السبت، 21 مارس 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3224 du 21 .03 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الشاذلـــــــــــــــــــي الكريمـــــــــــي:بيـــــــــان

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:نــــــــــــــــداء

حزب الوحدة الشعبية لجنة مناهضة التطبيع ودعم المقاومة

منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية :فمتى يستفيق الراقدون ؟

الإرادة:لمصلحة من هذا الانغلاق ؟!

معز الجماعي:قابس : منع أصحاب الشهائد من العمل في شركات المناولة

معز الجماعي:قابس : إدارة المستشفى الجهوي تتجاهل قرار وزير الصحة

جيلاني العبدلي:تونس: وطن وبوليس ورشوة :في مقهى النسيم بالمحمدية

خميس الخياطي:في الرد عن صابر « التونسي » وحده

الإسلام اليوم:اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة تحذر من اتفاقية منع التمييز  

الهادي بريك : رسالة إلى إبن لادن

الصباح:تصعيد حول برنامج «الحق معاك» الصيد: تحد واضح وخطير : بن غربية: نستعد للحصة القادمة

قناة البي بي سي تستضيف الشيخ راشد الغنوشي

الصباح :المتّهمان بقتل «التاكسيست» أمام المحكمة

الصباح:المتّهمون بالاستيلاء على ما يفوق 5 مليارات من الأدوية من الصيدلية المركزية يستأنفون الأحكام الصادرة ضدّهم

الصباح:في أريانة: قتله لأنّه تدخّل لإنقاذ فتاة من بطشه

محمد العروسي الهاني:الحوار و الواقعية في وسائل الإعلام يتطلب الشجاعة و الجرأة و الأخلاق

عبد الباري عطوان:انهم يحترمون الاقوياء فقط

ياسر الزعاترة:وتستمر المأساة على معبر رفح

القدس العربي:اعتراف اسرائيلي بمجازر غزة 


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري:حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 جانفي 2009
منشور على صفحتنا بتاريخ 17 فيفري 2009
 فيفري 2009
منشور على صفحتنا بتاريخ 15 مارس 2009 https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm

 


تونس في 22/03/2009 الساعة 00.00 بيـــــــــان

 


 
يهمني أنا العضو بالاتحاد العام لطلبة تونس الشاذلي الكريمي أن أتوجه إلى الرأي العام العام الطلابي والوطني بالاتي: 1. لقد تم طردي تعسفا من مقاعد الدراسة منذ سنة 2004 عن طريق مجلس تأديب على خلفية نشاطي النقابي وتمت محاكمتي لـ05 مرات متتالية حيث لم تمر سنة منذ طردي دون محاكمتي وبتهم ملفقة وآخرها المحاكمة الأخيرة خلال الصائفة الفارطة حيث تم إطلاق سراحي يوم الجمعة 13/03/2009. 2. لقد توجهت وعن طريق الاتحاد العام لطلبة تونس بمراسلات إلى كل الجهات المعنية قصد تسوية ملفي لكن دون جدوى. 3. لقد استنفذت كل الوسائل المشروعة من رسائل وبيانات وعرائض ونداءات وتجمعات عامة واعتصامات وإعلام قصد لفت سلطة الإشراف لهذه المظلمة التي تستهدفني. وبعد التجاهل المستمر من قبل سلطة الإشراف، قررت الالتحاق برفاقي المضربين عن الطعام منذ 11 فيفري 2009 والدخول في إضراب جوع بداية من اليوم 22 مارس 2009 على الساعة 00.00 حتى تمكيننا من الترسيم ووقف التتبعات ضدنا وإطلاق سراح الرفاق الذين لا زالوا رهن الاعتقال وهم علي الفالح، قيس بوزوزية والحفناوي بن عثمان دون قيد أو شرط. ختاما، أناشد كل الطلبة وكافة مكونات المجتمع المدني والأحرار الوقوف إلى جانبنا في الدفاع عن مطالبنا المشروعة. الشاذلي الكريمي


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 20/03/2009 نــــــــــــــــداء


وصلنا نداء من المناضل النقابي عاطف الزايري العضو السابق للمكتب التنفيذي المحلي لإتحاد العام التونسي للشغل بفريانة ، ننشره كما ورد علينا:  محمد عاطف زائري استاذ تعليم تقني المدرسة الاعدادية الاحواش  فريانة فريانة في 18 / 03 / 2009 نــــــــــــــــداء على خلفية ما وقع يوم 2 جوان 2008 و على اثر تدخل المدير الجهوي للتربية و التكوين بالقصرين بدفع نحو إسقاط حق شخصي لا دخل له فيه و رفضي ذلك أصبح يقحم الإدارة في الأمور الشخصية بين المواطنين و السياسية بين الأحزاب و ذلك : 1) جعل المنشور المراقبة الإدارية مطية لعرقلة سير العدالة و ذلك قصد منعي من الاتصال بمصالح الأمن للإدلاء بأقوالي في القضية المنشورة آنفا و ذلك بتطبيق المنشور المشار اليه في الساعات التي أكون بها داخل منطقة الأمن أمام الباحث الأمر الذي جعلني اشك في نوع من التنسيق بينه و بين بعض أعوان البوليس اذ انه تكرر ذلك في أربعة مناسبات خلال أسبوعين . 2) إيقاف مرتبي منذ يوم 10/02/2009 قصد تجويعي و الضغط علي في هذا الاتجاه . 3) ادعوا كافة القوى الحية لدعم قضيتي العادلة و التدخل بوسائلها المتاحة قصد ردع هذا المسؤول الذي يخلط بين المهام الإدارية و العلاقات الاجتماعية                و الانتماءات السياسية . و الســــــــــــــــــــلام الإمضــــــــــــــــــــــــاء محمد عاطف زائري المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://nakabi.unblog.fr عن المرصد عضو الهيئة التأسيسية معز الجماعي


حزب الوحدة الشعبية لجنة مناهضة التطبيع ودعم المقاومة  


   بمناسبة  يوم الأرض، تنظم لجنة مناهضة التطبيع ودعم المقاومة، تظاهرة شعرية فنية يوم الجمعة 27 مارس 2009 ، بمقر جريدة الوحدة الكائن ب 7 نهج النمسا- تونس  بداية من الساعة الرابعة مساء. الدعوة مفتوحة للجميع  
رئيس اللجنة محمد بوعود

 


فمتى يستفيق الراقدون ؟


عفاف بلحسيناكتشفت السيدة ليلى بحرية قاضية الأطفال بالمحكمة الابتدائية بالقصرين وعضو الهيئة الإدارية الشرعية لجمعية القضاة التونسيين حين أرادت سحب مرتبها لشهر مارس أن وزارة العدل عمدت إلى حجز نصف مرتبها. ولا شك أن لذلك علاقة بالبيان الذي   أصدرته مجموعة من النساء القاضيات يوم 8 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، من بينهن السيدة بحرية ، على الخلفية وضعية المحاصرة والاستهداف التي يعشنها منذ الانقلاب الذي نفذته وزارة العدل ضد المكتب الشرعي المنبثق عن المؤتمر العاشر للجمعية. علما وأن هذه القاضية هي الأكثر حضورا بمحكمتها إذ تقيم بمدينة القصرين لمدة خمسة أيام في حين لا يحضر زملاؤها بالمحكمة إلا يوما أو يومين. ولكن وزارة العدل إمعانا منها في سياسة الكيل بمكيالين  و إصرارا على منطق تجويع القضاة المستقلين  لا ترى من بين القضاة إلا من تريد أن تجعل  من حضوره أو عدم حضوره بالمحكمة  فرصة لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بالعمل لا من قريب ولا من بعيد . هذه حسب ما يبدو هدية وزارة العدل وحقوق الإنسان للنساء القاضيات بمناسبة عيد الاستقلال.  وهذه سياسة الحكمة والتبصّر التي عودنا عليها وزير العدل الذي أطلقت السلطة يده ليعبث بمصير القضاة وجمعيتهم وليلوث سمعة البلاد والعباد دون رادع. فمتى تفهم السلطة أن سياسة الهروب إلى الأمام ستقود حتما إلى الكارثة… ؟ حينها ربما اكتشفت  انه لم يبق أمامها إلا أن تضحي بهذا الذي لم ينجح إلا في تشويه صورة تونس وتسميم الوضع داخل القطاع القضائي . فمتى يستفيق الراقدون ؟ عفاف بلحسين المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p


الافتتاحيّة لمصلحة من هذا الانغلاق ؟!


يبدو من خلال الوقائع التي جدّت في مطلع هذه السنة أن السلطة السياسية مازالت مصرّة على المضي بالبلاد نحو مزيد من الانغلاق والتشدّد رغم بداية العدّ التنازلي للاستحقاق الانتخابي المقبل. فقد مثّلت محاكمات نشطاء الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي فرصة حقيقية لطيّ هذا الملف نهائيا والانكباب على معالجة اختلالات الهيكلية في واقع التنمية بولاية قفصة وبالولايات الغربية بالخصوص. إنّ إصرار السلطة على إقحام القضاء في معالجة الأزمات الاجتماعية ليست إلا تأكيدا على تواصل النهج الأمني في التعاطي مع حالات اليقظة التي باتت تشهدها قطاعات عديدة من الشعب. لقد كان بالإمكان أن يؤشّر إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي لرغبة حقيقية في تنقية المناخ العام بالبلاد والدخول بها إلى مرحلة الانفراج السياسي في هذه السنة المفصلية عوض الدفع بها إلى مجاهل العنف والتطرف واليأس. وشهد قطاع الإعلام بدوره حملة تضييق طالت أولا « الطريق الجديد » لسان حركة التجديد الممثلة بمجلسي النواب والمستشارين إذ وقع حجز العدد 113 اعتمادا على الفصل 63 من قانون الصحافة بصفة تعسّفية من قبل وزارة الداخلية على خلفية نشر نصّ استنطاق المناضل البشير العبيدي. كما وقع استهداف « رايدو كلمة الالكتروني » اثر مداهمة جديرة بالأفلام البوليسية، حجزت على إثرها معدات هذه المحطة وعنّف من كان موجودا بمقرّها. وعلى المستوى السياسي فقد منعت حركة التجديد من الحصول على قاعة عمومية لعقد الندوة السياسية « للمبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطيّة والتقدّم » يوم 22 فيفري 2009. ومن الطبيعي أن نتساءل لمصلحة من يتمّ كل هذا؟! فلا نعتقد أن السلطة نفسها ستستفيد من هذا الانغلاق والتضييق على المدى المتوسط والبعيد إذ ستكون مسؤولة بدرجة كبيرة على الدفع بالبلاد نحو المجهول، عندئذ تطرح قوى الرجعية والهيمنة العالمية خياراتها على الجميع! إن الحركة الديمقراطية المستقلة عليها في ظل هذا التصعيد الممنهج العمل على دفع السلطة السياسية نحو التراجع عن نهج الانغلاق الأمني تأمينا لمستقبل أفضل للبلاد واستقرارها وإلا فلا معنى لخوض أي استحقاقات قادمة في ظل تجاهل السلطة للمطالب المشروعة وانعدام أي شروط منافسة حتى في حدّها الأدنى. إن الوقت يمرّ سريعا… فهل ستستوعب السلطة هذه الدعوة الأخيرة؟!   (« الإرادة » الوطنيّة  العدد الحادي عشر فيفري/مارس 2009)


قابس : منع أصحاب الشهائد من العمل في شركات المناولة


صدر عن إدارة المجمع الكيميائي بقابس قرار حذرت فيه شركات المناولة من تشغيل أصحاب الشهائد العليا ضمن عمال الحراسة و التنظيف . و أثار القرار غضب عشرات المتخرجين فشلت السلطة في دمجهم في الوظيفة العمومية. و ذكر عدد من أصحاب الشهائد الذين وقع رفتهم من العمل إن السلط الجهوية يقابس تقف وراء صدور القرار بعد فشلها في إستقطاب المتخرجين إلى الإنتصاب للحساب الخاص بتمويل حكومي . و أشاروا إلى ان رفضهم لبرنامج السلط الجهوية يعود إلى عدم ضمان نجاح المشاريع المعروضة و إعتبروها غير ملائمة لإختصاص تخرجهم . كما إستغربوا من تعمد حرمانهم من العمل في شركات المناولة رغم ان المرتب الشهري الذي يتقاضوه لا يتجاوز 180 دينار. معز الجماعي المصدر موقع الحزب الديمقراطي التقدمي www.pdpinfo.org


قابس : إدارة المستشفى الجهوي تتجاهل قرار وزير الصحة


يعاني عدد كبير من عمال و عاملات شركة المناولة المكلفة بحراسة و تنظيف المستشفى الجهوي بقابس من الحرمان من التغطية الإجتماعية . و رغم وجود منشور صادر عن وزير الصحة أكد فيه على ضرورة إشراف مديري المستشفيات مباشرة من ضمان التغطية الإجتماعية لأعوان شركات المناولة العاملين في المتشفيات إلا ان إدارة مستشفى قابس مازلت تتجاهل هذا المنشور. و ذكر لنا عدد من العاملين في الشركة أنهم في حاجة أكيدة للتغطية الإجتماعية لضمان حقهم في التأمين عن حوادث الشغل خاصة ان طبيعة عملهم محاطة بعدة مخاطر مثل إمكانية التعرض لعدوى الأمراض الخطيرة أثناء تنظيف غرف المرضى . علما أن كاتب عام جامعة المهن المختلفة قام السنة الفارطة بزيارة للمستشفى و طلب من الإدارة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حقوق أعوان الحراسة و التنظيف و حذر من خطورة التواطؤ مع أصحاب شركات المناولة على حساب حق العامل في التمتع بالتغطية الإجتماعية. معز الجماعي
(المصدر جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي)


تونس: وطن وبوليس ورشوة في مقهى النسيم بالمحمدية


بقلم: جيلاني العبدلي في أواخر التسعينات من القرن الماضي، شهد المعهد الثانوي 7نفمبر والمدرستان الإعداديتان أحمد بن أبي الضياف ومصطفى خريف بمدينة المحمدية، موجة من الاضطرابات التي اتّسمتْ بعدم التنظيم وعشوائية الشعارات المرفوعة ( من نوع: يا الزين يا زنوبة، نحّي الكسوة والبس روبة)،  بسبب ضُعف الوعي السياسي لدى التلاميذ ولغياب العناصر القياديّة المُؤطرة، الأمر الذي ساعد على انتشار الفوضى والعنف داخل المؤسسات التربوية وخارجها.  وقد كان لتلاميذ المدارس الإعدادية دورٌ محوريٌّ في إشاعة الشّغب في الطريق العامّ وداخل الأحياء السكنية، ذلك أنّهم كانوا ينتشرون في شتّى الأرجاء فُرادى ومجموعات، ويقذفون الحجارة في اتّجاه المؤسسات العمومية وغير العمومية، ويُعطّلون سير حركة التنقل، وهُمْ يُردّدُون أهازيج شعبية تختلط فيها الرياضة بالسياسة.  وقد ذاق أعوانُ الأمن المتدفّقون في الجهة الأمرّين، وهُمْ يُلاحقون صغار التلاميذ هنا وهناك، في محاولات مُتجدّدة لاحتواء ما يُشيعونه من اضطراب وتهريج، وما يُطلقونه من تصفير وتهزيج وشعارات، ولكنّ جميع تدخُّلاتهم باءتْ بالفشل، ولحقهم منها حظّ كبيرٌ من الإرهاق والتوتّر فاتّسمتْ تصرّفاتهم بالعشوائية، وسقطوا في تجاوزات غير مُبرّرة بلغتْ حدّ الاعتداء المجاني على الأبرياء من المواطنين.  فإحدى فرق التدخُّل السريع التابعة لسلك الحرس الوطني، غيّرتْ وجهتها نحو مقهى النسيم الواقع على الشارع الرئيسي 7نوفمبر غير بعيد عن مسرح الاضطرابات، وقام أعوانها باقتحامه، وجعلوا على الفور يُلهبون ظهور الجُموع بالهراوات، مُحْدثين فيهم حالة من الهرج والفزع. ومنْ حُسن حظّي أنّي كنتُ وقتها أجالسُ أحد الزملاء خارج المقهى بعيدا عن مدخلها، فسلمْنا، ولم يطلْنا الأذى.  بعضُ الحرفاء بفراستهم،  تحصّنوا منذ بداية الغزو بالفرار قبل أن ينالهُمْ الضُّرُّ، وآخرون آثروا رُكوب المُجازفة فقفزوا من النوافذ فداء لسلامة الجسد، في حين وقع منْكودُو الحظّ وأغلبُهم من كبار السنّ تحت رحمة الأعوان، فدكّوهم دكّا،  وعصفوا بمجالسهم، غير عابئين بما أحدثوا من أضرار مادية لصاحب المقهى.  كانوا يضربونهم بقوّة ويدفعونهم بشدّة، يؤدبونهم أو يتشفّون منهم، كما لو كانوا من كبار المجرمين العُتاة ، وكانوا يصرخون  فيهم ببذيء اللفظ وغريب النّعت قائلين :   » اُخرجوا من المقهى يا أولاد…، الحقوا بفراخكم، تحمّلوا مسؤولياتكم، هم يعيثون في المدينة إفسادا وتخريبا، وأنتم هنا عاكفون مقامرون « .  وهكذا شُرّد القومُ وتحوّل المقهي في لحظات إلى خلاء مُقْفر لا بُوم يُغرّدُ فيه بفعل غزوة أعوان الأمن.  أحدُ الذين قفزوا من النافذة، حين فقد توازنه وارتطم بالأرض، توجّع، وسبّ إله أعوان الأمن، وقال:   » لم تعدْ هناك إمكانيةٌ واحدةٌ للعيش في هذه البلاد « .  وفي مدرج المقهى، كان أحد المُسنّين ممّن ذاقوا طعم هراوة الأمن، يتدرّج في حذر وهو يتمتم، ويقول:   « حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل « .  أما صاحبُ المقهى، فقد ظلّ في مكانه مُتسمّرا أمام آلة الخزن والمحاسبة، مُسندا خدّه الأيمن بيده اليُمنى، في حين انصرف النادلون وهمْ يتناظرون، إلى إعادة تنظيم المناضد والمقاعد وجمع المُهشّمات، دون أن ينبسوا ببنت شفة.  ونحن نغادر مسرح العمليات، قال لي زميلي مُعلّقا على ما حدث:   » حين جفّفتْ السلطةُ منابع السياسة، واستأثرتْ بالحياة السياسية، حسبتْ أنّها أرستْ شروطا للاستقرار، واعتقدتْ أنّها نجحتْ في طيّ تاريخ الاحتجاجات، ولكنْ ها هي اليوم تكتوي بنار سياستها « ، ثم أضاف:   » في غياب حياة تعددية حقيقية تستوعب الشباب وتُؤطره، تظلُّ البلاد محكومة على الدوام بجاذبية العنف الأهوج.   قلتُ له:  » حسنا، ولكنْ ما ذنبُ حرفاء المقهى حتّى تُنتهك حُرماتهم الجسدية؟ وما ذنبُ صاحب المقهى حتّى تتعرض مصالحُه للإخسار والبوار، فردّ عليّ مازحا: « هم يسيرون على منهاج: اضرب القطوسة تستحى العروسة « .  يتبع جيلاني العبدلي: كاتب صحفي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com


 

في الرد عن صابر « التونسي » وحده


أشكر سي صابر « التونسي » الذي من أعلى علياءه، ومن بين كلماته المغلفة بسواكه « الماسط، » من علي بحرية التعبير رغم أصولي العرقية وهو يعلم علم اليقين أني من سلالة العبيد الذين أتوا هذه الأرض الطيبة صحبة  « عليسة » الفينيقية قبل أن تثمر سلالته وأن أصولي الإثنية ترمي عروقها، كما يعلم في خلده، بين طيات ذاكرة « الكاهنة » التي دافعت عن بلادها كما يدافع كل كائن حر عما يعتبره أثمن شيء هدته إياه الطبيعة والثقافة معا وهو الإنتماء الحر، وكذلك  اعترافه باني من أقلية دينية تؤمن أن الإنسان إنسان بكيانه مهما كانت أصوله العرقية والإثنية والدينية واللغوية وما إلى ذلك مما أحب واشتهى سي صابر… هكذا بلادنا تونس اليوم وكما كانت دائما رغم أن هذا الصابر لم يصبر ولو لحظة، فأتى كلامه صبارا غير مثمر لـ »هندي تالة » ولم يتحلق حوله « الوكالة » كما تحلقوا لسنين عدة أمام برامجي التلفزية بتونس 7 ، برامج لسبب الفكر الحر الذي أنتمي إليه أوقفت بتهمة يعرفها الراسخون في سياسة بلادي الداخلية… سامح الله صابر الذي أظهر بكلامه في شأني أنه اقل رحمة وسعة صدر من الدستور التونسي لأنه يعرف ان الحقد ليس من سماتي لا الشخصية ولا الثقافية، ناهيك إن كان الأمر يتعلق بالقيروان من عقبة إلى « الجازية » التي لو رآها القرضاوي لجن جنونه وطالب بيدها وإلا لأعاد « فتح » القيروان كما دعا إلى إعادة فتح تونس… فليشكر صابر « التونسي » وحده ولا تونسي غيره في هذه البلاد…
خميس الخياطي/تونس       

 


 

اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة تحذر من اتفاقية منع التمييز

  


الإسلام اليوم / محمود الشريف ضمن مسلسل هدم كيان الأسرة العربية في عولمة نمط الحياة الغربي من خلال الاتفاقيات الدولية، حذرت اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس الإسلامي العالمي، من مشروع هيئة الأمم المتحدة بشأن التقاسم المتساوي للمسئوليات بين الرجل والمرأة. وقالت المهندسة كاميليا حلمي رئيسة اللجنة: إن الأمم المتحدة تسعى للضغط على الدول الإسلامية والعربية لقبول اتفاقية (السيداو) منع التمييز ضد المرأة التي تنشر في بنودها الفاحشة والزنا، وضخ أفكار، وقيم تخالف شريعة وثقافات العالم الإسلامي، من خلال السماح للمراهقين غير المتزوجين باستخدام وسائل منع الحمل وإجبار الدول على تدريبهم على استخدامها، وكذلك التطابق التام بين الرجل والمرأة مما يمرر حقوقًا للشواذ، وكذلك نشر الإباحية، والتشجيع على التعليم المختلط. وأشارت حلمي خلال مؤتمر صحفي انعقد في مقرها بالقاهرة تحت عنوان: (التقاسم المتساوي بين النساء والرجال بما يشمل تقديم الرعاية في سياق مرض الايدز) إلى أن مشروع الأمم المتحدة يحاول إزالة الفوارق بين الرجال والنساء عند الزواج أمام القانون، وذلك من خلال السماح بزواج المسلمة بغير المسلم وإلغاء المهر وإلغاء ولاية الأب على البنت البكر، وكذلك إلغاء طاعة الزوجة لزوج، وتجريم وطء الزوجة بغير كامل رضاها واستحداث جريمة اسمها (الاغتصاب الزوجي) لتحطيم العلاقة بين الزوجين، وتجريم تأديب الأبناء وبالتالي رفع ولاية الأب على الأبناء. وكشفت رئيسة اللجنة عن أن المواثيق الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة تقوم علي إقرار حقوق الشواذ، ومساواتهم بالأسوياء في المجتمع في الاتفاقيات الدولية، والإصرار عليه، حتى إنه قد تكرر في إحدى تلك الوثائق أكثر من ستين مرة والترويج لأنماط من الأسر التي تتكون من المثليين (رجل ورجل) و(امرأة وامرأة). التصدي لاتفاقية منع التمييز وأوضحت رئيسة اللجنة الإسلامية أن بعض الدول العربية تصدت لتطبيق اتفاقية « السيداو » ووثيقة بكين وغيرها من الوثائق المعنية بالمرأة والطفل، ومن أبرزها سوريا وقطر واليمن في الوقت التي رفضت أمريكا التصديق على تلك الاتفاقية، باعتبار أنها لا تتناسب مع قانونها، مشيرة إلى خطورة التعديلات التي تم إقرارها في بعض البلدان الإسلامية تنفيذا لتلك المواثيق والاتفاقيات في القوانين الوطنية الخاصة بالمرأة والأسرة وأخطرها إلغاء القوامة وإلزام المرأة بالإنفاق علي الأسرة. وذكرت حلمي أنه من هذه التعديلات الخطيرة التي تمت في تلك الدول منها تونس والمغرب وهي إلغاء ولاية الأب على الابنة في الزواج، وإلغاء تعدد الزوجات، وجعل الطلاق بيد القاضي بدلا من الزوج ، وحرية المرأة في السكن أينما شاءت، حرية المرأة في جسدها أي ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج والاعتراف بنسب الأبناء غير الشرعيين. ووفقا لهذا المشروع فإن على الرجل القيام بمهام المرأة من تربية الأولاد و القيام بالأعمال المنزلية، وقيام المرأة بالدور المعاكس وهو العمل خارج المنزل للحصول على الأجر للمساواة بينها وبين الرجال، مما يعد خرقا للشريعة الإسلامية وضرباً لأساس أربعة المجتمع العربي، الذي يؤكد على قوامة الرجل والتي لا يقصد بها القوامة الزائفة بل القائمة على شروط هي الإنفاق والرعاية والحماية والشورى. دور ائتلاف المنظمات الإسلامية حول دور ائتلاف المنظمات الإسلامية في التصدي للاتفاقيات والمواثيق المنافية للشريعة، أكدت مريم هارون المسئولة بمنظمة « نساء الإسلام الخيرية » في السودان أن الائتلاف شارك في توجيه الشباب العربي للعفة والتمسك بتعاليم الإسلام للوقاية من الإصابة بمرض الايدز، مشيرة إلي خطورة تغيير ادوار المرأة والرجل في الأسرة. وذكرت هارون أن مشكلة المرأة في إقليم دارفور حظيت باهتمام ائتلاف المنظمات الإسلامية وذلك لرفع العنف والفقر ضد النساء في السودان، والحفاظ على كيان الأسرة. وقد أيد الائتلاف في بيان له كل الجهود المبذولة لحل مشاكل الفئات الأضعف اجتماعيا وضرورة احترام تعددية الثقافات والخصائص بين شعوب العالم المختلفة، ودعمه للحكومات التي تتمسك بالتحفظات التي وضعتها على كل ما يتعارض مع الأديان والقيم والثقافات الخاصة بشعوبها أثناء توقيعها على الاتفاقيات الدولية المعنية بالمرأة. وقال بيان الائتلاف: « إن الضغط الدولي نحو دمج تلك الاتفاقيات في جميع التشريعات والسياسات يتنافى مع مبدأ احترام التنوع الديني والثقافي والاجتماعي بين الدول، وإن إلغاء كافة الفوارق بين الرجل والمرأة يؤدي للتصادم مع الحقائق العلمية والفطرة السوية في الكون ».    حول انتشار مرض الايدز، أكد البيان أن الخرائط الدولية التي تظهر توزيع نسب الإصابة بالمرض تشير بوضوح إلي أن الدول الإسلامية هي الأقل في نسبة الإصابة على مستوي العالم إذ لا تتجاوز 1%، وان ذلك يرجع لثقافة وأخلاق العفة التي تسود هذه المنطقة حيث تنحصر العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة في نطاق الزواج الشرعي فقط.  مجمع الفقه الإسلامي في الهند كما أعرب مجمع الفقه الإسلامي في الهند عن قلقه من تطبيق الاتفاقيات التي تنص على إلغاء كافة الفوارق بين الرجل والمرأة، وأن المطالبة من كل الدول التوقيع عليها هو اعتداء صارخ على استقلالية وسيادة الدول، وأنها أنتجت اختلالا في تحمل المرأة لدورها على تربية أبنائها. وشدد المجمع على أن علاج مرض الايدز ليس بتوفير العازل الطبي عند الممارسات الجنسية أو وضع تدابير مناسبة لإقامة علاقات غير شرعية، بل باللجوء على الحل الوحيد في كافة الأديان السماوية وهو الزواج الشرعي وبالتالي الوقاية من الإصابة بالمرض، وأنه لابد من التنسيق بين الهيئات الدولية والمؤسسات الدينية للقضاء على هذا المرض، وتحديد العلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة. رفض الاتفاقيات المخالفة للشريعة وأعربت اللجنة الإسلامية عن رفضها لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تخلف الشريعة الإسلامية، وقيم وثقافات العربية، و على رأسها مشروع تطبيق اتفاقية « السيداو » والذي ترعاها لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة، ولمحاولة إلغاء كافة الفوارق بين الرجال والنساء، واقتسام رعاية الأسرة والأبناء والعمل على التمهيد لاستصدار قوانين تلزم الرجل باقتسام تلك الأدوار مع المرأة في المنزل وبالتالي معاقبة غير الملتزم. وطالبت اللجنة الإسلامية قادة الرأي في الدول العربية والإسلامية بإظهار كافة المساوئ والمتناقضات لتلك الاتفاقيات والوثائق، ومدي خطورتها على نشر مرض الايدز بين الشعوب، ونتائجها السلبية على مجتمعاتهم.   (المصدر: موقع الاسلام اليوم بتاريخ 21 مارس 2009)


                                     

رسالة إلى إبن لادن.

 


 
الهادي بريك 
السلام عليك ورحمة الله وبركاته. السبب المباشر للرسالة : رسالتك الأخيرة في الشريط الأخير الذي بثته قناة الجزيرة التي يستمع إليها 300 مليون عربي وعربية على الأقل ممن يزحمون معنا الأرض اليوم .. رسالتك التي تقول فيها بصوتك وبالحرف الواحد :  » الزعيم الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد مرتد على عقبيه إلخ .. ثم تدعو فيها ـ صراحا بواحا ـ بقية الفصائل التي تنازعه الأمر في الصومال إلى مقاتلته إلخ .. « . حضرة السيد القارئ الكريم.  أليس الدين النصيحة كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام؟ هل أن فلانا أو فلانة أكبر من أن ينصح ( إلا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام سيما في ما يتعبد به أو لمن جاء بعده ) أو أن أحدهما أحقر من ذلك؟ لا أبدا. ليس هناك كبير على النصيحة ولا صغير عليها. ليس إبن لادن إمرئ إستغلق عقله عن سماع النصيحة لتدبرها وتمحيص غثها من سمينها. ولكم أود أن تصله كلماتي هذه ولكم أود أن أستمع إلى رده عليها ولكن يبدو أن ما وراء عرش الرحمان سبحانه أدنى إلي من ذاك وحسبي قول الكتاب العزيز :  » معذرة إلى ربكم « .. حضرة السيد إبن لادن. الله وحده يعلم أني أصد عن لعنك وما ينسل منه من شتم وسب وإيذاء صدا.. الله وحده يعلم أني أغضب لذلك كائنا من كان اللاعن مني قربى رحم أو قربى تفكير.. الله وحده يعلم أني تعلمت من سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام كيف أميز بين الإختلاف في الأمر ( سواء كان أمر دين أو أمرا داخل الدين ) وبين إطلاق العنان للعواطف الهوجاء تدهس الفريسة لعنا وسبا وشتما إنتقاما أثبتت التجربة ( بعد علم الدين ) أنه إنتقام للنفس ليس فيه ما يمكن أن يكون لله حبة خردل حتى لو سول إبليس لأصحابه ذلك ألف مرة ومرة.. الله وحده يعلم أني أسخر ممن يكفرك أو يبدعك من سويداء قلبي ممن إختلطت فيهم محكمات الدين بمطامح السياسة ( وكلهم أو جلهم من أهل موطنك الأصلي) والله وحده يعلم أني أعد التكفير سلاحا من أسلحة الضعفاء في موازين الحجة والبرهان إلا قضاء إسلاميا شرعيا من أهله في محله ولست لا من أهله ولا في محله.. وأنى لنا بقضاء يطامن من غلواء الإفتاء!!

حضرة السيد إبن لادن.

كانت أول صلة بك عبر حوارك الطويل جدا ( صفحتان أو ثلاث ) عام 1995 ( أو ربما عام 1996) على جريدة القدس العربية يوم إلتقاك رئيس تحريرها السيد عبد الباري عطوان في أفغانستان ( أو ربما باكستان ) .. إنزعجت لقولك بالحرف الواحد في ذلك التصريح الطويل جدا بأن المسلم الذي يقطن بلاد الغرب كافر. قرأت وعاودت القراءة لعلي أجد لتصريحك محملا لغويا أو عرفيا ينأى به عن التكفير بلغة الشرع فما أسعفتني قراءتي. تألمت جدا. ولكني تألمت لك ورثيتك طويلا في نفسي. رثيتك لأنك بؤت بتكفير ملايين مملينة من المسلمين المقيمين في بلاد الغرب .. تكفيرا بالجملة يستنكف عنه حتى العملاء في أسواق الجملة التي يدلف فيها التاجر الحصيف مميزا بين غث وسمين. ثم جاءت كارثة دار السلام التي حملت إلينا صورا من أفارقة أبرياء قتلوا كما تقتل الموؤودة التي ينصب لها الرحمان سبحانه يوم القيامة معرضا خاصا به عنوانه :  » وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ». معرض يحشر فيه القاتل والمقتول فلا يلج هذا النار ولا ذاك الجنة حتى يعاد المشهد بتفاصيلة صوتا وصورة على مرأى ومسمع من ولد آدم كله أجمعين قاطبة .. يومها يموت القاتل الظالم نكدا وحسرة وأسى وفضيحة قبل أن تندلق أقتاب بطنه في النار .. ثم جاءت كارثة نيويورك .. وما أدراك ما يسميها مئات من الشباب الغر الذين جندتهم في دعوتك غزوة مانهاتن!!! كنت غبيا أنسب إليك وحدك ـ كما يفعل كل الناس تقريبا ـ كارثة نيويورك فلما إطلعت على تقارير أروبية وكتب لن أزال أرى أن تلك الكارثة لم تكن فيها ـ يا سيد إبن لادن ـ سوى مغررا به أغرته المخابرات الأمريكية بحكمة دقيقة جدا ودهاء يكاد لا يجد له اليوم نظيرا فلما أوقعوك في الفخ الذي ينصبون لم تتردد لحظة واحدة في تبني تلك الكارثة التي غيرت التاريخ .. تبنيتها بجهل كبير مركب بفقه محيطك .. وبذلك باءت المخابرات الأمريكية بحسنيي الدنيا : تقديم الغطاء الديني والدنيوي لأكبر سفاح في عصرنا ( بوش الإبن ) حتى يهجم على الإسلام والمسلمين أينما كانوا يدهسهم بصواريخه دهسا لا يعرف شفقة ولا رحمة ويصب عليهم من جام حنقه الصليبي الأرعن من السماء جحيما يعقم الأرض وأرحام النساء بمثل ما فعل أسلافه من قبل في اليابان .. تلك هي الحسنى الأولى. أما الحسنى الثانية فهي : بتبنيك لكارثة نيويورك أصبحت الإدارة الأمريكية في حل من أمرها لا تحتاج لأدنى إعتذار أو تأسف مادمت أنت الذي تهاجمها في عقر دارها وتتبنى ذلك صباح مساء دون أدنى حرج ولا تثريب عليك.. كانت إذن كارثة نيويورك رحمة مهداة على طبق من ورد وفضة كما يقولون على طاولة تلك الإدارة التي فرت لتوها من مؤتمر بجوهانسبورق ( جنوب إفريقيا ) بعدما أدركت أنها مدانة إدانة دولية كبيرة وبعدما صدقت أكبر مؤسسة دولية على أن الصهيونية حركة عنصرية.. كانت كارثة نيويورك حركة إنقاذ لأمريكا من أمريكا بإمتياز شديد .. حركة إنقاذ تبحث عنها في الإنجيل والتوراة فلم يسعفاها .. حركة إنقاذ كانت تبحث عنها في السماء والأرض فلم تظفر بها. حركة إنقاذ سعت إليها بحكمة مخابراتها ودهائها وأوقعت فيها إبن لادن وتنظيم القاعدة .. تماما بمثل ما يوقع السبع المفترس فريسته في حبائله دهاء منه ومكرا.. كانت كارثة نيويورك ـ وهذا هو الأهم في القضية ـ شهادة وفاة كتبتها الإدارة الأمريكية لما لا يقل عن ستة عقود من إنجازات وثمار العمل الإسلامي في الغرب عامة وأمريكا وأروبا خاصة. شهادة وفاة قبل الوفاة .. شهادة وفاة مزيفة مزورة .. كانت كارثة نيويورك عاصفة هوجاء تدمر كل شيء بإذن من الإدارة الأمريكية .. عاصفة لم تملك حتى أوربا ( ألمانيا مثلا التي عاجلتها الكارثة وهي تتوسل عضويتها في مجلس الأمن من خلال رفع الحظر عن نشاطها العسكري بعد الكارثة التي أحلها بها زعيمها السابق واللاحق  » هتلر » ).. عاصفة لم تملك حتى أروبا إلا الإنحناء تحت وطأتها لشدتها .. كان بوش في تلك الأيام ثورا هائجا يحطم كل شيء يقف أمامه. ثم كانت نجاة الوجود الإسلامي في أمريكا وأوروبا من قبضة ذلك الثور الهائج وطحين تلك العاصفة الهوجاء .. كان ذلك ( أحدثك من موقعي الكارثة : الموقع الجغرافي أي ألمانيا التي تجاهلت عظمتها الإقتصادية فأنتظمت وراء السفاح بوش كما ينتظم كلبك الوديع المخلص عندما تعقد في عنقه حبلا تقوده بك من خلفك إلى حيث تشاء وتريد. والموقع الثقافي أي شعوري المباشر بتداعيات القصف الأمريكي ضد الوجود الإسلامي الأوروبي بعدما أثمر وأينع وتفيأت ظلاله الوارفة أجيال بعد أجيال ) .. كانت تلك النجاة معجزة من معجزات الإسلام وللإسلام معجزات ومعجزات عندما يفقهه الرجال في الرؤوس ثم يضعونه فوق الميزان تشاورا بينهم وإعدادا لقوة الحديد فوق أرض التوحيد الصافي مضرجة بزلالات الإخلاص الكافي .. دعنا في قضية الصومال. لما أوشكت أن أتناسى إنزعاجي الشديد بكارثتي دار السلام ونيويورك عاجلتني بدعوتك الصريحة على قناة الجزيرة إلى الفرقاء الصوماليين بقتال الحكومة التي يقودها الشيخ شريف شيخ أحمد إعتمادا على فتواك بشأنه :  » مرتد على عقبيه « !!! من أين أبدا معك يا حضرة السيد إبن لادن؟ 1 ــ إذا بدأت معك بالقرآن الكريم فهو مرجعك ومرجعي فإن الكتاب العزيز يقول في شأن الطوائف الإسلامية المتقاتلة في سورة الحجرات :  » وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصحلوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين « . في الصومال طوائف إسلامية كثيرة بعضها ينتهج المنهاج المسلح وبعضها يتوخى غير ذلك وتجلى ذلك في مقاومة الأمريكان ثم حلفاءهم في المنطقة. الصومال بلد عربي مسلم وشعبه مسلم وهو أفقر بلد عربي وإسلامي تقريبا.اللاجئون في أروبا من الصومال بالآلاف ويبدو من خلال تعاملنا معهم فيما مضى من الأعوام والسنون أن الشعب الصومالي أقرب إلى الفطرة البشرية والخلق الإسلامي من أكثر الشعوب العربية والإسلامية. أرض الصومال إستراتيجية بالمعيار الإقتصادي والسياسي والثقافي بسبب موقعها الجغرافي والحضاري( المحيط الهندي والبحر الأحمر وبوابة السفن التجارية في العالم كله وشطآن طويلة جميلة وموارد بشرية وبحرية وسطحية وزراعية وربما يكون الصومال سابحا فوق موائد ميادة من الذهبين الأسود والأحمر). هل بغت إحدى الطوائف على الأخرى بعد إنتخاب البرلمان الصومالي للشيخ شريف شيخ أحمد رئيسا للبلاد؟ وإذا كان هناك بغي فهو من جانب إخوانك ( إخوانك في المنهاج العسكري عندما يكون المنهاج العسكري وبالا وجزء من المشكلة لا جزء من حلها ) أما من جانب الشيخ شريف فليس هناك حتى مجرد رد للتحصن والدفاع عن النفس بله أن يكون بغيا. هل وصل الإقتتال بين الطوائف المختلفة في منهاج الإصلاح أو طرد ما بقي من إحتلال ( رغم أن المراقبين يؤكدون بأن الإحتلال أضحى أثرا بعد عين أو هو إلى ذلك صائر ولو بعد حين ) .. هل وصل حدا لا بد فيه من إستخدام أقسى أنواع الكي والعلاج أي :  » فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله « ؟ طبعا لا. 2 ــ إذا ثنيت معك بإجتهاد أهل الرأي في هذه القضية فإن المعروف فهما ثاقبا من آية الحجرات أن الإصلاح مقدم على القتال لثني الطائفة الباغية إلى الفيئ إلى أمر الله. فهل جربت الإصلاح بين الطوائف أم تعجلت الدعوة إلى القتال قبل إستنفاد الإصلاح؟ كما أنه معلوم أن ثلة كبيرة من أهل السياسة والإجتهاد في الإسلام ( منهم الإمام القرضاوي والشيخ سلمان العودة وغيرهم كثير) تقدموا بخطوات عملية للإصلاح بين شيخ شريف شيخ أحمد والفصائل الأخرى ودعوا إلى ذلك صراحا جهارا وأوفدوا الذي أوفدوا.. مقتضى ذلك أنه يجب تقديم الإصلاح أولا ثم تقديم خطوات الإصلاح ثانيا ثم وهو الأهم شرعا ومصلحة : إذا تقدم غيرك بمبادرة صلح لنزاع بين مسلمين أو بين طائفتين أو ما إلى ذلك .. فإنه يحرم عليك ( شرعا ومصلحة معا) إنشاء مبادرة لطي صفحة الصلح والدعوة إلى نار حرب مسعورة. أصل ذلك قوله سبحانه فيما غدا أصلا في الدين :  » والصلح خير ». 3 ــ ألا تراك تعجلت على من حكمت بردته على عقبيه فهلا بينت لنا معتمداتك من الدين؟ ألا تخشى إذا حكمت بالردة على رئيس دولة أن يتلقف الأغرار من الشباب والساخطين فضلا عمن لهم أنواء مع ذلك الرئيس حتى ممن ليس له علاقة بالدين .. فيضعون تبعا لذلك مصير بلاد بأسرها وشعب بأكمله ومن بعده جيرانه ومن قبل ذلك أمة وثقافة وحضارة .. يضعون كل ذلك في ميزان التكتلات الدولية المتربصة بالإسلام وبأمة الإسلام؟ هل ترى أن الإفتاء بالردة يستوي فيه الشخص العيني العادي ( الشخص المادي بالتعبير الإقتصادي ) مع الشخص المعنوي الإعتباري الرمزي ( وهل هناك اليوم في دنيانا أكثر إعتبارية ورمزيرة ومعنوية من منصب رئاسة الدولة واقعا معروفا ( نسبة إلى العرف والعرف مصدر من مصادر التشريع الإسلامي). 4 ــ إذا حكمت بردة الشيخ شريف شيخ أحمد وتجاوزنا كل ما آنف ذكره فهل تراك تعجلت الأمر عندما تقمصت دورين في شخص واحد ومؤسسة واحدة ودون تفويض من أحد : مؤسسة المفتي ومؤسسة القاضي. أفتيتنا بردته عن عقبيه بعدما علمنا إسلامه ( أفتيتنا بذلك دون أن تلتقي الرجل وتستقصي كل تفاصيل وجزئيات ما ينحسم عندك بردته بسبب أنها فتوى مستخلصة من حكم عام أفادنا أن السيد شريف مسلم مؤمن فلا سؤال منك ولا جواب منه إنما أفتيتنا بردته عن عقبيه كما علمنا بكفر السفاح بوش بسبب إعتناقه للمسيحية ) ثم أفتيتنا بالخروج عنه ودعوتنا إلى مقاتلته بالذخيرة الحية بسبب تلك الردة. أي علاقة بين الأمرين؟ أليس الأنسب عزله دون مقاتلته أو دعوته إلى الإنعزال حسما للدماء البريئة؟ هل يقضي القاضي بأمر من مثل هذا قوة في الأثر دون أن يلتقي المرتد أو يتحدث إليه أو يرعى أثر قضائه فيه؟ 5 ــ إذا حكمت بردته عن عقبيه فتيا منك ثم قضيت بشرعية مقاتلته بالذخيرة الحية وجوبا شرعيا وكان كل ذلك ـ جدلا ـ صحيحا لا غبار عليه فكيف تبث ذلك على شريط مسموع في قناة الجزيرة ويلتقطه ما لا يقل عن ثلاثمائة مليون عربي وما لا يعلمه إلا الله وحده سبحانه من أضعاف أضعافهم من المسلمين؟ هل من عادة المفتين والقضاة من قبلك إشاعة ذلك على أوسع نطاق ممكن فيتلقفه من يعلم ومن لا يعلم ومن يهمه الأمر ومن لا يهمه وتكون من ذا فتنة وأي فتنة كادت تذهب بالصومال وشعبه إلى السحيق الساحق ثم يجعلها لقمة سائغة بثرواتها ودينها في بطون أعداء أمة الإسلام والسباع الآدمية في شمال الأرض التي تنهبنا نهبا لا ترعى فينا إلا؟

وأخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا يا حضرة السيد إبن لادن.

1 ــ لكم أود أن تصلك كلماتي هذه ولكم أود ردا منك عليها لعلي أنتهج نهجك إن كان في نهجك ما يغريني في ديني ودنياي والحكمة ضالة المؤمن هو بها أحق.ولكن أنى لها ذاك وأنت تتحصن حيث ترد علينا ولا نملك عليك ردا وبذا يضحى الحوار بيننا حوار طرشان كما يقولون.. 2 ــ أخاطبك بكلماتي هذه شفقة عليك ورب الكعبة من أسئلة يوم القيامة : بأي حق أفتيت بردة فلان وكفر علان ومقاتلة هذا ومهاجمة ذاك؟ ألست الأعلم بأن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء؟ ألست الأعلم بأن قضية الدماء والفروج والأموال ( بتعبير الفقه القديم ) قضية خطيرة كبيرة مقدمة لا مجال فيها للخطإ حتى جاءت القاعدة الشرعية القضائية المعروفة ( تدرأ الحدود بالشبهات). أليس ذلك هو مصداق الفقه الحديث : حقوق الإنسان مقدمة على حق الله المجرد؟ ألم يحفل الإسلام أيما حفل بفقه الحرمات أي فقه حقوق الإنسان دما وفرجا ومالا فليس هو مما جاء فيه قولان أو عشرة أقوال. بل هو قول واحد لا ثاني له فإن كان كذا فبها ونعمت وإن لم يكن تخلف ذلك وحل محله : يفسر الشك لصالح المتهم وهي قاعدة شرعية قضائية قديمة. 3 ــ أخاطبك بكلماتي هذه لأني أعلم أن أتباعك في الأرض كثر وهم كثر كذلك لسبب واحد هو : فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وكشمير وقواعد أمريكية في قطر وأخرى في غير قطر وحكام أذلوا أنفسهم لأمريكا وأذيال أمريكا لا إيمانا بأمريكا وكفرا بالله ورسوله واليوم الآخر( في أغلبهم على الأقل ) ولكن حبا في الدنيا أعماهم وأضلهم وأغواهم. مقتضى ذلك هو : المقاومة التي تقدم مقاومة الحكام ( وأنسب إلى ذاتهم ما شئت من شرف إلا نعت الكفر فتجنبه وفر منه فرارك من الكفر ذاته ) على مقاومة ذلك الذئب الشرس الماكر الذي يخافه أولئك الحكام ( أي إسرائيل ومن يحميها ) هي مقاومة تنكبت زمانها ومكانها أو هي شجرة عقيم. ها أنت نفسك راجعت نظريتك التي شيدتها في البداية على حديث نبوي لئن صح سنده فإن في محله نظر ونظر( إخراج المشركين من جزيرة العرب). معنى كل ذلك هو : أحوال الأمة من إحتلال أرض وظلم داخلي متعدد الأبعاد وفرقة هي مادة المقاومة وحقلها ولكن علينا ترتيب أولوياتها فلا نؤخر فلسطين ونقدم إخراج المشركين من جزيرة العرب ( ولم أعلم في حياتي وجود مشركين في جزيرة العرب بعد النبوة وقل رب زدني علما) كما أنه علينا ترتيب منهاج تلك المقاومة إصلاحا داخليا لا يغني فيه الشرع وحده ولكن لا بد فيه من محكمات الميزان والميزان مأمور من مأمورات الشرع ذاته والإجتهاد في ذلك لئن قبل التعدد فإنه يبغي الإجماع قبل ذلك أما الإجتهاد الفردي في عظائم الأمر وعزائمه فلا يجدي نفعا بل قد يورث غرورا ومهلكة. 4 ــ أخاطبك بكلماتي هذه لأني أعلم أنك ساهمت في تفريق شمل العاملين للإسلام من حيث كنت تريد إصلاحه وتظن الإحسان به. أخاطبك لأن أتباعك الذين يتهافتون على تنفيذ كلماتك التي يسمعونها كما نسمعها نحن من الفضائيات منهم العاقل الذي يعرف كيف يكون مقلدا مجتهدا لك ينزل فتاويك وأحكامك القضائية منازلها بإختلاف الزمان والمكان والحال والعرف ومنهم من هو غير ذلك ينبسط في تنفيذ أمرك تنفيسا عن لظى بحق أو بغير حق يجده في صدره. هل يسائلك ربك سبحانه يوم القيامة عن أخطاء هؤلاء أم يطبق فيهم ( لا تزر وازرة وزر أخرى )؟ هل أذكرك بقالة المحدث المجاهد الصابر الإمام أحمد عندما سئل عن كاتب الظالم وجلاده ورئيس قلمه ما موضعه من الظلم؟ قال : هو الظالم. لأن الأمر بالظلم أشد من مزاولته بسبب أن العقل مسؤول أكثر من الجارحة و عبادة القلب مقدمة صلاحا وطلاحا كذلك. 5 ــ أخاطبك بكلماتي هذه لأن السلفية التي عرفناها قبل مجيئك سلفية إسلامية قحة أصدق قالة فيها قالة الدكتور البوطي ( السلفية مرحلة تاريخية زاهرة في تاريخنا وليست مذهبا فقهيا). كنا قبل مجيئك ( سبعينيات القرن الميلادي المنصرم في قطر عربي مسلم) نسمى من لدن العالمانيين ومن والاهم : سلفيين. ثم دارت الأيام فأصبحت أنت ومن معك رمزا للسلفية الجهادية بعدما كانت السلفية تعني عند كل مسلم : مذهبا عقليا ومسلكا عمليا في التدين يقدم الكتاب والسنة وفهم الصحابة وأهل القرون الثلاثة الأولى ( قرن بمعنى جيل وليس بمعنى مائة عام وليس هنا محل التحقيق) وهو المسلك الأنسب والأصوب الذي لا ينبذ الإجتهاد من أهله في محله ولا التجديد في الدنيا وطرائقها والدعوة وأساليبها. ولكن تحولت بك السلفية إلى سلفية جهادية أساسها التكفير المسلط ضد المؤمنين والتفجير المسلط ضد المؤمنين والكافرين سواء بسواء كأنه دمدمة يوم القيامة. سلفية فرقت صفوفها حتى نبتت سلفية مضادة لك بالتمام  والكمال : سلفية تعتبر زمرة الحكم العربي والإسلامي المعاصر ( الخليج مثلا ) خلافة راشدة على منهاج النبوة أو قريبا من ذلك!!! ليت شعري أي السلفيتين أصح وأبقى؟ السلفية الجهادية هرطقة شباب أقحلت عقولهم من الفقه الإسلامي فهي بياب والسلفية التي تزكي الفجرة العهرة الفسقة من الحكام هرطقة مماثلة في المنهاج الفكري مخالفة في الإتجاه الأفقي تبيع الآخرة بعرض من الدنيا وهي صنيعة أولئك العهرة.. أما السلفية الوسطية المعتدلة التي تزاوج بين الأصل والعصر على منهاج الفاروق عمر وعمدة الفقهاء مالك وأبي حنيفة وعمدة الإجتهاد إبن تيمية وإبن القيم .. تلك سلفية الأمة وهي سلفيتنا وهي منهاج أهل السنة والجماعة ولكنه منهاج لا يكفر الخوارج والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية والأباضية والظاهرية وبعض فرق الشيعة تكفيرا بالجملة إذ لا وجود في تراثنا لتكفير مذهب بأكمله إلا مذاهب باطنية معروفة قليلة من مثل الإسماعيلية أو مذاهب أخرى بان مروقها من مثل القاديانية والبهائية وغير ذلك .. تلك سلفية الأمة وتلك سلفيتنا التي نواجه بها التحديات العقدية الجديدة الخطيرة من مثل الإلحاد والشيوعية والدعوات القومية القذرة حتى بالمقياس الفطري الجبلي فضلا عن المقياس الإسلامي وفضلا عن العالمانية ذلك الدين الدائن الذي يدين به اليوم آلاف مؤلفة من شباب المسلمين وبناتهم جهلا مركبا وتحديات أخرى لا بد من إخضاعها لفقه مراتب الأعمال بلغة إبن القيم .. 6 ــ أخاطبك بكلماتي هذه وقد تابعت لك تصريحات سابقة تحط فيها كثيرا من قدر المقاومة الفلسطينية سواء كانت بإسم حركة حماس أو الجهاد أو غيرها من الفصائل الإسلامية أو الوطنية.. تحط فيها بلمز وغمز لا يخفيان بسبب أن تلك المقاومة كانت مقاومة عسكرية من جانب وسياسية من جانب آخر.. بسبب تبنيها للمنهاج الديمقراطي .. فهل نعيد إنتاج أحط قالة إنتجها إنحطاطنا المعاصر : الديمقراطية كفر!!! وما البديل عنها؟ حكم الله. ومن ينفذ حكم الله؟ أليس هو فلان وعلان؟ وكيف يحكمنا فلان وعلان فيما هو ظني وما أكثر الظني في الدين فضلا عن الدنيا؟ هل يحكمنا بحكم الله حيث لا حكم لله أم يحكمنا بحكمه زاعما أنه حكم الله أم يدعنا بغير حكومة خوفا من الوقوع في حكم غير الله أم يكون حكمه عندما يكون هو الحاكم حكم الله وعندما لا يكون هو حاكما يكون حكم غيره حكم الطاغوت والديمقراطية!!! إذا سفهت مقاومتنا يا سيد بن لادن ومن قبل ذلك سفهت منهاجنا معتكفا حيث أنت ترد علينا ولا نملك علينا ردا للدواعي الأمنية تفتينا فيمن تشاء بالردة على عقبيه وتقضي علينا بالخروج عليه إقتتالا يطعن به أتباعك أموال من شاؤوا ودماءهم وفروجهم .. إذا كان منك ذاك فإني أخشى عليك سوء العاقبة ومن نوقش الحساب عذب كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام وأول من يناقش الحساب من ولغ في دماء الناس وأموالهم وفروجهم حتى بحق ليقضى فيه بالحق والعدل فما بالك بمن وطئ ذلك بغير حق.. كلمة أخيرة.

عد إلى أهلك وقومك عودا جميلا وإنتظم في صف الإصلاح الإسلامي المعاصر إنتظاما جميلا فذاك الجهاد وذاك الرباط أما التحصن حيث أنت تحسن من شئت وتقبح من شئت فهو شأن مسيحي ( أعاذك الله وإيانا جميعا من التشبه بهم دينا لا دنيا ) ينتصب فيه القس أو الراهب في دير من الأديرة منعزلا يعكف على إصدار صكوك الغفران لمن رضي عنه وتوقيع صكوك الغضب على من سخط عنه. والله وحده تعالى أعلم. الهادي بريك ـ ألمانيا (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 21 مارس  2009)

 


 

تصعيد حول برنامج «الحق معاك»

الصيد: تحد واضح وخطير بن غربية: نستعد للحصة القادمة


تونس -الصباح: جدل كبير يشهده قطاع المحاماة في الأيام الأخيرة فيما يتعلق ببعض البرامج الاجتماعية التي تبثها خاصة قناتي « تونس 7″ و »حنبعل » والتي تعتمد اساسا على مشاركة بعض المحامين فيها.  وقد خال البعض أن هذا الجدل انتهى بمجرد عقد مجلس الهيئة الوطنية للمحامين اجتماعا طارئا يوم الثلاثاء 17 مارس الجاري واصداره لبيان عبر فيه بوضوح عن موقفه من هذه البرامج التلفزية ومن مشاركة بعض المحامين فيها.وتأكيده على وضع حد لهذه المشاركة الا بشروط . ولكن كانت المفاجأة الليلة قبل الماضية (19 مارس) عند بث حلقة جديدة من برنامج « الحق معاك »،والتي انطلقت على غير العادة باعادة جزء من الحصة الحدث، حصة 12 مارس التي أثارت موجة من الاستياء في صفوف المحامين بعد التطرق الى مشكلة مواطنة ادعت أن أحد المحامين « تحّيل » عليها واحتفظ لنفسه بمبلغ 190 الف دينار كانت احدى شركات التأمين دفعتها لها تعويضا عن الضرر الحاصل لها ولعائلتها جراء وفاة زوجها في حادث مرور. وبعد عرض هذا الجزء من حصة 12 مارس وبعد التعرض الى بيان الهيئة الوطنية للمحامين وما جاء فيه،تم المرور الى بعض القضايا الاخرى بحضور الاساتذة المحامين السادة فتحي المولدي وأمال القروي وكمال بن مسعود. وهو ما يعني اما ان الاساتذة حصلوا على الترخيص اللازم من العميد مثلما نص على ذلك بيان الهيئة الوطنية للمحامين الصادر يوم الثلاثاء 17 مارس الجاري على اثر اجتماع مجلس الهيئة الوطنية للمحامين،أو انهم ضربوا عرض الحائط بما جاء من قرارات عن الهيئة ومن تحذير وتهديد بالإحالة على مجلس التأديب وعلى عدم المباشرة. العميد: « تحد سنتصدى له » وعند بث البرنامج،اتصلت « الصباح » بالعميد الاستاذ بشير الصيد للتأكد من مدى إلتزام الاساتذة المشاركين في البرنامج بما جاء في بيان مجلس الهيئة الوطنية للمحامين،فكان رده وتاكيده بأن « الزملاء » لم يحصلوا على الترخيص المطلوب للحضور في حصة « الحق معاك » التي تم بثها مساء اول أمس ». وذكر العميد الصيد بان ما حصل الليلة قبل الماضية » يعّد تحد واضح وخطير ووراءه خلفية « . واضاف « سنتصدّى لمثل هذه الانتهاكات التي اصبحت مقصودة وبوضوح..المحامين لن يصمتوا مهما كان الامر ومهما كانت النتائج… » وقال »انها معركة تشن على المحامين ..وأن هناك من يريد ان يفرض علينا معركة..ونحن مستعدون لها وسنخوض هذه المعركة » وشدّد العميد »سنتصدّى لهم بكل قوة.وسنخوض معركتنا للآخر » . وسألت « الصباح » العميد بشير الصيد حول مدى استعداد الهيئة للمضي قدما وتنفيذ ما جاء في بيانها الاخير الصادر يوم 17 مارس. فاكّد العميد بأن الاجماع كان سائدا يوم اجتماع مجلس الهيئة على القيام باجراءات التتبعات التأديبية اللازمة ضد أي محام يخالف قانون المهنة ويخالف ما جاء في البيان من ترتيبات وقرارات.وذكر بأن القرارات الاخيرة ستطبق وسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة ضد من خالف التعليمات والقرارات الصادرة عن الهيكل المؤطر للمحامين.واكد ان جميع ما جاء في البيان سينفذ سواء فيما يتعلق بالبرامج التلفزية او الاذاعية التي فيها مس من قطاع المحاماة وأهله أو فيما يتعلق بالمحامين المخالفين الذين سيحالون على مجلس التاديب.  بن غربية: »نستعد للحصة القادمة » وحتى نتعرف على راي الطرف المقابل إتصلت « الصباح » بمعز بن غربية معد ومقدم برنامج »الحق معاك » الذي قال: « نحن نستعد لإنجاز حصة الأسبوع المقبل ». وكان مجلس الهيئة المنعقد في جلسة طارئة يوم الثلاثاء الماضي قرّر: « – أولا: القيام بالاجراءات القضائية اللازمة لمنع بث كل البرامج التلفزية او الاذاعية التي من شانها النيل من هيبة المحاماة وكرامة المحامي. – ثانيا:دعوة السيد العميد للتنبيه على كافة الزملاء الذين شاركوا في مثل هذه الحصص سواء بالتنشيط أو تقديم الاستشارة او الحضور بالكف عن ذلك مستقبلا واعلام الجميع ان المشاركة في أي برنامج لا بد لها من الاستئذان من عميد المحامين ويراعى في ذلك موضوع البرنامج ومحتواه بما ينسجم مع حرمة المحاماة وقانونها واخلاقياتها وتقاليدها. – ثالثا: مطالبة السادة رؤساء الفروع ومجالس الفروع باجراء التتبعات التاديبية اللازمة ضد كل الزملاء الذين ثبتت مخالفتهم للقانون وإحالتهم على مجلس التأديب وعلى عدم المباشرة. …. -خامسا: القيام بتحركات احتجاجية في صورة ما اذا تواصلت مثل هذه البرامج التي تنال من كرامة المحاماة وشرف المحامين. » الحق مع من ؟ المسألة اذا مرشحة للتطور والتصعيد بين فريق برنامج « الحق معاك » وبين الهيئة الوطنية للمحامين وعلى راسها العميد البشير الصيد. والطريف أن فلسفة برنامج « الحق معاك » تقوم أساسا على المصالحة بين طرفين بينهما خلاف ومحاولة فض هذا الخلاف بالطرق الودية ، لكن البرنامج وعلى عكس أهدافه أوجد خلافا بين المحامين من جهة وبعض المحامين والتلفزة من جهة أخرى…فهل نرى قريبا حصة من هذا البرنامج تخصص لفض الخلاف »بالحسنى « بين هذه الاطراف المتخالفة؟.. والسؤال الذي يطرحه الجميع اليوم هو : »الحق مع من » في خلاف التلفزة وبرنامج الحق معاك ومعز بن غربية والاساتذة المشاركون في البرنامج من جهة وبين الهيئة الوطنية للمحامين وعلى رأسها العميد البشير الصيد من جهة أخرى؟  سفيان رجب  (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 21 مارس 2009 )


قناة البي بي سي تستضيف الشيخ راشد الغنوشي


  تستضيف قناة البي بي سي في حلقة يوم الاثنين 23 مارس في برنامج  في الصميم الشيخ راشد الغنوشي  وسيكون موعد البرنامج على الساعة 19.20 بتوقيت غرينيتش  20.20 بتوقيت تونس ويعاد بث الحلقة يوم الثلاثاء 24 مارس في الساعة 8.20 بتوقيت غرينيتش _ 9.20 بتوقيت تونس وفي الساعة 13.20 بتوقيت غرينيتش 14.20 بتوقيت تونس
المصدر: موقع الشيخ راشد الغنوشي


المتّهمان بقتل «التاكسيست» أمام المحكمة


أحيل على انظار هيئة الدائرة الجنائية بابتدائية تونس المتهمان في قضية قتل سائق سيارة تاكسي احيل ثالثهما على هيئة الدائرة القضائية المختصة في قضايا الاطفال وتمت محاكمته. وبالرجوع الى الوقائع فانه في اواخر شهر ديسمبر 2007 خرج سائق سيارة تاكسي من منزله الكائن بالمروج الخامس وتوجه الى جهة بن سينا وهناك اوقفه ثلاثة شبان وطلبوا منه ان يوصلهم الى جهة شبدة وفي الطريق خامرتهم فكرة سلبه امواله وسرعان ما مروا الى مرحلة التنفيذ فامسك به الاثنان اللذان يجلسان في الكرسي الخلفي فيما جلب الشاب الذي يجلس بجانب حجارة وراح يضربه بها على رأسه وعلى الرغم من  توسلات السائق واعلامهم انه أب لاطفال صغار فلم يرحموه وظل يضربه فيما كان الاثنان الآخران ممسكين به الى ان خارت قواه وعندها اخذوا هاتفه ومبلغا من المال. وبعدما اجهزوا عليه تركوه وهربوا فيما كانت عائلته تتصل به عبر الهاتف ولكنه لا يجيب فأشعروا السلطات الامنية ومن ثمة انطلقت الأبحاث وبعدما جمع المحققون مجموعة من الادلة تمكنوا من ايقاف المظنون فيهم فاعترفوا بارتكابهم لهذه الجريمة. وتبين ان احدهم حدث فأفرد بالتتبع وحوكم من قبل محكمة الاطفال فيما احيل الاثنان الاخران على ابتدائية تونس والتي ستقول كلمتها فيهما خلال الايام القليلة القادمة. مفيدة (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 21 مارس 2009 )


المتّهمون بالاستيلاء على ما يفوق 5 مليارات من الأدوية

من الصيدلية المركزية يستأنفون الأحكام الصادرة ضدّهم


استأنف المتهمون بالاستيلاء على ما يفوق الـ5 مليارات من الادوية من الصيدلية المركزية الحكم الابتدائي الصادر ضدهم وهو بين العامين والـ12 سنة سجنا وخطايا الـ102 والـ200 الف دينار. وبالتذكير بوقائع القضية فانها انطلقت بشكاية تقدم بها الممثل القانوني للصيدلية المركزية وافاد ان ادارة الصحة التابعة لاحدى الوزارات متخلدة بذمتها ما يفوق الـ5 مليارات من الادوية وبانطلاق التحريات ثبت وان المتهمة الاولى والتي تشرف على مستودع الادوية التابع لاحدى الوزارات قد افتعلت  99 فاتورة وبموجبها تمكنت من اخراج كمية من الادوية من الصيدلية المركزية بمقتضى اذون بالتزود فاقت قيمتها الـ5 مليارات وكان ذلك بعد اتفاق بينها وبين أحد المتهمين ثم تولت صحبته التفريط بالبيع في تلك الادوية الى العديد من الصيادلة وعددهم 6 صيادلة. واعترفت طيلة الابحاث بالتهمة الموجهة اليها وبكون السبب الذي جعلها تقدم على ذلك هو مرورها بضائفة مالية كما اكدت ان المتهم الثاني هو الذي اوعز لها بتلك الفكرة. اما بقية المتهمين فقد انكروا ان يكونوا على علم بما اقترفته المتهمة الاولى. واتضح ان من بين المتهمين 6 صيادلة احيل واحد منهم بحالة فرار و2 بحالة سراح و3 موقوفين والمتهمان الاخران احدهما فلاح والاخر متقاعد.. وقد احيلت القضية في جلسة 17 مارس2009 على احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس وتم تأخيرها الى جلسة لاحقة. صباح ـ ش (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 21 مارس 2009 )


في أريانة:

قتله لأنّه تدخّل لإنقاذ فتاة من بطشه


أحيل مؤخرا على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة ملف قضية المتهم بقتل ابن جيرانه بأريانة، وقد باشر قلم التحقيق اجراء تحرياته معه في انتظار المحاكمة. وحسبما ورد بملف القضية فإن المجني عليه شاب في مقتبل العمر خرج يوم الحادثة بعدما تناول طعام الغداء ففوجئ بشخص من متساكني نفس الحي ومعروف ببطشه وكان ماسكا بفتاة وبيده مقص وقطع خصلة من شعرها. ولما رأى الهالك المشهد هبّ لنجدتها وتمكن من تخليصها منه وعندها غضب الجاني وسدد لمنقذ الفتاة عدة طعنات وبعدما تأكد من أنه سقط أرضا ولم يعد قادرا على الحركة تبوّل فوقه. وبانطلاق الأبحاث تمكن رجال الأمن من ايقاف المظنون فيه فاعترف بالأفعال المنسوبة إليه ومن ثمة أحيل على قاضي التحقيق في انتظار المحاكمة. مفيدة   
(المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 21 مارس 2009 )


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين الرسالة رقم 572 على موقع تونس نيوزالإعلام النزيه يراقب كل الدواليب و هو السلطة الرابعةتونس في : 21/03/2009 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي الحوار و الواقعية في وسائل الإعلام يتطلب الشجاعة و الجرأة و الأخلاق


إن رسالة الإعلام عبر العصور هي رسالة القيم و الأخلاق. و رسالة الاصداع بالحقيقة. و رسالة الجرأة في طرق المواضيع. و رسالة النزاهة في طرح القضايا. و رسالة العدل بين الناس. و رسالة تكشف التجاوزات بمسؤولية و أخلاق. و رسالة الوفاق و أخذ حقوق الناس. و رسالة نبيلة تغذي العقول و النفوس بما يصلح المجتمع. و رسالة تنير الطريق للحد من الأنانية المفرطة و التكالب على المادة. و رسالة لا تجامل و لا تعادي أحد. و رسالة تصدع بالحق  و تقف إلى جانب صاحب الحق و تنصره هذه رسالة الإعلام النزيه الديمقراطي الذي يعتمد فرسانه على الله وحده. و عندما أقول الاعتماد على الله فهو إعلام ينبغي أن يراعي حقوق الأفراد و المجتمع و لا يتجاوز و لا يخفي الحقائق و يقول الواقع بأخلاق عالية و مرونة و بأسلوب حضاري. نعم في كل المجتمعات في العالم شرقه و غربه تجد أشخاصا من مختلف الشرائح و المهن و الأعمال و الحرف و الاختصاصات و العلوم لها بعض الغرام و الميولات إلى المادة بشتى الطرق و لا تعرف باب الحلال و الرزق الحلال  فتعتمد هذه الأصناف من الناس و لو كانت نسبتها 1 % في كامل أنحاء العالم إلى الانحراف و التسلط و الانزلاق في الطرق المشبوه فيها و المحرمة شرعا و أخلاقا و تسعى لكسب المال بشتى الوسائل الملتوية على حساب الآخرين و على حساب حقوق الشرائح الاجتماعية بأنواع مختلفة من التحيل و نصب الاشباك المختلفة كل حسب قدرته و علاقاته و سلطانه و اختصاصه و عفرتته ؟؟؟ و هذه بعض العينات و الشرائح: هناك من يتحيل على المرضى بواسطة مصحة للعلاج و يرفع في أثمان كل الأدوية و حتى قارورة الماء للمريض و يحسب كل شيء حسب شهوته و ميولاته و حبه للمال دون مراعاة المرضى و إمكانياتهم المادية. و قد خصصت حلقة لهذا الغرض لكشف التجاوزات و أقلقت بعضهم و أصبح صاحب البرنامج مطلوب و هو من الإعلاميين النزهاء الأخ البشير رجب. و صنف آخر و لو النسبة 1 % يتحيل على صاحب قضية حادث مرور أو أي قضية فيها جبر للضرر المادي و يمص دم موكله و يعطيه من الشاة أقل من ساقها ….؟؟؟ و الآخر يستعمل الغش في البناء و ينهب مال صاحب المسكن بطرق غير شرعية. و الآخر يغش في النجارة عندما تتفق معه على نوع من الخشب بثمن معين و يأخذ التسبقة التي تصل أحيانا نصف المبلغ أو أكثر بعد أيام تجد جهاز الأبواب من الخشب المتفق عليه و البقية أي الأبواب و النوافذ من نوع خشب  رديء للغاية. و في مجال إصلاح السيارات نفس الغش و الأساليب و في كل مجالات الحياة إلا ما رحم الله. و لا يستطيع الإنسان حصر المخالفات و التجاوزات و الإخلال و النهب و السرقات بكل الطرق و لا تستطيع الحصول على حقك إلا بصبر أيوب و عزيمة موسى و أخلاق محمد صلى الله عليه و سلم و قوة إبراهيم عليه السلام  و عدل عمر رضي الله عنه. و أمام هذه الممارسات و التجاوزات ما هو الحل يا ترى في مجتمعات طغت فيها المادة و تعاظمت و أصبحت المادة هي العلاقة بين الناس فلا تستطيع التنقل خطوة واحدة إلا بالمال و مسكين الضعيف و الفقير و صاحب الدخل المتواضع و لا أتحدث عن صنف دخلهم معدوم  و لا مورد لهم إلا ما ساقه الله إليهم من رزق و هو الرزاق المتين و لا أتحدث على أنواع أخرى تسبح في بحور المليارات و المشاريع الكبرى و المتنوعة و العصرية و الحديثة بحرا و برا و جوا و ما يترتب على ذلك من استعمال كل الطرق و يضيع حق المسكين و صاحب الجهد المتواضع. هناك من يقترض المليارات في نصف ساعة و هناك من يبقى سنة كاملة ينتظر دوره في أخد ألف دينار قرضا موسميا من جمعية التنمية (بالحنشة مثلا) و مسكين القليل ؟؟؟ هذه الاخلالات و عدم التوازن و الإفراط في الكسب بالطرق السريعة هي التي ولدت و غذت فكرة التكالب على المادة و العينات التي ذكرتها في مقدمة المقال هي نتيجة عقلية السرعة في الكسب بشتى الطرق لأنه شاهد تونسي له سيارة ثمنها 450 ألف دينارا وعمره اقل من 30 سنة و شاهده أنجز قصرا ﺒ 4 مليارات و مسبح ﺒ 500 ألف دينارا و سيارة لزوجته ﺒ 300 ألف دينارا و في الافراح تتوافد السيارات الفخمة التي اثمانها تفوق الخيال. و عندما يشاهد هذه الإغراءات يسيل لعابه و يفكر في انتهاج سلوك غير حضاري مثل الذي حصل في ملف المحامي مؤخرا و تصعيد القضية و المواقف المتباينة في ملف المحامي بينما كل الأصناف الأخرى و المهن فيها مثل افعال المحامي او اكثر ؟؟؟ دور الإعلام واجب و حاسم و فعال لكشف كل هذه التجاوزات للردع من جهة و فضح صاحبها من جهة أخرى و بالإعلام النزيه يمكن أن نحد من خطورة هذه التصرفات اللااخلاقية؟ و بالإعلام نصلح المجتمع و نضع حدا لمثل هذه التصرفات التي أحرجت بعضهم و هذه الظاهرة التي نمت بشكل ملفت للانتباه. و لا مجاملة و لا رحمة مع من يريد تجاوز القانون في كل الشرائح و للإعلام دور هام و فعال دون تدخلات و دون عاطفة أو تعليمات ليقوم  الإعلام بدوره كاملا كما يقوم القضاء بدوره و لا سلطان عليه إلا ضميره و خوف الله و الإعلام الحر الديمقراطي عليه أن يكشف هذه الأمراض المزمنة  قبل استفحالها في المجتمعات و الشعوب الراقية و الأمم المتحضرة التي لا تخاف من دور الإعلام الحر النزيه بل تعمل على دعمه و مساندته و إعانته على القيام بدوره الفعال و كما قال صديق حميم لي في إحدى المناسبات و هو مسؤول كبير في سلك هام قال لي : « ياسي الهاني عندما يكون لك صندوق يزن 25 كيلوغرام من الغلال و فيه حبة واحدة معطوبة عليك حالا برفعها قبل أن تعدي بقية الغلال و تخسر الصندوق كاملا »  حكمة بليغة و رأي سديد نعم كل الأمم فيها هذا السلوك المنحرف و لكن الحكمة في المعالجة بالطرق و الوسائل الحديثة و لا ابلغ من الإعلام و شهدنا في اوروبا بعض القضايا تتعلق بمسؤولين كبار و الاعلام يقوم بدوره. اما في بلادنا فان مجرد الاشارة للتجاوزات او ذكرها يعتبر تشكيكا أو تهريجا و الواقع ان الاشارة الى مثل هذه التصرفات يعتبر تصحيح و تغييرا و مؤشرا سليما و لا يخيفنا الإعلام الديمقراطي و لكن الذي يخيفنا هو الصمت الرهيب و المجاملة التي في غير محلها و هناك تدخل المعارف و العاطفة و كل قطاع يحمي منخرطيه اصحاب المهنة او المسؤولية دون مراعاة مصلحة الوطن العليا؟؟؟ قال الله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم.   محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي والتنموي في تونس الهاتف: 22.022.354 صورة بورقيبة منقوشة في قلبه و لن ينافق وهو دوما على عهد بورقيبة

 


انهم يحترمون الاقوياء فقط

 


عبد الباري عطوان العالم لا يحترم الا الاقوياء، ويتعامل مع الضعفاء بازدراء شديد، او باظهار بعض الشفقة في افضل الاحوال. ورسالة باراك اوباما ‘التصالحية’ التي وجهها بالامس الى الشعب الايراني وقيادته، ورد الفعل الرسمي عليها، المثال الابرز في هذا الخصوص. الرئيس الامريكي لوّح بغصن الزيتون الى الايرانيين، وهنأهم بعيد ‘النيروز’، واكد ان حكومته ملتزمة باللجوء الى الدبلوماسية لمعالجة كل القضايا، ومتابعة العمل من اجل روابط بناءة، معترفا في الوقت نفسه بان التهديدات لن تفيد في هذا الخصوص، ومركزا على السعي من اجل حوار يكون خالصا ويقوم على اساس ‘الاحترام المتبادل’. النقطة الاهم في رسالة اوباما هي قوله ‘اريد ان اتحدث بشكل مباشر مع شعب الجمهورية الاسلامية في ايران وزعمائها’، مضيفا ‘الولايات المتحدة تريد ان تتبوأ ايران ‘المكانة’ التي تستحقها في المجتمع الدولي’. هذه القناعة الامريكية بأهمية الحوار، والغاء لغة التهديد والوعيد التي تبنتها الحكومة السابقة، ما كان لها ان تتبلور لولا صلابة الموقف الايراني، والتوحد بين الشعب والقيادة خلف البرنامج النووي الايراني، واهمية استمراره كحق شرعي كفلته المواثيق الدولية، وتسليم الولايات المتحدة بعدم القدرة على وقف هذا البرنامج، او بالاحرى بالخسائر الضخمة التي يمكن ان تلحق بها في حال لجوئها الى الخيار العسكري، استجابة للتحريضات الاسرائيلية المكثفة في هذا المضمار. ومن المفارقة ان هذا التحول المفاجئ في السياسة الامريكية تجاه ايران والاستعداد الواضح لامكانية التعايش معها كقوة نووية، الذي يشكل عموده الفقري، يأتي في وقت تقرع فيه دول محور الاعتدال العربي طبول الحرب الجوفاء ضدها، وتطالب بتشديد العزلة عليها. فالرئيس حسني مبارك يطوف بالعواصم العربية، والخليجية منها بالذات، لاقناع زعاماتها بمقاطعة قمة الدوحة العربية المقبلة (نهاية هذا الشهر) في حال توجيه الدعوة الى الرئيس الايراني احمدي نجاد لحضورها كمراقب، وتشاركه التحريض نفسه القيادة السعودية في الرياض. لا نعرف الاسس والمعايير التي دفعت بحكومتي البلدين في الرياض والقاهرة لاتخاذ مثل هذا الموقف العدائي من ايران، وبهذا الشكل السافر. فأساليب العزل والحصار والتهديد امليت عليهما اثناء وجود ادارة الرئيس جورج بوش في السلطة، وهذه الادارة خرجت مهزومة تطاردها اللعنات، ودخلت التاريخ كأكثر ادارة موالية لاسرائيل وداعمة لسياساتها ومجازرها الدموية ضد العرب. فلماذا الاستمرار في اتباع سياساتها وتنفيذها تجاه ايران حتى بعد وصول ادارة جديدة، ورئيس جديد وعد في اليوم الاول لحملته الانتخابية باللجوء الى الحوار للتعامل مع الملف الايراني. الحكومات المتحضرة تعتمد في بلورة سياساتها ومواقفها على مراكز ابحاث استراتيجية تضم نخبة من الخبراء والباحثين في مختلف التخصصات، ومن المفترض ان حكوماتنا العربية التي يدخل خزائنها اكثر من تريليون دولار سنويا كعوائد نفطية فقط، تتبع هذا النهج، فما اكثر مراكز البحث العربية، وما أكثر خبرائها الذين تزدحم بهم شاشات الفضائيات الرسمية والمستقلة، ويطلقون الفتاوى باسهال في جميع القضايا، فإما ان هؤلاء جهلة واميون وببغاوات، ويورطون حكوماتهم في سياسات فاشلة، واما انهم أذكياء، ويقدمون الاستشهادات الصحيحة، ولكن الحكومات لا تستمع اليهم. وفي الحالين جاءت النتائج كارثية ومخجلة. ايران دولة تملك مؤسسات، ومراكز بحث راقية، وديمقراطية مقننة، مكنتها جميعاً من تطوير صناعة عسكرية قوية تنتج صواريخ من مختلف الاحجام والمديات، وبرنامج نووي تؤكد معظم التقارير نجاحه في انتاج اول قنبلة نووية، واعترف بذلك صراحة الادميرال مايك مولين رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية مجتمعة. وحديث اوباما عن رغبته في ان تتبوأ ايران المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي هو اعتراف، لا لبس فيه ولا غموض، بهذه الحقيقة. مكانة ايران هذه تتلخص في كونها قوة اقليمية عظمى في المنطقة، ولاعبا اساسيا فيها، والتسليم بأدوارها في افغانستان والعراق وربما منطقة الخليج العربي ايضاً، وهذا يعني ان كل ‘الخدمات الجليلة’ التي قدمتها دول محور الاعتدال العربي، وعلى مدى العشرين عاماً الماضية، في خدمة المشاريع الامريكية في المنطقة، بما في ذلك معاداة ايران، والتصالح مع اسرائيل، وحصار حركات المقاومة ضدها، قد ذهبت هباء منثورا. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على دول هذا المحور الآن، والمملكة العربية السعودية ومصر بشكل خاص، هو عن الخطط البديلة المتوفرة لمواجهة هذا التحول الامريكي المفاجئ، والتعامل معه بطريقة تحفظ المصالح العربية. لا نعتقد ان هذه الحكومات تملك الاجابة، لسبب بسيط وهو انه لا خطط لديها في الاساس، لا ‘الخطة. أ’ ولا ‘الخطة. ب’، لأنها حكومات مسيّرة في معظمها، وليست مخيرة. مسيرة وفق المشاريع الامريكية ومتطلباتها، ابتداء من الانخراط بفاعلية في ما يسمى بالحرب على الارهاب، ومروراً بتوفير الغطاء العربي الشرعي لاحتلال العراق، وانتهاء بالتواطؤ، ولو بالصمت، مع الحروب الاسرائيلية في لبنان وفلسطين. الفرق بين النهجين، العربي والايراني، في التعاطي مع المشاريع الامريكية في المنطقة، ان النهج العربي دعمها والحروب المنبثقة عنها، على أمل نجاحها، فخسرت وخسر معها، اما النهج الايراني فتعاطى معها من اجل افشالها، وتوظيف هذا الفشل في خدمة مصالحه هو، وجنى ثمار استراتيجيته اعترافاً بزعامته، وتسليماً بنفوذه في العراق والمنطقة بأسرها. القيادة الايرانية لم تهلل لهذا التحول الامريكي الايجابي تجاهها، وتعاملت معه بكبرياء الواثق عندما تجاهل كل من السيد علي خامنئي المرشد العام عرض اوباما في كلمته التي القاها بمناسبة العام الايراني الجديد، والتي أكد فيها ان القوى العالمية اقتنعت بأنه لا يمكنها وقف تقدم ايران النووي، والشيء نفسه فعله الرئيس احمدي نجاد. لو كنت مكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتمسكت بخططي لتوجيه الدعوة الى الرئيس الايراني نجاد لحضور القمة العربية المقبلة، ولو كنت مكان الرئيس نجاد لاعتذرت عن عدم قبولها بأدب جم، لأن معظم الزعامات العربية لا تستحق التكريم بحضوره، ناهيك عن مصافحته.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 مارس  2009)


وتستمر المأساة على معبر رفح

 


 
ياسر الزعاترة رغم حرص حكومة قطاع غزة المبالغ فيه على عدم توجيه أي انتقاد للمواقف المصرية الرسمية إلا أنها لم تجد بداً من الحديث عن « إذلال المواطنين » الفلسطينيين على معبر رفح. قبل أيام قيل إن المعبر سيفتح ليومين من أجل مرور الحالات الإنسانية، لا سيما المرضى، وكان الأصل أن يمر 600 منهم في اليوم الأول، فكان أن مرّ 50 فقط، الأمر الذي دفع الحكومة إلى وقف العبور كنوع من الاحتجاج على سوء المعاملة. قبلها كان وفد الأمانة العامة والمجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب يمنع من دخول القطاع عبر المعبر المذكور، بعد أيام على منع عبور وفد برلماني أردني رغم الاتصالات والوساطات. وفي ذات الوقت كانت السلطات المصرية تصادر مبلغاً من المال كان بحوزة أحد رموز حماس، ولا يعرف ما إذا كان سيلقى ذات المصير الذي لقيه مبلغ سابق وضعت السلطات الأمريكية يدها عليه كجزء من تعويض مواطنين أمريكيين « من ضحايا إرهاب حماس »، أم سيوضع في مكان آخر غير البنك الأهلي المصري؟. ثمة في هذا السياق حكايات كثيرة مؤلمة يروي بعضها عاملون في ميدان الإغاثة، مع العلم أن بعض التسامح لا زال يتم مع الوفود الأجنبية، ربما لاعتبارات تجنب الضجة الإعلامية، وربما لأن الطرف الإسرائيلي يبدي تسامحاً أكبر مع عبور تلك الوفود لذات السبب. ولن نتحدث هنا عن قصة إعادة الإعمار المعطّلة بالكامل، ليس بسبب الأموال، وإنما بسبب منع دخول المواد اللازمة لذلك وعلى رأسها الإسمنت والحديد والزجاج، وبالطبع تحت ذريعة أن المعبر مخصص للأفراد وليس للبضائع، وقد رأينا كيف فرض على قافلة النائب البريطاني جورج غالاوي إدخال ما تحمله من بضائع عن طريق المعبر الإسرائيلي، والاكتفاء بدخول الأفراد وبعض الأدوية عن طريق معبر رفح. يحدث ذلك بينما تستضيف القاهرة حوارات المصالحة بين حركة فتح أو السلطة وبين حركة حماس، وهي الحوارات التي يقال إنها تتم برعاية طرف يقف على مسافة واحدة من جميع المتحاورين، وحين يفتتح الحوار بكلمة تقول إن على الفصائل الابتعاد في قراراتها عن « التوازنات الإقليمية »، في إشارة مباشرة لحماس بسبب علاقتها بإيران، فلا يمكن أن يكون الموقف متوازناً، لا سيما أن أحداً لا ينصح الطرف الآخر بالابتعاد عن التوازنات الدولية: والأمريكية منها على وجه التحديد، مع العلم أن أي عاقل لا يمكن أن يرى أن المواقف الأمريكية من قضية فلسطين تتقدم على المواقف الإيرانية، مع قناعتنا بأن مواقف حماس لا ترتهن لأي طرف، لكنها لعبة الضغوط على أية حال. ولكن لماذا تتواصل هذه المأساة على معبر رفح، ولماذا تشمل حتى الحالات الإنسانية، فضلاً عن التشدد المفرط منذ معركة غزة في مطاردة التهريب، وبالطبع أكثر بكثير مما كان عليه الحال قبل المعركة؟،. الأكيد أن ذلك جزء لا يتجزأ من الضغط على حركة حماس لكي تقبل بشروط الحوار، والإسرائيلية فيما خص الجندي الأسير شاليط، وبالطبع لأن ثمة توافقاً بين الأطراف المختلفة على ضرورة الحيلولة دون جني حماس ثمار صمودها العسكري في المعركة الأخيرة، وعلى أن تمضي اللعبة التقليدية في اتجاه إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل انتخابات مطلع 2006، وصولاً إلى استعادة مسار التفاوض، بصرف النظر عن وجود نتنياهو في رئاسة الوزراء وليبرمان أو سواه في وزارة الخارجية.
( المصدر: صحيفة الدستور( يومية – الأردن) بتاريخ 21 مارس 2009 ) 

اعتراف اسرائيلي بمجازر غزة

 


 
 
رأي القدس

حرصت وزارة الدفاع الاسرائيلية، والمتحدثون باسم جيشها على خداع الرأي العام الغربي، بالقول بان جنودها يتحلون بأعلى درجات القيم الاخلاقية، وضبط النفس، حتى في اكثر المواجهات صعوبة مع العرب والفلسطينيين، ولكن شهادة الجنود الاسرائيليين التي جرى الكشف عنها مؤخرا، واكدوا فيها انهم اطلقوا النار بهدف القتل على مدنيين عزل اثناء حرب غزة الاخيرة كشفت حقيقة هذه الادعاءات وكذب المروجين لها. لقد دأب الفلسطينيون ومنظمات حقوق الانسان الدولية على اتهام اسرائيل بالاستخدام المفرط للقوة اثناء حرب غزة هذه، والقتل المتعمد للاطفال والنساء، ولكن المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي كانوا يكذبون هذه ‘الادعاءات’ ويؤكدون على تمسكهم بالاخلاق والقيم، ويجدون من يصدقهم ويدافع عن اقوالهم هذه في الاعلام الغربي على وجه الخصوص. الشهادات مروعة، وخصوصا انها أتت من قبل جنود شبان تحرك ضميرهم فجأة، واعترفوا بان قيادتهم طلبت منهم قتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم دون رحمة او شفقة. فاحدى هذه الشهادات تحدثت عن قيام قناص اسرائيلي بقتل امرأة وطفليها اقتربا من منطقة ممنوع التجول فيها دون معرفة، واخرى قالت ان قناصا آخر اطلق النار على امرأة عجوز اقتربت من موقع للجيش الاسرائيلي وأرداها قتيلة. استشهاد 1434 فلسطينيا من بينهم 350 طفلا واصابة اكثر من ستة آلاف آخرين، وتشريد ستين الفا جرى تدمير بيوتهم لا يحتاج الى شهادات جنود اسرائيليين شبان، ولكنه العالم الغربي المنافق الذي لا يصدق الا هؤلاء عندما تكون اسرائيل هي المذنبة والمجرمة. الكتاب الغربيون الشرفاء (وهم قلة للأسف) الذين وقفوا بشجاعة ضد المجازر الاسرائيلية في غزة تعرضوا، بل وما زالوا يتعرضون لحملات تشويه قذرة من قبل الحكومة الاسرائيلية واجهزة اعلامها، وانصارها في اوساط الجاليات اليهودية، أبرزها الاتهام بمعاداة السامية، ومساندة الاصولية الاسلامية. ان ما ارتكبته القوات الاسرائيلية في قطاع غزة يرتقي الى مستوى جرائم الحرب فعلا، وعمليات قتل الاطفال والنساء والعزل تمت تنفيذاً لسياسة رسمية وضعتها الحكومة الاسرائيلية ونفذها جنرالاتها وجنودها، بل وباركها حاخام الجيش الاسرائيلي في مواعظه للجنود والضباط، وهي المواعظ التي نشرتها الصحف الاسرائيلية نفسها. انها ليست المرة الاولى التي ترتكب فيها القوات الاسرائيلية جرائم حرب ضد الانسانية، وربما لن تكون الاخيرة، طالما ان حكومات المجتمع الغربي تتستر على هذه الجرائم وتوفر الحماية لها في المنظمات الدولية، بل وتكافئ الحكومة الاسرائيلية على ارتكابها باعطائها امتيازات تجارية واقتصادية اكثر كرماً مما تحصل عليه دول اوروبية عضو في الاتحاد الاوروبي. اننا نطالب بتحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم الاسرائيلية، باشراف الامم المتحدة، اسوة بتحقيقات مماثلة في جرائم حرب ارتكبت في دارفور والبوسنة ورواندا، وتقديم جميع المتورطين فيها الى محكمة الجنايات الدولية، وفرض عقوبات اقتصادية على الدولة العبرية. استخدام الفوسفور الابيض ضد المدنيين لحرق اجساد الابرياء حتى العظم، لا يحتاج الى اثباتات، فقد شاهد العالم بأسره هذه القنابل تتساقط بالمئات فوق مدينة غزة المكتظة بالبشر. كما ان شهادات الجنود الاسرائيليين هذه لا يمكن وصفها بأنها جملة ادعاءات من قبل منظمات اسلامية، او شخصيات ومنظمات غربية معادية للسامية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 مارس 2009)
 


نتمنى على الرئيس باراك أوباما ان يعزز ثقتنا فيه


يعاني الرئيس بارك اوباما من أرث ثقيل  قوامه أزمات ومشاكل عصية الحل خلفها جورج بوش ورائه. ومن سره تبوء أوباما لمقعده كرئيس في البيت الأبيض والمكتب البيضاوي عليه أن لايخلط بين الحلم والحقيقة. وان يتحلى بالصبر والأناة, ويقدر ما يعتريه من صعوبات وعقبات تعترض طريقه وتؤرق عليه نهاره وليله.وأن  لا يحمله فوق طاقته,أو يظنه حكيم عصره وسلطان زمانه.فأوباما إنسان كغيره  يصيب ويخطىء وقد يفلح أو يفشل رغم كل مايبذله من جهود حثيثة ومتواصلة للايفاء بوعوده لشعبه ولشعوب العالم .مع أنه يسابق الوقت لينقذ بلاده أولا, ويتصدى بجدية وبسرعة للعديد من المشاكل والصعوبات التي تساهم في حل مشاكل بلاده ليصون إتحادها ويحفظ أمنها ويحقق مصالحها و يُحمل صورتها.وسوف يسعى لحل بعض المشاكل الدولية الأخرى إن بقي لديه وقت لذلك وهو على دراية بأن شعبه ينظر إليه على أنه رجل التحدي والعمل والاصلاح والتغيير,  إلا ان المشاكل التي تواجهه وتعترض طريقه عويصة جدا,وكل واحدة منها تستحق أن تحظى بالأولوية, بحيث غدت هذه الصعوبات والمشاكل تصطف أمامه بجانب بعضها البعض على نسق واحد. وأُذكر بالبعض منها: 1.  الوضع الإقتصادي المنهار والذي نجم عنه إفلاس مؤسسات وشركات,وارتفاع معدلات البطالة, وتدهور الوضع المعاشي الذي ألقى على المجتمعات بظلاله القاتمة.والسبب حماقة النظام الامبريالي و السياسة الحمقاء التي أتبعها بعض رموز  الامبريالية والادارات السابقة  لترويجه كنظام عالمي. والحماقة أعييت من يدوايها  حيث لا دواء لها. وحتى النظام الامبريالي برموزه وقواه الفاعلة والمؤثرة فقدوا القدرة في إنقاذ النظام الامبريالي, وأوباما مهما أجترح من معجزات وصنّع من حلول سيكون عاجزا هو الآخر مالم  يشذب هذا النظام ويخضع لسلطة القانون والقضاء ويلقح بالعدل والقيم والأخلاق. 2.  والحرب على الارهاب باتت على قاب قوسين أو ادنى من الهزيمة. ولن يكون بإستطاعة أوباما الاستمرار فيها مالم يُوّصف ويُعّرف الارهاب بشكل صحيح ودقيق.وأن  يُحقَق في كل ما أرتكب من أعمال إرهابية حتى من قبل بلاده  وإسرائيل حليفة بلاده الاستراتيجية.وأن ينهي قوانين إدارة بوش السابقة التي صنفت فيها قوى المقاومة الوطنية كمنظمات إرهابية. والأسرائيليين المتأمركين سيحاولون إحباط جهوده وإفشال مساعيه إلا أن عليه التصدي لهم وإبعادهم عن دفة القيادة ومراكز القرار. 3.  وعدم تحركه مع الكونغرس للتحقيق في جميع ملفات إدارة بوش لتحديد الأسباب والمسببات وحتى المسؤولون عن نحر الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشكل المهين بذريعة  الحفاظ على جو من الوفاق داخل المجتمع الاميركي لمواجهة الأخطار متبعا قاعدة عفا الله عمامضى لن يجديه نفعا وسيبقي جهود بلاده  كجهود خنفساء تدور في الطاسة. والشعب الأميركي غير مقتنع بهذا الطرح. وسيجد نفسه مجبرا على تشكيل لجان لإجراء تحقيق بكل مجرى من أحداث من 11/9/2001م إلى غزو أفغانستان والعراق وعدواني إسرائيل على لبنان وغزة  نتيجة تصاعد الضغوط عليه بمرور الوقت. 4.  الحفاظ على أمن الخليج وضمان أمدادات النفط, وهذا أيضا عمل صعب وشاق ومعقد.فتشابك المصالح الدولية في منطقة الخليج سيجبر بلاده على ترك شؤون دول المنطقة تعالج من أصحابها دون تدخل أطراف خارجية, ومع ضرورة سحب بعض القوات الأميركية من  مناطق شاسعة وإعادتها إلى بلاده.وهذا ما لاطاقة أو قدرة عليه شركات النفط الأميركية ولا تحبذه و تستسيغه. فأمن الخليج زعزع بفعل سياسة بلاده المحكومة بجشع السيطرة على النفط وأحقاد بعض الحكام العرب على النظام العراقي حين دفعتهم لتبرير غزو العراق أو مشاركتهم  فيه بتوفير بعض متطلباته, بينما خرجت إيران ظافرة حين لم تخدعها مبرارات الغزو لأنها كانت  تعتبر أن  الهدف منه هو تحقيق مصالح إسرائيلية. 5.  منع إيران من تطوير سلاح نووي.وهذا أيضا صعب ومستحيل.فحين يتغاضى أوباما عن مشاريع إسرائيل النووية فهو سوف يخسر أوراقه في مواجهة إيران وغيرها. فإما عالم خال من السلاح النووي أو عالم  يحق فيه للجميع أمتلاكه أسوة بغيره. فلا الشعب الروسي أو الصيني أو الهندي أو الباكستاني أو الكوري يسره  هدر المال على السلاح النووي ولكنه دفع مضطرا من أجل الدفاع عن بلاده في مواجهة ترسانة نووية أمريكية. ومحاولة بعض الدول الخليجية تكرار سيناريوا العراق من  إيران إنما هو عمل بائس  لافائدة منه,فإيران هي الأخرى تمسك بالأذن الثانية للنظام العالمي وقادرة على أن  توجعه وتدميه أو تفعل فيه ماتريد. وإدارة الرئيس أوباما على قناعة بأن المشروع النووي الايراني تحول إلى كرة ثلج متدحرجة بفعل سياسة إدارة جورج بوش, ولذلك فعلى إسرائيل ودول الخليج ترويض أوضاعهم مع إيران نووية. وأن كل مايمكن للادارة الاميركية فعله هو تعيين دنيس روس مستشار لوزير الخارجية  الأميركية للشؤون الايرانية وشؤون ملفها النووي بإعتباره خبير في قضايا الشرق الأوسط وإيران ,وكونه صاحب نظرية الترابط بين قضايا المنطقة  فقد يفلح في وقف تدحرج كرة الثلج الايرانية. فإيران إنما تهدف من مشروعها النووي ليس تطويره للاستخدامات الحربية والعسكرية وإنما تريد من خلاله حل مشكلة الطاقة وتوظيفه في المجالات العلمية والطبية والصناعية, والاقرار بدورها كقوة  أمنية أقليمية, والظفر بعضوية دائمة في مجلس الأمن عند تعديل ميثاق المنظمة الدولية. 6.  مواجهة تصاعد الارهاب في أفغانستان وباكستان وباقي بعض دول العالم.وفي هذه المواجهة ستكون بلاد أوباما هي الخاسر الأكبر إذا بقيت مصرة على العلاج بالقوة العسكرية فقط. فكسب هذه المواجهة يكون بالمساهمة ببرامج تنموية وتشجيع الحوار وترك الشعوب وشؤونها,مع سحب طابور الخونة والعملاء من التداول.وأنهاء دور التيارات  التي صنعتها بلاده بألوان مزركشة ومتعددة. 7.  وقف حالة التدهور في العلاقات الروسية الأميركية: فالتدهور سببه تصرف إداراتي جورج بوش الأب  وأبنه الأحمق.فبلاده رفعت خنجر مسموما بوجه الروس حين مدوا لها يداً تمسك بغصن الزيتون. 8.  وقف تمدد  المصالح الأقتصادية في أفريقيا والشرق الأوسط. وهذا شبه مستحيل لأنه إذا كانت القواعد في الفليبيين وفورموزة  وأفغانستان واليابان ضرورية لخدمة أمن ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية بتعداد سكانها البالغ 300 مليون نسمة,فمن حق الصين حماية امنها ومصالحها بأن يكون لها قواعد حتى في آلاسكا والكاريبي وخاصة أن تعداد سكانها خمس عدد سكان العالم  وأنتاجها أكبر. 9.  تحقيق السلام في الشرق الأوسط. والادارات الأمريكية هي المسؤولة عن تدهور الوضع ووصوله إلى الحالة التي وصلت إليه. فالعرب هم من طالبوا الولايات المتحدة بالتدخل لحل هذا النزاع إلا أنها ألتزمت بحله وفق رغبات وطلبات وشهوات الدولة العبرية دون أدنى أحترام لمشاعر العرب ولمشاعر شعوب العالم.وراحت تجهض كل قرار دولي لا ترضى عنه إسرائيل. والانتخابات الأخيرة الاسرائيلية  أريد منها أن تكون صفعة لإدارة أوباما, على الرغم  أنها هزلت موقف إسرائيل وموقف السلطة الفلسطينية ومحمود عباس وعززت مواقف قوى الصمود والممانعة وفصائل المقاومة الوطنية. ولكنها أيضا حررت اوباما وحلفاء إسرائيل من قيود كثيرة ستكون نتائجها وبالاً عليهم وعلى الدولة العبرية. ولذلك فلربما تكون القناعة المترسخة لد ى الرئيس باراك أوباما أن المشاكل التي بدأت تضرب بلاده إنما هي فالج والفالج لاتعالج. إضافة إلى أنه مهما كان عبقري فإن الوقت ضيق,والامكانيات المتوفرة بين يديه قليلة وبائسة,والمناخ العام متقلب نحو الأسوأ,وكل هذه الأمور لاتساعد ولا تفي بالغرض.للأسباب التالية:   ·   فالرئيس أوباما حائر من نتائج أستطلاعات الرأي في أوروبا والتي بغالبيتها تعتبر الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هما الأكثر خطرا على العالم.وأن كثير من الأوروبيين  قرروا رفع الصوت في وسائط الاعلام والخروح في المظاهرات في الشوارع لاحداث ضجيج يوقظ أوروبا من غفوتهاوتخرج عن صمتها المريب.والضغط على أنظمتها لدفعها لاستنكار وحتى إدانة مافعله حكومة إسرائيل وقادتها المتطرفين.وهذه ورطة ورطها كل من جورج بوش وإدارته وشارون وأولمرت للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأنتقلت عن طريق الأرث لأوباما وسيكون لنتناياهوا حصة منها. و سيكون لزاما على أوباما وإدارته ونتنياهوا وحكومته دفع رسوم التركات عنها للمجتمع الدولي بسرعة,لأن كل مماطلة أوتسويف أو تأخير سيزيد من حجم الضريبة الواجب دفعها اضعافا مضاعفة, وقد ينتهي الأمر بالحجز الاحتياطي  مع تشدد الشعوب وفصائل المقاومة الوطنية بشروطهم وطلباتهم. ·   والمواطن الأميركي الذي تضررت مصالحه الشخصية كثيرا بسياسات إدارة بوش السابقة .وهو الذي ماصوت يوما في الانتخابات  إلا إلى محفظته إنما أختار التغيير وصوت لباراك أوباما عله يصلح ماخسره و يضمن له  أن تبقى جيوبه ومحفظته ممتلئة ويبقى مستقبله ومستقبل أسرته مضمون للأبد. ولكن أوباما أستلم من سلفه خزينة خاوية, ومؤسسات أقتصادية ومالية أرادها بوش أن تكتنز بالنفط وامواله فإذا بسياساته الحمقاء تحيلها إلى أعجاز نخل خاوية وبنى مفلسة ومتهالكة.وأوباما ليس بقدرته أن يعيد  لها الروح, ولكنه سيضطر إلى إنعاشها لعل بعضها يبرأ, أو تفارقها الروح فيواريها الثرى. ·   وبقايا إدارة بوش من المحافظين الجدد والصقور والليبراليين الجدد المتصهينيين يصرون على وضع العصي في عجلات مسيرة أوباما كي لاينفذ  قرار سحب القوات الأميركية  من العراق لما له من عواقب وخيمة على  من أفتى وأيد وخطط وأمر وشارك بالغزو. فالجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى والجنرال راي أو دريونو قائد القوات الأميركية في العراق يحتجان ويعلنان أن العراق مازال هشاوأن المكاسب الأمنية التي تحققت قد تخسر ويصيبها الضرر إن بقي أوباما مصرا على سحب القوات كما وعد وقرر. ولذلك  يريدان أن تكون المهلة 23 شهرا للانسحاب لا 16 شهرا كما وعد. وخاصة أن بتريوس يعاني من صعوبة حماية خط دوراند والدفاع عنه والذي يمتد 2640كم  على طول الحدود الباكستانية الأفغانية ويمر عبر مناطق جبلية وعرة, والذي يسميه حامد كرازي بخط الكره. والأصوات التي  بدأت ترتفع وتعلوا  منددة  ومستنكرة  هجمات القوات الجوية الأميركية لحمايته نتيجة سقوط المدنيين تثقل كاهل بيتريوس وتزيده حرجا وتخبطا, وهو المحبط والمأزوم في أفغانستان حين لم تفلح حيله وشعوذاته التي أتبعها في العراق من أن تنجح وتعطي من مردود في أفغانستان, رغم محاولته إغراء حركة طالبان.ولذلك بات الجنرال بتريوس الذي آثر أن  يغش نفسه ويخدع شعبه خدمة لجورج بوش ومعه وزير دفاعه في وضع حرج, فراحا يلمحان إلى خطورة الوضع في افغانستان وكأنهما يريدان تهيئة الشعب الأمريكي والعسكر وكرازي لتجرع كأس الهزيمة المرة. ·   واللوبي الصهيوني  الممثل يإيباك مع بقايا المحافظين الجدد كجو ليبرمان وتشك شومر وجبمس هليبروم ودانيال بايبس والسينتاور جيم ديمينت ومايك موكابي  وستيف إسرائيل ومارك كيرك وستيفن رزوين وجون كيل فقدوا عقلوهم وجن جنونهم وراح يتصرفون كثيران مصابة بداء جنون البقر. وهؤلاء يتهمون اوباما بأنه يسعى لتدمير النظام الرأسمالي وإحلال الفوضى محله, وانه يروج للفكر الاشتراكي الذي يروق لكل من لينيين وستالين.وقد نجحوا في إجهاض تعين تشارلس فريمان في منصب رئيس مجلس الاستخبارات القومي على خلفية تصريحاته التي دافع فيها عن الشعب الفلسطيني, ودعوته إلى إيجاد تسوية عادلة للصراع العربي  الاسرائيلي. مما دفع بفريمان للاعتذار عن قبول المنصب, وعزى أسباب اعتذاره إلى اللوبي الاسرائيلي وأناس عديمي ضمير مرتبطين بفصيل يتبنى وجهات نظر دولة أجنبية, ويهدفون إلى السيطرة على العملية السياسية وأستبعاد كل خيار لايصب في مصلحتهم. وقدخاب مسعاهم حين رفض مجلس الشيوخ مشروع قرار تقدم  سيناتور الحقد والكراهية والذي يكن العداء والحقد للعرب والمسلمين جون كيل والذي يطلب فيه منع فلسطيني غزة من دخول الولايات المتحدة الأمريكيةمع وضع قيود صارمة علة المساعدات التي ترسل لقطاع غزة. وقد رد عليه السيناتور باتريك ليهي بتهكم وأستخفاف قائلا له:إن الفلسطينيين اليوم مثل أجدادك الايرلنديين يا جون كيل حين كانوا  وقتها يقاتلون لحماية أرضهم ومن أجل الحفاظ على حقوقهم والحصول على حقهم في التصويت,ولو كانوا يعيشون في إيرلندا اليوم لنعتوا بالارهاب. وكذلك  أجهض مسعاهم في منع تعين كريستوفر هيل سفيرا في العراق بذريعة أنه ضعيف الخبرة, مما دفع بالوزيرة هيلاري كلينتون لترد عليهم بقسوة وتهكم بان جون نيغروبنتي كان سفيرا في العراق رغم انه لا يتقن شؤون الشرق الأوسط  ولا حتى اللغة العربية حين أرسل من قبل إدارة جورج بوش سفيرا إلى العراق. ·   والرئيس اوباما يتعرض لحملة شرسة من دهاقنة الفساد واللصوصية والاجرام وبعض رموزالامبريالية  المتوحشة.فديك تشيني يقول:أوباما عمد بغير حكمة إلى تنفيذ وعود أنتخابية غير مجدية ,وإلى إطلاق سراح إرهابيين مشتبه بهم ومنحهم الحماية. ويعود هذا المجرم تشيني ليسأل الرئيس أوباما: أوجه سؤالاً إلى إدارة أوباما:هل فكرة الافراج عن  إرهابي غوانتاناموا ونقلهم إلى سجون أمريكية أخرى تعتبر فكرة صائبة؟ وهو بهذا الكلام يسيء للشعب الأميركي ويستخف بعقوله ويدينه ويوبخه ويأنبه لأنه أنتخب الرئيس باراك أوباما.مما أستدعى لأن يتطوع الكثير للرد عليه بقسوة وسخرية وتهكم  بأن عليه  ألتزام الصمت كي لايتعرض للمساءلة كما فعل رئيسه بوش لأنهما المسؤلان عن كل مايحيق بالولايات المتحدة من اخطار,وأن لاينسى أنه يقود عصابات قتل وإجرام وإرهاب,وأنه متورط في الفساد وقيادة فرق الموت والتعذيب والقتل والاجرام, وأنه مشارك بجرائم أغتيالات مع الموساد. ·   والقرار في الولايات المتحدة الأمريكية ليس بيد السلطة المنتخبة والتي يرأسها أوباما وإنما بيد سلطة خفية  قوامها كبار رموز الامبريالية وتحالف الشركات الرأسمالية الكبرى والمنظمات السرية والمافيات والأجهزة الأمنية والاستخباراتية. والرئيس اوباما ومعاونيه وحتى وزرائه يعلمون علم اليقين أن ما من  رئيس أو مسؤول أمريكي رفيع أو صغير تصدى لهذه السلطة الخفية إلا وتدحرج رأسه(لينكولن, كينيدي).ولذلك لاحيلة لأحد سوى أن ينتقدها بالتلميح بعد أنتهاء ولايته كما فعل دوايت إيزنهاور. ·   ونبؤة إيغور بانارين عميد أكاديمية  وزارة الخارجية الروسية لتخريج دبلوماسي المستقبل  وأستاذ العلوم السياسية  والمحلل السابق في الاستخبارات السوفياتية والمقرب من فلاديمير بوتين  عشيةرأس السنة 2009م والتي تبأفيها وعبر عنها بقوله: لا أكره أمريكا والأميركيين وعلى العكس فأنني اكن لهم ودا واحتراما شديدين ولكن المسألة لاتتعلق بالرغبات الشخصية بل بالوقائع ,فالولايات المتحدة في حال انحدار أقتصادي وتحلل أخلاقي وهجرات جماعية وهذه ستقود حتما إلى حرب أهلية طاحنة وإلى تفكك إتحادها إما في نهاية حزيران أو اوائل تموز 2010م إلى ست دول (الاسكا  وستتبع روسيا وهاواي ستذهب إلى اليابان أو الصين وجمهورية كاليفورنيا التي تمتد من أوتاوا إلى أريزونا وستدور في فلك الصين  وجمهورية تكساس  التي تمتد من تيو مكسيكوا إلى فلوريدا وستتبع المكسيك ووجمهورية أمريكا الأطلسية  التي ستمتد من تينيسي إلى كارولينا الجنوبية  وستنضم للاتحاد الأوروبي  وجمهورية شمال امريكا الوسطى  التي ستمتد من اوهايو إلى مومونتانا وستتبع كندا. والرد الأميركي الذي جاء سريعا وغاضبا على نبؤته يكشف عن وجود قلق حقيقي في أوساط النخبة  الأميركية من هذه المخاطر التي تهدد وجود الكيان الأميركي كأتحاد  موحد في دولة مستقلة كبرى وقوية ومتطورة إلى الأبد. ·   ويعرف أوباما أن بلاده كانت عظمى قبل جورج بوش وأضحت بظل إدارة بوش دولة كبرى.وأنها أصبحت بحاجة ماسة إلى العالم بأكثر من حاجة العالم إليها.وأنها في طريقها لأن تصبح مشكلة بالنسبة لشعبها والعالم. نظرا لأنها غدت عامل رئيسي من عوامل الفوضى الدولية.وأن حلفائها مترددون ومحرجون أكثر فأكثر يوما عن يوم. ولذلك فأمريكا تريد أن تجعل من تنظيم القاعدة قوة مستترة وشريرة لتبرر تدخلها في أي مكان من العالم وفي أي وقت بأسم محاربة ومكافحة الإرهاب.والولايات المتحدة الأمريكية تعرف بأنه حين تعم الديمقراطية ربوع العالم فإنها كقوة عسكرية تصبح عديمة الفائدة والجدوى حيث تنتفي الحاجة إليها,ولن تكون بقادرة على العيش على إنتاجها وحده فقط. ·   والعرب الذين  هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية  بات لهم وزن في السياسة الأميركية . فلقد فاز في انتخابات الكونغرس الحادي عشر بعد المائة أربعة أمريكيين من أصل عربي في مجلس النواب وهم : النائب  الجمهوري اللبناني الأصل داريل عيسى  عن الدائرة 49 في كاليفورنيا. وتشارل بستاني عن ولاية لويزيانا, والنائب الديمقراطي الفلسطيني الأصل سام رسول عن الدائرة 6 في فرجينيا والذي يعتبر الأصغر سنا في المجلس(عمره 27عام),وأحتفظ النائب  الديمقراطي نيك رحال بمقعده عن الدائرة 3 في فرجينيا. وانتزعت الديمقراطية اللبنانية الأصل جينا شاهين حاكمة نيوهامبشر مقعد في مجلس الشيوخ عن الدائرة 13  في  ولاية نيوهامبشر بعد أن هزمت  الجمهوري  اللبناني الأصل جون سنونو بفارق 44000 صوت. وفاز ستة من العرب الأمريكيين في مجالس شيوخ الولايات وهم:بولا عبود في أريزونا, وستيفن بدور في ماساشوستس,وحنا جالو وبول جبور في رود ايسلاند,وفينسينت  شاهين عن ساوث كارولينا وجينا عبد الله عن ساوث داكوتا. وفاز عشرة عرب بمقاعد مجلس  نواب الولايات وهم: جوزيف رايس عن كولورادو,وويليام حمزي وسليم نجيم عن كونتيكت,ورشيدة طليب وجاستين عماش عن ميتشيغان,وبنيامين بارودي عن نيوهامبشر ونيك كاحل عن أوريجون ومارك ستراما عن تكاساس وبيل أسود عن فيرمونت. وفاز الجمهوري مايكل دانييل بمنصب حاكم ولاية أنديانا وهو العربي الوحيد الذي يفوز بمنصب حاكم ولاية. وفاز دارين لحود بمنصب  المدعي العام لولاية ألينوي, وفاز القاضيين  ديفيد آلين  وشارلين مقلد عن عضوية محكمة الجنايات وعضوية الهيئة, وتولى ميشيل بوشارد منصب رئيس شرطة مقاطعة أوكلاند في ولاية ميتشيغان. وقد بات لبعضهم ادوار مميزة, وخاصة حين نجح السيد ميتشل  الذي هو من أصل لبناني في حل المشكلة الايرلندية التي أستعصت على غيره, مما دفع بأوباما لتعيينه وسيطا بين إسرائيل والفلسطينيين. ·    والجدل في الولايات المتحدة يات يتمحور حول أتجاهان: أتجاه يعتبر إسرائيل حليف أستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية. وأتجاه يتنامى بسرعة وبإطراد ويعتبر إسرائيل عبء مالي وعسكري وسياسي على الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى إدارة اوباما أن تتعامل مع هذا الوضع المستجد. ·   وأوباما وإسرائيل يعلمان علم اليقين أن مجلس الأمن اليوم  لايمكن لهما التحكم فيه كما كان من عام 1990م وحتى عام 2007م. وهو ماعبر عنه خافيير سولانا الممثل العلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي حين قال: الحرب الأخيرة في جيورجيا  وضعت مجلس الأمن في حالة من الجمود, ولذلك سيصعب عليه أتخاذ قرارات تعلق بعدة قضايا وإيران.إضافة إلى ان كثير من المؤسسات والمنظمات الدولية والاقليمية قد أفتضح امرها  نتيجة مواقفها المنحازة وأرتباطاتها بالمخابرات المركزية الأمريكية.   ·   وتركيا في ظل حزب وحكومة أردوغان  ليست عضوا كأي عضو من أعضاء حلف الناتوا.فالحلف هو من أمسى بحاجة ماسة لها وهي من  تعطي الحلف قوته أو تدعه  يضعف.فدورها بدأ يتعاظم  ويحمل مدلولات عدة. وهو ماعبرت عنه وزيرة الخارجية السيدة هيلاري كلينتون حين قالت:إنني انظر بالفعل إلى دور تركيا على أنها زعيم عالمي بلغ الأهمية. ثم أتبعته بتصريح آخر قالت فيه: واشنطن ستسعى إلى مساهمة تركيا في خطة أوباما للحوار مع إيران. وكذلك فإيران لم تعد تابعا ذليلا للولايات المتحدة الأمريكية كما كانت في مامضى من عصر الشاه, بل أصبحت دولة يحسب لها حساب  وممسكة بأذن النظام العالمي بقوة وتستطيع أن تنخخه على الأرض. وسوريا التي أنتهجت قيادتها  سياسة بالغة الموضوعية وغنية بالحكمة  والسداد والرشاد من كل جانب بات لها دورها الذي لايمكن أغفاله في أية لحظة. وإدارة أوباما تعرف أن النفط العربي  قريب جدا من حدود تركيا وإيران, وحتى ورطتها في العراق  تجعلها محكومة رغما عنها بتركيا وإيران وسوريا. فالعراق له حدود مع سوريا بطول 603كم ومع تركيا يطول 305كم ومع إيران بطول 1515كم.أما طول حدوده مع السعودية فهي بطول 895 كم, ومع الأردن بطول 147كم, ومع الكويت بطول 254كم, ولكن هذه الحدود مع السعودية والأردن فصحراء قاحلة ومع الكويت فمعظمها صحراء قاحلة أيضا. ·   والمشاكل الكثيرة والمتنامية والمعقدة التي تعاني منها الولايات المتحدة الأميركية  ستجبر وتضطر الرئيس أوباما وإدارته إلى إيجاد تسويات مرحلية  ومقاربة هادئة لها.وقد كشفت عن ذلك السيدة كلينتون بتصريح  اعلنت فيه ان بلادها غير قادرة بمفردها على حل مشاكل العالم مثلما هو العالم غير قادر على حل مشاكله من دون بلادها. وهذه مقاربة  كانت ترفضها إدارة جةورج بوش. ·   وإدارة الرئيس أوباما وحتى إسرائيل يرون أن التلطي خلف المبادرة العربية  أفضل وأجدى وانفع. وقد ينجحان في إسقاط بعض من بنودها مع مرور الوقت .فعامل الوقت لم يعد بصالحيهما وسنين القحط السياسي والأمني التي تضرب الولايات المتحدة الأمريكية منذ غزوها للعراق وأفغانستان ستسمر لعقود عدة . وكذلك حال سنين القحط هذه التي راحت تضرب إسرائيل منذ عدوانها على لبنان عام 2006 ستستمر وستزداد حدة وضراوة  وقد تنهي أسطورة إسرائيل  في أقل من عقد. وهذا ما عبر عنه جون بولتون حين قال في مقاله الأخير في صحيفة نيويورك تايمز: أن أيام العسل ولت وعلى إسرائيل ان تكون مستعدة لتحمل خسائر متلاحقة في عهد اوباما………وأن إسرائيل ستكون الخاسر الأكبر في مساعي إدارة أوباما لحل الصراع في الشرق الأوسط……..وأن إدارة اوباما تؤمن بأن إسرائيل باتت مشكلة أكثر من كونها حليف إستراتيجي…… وأن إدارة أوباما لاتؤيد إسرائيل. وان على الرئيس أوباما أن  لاينسى أن ماورد في خطاب القسم سيبقى دين عليه ومطالب بالوفاء به. 1.     فتباهيه بالتعددية الدينية في بلاده يتناقض وإصراره على ان تكون إسرائيل دولة يهودية . 2.  وطرد الشريران بوش وتشيني سيبقى بدون معنى مالم يستأصل روح الشر الأمريكي,وإذا كان الأبيض بوش يحمل قلبا أسود فالجماهير على قناعة بأن اوباما الأسود قد يكون قلبه ناصع  البياض. 3.      وتمسكه بالقيم الاخلاقية يجب أن لايدع قلب بلاده الصهيوني يتغلب على قيمه وشعاراته. 4.  وعوده بمساعدة الفقراء في العالم وتحسين زراعتهم  وحصولهم على الماء والمأكل والدواء يجب أن  يسارع  لتنفيذها  لتمنحه الثقة وتعطيه المصداقية. 5.  وتعهده بشق طريق جديد مع العالم الاسلامي يجب الاسراع في تنفيذه وأن يختار بدقة الجهات والشخصيات التي ستقوم على شقه وتنفيذه, ولقد أرتكب خطأً حين طل علينا يخاطبنا من فضائية العربية. ويخطأ حين يلوذ بالصمت على عدوان إسرائيل على قطاع غزة وحصار جائر على سكانه. 6.  وألتزامه بتأسيس حقبة جديدة من المسئولية  تقودها الصداقة الدولية  والاحترام المتبادل والتي جسدها ببعض التصرفات والمواقف لاتكفي, فهي تحتاج إلى جهود عملية عدة على الأرض. 7.     وإيمانه بأن العالم تغيير وعلى أميركا أن تتغير يفرض عليه  تجسيد هذا التغيير على أرض الواقع. 8.  وإعترافه الصريح بخطاب القسم  وخاصة حين قال: ثمة نقص عميق في أمريكا ,وثمة شعور أعمق لدى الناس بأن امريكا في حال أنحدار  لامفر منه,وبأن مشاكلها الراهنة لن تحل في وقت قريب.لكننا قادرون على إعلدة صنع أمريكا عبر الأمل  لا الخوف ,عبر وحدة الهدف , لا النزاع والشقاق,فلننفض الغبار ولنبدأ العمل لإعادة صنع أمريكا. جعل شعوب العالم وشعبه مشدودين  إليه ويترقبون  الخطوات والنهج والتصرفات والحلول التي سيأتي بها لتحويل هذا الكلام إلى واقع ملموس. الشعوب ومعها الشعب الأميركي تنتظر من اوباما أن  يفي بعهوده ووعوده بدون تلكأ او تاخير أو تسويف. وربما هذا مادفع بالأسقف ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل لأن يقول: أخشى من ان بفقد الرئيس باراك أوباما  العطف الذي حظي به في العالم في حال لم يتصرف بشكل صحيح كتقديم اعتذار عن حرب العراق. السبت:21/3/2009م                                
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم  البريد الإلكتروني:   burhanb45@yahoo.com bkburhan@maktoob.com bkriem@gmail.com


 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

8 août 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2633 du 08.08.2007  archives : www.tunisnews.net AFP: Tunisiennes intoxiquées en Roumanie :

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.