الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــلاغ الوسط التونسية: تجدد الحملة الشرسة ضد المحجبات في كامل الجامعات التونسية كلمة: أخبار العدالة كلمة: دهـالـيـز أمّ زياد: صُـورة لـن أراها.. سامي نصر: تحديات الإعلام البديل صابـر التونسي : “ستار أكاديمي” غزو يمتد في فراغنا صــابر: رسالة مفتوحة إلى السيد الأخضر بن علي سجال بين سفير تونس وعالم كويتي على صفحات مجلة “المجتمع” محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للتاريخ للسيد وزير تكنولوجيات الاتصال بمناسبة اليوم العالمي للابحار في الانترنات إبن الزيتونة: حسبي الله و نعم الوكيل د. محمد الهاشمي الحامدي: أولى بالإنسان أن يثق بربه هندة العرفاوي: انسحاب فنزويلا من المؤسسات المالية الدولية: رفض لنظام لا تخدم إلا مصلحة الأقوياء مرسل الكسيبي: حذاري من تحويل ميراثه الى عقيدة أتاتوركية عربية جديدة عدنان المنصر: عوائق أمام إنشاء مكتبة رقمية للانتاج الفكري العربي توفيق المديني: هزيمة اليسارفي فرنسا… قراءة هادئة فابيولا بدوي: ساركوزي والعالم العربي: الغلبة للواقعية السياسية وتبادل المصالح الصباح: سياسة فرنسا الخارجية القدس العربي: انقلاب فرنسي ضد العرب؟ القدس العربي: في الذكري الـ59 للنكبة الفلسطينية: وثيقة حيفا تطالب بإعادة اللاجئين وإقامة دولة ثنائية القومية ومنح فلسطينيي الـ48 الحكم الذاتي تونس أونلاين: رئيس المجلس الإسلامي الأوروبي للإفتاء والبحوث يدعو لحلف ضد ثالوث الإلحاد والإباحية والظلم
الجزيرة.نت: تونس تنظم مهرجانا عن ثقافة الحرير
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@yahoo.fr
تونس في 19/05/2007
بــلاغ
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد محمد القلوي القابع حاليا بالسجن المدني بقابس قد دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 7 ماي للمطالبة بتمكينه من نسخة الحكم الصادر ضده من المحكمة العسكرية بتونس في القضية عدد 293/499/10603 بتاريخ 27 أوت 1992 و القاضي بسجنه مدى الحياة من أجل الانتماء إلى حركة النهضة و ذلك للإدلاء بها لدى محكمة الاستئناف بقابس في القضية المنشورة ضده حاليا و التي تهدف لمقاضاته من أجل نفس التهم المنسوبة إليه و التي حكم فيها سابقا من قبل المحكمة العسكرية بتونس و ذلك لتمكين محكمة الاستئناف بقابس من إصدار الحكم برفض التتبع الجاري ضده لاتصال القضاء.
و قد وقع تأخير القضية من طرف محكمة الاستئناف بقابس مرارا عديدة منذ نوفمبر 2005 لانتظار ورود الحكم المذكور لكن المحكمة العسكرية رفضت الاستجابة للطلب و هو ما يجعله معرضا لصدور حكم جديد ضده و يكون بذلك قد وقعت مقاضاته مرتين من أجل نفس الأفعال.
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@yahoo.fr
تونس في 27/04/2007
بــيـــــان
في إطار الدورة التكوينية التي تنظمها المنظمة الحقوقية العالمية فرونت لاين في ميدان حماية الإبحار على الانترنت للناشطين الحقوقيين من تونس و من بعض الدول الإفريقية التي كان من المقرر أن تنعقد الجلسة التكوينية الأولى بأحد النزل بقمرت حيث يقيم الحقوقيون الأجانب الوافدون على تونس من بعض البلدان الإفريقية لكن إدارة النزل منعت انعقادها بذريعة قيامها بإصلاحات في نفس ذلك اليوم عندها قرر المشاركون إجراء الدورة التكوينية بمقر المجلس الوطني للحريات و اعترض سبيل المشاركين و منعهم من الدخول إلى المقر و اعتدى البوليس السياسي يوم أمس الجمعة 18/05/2007 على السيد حسين بن عمر الناشط الحقوقي و سجين الرأي السابق بالعنف المادي و اللفظي و تواصل منع الدورة التكوينية نهار اليوم حيث اعترض البوليس السياسي سبيل كل المشاركين بمن فيهم الأجانب.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي بعثت بواحد من إطاراتها قصد تكوينه في ميدان الإعلامية و الإبحار عبر الانترنت:
– تحتج عل هذا المنع الذي يحرم الحقوقيين من تكوين في ميدان فني من شأنه أن يعينهم على القيام بواجبهم في ميدان الدفاع عن حقوق الإنسان.
– و تستنكر بشدة ما تعرض له المناضل حسين بن عمر من اعتداء.
– كما تطالب بوضع حد لكل المضايقات و الاعتداءات التي تستهدف الناشطين الحقوقيين.
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف /الفاكس:71354984
Email: aispptunisie@yahoo.fr
تونس في 19/05/2007
بلاغ
تم يوم أمس 18 ماي 2007 دفن المرحوم فتحي الدريدي ” السوغي ” اللاجئ السياسي بإيطاليا منذ سنة 1996 علما بأنه متزوج بإيطالية وله منها بنت.
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
تجدد الحملة الشرسة ضد المحجبات في كامل الجامعات التونسية
هذا وقد أبدت أوساط تونسية معارضة استغرابها الشديد من توقيت هذه الحملة في الوقت الذي كانت أطراف قريبة من المعارضة الاسلامية تدعو في حوارات علنية على شبكة الانترنيت الى الانخراط في مشروعات للمصالحة كما طي صفحة الماضي بعد اعادة النظر في أسلوب معالجة أبرز الملفات السياسية والحقوقية بين السلطة وحركة النهضة الاسلامية المعتدلة كما بقية مكونات الطيف السياسي التونسي المعارض. وفي سياق اخر أكدت أوساط حزبية حاكمة في بعض الجهات تذمرها العميق من الحملة المتجددة على الطالبات المحجبات ,مبدية امتعاضا شديدا من العودة بالبلاد الى الأساليب الأمنية المباشرة في التعاطي مع ملفات لاعلاقة لها بالوسط السياسي المعارض .
تجدر الاشارة الى أن أوساط حزبية من التجمع الدستوري الديمقراطي-الحزب الحاكم في تونس- باتت تخشى على نفسها من جهات أمنية وسياسية نافذة ,في ظل تهديد المعترضين على مثل هذه الحملات بتوجيه تهمة التعاطف مع ما تسميه فئات رسمية حاكمة ب”فلول الارهاب” .
وفي حديث هاتفي مباشر أجرته الوسط التونسية مع شاهد عيان من داخل تونس ,أكد هذا الأخير بصفته مراقبا عن كثب للأوضاع السياسية بأن كل المؤشرات تدل على أن السلطات لاتريد الاصغاء الى منطق الحكمة والعقل ,بل انها تعود بمثل هذه الممارسات على حد قوله الى أجواء الاحتقان الشديدة التي سبقت تغيير 7 نوفمبر من سنة 1987 . 19 ماي 2007-3 جمادى الأولى 1428 ه – س 15 و30 دق بتوقيت تونس . *كاتب واعلامي تونسي- رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 19 ماي 2007)
صُـورة لـن أراها..
تحديات الإعلام البديل
القديد الـمالح (8)
“ستار أكاديمي” غزو يمتد في فراغنا
رسالة مفتوحة إلى السيد الأخضر بن علي
سجال بين سفير تونس وعالم كويتي على صفحات مجلة “المجتمع”
في 24 مارس 2007، نشرت مجلة المجتمع الأسبوعية الكويتية في عددها رقم 1744 المقال التالي:
أيام في تونس
بقلم: د. محمد بن موسى الشريف
زرت تونس سنة 1415ه – 1995م للمشاركة في معرض الكتاب، ومكثت فيها خمسة أيام، ولا أكتمكم سراً أني قد ضاق صدري منذ نزولي بها، وتمنيت أني كنت قادراً على التبكير في مغادرتها، لولا أنه لم تكن هناك رحلة إلى المملكة إلا بعد خمسة أيام.
فمنذ أن وطئت قدماي تونس وجدت المضايقات الكثيرة، فقد ذهبت زوجي الكريمة أم علي بسمة بدوي معي، وكانت كعادتها حفظها الله ملتزمة بالحجاب الشرعي الكامل، فلما جئنا إلى الجوازات أشار موظف الجوازات لها حتى تكشف وجهها بطريقة مهينة واستفزازية، فرفضت لسوء تعامله، وطلبت امرأة لتراها، وجرى بيننا توتر واشتداد خففه حسن تعامل مسؤوله وتجاوزه عن رؤية الوجه، فولجنا إلى البلد، ونزلنا في فندق إفريقيا في وسط العاصمة وهو فندق جيد ذو نجوم أربعة أو خمسة لا أذكر الآن، فطلبت من العاملين في الفندق الإشارة إلى القبلة، فصار بعضهم يحيل على بعض ثم أعلنوا العجز، وأنهم لا يعرفون اتجاه القبلة!! وهذا عجيب لأن فقد معرفة القبلة أمر نادر في فنادق عواصم بلاد الإسلام، فكيف بتونس مهد الإسلام قروناً طويلة وهي بلاد الزيتونة التي أخرجت أفذاذ العلماء!
قلة المساجد
وأصدقكم القول فقد مكثت خمسة أيام لم أسمع فيها أذاناً، وهذا يدل على قلة المساجد وتباعدها وضعف مكبرات صوتها، وحضرت خطبة الجمعة فوجدتها مملة ضعيفة مقروءة بالكامل، وعرفت بعد ذلك أن الخطبة واحدة تملى على الإمام من قبل الوزارة، وتُقرأ بنصها في جميع المساجد، ولقد علمت بأن الجمعة عندهم تقام في وقتين: في أول الوقت وفي آخره في كل مسجد، وهذه بدعة منكرة، وحجتهم في هذا هي المحافظة على الإنتاج، وهذا منهم عجيب، فتونس من أضعف البلاد العربية في الإنتاج بأنواعه، لكنه الهوى والضلال نسأل الله العافية.
صفان من الناظرين
ثم إني ذهبت إلى البلدة القديمة أريد الزيتونة، وكنت بلباسي العربي وزوجي بحجابها الكامل، فصرت وزوجي غرضاًً للناظرين، وصرت أمشي بين صفين من الناس ينظرون إلينا متعجبين، فعلمت أن القوم لم يعتادوا على هذا؛ خاصة أني لم أر امرأة واحدة متحجبة طيلة مكثي في العاصمة ودوراني فيها خمسة أيام زرت فيها قلب العاصمة القديم، ومعرض الكتاب، والأسواق وغيرها، وأفلح أعوان الشيطان في قلع الحجاب آنذاك، لكن الأخبار القادمة من تونس اليوم مبشرة بعودة الحجاب، رغم أنف الكارهين الضالين، وذلك بفضل الله تعالى أولاً وآخراً، ثم بفضل الجهود التي قامت بها القنوات الفضائية ومشايخها ودعاتها، ولله الحمد.
وذهبت إلى مشتل لأشتري بعض أشجار الحمضيات، فلما رآني صاحب المحل بلباسي ورأى زوجي هش إلينا وبش، وقال مشيراً إلى امرأة عنده: هذه بنتي، وقد اعتمرت أربع مرات، فقلت هذا حسن، وأين الحجاب؟! فقال: “هذا أمر صعب لا تكلمني فيه”!! إنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد قال لي العارفون ببواطن الأمور إنه لا يمكن لك أن تتجول أنت وزوجك على هذه الهيئة في تونس لولا أنك أجنبي!!
جامع الزيتونة مغلق!!
ثم أردت الذهاب إلى جامع الزيتونة وقت صلاة الظهر فوجدته مغلقاً!! وقالوا: إن المساجد يتناوب فتحها!! ودلوني على مسجد قديم آخر في آخر السوق فذهبت إليه فوجدته مظلماً، فسألت القيم الجالس على مدخله: متى إقامة الصلاة؟ فقال: بعد قليل، فصليت ركعتين، ثم وجدت أن الناس يدخلون أرسالاً فيصلون فرادى ويخرجون فعدت لسؤال القيّم: متى تقام الصلاة؟، فقال: قريباً، فانتظرت حتى أدركت أنه لن يكون هناك جماعة، فطلبت من زوجي أن تقف خلفي وأقمت الصلاة في المسجد أداءً للجماعة، ولو كنت أنا وزوجي فقط!! وكل هذا يدلكم على مدى التهاون في الصلاة وشأنها.
ومن الطرائف أني كنت قد تعرفت على أخ من تونس، وذلك لما كنت في “تولوز” لدراسة طائرة “الإيرباص” في فرنسا، ومر على ذلك أكثر من أحد عشر عاماً لا أدري عنه شيئاً، فخمنت أنه عاد إلى تونس فاتصلت بالمقسم “السنترال” وطلبت رقم هاتفه فأعطانيه، واتصلت به فردت زوجه، فلما عرفتني ذهلت المرأة، وكررت اسمي مراراً متعجبة، ثم سألتني عن زوجي فقلت: هي معي، فقالت: امكثا مكانكما وسأمر عليكما مع زوجي بعد قليل، فمكثت خمسة أيام لم يأتني فيها أحد، فعلمت أن الرجل أعقل منها، وأنه رأى أن صلته بي ستكلفه كثيراً!
استهداف الإسلاميين
وجاءهم رئيس ألمانيا الشرقية زائراً في أواخر أيام ألمانيا الشرقية، وصادف أني كنت عائداً من معرض الكتاب إلى الفندق، فإذا بهم يحتفلون به في الشارع الذي فيه الفندق، فرأيت ما جرحني، وأثّر في نفسي إذ إنهم بالغوا في الاحتفاء به، ونثرت عليه الفتيات الورود، والذي جرحني هو أن الإسلام محاصر كما قرأتم محاصرة محكمة، والمسلمون العاملون مستهدفون وهم في السجون أو في المنافي أو في القبور!! ثم هم يحتفلون به هذا الاحتفال!! إنا لله وإنا إليه راجعون.
حكومة ظالمة
هذه بعض التأملات مما رأيته في رحلتي إلى تونس، وهي كما ترونها تتشح بالسواد، لكن نحن نعتقد أن الله تعالى ناصر دينه، وأن هذه الحكومة الظالمة لنفسها ولدينها قريب زوالها، وأن الفجر قادم، والأمل لائح باسم، والله غالب على أمره، وناصر دينه مهما كره ذلك الكارهون، أو حارب ذلك السياسيون الضالون!!
واليوم قد انفجرت في وجوه المتحكمين الظالمين بوادر صحوة بفضل الله تعالى، ستؤتي أكلها، وتستوي على سوقها، وسيكون لها أثرها إن شاء الله تعالى.
(المصدر: مجلة “المجتمع” (أسبوعية – الكويت)، العدد 1744 بتاريخ 24 مارس 2007)
الرابط:
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=218994** بعد مرور شهر ونصف على نشر هذا المقال، بعث السفير التونسي في الكويت هشام بيوض بالنص التالي إلى مجلة المجتمع التي نشرته في عددها رقم 1750 المؤرخ في 5 ماي 2007
رداً على ما جاء في مقال د. محمد بن موسى الشريف “أيام في تونس”
السفير التونسي بالكويت: العناية بالإسلام ثابت أساسي في تونس
وصلت المجتمع رسالة من السفير التونسي في الكويت هشام بيوض يرد فيها على ما جاء في مقال الدكتور محمد بن موسى الشريف “أيام في تونس” وفيما يلي نص الرسالة: نشرت مجلة “المجتمع” في عددها رقم 1744 مقالاً كتبه الدكتور محمد بن موسى الشريف تحت عنوان: “أيام في تونس” تضمن جملة من المزاعم والافتراءات لا تمت لواقع تونس بصلة. والغريب في الأمر أن هذا المقال المتحامل استوحاه كاتبه من خواطر يقول إنها قفزت إلى ذهنه إثر زيارة كان أداها إلى تونس قبل اثنتي عشرة سنة خلت. وقد تعمّد صاحب المقال بشكل واضح تجاهل ما يحظى به الدين الإسلامي الحنيف من مكانة متميزة منذ تغيير 7 نوفمبر 1987م. ورداً على ما تضمنه المقال من ادعاءات جانبت الحقيقة تماماً نورد الملاحظات التالية: – تعتبر العناية بالدين الإسلامي الحنيف ورعاية القائمين على شؤونه ثابتاً أساسياً وخياراً جوهرياً في تونس ما فتئ يتدعم بحرص من الرئيس زين العابدين بن علي الذي ما انفك يحيط بالإسلام الحنيف ومعالمه والقائمين عليه برعاية موصولة، ويسجل في هذا الإطار ارتفاع عدد المساجد والجوامع “خلافاً لما زعمه كاتب المقال من قلة المساجد، إذ ازداد هذا العدد من 2390 سنة 1987م إلى 4400 سنة 2007م، وهو ما يؤكد أن ما بني من جوامع ومساجد منذ 1987 يعادل تقريباً ما بني منذ الفتح الإسلامي. – إن الزعم ب”إغلاق جامع الزيتونة وقت صلاة الظهر وعدم سماع الآذان طيلة خمسة أيام” هو في الحقيقة محض افتراء وتجن. فخلافاً لما زعمه الكاتب فإن جامع الزيتونة المعمور مشرعة أبوابه كامل اليوم وعلى مدار السنة ليستقبل آلاف المؤمنين الذين يقيمون في رحابه الصلوات بكل طمأنينة وخشوع. وتقديراً لمكانة جامع الزيتونة، الصرح الديني والحضاري العريق الذي أشع بدرر علمه على كامل إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، قرر الرئيس زين العابدين ابن علي أن يتلى في رحابه القرآن الكريم على مدار الساعة مع تنظيم حلقات الدروس فيه للاستفادة من علم كبار الشيوخ.
– تطور عدد الكوادر الدينية وتكثفت المناهج الهادفة إلى تكوين الأئمة والوعاظ في تونس بهدف الارتقاء بمستوى الخطاب الديني حتى يضطلع بالرسالة النبيلة لجوهر الدين الإسلامي.
– إن تونس، المتمسكة بإسلامها، دين الاعتدال والتسامح والتفتح، والمعتزة أيما اعتزاز بإسهاماتها في نشر تعاليم الدين الحنيف ورفع رايته بفضل شيوخ أجلاء يعدّون من المراجع الفقهية، تبنت في مختلف مراحل تاريخها منهجاً وسطياً قوامه الاعتدال والانفتاح على الآخر مع الحفاظ على مقومات الهوية التونسية بما في ذلك لباس المرأة المحتشم الذي حملته منذ أن منَّ الله على تونس بنعمة الإسلام. ولتونس في هذا المجال بالذات تراث عريق كفيل بتكريس قيمة الاحتشام، وإن حرصها على الحفاظ على فضيلة الحياء لا يضاهيه سوى حرصها على رفض كل المظاهر الدخيلة والخليعة.
– إن من مجانبة الصواب ادعاء إقامة صلاة الجمعة مرتين في المسجد الجامع الواحد إنه مما أثر عن أسلافنا منذ القرون الأولى أن بعض الجوامع تصلى فيها الجمعة أو الوقت والبعض الآخر آخره، وهذه مدحة نعرف جيداً مزاياها، وليعلم الجميع أن يوم الجمعة بعد الظهر لا عمل فيه في المؤسسات الرسمية، أما عن أداء التونسي فإنه لا بأس به، عكس ما قيل، ويكفي الاطلاع على المؤشرات التي تصدرها الهيئات الدولية المتخصصة للبرهنة على عظيم عطائه وتفانيه، انعكس ذلك إيجاباً على اقتصاد البلاد ونسبة النمو فيه رغم ندرة المواد الأولية. – إن الصلوات الخمس تقام وجوباً في كل المساجد، والإمام انطلاقاً من التزامه الديني لا يمكنه التخلف عن أداء صلاة مفروضة جماعة، وفقه الإمام مالك لا يجوّز إقامة جماعتين في الصلاة الواحدة في المسجد الواحد، والمالكية هي المذهب السائد. – إن خطبة الجمعة من تأليف الإمام الخطيب وهي ليست واحدة تفرض من قبل الوزارة. – وفي خصوص وصف كاتب المقال الحكومة بالظالمة نرى أنه تجاوز لا مبرر له، وأنه ينافي الأعراف والخلق الإسلامي الرفيع، ونرجو أن نرى الدكتور محمد بن موسى الشريف ثانية في تونس ليرى الحقائق كما هي، ويدرك أنه لم يكن على صواب عندما قفزت إلى ذهنه تلك الخواطر.
(المصدر: مجلة “المجتمع” (أسبوعية – الكويت)، العدد 1750 بتاريخ 5 ماي 2007)
الرابط:
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=223665** وقد عقب الدكتور محمد بن موسي الشريف على ما جاء في رسالة السفارة التونسية بالكويت بما يلي:
د. الشريف يعقب:
القاصي والداني يعلم بما يجرى لتنحية الإسلام عن واقع الحياة في تونس
اطلعت على رد السفارة التونسية على مقالي المنشور في مجلة المجتمع الغراء الموسوم ب (أيام في تونس) وبادئ ذي بدء أقول: 1 – إن الرد بدا وكأنه أداء لواجب لا بد لهم منه، لذلك جاء ضعيفاً سطحياً، لكني أزعم أنهم غير مقتنعين بالذي سطروه، ولن ينفعهم دفاعهم المغلوط عن هذا النظام الظالم يوم يقفون بين يدي رب العالمين، وإلا فكيف لعاقل دع عنك مسؤولاً في سفارة أن يزعم أن النظام في تونس يرعى الإسلام والقائمين على شؤونه وأنه يحوطهم بالعناية، هذا والقاصي والداني والمسلم وغير المسلم ومنظمات حقوق الإنسان الدولية قاطبة وكل المراقبين الدوليين ذوي العناية بهذا الشأن كل هؤلاء قد أطبقوا على أن الإسلام في تونس وأهله القائمين عليه مضيق عليهم إلى الغاية، وأن هناك خطة واضحة من قبل النظام لتنحية الإسلام عقيدة وشريعة وممارسة عن واقع الحياة اليومية في تونس. 2 – ثم إن السفارة تمُنّ بأن النظام قد بنى عدة مساجد لكن الله تعالى يقول: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى” أولئك أن يكونوا من المهتدين (18) (التوبة)، وقد نعى الله على المشركين فخرهم بعمارة المسجد الحرام وهم يكفرون بالإسلام فقال جل من قائل: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين 19 .. وهم أعلم بحال مساجدهم التي يدعو فيها المصلون ربهم ليل نهار لتخليصهم من هذا النظام الجائر الذي ضَّيق على الناس وأحصى الأنفاس.
3- هذا ومن أعجب ما قرأت في ردهم هذا زعمهم أن المرأة التونسية تحافظ على الاحتشام، ولا أدري لماذا يستعملون هذه اللفظة ويهربون من كلمة الحجاب. والقاصي والداني أيضاً يعلم أن أعظم حملة ضد الحجاب الإسلامي منذ أن جاء الإسلام إلى الآن هي ما حصل في تونس، وما مَنْع النساء الموظفات من الحجاب ولا مَنْع طالبات الجامعة من الحجاب منا ببعيد، ويسمون الحجاب الزي الطائفي، ويحرمون على المرأة استخراج بطاقة الهوية وجواز السفر بالحجاب!! والمرأة التونسية تتطلع إلى اليوم الذي يزول فيه هذا النظام الجائر حتى تعود إلى الاستمساك بحجابها.
4- أما باقي ردودهم فقد تمنيت ألا يكتبوها لركاكتها وضعفها، فكيف يردون على من شاهد وخالط ولم يكتف بالسماع، وقد استشهدوا في بعضها بمذهب الإمام مالك، ولو قدر للإمام مالك أن يبعث اليوم لبكى بكاء مراً على حال الإسلام الجريح في تونس ولتبرأ من صنيع النظام فيه. 5 أما وقد اجترأوا على الرد ولم يأخذوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من كان يؤمن بالله واليوم اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”.. فإني سأورد وللقراء الكرام ما لا يستطيع هؤلاء المساكين أن يصنعوا معه شيئاًً:
أ – جاء في نص قانونهم: تعدد الزوجات ممنوع. كل من تزوج وهو في حالة الزوجية يعاقب بالسجن لمدة عام وبخطيّة قدرها مائتان وأربعون ألف فرنك أو بإحدى العقوبتين، وفي الوقت نفسه تنتشر دور البغاء في البلاد، وتنظم بموجب القانون، ويؤخذ الضرائب عليها. ب- الخمر مباح في البلد ومنتشر فاشٍ في كل مكان، وحسبكم هذا الخبر الوارد في جريدة الصباح التونسية 17-12-1993م بمناسبة رأس السنة!!: “من المنتظر أن يقع استهلاك ثلاثة ملايين قارورة من الخمور التونسية دون اعتبار المشروبات الكحولية الفاخرة والمستوردة!!”، والقمار مقنن بمرسوم رئاسي رقم 21 سنة 1994م!! ج – قضية الوزير الأول المكلف بالشؤون الدينية علي الشابي الذي أشرف على مسابقة للسباحة لطالبات الشريعة في جامعة الزيتونة، وقد أعطى إشارة الانطلاق لهذه المسابقة بنفسه، وقال: الآن تخلصت الزيتونة من عقدتها!! وهل بعد هذا من محادة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم . د – استقبال الزنادقة في تونس وتكريمهم مثل: نصر أبو زيد الذي صودرت كتبه في مصر لما فيها من الكفر الصراح، فاستقبل في تونس في الجامعة الزيتونية ومنح درجة الدكتوراه، ووشَّى الحاكم صدره بالأوسمة والنياشين!! وفرج فودة الذي طعن في الشريعة، وطعن في بعض الصحابة استقدمه الحاكم في تونس وفتح له شاشات التلفزة، ومنبر الجامعة التونسية، وأما كتاب سلمان رشدي المارق: “آيات شيطانية” فإنه قد درس في كلية الآداب في الجامعة التونسية!! هـ – الأفلام السيئة بل البالغة في السوء مبلغاً كبيراً، وهي إنتاج تونسي، وعلى رأس تلك الأفلام السيئة فيلم “عصفور السطح” الذي نال جائزة الدولة، وسلم الجائزة رئيس الدولة نفسه، وعَدّ هذا الفيلم إبداعاً تونسياً منقطع النظير!! و- الحرب الضخمة على الجامعة الزيتونية، وتقليص أعداد الطلاب بالتدريج، ومحاربة الأساتذة الملتزمين، وحسبكم هذا الخبر الوارد في مجلة “حقائق” التونسية عدد (379): “أحيت الفنانة الصاعدة منيرة حمدي سهرة فنية رائعة في رحاب معهد أصول الدين التابع للجامعة الزيتونية، وفي السياق نفسه، وتلقيحاً للطلبة ضد التطرف تمتع الطلبة بمشاهدة الألعاب السحرية للمنوم المغناطيسي الشهير حمادي بن جاب الله الفرشيشي”!! ز – القبض على الصالحين ودعاة الإسلام وإيداعهم السجون لمدد طويلة، والتعذيب الذي يجده كثير منهم في السجون، والمحاكمات الجائرة التي تعقد لهم، وهناك مناشدات متكررة من منظمات حقوق الإنسان للحكومة التونسية لكن ذهبت أدراج الرياح، والمضايقات الشديدة للنساء المعتقلات. ح- وأسأل الإخوة في السفارة التونسية: هل سمعنا من حكومتكم يوماً من الدهر موقفاً شاجباً لما يجري على إخواننا في فلسطين أو العراق؟! وهل سمعنا يوماً مناصرة لقضية إسلامية؟! ط – وماذا يدل عليه وجود الآلاف من صفوة أبناء وبنات تونس في الخارج هاربين من سطوة الحكومة التونسية وجبروتها وعسفها والتضييق على الإسلام وأهله؟! ي – وعلام يدل اتفاق أهل الخير والصلاح والدعوة والفضل وطبقات كثيرة جداً من المثقفين والإعلاميين والمنادين بحقوق الإنسان، علام يدل اتفاق هؤلاء على أن الأوضاع في تونس قد بلغت حداً لا يطاق، وأن الإسلام والمسلمين قد ضيق عليهم تضييقاً بلغ مداه، وعدد هؤلاء يقدر بعشرات الملايين، فهل هؤلاء كلهم مخطئون والسفارة التونسية على حق؟!
وفي النهاية أقول: لم يكن في حسباني أن أسرد هذا الذي سردته، وإنما ذكرت ما شاهدته فقط في مقالي “أيام في تونس” لكن رد السفارة التونسية اضطرني إلى الحديث عن بعض ما أعرف، وأعرضت عن بعضه الآخر اقتداء بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم عرف بعضه وأعرض عن بعض (التحريم: 3).
وأقول لإخواني في السفارة:
أنا أعلم أنكم غير مقتنعين بردكم الذي رددتموه، وأنكم تؤدون عملكم لكن إلى متى هذا الإخفاء للحقائق؟! أفلا تقفون موقفاً يبيض وجهكم في الدنيا وينقذكم من السؤال في الآخرة؟! وهل ستنفعكم حكومتكم الظالمة يوم تقفون جميعاً بين يدي الله يوم القيامة أو أنهم سيتبرؤون منكم؟! أما دعوتكم لي بتكرار الزيارة لتونس فأقول: “لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين”.
وأسأل الله لي ولكم الهداية والتبصر والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(المصدر: مجلة “المجتمع” (أسبوعية – الكويت)، العدد 1750 بتاريخ 5 ماي 2007)
الرابط:
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=223666باسم الله الرحمان الرحيم
بمناسبة اليوم العالمي للابحار في الانترنات
حسبي الله و نعم الوكيل .
إبن الزيتونة – سويسرا .
صعقت بل صدمت لهذا المستوى المتدني من الحوار و….الذي ظهر به العارف يالجميل , الحافظ لكتاب الله بوعبدالله بوعبدالله – أو هكذا أسمته أمه – الفقيه في العلوم الشرعية , الخبير السياسي و المصلح الإجتماعي .
مقالي ( 1 ) تناول بالتحليل و التقييم أسباب فشل كل مبادرات الحامدي السابقة و لم أتعرض لهذا الهُمَام إلا بمقولةٍ رددها في كل المواقع وهي إعتبار سحب قضيته المرفوعة ضد بن على من أموره الشخصية التي لا يحق لأحد التدخل فيها و لا الإعتراض عليها , فكان من رده ما كان , فحسبي الله و نعم الوكيل , أرددها إحساسا بالظلم و الإفتراء داعيا الله أن يلهمني الرشدَ و الصوابَ و أن لا أنجر وراء سوء القول مع علمي بأن الله مكنني من هذا الحق عندما قال في محكم التنزيل :
* لا يحب اللهُ الجهرَ بالسوءِ من القولِ إلا من ظٌلِمَ و كانَ الله سميعًا عليمًا * ( 2 )
و ليعلمَ بوعبدالله أنني سجنت كما سجن , و تختزن ذاكرتي ثقافة السجن بألفاظها و أخلاقها , و من قبل ذلك تقلبت في شوارع قريتي و أزقتها و مروجها و خضبت أياديَ بحنائِها و لكنني – و فقط – أخشى اللهَ و أحترم سورةَ الفاتحةِ التي في صدري و أستحي من قراء تونسنيوز رجالا و نساء ….. فحسبي الله و نعم الوكيل , حسبي الله و نعم الوكيل , حسبي الله و نعم الوكيل .
1 https://www.tunisnews.net/16mai07a.htm .
2 سورة النساء الأية 148
بسم الله الرحمن الرحيم
أولى بالإنسان أن يثق بربه
د. محمد الهاشمي الحامدي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم: إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
* * *
ضرب القرآن الكريم الأمثلة للمنافقين، وشبه حالهم بحال من أحاطت به الظلمات، ثم أوقد نارا أنارت ما حولة قليلا، ثم طفأت فعاد لما كان فيه من ظلمة حالكة.
وشبههم بحال من ألمّت بهم عاصفة شديدة وهم يضعون أصابعهم في آذانهم يظنون ذلك يقيهم من الصواعق والموت.
لكن المنافقين ومشايعيهم من الكفار مستغربون من ضرب هذه الأمثال، ومن أمثال أخرى مشابهة في القرآن الكريم، يرد فيها ذكر النحل والعنكبوت والنمل،
ويزعمون أن ضرب الأمثال وذكر هذه الحشرات لا يليق بمقام الله عز وجل، ثم يتخذون من ذلك مدخلا للطعن في صحة القرآن الكريم وفي صدق الرسول صلى الله علي وسلم. لذلك يأتيهم الرد الواضح القاطع من عند الله عز وجل:
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26)
هكذا حسمت المسألة. إن الله تعالى لا يستحي أن يضرب الأمثال للناس، وأن يضرب المثل بالبعوضة أو بما هو فوقها في الصغر أو في الكبر. ذلك أن العبرة عند أولي الفهم والعقل والحكمة إنما تكون في ما وراء المثل، وبالرسالة التي تصل منه إلى كل طالب للحق باحث عن الهداية، كما في هذه الأمثلة الأخرى في القرآن الكريم.
قال تعالى في سورة الحج: ” يَا أَيُّهَا النَّاس ضُرِبَ مَثَل فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُون اللَّه لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اِجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبهُمْ الذُّبَاب شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِب وَالْمَطْلُوب” (73).
وَقَالَ في سورة العنكبوت ” مَثَل الَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُون اللَّه أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوت اِتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَن الْبُيُوت لَبَيْت الْعَنْكَبُوت لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون” (41).
وَقَالَ عز وجل في سورة إبراهيم: ” أَلَمْ تَرَ كَيْف ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِين بِإِذْنِ رَبّهَا وَيَضْرِب اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَل كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَةٍ خَبِيثَة اُجْتُثَّتْ مِنْ فَوْق الْأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَار (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَل اللَّهُ مَا يَشَاء (27)”.
أما وقد اتضح القصد من ضرب الأمثال، فقد أصبح الأمر موكولا للمتلقين للقرآن الكريم. الذين آمنوا يرون العبرة والمغزى من ضرب الأمثال دون لبس أو غموض، ويوقنون أنه كلام الله عز وجل الذي يهدي للحق والبر والفوز في الدارين. وأما الكفار برسالة التوحيد والعدل ومكارم الأخلاق فيستخفون بالأمثال ويتخذونها سببا لرد القرآن الكريم والتشكيك فيه.
وهكذا يصبح ضرب المثل في القرآن الكريم سببا لضلال الكثير من الناس، وهداية الكثير من الناس. أما أهل الضلالة فهم الفاسقون الذين خرجوا عن طاعة الله وردوا أوامره ونواهيه واستخفوا بكتابه، وأما أهل الهداية فهم المؤمنون الذين استجابوا لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن صفات هؤلاء الفاسقين أيضا:
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
إن عقائد هؤلاء المحرومين من أنوار الإسلام وعزة الطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، عقائدهم وأعمالهم تدل على سوء حالهم. جاءهم القرآن الكريم بحجته القاطعة ولغته المبهرة وأنواره الساطعة، وزعم المنافقون التصديق به والعمل بما فيه ثم نكثوا وغيروا وبدلوا. ومن صفاتهم أيضا قطع الأرحام التي أمرهم الله تعالى بوصلها، وتجاهلهم لحقوق أقاربهم وأهليهم من المحبة والتواصل والمساعدة، بالإضافة إلى سعيهم في الأرض بالفساد، أي بالمعاصي والظلم والتعدي على حقوق الناس.
يتوهم هؤلاء المحرومون أنهم يحققون لأنفسهم مصالح عظيمة بمثل هذه العقائد والأعمال. لكنهم واهمون تماما، فليس من نتيجة لهذا النهج إلا الخسارة المحققة، واستحقاق نار جهنم.
وينسى هؤلاء المحرومون الحقائق الجلية الكبرى التي لا يجوز لعاقل أن يتجاهلها:
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
كيف يقبل عاقل على نفسه أن ينسى أن الله تعالى أوجده من العدم، وسيتوفاه في أجل معلوم، وسيحييه من جديد ليوم الحساب، ويعرض عليه أعماله كلها ليحاسبه عليها، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا؟
كيف يقبل عاقل على نفسه أن يعرض عن هدي القرآن الكريم، وأن يقطع الأرحام، ويفسد في الأرض، متجاهلا بذلك تعاليم خالقه وتوجيهاته؟ لمن يسمع الإنسان العاقل إن لم يسمع لربه الذي أكرم كل عباده جميعا بالأرض وخيراتها، وجعل السماوات فوقهم سبع سماوات، كل ما في الأرض وما في السماوات من جبال وهضاب وزرع ومعادن وأنهار وبحار وكواكب ونجوم داخلة في علم الله، وهو بأدق تفاصيلها محيط؟
العاقل لا يحشر نفسه مع الكفار المعاندين الذين تخاطبهم هذه الآيات وآيات أخرى كثيرة في القرآن الكريم منها قوله تعالى في سورة فصلت:
“قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِاَلَّذِي خَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِي مِنْ فَوْقهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتهَا فِي أَرْبَعَة أَيَّام سَوَاء لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَان فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْع سَمَوَات فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلّ سَمَاءٍ أَمْرهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيح وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم (12)”.
ألا ترى إلى الإنسان إذا ما أتيحت له فرصة للقاء بمخترع أو خبير دولي مشهور في تخصص من التخصصات العلمية كيف يحترمه ويقدره ويثق به في اختصاصه؟ أولى بالإنسان إذن أن يثق بربه الذي خلقه على أحسن صورة، وأكرمه بنعم لا تحصى، وخلق الأرض والسماوات، والشمس والقمر والنجوم، وكل ما في الأكوان جميعها، وتفضل من بعد ذلك على عباده بأن أرسل إليهم رسلا منهم يهدونهم إلى التوحيد ويعلمونهم الكتاب والحكمة والفضيلة ومكارم الأخلاق.
إن نداء القرآن للبشر كافة واضح وقوي ومقنع، يبين فساد منهج الكفار والمنافقين والفاسقين، وتهافته، ومخالفته لمقتضيات المنطق، ويهدي إلى ما يوافق العقل، وإلى البر والتقوى وسعادة الدارين.
انسحاب فنزويلا من المؤسسات المالية الدولية
رفض لنظام لا تخدم إلا مصلحة الأقوياء
حذاري من تحويل ميراثه الى عقيدة أتاتوركية عربية جديدة
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 18 ماي 2007)
عوائق أمام إنشاء مكتبة رقمية للانتاج الفكري العربي
عدنان المنصر (*)
تُشكّل الانترنت اليوم إحدى أهم الأدوات في عالم البحث في ميادين المعرفة البشرية المختلفة. وبسبب انتشارها السريع ونسق استخدامها على المستوى العالمي، امتد أثرها إلى ميادين متنوعة؛ كما بات نشر الكتب والفهارس على الشبكة الالكترونية الدولية من بين أكثر الخدمات الشبكية رواجاً. ومنذ مدّة، ظهرت مشاريع لبناء مكتبات رقمية تتيح للمطالعين المتصلين بالانترنت الحصول على عدد من المؤلفات غير المشمولة بحقوق النشر والتأليف.
مشروع «غوتنبرغ» الأميركي
جاءت البداية من الولايات المتحدة في العام 1971 من طريق مشروع أطلقه أحد الشباب يدعى مايكل هارت Michael Hart وأطلق عليه اسم «غوتنبرغ» Gutenberg. وتطور المشروع على مدار الـ 35 سنة الماضية، تطوراً كبيراً إلى أن أصبح اليوم أضخم مشروع مكتبة رقمية غير تجارية عالمياً. وأتاح اتساع إمكان تخزين المعلومات لمشروع مايكل هارت، الذي نجح في ضمّ حوالي ألف متطوع إلى مشروعه، وضع آلاف العناوين في خدمة الباحثين والمطالعين مجاناً.
ومن المتوقع أن يبلغ عدد العناوين المُرقمنة في منتصف العقد المقبل قرابة مائة ألف عنوان. ويلاقي مشروع «غوتنبرغ» نجاحاً هائلاً في الوقت الراهن، إذ يقدر عدد الكتب التي تجري إعارتها في شكل رقمي (تصفح أو تخزين) على ذلك الموقع الشبكي، بنحو مليوني كتاب شهرياً.
وسرعان ما انتشرت فكرة المكتبات الإلكترونية في العالم الغربي وبصفة خاصة في العالم الأنغلوساكسوني. وتعاقدت مكتبات أعرق المكتبات الجامعية الأميركية مع شركات إعلامية لرقمنة مخزونها المعرفي في مختلف المجالات. غير أن مشروع «غوغل برنت» Google Print يعتبر اليوم أكثرها طموحاً وأضخمها تمويلاً. إذ يتوقع القائمون عليه أن يضع أمام المتصلين بالشبكة حوالي 15 مليون عنوان، أي ما يعادل 4.5 بليون صفحة، معظمها من الثقافة الأنغلوساكسونية.
وكان من النتائج المباشرة لمشروع «غوغل برنت» نقل الصراع بين الأنغلوسكسونية والفرنكوفونية إلى ميدان رقمنة الكتب. إذ تعمل «المكتبة الوطنية الفرنسية»، عبر مشروعها «غاليكا» Gallica، على رفع التحدي بتسريع عملية رقمنة رصيدها الهائل من المصادر والمراجع باللغة الفرنسية، مع التفاوت الواضح في القدرة على إيجاد التمويلات الكافية إذا ما قورنت بتمويل مشروع «غوغل». ولا يلاقي سعي الفرنسيين إلى إشراك الاتحاد الأوروبي في هذا المشروع، تحت شعار مواجهة التحدي الثقافي الأميركي، على ما يبدو نجاحاً كبيراً، بالنظر إلى أن الهم الفرنكوفوني ليس مشتركاً بين غالبية الدول الأعضاء في التجمع الأوروبي الكبير.
بالتأكيد، ثمة بُعد معرفي أيضاً في هذا الموضوع؛ غير أن الجانب الربحي لا يقل عنه أهمية. فبغض النظر عن البعد الثقافي الكامن وراء انتقاء عناوين من دون سواها ولغات من دون أخرى، فإن تحويل مشاريع المكتبات الرقمية إلى مشاريع مربحة تجارياً من شأنه أن يحدث ثورة عظيمة أخرى في هذا الميدان، لذلك تحظى مشكلة حقوق التأليف والنشر باهتمام كبير من القائمين على هذه المشاريع.
لا يُضاهي قيمة المكتبات الرقمية، التي تتيح لعموم المتصلين بشبكة الانترنت تصفح أو تخزين ما يريدونه من عناوين؛ على الأرجح سوى عملية اختراع الطباعة التي نقل غوتنبرغ بواسطتها المعرفة من نشاط تمارسه نخبة ضيقة إلى مستوى أوسع الأنشطة البشرية.
وعلى رغم الصراع الكامن وراء عملية التنافس في بناء المكتبات الرقمية، فالأرجح أن تأتي نتيجتها في مصلحة البشرية، إذ يؤدي تراكم هذه المشاريع إلى إنشاء ما يسميه بعضهم بالمكتبة الرقمية الإنسانية التي ستحفظ المعرفة الإنسانية من الضياع، وفي شكل نهائي.
أنغلوسكسونية
وتبدو هذه المكتبة الرقمية الإنسانية أنغلوسكسونية في الدرجة الأولى وفرانكوفونية في الدرجة الثانية، في حين لا يكاد يذكر عدد العناوين العربية المرقمنة. وفي المقابل، فإن المكتبة العربية خصبة بالنتاجات الفكرية، ما يجعل غياب الثقافة العربية رقمياً أمراً يمكن إرجاعه إلى ضآلة الجهد المبذول لرقمنة الكتب العربية على المستوى التقني. فباستثناء بعض المشاريع الفردية التطوعية التي تنحصر عملياً في منطقة الخليج، لا يكاد يبذل العرب جهداً يذكر لوضع ثقافتهم رقمياً على الانترنت. إن متصفح المواقع الإلكترونية لدور الكتب في البلدان العربية يصاب بخيبة أمل كبيرة، إذ أن هذه الدور أخفقت إلى اليوم، على رغم الإمكانات البشرية والتقنية التي تتوافر لديها، في وضع ولو مجرد فهارس رقمية بعناوين مخزوناتها تتيح للباحثين الإطلاع عليها على الانترنت. وبدلاً من ذلك، تحولّت تلك المواقع في الغالب إلى عمل دعائي عديم المضمون. ويولّد ذلك الغياب انعكاسات كبيرة، إذ يخسّر الباحث وقته وماله وجهده، فيتأخر نفعه لغيره. والوضع ليس أحسن حالاً بالنسبة للمكتبات الجامعية، وهي في الأصل مكتبات بحث.
يفتح هذا الوضع باب الجدال واسعاً حول السياسات الثقافية في البلدان العربية، هذا إذا جاز لنا إطلاق تسمية «سياسات ثقافية» على ما يُصنع بالثقافة في تلك البلدان! ولا يعود ضحل المساهمة العربية في مشروع المكتبة الإنسانية الرقمية لقلة الخبرات ولا إلى ضعف الإمكان، وإنما إلى انعدام الإرادة السياسية في جعل البُعد الثقافي همّاً جدياً لوزارات الثقافة العربية. فلو خُصص لهذا المشروع قسم يسير من الميزانيات التي تنفق على «دعم الأغنية» أو جزء مما ينفق على حفلات الاستقبال الرسمية، لكان كافياً. غير أن المسألة لا تقف عند تخلي المسؤولين عن الثقافة في البلدان العربية عن واجباتهم في نشر وتطوير اللغة الأم. إذ تسير على غرارهم الجامعات المختلفة في الدول العربية، التي لا تقوم بالحد الأدنى المطلوب منها في هذا الشأن. تكاد النتيجة أن تكون هي نفسها حيث ما ولَّيت وجهَك: تصحر ثقافي، وانعزال متزايد عن حركة الفكر الإنساني، وضعف في المناعة الثقافية للجيل المتعلم، وانتشار غير مسبوق للجهل والخرافة.
مسؤولية المجتمع المدني
إن حلم اللحاق بالمجهود المبذول في الفضاءات الثقافية السائدة راهناً لم يعد غير واقعي فحسب، بل إن المرء يسأل عن إمكان «المحافظة» على مرتبتنا الحالية في سلم التخلف العلمي والثقافي، وكذلك «المحافظة» على بعض ما تحقّق في العقود الماضية.
إلا أن إلقاء التبعات على السياسات الرسمية لا يشير إلا إلى جزء من المشكلة. إذ تكاد الاستقالة من مسؤولية صيانة الثقافة العربية أن تصبح سلوكاً عاماً لدى شطر كبير من الشرائح التي يفترض أن تكون أكثر وعياً من غيرها بخطورة هذه المسألة.
وهنا تطرح قضية مساهمة المجتمع الأهلي، أو المدني، في المحافظة على إحدى أهم أسس هويته الثقافية، واعتبار نفسه معنياً أكثر من الجهات الرسمية بهذا الموضوع. فالمشاريع الغربية في مجال المكتبات الرقمية بدأت كلها في شكل غير رسمي واستندت على العمل التطوعي، ولم تتطور إلى الشكل الذي أصبحت عليه اليوم إلا بفضل عملية تراكم طويلة الأمد.
إلا أن تطور الاقتصاد الرقمي وانفتاحه على مجالات جديدة يمكن أن يحدث النقلة المطلوبة في مجال الكتاب الرقمي العربي حيث أصبح بإمكان المستثمرين الخواص ولوج عالم الثقافة الرقمية العربية باعتبار الأرباح التي يمكن جنيها من الإطلاع على المخزون الرقمي، حتى لو تعلق الأمر في البداية برقمنة الكتب التراثية غير الخاضعة لحقوق التأليف. ليُجرب أحدهم ذلك وسيتأكد من حجم الفوائد التي سيجنيها، وسيحقق في النهاية استثماراً جيداً ويساهم (حتى من حيث لا يدري) في «مشروع صيانة الثقافة العربية».
(*) أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة سوسة (تونس).
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 ماي 2007)
هزيمة اليسارفي فرنسا… قراءة هادئة
سياسة فرنسا الخارجية
ساركوزي والعالم العربي: الغلبة للواقعية السياسية وتبادل المصالح
فابيولا بدوي (*)
بعد حرب 1967، كرس الرئيس الفرنسي شارل ديغول سياسة جـــديــدة في ما يخص الصــراع العربي الإسرائيلي، وقد غــدت هذه السياسة أحـــد أعـــمدة ما عرف بسياســة فرنسا العــربية. فهل نشهد بعد أربعــين سنة قطــيعةً مع الديغــولية، ليــس فقط بالنسبة للعالم العربي، بل بالقياس لمجمل الســياسة الخــارجية الفــرنسية؟
منذ نهاية عهد الرئيس جاك شيراك، وانتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا لخمس سنوات قادمة، والوجوم يسود العالم العربي، وقد تركز كالعادة رد الفعل ما بين ندب للحظ العاثر إزاء المتغيرات الدولية نظرا للصورة التي تم رسمها لساركوزي كصديق لإسرائيل وكمضطهد للمسلمين في فرنسا، وبين الإدانة لشخصية عبرت دون مواربة عن انحيازها للسياسة الأميركية.
فهل تُعد هذه المقاربة متسرعة وغير محيطة بشخصية ابن المهاجر المجري الذي غدا رئيسا لأحد أبرز البلدان الأوروبية؟ في هذا السياق تعد مبالغة بنيامين نتانياهو، زعيم ليكود الإسرائيلي، في الإشادة بالصديق الكبير ساركوزي مماثلة للتشاؤم المفرط لدى بعض الأوساط المغاربية تجاه وزير داخلية سابق اتخذ مواقف متشددة إزاء مسألة الهجرة والهوية الوطنية، وهو الأمر نفسه بالنسبة لوصف الرئيس الفرنسي الجديد بأنه من «المحافظين الجدد على الطريقة الأميركية»، والذي مرده المقابلة الشهيرة بين ساركوزي وبوش في العام الماضي وإشادة الأول خلالها بالولايات المتحدة ودورها في العالم. لكن أين العالم العربي من واقعية الأحداث بكل ما ستحمله من تغيرات في المستقبل القريب؟
إن المتابع لموقف ساركوزي منذ بداية حياته السياسية سوف يتصور أن المرونة التي قد تصل إلى حد الميكيافيلية هي السمة الغالبة على هذا الرجل القادر على التوفيق بين المتناقضات، حيث نجده يستنجد بجان دارك وجوريس وديغول ونابليون في آن واحد، ووفق قراءة شديدة الانتقائية للتاريخ.
من هذا المنطلق، وبعد حملة انتخابية اتسمت بتغييب شبه كامل للسياسة الخارجية وإعطاء الأولوية للملفات الداخلية، فاجأ ساركوزي مواطنيه ومتابعي الحدث عبر العالم، بتخصيص غالبية مداخلته الأولى بعد فوزه للسياسة الخارجية وبطغيان الطابع التبشيري عليها، والتركيز على إعادة دور فرنسا البارز إلى أوروبا والعالم. وفي هذا الإطار برز البعد المتوسطي للسياسة الخارجية الفرنسية كعلامة فارقة. فقد أراد ساركوزي تحقيق عدة أهداف عبر الدعوة لإقامة «الاتحاد المتوسطي» في مقدمتها حل عقدة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر منح أنقرة بديلا مشرفا من خلال لعب دور رئيسي في هذا الاتحاد الجديد، إضافة إلى المساهمة في حل الصراع العربي الإسرائيلي عبر جمع الأضداد في حاضنة البحر الأبيض المتوسط، وإعادة الأولوية لعلاقات فرنسا مع بلدان المغرب العربي كونها الأكثر اكتراثا بالتقارب الأوروبي المتوسطي، إلى جانب جعل الاتحاد المتوسطي جسر تواصل بين أوروبا وإفريقيا، وذلك في مسعى لوضع حد للسياسة الفرنسية التقليدية تجاه القارة السمراء.
والفكرة المتوسطية في حد ذاتها ليست بالجديدة، بيد أن الجرأة في ساركوزي تتمثل في محاولة خلق منظومة جيوسياسية جديدة، يكون لفرنسا فيها دور محوري بعدما أخذ دورها الأوروبي في الاضمحلال نتيجة الدور المتعاظم لألمانيا من جهة، ولعدم رغبة بريطانيا في تحويل الاتحاد الأوروبي إلى قوة سياسية من جهة أخرى.
للوهلة الأولى يبدو أن السياسة العربية لفرنسا قد انتهت مع آخر الديغوليين جاك شيراك. غير أنه، وبغض النظر عن شعارات الحملة الانتخابية، أو عن الأفكار المسبقة حول ساركوزي، نجده قد اجتمع بزعيم الأكثرية النيابية في لبنان سعد الحريري في أول لقاء علني له مع شخصية أجنبية بعد انتخابه، كذلك لفت نظر الكثيرين لقاءه بالرئيس المصري حسني مبارك قبل أيام من الدور الأول في الانتخابات الرئاسية، وكأنه عبر هذين اللقاءين يؤكد، بشكل أو بآخر، على متابعة سياسات الجمهورية الخامسة.
صحيح أنه مع اختلاف الأجيال والشخصيات سوف يختلف الأسلوب في السياسات وكيفية التعاطي مع الملفات، إلا أن ساركوزي بلقاء مبارك والحريري قد يذكرنا بفرنسوا ميتران الذي كان من أكبر أصدقاء إسرائيل المعلنين، ولكن أول زيارة خارجية له الى الشرق الأوسط كانت إلى المملكة العربية السعودية. وهذا يعني أن الواقعية السياسية وتبادل المصالح سيكون لهما الغلبة في رسم مسار علاقات فرنسا مع العالم العربي… فأين الحكومات العربية من كل هذا؟
طبقا لتصريح لشخصية مسؤولة في «حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية» ـ الذي تزعمه ساركوزي منذ 2004 ـ «يمكن للدول العربية أن تستفيد من موقع ساركوزي في لعب دور الوسيط النزيه بين فلسطين وإسرائيل». وهذه قد تكون حقيقة حيث تتيح له صداقاته الأميركية الإسرائيلية أن يلعب هذا الدور الفعال إذا ما تنسى للدول العربية استخدام عناصر قوتها الاقتصادية والسياسية في الحفاظ على علاقة قوية مع فرنسا. ففي زمن العولمة التنافسية نجدها تفرض شروطها في عالمنا، وأن المجموعات الصناعية والنفطية الكبرى تلعب دورها في تحديد السياسة الخارجية للدول. ولكن عند إلقاء نظرة سريعة على كيفية تعامل الدول العربية مع بعض المجموعات الفرنسية يحق التساؤل الفوري عن أسباب إهمال هذه الورقة. فعلى سبيل المثال، لا تزال مجموعة «تاليس» التي تملك الدولة الفرنسية أربعين في المئة من رأس مالها، وتعد إحدى أبرز مجموعات الصناعة الإلكترونية والدفاع، تتفاوض منذ أربعة عشر عاما دون الحصول على عقود مهمة، مع أن هذه المجموعة هي التي تدير عبر منظوماتها الإلكترونية نظام مجموعة «غازبروم» الروسية التي أصبحت من أكبر مجموعات الطاقة في العالم.
أيا كانت التحفظات على شخصية وعلاقات ساركوزي، إلا أنه الرجل المقرب من رجال الأعمال والصناعة، وسوف يكون حريصا جدا على تسويق الاقتصاد الفرنسي في العالم العربي، ونظرة سريعة على أرقام الوفرة في بعض الميزانيات نتيجة الفاتورة النفطية، تجعلنا ندرك وجود العديد جدا من عناصر القوة لدى الطرف العربي، وقدرة كبيرة على منح العلاقات الفرنسية العربية ديناميكية جديدة يغلب عليها تبادل المصالح مما سيمنحها زخما ويرسخها إلى حد قد يفوق المتوقع، حيث لا يمكن لباريس أن تظل تتغنى بماضيها الاستعماري، وانتشارها الثقافي الفرنكوفوني من دون أن تتنبه لمسائل التنمية والحوار مع القوى الحية في المجتمعات العربية.
ولا يبق أمامنا سوى استعادة ما أعرب عنه مؤخرا في شماتة واضحة ريتشارد بيرل – أحد أبرز رموز المحافظين الجدد – في لقاء مع صحيفة فرنسية، حينما قال ساخراً: إن السياسة العربية لفرنسا في الحقبة الماضية كانت أثر السياسات الخارجية العقيمة وغير المجدية». ولا أحد يمكنه قلب السياسة الفرنسية الخارجية رأسا على عقب، لأن الرأي العام الفرنسي يعارض النزعة الأطلسية، ويضع الضوابط ضمن لعبة المؤسسات. يبقى على صناع القرار في العالم العربي أن يتنبهوا لدورهم وأن يسهموا بجدية في الحفاظ على صداقة فرنسا، وأن يمارسوا بشكل لائق وجيد قواعد لعبة تبادل المصالح مع نيكولا ساركوزي.
(*) كاتبة مصرية تقيم في باريس.
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ماي 2007)
انقلاب فرنسي ضد العرب؟
وثيقة حيفا تطالب بإعادة اللاجئين وإقامة دولة ثنائية القومية ومنح فلسطينيي الـ48 الحكم الذاتي
المجلس الإسلامي الأوروبي للإفتاء والبحوث يعقد دورته 17 ويحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه
رئيس المجلس الإسلامي الأوروبي للإفتاء والبحوث يدعو لحلف ضد ثالوث الإلحاد والإباحية والظلم
** العلامة يوسف القرضاوي : يجب أن ندافع عن حق الانسان في الحرية وحق تقرير المصير والتعايش مع الآخرين والمساواة والمحافظة على العرض والوقوف في وجه الجبابرة ” .
سراييفو: عبدالباقي خليفة / تونس أونلاين نت
احتفل المجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث بالذكرى العاشرة لتأسيسه في مدينة سراييفو يوم الثلاثاء 28 ربيع الآخر . واستمر حتى 3 جمادى الاولى 1428 هـ الموافق لـ 15 / 20 مايو 2007 م . كما تم بهذه المناسبة إقامة الدورة السابعة عشرللمجلس بحضور عدد كبير من العلماء والمفكرين في مقدمتهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس المجلس ،والدكتور أحمد العسال ، والشيخ راشد الغنوشي ،والدكتورعبد المجيد النجار ،والشيخ فيصل مولوي ، نائب رئيس المجلس ، والشيخ حسين محمد حلاوة ، الامين العام للمجلس ،بالاضافة إلى الدكتورمصطفى تسيريتش ،رئيس هيئة العلماء في البوسنة ،ولفيف من العلماء والدعاة ورؤساء المنظمات الاسلامية في أوربا . وقد تم الاحتفال بمركز الملك فهد بن عبدالعزيز الثقافي بسراييفو ، حيث رحب مدير المركز عبدالعزيز العقيلي بالحضور معربا عن سعادته بإقامة حفل افتتاح الدورة السابعة عشر للمجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث ،و مذكرا بأن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم تدور حول تحقيق مصالح العباد و رفع الحرج ، مشيرا إلى أهمية التواصل والتحاور مع الغرب ، داعيا لتكاتف جهود المسلمين حتى يكونوا كالبنيان يشد بعضه بعضا .
ثم أنشد مجموعة من الشباب المسلم البوسنوي نشيد مرحبا :
كل نبي بشر
بأحمد وأنذر
الكون غنى منشدا
يا فوز من قد اهتدى
بأحمد وأيد
فنال عيشا أرغد ( … )
إمام الأمة : تكررت في المؤتمر وعلى ألسنة عدد من العلماء والمفكرين ،كلمة إمام الأمة في إشارة للعلامة الدكتور القرضاوي ومن بينهم أمين عام مجمع البحوث بالازهر الشريف ، فضية الشيخ علي عبدالباقي الذي ألقى كلمة ” المجامع الفقهية “. وقد بدأ العلامة القرضاوي كلمته أومحاضرته موجها كلامه للحاضرين “لكم علي حقين ، حق السلام ،فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وحق التهنئة ، فأهنئ البوسنة بما انتهت إليه من سلام “وذكر إمام الأمة بأنه زار البوسنة سنة 1997 بدعوة من الشيخ تسيريتش ، و “كانت البوسنة تعاني من آثار الحرب ، وكلما زرنا سراييفو والمناطق الاخرى نجد آثار التهديم والتخريب في كل مكان “وتابع ” اليوم لا نرى هذه الآثار ونرجو أن تذهب لغير رجعة ” وأضاف ” أهنئ البوسنة وأهنئ الاخوة الأعضاء في المجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث بما وفقهم الله خلال السنوات العشر الماضية ” ثم توجه إليهم قائلا ” أهنئكم بما أنجزتموه وأسأله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك ذخرا لكم ” ورحب الدكتور القرضاوي بالحوار مع المخالفين من أصحاب الديانات الأخرى ،وخصوصا الكتابية “نحن نرحب بالتعاون والتفاهم والحوار مع أهل الأديان جميعا وخصوصا الكتابية و الذين يسميهم القرآن الكريم ، أهل الكتاب … فالاسلام يرحب بالحوار والتفاهم مع كل الأديان ويفتح باب التعاون والبر والتفاهم ما دامو مسالمين للمسلمين “وتلا قوله تعالى ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم ، والله يحب المحسنين ” . وبين فضيلته أن البر الذي اختاره المولى عز وجل لنمط العلاقة بين المسلمين وغيرهم من المسالمين ، هولفظ استخدم في التعبير عن أقدس حق بعد حق الله عز وجل ،وهو بر الوالدين . وذكر فضيلته أن قرآنا يتلى إلى يوم القيامة يبرئ يهوديا من تهمة السرقة ” ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى “. وقال ” لقد أسس المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث ليعلم الأقليات المسلمة التي تعيش في أوربا كيف تتعامل مع الآخرين وكيف تتحاور مع الآخرين في ضوء الشريعة الاسلامية ” و تابع ” أسس المجلس حتى لا يترك المسلمون للجهلة وأدعياء العلم ، فيظلونهم عن الحقيقة و يجرونهم لما لا يحمد عقباه ” وأضاف “يؤتى المسلمون عندما يوجههم الجهلة خصوصا أدعياء العلم ” وذكر ما أقره العلماء من إنه ” ليس هناك خوف من عالم ولا جاهل ، وإنما المشكلة في نصف العالم الذي يدعي العلم ” وقال ” الاسلام ليس شرقيا ولا غربيا وليس عربيا ولا أعجميا وإنما هو رسالة عالمية ، “وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين ” ، ” قل يا ايها الناس إني رسول الله إليكم جميعا “.
منهج الاسلام : وبين العلامة القرضاوي أن الاسلام لا يعرف العصبية العمياء ” ليس منا من دعا إلى عصبية ” فالمسلم دائما مع الحق ، فقد دافع الله في القرآن وفي سورة النساء عن يهودي .” يظن بعض الناس أن الاخاء لا يكون إلا في الدين ولكن هناك إخاء بشري الناس من جهة الخلق من معدن واحد ومن جهة النسب لأب واحد “واستشهد حفظه الله بخطبة الوداع حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب “.وذكر قول “لأحد الاخوة ” وهو ” إذا كان أصلي من تراب ، فكل البلاد بلادي ، وكل العالمين أقاربي ” ثم تلا قوله تعالى ” قل يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم “وقوله تعالى “يا أيها الناس اتقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام … “وقال الشيخ القرضاوي إن الاسلام جاء بالتعددية في كل شئ ما عدا توحيد الله عز وجل ،الله تعالى واحد لا شريك له ولا ند له ولا شبيه له ،إنما الله إله واحد . إنما إلهكم إله واحد . وماعدا ذلك هناك تعددية في الحياة ، منها تعددية الخلق . والتعددية العرقية ، والتعددية اللغوية ، والتعددية الدينية . “ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك ولذلك خلقهم ” وتابع ” الله خلق الانسان وزوده بالعقل والارداة ليختار الدين الذي يرتضيه . لذلك بنى الاسلام حضارة عظيمة تعايش فيها المسلمون مع النصارى واليهود وكانت الاندلس التي عاش فيها المسلمون 8 قرون مثالا رائعا لذلك . واستفادت أوربا من ابن رشد وابن طفيل وابن ماجة وابن حزم وغيرهم . وعندما جاءت الطامة نزلت بالمسلمين واليهود معا وهاجروا جميعا ، واستقبل المسلمون في البلاد الاسلامية اليهود . وعرض العلامة القرضاوي منهج القرآن في الحوار حيث يخاطب المشركين ” قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ” . ودعا فضيلته إلى حلف ضد الالحاد ،وضد الاباحية ، وضد الظلم الداخلي والدولي . وقال إن الاسلام لا يريد الحرب ، وإنما يدعو أتباعه لبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن النفس . واستشهد بغزوة الخندق عندما نزل قوله تعالى بعد هزيمة الاحزاب دون حرب ” وكفى الله المؤمنين القتال ” و” كتب عليكم القتال وهو كره لكم “. وقول الرسول صلى الله عليه ” لا تتمنون لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ” وقال إن المسلمين يرفضون الحوار مع الظلمة مثل أنصار ( اسرائيل ) واليهود الذين يؤيدون ( اسرائيل ) ” إننا نريد انسانية تتعاون لا انسانية تتحارب ” وقال إن الايمان سر الوجود ” الالوهية حقيقة كبرى بل هي أجلى الحقائق وأظهرها ومن الظهور الخفاء ” وطالب جميع الاديان للوقوف صفا واحدا لتحقيق ثلاث مطالب أولا : ” الايمان بالله ” يجب الوقوف ضد الموجة الالحادية …التي تحارب الايمان وتعتقد أن الانسان هو خالق الله وليس الله خالق الانسان ” . الحقيقة الثانية التي يجب على أهل الاديان العمل لها -كما قال الشيخ -الوقوف أمام الاباحية التي تقف الاديان جميعا ضدها ” و أضاف ” الحضارة الغربية ليست حضارة مسيحية ،لو كانت كذلك لما أباحت الزنا والتحلل ” واستشهد بالقول المنسوب لعيسى عليه السلام ” … من نظر إلى امرأة يشتهيها فقد زنا “وذكر الحديث الذي يذكر فيه صلى الله عليه وسلم أن العين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس والرجل تزني وزناها المشي والفرج يكذب ذلك أو يصدقه . وتطرق للضجة التي اقيمت ضده في لندن لانه ضد الشذوذ الجنسي أو ما يسمى تجاوزا بالمثلية . أما العنصر الثالث من الحلف الذي دعا إليه العلامة القرضاوي فهو حقوق الانسان ونصرة المظلوم والوقوف ضد الظالم مهما كان ” يجب أن ندافع عن حق الانسان في الحرية وحق تقرير المصير والتعايش مع الآخرين والمساواة والمحافظة على العرض والوقوف في وجه الجبابرة ” …
ترحيب بوسنوي : وقد رحب الدكتور مصطفى تسيريتش رئيس العلماء في البوسنة معربا عن سعادته بإقامة الدورة السابعة عشر في سراييفو ، بمناسبة مرور 10 سنوات على العطاء المتميز للمجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث ” يسعدني أن أرحب بكم في بلدنا البوسنة في مدينتنا سراييفو وأشكر فضيلة الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي على اختياره مدينة سراييفو ليقام فيها الاحتفال بالذكرى العاشرة لانشاء المجلس والدورة السابعة عشر له في مسيرته المثمرة ” وشكر الدكتور تسيريتش الدول و المنظمات و الشخصيات التي ساعدت البوسنة في ساعة العسرة . وأشار إلى وجود مجلس لحوار الأديان في البوسنة ” ليس نظريا و إنا عمليا والدليل على ذلك وجود ممثلي الديانات المختلفة بيننا اليوم “كما شكر الحكومة البوسنية التي مثلها أحد خريجي مدرسة الغازي خسرف بك ، وزير حقوق الانسان والمهجرين صافت خليلوفيتش . واعتبر تسيريتش انعقاد الدورة السابعة عشر للمجلس في سراييفو بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه “مناسبة تاريخية لنا ولأوربا ” وحيا الدكتور تسيريتش جميع المفتين والائمة والخطباء من البوسنة والسنجق وشبه جزيرة البلقان ، وهنأهم بلقاء عدد مهم من علماء الأمة وقياداتها ومفكريها في سراييفو . قائلا إن ذلك يبعث في المسلمين ، وتشعره شخصيا ب “سعادة لا توصف
” وخاطب العامء والمفكرين الحاضرين ” لقد منحتمونا شرفا كبيرا باخياركم سراييفو مكانا لاحياء ذكرى تاريخية وهي الاحتفال بمرور 10 سنوات على انشاء المجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث ” . وتحدث الدكتور تسيريتش عن الدورة الاولى للمجلس التي عقدت في سراييفو سنة 1997 ، ودعدوة الشيخ القرضاوي لأهل البوسنة بأن يعيشوا في سلام ،بعد أن مر على البوسنة وقت لم يكن هناك سلام . على حد تعبير الشيخ تسيريتش . وأكد الدكتور تسيريتش على أن مهمة المسلمين الأولى في الغرب هي “المحافظة على الهوية الاسلامية في أوربا وحمايتها “. وذكر الدكتور تسيريتش بالحقيقة الغائبة أو المغيبة في الغرب وهي أن الاسلام و بقية الديانات الابراهيمية جاءت من الشرق على فترات متباينة لذلك ” لا يحق لاي كان الاستئثار بأحقية الانتماء الجغرافي ” . وتطرق رئيس العلماء في البوسنة إلى تاريخ دخول الاسلام إلى أوربا ، حيث دخلها من جهتين شبه جزيرة ايبيريا في القرن الثامن الميلادي ، وشبه جزيرة البلقان في القرن الرابع عشر الميلادي .وقد عاش المسلمون 8 قرون في الاندلس وأقاموا حضارة فريدة عرفت بالتعايش والتسامح .وقال إن المسلمين في الاندلس بسبب نزعات التسلط والتفرق لدى ملوك الطوائف ،وابتعادهم عن هدي دينهم في الوحدة والتكاتف والتقوى ، حتى أصبح لكل بعضة آلاف من الكيلومترات ، ولكل بضعة آلاف من السكان دولة . صدق فيها قول الشاعر :
ومما زهدني في أرض أندلس ألقاب معتصم فيها ومعتضد
ألقاب سلطنة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
وما أشبه اليوم بالبارحة .
وقال الدكتور تشيريتش أن ” الاسلام في البلقان لا يزال حيا بفضل الله ثم المجاهدين وسيبقى المسلمون هنا بعون الله إلى يوم القيامة ” وأشاد بالدور التاريخي والمحوري للرئيس المفكر علي عزت بيجوفيتش ، رحمه الله ، و قال ” كان له الفضل الكبير في صمود وبقاء المسلمين في البوسنة ، وليكونوا جديرين بتوحيد الله سبحانه وتعالى ، فجزاه الله عنا كل خير وأسكنه فسيح جناته ” وأشار إلى أن البوسنة تحتفل في هذا العام 1428 هـ 2007 م بمواعيد وذكريات تاريخية عزيزة على المسلمين في البوسنة والبلقان منها مرور 600 عام على دخول الاسلام إلى البلقان ، وهي فرصة لتذكير العالم بوجود مسلمين أوروبيين من أصول أوروبية . وأن يكون الاحتفال أساسا للتعايش الاوروبي الآمن والمزدهر ، وهذا هدف المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث . كما إننا نحتفل هذه السنة بمرور 1247 عاما على وفاة الامام الاعظم أبو حنيفة و560 عاما عى بناء مسجد كولينا 1447 و 530 عاما على على بناء دار آيات بك سراييفو 1477 و470 عاما على بناء مدرسة الغازي خسرو بك ،و 450 عاما على بناء مدرسة كراجوز بك بموستار و 140 عاما على انشاء مدرسة تسازين 1867 و 120 عاما على تأسيس مكتب نواب ، 1877 و 30 عاما على تأسيس كلية الدراسات الاسلامية 1977 م. إذن نحن نعيش في سبعينات أور قم 7 . وقال إن أوربا تبحث عن حلول للتعايش والتسامح بين الشعوب ولا سيما علاقتها مع الاسلام و المسلمين . وهذه الدورة ترسل رسالة واضحة للعالم كله أن المسلمين صادقين في الدعوة للحفاظ على التعايش و التسامع والتعاون . إن هدف المجلس برئاسة أن يكون للمسلمين يعيشون في ظل الاسلام الذي يعتبر الحوار أساسا للتعايش الانساني . وقال ” سيكون الاحتفال تاريخا مسجلا للبوسنة والهرسك ، هذه الاندلس الثانية التي تنبض بالحياة “.
ألا يكون المسلم فتنة : وكان من نجوم حفل الافتتاح الدكتور أحمد العسال الذي ألقى كلمة ضيوف الدورة السابعة عشر للمجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث ، حيث تحدث عن الغاية التي يعيش من أجلها الناس جميعا ،ومنها الاجتماع على الخير .وقد “بشر النبي صلى الله عليه وسلم المجتمعين على الخير “ووصف المجلس بأنه ” كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها بإذن ربها ” .وقال “كلما استطعنا أن نعلي من طاقة إخواننا كلما قدمنا المثل الصالح ” وتابع ” كان أحد الصالحين يفسر قوله تعالى ، بنا لا تجعلنا فتنة للذين كفورا ، أن المسلم يكون فتنة لغير المسلم ، إذ ظهر أمامه بغير اخلاق الاسلام وهدي الاسلام ، وبهذه المعاني كلها أشكر المجلس “
تجذر الوجود الاسلامي : من جهته أثنى شكيب بن مخلوف ، رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية ،على عمل المجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث،واصفا إياه ب” المؤسسة الريادية، شرقا وغربا وهو يتبوأ مكانة رفيعة في وعي المسلمين على امتداد القاروة الاوروبية بأكملها ” وواصل ” إنها عشرية حافلة بالجهود العلمية والمعالم الفقهية وهي حركية تتواصل قدما والحاجة إليها تظل قائمة وتلمس آثارها بادية كالشمس في رابعة النهار “وأكد على أن تشكيل المجلس يعد مؤشرا على ” تجذر الوجود الاسلامي في أوربا وعلى حاجة المسلمين للمجلس وهي حاجة ماسة للغاية “حيث يساهم في في تدشين ” مرحلة من النمو والتفاعل الايجابي .. وفرص النجاح للاجيال الجديدة وفرص النهوض بدور المرأة المسلمة “. ورغم حديثه عن الفرص العديدة ” بما يخدم المسلمين في أوربا ” إلا إنه أكد على أن “تحديات المرحلة كثيرة “ومنها ” تمكين الفتيات والفتيان ( من أبناء المسلمين في أوربا ) من التواصل وفي كل المجالات ، ( بما في ذلك ) التواصل بين الأجيال لمنع الانقطاع و( لتعرف الاجيال الجديدة ) الايجابي والبناء ” وشدد مخلوف على أهمية العناية بالمرأة المسلمة وبالفكر والعمل الاجتماعي والتعاون و التجاوز لنمط الوضع القائم في المحيط وتعزيز التعاون الاجتماعي . في ظل انتشار العداء للسلام و المسلمين أو ما يسمى الاسلاموفيا . وتطرق إلى عمل اتحاد المنظمات الاسلامية في أوربا ، التي تعمل للصالح العام ، وتواصل سعيها ” ليكون المسلم مواطنا فاعلا في الحياة الاجتماعية ” راجيا أن يكون مؤتمر أو الدورة السابعة عشر للمجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء و البحوث ” فاتحة خير عميم لنهوض جديد لعموم أوربا ” .
الاسلام للعصر : من بعدها ألقى صافت خليلوفيتش وزير حقوق الانسان والمهجرين كلمة الحكومة البوسنية ، حيث هنأ المجلس على نجاحه في تحقيق أهدافه على مدى السنوات العشر الماضية . كما أعرب عن ارتياحه لعقد الدورة السابعة عشر في سراييفو بعد 10 سنوات من الدورة الاولى التي تمت في العاصمة البوسنية أيضا . وأثنى على الجهود التي يقوم بها الدكتور مصطفى تسيريتش وإخوانه العلماء في أوربا لتجذير الاسلام وتقوية المسلمين في البوسنة وأوربا “مما يبشر بدورة حضارية جديدة للاسلام والحضارة الاسلامية ” وأكد على أهمية ما وصفه ب ” تقديم الاسلام للعصر ووفق ما يتطلبه الزمان والمكان ” .
مشاركات لاصحاب الديات الاخرى : وتناول الكلمة ممثل الجالية اليهودية في البوسنة يعقوب فنسي الذي أشار إلى أن ” سراييفو تعايش فيها اليهود مع غيرهم من اصحاب الديانات التوحيدية ” واصفا حضوره في يوم افتتاح الدورة السابعة عشر للمجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث بأنه ،حدث له أهميته ، الأمر الذي يعيد زمان الاندلس للذاكرة قبل تهجيرنا ، حسب تعبيره . “المسلمون واليهود كانوا ضحايا محاكم التفتيش في الاندلس “وتحدث عن نبوة أحد أنبياء بني اسرائيل ” ينام الذئب مع الحمل ، ويتحول السلاح إلى محاريث … ” . وقال ممثل الكنيسة الكاثوليكية ، نيكو ايكيتش ، أن “هناك من ينظر للبوسنة على إنها منطقة جغرافية يسود فيها صراع الثقافات ، وآخرين ينظرون إليها كملتقى للثقافات وهكذا أرها أنا ” وذكر بأنه يؤيد التعايش المشترك والتعاون بين الجميع .
ثم تحدث ممثل الكنيسة الارذوكسية ، فنايا يوفانوفيتش ،الذي أعرب عن سروره لتلقيه دعوة لحضور حفل افتتاح المجلس الاسلامي الاوروبي للافتاء والبحوث . مشيرا إلى وجود لجنة لحوار الأديان في البوسنة تواصل أعمالها منذ عدة سنوات . وتابع “حوار الثقافات وسيلة للتعرف ولبناء العلاقات المتينة “وتابع ” والتعايش ليس السماح للآخر بالعيش بيننا وإنما إقامة علاقات جيدة معه “ولم يشرح ممثل الكنيسة الارثذوكسية ،كيف جسدوا ذلك أثناء العدوان الذي تعرض له المسلمون في البوسنة في تسعينات القرن الماضي . تماما كممثل الكنيسة الكاثوليكية الذي لم يتحدث عن اللاتسامح الذي صبغ التاريخ الاوروبي ليس في الاندلس فحسب وضد المسلمين فقط بل بين النصارى بعضهم مع بعض فضلا عما جرى لليهود والغجر وبقية الامم و الشعوب حتى وقت قريب.
(المصدر: موقع تونس أونلاين.نت (ألمانيا) بتاريخ 17 ماي 2007)
الرابط: http://www.tunis-online.net/upload/up/Abdoulbaki170507-1.htm
تونس تنظم مهرجانا عن ثقافة الحرير
بدأ أمس الخميس في المهدية التونسية مهرجان يعتبر الوحيد من نوعه بالبلاد، ويحتفي بنسج الحرير فيما يعرف بالإبداعات والابتكارات الخاصة بهذا الفن. ويستمر ثلاثة أيام.
ويسعى منظمو المهرجان لإبراز ثراء تلك المدينة الساحلية بالنسيج الحريري، حيث ازدهرت هذه الصناعة منذ القرن العاشر للهجرة نتيجة للرقي الذي شهدته المهدية عاصمة الفاطميين في أوج مجدها والتي اشتهرت بلباس الحرير.
وأقيمت ورشات للإبداع بالصباغة الطبيعية والتصاميم وورشات خاصة بفن تزويق الحرير وسوق لعرض وبيع منتجاته. كما سيقيم المنظمون على هامش المهرجان الذي يشارك فيه خبراء وحرفيون ملتقى دوليا حول الأصول التاريخية للحرير بالمهدية وواقعه.
وتلقى المنسوجات الحريرية رغم ارتفاع ثمنها الذي يصل أحيانا الى ألف دولار إقبالا واسعا خصوصا فترة الصيف خلال الأعراس حيث تتزين أي عروس بلباس تقليدي حريري مثل رداء الحرير أو رأس القوفية والسفساري.
وتخطط تونس لتنويع دعائم السياحة بدعم منتجات الصناعات التقليدية، والتركيز على السياحة الثقافية والأثرية كيلا تقتصر على سياحة الشواطئ.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
بعض تعليقات متصفحي موقع الجزيرة.نت على هذا الخبر:
حامل اللواء – تونس
لا أدري ما هو الهدف الحقيقي من وراء اقامة مثل هذا المهرجان بينما يمنع اتباع ال البيت من الجهر بمعتقداتهم واحياء شعائرهم وارتداء لباسهم الذي اختاروه لأنفسهم رغم تأييدهم المطلق للرئيس بن علي في كل ما اتخذه من اجراءات في تصديه للاصوليين الوهابيين في تونس ورغم بعدنا عن السياسة واكتفائنا بنشر ثقافة وسيرة ال البيت سلام الله عليهم,نرجو النشر مشكورين,,وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين.
عباس سالم – جربة
تموت الاسد في الغابات جوعا ولحم الضأن يرمى للكلاب وذو جهل ينام على حرير وذو علم ينام على التراب في تونس يجري القتل البطيء في السجون واختطاف اصحاب الرأي المخالف وتعذيب الموقوفين ولا ينقصنا الا مهرجان الحرير.. كل هذا تعمية على حقيقة الاوضاع المتردية لحقوق الانسان
ليليان الطرابيشي – سوسة
علم فرع الرابطة ببنزرت أن الشاب خالد ابن الحسين الورغي ، من سكان مدينة سجنان ، طالب بجامعة منوبة ، سنه 21 عاما ، قد اختفى منذ يوم 3 ماى الجاري عندما كان بالجامعة ، حتى لوازمه الجا معية بالمبيت الجامعي بحي الزهور قد تبخرت ولم يتحصل والد اه على أى خبر من قبل الجامعة أو من زملائه بالمبيت..مهرجان ثقافة الحرير؟؟واين ثقافة حقوق الانسان؟؟