك لولاية خامسة لمدة 5 سنوات أخرى، فإنه من المؤكد أيضا أن يكون بلا منازع مرشح حزبه بالإجماع، كما سبق خلال الدورات الماضية لمؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي منذ عام 1989. وكما هو شأن الانتخابات الرئاسية، فإن الانتخابات البرلمانية التشريعية لن تعرف هي الأخرى أي مفاجآت وفقا لتقدير المراقبين. وسيصار في هذه الدورة لرفع عدد نواب المعارضة المنتخبين بطريقة النسبية، فيما ستؤدي الانتخابات بطريقة التصويت الأغلبي كما هي العادة لانتخاب مرشحي الحزب الحاكم كلهم، وتوزع المقاعد المعتمدة على التصويت النسبي على المعارضات وفقا لما حصلت عليه من أصوات الناخبين. وكان تم منذ انتخابات سنة 1994 اعتماد توزيع عدد من المقاعد بالتصويت النسبي بالنسبة للقائمات التي لم تفز في التصويت الأغلبي، وقد تطور عدد هذه المقاعد التي عادت لبعض أحزاب المعارضة لا كلها دورة بعد دورة في 1999 و2004، وينتظر أن يتطور في هذه الدورة المقررة للعام 2009، وسيسمح هذا التطور بتمكين أحزاب المعارضة من تشكيل مجموعات برلمانية، مما يسهل عملها النيابي وينفى عنه الفردية التي كانت تتسم بها أعمال المعارضة داخل البرلمان، ويوفر تقاليد جديدة للعمل النيابي ويعطي وزنا أكبر للمعارضات. على أنه وباعتبار المتوقع من فوز الحزب الحاكم بأغلبية برلمانية مريحة فإن رفع عدد النواب المنتخبين بالنسبية وهم من المعارضة سوف لن يتهدد مطلقا سيطرة الأغلبية على قرارات البرلمان، باعتبار أنه لن يكون للمعارضة أي قدر معطل، من حيث تجاوز الثلث من النواب، فالنصوص الانتخابية حريصة على أن يتجاوز عدد نواب الأغلبية الثلثين بحيث يكون قرارها نافذا في كل الأحوال، ولا يكون للمعارضات أي حظ في تعطيل عمل السلطة التنفيذية أو التشريعية. ويتزامن عقد مؤتمر الحزب الحاكم في تونس تقريبا مع احتفالات تأسيس الجمهورية قبل 41 سنة، ويختص إعلان الجمهورية في تونس على أنقاض نظام ملكي للبايات استمر حكمه 250 عاما، بأنه تغيير حصل باعتماد قرار برلماني، وليس ثورة أو انقلابا، ففي 25 يوليو 1957 اجتمع المجلس التأسيسي المنتخب على أساس قانون أصدره الملك، وقرر والملك قابع في بيته لا حول له ولا قوة، أن يلغي النظام الملكي ويعوضه بالنظام الجمهوري، وينتخب وقتها الحبيب بورقيبة كأول رئيس للجمهورية، وقد استمر حكمه حتى سنة 1957. ومنذ ذلك الحين جرت انتخابات دورية للرئاسة كل خمس سنوات ، إلا في الفترة بين 1976 و1987 عندما قرر البرلمان تحويل الرئاسة التونسية للحبيب بورقيبة إلى رئاسة مدى الحياة. وهو شكل تم إلغاؤه بعد تغيير 7 نوفمبر 1987 ووصول الرئيس بن علي للحكم. ولذلك فإن هذه الصائفة وبعكس الأعوام الأخرى الهادئة والمتسمة بالدعة تتميز بأنها سنة ساخنة وصيف حار على أساس ما سيجري فيه من انعقاد لمؤتمرات حزبية، أهمها وأكثرها أهمية مؤتمر حزب الدستور الحاكم. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 جويلية 2008
التحــــــــــــــــــــــــــــــــدي
“التحدي” هو الشعار الذي اعتمده “حزب الرئيس زين العابدين بن علي” لمؤتمره القادم الذي بدأت الإستعدادت له بالإجتماع الأخير للجنته المركزية و سيل الهذيان الذي بدأت تطفح به مختلف وسائل الإعلام الوطنية من خطاب مركز من المغالطات وخارج على السياق و منفصل عن كل الحقائق الدامغة و المشاغل الحية التي يعرفها و ينتظر حلولها كل التونسيون. و”التحدي” الذي يرفعه اليوم “حزب الله ينصر من صبح”، عدى ما تحمله العبارة من استفزاز، ليس سوى تحدي لإحياء هذا الخطاب العائد إلينا من عقود سحيقة من تراث السياسات السلطانية بكل ما تحمله في ذاكرتنا من تأليه للطغاة المتجبرين و توسل لتشريع الظلم و تملق و انحطاط أمام الغاصبين. و لعل الكلمات هنا على قسوتها لا تفي بالمعاني اللازمة للتعبير عن شعور الازدراء الذي تضيق به صدور الأغلبية الساحقة من التونسيين. و ما نراه اليوم من هذا الحزب، سواء في خطابه أو في طرق عمله وشعاراته، ليس جديدا و لا غريبا بل منسجم تماما مع تاريخه و سابق مواقفه. و بقدر ما يذكرنا مؤتمره الحالي بنفس الخطاب الذي كان يرفعه في أواخر عهد رئيسه السابق و مؤسسه ليصحوا ذات يوم على بيان يعلمهم أن معبودهم وزعيمهم و مجاهدهم الأكبر الذي يحكمهم إلى حد ذلك اليوم لم يكن سوى مختل المدارك العقلية بشهادة أطبائه و أقرب أعوانه. ورغم أن هذه المفارقة في حد ذاتها تكفي للوقوف على حقيقة حزب فرط في مصير بلاده لمختل عقليا رئيسا مدى الحياة فإنها لا يمكن أن تنسينا ما حصل منه سواء في ذلك العهد أو خلال العقدين الأخيرين من عهد خليفته، فقد كان دائما وكرا للطمع و الخسة و المناورات الدنيئة ضد كل الشرفاء و النزهاء و الوطنيين. و لم تصدر منه يوما كلمة حق في نصرة مضطهد أو للتنديد بمظلمة منذ قيام حكمه. و كان مع القمع دوما أينما كان و أي كان المستهدف بمحرقته و لو كانوا من بين أعضائه و في صفوف حزبه. و عندما انتفض الشباب وقفوا موقف العداء من أبنائهم فسيجوا الجامعات و ركزوا مراكز الشرطة في مختلف الكليات و بثوا أعوانهم من المخبرين و الجواسيس بين الطلبة و في مختلف إدارات المعاهد و الكليات كما هم بصدد مطاردته اليوم تحت مختلف اللافتات وفي كل الفضاءات. و هم يعرفون كما يعرف اليوم كل التونسيون كيف كان تعاملهم و ما هي مواقفهم ولا تزال من العمال و النقابيين و الضعفاء و المحرومين و المهمشين و ما حل و يحل بالديموقراطيين من عسف و جور و اضطهاد عندما حاولوا التصدي لهم و من من اليسار أو القوميين أو الإسلاميين أو الوطنين الأحرار على اختلاف مللهم ونحلهم لم يكن هدفا في يوم من الأيام لآلة قمعهم ولم يتعرض للمحاكمات و المطاردة و التجويع بسبب معارضته لهم؟ لذلك عندما أتحدث بهذا الكلام فأنا لا أتحدث عن تجربة ذاتية و لا عن مشكلة خاصة قائمة بيني و بينهم بل عن المشكلة القائمة بينهم و بين مجتمعهم و عن مشكلتهم مع تاريخهم من وحي الشعار الذي يرفعونه لمؤتمرهم و عن مشكلتهم مع واقعهم كما يدل عليها خطابهم. فمن هم التجمعيون حقيقة اليوم في يقين ووجدان كل التونسيين عدى كونهم بطانة السلطة مهما تغير الحاكمين و عملاء المتسلطين مهما بلغ مدى ظلمهم و دوسهم للدستور و القوانين و الإنتهازيين المتمعشين من إقصاء غيرهم عن مختلف حقوقهم المشروعة في وطنهم. فإن كانوا لا يستحون كيف لنا أن نستحي من مواجهتهم بحقيقتهم.. و يكفينا اليوم شاهدا على “ديمقراطيتهم” احتقارهم لكل من كان معارضا لهم فردا كان أو تنظيما مهما بلغت درجة ضآلته. لذلك تجدهم لا ينضرون بنضرة الإختلاف و لكن بنضرة العداء لكل من خرج عن خط الإذعان و المنافقة لهم حتى أنهم لا يدركون وهم ينفخون في صور بعض الرموز البائسة لتعدديتهم ممن نصبوهم على أحزاب بطشوا بمناضليها و سجنوا قيادتها الفعلية أن مهزلتهم الغبية لم تعد تنطلي على أحد سواهم. لذلك نجدهم من خلال سعيهم المحموم لابتزاز شواهد الولاء و التأييد لحكمهم لا يكشفون سوى حقيقة اغتصابهم للسلطة و طبيعة استبدادهم بالحكم إلى درجة العجز عن تصور طريقة أخرى لممارسته لا تكون قائمة على احتكارهم المطلق و تفردهم دون حسيب أو رقيب. و هذا ما يجعلنا نلمس ما نراه اليوم في خطابهم من أقوال لا مضامين لها تصدم العقل من فرط تخلفها و تبعث على النفور لتعارضها مع حقيقة ممارساتهم. و هكذا تتضح حقيقة “التحدي” الذي يرفعه اليوم “حزب الرئيس زين العابدين بن علي” من خلال مؤتمره. و هذا التحدي ليس قائما على منطق سياسي من خلال جدلية اجتماعية و اقتصادية و إنما أساسا على حد أخلاقي بين نظرة تملك بالبلاد و تحكم في الرعية تسخر الخطاب لإحكام الجهل و التخلف و التسليم لمنطق القوة بالتجويع و السلب و الإقصاء و التشجيع على الخضوع بالتوسل و الإستجداء و التطميع كما يحصل هذه الأيام مع القصرين و قفصة و بين نظرة كفاحية تضع الحرية في أسمى مراتب تجلي الذات الإنسانية قولا و ممارسة و تعبر من خلالها على رؤيا تستجمع كل الأحلام و الأهداف و الطموحات التي يمكن أن تخالج أي فرد من أفراد مجتمعها خارج أي رؤية سياسية مرتهنة لممارسة السلطة باعتبار السلطة ليست سوى أداة يجب تسخيرها لخدمة كل هذه الأحلام و الأهداف و الطموحات. و هذه الرؤيا لا تحتاج إلى خطاب جميل منمق بالمعاني السامية و الوعود الخاوية بينما يعجز عن المواجهة المباشرة القائمة على طرح المشاكل الحقيقية و الإنتظارات الفعلية لأنه خطاب قائم على مغالطة شعبه لا يسعى لتأليف مجتمعه و جمعه للمشاركة في رفع مختلف التحديات التي تواجهه بل إلى إقصائه و تجميده و كتم صوته لمصلحة أقلية تنتهب مقدرات وطنه و تستخف بمصيره. و هو علاوة على ذلك نظام يستمد موقعه بين قادة الأمم من تحقر شعبه و شرعيته من دوره في إضطهاده وفرض وصايته عنه لحماية الغير مما يهوله لهم من الأفكار التي تسكنه. و إذا كان الرئيس بن على في غياب بديل حقيقي عن إفلاس سياسة نظامه يسعى إلى النفخ في هالة حزبه من خلال تقديم أرقام واهية لعدد منخرطيه أغلبهم من المتكسبين و الإنتهازيين و المنافقين حفاضا على مواقعهم ممن لم يعد يخفى على أحد حقيقة عددهم في كل شعبة من شعبه فإنه يبقى مع ذلك عاجزا عن التعبير عن حقيقة ما يطمح إليه منخرطيه أنفسهم حتى أصبح انخراطهم لا يعبر سوى عن بؤس الأوضاع التي حكمت على الأغلبة الساحقة من بينهم على اليأس من قيمهم و التظاهر بالولاء في مواجهة شظف العيش الذي قادهم إليه حكمه. و هؤلاء سيصفقون لمن بعده كما كانوا يصفقون لمن قبله فطوبى لكم الحضيض الذي ترفعون بهم تحديكم. لكم صفكم و لنا صف كل التونسيات و التونسيين و هيهات للظلم أن يدوم… المختار اليحياوي – 19 جويلية 2008
كتبه عبدالحميد العدّاسي: عاد صديقي القديم البوجادي بكتاباته “النسخة” ليؤكّد قوّة انخراطه في القرية العالميّة التي صنعتها العولمة بوسائلها الداعمة للدكتاتورية المتنكّرة هذه المرّة بلباس الديمقراطية التي صارت تتغذّى من دماء الضعفاء من المسلمين وغير المسلمين… فالبوجادي – وهو يلعب دور البوق – لا يكتب إلاّ ليردّد ما تتناقله وسائل الإعلام المدعومة من ديمقراطيّة الدّماء والأشلاء، وإلاّ فالبوجادي لم يكن مرّة نبيّا أو على الأقلّ معايشا للواقع في السودان حتّى ينقل بثقة ودون تحفّظ أرقام صاغها أصحابُها من أجل خدمة “ديمقراطيتهم” التي لايتردّد المنصفون في العالم باتّهامها بازدواجيّة المعايير، كما ورد في مقاله باللغة الفرنسية “يا دكتاتوريو العالم العربي اتّحدوا”، الوارد على صفحات تونس نيوز بتاريخ 21 جويلية 2008… أردّ على البوجادي بهذه الجمل القصيرة، وقد أناخ قريبا من داري يحشرني ضمن الظلاميين الإسلاميين ويخصّني بالاسم ويصف كتاباتي أو مقالي الذي كتبته بتاريخ 17 جويلية 2008، مناصرة لضعيف اتّفق الظلمة والأبواق (والبوجادي من الأبواق) على استهدافه، بالمستعجل والسيّئ والمثير للسخرية… ولست هنا في مجال الدّفاع عن نفسي للابتعاد عن صفّ الإسلاميين فأنا منهم وأعلم أنّ الظلامي هو من كانت على قلبه غشاوة، ولا عن نوعيّة النصّ (شيء ينطّق الحجر) وقيمته الأدبيّة، ولكنّي هنا لأسأل البوجادي – وهو يستكثر عليّ وصف البشير (عن علم أحسب) بأنّه من أحسن (وليس أحسن، كما دلّس البوجادي في نصّه) الرؤساء في العالم: مَن إذن من غير البشير يراه في هذا المركز؟! أهُوَ بوش الابن وقد قتل بأمر منه أضعاف أضعاف ما قُتِل في بلاد البشير بدون أمر منه؟!… أم هو أولمرت “ابن العمّ” مُنَمّي الاقتصاد التونسي بزيارات الصهاينة المتعدّدة إلى جربة وغيرها من بلاد تونس أرض “الحجّ المبرور”، وقد أسال في فلسطين ولبنان أودية الدّماء وقطع مياه الأودية لمنع الشرب والسقيا وجرف الأرض وأباد ما عليها وحطّم البناء والعظام كما ذكرت في ذلك المقال الذي لم يقرأ منه البوجادي إلاّ ما يثقل عريضة اتّهامي لديه ولدى أمثاله من الأبواق التي إن سُكِت عنها وعمّا تنفث فحشت وإن عُورضت ناحَت لتجمع من حولها المعزّين الفاشلين؟!… أم هو ساركوزي (اليهودي بامتياز) الذي شتمنا في عقر دارنا لمّا مدح عضلاتنا المفتولة ودعاها لخدمة أدمغتهم الخلاّقة، في وقت تبدع فيه ثلّة من علماء تونس رغم ما أصاب تونس من تردّ عام (أنظروا إن شئتم مخترعات محمد الأوسط العياري)؟!… أم هو مَن يا بوجادي المتنوّر المساير للعصر؟!… من الغريب أن أرى البوجادي – وهو يستكثر عليّ كلمة في حقّ ضعيف – لا يقوى على ذكر أهمّ دكتاتور في العالم العربي المعيش ضمن القائمة التي ساقها والتي حشر فيها بعض حكّام العرب الظلمة، ما يدفعني إلى التساؤل عن سبب غياب قلم البوجادي عن الساحات المناضلة في تونس كساحة الرديّف ومدن الحوض المنجمي أو ساحات الحرّيات العامّة، والنّاس فيها في أمسّ الحاجة إلى إبلاغ أصواتهم إلى النّاس في تونس وخارجها بالقلم الذي يحسن به البوجادي الكتابة؟!… أهي الوطنيّة التي بها اقتحم الأمن والجيش دور أهلنا في الرديّف؟!… أم هو التخصّص والمرابطة لإطفاء أيّ شعلة تنير شؤون المسلمين، أو مسارهم؟!… أم هو الإصرار على الباطل الذي لا يزيد صاحبه إلاّ صغرا عند النّاس؟!… أتمنّى أن تسخّر قلمك هذا وسلاسته إلى خدمة النّاس سيّما الضعفاء منهم بدل أن تجعله في يد بوق لا يحسن إلاّ تضخيم الأصوات المزعجة للسامعين الواقعين في دنيا الاضطرار… ويوم تفعل ذلك فسأكون من المهتمّين بكتاباتك الدّاعمين لأفكارها، وأمّا إذا اخترت لنفسك أن تجاور باستمرار المخلوقات الخالية من المسؤولية فلن يكون لكتاباتك أكثر من شغل المساحة التي أخذتها (مجاملة ربّما) على أرض هذا الموقع أو ذاك… وثق صديقي أنّي سأظلّ رافضا للتّفاهة ما حييت!… وأمّا البشير والسودان وفلسطين والصومال والرديّف والحوض المنجمي عموما، فلهم الله ثمّ النّاس من المؤمنين ممّن آمنوا صدقا بقول ربّهم جلّ وعلا “ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا”!…
هل من أمل في السياسة المتوسطية للاتحاد الأوروبي؟
توفيق المديني تعتبر العلاقات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية بين البلدان التي تقع على ضفتي البحر الأبيض المتوسط الشمالية والجنوبية قديمة قدم التاريخ، نظراً لكون حوض المتوسط كان مهداً للديانات والحضارات الكبرى، وكذلك مركزاً للعالم حتى فترة تاريخية قريبة جداً. فحوض البحر الأبيض المتوسط يضم بلاد المغرب العربي التي تعيش حزمة من الأزمات، وبلاد المشرق العربي، والشرق الأدنى التي تعيش أزمة هوية، و لاسيما مع بروز الدعوة الإسرائيلية والأمريكية لاقامة السوق الشرق أوسطية، والنظام الإقليمي الشرق أوسطي، والتي تجد من يؤيدها على الصعيد العربي، على الرغم من أن السوق الشرق أوسطية تعتبر بديلاً لمشروع الوحدة الاقتصادية العربية ، وتتطلب فيما تتطلب أساساً القبول بإسرائيل كشريك للدول العربية. وكانت السياسة المتوسطية الأوروبية منذ توقيع معاهدة روما المنشئة للمجموعة الأوروبية وحتى عام 1990 وهو العام الذي شهد إعلان الجماعة الأوروبية عن تبنيها “سياسة متوسطية جديدة قد مرت بثلاث مراحل متميزة. ففي مرحلة الستينات (1958-1974) هيمنت الاتفاقيات الثنائية بين بلدان السوق الأوروبية المشتركة وكل من تونس والجزائر والمغرب، بدون أي اعتبار للبعد الاقليمي. واتسمت هذه الاتفاقيات بالطابع التجاري البحت. أما المرحلة الثانية، وهي مرحلة السبعينيات والثمانينيات(1977-1990)، فقد شهدت عقد إتفاقيات بين المجموعة الأوروبية والدول العربية المتوسطية المغاربية منها والمشرقية. وعبرت المجموعة الأوروبية خلال فترة السبعينات والثمانينات عن سياستها الشاملة تجاه منطقة البحر المتوسط بآليتين أساسيتين هما: أ-سياسة المساعدة المالية في شكل قروض مقدمة من البنك الأوروبي للإستثمار أو من خلال ميزانية الجماعة الإقتصادية الأوروبية ذاتها. ب-آلية الحوار العربي- الأوروبي (1974- 1992), ذلك الحوار الذي جرى ودار على مستويات وزراء ودبلوماسيين من الطرفين العربي والأوروبي. فبعد الإنتصار المصري والعربي في حرب أكتوبر وإستشعار الجماعة الأوروبية لأهمية هذه المنطقة بدأ في إعادة تنظيم علاقاته بالدول العربية في إطار سياسة شاملة لتنمية المنطقة وضمان أمنها وإستقرارها. وعلينا أن نعترف أن السياسة المتوسطية للإتحاد الأوروبي لم تكن متجانسة ولا موحدة، بسبب ظهور عدة إتجاهات في داخلها تدعو دول الإتحاد الأوروبي إلى التوجه خارج منطقة البحر الأبيض المتوسط. فهناك أولاً النزعة الأطلسية المتفاقمة لدى الدول الشمالية الأنكلوساكسونية التي تدعو إلى تحرير أكبر للتجارة مع الولايات المتحدة. وهناك ثانياً السياسة الألمانية المتجهة نحو أوروبا الشرقية بحكم كونها تمثل مداها الحيوي الإستراتيجي، و لاسيما بعد سقوط جدار برلين في عام 1989، ثم إنهيار الإتحاد السوفيتي في عام 1991، وإنتهاء القطبية الثنائية في العالم، مما قلب الظروف الجيو سياسية والإستراتيجية في أوروبا رأسا على عقب. وهناك ثالثاً : النزعة الأميريكية اللاتينية التي تمثلت مؤخراً في إبرام إتفاقية تخلق منطقة تجارة حرة بين دول المجموعة الخمس عشرة ومجموعة المركوسور (Mercosur ) التي تضم (البرازيل، والأرجنتين، وأوراجواي، وباراغواي ). وسوف تخلق هذه الإتفاقية أكبر منطقة تجارية في العالم. وهناك رابعاً التكتل الإقتصادي في الباسيفيكي الذي يضم الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي، ومنطقة جنوب شرق آسيا، وأعضاء إتفاقية النافتا الثلاثة (كندا والولايات المتحدة الأميركية والمكسيك) إضافة إلى التشيلي والصين وهونغ كونغ وهو تكتل يمتلك إمكانيات ضخمة في المجالات الإقتصادية والمالية والتجارية، وأصبح مركز استقطاب للولايات المتحدة الأميريكية ولدول الإتحاد الأوروبي على حد سواء . وقدأسرعت عوامل عديدة ، منها:عالمية التجارة، وتحرير نظام العلاقات الدولية، في توعية أوروبا تدريجياً، و إقناعها بأهمية إلتزامها الجديد في حوض البحر الأبيض المتوسط بإعتباره عاملاً ضرورياً لإستقرارها الخاص، وفرصة لمد نفوذها في الوقت عينه. و شكلت أيضا متغيرات دولية وإقليمية كبيرة دافعاً قوياً لإقناع مجموعة دول الإتحاد بأن أوروبا لايمكن لها أن تبني مستقبلها بتجاهل جنوب المتوسط. ومن هذه المتغيرات، حرب الخليج الثانية وإسقاطاتها المدمرة عربياً وعالمياً، لجهة هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على منابع النفط،. لقد عكست هذه الخلافات بين ضفتي الأطلسي آثارها على المواجهة حول حوض المتوسط, ومن هنا كانت الدعوة للمتوسطية الجديدة تعبيرا عن رغبة أوروبا في جعل (المتوسط) بحرا أوروبيا لا بحرا لأمريكا. وتجسدت هذه الرؤية الأوروبية في فرنسا بعد وصول الديغوليين إلى السلطة فيها. فكان الطرح المتوسطي الأوروبي رداً على إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على الإنفراد بمقدرات الشرق الأوسط, وهو الذي يتجلى بوضوح منذ أزمة الخليج الثانية.. وأخيرا هناك التحديات الإقليمية التي تتمثل في مجموعة المخاطر والتهديدات الأمنية التي باتت تهدد الأمن الأوروبي, وهي في معظمها قادمة من الجنوب الذي يشمل جنوب وشرق المتوسط, وأهم تلك التحديات: -تصاعد المد الإسلامي الأصولي في البلدان العربية المتوسطية،إذ إن نظرة الغرب للإسلام لا زالت ترى أن الإسلام يعني الأصولية , وهذه الأخيرة تعني الإرهاب. -استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين من شمال إفريقيا إلى أوروبا, إذ تعتبر أوروبا أن النمو الديمغرافي المغاربي، وتزايد الهجرة غير الشرعية ، وتصاعد الأصولية الإسلامية ( Islamisme ) في البلدان المغاربية وفي العالم، وغياب سياسة أوروبية موحدة، وتضاربها تجاه بعض أزمات المنطقة، من أكبر التحديات التي تواجه دول الاتحاد الأوروبي. من وجهة نظر أوروبا، البحر المتوسط منطقة متكونة من عدة مجتمعات عرضة لتغيرات، وتحتوي على مشاكل مقلقة وكبيرة، والحال هذه، فإن البحر المتوسط لا يمكن له أن يكون جداراً يفصل بين ضفتيه، بل إنه يمثل مسرحا تظهر فيه الإنفساخات على مستويين : الأول بإعتباره منطقة متعددة في كافة المجالات الإقتصادية والإجتماعية والإيديولوجية والثقافية والأمنية والإستراتيجية، بوصفها ثمرة لعلاقات تاريخية، إضافة إلى أن المنطق العالمي للإندماج الإقليمي ومتطلبات العولمة يشكلان سبباً قوياً آخر. والثاني : الإنفساخات التي تشق المجتمعات من الداخل، حيث أن المسائل السياسية والثقافية تثير إهتماماً متزايداً في أوروبا. فدول جنوب المتوسط ليست متجانسة في إختياراتها الإقتصادية – الإجتماعية والسياسية، وتمثل كل واحدة منها ثقلاً معيناً ومختلفاً بالنسبة للشركاء الأوروبيين. فهناك دول مثل تونس والمغرب والاردن ولبنان وتركيا، تنتهج خيار الليبرالية الإقتصادية في إطار الإنفتاح الكامل على السوق الرأسمالية العالمية، حيث أن هياكلها الإقتصادية مهيأة لقواعد اللعبة الجديدة التي تطرحها أوروبا. وهناك أيضاً دول مثل الجزائر، وليبيا، ومصر، وسوريا، على الرغم من الإصلاحات الإقتصادية التي قامت بها لجهة تدعيم التحرير الإقتصادي والسماح للسوق الحرة والقطاع الخاص، وللإستثمار الأجنبي، إلا أن فكرة تدخل الدولة في المجال الإقتصادي في هذه البلدان لا زالت طاغية بدرجات متفاوتة. وهناك ثالثاُ إسرائيل التي تشكل حالة استثنائية في جنوب المتوسط . إن الاتحاد من أجل المتوسط ضم إليه الرئيس ساركوزي بلدان أوروبا المتوسطية وأضاف إليها مجموع بلدان الإتحاد الأوروبي. واعتبر ذلك حقا له ليس بإمكان أحد مراجعته فيه- أي حق إعتبار أنفسهم ذوي مصالح مشتركة وتطور مستقبل مشترك- مع أننا نعلم أن بعض الأوروبيين من داخل بلدانهم ينتقدون المشروع في صياغته الحالية، مثل ألمانيا ، و اليونان. بالنسبة لأوروبا، يشكل البحر المتوسط فضاء توسعها الطبيعي لديناميكيتها الإقتصادية والتجارية، وبالتي فهي المنطقة مع أوروبا الشرقية، التي تمكنها من توطيد محيطها، من أجل ضمان وسائل نجاحها في المنافسة الدولية مع التكتلات الإقتصادية العملاقة. لكن ما يقلق أوروبا هي الأوضاع السياسية والإجتماعية الداخلية في دول جنوب حوض البحر المتوسط، التي تقدم لنا صورة متباينة. و هكذا يبدو مشروع الاتحاد من أجل المتوسط مجرد اتفاق “دفاع” وحماية للإتحاد الأوروبي ضد كل “الفيضانات “الإجتماعية والسياسية والإقتصادية لبلدان الضفة الجنوبية المتوسطية, فضلا عن أنه يتطلب تغييرات جذرية في البنيات الاقتصادية والسياسية للدول العربية المتوسطية المعنية، لكي تستجيب إلى نداء أوروبا . فهناك دول الاتحاد الأوروبي التي تمثل أنظمة اقتصادية واجتماعية ومالية وتكنو لوجية متطورة وعملاقة، وهناك الكيانات العربية المتوسطية المنعزلة التي تمثل أنظمة اقتصادية » صغيرة « أو ناشئة على أفضل تقدير. إذا فخلق مناطق تجارة حرة بشكلها الكلاسيكي بين دول شمال المتوسط ودول جنوبه، سوف يقود إلى عدم التوازن وعدم المساواة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين، لأن حركة التجارة ستكون على حساب » الصغار « وستكون لمصلحة » الكبار «. وإضافة إلـى ذلك فحرية التجارة سوف تقتصر على بعد واحد، لأن الإتحاد الأوروبي يرفض بشدة إدخال المنتجات الزراعية المغربية والتونسية والسورية والمصرية إلـى البلدان الأوروبية الأعضاء. إن الشرط الضروري لنجاح مشروع الاتحاد من أجل المتوسط أن يكون مقترناً بعملية التنمية للبلدان العربية , وأية تنمية حقيقية يجب أن تكون مقترنة بعملية ديمقراطية حقيقية. ولا تتحقق هذه التنمية بمجرد التعويض النسبي عن آثار فتح الأسواق فيها دون قيود.كما أنه يجب على العالم العربي أن يتصور أشكالا من الشراكة قادرة على على النفاذ لأسواق المراكز المتقدمة من خلال امتلاك القدرة على التصنيع والتخليق الذاتي, وهي في أولى مراحل تكونها التاريخي, وعلى تعزيز قدراتها في التصدي والمقاومة ضد الأشكال الجديدة التي يتميز بها الإستقطاب في النظام العالمي الجديد. وتتباين الثقافات السياسية وأساليب الحكم والقيم من أقاصي منطقة المغرب العربي إلى أقاصي المشرق والشرق الأدنى المطل على حوض البحر المتوسط. فإذا كانت دول الاتحاد الأوروبي قد أخذت بمبدأ الديمقراطية في ثقافتها السياسية منذ زمن بعيد، فان دول جنوب المتوسط العربية ، تشكل استثناء في ذلك، لجهة افتقارها عموماً إلى خبرة سابقة في ممارسة الديمقراطية، كما أن أغلبها ليس فيه إلا القليل من إمكانية الانتقال حتى إلى نسبة الديمقراطية. والحال هذه كيف يمكن أن تكون هناك شراكة حقيقية متكافئة في منطقة البحر المتوسط، في ظل وجود أنظمة ديمقراطية راسخة على الضفة الشمالية، في حين تسود في الضفة الجنوبية أنظمة مازالت تحركها نحو الديمقراطية ناشئ وبطيء، ويظل إنفتاحها السياسي خاضعاً للسيطرة وقائماً على استراتيجية ميكيافيلية تمزج بين » الليبرالية المتحكمة «، وجني ثمار الخصخصة والليبرالية الاقتصادية . * كاتب تونسي (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جويلية 2008)
الأيام التجارية مساند رسمي ل”مهرجان النسيج” أو”مهرجان الرداءة”تأكيد لنظرية الأواني المستطرقة؟؟؟
مراد رقية برغم مطالبة المجتمع المدني المستقل بضرورة اعتماد المحاسبة والشفافية في ميزانية وتصرف جمعيات ونوادي المجتمع المدني المدجن أو الخاضع لوصاية ومراقبة جامعة التجمع بقصرهلال فان تثبيت القطعة أو اللوحة القماشية الضخمة على الوجه الخلفي لقصر بلدية قصرهلال كشفت لنا ولأول مرّة بأن الأيام التجارية بقصرهلال المطعون في شفافيتها أصبحت مساندا وممولا رسميا للمهرجان على قدم المساواة مع مؤسسات اقتصادية كبرى مثل سارتاكس وسيتاكس وستيفال والمغازة العامة والشركة التونسية للملاحة؟؟؟ ان تظاهرة الأيام التجارية القصديرية بقصرهلال التي تستغل امكانيات المؤسسة البلدية وفضاءات عامة مثل ساحة7 نوفمبر لم تلتزم ضمن أي دورة من الدورات بكشف ميزانيتها وحتى ان كشفت بعضها فلتضحك على الذقون من قبيل الاشارة أن الكيلوغرام من المسامير يصل الى ألف دينار ولعل السبب ببساطة هو أن المعرض قصديري وليس من المتاح الترخيص من قبل مصالح الحماية المدنية لهذه المحلات القصديرية بدون وجود هذا النوع من المسامير الباهضة الثمن؟؟؟ تتميز هذه الأيام التجارية القصديرية بوفرة المداخيل مقارنة بمحدودية المصاريف عبر اعادة تركيب ألواح القصدير المرخصة من مصالح الحماية المدنية بقصرهلال والأغطية البلاستيكية المعقمة والعازلة غير القابلة للاشتعال المؤشر عليها من الادارة الجهوية للصحة بتالمنستير،هذه المواد الرفيعة المكرسة لجمالية المدينة والمحوّلة الى أكشاك أو دكاكين لم نعد نجد مثيلا لها حتى في مناطق الظل مما جعل الاصرار على اقامتها مثلها مثل السوق الأسبوعية دعم لمناطق الظل والبناء الفوضوي المدعم وطنيا وجهويا ومحليا بسلطة القانون السيادي بمدينة قصرهلال،المدينة الكارهة للرداءة ةوللبناء القصديري الذي انقرض منذ سنين من المدينة؟؟؟ ان ادراج اسم”الأيام التجارية بقصرهلال”يلزم الهيئات الرقابية المالية والقانونية بضرورة الوقوف على حقيقة هذه”المؤسسة اللغز”أو هذا “الصندوق الأسود” الذي يبدو بأن وظيفته الأساسية اطعام المسؤولين المحليين والجهويين واقناعهم بضرورة الالتزام بمخطط اغتيال قصرهلال على الساحة المحلية بدعم أكيد وأساسي من جامعة التجمع أحد الأطراف المستفيدة من التظاهرة القصديريةمن خلال الحصول على نصيبها من الأكشاك الحاصلة على صلوحية المحل ،أو من خلال تأجير فضاءات دار التجمع تماما مثلما تقوم بذلك دار شباب قصرهلال؟؟؟ يؤكد ادراج هيئة الأيام التجارية ضمن المساندين الرسميين لهذا المهرجان”نظرية الأواني المستطرقة” على اعتبار تعيين كل هيئات الجمعيات والنوادي والتظاهرات من جامعة التجمع بقصرهلال الحريصة على الارتقاء بالمدينة في شتى المجالات لذلك لو حاولنا الاطلاع على قائمة المسؤولين والقائمين على هذه الأكشاك ،أو الدكاكين الجمعياتية لوجدنا ذات الأسماء تتكرر بين كل هذه المؤسسات-القدور الموظفة لامكانيات وفضاءات المجموعة المحليةدون التزامها بدعم واسناد الميزان البلدي بشيء لأن المهم هو نيل رضى جامعة التجمع الدستوري صاحبة الأمر والنهي وامتياز التصرف في مقدرات مدينة قصرهلال المحجور عليها مقابل الصمت وعد المطالبة بوضع حد لهذه الرداءة المفروضة في الأيام العادية وهذه الأيام خصوصا بمناسبة مهرجان انتخابات اللجنة المركزية المتحول الى “صراع ديوك” رهانهم الأساسي ابقاء “دار لقمان على حالها”؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هـل يُـحـاكـمُ الرئيس البشير دوليا؟
د. محمد سليم العوا (*) أصدر المدعي العام أمام المحكمة الجنائية الدولية، الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، تقريرًا سيقدمه إلى الدائرة التمهيدية المختصة بالمحكمة الجنائية الدولية (وفقًا لنص المادة 58 من نظامها) بطلب القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمحاكمته بموجب النظام الأساسي للمحكمة الصادر في روما عام 1998. ويثير هذا الموقف من المدعي العام تساؤلات عديدة عن مدى جوازه من الناحية القانونية الدولية، وعن مدى صحته طبقًا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وعن مدى تعبيره عن حقائق واقعية تشكل جرائم ضد الإنسانية تقتضي تدخلاً دوليا، وعن الآثار التي قد تترتب على تنفيذ طلب المدعي العام -إذا تم تنفيذه- بالنسبة لدول العالم بوجه عام، وبالنسبة للدول العربية بوجه خاص. وأحاول إيجاز ذلك كله في الملاحظات الآتية: ولاية المحكمة (1) المحكمة الجنائية الدولية أنشئت بموجب معاهدة دولية ملزمة للأطراف التي صدقت على الانضمام إليها دون غيرها، هذه المعاهدة هي المعروفة باسم نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، وقد اعتمد هذا النظام في روما في 17/7/1998 أي منذ عشر سنوات كاملة. والدول التي صدقت على هذه المعاهدة بلغ عددها حتى 1/6/2008 (106) دول، منها 30 دولة إفريقية، و13 دولة آسيوية، و16 دولة أوروبية شرقية، و22 دولة من أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، و25 دولة من أوروبا الغربية وغيرها، ويدخل تحت تعبير (وغيرها) الوارد في البيان الرسمي للدول الأعضاء في نظام روما، دولتان عربيتان هما: الأردن وجيبوتي، ولم تصدق أي دولة عربية -سوى هاتين الدولتين- على نظام المحكمة. والمقرر في قواعد القانون الدولي -بغير خلاف- أن المعاهدات الدولية لا تسري إلا على الدول الأطراف فيها، وأنه لا يمكن إجبار دولة على الالتزام بأحكام معاهدة، أو الخضوع لها، دون أن تكون طرفًا فيها. ولم يخرج النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية عن قاعدة اقتصار آثار المعاهدات على أطرافها؛ فقد نص في مادته الثانية على أن (جمعية الدول الأطراف) هي التي تعتمد اتفاق تنظيم العلاقة بين المحكمة والأمم المتحدة، ونص في مادته الثالثة/ 2 على أن (جمعية الدول الأطراف) هي التي تعتمد اتفاق المقر الذي يبرمه بعد ذلك رئيس المحكمة مع دولة المقر (هولندا). ونص في مادته الرابعة/2 على أن للمحكمة أن تمارس وظائفها ومسئوليتها على النحو المنصوص عليه في هذا النظام الأساسي في إقليم أي دولة طرف، ونص في مادته الحادية عشرة/2 على أنه «إذا أصبحت أي دولة من الدول طرفًا في هذا النظام الأساسي بعد بدء نفاذه، فلا يجوز للمحكمة أن تمارس اختصاصها إلا فيما يتعلق بالجرائم التي ترتكب بعد بدء نفاذ هذا النظام بالنسبة لتلك الدولة». وقد أكدت هذا المبدأ نصوص المواد (12) و(13) و(14) والمادة (34 في فقرتها رقم أ، ب، ج، وفقرتها رقم 6/أ وفقرتها رقم 8/أ، ب) والمادة (42/4) والمادة (48/1) والمادة (51/2) والمادة (52/3) والمادة (59/1)، وغيرها من النصوص التي تشير إلى (الدولة الطرف) أو إلى (الدول الأطراف). ونصوص النظام الأساسي للمحكمة عددها (128) مادة، ليس فيها مادة واحدة تخول المحكمة اختصاصًا على مكان أو شخص لا يحمل جنسية إحدى الدول الأعضاء في تلك المعاهدة الدولية المعروفة بـ«نظام روما 1998». ونتيجة ذلك –قانونًا- أن السودان وأراضيه وأبناءه من المسئولين الحكوميين أو السياسيين أو من غيرهم لا يمكن بحال من الأحوال أن تنطبق عليهم نصوص نظام المحكمة الجنائية الدولية؛ لسبب بسيط هو أن السودان ليس عضوًا في هذه الاتفاقية التي لا تسري نصوصها إلا على الدول الأعضاء فيها. معلومات مغلوطة (2) تنظم المادتان (53) و(54) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وظيفة المدعي العام المعين أمامها، وهما توجبان عليه -ضمن واجبات عديدة- أن يتأكد من أن المعلومات التي أتيحت له توفر أساسًا معقولا للاعتقاد بأن جريمة تدخل في اختصاص المحكمة قد ارتكبت أو يجري ارتكابها. ومن أن القضية مقبولة أو يمكن قبولها بموجب المادة (17)، وأن يوسع نطاق التحقيق ليشمل جميع الوقائع والأدلة المتصلة بتقدير ما إذا كانت هناك مسئولية جنائية بموجب هذا النظام الأساسي، وأن يحقق في ظروف التجريم والتبرئة على حد سواء. وقراءة تقرير المدعي العام، الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، تبين أنه لم يزر السودان، وطبعًا لم يزر دارفور، ولم يزر أي من معاونيه الذين ذكرهم النظام الأساسي للمحكمة السودان أو دارفور، فكيف يتسنى له أن يتأكد من المعلومات بحسب نص المادة (53)، وأن يوسع نطاق التحقيق طلبًا للحقيقة عملا بنص المادة (54) من النظام الأساسي للمحكمة؟! لقد اعتمد السيد أوكامبو على معلومات وصلته من معارضين سودانيين يقيمون في أوروبا -وربما في الولايات المتحدة- وعلى تقارير إعلامية، وسمى ذلك وثائق، وعدَّدها فجعلها سبعة آلاف وثيقة(!) وهي كلها لا توصف بأقل من أنها غير محايدة، وهي -بلا شك- قد وصفت الحال في دارفور بما أملاه هوى كاتبيها لا بحقيقة الحال؛ لأن الذي أورده المدعي العام في تقريره المأخوذ منها ليس صحيحًا جملة وتفصيلا. ودارفور ليست في المريخ، وليس الوصول إليها مستحيلا، والسودان تَعَاون مع كل من اهتم بموضوعها في إتاحة فرصة الوصول إليها واللقاء بالمسئولين السودانيين وزعماء المعارضة، وبأهل دارفور في محافظاتها الثلاث، والوقوف على حقائق الواقع بنفسه. ولم يقرر أحد من الأشخاص، ولا وفد رسمي من الوفود التي زارت دارفور في خضم الأحداث (2004 – 2006) صحة أي تهمة مما ردده السيد أوكامبو في تقريره. لقد زارت وفود من الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واتحاد الأطباء العرب، وعشرات المنظمات الأخرى العربية والإسلامية والدولية، دارفور في أثناء سنوات 2004 و2005 و2006، وقبلها وبعدها. وكانت، ولا تزال فيها، معسكرات دائمة للبعثة الطبية العسكرية المصرية، وللهلال الأحمر السعودي، ولمنظمة الإغاثة الإسلامية، ولبضع وعشرين منظمة إغاثية أوروبية وأمريكية وغيرها، ولم يجد أحد أي دليل على صحة شيء من التهم التي يزعم المدعي العام أنها قائمة في حق حكومة السودان، أو في حق الرئيس البشير. وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانًا ضافيا في 7/9/2004 بعد زيارة وفد منه استمرت خمسة أيام للسودان ودارفور، ولم يبق فيها مسئول له شأن بقضية دارفور، أو معارض له قول فيها إلا وقابله وفد الاتحاد، بمن فيهم الدكتور حسن الترابي الذي كان رهن الإقامة الجبرية يومذاك. وانتهي الوفد -الذي كان مكونًا من العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد، والمستشار الشيخ فيصل مولوي، والأستاذ الدكتور علي القره داغي عضوي مجلس الأمناء، وكاتب هذه السطور أمينه العام- إلى أن الأخبار التي كان يتداولها الإعلام الغربي، وهي التي بنى عليها السيد أوكامبو تقريره عن التطهير العرقي والإبادة الجماعية والاغتصاب الجماعي، كلها لا أساس لها من الصحة، وأن الوضع في دارفور يرجع إلى جملة عوامل ليس من بينها -يقينا- رغبة الحكومة أو سعيها إلى (إبادة جماعية)، أو مساعدتها على ذلك لأي جماعة ضد أي جماعة عرقية في دارفور. بل لقد زار دارفور وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول، وناقش عددًا كبيرًا من قياداتها السياسية والتنفيذية ومن أبناء قبائلها، وعندما عاد إلى الخرطوم صرح للتلفزيون السوداني، وغيره من أجهزة الإعلام، بأنه لم يشهد أي دليل على التطهير العرقي في دارفور، ثم عند وصوله إلى باريس صرح في المطار بخلاف ذلك (!) ويبدو أن السيد أوكامبو استمع إلى التصريح الثاني، ولم يلفت نظره تناقضه مع التصريح الأول. وقد نشرتُ في مجلة «وجهات نظر» المصرية (عدد أكتوبر 2004)، في أعقاب عودتي من دارفور تفصيلا مطولا لحقائق الوضع هناك وأسبابه، واقتراحات السودانيين وغيرهم عن كيفية علاجه، وأثبت بشهادة قضاة، وأساتذة جامعات، وعلماء، ودعاة وممثلين لمختلف القبائل في دارفور أن الأمر فيها لا علاقة له من قريب أو بعيد بالجرائم التي يزعم تقرير المدعي العام أمام المحكمة الجنائية الدولية أن لديه أدلة على ارتكاب الرئيس السوداني إياها. وأشرتُ إلى اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التي شكلها الرئيس البشير طبقًا لقانون سوداني قديم (من زمن الإنجليز) برئاسة قاضي قضاة السودان السابق، العالم الجليل البروفيسور دفع اللّه الحاج يوسف، وقد ضمت أطباء وقضاة سابقين واختصاصيين نفسيين وخبراء في الشئون العسكرية والأمنية، وانتهت بعد عمل استمر نحو سنة كاملة إلى ذات النتائج التي انتهى إليها وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وتقرير هذه اللجنة منشور في أكثر من مائة صفحة، ومحاضر أعمالها المثبتة لكيفية إنجازها مهمتها تقع في عدة مئات من الصفحات، وقد قدم السودان تقرير هذه اللجنة، مع غيره من التقارير، إلى مجلس الأمن، فكانت كلها متاحة للمدعي العام أمام المحكمة الجنائية الدولية. وهكذا، فإن المدعي العام الذي يطلب إلقاء القبض على الرئيس عمر حسن البشير لمحاكمته جنائيا، لم يقم بأداء واجباته التي يلزمه بها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فقدم معلومات مغلوطة عارية من الصحة، وتجاهل تقارير الوفود المحايدة التي زارت مواقع الأحداث التي استنكف هو عن زيارتها! وتقرير من هذا النوع لا يصلح -قطعًا- دليلاً أمام أي محكمة تحترم نفسها لتوافق على إلقاء القبض على شخص متهم بجرائم ضد الإنسانية، هذا لو كانت المحكمة مختصة بمحاكمته أصلاً !. ولعله يهم القارئ أن يعرف أن هذا المدعي العام نفسه كان يدرس أحيانًا في جامعة هارفارد الأمريكية، أستاذًا زائرًا، وكانت شهرته بين طلابه أنه يتميز بعنف ظاهر، واندفاع لا يخفيه، وشدة في معاملة طلابه غير مألوفةّ، والممارسون لمهنة القانون يعرفون كيف تنعكس مثل هذه الصفات الشخصية على صاحبها عندما يكون في موقع الادعاء!. رأي مردود (3) إن الواجب على الدائرة التمهيدية بالمحكمة الجنائية الدولية أن تقضي بعدم قبول الطلب المقدم من المدعي العام؛ لتعلقه بدولة ليست عضوة في معاهدة النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. ولكن أصواتا من الغرب، وبعض الأصوات في السودان نفسه، تقول: إن المدعي العام قدم تقريره إلى الدائرة التمهيدية للمحكمة بناء على طلب من مجلس الأمن، ومن ثم يجوز للمحكمة أن تحاكم الشخص المعني بناء على نص المادة (13/ب) من النظام الأساسي للمحكمة. وهذا النص يجيز للمحكمة أن تمارس اختصاصها «إذا أحال مجلس الأمن، متصرفا بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حالة إلى المدعي العام يبدو فيها أن جريمة أو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت»، والجرائم المشار إليها هي الجرائم المبينة في النظام الأساسي للمحكمة. ولكن هذا الرأي مردود، وغير سديد، فهو مردود لأن اختصاص المحكمة بجميع صوره يقتصر على الدول الأعضاء في معاهدة نظامها الأساسي، ونصوص هذا النظام، كنصوص أي معاهدة دولية أو قانون أو عقد، يجب أن تفسر متكاملة متجانسة يأخذ بعضها بعَضُدِ بعض، ولا يجوز أن يفسر كل نص منها ‘مبتورا من سياقه، مقطوعا عن سباقه ولحاقه’، بحيث تتضارب الأحكام، وتتنافر النتائج على نحو يأباه المنطق القانوني السليم. وهو غير سديد؛ لأن اختصاص مجلس الأمن بمقتضى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة هو اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين، ويجوز له بموجب المادة (42) وما بعدها من الميثاق أن يتخذ تدابير عسكرية بما فيها استخدام القوة «لحفظ السلم والأمن الدولي، أو إعادته إلى نصابه». وليس في هذا الفصل، لا في ميثاق الأمم المتحدة، ولا في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ما يخول مجلس الأمن، ولا المدعي العام، إلزام دولة مستقلة ذات سيادة بأحكام وإجراءات تقررها معاهدة ليست هذه الدولة طرفًا فيها. وعلى أساس هذا المنطق المسلّم في النظم القانونية كلها، يكون اختصاص مجلس الأمن بموجب المادة (13/ب) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية مقصورًا على حالات وقوع الجرائم المشار إليها في نص تلك المادة في دولة، أو من دولة، عضو في اتفاقية النظام الأساسي للمحكمة. وطلب مجلس الأمن الذي يوجهه إلى المدعي العام في شأن غير الدول الأطراف في ذلك النظام الأساسي لا قيمة له قانونا، ولو كان هذا المدعي العام يمارس عمله بالاستقلال المنصوص عليه في المادة (42/1) من النظام الأساسي لرد هذا الطلب إلى مجلس الأمن؛ لعدم تعلقه بدولة من الدول الأطراف في نظام المحكمة. وهكذا يتبين أن المادة (13/ب) من نظام المحكمة لا توفر سندا قانونيا مقبولا لما قام به المدعي العام، كما لا يمكن أن توفر هذه المادة أي سند لقرار تصدره الدائرة التمهيدية بالمحكمة للقبض على الرئيس عمر البشير. حصانة البشير (4) يبقي أن نشير -في هذه الملاحظات العاجلة- إلى أن عمر حسن البشير رئيس دولة وهو -وفق العرف المستقر في القانون الدولي- يتمتع بحصانة قضائية وسياسية لا يمكن النيل منها إلا وفق دستور بلاده وقانونها، وفي النظام الأساسي للمحكمة نص المادة (27) الذي يقرر أن الصفة الرسمية للشخص، سواء كان رئيسًا لدولة أو حكومة أو عضوا في حكومة أو برلمان أو ممثلا منتخبًا أو موظفًا حكوميًّا، لا تعفيه بأي حال من الأحوال من المسئولية الجنائية بموجب هذا النظام الأساسي. والنص ناطق صراحة بأنه يعمل في ظل (النظام الأساسي للمحكمة)، أي يعمل في نطاق واجبات الدول الأطراف فيه، وينطبق على المسئولين في تلك الدول، ومن ثم فلا أثر لنص المادة (27) من النظام الأساسي على حصانة الرئيس البشير المقررة بالدستور السوداني. ويؤكد ذلك أن بعض الدول التي وافقت على الاتفاقية أبدت مجالسها الدستورية أو التشريعية تحفظات على هذا النص، مقررة أن القبول به يستلزم تعديلا لدستورها أو قوانينها المقررة لحصانة رئيس الدولة أو الوزراء أو أعضاء البرلمان. وقع ذلك في فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج (الرأي الدستوري الفرنسي صادر من المجلس الدستوري في 22/1/1999، والرأي الدستوري البلجيكي صادر من مجلس الدولة في 21/4/1999، والرأي الدستوري في لوكسمبورج صادر من مجلس الدولة بتاريخ 4/5/1999). فلو افترضنا جدلا أن السودان -أو غيره من الدول العربية- انضم إلى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية فإن ذلك سيقتضي تعديلات دستورية ضرورية قبل أن يصبح النظام نافذا في حق تلك الدول؛ حيث إن جميع الدول العربية تقرر حصانات لفئات مختلفة من ذوي النفوذ والسلطان فيها لا يمكن الإبقاء عليها مع الانضمام إلى النظام الأساسي للمحكمة. ومن العجيب أن أدبيات الموضوع المتاحة لا تشير إلى أي تعديل دستوري في الأردن أو جيبوتي (الدولتين العربيتين الوحيدتين المنضمتين إلى النظام الأساسي للمحكمة) (ملاحظة من التحرير: وجزر القمر ايضا) مع وجود نصوص دستورية تقرر حصانة رئيس الدولة في كل منهما!. ويؤكد ما ذكرناه آنفا من اقتصار العمل بنظام المحكمة على الدول الأطراف فيها ما أورده نص المادة (11/2) من أنه لا يجوز للمحكمة أن تمارس اختصاصها، بالنسبة للدول التي تنضم إلى النظام بعد نفاذه، إلا بشأن الجرائم التي ترتكب بعد بدء سريانه في حقها. سابقة خطيرة (5) إن التقرير الذي قدمه المدعي العام إلى الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية لو حظي بقبول هذه الدائرة وصدر أمر قضائي بالقبض على الرئيس البشير فسيكون سابقة خطيرة قد يصل مداها -ذات يوم- إلى الرئيس جورج بوش نفسه بسبب المجازر التي ترتكبها قواته في العراق وأفغانستان والصومال، وبسبب الدعم غير المحدود المقدم من إدارته لإسرائيل، لتستطيع تنفيذ مجازرها اليومية في فلسطين ولبنان وغيرهما. وقد يصل مداها إلى مئات المسئولين الصهاينة الذين تثبت وثائق وأدلة لا يرقى إليها أي شك ارتكابهم مئات الجرائم ضد الإنسانية من دير ياسين إلى بحر البقر إلى صبرا وشاتيلا إلى قانا إلى الخليل وجنين وغزة وعشرات الأماكن الأخرى. أما الرؤساء والملوك والأمراء العرب فإنهم إذا لم يقفوا وقفة رجل واحد لمنع صدور هذا القرار المطلوب من الدائرة التمهيدية بالمحكمة الجنائية الدولية، فإنني أخشى أن يأتي اليوم الذي يقول فيه قائلهم: «أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض». (*) خبير قانوني دولي ومفكر إسلامي (المصدر: صحيفة ‘المصري اليوم’ (يومية – مصر) الصادرة يوم 19 يوليو 2008)
ثورة يوليو: ثورة ضد قيم الخوف والهزيمة.
فتحي بالحاج ثورة يوليو ثورة الكرامة العربية تهل علينا ذكرى ثورة يوليو في وضع عربي مأزوم . والحديث عن هذه الثورة التي جاءت بالاستقلال إلى أغلب الأقاليم العربية يثير في نفوسنا ألما كبيرا نحن الذين لم نعش أمجادها ومعاركها ضد الحضور الأجنبي عندما نرى أن أقاليم عربية فقدت استقلالها و تخضع من جديد تحت الاحتلال المباشر ناهيك عن التدخلات السافرة لقوى الهيمنة في ما تبقى من الأقاليم الأخرى فهي صاحبة القرار الأول والأخير للعديد من الدول وفقدت السيادة الوطنية معناها الحقيقي. تهل علينا ذكرى ثورة يوليو و قد تحول الوطن العربي إلى بؤر للصراعات الطائفية والقبلية، والى مسرح للصراع بين تجار الموت. إن الهدف من الحديث عن ثورة يوليو التي حوصرت وضربت وشوهت وأسقطت من موقع القيادة من قبل من قبل قوى الحلف الثلاثي الإقليمية والاستبداد والهيمنة الأجنبية، هو التأكيد أولا و أكثر من أي وقت مضى من أن ثورة يوليو عند تفجرها كانت المعبر الوحيد المتاح إلى بناء مستقبل عربي آمن. وأن الذين عادوها ووقفوا ضدها وخذلوها في فترات كانت الأمة في أشد الحاجة إلى من يقف مع خيار الثورة وخيار مقاومة الهيمنة الأجنبية كانوا على خطأ مهما كانت المبررات. ونهدف ثانيا إلى التأكيد من أن لا مستقبل عربي بدون الأخذ بالمبادئ وبالأهداف التي رفعتها وعملت على تكريسها دعت ثورة يوليو. إن الانقلاب الخطير الذي حصل في مصر و في الوطن العربي وهذا الانهيار الفظيع الذي أصاب النظام الرسمي العربي بعد غياب عبد الناصر وإزاحة الثورة من دفة القيادة في 1970 أدى إلى هذه الانهيارات الكبرى التي أصابت الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، والى خضوع كل مقدرات الأمة للسيطرة الأجنبية. ونهدف التأكيد ثالثا أن الذين يقودون حملات التشويه ويتجاسرون على مبادئ الثورة وعلى قياداتها هم أولئك الذين كونوا هذا الحلف الغير مقدس وساهموا في ضرب الثورة وهم الذين يحكمون الواقع العربي منذ أربعة عقود فخربوا ما أنجزته الثورة وهم فأرجعوا جحافل المستعمرين بعد أن طردتهم ثورة يوليو. وزرعوا الخوف والذل في النفوس بعد ارفع رأسك يا أخي. وبالرغم من الهجمة الشرسة على عبد الناصر وثورة يوليو منذ قرابة من نصف قرن شاركت فيها جهات عربية وغربية فان تجربة يوليو لازالت ملتصقة في الوعي العربي الجمعي بقيم العزة والكرامة وبإرادة التحدي والمقاومة بحثا عن الحياة الحرة.. لازالت ثورة يوليو ومفجرها ها جمال عبد الناصر يتمتعان بشعبية غير محدودة لدى الجماهير العربية على الرغم من عجز التيار الناصري في توظيف هذا الزخم الجماهيري..وتحويله إلى حركة جماهيرية فاعلة. لقد فتحت ثورة يوليو كما يقول الدكتور صفوت حاتم للجماهير العربية بوابة التاريخ التي كانت مغلقة دونهم لقرون طويلة. لقد عاشت الجماهير العربية مع عبد الناصر أحلاما كبيرة عن الوحدة العربية والكرامة وعاشت معه رغبتها الجامحة في العودة كفاعلة في تاريخ البشرية بعد أن طردوا من ساحة الفعل والمشاركة في صنع التاريخ خلال أزمنة الانحطاط. وهكذا يتجلى لنا الدور الأساسي للناصريين هو إرجاع الجماهير العربية إلى ساحة الفعل السياسي والنضالي حتى تتمكن الأمة من رفع سقف مطالبها إلى مستوى ما فعلته ثورة يوليو والعجز عن إيقاف مسلسل انهيار والانحدار للأمة العربية. ضد قيم الخوف والهزيمة اتّسم الوضع العربي قبل 1952 بالركود و الانحطاط فلئن تمكنت بعض الدول العربية ومنها مصر من الحصول على استقلال فان هذا الاستقلال كان صوريا ذلك أنه لم يتجاوز شكلية الالتحاق بمنظمة الأمم المتحدة التي عقبت ما كان عرف بعصبة الأمم فهذه الدول حديثة التأسيس و المتوافقة شكلا و مضمونا مع اتفاقية سايس ـ بيكو.هذه الدول المستقلة كانت بعيدة عن الحركة السياسية و النضالية في الوطن العربي و إرادة مقاومة التواجد الاستعماري. لذا ظلت هذه الدول بعيدة كل البعد على حركة التحرر الوطني العربي. بل تعمل على إضعافها من خلال إغراء المناضلين و المجاهدين من أبناء الأمة بمناصب في الدولة الجديدة مقابل تخليهم على مبدأ النضال من أجل الوحدة. وفي هذا الإطار قد يتحول أسلوب الإغراء بالمناصب الوزارية إلى أسلوب التهديد الملاحقة و السجن و التصفية الجسدية. في مواجهة هذا الواقع حاولت الأمة العربية من خلال المناضلين التصدي إلى الهجمة الاستعمارية و سعت لتحرير الأرض و استعادة إمكانيات العرب المهدورة و المنهوبة من قبل الدوائر الاستعمارية. لقد امتدت على طول ساحة الوطن العربي حركات عديدة كلها تعبر بشكل أو بآخر على إرادة هذه الأمة و رغبته في الحياة الحرة الكريمة بعيدا على كل إشكال الهيمنة الأجنبية. فمن خلال المواجهة مع الحركة الطورانية ومن خلال المواجهة مع الحركة الصهيونية تكونت هنا و هناك على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج حركات مسلحة كلها تدافع عن الهوية القومية و عن إمكانيات الأمة العربية المادية والثقافية. و كانت حرب 1948 الاختبار الحقيقي للنظام الرسمي العربي التجزيئي وأيضا لحركات المقاومة العربية. في هذه الحرب ظهرت حقيقة الأنظمة العربية التي قالوا عنها مستقلة و فاعلية المنظمات القومية التي حاولت أن تتصدى للعدو و مقدرتها في رد العدوان. لئن كشفت هذه الحرب حقيقة الأنظمة العربية التي يقال عنها مستقلة فإنها أظهرت أيضا عجز حركة المقاومة العربية و بان بالكاشف ضعفها التنظيمي و السياسي و الحركي. فعبد الناصر المحاصر في الفالوجة وعى أن العدو الحقيقي هو الذي يسيطر على أجهزة الحكم فالهزيمة هي نتيجة لعجز الأنظمة العربية في الوفاء بالتزامات ولقد كانت عاجزة بحكم تكوينها ونشأتها عن القيام بمهام قومية تتجاوز حجمها ودورها. وعى عبد الناصر أن الجندي العربي المقاتل المؤمن بقضيته يحتاج إلى قيادة سياسية مناضلة لتحقيق النصر المطلوب. إن الفترة الممتدة من 1948 إلى 1952 ستبقى من أخصب فترات الاختمار الثوري في تاريخنا العربي. لأن في هذه الفترة التي اتسمت على مستوى رسمي عربي بالهزيمة و جلد الذات و بحالة من الانهيارات النفسية و الاجتماعية و الثقافية. لكنها كانت الفترة الخصبة التي ولدت فيها العديد من التيارات السياسية الثورية والقومية ردّا على الهزيمة وعلى النكبة.الدراسة المتأنية لهذه المرحلة تكشف لنا الطاقات الثورية التي كانت تختزنها مصر والأمة العربية. ولم تكن ثورة يوليو إلا تتويجا لهذا المخاض الثوري الذي تمكن عبد الناصر من تحويله إلى وضعية ثورية. هذا الميلاد الثوري أأوقف محاولة التيار الإقليمي إلى الظهور إلى الواجهة لبث دعوته المسمومة أن ابتعدوا على فكرة العروبة فذلك أريح لكم. كانت ثورة يوليو ثارا للنفوس العربية الجريحة في 1948جاءت لتستعيد ثقة الإنسان العربي بنفسه و مقدرته على الفعل في مواجهة العدوان. فالخوف الذي سيطر على النفوس سنين طويلة كسر مع فجر 23 من يوليو. فبعد سنوات القهر و العبودية التي اتبعتها الحكومات العربية المتتالية و القوات الاستعمارية الممتدة من المحيط إلى الخليج جاء عبد الناصر ليرفع صوته عاليا أن ارفع راسك يا أخي ليطلق نداءا في دنيا العروبة الساكن أن آن الأوان لهذه الأمة أن تستفيق وأن مصدر يقظتها ونهظتها لا تتأتى إلا بالعودة إلى الإنسان العربي. فكل شيء يبدأ بالإنسان.. تربية الإنسان تربية جديدة متحررة من كل قيود الخوف و القمع. الإنسان المتحدي الذي ينفض عنه غبار الذل المخيم منذ سنين انه الخوف الذي شل حركة الأمة. إن الاستعمار هو الذي كبل الإنسان العربي و زرع فيه الإحساس بالدونية و الذل و الهوان. فحالة العبودية و الركود ناتجة عن هذا التواجد الاستعماري في كل أوجه الحياة الثقافية و السياسية و الاقتصادية فكان أن صاح صيحة الإنسان العربي المقموع المغلوب عن أمره. فقال في خطاب له في 27 فبفري 1953 ” على الاستعمار أن يحمل عصاه و يرحل. إن الشعوب التي تساوم المستعمر على حرياتها توقع في نفس الوقت وثيقة عبوديتها لذلك فان أول أهدافنا الجلاء بدون قيد أو شرط ” وعبد الناصر يعلم أن طرد الاستعمار و رحيله لا يمكن أن يتأتى إلا عبر التضحية و النضال فتوجه إلى الإنسان العربي قائد حركة التغيير و التثوير ليحرره من الخوف و من العبودية التي سيطرت بعد الهزيمة. رأى ضرورة خلق الإنسان العربي العامل المؤمن بقضيته المتحرر من الخوف المستعد لدفع ثمن الحرية فكان أن نبه الى ضرورة التخلص من كل مظاهر الاستعباد. والتخلص من الإحساس بالدونية. ففي خطاب بجامعة القاهرة يوم 3 ديسمبر 1953 نراه يقول : ” ولكي يكون الشعب قويا يجب أن يكره الاستبداد وينفر من الاستعباد ولا يعرف للخوف والفزع معنى” وانصب جهد عبد الناصر على محاولة إنقاذ نفسية الإنسان العربي من الانهيار و الضياع . مع ثورة يوليو دخلت الجماهير العربية ساحة المواجهة و قادت المعارك الحقيقية. يقول صفوت حاتم ” لقد تمكن عبد الناصر من إيقاظ الوعي العربي مؤكدا على ضرورة التخلص من موروثات عهود الاحتلال والحكم الأجنبي وما أفرزه من قيم الخوف من الحاكمين والتقوقع على الذات وعدم المبالاة والهروب من مواجهة الظالمين … ثورة ضد التبعية وقوى الهيمنة العالمية جاءت ثورة 1952 لتقطع مع مرحلة الهزيمة و العجز و هكذا كانت ثورة 1952 ثورة ضد الحضور الاستعماري المباشر و غير المباشر وضد الحضور العسكري وضد الحضور الثقافي. ثورة ضد هزيمة الدول العربية في مواجهة زرع “إسرائيل” في قلب الوطن العربي، و انكشاف ارتباط عدد من الحكومات العربية بالقوى الاستعمارية. و لئن بدأ التغيير الثوري من مصر فذلك يعود إلى الدور الأساسي و المركزي لمصر داخل الوطن العربي. فبدايات النهضة انطلقت أيضا من مصر لتشع على باقي أرجاء الوطن. مع ثورة 1952 عاشت الأمة العربية محاولة جدية محاولة جدية للتغيير الثوري، و تجربة صادقة لإعطاء مضامين جديدة للتغيير النهضوي في الوطن العربي. فالمحاولة تمت عن طريق توظيف إمكانيات الدولة القطرية العسكرية و الاقتصادية لصالح القضايا القومية. و تمكن عبد الناصر فعلا من فرض نمط من العلاقات أجبر فيها الحكام العرب على الأخذ بعين الاعتبار أولوية القضايا القومية على المصالح القطرية. و قد خاض عبد الناصر صاحب الحس الثوري الراقي تجربة نامية متطورة مستخدما أسلوبا ثوريا جديدا في الحقل السياسي العربي. فمن خلال الارتطام بالواقع اكتشف عبد الناصر أن التنمية و الاستقلال السياسي و التقدم لا يمكن أن يتحققا الا من خلال النظرة القومية الشاملة بما تعنيه من استعادة إمكانيات الأمة المادية والثقافية من قبل قوى الهيمنة الأجنبية. فمنذ قيام الثورة بإعلان المبادئ الست و حرب 1956 إلى إعلان أول تجربة وحدوي في الوطن العربي 1958 بين مصر و سوريا إلى نكسة 1967 و حرب الاستنزاف إلى نجدة اليمن كانت كلها حروبا مفتوحة بدون استثناء ضد التبعية بكل أشكالها من أجل التحرر السياسي والاقتصادي. فهو القائد العربي الذي واجه الوجود الاستعماري المباشر و الاستعمار الجديد الخفي فلا يضلله الأسلوب. يعرض عليه ما هو أشد الحاجة إليه المساعدات المادية و القروض مقابل أن يسكت على الوجود الاستعماري وعلى مشاريع التجزئة والتفتيت فيقول لا. و هو القائد العربي الذي واجه الاستعمار من موقع قيادته لدولة إقليمية فلا تخدعه الحدود، و يعرض عليه ما هو أشد الحاجة اليه استقرار السلطة مقابل أن يكف عن المطالبة بالوحدة العربية فيقول لا و يخوض معركة الوحدة العربية في ساحتها الحقيقية . الثورة أدخلت الجماهير العربية طرفا أصيلا في الصراع مثلت ثورة يوليو طموحات الجماهير الشعبية وقوى الشعب العاملة فكانت ولازالت صوت القاعدة العريضة من الجماهير داخل مصر وفي الوطن العربي وفي الشعوب المناضلة من أجل الحرية ثورة يوليو بالنسبة للجماهير داخل مصر انجازات محسوسة فهي الإصلاح الزراعي وتوزيع الملكية على صغار الفلاحين.. هي التأميم ومشاركة العمال في أرباح المنشآت الصناعية ومقاومة الاستغلال .. ثورة يوليو هي التعليم المجاني وتوسيع قاعدة التعليم لدى الجماهير الفقيرة.. أما بالنسبة للجماهير العربية فثورة يوليو العربية هي العزة والكرامة هي ارفع رأسك يا أخي فقد ولى عصر الاستعباد.. هي إنقاذ نفسية العربي من حالة الانهيار والانكسار بعد نكبة 1948..ثورة يوليو العربية هو التحرر والاستقلال لأغلب الأقاليم العربية من قبضة المستعمرين فقد كانت وراء كل حركات التحرر في الوطن العربي ساعدت بالمال والعتاد والرجال..انجازات ثورة يوليو العربية هو التعليم المجاني في مصر لكل الطلاب العرب.. ثورة يوليو العربية 300 ألف مدرس على امتداد الوطن العربي يقاومون الجهل والتخلف.. ينشرون العلم والمعرفة.. ثورة يوليو العربية هي مقاومة التخلف هي مقاومة نظم الاستبداد ونظم الإمامة والعمامة. لقد عاشت الجماهير العربية مع ثورة يوليو المعارك الحقيقة فقد حولت أفكار الوحدة العربية والقومية العربية التي كانت موجودة قبل ثورة يوليو إلى معارك يومية ضد أعداءها: الاستعمار.. الرجعية العربية.. الشعوبية.. ثورة يوليو تجاوزت الشعارات إلى التطبيق في المواجهة القوى القطرية فتحت معركة التوحيد القومي في مواجهة قوى الاستعمار فتحت معركة الاستقلال في مواجهة قوى الاستغلال فتحت معركة العدل الاجتماعي والتنمية المستقلة لقد استطاع عبد الناصر تحويل هذه الشعارات إلي حياة يومية و تمكن بفضل حنكته السياسية من أن يحولها إلى هم يومي يعيشه الإنسان العربي و حولها إلى مهام يومية على طول ساحة الوطن العربي. و أصبحت الجماهير التي تجلبها الشعارات إلى جماهير فاعلة محققة لهذه الشعارات أو مدافعة عنها ضد غزو خارجي فلم يكتف بالتنظير والخطب الحماسية بل هو يقود معارك حقيقية: معركة الأحلاف الأجنبية.. معركة السويس .. معركة الوحدة مع سوريا وقيام الجمهورية المتحدة .. معركة الانفصال.. معركة الجزائر .. معركة اليمن .. معركة بناء السد العالي .. معركة بناء الاشتراكية .. معركة الحصار الاقتصادي.. معركة إزالة آثار العدوان.. معركة الاستنزاف.. معركة فلسطين ودعم المقاومة الفلسطينية. إن عملية التغيير التي قادها عبد الناصر أحدثت قطيعة منهجية ومعرفية مع ما كان سائدا عربيا فكرا وسياسة وأساليب عمل أنظمة ومنظمات. وضع مكونات الواقع العربي كله محل نساؤل . فيقلب المعارك التي فتحها عبد الناصر على كل الواجهات ومن خلال للالتحام مع الجماهير العربية تمكن عبدا لناصر من تأسيس رؤية جديدة أعهم مافيها هو إدخال الجماهير كعنصر وكعامل محدد في قلب المعادلات السياسية العربية الرسمية ، بعيدا عن سياسة الندب والعويل، وتمكن من إدخال الجماهير العربية طرفا فاعلا في عملية الصراع السياسي. لم يتمرس وراء الثرثرة الفكرية، بل التحم بالجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير وأصبحت من هذه الرؤية الجديدة وهذا المشروع. لذا فان المتصدين لبناء المستقبل العربي مطالبون بالالتحام بالجماهير العربية والتعبير عن معاناتها عن آمالها وآلامها. وإدخالها كطرف جديد في الصراع الدائر بين قوى المستقبل الوحدوي الديمقراطي وقوى الارتداد الطائفي القبلي. مهما كانت الأخطاء والسلبيات التي شابت تجربة عبد الناصر , ومهما كان حجم المؤامرات التي مني بها مشروعه التاريخي , إلا أن حلم المساواة والعدالة الاجتماعية والوحدة العربية تبقى في الصدور والنفوس ولا يمكن اقتلاعها لقد كان سهلا عليهم الانقضاض على منجزاته المادية بعد وفاته , واحدا بعد الآخر, ولكنهم سيظلون عاجزين عن نزع انجازه الرائع الذي زرعه في قلوب الشعب العربي .. بعث الكرامة العربية في الوطن العربي عديد من المنظمات و الشخصيات حاولت تبني تجربة عبد الناصر و الانتساب إليها ولكنها لم ترق بعد الى مرحلة التعبير عن الناصرية كتجربة وكرؤية للنضال. المخيف أن هذه المجموعات بقيت تنوس بين القطرية والقومية بين الإصلاحية والثورية ولكنها تلازم مكانها. فقد اكتفى البعض بحزب قطري منغمس في مشاكله الداخلية و القطرية بعيدا عن هموم أمته العربية، بينما حلق البعض الآخر عاليا مترفعين عن المشكلات الآنية والقضايا اليومية للجماهير العربية وعدم الوقوف مع الجماهير في معاناتهم في مواجهة بطش السلطة المحلية وقد جانب الصواب كلتي التجربتين. وهنا ننبه إلى ضرورة المسك بالحلقة الأساسية في التجربة عبد الناصر وفي ممارسته الثورية وضرورة الانتباه إلى هذه المقدرة الفذة التي يتمتع بها عبد الناصر في التعامل مع الظروف وفي مقدرته الثورية الخلاقة في إيجاد الحلول المناسبة بعيدا عن التحنط والجمود. ان عبد الناصر في كل مرة وجد نفسه أمام سد إلا واستطاع أن يجد الحل المناسب لتجاوز السد . ما بال التيار الناصري يراوح مكانه وكأنه ليس ابن هذه التجربة الفذة ؟ ما بال التيار الناصري رهين الولاءات الشخصية والذاتية والصراعات المميتة والحوارات العقيمة؟ ما بال التيار الناصري والمفروض وليد هذه التجربة الفذة يتشظى وعاجز عن المسك بالحلقة الأساسية في تجربة عبد الناصر؟؟ إن عبد الناصر لم يضع تناقضا بين القطرية والقومية بل فككهما في مهام عينية دون تناقض أو تعارض أو صراع ودفع بقواه في أتون المعارك. كانت كل معركة مفتوحة “قطرية” أو قومية تصب في صالح المعارك الأخرى المفتوحة ومن خلال المعارك لا خارجها تكتسب التجربة وتزداد صلابة المناضلين. فتحي بالحاج رئيس الملتقى الثقافي العربي الأوروبي جريدة ناصريون أون لاين http://nassirioun.blogspot.com/
انتخاب أمين عام جديد لحزب العدالة والتنمية في المغرب
الرباط (رويترز) – انتخب حزب العدالة والتنمية الاسلامي في المغرب عبد الاله بن كيران وهو من الشخصيات المعتدلة البارزة في الحزب امينا عاما للحزب خلفا لسعد الدين العثماني. وحزب العدالة والتنمية اكبر حزب معارض في البرلمان المغربي المؤلف من 325 مقعدا وفاز بعدد 46 مقعدا في الانتخابات التي جرت العام الماضي ليأتي في المرتبة الثانية بعد حزب الاستقلال المحافظ الذي يقود الحكومة المغربية. وانتخب بن كيران 684 عضوا من اجمالي أعضاء الحزب وعددهم 1628 الذين شاركوا في مؤتمر للحزب استمر يومين واختتم في وقت متأخر من مساء الاحد. وتغلب بن كيران على العثماني الذي حصل على 495 صوتا وعبد الله بهاء عضو البرلمان الذي حصل على 14 صوتا. وشغل العثماني (52 عاما) وهو طبيب نفسي منصب امين عام الحزب خلال السنوات الخمس المنصرمة ويرجع له الفضل في الحفاظ على الخط السياسي المعتدل للحزب رغم ضغوط فصيل متشدد يدعو لمعارضة اقوى للحكومة. غير ان عددا كبيرا من مسؤولي الحزب يحملونه مسؤولية النتائج المخيبة للامال التي حققها الحزب في الانتخابات البرلمانية العام الماضي بعد أن تعهد هو وغيره من مسؤولي الحزب بان يفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات ليدخل في حكومة ائتلافية. وبن كيران (53 عاما) مهندس وكان يرأس المجلس الوطني للحزب وهي الجهة المنوط بها صنع القرارات. وبن كيران شخصية قيادية بحركة التوحيد والاصلاح المدنية التي ينتمي اليها الكثير من نشطاء الحزب وكبار مسؤوليه ومعظم ناخبيه. ويؤيد بن كيران التعاون مع المؤسسة العلمانية في المغرب والجماعات السياسية المختلفة كي يحظى بقبول الاسلاميين المعتدلين للحد من تصاعد نفوذ الاصوليين الاسلاميين وتنظيم القاعدة. وهو يعارض فصيلا اكثر تشددا في الحزب يريد تقليص سلطات الملك الذي يعين رئيس الوزراء ويسيطر على الجيش والشؤون الدينية. ويريد بن كيران وهو من مؤيدي الملكية ان يركز حزبه على المشاكل اليومية بدلا من اجندة دينية. وقال في مقابلة مع رويترز في الاونة الاخيرة ان الناخبين لم يساندوا حزبه حتى يفرض الحجاب على النساء ويجبر الرجال علي اطلاق اللحى والناس على الذهاب للمساجد. المصدر: وكالة رويتزللانباء بتاريخ 21 جويلية 2008