الجمعة، 1 أكتوبر 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°3783 du 01 . 10 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمات حقوقية:العار على السلطات المغاربية

حــرية و إنـصاف:المملكة المغربية تمنع الناشط الحقوقي كمال الجندوبي من حضور ندوة حقوقية

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان:الرابطة تشجب قرار منع كمال الجندوبي من دخول المغرب

الحزب الديمقراطي التقدمي: بلاغ صحفي

الحزب الديمقراطي التقدمي فرع باريس :بلاغ تضامني مع الأخ كمال الجندوبي

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :منسق  المرصد يحضر  فعاليات  ندوة  في ليبيا  وتضييقات عند السفر

كلمة:مراسل جريدة الموقف يتعرّض للتهديد والأمن يرفض فتح محضر

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب ”

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

كلمة:شاب من المنستير يعتصم و يهدد بالانتحار

الحزب الديمقراطي التقدمي الأمانة الوطنية للشباب: بيـــــــــــــــــــــــــــان

كلمة:تزايد هيمنة أصهار الرئيس على القطاع السياحي

بسام بونني:هل تحكم تونس لوبيات؟

مرسل الكسيبي:كيف نقاوم التمديد والتوريث ؟ رسالتي الى ندوة المؤتمر من أجل الجمهورية…

المرصد التونسي:عريضة من اساتذة التقنية  بمعهد  مدنين

الصباح:عبد السلام جراد يؤكد إعادة الهيكلة من اختصاص المؤتمر دون سواه

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 154 – 30 سبتمبر 2010

راديو سوا :الترجي التونسي يكرم محمد أبو تريكة مهاجم الأهلي المصري أبو تريكة

الحوار نت:بين أردوغان…. وبن علي..؟؟!.

الشيخ راشد الغنوشي وآية الله محسن الأراكي في برنامج “أمّة واحدة” لقناة العالم

الوطن:عبد السلام بوعائشة: إنها أكثر من مبادرة

الوطن:الأستاذ الهادي المثلوثي:إلى فلاسفة التطبيع: متى كان الإحتلال أمرا طبيعيا؟

الوطن:عبد الكريم عمر:التطبيع لتطويع الوعي

الوطن:منجي الخضراوي :المطبعّون يحلّقون خارج السرب بتورّطهم في مشاريع يرفضها ويحتقرها كلّ أحرار العالم

الوطن:الأستاذ أحمد الكحلاوي:جميعا ضد التطبيع ومع المقاومة

عبدالحميد العدّاسي:كتاب تافه

الصباح:أوروبا والوجه الاخر للتطرف

نبيل نايلي:التدخّل الأمريكي باليمن: بعبع القاعدة أم احتواء الصين؟

الجزيرة نت:لماذا لم يهب العالم لنجدة باكستان؟

القدس العربي:اتهام الاردن بالتشويش على مباريات كأس العالم يثير مخاوف من ازمة جديدة بين الدوحة وعمان

الجزيرة نت:الإيجارات تضغط على بنوك الإمارات


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أوت 2010

https://www.tunisnews.net/20Septembre10a.htm


العار على السلطات المغاربية


قامت السلطات المغاربية بمنع المدافع الحقوقى البارز السيد كمال الجندوبى رئيس الشبكة الاورومتوطية لحقوق الانسان من دخول ارض المملكة. دون اعطائة اى تفسير بشأن حظر دخول للمملكة. وتعتقد الشبكة ان قرار منع دخول السيد كمال للملكة جاء بناء على طلب السلطات التونسية . الجدير بالذكر ان السيد كمال الجندوبي يحمل الجنسية الفرنسية والتونسية وكان كمال الجندوبي وصلت مساء الخميس 30 سبتمبر2010  الى مطار الرباط في المغرب لتلقي تحية مع سائر المدافعين عن حقوق الإنسان في المنطقة ، عن عمله في مجال حقوق الإنسان. واضطر لقضاء ليلة كاملة على متن الطائرة قبل ان يتوجه عائدا الى باريس التي وصلها صباح اليوم 1 اكتوبر 2010 . تعرب المنظمات الموقعة على هذا البيان الاحتجاجى عن ادانتها لهذا العمل غير المبرر وغير القانونى والذى يدل على مدى تعاون اجهزة الامن فى دول المنطقة  الاحتجاج ضد بسخط عمل غير مبرر وغير مبرر مما يدل على مدى التعاون بين أجهزة الشرطة في دول المنطقة في اهدارها  لأبسط الحقوق الأساسية. تطالب المنظمات الموقعة السلطات  المغربية إلى اتخاذ قرار بعودة السيد كمال للمغرب ، وألاعتذار له جراء هذا الاجراء المتعسف. كما تناشد المنظمات الموقعة  الحكومة الفرنسية إلى التدخل بشكل عاجل لدى السلطات التونسية والمغربية من أجل دفعهم لوقف سياسة ترهيب المدافعين عن حقوق الانسان. ويجدر الاشارة الى منح  المملكة المغربية مرتبة الشريك المميز مع الاتحاد الاوربى وبمناسبة الاجتماع المزمع عقده قريبا بين المغرب والاتحاد الاوربى  بشأن قضايا حقوق الإنسان ، فإن المنظمات الموقعة على هذا البيان تناشد  الاتحاد الأوروبي بمطالبة  المغرب لاحترام التزاماتها. الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان الفدرالية الدولية لحقوق الانسان المنبر الاورومتوسطيى لحقوق الانسان الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان اللجنة من أجل احترام حقوق الإنسان والحريات في تونس المجلس الوطنى للحريات فى تونس الفدرالية الدولية من اجل المواطنة بين الضفتين لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ ·        فى باريس، ميشال توبيانا  +33 6 82 57 36 13 -“LDH” ·        كارين ابيى\ فابيان الجرسون + 33 1 43 55 25 18″ FIDH ·        كوبنهاجن : مارك شاد بولسن + 45 51 20 55 15


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 شوال 1431 الموافق ل 01 أكتوبر 2010 المملكة المغربية تمنع الناشط الحقوقي كمال الجندوبي من حضور ندوة حقوقية


منعت السلطات المغربية الناشط الحقوقي التونسي السيد كمال الجندوبي رئيس الشبكة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان مساء يوم الخميس 30 سبتمبر 2010 من دخول المغرب وأمرته بالمغادرة وأجبرته على البقاء بالطائرة كامل الليل وهو ما زاد من تعكر حالته الصحية. علما بان السيد كمال الجندوبي كان في زيارة للمغرب تلبية لدعوة من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان للمشاركة في ندوة حقوقية هامة كان سيكرم خلالها.

وحرية وإنصاف:

1) تدين منع السلطات المغربية للسيد كمال الجندوبي من دخول أراضيها وتعتبر ذلك اعتداء صارخا على أحد المدافعين عن حقوق الإنسان وتطالب بإلغاء هذا المنع الذي لا يسيء إلا للمغرب.

2) تدعو السلطة التونسية إلى وضع حد لاضطهاد المدافعين التونسيين عن حقوق الإنسان داخل وخارج البلاد، وحمايتهم وإفساح المجال أمامهم حتى يقوموا بواجبهم الإنساني على أكمل وجه.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان    La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits del’Homme  

تونس في  01 اكتوبر2010  الرابطة تشجب قرار منع كمال الجندوبي من دخول المغرب


علمت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمنع السيد كمال الجندوبي رئيس الشبكة الأورومتوسطية  لحقوق الإنسان من دخول المغرب مساء الخميس 30 شتنبر 2010 وترحيله بعد إجباره على قضاء الليلة بالطائرة رغم حالته الصحية الهشة.

وقد كان السيد كمال الجندوبي مدعوا من  طرف المنظمة المغربية لحقوق الإنسان للمشاركة في لقاء حول المدافعين عن حقوق الإنسان بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكان مقررا أن يتم تكريم السيد الجندوبي خلال ذلك اللقاء لما قدمه من جليل الخدمات لحركة حقوق الإنسان.

   ويعتقد أن قرار المنع جاء بطلب من السلطات التونسية.

والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  إذ تعبر عن تعاطفها مع السيد كمال الجندوبي تعبر عن استيائها الشديد لقرار منعه من دخول المغرب وتطالب السلطات المغربية توضيح حيثيات هذا القرار والرجوع عنه.

كما تطالب السلطات التونسية بالكف عن ملاحقة كمال الجندوبي و المس بحقه في التنقل بحرية وهو الحق المضمون بالدستور التونسي والمواثيق الدولية ذات العلاقة وتدعوها لتسليمه  جواز السفر التونسي الذي حرمته منه منذ سنة 2000 دون أي سند قانوني ،كالتصدي لحملات التشويه وهتك الأعراض التي يتعرض لها النشطاء التونسيون في بعض الصحف الصفراء وهي الحملات التي كان السيد كمال الجندوبي أحد ضحاياها.

عن الهيئة المديرة الرئيس  المختار الطريفي     21، نهج بودلير – العمران – 1005 تونس – الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892866 ltdhcongres6@yahoo.fr : البريــد الإلكترونــي


الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج إيف نوهال – تونس الهاتف: 71332194 بلاغ صحفي


علم الحزب الديمقراطي التقدمي باستغراب واستياء شديدين بأن السيد كمال الجندوبي رئيس الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الانسان مُنع مساء أمس من دخول المملكة المغربية وأنه أجبر على قضاء الليلة في الطائرة، رغم حالته الصحية، قبل أن يُرحل إلى باريس صباح اليوم 1  أكتوبر.

وكان السيد كمال الجندوبي مدعوا من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان للمشاركة في ملتقى حول حقوق الإنسان بالرباط تحضره منظمات وشخصيات حقوقية من بلدان مختلفة.

إن هذا المنع الذي لا تخفى دوافعه ولا الواقفون وراءه يُعتبر سلوكا مهينا تجاه وجه من الوجوه الحقوقية المعروفة في المنطقة المغاربية وفي العالم ويشكل خرقا سافرا لحقوق الإنسان، وهو عمل يقف شاهدا على البون الشاسع بين مطمح شعوب المنطقة إلى الوحدة وكسر الحواجز من أجل النهضة الشاملة، وبين ممارسة الأجهزة المخلة بأبسط قواعد الأخوة واحترام الحقوق الأساسية.

والحزب الديمقراطي التقدمي إذ يحتج شديد الاحتجاج على هذه الممارسات المهينة فإنه:

–  يعبر للسيد كمال الجندوبي عن  عميق المؤازرة ومطلق التضامن في وجه هذا القرار التعسفي، ويجدد له كل مشاعر التقدير والافتخار بنضاله الذي لا يتوقف من أجل إعلاء قيم الحرية وحقوق الإنسان.

–  يطالب الحكومة التونسية بالكف عن ملاحقة السيد الجندوبي وتمكينه من جواز سفره في إطار إطلاق الحريات والاعتراف بحق الاختلاف عوض الضغط والتدخل للنيل من الحقوق والمس من الكرامة.

تونس في غرة أكتوبر 2010 الأمينة العامة ميوة الجريبي


الحزب الديمقراطي التقدمي فرع باريس بلاغ تضامني مع الأخ كمال الجندوبي


تلقينا في فرع الحزب الديمقرطي التقدمي بباريس ببالغ الانشغال والاستياء خبر منع المناضل الحقوقي الأخ كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان ورئيس اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس، من دخول المملكة المغربية، حيث منع من النزول من الطائرة التي أقلته من باريس إلى الرباط مساء أمس 30 سبتمبر 2010.

وكان الأخ كمال الجندوبي في طريقه للمشاركة في أنشطة حقوقية من ضمنها حفل تكريم على شرفه، تقديرا لمجهوده المتواصل منذ سنوات في خدمة قضايا حقوق الإنسان في المنطقة المتوسطية.

ونحن في فرع الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس، إذ نعبر عن تضامننا التام مع الأخ كمال الجندوبي، ندين بشدة سلوك السلطات المغربية وندعوها للتراجع عن هذه الخطوة التي تمثل نقطة سوداء في سجل المغرب فيما يتعلق بنشطاء حقوق الإنسان. كما ندعو كل مكونات المجتمع المدني والساحة السياسية الديمقراطية المغاربية إلى تنسيق جهودها للضغط على الحكومة المغربية من أجل التراجع عن هذا القرار. باريس في 01 أكتوبر 2010 فرع الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 01 / 10 / 2010 منسق  المرصد يحضر  فعاليات  ندوة  في ليبيا  وتضييقات عند السفر


 وجه التحالف العربي للديمقراطية والتنمية وحقوق الانسان  ومقره طرابلس – ليبيا  دعوة رسمية للمرصد   التونسي للحقوق والحريات النقابية  للمشاركة في فعاليات ندوة  موضوعها  التحول الديمقراطي  في الوطن العربي ودور منظمات المجتمع  المدني عقدت  في الفترة ما بين 29 و30 /09 / 2010 .وقد مثل  المرصد في هذه الندوة  الأخ  محمد العيادي  علما  إن الندوة شاركت فيها عشرات  المنظمات  والجمعيات  من  المغرب  والجزائر  وموريتانيا   وتونس  ومصر  والأردن ولبنان  والبلد  المضيف ليبيا .

 وخلال الندوة  كانت  للأخ  محمد العيادي  مداخلة  تعرض فيها  إلى  الخيار  الأفضل لمستقبل  الوطن العربي  والطريق الأسلم  للخروج  من نفق الاستبداد   وغلق باب الانتهاكات  سواء  منها المتعلقة بالحقوق  السياسية  أو  المدنية أو الاقتصادية  أو الاجتماعية  هو في الدخول  في   مشروع  إنصاف  ومصالحة  يضمن  لجميع مكونات  المجتمع  واطيافة  حدا ادني من الحقوق والحريات  المضمونة  حسب  المواثيق والقوانين الوطنية والدولية  وان  هذا الخيار يتطلب تنازلات  من جميع الأطراف  وأولها  الأطراف  الحاكمة .

هذا وقد تعرض الأخ محمد  العيادي  عند مغادرته  مطار تونس قرطاج مساء  يوم الثلاثاء 28 /09 / 2010  إلى بعض المضايقات  حيث تم  احتجاز جواز سفره لمدة فاقت  الساعة  وهو إجراء  غير   مبرر  ولهذا يطالب  المرصد برفع هذه التضييقات  على أعضائه  عند سفرهم إلى الخارج .

كما يهم المرصد أن يتقدم  بأصدق عبارات الشكر  إلى  إدارة التحالف  العربي  للديمقراطية  والتمنية   وحقوق الإنسان  على الدعوة الكريمة    وعلى  حسن الاستقبال  وكرم الضيافة التي لقيها  ممثل  المرصد في ليبيا . عن المرصد الحبيب  الباهي منسق  مكلف  بالحملات  والتكوين  — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux


مراسل جريدة الموقف يتعرّض للتهديد والأمن يرفض فتح محضر


حرر من قبل معز الباي في الخميس, 30. سبتمبر 2010 قال الناشط السياسي ومراسل جريدة الموقف المعارضة بحمّام سوسة السيد رياض الحوار أنه يتعرّض منذ فترة إلى هرسلة وتهديدات بواسطة الهاتف من قبل أرقام مجهولة يدّعي أصحابها أنهم ينتمون إلى الأمن. وأفاد الحوار في تصريح لراديو كلمة أن هذه التهديدات طالت حياته إلى جانب التهديد بالاعتداء عليه بالعنف وتشويهه. وبتقدّمه بشكاية إلى مركز الأمن بحمام سوسة يوم الخميس 30 سبتمبر، رفض الضابط المكلّف فتح محضر في الغرض بعد أن علم أن لحوار يتهم عضوا قياديّا باللجنة المركزية للتجمّع. وكان رياض لحوار قد سبق أن وقعت مضايقته بالهاتف واتهامه بكونه يكتب مقالات تفضح الفساد في جهة حمّام سوسة وينشرها ببعض المواقع الالكترونية تحت اسم مستعار هو “رامي جغام”، وكنّا أشرنا إلى ذلك في نشرة سابقة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 سبتمبر 2010)

 


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 01 أكتوبر 2010

كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “


      * أحيل اليوم اليوم الجمعة غرة أكتوبر 2010  أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في القضية عدد 15994 التي يحال فيها كل من :رياض ين محمد الازهر بن ميزوني اللواتي ( من مواليد 15/05/1979 ) و أنيس بن الحبيب بن صالح سليطي ( من مواليد 03/03/1985 ) و معز بن الهادي بن محمد حيزم ( من مواليد 18/10/1979 ) و نصر الدين بن منور بن الطيب العلوي  ( من مواليد 08/08/1979 ) و وناس بن علي بن الصادق الفريقي ( من مواليد 29/01/1985 ) و كريم بن عمر بن مبروك مرزوقي  ( من مواليد 21/06/1973 ) – بحالة إيقاف – و ذلك لمقاضاتهم  من أجل تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و  عقد اجتماعات غير مرخص فيها بالنسبة للأول   و عدم اشعار السلط بما بلغهم من معلومات و عقد اجتماعات غير مرخص فيها بالنسبة للباقي .  و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 13/10/2010 استجابة لطلب هيئة الدفاع  المتكونة من الأساتذة عبد الرحمان كريم  و أنور أولاد علي و فتحي المولدي و عبد الحميد عمارة .

و تجدر الإشارة  إلى أن الأحكام الصادرة في الطور الابتدائي تراوحت بين 12 عاما  و سنتين سجنا.                                                                                          ** أصدرت مساء أمس الخميس 30 سبتمبر 2010  الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  في القضية عدد 15498 التي يحال فيها كل من : محمد اللافي  و رفيق اللافي و مروان باش طبجي  و سليم تراس و محرز علاية  ، و قد قررت المحكمة اقرار الحكم الابتدائي القاضي بسجن كل من محمد اللافي و رفيق اللافي مدة 6 أعوام و سجن باقي المتهمين مدة 5 أعوام   . عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر     


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 شوال 1431 الموافق ل 01 أكتوبر 2010 أخبار الحريات في تونس


1) عودة إلى المراقبة اللصيقة: حرية وإنصاف تحت الحصار:

بمناسبة الذكرى الثالثة لتأسيس منظمة حرية وإنصاف وفي الوقت الذي كنا نتمنى أن يوضع تحت تصرفنا فضاء عمومي يحتضن برنامج الاحتفال بهذا التأسيس، عاد أعوان البوليس السياسي من جديد منذ يومين للقيام بالمهمة العبثية وغير المبررة ”مراقبة عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة”، فقد تعرض كل من المهندسان حمزة حمزة ومحمد زياد بن سعيد والسيدان عمر القرايدي ومحمد القلوي والأستاذ حاتم الفقيه أعضاء المكتب التنفيذي للمراقبة والمتابعة اللصيقة، بالإضافة إلى الحصار الدائم لمقر المنظمة الكائن بنهج المختار عطية عدد 33 بتونس العاصمة.

2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:

لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.    منظمة حرية وإنصاف


شاب من المنستير يعتصم و يهدد بالانتحار


حرر من قبل التحرير في الخميس, 30. سبتمبر 2010 إعتصم يوم الثلاثاء 28 سبتمبر الجاري الشاب المازري عقير أمام مقر الجمعية التنموية بالمنستير لمدة تفوق خمس ساعات من أجل الاحتجاج على رفض مدير الجمعية منحه قرضا لتمويل مشروعه لأسباب تعود لخلافات شخصية حسب تصريحه. وأمام عدم مبالاة أعضاء الجمعية بمطلبه أحضر الشاب قارورة بنزين وهدد بحرق نفسه في مقر الجمعية إذا لم ينظر في مطلبه، حينها استقبله رئيس الجمعية الذي كان موجودا في مكتبه وأوعز إلى أحد موظفيه باستدعاء الشرطة التي قامت بإعتقاله. يذكر أن عمليات الحرق و التهديد به قد انتشرت في ولاية المنستير منذ إقدام الشاب عبد السلام تريمش على حرق نفسه داخل مقر بلدية المنستير أواخر شهر مارس الماضي ووفاته متأثرا بحروقه. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 سبتمبر 2010)

 


الحزب الديمقراطي التقدمي الأمانة الوطنية للشباب تونس في 1 أكتوبر 2010 بيـــــــــــــــــــــــــــان


في مثل هذا اليوم من سنة 1985 أغارت طائرات العدو الصهيوني على الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية وتحديدا منطقة حمام الشط مقر منظمة التحرير الفلسطينية، لترتوي الأرض الطيبة بدماء الشهداء التونسيين والفلسطينيين الزكية راسمة أنبل صورة لتبني شعب تونس الكامل لقضية العرب المركزية، قضية فلسطين السليبة.

والشباب الديمقراطي التقدمي وهو يقف إجلالا وإكبارا لأرواح الشهداء، فإنه يجدد إعلانه عن تبنيه الكامل ودعمه المطلق لحق شعبنا في فلسطين في استرداد أرضه المنكوبة وحقوقه المسلوبة.

يدعو شباب الفصائل الفلسطينية إلى العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية درءا لكل مخاطر الانقسام ودعما للنضال الوطني الفلسطيني.

يدعو الشباب العربي إلى مقاطعة كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي مع الكيان الصهيوني الغاصب كما يهيب بكل القوى الشبابية العربية والعالمية من أجل استنباط أشكال الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية. عن الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي الأمين الوطني: أحمد فرحات حمّودي


تزايد هيمنة أصهار الرئيس على القطاع السياحي


حرر من قبل التحرير في الخميس, 30. سبتمبر 2010 أعلنت شركة “تونس الخليج للسياحة” التي يملكها صهر الرئيس التونسي “بلحسن الطرابلسي” الخميس 30 سبتمبر عن إبرام عقد مع مجموعة “هيلتون العالمية” ينص على بعث أول فندق لهذه المجموعة في تونس سيقع إنشائه في مدينة قمرت ويضم 283 غرفة و44 جناحا وثلاثة مطاعم إضافة إلى مرافق ترفيهية ومسابح خارجية وداخلية ومركز للتمارين الرياضية وناد صحي وحمام تقليدي. وأكد “الطرابلسي” أنه يطمح بعد افتتاح هذا الفندق منتصف العام المقبل إلى مواصلة العمل مع مجموعة “الهيلتون” والنجاح في بعث وحدة فندقية تحمل ماركتها وتوفر منشآت و خدمات سياحية عالمية المستوى. جدير بالذكر أن الاستثمار في القطاع السياحي بتونس يشهد منذ سنوات تنافسا حدا بين العائلات المتنفذة. ورغم ذلك مازالت مجموعة “كارطقو” التي يملكها “بلحسن الطرابلسي” تتصدر قائمة الهيمنة على بعث المشاريع السياحية التي تحمل الماركات العالمية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 30 سبتمبر 2010)


 حديث الجمعة – صحيفة الموقف التونسية – هل تحكم تونس لوبيات؟


بقلم بسام بونني   خرجت طقوس المناشدة عن طابعها السياسي لتتحوّل إلى مسار إداري روتيني، يلتحق به يوميا قطاع جديد. ومن الملاحَظ أنّ القائمين على تحيين قائمة المناشدين حريصون على الكمّ والكيف معا. فبعد أن قدّموا رقم الألف على الصياغة الضعيفة للنداء الفاقد للشرعية، تحوّل اهتمامهم إلى وزن القطاعات التي تنضوي تحت سقف هذا النداء المخالف للدستور.

ومن الواضح أنّ النصيب الأوفر آل لقطاعات المال والأعمال، في بلد قام منهجه، منذ عقود، على سياسة اجتماعية متوازنة، حققت نجاحات، حينا، وأخفقت، حينا آخر. فبعد أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة الأعراف وعدد لا يستهان به من سيدات ورجال الأعمال، انضمّ مديرو كبرى الشركات الخاصة والمؤسسات المالية للحملة، رغم أنّ رأس مال بعض منها تشترك فيه حكومات ومؤسسات أجنبية، وهو ما يُعدّ تدخّلا أجنبيا في شؤوننا الداخلية. وإلى جانب اللوبي المالي، انضمت لطقوس المناشدة قطاعات تفرض عليها أخلاق مهنتها أن تكون في واجهة المعارك الدستورية والقانونية.

فقد أعلن مديرو الصحف وبعض الإعلاميين التحاقهم بالنداء، في سابقة خطرة لا تخرج عن الوضع الرديء لإعلامنا لكنها تنذر بلحظات حرجة لقطاع لا يزال يمثّل صُداعا لشعب متعطّش للحرية والشفافية. فالصحافة، من حيث المبدإ، ليست بحاجة للدخول في هذه الحسابات خاصة حين تتضارب مع الدستور، لأنّها تمثّل في حدّ ذاتها سلطة قد تنافس في كثير من الأحيان وفي ظروف معيّنة السلط الثلاث الأخرى.

من جهة أخرى، ورغم حساسية المسألة من الزاوية القانونية، أبى بعض المحامين إلاّ أن يسجلوا حضورهم، دون الاكتراث بما تفرضه عليهم المهنة من استقلالية واحترام بل وعمل على احترام القوانين.

أخيرا وليس آخرا، وجّه كبير حاخامات تونس النداء ذاته لرئيس الدولة، في تدخّل واضح وصريح لرجل دين في السياسة، في الوقت الذي تفصل فيه الدولة بين المجالين بل وتحظر فيه مجرّد التفكير في الجمع بينهما. ومن المثير للانتباه أنّ الاصوات العلمانية التي تحذّر ليلا نهارا من خطر المدّ السلفي والإرهابي والتكفيري والوهابي والشيعي التزمت الصمت حيال هذا التداخل بين الدين والسياسة، وكأن العلمانية تقف عندهم في الفصل بين الإسلام والسياسة لا بين أيّ مظهر ديني والسياسة.

من جهة أخرى، يبدو واضحا أنّ العنصر السياسي غائب عن المناشدات. فباستثناء تلميحات من بعض القياديين التجمعيين وتوقيع وزراء سابقين على النداءات الموجهة لرئيس الدولة، غاب الصوت السياسي، سواء في المناشدة أو في تبريرها.

واكتفى البعض الآخر باسطوانة الثقة وفانتازيا المستقبل، الذي لا يتحقق فيه الرفاه دون القيادة الحالية.

لكن، لا أحد تجرّأ إلى الآن على التطرق للدستور وطبيعة نظام الحكم ولا حتى لموقف الحزب الحاكم والطريقة التي ستتعاطى بها الحكومة مع المرحلة المقبلة.

ولسائل أن يسأل، هنا، هل تحكم تونس لوبيات؟ نحن أمام مشهد يؤكد ذلك في الكثير من تفاصيله. فلا يمكن التغاضي، مثلا، عن حقيقة أنّ المرحلة المقبلة ستحددها بشكل كبير مصالح بعض الجهات المقربة من الحكومة.

ولا يمكن إنكار أنّ الزجّ ببعض القطاعات غير المسيسة من حيث المبدأ في عملية الدوس الممنهج على الدستور هو تجييش لكلّ قطاعات البلاد في خدمة هدف يبدو إلى الآن غامضا. إذ بانتهاج التعتيم المعتاد، من الجليّ أن كلّ الفرضيات أضحت مطروحة إلى درجة يصعب فيها التنبؤ بما سيَلي من أحداث وتطورات.

السؤال الأخطر الذي يفرض نفسه أمام هذا المشهد المعقد هو إلى أين تتجه البلاد ؟

ولا أعتقد أنّ طقوس المناشدات هي الكفيلة بالإجابة على هذا السؤال الحيوي والحاسم


كيف نقاوم التمديد والتوريث ؟ رسالتي الى ندوة المؤتمر من أجل الجمهورية…


كتب مرسل الكسيبي : الحمد لله , الأخوات الكريمات , الاخوة الأعزاء في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية , الأخوات والاخوة الحضور في ندوة السبل الكفيلة بمقاومة التمديد والتوريث : تونس نموذجا .. تحية الى الجميع , وتحية وطنية خالصة الى دعاة الاصلاح الصادقين من أبناء وطني , وسلام على الجاهلين الذين ابتعثوا الى الندوة من أجل التشويش على مساعي الاصلاح ومن أجل الحفاظ على البأساء والضراء كأسلوب أوحد يرتهن حاضر ومستقبل التونسيات والتونسيين … تحية الى سجناء الرأي وتحية الى القابضين على الجمر داخل وخارج حدود الوطن , وتحية الى الشرفاء الذين نفاهم الاستبداد جزاء أشواق الكرامة والعدل والحرية وأحلام دولة القانون والمؤسسات … تحية الى المؤمنين بالجمهورية كنظام سياسي يعتمد آليات التداول السلمي على السلطة ويحترم المواطنة ويساوي بين المواطنين ويتوق الى ترسيخ الحريات في كنف احترام الروح العامة للدستور والمواثيق الدولية لحقوق الانسان.   سلام من الله ورحمات للوطن , وسلام من الله ورحمات للجمهورية كما توافق عليها أحرار المجلس القومي التأسيسي سنة 1957 … -أما بعد : 1- من هي صاحبة الجلالة ؟ ان الغرب قد نجح في تأسيس ملكيات جمهورية تحظى باحترام شعوبها كما في تأسيس جمهوريات يكون فيها الملك والسلطة للجماهير , حين عرف هذا الأخير اعلاما حرا يعرف كيف يقول لا للسلاطين , عندما تجنح بهم الأهواء نحو الشمولية والاستبداد …, ففي بريطانيا دفع الصحفيون وقبل أربعة قرون ثمن الملكية الدستورية حين قالوا لا ” للملكية المزاجية” التي تحول الأوطان الى ضيعة أميرية تحلب”أبقارها” بحسب أهواء الأمير, أو تروض “قطعانها” حسب أهواء صاحبة الجلالة الملكية … أصبحت بذلك الصحافة صاحبة الجلالة الحقيقية, وعاد بعدها الملك أو الملكة سلطة تشريفية خاضعة لأحكام الدستور في صيغته العرفية الملزمة… أما نحن اليوم في تونس تحديدا ,وفي باقي دول المنطقة التي تتقاسمنا وضعا مشابها فلا اعلام حر , أو صحافة تشكل سلطة رابعة وتكون رقيبا حقيقيا على السلطات الثلاث , وهو مايعني أن المعركة في التصدي للتمديد والتوريث تمر حتما عبر كسب معارك حرية الاعلام وفرض اعلام بديل , يفوق في قوته وجماهيريته ومصداقيته تفاهات ماتقدمه التلفزيونات الصفراء والاذاعات الصفراء والمواقع الصفراء والصحف الصفراء وخمالة أو ثمالة المتلاعبين بالدستور والجمهورية . 2- صدق وشجاعة النخبة : ليس جديدا أن أقول بأن النخبة هي المحرك الحقيقي للجماهير , فمتى صدقت النخبة وتحلت بالشجاعة والمسؤولية التاريخية وضحت من أجل مستقبل أفضل لأوطانها ومواطنيها .., متى تبعتها الشعوب وتمسكت بما تطرحه من مطالب مشروعة وواقعية … اذا رتبت النخبة أولوياتها على نحو محكم جيد , استطاعت أن تدرك بوعيها أهمية اللحظة التاريخية في التصدي للتمديد والتوريث ,لأنهما في واقعنا الوطني يمثلان تلاعبا مكشوفا بالدستور وتقويضا لجوهر النظام السياسي كما ينص عليه الفصل الأول من الدستور التونسي . فالتمديد والتوريث في واقعنا القطري وماشابهه من أوضاع “التعس” الجمهوري , هو الوجه الاخر للاستبداد والفساد , اذ أن التغيير والاصلاح هما عدوان رئيسان لأحزاب تتمسك بالسلطة منذ حوالي نصف قرن ولعوائل كنست الأحزاب الوطنية ولم تبق فيها الا المتردية والموقوذة والنطيحة , لتحول الأحزاب الوطنية الى فضاء واسع و”صهبجي” للوصولية والانتهازية وعبادة الأصنام البشرية .  فالنخبة هي التي تقود قاطرة الاصلاح والتغيير , وتصديها للتمديد والتوريث هو بمعنى اخر المطالبة الحقيقية بالعدل والمساواة والحرية والكرامة والمشاركة الواسعة في السلطة على أساس من التداول , ولاننس طبعا أن في رفعها للواء التغيير رفعا للواء العدالة الاجتماعية في مواجهة احتكارات العوائل وسيطرتها أو نهبها للثروة الوطنية والمال العام . 3- وحدة الصف والالتصاق بالجماهير : كثيرا ماتحدثنا عن الوحدة الوطنية , حتى كدنا أن نلغي الفوارق بين الحاكم والمحكوم , لكن حين يتعلق الأمر بالجلاد في مواجهة المجلود والمستبد في مواجهة شعبه , وحين يتعلق الأمر بالفساد في مواجهة مطالب العدل والشفافية والمساواة , حينئذ لابد من الفرز على أساس : من يقف مع الحضارة وصناعة التاريخ والانتصار لارادة الشعوب ومصلحة الأوطان ؟ , ومن يقف جدارا اسمنتيا للحيلولة دون نهضة الشعوب وتطلعها نحو الكرامة والعزة والسيادة والحرية ؟ على هذا الأساس لابد للمعارضة والنخبة الوطنية أن تتحد حاضرا ومستقبلا من أجل انقاذ الأوطان من حالتي الفساد والاستبداد , وهو مايعني أن توحيد الصفوف في اطار جبهوي مشترك أمر تحتمه الضرورة والواقع والمصلحة الوطنية الأعلى ولاأقول العليا ..! وفي الحالة التونسية قد يعتبر فضاء هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات فضاء مناسبا , اذا استطاع أن ينفتح على المعارضة في الخارج وعلى الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى المستقلين , واذا استطاع أن يلتصق أكثر من أي وقت مضى بالجماهير وهمومها… لابد أن يتسع هذا الفضاء الى طرح مشروع جبهة وطنية موحدة ضد الاستبداد والفساد وضد التمديد والتوريث , وأن ينقل النضال السلمي الى الميدان تدريجيا بما يحول المعركة الى حراك شعبي يومي محوره المركزي لاتمديد ولاتوريث كشعار, ومضمونه الجوهري دولة ديمقراطية تقوم على المواطنة الكاملة والمساواة  . واذا لم تنجح حركة 18 أكتوبر في قيادة الجماهير في هذا الاتجاه في ظرف مستقبلي قريب , فلنتنادى بعدها الى اعلان فضاء وطني جديد عنوانه الانقاذ الوطني على أساس جمهورية حقيقية تقوم على ثلاثية الحرية والكرامة والعدل … تقبلوا أيها الأعزاء , أيتها الكريمات صادق عبارات الشكر , ولي أن أذكر في الأخير بأن للعقل ولادات أخرى تتضح معالمها على ضوء ماسيحدث في الميدان من أقضية وحاجات . دمتم في رعاية الله وحفظ الله الوطن وبناته وأبناءه من طبائع الاستبداد . مرسل الكسيبي* , 1 أكتوبر 2010 *اعلامي وكاتب تونسي مقيم بالمنفى/ *المنسق العام للجمعية الوطنية لحماية الجمهورية

 


عريضة من اساتذة التقنية  بمعهد  مدنين


نحن الممضون أسفله أساتذة التقنية بمعهد مدنين نقدم هذه العريضة لبسط قسم من مشاكلنا و لفت نظركم إلى بعض المشاغل التي أصبحت مع الأسف مزمنة ونقترح سبل تجاوزها.تتلخص هذه النقائص إجمالا في نقطتين رئيسيتين : • أولهما التوزيع الهرمي للفصول بالمعهد إذ توخت الإدارة الجهوية بمعية إدارة المعهد إلى التصرف في عدد الفصول النهائية و نقصد مستويات الثالثة و الرابعة تقنية بتخفيض هذه الفصول وبإبعاد التلاميذ مع إننا جميعا ندرك أن طاقة المخابر المتوفرة ب المعهد تبلغ تغطيتها لعشرة فصول كاملة مما يؤدي إلى الإبعاد التعسفي للتلاميذ و الأساتذة الذين يدرسون هذه المستويات. • ثانيهما : اكتظاظ الفصول ذلك إن طريقة التنقيص في الأقسام النهائية لشعبة التقنية ولد اكتظاظ في الفصل الواحد إذ يتراوح عدد التلاميذ المسجلين في الفصل الواحد بين 34- 36 تلميذا مما يؤدي إلى تعثر التعلمات و صعوبة الإحاطة بالتلاميذ و إدراك نقائصهم و علاج ما أضحى صعبا في تعلماتهم هذا بالإضافة إلى إرهاق الأساتذة و تشتيت جهدهم. إننا إذ نطرح هذا المشكل عليكم نعي بان الحلول هينة و يمكن أن تصبح يسيرة لو توفرت الرغبة في الإصلاح نطالب تبعا لذلك أن يتقلص عدد تلاميذ الفصل إلى 25 تلميذا بالنسبة للاختصاص العلوم التقنية مما يوفر فرصة كبيرة للتلميذ في الاستيعاب و التفوق و يجنب ظاهرة النقل اللاضرورية للأساتذة (ظاهرة الزائدين عن النصاب) و بدون اللجوء إلى النقل الغير مبررة للتلاميذ. أمضى على العريضة 11 من 12زميل الاستاذ الوحيد الغير ممضي غائب بسبب رخصة نقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droitset des libertés syndicaux

 

 


عبد السلام جراد يؤكد إعادة الهيكلة من اختصاص المؤتمر دون سواه


ليس هناك سقف للجولة الثامنة من المفاوضات ـ قال الأمين العام لاتحاد الشغل السيد عبد السلام جراد أمس «إن إعادة النظر في القانون الأساسي من مشمولات المؤتمر دون سواه»… مضيفا في ذات السياق أن المجلس الوطني للاتحاد القادم سينظر في ملفات هامة كمراجعة أنظمة التقاعد والمفاوضات الاجتماعية والتشغيل وغيرها من الملفات. كما تطرق السيد عبد السلام جراد خلال افتتاحه لاجتماع مجمع القطاع العام الملتئمة أشغاله بالعاصمة إلى الوضع الداخلي للاتحاد حيث عبر عن التمسك بالديمقراطية كخيار ثابت في عمل المنظمة وبالشفافية في التعامل بين الهياكل النقابية مؤكدا «أن الاتحاد فضاء رحب يتسع لكل أبنائه مهما اختلفت أرائهم وحساسياتهم». وكان اجتماع أمس فرصة للنظر في المسائل العالقة بالجولة السابعة من المفاوضات ومتابعة ملف الخوصصة والإعداد للندوة الدستورية لقسم الدواوين والمنشآت العمومية ومؤسسات الاتحاد حيث ذكـّر الأمين العام بنتائج الجولة السابعة وضرورة الاستفادة منها قصد التحضير الجيد والأمثل للجولة الثامنة من حيث توفير الدراسات والتشريعات وكل الآليات التي من شأنها أن تساعد الوفود النقابية المتفاوضة على التفاوض وهي على دراية واطلاع بأوضاع المؤسسات. وقال جراد «إنه سيتم الاعتماد على نسبة التضخم ونسبة النمو كمرجعيات أساسية في هذه المفاوضات داعيا إلى ضرورة التصدي للعمل الهش والعمل بالمناولة». وبخصوص سقف المفاوضات بين جراد «أنه لن يكون هناك سقف للمفاوضات ولن يكون هناك حد أدنى وحد أقصى». وأرجع الأمين العام للمنظمة أن السند في ذلك هو «حتى لا يتم تكبيل الوفود التفاوضية والحد من مطالبها» مبينا أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيعمل على إنجاح الجولة القادمة من المفاوضات بما يجعلها في مستوى انتظارات الشغالين بالفكر والساعد وبما يرفع من مستواهم المادي والمعنوي. خليل الحناشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 01 أكتوبر 2010)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة الكترونيّة عدد 154 – 30 سبتمبر 2010


الكوادور: يعرب حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ عن تنديده بالمحاولة الانقلابية الجارية حاليا في الاكوادور.

تونس، الطريق الجديد: مثل الاستاذ أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد ومدير جريدتها الأسبوعية “الطريق الجديد” يوم الاثنين 27 سبتمبر 2010 امام قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بالمنستير للإجابة على تهمة “ارتكاب جرائم نشر وترويج أخبار زائفة بواسطة الصحافة من شأنها تعكير صفو الأمن العام وثلب هيئة رسمية ممثلة في إدارة عمومية، طبقا لأحكام الفصول 49 و51 و68 و69 و78 من مجلة الصحافة”. وطالبت الحركة في بيان لها صدر يوم 28 سبتمبر بـ “حفظ ملف التتبعات العدلية ووضع حد للتضييقات ورفع العراقيل أمام نشاطها”.

تونس، اضراب عن الطعام: اضرب الاستاذ نجيب الشابي عن الطعام يوم 23 سبتمبر احتجاجا على العراقيل التي تتعرض لها اسبوعية “الموقف” والتي حالت دون صدور عددها الاخير. وانهى الاستاذ الشابي اضرابه يوم 28 سبتمبر اثر طبع وتوزيع الجريدة.

تونس، اضرابات في نزل: سيشن أكثر من 90 عاملا بنزل “اللماز” بمدينة الحمامات بولاية نابل  اضرابا عن العمل يوم 6 أكتوبر 2010. العملة يطالبون بتمكينهم من الأجور المتخلّدة بذمّة المؤجّر وخلاص الأجور في آجالها وبتمكينهم من منحة الإنتاج بعنوان سنة 2009 .كما يطالبون بتمكينهم من بطاقات الخلاص وسحب التغطية الاجتماعية  وترسيم الوقتيين والمتعاقدين وتحسين الأكلة. من جهة اخرى، يشهد نزل” الكوليزي” الكائن بمدينة صفاقس وضعا اجتماعيا متدهورا بسبب تصلّب المؤجّر في تطبيق القوانين، وهو الأمر الذي دفع الطرف النقابي إلى إقرار إضراب عن العمل طيلة الفترة المتراوحة بين 4 و8 أكتوبر2010. ويطالب أعوان النزل بإرجاع عضو نقابي إلى سالف عمله وتطبيق الفصلين 14 و16 من العقد المشترك والمتعلّقين بصرف الأجور وبوظائف العملة. عن الشعب الاكترونية 30 سبتمبر 2010

تونس، اضراب في قطاع الصحة: صدرت برقية تنبيه بإضراب تتضمّن دخول الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة بقطاع الصحة العمومية في إضراب عن العمل كامل يوم 14 أكتوبر 2010 بكافة المستشفيات العمومية ومراكز الصحة الأساسية والأقسام الطبية في البلاد. وكان هذا القرار اتّخذ في اجتماع الهيئة الإدارية الأخير للقطاع احتجاجا على تمسّك وزارة الصحّة بموقفها وعدم تطبيقها للاتفاقات الممضاة بخصوص عديد المسائل المهنية والاجتماعية  العالقة. عن الشعب الاكترونية 30 سبتمبر 2010.

الجزائر، قاعدة عسكرية: كذبت مصادر حكومية جزائرية المعلومات المنشورة في وسائل إعلام فرنسية بشأن وجود قاعدة عسكرية أمريكية في الصحراء الجزائرية، معتبرة أن من سرب هذه المعلومات يسعى للضغط على الجزائر في موضوع مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن المصادر أن ما نشرته صحيفة “لوكانار أونشيني” الفرنسية بشأن وجود قاعدة عسكرية أمريكية في الجزائر مجرد “مناورة مفضوحة” هدفها “الضغط على الحكومة الجزائرية لحملها على تغيير موقفها بشأن مجموعة من القضايا التي لها علاقة بفرنسا، وفي مقدمتها ملف مكافحة الإرهاب.”

فلسطين، قرارات مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة: تبنى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة امس الاربعاء قراراً وافق فيه على تقرير بعثة التحقيق حول مجزرة “أسطول الحرية” في ماي، الذي أكد وجود أدلة تدعم إمكان ملاحقة الكيان الصهيوني. وتم تبني القرار الذي تقدمت به باكستان بموافقة ثلاثين عضوا مقابل اعتراض عضو واحد (الولايات المتحدة) وامتناع 15 عضواً عن التصويت. كما تبنى المجلس قرارا يمنح المزيد من الوقت للكيان ولحركة حماس لإجراء تحقيقات ذات صدقية حول جرائم الحرب التي ارتكبت أثناء العدوان الصهيوني على غزة في ديسمبر 2008. وجاء التصويت على القرار بأغلبية 27 صوتاً مقابل معارضة صوت واحد (الولايات المتحدة) وامتناع تسعة عشر آخرين .ويطلب القرار من الخبراء أن ينشروا للجلسة المقبلة للمجلس في مارس المقبل، تقريرا جديدا حول الإجراءات التي يتخذها الطرفان المعنيان من الآن وحتى ذلك الوقت. عن الخليج، الشارقة 30 سبتمبر 2010.

اسبانيا، اضراب عام: شهدت اسبانيا أمس الاربعاء اضرابا عاما عرف نجاحا تجاوز الـ95 بالمائة في قطاعات الصناعة والبناء والنقل البحري. فيما كانت نسبة المشاركة في قطاعات النقل في حدود 40 بالمائة. و كان تأثيره على قطاع التجارة والوظيفة العمومية ضعيفا للغاية اذ لم تتجاوز نسبة المشاركة الـ 20 بالمائة. ودعت النقابات الكبرى لهذا الإضراب كرفض للقانون الذي اعتمدته الحكومة في مجال الشغل خاصة فيما يتعلق تعويض العمال المطرودين وطريقة الطرد. ويعتبر هذا الإضراب العام الأول ضد حكومة ثبتيرو طيلة حكمه الذي يمتد منذ 2004 والإضراب العام السابع في تاريخ اسبانيا منذ 1975، أي بعد رحيل الجنرال فرانثيسكو فرانكو.

الحرب والاستثمار: نشرت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية اليوم الخميس مقالة تتحدث عن اقتراح الخبير المالي الأمريكي راندي سليفكا تأسيس صندوقٍ لحالات “عدم الاستقرار الجيوسياسي”. جاء فيه أن توجيه ضربة عسكرية “إسرائيلية” لإيران سيكون بلا شك حدثا مأساويا للعالم كله. ويري سليفكا في الحرب ظرفا يستدعي وضع خطة عمل لاستثمار ناجح. ويقدم ثلاثة احتمالات لتطور الأحداث. فإذا اقتصرت الحرب على الكيان الصهيوني وإيران فينبغي الاستثمار في الذهب والنفط والدولار الأمريكي والشيكل والريال السعودي. أما إذا انخرطت في الحرب الولايات المتحدة وسورية والمملكة العربية السعودية فيفضل الاستثمار في النحاس والشحن والطيران بالإضافة لما سبق ذكره. والاحتمال الثالث والأخير يوجب الاستثمار في مجال التأمين والصناعة والأسواق الجديدة بعيداً عن مسرح العمليات العسكرية، وذلك إذا شاركت في النزاع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.

الهند، رياضة ودعارة: قالت جماعة لحقوق الانسان إن وكالات المرافقة تعاقدت مع آلاف من النساء من شمال شرقي الهند للعمل في الدعارة خلال دورة العاب دول الكومنولث التي ستنطلق يوم الأحد في العاصمة دلهي. وقالت الجماعة المعروفة باسم شبكة المنظمات غير الحكومة إن هذا قد يثير مخاوف من ارغام النساء على ممارسة الدعارة. وأضافت أنه تم بالفعل التعاقد مع ما يقرب من أربعة آلاف امرأة من سبع ولايات في شمال شرقي الهند مع وعود بدفع مكافآت مجزية وتنشر وكالات خدمات المرافقة اعلانات في الصحف يشتبه في أنها واجهات لممارسة البغاء.

قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


الترجي التونسي يكرم محمد أبو تريكة مهاجم الأهلي المصري أبو تريكة


صرح حمدي المدب رئيس نادي الترجي التونسي يوم الجمعة بأنه ينوي تكريم محمد أبو تريكة مهاجم النادي الأهلي المصري خلال مباراة إياب الدور قبل النهائي بدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم التي ستقام بين الفريقين في تونس في 16 أكتوبر / تشرين الأول الجاري. وسيلتقي الفريقان في لقاء الذهاب يوم الأحد على إستاد القاهرة وستقام مباراة العودة بعد أسبوعين في تونس. ونقلت صحيفة الشروق التونسية عن المدرب قوله “سنكرم محمد أبو تريكة خلال مباراة الإياب في تونس. سنقوم أيضا بتكريم لاعبنا أسامة الدراجي اعترافا بما قدمه للترجي”. وقالت وكالة رويترز إن المدب أبدى إعجابه بأبو تريكة قائلا “شخصيا أعترف بإعجابي الشديد بهذا اللاعب لأنه قبل كل شيء مثال يحتذى في الأخلاق ولأنه لاعب مميز من الناحية الكروية”. ويحظى أبو تريكة بشعبية كبيرة عند الجماهير التونسية ويخشى مشجعو الترجي خطورة مهاجم منتخب مصر في مواجهة فريقهم في الدور قبل النهائي لدورة أبطال أفريقيا. ولا تزال ذاكرة مشجعي الكرة في تونس تحتفظ بالهدف القاتل الذي سجله أبو تريكة في مرمى الصفاقسي في إياب الدور النهائي لدوري أبطال أفريقيا عام 2006 ليقود الأهلي للفوز باللقب في اللحظات الأخيرة من اللقاء. (المصدر: موقع راديو سوا (واشنطن– أمريكا) بتاريخ 1 أكتوبر 2010)


بين أردوغان…. وبن علي..؟؟!.


الحوار.نت  –  في الوقت الذي يستميت فيه رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان من أجل رفع الضيم عن المحجبات ورفع التضييق على الحجاب الذي حاصره المتطرف العلماني كمال أتاتورك عشية إسقاطه للخلافة ومنعه للآذان وإعلانه الحرب الشاملة على الدين الإسلامي ومبادئه السمحة، في هذا الوقت الذي يتحرك فيه رئيس الوزراء المنتخب انتخابا شرعيا وبأغلبية ساحقة، والمجدد له من جانب الشعب والمتوقع التجديد له أيضا في الدورة المقبلة وفق آخر استطلاعات الرأي ووفق الاستفتاء الأخير الذي طرحه على الأمة المتضمن لمراجعة مواد الدستور، في نفس هذا الوقت يشنّ الرئيس بن علي في تونس حملاته المتتابعة على الحجاب بهدف اجتثاثه محاولا تجفيف منابعه والقضاء على نبتته الطيبة. الرجل التركي رجب المنتخب من شعبه والقادم من مؤسساته المدنية سبق وأن قام بعدة محاولات من اجل التصدي للقوانين الجائرة التي تستهدف المرأة المسلمة في دينها وحريتها وتستهدف سائر الحريات في البلاد ، كما وسبق لأردوغان أن دفع ثمن وفائه لمبادئه وأودع السجن بعد أن اغتاظ أعداء الحرية من النجاح الباهر الذي أحرزه خلال قيادته لبلدية اسطنبول. ولأنّ كل إناء بما فيه ينضح، ولأنّ أردوغان إضافة إلى ثقافته الواسعة ونزاهته المشهود له بها ولأنه يعد من حكماء الساسة فقد عبر عن روح عالية من التسامح والوعي والصبر حين توجه به الأمن التركي إلى السجن ورافقه موكب كبير من محبيه بلغ 500 سيارة، وعند بوابة السجن وقبل أن يلجه ليقضي العقوبة المدبرة قام في الناس خطيبا فقال: “وداعاً أيها الأحباب، تهاني القلبية لأهالي اسطنبول وللشعب التركي و للعالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك ، سأقضي وقتي خلال هذه الشهور في دراسة المشاريع التي توصل بلدي إلى أعوام الألفية الثالثة والتي ستكون إن شاء الله أعواماً جميلة ، سأعمل بجد داخل السجن وأنتم اعملوا خارج السجن كل ما تستطيعونه ، ابذلوا جهودكم لتكونوا معماريين جيدين وأطباء جيدين وحقوقيين متميزين ، أنا ذاهب لتأدية واجبي واذهبوا أنتم أيضاً لتأدوا واجبكم ، أستودعكم الله وأرجو أن تسامحوني وتدعوا لي بالصبر والثبات كما أرجو أن لا يصدر منكم أي احتجاج أمام مراكز الأحزاب الأخرى وأن تمروا عليها بوقار وهدوء وبدل أصوات الاحتجاج وصيحات الاستنكار المعبرة عن ألمكم أظهروا رغبتكم في صناديق الاقتراع القادمة “. أمّا الرجل التونسي بن علي الغير منتخب من شعبه والقادم إلى الحكم بواسطة الإنقلاب والغريب على المؤسسات المدنية والمقتحم  للقصر لتوه قادما من المؤسسة العسكرية هذا إلى جانب عدم اكتسابه لأي نوع من أنواع الشرعية والغياب التام لأي غطاء أو حتى “لحاف” شعبي يسنده ويضفي عليه شيء من فتات المصداقية ، ثم إلى جانب كل هذا وبدلا من أن يتصالح مع ثوابت بلده علّه يستميل أهله فإنّ الرجل يصرّ على معادات شعبه والعبث بحرية بناته والإصرار على هتك أعراضهن والمضي قدما في تنفيذ برنامجه الاستئصالي المتطرف… إذا كان ذاك سليل الآستانة فإنّ هذا سليل الزيتونة والقيروان.. لكن الزمن أعطى هناك فأصاب تركيا وابل طيب وأجدب هنا فأصاب تونس قحط مهلك. المقارنة في هذا المقام ضرب من ضروب العبث لأنّ الفرق كبير بين من حملته إرادة الشعب على أكفها ووضعته بهدوء وطمأنينة فوق سدّة الحكم وبين من نكّصت به دبابة فألقته فوق رقاب الناس في غفلة منهم.. والبون شاسع بين من قَدِم على الناس في عز النهار والشمس في كبد السماء وبين من بيتهم وحمل عليهم فجرا!!!

 

(المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 1 أكتوبر 2010)

 


الشيخ راشد الغنوشي وآية الله محسن الأراكي في برنامج “أمّة واحدة” لقناة العالم


الجزء الأوّل :http://vimeo.com/15457868 الجزء الثاني:http://vimeo.com/15458002

 

(المصدر:مكتب الشيخ راشد الغنوشي (لندن-بريطانيا) بتاريخ 1 أكتوبر 2010)


 إنها أكثر من مبادرة


بقلم عبد السلام بوعائشة     مبادرة الحزب باعتبار يوم 1 أكتوبر من كل سنة  يوما وطنيا لمقاومة التطبيع هي أكثر من مبادرة سياسية.. هي دعوة لنا ولكافة  نخب البلاد السياسية والثقافية حتى نراجع المفاهيم السطحية لموضوع التطبيع مع الصهاينة ونقف عند حقائق الموقف الراهن الذي فرضه ما يسمى بالنظام الدولي الجديد والذي من سماته الأساسية تداعي الحدود الاقتصادية والثقافية والإعلامية والسياسية بين الدول إلى درجة أصبح معها تحصين خطوط الدفاع الاستراتيجي للكيانات الوطنية والقومية أكثر من مهمة مستعجلة… لقد تجاوز الصراع العربي الصهيوني حدود التماس الجغرافي بين الدول وأسلوب المواجهة العسكرية المباشرة بين الجيوش ليشمل كل مقومات الوجود الحضاري والفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي لكلى الطرفين العربي والصهيوني.

  مبادرة الحزب تستحضر عقودا من الصراع أفضت إلى واقع جديد تداعت فيه حدود الفصل الجغرافي والسياسي والفكري بين الكيان الغريب المزروع في فلسطين وباقي الجغرافيا العربية.. لقد تغلغل الفكر والنفوذ الصهيوني في أكثر من ساحة ومجال للوجود العربي كما في المقابل تغلغلت المقاومة في قلب الكيان الصهيوني .. لقد بدا الصهاينة يبتنون جدرانا في الداخل الفلسطيني يحتمون بها من الديمغرافيا العربية ولكنهم- و في  مفارقة تبدو عجيبة-  يعملون جاهدين على تامين وجودهم في كل العواصم العربية وفي فكر وثقافة النخب القائدة والساهرة على صنع القرار السياسي في دولنا وأحزابنا ومنظمات مجتمعنا المدني… أنهم يعملون على تجنيد الديمغرافيا العربية التي تخيفهم لتحقيق أهدافهم التي فشلوا في فرضها عبر العقود.. وقد تقدموا في ذلك أشواطا كبيرة في غفلة من الحدود والجنود و في غفلة من خطوط الدفاع الفكري والثقافي والسياسي للشعوب العربية..

   مبادرة الحزب تدرك ان الصهيونية وحلفائها من دول الاستعمار الغربي نجحت في انتزاع الاعتراف بدولة” إسرائيل” كوجود شرعي  من دول كمصر والأردن والسلطة الفلسطينية كما نجحوا عشرات المرات في ضرب مشاريع التنمية العربية و ملاحقة قادة الثورة الفلسطينية داخل حدود الدول بما فيها تونس و استدرجوا الحكومات العربية مجتمعة في الجامعة العربية  لإطلاق مبادرة جماعية للاعتراف المبدئي بها وبناء السلام معها  على قاعدة القبول بدولة فلسطينية على اقل من 20 ٪ من مساحة فلسطين التاريخية و تخلّوا عن كل حقوق ما قبل سنة 1967 و اعتبروا حرب 1973 هي آخر الحروب و بادروا على امتداد أربعة عقود إلى إطلاق استراتيجية السلام مبادرة بعد مبادرة  و جندوا نخب الفكر والدعاية حتى يروجوا في جهد متراكم  ثقافة التسامح والسلام ونبذ العنف الذي أصبح إرهابا واستبدال مشاريع المقاومة بمشاريع التعايش السلمي و تحويل أنظار الشعوب من جبهة الحرب والمقاومة إلى مؤتمرات السلام والحوار والتفاوض .. وشيئا فشيئا تحولت السياسات العربية وفعل النخب من جبهة للنضال ضد الصهيونية وأهدافها إلى جبهة للنضال مع الصهيونية وأهدافها…

  مبادرة الحزب تسحضر حقيقة أن النظام الرسمي العربي اعترف ب”إسرائيل” وحاصر المقاومة وحولها من” ثورة للتحرير” إلى” سلطة للتفاوض”  وساهم في إنجاح استراتيجية الصهاينة وحلفائهم في ضرب العراق وتدمير مشروعه الوطني كما عمل ويعمل اليوم على محاصرة وضرب المقاومة في جنوب لبنان ويقف عاجزا و صامتا عما ينفذ في اليمن والسودان والصومال و يفتح ما بقي من أقطار  لرساميل الاحتكار العالمي إضعافا للكيانات ومزيدا من رهن الإرادة الوطنية ويوجه  ترسانة الإعلام والدعاية الخاصة والعمومية لتحويل اهتمامات الشعب العربي بعيدا عن قضاياه وإعادة صياغة عقول شبابه بغرض تطبيع وجوده  مع الوجود الصهيوني وحلفائه الغربيين و إزالة كل عناصر النفور والامتعاض من مصافحة سياساته وثقافته وفنه وإعلامه كمقدمة لمصافحة رموزه وقادته  ولم لا الاعتراف بتفوقهم وريادتهم وجدارتهم بقيادة المنطقة العربية..  مبادرة الحزب تستحضر حقيقة أن الوجود الصهيوني لم يعد محاصرا في فلسطين كما في الماضي  بل صار متغلغلا في سياسات الدول وبرامج التنمية المشوهة وفي فكر النخب وبرامج الأحزاب وإبداع المثقفين والإعلاميين ورجالات العلم والفن والدعاية … الوجود الصهيوني الذي كان تاريخيا حصارا من الخارج للأمة العربية وخازوقا لمنع نهوضها و وحدتها وتقدمها أصبح اليوم جزءا من نسيج سياسات دولها وفكر وثقافة إعداد متزايدة من نخبها وأحزابها و منظماتها… لقد فتح نافذة لفعله داخل العقل العربي … الإقليميون و الرأسماليون والطائفيون وأصحاب المصالح الخاصة أحزابا ومنظمات وأفراد لا يمكنهم أو لا يريدون أن يدركوا هذا الانقلاب الخطير الذي حدث في علاقة الأمة بعدوها  ربما استلابا لدى البعض أو جهلا أو تواطؤا أو هزيمة أو عجزا .. لكنهم جميعا انخرطوا في سياسات إضفاء الشرعية على العدوان و التأقلم مع أحكامه الواقعة و استراتيجية حصاره التاريخي لمشروع نهوض الأمة المتعثر ومحاربة  المقاومة عبر استهداف وجودها العسكري والسياسي وملاحقة رموزها أمواتا وإحياء ومحاصرة فكرها وثقافتها في منابر الدعاية والإعلام وبرامج التعليم والتربية ..

  إن تخصيص يوم وطني لمقاومة التطبيع في الذكرى السنوية للعدوان الصهيوني على حمام الشط هو استحضار لكل ما سبق من حقائق فضلا عن حقيقة أن الصهاينة استباحوا السيادة التونسية بشكل مباشر في أكثر من مناسبة( العدوان على حمام الشط في 1985 – اغتيال أبو جهاد في 1988 – ) وبشكل غير مباشر من خلال برامج التغلغل الاستخباري والاقتصادي والسياسي والثقافي  التي يفتحون لها أكثر من منفذ في نسيجنا الوطني.

   إن استهداف الوحدة الوطنية و استماتة قوى تيار الفرونكوفونية السياسية والثقافية على استدعاء الظاهرة الاستعمارية والاستقواء بها و تعزيز مفاعيلها المعادية للهوية العربية الإسلامية ومحاربة كل أشكال التقارب والتعاون العربي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا و تعليميا واستهداف الثقافة العربية لغة وفنونا وتاريخا ومحاولات مصادرة ذاكرة الوطن و الصمت عن جرائم العدوان قديما وحديثا  ما هو إلا مظهر من مظاهر التطبيع مع مصالح الصهيونية والاستعمار لذلك تتكامل دعوة الحزب  لإعلان يوم وطني لمقاومة التطبيع مع مبادرة طلب الاعتذار وجبر الأضرار التي ألحقها الاستعمار الفرنسي بتونس وبنسيجها الحضاري والسياسي والاقتصادي وهو ما يساهم في ضبط حدود التباين و التقاطع بين جبهة العدوان  والإلحاق وجبهة المقاومة والتحرير . (المصدر:صحيفة “الوطن” التونسية العدد 157 الصادر بتاريخ 1 أكتوبر 2010)


إلى فلاسفة التطبيع: متى كان الإحتلال أمرا طبيعيا؟


الأستاذ الهادي المثلوثي (جامعي تونس)   التطبيع حالة من فقدان الوعي بأهمية الانتماء والإيمان. وأخطر أنواع التطبيع ضررا هو ذلك التطبيع الذي تمارسه النخب الثقافية والفكرية والعلمية والسياسية والإعلامية وغيرها لما تمثله من تأثير على الرأي العام الوطني والقومي والدولي أيضا.

فالبعض من هذه النخب لا يرى في التطبيع مسألة لها خطورتها التي ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى لأن التطبيع مع أعداء الإنسانية والعدو الصهيوني تحديدا يعني بطريقة أو أخرى الاستسلام للأمر الواقع وتمكين العدو مجانيا من اختراق جبهة المواجهة والمقاومة بمختلف أشكالها كالمقاطعة الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها من أوجه التصدي للأعداء. فالتطبيع مهما كان نوعه يضر بالمجتمع وأمن الوطن عموما والمطبعون مهما قل عددهم فإن تطبيعهم أمر لا يستهان به.

قد يحصل التطبيع لأسباب ودواعي متنوعة منها المطامع الشخصية ومنها الإغراء والتغرير وهي أمور يستجيب لها دون شك ضعيفو النفوس والانتماء وعديمو الوعي والمسؤولية. وهذا ما يدعو إلى تشبيه المطبعين بفاقدي المناعة الفكرية والثقافية والسياسية عموما أي فاقدي الهوية والشخصية معا. فحين تضعف هذه المناعة لدى البعض من النخب المتعلمة تفقد المعرفة والعلوم والفنون والسياسات دورها في تمتين الانتماء للوطن وفي تعميق الإيمان بالهوية الحضارية وبالتالي تنهار عوامل الدفاع الداخلية وتختل دوافع حماية الذات الفردية والجماعية. والجدير بالانتباه أن هذا البعض من النخبة يعاني أصلا من الانبتات والانفصام وبالتالي يكون قابلا كي يصبح مطية أو جسرا للاختراق والتوظيف من قبل المناوئين. وللعلم فإن النخب المنبتة لا تحترم شعبها ولا تحمي وطنها ولا تعتز بهوية ولا بأصالة. فتميل مع كل التيارات الفكرية والثقافية الوافدة وسرعان ما تنجرف بعيدا وتفقد صوابها وحصانتها.

وهكذا وجدت فلسفة التطبيع منافذ سالكة وبسهولة إلى نفوس وعقول المنبتين والعالقين في أوهام المواطنة العالمية التي انبعثت من الفكر الأممي المتصهين ومن الفكر الرأسمالي الاستعماري. فعندما  يفقد المنبت ثوابته وأصوله (رغم ادعائه التمسك بمبادئ التحرر والقيم الإنسانية الضبابية) تنهار لديه روابط الانتماء والإيمان فلا يبقى لديه ما يدافع عنه ويصبح لديه الاستعمار حالة طبيعية يمكن الانفتاح عليها والتعاون معها والاندماج فيها تسامحا وتآخيا. وكم يجتهد المنبتون في قلب الحقائق لتبرير التطبيع باعتباره المنهج الأقوم للتفاعل الإنساني وتجنب النزاعات والحروب.

يدرك المطبعون أن الاحتلال عدوانا وأن الصهيونية العالمية مجرمة ولكن عوض تبني المواجهة يهربون إلى فلسفة التسامح الفكري والتآخي الإنساني وقيم المواطنة العالمية والتعايش السلمي كحلول ووسائل لتذويب العداوة والأحقاد بين الشعوب. ويتغافل المنبتون دائما على أن الاحتلال هو مصدر كل العداوات والأحقاد وأن الاحتلال هو التعبير الأوضح عن التفوق في ممارسة الظلم والعنصرية والجريمة المنظمة للاستحواذ وسلب حقوق وثروات المستضعفين. ويتناسون أيضا أن الاستسلام يفتح شهية الاحتلال لممارسة المزيد من القهر والنهب والتوسع وأن التطبيع معه يمثّل اعترافا به وقبولا بسياساته ومشاريعه وبالتالي شرعنة بقائه وغطرسته.

إن التطبيع في النهاية خيانة للوطن والأمة وللإنسانية. ولا يدرك معنى الخيانة هذه إلا الذين لديهم ما يعتزون به كالهوية والكرامة وإرادة التحرر والاستقلال. أما الذين أعوزتهم العزة وأخذ فيهم الانبتات مأخذا فلا معنى للخيانة عندهم وقد ابتدعوا لها شتى الأعذار والمسوغات والحال أن هذه الخيانة وراءها إغراءات متعددة الأوجه وفيها مطامع دنيئة لا تبرير لها لا سياسيا ولا علميا إلا في قاموس الانبتات والمخططات الصهيونية التي تعمل على شراء النخب العلمية والفكرية والسياسية والإعلامية وغيرها لتجل منها جسورا لاختراق جبهات الممانعة الرافضة للاحتلال والاستغلال والاستعباد.

صحيح أن طابور التطبيع ليس مخيفا قياسا إلى جبهة الأعداء الطويلة والعريضة. ولكن هذا الطابور على قلته يبدو مزعجا مقرفا والتغاضي عنه يشكل خطرا. ولذا لا بد من القصاص منه لأن الخيانة قد تبدأ صغيرة وإن لم تقبر في إبانها قد تتعاظم بسرعة والوقاية في جميع الأحوال أفضل من العلاج.

والمنبتون والمطبعون فلاسفة مرضى وعدواهم فتاكة. فلا بد من استئصال هذا الداء تجنبا لتكاليف الدواء. وإن كان هؤلاء الفلاسفة  فاقدين للوعي وللمسؤولية، فمن حق المجموعة الوطنية التحفظ عليهم. وإذا كانوا يعتبرون التطبيع خيارا حرا وشخصيا كما يتصورون، فإن محاكمة شعبية لهؤلاء هي خير وسيلة للحجر عليهم ولقبرهم أحياء. أليس من حق الشعب محاكمة المجرمين في حقوقه؟ أليس المس بالكرامة الوطنية جريمة؟ أليس الإشادة بممارسات العدو استفزازا وتشفيا واعتداء على مشاعر الشعب المقهور والمنكوب بهم؟ أليس التعاون مع العدو سياسيا أو فنيا أو علميا خيانة عظمى؟

إن السكوت على مثل هؤلاء هو دعم غير مباشر للتطبيع واستسلام مجاني لطابور الأعداء المزروع بيننا والمتلوّن كالحرباء. ولكن مهما ناور فقد بات مكشوفا بعدما برهنت سياسة الكيان الصهيوني أن الاحتلال استيطاني توسعي وأن أهدافه بناء دولة دينية عنصرية لا حدود لنفوذها ولا سلطان للقوانين والشرعية الدولية على جرائمها. ورغم كل هذه الغطرسة العنصرية والعدوان البربري على الشعب الفلسطيني ودول الجوار العربي فإن الكيان الصهيوني يطالب بالاعتراف به والتطبيع معه والحال أن وجوده على أرض فلسطين غير طبيعي فهو لا يمتلك حق البقاء ولا قيم إنسانية قابلة للاستيعاب. والتطبيع معه (أمر غير طبيعي) حيث تبرهن ممارساته الميدانية وسياساته اليومية على استحالة قبوله بالتعايش السلمي مع أي كان. والأحداث التاريخية القديمة والحديثة تثبت أن طبيعة اليهود الصهيونية على غير طبيعة بقية البشر فهي ترفض المساواة والندية مع بقية الشعوب لأن العقيدة اليهودية مبنية على الإيمان المطلق بأن (اليهود هم شعب الله المختار).   

فالأولى إذن مطالبة اليهود بالتطبيع مع سائر الشعوب من خلال التوقف عن سياسة الاحتلال والتوسع ونبذ فكرة الأرض الموعودة والتخلي عن شعار (أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل) والتنازل عن (سامية الشعب اليهودي) ثم الانصياع إلى الشرعية الدولية والكف عن التسلح النووي. حينها يصبح التطبيع مع اليهود أمرا طبيعيا وجد منطقيا. إن على المنادين بالتطبيع والمنخرطين فيه جهلا وطمعا أن يدركوا أن الكيان الصهيوني يفتقر إلى مؤهلات التطبيع ولا يقبل أن يكون مثل بقية الشعوب لاعتقاده أنه الأسمى منزلة والأنجح تدبيرا وكيدا. فمن التسويف والتخريف الاعتراف بهذا الكيان اليهودي العنصري واعتبار التطبيع معه طريقا مجدية إلى فرض السلم والتعايش. إن اليهود عموما لا يريدون سلاما بل ينشدون استسلاما من الجميع والتسليم لهم بالهيمنة المطبقة والتفوق المطلق كما تنص عليه بروتوكولات حكماء صهيون.

وختاما نقول للمطبعين مع الكيان الصهيوني والناوين السير على خطاهم أن مقاومة التطبيع معركة وطنية وقومية وإنسانية لكون التطبيع خيانة وأن ملاحقة ومحاسبة الضالعين في مثل هذه الخيانة واجب تقتضيه القيم والقوانين الرافضة للاحتلال وجرائم الحرب والإبادة العنصرية. والتطبيع بدون شك هو دعم سافر لجرائم الاحتلال البغيض. فلا مناص من إدانة كل مطبع ولا بد من محاكمة شعبية لأنصار التطبيع ورواده.

(المصدر:صحيفة “الوطن” التونسية العدد 157 الصادر بتاريخ 1 أكتوبر 2010)


التطبيع لتطويع الوعي


بقلم عبد الكريم عمر

عندما علمت بمبادرة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بالدعوة الى اعلان غرة أكتوبر يوما وطنيا لمناهضة التطبيع في تونس ورأيت فيها كما رأى أغلب الوطنيين الصادقين إعلان وفاء للدماء الزكية التي أزهقت غدرا وعدوانا من قبل العدو الصهيوني على مدينة حمام الشط التونسية، وإحياء لذكرى الأرواح الطاهرة من أهلنا التونسيين والفلسطينيين الذين استهدفوا في العدوان الغادر على حرمة وسيادة وطننا تونس يوم 1 أكتوبر 1985 ،هي دعوة كان شعبنا يود لو كانت مبادرة رسمية وطنية معلنة للعالم كله تحيا كل سنة.

رغم كل ما حصل في مثل هذا اليوم والذي لا يمكن لوطني أن ينساه يوما فإنه عندما سمعت بالمبادرة المتبناة من قبل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي قلت في نفسي: أمازال هناك ما يسمى بمناهضة التطبيع لكي نخشى من جموده؟ إنّ ما نشهده من تطوّر في العلاقات الرسمية بين الكيان الصهيوني الغاصب وكثير من الأنظمة العربية اخترق سقف كل أنواع التطبيع، فتنوّع بين التجاري والدبلوماسي والسياسي والأمني والإعلامي والتكنولوجي والثقافي حتى اقترب في بعض مفاصله من التحالف والتنسيق والتعاون المشترك (العلني أو السرّي)، وأخشى أن يأتي اليوم الذي نُمنع من تسمية “إسرائيل” بالعدو، ونضطر لاستخدام الغمز واللمز لذكر جرائمها والتنديد بها، أو أنّ أنظمتنا العربية الحكيمة اعتمدت سياسة “دع الكلاب تنبح وقافلة التطبيع تسير”.

سواء اعتمدت تلك السياسة أم لا، فمترو التطبيع (السريع) قد انطلق منذ أمد بعيد بينما حركة “مناهضة التطبيع” في سبات عميق منذ أربعة عقود وأكثر بحسب بعض العاملين في هذا الحقل الذين يبدو أنهم قرّروا الخروج من سباتهم الطويل ولا أدري أيّ الآليات والأدوات سيستخدمون ليلحقوا بركب المطبّعين الذي تغلغل في كل المجالات وله أنصار من كل الشرائح؛ مثقّفين، فنّانين، نُخب، رجال دين، شباب، شيوخ، منظّمات حقوقية، ومنظمات مجتمع مدني، هذا عدا عن استسلام كثير من الدول والحكومات واستماتتها لتحقيق (السلام) الموعود، فأخطبوط التطبيع أمسك بخناق الأمة ابتداء من استهداف أبناء فلسطين المحتلّة وعدد من الأقطار العربية الأخرى وذلك بتوفير فرص للعمل أو مشاريع ومحلاّت تجارية صغيرة تحت عناوين البحث العلمي ونشر الديمقراطية وغيرها… مموّلة من مؤسسات تطبيعية تديرها أيدٍ خفية لبعض الشباب أو صغار التجّار وانتهاء بتوظيف فضائيات عربية وإسلامية لخدمة العدو وخططه.

الفرق بين عمل المطبّعين ومناهضي التطبيع كالفارق بين السماء والأرض، فالمطبّعون يعملون مخلصين لقضيّتهم باستخدام أحدث الأساليب وأطورها وأكثرها تأثيراً في أهم شريحة في المجتمع (الشباب)، ومناهضو التطبيع يلوكون الكلام في اجتماعات تضمّ مجموعة من كبار السنّ المؤدلجين لينظّروا لمناهضة التطبيع ويعيدوا تعريف معنى التطبيع وأنواعه وأضراره وطرق مناهضته رغم أنّ آثار التطبيع انعكست على كل ما حولهم، ولا يستبعد أن يكون بعض المجتمعين معهم من (المطبّعين الجدد)، ليخرجوا بشعور أفضل ممّا دخلوا به لأنهم أرضوا ضمائرهم بأنهم سعوا لبعث الحياة في “مناهضة التطبيع”.

منظمة “بذور السلام” أحد أخطر وأنشط المنظمات التطبيعية التي تستهدف فئة الشباب بإقامة معسكرات طلاّبية تجمع بين الشباب الفلسطينيين والإسرائيليين وغيرهم من  البلدان العربية كالأردن ومصروغيرها، مع العلم أنّ الوفد الصهيوني يتم اختيار المشاركين فيه بدقة متناهية وبعد المرور بأربع مراحل تصفية للتأكد من إلمامهم بتاريخ الكيان الغاصب وحروبه ومعاهداته، وإيمانهم بمظلوميته، والكوارث التي ألمّت به كالهولوكوست ليكونوا محصّنين ضدّ أيّ ثقافة مناهضة ولكي يؤثّروا على نظرائهم العرب ويثبتوا حقهم في هذه الأرض ليعود الشباب العربي كرسول لثقافة التطبيع والتدجين ومحو الذاكرة والانسلاخ من الهوية، وتعقد لهم عدّة دورات سنوياً يطبّقون فيها مبادئ العيش المشترك، وقبول الآخر لإقناعهم (عملياً) بفكرة السلام المزيّف وإن كان مع العدو المحتل الذي شرّد أهله وقتّل آباءه، ويُعطى كل مشارك في هذه المعسكرات لقب (بذرة ليوحى لهم بأنهم هم (بذور) السلام العالمي، كما تصدر المنظمة مجلة تدعى “غصن الزيتون” – لاحظ دلالة التسمية وإيحاءاتها على نفسية المساهمين فيها – وقد نجحت هذه المنظمة بالفعل في أهدافها وفتحت لها مكاتب في القاهرة وعمّان إلى جانب طبعاً حيفا ورام الله وتل أبيب، وقد وصلت بذورهم إلينا وبُثّت أفكارهم بين شبابنا لو فتّشنا فيها لما خفيت عنّا.

جمعيات مناهضة التطبيع منتشرة في أكثر الدول العربية ولكن لا نسمع لها حسيساً سوى بيان هنا أو تنديد هناك – وقد كنّا نعيب على الحكومات اقتصارها على التنديد – أو عقد مؤتمرات لرفع العتب، فأكثر الظنّ أنها تطبّعت مع التطبيع عوضاً عن مناهضته، فلم يعد شيئاً من فنون التطبيع وقضاياه تستثيرها ، لقد انشغل الجميع في قضاياهم المحلية، فمنا من يركض بحثاً عن لقمة العيش، ومنّا من تبلّدت مشاعره لقلة وعي وضياع هوية.

ولن نستعيد وعينا ولا هويّتنا بمناهضة التطبيع الذي نختلف حتى على تعريفه، بل بمناهضة عمليات التخدير والتنويم الإيحائي وغسيل المخ الذي يمارس علينا في تربيتنا، وإعلامنا، ومناهجنا التعليمية، وثقافتنا وتاريخنا، ومناهضة (التطبع) بأطباع العدو وطريقة تفكيره، فالتطبيع اليوم اتّسعت مظلّته ليشمل كل مناحي الحياة من طريقة الاستهلاك ونمط التفكير واستيراد المفاهيم الفاسدة وتطبيقها، ولم يعد يقتصر على فتح سفارة أو بناء علاقة أو شراء بضاعة أو تبادل خبرات وثقافات أو تعاون إعلامي وفني، هو كل هذا وأكثر، ليصبح التطبيع عبثا بالوعي لتطويعه ليقبل (طوعاً) كل ما كان يرفض قبوله (كرهاً).

(المصدر:صحيفة “الوطن” التونسية العدد 157 الصادر بتاريخ 1 أكتوبر 2010)


المطبعّون يحلّقون خارج السرب بتورّطهم في مشاريع يرفضها ويحتقرها كلّ أحرار العالم


منجي الخضراوي ( صحفي)

الجميع يعرف جيّدا أنّ الشعب التونسي بكلّ فئاته من عمال وفلاحين وطلبة ومثقفين وشخصيات، قدّم للقضيّة الفلسطينيّة الدم والمال… فمنذ سنة 1947 والشعب التونسي يقدّم الشهداء والمتطوّعين للنضال من أجل قضيّته المركزيّة ومنذ قبل ذلك التاريخ والتونسيون يكافحون ضدّ الصهيوية والامبرياليّة ووكلائها…

لقد استقبل التونسيون ومازالوا يحتضنون أشقاءهم الفلسطينيين، ألم يكن امتزاج الدم التونسي بالفلسطسني في أكتوبر 1985 بحمام الشط في غارة صهيونية غادرة، سورة وصورة من النضال من أجل الحرية…

ألم يقدّم التونسيون الشهيد عمران المقدمي وغيره فداء لأرض فلسطين الحبيبة…

إنّ التونسيين يرفضون الاستعمار والاستغلال والاضطهاد والقمع والعنصرية والتوسّع على حساب بقاء الإنسان… والصهيونية كلّ هذا… إذن فانّ كلّ من يقول بأنّ السلام ممكن مع من يستوطن ويحتلّ أرض غيره ويحرق ويقتلع شجره وينفي ويحيل على العدم بشره ويقيم جدار عزل عنصري، إنّما هو واهم إن كان عقله بريئا، إن وجد العقل البريء حتّى لا نقول إنّه متورّط في الترويج للمشاريع الاستعماريّة العنصريّة تحت عناوين السلام والديمقراطيّة وعيش أطفال العالم بسلام.

 إنّ هؤلاء المطبّعين إنّما يحلّقون خارج السرب بتورّطهم في مشاريع يرفضها ويحتقرها كلّ أحرار العالم

إنّ طرح موضوع السلام مع الكيان الصهيوني كما يطرحه المطبّعون المهزومون هو طرح خاطئ، هل يمكننا أن نتحدّث عن بوادر سلام في الوقت الذي يحاصر فيه الفلسطينيون منذ سنوات ويموتون جوعا وعطشا ومرضا، هل يمكننا أن نتحدّث عن سلام وجدار العزل العنصري يطوّق كلّ فلسطين؟ هل يمكننا أن نتحدّث عن سلام مع من يعتقل الناس ويقتلهم ويدمّر الأرض والمنازل ويشرّد الأهالي، يمكننا أن نتحدّث عن سلام مع كيان عنصري ماهيته تأسّست على رفض الآخر من منطلقات عنصريّة ودينيّة وخرافيّة…

إن الهرولة خلف من يحتلّ أرضنا ويقتل شعبنا، يعني إعطاءه شرعية احتلال الأرض وقتل الإنسان وتهجيره واستيطان بلده، وهي الممارسات التي تميّز ماهية وجوهر الصهيونيّة، ومن يسعى لإيجاد صيغة اتفاق تسمّى “سلاما” إنّما يتورّط في تبرير تلك الجرائم ويجد حلولا للظلامية الصهيونية، ومن يتورّط مع الظلاميين لن يكون غير ظلامي.

على المطبّعين العرب وخاصة المهزومين في تونس أن يدركوا أنّ الصهيونية في جوهرها معادية للسلام والإنسان، وعليه فإنّنا نطلب منهم التراجع عن المنطق المعتلّ والمختلّ، (المصدر:صحيفة “الوطن” التونسية العدد 157 الصادر بتاريخ 1 أكتوبر 2010)


جميعا ضد التطبيع ومع المقاومة


بقلم الأستاذ أحمد الكحلاوي   يمثل كيان العدو الصهيوني الذي زرعه الغرب الإستعماري في فلسطين الركيزة الإستراتيجية للإمبريالية ومقر المؤامرة الصهيونية العالمية ضد العرب و المسلمين وضد الإنسانية كما يمثل ممرهم للعدوان على الوطن العربي والسيطرة على العالم و قد أعد هذا الكيان الوظيفي ليكون مخلب القط الذي بواسطته يعمل الامبرياليون على تحقيق مصالحهم الاستعمارية وتدوير دولاب صناعة الحرب في العالم و التحكم في أمنه والتصرف في شؤونه عبر أذرعهم المتعددة كالمحفل الصهيوني المدجج بالكثير من القساوسة والحاخامات وجيوش المرتزقة وما يسمى بالشركات الأمنية وأجهزة التجسس وماكينة مؤسسات المال والإعلام والعديد مما يسمى بالمنظمات المدنية.

وكاد مؤتمر الرباط سنة 1974 الذي أعلن م.ت.ف ممثلا شرعيا وحيدا لفلسطين أن ينزع عن ثورتها سلاحها وهويتها العربية والإسلامية وبعدها الإنساني بهدف تحويل صراع الوجود الى مجرد نزاع حدود فلسطيني – اسرائيلي كما أصبح يسمى وتكريسا لهذا التوجه المناهض لثورة فلسطين العربية جاءت الزيارة التي أداها السادات الى القدس لتضرب عرض الحائط بتلك الثورة وبالثوابت القومية   المعبر عنها بشعار (لا اعتراف لا صلح لا تفاوض ) وبتضحيات الأمة معترفا على اثرها و لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بكيان العدو بشكل سافرعاقدا معه اتفاقية مخيم داود سيئة الذكر والتي نرى اليوم نتائجها الكارثية على الأمة وعلى مصر التي باتت اليوم مهددة في وحدتها الوطنية عبر ما برمج من انفصال في السودان وتدخل في مياه النيل وما يخطط من فتنة طائفية لا تخفى أهدافها بين الهلال والصليب وبعد التخلي عن الدور القومي وتحرير فلسطين .

1-لا اعتراف ولا تفاوض:

لقد أكدت الأيام أن الإعتراف بالعدو والدخول معه فيما سمي بمسار السلام المزعوم ومفاوضات عبثية أتت باتفاق أوسلو الإستسلامي الذي رفضته الأمة وقوى المقاومة و الذي تأكدت يوما بعد يوم  نتائجه الخطيرة على الوجود العربي في فلسطين وعلى الأمن القومي العربي وعلى قضية العرب المركزية التي عدت منذ سنوات الانتفاضات الأولى في فلسطين (1919- 1929- 1936 …) طريقهم نحو التحرير والحرية والوحدة.

ورغم تمسك الأمة بثوابتها وتقديمها أغلى التضحيات ورغم قرار مجاهديها على مزيد الصمود والمقاومة ورغم ما بدا على كيان العدو من وهن ورهبة وتراجع في قدراته العسكرية والأمنية بفضل ما راكمته ضده الانتفاضة والمقاومة الشعبية والمسلحة من انتصارات جمة فقد أتت ما سمي بـ”المبادرة العربية للسلام” التي أقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت فيفري 2002 خطوة استسلامية معاكسة لنهج الثوابت والمقاومة بما تضمنته – المبادرة – من وعد بتطبيع الحكومات العربية علاقاتها مع كيان العدو مقابل الانسحاب من الأجزاء المحتلة في 1967م وهذا يعني اعترافا جماعيا بكيان العدو كما تريده أمريكا وحلفها الاستعماري و يفتح باب إقامة علاقات شاملة سياسية وثقافية واقتصادية وسياحية وبرلمانية وحتى عسكرية معه وفتح حدود الأقطار العربية أمامه وإنهاء المقاطعة العربية للشركات الصهيونية والدولية المتعاملة معها والسماح لسفنه بعبور قناة السويس بعد أن كان ذلك مستحيلا والإبحار في المياه الإقليمية والرسو في الموانئ العربية و التعهد بعدم المساس بأمنه بل و إنهاء المقاومة وملاحقة المقاومين بما يؤدي إلى إنهاء الصراع العربي – الصهيوني و يتيح لكيان العدو العيش في قلب الوطن العربي والعالم الإسلامي في أمن و أمان (…)

لقد أدرك الحلف الإمبريالي الصهيوني الذي صنع الكيان الصهيوني وأوكل له مهمة احتلال أرض العرب وتعطيل تحررهم ومصادرة حريتهم ومنع وحدتهم ونشر الفتن في صفوفهم وتسهيل نهب ثرواتهم وهدر قوتهم أنه لا يمكنه حسم الصراع عسكريًا ، فلجأ الى الحرب الإعلام والنفسية والثقافية والإقتصادية وإثارة النزاعات والفتن، والأساليب الأخرى لإضعاف الأمة من الداخل حتى يسهل الإنقضاض عليها وتفكيك أوصالها . وهو ما تعيه أمتنا و تدرك بأن مناهضة الصهيونية ومقاطعة العدو ومقاومة التطبيع معه والدفاع عن هويتنا العربية الإسلامية هي معركة أساسية يجب أن ننتصر فيها على طريق انتصار مقاومتنا العربية والإسلامية الشعبية والمسلحة في فلسطين.

2-شعبنا يقاوم الصهيونية منذ بداية القرن العشرين:

لقد تصدى الشعب العربي في تونس منذ ثلاثينات القرن الماضي للاختراق الصهيوني فمنع زيارة الصهيوني جابوتنسكي الذي استقدمته التنظيمات الصهيونية بتونس في أفريل 1932 لنشر الدعاية الصهيونية وجمع الأموال واستقطاب اليهود في تونس لصالح مشروع زرع الكيان في فلسطين ، كما قام شعبنا بمنع الصهيوني “هلبرن” من إلقاء محاضراته الداعية للصهيونية في مدن القطر وانخرط  عدد كبير من المجاهدين العرب التونسيين مبكرا في الدفاع عن فلسطين ومقاومة الصهيونية وأقام عدد منهم بمدينة القدس لحماية الأقصى والدفاع عن فلسطين (الثعالبي – القليبي..)وقامت في القطر منذ الثلاثينات والأربعينات العديد من المنظمات الداعمة لثورة فلسطين والمناهضة للصهيونية وتطوع الكثير من أبناء تونس للدفاع عنها كما تم على أيدي حشاد وغيره في تلك الثورة وروى العديد منهم ثراها بدمائهم الغالية واستمر ذلك العطاء يتدفق حتى اليوم.

ان الإستراتيجية الصهيونية تعمل على اختراق الأمّة في شتى المجالات وفي هذا الصدد سعى الكيان الصهيوني الى اختراق نسيجنا العربي في تونس الثقافي والأكاديمي والإقتصادي وحتى الأمني (…)

ولا يخفي مجرم الحرب “شمعون بيريز”حرص كيانه الصهيوني على اختراق الحقل الأكاديمي وفي هذا الشأن يقول في كتاب له بعنوان”الشرق الأوسط الجديد”:”إن القوة في العقود القادمة توجد في الجامعات وليس في الثكنات” ويرصد كيان العدو لهذا الغرض الأموال ويجند الأفراد للتواجد في الملتقيات وحضور الندوات والمؤتمرات التي تمت بتونس كالمؤتمر الكشفي والمؤتمر الطبي ومؤتمر المعلومات والمؤتمر الجغرافي العالمي الذي انعقد هو الآخر بتونس وشارك فيه جغرافيون تونسيون رغما عن الحملة التي شنت ضد انعقاده في بلدنا وضد المشاركة فيه وقاطعه جغرافيون فلسطينيون وتونسيون وعرب وحذروا من خطورته بالنظر خاصة إلى دور الجغرافيين الصهاينة في جرائم وزارة الحرب الصهيونية وفي إقامة المستعمرات والتوسع الاستيطاني.

كما لا بد من الإشارة إلى قيام أكاديميين تونسيين بالمشاركة في مؤتمرات دولية أخرى على غرار المؤتمر الذي تناول موضوع ما يسمى تاريخ اليهود في تونس وانعقد على دورات متتالية تمت إحداها بتونس وأخرى بباريس وشارك فيها مؤرخون جامعيون من جامعتي 9 أفريل ومنوبة . وقد اتخذ الإتحاد العام التونسي للشغل في مؤتمره بجربة قرارا بشطب من تثبت من النقابيين علاقاتهم بالتطبيع مع العدو الصهيوني وطالب المحامون التونسيون هياكلهم بشطب من تكشف التحريات عن ضلوع زملاء لهم في التطبيع والدفاع عن كيان العدو وقد برز أحد الاكادميين القانونيين بالتعبير عن دفاعه عن كيان العدو ومارس ذلك من خلال مواقع الكترونية كالموقع سيئ الذكر “هريسة”.

أما على مستوى التطبيع الشبابي فقد كاد أحد صحفيي صحيفة تونسية من صحف الصف الأول في علاقة بالسفارة الأمريكية في تونس أن يورط قبل 3 سنوات صحيفته لتشارك في ملتقى بمدريد الإسبانية دعا له مركز “شمعون بيريز” تحت عنوان “حمامة السلام” وكان موجها للأطفال لولا رفض صحفيي الجريدة نفسها ولولا الحملة الوطنية التي شنها مناهضون للتطبيع.

وفي هذا الصدد يدور منذ مدة حديث عن منظمة تسمى (بذور السلام) وهي منظمة شبابية عالمية تم تأسيسها عام 1993، وتستقدم الشباب من “مناطق الصراعات” لمناقشة ما يسمى التعايش السلمي وفي هذا السياق يأتي ما يسمى منظمة (بذور السلام) كأخطر تعبير عن هذه المؤسسات والمنظمات التطبيعية التي تستهدف القطاعات الشبابية والطلابية (…)

وتعقد المنظمة بين 2 و3 دورات سنويا ويحضرها وفود شبابية من فلسطين والأردن ومصر وكيان الاحتلال الصهيوني ومن الجدير بالذكر أن الوفد الشبابي الصهيوني يتم اختيار أعضاءه بعد إجراء أربع مراحل تصفية ويشترط في المشارك أن يكون ملما باللغة الانجليزية وتاريخ الكيان وحروبه العدوانية والمعاهدات التي وقعها (مخيم داود- وادي عربة- أوسلو..) وملم أيضا بما يسمى (الهولوكوست )حتى يستطيع الشباب الصهاينة التأثير التطبيعي في نظرائهم من الفلسطينيين والعرب المشاركين , والحوارات التي تدور عن التعايش والتفاهم ليست بمعزولة عن العمليات التطبيعية والخداع الأمريكي لما يسمى سلام,ومن ثم ليعود هؤلاء الشباب كدعاة للتطبيع وأدوات للتخريب في القطاعات الطلابية والشبابية الفلسطينية والعربية.وقد راج في بعض المواقع أن الدعوة قد وجهت لشباب تونسيين للمشاركة في هذه المخيمات التطبيعية.

لقد حاولت بعض الجهات في وقت من الأوقات التغرير ببعض الطلاب والتلاميذ التونسيين عندما عرضت عليهم زيارة معتقل “اشويتس” في بولونيا الذي يقال بأنه يضم ما يسمى ضحايا النازية وكان الأحرى بهذه الجهات وغيرها تنظيم زيارات إلى معتقلات لبنان والسجون السرية التي تضم المجاهدين ومقابر صبرا وشاتيلا ومقابر قانا  و حمام الشط في تونس ومدرسة بحر البقر في مصر ومقابر الأطفال في غزة وآثار المعتقلات الصهيونية فيها للتعرف على الجرائم المروعة التي ارتكبها اليهود الصهاينة ضد الأطفال العرب بأسلحة وأموال وتغطية صهيونية أوروبية أمريكية .   ان بعض مناهج التعليم في بلدنا تحتوي نصوصا ذات مضمون تطبيعي كالمتعلقة بالمغني الفرنسي الصهيوني “انريكو ماسياس” الذي لا يخفي دفاعه عن كيان العدو الصهيوني كما أن إدارة الامتحانات في وزارة التربية اختارت لامتحان الباكالوريا منذ 4 سنوات موضوعا للفيلسوف الصهيوني (اندري سبير)…

وهناك التطبيع السياحي الذي يتم بتغطية دينية وبغيرها والذي يشهد كثافة في مناسبات دينية يهودية والتي بمناسبتها نشهد سنويا نشاطا صهيونيا يقام بحارة الغريبة بمدينة جربة حيث تنظم احتفالات يغني خلالها فنانون تونسيون ويشارك فيها يهود يأتون من فلسطين المحتلة ومن أصقاع العالم .

ومن الجدير بالذكر أن يهودا في تونس يقومون بالعديد من الأنشطة ذات الأهداف المخابراتية والتطبيعية ويشكلون جمعيات لتغطية تلك الأنشطة مثل ” جمعية حماية التراث اليهودي بنابل ونيابوليس” التي ترأسها اليهودية (ديزيري) وقد لوحظ كثافة التنقيب عن مواقع يهودية في جهات من القطر حتى كدنا نسمع عن “غريبة” جديدة في بلدنا كل سنة (…) و لئن حفلت أفلام سينمائية ومسرحيات تونسية بـ”اليهودي الطيب” فان الحفل الذي أقامه وفد الفنانين التونسيين بمستعمرة ايلات الصهيونية أشاد فيه محسن الشريف بمجرم الحرب الصهيوني “ناتن ياهو” وان هذا الفعل ليس الأول من نوعه فقد كشفت الأيام الماضية أن مثل هذه الاحتفالات يتم تنظيمها باستمرار في مستعمرات صهيونية ويتم بمناسبتها اختراق الفنانين والموسيقيين التونسيين والاتصال بهم لتوريطهم في مخطط التطبيع الفني والموسيقي ذو الوقع الكبير وقد ذكر بعض الفنانين التونسيين رفضهم عروضا مغرية قدمها لهم نشطاء من اليهود من تونس لإقامة سهرات في فلسطين المحتلة..

وفي محاولة لفرض التطبيع تحت غطاء “حوار الثقافات والتسامح” انعقد في تونس في 2فبراير2009 لقاء “أدبيا وفكريا”، ، تم خلاله عرض شهادات وذكريات حول ما يسمى الهولوكوست، نظمها “المعهد الفرنسي للتعاون”، وأشرفت على عقده السفارة الفرنسية بـ”مكتبة المعلوماتية” بتونس العاصمة وشارك فيه عدد من الوجوه الأوروبية المعروفة بعلاقاتها العضوية بالكيان الصهيوني، في إطار ما يعرف بمشروع “علاء الدين” الذي جاءت في إطاره الندوة تحت إشراف منظمة اليونسكو، بهدف “إقامة جسور بين مختلف الثقافات والحضارات” و”التعريف بتاريخ معاناة اليهود في المحرقة النازية”التي لا مسؤولية للعرب والمسلمين فيها بل هي من صنع الأوروبيين أنفسهم متناسين المعانات الحقيقية التي يعيشها شعب فلسطين والعرب ووطأة المجازر الوحشية التي ارتكبت ومازالت ترتكب ضدهم منذ ما يزيد عن القرن على أيدي اليهود الصهاينة المدعومين من أولائك الأوروبيين أنفسهم،والمعلوم أن مشروع “علاء الدين” هذا انطلق العمل به رسميا يوم 27 مارس 2009 بمقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور الرئيس الفرنسي السابق شيراك والمستشار الألماني السابق شرودر والرئيس السنغالي عبد الله واد، ويضم مجلس رعاية المشروع شخصيات عربية من بينها الأميرة هيا آل خليفة من البحرين، والأمير حسن طلال رئيس منتدى الفكر العربي في الأردن.

أما على الصعيد التجاري فقد نشرت الدائرة العامة للدراسات والتخطيط والتحليل التابعة لوزارة الإقتصاد التابعة للسلطة الفلسطينية معطيات وأرقام حول ما تقول أنه تبادل تجاري عربي الصهيوني وقد ذكرت شبكة فلسطين الآن ان قيمة التبادل التجاري بالنسبة لتونس سنة 2009 تبلغ  1.9 مليون دولار بارتفاع 5.1% عن العام الماضي 2008. وذلك بأساليب متنوعة من مباشر عبر التجار أو عبر الوسائط أو عبر الشركات التي تشتغل هنا وهناك (…)

3-ثوابتنا لا للتطبيع معا للمقاومة:

ان مغربنا العربي كمشرقنا مهدد بالاختراق والتفجير حيث تتحدث بعض التقارير الإعلامية عن احتمال تزايد التوترات في المنطقة خاصة بعد الزيارة الأخيرة ذات الأهداف والأبعاد غير المعروفة لوفد ممن يطلقون على أنفسهم أمازيغ المغرب الأقصى لكيان العدو وفي ظل ارتفاع تحركات الحركة الأمازيغية خاصة في فرنسا وأنشطة الكونغرس الأمازيغي في الولايات المتحدة الأمريكية المدعومة بصراحة من الكونغرس الأمريكي في واشنطن كما حصل مع الانفصاليين السودانيين وغيرهم.

إن تونس الملتزم شعبها ،عقيدة وحضارة وانتماء،بالدفاع عن ثورة فلسطين والشريكة في الدفاع عن الأمن القومي العربي وقد تعرض ترابها الى العدوان العسكري الصهيوني في حمام الشط (01 أكتوبر1985) واخترق الصهاينة أمنها لاغتيال القادة الفلسطينيين واغتالوا العشرات من شبابها في فصائل المقاومة عليها أن لا تنسى أنها كغيرها من الحكومات العربية وبموقف شعبي عربي وبقرار رسمي في حالة حرب مع الكيان الصهيوني منذ 1948.

إن مناهضة الصهيونية ومحاربة التطبيع ووقف كل أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني ونشر ثقافة الصمود ودعم المقاومة خاصة في مناهج التعليم وبرامج الثقافة ووسائط الإعلام والاعتماد على الذات والثقة بالشعب وبجماهير الأمة ومراقبة العملاء والمنظمات المشبوهة واجبات وطنية وقومية وإسلامية على مناضلينا ومؤسساتنا التسلح بها لأن بها سر بقائنا وضمانة ايصال رسالتنا الى الإنسانية وفيها الطريق إلى الخلاص من الكيان ومن اعتداءات الامبريالية ومن عنصرية الصهيونية . للاطلاع على النص الكامل الرجاء زيارة الرابط التالي:   http://www.4shared.com/document/kUPTlue9/ahmed_kahlawi.html (المصدر:صحيفة “الوطن” التونسية العدد 157 الصادر بتاريخ 1 أكتوبر 2010)


كتاب تافه


من النّاس من يتنافسون في الخير فيبدعون ويَسْمُون حتّى يصيروا نجوما تتراءى لناظريها بعيدة سامقة لا تطالها همم الكثير من النّاس… ومن النّاس من يتنافسون في الرّداءة حتّى تفرّ منهم عقولُهم فيصيروا مثل الأنعام تصرّفا وضلالا… وإذا كان من الأنعام ما إذا رُوِّض بحكمة ونجاعة اتّبع، فإنّ ترويض هؤلاء قد عزّ واتّباعهم قد شذّ رغم ما بُذل من حكمة الحكماء… والدّانمارك كغيرها من بلاد الله لا تخلو من هذين الصنفين، وإذ تعوّد النّاس عدم إطالة التوقّف عند صلاح الصالحين لارتباط الصلاح بالفطرة فقد استرعى انتباههم بروز شذوذِ فَهْمٍ لحريّة التعبير أوصل بعض أصحاب الرّؤى القصيرة القاصرة إلى الاعتداء على سيّد ولد آدم محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وسلّم بالتصوير الكاريكاتوري مرّة وبعدم الاعتذار عن ذلك مرّات أُخَر، ما كلّف البلاد الدّانماركية الكثير من الضيق على المستوى الأخلاقي والسياسي والاقتصادي أثّر سلبا على معنى التعارف بين النّاس حتّى رُئي  الدّانمارك لبرهة من البلدان غير المرغوب في الاقتراب من أهلها الذين سمحوا لنفر منهم بعدم احترام الآخر بجرأة لا يقوى عليها إلاّ فاقد ميزة التعايش مع العقلاء….   منذ تلك الحادثة تحرّك المجتمع الدّانماركي وحاول العقلاء فيه السيطرة مجدّدا على الوضع لإعادة تداول الصورة التقليدية المحدّثة بصفاء البيئة الدّانماركية وقدرتها على حماية التعايش بين مختلف المجموعات البشرية، بهدف تنميّة تماسك النّسيج المجتمعي وتقوية التعارف المنمّي للخير والكرم بين الّناس… وبهدف إعادة مركز الدّانمارك الذي كان محترما بين الدول العربيّة والإسلاميّة… وكاد الجميع – رغم ما اعترض المسار من عثرات وتعثّرات – ينجح في تحقيق هذا وذاك… ولكنّ الدّانمارك قد ابتليت أو قد رزئت في قِيمِها بوجود ثلّة تبلّدت أذهانُها حتّى استعصى عليها التمييز بين ما هو خير وما هو شرّ، حتّى برز منهم هذا الذي سمح لنفسه بعد خمس سنوات كاملة، أي بعد أن اندملت الجراح بفضل رصانة المسلمين أو كادت، بإعادة تلك الرّسوم السيّئة مجموعة في كتاب تافه سمّاه “استبداد الصمت”… ليقيئ فيه مرضا أصاب مِن قبله صناديد “قريش” فكانت فيهم “تبّت يدا أبي لهب” وكانت فيهم وعودٌ بنارٍ وقودها النّاس والحجارة… وقد جهل الكاتب ومن يؤازره أنّهم مهما فعلوا لن ينالوا من الحبيب صلّى الله عليه وسلّم، إذ لو كان ذلك ممكنا لنال منه “صناديد قريش” وهم مَنْ هُم مقارنة بهؤلاء النّكرات الذين يتكفّفون حريّة التعبير في الدّانمارك وغضب المسلمين على تصرّفاتها الشاذّة الكارهة للإنسانية للتعريف بهم لدى أمثالهم من المهووسين والتافهين…   والمسلمون إذ يغضبون لتطاول النّكرات الأرجاس على نبيّهم، ويأسفون لعدم تدخّل العقلاء والمسؤولين الحريصين على مصلحة الدّانمارك، لمنع هذا التردّي من الاستشراء في الجسم الدّانماركي، – إذ ما كان يجب أن تغلّ أيدي المسؤولين باستعمالٍ مسيءٍ لحريّة التعبير… وممّا يزيد من الأسف هو عدم عدالة المجتمع أو أعيانِه في تناول متعلّقات حريّة التعبير، فتراهم يطلقونها ههنا ويقيّدونها أو يمنعونها بالكليّة هناك، ولستُ بمنآى من المآخذة إذا حصرت تقييدها أو منعها وسميّت في أيّ ركن وقع ذلك وبإزاء أيّ فئة وقع ذلك ولكنّ أولي الألباب ينتبهون إلى إشارتي ويتبادلون الأحاديث حولها، آسفين لتبعيّة ذليلة ما كان لها أن تكون ولتصلّب مقيت ما كان له أن يكون – فإنّهم (المسلمون) يحزنون لأوضاعهم في بلدانهم الأصليّة وتصرّفات حكّامهم الظلمة المتخلّفين عن ركب الديمقراطيّة الحقّ… فلولاهم ما تجرّأ على المسلمين متجرّئ ناهيك بالتجرّؤ على نبيّهم الأكرم صلّى الله عليه وسلّم… فما غزانا الغزاة ولا احتلّ بلداننا الأصليّة المحتلّون إلاّ بخيانة حكّامنا ووجودهم لُعَبا طيّعة العجن في أيدي هؤلاء. وما سَيّرنا جحافلَ إلى بلاد الغرب ننمّي بتواجدنا رصيد اليمين المتطرّف في الانتخابات وفي صياغة القوانين العنصريّة إلاّ ظلمُ حكّامنا وتواطؤ بعض الساسة الغربيين في إرساء نمط ديمقراطي لا يرقى إلى نمط ديمقراطيّتهم… وما أغرى التافهين بنبيّنا إلاّ سوء اتّباع منّا له صلّى الله عليه وسلّم، فقد قدّم الكثير منّا صورة خاطئة أو هي سيّئة عن الإسلام الخاتم والنّبيّ الخاتم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام…    عزاؤنا أنّ الذين اعتدوا علينا وعلى نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم في الدّانمارك قليلون يُحفَظون ولا يُقاس عليهم ولكنّ أسفنا يظلّ قائما على عدم نجاعة الكثرة في نفي الخبث عن الجسم الدّانماركي، فقد كان يمكنهم ترشيد حرّية التعبير ولو بمنع السفيه من التعبير ولو بعدم نشر تعبيراته في كتاب سوف يشهد لدى الحاضر والقادم من الأجيال على خفّة عقل لدى الدّانماركيين، إذ جرى العرف لدى النّاس على التعميم!… وأحسب أنّ شيئا واحدا يمكننا فعله لتكميم أفواه السفهاء ومنع شهرتهم، وهو عدم الاهتمام بما يكتبون أو يصوّرون… ولا يضيرنا بعض تهافت أصنافهم عليهم، فإنّ الذباب مخلوق من مخلوقات الله تعالى لا يتواجد إلاّ في الأماكن التي تتراكم فيها القاذورات!…     عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك في 01 أكتوبر 2010.


أوروبا والوجه الاخر للتطرف


آسيا العتروس ـ هل يتعين على المهاجرين العرب والافارقة في اوروبا ان يتحملوا ثمن خطط التقشف الحكومية لمواجهة الازمة الاقتصادية وان يكونوا كبش الفداء المطلوب لفرض الاصلاحات التي تجمع النقابات الاوروبية على رفضها واعتبارها سببا في بطء انتعاش الاقتصاد والضرر بالمكاسب التي ناضلوا من اجلها على مدى اجيال؟ الواقع ان اكثرمن سبب من شانه ان يفرض هذا السؤال بكثير من الالحاح امام ملايين المهاجرين الافارقة والعرب والمسلمين في دول الاتحاد الاوروبي ممن كان لهم دور لا مجال لانكاره بفضل جهودهم وافكارهم وسواعدهم في اعادة بناء الاقتصاد الاوروبي الذي دمرته الحرب العالمية الثانية. وقد جاءت نتائج العديد من استطلاعات الراي على مدى الاشهر الماضية لتؤكد ان هؤلاء المهاجرين باتوا يواجهون في عديد الدول الاوروبية الكثير من مظاهرالعداء والكراهية والعنصرية التي وجدت لها في الخطاب السياسي العدائي للاحزاب اليمينية المتطرفة المتصاعدة بدورها في اوروبا ما يغذي صعودها لدى شريحة لا يستهان بها من الراي العام الاوروبي الذي بات يدعو علنا الى طرد تلك الفئة من العمال المهاجرين واعتبارها سبب ما تعانيه المجتمعات الاوروبية من تفاقم للبطالة وتراجع فرص العمل وانكماش اقتصادي ولتساعد بذلك على دفع الحكومات الاوروبية باتجاه المضي قدما نحو سياسة الهروب الى الامام والبحث عن حلول خارجية او شماعة تحمل ازماتها الاقتصادية الداخلية. ولعله من المهم التوقف عند ثلاثة احداث اساسية من المرجح ان يكون لها وقعها وتداعياتها على مستقبل تلك الاجيال من المهاجرين العرب والمسلمين في اوروبا… اذ وبالتزامن مع نزول عشرات الالاف من المتظاهرين الاوروبيين في العاصمة البلجيكية بروكسيل كما في عدد من العواصم الاوروبية من باريس الى مدريد واثينا وغيرها مطالبة الاتحاد الاوروبي بتوفير فرص العمل وتحسين رواتب العمال كانت الساحة الاعلامية والسياسية في الدانمارك تستعد لاصدار كتاب يعيد نشر اثني عشر رسما كاريكاتوريا مسيئا للاسلام وذلك بعد خمس سنوات على نشرها لاول مرة في صحيفة دانماركية وذلك فيما كانت وزيرة خارجية الدانمارك لين اسبرسن تلتقي سفراء سبعة عشر بلدا مسلما للتقليل من وقع الحدث واقناعهم بان الكتاب ياتي في اطار حرية التعبيرليس الا… ومن هولاندا ياتي المشهد الثاني حيث اعلن عن اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي بين الليبيراليين والمسيحيين الديموقراطيين بدعم من حزب “الحرية” بزعامة اليميني المتطرف غيرت فيلز المعروف بعدائه للحرية الدينية وللاسلام وتحريضه ضد الاجانب وخاصة المسلمين. وجاء المشهد الثالث من العاصمة الفرنسية باريس بلد الاعلان عن حقوق الانسان الذي اقر بالامس باغلبية ضئيلة تجريد مواطنين فرنسيين حاصلين على الجنسية منذ اقل من عشر سنوات من جنسيتهم في حال ادانتهم بقتل رجل امن وهو القرار الذي ياتي في اطار مشروع حول الهجرة ليكون بذلك خامس نص يقره البرلمان الفرنسي خلال سبع سنوات يضاف الى نص مشروع سابق على تجريد صاحب الجنسية في حال محاكمته قي قضية ارهابية… ولعل في هذا المرصد وبكل ما يمكن ان يثيره من تساؤلات مشروعة ما يؤكد مدى حاجة الاقليات من اصول عربية واصول مسلمة في اوروبا كما بقية انحاء العالم الى ان تسعى ليكون لها وجودها الفعلي على الساحة السياسية بما يضمن لها حماية مصالحها وحقوقها المشروعة التي اكتسبتها وفق ما تمنحه لها قوانين المواطنة حتى لا تكون مجرد ورقة انتخابية يطلب ودها المتنافسون في المواسم الانتخابية… (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 01 أكتوبر 2010)

 


التدخّل الأمريكي باليمن: بعبع القاعدة أم احتواء الصين؟


نبيل نايلي* “إن الولايات المتحدة الأمريكية تركز بصورة لم يسبق لها مثيل على اليمن” دانيال بنجامين، منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية.   بموجب ما تسمّيه الإدارة الأمريكية برنامج مكافحة “الإرهاب”، Counterterrorism Program، عرضت قيادتها المركزية العسكرية حزمة “مساعدات” جديدة على الحكومة اليمنية، بلغت قيمتها 2.1 مليار دولار على امتداد الخمس سنوات القادمة، كما ورد بمقال: آلاكس سبيليوس، Alex Spillius، الصادر بصحيفة ديلي تلغراف، The daily Telegraph،   بتاريخ: 16/09/2010. وكان أن أثار هذا القرار ولا يزال حفيظة العديد من المسؤولين داخل المؤسسة الرسمية والعسكرية الأمريكية ممّن اعتبروا ذلك “استثمارا” في حكومة متداعية ودولة فاشلة، Failing State، وتدخّلا سافرا قد يؤجّج نار الفتنة الداخلية شمالا وجنوبا وينذر بحرب أهلية غير محمودة العواقب أخذا بعين الإعتبار مصالح الولايات المتحدة الحيوية ووضع المنطقة القابل للانفجار.

الإدارة الأمريكية تضخّ كل هذه الأموال الطائلة مبرّرة ذلك، رسميا، بما تسمّيه “تنامي نفوذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية” وعزمها استئصاله بالمهد، وحق الولايات المتحدة بالتدخّل أينما شاءت صيانة للأمن القومي الأمريكي، وهي تتذرّع بكلّ الحجج والتعلاّت، المختلقة في أغلبها، لتضع لنفسها موطئ قدم باليمن لن يلبث ويتحوّل إلى وجود عسكري يأخذ شكل الإستعمار المقنّع، وليس من باب الجود أو الرأفة بأمن اليمنيين وصونا لوحدتهم، ولا حرصا على أمن المنطقة ، أن المبلغ المخصّص لـ”معونة” اليمن قد قفز بقدرة قادر ممّا يقلّ عن 5 ملايين دولار سنة 2006 إلى 70 سنة 2009، إلى 190 هذه السنة، فمليارين، مستقبلا!  دانيال بنجامين، Daniel Benjamin، منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، يصرّح ودون مواربة: «إن الولايات المتحدة تركز بصورة لم يسبق لها مثيل على اليمن”.

جدير بالإشارة إلى أن خطة المساعدة يقف وراءها كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولين، وقائد القوات الأمريكية الحالي في أفغانستان، الجنرال ديفيد بترايوس، كما تحظى بدعم واهتمام الجنرال جيمس ناتيس. أما محاور البرنامج التدريبي المخصّص للعسكريين اليمنيين والذي كشفه إريك شميت،ERICSCHMITT ، وسكوت شين، SCOTT SHANE ، بتقريرهما الصادر بنيويورك تايمز، بتاريخ 15/09/2010، فيشمل النقاط التالية:

·         معالجة جوانب القصور ونقص الكفاءة الذي يعاني منه الطيران الحربي اليمني، ·         تطوير آليات التنصّت والجوسسة وصقل قدرات وأساليب الاتصال، ·         تحسين قاعدة جمع المعلومات، تحديد الأهداف بشكل أنجع ورصد العناصر ومن ثم ضربها، ·         إعادة بناء وتأهيل أربع أو خمس قواعد عسكرية داخل العمق اليمني لـ”مواجهة خطر تنظيم القاعدة”،  ·         إعداد العسكريين ممّن تناط بعهدتهم ما تسمّى بالعمليات التكتيكية، TacticalOperations، رغم السرّية والتكتّم الشديدين، إلاّ أنّ لوليتا بالدور، Lolita C. Baldor، قد كشفت بالواشنطن تايمز،Washington times The، أن الولايات المتحدة تبعث بالنخبة من المدرّبين العسكريين، وأن عددهم قد تضاعف ليبلغ 50 عنصرا، يركّزون في تدريبهم لليمنيين على التكتيكات الأرضية والعمليات الجوية باستخدام الطائرات من دون طيار والقوات الخاصة التي يناهز عددها 200 أو يزيد، وتمويل متعاقدين للتجسس وتدريب لعملاء محليين لملاحقة “الإرهابيين”.

واهم من يعتقد أن التغلغل الأمريكي باليمن يقتصر على مكافحة ما تسمّيه الإدارة الأمريكية بمكافحة “الإرهاب”، لأن خطة المساعدة تتعدّى المعلن وتخفي بين طياتها حربا شعواء ضد الزحف الصيني الذي اخترق نحو أفريقيا ويحاول أن يلج مياه الخليج الدافئة. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على خنق التنين الصيني وذلك بمنع سيطرة بيكين على ميناء عدن، مرفأ العبور نحو آسيا، ومضيق ملقا، The Strait of Malacca، وهي العليمة بأن طرق الملاحة بالمحيط الهندي تشكل عصب حياة الاقتصاد الصيني، وبوضع اليد على هذه المنافذ، تبعث الولايات المتحدة رسالة واضحة لبيكين مفادها: ألاّ يذهبنّ إلى ظنّ صانع القرار بالصين، أن قوة الولايات المتحدة قد أزفت وحان أوان ميراثها. لذلك تسعى الإدارة الأمريكية وحليفها الستراتيجي الهندي لإحباط المحاولات الصينية الرامية لتقوية العلاقات مع سريلانكا ومينمار وذلك بغية فتح طريق تجاري جديد نحو الشرق الأوسط، والخليج العربي فأفريقيا. وإذا كانت بيكين تحلم بخفض مستوى مدى اعتماد مبادلاتها التجارية مع أوروبا وآسيا الوسطى على مضيق ملقا، فإن الولايات المتحدة عازمة على أن تظلّ الصين محاصرة حتى تختنق بين اندونيسيا وماليزيا. الأمريكيون لم يغفروا سعي الصين المحموم لبلوغ مياه الخليج الدافئة مرورا عبر آسيا الوسطى وباكستان وهذا ما يفسّر أن للولايات نفس برنامج “المساعدات”  الخاص بباكستان والذي تغلّفه نفس شعارات البرنامج اليمني، وإن اختلفت الأساليب والحجم الستراتيجي. لعلّ أبلغ ما قيل تعليقا على هذا التكالب الأمريكي على اليمن ما ورد بتقرير خطّه السفير الهندي،بادراكومار ،Bhadrakumar: “أنت لا تستطيع أن تحارب الصين دون أن تحتلّ اليمن”!

إن المحور الأمريكي-الصهيوني-الهندي هو من يقف وراء كل هذه التحرّكات والبرامج، لتظلّ المنطقة العربية رقعة الشطرنج التي يحرّك عليها صانعوا القرار قطعهم وراء دخان كثيف يخنقنا منذ أن استكانت أمة بأكملها لتقبل أن تؤخذ بجريرة المجموعة التي كانت وراء أحداث 11 سبتمبر، هذا إذا افترضنا أنها فعلا من وقف وراءها، ذلك الدخان المعتّم هو ما  يسمّونه الحرب على “الإرهاب”، الإرهاب الذي فرّخوه وكانوا هم أوّل من وضع لبناته وموّلوه وأشرفوا على قواعد تدريبه، من يشكّك فليعد ليطّلع على نص الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة لونوفال اوبسارفاتوار الفرنسية ، Le Nouvel Observatoire، مع صاحب نظرية أوراسيا الكبرى، Geostrategy ofEurasia، عرّاب بعبع “الإسلام” الراديكالي، مستشار كارتر للأمن القومي وكبير مستشاري أوباما، زبيغنيو بريجنسكي، Zbigniew Brzezinski ، لعلّه يقتنع. تذكرة فحسب، نورد ردّه على سؤال الصحفي الفرنسي، فانسون جوفار،Vincent Jauvert، عن الأصولية الإسلامية وخطر “الإسلاميين” الذين يصفهم بـ:”بعض المتشنّجين” على العالم، يومها أجاب بريجنسكي: “أية حماقة هذه…ليس هناك إسلام عالمي موحّد، …أيهما أهمّ بنظر التاريخ: حركة طالبان أم سقوط الإتحاد السوفييتي؟ حفنة من المتشنّجين “الإسلاميين” (صنيعتنا يقصد) أم  تحرير أوروبا ونهاية الحرب الباردة؟  

اليمن كما السودان والصومال وباقي الأواني المستطرقة، في خطر، والأمريكيون تاريخهم يشهد أنّهم ما مدّوا يوما أياديهم لمساعدة أمة ما إلاّ ودفعت الضريبة باهضة: قواعد عسكرية أو تدخّلا مباشرا. فهل سنظلّ يتامى “سايكس-بيكو” حتى الأزل، بيادق رقعة شطرنج اللعبة الدولية، لا خيار لنا إلاّ مطرقة الاستعمار المقنّع أو سندان التحوّل إلى دول فاشلة؟

………….من يملك ترف اللا مبالاة اليوم، لن يجد لنفسه ملجأ حين تسري النار في الهشيم !           *باحث في الفكر الستراتيجي، جامعة باريس. المراجع: 1- أنظر مقال: آلاكس سبيليوس، Alex Spillius، الصادر بصحيفة ديلي تلغراف، The daily Telegraph،   بتاريخ: 16/09/2010، تحت عنوان: « Pentagon to funnel US arms to Yemen to fightal-Qaeda »، الرابط التالي: http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/yemen/8007239/Pentagon-to-funnel-US-arms-to-Yemen-to-fight-al-Qaeda.html 2- راجع تقرير:  ERIC SCHMITT و  SCOTT SHANE ،: “Aid to Fight Qaeda in Yemen DividesU.S. Officials“، الصادر بنيويورك تايمز،New York Times ، بتاريخ: 16/09/2010، الرابط التالي: http://www.nytimes.com/2010/09/16/world/middleeast/16yemen.html 3- أنظر التقرير: “جدل داخل إدارة أوباما حول حزمة مساعدات عسكرية لليمن تشمل معدات ومروحيات وخبراء وتحسين قواعد عسكرية لمقاومة القاعدة”، الصادر بالقدس العربي، بتاريخ: 2010-09-16 4- عد لتقرير بقلم: Lolita C. Baldor، تحت عنوان : “U.S.terror training in Yemen reflects wider program“، الصادر بالواشنطن تايمز،Washington times The، بتاريخ: التاسع من يناير 2010، الوصلة التالية: http://www.washingtontimes.com/news/2010/sep/8/us-terror-training-yemen-reflects-wider-program/print 5-أنظر مقال: M K Bhadrakumar، تحت عنوان: “Obama’s Yemeni odyssey targets China “، الصادر بأيزيا تايمز أون لاين، Asia Times Online ، بتاريخ: 9 يناير 2010، الرابط التالي: http://atimes.com/atimes/Middle_East/LA09Ak02.html 6-راجع الحوار الذي أجرته صحيفة لوفيغارو مع زبجنيو بريجنسكي، « Oui, la CIA est entrée enAfghanistan avant les Russes… »، على الرابط التالي: http://hebdo.nouvelobs.com/sommaire/documents/008877/oui-la-cia-est-entree-en-afghanistan-avant-les-russes.html


لماذا لم يهب العالم لنجدة باكستان؟


عادل لطيفي الكارثة وانكماش المد الإنساني ظرف غير ملائم، ولكن.. صورة باكستان بالرغم مما قدم لباكستان من مساعدات بعد مرور ما يقارب الشهرين على الطوفان غير المسبوق الذي ضرب البلد وبالرغم من الوعود الكثيرة التي أعطيت، فإن التحرك الدولي لم يرق إلى حجم هذه الكارثة الإنسانية. فما قدم يعد أدنى بكثير مما تحقق على إثر كوارث أخرى كانت خسائرها وضحاياها أقل بكثير مما حل بباكستان. لماذا هذا التردد؟ هل توقف الوازع الإنساني على أبواب باكستان؟ الحقيقة أن هذا البلد لم يكن ضحية الأمطار الطوفانية فحسب بل سقط كذلك ضحية صورته القاتمة في العالم.

الكارثة وانكماش المد الإنساني

كان الأمين العام للأمم المتحدة قد دق ناقوس الخطر عندما ذكر بأن كارثة طوفان باكستان تفوق في حجم خسائرها خسائر زلزال هذا البلد سنة 2004 وخسائر تسونامي وزلزال هايتي مجتمعة. وقد جاء التذكير بمأساوية الوضع على إثر ما رصدته الهيئة الدولية من فتور نسق المساعدات التي قدمت للضحايا الباكستانيين مقارنة مع ما عوّد عليه المجتمع الدولي من تجنيد لكل الطاقات المالية والبشرية واللوجستية زمن الكوارث المماثلة. عشرون مليون ضحية وخسائر قدرت بثلاثة وأربعين مليار دولار ستضاف إلى الديون التي وصلت أكثر من خمسين مليار دولار في ظل اقتصاد يخصص سنويا ثلاثة مليارات دولار لخدمة الديون. أضف إلى ذلك أن هذه الكارثة قد حلت بمجتمع يعاني من الفقر الشديد وكذلك من ويلات الحرب. فالعديد من المناطق التي غمرتها المياه خصصت مؤخرا للسكان الفارين من الحرب، أي أن المساكن فيها هي مجرد خيام أو بيوت قصديرية بنيت على عجل في مناطق فيضانية حول المدن. أول من تفاجأ بفتور وحتى بعدم اكتراث المتبرعين في البلدان الشمالية كانت هيئات الإغاثة الدولية وجمعيات العمل الإنساني التي أصبح البعض منها يخجل من ذكر ما توصل لجمعه لفائدة الضحايا الباكستانيين. ففي فرنسا على سبيل الذكر لم تتمكن منظمة “عمل ضد الجوع” (action contre la fin) خلال أسبوعين من تجميع سوى ستة وعشرين ألف يورو لفائدة ضحايا باكستان. هذا المبلغ تمكنت المنظمة من جمعه في ظرف ساعتين على إثر زلزال هايتي. نفس المصاعب واجهها الصليب الأحمر الفرنسي وهو أعتى منظمات التضامن في هذا البلد. حيث لم تتجاوز قيمة ما جمعه خلال أسبوعين ثلاثة وعشرين ألف يورو لفائدة باكستان في حين تمكن خلال نفس الفترة من جمع مليوني يورو لفائدة هايتي. ربما نفهم هذا الفشل الفرنسي ضمن غياب روابط تاريخية ولغوية بين فرنسا وباكستان. لكن وضع التبرعات خلال الأسبوعين الأولين في الولايات المتحدة وكذلك في بريطانيا لم يكن أقل قتامة. ففي حين تمكن الصليب الأحمر الأميركي خلال حملة تبرع عن طريق الرسائل القصيرة (SMS) من جمع 3.1 ملايين دولار لفائدة ضحايا زلزال هايتي لم تتمكن هذه المنظمة خلال حملة مماثلة لفائدة باكستان من جمع سوى عشرة آلاف دولار. ولم يقتصر عدم المبالاة هذه على تبرعات الجمهور والخواص بل شمل كذلك الجهات الرسمية. فما قدمه الحليفان الرئيسيان لباكستان، الولايات المتحدة بخمسة وسبعين مليون دولار وبريطانيا بأربعين مليون دولار، يبقى دون ما كان قد قدم لضحايا تسونامي آسيا وزلزال هايتي. أضف إلى ذلك أن نسبة ضئيلة فقط وصلت إلى ميدان المأساة خلال العشرين يوما الأولى.

ظرف غير ملائم، ولكن..

يرى البعض أن فتور الحس الإنساني لدى جمهور المتبرعين في البلدان الكبرى (لأن مستوى المعيشة وأهمية الدخل تسمح بالتبرع) يعود بدرجة أولى إلى أسباب طبيعية ونفسية. فالفيضانات كارثة فعلية لكنها تمتد لعدة أيام أو حتى لعدة أسابيع. هذا على عكس الزلازل والأعاصير والتسونامي وهي كوارث فجائية تحفز الإعلام على الاهتمام بها وتحرك نحوها المشاعر تحت تأثير الصدمة. في حالة باكستان لم تأخذ الفيضانات صورتها الكارثية إلا بعد الأسبوع الأول، لكن سبقت ذلك بعض الإشارات الإعلامية التي أفقدت الحدث صبغته الفجائية وقللت من عامل الصدمة لدى المشاهدين. هناك عامل ظرفي آخر ربما لم يساهم إيجابيا في تحفيز المتبرعين. فالكارثة حصلت في فصل الصيف وهي فترة يقل فيها عادة اهتمام الناس بوسائل الإعلام وبالأخبار وبدرجة خاصة في البلدان الكبرى. وهي كذلك فترة الإجازات والعطل والسفر وما يصاحب ذلك من ارتفاع مصاريف العائلات. يذهب البعض أبعد من ذلك إلى الحديث عن ظرف الأزمة الاقتصادية العالمية الذي لم يكن مساعدا على تقديم يد العون لباكستان. ويتعلق الأمر هنا بالجهات الرسمية بدرجة أولى ذلك أن أغلب دول العالم اختارت سياسة تقشف صارمة دفعت فيها قطاعات الصحة والتعليم الفاتورة الكبرى. ضمن هذا الخيار الاقتصادي الصارم، لم يكن بإمكان الحكومات تبرير أية مساعدة لدولة أخرى. ربما من المهم في هذا السياق التذكير بالتردد الألماني لتقديم يد العون الأوروبية لليونان الغارقة في الديون وهو موقف له سند شعبي قوي. إذا كان هذا حال التضامن داخل البيت الأوروبي، فكيف نستغرب اللامبالاة تجاه باكستان. توجد بعض المعطيات الأخرى التي أوردتها الصحافة في الغرب، قد تكون ساهمت ولو بشكل ثانوي في الحد من التفاعل الإيجابي مع حملات التبرعات. ومن بينها تعدد الكوارث في السنوات الأخيرة والتي استحوذت على حيز كبير من تعاطف السكان في الدول الكبرى. فكأن باكستان دفعت لوحدها فاتورة تواتر الكوارث الطبيعة مع بداية هذه الألفية. كل ما ذكر له جانب كبير من الصحة، لكنه يفقد كل مصداقية وتماسك إذا نظرنا إلى حجم الكارثة وإلى حيوية التحرك الأممي والأهلي. فعشرون مليون ضحية في بلاد غرق جزء كبير منها تحت المياه وانهار كل اقتصادها هو وضع غير مسبوق. كما أن الأمم المتحدة وكذلك منظمات العمل الإنساني ضاعفت من حملاتها بشكل فاق ما قامت به في كوارث أخرى، لكن استجابة الجمهور والخواص لم تكن في مستوى جهدها ومطامحها. انكماش المد الإنساني في حالة فيضانات باكستان يفسر نسبيا بالعوامل التي ذكرت، لكنه مرتبط بشكل رئيس بعامل هيكلي. إنه صورة باكستان في العالم وخاصة لدى المواطنين في الغرب.

صورة باكستان

لم تسقط باكستان ضحية الفيضانات فقط بل سقطت كذلك ضحية الصورة التي أعطتها لنفسها في العالم. فاسم باكستان يحيل أولا وقبل كل شيء إلى التطرف الإسلامي الممثل في طالبان، كما يحيل إلى الفساد والانقلابات العسكرية والاغتيالات. هذه الصورة صنعها الإعلام وهذا صحيح إلى حد ما. فماذا يعرف العالم عن المناظر الطبيعية الخلابة في هذا البلد؟ ومن يعرف غزارة تقاليده الموسيقية التي أنجبت نصرة فتح علي خان؟ صورة قاتمة هي تلك التي يحملها المواطنون العاديون عن هذا البلد، لأن الإعلام أبى إلا أن يلخصه في مجموع تطرفه السياسي وترسخ تقاليده الاجتماعية البالية. صورة لا تنافس بأي حال بقية دول الشرق الآسيوي التي عملت على إنتاج صورة سياحية عنها مثل الهند وتايلند والصين وسنغافورة وحتى فيتنام. في مجمل هذا المشهد الآسيوي تبدو باكستان، وكذلك أفغانستان، حالات شاذة. هناك تقابل واضح بين صورة يطغى عليها الموت والحياة البائسة مع صورة الانفتاح والنمو الاقتصادي. لكن علينا أن لا نحمل الإعلام عموما، وخاصة الغربي منه، مسؤولية هذه الصورة السلبية. إذ وجب الإقرار بأن مشاهد الموت غير المبرر وحتى الوحشي منه هو جزء من الواقع الباكستاني لم تسلم منه حتى المدارس ودور العبادة بأنواعها. وقد أوردت وسائل الإعلام العالمية مشهدا يلخص هذا التناقض بين واقع ضحايا الفيضانات المأساوي وما يتطلبه من تحريك لمشاعر التضامن الوطني وبين انتشار ممارسة العنف داخل المجتمع دون رقابة رسمية. فقد شاهد العالم عبر الإنترنت مشاهد الأخوين مجيز بوت (19 سنة) ومنيب بوت (15 سنة) في مدينة سيالكوت وجماهير غفيرة تنهال عليهما بالضرب المبرح. توفي الشقيق الأصغر على الفور، ودامت معاناة شقيقه لأكثر من ساعة. تم بعد ذلك سحل الجثتين عن طريق عربة قبل أن يتم شنقهما فوق عمود كهربائي. كل هذا المصير الدرامي يقف وراءه مجرد اتهام الأخوين بالسرقة. حصل ذلك يوم 15 أغسطس/آب، أي عندما كانت المنظمات الأهلية والأمم المتحدة تجند كل قواها لدعم ضحايا الفيضانات. التفجير الانتحاري في كويتا الذي تبنته طالبان باكستان يجسد بدوره تناقضات المجتمع الباكستاني ومدى انتشار العنف السياسي والاجتماعي. فما معنى أن يخطط مسلمون لقتل مسلمين آخرين يحتفلون بيوم القدس وللتنديد بالصهيونية؟ ما معنى أن تواصل طالبان باكستان عملياتها العسكرية وملايين الباكستانيين البؤساء يصارعون الموت؟ كيف سيفكر العالم في هذا البؤس الباكستاني إذا كان الفاعلون السياسيون على هذه الدرجة من الوحشية؟ ففي كل مناطق العالم التي شهدت حروبا أهلية عادة ما تبادر حركات التمرد بإعلان هدنة “إنسانية” في حال حدوث كوارث طبيعية. شعار واحد ووسيلة واحدة وهدف واحد يحكم حركة طالبان، الموت أولا وأخيرا. لا ننس أن نذكر في هذا السياق بحادث كثير الرمزية. فقد تم استهداف أحد مكاتب الإغاثة الأممية قبيل استفحال كارثة الفيضانات مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا. كيف يمكن لمثل هذا العمل أن يحفز المانحين والأمم المتحدة لمد يد العون؟ لا تتحمل الحركات السلفية لوحدها مسؤولية الصورة السلبية لباكستان. فالنخبة السياسية العسكرية الحاكمة ساهمت بدورها أيما مساهمة في تلويث سمعة البلد وسكانه. فالمحسوبية والفساد والاغتيال السياسي ممارسات مألوفة في الحياة السياسية الباكستانية. وهذا ما حدا بوزير الخارجية الباكستاني إلى تقديم ضمانات للمانحين حول التصرف في أموال التبرعات من طرف أجهزة محايدة. لقد كان الشك في مصداقية الحكومة الباكستانية عاملا حاسما في تردد الكثير من المواطنين في الغرب في تقديم يد العون حسب ما أبرزته ردود القراء في بعض الصحف في ألمانيا وفي بريطانيا. تناقض آخر راح ضحيته المواطن الباكستاني المنكوب، تناقض بين امتلاك القنبلة النووية والانخراط في نادي القوى العسكرية العظمى من ناحية وبين صورة مجتمع بدائي لا حول له ولا قوة أمام الأمطار من ناحية ثانية. فمن المستفيد إذن من إهدار طاقات البلد في ما سمي جهلا بالقنبلة النووية الإسلامية. القنبلة الحقيقية في باكستان هي الفقر، هي التطرف وهي الفساد السياسي، هذا هو الدرس الأول. الدرس الثاني أنه ليس بإمكان أي بلد اليوم أن يعيش معزولا معولا فقط على موارده وعلى قناعاته. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 01 أكتوبر 2010)


عمان نفت و’الجزيرة’ تؤكد وجود ادلة لانطلاق عملية التخريب من مدينة السلط اتهام الاردن بالتشويش على مباريات كأس العالم يثير مخاوف من ازمة جديدة بين الدوحة وعمان


2010-09-30 لندن ـ ‘القدس العربي’: عمان ـ من بسام البدارين: اكدت شبكة الجزيرة امس الخميس ان مصدر التشويش على تغطيتها لمباريات كأس العالم لكرة القدم في حزيران (يونيو) الماضي جاء من الأردن. وواجهت الجزيرة الحاصلة على الحقوق الحصرية من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لبث مباريات كأس العالم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تشويشا على بعض المباريات التي بثتها عبر قنواتها الرياضية ومن بينها اللقاء الافتتاحي بين جنوب افريقيا والمكسيك. وقالت الشبكة القطرية ‘الجزيرة تؤكد ان مصدر التشويش على بث (كأس العالم) 2010 جاء من الأردن’. واضافت الجزيرة ‘سنطالب الحكومة الأردنية بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة’. وترى مصادر دبلوماسية عربية ان الكشف عن مصدر التشويش سيؤدي لتصعيد التوتر بين الاردن وقطر. ويأتي تأكيد ‘الجزيرة’ ـ التي لم تعط المزيد من التفاصيل حول المسألة ـ بعدما أفادت صحيفة الغارديان البريطانية الاربعاء بان التشويش على القناة القطرية تم تعقبه واكتشف ان مصدره في الأردن. ووفقا للصحيفة البريطانية التي قالت إنها حصلت على هذه المعلومات من مصادر سرية فانها اطلعت على وثائق تدل على ان مصدر التشويش كان من منطقة السلط القريبة من العاصمة عمان. ورفض الاردن امس الاتهامات، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مصدر حكومي قوله ‘هذه الادعاءات باطلة وغير مقبولة… والحكومة مستعدة للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق وواثقة بأن مثل هذا الفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءات’. وبدأت السلطات الأردنية عمليا الاستعداد لمعركة جديدة مع محطة الجزيرة. وأبلغت مصادر في ‘الجزيرة’ مراسل ‘القدس العربي’ في عمان أن إدارة المحطة تعتقد بان عمان شوشت على مباريات كأس العالم نكاية بالمحطة بسبب الحلقات التي بثتها للكاتب الصحافي الشهير محمد حسنين هيكل. وبدأ مسؤولون أردنيون حلقات اتصال مع مدير مكتب الجزيرة في عمان ياسر أبو هلالة الذي وضع بصورة زيارة فنية تفتيشية يفترض ان خبراء رسميين قاموا بها ظهر أمس الخميس لمنطقة جلعاد بالقرب من مدينة السلط الأردنية غربي العاصمة عمان وهي المنطقة التي تقول الغارديان أن عملية التشويش حصلت فيها وانطلقت منها. ومنطقة جلعاد هي منطقة غابات غير مأهولة بالسكان وتعتبر من المناطق المرتفعة والجبلية في الأردن. وتحدى مصدر أردني رسمي الجزيرة والغارديان إثبات هذه الاتهامات فيما وجدت السلطات الأردنية ان مسألة الاستعداد لأي فحص فني وتقني محايد الوسيلة الأنجع في التصدي لهذه الاتهامات حيث قال المصدر الأردني ان الحكومة الأردنية مستعدة لأي فحص وتقني من قبل خبراء وجهات محايدة للرد على مزاعم الغارديان التي اثارت عاصفة جدل في الأردن. في الأثناء حفلت المواقع الإلكترونية بعدد كبير من التعليقات التي تشكك بـ’الجزيرة’ ودوافعها السياسية تجاه الأردن كما قال الكاتب الصحافي سلطان الحطاب فيما عبرت عشرات التعليقات عن شكوكها بوجود خبرات أردنية يمكنها تعطيل بث الجزيرة خلال المونديال. وكانت تغطية ‘الجزيرة’ ونقلها المباشر لمباريات كرة القدم تعرض لسبعة حوادث تشويش اثناء المباريات الكبرى للمونديال. ورفض الصحافي ايان بلاك، معد تقرير الصحيفة التصريح عن مصدر معلوماته. ولكنه اكد ان عملية التشويش بدأت في الاردن، فيما يعتقد انه رد اردني على فشل المفاوضات بين القناة والحكومة الاردنية لتوفير البث لجماهير كرة القدم الاردنية، خاصة ان الاردن احتج على مضمون الرزمة وعدم قدرة المواطن الاردني على دفع اجرها. وكانت ‘الجزيرة’ دخلت في خلاف مع مصر بسبب التشويش على قنواتها اثناء كأس العالم بعدما اعتقدت الشبكة القطرية ان ارسالها على القمر الصناعي المصري نايل سات تم تخريبه عن عمد. ونفت مصر ضلوعها في التشويش على ‘الجزيرة’ ودعت الى اجراء تحقيق عن طريق جهة محايدة. والجديد في الوثائق ان خبراء التشويش يرون ان العملية كانت متقدمة ولم تكن لتتم بدون معرفة رسمية حسب ‘الغارديان’. وتضيف الصحيفة ان عملية التشويش تحتاج الى ترددات تلفازية او اذاعية تقوم بالتشويش على التردد الاصلي مما يمنع استقبالها على الارض. وتقول ان العملية هذه تعتبر غير قانونية حسب المواثيق الدولية. واهمية معرفة مصدر التشويش للقناة نابع من ان القناة الرياضية حصلت على حقوق بث حصرية للمباريات في جنوب افريقيا لكل العالم وشمال افريقيا وايران وبموجبه يمكن لاي شخص الاشتراك في رزمة عرض لمدة شهر، وربما تتعرض القناة لرفع دعاوى قضائية من قبل المتضررين من عملية التشويش. وفي احدى المرات ثار المشاهدون في احدى دور السينما بدبي عندما ادى التشويش الى افساد متابعة احدى المباريات. وتم تحديد مكان التشويش باستخدام تقنية جغرافية المكان حيث يقوم قمر اخر بتتبع التشويش الى مكانه الاصلي. ولا يعرف حتى الان ما اذا كانت عملية التشويش قد صدرت من مكان محدد ام عربة متنقلة. ويربط التحليل بين الحادثة ومواقف وطرق تغطية الجزيرة للاحداث، حيث تقول ان القناة لها مواقف من المؤسسة العربية في الاردن وغيره وتعطي مساحة للاسلاميين، مضيفة ان كل بلد عربي له مشاكله معها. وكان الاردن قد بدأ التفاوض مع القناة على بث 22 مباراة بقيمة 7 ملايين جنيه استرليني، لكن الطرف الاردني تراجع في اللحظة الاخيرة لان الرزمة لم تشمل مباراة الجزائر الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المونديال. وتقول مصادر في القناة ان العقد يظل عقدا تجاريا ولم يكمله الاردن. ومع ذلك حاول الاردن التعامل مع الامر بطريقة اخرى، حيث ارسل الملك عبدالله الثاني المعروف بحبه لكرة القدم، مستشاره لشؤون الاعلام، ايمن الصفدي من اجل التفاوض حول حقوق بث المباريات مع مسؤولي القناة، ولم ينجح باقناعهم. وظهر نقد لمواقف القناة الرياضية من التعامل مع الاردن في موضوع البث في صحيفة ‘جوردان تايمز’ واتهمت الصحيفة القناة بانها تعمل بناء على اجندة سياسية لا علاقة لها بالامور التجارية. واضاف التعليق ان ‘الجزيرة’ تقوم بمعاقبة كل الشعب الاردني المعروف بحبه لكرة القدم ‘والذي يسري حب كرة القدم في دمه’. وقالت مصادر في ‘الجزيرة’ ان الملك عبد الله طلب من القناة وضع شاشات عملاقة في الميادين العامة في الاردن كي يتمكن الناس، الذين لا يستطيعون دفع المبلغ للاشتراك من مشاهدة المباريات، لكن طلبه رفض على اساس ان بقية البلاد العربية ستتوقع معاملة مماثلة في تلك الحالة. ويقول محللون في عالم الرياضة ان القصة قد تؤثر على محاولات قطر استضافة مباريات كأس العالم عام 2022. خاصة ان بلاك في تقريره المطول اشار الى مشاعر الغضب التي انتابت الملايين حيث قالوا ان مسؤولي القناة الرياضية لم يجدوا الوقت للاعتذار للمشاهدين او حتى اصدار بيان. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 01 أكتوبر 2010)


الإيجارات تضغط على بنوك الإمارات


جهاد الكردي-دبي أكد خبراء ومحللون ماليون أن تراجع إيجارات المساكن في الإمارات يزيد الضغوط على بنوكها المثقلة بقروض متعثرة من أفراد وشركات، مما يدفعها إلى تجنيب مزيد من أرباحها الصافية كمخصصات لهذه القروض. وتسببت الأزمة المالية العالمية في عجز شركات كبرى مثل مجموعتي دبي العالمية الإماراتية وسعد والقصيبي السعودية وبعض المستثمرين الكبار عن سداد قروضها للبنوك الإماراتية، مما دفعها إلى تجنيب مخصصات للقروض, ومخصصات عامة إضافية تحسبا لمخاطر غير متوقعة. وارتفعت مخصصات البنوك من ملياري درهم (544 مليون دولار) مطلع 2008 إلى 51.2 مليار درهم (13.9 مليار دولار) بنهاية أغسطس/آب الماضي، وفق أحدث إحصائيات مصرف الإمارات المركزي. كما استنزفت نحو 78% من الأرباح الصافية للبنوك المحلية المدرجة في أسواق المال خلال النصف الأول من العام الجاري, والتي بلغت 9.3 مليارات درهم (2.5 مليار دولار). وساد الأوساط المالية الإماراتية تفاؤل بأن تقلص البنوك مخصصاتها عقب تسوية مشكلة ديون مجموعة دبي العالمية، ولم يصدر مصرف الإمارات المركزي تعليمات جديدة للبنوك بشأن ديون الشركة، مما دفع بعضها إلى عدم تجنيب مخصصات. ضغوط على البنوك ولفت المستشار المالي لبنك أبو ظبي الوطني زياد الدباس إلى أن الضغوط الكبيرة التي سبّبها تعثر شركات ومجموعات دبي العالمية وسعد والقصيبي على البنوك الإماراتية بدأت تتراجع, إلا أن انخفاض الإيجارات السكنية -خاصة في أبو ظبي ودبي- سيشكل ضغطا أكبر عليها. فالبنوك ستضطر إلى زيادة مخصصات تمويلات عقارية منحتها لشركات أو أفراد يسددون أقساطهم من عائدات تأجير عقاراتهم المرهونة للبنوك أصلا، وبالتالي فإن انخفاض الإيجارات فاقم تعثر هؤلاء المقترضين في السداد، خاصة أن سوق البيع كخيار بديل ليس أفضل حالا أمام التراجع المستمر في الأسعار. وقال الدباس للجزيرة نت إن ظهور حالات تعثر جديدة, واستفحال حالات قديمة في القروض العقارية, سيحمل البنوك على تجنيب مخصصات إضافية وفقا لتعليمات مصرف الإمارات المركزي ومؤتمر “بازل3” الذي عقد مؤخرا بسويسر وأقر قواعد جديدة للمصارف. وأوضح أن هذا التعثر سيكون في تمويلات الشركات وليس الأفراد الذين اقترض أغلبهم بغرض السكن وليس الاستثمار. وتابع أن لدى البنوك الإماراتية استثمارات ضخمة في القطاع العقاري حيث دفعتها الطفرة العقارية على مدار السنوات الخمس الماضية إلى ضخ مليارات الدراهم مع تزايد العائد الاستثماري في هذا القطاع الذي زاد متوسطه عن 46% خلال تلك المدة، ويتراجع حاليا إلى درجة متدنية جدا. لا أزمة بعد غير أن المحللة المالية في شركة الفجر للأوراق المالية بأبو ظبي مها كنز أكدت أن القطاع العقاري في أبو ظبي ودبي لم يدخل بعد مرحلة الأزمة. وقالت للجزيرة نت إنه ليس هناك انهيار أو كساد كامل، بل تصحيح وتراجع مقبول، ورجحت أن يتعافى القطاع العقاري بتعافي القطاعات الاقتصادية الأخرى التي تشهد تحسنا ملحوظا. ويتوقع أن تصل مخصصات البنوك للربع الأخير من العام الجاري إلى نحو 7.3 مليارات درهم (1.9 مليار دولار) منها 4.7 مليارات درهم (1.2 مليار دولار) لديون دبي العالمية، وستكون مخصصات البنوك على مدار هذا العام أقل من العام الماضي. ويتوقع أيضا أن تقلص البنوك مخصصاتها للعام المقبل مع زيادة مؤشرات تعافي اقتصاد الإمارات عبّد تسوية مشاكل الشركات الكبرى. يشار إلى أن انكشاف البنوك الإماراتية على ديون شركة دبي العالمية يبلغ 37 مليار درهم (10 مليارات دولار)، وسيتم سداد هذه الديون وفقا للتسوية بين خمس وثماني سنوات. ووفقا لخبراء, ستتراوح التكلفة المتوقع أن تتحملها البنوك الإماراتية بين 10 و20%، أي بين 3.6 مليارات درهم (980 مليون دولار) و3.7 مليارات درهم (مليار دولار). ويجمع الخبراء على أن البنوك ستجنب نحو 7.2 مليارات درهم (1.9 مليار دولار) من مخصصاتها هذا العام لديون دبي العالمية، ويتبقى 4.7 مليارات درهم (1.2 مليار دولار) سيتم تجنيبها حتى نهاية العام، مما سيرفع رصيد المخصصات التي جنبتها البنوك إلى 58.5 مليار درهم (15.9 مليار دولار) بنهاية العام. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 01 أكتوبر 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

8 juillet 2011

  Home – Accueil فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité

En savoir plus +

24 août 2011

TUNISNEWS 11 ème année, N°4073 du 24.08.2011 archives : www.tunisnews.net Liberation: L’UE débloque 110 millions d’euros pour relancer

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.