23 septembre 2003

بمناسبة السنة الدراسية الجديدة :

يا فرسان العلم : مستقبل تونس تحت ظلال اقلامكم

بقلم: الهادي بريك ــ المانيا

وانه لمما يبشر حقا الاثر الصحيح الذي يقول فيه الرسول الكريم عليه السلام بان مداد العلماء يوزن يوم القيامة مع دماء الشهداء فيرجح ذاك . فاذا كان الشهداء اليوم يحملون ارواحهم الغالية عليهم طبعا بحكم الغريزة والجبلة فوق راحاتهم ملقين بها لاجل تحرير الاوطان في مهالك الردى وهي مرابع الجنة في الحقيقة فما على البقية غير حمل ارواحهم على راحات عقولهم طالبين العلم او باذلين له اما ان تكون لا شهيدا ولا عالما ولو طلبا فانت زائد على الدنيا كما يقولون .

فتونس مثلا لم تك شيئا قبل الحضارة الاسلامية القائمة على العلم بل على العلم وحده من العقيدة الى اماطة الاذى عن الطريق ولكم ان تقرؤوا التاريخ فسينبؤكم بان افريقية كانت مسرحا للتهارش الروماني البربري فتحولت بالزيتونة وجامع عقبة الى اول واعرق وارقى منارة في سائر اسيا وافريقيا بعد الحرمين المكي والمدني والاقصى ولا تظنوا ان الزيتونة كانت تعلم الدين او الفقه فحسب لا بل كانت تعلم سائر العلوم الدنيوية والطبيعية والكونية والنفسية والاجتماعية والسياسية أي ان مرتاد الزيتونة يفلح في حياته الدنيوية بعد تخرجه وفي حياته الروحية .

ولما تعرضت تونس للاحتلا ل فان العلماء بالدين وبالدنيا معا هم الذين عملوا على تحريرها وتم لهم ذلك بفضل الله اذ لا بد لقيادة حركات التحرير من علماء أي رواد ومثقفين واقرؤوا التاريخ مرة اخرى حتى تعلموا ان كل من تجشم قيادة حركة التحرير في تونس ضد الاستعمار هو من اهل العلم . ولما تعرضت تونس في عصرها الحديث الى الاحتلال الداخلي أي الفساد السياسي والجور الاقتصادي والتعدي على عروبتها واسلامها فان كل الذين تنادوا الى المقاومة علماء .

فالعلم في المحصلة هو صاحب الفضل على تونس انشاء وتحريرا ومقاومة لاعدائها ونهضة فيما تحقق لها . غير ان الذي مازال يلقي بظلال الريبة عند كثير من الناس كلما ذكر العلم هو ان العلم الديني هو المقصود هنا وهو خطا شائع وشنيع . فالعلم في المفهوم الاسلامي الذي يجب على كل المسلمين تمثله فهما وواقعا هو كل حركة عقلية ونشاط ذهني يحرر الانسان ويكرمه ويسعد حاله في دنياه واخرته اعتقادا وخلقا وعبادة ومعاملة . وكل علم يحتاجه الانسان في حياته لتحقيق رسالته في التحرر والتكرم والتعمير هو علم اسلامي وان انتجه غير مسلمين . ولا شك ان تاريخنا الاسلامي ينبض حياة بمثل هذا الربط الوثيق بين علوم الدين وعلوم الدنيا لذلك لن تجد صحابياواحدا سال يوما عن نوع العلم المنوه به من لدن الاسلام ولا سال يوما عما اذا كان هذا العلم او ذاك مما حولهم هو اسلامي او غير اسلامي ولا سال يوما عن علاقة العلم بالعمل اذ كان العلم يعني عندهم جميعا : العلم العقلي المؤيد بالعمل المادي . بل ان كل الذين برزوا في العلوم الكونية كالطب والهندسة وعلم الفلك والفيرياء والكيمياء والفلسفة وعلم النفس والاجتماع والتاريخ والقيافة والانساب والجغرافيا وكل مشارب العلم هم من البارزين كذلك في العلوم الدينية . فالاسلام بالخلاصة منهج شامل كامل متكامل فيه الدين وفيه الدنيا وفيه الارض وفيه السماء وفيه العاجلة وفيه الاجلة وفيه الروح وفيه البطن وفيه الذوق وفيه الفرج .

اريد ان ارسل هذه البرقية العاجلة الى سائر طلبة العلم واهله في تونس بمناسبة السنة الدراسية الجديدة من بحاثة وتلاميذ وطلبة ومعلمين واساتذة واولياء وبعد تلك المقدمة المختصرة لاحرضهم على التشبث بطلب العلم في كل اختصاص والتفاني في خدمته فهو جهاد في سبيل الله واحكام امره فتونس كسائر بلدان العرب والمسلمين لا تتقدم ولا تنهض بسوى العلم طلبا وتحقيقا واعلاء ورفعة ونشرا وترجمة وتاسيسا لسائر المناشط على اساسه فهو الحق الذي ليس وراءه سوىالباطل .

فبالعلم وحده يتغير الانسان : قناعاته واهتماماته وعلاقاته وسلوكياته واذواقه . اذ لو علم الناس مثلا بحق وبصدق مكانة الحرية في دنياهم لا في اخرتهم  لبذلوا الغالي والنفيس من اجلها ولكن قيم الحرية ما زالت في مستوى عقلي ادنى من ذلك والامر نفسه بالنسبة لمكانة العدل الاقتصادي ومكانة العربية ومكانة المراة ومكانة الاسرة ومكانة المسجد ومكانة المرافق الاخرى كالمستشفى ولو علم الناس مكانة الجار ومكانة  الزميل ومكانة القريب ومكانة الفقير ومكانة الطفولة ومكانة الشباب لما ترددوا لحظة في تحويل هذا العلم الى واقع ملموس . ولكن لما تاخر ذلك علمنا بداهة ان العلم بمكانتها منقوص او مشوش .

اريد  ان اذكر طلبة العلم في تونس بان العالم اليوم لا يعترف بغير التخصص وبغير الشهادات الجامعية المرموقة وبغير الاسماء والعناوين الكبيرة وبغير الرجل متعدد الالسن أي اللغات ومتعدد الثقافات أي القدرة على الحوار والتعامل في شتى الظروف وبمختلف الاشكال المناسبة او غير المناسبة . فالعولمة مفروضةعلينا الى حين على الاقل ولن نواجه تحدياتها الكبيرة بغير التعولم أي القدرة على الحوار والتخاطب مع كل الناس حتى الاعداء منهم بمنطقهم ولغتهم وذلك يتطلب منا علما واسعا كبيرا وثقافة كونية عميقة واطلاعا شاسعا صحيحا وعملا جماعيا محكما .

امريكا مثلا تخصص 3%  من ميزانيتها السنوية للبحث العلمي لدراسة الظواهر الاجتماعية والثقافية في العالم من اجل ضربها بالراي اولا ثم بالقوة ثانيا فالحرب علىافغانستان مثلا وعلىالعراق لا تقع دون انجاز دراسات اكاديمية معمقة ضمن الاف المجالس القومية والاف المراكز الدراسية الاستراتيجية في انحاء العالم ومراكز الامن القومي في كل بلد هو صمام الامان الفكري للبلد ويشتغل فيه نخبة القوم من اصحاب الشهادات الجامعية العليا والبحوث الاكاديمية المتميزة واصحاب الخبرات الكبيرة في كل مجال اطلاقا حتى النفسي والذوقي والعاطفي والامني …  .

اريد ان اهمس في اذن كل طالب علم في بلدي العزيزتونس بانه مسؤول ورب الكعبة عشرا علم ام لم يعلم عن مستقبل تونس ومسؤوليته منحصرة هنا في احكام طلبه للعلم وصبره عليه واخلاصه فيه وتعاونه فيه مع اقرانه وخلانه واساتذته ولو كانوا كفارا ملحدين او عبدة عجول ونيران لانه يوم يصبح اطارا فاعلا في المجتمع او في مؤسسات الدولة او سائر المنظمات داخل البلاد او خارجها يقدر على جلب منفعة لتونس بفكره ورايه وحصافته وتنفذه ومركزه واشعاعه واذا ما تفانى الطلبة اليوم رغم الصعوبات الشديدة والكثيرة في طلب العلم وانجاز البحوث واحراز انفس الشهائد فان بلدنا بحول الله تعالى يتغير حالها بعد عقود قليلة فيومها ترحل الزمرة المتنفذة اليوم وكثير منها من الذين بحكم تكوينهم الفكري العقيم يكرهون لتونس التقدم والعزة وتتحول القيادة الثقافية والاعلامية والتعليمية والتكوينية والتربوية والاجتماعية الى هؤلاء المكافحين اليوم من اجل طلب العلم .

اريد ان اذكر ان اكبر ثروة تونسية على الاطلاق اليوم هي شبابها من نساء ورجال واقسم لكم بان اهل الراي والعقل هنا في اروبا انما يحسدون بلاد العرب والمسلمين على معطى وحيد كبيروهو ان نسبة الشباب في فسيفسائنا الديمغرافية  تفوق الثلث وفي بلدان اخرى تفوق الثلثين وهو امر يبشر بالخير والمستقبل حقا اذ ان المجتمعات الاروبية مهددة بالانقراض حقا بحكم فلسفتهم الحياتية القائمة على ” راس ورويس ” كما نقول بالتونسي بل ان كلابهم هي شبابهم .

شرطان لا بد لكم منهما للتزود على طلب العلم وصناعة المستقبل وتطوير الحياة وتحويل تونس الى جنة يطيب فيها العيش وهما : الايمان بدور العلم في تكريم الانسان وتحرير البلاد وتيسير نهضتها وتقدمها والصبر على ذلك  صبرا جميلا  فان فعلتم فانكم مجاهدون في سبيل الله ورب الكعبة حقا وعدلا وصدقا وليس دغدغة للمشاعر .

مازلنا نلاقي هنا في اروبا اخواننامن المشرق يزدرون العقل التونسي بحسن نية فلو صلى التونسي  او صام رمضان فقزت الى اذهانهم فكرة خبيثة مفادها ان التونسي اقرب الى الكفر والالحاد وسوء الاخلاق منه الى الطهر والعفة بل ان كثيرا منهم يتعجبون من تونسي يؤم الناس او يعلمهم في شتى ضروب المعرفة . اقول لكم ذلك لعله يزيدكم حرقة على طلب العلم والتفاني فيه وانتم اعلم الناس بان تونس كانت محضنا للعلم والعلماء من كل الاختصاصات في القديم والحديث والمجال لضيقه هنا لا يسمح بذكر الاسماء .

بعض طلبة العلم في تونس ربما يتسلل اليهم الشيطان قاذفا في روعهم ان طلب العلم اليوم دونه عقبات كثيرة منها ما يردده الناس كثيرا ” تقرا والا ما تقراش ... المستقبل ما ثماش ” وهي كلمة كاذبة  او جاهلة اذ ان الربط المباشر الاني بين الشهادة العلمية وبين المركز الوظيفي الذي  يدر المال على صاحبه هو ربط  لا مصلحة فيه ولا يزيد بحكم سيادة البطالة والمديونية والاحتلال الاقتصادي لبلادنا وتوجيه نموها من لدن المؤسسات المالية الظالمة لغير صالح التونسيين معنويات طالب العلم غير ياس . فطلب العلم عبادة في حد ذاتها وفريضة في الحياة سواء انجر عنها كسب مالي او مزيد من الفقر والحاجة . اذ لوتجند الجميع لطلب العلم وحيازة المستويات المتقدمة فيه وصبروا على ذلك سنوات وعقود لتخرجوا  واحدثوا ثورة فكرية ونهضة ثقافية في البلاد تؤدي الى الضغط على الحكومة وارغامها على تغيير سياساتها المالية والبنكية والتنموية وتوفير مواطن الشغل للمتخرجين ولغيرهم .  فبالنتيجة لا تحل مشكلة بطالة الخريجين باشاعة مثل هذه المقولات المخطئة ولا بمغادرة مقاعد البحث والعلم ولكن بالصبر على العلم وعلى الكفاح بعده لفرض التشغيل بدل البطالة . كما ان بعض الناس ربما يغادرون مقاعد الدراسة متعللين بفساد المنهج او مصادمته للهوية او لهبوط المستوى التعليمي او ما شابه ذلك وكلها لا تصب في غير صالح اعداء تونس على فرض صحتها او صحة بعضها .

اريد ان اقول كذلك لطلبة العلم في تونس بان طلب العلم لا يقتصر على قاعة الدرس النظامي المعروف او الحر وانما  لا بد من تغذية  ذلك وتوسيعه بحمل هم البحث والاطلاع والكشف عن الحقيقة في كل مجال خارجه ما امكن ذلك ومن ذلك مثلا بالنسبة لطلبة العلوم الصحيحة التزود باقدار كافية مناسبة من العلوم الانسانية كالتاريخ والنفس والاجتماع والفلسفة وغيرها كثير باعتبار ان العلوم الانسانية تزود الانسان بخلاف العلوم الصحيحة على جلالة قدرها وعظم اثرها ببوصلة الحياة الهادية أي بمنهج المسير او قبلة الوجهة الصحيحة والاوفق دائما ان يكون الطالب على معرفة بالحد الادنى من ذلك علىالاقل بل ان التخصص من لدن شريحة كبيرة منهم في ذلك مطلوب لانهم هم الذين سيقودون البلاد في المستقبل .

كما اريد ان اقول الى طلبة العلم في تونس بالمشاركة كلما كان ذلك ممكنا في الحياة العامة للبلاد عبر الانخراط في الحياة الجمعياتية  فمن شان ذلك تدريبهم على القيادة والحوار والمشاركة والفعالية والتسيير ومن شان ذلك كذلك وهو الاهم ربما التعرف عن قرب عن المجتمع وعن علاقاته بالدولة وبسائر المجتمعات  وبذلك يجمع طالب العلم بين الدرس وبين الدربة وبين الواقع وبين التسلح بالعلم المنهجي الذي يقود الانسان ويغيره ويؤثر فيه .

وفي الختام فاني اهيب بالاولياء لتوفير كل الشروط الممكنة المادية والمعنوية لنجاح طالب العلم في مهمته الكبيرة والصبر على ذلك صبراجميلا  كما اهيب بالاثرياء واصحاب اليسار ان يستثمروا في طلب العلم باعانة الطلبة والتلاميذ والمدارس الخاصة وسائر مواقع العلم والرقي العقلي الملتزم بما تيسر لهم من مال فهو جهاد في سبيل الله بالمال وهو مقدم في كل أي ا لقران على الجهاد بالنفس فلا صلاة ولا صيام ولا ذكر ولا حياة لجار غني لا يعين جاره على تدريس ولده المحتاج كما اهيب باصحاب المدارس الحرة الا ينسوا انهم اهل علم قبل ان يكونوا تجارا فلا تغرنكم الصفقات التجارية الخاسرة وان ربحت كثيرا فاسوا التجارة  تجارة تبيع العلم النفيس باثمان باهظة لا يقدر عليها المحتاج والفقير وابن السجين واهيب بالاساتذة ورجال العلم عامة ان يكونوا معلمين لا مشاحنين ومربين لا منفرين واباء حنونين على طلبة العلم وان صدر منهم ما يغضب  واهل حوار وامل وجهاد فما تجدونه من راتب شهري لا يساوي شيئا لو احكمتم الصنعة واخلصتم في ميزان ما اعد الله لكم يوم القيامة من اجر .

اسوق هذا اليكم جميعا والقلب ورب الكعبة يتحرق على بلد كان الاعرق في العلم والحداثة فغدا الاسوا في كرامة الانسان وامتهان العلم حتى قال البهائي الشقي علي الشابي وزير الشؤم يومها عام واحد وتسعين وهو يتفرج بكبرياء المتعالي على ربه وحضارة بلاده على مسبح مختلط بقلب الزيتونة تلتقي فيه الابدان العارية للفتيان والفتيات في غمرة الشباب وجذوةالمراهقة ” اليوم تخلصت الزيتونة من عقدتها ” فلا خلص الله لك عقدة في الدنيا ولا في الاخرة .

اسود هذه الصفحات اليكم جميعا والله وحده يعلم اني لا اريد لتونس بالذات غير الازدهار والنمو والتقدم والنهضة ولكم يعتز الواحد مناهنا في اروبا يوم يلتقي استاذا جامعيا تونسيا يعمل هنا او أي اطار عال من تونس اذ يرى فيه ان التونسي من اقدر الناس على التفوق والنبوغ حتى لو لم تكن الظروف سانحة من فقر وظلم وارتشاء وانتقاء فما بالك لو كانت الحرية تزين اجواءنا .

اهتف اليكم يا فرسان العلم الذي هو طريق الحرية والكرامة والعدل والامن والتقدم  بلوعة المتحرق وامل المسلم وثقة العامل الا يشغلنكم امر مهما كان عظيما عن طلب العلم فبالعلم وحده تكونون رجالا تسعد بكم تونس ولا تشقى .

وفي الاخير لا تتحسروا كما افعل انا على حرمان زميلاتكم الطالبات التلميذات وغيرهن من حقهن بسبب خرقة قماش على رؤوسهن ضمن ما كفل لهن دوليا ودستوريا وحقا طبيعيا ولكن ليكن كل واحد منكم طالبا للعلم مرتين مرة لنفسه ومرة لاخته المحرومة منه كما اقول لهن في حرقة لا يعلم سخطها غير ربي والله اذا ما تعذر التوفيق بين ممارسة حقكن في ازيائكن ولو بتعديل الزي بما يرضي الحمقى البلهاء من مديري المدارس والمعاهد والكليات فان الله اباح لكن في هذه الحالة تقديم الفرض الاكبر الذي هو طلب العلم على الفرض الاقل منه الذي هو زي المراة فكن فقيهات في دينكن عالمات بالمصالح والموازنات والاولويات والله ياجركن وانتن غير مرتديات لزيكن كانكن مرتديات له اذ ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها والامر اذا ما ضاق اتسع والضرورات تبيح المحظورات واصبرن على ذلك وسيجعل الله بعد عسر يسرا ولا ريب ويومها يندم اعداء الحل الاسلامي وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون .

واتمنى لكم جميعا سنة دراسية مملوءة بالفوز والنجاحات وتحقيق احسن النتائج وحصد اغلى الشهادات فلا تبخلوا على ابائكم وامهاتكم باهدائهم اغلى امنية عندهم وهي نجاحكم وتفوقكم وهو بر ليس بعده بر لو تعلمون ولا تبخلوا على انفسكم بما يصنع منكم رجالا عظماء مهابين كرماء منكم يصدر الفضل واليكم يعود ولا تبخلوا على تونسكم العزيزة عليكم ولو ذاق الواحد منكم حنظل الغربة القسرية لازداد لها حبا وبها هياما باغلى ما تطلبه منكم أي اهداءها نجاحاتكم فهي اغلى ثمنا من الميداليات الذهبية التي يحصدها الرياضيون ويهدونها تونس ولهم هم كذلك الاجر العظيم .

Quand j’ai écrit quelques lignes le 18/9/03 sur cet espace libre qu’est Tunisnews, et j’y ai commenté librement l’énoncé d’un communiqué d’une association contre la torture qui s’élève contre le harcèlement sexuel du pouvoir envers des jeunes femmes en les obligeant à enlever le voile islamique, et j’ai signalé qu’il y’a un problème sémantique entre la torture, le harcèlement sexuel, le voile et la liberté individuelle.

A propos de cette liberté individuelle qui est la base de toute législation moderne j’ai demandé aux gens qui la revendiquent incessamment  dans le cas de voile islamique s’ils sont prêts à respecter la liberté individuelle le jour où ils auraient le pouvoir (espérons que ça ne serait pas avant la fin du XXVº siècles) que des filles sortent dans la rue librement à tête découverte.

J’ai dis que la liberté revendiquée par les islamistes est à sens unique car, en voyant comment ils gouvernent en Iran, par exemple ou en Afghanistan ou au Soudan, et d’après leur littérature, ils sont hypocrites et n’ont aucune intention de respecter la liberté individuelle des femmes ainsi que celle des hommes. Les femmes en Iran et dans la conception islamique (je ne dis pas musulmane) sont obligées à porter le voile dès leur jeune age et que mêmes les chrétiennes et les touristes doivent être voilées pour pouvoir circuler dans la rue.  

Je pense que mes idées étaient claires, et si quelqu’un n’est pas d’accord il devrait me montrer des photos de la rue en Iran où la moitié des femmes sont voilées ou même plus que la moitié. Il suffirait qu’il me montre une seule femme dans la rue iranienne sans le voile pour démentir mes propos. 

Au lieu de le faire, j’ai eu droit à des réponses de M. Ferjani et de M. le prolétaire qui ne cherchaient qu’à savoir à quel parti j’appartiens, staliniste, charfiste, rcdiste, fasciste, watadiste, colonialiste…   Voilà comment ça commence le débat chez les islamistes, on ne cherche pas à argumenter mais à flanquer une étiquette idéologique et de la lancer dans la figure de l’interlocuteur qu’il est traître et qu’il est mécréant.  Ces gens-là sont tellement sûrs de leurs principes divins qu’ils ont perdu la capacité de juger les gens comme des personnes qui pensent et qui peuvent ne pas être d’accord avec leur idéologie.

Je n’ai jamais aimé parler de moi, mais pour assurer ces gens-là qui cherchent à savoir qui se cache derrière ce pseudonyme de Balha Boujadi, je leur dis que j’ai choisi bien mon pseudonyme, Balha c’est l’idiot et Boujadi c’est le maladroit.

Je suis, avant tout, idiot et maladroit dans cette jungle des politiciens, politologues et commerçants d’idéologies. Je n’ai jamais adhéré à un parti, je suis un simple citoyen qui se lève chaque jour à sept heures du matin pour aller travailler comme tous les tunisiens de cette classe moyenne affaiblie et torturée par le souci quotidien de savoir comment joindre les deux bouts du mois.

Je suis idiot et maladroit mais je me suis rendu compte qu’en Tunisie il y’a des progressistes et des archéo conservateurs traditionalistes qui ont peur du progrès, de la Liberté et de la Démocratie.  Les traditions que les islamistes appellent “patrimoine culturel” sont le cumul d’une dizaine de siècles de sous-développement culturel, social, politique et moral, et pour eux c’est ça qui fait notre “gloire”  et qu’il faut défendre contre vent et marée.

Je suis idiot et maladroit mais je constate que toutes les religions ont suivi la modernité, elles se sont adaptées aux exigences de l’époque qui fait de l’homme et de la femme des individus libres de choisir, de penser, de s’exprimer et même de commettre des erreurs car ils sont des humains avec leur faiblesse et leurs contradictions complexes. Or, la conception islamiste de l’Islam est restée figée au Moyen Age. Ils ont claqué la porte à la modernité et se sont enterrés dans le passé à la recherche des quelques gloires des ancêtres.

Je suis idiot et maladroit mais je crois à la Liberté et à la Démocratie et aux Droits de l’Homme, voilà mon parti politique. Est-ce que c’est un crime?

Vous allez me dire que dans l’Islam il y’a tout ça, oui j’aime bien, mais il faut en discuter, est-ce que vous êtes prêts à discuter avec un idiot et un maladroit sur la liberté et la démocratie en Islam? Je ne suis pas un érudit ni un intellectuel, je suis un simple ouvrier idiot et maladroit, mais dans l’Islam des islamistes, je le sais, ce sujet est tabou, indiscutable.

Je répète ce que j’ai dit l’autre fois. Il n’y a pas mieux que la Démocratie pour gouverner les peuples, l’Humanité n’a pas encore inventé un système aussi proche de la perfection. Et pour construire une société démocratique, il faut qu’il y’ait des hommes et des femmes libres, émancipés,  épanouis, cultivés, conscients, informés, instruits, respectueux, tolérants…etc.

Malheureusement entre les vampires qui nous gouvernent depuis le palais de Carthage et les gardiens des consciences barbus et voilés qui nous gouvernent depuis le Moyen Age, nous avons une société composée des sous hommes et des sous femmes, opprimés, frustrés, torturés, violés, incultes, sans aucune conscience politique ni morale, intolérants, irrespectueux…etc. Notre vie paraît surréelle, notre culture folklorisée, notre futur hypothéqué, notre passé  pèse lourdement et les morts dirigent nos actes et ils nous obsèdent: Abou Bakr, Omar Ibn El Khattab, Saied Kotb, Khomeiny…

Tandis que les autres construisent jour après jour, pierre par pierre la muraille du progrès pour nous laisser en dehors de l’Histoire plongés dans nos faux débats sur le sexe des anges.

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

قرات في رسالة من احد المشاركين يدعي فيها انه طرح سؤالا هذا نصه او بالاحرى هذه قراءة اخرى له مع تحويل في التركيب لكن المعنى يبقى هو نفسه: "اليست الحرية في خطر في حال ما استلم الحزب الاسلامي مقاليد السلطة ؟"

ثم اطلق صاحبنا العنان ليكيل سيلا من التهم لكل من اجابه او بالاحرى لكل من حاول اجابته وانا هنا لا ادافع عن احد ولكن اثارني رد صاحبنا هذا الذي اتهم فيه خصومه ان صح التعبير باستعمال عبارات غير لائقة حتى ان البعض وصفه بالكلب الذي لا يضر نباحه السحاب؟؟

اقول انه لا يليق ابدا مثل هذه الاوصاف ثم ان الهدف اولا و اخيرا هو الحوار البناء ومحاولة الاقناع بالحجة والمنطق.

اعود الى السائل لاقول له انه ربما يحمل افكارا مخطئة عن الفكر الاسلامي ثم ان المقارنة بالنظام الايراني حسب رايي مقارنة ليست في محلها بل ان الفكر الاسلامي لا يمكن الحكم عليه من خلال تطبيق قد يكون مخطئا او صحيحا لاحد الاحزاب الاسلامية.

كما انك لا تستطيع ان تحكم على الاسلام كدين من خلال افعال بعض المنتسبين اليه لكني اعود لاقول اني قرات في مقالك تحاملا ليس على الحركات الاسلامية التي لا اعصمها من الخطإ بل ان الامر يتعدى ذلك بكثير.

إنك سيدي تتحدث عن الاسلام كدين لا يعطي حرية للمراة كي تختار لنفسها اللباس الذي تراه هي او بالاحرى تراه انت مناسبا لها هذا ما فهمته منك ولعلي ضعيف الفهم؟؟؟ في الحالتين سيكون جوابي كالاتي:

الاسلام دين لا يحكمه الاهواء فالحلال والحرام بين والحديث عن حرية المراة وبالتالي حريتها. فارتداء مثلا الحجاب الذي ادعيت انت ظلما وعدوانا انه ليس من الاسلام وانه دخيل عنه بل وادعيت انه من صنع الاخوان و و .. ليس الا تعديا وافتراءأ

يا اخي انا لست سياسيا ولا عالما دينيا بل مواطنا بسيط وكأي مسلم اقرأ القران ولست بحاجة للفتاوى لأفهم ان الله فرض علينا الصلاة والزكاة والصوم.

فاذا علمت هذه فاعلم ايضا انه جل شانه جعل الرجال قوامين على النساء بما فضل الله بعضكم من بعض وجعل الجنة تحت اقدام الامهات وأوصى خيرا بالوالدين و ذوي القربى واليتامى والمساكين.

أوبعد هذا تقول على الاسلام ما تقول؟؟؟

ثم اعلم هدانا واياك الله ان الحجاب فُـرض على النساء المسلمات شئت ذلك أم كرهت.

اخيرا اريد ان اقول لك كفانا حديثا عن حرية زائفة التي تدعي فيها انك حر وزوجتك حرة وابناؤك احرار. أتكذب علينا ام على نفسك؟؟؟؟؟

لو كنت كما تقول فدع من اختارت الحجاب وشأنها، ودع المساجد حرة، واتق الله الذي يقول:

مدينة الدجاج شعر : مختار اليحياوي   بجع دجاج و القبة من عاج الورق زجاج بحر لجاج حبيبتي سكون الجسد مسكون في يده القلم يمضي فألتزم.   سأعده للنّار و المحبرة للعار فليرفع الستار الثأر ثار و ما أثار أمسك الألم زجاجة النقم فينتشي القلم ويرسم علم.   بجع طروب ينق في الدروب تتبعه القلوب لأغنية الغروب بالخز و الديباج دجاج ونعاج تساق كالعجاج لكوفة الحجاج و الوتد المهجور في وسط الصخور تلطمه الأمواج البحر هاج شراع على حضك اليوم ينشره الطقس مثل الغمام في صحف اليوم القديمة سخطا تعلّى الفوج تلو الفوج منصرف يسمسرني و الكل مندحر ليس يدري أيلد هذا الهوان زمانا أمن عقم ليل يشرق الفجر إن ليل الظالمين ظلمة قبر ما أثقل الأيام تنجر جرا هيا أغربي ولـّي   سيدي آن الأوان لتسقط أتوق إلى الحرب و كل الدجاجات مثلي حتى نفرّ كفاك نهبي و تلصص سمعي خانك العصر ما فهمت حقيقة أمري   كم لي على الأقدار أقداح سكبتها تنصبّ صبّي و ها هي لازالت الأقدار تغلي يا صاحب الكلب المبكر نحو نزهته نزهتك نزهة كلب لكلب   اليوم أغضب فلا تؤذنوا فجري قل للمصلي و الغرب قبلته أيّ قرد تولّى في مدينتنا و من حثالته لعلي أتنكر و أصلي   أيقظتها مدينة تبكي لا تحل الصلاة بها ذروا المطيعة لا تلووا أعناقها إن لم تسقط لها التاج ما انفتح الفكر دمى أحلامنا و المراد زجاجة خمر   هذه فلسطينكم و هذا العراق و أنا وأنتم و المدينة ثكلى بعقر أبنائها و عهدكم عهد عهر   27 أوت ‏2003 (المصدر: العدد 103 من مجلة تونيزين الألكترونية الصادرة يوم 22 سبتمبر 2003)