الاثنين، 1 مارس 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3569 du 01 . 03 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أونلاين:تأجيل النظر في قضية نقابة الصحفيين التونسيين إلى 15 مارس

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:أطوار قضية المواطن الحبيب حواس مع عدل التنفيذ الهادي ميلادي

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل :بلاغ

وثيقة تكشف بالوقائع كيف انخرط خالد الحداد المحرر بصحيفة “الشروق” في حملة ضد الاتحاد الديمقراطي الوحدوي

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي

المرصد التونسي:اعوان التجهيز والاسكان بقابس في حداد 3 ايام احتجاجا على وفاة زميلهم بعد حرمانه من ترقية مستحقة

المرصد التونسي:لائحة مهنية من عمال شركة الجليز الحديث بقليبية

المرصد التونسي:تصفية حسابات وتوتر في شركة تيماب تونس – بقابس

مدونة “بنت عايلة”:لينا و يا لينا

مدونة “نورمال لاند”:لينا ..وليك ربي يا عمار

فاطمة أرابيكا:تدوينة حزينة

مدونة “شهاب نصر”:“بنيّة تونسيّة” وعمّار

مدونة “خربشات”:لينا وليك عمار….يا لينا؟؟؟؟؟؟؟؟

مدونة “أصوات وسبل”:لينا تتعرض للحجب

مدونة “أصوات وسبل”:رسالة مفتوحة إلى عمّار وشركائه

نزار بن حسن:إلى من يهمّه الأمر : الرّسالة العاشرة (عندما تحتلّ الحكمة مكانا في بلديّة الشّـابة)

شوقي بن سالم:تعقيب

الصباح:حسنين هيكل يكشف قاتل الزعيم فرحات حشاد

القدس العربي:تونس تتجاهل رغبة عباس بزيارتها وترفض بحث ‘أرشيف عرفات’ مع وزير داخلية السلطة الوطنية

الطاهر العبيدي:شهادات من رحلات المنفى

  الإقتصادية:جدة: رفع الحظر عن اللحوم التونسي لخلوها من الحمى القلاعية

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ وجهة نظر من  الحزب الشيوعي اللبناني التعميم السياسي  الشهري (9)

الشيخ الهادي بريك :لم لا تكون ذكرى المولد النبوي محطة تعبئة جديدة( 2 )

الصحبي عتيق:في التصور الإسلامي 2/2 حرية المعتقد

سمير ساسي: المواطنة في الفكر الإسلامي المعاصر بين الضرورة والإمكان

هند الهاروني:لا تجسيد لشخصية نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فالغاية لا تبرر الوسيلة

الحياة:التونسية آمال المثلوثي تسبح عكس التيار:”شدتني أغاني مارسيل خليفة والشيخ إمام”

إسلام أونلاين”.نت:في حوار حول تجربة الحركة الإسلامية بتركيا ونظيراتها العربية

عبد الإله المنصوري :عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس

عبد الحليم قنديل:يسألونك عن البرادعي

يوسف الشريف:تركيا: ربط التحقيق في «الإنقلاب» بهجمات «القاعدة» عام 2003

«هآرتس»: حكومة إسرائيل متطرفة وبلا أمل


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 
جانفي 2010

تأجيل النظر في قضية نقابة الصحفيين التونسيين إلى 15 مارس


السبيل أونلاين – تونس – خاص   إنعقدت اليوم الإثنين 01 مارس 2010 ، جلسة للنظر في القضية المرفوعة أمام المحكمة الابتدائية بتونس من قبل المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين برئاسة ناجي البغوري ، ضد المكتب المنصب والمؤتمر الذي عقد بشكل غير قانوني .   وشهد الجلسة عميد المحامين الأستاذ عبد الستار بن موسى ، و بعض الأساتذة نذكر من بينهم : نجيب الشابي ومختار الطريفي وعبد الرزارق الكيلاني وخالد الكريشي وعياشي الهمامي وراضية النصراوي .   وقال مصدر للسبيل أونلاين حضر اليوم الإثنين الجلسة بالمحكمة الابتدائية بتونس أن لسان الدفاع عن المكتب الشرعي للنقابة سعى إلى سدّ أي ثغرة ، من ذلك الإدعاء بأن ناجي البغوري فقد الصفة كرئيس للنقابة ، فتقدمت هيئة الدفاع بإعلام للنيابة عن سكينة عبد الصمد و نجيبة الحمروني بصفتهن أعضاء في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين للطعن في المؤتمر الإنقلابي و ما ترتب عنه من نتائج ، وطلبت حل المرافعات والعودة لطور تقديم التقارير .   و أكد الناشط عدنان الحسناوي الذي تواجد اليوم في المحكمة منذ الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثالثة بعد الظهر أن محامي المكتب الإنقلابي طلب من المحكمة عدم الإستجابة للمطالب .   وقد تأجلت الجلسة إلى يوم 15 مارس الجاري للمفاوضة والتصريح بالحكم .   وحضر جلسة اليوم مجموعة من الصحفيين منهم بالخصوص نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري وأعضاء النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين سكينة عبد الصمد ونجيبة الحمروني وبدر السلام الطرابلسي ولطفي الحاجي ولطفي الحيدوري وتوفيق العياشي وزياد الهاني .   يذكر أن أعوان البوليس السياسي وأعوان أمن بالزي المدني تواجدوا بقصر العدالة وتابعوا أشغال الجلسة .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 01 مارس 2010 )


  الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 ربيع الأول 1431 الموافق ل 01 مارس 2010

أخبار الحريات في تونس

 


1) استمرار المحاصرة والمراقبة اللصيقة على المناضل السياسي زياد الدولاتلي والناشط الحقوقي زهير مخلوف: يخضع المناضل السياسي الدكتور زياد الدولاتلي منذ مدة إلى المحاصرة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين يراقبون تحركاته مراقبة لصيقة، وتم منعه من زيارة الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف بعد خروجه من السجن. كما تستمر المتابعة الأمنية والمراقبة اللصيقة المفروضة على السيد زهير مخلوف ومحاصرة منزله ومنع مكونات المجتمع المدني من زيارته بالاضافة إلى حجب صفحته على الموقع الاجتماعي ”الفايس بوك”. وحرية وإنصاف تندد بهذه الإجراءات المخالفة للقانون والتي تسعى إلى التضييق على الناشطين الحقوقيين والمناضلين السياسيين ومنعهم من أداء واجبهم والاعتداء على أبسط الحقوق التي يكفلها لهم الدستور والقانون وتطالب برفع هذه القيود ووضع حد لها ووقف العمل بهذه الإجراءات المخالفة للقانون. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


أطوار قضية المواطن الحبيب حواس مع عدل التنفيذ الهادي ميلادي


السبيل أونلاين – تونس – خاص   ناشد المواطن الحبيب حواس عمادة عدول التنفيذ التدخل في الخلاف الحاصل بينه وبين العدل التنفذي في قضية متعلقة بالنفقة ، وإعتبر أنه “يستعمل القانون لغير أغراضه” ، كما عبر عن إستعداده ” لأي توضيح وأي مكافحة ترونها” .   وقال حواس في رسالة أرسلها للعمادة المذكورة ، وتلقى السبيل أونلاين نسخة منها اليوم السبت 27 فيفري 2010 ، أن الأستاذ الهادي ميلادي قدم له في أواخر شهر جانفي 2009 ، ملف حكم صدر في العام 1994 و يتعلق بتعديل مقدار النفقة غير أنه إمتنع عن تسليمه نسخة من الحكم ، ونسخة عن محضر العقلة وأيضا تواصيل الحوالات ، وأبلغه أن مبالغ مالية متخلدة بذمته وبأنه حضر إليه لتنفيذ عقلة .   وشدد الحبيب حواس أنه يسدد على مدى 20 عاما النفقة للسيدة رفيقة الغربي وإبنها ، وهو مستعد لتسديد المبلغ المطلوب منه ، ولكنه أشار إلى أن تعامل عدل التنفيذ معه تميز بـ”قلة الوضوح وعدم التكافىء” ، وفق تعبيره .   وفي ما يلي نصّ رسالة المواطن الحبيب حواس :   تونس في 26 فيفري 2010   من الحبيب حواس ، نهج على بلهوان ، دار شعبان   إلى عمادة عدول التنفيذ .. سلاما وإحتراما   أما بعد   أتشرف مساهمة مني في سير العدالة التى أنتم أحد روافدها بإعلامكم بقصّتي مع أحد زملاءكم ، حيث أنها جانبت المنطق في كثير من مظاهرها فإستحال حكم القانون إلى سيف يرهب به بفعل غياب الوضوح والشفافية حتى من روح القانون من أصله .   إذ فوجئت في أواخر جانفي 2009 ، أي بعد مضي أكثر من 20 سنة وأنا أسدد ما علي من نفقة وربما أكثر للسيدة رفيقة الغربي وإبنها ، السيد الهادي ميلادي يجيىء إلى مقر سكناي الغير الرسمي بأريانة وبيده ملف ضخم قال إنه بقي سنين طوال يبحث عني ليسلمه لي وقرأ لي فقرة من إحدى صفحاته تنص على حكم تعديل مقدار النفقة يرجع إلى سنة 1994 ، وهو أمر علمت به بالطبع في إبانه وعملت به . وإذ لم أجد حينها بطاقة تعريفي لأتسلم الملف طلب مني السيد الهادي أن أمضي على ورقة إمضاءا مجردا مرجئا التسليم إلى ما بعد وهامسا في أذني إلى أن هناك أشهر عدّة غير مسددة من دون تحديد أي منها .   من هنا كانت البداية وهي بداية غير متكافئة وغير واضحة تماما أما تفاصيل الأحداث بعد ذلك فتجدونها ملخصة في الرسالة التى كنت أعتزم بعثها مباشرة للسيد الميلادي لحوصلة حوار الصمّ الذي بدأ منذ لحظة إقتحامة مقر السكن حيث طلب منه إعلامي بالمبلغ المطلوب حتى أسدده في الحال فلم يعر لكلامي سمعا حتى أنهى كتابة محضر العقلة وأخذ إمضائي على المسودة من غير أن يتركني أطلع على فحواها وخرج وكأنه في عجلة من أمره بعد أن وعدني بنسخة مرقونة منها في أقرب الآجال وبعد أن سلمته مطمئنا إطمئنان الواثق من نفسه نسخا من حوالات بريدية كعربون للحوار ورفع الإلتباس .   ولكنه منذ أوّل حوار معه في مكتبه 14 شارع مدريد لمعرفة المطلوب وتسلم أوراق الملف أظهر تشبثه العميق بمواصلة قلة الوضوح وعدم التكافىء وكأنه أمام عدو وجب عليه دحره ولا أمام إشكال معين وجب حله أو مقدار من المال محدد وجب إستخلاصه بالإقناع والحسنى عوضا عن الترهيب وحبك الحيل فلم يعد عنده ملف عمل السنين على توصيله لمستحقه كما إدعى وإن هو تنازل بعد ذلك وبعد إلحاح مني ومدني من نسخة من محظر إعلامه الذي أمضيته أول العام فإنه يبقى غير مستعد لتسليم نظير الحكم لسنة 1994 المنصوص عليه في المحضر والذي كان قاعدة لتدخلاته . وإذ أنا أوصلته بمائتي دينار مع حوالات بريدية أخرى تؤيد إسترسالي في دفع ما علي وتفند الإدعاءات في اشهر غير خالصة ، وإن مدني هو بشبه توصيل في المائتي دينار فهو ممتنع بشدّة إلى حدّ اليوم عن مدي بتواصيل الحوالات مثلما هو ممتنع بنفس الشدة عن مدي بنسخة عن محضر العقلة وكأنه الواثق كل الوثوق في كل ما يفعل تجاهي ولا يحتاج لبرهنة أو حساب .   وكان في كل مرّة يصد طلباتي بإيحاءات مختلفة ومتناقضة أحيانا يكتبها مقتضبة على وريقات طائرة يرفها بطلب إمضاءات خارجة عن الإطار وكأن ديدنه هو جرّي بعد الإمضاءات إلى دوامة الدفع المسبق على الحساب لمقادير غاب عنها منذ الإنطلاق…الحساب ومؤهلة إلى أن تتواصل إلى غير معلوم معتقدا بلا شك أنه أمسك بالمجرم الذي بواسطته يمكنه قلب مبدإ القانون في شخصي في هذا المطلق الذي يكفي مجرد إلصاق التهمة به حتى يتوجب عليه إقرار غير ذلك ومواصلة الإقارار إلى أجل غير مسمي قبل أي فهم أو إستفسار .   ولم يفد إلتجائي ، قبل مناشدتي لكم هذه ، لأحد زملائكم الأستاذ محمد مرتضي زكري (أنظر محضر التنبيه المصاحب والمؤرخ في 24 نوفمبر 2009 ) ، للتوصل إلى الوضوح المنشود كأسلم طريق لحل الإشكال وذلك رغم الإشارة الواضحة في التنبيه على تجاوز للقانون والمنطق في كل أطوار تدخل زميكم .   ولذا إجلالا لما يتوفر لديكم من معرفة بالقانون وبأخلاقيات مهنتكم أناشدكم التدخل حتى ينتفي إستعمال القانون لغير أغراضه وأنا مستعد لأي توضيح وأي مكافحة ترونها .   وتقبلوا مني فائق الشكر والإحترام   الحبيب حواس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 27 فيفري 2010  )   

 

تونس في 1 مارس2010

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل

بلاغ


يتواصل مارطون المحاكمات التي نصبتها السلطة التونسية لمقاضاة مناضلي الحركة الإحتجاجية بالرديف، حيث أمرت محكمة قفصة بإيداع الرفيق حسن بن عبدالله عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن المعطلين عن العمل بقفصة السجن والمحاكم غيابيا بعد التحركات الإحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي بــ10 سنوات رغم أن محكمة الإستئناف قد قضت يوم 23 فيفري 2010 بتمتيعه بالسراح الشرطي الى حين إنعقاد موعد المحاكمة.، وتأتي هذه المحاكمة وهذا الحكم الغيابي الجائر في حق الرفيق على خلفية التحركات الإحتجاجية السلمية التي قادها الرفاق المعطلون عن العمل ، بجهة قفصة من أجل حقهم الدستوري في الحصول على مورد رزق وعلى وظيفة تحميهم وأهاليهم شر الحاجة، وعلى تنديدهم بالفساد الذي ينخر مؤسسات الجهة التشغيلية وعلى منطق المحسوبية والرشاوي الذي يمارسه ” جملة من الشواذ” آثروا الإستثراء وخدمة مآربهم الشخصية على حساب جيل كامل من الشباب قدم أحلى سنوات العمر في الدراسة لخدمة البلاد فأحالته هذه السلوكيات والامراض التي تنخر جسد البلاد الى التقاعد المبكر والى الرفوف الخلفية ليتمتع الجهلة بخيرات البلاد إننا وفي إتحاد أصحاب الشهادات المعطلون عن العمل نأكد على تمسكنا بإطلاق سراح الرفيق حسن بن عبدالله ودعمنا اللامشروط للجنة الجهوية لتشغيل أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل لنضالاتها من أجل الحق في العيش الكريم نوجه دعوة الى مكونات المجتمع المدني بتونس الى تبني مطلب إطلاق سراح الرفيق ورفع المظلمة التي سلطت عليه وتمكينه من حقه في العمل لا إيداعه السجن مع السرقة واللصوص إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية المكلف بالإعلام الحسن رحيمي        


وثيقة تكشف بالوقائع كيف انخرط خالد الحداد المحرر بصحيفة “الشروق” في حملة ضد الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ، وكيف وضع جانبا كافة قيم و أصول العمل الصحفي… الرجاء من كافة الصحفيين و المهتمين بالشأن السياسي الاطلاع عليها

الرابط: http://www.4shared.com/file/232215566/1d87268d/_____.html


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي


في إطار الاستعداد للانتخابات البلدية ماي 2010  أشرف الأمين العام للحزب الأستاذ احمد اينوبلي رفقة عدد من أعضاء المكتب السياسي (الإخوة: الهادي شراد ومحمد مسيليني وإبراهيم حفايظية وكمال الساكري ومحمد علي وعبد الفتاح كحولي) يوم الأحد 28 فيفري 2010 على اجتماعات حزبية بكل من جامعات سوسة والمنستير والقيروان. وأكد الأمين العام للحزب خلال هذه الاجتماعات على أهمية الانتخابات البلدية وطنيا وحزبيا حاثا مناضلي ومناضلات الحزب على ضرورة المشاركة الفعلية في هذا الاستحقاق الهام والعمل على إنجاحه حتى يكون لبنة جديدة في بناء صرح المسار الديمقراطي التعددي ومكسبا من المكاسب الهامة لحركة الإصلاح التي دشنها ويقودها الرئيس زين العابدين بن علي. وأكد أيضا أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي سيظل فاعلا جديا منخرطا في حركة الإصلاح عاملا وفق مبادئها من أجل إعلاء شأن الوطن واستقلال قراره ودعم أركان استقراره في كافة أبعاده. وأشار إلى أن المحاولات التي تأتي من هنا وهناك لإرباك عمل الحزب يجب ألا تثني عزم مناضليه على المضي قُدما في القيام بدوره في البناء الوطني على قاعدة الولاء لتونس والتمسك بخياراتها الكبرى والحفاظ على المنجزات المحققة. كما نبه مناضلي الحزب لكل محاولات الدس وحبك المؤامرات التي تهدف إلى جرهم نحو محاور تتناقض مع سياسة التوافق وعقلانية الخط الوسطي الذي اختاره الحزب لنفسه منهجا لعمله السياسي بكل وعي ومسؤولية وطنية. وقال إن هذه المحاولات البائسة لا يهدف أصحابها إلا لخدمة ذواتهم ومصالحهم الشخصية وهم بذلك سواء أدركوا أم لم يدركوا إنما يخدمون أجندة الأطراف ذات الارتباطات المشبوهة. وأكد مناضلو الحزب بكل من جهات سوسة والمنستير والقيروان على تمسكهم بخيارات الحزب ونهجه السياسي عاقدين العزم على المساهمة في إنجاح الاستحقاق الانتخابي البلدي والتصدي لكل محاولات الإضرار بسمعة الحزب والمشهد السياسي الوطني عامة داعين قيادة الحزب إلى كشف كل من يقف وراء هذه المحاولات من منخرطي الحزب وغيرهم.   عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام               


اعوان التجهيز والاسكان بقابس في حداد 3 ايام احتجاجا على وفاة زميلهم بعد حرمانه من ترقية مستحقة

 


االاتحاد الجهوي للشغل بقابس النقابة الاساسية للتجهيز والاسكان بقابس قابس في 01 مارس 2010 لائحة نحن اعوان التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية بقابس المحتجون اليوم الاثنين 01 مارس 2010 بمقر العمل على اثر وفاة زميلنا الهادي حسن بعد اصابته بازمة نفسية وتعكر حالته الصحية نتيجة شعوره بالغبن والظلم بعد حرمانه من ترقية مستحقة. نعلن الحداد لمدة ثلاثة ايام ابنتداء من يوم 20 مارس 2010 بحمل الشارة السوداء الكاتب العام للنقابة الاساسية للتجهيز والاسكان بقابس المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

لائحة مهنية من عمال شركة الجليز الحديث بقليبية


اللائحة المهنية نحن عمّال شركة الجليز الحديث SONOCA بقليبية ، المجتمعون اليوم 28 فيفري 2010 بمقر الاتحاد المحلي بقليبية في إطار انجاز المؤتمر العادي للنيابة النقابية للمؤسسة برئاسة الأخ حمّة الماكني عضو الاتحاد الجهوي للشغل بنابل بإشراف الاتحاد المحلي للشغل قليبية الهوارية حمام الغزاز، نسجل ما يلي : – تردي الأوضاع المهنية داخل المؤسسة. – عدم التزام صاحب المؤسسة بتطبيق ما جاء بمحضر الاتفاق الممضي بالتفقدية الجهوية للشغل بنابل في شهر نوفمبر 2009 والمتضمن للنقاط التالية : • احترام الحق النقابي. • احترام مواعيد دفع معاليم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. • مراجعة التصنيف المهني حسب الاختصاص والأقدمية. • التمتع بالزيادات القانونية 2007 -2008 لمفعولها الرجعي. • منحة الإنتاج والإنتاجية. • العطل السنوية والأعياد الرسمية والوطنية والدينية. • احترام مواعيد الخلاص الشهري. • زي الشغل للثلاثة سنوات الأخيرة. • الصحّة والسلامة المهنية (الادواش – الماء الصالح للشراب) كما نطالب إرجاع العون رفيق محفوظ إلى عمله نقرّر ما يلي :

الدخول في إضراب حضوري بالمؤسسة يومي 17 و 18 مارس 2010.

عن الاتحاد المحلي للشغل قليبية الهوارية حمام الغزاز الكاتب العام حامد معاطي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


تصفية حسابات وتوتر في شركة تيماب تونس – بقابس


عمدت ادارة شركة تيماب تونس بقابس والعاملة في مجال الصناعات الكيمياوية الى ايقاف اطار سامي عن العمل صاحب تحصيل اكاديمي متميز بتهمة ارتكاب اخطاء مهنية وهو ما يبين نية مبيتة لدى الادارة لتصفية حسابات قديمة على خلفية النشاط النقابي ولهذا سيدخل العمال في اشكال نضالية احتجاجية تصاعدية دفاعا عن زميلهم وعن الحق النقابي وستكون البداية بارتداء الشارات الحمراء . ان هذا السلوك المتبع من طرف الادارة تجاه العملة والاطارات من شانه ان يعكر المناخ الاجتماعي بالمؤسسة ويضرب في العمق السلم الاجتماعية . نقابي – قابس  المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


لينا و يا لينا


المرة هاذي لينا تحجبت… مش مدونة لينا… خاطر اللي يحجب مدوّنتها و يكمّل يسكر بالشمع البروفيل متاعها في الفايسبوك، ماهوش مستقصد افكارها برك و خاصة انو اخر حاجات اتكتبت ما فيهاش ما يبررّ الحجب. و الخطوة الجاية شنوة؟ تكمّلو تلبسوها طاقية الاخفاء في الدنيا بش ماعادش تترى جملة؟ فاش قام عليكم؟ كمّلو اعملولنا مشانق جماعية و ارتاحو منّا الكل؟ فمّا ناس بوعيهم يحجبو خيرة شباب البلاد؟ هاذم اساتذة جامعيين و صحافيين متواجدين ع الساحة العالمية و مشرفين تونس. فيقو! الطريقة هاذي ماتجيبش اكلها… الحرّية ما تنجمش تحجبها، الحرّية ريح! (المصدر: مدونة “بنت عايلة” التونسية بتاريخ 25 فيفري 2010) الرابط:http://bent-3ayla.blogspot.com/2010/02/blog-post_25.html  


لينا ..وليك ربي يا عمار

بقلم: حاكم نورمال لاند بمناسبة المولد النبوي الشريف و بما أن عمار رجعله الحنين لخدمتو الاولى (طهار) استرجع خونا عمار المقص متاعه و لعج على مدونة رفيقتنا في التدوين و صديقتنا لينا حقيقتا امر مزري و مخجل حكاية هالموجة الكبيرة متاع الرافل الافتراضي … تحس الي الجهل قاعد ينخر في البلاد من داخل و ان اهل العقول و الحنكة و الدراية و النظرة البعيدة المدى في كونجي برولونجي و قعدوا فيها كان فروخ تتناقز يسكروا و يحلوا في المدونات على مجازهم الأدهى و الأمر الي فما حيوانات ياسندوا في سياسة الحجب و عاطيين شرعية لتصرفات واحد كيفما عمار. للناس هذوما الي اتخذو منهج الانتهازية و العهر الفكري نقوللهم كان جاء عندكم شوية بعد نظر راكم عمركم ما تتصرفوا بهذه الطريقة و البهامة متاعكم بش تشدكم نهار ..كيما الكحة …تخرج بأعلى صوت مليانة بالفيروسات و تتفضحوا قدام خلق ربي الكل ما فماش سلوم بدرجتين يوصل للسماء …يا سي السماء …و حتى كيف يبدى ماشي في بالك قاصص قصة عربي …تلقى روحك ضايع في الطريق .. على خاطر بلاصة مش بلاصتك..بل بالعكس تزيد تحس ببهامتك مليح مليح نطالب من هذا المنبر أعادة رسكلة عمار و كلاب عمار …ينجموا ينفعوا البلاد راهم …كان نستثمروهم في مجالات أخرى …كصبان الدالة …في بلاصة صبان الصبة … و الا يشرفوا على ادارة طاحونة من طاحونات بلادنا و يساهموا فعليا في صناعة الخبزة ..خير من الي يتمهنوا مهنة قطعان الخبزة و قطعان أفكار الناس …يقطع لحمهم انشاء الله …قول امين. (المصدر: مدونة “نورمال لاند” التونسية بتاريخ 25 فيفري 2010) الرابط: http://ounormal.blogspot.com/2010/02/blog-post_25.html  

تدوينة حزينة


بقلم: فاطمة أرابيكا الذبانه ما تقتلش امّـــــــــــــا ادّره الخواطر وفي رواية أخرى ادّرع وممكن مشتقة من الدرع لونو خايب ومنظرو خايب وطعمو خايب حكمى عليه فيه برشة تعسّف لانو كان رفيق سنوات التعليم العالي كي يقرصك الشرّ والفلس ادور على صراير الوالده يا سطل بسيسة بالشامية مخزّن تحت الفرش ويا صرّه درع محشية في البلاكار على ما ياتي . وقتها كنت تعرف تتبننّ كلّ شيء ، الساڤطة لاڤطه ، ما نسيبو شيء وما أحلى كل شيء ، تكبر وتفقد القدره انّك تطّعم وتولى حتى تعاف وتقرف ، توة زعمة المشكله في الدرع في حدّ ذاته ؟؟ أبدا هو هو من اللى بدات الدنيا واحنا نعرفوه ، حبوب يجيبو بابا بالويبة والا الشكاره وتساومو امى وتنشرو في قصعة الصابون في الحوش والا على أطبقة البشكوتو ، وتبدى جمعة وهى اتنوشلو هاو حمص من هنا هاو حشايش من غادي وتبعثو للطاحونة يترحى و اطيبهولنا في صباحات الشتاء البارده قبل ما نمشيو للقراية ، وكى كبرنا وبعدنا مهما تعمل لازم كى تحل الصاك اول ما تدخل لبيتك في المبيت تلقى صرّه من الصراير محطوطة وانت ما فقتش بيها ، امى تعرفنا ما انحبوش نهزو صاك رزين ماذابينا تعطينا ايسباس ، اما منين باش يجيب الوالد لخمسة صغار مشردين على جامعات العاصمة ،، ودون اللى يقرى في المعهد ؟؟ كنّا عاملين جدول للمرواح ، وعمرنا ما التزمنا بيه انروحو الساعة ومن بعد يحلها ربي ، وديما يحلها ربي وبابا ، بابا راجل عمرو لا قرى ولا تعلم حرف ، جاب حداش صغير على خاطرو عاش محروم من العيلة الكبيرة وما يتفكرش بوه اللي مات وخلاه غشير يلعب ، من صغرتو هز امو وخوه اللى اصغر منو في سنيّــــــه وشڤ الخلاء من برّ لبرّ يخدم على لحمو ، يلڤط في الحصايد بالڤمحة بالڤمحة باش ما يباتوش للشّر ، يسرح بالغنم في الجبال ويهزّ في حمل فوق طاقتو باش امو ما تبكيش وخوه يبات دافي ، كبر الخو الصغير وعرّسلو واستنى عام وراء عام يرى صغارو اما ربي ما حبّش ، كي ربّي ما حبّش بابا تصرّف ، وعرّس هو وجاب ليه ولخوه وقّراهم الكّل وعطاهم لحمو ودمو وعينيه وصحتو وافادو كى الاخر ما يعطيش ، ودخل يخدم في اداره مسمار في حيط الصغار كبرو ، ولازمنى نخمم في مستقبلهم ، مسكينة الشهرية اش قاسات ، وزير متاع اقتصاد ما يحلّش المعظله متاع عجزها ، ونجحنا الكل ب ثلاث مائة وعشرون دينار في الشهر، نزلت فيهم البركه وصراير اميّ سدّو الفجوة والهوّة الرقمية ، كانت اللوحة والطلاسة والطباشير والمحفظة والميدعة والكتب رزق مشترك فوج الصباح وفوج العشية والتبادل يصير قدام باب المدرسة وكنا نضحكو على كل شيء ، ونتبننو القراية على البريميس في الليل ، واتشد علينا امى دروسنا بالواحد بالواحد ، امى اللى ما تعرفش تقرى ، كان كى يتلعثم واحد تنزر عليه واتقلو زيد احفظ درسك ماكش حافظو ، كى تخزر في عينينا تعرفنا مراجعين والا لا، لين دخلت للمعهد الثانوى باش فقت بامى ما تعرفش تقرى ، اما كانت موجوده معانا في كلّ خطوة ، لا تعبت من صابون ولا من طابونه ولا من كنسان ولا من خياطة كلاسطنا ، ديما عندها وقت تسمعنا وتضحّكنا وكنّا كى نتعاركو على مريول والا سروال وكل واحد فينا يبدى يعيّط متاعى ، لا متاعى أنا ، كانت تقطّعها القطعة قدامنا وتقوللنا اللي في الدار هذى متاع الناس الكل ، ما عندكش متاع تحت ها السقف ، زعمة أمى كانت اشتراكية وما تقصدش؟؟ توة يدخلو للقسم وليدات كى النوّارات ، لابسين أحسن لبسة ، مغرقين شعرهم بالجال وعاملينو كى السردوك ، سبيدريات ترعب وهاتف محمول ومصروف الجيب ، امّا ضايعين في قرايتهم ، عندهم كلّ شيء ما فماش علاش يتعبو ، وياكلو الكتب ماكله باش ينجحو ، والديهم لاهين في الخدمة يروحو تاعبين يتغرسو الناس الكل قدام صندوق العجب ساكتين حد ما يحكى مع الاخر ، اولياء تكلّمهم في التليفون ما يهزوش عليك ، تستدعاهم ما يجوكش ، في بالهم كى يوكلو ويلبسو اكاهو وفات الخدمة لا ما نتصورش اهم ما في التربية انك تحكى مع اولادك وتسمع خنّار نهارهم كيفاش تعدّى واتبّع قرايتهم ، في وقت أحرف كيف ما هكّة ما فمّــــــــــة كان العلم ينجّم يصلّح كل شيء وفي كلّ وقت هو الثروة الوحيده اللى تنجم تقاوم بيها الاستبداد والظلم والجهل والجبروت والفقر والفقر المعرفي انتن انواع الفقر. (المصدر: مدونة “فاطمة أرابيكا” التونسية بتاريخ 25 فيفري 2010) الرابط:http://fatmaarabicca.blogspot.com/2010/02/blog-post_25.html  

“بنيّة تونسيّة” وعمّار

 


بقلم: شهاب عمّار بعد أن أغلق مدوّنة أستاذة المسرح ” فا طمة أرابيكا ” ثمّ بضربة مقصّ أغلق مدوّنة الدّكتور المختصّ في تاريخ الفنّ  “طارق الكحلاوي” ،وهذا على سبيل الذّكر لا الحصر. أطاح أخيرا وليس آخرا  بمدوّنة أستاذة الأنڨليزيّة والرّياضيّة ، لينا بن مهنّي وحجب صفحة الفايسبوك خاصّتها كذلك . وكما تلاحظون فجميعهم ذوي مستويات محترمة  وخرّيجي جامعات وطنيّة ومن خيرة شباب تونس .لم يتعرّضوا في مدوّناتهم إلى سبّ أو تحريض فما الذّي يدعوا عمّار الحمار إلى غلق هذه المدوّنات وحجبها عن القرّاء والمتابعين . فهذا العمل الأخرق مؤكّد أنّه لن يحبط أصدقائنا المدوّنين، فهم سوف يكتبون ويعبّرون وسيزيدهم إصرارا واقتناعا بما يفعلون. وبدوري أبارك للصّديقة لينا بهذا الوسام ، الذّي تحصّلت عليه من طرف  عمّار الحمار ،وأدعوها إلى اللّجوء إلى مدوّنتي  وتعتبرها ” كيف دارها ” لتنشر فيها تدويناتها ممهورة بتوقيعها ” بنت تونسيّة”. (المصدر: مدونة “شهاب نصر” التونسية بتاريخ 26 فيفري 2010) الرابط: http://chiheb.maktoobblog.com  

لينا وليك عمار….يا لينا؟؟؟؟؟؟؟؟

استمرار مسلسل الحجب …في بالي أطول من المسلسلات المكسيكية والتركية …يبدو ان المسلسل هذا مدبلج من الدراما الصينية لان مخرج المسلسل هذا سي عمار بوجلم ماعادش يفرق بين الاستاذ والدكتور… بل وحتى ابطال تونس اللي رفعوا رايتها في محافل دولية وهذا حال اختنا لينا هنا اللي يبدو استهدفها شخصيا هذه المرة على خلفية متابعتها لسجن الطلبة التوانسة… ف اشنوة الممنوع واشنوة اللي مباح في اجندة سي عمار ماعادش نعرفو؟؟؟؟ ما يلقى الواحد ما يقول كان لينا وليك عمار ………يا لينا؟؟؟ (المصدر: مدونة “خربشات” التونسية بتاريخ 26 فيفري 2010) الرابط:http://scribbles12.blogspot.com/2010/02/blog-post_26.html  

لينا تتعرض للحجب

 


لا يعرف نشاط عمار 404 الكلل و الملل فبعد حجب مدونة طارق الكحلاوي جاء الدور على افكار المدونة المشاغبة لينا بن مهني لكي تتيه وتضيع نوت فوند اضم صوتي الى اصدقائي المدونين المتضامنين مع لينا التي اتشرف بانها تنحدر من نفس الوسط الجربي المتعدد الخلفيات الذي انتمي اليه و برغم اختلافي الكبيرمع بعض ما تكتبه و الاختلاف لا يفسد للود قضية فانني اغبطها لحماسها وحركيتها الكبيرين عبر الفضاء الافتراضي اعتقد ان وسوسة عمار ستزيد من شكيمة بنت الزهراء ولن تقعدها عن فعل الكتابة (المصدر: مدونة “أصوات وسبل” التونسية بتاريخ 26 فيفري 2010) الرابط:http://tarjamawalidiya.blogspot.com/2010/02/blog-post_25.html  

رسالة مفتوحة إلى عمّار وشركائه

 


بقلم: Arabasta اليوم، وبعد تفكير عميق، قررت باش نرفع لحضرة جنابك رسالة خاصة، أنا شخصيا فديت كيما قلت في تدوينة سابقة، ولينا في البلوغوسفار جمعية تضامن، كل نهار و مدونة تتحجب و الناس الكل تبقى تخمم علاش، الشي هذا ما يليقش بينا أحنا كمدونين، خاطر موش معقول يتم إعتبار كلامنا ضار للتوانسة و ما يلزمش يسمعوه، كيف كيف الحجب فيه نوع من الإحتقار للعباد اللي قاعدين إنتوما تقررو في بلايصهم شنوة لازم يتقرى و شنوة اللي موش لازم، ثالثا، نتصور أحسن بالنسبة للعباد اللي قاعدة تخدم في الخدمة هذي باش ترتاح من مشكل هالمدونات شخصيا نعتبر ما يسميه التوانسة بعمار بصفة هزلية ما هو إلا جهاز رسمي قاعد يتحكم في الأنترنات، نقول جهاز رسمي خاطر إذا وصل الرئيس تدخل و رجع الفايسبوك، الأمر أكيد تعطى لقسم معين، يعني فمة عباد قاعدة تتصرف حسب قواعد معينة و نشكر بالمناسبة الناس اللي قاعدة تخدم خاطرهم عمرهم ما خذاو الأمر بصفة شخصية رغم السباب و الشتائم اللي توصلهم ساعات بإختصار، شخصيا نتصور أنو فمة قواعد متاع حجب في تونس، مثلا الثلب و القذف العلني، البورنوغرافيا، نشر الإشاعات المعرضة، الإصطياد في الماء العكر، إثارة البلبلة، الدعوة إلى قلب النظام، أو حتى (حسب ما فهمت من حميدة) نشر صور موتى في الفيضانات، المطلب الشخصى متاعي هو الأتي: شنية الأسباب اللي تخلي تدوينة تتصنصر؟ شنوة الواحد لازمو يعمل باش ما يوليش 404؟ أنا شخصيا عامل كيف بمدونتي و ما نحبش يجي نهار تتصنصرلي وقت اللي كنت نجم نتجنب الحجب. كونو معانا في المستوى و فسرولنا علاش قاعد يصير الحجب نكون معاكم أحنا باهيين زادة و نجنبوكم برشة خدمة زايدة تصرفو، ألقاو طريقة توصلولنا بيها المعلومة المهم ما تخليوناش في المحلول و في التعتيم، نحبو حاجات واضحة و صريحة ولكم سديد النظر وتقبلو مروري بكل أخوية. (المصدر: مدونة “أصوات وسبل” التونسية بتاريخ 25 فيفري 2010) الرابط:http://arabasta1.blogspot.com/2010/02/blog-post_25.html  


إلى من يهمّه الأمر : الرّسالة العاشرة (عندما تحتلّ الحكمة مكانا في بلديّة الشّـابة)


يندرج هذا النّص ضمن مجموعة من النّصوص كنتم قد طالعتم بعضها وتواصلون التمتّع بها في الأيام المقبلة لتنقل لكم تفاصيل مثيرة، عايشتها أو علمتها من مصادر موثوق بها، تتعلّق بالشّـابة وبعض ممارسات مسئوليها وبعض نكت هذا الزّمان. لقد قمت بالغاء الحديث عن موضوع الرّسالة الّذي كان مبرمجا لهذه اللّيلة لأورد لكم ممارسة بسيطة حصلت من أحد مسؤولي مدينة الشّـابة جعلتني أضحك طويلا وارتأيت امتاع القارئ ببعض الحقائق المضحكة لنخرج قليلا عن المألوف. شكرا في الوقت الّذي يعاني فيه مواطنونا مشاكل عديدة في استخراج رخص البناء بدعوى أنّ مثال التّهيئة العمرانيّة غير جاهز. وفي الوقت الّذي تمّ فيه اصدار عدد كبير من قرارات هدم المنازل وتمّ هدم بعضها بدعوى أنّ عمليّة بنائها تمّت بصفة فوضويّة. وفي الوقت الّذي لم يعد العديد من المواطنين قادرين على التمتّع ببيع أو استغلال ممتلكاتهم بدعوى أنّ فيها مشاكل في التّقسيم أو متخلّدا بالذمّة من الظّرائب. وفي الوقت الّذي يعاني فيه الوضع الصحيّ والأمني مشاكل عديدة وقمنا بالحديث عن بعضها في رسالة سابقة. وفي الوقت الّذي كثرت فيه الأخطار المهدّدة للبيئة بمدينتنا الجميلة وقمنا كذلك بالحديث عنها في رسالة سابقة. وفي الوقت الّذي لا زال مواطنو شارع ليبيا يعانون انتصاب السّوق الأسبوعي أمام منازلهم لسنوات بعد أن كان مقرّرا لبضعة أشعر على أساس تطبيق مشروع بناء سوق اسبوعيّ منظّم في منطقة المرسى، لتبقى واجهات المنازل مكانا مخصّصا للتبوّل من طرف الباعة والمتسوّقين. وفي الوقت الّذي يعاني فيه أسطول عربات جمع الفضلات من الاهتراء بسبب نقص في الصّيانة وعدم مبالاة بتجهيزات المجموعة الوطنيّة. يطلع علينا أحد المسئولين بقرارات غريبة نورد بعضها وادعوا القارئ إلى عدم الاستهزاء بهذه القرارات فهذا ما جدّت به قريحته للأسف الشّديد. ويقضي القرار الأوّل بأن يمكّن كلّ صاحب محلّ في المدينة من وثيقة تحمل أمثلة لسلّات مهملات على أن يختار واحدة منها ويقوم بدفع ثمنها للبلديّة لكي تقوم بتنصيبها أمام محلّه، هو بصراحة قرار حكيم، ولكن ماهو الدّاعي وقتها من استخلاص معاليم “الزّبلة والخرّوبة” وماذا لو لم يقم صاحب أحد المحلاّت بدفع معلوم احدى السّلال ولم يقم بشرائها، هل سيتمّ ابقاء الفضلات أمام دكّـانه أم سيتمّ مقاضاته أم ماذا ؟؟ والأغرب من ذلك، هل يعتبر هذا القرار سليما من سلطنا الحكيمة مع تدهور المقدرة الشّرائيّة والظّروف الّتي يعيشها أغلب المهنيّين والتّجار بالشّـابة مع تقلّص انتاج الزّياتين والأسماك لهذه السّنة وهما القطاعين الّذين يقوم عليها اقتصاد المدينة. والسّؤال الأكثر إثارة، أين صرفت الضرائب الّتي يقوم بدفعها سكّـان المدينة ليتمّ إقحام المواطنين في شراء مثل هذه التّجهيزات الّتي كانت لسنوات من مهام البلديّة؟ أمّا القرار الثّـاني فهو مضحك جدّا، يوم الاحتفال بالمولد النبّويّ الشّريف، وهو يوم عطلة، قام السيّد رئيس البلديّ بالاتّصال بأحد العملة وطلب منه انتزاع المرحاض الموجود بالمسلخ البلدي بالمدينة وأعرب عن نيّته في هدمه دون ذكر سبب لذلك، وتمّ ذلك يومها وبقي المسلخ  البلدي إلى حدّ هذه اللّحظة بدون مرحاض، وللعلم فإنّ هذا الأخير حديث البناء ولا يتجاوز عمره السنتيّن. قرارات عجيبة تصدر عن أشخاص أغرب، وهي فرصة للتّرفيه عن قارئنا على الأقل، وللعلم فإنّ رسائلنا لازالت متواصلة، ونعلم بعضا ممّن اتّصل بنا وعاب تركيزنا على المجلس البلديّ في شخص رئيسها أنّ مشكلتي ليست أبدا شخصيّة معه وليس ذنبي أن يتواجد اسمه في اغلب التّجاوزات الحاصلة بالمدينة   
نزار بن حسن


تعقيب

نُشر بتاريخ 27 فيفري على موقع تونس نيوز مقال غير ممضى في صحيفة (صوت الشعب) الالكترونية العدد 277   بعنوان (في بلد الحداد 10 فتيات معظمهنّ جامعيات يراودن المارّة بالعاصمة). وسعى المقال إلى تحليل أبعاد القبض على عشر فتيات أغلبهنّ جامعيات بتهمة المراودة وطفق صاحب المقال يتوّسع في التحليل مقدّما قراءة هلامية للخبر وتحليلا  وجدانيا انطباعيا متناسيا عن جهل أو قصد أنّ القضاء التونسي قد نظر في هذا الملف وأصدر حكما بعدم سماع الدعوى. وقد ما يجعل صاحب المقال المذكور متعمدا عدم الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي. شوقي بن سالم إعلامي
 


حسنين هيكل يكشف قاتل الزعيم فرحات حشاد


تونس ـ الأسبوعي أفاد عبيد البريكي الأمين  العام المساعد المكلف بالتكوين والتثقيف النقابي  بالاتحاد العام التونسي للشغل والذي يترأس اللجنة النقابية المكلفة بمتابعة قضية اغتيال فرحات حشاد عام 1952 أن مطالعته لكتاب «الغليان» للكاتب الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل قد قادته إلى اكتشاف معطيات جديدة ستساعد في القضية التي سيرفعها الاتحاد ضد منظمة اليد الحمراء  التي اغتالته في الفترة المذكورة حيث ستكون هذه المعلومات  من بين الأدلة التي سيقع اعتمادها قي الشكوى المرتقبة… وبين البريكي أن الجزء الثاني من الكتاب المذكور تحدث عن محاولات اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في مصر منذ الخمسينيات ومن بين الأطراف التي سعت لتصفيته المنظمة الإرهابية الفرنسية اليد الحمراء وقد تمكنت المخابرات المصرية في تلك الفترة من القبض على عميل فرنسي سخرته المنظمة من بين آخرين لإعداد عملية اغتيال عبد الناصر الذي مثل خطرا على مصالح الغرب وتحديدا فرنسا في المنطقة العربية وذكر حسنين هيكل أن  العميل المقبوض عليه أورد اسم ضابط المخابرات الفرنسية المورط في التخطيط لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد في تونس حيث ذكر هيكل أن الموقوف أفاد بمعلومات عن الضابط «هنري جانيتز» الذي وضع خطة اغتيال رئيس المنظمة النقابية في تونس في تلك الفترة (على حد تعبير صاحب الكتاب) ويعني بذلك الزعيم حشاد. وأفادنا البريكي أن هذا المعطى الجديد سيقع ضمه لمجموعة الأدلة التي انطلق في تجميعها ومن أبرزها الاعتراف التلفزي للفرنسي «أنطوان  ميلرو» عضو منظمة اليد الحمراء الذي شارك في اغتيال الزعيم فرحات حشاد كما أشار محدثنا إلى أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيراسل أو يتصل مباشرة بمحمد حسنين هيكل لمعرفة المستندات والأدلة التي اعتمدها في كتابه «الغليان» بما يمكن من الحصول على معلومات وشهادات مفيدة في القضية المزمع رفعها ضد كل مورط في اغتيال حشاد ومن بينها كل المعلومات عن ضابط المخابرات الذي خطط للاغتيال الذي تحدث عنه حسنين هيكل على اعتبار أنه تعود على استعمال أدلة ووثائق ساطعة في كتاباته وفي التأريخ لعديد الأحداث… من جهة أخرى أفادنا  البريكي  انه اجتمع مع المحامين التونسيين الذين الذين سيتكفلون بمتابعة القضية وطلب منهم دراسة كيفية تقديمها والمراحل المطلوب اتباعها وأيضا الجهة التي سترفع لها الشكوى كما طالبهم بتقديم مكتوب يفسر الإجراءات المطلوب إتباعها وأشار محدثنا في ذات السياق إلى أن الاتحاد يرفض التسرع رغم أن المسالة طالت -نسبيا- لكن التريث ودراسة الملف من كل جوانبه  من شانه ان يخدم الاتحاد فيما بعد عند تقديم القضية التي يجب أن تكون مستوفاة لكل الشروط والإجراءات الواجب اتباعها ولهذا تم تمكين المحامين من مهلة هامة لدراسة القضية من كل جوانبها.
عبد الوهاب الحاج علي
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 01 مارس 2010)

تونس تتجاهل رغبة عباس بزيارتها وترفض بحث ‘أرشيف عرفات’ مع وزير داخلية السلطة الوطنية


3/1/2010 عمان ـ ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: قالت مصادر فلسطينية ان تونس تتجاهل رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارتها، كما رفضت بحث أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات مع وزير داخلية السلطة الوطنية سعيد ابو علي اثناء زيارته تونس. وقالت المصادر لـ’القدس العربي’ انه يبدو ان تونس انضمت الى القيادة الليبية في اظهار القليل من الحماس لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعرضت علاقاته في منظومة الدول العربية المغاربية الى خلل واضح في الاونة الاخيرة، حيث تقدم السفير الفلسطيني في تونس ثلاث مرات على الاقل الاسبوع الماضي بطلب رسمي لاستقبال الرئيس عباس من قبل القيادة التونسية فيما امتنع الجانب التونسي بدوره عن التجاوب مع هذه الطلبات. وبعد توقفه الاسبوع الماضي في طرابلس ورفض الزعيم الليبي معمر القذافي استقباله حاول الرئيس محمود عباس المرور الى تونس طالبا لقاء على مستوى القمة عبر سفارته، لكن السلطات التونسية تجاهلت هذا الطلب حتى بعد تكراره وابداء الرغبة في توقف عباس على محطة تونس اثر انهاء زيارته الاخيرة لباريس. وخلافا لتوقعات الوفد المرافق لعباس لم تحصل سفارته في تونس على الضوء الاخضر فيما تتزايد خلف الكواليس مبررات ومسوغات أزمة صامتة في العلاقات الرسمية بين تونس ومؤسسة الرئاسة الفلسطينية وهي ازمة عبرت عن نفسها مؤخرا بشكلين. اولا: اعلمت الحكومة التونسية وزير الداخلية الفلسطيني انها لا تريد وضع ملف أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات على جدول اعمال زيارته الاخيرة لتونس. ثانيا: برزت انتقادات حادة لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية في بعض الصحف التونسية الكبيرة والمقربة من السلطات مثل الشروق وصحيفة الموقف، حيث نشرت امس وامس الاول مقالات تتحدث عن معاناة كوادر حركة فتح والمنظمة الذين يعدون بالمئات في الساحة التونسية وعوائلهم بسب قرارات رئاسية تتعلق بالاستغناء عن المئات من هؤلاء واحالتهم على التقاعد واغلاق الشعبة المالية التي كانت تتابع شؤونهم. وقالت صحيفة الشروق ان هؤلاء يخوضون معركة ميئوسا منها ويتألمون بصمت وشرف، واقترحت الصحيفة ما كانت سبق ان تبنته الحكومة التونسية نفسها من خيارات بخصوص العالقين في ارضها من كوادر الحركة والمنظمة وهو اما اعادتهم لوطنهم واهلهم كما وعد الرئيس عباس سابقا، او بقاؤهم في تونس مرحبا بهم مع احاطتهم بالمخصصات المالية التي تضمن لهم العيش بكرامة. وتعبيرا عن الازمة نفسها توقفت الاحزاب التونسية منذ اسابيع عن توجيه دعوات واقامة انشطة ذات بعد فلسطيني كما كان يحصل في الماضي بما في ذلك الحزب الوطني التونسي الحاكم. وقال مصدر مقرب جدا من الرئيس عباس لـ’القدس العربي’ ان علاقات الرئاسة الفلسطينية بليبيا وتونس والجزائر تعتبر الآن في أسوأ أحوالها. وفي غضون ذلك تبين بان وزير الداخلية الفلسطيني سعيد ابو علي غادر امس الاول تونس خالي الوفاض من الناحية العملية وفشلت مهمته رغم بقائه لاربعة ايام في استلام ارشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو الموضوع الاساسي الذي حضر الوزير ابو علي من اجله حيث طلب الجانب التونسي من سفارة فلسطين شطب البند المتعلق بارشيف عرفات من جدول اعمال زيارة الوزير والوفد المرافق مما يعني ان تونس مازالت ترفض تسليم الارشيف للسلطة الا وفق قنوات رسمية تعكس قيمة هذا الارشيف. وعليه غادر مع وزير الداخلية رئيس لجنة الارشيف الفلسطينية الذي يحاول منذ اسابيع الوصول لمكتب الرئيس عرفات واستلام ارشيفه الغني فيما اقتصرت زيارة الوزير ابوعلي على اتفاقية جانبية لها علاقة بتدريب كوادر فلسطينية في تونس. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 01 مارس  2010)


شهادات من رحلات المنفى
قصة فاخر بن محمد الحلقة 7

الطاهر العبيدي / صحفي وكاتب تونسي مقيم بباريس taharlabidi@free.fr تتواصل رحلة قطار الأيام، لندرك أن الزمان مجلد ضخم يضمّ تجارب الرجال، لننتبه أن أسوأ ما نفعله هو أن نبقى على أرض معركة خسرناها، وأفظع من الهزيمة هي أن نجعل من السقوط عناوين لصنع أمل من أخشاب،  ونواصل الإصرار على إعادة إنتاج كتابة بقلم لا يمكن أن يكتب للوراء.. وما أبشع أن يكون لنا وطنا بالإيجار، تصبح فيه الكرامة عنوان كساد، وتصير فيه الوطنية بضاعة تعرض في المزاد.. تلك هي بعض الارتسامات المختلسة من غفوة الذاكرة الجريحة، التي تودّ التمدّد بين الحلم واليقين، بين الواقع والمستحيل، بين السرد والتفاصيل. لترسم للجرح للوجع، للسهر للسمر للسفر، شكل البداية.. استفقت من شرودي حين أشار لي أحد القرّاء بأني خرجت عن نص الحكاية، لأتأمل ساعتي المعلقة على جدار الأيام.. كانت الساعة تشير إلى الرابعة بعد الزوال، بتاريخ 26 أوت 1992، حين كان قطار العمر المتوجه إلى مدينة ” غار الدماء ” يخبأ في بطنه ” فاخر بن محمد ” ذاك المواطن العابر بين نزيف الكلمات، والمار في دفاتر الذكريات، والذي أبى إلا أن يكتب للجرح تضاريس الحكاية، ويحكي قصته كي لا ينام الصغار، ويروي ذكريات في لون الرحيل، في لون العشب في لون شجر الصبّار في لون الأصيل، في لون التعب في لون السفر في لون مساءات الحقول.. لنستمع إلى بقية الرواية حين يقول: كان القطار يسير ببطء وكأنه أحسّ بشجوني بعطشي بضمئي، بعيوني التي تلتهم الحجر والتراب والطريق والشعاب، والروابي والسهول والصخور والحجر، وتطيل النظر والتحليق في فضاء سماء وطني، لتداعبني كلمات ” بشار بن برد ”        ” حرّا ولدت فلا تكن مستعبدا                  لا العبد كنت ولا سواك السيّدا “ كان القطار متثاقلا أحيانا ومتوثبا أحيانا أخرى، ينتفض حينا ويهدأ حينا آخر، يلتوي في العديد من المنعرجات، ويطيل التمايل في الحنايا والمنحدرات الدائرية بشكل يصبح فيه جثة بلا رأس، وأحيانا العكس تماما، كما تلتوي بعض مواقف السياسيين، وتتمايل رؤاهم وتنخفض مبادئهم، وتختفي طموحاتهم وتذبل وعودهم، وتتوارى مواقفهم…كان ذاك القطار هو الآخر يتأوّه وكأنه أحسّ بحالي بوجعي، فيطلق أحيانا جرسا هو أشبه بالرثاء، أشبه بالحداء.. وكأنه يعزف في أذني معزوفة أحمد شوقي: ” وطني لو شغلت بالخلد عنه            نازعتني إليه في الخلد نفسي ”  كانت أفكاري مشتتة بين هنا وهناك، ومفتت كما تتفتت حبّات المطر.. جسدي هو الآخر يؤلمني يقبض على مفاصلي فتتماوج الروح بين لسعات الفراق ومواقيت الصمت.. حاولت أن أهرب بنظراتي بمواجعي إلى النافذة لأدفن بعض أحزاني المتسكعة، فتراءت لي الحقول والسهول المبسوطة، التي انتصبت فيها خمائل قصب القمح المحصود، وبقيت رغم المناجل متشبثة بتربة الأرض، ترفض الاقتلاع ومغادرة المكان… عدت بتأملاتي إلى حيث عربة القطار، أتفرّج على بعض الركاب وهم منغمسون في حكايات البيع والشراء، وأحوال الأسواق، فوجدت همومي غير همومهم، ومتاعبي غير متاعبهم فاعتصمت بحكمة أحدهم  ” لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبه                             لا يألم الجرح إلا من به ألم “.. أخرجت من جيبي جريدة  ” الإعلان “، كنت قد اشتريتها من محطة قطارات ساحة ” برشلونة ” بالعاصمة. حاولت أن أقرأ ما استطعت قراءته في هذه الجريدة المسمومة، التي تفوح منها روائح تقارير وزارة الداخلية، حيث كانت تختصّ في تأليف الأراجيف ضدّ المعارضين، ونسج الأقاويل الموضوعة حول أعراض الناس، بإمضاء صاحبها ذاك القرصان ” عبد العزيز الجريدي “، الذي سيجرفه التاريخ مع من يشبهه من كتّاب الملاعق وصحافة التصفير…تصفحت هذه الجريدة،  فتذكرت ذاك الصحفي المتمرّد في زمن ما، وأحد كتاب هذه الجريدة في سنوات ما، ” جمال الدين الكرماوي ” ابن بلدة قلعة سنان، مدينة شهيد الحركة الطلابية المهندس ” أحمد العمري “، و”صالح بن عبد الله “، و”عمر قرايدي ” وكل أولئك الذين يرفضون التدحرج على المرافق والبطون…تلك المدينة التي كانت فيما مضى إحدى الخطوط الخلفية للثورة الجزائرية، تذكرت هذا الصحفي صاحب ركن ” ألو الإعلان “، وتذكرت بعض ما كتب حين كان منحازا لقضايا الوطن والمواطن والضمير فيقول: ” مرحبا.. مرحبا بعدد الجياع في هذا العالم.. مرحبا بعدد المغمورين في ظلام مناجمنا… مرحبا بعدد الأفواه التي تنافق سرّا..بعدد البطون الزاحفة… “، تذكرته وتذكرت كتاباته المنتفضة، وتأملته الآن، فوجدته هو من فوضته السلطة للسطو على ” نقابة الصحفيين المستقلة “.. فما أفظع أن يتنكر الانسان لقلمه، من أجل أن يتحوّل إلى قلم يقتات من موائد السلطان.. بعد ست ساعات وصل قطار الساعات الأخيرة إلى مدينة ” غار الدماء ” القريبة من الحدود الجزائرية، نزلنا مع جملة الركاب، كان المهرّب يتقدمنا ببضع أمتار، وأنا والمرأة وأبنائها نتبعه في خطى تترفّق بالأطفال.. ركبنا بعدها شاحنة من الخلف، والمهرّب إلى جانب السائق. وبعد حوالي عشر كيلومترات نزلنا جميعا. كان الوقت تقريبا يقترب من الغروب، والشمس تتهيأ للرحيل، وبدأ الليل يغمض نصف جفنيه على سطوح المنازل التي بدأت هي الأخرى تتثاءب، وتحرّكت النسائم تدغدغ الضفادع والصراصير، فتنطلق في الفضاء البعيد تعلن عن وجودها بين الكائنات عبر النقيق والعرير..كان الصمت قابعا في كل منّا ولكنه صمتا يشبه وخزات الصقيع، يشبه اللطم في العيون، اقترب منا المهرّب ليبث لنا تعاليم الرحلة، ليطلب منا أن نتحاشى السعال، أن نبتلع التأوّه والأنين، أن نخفض الأنفاس، وأن نسارع بالانبطاح أرضا متى شعرنا بخطر ما.. ابتلعتنا غابات الصنوبر والإكليل والعرعار، ومضينا نمشي متسللين تظللنا الأشجار أحيانا، وتصفعنا أحيانا أخرى الأعواد والغصون، تتقاذفنا الأحجار والمرتفعات والشعاب والأحراش والثنايا الملتوية الوعرة، فننحني مرّات ونستقيم أخرى، وأحيانا نتدحرج على بعض سفوح الجبال..كانت الغابة كثيفة والأشجار متداخلة متعانقة، متشابكة متخاصمة، متوادّة متلاصقة متشاجرة، ولا شيء سوى حشرجة الأوراق، وتألم أغصان الأشجار التي انفصلت عن الجذور..لا شي غير صمت يشبه البركان يشبه الغليان…كان المهرّب يمشي أمامنا ليترصّد ليتحسس ليكتشف لنا الطريق ونحن نتبعه من بعيد.. كانت المرأة تحمل رضيعا، وأنا أساعدها بحمل صبي آخر لا يتجاوز السنتين وبقية الأبناء يتعثرون بين الحين والآخر.. كانوا أطفالا في سن قوارير الحليب ولكنهم بأعمار الصبر ومواقف الرجال، لا يشتكون ولا يبكون ولا يتخلفون رغم التعب، رغم الجوع الإرهاق ورغم مخالب النعاس.. لم تكن معنا في رحلة الشقاء سوى قارورة ماء، نحاول بين الحين والحين أن نطفأ بها ضمأ الصغار… يشق الغابة عواء الذئاب، وأحيانا أخرى تقفز من أمامنا كتلا سوداء، قد تكون أرانب برية أو زواحف أو طيور أو ضفادع أو يرابيع وجرذانن تحدث في المكان ضجيجا يكبر ويصغر  بحسب مختلف الأحجام، ما يجعلنا كل مرة نتأهب للاختفاء، فيتحلق الأطفال حولي ويمسكون بي مرتعشين دون بكاء.. ظللنا على هذه الحال 4 ساعات نستريح فيها بعض الدقائق واللحظات، ثم نعود لمواصلة المسير، وكأنه قدري المحتوم، فقد تمزّق حذائي الخفيف أول الطريق، بشكل لا يمكن أن ينفع معه الترقيع بأعواد الأغصان ولا بخيوط الأعشاب، ولا كل ما شابه تلك الحلول، فوجدت نفسي مرّة أخرى أسير حافيا أدوس هذه المرّة على العيدان والأحجار والصخور، والحفر والجذوع والأشواك، ولم تؤلمني أن تسيل الدماء من قدماي، بقدر ما آلمني أن أغادر بلدي دون وداع، دون شراع دون هوية، لأكون مسافر بلا عنوان ومنفيّ بلا حذاء، ولا تترجم انشطار نفسي سوى إحدى تراتيل ” المتنبي “:   ” والهجر أقتل لي مما أراقبه             أنا الغريق فما خوفي من البلل “ كنا عقدنا العزم أن ندخل التراب الجزائري قبل أن يتمطط الفجر، قبل أن يتنفس الصبح.. وظللنا نسابق الزمن، ونرسم بوجعنا طريقا للرحيل من ذاك الوطن.. وبينما نحن نصارع الطبيعة من أجل تلمس الثنايا في غابات ساح فيها عرقنا، وانقطعت فيها أنفاسنا، وإذا بضوء كبيري غطي المكان فوق رؤوسنا، وإذا بالمهرّب يشير لنا بالإسراع  في الاستلقاء على الأرض…فكان ما كان… البقية في الحلقات القادمة    ملاحظة هامــــــــــــــة هذه الشهادات تنطلق من تحقيقات ميدانية حيث أحداثها وتواريخها وإبطالها حقيقيون، ولكل منهم مغامرات مثيرة مع الترحال والتخفي والسجن..طبعا مع الانتباه والتحفظ على بعض الجزئيات، اتقاء للثأر أو التتبعات ضد الذين ساعدوا أو تعاونوا في تهريب هؤلاء.. حاولت أن لا أجعل من هذا العمل شهادات سردية جافة، بل حرصت وأنا أسجّل هذه القصص أن انتبه والتقط وأتعايش مع مشاعر وأحاسيس الرواة في كل ثناياها وتشعباتها، مستخدما بعض تقنيات العمل الصحفي والأدبي، قصد التوغل قدر الإمكان فيها وتصويرها واستنطاقها، وترجمة حالات القلق التي أرصدها وأنا أسجل مرويات هذه التغريبة التونسية.


جدة: رفع الحظر عن اللحوم التونسية لخلوها من الحمى القلاعية

«الاقتصادية» من جدة – أصدرت أمانة محافظة جدة تعميما إلى جميع البلديات الفرعية يقضي برفع الحظر المؤقت على استيراد لحوم الأبقار والعجول بجميع أنواعها المبردة والمجمدة والمعلبة وجميع منتجاتها من تونس لخلوها من مرض الحمى القلاعية. وأوضح الدكتور بشير بن مصطفى أبو نجم مدير عام التراخيص والرقابة التجارية في أمانة محافظة جدة، أن التعميم الذي أصدرته الأمانة إلى البلديات الفرعية جاء بناء على تعميم وزارة الشؤون البلدية والقروية برفع الحظر المؤقت المفروض على استيراد لحوم الأبقار والعجول بجميع أنواعها، ولحوم الأغنام والماعز المصنعة فقط بطريقة تضمن القضاء على فيروس طاعون المجترات الصغيرة وفق الاشتراطات المحددة. وأشار إلى أن قرار رفع الحظر جاء عقب التأكد من المعلومات الواردة في موقع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية والتي تؤكد عدم تسجيل مرض الحمى القلاعية في تونس خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) 2005 – حزيران (يونيو) 2009م. (المصدر: “الإقتصادية” (اليكترونية – السعودية) بتاريخ 1 مارس 2010) الرابط:http://www.aleqt.coالحياةm/2010/03/01/article_356798.html  


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ وجهة نظر من  الحزب الشيوعي اللبناني   التعميم السياسي  الشهري (9)

 


يتضمن هذا التعميم أبرز المستجدات، السياسية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية، في العالم عموماً، وعلى الصعيدين الإقليمي والعربي، مع التوقف عند الوضع اللبناني وتطوراته. ويتوقف التقرير، بشكل خاص، عند:
1.               التصعيد العسكري الأميركي- الأطلسي. 2.               الأزمة الرأسمالية وانعكاساتها الجديدة على الطبقة العاملة والفقراء. 3.                الوضع الإقليمي والعربي. 4.               الوضع اللبناني. أولاًً – التصعيد العسكري الأميركي-  الأطلسي على الرغم من الإنتكاسات المتتالية التي منيت بها خلال السنة الماضية، في ما أسمته “الحرب ضد الإرهاب”، توسع الولايات المتحدة إنتشارها العسكري في العالم وتحاول، بمساعدة حلفائها في الحلف الأطلسي، فتح جبهات ساخنة جديدة، الهدف منها مزدوج: -محاولة تحقيق بعض الانتصارات، الجزئية، التي يمكن لها أن تبرر الكلفة الباهظة، بشرياً ومادياً، للقرارات الأخيرة التي اتخذها باراك أوباما، وفي مقدتها زيادة  عديد القوات العسكرية في أفغانستان وتعزيز الوجود العسكري الأميركي- الأطلسي في منطقة الخليج العربي (في اليمن بالتحديد)، وزيادة نشر القوات الأميركية في أميركا اللاتينية. -محاولة إعطاء دفع جديد للهدف الإستراتيجي، أي استكمال مشروع وضع الصين وروسيا ضمن طوق محكم، بما يعيد للمشروع الأميركي الأساسي، المعروف بإسم “النظام العالمي الجديد”، البريق الذي فقده تدريجياً، إن بسبب الإخفاقات العسكرية أم بسبب الأزمة الإقتصادية.  ففي سعيها لإحراز تغيير جيوسياسي في آسيا وأوروبا، تتحرك القوات العسكرية الأميركية على خطين: -الخط الأول، ويتجه باتجاه كوريا وتايوان، أي باتجاه الصين بشكل واضح. ففي الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن عن إتفاق (بقيمة 6,2 مليار دولار)  لتسليح تايوان بطائرات هليكوبتر متقدمة (60 طائرة) وبصواريخ مضادة للصواريخ، قامت  كذلك بتصعيد واضح في كوريا، حيث أعلنت عن مناورات ميدانية جديدة، تترافق والمناورات السنوية المعهودة وتستمر لمدة 18 يوماً. يشارك في هذه المناورات 18 ألف جندي أميركي و10آلاف جندي كوري جنوبي؛ وذلك في الوقت الذي يفتتح فيه لقاء بكين حول إنهاء وجود الأسلحة النووية في كوريا الشمالية. -الخط الثاني، ويتجه باتجاه روسيا، من موقعين مختلفين: موقع  رومانيا، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن عزمها على نشر درعها الصاروخية هناك، الأمر الذي أدى الى إعلان روسيا أنها ستضع صواريخ جديدة في منطقة كاليننغراد… وهذا “الكباش” قد يؤدي الى عودة الحرب، الباردة أو ربما الساخنة، الى أوروبا ويعيد تقسيمها؛ وكأنما الولايات المتحدة تحاول إفشال التحرك الذي تقوم به بعض الدول الأوروبية  حالياً لسحب الأسلحة النووية الأميركية الموجودة في بلدانها. أما موقع الهجوم الآخر، فهو أفغانستان التي شكلت، منذ ثمانينات القرن العشرين، منطلقاً للحرب الأميركية ضد الاتحاد السوفياتي السابق. ويلاحظ أن الهجمات الأميركية- الأطلسية الجديدة في هذا البلد لم تلغ محاولات الوصول الى “تفاهمات” مع بعض مراكز النفوذ داخل طالبان: ذلك أن الولايات المتحدة لم تجد في الرئيس الأفغاني حميد قرضاي الشخص الذي يمكن له أن ينفذ سياستها في تلك المنطقة، نظراً لضعفه (رفضت واشنطن إعطاءه تأشيرة دخول، في موقف يذكر بما جرى سابقاً مع شاه إيران)، فتحولت باتجاه الذين يسيطرون على الأرض… ويجدر التذكير، هنا،  أن هذه المنطقة، الى جانب أهميتها الاستراتيجية، قد أسهمت، في السابق، في تأمين موارد ثابتة لوكالة الإستخبارات الأميركية (CIA))، من خلال تجارة المخدرات (التي كانت تتم بالتنسيق مع “طالبان)؛ ويقال أن إنتاج المخدرات قد عاد حالياً الى الإرتفاع وازداد أكثر من 40 ضعفاً منذ وصول قوات حلف شمالي الأطلسي الى تلك البقعة. هذان الهدفان، الساخنان حالياً، يتكاملان مع استمرار التحرك العسكري والسياسي الأميركي في عدد من بلدان أميركا اللاتينية ومع المؤمرات التي ترسم ضد فنزويلا ونيكاراغوا، بالتحديد، إضافة الى الجبهات “الساخنة” السابقة في الهندوراس  وكولومبيا… كما يتكاملان مع الإهتزازات السياسية والإنقلابات التي كانت بعض الدول الأفريقية مسرحاً لها، والتي تطيح بأنظمة مقربة من فرنسا لصالح وضع اليد  الأميركية على القارة الأفريقية بشكل تام. ثانياً – الأزمة الرأسمالية وانعكاساتها الجديدة على الطبقة العاملة والفقراء  إن هذا التصعيد، العسكري ينطلق، كما أسلفنا،  من محاولة الولايات المتحدة وضع يدها على العالم والإستفادة من ذلك لحل الأزمة البنيوية التي تتخبط بها، من جهة ، واستخدام ما يمكن أن تحققه في هذا المجال من أجل إبقاء سيطرتها الآحادية عليه. وفيما يخص الأزمة الإقتصادية الراسمالية، لا بد  من الإشارة الى مجموعة مستجدات تؤسس لذلك: 1.يقول ألبير ادواردز، أحد المحللين الأساسيين لمصرف “سوسييتيه جنرال” الفرنسي، أن المصرف الأميركي غولدمان ساخس، وبعد تدمير المنافسة العالمية لمركز وال ستريت، يتوجه اليوم باتجاه ضرب الدول. ويضيف أن هذا المصرف قد عمد الى التعمية على كمية الديون الفعلية للاقتصاد اليوناني، مما جعل المصارف الأوروبية تقدم لليونان، في العام 2009، أكثر من 252 مليار دولار دون معرفة الوضع الفعلي في هذا البلد. لذا، يرى ادواردز أن مسارعة  دول الاتحاد الأوروبي الأساسية الى التحرك الحالي باتجاه اليونان لا يهدف الى دعم هذا البلد، ولا لغيره من البلدان التي تتواجد على شفير الافلاس (البرتغال، ايطاليا، اسبانيا، ايرلندا)، ولا فقط الى تأجيل الانفجار المحتمل  لمنطقة اليورو، بل الى منع افلاس الدول الأخرى، ومنها فرنسا والمانيا التي لها ديون بلغت أكثر من 115 مليار دولار في اليونان، عدا عن الديون المنثورة في بلدان أخرى في جنوب أوروبا. ان ما يثير القلق، اذاً، هو شبح عدوى الانهيارات التي تذكر بالمرحلة التي تلت أزمة 1929 والتي أدت الى قيام النازية، من جهة، والى الحرب العالمية الثانية. بكل الأحوال، تجدر الاشارة الى أن مصرف غولدمان ساخس قد لاقى الدعم الكبير من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما في سياساته المالية والنقدية، مما يدفع للتساؤل حول دور الادارة الأميركية في جعل سعر اليورو يتأرجح صعوداً ونزولاً، مما عرقل حركة الصادرات الأوروبية وأثر على القدرة الشرائية لشريحة واسعة من الأوروبيين وزاد من المشاكل المتراكمة، وفي مقدمتها البطالة وتحول الشركات الكبرى باتجاه بعض الدول الأسيوية. وهذا التساؤل يجرنا الى تساؤل اخر: هل تريد الولايات المتحدة الانتهاء من التجمعات الرأسمالية التي يمكن أن تشكل منافسة لها في المستقبل؟ وما هو مصيرالاتحاد الأوروبي  و”الدول السبعة الكبرى” في هذه الحال؟ 2.واذا ما اتجهنا باتجاه اسيا، واليابان بالتحديد، لوجدنا الأمر عينه: تدهور سريع للوضع الاقتصادي. ففي تقرير صدر في 12 شباط الحالي، رأت الحكومة اليابانية أن الوضع الاقتصادي يسوء بسرعة لم تكن مقدرة، وأن النشاط  الصناعي تراجع بشكل ملحوظ، مما أثر سلباً على مجالي العمل والاستهلاك. ويقال أن الفصلين الأولين من العام الحالي (2010) سيكونان الأسوأ، خاصة بعد التراجع الكبير في الصادرات اليابانية نتيجة هبوط الطلب من قبل الولايات المتحدة (التي أعادت الاعتبار لحماية انتاجها) وكذلك أوروبا (التي عانت الكثير من الارتفاع السابق لسعر صرف اليورو). 3.واذا ما حاولنا دراسة موضوع مصادر الطاقة، البترول خاصة، لوجدنا أن السعر المتقلب قد أمن للشركات الأميركية زيادة تحكمها بأسواقه. وتتحث التوقعات عن ارتفاع في اسعار النفط خلال النصف الأول من العام الحالي، مترافقاً مع زيادة في معدلات النتاج وفي احتكار الشركات الأميركية-البريطانية لهذه المادة الأساسية. وتجدر الاشارة الى أن السبب الأساسي للتحرك السياسي والعسكري الأميركي في افريقيا، وما يمكن توقعه من انقلابات وتغييرات جيوسياسية، بدءاً بالسودان ووصولاً الى جنوب هذه القارة، وكذلك زيادة الدور الاسرائيلي، انما تأتي باتجاه وضع اليد بصورة أشمل على مخزون النفط في العالم كله. وفي هذا الاطار نفسه، لا بد من لفت النظر الى ما يجري في جزر الملاوين (فوكلاند): فعودة التوتر بين بريطانيا والأرجنتين مردها الى اكتشاف النفط هناك وما رافقه من قرار بريطاني بالاجازة لعدد من الشركات التنقيب عنه. 4.هذه الصورة للتوجهات الاقتصادية الأميركية، مترافقة مع التصعيد العسكري الممتد من أفغانستان وحتى أميركا الجنوبية، أي على كامل الكرة الأرضية تقريباً، يقترب من كونه حرباً كونية ثالثة، وان غير معلنة كما كانت الحال بالنسبة لحروب القرن الماضي. كما أنها تدل، في المستقبل القريب, أن العالم سيستمر في التعرض لهزات جديدة وانتكاسات في المجالين الاقتصادي والمالي ستكون لها اثار مدمرة على الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية، والأوروبية منها بالتحديد، خاصة وأن النهيار أصبح يتهدد، ليس فقط الدول الضعيفة، بل أخرى قوية مبدئياً، كفرنسا والمانيا… وخاصة أن التدابير المالية الاقتصادية المتخذة من قبل قيادات هذه الدول لا تبشر بأي تعديل ايجابي في حياة مواطنيها. هذا، عدا عن أن ما يشاع عن أجواء تحسن في الوضع الأميركي،حتى، لا يزال غير مثبت، خاصة اذا ما درسنا أجواء التشاؤم التي لا تزال تسيطر على أسواق الأسهم الأميركية والعالمية وكذلك على أسواق المواد الأولية. ثالثاً – الوضع العربي والاقليمي لا يزال التوتريسود هذا الوضع، بدءاً بما يجري في فلسطين المحتلة، خاصة زيادة وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية وعمليات الاغتيال من قبل جهاز الموساد، ووصولاً الى ايران التي أعيد وضعها في قفص العقوبات. وتجدر الاشارة الى أن التوتر، الذي انطلق من اليمن هذه المرة، قد تطور باتجاه جعل من المنطقة الفاصلة بين الخليج العربي وأفريقيا منطقة توتر شديد قد تؤدي الى اشتعال المنطقة مجدداً. فالولايات المتحدة،في معركتها العامة للامساك بكل الأوراق في المنطقة، لم تكتف بالتوجه لاتخاذ  عقوبات جديدة ضد ايران، بل تعدت الأمر الى بحث وضع المنطقة داخل حلف شمال الأطلسي ،حيث تقررنشر قوات عسكرية جديدة في 4 دول عربية، هي قطر والامارات والبحرين والكويت؛ مع تدعيم هذه القوى بالبوارج والسفن الحربية، اضافة الى معلومات تحدثت عن اجتماع عقد حول البرنامج النووي الايراني بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، ليون بانيتا، وعدد من المسؤولين الاسرائيليين، هم بنيامين ناتانياهو وايهود باراك ومائير داغان (الموساد). واذا كان الهدف امعلن من وراء ذلك هو تقييد انتاج السلاح النووي، الا ان الأهداف الفعلية له تتلخص في محاولة ادخال ايران في “بيت الطاعة”، أي ضمن التوجهات الأميركية في العراق وأفغانستان وتخفيف دعمها لمنظمة “حماس”. بالمقابل، عمدت ايران، ونتيجة لما جرى في اليمن وللقرارات الأميركية الجديدة، الى نقل المعركة الى مضيق هرمز والانتشار البحري هناك. وهكذا، يمكن القول أن السخونة تزداد على وقع التهديدات الاسرائيلية بضرب مواقع ايرانية، وان تكن هذه التهديدات تشكل جزءاً من الخطة الأميركية. أما في التفاصيل، فلا بد من رؤية أن الولايات المتحدة تنتهج سياسات متعددة الاتجاهات، لا تزال تركز على السعي للفصل بين الوضع الفلسطيني والأوضاع العربية الأخرى، وكذلك بين الوضعين الايراني والسوري. وفي هذه المجالات، نتوقف عند الأمور التالية: – هناك اهتمام فوق العادة بالعلاقة مع سوريا. فمن جهة، أعادت الولايات المتحدة سفيرها الى دمشق وأسبقته وأتبعته بزيارات لمسؤولين في ادارتها، بدءاً بدانيا بنجامن، منسق وزارة الخارجية الأميركية لشؤون مكافحة الارهاب ووصولاً الى وليم بيرنز. دون أن ننسى الاهتمام الفرنسي ومجيء رئيس وزراء فرنسا فرانسوا فييون “لترسيخ العلاقات بين البلدين”. – يترافق هذا الاهتمام مع تجديد الدور التركي في عملية السلام بين سوريا واسرائيل. وقد لفت كل من وليم بيرنز والرئيس السوري بشار الأسد الى أهمية هذا الور وضرورة تأمين كل الدعم له.  – بالمقابل، أعلنت الولايات المتحدة (10 شباط) أنها، ونظراً للمستجدات حول ايران ومسائل “الارهاب”، ستضاعف خلال العام الحالي من كمية ونوعية الأسلحة التابعة لها وللحلف الأطلسي والمخزنة في المستودعات الاسرائيلية. – في الوقت نفسه، وبينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اسرائيل الى تنفيذ خارطة الطريق، واعتبر أن ضبط اسائيل “الجزئي” لبناء المستوطنات غير شرعي، عادت اسرائيل الى تهويد أحياء ومعالم أثرية في القدس الشرقية (كان اخرها المطالبة بضم الحرم الابراهيمي)، اضافة الى شن الاعتداءات على قطاع غزة والى القيام بعمليات اغتيال للقيادات الفلسطينية، كان اخرها اغتيال محمود المبحوح في دبي، على يد مجموعة حملت جوازات سفر بريطانية وفرنسية… – أما في العراق، فتلاحظ عودة التصعيد الأمني المتنقل قبل الانتخابات النيابية المقررة في 7 اذار؛ هذا، في وقت يحكى فيه عن استمرار المساعي الأميركية الهادفة الى تأمين الصلة مع مقربين من ايران وفي نفس الوقت مع أطراف أساسية كان لها اليد الطولى أيام رئاسة صدام حسين. – كما لا بد من الملاحظة أن موقف الأميركيين من الانتخابات الرئاسية في مصر قد تغير باتجاه الخلاص من حسني مبارك الذي لم يستطع، حسب ما تقوله بعض المصادر المطلعة، اخراج نظامه من المٱزق التي يتخبط بها، عدا عن كونه يواجه معارضة “اسلامية” شديدة. وفي هذا الاطار يقال ان واشنطن وراء طرح ترشيح محمد البرادعي، المسؤول في الأمم المتحدة حول التفتيش عن الأسلحة النووية، كونه شخصية مرموقة في بلاده وله علاقات جيدة مع الادارة الأميركية الجديدة. – أخيراً، تجدر الاشارة الى أن تأثيرات الأزمة الرأسمالية العالمية على الأوضاع الاقنصادية في العالم العربي لا تزال ظاهرة، وان تكن حدتها قد خفت بعض الشئ. الا أنه لا بد من الاشارة أيضاً الى انصياع البلدان العربية المنتجة للنفط للتوجهات الأميركية بزيادة انتاجها: فالحكومة العراقية قررت زيادة الانتاج الى 12 مليون برميل يومياً واتخذت قرارات بالزيادة في دول الخليج الأخرى. أما في مصر، فالوضع الاقتصادي يقترب من شفير الهاوية، على الرغم من تصريحات وزير المال المتفائلة والقائلة بأن معدلات الدين العام تراجعت من 110 بالمئة الى 70 بالمئة. أما في أبو ظبي، فلا يزال الحذر يلف السوق الاستثمارية. واذا أخذنا، أيضاً، بعين الاعتبار مطالب واشنطن في استخدام الأموال العربية مجدداً لتحسين أوضاع القطاعات الاقتصادية الأميركية المأزومة، لقلنا أن الوضع العربي سيعاني هذا العام من مشاكل لن يستطيع حلها سريعاً. رابعاً- الوضع اللبناني هذه الأوضاع الاقليمية والعربية تنعكس بكل سلبياتها على لبنان الذي يعيش ما يمكن تسميته “هبة ساخنة وهبة باردة”. • فالمسؤولون الاسرائيليون بدأوا، منذ حوالي الشهر، رفع مستوى التهديد ضد لبنان، ارتباطاً – كما أسلفنا – بالتحضيرات الجارية لالزام ايران بتغيير سياستها تجاه اسرائيل، من جهة، ولحثها على التعاون مع الولايات المتحدة في المسألة الأفغانية، من جهة أخرى. وتترافق هذه التهديدات، التي حاول نتانياهو التقليل من خطورتها بالقول ان حكومته لا تسعى للاعتداء على لبنان، مع خرق اسرائيلي مستمر للأجواء اللبنانية. هذا عدا عن عملية خطف أحد المواطنين بعد توغل اسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية التي تقع في دائرة مراقبة قوات الأمم التحدة وعن الاعلان الأخير لبعض المسؤولين العسكريين في اسرائيل بأن مساعي اغتيال الأمين العام لحزب الله لم تتوقف… وتجدر الاشارة الى أن قوات الأمم المتحدة، المولجة بمراقبة الحدود وتطبيق قرار مجلس الأمن ،1701 لم تحرك ساكناً لايقاف هذه الاعتداءات. كما ن الأمم المتحدة لم تتخذ موقفاً من الاعلانات الاسائيلية الصريحة باغتيال اللبنانيين والعرب.  • في مقابل التصعيد الاسرائيلي، المرتبط بالخطة الأميركية في المنطقة وتجاه ايران، هنالك شلل حكومي شبه كامل. فالحكومة الجديدة، التي جمعت كل متناقضات الوضع اللبناني والتي انطلقت بفعل اجتماع العاملين السوري والسعودي، مشلولة ولم تستطع حتى الان، بفعل ارتباطها التام بأجندة خارجية، أن تتخذ قرارات يمكن وصفها بالجدية. ويقال في العديد من الأوساط أن الشلل ناجم عن نوع من انتظار نتائج ما يجري بين الولايات المتحدة وايران، وكذلك في الدور التركي لاعادة اطلاق المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل، اضافة الى ما سينجم عن المفاوضات الجديدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين… وأن هذا الانتظار ربما سيمتد الى أوائل الصيف المقبل. • في ظل الحالة الانتظارية هذه، تراجعت البرجوازية اللبنانية، المتٱلفة في الحكومة وفي مجلس النواب، عن عدد من القرارات، لعل أهمها تعديل قانون البلديات باتجاه تنفيذ قرار خفض سن الاقتراع الى 18 سنة. بل ان أغلبية ممثليها صوتوا ضد ما كانوا قد أقروه سابقاً، الأمر الذي أعاد البحث الى نقطة الصفر. هذا، في وقت عادت فيه الأصوات الرجعية الى مواجهة التحرك المتعلق بحق المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني في  اعطاء جنسيتها لأطفالها. • وفي المجال الاقتصادي، يقول التقرير الصادر عن مؤسسة “باركليز” أن “النتائج واعدة والافاق صعبة” لجهة وجود مواقف مواجهة لمشاريع خصخصة قطاعي الكهرباء وكذلك لوجود خطر “ينبع من حرب فجائية مع اسرائيل شبيهة بما حدث في تموز 2006”. ويضيف التقرير أن اجراءات خصخصة الكهرباء والهاتف ربما ستؤجل لعام واحد. في هذا الوقت، تؤكد تصريحات وزارة الطاقة أن الحاجة للكهرباء بحسب الطلب ارتفعت الى 2400 ميغاواط  بينما القدرة الفعلية اليوم هي 1800 ميغاواط، مما يعني أن فترات قطع الكهرباء ستزداد، اذا ما أخذنا بعين الاعتبار الزيادة السنوية على الطلب. أما فيما يتعلق بنسبة الدين العام للناتج المحلي فلا تزال مرتفعة: 180 في المئة ولا حلول فعلية مقترحة لتخفيضه، باسثناء زيادات الضرائب غير المباشرة والرسوم واستمرار وزارة المالية في تحضيراتها لرفع الضريبة على القيمة المضافة (TVA). • لذا، تعم البلاد اضرابات على أصعدة مختلفة وتحضيرات لتحركات اجتماعية تنطلق مما يجري الاعداد له من سياسات ستؤدي الى زيادة الفقر، خاصة وأن الاحصاءات تشير الى ارتفاع نسبة الفقراء من 28 % الى ما يقارب 30 % في الشهرين الأولين من العام الحالي (ويمكن لهذه النسبة أن ترتفع الى أكثر من 35 %، بحسب بعض التوقعات). هذا، عدا عن أن الدراسة  الأخيرة “للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان” قد أشارت الى أن 51 % من الأسر تنفق كامل الدخل قبل نهاية الشهر وأن 6، 30% من الأسر تضطر للاستدانة قبل نهاية كل شهر لتأمين الأكل والحاجيات الأولية للعيش.  ولعل أهم الاضرابات التي انطلقت كان الاضراب الذي دعا اليه الأساتذة الثانويون والمهنيون الذين حسمت 60 % من معاشاتهم، في وقت ازدادت ساعات عملهم الأسبوعية.  هذا، اضافة الى تحضير الشباب والطلاب لاضرابات واسعة تحت شعارات سياسية وتربوية مختلفة، منها بالتحديد حق الانتخاب وزيادة ميزانية الجامعة اللبنانية وتحسين شروط التعليم عموماً. ويتم التحضير كذلك لتحرك واسع في مجال مواجهة قانون الايجارات ذي الصفة التهجيرية. كما يجري الاعداد لحركة مطلبية واسعة، على وقع تأخر صدور الموازنة، وما يتبع ذلك من مشكلات، خاصة في مجال صحة الاجراء وبالتحديد العجز المالي المتراكم في صندوقي التعويضات العائلية والمرض والأمومة، البالغ نحو 630 مليار ليرة والناتج عن اعفاءات قدمت لبعض أصحاب العمل أو عن عدم التزام العديد منهم بالشفافية في التصريح عن عدد عماله وبالتالي عن دفع الاشتراكات المتوجبة عليه . بيروت في 25 شباط 2010 لجنة العلاقات الخارجية  في الحزب الشيوعي اللبناني قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


لم لا تكون ذكرى المولد النبوي محطة تعبئة جديدة( 2 )

 


 
من مظاهر الإحياء السيء لذكرى المولد في أيامنا. إستصحابا للسنة الإجتماعية المؤكدة في الحلقة المنصرمة لا يند كثير منا اليوم عن الوقوع في أسر مظاهر سيئة ـ بل بالغة السوء أحيانا ـ إحياء لذكرى المولد النبوي. وهاك بعض الأمثلة التي لا تعدمها بصيرتك في هذه الفضائية الصداحة أو ذاك المسجد. أما عندما يكون الإحتفاء في معبد من معابد الشرك المنتشرة فوق ربوع أرضنا العربية الإسلامية فإن الأمر لا يحتاج إلا إلى مزيد من الشفقة المتجددة والأسى الناكئ. وهل أنكى عليك من إحتفاء بذكرى هازم الوثنيات في معابد الأصنام المعاصرة؟ إنها مفارقات عصور الإنحطاط التي تضع ألف سؤال وسؤال حول حقيقة الصحوة ودور النهضة. 1 ــ قصر الإحتفاءات على المدائح والأذكار التقليدية من بردة البوصيري وهمزية البغدادي وغير ذلك مما هو متداول معروف حتى إشتهر في بعض بيئاتنا فضل حافظها بمثل إشتهار حافظ كتاب الله العزيز سبحانه بل أوقر في النفوس التي أنهكتها الخرافة وشبعت منها الشعوذة. أكثر أولئك المداحين إما ممالئ لسلطان غشوم ظلوم فيكون ظاهر الحفل مدحا لمحمد عليه الصلاة والسلام وباطنه رياء للسلطان خادم الدين وحامي حماه كأنما هو معتصم زمانه وليس له من نخوة المعتصم العربي المسلم مثقال من ذرة. أو جاهل بالأساس المتين لعقيدة الإسلام أو باللغة العربية أو بكليهما فتجده يتمايل طربا وزهوا فيما يشبه الثمل السكران وهو يردد ما وقع فيه البوصيري ـ عليه رحمة الله سبحانه وغفر الله له ـ من زلة قلم ليس هناك أخطر منها لمن مازال يقيم لقداسة التوحيد الرحماني في صدره مقاما أو لم تلتبس عليه بعد المعاني الحميمية للغة العرب وهو الأمر الذي نبه عليه الإمام إبن تيمية عليه رحمة الله ورضوانه. أكثر أولئك يرددون كالببغاوات شعرا شركيا بالكامل من مثل زلة البوصيري : ما سامني الدهر ضيما وإستجرت به … إلا ونلت جوارا منه لم يضم ولا إلتمست غنى الدارين من يده … إلا إستلمت الندى من خير مستلم يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به … سواك عند حلول الحادث العمم إذا توجه بذاك قلب مسلم أو لسان مؤمن إلى محمد عليه الصلاة والسلام الذي أخبرنا عنه سبحانه في قوله ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسني السوء ) فماذا بقي لرب محمد عليه الصلاة والسلام إذن؟ 2 ــ قصر مشاهد أخرى من الإحتفاءات على الأوصاف البدنية لنبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام مع المبالغة الشديدة في ذلك بما لا تجد له أي أثر في كتب السنة والسيرة كلها. يعمد أولئك إلى إلتقاط بعض ما ورد من بعض صفاته الخلقية ( بفتح الخاء ) في بعض تلك المواضع ( وهي بالمناسبة مرجوحة جدا في مصادر علوم الحديث والسيرة ) ليصورونها السنة المسنونة بأسرها والسيرة المسيرة بأجمعها جاهلين أن إضافة الصفة إلى المركب الثلاثي المعروف للسنة عند أهل العلم ( القول والفعل والإقرار) ليس محل إختلاف فحسب بل ليست محل إستنان لطبيعتها البشرية من جانب ولمناسبتها بالضرورة لملابسات الزمان والمكان والحال والعادات والتقاليد السائدة يومها مما يعد أعرافا معروفة من جانب آخر. المنهج القرآني هو المحكم في هذا الأمر بما أكد في مواضع لا تكاد تحصى بشرية محمد عليه الصلاة والسلام لغرض أكبر وهدف أسمى مقصود قصدا وهو : تجنيب البشرية ما وقع فيه بنو إسرائيل حيال أنبيائهم الذين رفعوهم من مقام البشرية إلى مقام الألوهية تقديسا وتنزيها وتعظيما وعبادة إذ لو فشل الإسلام في الجمع بين بشرية محمد عليه الصلاة والسلام من جانب ونبوته المعصومة من جانب آخر لما إختلف الأمر كثيرا عما كان عليه الوضع الديني الإسرائيلي ولإنهدم بأثر ذلك جانب التوحيد من الإسلام أي ذهب مخه وإندثر لبه وأضحى قشورا يتسلى بها الناس. المنهج القرآني كما هو معلوم يعرض عن إعتبار بشرية محمد عليه الصلاة والسلام خصوصية فريدة بمثل ما هي حال المسيح إبن مريم عليه السلام ولذلك لم يحط ميلاده ( الذي يدندن حوله المداحون قديما وحديثا على أساس أنه ميلادي غير عادي ) بأي خصوصية ولا قداسة وبذا جرت سنته عليه الصلاة والسلام التي أكد فيها مرات من بعد مرات على التمييز بين بشريته العادية وبين نبوته أو مقامات التبليغ وما في حمكها من قضاء وإرشاد وتوجيه وإستشارة وإمامة سياسية وحربية ومالية وربوبية بيت مما فصل فيه بما لم يفصل فيه أحد حتى اليوم العلامة المقاصدي إبن عاشور عليه رحمة الله سبحانه ورضوانه. 3 ــ تخلل بعض تلك الإحتفاءات جهالات شنيعة لا يقصر شرها على كونها لا يسندها علم موثق ( ولذلك جاءت السيرة في جملتها العامة ـ بخلاف السنة ـ غير مسندة بسبب خروجها عن دائرة الإتساء الحكمي الملزم إلا دائرة واسعة خصبة ثرية بمختلف إحتمالات وإمكانات التصرف يستأنس بها الدعاة والمصلحون والعاملون في حقول السياسة الشرعية أهليا أو رسميا بما يتناسب مع ما يعرض لهم من معطيات زمانية ومكانية وحالية وعرفية ).. جهالات شنيعة لا يقصر ضررها على براءتها من أي إسناد روائي موثق بل يتعدى ذلك إلى صناعة عقل إسلامي معاصر قوامه تنكب أسباب النهضة وسنن الإصلاح وقوانين الهدى وهو أمر أشد شؤما من مجرد التقليد المنكور بدوره. من ذلك تقديم محمد عليه الصلاة والسلام على أساس أنه نبي الأنعام والوحوش الكاسرة بمثل ما هو نبي البشرية بل أحيانا يكون نبي الحيوانات بأكثر ما يكون نبي البشرية التي أتى لها بمعجزته التي لا تنفد ولا تنقضي عجائبها أي القرآن الكريم ولو كان صلاح البشرية بآية تظل لها الأعناق خاضعة بمثل ما كان ذلك نسبيا مقبولا في عصور خلت لما كان للقرآن الكريم من معنى. يتوسع بعض أولئك في بعض آثار صحيحة من مثل شكوى جمل صاحبه محمدا عليه الصلاة والسلام لينتهون إلى أنه عرض دعوته على غزالة فقبلتها وغير ذلك مما هو معروف من شعوذات شنيعة. أما علم أولئك أن الموجودات والمخلوقات عدا الإنس والجن تعبد الله كرها لمقتضى قوله سبحانه ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ).. أم جهل أولئك أن القرآن حاكم لا يحكم و قائد لا يقاد ومتبوع لا يتبع. 4 ــ أما عندما يلبس بعض رجال الإعلام من سحرة الفراعنة المعاصرين في بلداننا العربية والإسلامية على عقول الناس يدغدغون شهواتهم الهاجعة فيعمدون إلى إحياء ذكرى الميلاد النبوي من خلال الرقص النسوي الماجن الداعر فإن الخطب يكون فوق الجلل.يحدث ذلك في الإعلام الفضائي التونسي بصفة خاصة بمثل ما يعرف ذلك جيدا كل الناس تقريبا. 5 ــ وليس أنكى من ذلك سوى تخلل بعض تلك الإحياءات بدع منكورة غارقة في الإبتداع القولي والعملي الشنيع بمثل ما يقع في الزوايا وبعض المساجد ومعابد بعض الطرق الصوفية بما فيها كثير من المعتدل منها فإذا جاءت مناسبة المولد النبوي ذهب ما بقي من رشد عقدي وحصافة فكرية لتطغى العواطف المشبوبة والحركات البهلوانية التي يحسبها عامة الناس تأثرا بحب الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وما هي عند التحقيق إلا نخسات شيطانية وشغبات إبليسية ولعل أفضل من أبدع في شرح ذلك العلامة إبن القيم وشيخه إبن تيمية عليهما الرحمة والرضوان فإذا إنتسبت بعض تلك الطرق إلى رجالات عظيمة في تاريخنا فقها وعلما وإلتزاما بالسنة وجهادا( من مثل المرحوم عبد القادر الجيلاني ) فإنه لك أن تصدق القالة الصحيحة ( مشكلة الدعوات في أتباعها غالبا ) وهي المشكلة الكبرى ـ بالمناسبة ـ التي تسللت منها الإنحرافات التي شغبت على المسيحية واليهودية وبنسبة أدنى من ذلك بكثير عند بعض غلاة الشيعة وبنسبة تماثل هذا عند غلاة مبتدعة السنة. كل ذلك يدفع الذين يقدمون آلية سد الذريعة أصلا أصوليا فقهيا معتبرا إلى القضاء المبرم على أصل الإحتفاء بالمولد النبوي الشريف في كل صوره بما فيها المقبولة وبرغم ما تحققه من مصالح معتبرة في إعادة الإعتبار للإسلام ولنبيه وكتابه والمسجد وإجتماع الأمة ومقاومة العالمانية التي أصبح لما سمي بالجزئي منها أنصار ودعاة من بعض الإسلاميين أنفسهم.( راجع في ذلك بعض الحلقات الأخيرة من برنامج مدارك على صفحة إسلام أون لاين). غير أن النظر الجامع المتوازن المعتدل حادجا المشهد الإسلامي الداخلي والخارجي من كل زواياه يرجح تقديم مشروعية الإحتفاء بما يحقق مقاصده المنشودة خاليا من مشاهد العصيان والإنحراف عقيدة وسلوكا وقولا بل يرجح ما دون ذلك أي : غلبة تلك المصالح على مفاسد أخرى يشهدها الإحتفاء إهتداء بالمنهج القرآني الذي أراد سبحانه تعليمه إيانا في بعد يلتقطه أولو النهى من قوله سبحانه ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ).. وحتى لقاء قابل. الهادي بريك ـ ألمانيا.  


في التصور الإسلامي 2/2 حرية المعتقد

                          


الصحبي عتيق* ثالثا: الإسلام لم يمارس تصفية على أساس الاعتقاد الدّيني ولم يعمل على إذابة خصائص الشّعوب الثّقافيّة أو محوها لصالح كيان لغوي وثقافي واحد. بل احترم غير المسلمين ونظّم حقوقهم ورعى حرمة شعائرهم وصان معابدهم وجعل من أسباب الجهاد في سبيل الله حماية حرية العبادة مطلقا فقال تعالى “ولولا دفاع الله النّاس بعضهم ببعض لهُدّمت صوامعٌ وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدٌ يُذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويٌّ عزيزٌ ” (الحجّ-40)                                         “فهذا دفاع عن الحقّ والدّين ينتفع به جميع أهل أديان التوحيد من اليهود والنصارى والمسلمين وليس هذا دفاعا لنفع المسلمين خاصّة “(فالصّوامع هي للرهبان والبِيَعُ (جمع بيعة) وهو مكان عبادة النصارى والصّلوات:جمع صلاة والمراد بها كنائس اليهود) ويضيف الإمام ابن عاشور:َأمّا بيوت النار (أي لغير أهل التّوحيد من الأديان الثّلاثة) فلا تتضمّن هذه الآية منع هدمها فإنّها لا يُذكر فيها اسم الله وإنّما منع هدمها عقد الذمّة لذي ينعقد بين أهلها وبين المسلمين. (ابن عاشور -17/21) والذمّة معناها العهد والضمان والأمان. وقال رسول الله صلّى لله عليه سلّم: من آذى ذِميّا فأنا خصمه” (رواه الخطيب) وقال:”من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنّة” (رواه البخاري وأحمد) واشتمل عهد النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى أهل نجران (وهم نصارى) أنّ لهم جوار الله وذمّة رسوله على أموالهم وملّتهم وبيعهم. وفي العهدة العمرية المشهورة لأهل القدس نصّ الفاروق عمر-رضي الله عنه- على حريّتهم الدينية وحرمة معابدهم وشعائرهم “هذا ما أعطى عمر أمير المؤمنين أهل إيليا(القدس) من الأمان. أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملّتهم. لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبها ولا من شيء من أموالهم ولا يُكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم”( تاريخ الطّبري -3/609) روى البخاري أن جنازة مرّت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقام لها فقيل: يا رسول الله إنّها جنازة يهوديّ. فقال:أليست نفسا؟” ولقد حاسب عمر بن الخطاب عامله على مصر عمرو بن العاص في خصومة مع مسيحيّ وقال قولته الشّهيرة:”متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا” وأجرى كفالة المعيشة للشّيوخ والعجّز والفقراء منهم بل ذهب الأيمّة الشّعبيّ والنّخعيّ وأبو حنيفة إلى أنّ المسلم يُقتل بالذمي لعموم النّصوص الموجبة للقصاص (الشّوكاني : نيل الأوتار -7/152) وهذا على خلاف الجمهور. إنّ حريّة التّديّن والاعتقاد مكفولة لجميع النّاس في الإسلام ولا معنى للحريّة دون الإظهار وإقامة الشّعائر ولكن في إطار من الإحترام لشعور المسلمين وعدم إظهار التّحدي أو الاستفزاز للإسلام والمسلمين حفاظا على عناصر المجتمع ووئامه وتجنّبا للإظطراب والفتن.                   رابعا:إنّ الإسلام هو اليوم محور الشّخصيّة الحضاريّة من جميع جوانبها وتحوّل عبر مراحل تاريخيّة إلى بوتقة تشكّلت فيها النّظم والنّظريّات القانونيّة والأخلاقيّة والسياسيّة للمجتمع العربي والإسلامي فلم يعد للشّخصية العربيّة  من مرتكز حقيقيّ آخر غير الإسلام٬  ولقد غدا الإسلام أساس الأنظمة المعرفيّة والخُلقيّة والسياسيّة فهو خلفيّة ثقافيّة جامعة ومصدر للقيم والنّظم ٬وكلّ محاولة لتهميشه أو “تعويمه ” هو نيل من الهويّة ومدعاة للإستيلاب.                                                 خامسا: من المسائل المنهجيّة الهامّة للإسلاميّين اليوم أن ينعتقوا  من قيود البنية التّقليديّة التي سادت لقرون وكادت تتحوّل إلى الصّورة الوحيدة للإسلام وأن يتجاوزوا التّقصير في معرفة الواقع من جهة ومعرفة الشّريعة وما يسعهم فيها من المدارس والآراء المتعدّدة من جهة أخرى.يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:”ولا زلت أحذر الأمّة من أقوام بصرهم بالقرآن كليل ،وحديثهم عن الإسلام جريء ،واعتمادهم كله على مرويات لا يعرفون مكانها من الكيان الإسلامي المستوعب لشون الحياة…”( الغزالي:السنّة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث) .                                                              إنّ ركاما من التقليد والغموض يسود اليوم عقول الإسلاميين ولا بدّ من إعادة صياغة الفكر الإسلامي بما يستجيب إلى تحدّيات العصر دون خروج عن الأصل.                                                                    ________________________   *كاتب وباحث من تونس نشر بجريدة العرب(يومية- قطر)                    

 

المواطنة في الفكر الإسلامي المعاصر بين الضرورة والإمكان


سمير ساسي*  
بعد أن أثبت النموذج الغربي للاجتماع المدني القائم على مبدأ المواطنة فعاليته على المستوى الواقعي، وصارت المواطنة نموذجاً يفرض على الآخرين الاقتداء بقيمها؛ اختلف تفاعل الفكر العربي مع هذا الوضع وذهب محمد عابد الجابري أنه ليس في مخزون العرب، اللغوي وبالتالي الفكري والوجداني، ما يفيد ما نُعنونه اليوم باللفظين: «المواطنة» و«المواطن». وشاركه في هذا الرأي عدد من المفكرين التقوا مع ما ذهب إليه برنار لويس من أن مفهوم المواطنة في الفكر العربي مفهوم غير أصيل إن لم يكن غريباً مؤكداً أن سبب غياب كلمة مواطن في اللغة العربية واللغات الأخرى الفارسية والتركية «يرجع إلى غياب فكرة المواطن كشريك وفكرة المواطنة كعملية مشاركة»[1]. في حين خالف آخرون هذا الرأي وذهبوا إلى القول بأن جذور استعمال المفهوم ومعانيه تعود إلى فترة الإصلاحية الإسلامية الحديثة حيث غلبت الإشكالية السياسية على غيرها من الإشكاليات، وبالتحديد مع: «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» للطهطاوي في مطلع الربع الثاني من القرن التاسع عشر إلى «الخلافة أو الإمامة العظمى» لرشيد رضا في نهاية الربع الأول من القرن العشرين. ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن الباحث في إنتاجات مفكري الإصلاحية الإسلامية لا يعدم الوقوف على جملة من المبادئ والإشارات الفكرية ذات الدلالة السياسية الدائرة في حقل المصطلح المقصود رغم أنه يعسر عليه العثور على مصطلح المواطنة بلفظه المتداول في الزمن المعاصر أو بمعناه. وبهذا المعنى «كان طغيان المسألة السياسية في وعي الإصلاحيين استجابة تلقائية لتحدَّ هو في جوهره سياسي فهم إذ عزوا تقدم أوروبا وتفوقها إلى قوة نظامها السياسي عزوا تخلف مجتمعاتهم -بالمقابل- إلى تخلف النظام السياسي التقليدي»[2]. فكان هناك أولاً موقف الطهطاوي الذي يعطي الأولوية للسياسة الليبرالية ويؤكد ضرورة إصلاح النظام السياسي، وليس أدل على ذلك من ترجمته لمواد الدستور الفرنسي كاملة في كتابه تلخيص الإبريز متوقفاً أمام المواد الخمس عشرة الأولى منها بالشرح والتفسير مطابقاً في الوقت ذاته بين مفهوم الحرية عند الغرب ومفهوم العدل الإسلامي، «وما يسمونه الحرية ويرغبون فيه هو عين ما يطلق عليه عندنا العدل والإنصاف، وذلك لأن معنى الحكم بالحرية هو إقامة التساوي في الأحكام والقوانين بحيث لا يجور الحاكم على إنسان بل القوانين هي المحكمة والمعتبرة»[3]. والدعوة إلى المساواة أمام القانون معناه إعادة النظر في علاقة الحاكم بالمحكومين «على نحو يجري فيه الحد من سلطات الأولين وإجراء أحكام التقييد الضرورية عليها وتمتيع الآخرين بسلطات كانت في النظام القديم من مشمولات أملاك الحاكم»[4]، وهو ما أثار انتباه الطهطاوي حين كتب «أن ملك فرنسا ليس مطلق التصرف، وأن السياسة الفرنسية هي قانون مقيد»[5]. أما خير الدين التونسي فقد دفع بالمسألة إلى أبعد من ذلك من منطلق أن «التمدن الأوروبي تدفق سيله في الأرض فلا يعارضه شيء إلا استأصلته قوة تياره المتتابع»[6]؛ لذلك على العالم الإسلامي أن يدرك سر هذا التقدم ويتبعه وهو في المجال السياسي راجع إلى «التنظيمات المؤسسة على العدل السياسي…»[7]. ولهذا السبب «لا يسوغ أبداً أن يسلم أمر المملكة لإنسان واحد بحيث تكون سعادتها وشقاؤها بيده ولو كان أكمل الناس وأرجحهم عقلاً وأوسعهم علماً»[8]. وهذا هو جوهر فكرة العقد الاجتماعي لم ير «التونسي» حرجاً في التأكيد عليها وتجاوز مسألة مقارنتها بالشريعة لأن «الشريعة لا تنافي تأسيس التنظيمات السياسية المقوية لأسباب التمدن والعمران»[9]. لكن ما يثيره المعترضون على هذا الرأي لا يخلو من وجاهة تستدعي الوقوف عندها والبحث في إشكالاتها، إذ يرى المعترضون أن اشتراك مفكري الإصلاحية الإسلامية جميعاً في النهل من التجربة الأوروبية والاقتباس من الأدوات والآليات التي تخص هذه التجربة لم يحد بهم قطعاً عن اعتبار «دعوتهم للإصلاح والتنظيمات والعدل والدولة الحديثة هي من صميم الإسلام ومن تفاصيل أحكامه بل هي من مقتضيات العمل بقاعدة أصولية فيه هي الاجتهاد»[10]. وهو ما يفتح المجال لتعميق البحث أكثر في سؤال المواطنة في المدونة الإسلامية فكراً وفقهاً وسؤال ما إذا كان من الممكن أن يتطور المجتمع الإسلامي نحو نموذج المواطنة؟ وهو سؤال غني بمباحث فرعية تتعلق بنقد أصل المفهوم ودراسة خصائص المجتمع الإسلامي وغيرها… تبدو هذه الإشارات مهمة من جهة تأكيدها أهمية مبحث المواطنة في الفكر العربي الإسلامي برغم أن هذا الفكر ما يزال يعاني نقصاً كبيراً فيما يتعلق بثقافة المواطنة وأن الموضوع جديد بالنسبة إليه.. كما تزداد الحاجة إلى إثارة حوار حول المفهوم وأبعاده وغاياته وسياقاته بعد التقدم الذي حصل في هذا الميدان في الفكر الأوروبي موطن ظهور المفهوم وتطوره، خاصة أن هذا التطور أوقفنا على حقيقة هامة هي أن المشكلة لا تكمن في حصرية المواطنة «وإنما في دلالتها المختلفة من مرحلة إلى أخرى مع احتفاظ المفهوم ببعض هذه المعاني القديمة في طبقاته الأركيولوجية»[11]. فمثلا تذهب دومنيك شنابر Dominique schnapper إلى أن النجاح الذي عرفه تصنيف توماس مارشال (1893 ـ 1983) لمراحل تطور المواطنة (القرن 18 كان قرن الحقوق المدنية والقرن 19 قرن المشاركة السياسية، أما القرن العشرون فهو قرن النضال من أجل الحقوق الاجتماعية) «ينطبق خاصة على التاريخ الإنجليزي، فبيسمارك مثلاً نظّم مؤسسات المواطنة الاجتماعية قبل أن تقام المواطنة السياسية في الرايخ الألماني»[12]. وهو موقف يحيل إلى المرونة الفكرية التي تسم تعامل مفكري الغرب مع منجزاتهم الفكرية والواقعية بحثاً عن الأفضل، وهي مرونة نلمسها أكثر عند يورغن هابرماس –فيما يتعلق بمفهوم المواطنة- الذي يدعو إلى إعادة دراسة الإشكاليات التي تطرحها المواطنة اليوم على الفكر السياسي في أوروبا بعد ظهور مفهوم «الاتحاد الأوروبي» الذي يقوم بديلاً عن مفهوم المواطن والمواطنة كمنجز من منجزات الدولة/ الأمة، التي ضعف دورها مقارنة بتاريخها وهو ما أثار سؤال المحافظة على الحقوق الثقافية لمجموعة ما دون وضع قيم الحرية والمساواة، التي هي أصل المواطنة، موضع سؤال. أي اختبار قدرة المواطنة السياسية مع وجود المجتمعات الأكثر انفتاحاً وتعدداً من المجتمعات القديمة. كما أن التفاعلات السياسية الطارئة حاليًّا مع وجود أقليات مسلمة في العالم الغربي، أخذت تظهر مطالب جديدة تكتسي طابعاً حقوقيًّا ودينيًّا في الآن نفسه، تتمحور أساساً حول قضية اندماج الأقليات الثقافية والدينية ضمن المجتمعات المؤسسة على أساس المواطنة دون انتقاص من حقوقهم الثقافية. وهو ما يطرح أمام الفكر السياسي المعاصر سؤال إمكانية الارتكاز على مفهوم المواطنة كنظام للعلاقات الإنسانية؛ إذ إن غياب المرجعية المتجانسة يؤدي بالتأكيد إلى الرجوع إلى الخصوصيات، مما يعني بدوره عدم شمول كلمة «المواطنة» مجموع البشر في ظلال كيان دولاني محدد؟ ويبدو لنا من خلال متابعة ما يكتب حول هذا الموضوع أن هذه المرونة الفكرية تحتاج إلى مزيد من التطوير فلا يخلو مجتمع من المجتمعات مهما بلغت درجة حداثته من قوى محافظة تتمسك بالمنجز وترفض إخضاعه للنقد. أما ما يخص الفكر العربي والإسلامي فيبدو أن ريح هذه المرونة أصابت بعض مفكريها وكتابها فطرحوا ما يمكن أن يعد خطوة هامة في مسار الخروج من حالة «المحافظة المميتة للفعل والإبداع» بصرف النظر عما قد تفرزه الطروحات الجديدة. ولعل أبرز ما يستدعي الوقوف عنده في هذا الإطار تبني بعض مفكري التيار الإسلامي من المتحزبين وخاصة من غير المتحزبين لمقولات المواطنة وقيمها، مع اختلاف في درجة الانفتاح، وكان لافتاً ما أثارته الفتوى الشهيرة الصادرة عن مجلس الإفتاء الأوروبي من جدل في الساحة الفكرية الإسلامية فقد أعطت الفتوى الأولية للمواطنة على حساب العقيدة حين جوزت للجندي الأمريكي المسلم المشاركة في الحروب التي يخوضها الجيش الأمريكي حتى وإن كانت ضد المسلمين. ولا بد من التنبيه هنا إلى أن الجدل المثار حول هذه الفتوى يحيل إلى أن كثيراً من القضايا المتعلقة بمبدأ المواطنة لم تحسم بعد داخل الفكر الإسلامي، وما زال هناك من يقف منها موقف المحترز لمبررات نتفهمها في هذا الإطار باعتبار أنه ليس من الهيّن حسم الإشكالات الجوهرية والمعقدة التي يفرضها هذا الموضوع كقضية المرجعية التي تجعلها المواطنة للدولة بينما يمثل النص المرجعية العليا في الفكر الإسلامي، لذلك فإن القبول الجزئي للمواطنة من لدن المفكرين المتحمسين لنشر قيمها مثير للسؤال أكثر مما هو مدعاة «للفرح»: هل نحن فعلاً إزاء مراجعات جوهرية استطاعت أن تحسم القضايا الخلافية على أسس فكرية متماسكة؟ لماذا لا يكون المحترزون أقوى حجة وأكثر تماسكاً في موقفهم بناء على أن لكل مجتمع نموذجه الخاص في الاجتماع المدني وهو ما تثبته المراجعات المستمرة لمفهوم المواطنة في بلد المنشأ؟ أسئلة تختزل شدة التعقيد داخل هذا الموضوع بصرف النظر إلى أي الصفين نميل. وطرافتها أنها تحفز العقل على خوض غمار البحث فيها واعدة بعناء شديد لكنه محبذ للباحث الموضوعي. ليس «الفرح والاستعجال» من سمات الباحث الرصين مهما كان تعاطفه مع «الرأي الجديد» لأنهما يُذهبان بصيرة الناقد لديه فلا يرى فيما فرح به نقاطاً غامضة يسائل أصحابها حتى يدفع بها إلى مزيد من التطوير والتعميق، وإذا كان موقف مفكري التيار الإسلامي من قضية المواطنة يطرح من الأسئلة أكثر مما يجيب فإن المعضلة التي تحتاج إلى تفكيك تخص الفكر العربي عموماً (إسلاميًّا كان أو علمانيًّا) هي ما يمكن أن نسميه بمعضلة «التزيين المتطرف» لكل تطور قد يحصل، بما يحوّل هذا التطور إلى متن في ذاته تكثر حوله الحواشي شأن الموقف من المواطنة في الفكر العربي الذي ما زال كل فريق فيه يتحصن بما أنجز، وهو ما من شأنه أن يعمّق الهوة بينه وبين الفكر الإنساني عموماً.  
[1]* باحث جامعي – تونس.  عبد الوهاب الأفندي، مقال «إعادة النظر في المفهوم التقليدي للجماعة السياسية في الإسلام مسلم أم مواطن»، في كتاب المواطنة والديمقراطية في البلدان العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ط1، 2001، ص 55. [2] عبد الإله بلقزيز: الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت  2002، ص، 25.   [3] رفاعة رافع الطهطاوي: تخليص الإبريز في تلخيص باريز: الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي، دراسة وتحقيق محمد عمارة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1977، ج 2، ص 102.   [4] عبد الإله بلقزيز: الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر، مرجع سابق، ص، 31.   [5] رفاعة رافع الطهطاوي، تخليص الإبريز…، مرجع سابق، ص ،95.   [6] خير الدين التونسي: أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك، مطبعة الدولة لحاضرة تونس المحمية 1284هـ، ط1، ص 50.   [7]  المرجع السابق، ص، 10.   [8] المرجع السابق، ص، 16.   [9]4 المرجع السابق، ص، 165   [10] عبد الإله بلقزيز: الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر، مرجع سابق، ص 39 .   [11] عزمي بشارة، في المسألة العربية مقدمة لبيان ديمقراطي عربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، ص، 154   [12] Dominique schnapper ; ibd ; p108     المصدر مجلة الكلمة العدد ( 65 ) السنة السادسة عشر ، خريف 2009م/1430هـ


لا تجسيد لشخصية نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فالغاية لا تبرر الوسيلة

من هند الهاروني-تونس بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين تونس في 15 ربيع الأول 1431-1 مارس 2010 الموضوع : فيلم في ثلاثة أجزاء عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم شرع في تنفيذه المخرج الإيراني مجيد مجيدي وهو يحضّر لمن يقوم بدور تجسيد شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم؟؟؟… إنه لا يجوز و لا يصح شرعا و منطقا، دينا و دنيا قدما و حداثة و حتى من منطلق الامتثال لإعطاء كل ذي حق حقه أمام الله و أمام مخلوقاته و تنزيله منزلته التي يستحق و التي خصه الخالق سبحانه و تعالى بها أن يقوم شخصا ما بتجسيد شخصية نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا. ثم إن هذه الحقيقة و هي حقيقة معلومة و ثابتة لا يمكن بأي حال من الأحوال مجرد التفكير في الأخذ و الرد فيها  و مفادها استحالة تجسيد شخصية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على شاشة السينما و غيرها من وسائل التصوير و الأمر نفسه ينطبق على جميع الأنبياء و الرسل صلوات الله و سلامه عليهم و من أعد هذا الفيلم يعلم هذه الحقيقة جيدا و يدرك خطورة ما أقدم عليه و يجب عليه أن يتوقف عن ذلك. بالإمكان الحديث عن السيرة العطرة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و التذكير بسماحة ديننا و الرد على مخططات المشوهين لصورة الإسلام و المعادين له و لكن بدون تجسيد شخصية النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم فضلا عن الإصرار على ارتكاب ذلك الجرم فالحلال حلال و الحرام حرام.


التونسية آمال المثلوثي تسبح عكس التيار: “شدتني أغاني مارسيل خليفة والشيخ إمام”

 


تونس – صالح سويسي عُرفت الفنانة التونسية الشابة المقيمة في باريس آمال مثلوثي بخطواتها الواثقة والذكيّة في عالم مليء بالأسماء التي تصنعها الآلة الإعلامية يوميّاً. ورافقتها مؤشرات النجاح، على رغم أنّها اختارت أن تسبح ضد تيّار السائد. وهي اليوم نموذج لشابة تونسية تمكّنت في وقت وجيز من نحت اسمها في الصفوف الأولى، إذ أصدرت أول ألبوماتها «حلمة» ولاقى رواجاً كبيراً وجالت العواصم الأوروبية والعربية وأقامت عشرات الحفلات الناجحة. تقول مثلوثي التي غادرت تونس منذ سنوات لتستقر في العاصمة الفرنسية: «مرحلة تونس كانت مهمّة جداً بالنسبة إلي، وهي التي ساعدتني على البروز في فرنسا، وأنا فخورة جداً بانتمائي إلى تونس وانطلاقي منها على رغم الصعوبات والعراقيل التي تعرضت إليها». وتضيف: «ثم كانت مرحلة الهجرة والاستقرار في فرنسا، وهناك كانت مرحلة النضج نوعاً، خصوصاً بعد إصداري الألبوم الأول «حلمة» الذي كان بعد مشاركتي في نهائي راديو مونتي كارلو». وحول التفاعل الكبير بينها وبين الجمهور وبخاصة من الشباب، تؤكد أنّ «هذا التفاعل له تفسير واحد وهو الصدق، إذ بمقدار ما يكون الفنان صادقاً مع الناس سيكسب الجمهور، وأنا أتعامل بصدق وعفويّة، أغنيتي تخرج من القلب لتدخل القلب مباشرة. فالجمهور لا يحبّ من يتصنّع أو يكذب في إحساسه. بذلك وجدت طريقي بالصدق والعفويّة والبساطة أيضاً، إذ أنني أعتمد كلمات بسيطة وقريبة من المتلقّي، ولا أسعى إلى التعقيد لا على مستوى الكلمات ولا على مستوى اللحن». وتتابع: «أنا عصاميّة التكوين في المجال الموسيقي، كنت أغنّي في المعهد الثانوي ثمّ أثناء الدراسة الجامعية. أنا أغنّي بقلبي وإحساسي، وأستمع كثيراً إلى فيروز والشيخ إمام ومارسيل خليفة، كما أنني استمع إلى أنواع كثيرة من الموسيقى من كل العالم: هندية وأسيويّة وأميركيّة وأعوّد أذني على تلك النغمات، فأُخرج منها نغمات متنوعة، ولكن يبقى الإحساس هو الطاغي على كل ما أقدّمه. وربّما هذا ما يجعلني أغنّي في عدد من اللغات إلى جانب اللغة العربية، كالفرنسية والإنكليزية، كما أغنّي بالكردية والتركية». أما المجموعة الموسيقية التي ترافق مثلوثي فمتنوّعة أيضاً، إذ تجمع بين حضارات مختلفة، كالفرنسية والتونسية واليابانية، ما يضيف جمالية أخرى وتنوّعاً أكبر على أعمال الفنانة الشابة. وعن اختيارها السباحة ضد السائد، تقول مثلوثي: «لا أعتقد بأنّ الفنّان يختار طريقاً معيّنة فقط ليكون مغايراً أو مختلفاً، لأنه سيواجه صعوبات كثيرة وسيتعب أكثر، ويلزمه طول النفس وقوة الأعصاب وعزيمة فولاذيّة. أنا لم اختر، بل وجدت أننّي أميل إلى نوعية غنائية بعينها منذ البداية، إذ شدتني ألحان مارسيل خليفة والشيخ إمام وكلمات أحمد فؤاد نجم وغيرهم…». وفي ردها على أداء الأغاني «الملتزمة» في زمن الأغنيات الخفيفة والهابطة، تقول: «الأغنية هي بالأساس التزام بقضية ما أو قيم إنسانية، يعني أنّ الأغنية ملتزمة بالضرورة، واليوم تبدو الأغاني التي لها بعد إنساني أكثر إلحاحاً من أيّ وقت آخر، خصوصاً لدى الشباب، لأن شبابنا واعٍ بما فيه الكفاية وينتظر من يأخذ بيده ويساعده على فهم بعض الأمور. وبالتالي، تبدو هذه النوعية من الأغنيات الآن مهمة ومطلوبة أكثر من أيّ وقت آخر، وبخاصة أمام ما نشهده من انحسار في العلاقات الإنسانيّة بما في ذلك العلاقات العربية – العربية». وكانت مثلوثي أحيت أخيراً حفلة في قصر العلوم في مدينة المنستير، احتفاء بالسنة الدولية للشباب التي أقرتها الجمعيّة العمومية للأم المتحدة. وشهدت الحفلة حضوراً جماهيريّا كبيراً فاجأ الجميع نظراً إلى نوعيّة الأغاني التي تقدمها مثلوثي، إذ اختارت أن تغنّي للحرية والعدالة الإنسانية ولكل قضايا الإنسان عموماً. وعن جديدها، تقول: «عندي الكثير من الأغاني الجديدة والتي مضى على بعضها بضع سنوات ولم أسجّلها بعد. إذ باتت عمليّة التسجيل اليوم مكلفة جداً، وأنا وجدت في الحفلات المباشرة خير بديل من إصدار البوم يكلّف كثيراً ولا يمكنني تحمّل تلك التكلفة الباهظة حالياً. وأنا أشارك في هذا الاختيار كثيراً من الفنانين حول العالم حيث يفضلون العروض المباشرة ولقاء الجمهور في حفلات كبرى، وهذا ما أفعله. وعلى رغم ذلك، ربما أصدر ألبومي الثاني بعد ألبوم «حلمة» آخر العام الجاري». (المصدر: “الحياة” (اليكترونية – السعودية) بتاريخ 1 مارس 2010)


في حوار حول تجربة الحركة الإسلامية بتركيا ونظيراتها العربية مختار الغوث: ** “إسلاميو تركيا أوجدوا قاسما مشتركا مع الوطنيين” ** “الحركات الإسلامية العربية صارت جماعة صوفية لا حزباً سياسياً”


غازي كشميم الحركات الإسلامية العربية مثار تساؤلات وجدالات لا تنتهي؛ حيث لم تتمكن من تحقيق مشروعها، كما أنها تخلي الساحة لغيرها، وما زالت باقية رقما محسوبا في الصراعات العربية الموجودة. ولعل الحديث عن تقييم تجربة الإسلاميين في العالم العربي والإسلامي قد بدأ يتصاعد ويكتسب حجية ووجاهة منطقية في ظل نجاح بعض التجارب مثل حزب العدالة والتنمية التركي الذي استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة شكلت بحد ذاتها تساؤلات وعلامات استفهام حول أسباب انفراد الحالة التركية بهذا التقدم وعدم تمكن الإسلاميين الحركيين من مجاراة هذه التجربة. أسئلة ومقارنات طرحناها على الباحث والمفكر الدكتور مختار الغوث، الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وصاحب كتاب (الحركة الإسلامية في تركيا)، نرصد من خلالها أوجه الاختلاف بين تجربة الحركة الإسلامية التركية ونظيراتها العربية، وكيف استطاعت تلك أن توحد الشعب التركي وتسير به إلى أهدافها، بينما ما زالت الحركات الإسلامية في العالم العربي تراوح مكانها، وأين الخلل في أداء الحركات العربية؟ هل هو في قياداتها المتبوعة؟ أم في قواعدها التابعة الساكنة؟ أم في طريقة تفكيرها ومنطلقاتها؟ الواقع التركي أصعب * عقدت في كتابك (الحركة الإسلامية في تركيا) مقارنات بينها وبين الحركات الإسلامية في العالم العربي، فهل هناك أوجه للمقارنة مع اختلاف الأجواء السياسية والاجتماعية؟ أليس هذا ظلما للحركات الإسلامية العربية؟ – ما أرى أنه ظلم؛ فالحال في تركيا أصعب منه في البلدان العربية، تركيا هي العلمانية الأولى في العالم الإسلامي، وعلمانيتها أعتى العلمانيات، والجيش الذي يحميها جيش عقدي، يحقد على الإسلام حقدا لا نظير له، وهو يتجاوز منع الأحزاب الإسلامية إلى منع التدين، ومحاربته بكل ما يستطيع، ويمنع تعلم القرآن والإسلام، ويربي جنوده على عقيدته منذ الصغر، ويمنع أن يدخله متدين، ومن دخله وكشف أمره فصله، ومع ذلك استطاعت الحركة أن تظهر في تركيا، وأن تبلغ ما بلغت. أما الحركات الإسلامية العربية فهي أحسن حالا، وواقعها أفضل بكثير، فهي تعمل في بيئات متدينة، يباح فيها تعلم الشرع، وحفظ القرآن، وإنشاء الجمعيات والمدارس والجامعات الإسلامية، وليس في بلادها جيش يعادي الإسلام، ويتعهد بحماية عداوته، ويخوله الدستور حق التدخل للقضاء على كل ما يخالف فهمه للعلمانية. * لكن تركيا تعيش أجواء من الحرية يفتقدها العالم العربي.. ألا ترى أن هذا الوضع يجعل القياس صعبا، ويمنح معاذير للإسلاميين في العالم العربي والإسلامي؛ حيث تكاد تنعدم هذه الأجواء أو تظل في إطار شكلي وهامشي؟ – لا أدري كيف نعتقد أن في تركيا حرية، وهي التي ما قام فيها حزب إسلامي إلا وتم حله!! فكيف تتأتى الحرية في بلد يعطي دستوره فئة من الشعب حق التحكم المطلق في سائره؟! ومعروف أن الذي يحل الأحزاب هو الجيش وهو قد مر بطورين: الأول طور الانقلاب العسكري الشامل على الأحزاب كلها، والثاني الانقلاب الخاص على الحزب الإسلامي عن طريق القضاء الذي يتولى تنفيذ ما يقرر له الجيش. والجيش يعلم أن الذي يتقدم اليوم لإنشاء حزب هو ذلك الذي حُل حزبه بالأمس، وأن أفكاره التي يتقدم بها اليوم هي أفكاره التي حُل من أجلها بالأمس، وإن أُخرجت في ثوب جديد، لا يسترها عمن يعرف ما تحت الثياب. فالقضية ليست قضية حرية، إنها حرية صورية، فرضها واقع سياسي دولي، لكنها قضية أناس واعين، استغلوا ما أتيح لهم في بلد غير حر، فأقنعوا فئات معتبرة من الشعب أن هذا الواقع يجب أن يتغير، أقنعوه بإنجازهم، وبتحقيق وعودهم حين يمكَّن لهم، وبصدقهم في الإيمان بالديمقراطية. إن في حزب العدالة والتنمية الآن كثيرا من الأعضاء الذين كانوا في أحزاب شتى، غير إسلامية، منها حزب أتاتورك، جاءوا اقتناعا بأن واقع تركيا السياسي خطأ، ويجب إصلاحه وتجاوزه، وأن في وسع حزب العدالة والتنمية أن يعمل شيئا لتركيا، والجيش والدستور اللذان يمنعان بقاءه ينبغي أن يعاد النظر فيهما، بمعنى آخر الحركة التركية أوجدت قاسما مشتركا بين الوطنيين من الترك كافة، وأقنعتهم بالانخراط في العمل له. والقاسم المشترك هو الحرية، والديمقراطية، والحفاظ على حقوق الإنسان، والتنمية، والاستقرار، وإخراج الجيش من الحكم، ووضعه في أيدي الشعب، وهي أمور لا يخالف فيها امرؤ وطني يعي. تطور تركي مقابل جمود عربي هذه حقيقة نضال الحركة الإسلامية في تركيا التي ظلت تتطور مع الواقع حتى غيرته، ولم تجمد على تعاليم المؤسس، ولا اتخذتها عقيدة تلقنها من ينضم إليها، وتعدها أمرا مطلقا، ينظر منه إلى كل شيء. * دعنا نأخذ مثالا عربيا، هناك حركات إسلامية في الجزائر، والأردن، واليمن والكويت، تعمل في جو من الحرية، لا بأس به، وبين بعضها وحكومته حلف، فماذا عملت بجو الحرية والانفتاح؟ أليس معنى هذا أن الحركات العربية تسحب حكم الحركة في مصر وما شاكلها من الحركات العربية على سائر الحركات، مع اختلاف الواقع؟ ثم هل رأيت تفكيرا جادا من إحدى هذه الحركات في بناء تحالف وطني، يتجاوز العقائد التنظيمية، إلى العقيدة الوطنية، بالمعنى الإيجابي للوطنية؟ – إن الخلل يكمن في ثقافة الشعوب العربية، التي منها الاتباع على غير بصيرة، والانقياد العاطفي لمن يُحسن به الظن، وطريقة تفكير الحركات الإسلامية وعجزها عن تجاوز ما ألِفت منذ يوم نشأتها. ويتجلى هذا في قيادة الحركات وقواعدها، في تركيا وفي البلاد العربية، فعلى حين تكتفي القواعد العربية الواعية بالهمس من وراء حجاب بانتقاد قياداتها، ثم تعجز عن أن تقف موقفا إيجابيا يغير مسار الحركة، يخرج جل القاعدة التركية مع شبابها المجددين، بعد أن استبان لها أن القيادة لم يبق في قوسها منزع، وأن تغييرها هو العلاج، فيكون ما يكون من النصر المبين، والنجاح المذهل، ويكون ما يكون من الجمود وتعطل المشروع في الحركات العربية. انغلاق الحركات العربية * هل مرد ذلك إلى أن الحركة الإسلامية في العالم العربي اتجهت إلى التربية الإيمانية والدعوة إلى الله بمفهومها الضيق، بينما الحركة في تركيا اتجهت إلى تنمية المجتمع وبنائه في كل جوانب الحياة؟ – الحركة الإسلامية العربية رضيت أن تكون طريقة صوفية، تعمل في غير مجالها (السياسة)، وبشيء من التفصيل: الحركة الإسلامية العربية فهمت أن سبب التخلف هو ضعف الإيمان؛ فاشتغلت بالتربية عن مجالات أخرى كثيرة، هذا أولا، وثانيا: انغلقت على نفسها وابتعدت عن نقل أفكارها إلى الشعب، لتكون أفكاره التي يطالب بها، ويتحمل واجبه في تمثيلها، وإنما حملت أفكارها وحدها، وانغلقت عليها، ولا تسمح أن يعمل معها إلا من تم عجنه في أوعيتها، وتخمَّر بخميرتها، ونضج في تنورها، ثم تعطيه شهادة الصلاحية للعمل تحت رايتها، على أن يكون جنديا لها مبايعا على السمع والطاعة، مسلما إليها نفسه، ينتظر أن تأمره، وإلا فلا يصلح أن يعمل لدين الله، وإذا عمل فهو مشاق لها!! ثم استبدت بها المخاوف والأوهام، وضعف العدة عن هضم الناس واستيعابهم، والخوف على المكاسب اليسيرة، مع الشعور بالتضخم الواهم، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن فئات قليلة من الناس اقتنعت برأيها فانضمت إليها، فانعزلت معها. وهذا عكس ما فعلته الحركة التركية؛ حيث انفتحت على الشعب كله، خاصة صورتها الأخيرة (حزب العدالة والتنمية)، حتى إنها قبلت في عضويتها العلمانيين. هذه من أكبر مشكلات الحركات الإسلامية العربية، وأنا أرى أنه لم يبق في قوسها منزع، وهي آيلة إلى التحلل مع الأيام ما لم تنح منحى جديدا في التفكير والعمل. وإنما يراخي من تحللها ثقافة الشعوب العربية السلبية، ونوعية من ينضمون إليها، والحجر على تفكيرهم، في العلاقات وفيما يقرءون حتى لا يلج عقولهم شيء يشوشها، لكن ثورة الشبكة الدولية (الإنترنت) لن تترك مخبأ إلا كشفته، وسوف يكون تراجع شعبية الحركات بقدر نضج الشعوب العربية. طقوس الانضمام وهاجس الولاء ووجه آخر من وجه الإخفاق عند الحركات العربية أنها صارت جماعة صوفية، لا حزبا سياسيا مهمته خدمة الناس جميعا بغض النظر عن آرائهم ومعتقداتهم ومذاهبهم. وكان ينبغي أن تكون الحركات جبهات تضم كل من رضي بالإسلام مرجعا، بغض النظر عن آرائه، كما كان دأب المسلمين قبل التاريخ الحديث؛ حيث كانوا كلهم يعملون تحت لواء واحد، يختلفون في الآراء، ويتحدون في المواقف من الأعداء، وحين يقسَّمون على حسب آرائهم، ويوالون ويعادون بناء عليها، يكون الوهن والضعف، والفرقة، وما نهى الله عنه: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). وكان ينبغي أن يكون الذي يفعل هذا غير الذي يدعو إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ألم يكن في جيش عمر بن الخطاب الذي كان يقوده سعد بن أبي وقاص أبو محجن الثقفي، وهو يشرب الخمر؟! نضج الشعوب نهاية للحركات * ذكرت نقطة مهمة في الفرق بين الحركة الإسلامية التركية ونظيراتها العربية؛ أنها في تركيا بدأت علنية وفي العالم العربي بدأت سرية كحالة استثنائية، لكن الحالة الاستثنائية استمرت وأصبحت هي الأصل، فهل لهذه الإستراتيجية التنظيمية دور فيما وصلت إليه الحركات العربية؟ – لا ريب؛ لأن نتيجة هذا أن الحركة أصبحت تفكر أن تكون بديلا للشعب، فبقدر ما ينضم إليها منه يكون تقدمه، وبقدر ما يقل الانضمام يكون تأخر المشروع. وأنت تجد الحركة تأتي عليها عقود، لم تكتسب إلا بضعة آلاف! وبضعة آلاف لا تغني في التغيير المأمول، فلابد من تناسب بين المغيِّر ومن يريد تغييره، أي لابد من عدد معتبَر، يحقق قانون “الكتلة الحرجة”، وإلا كانت قلة ليس لها تأثير كبير، ويتجاوزها الزمن بعد حين. والمجتمع إذا كان أنضج من حركاته، وأكثر منها قربا إلى الأهداف، وأكثر استعدادا لتحقيقها، وتأخرت عنه، آل أمرها إلى النهاية؛ لأنها فقدت مسوغ وجودها، وعجزت عن تحقيق وعودها، أو استغنى عنها من كان يرى أنه محتاج إليها، أو شعر أنها خذلته فيما كان يعول عليها فيه. * ذكرت في كتابك (الحركة الإسلامية في تركيا) أن تبني المسلمين لقضايا الإسلام ليس بجهود الحركات الإسلامية، وإنما هو أثر من آثار بقايا الإيمان في النفوس، كيف ذلك والحركات الإسلامية تعد عودة الشعوب الإسلامية إلى دينها وتبنيها قضاياه هي ثمرة من ثمرات جهودها، ألم تكن سببا رئيسا في ذلك؟ – العالم الإسلامي في تاريخه كله لم يرتبط بغير الإسلام، والدليل على ذلك أن الاستعمار لما دخله هبت لمحاربته الشعوب كلها، قبل أن تكون الحركات الإسلامية، وهناك بلدان إسلامية يهز الإيمان وجدانها، وتحركها قضاياه، وليست بها حركات إسلامية، فالتدين شيء سابق للحركات، والحركات أثر من آثاره، وهذا لا يعني إنكار ما للحركات من فضل، ففضائل الحركات الإسلامية على الأمة لا يجحدها إلا مكابر، لكنها دون ما يصور بعضها. الحركة الإسلامية أهملت التصوف * انتقدتَ معاداة الحركات الإسلامية للتصوف، وقلت بأنها خسرت قطاعات عريضة من الشعب وإستراتيجية مهمة لتوليد الطاقات والكوادر. – نعم، حصل هذا ويا للأسف! وأرى أن فيه عقوقا، فالحركات الإسلامية العربية أمها حركة “الإخوان” المصرية، وهي حسنة من حسنات الطريقة الحصافية الشاذلية، ومؤسسها حسن البنا -رحمة الله عليه- صوفي من فرقه إلى أخمصه، نشأ على التصوف ومات عليه، ونقل عنه أنه لم يترك الأوراد الشاذلية إلى وفاته، وأنا أعرف عدة قصص عن البنا تؤكد أنه كان شيخا صوفيا. وهذا لا يعني أن التصوف ليس به أخطاء، فتلك مسألة أقر بها شيوخه منذ القشيري إلى الشيخ زروق، فقد قال القشيري: “اعلموا رحمكم الله أن المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم، ولم يبق في هذا الزمان من هذه الطائفة إلا أثرهم… وقد حصل الضعف في هذه الطريقة، بل اندرست…”. وقال الغزالي: “واعلم أن السالك قليل والمدعي كثير”، لكن أخطاء التصوف وسلبياته لها نظائر في حياة الأمة الإسلامية وعلومها كلها. * هل تدعو إلى التوجه للصوفية في مقابل المد السلفي الذي يجتاح بعض الحركات؟ – أدعو إلى إصلاح كل مختل من حياة المسلمين، وأن يشترك في إقامة المشروع الإسلامي كل من رضي بالإسلام مرجعا، وألا يقصى أحد بسبب آرائه في الفروع، فمن أقصيته اليوم لقدرتك عليه سيقصيك غدا إذا قدر عليك: (وتلك الأيام نداولها بين الناس). (*) صحفي سعـودي (المصدر: “إسلاميون” على بوابة “إسلام أونلاين”.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 فيفري 2010)


عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس

عبد الإله المنصوري ملف حقوقي مثقل بالانتهاكات مشهد سياسي متحكم فيه اقتصاد ريعي وهشاشة اجتماعية مخيفة خلاصات جرت العادة في البلاد الديمقراطية أن يتوقف المراقبون والمحللون والهيئات السياسية والمدنية عند دلالات بعض اللحظات لتقويم تجربة حكومية أو مرحلة رئاسية، أو تطبيق برنامج من البرامج يهم المجتمع والدولة، إذ بعد مرور مائة يوم أو سنة مثلا على تولي حكومة أو رئيس زمام تدبير أمور الدولة، تتبارى مختلف الجهات لإبراز الإيجابيات أو الوقوف عند السلبيات، مقارنة ببرنامجه الانتخابي قبل الوصول إلى السلطة. إننا أمام تقليد ديمقراطي يخضع بمقتضاه من يتحمل شؤون الدولة لاختبار يأخذ شكل نقاش داخل المجتمع، في ظل منظومة ديمقراطية منفتحة تتوخى ترشيد سلوك الفاعل السياسي الممارس للسلطة، استعدادا لاستحقاق الانتخابات التي يقرر فيها الشعب حكمه النهائي على التجربة قبولا أو رفضا. وإذا كان مجال المقارنة بين البلاد الديمقراطية والوطن العربي بأقطاره المختلفة يقتضي احترام مبدأ القياس مع وجود الفارق، فإن إخضاع تجربة في الحكم مثل تجربة الملك محمد السادس لمبضع التشريح والتقويم بعد مرور عشر سنوات عليها يعد ضرورة للوقوف على نجاحات التجربة وإخفاقاتها بهدف تلمس طريق نحو المستقبل يتجاوز سلبيات الماضي ويفتح أمام المجتمع آفاقا نحو التقدم والنهوض. ملف حقوقي مثقل بالانتهاكات لعب الإعلام الرسمي المغربي دورا أساسيا في تلميع صورة الملك الجديد وتقديم أوصاف وشعارات تحمل بشائر للمجتمع بتغير الأوضاع من قبيل: “العهد الجديد” “المفهوم الجديد للسلطة” “دولة الحق والقانون” “المشروع الحداثي الديمقراطي”… واكبتها خطوات بدا للوهلة الأولى أنها جريئة في مقاربة ملفات الماضي، أبرزها تأسيس “هيئة الإنصاف والمصالحة” لمعالجة مآسي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في عهد الحسن الثاني، وأضفى نوعا من المصداقية على كل ذلك أن من تحمل مسؤولية الإشراف عليها مجموعة من ضحايا العهد السابق الذين قضوا زمنا غير يسير في المعتقلات. لكن الممارسة أفرزت واقعا مخالفا للآمال التي عقدت على الشعارات المرفوعة، حيث باشرت الهيئة عملها في أجواء انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان مست التيار السلفي عقب أحداث 16 مايو/أيار2003، التي راح ضحيتها ما يربو على العشرة آلاف شخص (اختطافا وتعذيبا واعتقالا) عقب تمرير قانون “مكافحة الإرهاب” سيئ الذكر، الذي أقرت كل المنظمات الحقوقية بخطورته على حقوق الإنسان واستجابته لاستحقاق انخراط الدولة المغربية آنئذ في النادي الأميركي الرافع لشعار “محاربة الإرهاب” في عهد إدارة المحافظين الجدد. وبانتهاء تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة تأكد للجميع أنها لم تكن إلا جزءا من حملة علاقات عامة لتحسين صورة النظام السياسي وطي صفحة الارتباط بالصورة السيئة لنظام الحسن الثاني دون استحقاق دفع ثمن القطيعة معه عبر تحقيق انتقال ديمقراطي كامل. فلا الملفات العالقة تم حلها، إذ لا يزال مصير العديد من رموز المعارضة السابقين مجهولا، أبرزهم الزعيم المهدي بن بركة والحسين المانوزي… كما لم يكتب لملف الاعتقال السياسي أن يطوى، إذ لا تزال السجون تضم مجموعة من قدامى المعتقلين السياسيين أبرزهم عبد الوهاب النابت الذي يعود ملفه إلى سنة 1985، ناهيك عن أن توصيات الهيئة الأساسية لم ينفذ منها إلا القليل، في حين بقي أهمها حبرا على ورق. وهو ما يفسر كيف أن الانتهاكات الجسيمة عادت بقوة لتبصم صورة النظام السياسي المغربي في مجال حقوق الإنسان، حيث إن العقد الأول من حكم محمد السادس انتهى على إيقاع إصدار أحكام قاسية على مجموعة من القيادات السياسية التي تم الزج بها في قضية أجمعت الهيئات السياسية والحقوقية المغربية والدولية على وصفها “بالمفبركة” وهي قضية “المعتقلين السياسيين الستة” التي ضمت قياديين من التيارين الإسلامي واليساري الديمقراطي إضافة لمراسل قناة المنار اللبنانية بالمغرب، مع ما رافقها من انتهاك لحقوق المحاكمة العادلة وحظر حزب سياسي هو “البديل الحضاري” ليظهر للجميع أن القضية هي جزء من مسلسل إعادة ترتيب المشهد السياسي المغربي بما يتوافق وأجندة طاقم العهد الجديد. يضاف إلى ذلك سلسلة المحاكمات التي مست الصحافة المستقلة، حيث استخدم القضاء غير المستقل أصلا لتصفية الحساب مع الإعلام المستقل، في ظل سيادة إعلام رسمي يروج للرأي الواحد، مما أدى بمنظمة مراسلون بلا حدود إلى تصنيف المغرب في الرتبة 127 عالميا من أصل 175 دولة على مستوى حرية الصحافة. مشهد سياسي متحكم فيه أما في المجال السياسي، فيمكن القول إن العهد الحالي لا يزال مخلصا لنفس النظرة السابقة التي تعتبر أن الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن يتم دون حاجة إلى تقديم تنازلات سياسية جوهرية يتم بمقتضاها تقليص سلطات الملك المطلقة، وتحويل النظام بمقتضى ذلك إلى ملكية برلمانية ديمقراطية يسود فيها الملك ولا يحكم، وبدون إعادة النظر في قواعد إنتاج وتوزيع السلطة والثروة وإلغاء مظاهر البرتوكول المهين لكرامة المواطنين (تقبيل اليد والركوع للملك). وهي النظرة التي أدت إلى إنتاج ممارسة سياسية تستمرئ الاستمرار في نهج نفس السياسات السابقة القائمة على تمييع العمل السياسي واحتقار الأحزاب وتبخيس عملها والتضييق عليها، وخلق حزب جديد للسلطة أعلن عن ميلاده بقرار فوقي منحت له فيه كل التسهيلات ليصبح بقدرة قادر متوفرا على فريق برلماني ضخم (حتى قبل ميلاد الحزب) وليمنح المرتبة الأولى في الانتخابات المحلية الأخيرة أمام اندهاش الجميع، وبحكم طبيعة نشأته الغريبة أصبح حزبا يمثل الأغلبية ويمارس المعارضة في نفس الوقت، يحكم باسم الملك ويعارض باسمه أيضا، ما دام أن عرابه الحقيقي هو وزير الداخلية السابق (فؤاد عالي الهمة) الرجل القوي في العهد الجديد الذي يدخل من يشاء للحكومة ويخرج منها من يشاء، حزب ينسب نفسه للمعارضة، دون أن يعارض ما تطرحه الحكومة، لكنه يتصدى باسم الملك، لحزب العدالة والتنمية المعارض للحكومة. وإذا كان من مميزات العهد الجديد حفاظه على تنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها، فإن طريقة تنظيمها لم تختلف عن تلك المتعبة في العهد السابق مع تطوير تقنيات التحكم والتزوير التي أخذت أشكالا مختلفة مثل: – اعتماد التزوير المباشر في البادية التي يتحكم بها النظام المغربي في النهاية، إذ إن التقطيع الانتخابي يجعل عدد المستشارين الجماعيين (أعضاء المجالس المحلية) الذين يمثلون البادية (45% من السكان) يصل إلى 82% من عددهم الإجمالي وطنيا، في حين أن الذين يمثلون المناطق الحضرية (55% من السكان) لا يتجاوز 18% من عددهم الإجمالي. – اعتماد التزوير المباشر في اللائحة الوطنية، والتحكم في الانتخابات عن طريق التقطيع الانتخابي والتوجيه الإعلامي والضغط على القوى ذات الامتداد الشعبي لعدم الترشيح في جميع المناطق. ورغم أن الملك محمد السادس كان قد صرح في أول خطاب له بعد وصوله للسلطة بأنه سيلعب دور الحكم بين الفرقاء السياسيين، فإن ذلك لا يعبر عن حقيقة السياسة المتبعة على الأرض والتي جعلت للقصر حزبه الجديد المفضل، في إعادة إنتاج سيئة لتجربة سابقة عرفها المغرب مطلع الستينات من القرن الماضي بقيادة أحمد رضا اكديرة صديق الحسن الثاني. إن الدور الباهت للحكومة والبرلمان في عملية اتخاذ القرار بالمغرب يمثل معطى بنيويا في المعمار السياسي المغربي الذي ينزع من الشعب، صاحب السيادة الحقيقي سيادته ويربطها بالمؤسسة الملكية التي منحت لنفسها صلاحيات مطلقة في جميع الدساتير التي عرفتها البلاد بعد الاستقلال، مما جعل الهيئات المنتخبة خارج دائرة الفعل التشريعي والقدرة على التنفيذ، يضاف إلى ذلك تأسيس مجموعة من الهيئات والمجالس الاستشارية والصناديق المالية المرتبطة بالمؤسسة الملكية، مما يبقيها الفاعل الأول والأخير في عملية اتخاذ القرار، ويعطيها مجالا واسعا لاستقطاب النخب ودمجها في دورة الاستفادة من المصالح لضمان دعمها لاستمرارية الوضع، وهو ما يجعل الحكومة عاجزة عن الفعل، مما يكرس الصورة النمطية القائلة بأن من يشتغل هو الملك، في حين تظل الحكومة والأحزاب عاجزة عن فعل أي شيء. وبعد الإعلان عن تأسيس حزب الدولة الجديد “حزب الأصالة والمعاصرة” ومنحه المرتبة الأولى في المشهد السياسي، تم إغلاق اللعبة السياسية بشكل نهائي وأسدل الستار على مرحلة تاريخية كاملة. اقتصاد ريعي وهشاشة اجتماعية مخيفة تمثل السياسة الاقتصادية للدولة استمرارا لنفس النهج السابق حيث كانت الغاية دوما دعم القوى المتنفذة وتمكنيها من مراكمة الثروات، مع حرص شديد على تطبيق سياسات ونصائح المؤسسات المالية الدولية. وإذا كانت الفئات المرتبطة بالنظام قد استفادت في مراحل مختلفة من الإستراتيجية الاقتصادية للدولة بدءا من تطبيق سياسة المغربة التي أدت إلى سيطرة فئات محدودة على أراضي وضيعات شاسعة تركها المستوطنون الأجانب بداية السبعينيات، مرورا بإستراتيجية الخصخصة لقطاعات حيوية، تم تجييرها لنفس الفئات، وانتهاء بما سمي “بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية” التي تتحكم الدولة من خلالها في المال والمشاريع التي تغدق على مؤسسات المجتمع المدني برقابة من وزارة الداخلية وهي وزارة مرتبطة بالملك، ناهيك عن الصناديق المالية التي تخضع لنفس دائرة القرار. وإذا كانت الميزة الأساسية للاقتصاد المغربي أنه يبتعد عن منطق الاقتصاد الإنتاجي، فإن ثغرته الأساسية تتمثل في قيامه على بنية ريعية تستفيد بمقتضاها الفئات المرتبطة بالنظام، من مجالات رحبة لمراكمة الثروة دون جهود تذكر، مما يضرب قواعد المنافسة الشريفة التي تمثل إضافة لاستقلال القضاء، عاملا مساعدا على جلب الثروات والاستثمارات الخارجية. وفي هذا السياق لا تزال السياسات العامة للدولة في مجال الاقتصاد تبنى على أساس استفادة المشاريع الملكية الخاصة منها، حيث يسيطر الملك على مجموعة مالية تحولت في العقد الأخير إلى إمبراطورية ضخمة تتدخل في جميع القطاعات الأساسية للاقتصاد المغربي، مما جعل من الملك أكبر مستثمر يهيمن على الاقتصاد ويدعم نفوذه عليه، مما جعله يحوز على أكثر من 30% من الرسملة الإجمالية لبورصة الدار البيضاء، وهو ما يجعل الملكية المغربية ضمن السبع الأغنى في العالم، مقابل وجود البلد في ذيل الترتيب على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث صنف تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية المغرب مؤخرا في المرتبة 130 من أصل 182 بلدا في العالم. وإذا أضفنا إلى هذه الأرقام بيانات أخرى حول تدهور التعليم واتساع دائرة الهدر المدرسي، وتفاقم الفقر الذي يمس قطاعات واسعة وانتشار الأمية (حوالي 35% من السكان حسب الإحصاءات الرسمية) وضعف البنية التحتية وتراجع الخدمات العمومية، وارتفاع نسبة الجريمة بالانتشار الواسع للمخدرات، مع رفع الدولة أيديها عن الملف الأمني، فإن صورة قاتمة للأوضاع الاجتماعية تتشكل على أرض الواقع، وتنذر مآلاتها بعواقب وخيمة. خلاصات إن وجود فلتات في التدبير السياسي للأوضاع المغربية في العقد الأول من حكم الملك محمد السادس من قبيل مدونة الأسرة التي اعتبرت في مجملها خطة إصلاحية لأوضاع المرأة، ومشروع الحكم الذاتي المقترح كحل لمشكل الصحراء، لا يعفي أي مقاربة موضوعية من الإقرار بأننا أمام لحظة ضائعة من الزمن المغربي لتحقيق الانتقال الديمقراطي، أحكم فيها النظام إغلاق المشهد السياسي ليصبح الفاعل الأوحد في جميع المجالات: سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا ورياضيا، في عملية إعادة إنتاج لوضع الانسداد الذي ميز الساحة المغربية مند فجر الاستقلال، وضع يكون فيه الملك هو مبتدأ القرار ومنتهاه، مع إبقاء جميع الفاعلين الآخرين هامشا على متن قرارات الفاعل الأول أمير المؤمنين. إننا أمام مرحلة ضائعة كان يمكن أن ننهي فيها عملية الانتقال نحو الديمقراطية بجعل القرار السياسي مرتبطا بصناديق الاقتراع، وبالفصل بين الإمارة والتجارة بتعبير ابن خلدون، وبنهج إستراتيجية للتنمية تقوم على مبدأ التوزيع العادل للسلطة والثروة، وتأطير ذلك بدستور ديمقراطي يمثل تجسيدا لعملية تعاقد اجتماعي بين مكونات المشهد السياسي المغربي تقطع مع الإرث الاستبدادي للعهد السابق، لقد صدق من قال بأننا كعرب لا نتقن من الإستراتيجيات إلا واحدة ، هي إستراتيجية الفرص الضائعة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 فيفري  2010)


يسألونك عن البرادعي


عبد الحليم قنديل 3/1/2010 نخشى أن تختلط الأوراق في قضية الدكتور محمد البرادعي، ونقع في ظن التهوين من دور وارد للرجل، أو في ظن التهويل بتشبيهات سخيفة من نوع تشبيه عودته إلى مصر بعودة الإمام الخميني من باريس إلى طهران. فالبرادعي ليس زعيما ولا قائدا سياسيا بعد، وهو رجل على قدر عظيم من التواضع الخلقي، وأمامه وقت لكي يفهم بالدقة ما يجري في مصر، ويرتب أوراقه، ويحزم قراره، وينحاز إلى اختيارات تخلع القلب أو تميته. وبين كل ردود الفعل التي صاحبت عودة البرادعي، واستقبال مئات المحتفين به في مطار القاهرة، كان بيان حـــركة كفاية هو الأعظم امتيازا، فقد رحبت ‘كفاية’ بعودة الرجل، ودعته إلى الاستقرار في مصر، والبدء في كفاح جدي من أجل كسب حرية مصر والمصريين، وبدت الدعوة في محلها تماما، واستعادها كثيرون ـ بينهم الإعلامي الأشهر حمدي قنديل ـ في لقاء جمع البرادعي مع طيف سياسي وثقافي متنوع في منزله على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي، وقد بدا الرجل مستجيبا، ووعد بتقصير فترات ذهابه للخارج، والإقامة في مصر أغلب وقته، وهذه خطوة تبدو ضرورية وجوهرية جدا، فلا يمكن إدارة حملة سياسية ـ يكون البرادعي رمزها ـ بطريق المراسلات، أو الاكتفاء بخطابات في الإعلام، وحشد المؤيدين في الفضاء الافتراضي عبر شبكة الإنترنت. ورغم ملاحظات هنا أو هناك، فقد بدا التطور الراديكالي مرئيا مطردا في موقف البرادعي، وتكررت في حواراته تعبيرات إيجابية من نوع الدعوة إلى ‘ثورة الناس’، وتأكيد إعلانه أنه مستعد للتحرك مع الناس من أجل تغيير الدستور، ورفضه الترشح للرئاسة عبر السيناريو الرسمي العبثي والمزور، أكثر من ذلك، فقد استخدم الرجل تعبير ‘النظام غير الشرعي’ في وصف نظام مبارك، وهو تعبير انفرد به بيان ‘كفاية’ في مقام الترحيب بعودة البرادعي. ونظن ـ وهذا اعتقادي الشخصي ـ أن البرادعي أمامه فرصة كبيرة، وبحسب اعتبارات أبرزها مقدرته على التخلص من وصاية كهنة أحاطوا به سريعا، ويقدمون أنفسهم للرأي العام كأنهم الوكلاء المعتمدون للرجل، ويرددون أفكــــارا غايــة في الكلاسيكية والعقم، ومن نوع تدبيج بيانات تطالب مبــــارك بتعديلات في الدستور، والدوران في الحلقة المفرغــــة إيــــاهـــا، والتي تهدد بتضييع فرصة البرادعي، ولسبــــب ظاهر، فنـــظام مــــبارك لن يقدم على أي تعديلات في الدستور، وحــــتى موعد إجــــراء انتخابات الرئاسة الديكورية في 7 ايلول/سبتـــمبر 2011، وحتى لو فعلها افتراضا، فسوف يكون الأمــــر تكـــرار ســـقيما لما جرى في تعــــديل 26 شباط/فبراير 2005، وفي تــعديلات 26 آذار/مارس 2007، فلديه ـ أي النظــــام ـ أغلبية ميكانيــــكية مزورة في المــجالس التمثيلية، ولديه قوافل من ترزية الدستور والقوانين، والذين سبق أن فعلوها، وعدلوا الدستور على مقاس العائلة بالضبط، وأصدروا دستورا يقنن صيغة ‘الديكتاتورية العائلية’ إلى يوم يرحلون، وهو ما يعني ـ ببساطة ـ أن طريق المطالبة بالبيانات مسدود تماما، ويسد الطريق على إضافة حقيقية تليق بوزن البرادعي، وبزخم أشواق التغيير المعلقة برقبته واسمه. ما العمل إذن؟، لايبدو السؤال محيرا، والجواب من جنس الاستقبال الحماسي الذي حظي به البرادعي في مطار القاهرة، وهو ما يعني ـ ببساطة ـ اللجوء لقوة الناس وليس عطف الحراس، وتبني تصور التغيير الممكن وليس الإصلاح المستحيل، والابتعاد عن أوهام تجميل أو ترقيع النظام غير الشرعي القائم، ونقطة البدء كما يقول بيان كفاية هي ‘أن مقاطعة ألعاب النظام شرط جوهري لجدية أي حملة سياسية تهدف للتغيير’، فقد انتهت حكايات انتخابات النظام إلى تعيينات إدارية، وإلى ألعاب هزل وأفلام كارتون، والمطلوب: دعوة أطراف المعارضة الجدية لمقاطعة السيناريو الرسمي لما يسمى انتخابات البرلمان وانتخابات الرئاسة، وفتح الطريق لسيناريو شعبي يقوم على خطة ‘البديل الرئاسي’ وليس ‘المرشح الرئاسي’، وفي صورة ‘رئيس مواز’ أو ‘مجلس رئاسي مواز’، يدير حملة مقاومة سلمية واسعة، تتضمن سلاسل من التوكيلات الشعبية والإضرابات والاعتصامات والمظاهرات السياسية، وبهدف جامع ‘هو تنحية نظام مبارك، وإقامة دستور جديد بجمعية تأسيسية منتخبة إنتخابا حرا في نهاية فترة إنتقالية تبدأ بإطلاق الحريات العامة ‘ بحسب النص الحرفي لبيان كفاية، والمعنى ظاهر، وعلاقته وثيقة بدور محتمل للبرادعي، فالرجل ـ لاعتبارات كثيرة ـ يصلح في ظني الشخصي كرئيس محايد لفترة انتقالية تعقب الانهاء السلمي لحكم مبارك، وإنهاء حكم العائلة له طريق مرور صار إجباريا، وهو الشروع في حملة مقاومة مدنية وعصيان سلمي، تبدأ من الآن، وليس انتظارا لموعد انتخابات رئاسة لا قيمة لإجراءاتها، فالمطلوب : بدء معركة الرئاسة من الآن، وعدم البقاء في خانة رد الفعل، وعدم الاكتفاء بتسجيل اعتراضات على انتخابات برلمان تحولت بعد التزوير المنهجي إلى مساخر عبثية، وانتخابات رئاسة تحولت إلى لعبة رجل واحد من عائلة القصر الرئاسي، ولا يسمح فيها لآخرين سوى بلعب دور الكومبارس، وقد رفض البرادعي دور الكومبارس الرئاسي، وربما تبقى عليه أن يقطع الطريق إلى آخره، وأن يقرر الاستقواء المباشر بعطف وقوة الشارع، وقيادة ‘جمعية وطنية للشعب المصري’ تضم الشخصيات العامة الراديكالية، وقادة أحزاب وحركات، وقادة الاضرابات والاعتصامات الاجتماعية، ونواب المعارضة على مدى ثلاثين سنة خلت، وهي الفكرة التي تبنتها حركة كفاية، واقترب منها البرادعي بحديثه عن ‘جمعية وطنية للتغيير’. باختصار، يبدو البرادعي في أمس الاحتياج لقرار أساسي، يتخذه باختياره وإرادتــــه، ويعكس مدى استعداده لدفع ضرائب الدور، وهي ضرائب مخفـــفة جدا في حالته قياسا إلى غيره من الراغبين في دور، فالرجل له حصــانة وسمعة دولية، ويملك أن يخاطر، وأن ينتقل من مركب التردد إلى مركــــب الشعب، وأن يصنع تاريخا ســـياسيا مجيدا، وعلى طريقة سعد زغلول الذي كان صديقا للورد كرومر معتمد الاحتلال البريطاني، لكنه قرر المخاطرة في اللحظة المواتية، وقفز إلى مركب الناس في ثورة 1919، ويمكن للبرادعي أن يكرر القصة ذاتها مع الوعي باختلاف الظروف، وأن يصبح ـ في ظني الشخصي ـ سعد زغلول الجديد، ولا يكتفي بدور المراقب أو المعلق النزيه، وقد أثبت الرجل وعيا رصينا، وصحح تصريحات سبقت أثارت التباسا، وربما لايزال عليه أن يفعل المزيد، لكن الأهم من حسن الكلام هو الاتجاه لفعل حقيقي، وحرق المسافة بين تريث الدبلوماسي ومخاطرة السياسي. ولسنا ـ لاسمح الله ـ في وضع من يملي على البرادعي شروطا أو نصائح، بل أن دورنا ـ بمنتهى التواضع ـ هو حثه وتشجيعه على خوض المخاطرة، وتعويض الرجل عن نقص كاريزما الشخص بكاريزما الفكرة، وتحويل فرصة البرادعي إلى حدث شعبي، وجعله عنوانا لقيامة تستحقها مصر بعد طول الرقاد. ‘ كاتب مصري Kandel2002@hotmail.com

 


تركيا: ربط التحقيق في «الإنقلاب» بهجمات «القاعدة» عام 2003


أنقرة – يوسف الشريف التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رئيس الأركان الجنرال إلكر باشبوغ امس، بعد يومين من اعتقال جنرالين متقاعدين بتهمة التخطيط لإطاحة حكومة «حزب العدالة والتنمية». وأفادت شبكة «سي ان ان تورك» التركية بأن الرجلين شاركا في مراسم تشييع، مضيفة أن أردوغان دعا باشبوج للحضور الى مكتبه لإجراء محادثات لم تكن مقررة. وجاء الاجتماع وسط توتر بين الجيش والحكومة، بعد اعتقال حوالى 50 ضابطاً الأسبوع الماضي، وتوجيه اتهامات الى اكثر من 30 منهم، في قضية مخطط مزعوم وُضع العام 2003 لإسقاط الحكومة. في غضون ذلك، فاجأ محامي الجنرال تشيتين دوغان وهو المتهم الأول في قضية المخطط الانقلابي المعروف باسم «المطرقة»، الجميع بكشفه بعض جوانب التحقيق الذي جرى مع موكله والذي انتهى الى اعتقاله. وقال المحامي جلال اولغان أن قاضي التحقيق سأل موكله اذا كان متورطاً في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، مشيراً الى ان دوغان رفض الإجابة عن السؤال مستهزئاً. لكن القاضي اتبع سؤاله بسؤال آخر عما اذا كان دوغان علم مسبقاً بالهجمات الانتحارية التي نفذها تنظيم «القاعدة» في اسطنبول في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003، مشيراً الى ورود هذا السيناريو في مخطط الانقلاب، والذي تؤكد قيادة الأركان انه مجرد مخطط افتراضي يتم التدريب عليه في حالات الطوارئ. لكن القاضي قرأ على دوغان فقرة من المخطط تتحدث عن حدوث فوضى في الشارع التركي العام 2003 بسبب هجمات متزامنة يقوم بها تنظيم «القاعدة» في اسطنبول، تشكل فرصة للجيش ليعلن حال الطوارئ ويفرض سيطرته على الشارع. وسأل القاضي كيف يمكن للجيش أن يتنبأ بهذه الهجمات قبل وقوعها بستة أشهر تقريباً، فيما نفى دوغان معرفته المسبقة بتلك الهجمات، معتبراً الأمر محض مصادفة، كما أكد أن احد أهداف المخطط كان وضع خطة طوارئ للتعامل مع مثل هذه الأحداث الافتراضية. (المصدر: “الحياة” (يومية – لندن) بتاريخ 1 مارس 2010)  


«هآرتس»: حكومة إسرائيل متطرفة وبلا أمل


2010-03-01 حيفا – العرب  حملت صحيفة “هآرتس” أهم الصحف العبرية على الحكومة الإسرائيلية وعلى حملتها الدعائية لتحسين صورتها في العالم, وقالت إنها حكومة تطرف بلا أمل. وكانت إسرائيل أطلقت الأسبوع المنصرم خطة دعائية لتجميل صورتها بواسطة اعتماد الإسرائيليين واليهود في العالم لمكافحة ما تعتبره “الأفكار النمطية” في ظل تنامي الانتقادات الموجهة لها جراء استمرار انتهاكاتها واعتداءاتها وآخرها العدوان على غزة الذي أدانه تقرير غولدستون. وتقوم الخطة على تقديم منظومة نصائح، معلومات وتعليمات بلورتها وزارة الدعاية والشتات الإسرائيلية لتكون ذخائر بيد الإسرائيليين واليهود بصفتهم “سفراء” في العالم. وتوصي الخطة بالتركيز على “إنجازات” إسرائيل في العلوم والطب والزراعة والصناعة وبالعدد الكبير من اليهود الحائزين على جائزة نوبل, كما توصي بالتباهي بالأطعمة اللذيذة كـ “الكوسكس” المغربي و “الكبة” العراقية و “الفلافل” الفلسطينية! وتسخر “هآرتس” في افتتاحيتها أمس من الخطة الدعائية, وتقول إنها متقادمة ومملة من القرن الماضي, والأهم أنها مقلقة. وتتابع الصحيفة “تفضح الخطة رؤى حكومة نتنياهو: التظاهر المفرط بالقوة، كراهية أبدية للعالمين العربي والإسلامي، اعتبار الفلسطينيين غزاة ومحرضين، الالتزام بتطوير المستوطنات, حظر التعامل مع ذلك كحيلة لخطف الأبصار أو محاولة لتبرير البقاء غير الزائد لوزارة الدعاية. هكذا تريد الحكومة أن يفهم المواطنون دولتهم ويطرحوها في العالم”.    (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 01 مارس 2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.