الخميس، 12 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2061 du 12.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


أخبار تونس: جـرح خمسة من الحجيج التونسيين في حادث التدافع على جسر الجمرات في منى بمكة المكرمة الجزيرة.نت: السعودية تعلن مقتل 345 في كارثة جسر الجمرات هيئة 18 أكتوبر بألمانيا: السلطات التونسية تعتقل عضو الاتحاد التونسي للطلبة السابق السيد ادريس بن محمود النويوي قائمة مراسلات 18 أكتوبر: بيان ونداء بعد وضع بعض قيادات حركة الجوع ولا الخضوع تحت المراقبة اللصيقة والمستمرة حسين المحمدي: رسالة مفتوحة إلى المحترم جورج ولكر بوش :ماذا فعل بنعلي؟ميدانيا؟ ابو آية: البرهان على كذب برهان الصريح : سنة النجاح … والانتصار… وصفعة مهينة للعملاء  الصباح:  كيف يبدو المشهد السياسي الجديد في تونس؟ الصباح: «35% من المستجوبين يرون أن الاستثمـــار في تونس لا يتطور بما فيه الكفاية» القدس العربي: تونس تعترف بضعف استقطابها للاستثمارات العربية البينية الحياة: 94 في المئة من الاستثمارات أجنبية في منطقة بنزرت الحرة … التونسية إيلاف: معوقات السياحة التونسية الصباح: شريـط «خشخـاش» لسلمى بكّـار: فيلم تونسي آخر بإمضاء امرأة القدس العربي: الجزائريون لا يعرفون من يحكمهم وقلق بتونس والمغرب من مصيره  عبداللطيف الفراتي: الدبلوماسية المغاربية خميس الخياطي: جولة عيدية حول الفضائيات العربية… د. محمد عجلاني: هل رفعت امريكا الفيتو عن الحركات الإسلامية في الدول العربية؟ ابراهيم غرايبة: الحركة الإسلامية: هل تكون الشريك الرئيس في التحولات الجارية؟    رضوان السيد: كتاب جديد: صعود السياسات الاسلامية الجديدة: التعددية والتحديات والديموقراطية د. بشير موسي نافع: حماس تقترب من منطقة الخطر السياسي خالد الحروب: إيران، وحماس، والأخوان المسلمون… وإنكار «المحرقة» ميشيل كيلو: سورية: نخبة حاكمة تنهار ونخبة ثقافية تصعد!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 

 جـرح خمسة من الحجيج التونسيين في حادث التدافع على جسر الجمرات في منى بمكة المكرمة

الرئيس بن علي يأمر بإحاطة المصابين بكامل العناية والرعاية

 

أصدرت وزارة الشؤون الدينية بلاغا جاء فيه أنه جد ظهر اليوم حادث تدافع على جسر الجمرات في منى شرق مكة المكرمة أدى إلى وفاة وجرح عديد الحجاج من جنسيات مختلفة وأفاد أعضاء البعثة الرسمية للحجيج التونسيين أن خمسة من الحجيج التونسيين أصيبوا بجروح جراء ذلكم التدافع وهم :

 

– فاطمة سنينة

 

– نور الدين بن سعيد

 

– فاطمة الميساوى

 

– سالم الشريف

 

– عبد العزيز الميموني

 

وقد أسدى الرئيس زين العابدين بن علي حال علمه بالحادث تعليماته لأعضاء البعثة الصحية التونسية وللوفد الرسمي للحجيج بمتابعة الحالات المذكورة وإحاطة المصابين بكامل العناية والرعاية.

 

(المصدر: موقع أخبار تونس “الرسمي” بتاريخ 12 جانفي 2006)


السعودية تعلن مقتل 345 في كارثة جسر الجمرات

 

 

أعلن وزير الداخلية السعودي حمد بن عبد الله المانع أن عدد ضحايا التدافع خلال رمي الجمرات في منى ارتفع الى 345 قتيلا إضافة إلى 289 جريحا. وأكد الوزير في تصريحات للصحفيين بمستشفى منى العام أن معظم الجرحى كانت إصاباتهم بسيطة وقد خرج عدد كبير منهم بعد تقديم الإسعافات الأولية لهم.

 

وجدد المانع تبريرات الداخلية السعودية للحادث بسقوط أمتعة وحقائب الحجيج إضافة لعدم التزام بعض الحجاج بالنظام خلال رمي الجمرات.

 

وفي مشهد مأساوي انتشرت جثث القتلى والجرحى في مكان الحادث عند المدخل الشرقي لجسر الجمرات. ودهس العشرات تحت الأقدام في هذا التدافع الذي أدى لحالة فوضى جعلت الحجيج يتحركون في جميع الاتجاهات للهروب من الكارثة.

 

قوات الأمن السعودية أغلقت المنطقة بالكامل وقامت عشرات سيارات الإسعاف بنقل الجرحى للمستشفيات والمراكز الطبية بينما وضعت جثث القتلى في ثلاجات بشاحنات كبيرة. وأقامت القوات السعودية سياجا بشريا مكنها من السيطرة على الموقف وفتح طريق لسيارات الإسعاف.

 

وتشير آخر الأنباء إلى عودة الوضع لطبيعته تدريجيا واستئناف رمي الجمرات قبل غروب الشمس وخروج آخر الحجيج المتعجلين من منى. كما اتفقت الروايات الرسمية وشهود العيان على أن معظم الضحايا من دول جنوب وجنوب شرق آسيا.

 

أسباب الكارثة

 

وقد تضاربت روايات شهود العيان للجزيرة بشأن أسباب الكارثة ومدى مسؤولية قوات الأمن السعودية.

 

فقد ذكر البعض أن تزاحم مئات الآلاف ممن لم يأخذوا بفتاوى التيسير بشأن إمكانية الرمي قبل زوال الشمس كان سببا رئيسيا في الحادث. وأكد هؤلاء أن اصطحاب الآلاف لأمتعتهم ساهم في حالة الفوضى التي سادت.

 

لكن حاجا آخر قلل من أهمية دور الرمي بعد الزوال في الكارثة وقال في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن التزاحم الشديد بدأ منذ الصباح. وأضاف أن معظم الضحايا ممن كانوا أسفل جسر الجمرات موضحا أن من الأسباب الرئيسية عدم تنظيم بعض وفود الحجيج خاصة الذين يسيرون في مجموعات متشابكة.

 

شاهد عيان آخر تحدث عن وجود أحد كبار المسؤولين حاولت قوات الأمن إفساح الطريق له لرمي الجمرات ما أدى للتدافع. كما تحدث آخرون عن سوء حالة وسائل المواصلات وسوء التنظيم الذي اقتصر فقط على الدور البشري لقوات الأمن إضافة لتراكم كميات كبيرة من النفايات.

 

حاجان مصريان حملا في اتصالهما مع الجزيرة قوات الأمن السعودية مسؤولية الكارثة. وقال أحدهما ويدعى شريف أبو المجد إنه فوجئ بالجنود السعوديين يفرضون طوقا منع الحجاج من المرور وأجبرهم على الخروج من منطقة الجسر.

 

وأوضح أن هذا أدى لحالة من الفوضى زادها ترك بعض الباعة الجائلين يفترشون المنطقة المجاورة للجسر. وأكد الحاجان أنهما كانا يدوسان على جثث الضحايا من جميع الجنسيات والأعمار خلال محاولتهم النجاة بأنفسهم من الكارثة. بينما تحدث شاهد عيان آخر عما اعتبره تقصيرا من الأمن السعودي في إخلاء المنطقة من العشرات الذين افترشوا الأرض وأدت أمتعتهم لزيادة عمليات تعثر الضحايا.

 

واتهم حاج بحريني قوات الأمن السعودية بأنها غير مؤهلة للتعامل مع هذه الظروف وبأنها تتعامل أحيانا بصلافة مع الحجاج. وأكد حاج ليبي أن قوات الأمن تأخرت في التدخل بصورة فعالة لوقف التدافع ولم تتحرك لفرض طوقها الأمني إلا بعد وقوع الطامة.

 

في المقابل أشاد آخرون بسرعة تعامل القوات السعودية مع الحادث وسرعة تكوين سياج بشري سمح لعشرات من سيارات الإسعاف بالوصول للضحايا.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 12 جانفي 2006 نقلا عن وكالات)

 


 

السلطات التونسية تعتقل عضو الاتحاد التونسي للطلبة السابق السيد ادريس بن محمود النويوي

 

ألمانيا في: 2006.01.12

 

بلغنا للتو أنّ السجين السياسي السابق و أحد قيادات الاتحاد العام التونسي للطلبة السيّد

ادريس بن محمود النويوي مواليد 19 .12. 1965 ، أصيل منطقة حمام بورقيبة و صاحب بطاقة تعريف قوميّّة رقم 2531755

تمّ اليوم اعتقاله من طرف الحرس الوطني بجهة حمّام بورقيبة بتهمة عدم انضباطه لاجراءات المراقبة الإدارية و سيمثل غدا أمام  نيابة ولاية جندوبة .

ونشير هنا إلى أن السجناء السياسيين السابقين يتعرضون إلى أشكال مختلفة من المراقبة والمضايقة و إلى متابعة لصيقة ومنع من ارتياد عديد الفضاءات. كما  يفرض عليهم

الحضور في مواعيد محدّدة قد تصل إلى عدّة مرّات في اليوم الواحد  سواء لدى نقطة أمنية واحدة أو عدة نقاط ( مراكز ومناطق الأمن ومراكز ومناطق الحرس )  وذلك للإمضاء في دفتر, وأثناء الحضور كثيرا ما  يتعرض المعني بالأمر  للمعاملة المهينة كالإبقاء ساعات في الانتظار أو المطالبة بالعودة في ساعة أخرى أو يخضع لاستجواب عن تحركاته اليومية, و عادة ما يطالب الخاضع لهذا الإجراء  بالإعلام عن كل نشاط مهني يقوم به,  وحتى عن مستجدات حياته العائلية, كما قد يطالب بالإعلام عن كل تنقل إلى خارج منطقة الإقامة ومدة التغيب والعنوان المقصود و بإعلام أقرب نقطة أمنية للمكان المقصود بقدومه وتتميّز المراقبة الإدارية بالاعتباطية والمزاجية في تخفيفها و تشديدها وقد أصبحت المراقبة الإدارية سيفا مسلّطا على المحكومين بها إذ أصبحت السلطات العمومية تلجأ بصفة متزايدة إلى محاكمة عدة أشخاص بتهمة عدم الامتثال لقرار قضائي أي تراتيب المراقبة الإدارية خاصة وأنها تخضع للأوامر الشفوية .

و يلاحظ أنّ المراقبة الإدارية المطبّقة حاليا على عدد كبيـر مـن المساجيـن السّياسييـن ومساجين الرّأي السّابقين غير قانونيّة مطلقا إذ أنّ أغلب حالات المراقبة الإدارية فرضت من قبل أجهزة الأمن دون أن تكون صدرت فيها أحكام قضائيّة , كما أنّ تطبيق المراقبة الإدارية المحكوم بها كعقوبات تكميليّة يتمّ دون احترام ما نصّت عليه المجلّة الجنائيّة.

هيئة حركة 18 أكتوبر بألمانيا تدين هذه العملية بشدة و تطالب الحكومة التونسية باطلاق سراح السيد

ادريس بن محمود النويوي فورا كما تدعوعها إلى الغاء اجراءات المراقبة الإدارية المسلطة على رقاب مساجين الرأي السابقين. وتهيب بالمنظمات الحقوقية المحلية و الدولية أن تبذل كل ما في وسعها من أجل اطلاق سراح السيد ادريس بن محمود النويوي

هيئة 18 أكتوبر بألمانيا

www.aktion18oktober.com

 


السلطة تعتقل سجين الرأي السابق إدريس النويوي

 

 

قامت مجموعة من أعوان الحرس الوطني باعتقال المناضل الإسلامي وسجين الرأي السابق إدريس النويوي بحمام بورقيبة بحجة مخالفته لتراتيب المراقبة الإدارية.

وقد علمت نهضة نت أن الأخ النويوي الذي قضى أكثر من عشر سنوات في سجون الديكتاتورية سيحال مجددا غدا أمام وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة.

تدعو نهضة نت كل محبي وأنصار الحرية بتونس إلى الوقوف صفا واحدا للتصدي لهذه المظالم التي تسلط على قطاع واسع من التونسيين منذ أكثر من عشرية ونصف.

 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 12 جانفي 2006 على الساعة 6 و 29 دقيقة مساء بتوقيت لندن)


قائمة مراسلات 18 أكتوبر

بيان ونداء بعد وضع بعض قيادات حركة الجوع ولا الخضوع تحت المراقبة اللصيقة والمستمرة

 

 أوربا، في 12 جانفي2006

علمت قائمة مراسلات18أكتوبر أن السلطات التونسية قامت بوضع بعض قيادات تحرك الجوع ولا الخضوع المعروفين بقادة حركة 18 أكتوبر تحت مراقبة لصيقة على مدار الساعة ,حيث أبلغنا مصدر موثوق أن أحد هؤلاء القادة تتداول على مراقبته ليلا ونهارا دوريات راكبة وأحيانا راجلة تلاحقه في كل تحركاته حيثما نزل وحيثما حل ,

 

واذ تعبر قائمة مراسلات الثامن عشر من أكتوبر عن انشغالها الشديد نتيجة هذه المضايقة المستمرة منذ أيام في حق بعض أبرز قيادات تونس الوطنية فانها تحذر من مغبة المساس بأمن وسلامة وحرية أي من هؤلاء القادة الوطنيين وتذكر السلطة بأن الاستجابة لمطالب هذه القيادات الوطنية والمتمثلة في حق التنظم وحرية الإعلام وإطلاق سراح المساجين السياسيين واعلان العفو التشريعي العام هو خير سبيل لإخراج البلاد من حالة التدهور السياسي الخطير الذي آلت اليه بعد حوالي عقد ونصف من تاريخ أشهر محاكمات سياسية عرفتها البلاد منذ تاريخ السابع من نوفمبر 1987

 

واننا في قائمة مراسلات 18 أكتوبر ندعو كل لجان مساندة حركة أكتوبر داخل البلاد وخارجها الى ملازمة الحذر ومتابعة هذا الملف قصد الحيلولة دون التعدي على الحرية الشخصية أو السلامة البدنية لأي من العاملين في هيئة الحقوق والحريات أو أي من المناضلين السياسيين أو الحقوقيين خارج هذا الإطار

 

وفي هذا الصدد نلفت عناية الرأي العام الوطني الى خطورة شعور السلطة بأي تراجع في وهج حركة 18 أكتوبر ,عبر تهميش القضايا الوطنية الحقيقية والانشغال بنقاشات سياسية جانبية لا تلامس جوهر ما نطمح له جميعا من تغيير منشود يلبي السقف الأدنى من مطالب النخبة والمجتمع ,

 

ونذكر في هذا السياق بأن أي تحالف أو ائتلاف من شأنه أن يفك الحصار على السلطة ويسهل مهمتها في خنق الحريات والعودة بالشارع الى مربع الاعتقالات السياسية من جديد كما هو حاصل مؤخرا في قضيتي السيدين أيوب الأنصاري وادريس النويوي ,سوف ننظر اليه على أنه خيانة وطنية  لا يمكن القبول بها في زمن حرج تعيش فيه تونس وشعبها وقتا مفصليا باتجاه الحرية والانعتاق والاصلاح

 

ولهاته الأسباب فاننا في قائمة مراسلات الثامن عشر من أكتوبر ندعو من جديد الى إحياء نشاط هذه اللجان عبر سلسلة من الندوات والتحركات السلمية والمدنية المثابرة التي تسلط الأضواء على كل تعد أو اعتداء على الحريات ببعدها الشخصي والعام منذ ايقاف أشهر إضراب سياسي عن الطعام عرفته تونس في تاريخها الوطني المعاصر

 

كما نجدد النداء الى كل شرفاء تونس ووطنييها من أجل عزل ما سمي بالائتلاف الديمقراطي على اعتبار أنه شكل طعنة في مسار ما أنجزته حركة أكتوبر المجيدة من تعال واضح على جراحات الماضي وما أفرزته حقبة التسعينات من إضعاف للصف الوطني المعارض عبر سياسة فرق تسد والتحالفات المشبوهة من أجل إجهاض أي مشروع ديمقراطي يكفل الحرية والكرامة للجميع

 

وأخيرا ندعو كل المهتمين بالشأن العام إلى الالتفاف من جديد حول هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات من أجل مواصلة مسار مازالت تفصلنا فيه عن الحرية والحكم الراشد مسافة واضحة من المثابرة والتضحيات

 

 

أوربا، في 12 جانفي2006

 

الإمضاء

 

كل الفريق العامل بادارة قائمة مراسلات 18 أكتوبر

للاتصال والمراسلة:Mouvement18Okt@yahoogroupes.fr


 

رسالة مفتوحة إلى المحترم جورج ولكر بوش رئيس الولايات المتحدةالأمريكية   .17فيفري2004-17فيفري2006-
 

ماذا فعل بنعلي؟ميدانيا؟

 

.بعدأن وجّهت رسائل مفتوحةإلى كلّ من الأمين العام للأمم المتحدة والمديرالعام لصندوق النقدالدولي والمديرالعام للبنك الدولي.وأخرى إلى جناب وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وإسبانيا إعتبارا لكونهم يمسكون الفريق الحاكم رغم علمهم الدقيق بكل أنواع صناعات الإرهاب؟
.أوجّه إليكم من رؤية وإطارين مغايرين هذه الرسالة المفتوحة.آملا عبرها دورا جديدا للحرّة التي يموّلها الكونغرس.وكلمات قصيرة منكم في خطبكم المقبلة حول القمع والبطش ورجاله.ورفع يد الولايات المتحدة عن كل دكتاتوروعدم السّماح لأي كان بالقتل طالما هناك تحرّكات مدنية وسلمية للتغيير.
وهنالماذاالكتابةإليكم اليوم تحديدابعد 4سنوات من 11سبتمبر؟ماذاتغيرفي مواقف الدكتاتوريات العربية ومعارضتهامنكم ومن العراق وفلسطين؟كيف تعاملت المعارضات العربيةوالتونسيةتحديدابعيد11 سبتمبر؟والى غاية9مارس2004 تاريخ تقديم ترشّحي لرئاسية تونس؟ وبعدها؟ماذاتغير في بلاغاتها وبياناتها وإتّصالاتهاوكتاباتهاومشاركاتها عبرهذه الفضائية وتلك؟وفق ايّ شبح تعمل المعارضات؟كيف توجهت وتتوجّه إليكم؟ ماذاتغيربعدصدورالنسخةالاوّلية من كتابي حول الجزّارالعربي الحاكم ومعارضته المصطنعة؟هذه الأسئلةوغيرهاتحتّمهاتجربةالعراق.والسعي نحونشرالحرية.   سيدي الرّئيس جورج ولكر بوش..   1-تحيةالاحترام والتقدير…تحيةعبركم إلى كل أمريكي وأمريكية فقدحبيبافي أفغانستان والعراق.. تحيةإلى كل أمريكي وأمريكية دفع ماله ودم أولاده وبناته دفاعاعن الحرية.لااتصوّرأبدا سيدي الرئيس..أن تذهب دماء أولادكم من اجل دكتاتوريات من اعفن ما يكون. 2-نهايةالحرب العالميةالثانيةجاءت بنماذج لأنظمةهناوهناك.و11سبتمبر-وهومانشترك فيه معكم وما نعمل له دافعين النفس والنفيس-أشّرلنهج دولي جديد. 3-هذاالنّهج الجديدتصدّت له الجزيرة-والحال أنهاولدت باسم محاربةالفسادوالبطش وتعرية رجالهما؟وفرض على الدكتاتوريات العربية الرأي والرأي الآخر.والتعريف خاصّة بوجوه جديدة. 4-مع الزمن واختلاط الصحفي بهذاالمسئول وذاك داخل دكتاتوريات عربية.تكوّنت ألفة؟ وخفت صوت الجزيرة واخذمسارهامنذ بداية2000توجّهاجديدايخالف ماألفنا به فضائيتنا. 5-زحفت الدكتاتوريات العربيةنحومصدرالتمويل.وجاءت به إلى مشاريع داخل دولها؟ وصادقت أميرقطر.وصارينزل ضيفاخاصّا.ومع الضيافةحصل الكثيرالذي كبّل الأمير نفسه وكلّ صوت حرّ. 6-جاء11سبتمبر2001وكان على الجزيرة أن تضع استراتيجية إعلامية تفهم من خلالها الحرب وإطارهاومحاورالتعبيرعنها.والنتيجةالتي قدتحصل في ذهن المواطن العربي.في كلمة أن يكون للجزيرة خطاواضحا.إماإسلامياعربيا.وإمامهنياوتحديثيا.خاصة وان الجزيرة جاءت لتعريةالنظام العربي الفاسد؟وان صحفييهافرّوامن هذه الأنظمة؟ 7-العكس حصل تماما.دوران في فلك المال العربي.وتطميع رجاله.من منع من المال سقط في إسلام وعروبة ترى التغييرعاراوإهانةوإعطاء العالمين العربي والإسلامي لبوش؟ وللمسيحية؟ولإسرائيل؟وهوضمناإدارةالظهرعن فسادالحاكم العربي وبطشه بل حمايته. 8-الجزيرة انشغلت بإسقاط بوش.وفشلت.وتواصل نفس المسار.وفي رأيي الشخصي البحت خرجت نهائيا من فعل عربي تغييري مستقبلي وقت كانت الأولى في ذلك؟وهو غباء من رجالهاوإعلامييهاوعدم فهم ولو بالقدرالقليل للتفاعلات الدولية الجديدة. ولعل من أهمها..أن الأمرلا يرتبط ببوش وفريقه الحربي؟ومجموعة ضيقة من المحافظين الجدد؟بذهابها سيعود العالم إلى تقبيل الفساد؟ 9-النظام العربي الرسمي كانت أمامه فرصةكبيرةلان يخرج من جرائمه بأخف الأضرار ولكنّه لمكابرة تنخركل جزء فيه اعتقدأنّ بامكانه إخراج بوش دون تزحزح.هكذاتمّ  اختصار مشروعاجديدا لسياسات العالم خلال على اقل تقدير قرنا من الزمن القادم في جنون لبوش وفريقه المتكون أساسا من رايس ورامسفيلد وولفوويتز؟ 10-سيدي الرئيس نختلف مع هذا.ولهذانحن مع التغييرالجديدلأنناأدركناوندرك مقاصده ومعانيه ومحاوره وأبعاده للبشرية.نحن لناقراءة لامريكا.ولحجمنا.ولانخراطنافي إطاره وحدوده وجغرافيته صياغة لمجتمع دولي ليبرالي مدني فيه وبه تداولاعلى السلطةماأمكن عبرالجغرافياالبشرية والسياسية. 11-انخراطناهو مع الحريةومن اجلها.لا ينطلق من دين ولا يعمل ضده.لا يرى الإسلام تخلفا.والعروبة حروبا وماسي. 12-سيدي الرئيس.لقد نجحت في العراق.وقلت يوم9جانفي 2006في اقل من سنة تخرج من العراق رغم رهان الحاكم العربي الحليف لبلادكم؟على موت أولادكم وفشل أمريكا كليابمايعنيه ذلك من انهيارللقوة؟المسالةتتجاوزحسابات لدكتاتوريات إلى ماهوابعد.نحن كنانرى هذامنذ6نوفمبر2003بالحرف ويمكن الرجوع إليه.ويومها لم نكن ترشحنا لرئاسة الجمهورية ولا برزنا على السطح الإعلامي. يعني وعيامناوخيارارأيناه وآخر توقعناه.وصدقنافي الاثنين.كان الرهان عربياوفي إقتناع تامّ مع أطراف أوروبية أخرى على أن تكون ضربة لكم إلى الأبد.لتبرز قوة جديدة ولماذا؟ 13-هذه القوة من البداية لم تكن تحمل مشروعابديلا لمايعاب عليكم.بل ردفعل على قوتكم وشيوع كل ماهوأمريكيابوصفه ماركةمسجلة.يهرول إليهاالصديق والعدو.وهو ماأعطاكم عوامل نجاحا جديدة في هدوء كبير. هذاالهدوء الذي اقلق ويقلق من راهن على انهياركم.ونراه اليوم يتكرّس في محاولات بائسة لتهميش وتلغيم عمل الدكتورة رايس. 14-هذه الدكتورة التي أتمت عمل السيد باول.في لمسات مهنيةعلى غايةمن الصنعة الدبلوماسية.والفهم لذهنية هنا وأخرى هناك. 15-عبربرنامج حوارمفتوح ليوم السبت 8جانفي2006وبحضورمسئولاأمريكياذكراحد المشاركين في البرنامج المختارين بالتخصيص والعناية؟أن هناك اضطراباأوسوء تقديرمن الخارجيةالأمريكية. فهرول مديرالبرنامج إلى الكلمة وحاول التركيزعليها.لماذا؟ 16-قبل مجيء الدكتورةإلى الخارجيةكان السيد باول.الرجل العسكري الممتاز.وكان يمكن معه تمرير بعض الأحكام والاجتهادات.مع الوزيرةالحاليةلا يمكن ذلك بتاتا.من هنا الحقد عليهاوالرعب منها.ولولا وجودها هي بالذات للحق بأمريكامالا يحمدعقباه. في السياسةأصعب الأمورأن يكون أمام الكذاب والفاسد من يعرف تاريخه وتفكيره وسلوكياته قبل أن ينطق.إلى جانب حرفيةالمراة وأخلاقها مع الرئيس بوش.تنفيذ ماهوبذهن بوش في حدودمشمولاتها. في كلمةامرأةلا يمكن أن تخترق.وهذالا يعجب الدكتاتوريات.وبالتالي شطحةمن هناواخرى من هناك.هم يظنون مع هذاإفسادمناخ العمل للدكتورة.والصحيح كشف لاضطرابهم وعجزهم وموتهم البطيئ. 17- مديرالبرنامج على غرارالحاكم العربي.والصحافةالعربيةوالمتمركزة في الغرب؟وقد  يكون هناك داخلهاصحفيين لا يعرفون بلدانهم؟ويكتبون حول فشل بوش وخارجيته وجيشه؟ الخلاصةأمريكاانهارت وتنهار.وياعربي ابحث عن قوة بديلة؟والحال أن الخارجية حققت نجاحات بديعة جدا. تغييرات هناوهناك.وخاصة في فلسطين.وهومادفع الحاكم العربي ينتظر قفزة من حماس لإفسادالتوجّه؟ورأيناكيف انه إذا لم تتحرك حماس تحرك رجالامن داخل فتح نفسها إضعافا لعباس؟ 18-رجال الخبث السياسي عبرأيةدولةفي العالم.يدرسون نقاط قوة وضعف مشغلّهم.كل من فيه رائحةالصدق والوعي والمهنيةالسياسيةلا يسمح له مطلقاأن يكون بجانب الرئيس.وجب أن يكون الرئيس لعبة ومسخرة.ومن هنايكون المستشارالباهت والفاسدوالمنكسرحتى يسرب هذه إلى رئيسه إن لم تكن هي لديه أصلا. عزل الرئيس في محيطه.لتمريربضاعةالاحتراف السياسي.هكذاحلمت الدكتاتوريات العربية وبعض الأوروبيين أنه من خلال تهييج العراق وفلسطين ومجيء نجادي في إيران وشطحات لحزب الله في لبنان ورفض عربي في الإطارالمغاربي للتغييرتحت ذرائع واهية.. يمكن هذاوغيره أن يقلق الوزيرة ويطمس منجزاتهاالتي جاعت في اقل من سنة وعلى الرغم من هذاالخبث.ليتصورأيّ واحدمناهكذاضغطاوخبثامتنوعا.ولكن القراركان صائبا. 19-صائب منذغزوالعراق-سيدي الرئيس-ولاعودة لماقلته سابقاهنا.كان الاعتقادالأمريكي أسوة بالتجربةاليابانيةالإيطاليةوالألمانيةخلال الحرب العالميةالثانية-هذامن حيث الإرث التاريخي-ومن خلال جورجياوأوكرانياوقرغيزستان و…حديثا-أنّ إعطاء الحرية للعراقيين سيكون كفيلا بالوفاء والاعتراف بالجميل لكل من حرّر.وهذاالاعتقادليس عيباولا سوء تقديرولا ينم عن ضعف. الظن خيرا بالإنسان والسيروفقه لايجعل الإنسان صغيرا.بل الصغرفي الجانب الآخر. جانب الحاكم العربي التعيس بمخلّفاته.والتطرف الديني.وخوف الحليف العربي من أمريكا ودرجة خوفه من التغييروالقيم والأخلاق.حسن الظن الأمريكي كشف للعالم هول ما كان مخبأ؟ودفع كل رجل نزيه للتفكير في مستقبل أفضل للبشرية.قلت سابقا لماذا لم تتصرّف دول جوار أفغانستان بمثل ما تصرّف به الحاكم العربي المجاور للعراق والبعيد عنها؟ 20–سيدي الرئيس نجح التغييرفي بقاع الدنيامع توجيه الشكروالفضل للمحرّرين.إلاّ في التربة العربية وهوماسيزيدبوش قوة ومشروعه الرجاحة وليس العكس.وكما قلت سابقا الأزمة فيناولدينا. بوش فهم في أكثر قرب ماأخفاه عنه الحاكم العربي وممارساته وكيف انه امام مصالحه يضحي بالحليف.بل بالعالم.إعتبارا وانّ الحليف هو سيّد العالم.عليه يقوم البناء.ذهن خطير ومخطر.لولا العراق ما كان صدّقنا رجال الحرية الفعليين. 21-الكتابة اليكم من تونسي عربي ومسلم جناية وكفرا.من الحاكم قبل ما يقول عنهم بنعلي وفريقه إرهابيين تعدخيانةعظمى.وترجم هذاوزيرالداخليةالتونسي(طبعا بتعليمات وإذن من رئيسه) بان أذن لمصالحه المختصة(البوليس السياسي) بدعوتي لزيارةمقرّاتهاالمركزية يوم 30جويلية2005؟وذلك مباشرةاثرمحاولتي الاتصال بسعادة سفيربلادكم المعتمد بتونس عبر كاتبته؟ 22-الاتصال بسعادةالسفيركان يوم الاثنين29جويليةوالدعوة سويعات بعدها.هذه الأولى. والثانية في 26ديسمبرجاءت ايضابعد نفس المحاولةوالثالثة في 3جانفي2006بنفس الطريقة والسبب الاتّصال بجهات أجنبية. 23-أضافواعلى هذاالسبب في المرةالثانيةوالمرةالثالثة ترويجي لمناشيرعبرتونس نيوز في باريس؟أي عبر الانترنت؟ولم يستحضرالفريق الحاكم بعدما قاله رئيس الكنفدرالية السويسرية للرئيس شخصيا في حضوره وأمام أنظارالعالم متجاوزاأعراف دبلوماسية ومجاملاتية..قائلا للجميع..كيف يتواجدبيننامن يسجن من اجل كتابات عبرالانترنات؟ نام الرجل على الخبر.بل يتحدث عن نجاح غيرمسبوق. 24-من ناحيةالنظام يتباهى بكونه صديقالكم؟ومن جهةأخرى عناصره تجوب البلاد  وصحفه التي لا تكتب حرفاحولكم وحول اليهود دون عين الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية؟إعتبارا لخضوع كل شيء في تونس لإرادة الأمير. الصّحف هي المشيطن الحقيقي والرسمي لكم في دم باردوشخصيا وجّهت إلى جميع رجالها بتاريخ 3فيفري2005طالبا منهم الكفّ عن التحريض.ولكن..دون فلسطين والعراق تموت الصحف.كما أنّ هذا العمل يكمّله رجال التربية والبيداغوجية في تونس المعتدلة؟ والمجلس الأعلى للتربية وبرنامجين رئاسيين؟حيث تدريس ناشئتنالا فقط كره المسيحية والإنسان الأمريكي والدعوةإلى اعتناق الشيوعية من خلال التهليل للنموذج الصيني.بل أمريكاالانسان والحضارة لم تصل الى مرتبة تركيا؟ 25-الحاكم من تحت قد يردّ على هذا الشّعب عروبي وإسلامي؟واتركوني امتصّ شحنات كهذه خوفا من خروجه إلى الشارع.وهوغيرصحيح أبدا.بل الشعب لأنه واعيا لم يخرج إلى الشارع.ويسخر من كتابات النظام ويطلب لرجاله العقل. 26-لقد دعوتم بنعلي لزيارتكم يوم18فيفري2004.وكان ذلك وطلبتم منه التوجه نحو المستقبل.واكدتم على أن تونس في حاجة الى صحافة تنبض بالحياة وحرة الى جانب حياة سياسية منفتحة.كماذكر وزيرخارجيتكم لدى استقباله بنعلي بمقر وزارة الخارجية على نفس المحاورذاكراانه أعرب عن قلق الولايات المتحدة إزاء الإصلاح السياسي وحرية وسائل الإعلام..ثم أضاف..انه في إطارروح الصداقة بين البلدين حددللرئيس شخصياهذه الأمور.وانه قد تمت فعلا اتصالات بين مسئولي البلدين لبحث هذه المواضيع؟والنتيجة تضمّنها كتابي ..مجازرعربية يومية بدم بارد قطاع قطاعا ووفق التوثيق والمنطوق من لسان الحاكم.واليوم مع قرب يومي17و18فيفري2006.تكون قد مرت سنتين كاملتين؟ التزم أمامكم.وبعودته أشبعكم شخصياكمااشبع من قبل بوش الأب وكلنتن وميتران  وجوسبان..سبابا مقرفاوكانت تشريعيةورئاسيةاكتوبر2004الأكثرتعاسةمنذافريل89؟ ولحقت بهابلديات ماي2005؟و2009 في الطريق؟بوش منهك في العراق لن يتلهّى بتونس ومصر؟وإن تلهّى سنذرف دمعتين ونرسل بعض الوساطات.. 27-أواخر صيف2004 وقبل اكتوبر2004 تقابلت مع احدالصحفيين الذيي كان زار الولايات المتحدة منذأيام.وسمعت منه رأيايقطرحقداوكرها.وتساءلت لماذاذهب الرجل أصلا إلى أمريكا؟ومن دعاه؟ وهكذامن تلميذ كان وجّه إلى الولايات المتحدة؟وهنالااعرف المعايير.ولكنني اقترح أن تكون بين أيديكم قائمات في كل المدارس الإعداديةوالمعاهدالثانويةوان تكون لديكم أرقاما في أعدادالتلاميذ بكل قسم.وتكون عمليةقرعةبحسب الحاجة.ليس وفق الاختيار. 28-الرجل خلال زيارته التزم أمامكم بدفع خيارات الحرية.والفعل كان قتل جمعيةالقضاة ومنع المترشحين الحقيقيين للرئاسة وبالمثل في التشريعيةوالبلدية.وتكوين غرفة ثانية؟ وضع بها من يكفر بالليبرالية؟ومن لا يقبل أبداالحريةوالمشاركةللتونسين؟يعني الرّجل تحزّم لكم ولناوبالقانون؟من هيئات لقيطةوباطلةوكناقدكشفناهذا قبل حدوثه لكن الأمم المتحدة لم تتحرّك بعد؟كمادفع  ويدفع أهله خاصةبعد عودته من الولايات المتحدة لمزيدمن السيطرة على الاقتصاد وعلى كل خيرات البلاد.والبوليس السياسي موجود.والتنصّت المزروع في كل مكان ومجال من حول رجال الحرية.والتحكّم في المكالمات الهاتفية الصّادرة والواردة من والى حفنات من رجال الليبرالية عمليا اليوم.زلا تلهينا حكايات الزي الطائفي؟ولجوئه من جديد للضغط على الاسلامين.على العكس هويرتعدمن رجال الليبرالية اليوم.فهو يتخبّط في عجزه وهو صاحب البرنامجين الرئاسيين؟ 29-الحزب الحاكم يتململ.فيلجاالرجل إلى حصرأعضاء الديوان السياسي في رجال الساحل؟لان بيانا صدر من هناك.وغدا إذا تململ رجال الشمال الغربي يكرمهم.ورجال الوطن القبلي اعتبارا لكون جنابي من هناك؟والجنوب لمحاصرة وضعا ما؟هذاهو مضمون برنامجين رئاسيين.وهذاالعجزيعدسياسةوعبقرية.أليس هذاكفيلا بصناعةالملايين من المحبطين والتعبيرات عن هذا بشتى الوسائل.؟التي قديكون احدهاالذهاب إلى العراق؟ 30-ماتكتبه الصحف التونسيةالمستقلة؟وعبرمالكيهاورؤساء ومديري التحرير تحديدا ينطبق عليه القرار1565المتعلق بالإرهاب.بل ما كتبه ذات يوماعطيةعبرالصريح في 4جوان2004هو المسئول المباشرعن شحن الشباب.فهو وصف أول عملية ذبح لأول أمريكي القي عليه القبض في العراق بالأخلاقية والحضارية؟ما يكتبه عبدالحميدالرياحي والحاجة والكرماوي…يدخل في ذات الخانة.فلماذالم تذهب إليهم يدالبوليس السياسي؟وعين الناطق الرسمي؟في كتابي هذا مفصّلا..الإعلام في تونس على غرار غيره من القطاعات مخابر حقيقية لتفريخ الحقد الدفين على أمريكا واليهود. 31-في خطب الجمعة.وهي موجّهة ومحدّدة من الوزارة.ومراقبة بشكل بديع.وكنت معتمدا في يوم من أيام الجمعة قصدت الجامع وهالني مايدعوبه الإمام في حشدلا يقل عن1200 مصلّيا.كان يدعوعلى اليهود.نفس دعاء الظواهري؟يكون هذامن مرجعيات دينيةاو من متطرّفين لهم ذلك.أما من نظام معتدل وصديق لليهود؟واليوم حديث عن الحجاب؟ الخطبة مقصودة في زمنها.درء خطر بوش.وتجريم كل من يفكر بالإصلاح.ومغازلة الحركات الدينية. 32-لهذا ولغيره-سيدي الرئيس كتبنااليكم منبّهين-ونملك الدليل القاطع على كل حرف-من كل مايردمن الفريق الحاكم في خصوص التشغيل والبطالةوالتنميةوالإعلام والمشاركة والانتخابات والمال العام والخاص والتفكير بكم وفيكم.وبنا وفينا. 30-سنتان تقاربان على الانقضاء والرجل يسخر من العالم.وفي عدم اكتراث كلي. هل فعلا كماسمعت وعرفت أن اليهودوشيراك يمسكان بالرجل؟إذاكان الأمرصحيحا من اجل ماذايمسكان به؟ليمسكابه.وليسمحالنافي ذات الوقت أن نضع بين أيديهم حقيقة الفريق الحاكم في تونس.حجة بحجة.ولا يوجدمجالا واحدا يحسب للرجل.على العكس ما دخل الميزانيةالعامةللدولةمنذ18سنة كان يصنع منهابلداقوياوناهضااقتصاديا وحرا سياسيا ويكون قد أحدث التداول السلمي على السلطة.وليس اليوم في2006 الرجل يعود الى الحجاب وحكايةالإرهاب.وشحن مجموعةشبابيةعبرصحفه وهياكله منذ11سبتمبر الى حد ذهاب البعض منهاالى العراق. 32-سيدي الرئيس اقترح عليكم للوقوف في هذاالإطارفي موضوعية كبيرة.أنت الأمريكي والرئيس.واضع بين أيديكم كل الصحف التونسية اليومية والأسبوعية والدوريات وما يرد إلينا من الخارج(موجّها)وما تكتبه الصحف الموالية للفريق الحاكم ؟وتحديدا جون أفريك وفي افتتاحيات رئيسها؟وهو تونسي ومن المتنعّمين بكرمنا؟وبعدقراءة مضامينها وعناوينها منذ يوم11سبتمبر2001 ولغاية اليوم فان اقل ما ستفعل انك ستتحوّل الى قنبلة بشرية على الأمريكان واليهود؟وهذالا يصدربتاتا دون إذن وإطلاع من الرئاسة وليس وزارة الداخلية أو أية جهة أخرى.الإرهاب صناعة الحكم وليس الآخرين.كما اطلب منكم طلب أرشيف كل الحوارات التي نظّمتها تونس7؟والشخصيات المنتقاة؟وماذا مرّرت؟شيئاواحداالحقد على أمريكا.وهذا كله موثّق وصادرعن الدولة ورجال العبقرية التونسية. 33-سيدي الرئيس حيثما يكون هناك الأرشيف والوثائق لا يمكن الكذب.أرجوك اطلب الصحف التونسية وبعدها احكم للفريق الحاكم أو عليه.شخصيا سأسهل عليكم الأمر. سيكون لديكم خلال وقت وجيزما يقول لكم ما أمكن من العلاقات المباشرة وغيرالمباشرة حول صناعات الإرهاب في موضوعيةلا يرقى إليهاالشك الكثير.     تفضلوا سيادة الرئيس بقبول أسمى عبارات الاحترام.
 مواطن تونسي ممنوع من العمل الحر.من بطاقة تعريف وطنية تعبّرحقيقةعن وضعيته الاجتماعية الجديدة وبحسب وثائق رسمية تسلّمتها شرطة بنعروس؟وقد تكون سفارتكم بتونس تسلّمت إجابةتفيد براءة النظام واحترامه القوانين التي يصدرهابرلماناغيرموجود؟ وهناسأتوجه قادم الأيام إلى الهيئات الدوليةوالحقوقيةحول هذاالموضوع وغيره.وهكذا  سيدي الرّئيس بالضرورة دون جوازسفر.وكفيل لعائلتين.ومنذ1اوت2003لم يدخل جيبه مليما واحدا؟ويروّج الحاكم انه يرسل له المرتب؟عملا مخابراتيا.هويظن التجويع يركّع الجبال.لم ولن نركع.وأمريكالا تعطي مالا.ربماهذه لأول مرة تتوضّح الصّورة للتونسيين. هم يعرفون أن المليارات كانت أمامي وعفتها…من هوفيه رائحةامريكا ليس غنيّا؟بل أصحاب الدكتاتوريات هم رجال المليارات.هذاهوالوجه الجديدلأمريكا.وهذاما نحبّ فيه أمريكا.لا توجدعيوباتغطيهالنا.ولاأمنيات ستحقّقها.ولامالايردالحساب الجاري(أغلقته منذمدةخوفامن أن تضع فيه المخابرات العربية مالا).بل هومساهمة متواضعة منّا في التوجهات العالميةالجديدة دون هدف ربحي لاحالياولاغدا.
حسين المحمدي تونس في11جانفي2006. Houcine_mhamdi@yahoo.fr


البرهان على كذب برهان

   

أبقيت على عادتي السيئة التي دأبت عليها طيلة إقامتي في السجون التونسية لمدة 12 سنة كسجين سياسي وهي اقتناء و قراءة جريدة الصباح” الغراء”التي كنت احرم نفسي من شراء فطور الصباح لأوفر ثمن الجريدة التي كانت المتنفس الوحيد لنا من وراء القضبان وفي الآونة الأخيرة طالعت الحوار الذي أجرته أمال بن موسى مع وزير الشؤون الدينية التونسي ، ولم تكن تصريحاته صدمة بالنسبة لي فانا أتابع ما يجري للمحجبات على ارض الواقع من قبل السلطات الأمنية كترجمة واقعية للمواقف الرسمية بدء من أعلى هرم السلطة (خطاب 25 جويلية 2005) إلى كل المسئولين و الموظفين الحكوميين .
كل ذلك لم يصدمني لاطلاعي الواقعي على الجهد المضني الذي يبذله كل أعوان النظام من اجل تنفيذ سياسة ” تجفيف المنابع وتقليم الاضافر” فالكل يطبق التعليمات بكل إتقان بل والبعض يتفنن في إبراز انه ملكي أكثر من الملك لإرضاء الملك .
مااستفزني و جعلني أعود للكتابة بعد ما هجرتها منذ أيام الجامعة أني أرى أخصائي التلميع والدفاع عن ولي النعمة سواء أخطا أم أصاب واقفا على النصف الأول من الحديث الشريف “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” يندفع منظرا و مبررا لتجرؤ الوزير على نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة يأمر النساء بعدم إبداء زينتهن إلا ما ظهر منها ( الوجه والكفين) كما فسره الحديث الشريف وكما اجمع عليه علماء السلف الذين يخافون الله وحده ولا يخافون السلطان . وليس المجال لعرض المسالة من الناحية الشرعية فقد أفاض فيها علماؤنا حتى أضحت معلوما من الدين بالضرورة و لكني أود التعرض للملمع الذي نسي انه موقوف أمام الله و مسئول عن كل كلمة قالها أو كتبها فكان الأولى به أن يلوذ بالصمت إن كان غير قادر على تصويب الوزير أو معارضته خوفا منه أو خوفا على الفتات الذي يقتاته من موائد الساسة .
عندما كنت بالسجن كنت احترم ” الملمع” لجرأته على الخوض في الممنوعات على أعمدة الصحافة أو على الفضائيات و كان يبلغني بلاءه الحسن كمراسل لقناة “المستقلة “في حملتها على السلطة قبل أن تثوب إلى رشدها ولكني صدمت عندما خرجت من السجن و وجدت نفس الملمع ينبري للدفاع عن السلطة بمناسبة و بغير مناسبة و التي طال ماانتقدها فما الذي تغير يا أستاذ ، ولكني أعذرك فجني المكاسب القريبة خير من انتظار المجهول الذي قد لا تجد مكانك ضمنه
لقد رايتك وسمعتك تقول كلاما يعلم القاصي والداني انه كذب وتعلم بنفسك انه مجانب للصواب فأنت تعيش في تونس لا في كوكب آخر وتسمع وترى و تعاين مناقضة ما تقوله للواقع وقد بان كذبك عندما نفيت على قناة الجزيرة و على مرأى ومسمع من آلاف المشاهدين ارتفاع العلم الإسرائيلي و التونسي من طائرة شالوم ثم شاهد آلاف المتابعين لنشرة “تونس نيوز”الصورة الواضحة و الدالة على استبسالك في القيام بمهمتك ” التلميع ” . وكنت أظنك سترتدع عن هذه المهنة القذرة وتلزم الصمت بعد أن انكشف تضليلك للملايين من المشاهدين أو على الأقل أن تدخل مدرسة للتكوين المهني اختصاص  ” تلميع ” حتى تتلقى دروسا في إتقان المهنة دون فضيحة على الهواء ولكن ما بالطبع لا يتغير فقد عدت بل لم تنقطع ورحت تجدف ضد التيار مواصلا التضليل ولم تتجرا حتى على الاعتذار لمشاهدي الجزيرة عن دفاعك عن موقف لست مسئولا عنه فما الذي اضطرك لنفي رفع العلم الإسرائيلي من الطائرة و تتهم السيد هيثم المناع بالكذب .
ثم ألان تعيد نفس الشئ فتصف المدافعين عن آية الحجاب بالتكفيريين والانتهازيين والمغالطين والمشوهين ثم تسمح لنفسك بالخوض في العلوم الشرعية التي لا تملك منها شيئا لتقيس الاختلافات الفقهية الفرعية على إنكار معلوم من الدين بالضرورة ( عورة المسلمة بالنسبة للأجانب) إلا إذا كنت تعترف بضرورة ستر المسلمة لكامل بدنها ما عدى الوجه والكفين و تختلف في الكيفية و الشكل فهذا الاختلاف مقبول و محل نقاش أما إذا كنت تنكر أمر الله بتحديد عورة المسلمة وترى ان تجبر المسلمة على كشف شعرها أو رقبتها أو ساقيها فلا حول ولا قوة إلا بالله .لم اسمع أحدا من العلماء أو زعماء الحركات الإسلامية في تونس يكفر كاشفة الرأس بل نجد من بنات هؤلاء من لا ترتدي الحجاب ولم نسمع انه كفرها أو أرغمها أو حتى غير علاقته بها بل نجد اليوم محجبات و متبرجات يمشين معا وهن صديقات حميمات  و هل فرض الإسلاميون الحجاب على الطالبات عندما كانت لهم الغلبة في الجامعة  ثم هل أن المحجبات الآن يحملن فكر الحركة الإسلامية و اين هي الحركة الإسلامية في تونس ألان ومنذ عمل فيها معول الاستبداد فأقصاها عن الواقع
ان المحجبات اليوم ملتزمات بأوامر الله وحده ولا يخفن إلا الله ولا يعلمن شيئا عن الحركة الإسلامية فكلهن نتاج ما بعد تغييب الإسلاميين عن الساحة فأي وشم و أي عنوان سياسي  يحملنه ثم لماذا تقول غير الواقع كالعادة فقد رأيت بأم عيني قيما في معهد ثانوي يقف أمام الباب و يخلع بيده المنجسة أي غطاء للرأس حتى فولار جدتك و أصر أن يرى الشعر و الرقبة و إلا تطرد من ترفض وحتى من تعللت بمرض في شعرها أرغمها على نزعه بل وحتى البوني التي يستعملها اغلب الناس للوقاية من البرد نزعها عنهم فهل أنت أعمى أم أصم حتى لا تعلم ذلك و حتى السفساري التونسي العتيق و رغم انه غير عملي ويعيق حركة الفتيات   منعوه في المعاهد والجامعات
ان الحرية تقتضي ان يكون لكل الحق في لبس ما يشاء ما لم يخل بالآداب العامة  دون قمع آو إكراه و كل له الحق في ان يتخذ لحية او شنبا ولم اسمع احدا من ابناء الحركة الإسلامية يكفر غير الملتحي بل ان أغلبية الإسلاميين غير ملتحين لا خوفا من البوليس بل لفهمهم ان اللحية ليست أصلا في الدين بل هي سنة شريفة من الأحسن إتباعها أما عورة المرأة فإنها أمر قطعي فمن تركه فقد عصى و أمره إلى الله .
كفاك مغالطة للواقع فالكل كبيرا و صغيرا يعلم الحرب الشرسة التي يجتهد أعوان البوليس في خوضها لإرغام النساء على السفور
ابو آية سجين سياسي سابق  


 

مشروع قانون جديد

يجري الاعداد حاليا في مستوى وزارة المالية لمشروع قانون جديد يهم قطاع البنوك.. ويرمي هذا المشروع الذي من المتوقع احالته على المؤسستين التشريعيتين في غضون الفترة القادمة الى تحقيق مزيد من النجاعة في العمل المصرفي..

 

حول الدين الخارجي

تتوقع الدوائر الحكومية ان يقع التقليص في نسبة الدين الوطني الخارجي الى حدود 45% في افق العام 2009. وتبلغ نسبة هذا الدين حاليا حوالي 50% فيما تصل نسبة الدين العمومي الى 60% في الوقت الراهن، وهو مستوى تعتبره الجهات الحكومية متماشيا مع المعايير الدولية.

 

مراجعة

 تنكب وزارة السياحة منذ فترة على مراجعة المواصفات المتعلقة بالفنادق. وتتجه النية ـ وفق هذه المراجعة ـ الى فرض مقومات جديدة لتصنيف المؤسسات السياحية وذلك حسب معايير تتلاءم مع تطور القطاع السياحي الذي بات يستقطب اكثر من 6 ملايين سائح سنويا..

 

جسور جديدة

 من المنتظر ان تشهد السنة الجارية انطلاق بناء نحو 22 جسرا جديدا يتوقع ان تستكمل اشغالها في غضون العام 2008.. الجدير بالذكر ان الفترة المقبلة ستشهد استكمال انجاز 10 جسور كان شرع في تشييدها قبل عام..

 

طلبات عروض

 ينتظر ان تعلن وزارة التجهيز والاسكان قريبا، عن طلبات عروض لتهيئة حوالي 640 كلم من المسالك الريفية في مناطق عديدة من الولايات..  للتذكير، فان هذا الحجم من المسالك، يمثل القسط الاول المبرمج انجازه في افق العامين القادمين..

 

المواد الكيميائية.. خطيرة على الصحة

 كشف بعض الخبراء ان هناك عددا كبيرا من المواد الكيميائية المستخدمة في مكان العمل يشتبه في تسببها في امراض السرطان لدى المعرضين لها..  وورد في مجلة علمية اصدرها معهد الصحة والسلامة المهنية ان الاورام المهنية المنشأ ليس لها مظاهر مرضية تميزها عن الاورام التي تظهر تلقائيا بين البشر لكنها تتميز بفترة كمون بين زمن التعرض للمواد الكيميائية وظهور الاورام.

 

مشاهد تتكرر

بعد تساقط كميات وافرة من الامطار خلال عطلة نهاية الاسبوع الفارط تعطلت حركة النقل بعدد من شوارع العاصمة وكثر الازدحام، وهو مشهد اصبح يتكرر باستمرار نتيجة عدم تعهد البالوعات بالصيانة..

 

الاستفادة من الحواسيب

 تجاوز عدد المدارس الابتدائية المجهزة بالحواسيب ثلاثة الاف مدرسة.. لكن في كثير منها يوضع الحاسوب في مكتب المدير او لا تقع الاستفادة منه على النحو المرجو ولا يقع تدريب الاطفال على استخدامه.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 جانفي 2006)

 


الرئيس زين العابدين بن علي يتلقى التقرير السنوى للمجلس الدستورى

حرص دائم على تكريس علوية الدستور في اطار دولة القانون

 
تلقى الرئيس زين العابدين بن علي من السيد فتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستورى التقرير السنوى للمجلس الذى يتضمن حصيلة نشاطه اعتبارا لاختصاصاته الجديدة التي تضمنها الاصلاح الدستورى لسنة 2002 والتي انضافت الى الرقابة الدستورية للقوانين وقد شمل نظره تبعا لذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية والانظمة الداخلية لمجلس النواب ومجلس المستشارين.
 
وجدد رئيس الدولة بهذه المناسبة تاكيد ما يوليه من حرص على تكريس علوية الدستور في اطار دولة القانون مثنيا على ما يقوم به المجلس من دور هام في احترام مقتضيات الدستور.
 
(المصدر: موقع “أخبار تونس” الرسمي بتاريخ 12 جانفي 2006)
 


 

 

 ولكنه ضـحـك .. كالـبـكـــــــاء!

هدية جريدة “الصريح” الى المعارضة الديمقراطية ونشطاء حقوق الإنسان بمناسبة السنة الإدارية الجديدة … !!!!!

سنة النجاح … والانتصار… وصفعة مهينة للعملاء

* تونس – الصريح

 

يعرف الجميع أن الخيانة، وتحديدا خيانة الوطن، هي الانهيار الكامل لانسانية الانسان، ولايوجد أحط من خائن، تحالف مع أعداء الوطن، للنيل من الارض التي انجبته وخيرها الذي نشأ على ايقاع تدفقه.

 

فالخائن والعميل هو الوجه القبيح للكائن البشري، تلاحقه لعنات الارض والسماء، وتطارده أحكام الدنيا، ويترصده جزاء الاخرة، وينتهي الخونة دوما في مزبلة التاريخ، بعد أن يسقطوا في خنادق العمالة القاتلة ( انظر الصريح بتاريخ 13 أوت 2004).

 

وان كانت الشعوب تلفظ الخونة نذ البدء، فان أسيادهم وحماتهم يلفظونهم عندما ينتهي دورهم القذر.

هكذا كان مصير العملاء دوما، وقد أكدت وقائع سنة 2005 هذه الحقيقة مجددا، اذ انهزم العملاء الذين حاولوا، بالتواطؤ مع بقايا ” المستعمرين” الجدد الذين يتمسكون بالاستعمار حتى بعد هزيمته، الاساءة لتونس، عبر الاكاذيب والترهات التي تقطر قذارة وعمالة وتقربا من أعداء البلاد، وانبطاحا “للحماة” فظهر جليا وواضحا ان تلك المحاولات اليائسة للنيل من سمعة تونس والتشكيك في نجاح تنظيمها للمرحلة الثانية من قمة مجتمع المعلومات قد باءت بالفشل الذريع، وان ” المسرحيات ” الركيكة التي حاولت النيل من تونس، قد عادت بالوبال المعنوي على أصحابها ومدبريها والذين كرسوا جهودهم وأموالهم لرعايتها !! وكانت المهزلة في حجم قذارة العملاء .

 

وخلاصة الامر أن سنة 2005 كانت صفعة قاسمة للعملاء!!

أما تونس الكبيرة بتاريخها وأصالتها وحكمة قيادتها فقد استطاعت ان تحقق في سنة 2005 الكثير من الانتصارات والنجاحات في مختلف الميادين وعلى كل المستويات وما انعقاد قمة المعلومات ونجاحها الذي أثار اعجاب العالم الا أحد تلك الانتصارات الكبرى التي سيسجلها التاريخ وسيشهد بها وسيدونها في مدونة البطولات والاعمال الكبرى.

 

والحق ما شهد به الاعداء …

وقد شهد الداني والقاصي بالتجربة التونسية الرائدة في ظل قيادة الرئيس زين العابدين بن علي … وانها لرحلة متواصلة الى الامام ولن يزيدها صراخ وعويل الذين يحقدون على الناجحين الا اصرارا وتصميما واستمرارا.

ان القافلة ماضية في طريقها ولن تعبأ بالمحاولات الفاشلة مسبقا لاذناب الاستعمار و”الصبابة” الذين يحترفون         ” الصبة” لدى أسيادهم الذين يشجعونهم على “الصبة” ويضحكون عليهم في سرهم.

 

(المصدر: جريدة الصريح الصادرة في غرة جانفي 2006)

 


 
 

بعد تشكيل الائتلاف الديموقراطي التقدمي:

كيف يبدو المشهد السياسي الجديد في تونس؟

تونس – الصباح

يبدو أن الساحة السياسية في تونس بدأت تتجه نحو الفرز لأول مرة منذ عقدين من الزمن على الأقل، وذلك بعد تشكيل «المبادرة ـ الائتلاف الديموقراطي التقدمي»، بزعامة السيد محمد حرمل، الأمين العام لحركة التجديد.. فقد بات واضحا أن المشهد السياسي، أعيد تشكيله بطريقة جديدة، ربما استجابت لوضع الأحزاب وأطرها ودرجة شعبيتها وأفق تحركها، إلى جانب خياراتها وسياساتها ومواقفها، بما جعل عملية الفرز هذه، وكأنها محصّلة لظروف هذه الأحزاب وإمكانياتها ومقدراتها الذاتية …

ومن خلال هذا المشهد الجديد الذي تشكل في غضون الأشهر القليلة الماضية، يمكن القول إن الساحة السياسية، أصبحت تتوفر على ثلاث «كتل» تحالفية لأول مرة منذ حقبة الثمانينات من القرن المنقضي .. فيما يبدو التجمع الدستوري الديموقراطي، الطرف الأكثر قوة وتنظيما في الساحة السياسية، بما يجعل منه طرفا قائما بذاته، على الرغم من عدم دخوله في علاقات تحالفية مع هذا الطرف أو ذاك..

صحيح أن محاولات التحالف، جرت في مرات مختلفة خصوصا خلال السنوات الأخيرة من الثمانينات وبداية التسعينات، تحت مسمى «الترويكا»، لكنها كانت في مجملها ذات صبغة انتخابية، وعلى قاعدة التناقض مع التجمع الدستوري الديموقراطي أنذاك، بل وغلب عليها الطابع الإيديولوجي والفكري، وهو ماجعلها مشاريع تحالفية تحمل بذور فشلها قبل ولادتها، على اعتبار أنها لم تكن قادرة على الصمود أمام النوازع الإيديولوجية باختلاف اتجاهاتها، سيما وأن الخيط الفارق بين الإيديولوجيا والسياسة، لم يكن واضحا أنذاك من جهة، كما أن الجوانب العقائدية في الأحزاب كانت هي المهيمنة على الجوانب السياسية، بل هي المحرك للسياسي من جهة أخرى ..وهو ما يفسر فشل هذه التحالفات بشكل أسرع مما كان يتوقع أي ملاحظ للشأن السياسي في البلاد..

لكن هل أن تحالفات اليوم خالية بالفعل من الإيديولوجيا، أم أن هذا المعطى ما يزال يتحكم في خلفية الأحزاب وسياقها وأهدافها من عملية التحالف بالشكل المتوفر راهنا؟

تـجـمـعـات ائـتـلافـيـة..

في الواقع، لا يمكن لأي ملاحظ للوضع السياسي الراهن بالبلاد، أن ينفي الجانب الإيديولوجي في التحالفات القائمة حاليا، فهو حاضر بصورة لافتة ، لكن درجة مختلفة من تحالف إلى آخر …

فهناك «أحزاب الوفاق مع السلطة»، ونعني هنا حركة الديموقراطيين الاشتراكيين وحزب الوحدة الشعبية والإتحادالديموقراطي الوحدوي والحزب الاجتماعي الليبرالي، وهي أحزاب ما تزال تراهن على العوامل التي كانت سببا في التقاء الطرفين على قاعدة الميثاق الوطني الذي تم التوقيع عليه في العام1989 ، بل إن أجندا هذا الوفاق ماتزال تحافظ على نفس العناصر، المتمثلة في التقدم بالإصلاح السياسي بشكل تدريجي، والتمثيلية صلب المجالس التشريعية والاستشارية، مع لعب دور نقدي، دون أن يعني ذلك وجود تماثل في مواقف الطرفين، فهناك اختلافات في بعض التفاصيل والحيثيات ..

من جهة أخرى، ثمة التحالف الذي يقوده السيد نجيب الشابي، والذي ارتبط بأهداف وهواجس سياسية ، لذلك يلاحظ المراقبون وجود تيارات متناقضة صلب التحالف، اجتمعت على عناوين مشتركة، تتلخص فيما يسميه التحالف، «الانتقال الديموقراطي الشامل» والمطالبة بالعفو العام، بعيدا عن الخلفية الإيديولوجية، على الرغم من حضورهاالقوي في خلفية كل طرف من أطراف التحالف..

لقد تم تجاوز العائق الإيديولوجي بهدف التوصل إلى بناء تحالف يقوم على أهداف ترتبط بالفعل السياسي المدني، دون أدنى صلة بالهاجس العقائدي والفكري الذي يتحكم في كل طرف من هذه الأطراف ..فقد تم «تأجيل» هذه الاختلافات إلى أطر وسياقات أخرى، باعتبار مقتضيات المرحلةالسياسية الراهنة واستحقاقاتها وفق ما تعتقد مكونات التحالف..

أما التجمع الثالث، فيتصل بالائتلاف الديموقراطي التقدمي، الذي يعد تتويجا لجهود «المبادرة الديموقراطية» في تجميع تيارات من اليسار المستقل في أغلبه، إلى جانب بعض المكونات الحزبية اليسارية المعروفة، لكن هذا الائتلاف يقوم على أسس إيديولوجية وسياسية في ذات الوقت. فالجوانب العقائدية والفكرية، عنصر أساسي في تشكيل هذا التحالف، لكن التباينات بين بعض مكوناته، (وهي تباينات كشفت الندوة الصحفية التي عقدت منذ يومين عن بعض جوانبها)، جعلت هذا الائتلاف يغلب الجانب السياسي على المعطى الإيديولوجي في تكوينه، من دون أن يلغيه تماما، وهذا يعني أن الجانب الإيديولوجي، سيبقى بمثابة «الضمير الخلفي» الذي يحرك الائتلاف ويتحكم في مواقفه وكيفية تعاطيه مع الشأن السياسي العام من ناحية، كما يتحكم في العلاقة بالسلطة وبتحالف السيد نجيب الشابي من جهة أخرى..

ملاحـظـات أسـاسـيـة..

لكن الأسئلة التي ما تزال مطروحة صلب الملاحظين، تتعلق بمدى خصوصية هذه التحالفات الجديدة، وما إذا كانت ستستمر لوقت طويل، أم أن الوضع السياسي سيحدد عمرها؟ وهل تصمد السياسة أمام الجوانب الإيديولوجية المهيمنة بشكل أو بآخر على مكونات هذه التحالفات؟

في هذا السياق يمكن للمرء أن يبدي الملاحظات التالية:

** أن بعض هذه التحالفات، أقيم على أسس سياسية، بحيث تتحكم فيه عمليات تقارب سياسي وفكري واضح، وهو ماسوف يرشح هذه التحالفات لكي تلعب دورا في المشهد السياسي الذي يبدو بحاجة منذ وقت طويل إلى تحالفات من هذا النوع..

** أن الاختلافات بين هذه التحالفات، ستحددها الممارسة السياسية وسلوك كل طرف وطريقة تعاطيه مع الشأن السياسي..

** لا شك أن الذي سيميز بين هذا التحالف وذاك، هوالقدرة على المبادرة السياسية، وهو ما سوف يجعل هذه الأطراف أمام امتحان عملي حقيقي، وسيكون الطرف الأقرب للمواطن، هو الأكثر قدرة على التعاطي الإيجابي مع مشاغل الناس وتطلعاتهم، فالسياسة إذا لم تكن في خدمة الناس والمجموعة الوطنية، فأولى أن يخلد أصحابها للصمت..

**  من المتوقع كذلك، أن يتم تجاوز الحزبيات الضيقة والزعاماتية التي أفشلت أكثر من عملية تحالف فيما مضى، وجعلت الأحزاب تتحرك في أفق ضيق للغاية..

** أن التحالفات الراهنة تأتي في ظرفية سياسية عربية تتسم بالتحالفات هنا وهناك على خلفيات سياسية مختلفة، وذات ألوان متعددة، ومن دون شك، فإن الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي التونسي ستستفيد من التطورات الإقليمية، خصوصا في مستوى إيجاد صيغ عملية للفعل السياسي، تتجاوز الصيغ التقليدية والتحالفات التي طالما وصفها السيد محمد حرمل بـ«القديمة» على حد تعبيره.. لكن هل تؤسس هذه التحالفات بالفعل لمشهد مغايرللمرحلة السابقة؟

إنه السؤال / المفتاح للحياة السياسية في قادم الأشهر والسنوات، وهو ما يستوجب الانتظار لمعرفة حدود واتجاهات هذه التحالفات ومدى تأثيرها في الوضع السياسي المحلي …

صالح عطية

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 جانفي 2006)


 

94 في المئة من الاستثمارات أجنبية في منطقة بنزرت الحرة … التونسية
تونس – سميرة الصدفي     

 

ارتفع عدد المشاريع التي أقيمت في منطقة بنزرت الحرة شمال تونس، إلى 58 مشروعاً، غالبيتها باستثمارات أجنبية. وأفادت إحصاءات حصلت عليها «الحياة»، أن حجم الاستثمارات ارتفع في أواخر السنة الماضية إلى 160 مليون دينار (124 مليون دولار)، 94 في المئة منها أجنبية، في مقدمها الاستثمارات الأميركية والفرنسية والإيطالية والسويسرية.

وأوضح رئيس هيئة المنطقة الحرة كمال بلكاهية لـ «الحياة» أن المشاريع الصناعية تطغى على الاستثمارات التي استقطبتها المنطقة، إذ استأثرت بـ 91 في المئة منها، فيما تمثلت البقية بمشاريع في قطاع الخدمات. وأضاف أن الصناعات البحرية وبخاصة صناعة اليخوت الفخمة، هي الطاغية في المجال الصناعي.

ورأى أن آفاقاً مهمة باتت مفتوحة أمام الصناعات الميكانيكية والكهربائية، وكذلك صهر المعادن والصناعات البلاستيكية، نظراً لنجاح المشاريع التي أقيمت في هذه القطاعات، وقلة كلفتها قياساً بالبلدان الأوروبية. وقدر حجم معاملات المشاريع المُقامة في المنطقة الحرة خلال الشهور الـ 11 الأولى من العام الماضي، بأكثر من 252 مليون دينار (نحو 200 مليون دولار).

وتستفيد منطقة بنزرت الحرة من قربها من الموانئ الرئيسة في حوض المتوسط الغربي، ما جعلها تستقطب مشاريع أكثر من المنطقة الحرة الجنوبية، التي تقع في محيط ميناء جرجيس غير البعيد عن الحدود المشتركة مع كل من ليبيا والجزائر.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 جانفي 2006)

 


معوقات السياحة التونسية

GMT 6:00:00 2006 الخميس 12 يناير . إيهاب شاوش   إيهاب الشاوش من تونس
كثر الحديث خلال الأيام الأخيرة عن الدراسة التي قامت بها الجامعة التونسية للنزل حول القدرة التنافسية للسياحة التونسية داخل الفضاء الأورومتوسطي و التي أنشرت أخبارها بسرعة نظرا لما اتسمت به من صراحة و جدية في معالجة الواقع السياحي في تونس و إبراز عيوب هذا القطاع و السبل الكفيلة بتطويره.
أهمية هذه الدراسة تكمن أيضا في أنها نابعة من أهل القطاع الذي يمارسون المهنة منذ سنوات و بالتالي كانت النقاط المطورحة نابعة من التجربة و بعيون مختصين، ايلاف تسلط الضوء على اهم ما جاء في هذه الدراسة:
الدراسة أشارت إلى ضعف معدل إنفاق السائح الأجنبي خلال الليلة المقضاة و التي تبلغ حوالي 45 دولار إضافة الى ارتفاع أسعار الكحول التي تبقى الأكثر ارتفاعا مقارنة بالدول المنافسة كتركيا و مصر و اسبانبا… كما أن تفاقم ظاهرة مضايقة السائح أصبحت تلعب دورا أساسيا في عدم وفاء الوافد للوجهة السياحية وهو ما يعود بالسلب على القطاع ككل الأمر الذي استغله متعهدو الرحلات والمهنيون المختصون في جلب السائح لمساومة أصحاب الفنادق. الضرائب مرتفعة:
الدراسة تعرضت أيضا إلى مسألة الضرائب معتبرة إياها مرتفعة جدا ومقيدة للمستثمر حيث بينت أن الضغط الجبائي يحوم حول 25% بينما لا يتجاوز في القطاع الصناعي 21%، و هذه الأداءات حسب الدراسة نفسها تثقل كاهل المؤسسات السياحية وتبقى الأرفع مقارنة بالدول المتوسطية الأخرى. الترويج:
و دعت الدراسة الى ضرورة تنمية الميزانية المخصصة للحملات الترويجية لاقتحام مختلف الأسواق لأن النتيجة ستكون ايجابية فمثلا خصصت تركيا سنة 2004 مبلغ 675 ألف دينار لترويج منتجاتها السياحية بأوكرانيا فقط فاستقطبت أكثر من 500 ألف سائح في حين أن تونس لم تقم بحملات دعائية على هذه السوق فاستقطبت 8000 أكراني فحسب.
كما تقترح الدراسة تعزيز حماية السائح الاجنبي رغم مناخ الاستقرار الذي يسود البلاد نظرا لتفاقم ظاهرة التحرش وتواتر ظاهرة السرقة ومن هذا المنظور يدعوا أرباب النزل السلطات المختصة إلى ضرورة إتباع سياسة تكون أكثر حزما لتعزيز الامن الداخلي وأخذ العبرة من الأحداث المأساوية لشرم الشيخ (مصر) وعمان والدار البيضاء (المغرب) حسب تعبير الدراسة. التسويق:
و بخصوص مسألة التسويق نادى المشرفون على الدراسة بتنمية علامات وطنية بالشراكة مع مؤسسات عالمية كما تقترح الوثيقة التعريف أكثر بالمواقع التونسية الاثرية التي لها صيت عالمي (الجم، قرطاج، باردو، القيروان..) هذا بالاضافة إلى ترويج المنتوجات المعروفة كل على حدة (المؤتمرات، المعالجة بمياه البحر، الفولف، الصحراء..)
شراكة
الشراكة مع دول الحوض المتوسط كانت ايضا من النقاط التي جاءت عليها الدراسة حيث اقترحت العمل مع بعض بلدان الفضاء الاورومتوسطي بهدف اكتساح أسواق جديدة وذلك باستغلال أهم شركات النقل الجوي بالشرق الاوسط لتنمية الوفود السياحية البعيدة وخاصة الاسياوية وذلك عن طريق تنظيم رحلات لزيارة عدة بلدان مثل بيكين – أثينا – تونس أو طوكيو – مالطا – تونس والعمل على إبراز أن «السياحة هي عامل يحث على السلام وتلاقح للثقافات». إحصائيات:
و للتذكير فإن تونس استقطبت سنة 2005 ما يناهز 5،6 مليون سائح وبلغت المداخيل السياحية سنة 2004 ما يناهز 1609 مليون دولار مقابل 4755 مليون دولار بمصر و14267 مليون دولار بتركيا.
كما بلغ مدخول معدل السائح الواحد في تونس خلال السنوات الأخيرة حوالي 300 دولار في حين يرتفع بمصر الى700 دولار وبتركيا الى أكثر من 800 دولار للسائح الواحد. (المصدر: موقع إيلاف  بتاريخ 12 جانفي2006 )


حسب سبر آراء لمركز المسيرين الشبان:

«35% من المستجوبين يرون أن الاستثمـــار في تونس لا يتطور بما فيه الكفاية»

 

تونس ـ الصباح

 

يعتبر 35% من عينة متكونة من 80 رجل اعمال (40ـ سنة) بان الاستثمار في تونس لا يتطور بما فيه الكفاية مقابل 25% يعتقدون بان الاستثمار يتطور و23% في ركود، وذلك حسب سبر آراء اعده مركز المسيرين الشبان مؤخرا للاعداد لدراسة حول «الاستثمار والقطاعات الواعدة في تونس».

 

ويعود ذلك حسب المستجوبين الى حجم السوق المحلية والذي يعتبر صغيرا بنسبة 29% وعدم جدوى او صلابة الاجراءات الادارية بنسبة 24% الى منافسة السوق الموازية (21% من المستجوبين) هذا الى جانب عدم وفرة مصادر التمويل وافكار بعث المشاريع.

 

وحول السؤال عن اعادة الاستثمار اجاب 45% من رجال الاعمال الشبان سلبا لعدم ثقتهم بالظرف الاقتصادي (46% من المستجوبين) وعدم توفر موارد التمويل (24%) ونقص في الافكار المجددة (12%) وعدم توفر المعلومات الضافية.

 

ويمنح 63% من رجال الاعمال المستجوبين ثقتهم في الاقتصاد التونسي مقابل 30% منهم غير واثقين في الاقتصاد التونسي حيث يعتقد 39% من رجال الاعمال الشبان موضوع سبر الاراء مناخ الاعمال في تونس غير ملائم.

 

القطاعات الواعدة

 

ويعتقد 70% من رجال الاعمال المستجوبين بان القطاعات الواعدة في تونس تكمن بين تكنولوجيا المعلومات والاتصال وقطاع الخدمات يليهما قطاع  الصناعة (20% من المستجوبين).

 

ويعتبر 46% من العينة المستجوبة بان القطاع الواعد هو ذلك الذي يحتوي على اكبر قيمة مضافة مقابل 24% يشخصون القطاع الواعد في المجدد.

 

وحول توفر المعلومة الاقتصادية والتي تعتبر عاملا اساسيا في نجاح المشروع اجاب 64% من رجال الاعمال الشبان بأن دراسات التموقع الاستراتيجي والمعلومات الاقتصادية في تونس متوفرة بقلة وغير مجدية وغير محينة حيث يعول 36% من المستجوبين على الانترنات لتقصي المعلومة مقابل 28% يعولون على الاحصائيات في تونس و20% على الاحصائيات الاجنبية حول تونس و16% على وسائل الاعلام.

 

وحول كيفية تشجيع الدولة للنهوض بالاستثمار اقترح 90% من رجال الاعمال التمتع بعدة امتيازات مالية لصالحهم.

 

نبيل الغربي

 

(المصدر: جريدة الصباح الصادرة يوم 12 جانفي 2006)


دراسة لمؤسسة امريكية تري ان الاقتصاد التونسي لم يتحرر كليا

تونس تعترف بضعف استقطابها للاستثمارات العربية البينية

 

تونس ـ يو بي آي: اعترفت مسؤولة تونسية بضعف استقطاب بلادها للاستثمارات العربية البينية التي تجاوز اجمالي حجمها 5 مليار دولار خلال العام 2004، كان نصيب تونس منها 0.77 بالمئة فقط.

وقالت منجية الخميري المديرة العامة للوكالة التونسية للنهوض بالاستثمارات الخارجية في تصريح نشر امس الاربعاء، ان وفرة الاستثمارات العربية التي تطورت بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية، لا يعني توافقها مع استراتيجيات التنمية الموجودة في تونس.

وارجعت ضعف استقطاب بلادها لهذه الاستثمارات الي انها تهم مجالات ليست فيها لتونس مزايا تفاضلية او لا تمثل اولوية تنموية في الوقت الراهن، مثل القطاعات التجارية السياحية والعقارية باعتبارها غير مفتوحة تماما وخاضعة لبعض الشروط .

لكنها اكدت بالمقابل علي ان الاستثمارات العربية والمستثمرين العرب يحتلون مكانة هامة في تونس، حيث يأتون في المرتبة الثانية بعد الاتحاد الاوروبي، كما ان حجم الاستثمارات العربية وصل الي 29.4 بالمئة من اجمالي الاستثمارات التي استقطبتها تونس عام 2005.

واضافت ان بلادها تعمل حاليا علي تدارك هذا الوضع من خلال اعداد ملفات حول المشاريع التي يمكن للمستثمرين العرب المشاركة في طلبات عروضها الدولية مثل اقامة ميناء بالمياه العميقة، وتهيئة الضفة الجنوبية لبحيرة تونس الجنوبية واقامة محطة لتحلية المياه.

وقالت الخميري ان الجانب العربي اعرب عن اهتمام كبير بهذه المشاريع خلال الجولة الاخيرة لرئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي التي قادته لأكثر من عاصمة خليجية، لذلك تعتزم الوكالة للوكالة التونسية للنهوض بالاستثمارات الخارجية فتح مكتب لها في دبي لاستهداف رؤوس الاموال العربية سواء عن طريق مكاتب الخبرة او عن طريق البنوك الموجودة في تونس الناشطة في هذه المنطقة . يشار الي ان البيانات الاحصائية الرسمية التونسية تشير الي ان نسبة الاستثمارات العربية في تونس بلغت خلال الفترة ما بين عامي 1997 و2004 حوالي 11 بالمئة، لترتفع خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي الي 29 بالمئة.

وتتوزع هذه الاستثمارات علي 213 مؤسسة استثمارية عربية أو ذات مساهمة عربية ناشطة في قطاعات السياحة و الخدمات والصناعات المعملية بحجم استثمارات بنحو769.1 مليار دينار (340.1 مليار دولار).

وتحتل الاستثمارات الكويتية بتونس المرتبة الاولي، حيث بلغ حجمها خلال الفترة ما بين 1997و2004 اكثر من 375 مليون دينار(نحو 284 مليون دولار)، أي حوالي 55 بالمئة من اجمالي الاستثمارت العربية في تونس، بينما تحتل ليبيا المركز الثاني باستثمارات تقدر بأكثر من 124 مليون دينار (94 مليون دولار).

ومن جهة اخري اعتبرت مؤسسة أمريكية في دراسة لها، ان الاقتصاد التونسي لم يتحرر كليا، الامر الذي يجعل تونس في المرتبة 99 من اصل 157 دولة،والعاشرة عربيا من ضمن 15 دولة عربية شملتها الدراسة.

واسندت مؤسسة (هاريتاج فاوندايش) التي عادة ما تقوم بدراسات اقتصادية لصالح الادارة الامريكية في دراسة حديثة نشرت صحيفة (الصباح) التونسية المستقلة امس الاربعاء مقتطفات منها، 24.3 درجة نقاطة لتونس كمؤشر لتحرر اقتصادها للعام 2006، مقابل 14.3 نقاط عام 2005.

وارجعت مؤشر التحرر الاقتصادي لتونس الي ما وصفته بـ كثرة الاجراءات الادارية التي يتطلبها بعث أي مشروع اقتصادي، وضعف النفاذ الي التمويل بما يعيق نمو الاستثمارات الخاصة الي جانب ارتفاع التضخم رغم التحكم فيه .

كما اسندت 5 درجات للاقتصاد التونسي في مجال السياسات التجارية، مما يعني مستوي عال من الحماية الاقتصادية، وذلك علي خلفية ارتفاع المعاليم الجمركية الموظفة علي عمليات الاستيراد والتي قدر معدل نسبتها بـ4.27 بالمئة من قيمة الواردات.

واشارت المؤسسة في دراستها التي استندت فيها الي تقارير البنك الدولي، الي ان الاقتصاد التونسي حافظ علي درجة 4 في مجال تدفق رؤوس الاموال والاستثمار الخارجي و القطاع البنكي المالي ، مما يعني ارتفاع الحاجز الاقتصادي امام الاستثمار وصعوبة الحصول علي التمويلات.

واعتبرت انه علي الرغم من سعي الحكومة التونسية الي استقطاب الاستثمارات الخارجية المباشرة، فانها تعمل مع ذلك علي توجيه هذه الاستثمارات نحه قطاعات اقتصادية محدودة الاختيارات لحماية الاستثمارات المحلية، حيث لا يسمح مثلا للمستثمرين الاجانب بامتلاك الاراضي الزراعية، كما لا يحق للمستثمر الاجنبي امتلاك اكثر من 49 بالمئة من رأس مال الشركات المقيمة .

 

الي ذلك، اشارت الدراسة الي ان تونس حافظت علي درجة 3 في مجالات حماية حقوق الملكية و التنظيم الاداري و السوق الموازية ، كما حافظت ايضا علي درجة 9.3 لعامل العبء الضريبي الذي يشمل معدل ثلاثة مؤشرات ضريبية هي الضريبة علي الدخل (5.3 درجات) و الضريبة علي الأرباح 5.4 درجة) و تحكم الدولة في الموازنة (3 درجات).

 

وكانت المؤسسة الامريكية قد اختارت في دراستها هونغ كونغ بوصفها الاكثر حرية وانفتاحا اقتصاديا، وذلك للمرة 12 علي التوالي، حيث اسندت لها الدرجة الاولي 28.1 نقطة، بينما حصلت سنغافورة علي الدرجة الثانية ب56.1 نقطة، وثالثا ايرلن ـ دا ب ـ 58.1 نقطة، في حين صنفت كوريا الشمالية في اخر القائمة بـ5 نقاط بعد ايران بـ 51.4 نقطة.

وعربيا، تصدرت دولة البحرين القائمة بحصولها علي 23.2 قاط كمؤشر لتحرر اقتصادها، تليها دولة الكويت (المرتبة 50 عالميا) ثم الاردن (المرتبة 57 عالميا).

يشار الي ان مؤشر التحرر الاقتصادي الذي استخدمته مؤسسة هاريتاج فاوندايشن في دراستها يتراوح بين 1 و5 درجات، حيث يعتبر الاقتصاد الذي يحصل علي 1 الاكثر تحررا و5 الاكثر انغلاقا، كما يتناول المؤشر عشرة عوامل اقتصادية منها مستوي تدخل الدولة في الاقتصاد وحقوق الملكية وتدفق رؤوس الاموال والقطاع المصرفي والمالي.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 جانفي 2006)

 


يشاهــده الاعلاميـــون غــــــدا فـــــي عـــــرض خـــاص

شريــط «خشخـــاش» لسلمــى بكّــار: فيلـم تونسـي آخــر بإمضاء امــرأة

تونس ـ الصباح

 

اذا كان البعض ينتظر ـ ربما ـ ان يكون فيلم «خشخاش» للمخرجة سلمى بكار ـ الذي سيشاهده غدا الاعلاميون لاول مرة في عرض خاص ـ بداية مرحلة جديدة ونوعية مختلفة في الخطاب السينمائي التونسي فان هذا البعض يكون في رأينا قد تفاءل

 

زيادة عن اللزوم..

 

فما يمكن ان يعد به هذا الشريط التونسي الجديد لن يكون اكثر من اضافة كمية جريئة وشجاعة في قائمة مجموعة انتاجات سينمائية تونسية يمكن  بالفعل ان نصفها ونقول عنها بانها مختلفة ـ فقط ـ لانها بامضاء مخرجات نساء..

 

والواقع ان شريط «خشخاش» الجديد  للمخرجة سلمى بكار ميزته الكبرى ـ في رأينا ـ انه جاء قبل كل شيء ليؤكد وجود «تيار» نسوي في السينما التونسية الجديدة «تتزعمه» وتنشيط في اطاره مخرجات سينمائيات تونسيات شابات ومخضرمات بعضهن يقمن بتونس وبعضهن يقمن بالخارج.. وهي «ظاهرة» نكاد نجزم بان الحركة السينمائية في تونس تنفرد بها، بل قل تتميز بها على نظيراتها في البلدان العربية بما فيها تلك التي تمتلك صناعة سينمائية مثل مصر..

 

فاذا كانت الحركة السينمائية المصرية ـ مثلا ـ على عراقتها  وزخمها لن تستطع ان تفرز سوى مجموعة اسماء لمخرجات ممن اشتهرن على الاقل ـ لم يتجاوز عددهن الثلاثة على اقصى تقدير (انعام محمد علي ـ ايناس الدغيدي ـ على سبيل الذكر) ـ فانه بالامكان بالمقابل تعداد خمسة اسماء على الاقل لمخرجات سينمائيات تونسيات قدمن افلاما شاهدها الجمهور التونسي والعربي والعالمي..

 

فالمخرجة مفيدة التلاتلي التي شاهد الجمهور التونسي وجماهير المهرجانات السينمائية الدولية فيلمها الشهير «صمت القصور» وكذلك فيلمها الثاني «موسم الرجال» تعد عميدة المخرجات التونسيات وهي التي «تقود» على ما يبدو ما اسميناه «التيار النسوي» في السينما التونسية والذي يضم في صفوفه ـ ايضا ـ كل من ناجية الفاني ورجاء العماري وكلثوم برناز (المقيمات بالخارج) وكذلك صاحبة احدث فيلم سينمائي نسوي تونسي ونعني بها المخرجة سلمى بكار..

 

«خشخاش» وسينما المرأة

 

اللافت ان جل الافلام التي جاءت بامضاء مجموعة المخرجات التونسيات المذكورات عالجت بدرجة اولى وبرؤى سينمائية مختلفة قضية الاضطهاد العاطفي والاجتماعي للمرأة في المجتمع.. فالمخرجة مفيدة التلاتلي فعلت ذلك في شريطها «صمت القصور» وكذلك في شريطها «موسم الرجال».. والمخرجة الشابة رجاء العماري فعلت ذلك ـ ايضا ـ في شريطها «الستار الاحمر».. اما المخرجة سلمى بكار ولئن كانت قد خالفتهما في ذلك في شريطها الاول الغنائي والملحمي «حبيبة مسيكة» فانها ومن خلال قصة شريطها الجديد «خشخاش» يبدو انها قررت ان تنضم لـ«نادي» السينمائيات المدافعات من خلال افلامهن عن قضايا المرأة وعن حقوقها الفطرية كانسانة سواء  داخل المجتمع او في اطار مؤسسة الزواج.

 

فشريط «خشخاش» يعرض خطابا سينمائيا عاطفيا ومثيرا لمجموعة مآس نفسية تحياها امرأة في اطار علاقتها الزوجية بسبب تقصير الشريك في اشباع حاجاتها العاطفية.. مما يضطرها الى الادمان على استنشاق نبتة الخشخاش المخدرة في محاولة منها للهروب ونسيان واقع الحرمان العاطفي والجنسي الذي تحياه..

 

في بداية هذه الورقة قلنا ان الذين يأملون في ان يمثل شريط «خشخاش» لسلمى بكار بداية مرحلة جديدة ونوعية ومختلفة في الخطاب السينمائي التونسي انما هم يظهرون في مظهر المتفائلين زيادة عن اللزوم لا على اعتبار ان هذا الشريط التونسي الجديد لا يمكنه ان يصنع «الحدث» السينمائي او ان ياتي راقيا فنيا وابداعيا وانما على اعتبار انه من حيث مضمونه لا نجده يشتغل سينمائيا على قضايا او ظواهر لم يقع تناولها.. فمسألة الاضطهاد العاطفي والاجتماعي والجنسي للمرأة داخل المجتمع «مسألة» اشتغل عليها عديد السينمائيين التونسيين قبلها بما فيهم الرجال من امثال نوري بوزيد في شريطه «بنت فاميليا» وكذلك في شريطه «عرائس الطين» وكذلك عبد اللطيف بن  عمار في شريطه «نغم الناعورة»..

 

ومع هذا فاننا واعتبارا لحرفية ونبوغ المخرجة سلمى بكار فاننا ننتظر ان يفي شريطها الجديد «خشخاش» بكامل وعوده الفنية والجمالية خاصة وان ادوار البطولة فيه يتقمصها ممثلون اكفاء من امثال رؤوف بن عمر وعلاء الدين ايوب وربيعة بن عبد الله.

 

محسن الزغلامي

 

(المصدر: جريدة الصباح الصادرة يوم 12 جانفي 2006)


 

صحف فرنسية تتساءل عن مصير الرئيس بوتفليقة وتتكهن بوجود أزمة سلطة في الجزائر

الجزائريون لا يعرفون من يحكمهم وقلق بتونس والمغرب من مصيره

باريس ـ القدس العربي من شوقي أمين: بينما تكرّس الاعتقاد بأن الملف الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أسال كثيرا من الحبر طوي بخروجه من مستشفي فال دو غراس العسكري بباريس، عادت الصحف الفرنسية لطرح مسألة الحكم في الجزائر وراحت تتحدث عن فترة ما بعد بوتفليقة التي باتت تلوح في الأفق خاصة وأن بوتفليقة من منظورها لا يبدو في أحسن حال .

وتحت عنوان مرشحون مفترضون يتسابقون لخلافة بوتفليقة ، أوضحت صحيفة لوفيغارو (القريبة من اليمين) امس الاربعاء أن مؤشرات كبيرة توحي بأن الرئيس الجزائري غير قادر علي الاستمرار في الحكم رغم كل ما قيل عن استعادته لعافيته .

واستفاضت الصحيفة في عرض الاختلالات التي طبعت قصر الرئاسة (مقر الرئاسة الجزائرية) في الآونة الأخيرة، متحدثة عن غياب شبه كلي للرئيس بوتفليقة الذي عوّد شعبه علي الكلام الكثير بالاضافة الي احتلاله الساحة الاعلامية دون انقطاع .

كما أشارت الصحيفة الي أن اطلالة الرئيس بوتفليقة أمام كاميرات التلفزيون أثناء تأديته صلاة عيد الأضحي الثلاثاء باحد مساجد العاصمة الجزائرية، كانت شاحبة ظهر فيها (بوتفليقة) بسحنة رجل مريض بعينين نصف غامضتين .

ومن مؤشرات القلق علي مستقبل بوتفليقة في السلطة، حسب الصحف الفرنسية، أن أجندته بدت خالية استنادا الي الموقع الالكتروني لقصر الرئاسة الجزائرية الذي لم يضبط أي برنامج كما هي العادة، علاوة علي أن معالم نشاطه الرئاسي لم توضح رغم كثرة الحديث عن ترؤسه أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد مرحلة المرض واحتمال تنقله المحتمل للعاصمة السودانية الخرطوم لحضور قمة دول الاتحاد الافريقي.

وذكرت لوفيغارو أن في ظل غياب الرئيس الجزائري، يبقي باب الاشاعة مفتوحا علي مصراعيه علي أكثر من صعيد، ولعل أهمها تلك التي تحدثت عن وجود خليفة فعلي يتمثل في شخص الأخضر الابراهيمي مستشار الأمين العام السابق لهيئة الأمم المتحدة.

وتقر الصحيفة أن هذا ما اجتمع عليه من وصفتهم أصحاب القرار و أصحاب العقد والحل في الجزائر في اشارة واضحة الي قادة الجيش والمخابرات خاصة المتقاعدين منهم التي تري الصحيفة الفرنسية أنهم هم من يصنعون الملوك ، أي من يرشحون الرؤساء.

وقالت لوفيغارو أن رواج تلك الاشاعة دفعت بالاخضر الابراهيمي الي الخروج عن صمته لتفنيدها واعلانه انه يرفض مزاولة أي نشاط سياسي في الجزائر.

أما الاشاعة الثانية، بحسب ذات الصحيفة، فتتعلق باجتماع مفترض جري في المغرب اثناء وجود بوتفليقة في المستشفي بفرنسا، بين اللواء العربي بلخير سفير الجزائر بالمملكة المغربية وقائد الأركان السابق في الجيش اللواء محمد العماري واللواء خالد نزار العدو اللدود لبوتفليقة، حسب الصحيفة.

ولتفسير هذا التحرك المفترض لجنرالات الجزائر، سألت الصحيفة رأي المحامي والرئيس السابق لرابطة حقوق الانسان في الجزائر، علي يحيي عبد النور فأوضح أن لوبيات العسكر بدأوا يتحركون لمعرفة حقيقة مرض بوتفليقة ولكن خارج الدائرة القريبة منه ومحيطه الشخصي مفيدا أن العسكري الوحيد الذي زاره في المستشفي هو اللواء محمد مدين المدعو توفيق رئيس المخابرات الجزائرية.

من جهتها أفردت يومية لوبارزيان الواسعة الانتشار والأكثر شعبية، صفحتين كاملتين لموضوع الحكم في الجزائر ، فضلا عن تخصيص صفحتها الأولي للموضوع من خلال عنوان عريض: من يحكم الجزائر؟ . وأسهبت موفدة الصحيفة الي الجزائر في شرح آخر المعطيات التي باتت تطبع الحياة السياسية في الجزائر، معتبرة أن كل شيء في هذا البلد يسير علي ايقاع خطا بوتفليقة . ومما ذكرته هذه الصحافية أنه رغم ظهور الرئيس الجزائري في صلاة العيد الا انه من الصعب استخلاص الدروس من عودته الي الجزائر.. في بلد تحاك فيه اللعبة السياسية كما هي العادة في الظل ولا تفهم الأشياء فيه الا من خلل استقراء الرموز والايحاءات .

ومثل لوفيغارو ، ذهبت لوباريزيان الي القول ان صمت الموقع الالكتروني التابع لقصر الرئاسة الجزائرية أوحي لمروجي الاشاعة بتفعيل نشاطهم من جديد، فراجت الاشاعات ومنها تلك التي تحدثت عن زيارة مؤكدة لبوتفليقة الي البقاع المقدسة بصحبة كوكبة من الفنانين .

كما نقلت مراسلة الصحيفة معيانتها لنشاط القصر الرئاسي الذي بدا، حسب قولها، خاليا علي عروشه مؤكدة أن الديكور العام حول القصر يوحي بما لا شك فيه أن الجزائر لم تعد محكومة أو لا يحكمها أحد استنادا الي انطباع أحد المسؤولين السابقين.

وأشار المسؤول الذي لم يرد اسمه للصحيفة أن الجنرالات كانوا يعيقون عملنا منددا بـ غياب مركز القرار في البلاد.

ونشرت الصحيفة حوارا مطولا مع زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (معارضة علمانية بربرية) شجب فيه الوضع السياسي السائد في البلاد، متسائلا عن الواقع الصحي للرئيس بوتفليقة: لو كان الرئيس مصابا بمجرد قرحة في المعدة كما يزعمون، فلماذا لم يعالج في الجزائر؟ . وقال سعيد سعدي الذي كان حليفا لبوتفليقة حتي منتصف سنة 2001 ان نقله (بوتفليقة) الي باريس يشير الي الوضع المأساوي الذي آلت اليه المنظومة الصحية في البلاد ، منددا بعودة الشعبوية الي البلاد و تمجيد الأشخاص في احالة الي الاستقبال الاحتفالي الذي خص به الرئيس الجزائري يوم عودته من باريس، والذي اشرفت علي تنظيمه دوائر في السلطة أثبتت قدرتها علي تجنيد المواطنين، حسب سعدي.

وأوضح سعدي في سياق تعرضه لمعضلة الحكم في الجزائر، أن البلاد تجد نفسها اليوم مشلولة ولا يوجد من يحكمها ، مشيرا أن ثمة لعبة سياسية تدير خيوطها دوائر خفية ، منددا بتضاعف عدد المتسولين في الجزائر العاصمة رغم سعر برميل النفط المرتفع (الاقتصاد الجزائري يعتمد كلية علي مداخيل النفط).

ويستنتج المعارض الجزائري في حديثه للصحيفة الفرنسية أن مشكلة الجزائر تكمن في أن من يقرر ليس هو من يسير، ومن يسير ليس هو من يقرر .

وعرجت لوبارزيان علي مستقبل ميثاق الصداقة بين فرنسا والجزائري المعطل الي اليوم رغم تصريحات الرئيس الفرنسي شيراك ونظيره الجزائري المطمئنة بشأن التوقيع عليه، مشيرة أن ثمة احتراسا من الجانبين فيما يتعلق بحسم المسألة التاريخية.. فبينما كانت السلطات الجزائرية تتطلع الي اعتذار من فرنسا علي جزء من جرائمها ابان الحقبة الاستعمارية، فاجأت السلطات الفرنسية الجميع بقانون يمجد محاسن الاستعمار في شمال افريقيا ومنطقة ما وراء البحار.

 

تونس والمغرب قلقتان

 

وعلي خلفية مرض الرئيس الجزائري، أكدت لوبارزيان أن الجارين، تونس والمغرب، قلقان علي مصير الرئيس بوتفليقة، معتبرة أن من شأن رحيله أن يخلق زلزالا في منطقة المغرب العربي.

واوضحت الصحيفة أن ظهور بوتفليقة في صلاة العيد لم يطمئن الجارين ، مستندة الي رجل نافذ في السلطة المغربية من الدار البيضاء، لم يفصح عن هويته، قال ان الأمر لا يتعلق بدفن بوتفليقة قبل حلول ساعته، لكن بات واضحا أن أوزار حرب الخلافة في الجزائر بدأت تدق .

وفي ذات الشأن نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي تونسي للصحيفة أن للعسكر دوما كلمتهم في الجزائر، اذ بالامكان معرفة من يذهب لكن من الصعب التكهن بالخليفة .

وأبدي مسؤول في وزارة الاعلام التونسية تخوفه للصحيفة الفرنسية من رحيل بوتفليقة من الساحة الدولية والاقليمية، مشيدا بانجازات الرئيس الجزائري الذي فضلا علي كونه استطاع استعادة السلم في بلاده، تمكن من استعادة وجه الجزائر الناصع في المحافل الدولية .

وتسائل مستشار للملك المغربي محمد السادس لنفس الصحيفة حول ما يخفيه موضوع صحة الرئيس الجزائري قائلا هل سيكون في مقدوره تسليم السلطة في الوقت المناسب؟ .

وأضاف المتحدث أن المملكة المغربية لا تعرف مثل هذه المشاكل لأن مسألة انتقال السلطة منقوشة علي الرخام ، في اشارة الي مسألة التوريث المتبعة في الأنظمة الملكية.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 جانفي 2006)


الدبلوماسية المغاربية

 
بقلم عبداللطيف الفراتي (*)  
يتوقع المراقبون أن تنتقل الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي خلال شهر فبراير المقبل من الحبيب بوالأعراس الرئيس السابق لمجلس النواب التونسي والوزير السابق للإعلام وللثقافة وللشؤون الخارجية إلى الحبيب بن يحيى وزير الشؤون الخارجية الأسبق على مدى حوالي 15 سنة. ووفقا لوفاق قائم بين الدول الأعضاء فإن مقر الأمانة العامة للاتحاد المغاربي محدد له أن يتواجد في مدينة الرباط فيما تسند الأمانة العامة دوما إلى شخصية تونسية تعينها الحكومة التونسية وتطرح على موافقة الدول الأعضاء الخمس أي المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا.   ولذلك فإن الحبيب بن يحيى الذي رأس الدبلوماسية التونسية لمدة طويلة جدا سيكون ثالث أمين عام بعد محمد عمامو ثم الحبيب بوالأعراس.   غير أن اتحاد المغرب العربي المعطل منذ سنة 1994 والذي لم يكن نشيطا قبل ذلك ومنذ تأسيسه في فبراير سنة 1989 ، لا يوفر الفرصة لا لأجهزته ولا لمسئولي تلك الأجهزة بالتحرك، وبالتالي فإن وجوده وعدمه يبقيان سيان لا فارق بينهما، وهو يعيش حياة نباتية أي لا روح فيها بسبب أن أياً من الدول الأعضاء لم يأخذ شجاعته بيديه يوما وقال لنتوقف عن هذا الكائن الحي الميت الذي لم يستطع أن يتفق رؤساء دوله على عقد قمة منذ 12 سنة حتى ولو كانت قمة بدون قرارات.   وتعود فكرة إنشاء المغرب العربي إلى الثلاثينيات من القرن الماضي ولعلها اختمرت قبل ذلك في رؤوس الشباب الطلابي من تونس والجزائر والمغرب المقيم آنذاك في باريس ، ولم تكن الفكرة تشمل لا موريتانيا ولا ليبيا في ذلك الوقت، وبات إنشاء مغرب عربي هو حلم أجيال من الشباب الذي رأى فيه فرصة لإعادة أمجاد ماض ولى، وإذا لم تكن وحدة المغرب العربي قد تحققت إلا لفترة قصيرة في زمن دولة الموحدين فإنها طغت على أذهان شباب البلدان الثلاثة الوسطى التي كانت تنتسب للعروبة والإسلام ولكن أيضا اكتشفت أنها تنتسب للثقافة الفرنسية الفرنكوفونية.   وكان الاعتقاد سائدا بأن دولة المغرب العربي الموحدة ستقوم بين الأقطار الثلاثة بمجرد حصولها على استقلالها، غير أن الواقع دل لاحقا على أن ذلك لم يحصل منه شيء، فقد كانت الدول الثلاث التي اعتبرت وتعتبر دوما هي العمود الفقري للمغرب العربي قد انصرفت إلى تركيز مؤسسات دولة مركزية مغفلة الحلم القديم غير مستعدة للتنازل ولو عن شيء من مظاهر السيادة الخاصة بها لفائدة قرار مشترك موضوع على الطاولة في إطار أن كل زعيم دولة أو ملكها يسعى لتثبيت سيطرته على دولته.   ففي سنة 1958 قام أول مؤتمر شعبي تولته الأحزاب المغاربية المسيطرة في وقت لم تكن فيه الجزائر قد استقلت بعد وذلك في مدينة طنجة المغربية، واتفق على وضع أسس اتحاد بعد الاستقلال الجزائري ، ولكن ومباشرة بعد ذلك الاستقلال عرقلت الخلافات الحادة مسيرة الوحدة الأمر الذي وصل إلى اندلاع حرب بين طرفين هما الجزائر والمغرب.   وإذ تم التجاوز لاحقا وقامت اللجنة الاستشارية الدائمة في العام 1964 بأربعة أطراف من ضمنها ليبيا فإن الطموح الكبير لوحدة سياسية تحول إلى مجرد تنسيق أو اندماج اقتصادي لم يثبت أمام الخلافات ، وتولت الجزائر ممثلة بهواري بومدين إطلاق رصاصة الرحمة عليه وأكملت ليبيا بالانسحاب التام باعتبار أن الوحدة المغاربية هي حجر عثرة في سبيل إقامة الوحدة العربية الشاملة، وقد بقيت أجهزة اللجنة الاستشارية قائمة في تونس حتى سنة 1989 بدون أي عمل ، وذلك حتى تأسيس اتحاد المغرب العربي في فبراير 1989 بمشاركة 5 أطراف هي تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا، غير أن مشكل الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب حكم على الاتحاد بالجمود ، وبعد بدايات واعدة انتهى الأمر إلى توقف عن كل نشاط سوى بعض الاجتماعات خاصة بين الخبراء التي لا تنتهي إلى نتيجة.   وإذ بقيت مصر على الباب تنتظر دخولها كعضو في الاتحاد معتمدة على ميثاق تلك المؤسسة فإنه لم يقع اجتماع قمة واحد منذ ترشحها للبت في ذلك ، علما وأن هناك من يقبل وهناك من يعارض تلك العضوية من أعضاء الاتحاد .   ومن هنا يبدو اختيار أمين عام جديد للاتحاد المغاربي وكأنه ضربة في الماء لا تترك أثرا كما كان الشأن مع الأمينين العامين السابقين والذين على خصال كل منهما الكبيرة لم يستطع أن يرفع عن هذا الجهاز ثقل ما يعرقل مسيرته .   كما أخذ الحديث يدور بشدة في أوساط المثقفين في البلدان الرئيسية الثلاثة أي تونس والمغرب والجزائر عن كلفة لا اتحاد المغرب العربي ، وهي كلفة سياسية وكلفة اقتصادية وكلفة اجتماعية في هذا العصر الموعود للتجمعات الكبرى التي تضم عشرات إن لم يكن مئات ملايين السكان فضلا عن القوة المتمثلة في تجميع الطاقات والإمكانيات.   وقد ذكر مصطفى الفيلالي وهو أمين عام سابق للجنة الاستشارية للمغرب العربي في سنوات السبعين وجانب من الثمانينيات في إحدى الصحف التونسية أن بلدان المغرب العربي ستكون أكبر وأقوى لو كانت معها مصر.. وبين أنها جميعا بما فيها مصر تعيش في حالة تبعية اقتصادية وتقنية وهندسية.. وقدّم بعض الأرقام المتعلقة بالانكشاف التجاري والخلل بين الصادرات والواردات في البلدان المغاربية ومصر.   ولعل اتحاد المغرب العربي هو الفرصة الضائعة التي أنتجت كل هذا التشرذم في منطقة تعتبر متجانسة قادرة على أن تقدم لنفسها وللعالم العربي الإضافة التي تؤدي إلى النهوض بسكان المنطقة والإسهام في تقدم المنطقة العربية و وضع الأسس للوحدة العربية الشاملة.   (*) كاتب وصحافي من تونس   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 12 جانفي 2006)


 

جولة عيدية حول الفضائيات العربية…

خميس الخياطي (*)

 

يوم الثلاثاء الماضي كان يوم عيد الإضحي المبارك أعاده الله علي الإنسانية سلاما في فلسطين والعراق ودارفور والصحراء الغربية وغيرها من بلاد العرب المسقومة. ففيما كانت الأولي السعودية تبث صورا من مراسم الحج حيث الحجيج يرجمون الشيطان، كانت الفضائيات العربية الرسمية الأخري تتغني كل بعيدها، توده أفضل عيد لأفضل مشاهدين . وحتي نكون تخطيطا عن هذا العيد الإسلامي من الزاوية العربية ودون أن نبرح مكاننا ولو لسنتيمترات معدودات، قمنا بسفر من شاشة إلي أخري. وفي سويعات الصباح وأخواتها المسائية، سجلنا ما يظهر عليها دون إعتبار للفوارق الزمنية ولا للجمهور. ومقتطفات هذه الصور لا تعني شيئا بحد ذاته بقدر ما تعني رغبة لدي العبد لله في التحرر من قيود الزمان والمكان والجاذبية العربية…

 

الجولة نستهلها بما جاء علي تونس سبعة في برنامج نسمة الصباح . هذا البرنامج الصباحي والخفيف كما يدل علي ذلك إسمه إختار أن يتحفنا في ذات اليوم السعيد بحضور إثنين من التونسيين لا نعلم حتي هذه الساعة سبب إستضافتهما وهما الممثلة فريال غراجة والمهرج حاتم بالأكحل…لا أحد منهما يكون وجها إستثنائيا حتي يكون ضيفا إستثنائيا. فريال غراجة وقد مرت بتجربة سيئة في قناة خاصة تونسية أضاعت فرصة الظهور في مسلسلات رمضان وبالتالي حضورها ضحل هذه السنة. أما حاتم بالأكحل، فهو من جيل مهرجي قناة 21 الذين لا يمتلكون خصلة ذات قيمة فنية تجعلنا نفرح لوجودهم ذاك الصباح كما يفرح الطفل بـ فلوس العيد . كان علي الثنائي أن يحاور المشاهدين من تونس وخارجها والذين يقدمون تهانيهم لذويهم… منشط البرنامج، سفيان الشعري، رد علي الإختيار بما معناه: وجدت أبي يأكل هكذا فأكلت . أما معد البرنامج فقد قال من جهته عدينا في البرنامج الكبارات كلهم، فما عادش عنا كبير نعدوه . ففي حين بثت هذه القناة مسرحية ميس الريم الغنائية لفيروز/الرحباني مساء العيد، فإنها في ليلة العيد إختارت أن تعيد بث حفل سجلته قبل العام 2004 وهو حفل تراثي من جنس الحضرة . وكيف ذاك التاريخ؟ لأن في عديد زوايا التصوير يري المشاهد يافطات كبيرة تعلن عن الإنتخابات الرئاسية للعام 2004 حاملة صورة للرئيس بن علي. ألم يكن في وسع المسؤولين عن التلفزة أن يبتعدوا ولو قليلا عن الإسقاطات السياسية في ليلة عيد؟ بين هذا وذاك، أهم الفقرات كانت خاصة بمباريات كرة اليد لجهة إحتضان تونس الكأس الإفريقية لهذه الرياضة. كانت النتيجة 9/2 لصالح تونس وكنت أستمع للمعلق يقول عنا ثقة تامة في الفريق التونسي …

 

بين السياسة والإحتفاليات كان فعل قناة المستقلة للتونسي الهاشمي الحامدي التي تبث من لندن. وعلي عادتها، جمعت إثنين من المدعوين لمحاورة عنوانها: ما رأيكم، هل أفسدت السياسة أعياد المسلمين؟ (صيغة السؤال ثقيلة). في ذلك الوقت، إتصل عراقي مقيم ببولونيا واصيل بعقوبة ليشارك في الحوار. حينها، قلب الحامدي الوضع ليسأل المتدخل لماذا لم يعد في بلده… فأجاب بأنه طالما هناك إحتلال، فليس بإمكانه أن يعود إلي وطنه ليضيف مع صدام كان الأمن . وأمام إلحاح المعد وصاحب القناة قال: راح صدام وطلع علينا ألف صدام ، فأخذ الحامدي هذا الرأي ليناقشه مع ضيفيه العراقيين… صدام كان (وفي المناقشة نجد وزير الخارجية الفرنسية هوبير فادرين والرهينة السابقة كريستيان شينو والباحث العراقي هشام داود) ضيفا علي التاريخية الفرنسية Histoire في الفيلم الوثائقي صدام حسين، سيد بغداد الذي أخرجه الفرنسي ميشيل فيلارمي في العام 2002 قبل سقوط النظام البعثي. يقول مسؤول شؤون الشرق الأوسط بالإتحاد السوفييتي: كان لصدام سلوك يجعله يحتل الفضاء بالكامل … قيل سابقا أن الطبيعة تكره الفراغ. أزيح صدام، فأمتلا الفراغ بالفوضي التي إشتكي منها أصيل بعقوبة… فماذا يقول العراقيون الآخرون؟

 

غنائيات عراقية

 

القنوات العراقية ورغم تكاثرها لم تقدم صورة تعتبر. بثت العراقية لقاء مع الفنان قاسم إسماعيل يقول فيه الغناء لم يعد موجودا الآن في العراق (الغناء فقط؟) والسبب أن الفضائيات روجت للأغنية السريعة والراقصة ولا للجملة الموسيقية الشرقية. تذكر حينها أغاني السبعينيات… وهو الأمر الذي تؤكده الديار ببثها أغنية عراقية مطلعها والله ولا والله/ وعيون سود وحور/ حصن من الله . الغريب في الأمر هو أن خلفية الصورة تبين رسومات جدارية مكتوب عليها بالأنكليزية هارد روك كافي (؟)… البغدادية من جهتها لم تكن علي ذيل القائمة بل كانت تبث في ذات الوقت أغنية أمتش علبير/وكلتش من إيديها/ياربي، كل يوم أدعي عليها/أمتش ولا يوم تتصافي وياي… . تنتهي الأغنية ويعلمنا المنشط أن الرجل العادي يمشي ألفي خطوة في اليوم علي الأقل. لماذا؟ الله وهو أعلم بهذا السر. وتأتي الإعلانات.

 

واحد منها عن شباب chat وآخر مصري عن التداوي بالقرآن عنوانه شفاء لما في الصدور … الفيحاء إختارت الإهداءات علي الهواء. رجل دين شيعي (القناة شيعية المنحي) يقول: … أهديه إلي الشعب العظيم الذي عاني الكثير ليعيش حياة سعيدة وأول من يستوجب الإهداء فهم عوائل الشهداء وأبناء الشعب العراقي ضحايا الإرهاب ثم تبث القناة علي صيغة الكليب صورا مولفة علي إيقاع سريع بها لوحات عراقية وبنات في طريق المدرسة وأسراب طيور في السماء وتطلع علي الشاشة جملة قلوبنا معك يا عراقنا الغالي … الشرقية إختارت هي الأخري الإهداءات في برنامج شمة هوا . والصيغ التي تمتاز بها هذه القناة وقد علمنا علي ذلك مرارا في هذه الزاوية هي صيغة الكاميرا المحمولة.

 

نري أحد شوارع بغداد وأناس مجتمعين حول الكاميرا وصحافية تسأل عن إستهلاك العراقي للمقبلات/المكسرات واقتناء كسوة العيد والفلوس المعطاة للأطفال إلخ… ونعود إلي الأستوديو في محاورة هاتفية بين المقدمة ومشاهدة من ذي قار حول وصفات العيد الخاصة… إعلانات عن الشرطة العراقية ومقاومتها الإرهاب بأسلوب الـ كاوبويات ، آخر عن نوعية من السجائر الأمريكية وثالث عن العراق والإرهاب كما لو كانا في مبارات لكرة القدم فتكون النتيجة صفر للإرهاب وإيجابية للعراق. قطع. ويأتي برنامج أنت والمسؤول فتجد حوارا مع رئيس الجمهورية العراقي، تنزل علي زر الريموت كونترول لنستقر علي إيريت تي في . هذه قناة إيريتريا ولم تسنح لي فرصة البقاء بها من قبل. كانت القناة تبث كما فعلت قناة الجماهيرية من قبل صورا لألعاب نارية مرة خضراء وأخري حمراء إلخ مع إهداءات من نوع كل عام وأنتم بخير . إلا أن الليبية كتبت: كل العام والجميع بخير بمناسبة عيد الإضحي … تترقب طويلا ولا تنمحي الصور ولا تهدأ الالعاب النارية، فتختار الإقلاع نحو أرض الكنانة.

 

مصريون ومغربية

 

عند نزولك علي المحور، كان الممثل فريد شوقي يلفظ أنفاسه الأخيرة وتعلن شخصية من شخصيات الفيلم الثانوية كل شيء إنتهي ياولاد . يموت فريد ميتته المسرحية فيأتي السؤال: هو فيه حد يقدر يمشي الشغل زيو؟ . وبما أنك تعرف مليا أن لا أحد من أقرانه يجيد تمثيل الموت مثله حتي مات بصحيح وبالتالي لا أحد بمقدوره خلافة ملك الترسو ، تدفع بالـ ريموت كونترول ليأخذك نحو السابعة المصرية. فتقول لك مقدمة البرنامج: تعالوا معنا نشوف فرحة العيد في إقليم الصعيد من خلال فرحة الأطفال. وهناك نلتقي بمحمد وهشام ومهي ورحمة ومروة الذين تسألهم المنشطة عن سبب عيد الإضحي. فتقول طفلة: علشان نذبح البقرة . طفل يقول: هي قصة سيدنا إبراهيم . تقول له المنشطة: إيه هي قصة سيدنا إبراهيم؟ . وتأخذ متاعك نحو الثامنة. هنا كذلك أطفال وحديث عن فلوس العيد وكيف يتم صرفها وحرية الأطفال في صرفها بالشكل الذي يريدونه و ده شكل مهم جدا لانها فلوس جديدة (؟) وتأتي أغنية لمحمد منير من إخراج محمد بكير وصور عن إمرأة وإمرأة وإمرأة، فتطلب الخامسة، علك تجد بها شيئا غير الأطفال. هنا وللمرة الالف تجد الأطفال ولكن مع أسئلة جديدة من نوع إيه رأيك في البحر والشاطئ والأسكندرية؟ وعن إستعمال فلوس الأطفال من طرف الأطفال، تقول صبية : لقد إشتريت بها هدية لعيد الأم ، تفرح المنشطة لتضيف: وأكلت اللحمة؟ … وقبل أن تقول الصبية بأنها أكلتها، تتذكر أكداس اللحم التي شاهدتها من حولك في ذاك اليوم فيأخذك شعور بالغثيان، فتطلب النجدة نحو الثقافية. بها تجد حنان ترك وممثلة أخري تتفرسان في وجهيهما وتمشطان شعرهما أمام مرآة كبيرة. علي الأولي المصرية يبث برنامج هوانا هواكم وحديث عن الفتة والأكل وأذكريني وبين الأطلال ثم المرأة موظفة في بيتها. هي مسؤولة عن مملكتها وهي المسؤولة الوحيدة لو هناك فرد غير مرتاح… هي مرأة موظفة وقاعدة في البيت، موظفة ببلاش. أما المرأة التي تشتغل، فهي عاملة الصبح وعاملة بعد الظهر… وقبل الإنتقال لطرح هذا الموضوع المناسب لعيد مثل الذي أحيينا يوم الثلاثاء الماضي، تأتي رسومات متحركة تدعو الله: كثر يا ربي أعيادنا فتنتقل أنت نحو أحدي القنوات المغربية. فإن كانت الـ دوزيم تبث أغنية حبيتك في الصيف (ونحن في قلب الشتاء) لفيروز لا تؤديها فيروز مع موسيقي مكهربة وجمهور شبابي، فإن الدولية تبث مسلسلا سوريا. أما بيت قصيد ذاك اليوم، فلم يكن لا مع الكويتية ولا الجزائريتان ولا مع بور تي في بل كان مع الرسمية المغربية وبرنامج مختفون الذي أنتجته منذ أسابيع الثانية المغربية وهو عن فتاة إسمها صفاء إختفت عن عائلتها الريفية وظهرت بعد فترة. فما كان من والدها إلا أن أخذها لطبيبة ليتأكد من أن بكارتها لم تفض. وحينما تعلمه الطبيبة بأن الغشاوة موجودة، تنفتح أسارير الوالد وتزغرد الأم كاو صباح والجدة وكل الحاضرات. ويقول الصحافي: تخيلوا لو تعرضت صفاء لإعتداء جنسي؟ ويقول الأب: العذرية مهمة لأنها تجعل يسوي اللي ما يسواش. المجتمع ما يرحمش… دابة الحمد لله . موسيقي وينزل العنوان : تمرد طفلة.

ہ ہ ہ

 

جملة مفيدة: “الفظاظة هي الشيء الحقيقي لو امتلكنا موهبة ممارستها” . (من سلسلة بافي ضد مصاصي الدماء).

 

(*) ناقد وإعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

  

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 جانفي 2006)

 

 

هل رفعت امريكا الفيتو عن الحركات الإسلامية في الدول العربية؟

د. محمد عجلاني (*)

 

عندما زار كرومير روزفيللت مدير المخابرات المركزية الامريكية الشرق الاوسط ودرس طبيعة المجتمعات في تلك المنطقة، وصل الي نتيجة حتمية وهي ان الولايات المتحدة تستطيع ان تعتمد علي المؤسسة العسكرية في هذه البلدان لحماية مصالحها ولاستمرارية نفوذها، وذلك لأن افراد المؤسسة العسكرية هم الأكثر قربا ثقافيا من الغرب بحسب طبيعة دراستهم في الكليات البريطانية والغربية، وابناؤهم يسيرون علي نهجهم، وهذا ما يقربهم من طبيعة التفكير الغربية، ورغم قوة التيار الديني والمؤسسات الدينية في مصر الا ان الامريكيين فضلوا التعامل مع تنظيم ضباط الاحرار بقيادة الضابط محمد نجيب، رغم ان هذا الاخير كان مقربا من تنظيم الاخوان المسلمين. وهكذا رأينا الانقلابات تتواصل الواحدة تلو الاخري في العراق وفي سورية بدعم وتغطية امريكية واضحة.

 

ولكن بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) وقبلها دار حوار ساخن داخل الادارة الامريكية مفاده الي متي سنبقي نعتمد علي القوي العسكرية في هذه المنطقة لحماية مصالحنا وخاصة بعد ان افقرت وجهلت شعوبها مما انعكس سلبا علي الغرب من خلال حوادث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001، وعلي حوادث التفجيرات الاخيرة في لندن، اي بمعني آخر الغرب لم يعد يرغب برؤية هذه الانظمة التي بدلا من ان تحمي مصالحه اصبحت تفرخ له ارهابيين يضربونه في عقر داره، ولن يبقي السؤال المطروح من له مصلحة في الحوار مع التيارات الاسلامية التي اصبحت اقوي تنظيما من غيرها في المجتمعات العربية، وخاصة بعد اندثار القوي العلمانية والطبقة المثقفة.

 

لقد وجدت امريكا بعد ان قامت بدراسة للمجتمعات العربية وتعرضت علي اتجاهاتها الاسلامية المتعددة، ان تنظيم الاخوان المسلمين ما زال له نفوذ قوي داخل هذه المجتمعات، وان الحوار مع قادته بعد ان يغيروا لهجة خطابهم السياسي والجهادي ممكن. ويستخدم هذا الحوار كمرحلة اولي بمثابة فزاعة لهذه الانظمة. وما الغزل الامريكي الحاصل مع تيار الاخوان المسلمين في مصر الا بداية لتعميمه علي جميع المجتمعات العربية، وما زيارة نادية ياسين ابنة الزعيم الديني المغربي الشيخ عبد السلام ياسين الي امريكا وتصريحها من هناك بأن نظام الملكية لم يعد يناسب المغرب! الا كمؤشر وكدليل علي هذا التوجه الامريكي الجديد.

 

يبقي بالطبع هناك تيار قوي صهيوني داخل الادارة الامريكية سيعرقل وسيمنع تقدم مثل هذا الحوار لأن اسرائيل تري في الحركات الاسلامية ووصولها الي الحكم في الدول العربية بمثابة اعتداء صارخ علي امنها مهما كانت درجة الاعتدال لهذه الحركات، وهي لا تنسي ان اول الجحافل المقاتلة في فلسطين 1948 كانت من المسلمين. وان الشيخ عز الدين القسام من جبلة هو اول من ادخل التنظيم الجهادي المسلح الي فلسطين.

 

لكن الادارة الامريكية تنظر قبل كل شيء اولا واخيرا الي مصالحها، واصبحت معتقدة انه يمكن ايجاد نموذج اسلامي سني في البلاد العربية شبيه بالمثال التركي، الامر سيستغرق بعض الوقت، لكن امريكيا لم يعد يهم واشنطن المدافعة عن انظمة لم تعد تتأقلم مع التوجهات الامريكية الجديدة.

 

النظام في دمشق، اصبح يعي هذه المعادلة، وهناك اتجاه داخل الفريق الحاكم اجراء حوار ولو بشكل غير مباشر مع تيار الاخوان المسلمين وهم يصورون تماما بان النموذج المصري قابل للتطبيق في سورية، وحتي يقطعوا الطريق علي واشنطن وافهامها بانهم ادركوا طبيعة التوجه الامريكي الجديد ستسمع عن حوار ربما يحصل بين اطراف النظام وجماعة الشيخ البيانوني رغم هذه الحملات الاعلامية المستمرة، ورغم قانون الـ49، وهناك في الادارة الحاكمة السورية من يفضل ان يتم تغطية لهذا التيار سوريا بدلا من انتظار قدومهم بقطار امريكي.

 

لقد وصلت امريكا الي قناعة انه مهما دارت ولفت، فالتيار الاسلامي قوي ومترسخ داخل المجتمعات العربية رغم كل الضربات التي تعرض لها، حتي داخل الاحزاب العلمانية هناك اشخاص لهم ميول دينية كعبد العزيز بلخادم الرجل الثاني في حزب جبهة التحرير الجزائرية وأحد المؤيدين وبشدة لولاية ثالثة للرئيس بوتفليقة ويقال انه احد الذين يستمع اليهم الرئيس بوتفليقة فيما يخص الشأن الاسلامي الجزائري. وينسق معه كثيرا في هذا المجال.

 

اذن لقد شهدنا في الخمسينات وصول العسكريين الي الحكم، فلا نستغرب اذا شهدنا في مطلع الالفية الثالثة تبوؤ اسلاميين مراكز قيادية عليا في الدول العربية.

 

ہ كاتب من سورية يقيم في باريس

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 جانفي 2006)

 


الحركة الإسلامية: هل تكون الشريك الرئيس في التحولات الجارية؟

ابراهيم غرايبة (*)         تجرى تحولات واسعة في المشهد السياسي العربي ترشح الحركة الإسلامية لتكون شريكاً سياسياً مهماً للولايات المتحدة الأميركية في العالم الإسلامي، فالانتخابات العراقية والمصرية والفلسطينية، وقبلها تركيا وأفغانستان، والحوارات الجارية بين الولايات المتحدة والحركة الإسلامية، والمراجعة السياسية والإيديولوجية التي تجريها الحركة، وتمثلت في المشروعات والرؤى الإصلاحية الجديدة التي قدمتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر وسورية والأردن، ويتوقع أن تتبعها حماس والتي قد تعدل ميثاقها ليستوعب تحولات وأسئلة واشتراطات أميركية، كلها يؤشر على اتجاهات قادمة في العلاقة الأميركية الإسلامية.   وإذا نجح العراقيون (نسبياً) في تأسيس حياة سياسية ديمقراطية وإقامة سيادة وطنية وإعادة الأمن فإن العلاقات الأميركية العربية ستكرس فلسفة وأسساً جديدة مختلفة عما استقرت عليه طوال نصف القرن الماضي، لأن العراق سيكون المسرح الأول للحكام الجدد في الوطن العربي، وسيكون نموذجاً يمكن تعميمه على العرب.   فالعراق سيحكمه على الأغلب ائتلاف إسلامي ليبرالي بتوليفة طائفية وإثنية، والجديد في هذا النظام السياسي الجديد أنه يتيح المجال للحركة الإسلامية لمشاركة واسعة ورئيسة بعد عقود من الإقصاء والتهميش، ويؤسس لعلاقة جديدة مع الولايات المتحدة.   ستواصل الولايات المتحدة سياساتها السابقة تجاه إسرائيل والنفط والقضايا الدولية والإقليمية من دون مواصلة المغامرة السابقة القائمة على دعم أنظمة سياسية معزولة وفاسدة ولا تحظى بالتأييد الشعبي، وستجد المجتمعات العربية أنها كسبت نسبياً.   وربما تكون السياسات والأولويات الأميركية نفسها تشهد تحولات استراتيجية أيضاً، ففي كتابه الذي صدر مؤخراً «مجلس إدارة العالم» يعرض ديفيد روثكوف نتائج دراسات مسحية واستقصائية لاستكشاف أولويات الولايات المتحدة الأمريكية القادمة بالنسبة الى أقطار العالم.   وكانت نتائج الدراسات أنه على مدى السنوات الخمس القادمة فإن الدول الخمس والعشرين ذات الأولوية للولايات المتحدة الأميركية تأتي في مقدمها الصين، ثم حسب الترتب: روسيا، إيران، اليابان، بريطانيا، الهند، باكستان، الاتحاد الأوروبي، السعودية، فرنسا، كندا، العراق، وتشغل إسرائيل المرتبة 16 في هذه القائمة، وتأتي مصر في المرتبة 24 وإندونيسيا في المرتبة 25.   وعلى مدى السنوات العشرين القادمة فإن درجات القائمة التي تضم الأقطار الخمسة والعشرين ذات الأولوية لم تتغير، ولكن هبطت إيران إلى المرتبة السابعة لتحل محلها الهند (في المرتبة الثالثة) وصعدت السعودية في درجة الاهتمام لتشغل رقم 6 كما صعدت مصر من رقم 24 إلى رقم 12. وهبطت إسرائيل من الدرجة 16 إلى الدرجة 18.   المشكلة في هذه الاستراتيجية أنها تحتاج إلى 40 سنة على الأقل لتقييمها، وللتأكد من تحول أو عدم تحول الأنظمة السياسية الجديدة والبديلة إلى دكتاتوريات فاسدة ومتفسخة، ولكنها في جميع الأحوال بالنسبة الى الولايات المتحدة والجماعات والحركات السياسية الصاعدة مغامرة أقل خطراً وقرفاً من استمرار الوضع الحالي الذي لم يعد مقبولاً ولا تطيقه الشعوب ولن تقبل الاستمرار به، وهو ما بدا واضحاً وجلياً في الانتخابات النيابية المصرية. ويقال دائماً: إن ما يحدث في مصر اليوم سيحدث غداً في الدول العربية.   هل ستقدم الحركة الإسلامية على إعادة إنتاج نفسها على نحو يتفق مع مرحلة تشكل فيها الحكومات القادمة أو تكون شريكاً رئيساً فيها؟ هل ستقدم رؤية سياسية وإصلاحية حول مسائل تطبيق الشريعة الإسلامية والدولة الإسلامية والصراع العربي الإسرائيلي والتسوية السياسية؟ وما تأثير وتداعيات هذه التحولات المتوقعة على الحركة الإسلامية نفسها، وما المشهد المتوقع للحركة الإسلامية في حال مشاركتها الواسعة في الحياة السياسية؟   يتوقع أن تقبل الحركة الإسلامية بالواقع السياسي والاستراتيجي في المنطقة والقائم على المصالح الأمريكية والقبول بإسرائيل في المنطقة، وربما الدخول في حالات من الشراكة والتعاون والتفاهم معها أيضاً.   ويبدو أيضاً أن الحركة الإسلامية تجري مراجعات لتشكيل رؤية سياسية وإصلاحية تقترب كثيراً من رؤية حزب العدالة والتنمية في تركيا، وتحرر كثيراً من المواقف والبرامج السابقة من بعدها الأيديولوجي لإخضاعها لاعتبارات سياسية وواقعية، ونقلها من دائرة الفهم الديني الثابت إلى المصالح المتحولة.   ويتوقع أن يكون لتحول موقف حماس تجاه التسوية السياسية للقضية الفلسطينية تأثيرات وتداعيات كبرى على برامج الإخوان المسلمين ومواقفهم في أنحاء الدول العربية، وبخاصة في الأردن، حيث ستصبح مواقفهم السابقة من التسوية والتطبيع غير ذات مضمون أو متناقضة مع موقف حماس التي يؤيدها الإخوان المسلمون ويتبنون مواقفها، ولن تعود معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عائقاً أمام الحركة الإسلامية في الأردن تمنع المشاركة في الحكومة والعملية السياسية، وكانت الحركة تبرر عدم قبولها المشاركة في الحكومة أو حجبها الثقة عنها في البرلمان بالمعاهدة.   ولنفترض أن الحركة الإسلامية شاركت في الحياة السياسية في الدول العربية والإسلامية في ظل مشروع للإصلاح يتيح الفرصة للغالبية البرلمانية أن تشكل الحكومة، وأن الحركة الإسلامية قد استطاعت أن تشكل الحكومات القادمة منفردة أو بالمشاركة مع قوىً وأحزابٍ سياسية أخرى، فما هو تأثير هذا الواقع الجديد في الحركة الإسلامية وبنيتها وبرامجها وتماسكها الداخلي والتنظيمي؟   إن هذا الواقع سيؤدي حتماً إلى إعادة صياغة الحركة الإسلامية وإنتاجها من جديد لتكون جماعة سياسية تشتغل في القضايا والهموم الميدانية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وستتحول من رمز رومانسي وأيديولوجي معلن إلى جماعة ومؤسسات مطالبة بالإصلاح الاقتصادي وإدارة الموارد والخدمات الاجتماعية والصحية والعلاقات الخارجية وهي في ذلك معرضة للنجاح والفشل، وتحكمها معطيات واقعية وميدانية من الموارد والعلاقات والتفاعلات والمحددات التي ستحولها إلى جماعة أقرب إلى المؤسسات الحكومية والسياسية والاجتماعية القائمة.   لقد اتجهت القضايا الكبرى التي اشتغلت بها الحركة الإسلامية مثل القضية الفلسطينية والعراق وأفغانستان إلى ترتيب وتسويات قبلت بها الحركات الإسلامية المعنية بها مباشرة، وهي الحركات الإسلامية المشتغلة في هذه الأقطار، وهذا سيؤدي حتماً إلى قبول الحركة الإسلامية وبخاصة في مصر والأردن أكثر الدول التصاقاً بقضيتي فلسطين والعراق إلى تحييد هذه القضايا والدخول في مشروعات وبرامج وطنية محلية بغض النظر عن عدالة التسوية التي آلت إليها القضايا القومية الكبرى.   وربما تكون الحركة الإسلامية في مصر هي الأقدر على إعادة صياغة نفسها على نحو يكيّف أوضاعها مع المرحلة السياسية المتوقعة، لأنها شغلت مبكراً بقضايا وطنية واجتماعية وسياسية محلية وتمتلك رؤىً وبرامج وطنية، وتعبر عن الطبقات الوسطى في المجتمع، ولكن الحركة الإسلامية في الأردن تحولت تركيبتها العضوية والتنظيمية والبرلمانية إلى التعبير عن المجتمع الفلسطيني في الأردن، ولن يكون سهلاً عليها أن تتحول إلى حركة مجتمعية تعبر عن طبقاته الفاعلة والمؤثرة في جميع أنحاء المجتمع والدولة، وستتحول إلى منظمة فلسطينية أردنية تعبر عن مطالب المواطنين من أصل فلسطيني.   سيؤثر هذا التحول في التماسك الداخلي للحركة الإسلامية في الأردن ويعرضها للتفسخ، وبالطبع فإن الحركة الإسلامية قادرة نظرياً على صياغة خطاب جديد يقدم تفسيرات ورؤىً تغطي المرحلة القادمة ولا يتعارض مع الفكر الإسلامي الذي تقوم عليه الحركة، ولكنه ليس تحولاً سهلاً ولن يمر بلا تكاليف كبيرة ومؤلمة.   وعلى نحو عام فإن الحركة الإسلامية ستتحول إلى أحزاب أقرب إلى العلمانية، وقد تنتهي حالة «الإسلامية» لأنها ستكون مشتركة بين معظم الناس وتمثل قاعدة عامة للمجتمعات كلها لا تتميز بها حركة أو جماعة معينة، وسيكون أساس تشكيل الأحزاب والجماعات والاختلافات بينها هو البرامج المتعلقة باحتياجات الناس والمجتمعات والضرائب والحريات والموارد، وسيكون الاختيار بين هذه الجماعات والأحزاب على أساس برامجها التفصيلية وليس أفكارها وأيديولوجياتها العامة.   (*) كاتب سوري   (المصدر: ملحق “تراث” بصحيفة الحياة الصادرة يوم 7 جانفي 2006)


 
كتاب جديد

صعود السياسات الاسلامية الجديدة: التعددية والتحديات والديموقراطية

(*)

قراءة: رضوان السيد   هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات، أعدت لها من ضمن مشروع مجموعة عمل من جامعة بوسطن في ما بين 2002 و 2003. ولذلك فأكثر المقالات مكتوبة عام 2003، ولستُ أدري لماذا تأخر صدورها حتى العام 2005؟!   فالطريف في الأمر أن نحو ثلث مقالات الكتاب صارت قديمة نسبياً، مما يدل على سرعة المتغيرات التي يحفل بها المخاض العربي والإسلامي العام. ويتضمن الكتاب مثلاً دراسة وضعها ريتشارد نورتون المتخصص المعروف بالشرق الأوسط المعاصر عن حزب الوسط، الذي خرج مؤسسوه أو أكثرهم من الإخوان المسلمين عام 1995 وأرادوا من طريق ذلك اعتبار حزبهم تحت التأسيس مدنياً وليس دينياً بحيث تعترف الدولة به وهو ما لم يحصل حتى الآن. والذي حدث قبل أسابيع أن الاخوان المسلمين استطاعوا اكتساح البرلمان المصري بهويتهم الصريحة في غير ما حاجة الى استخفاء، وبذلك كانوا أصدق حساً من شباب الوسط وكهوله وأكثر صبراً. ولا شك في أن حزب الوسط (تحت التأسيس) والذي ضعُف جداً، انتهى الآن أو سقط في بئر النسيان.   أما المقالة الأخرى والتي فقدت قيمتها أيضاً فقد كتبها ماندافيل عن الصوفية والسلفية في بريطانيا باعتبارهما ظاهرتين من ظواهر العالمية الإسلامية. وذكر الكاتب ضمن السلفيين على رغم اختلافاتهم الداخلية: حزب التحرير، وجماعة المهاجرين التي أنشأها عمر بكري محمد بعد انشقاقه على حزب التحرير، والجهاديين مع أبي حمزة المصري وأنصار الشريعة. وفي ما عدا حزب التحرير، الذي حُظر في بريطانيا، لكنه موجود في بلدان عدة، فإنه قبل أن يجفّ حبر مقالة نورتون كان عمر بكري قد طُرد الى لبنان، وأبو حمزة المصري قد حُبس، وانتهت كل دعاواهما. وحزب التحرير يقول بالخلافة كما هو معروف، لكنه لا يقول بالعنف في إقامتها مثلما يفعل الآخرون. وهو يعني بالصوفية في بريطانيا أتباع فتح الله جيلان. ولأنه يذكر عقب ذلك مباشرة طارق رمضان ونشاطاته في سويسرا وفرنسا حتى عام 2004، فالظاهر انه يقصد بذكر جيلان وطارق الجانب المعتدل، في مقابل المتطرفين الذين سبق ذكرهم. ويلاحظ ماندافيل في النهاية أن الكثرة الساحقة من المسلمين في بريطانيا لا تنتمي للأصوليين ولا للصوفية. وقد مضت عقود وهؤلاء وأولئك لا يعرفهم أحد، بل ما كانت عندهم دوافع لتكوين جماعات، ثم ظهر بن لادن وعاد كل شيء للتشكل من جديد أو قديم.   ولاحظ هفنر محرر الكتاب في المقدمة أو التمهيد ان هناك ثلاثة أمور تستحق الذكر في علاقة الاسلام بالحداثة: الأمر الأول استمرار المسلمين في احترام الحاجة الى الدين العام، والى رجل الدين الذي يشرعن الحداثة أو يُلائمها مع الدين، ومن باب أولَى يعيد ملاءمة الدين مع المستجدات. والى نفس الظاهرة تنتمي مسألة اتجاه الصاعدين سياسياً الى مراعاة مشاعر الناس في اعتبار دين الدولة الإسلام أو دين الرئيس، أو اعتبار الشريعة المصدر الرئيس للتشريع. والأمر الثاني أن السياسات القومية مثل السياسات الإسلامية من حيث الانتشار في مشاعر الرأي العام، بل يمكن اعتبارهما أحياناً أبعاداً مختلفة لشخصية واحدة. والأمر الثالث ميل الجمهور الى مباشرة الأمور بنفسه بالاقتراع، أو من خلال العلنية في وسائل الإعلام، سواء كانت المجموعة المقصودة قومية أو وطنية أو اسلامية. ولأن الكتاب عن الديموقراطية ومشكلاتها في الحقيقة، فقد سأل المؤلف كالعادة عن موقف الاسلام منها وأجاب بأنه عشية 11 أيلول (سبتمبر) 2001 كان هنا موقفان: موقف برنارد لويس وأنصاره وهؤلاء يعتبرون وجود مشكلات بنيوية بين الديموقراطية والإسلام، في حين يعتبره فريق آخر أن الجمهور حاضر في الإسلام (السني على الخصوص) بقوة، وبذلك فهو مهيأ نوعاً ما للديموقراطية. والمحرر يرى أن كلا الرأيين تبسيطي وليس من السهل الانحياز الى هذا أو ذاك، وإن المطلوب مراقبة الساحة الإسلامية وهي غنية ومتنوعة والأَولى استناداً لتلك المراقبة الأخذ بالرأي الثاني.   وقد تحدث ديل أيكلمان عن وسائل الإعلام الجديدة في الشرق الأوسط العربي وظهور المجتمع المفتوح. ورأيُ أيكلمان مشهور في أن هناك توازياً بين وسائل الاتصال الجديدة وتبلور الجمهور والرأي العام. وهو يرى أن الصحيفة والمجلة صنعتا النخب الوطنية والقومية، في حين أن الراديو والتلفزيون وسائل إعلام جماهيرية، وقد أفاد منها الاسلاميون الجدد. والواقع أن هناك الكثير من الضياع في تحديد الجدد هؤلاء. فهفنر وقاسم زمان يلاحظان أن أكثرهم زعماء جماهيريون ومن غير المتخصصين في الشريعة. لكن زمان يعود فيذكر ان ما هو موجود في العالم العربي غير ما هو موجود في الهند واندونيسيا. بل ان الهند تختلف عن اندونيسيا أيضاً. صحيح ان المودودي صحافي وليس شيخاً، لكن هناك الكثير من المشايخ بين زعماء الحركات الدينية. والاخوان المسلمون في سورية ومصر على الخصوص أكثر زعمائهم ليسوا من العلماء، بيد ان قاسم زمان المتخصص في العلماء قديماً وحديثاً لم يلاحظ الصراع والتنافس بين النخبة الدينية التقليدية وزعماء الحركات الدينية ورجال وسائل الاتصال المعاصرين.   ويدرس توماس بارفيلد مفهوم «الدولة الاسلامية» فيلاحظ انه في أفغانستان اليوم المعنيّ به الدولة التي يمارس سياسيوها سياسات لمصلحة الشعب، وليسوا بالضرورة من المشايخ أو الملالي. وهذا ينطبق على المجاهدين، لكنه لا ينطبق على حركة طالبان. لكن هذا المفهوم واضح في ماليزيا (مايكل بيليتز) واندونيسيا، حيث يتزعم كل الأحزاب الإسلامية أُناس من غير النخب الدينية. بيد انه في البلدين الاسلاميين البارزين، هناك حاجة للإسلام من أجل الشرعنة للسياسات (روبرت هفنر). ومع ان خاتمي هو الذي نحت مصطلح: «الديموقراطية الإسلامية»، لكن الأدنى للمفهوم (الإسلام باعتباره نهجاً للحياة وليس ايديولوجيا أو قانون للدولة) ما هو سائد في اندونيسيا والى حد ما في ماليزيا، كما سبق القول. ويعترف بهمن بختياري بأن هناك محنة بين الاصلاح والديموقراطية في إيران. وهو لا يريد أن يبسّط الأمر بجعل ولاية الفقيه مناقضة للديموقراطية. لكنه عندما كتب مقالته عام 2003/ 2004 كان قد صار واضحاً أن ديموقراطية خاتمي الإسلامية قد حوصرت وسقطت، وأن الذي أسقطها ليس الفكر الشيعي اللاهوتي، بل إدارة الدولة التي يقودها الملالي ورجال الأمن. وفي حين يتخذ الأمر طابعاً درامياً أو مأسوياً في إيران، تبدو فيه كاريكاتورية من نوع ما في تركيا، حيث يهرب حزب أردوغان الموجود في السلطة من التحديدات، ويعتمد على الحسّ الشعبي، وعلى جريان الأعمال، ونجاح الصفقات، باسم الإسلام سراً أو علناً. البروفسور علي أيدن يرى انه لم تعد هناك حاجة في تركيا على الأقل للتفرقة بين مسلم وإسلامي، باعتبار الثاني حزبياً أو ايديولوجياً. فقد انتهت الاسلامية باعتبارها ايديولوجيا أو دوغما، وسيطرت الظاهرة الطبيعية المعروفة بتركيا منذ قرون: لأن الجمهور مسلم، فإن الدولة اسلامية ومن دون ماذا ولكن وكيف!   ويبقى بحثان أحدهما لغفن أوكرولك عن السعودية، والآخر لديانا سنغرمان عن تعديلات قانون الطلاق في مصر عشية صدور قانون الخُلع. أوكرولك يتأمل الأوضاع بعد 11 أيلول، ويتتبع المتغيرات بدقة نقدية، في حين يرى سنغرمان أن الطريف توافق الإسلاميين الجدد والأزهريين على تعديلات القانون، وهذا لا يُضعف الأزهر، لكنه يُعطي الاخوان مرجعية من نوع ما.   (*) قراءة في كتاب: Remaking Muslim Politics: Pluralism، Contestation، Democratization. ed.R. Hefner، 2005.   (المصدر: ملحق “تراث” بصحيفة الحياة الصادرة يوم 7 جانفي 2006)   


 

إيران، وحماس، والأخوان المسلمون… وإنكار «المحرقة»

خالد الحروب (*)

 

إنجرّ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، ومن بعده مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، الى ترديد موقف الرئيس الإيراني أحمد نجادي إزاء إنكار المحرقة وما قام به هتلر ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، أو إنكار عدد اليهود الذين تعرضوا للإبادة آنذاك. لا مصلحة لحماس أو الفلسطينيين، ولا للإخوان أو العرب، ولا لإيران أو المسلمين في التورط في هذه المعركة الدونكيشوتية الخاسرة بداية ونهاية. المحرقة جريمة أوروبية بحق يهود مدنيين ويجب أن تدان أخلاقياً وإنسانيا وإسلامياً حتى لو كان عدد ضحاياها ستة يهود وليس ستة ملايين يهودي. وعندما ندينها بالفم الملآن فنحن ننحاز لكل ما هو إنساني وأخلاقي وحضاري في داخلنا، ولا يترتب على ذلك أي إقرار لإسرائيل أو للحركة الصهيونية بأي تنازل على مستوى فلسطين. ليس هناك علاقة بين المحرقة وصراعنا مع إسرائيل.

 

الكتابة حول هذا الموضوع معقدة وربما تكون مغامرة غير محمودة العواقب، وكثيراً من ينتج عنها سوء الفهم والإتهام، و»الأسلم» ربما يكون في الإبتعاد عنها، أو مماشاة ما هو سائد. لكن إذا إرتأى كل مثقف أن يبتعد عن الخوض في أي موضوع قد يسبب له صداعاً، ويثير حنق البعض عليه أو يصدمهم، فإنه يتورط في عملية خداع واسعة النطاق. ويتخلى عن الشجاعة والجرأة التي يجب أن تكون منطلق طرح أفكار ليس همها إنتزاع التصفيق والتهليل، بل التأمل والتفكير والمساهمة في خلق وعي أعمق وأكثر نضوجاً إزاء القضايا المطروحة علينا.

 

المسألة المركزية المؤسفة في الأدبيات العربية كما في خطاب الخلط والتردد والضبابية لدى إيران، والإخوان، وحماس عند تناول موضوع المحرقة هو الربط العملي رغم أنه غير مقصود بينها وبين قيام دولة إسرائيل. أي أنه بسبب المحرقة وبشاعتها صار قيام إسرائيل مقبولاً ضميرياً وعالمياً، وهكذا فإن الثانية أكتسبت شرعيتها عملياً من حدوث الأولى. هذا الربط غير منطقي وغير حقيقي من ناحية تاريخية، رغم أنه استثمر بشكل بشع في وقت لاحق، وهو ما تريده الصهيونية عموماً. وتعاملنا مع فكرة المحرقة وموقفنا منها يجب أن يكون في معزل عن موقفنا من إسرائيل. وعوض الإنخراط غير الواعي في مسألة إنكارها، فإن الأفضل والأدعى إنسانياً هو كسر إحتكارها ورفض قصر فكرة «الهولوكوست»، أو حدوث الإبادة البشرية، على المحرقة اليهودية، لأن هناك مجازر إرتكبت بحق البشر لم تحظ بعشر الإهتمام الذي حظيت به المحرقة من دون التقليل بمستوى فظاعتها. في حرب فيتنام يتراوح تقدير من قتلهم الأميركيون بين مليونين إلى خمسة ملايين من الفيتناميين الأبرياء خلال الحرب هناك. في كمبوديا قضى بول بوت والخمير الحمر على أكثر من ثلاثة ملايين كمبودي في حقبة السبعينات. وقبل ذلك كله، مات ملايين من الأفارقة العبيد خلال شحنهم إلى «العالم الجديد» عبر آلاف الرحلات البحرية وكان يلقى بهم في البحر لاسماك القرش بسبب المرض أو «عدم الصلاحية». المطلوب هو توسعة رقعة فكرة رفض «الهولوكوست» وليس إنكاره، لأن في التوسعة تعميق للإنسانية، وفي الإنكار تسطيح لها.

 

المحرقة جريمة غربية ضد يهود أوروبا راح ضحيتها ستة ملايين إنسان بريء، وتمت خلال سني الحرب العالمية الثانية في أربعينات القرن الماضي، حيث أحرق اليهود بأوامر من هتلر في محارق أعدت خصيصاً لذلك. هتلر كان عنصرياً بإمتياز وكان مؤمناً بتفوق العنصر الآري على بقية الأجناس. وكان يحتقر اليهود والسود والعرب والغجر والمسلمين وكل من وما هو غير آري. ولو كان في ألمانيا وأوروبا ملايين من العرب والمسلمين خلال تلك السنوات، كما هو حالياً، لتعرض هؤلاء ايضا لمحارق شبيهة. والذين يقللون من عنصرية هتلر أو من فداحة ما قام به ضد اليهود يبررون بشكل غير مباشر كل العنصريات المُدانة التي يعاني منها عرب ومسلمو وملونو أوروبا هذه الأيام في أكثر من بلد.

 

أما الجدل حول «قدسية» التفكير في المحرقة والرفض الغربي المتوتر أي بحث علمي يريد التشكيك في حدوثها، بل إخضاع ذلك التشكيك للمسائلة القانونية فهو جدل مشروع، رغم أن عقدة الذنب الأوروبية تفسر الكثير من ذلك التوتر. ففي عالم نزع فيه العلم القدسية عن كل كل شيء تقريباً بما في ذلك الميتافيزيقيات التاريخية الكبرى يؤدي إستثناء البحث في المحرقة إلى الحنق وتعزيز العنصرية أكثر مما يؤدي إلى محاصرتهما. وبكل الأحوال ليس العرب والمسلمون هم الطرف المؤهل لخوض هذا الجدل، كما أنه لا يفيدهم لا سياسياً ولا أخلاقياً. ففي نهاية المطاف ينحصر السجال في هذه المسألة في الفضاء الأوروبي المتورط التاريخي في هذه الجريمة الإنسانية التي يتحمل وزرها إبتداء. والتطوع العربي الإسلامي الساذج لنقل ذلك الوزر من أوروبا إلى الشرق العربي هو بإختصار تفاهة سياسية مجموعة إلى إنحطاط أخلاقي وهي في المنتهى كمن يلطم نفسه.

 

إذاً، ثمة ثلاث نقاط أساسية يجب أن تصوغ الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي المطلوب من المحرقة خصوصاً أنها مرتبطة في الذهنية اليهودية والإسرائيلية والغربية والعالمية شئنا أم أبينا بإسرائيل وقيامها:

 

النقطة الأولى هي الإصرار على التمسك بإنسانيتنا عند النظر إلى عذابات الآخرين، حتى لو كانوا عدونا الراهن. فالإعتراف بما واجهه «معذبو الأمس» من قبلنا نحن «معذبو اليوم» فيه إنتصار للجوهر الإنساني فينا. وفيه إستعلاء ضميري على منطق الصراع السياسي الآني، بحيث لا يمحي جوهرنا أمام ضغط اللحظة الراهنة.

 

النقطة الثانية هي أن إغتصاب فلسطين ثم قيام إسرائيل سنة 1948 ليس نتيجة مباشرة للمحرقة، وليس هناك علاقة سببية بين الحدثين، فالحركة الصهيونية العالمية كانت قد تأسست في أوخر القرن التاسع عشر، أي بنصف قرن على أقل تقدير من حدوث المحرقة، وكان هدفها إقامة فلسطين. الشرعية التي تُضفى على إسرائيل بسبب المحرقة شرعية لا أساس تاريخي لها، لأن مشروع إغتصاب فلسطين سابق على المحرقة. الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي والإنساني الشريف يجب أن يفصل بين الحدثين، ويرفض أي شرعنة للعلاقة بينهما. وعندما نفصل بين الحدثين نكون في موقع أكثر وضوحاً إزاء المحرقة ذاتها، ولا نشعر بالحرج بإعترافنا وبتنديدنا بها. لأن الإعتراف بها وإدانتها كجريمة إنسانية مروعة لا يتضمن الإعتراف بشرعية قيام إسرائيل على أنقاض فلسطين. أما الذين يصرون على الربط بين الحدثين وتوثيق شرعية قيام إسرائيل بحقيقة أو عدم حقيقة حدوث المحرقة فإنهم يورطون أنفسهم في موقف مربك مُضاد لما ينادون به. ففي حال فشلوا في إثبات عدم حدوث المحرقة وبانت لهم بأنها واقعة تاريخية فإن معنى ذلك هو التشريع التاريخي والضميري لقيام إسرائيل.

 

النقطة الثالثة هي أن إنكار المحرقة من جانب الفلسطينين والعرب والمسلمين يُسعد إسرائيل والحركة الصهيونية ويوفر لهما سلاحاً رائعاً للإستخدام وهو سلاح الظهور بمظهر الضحية. إسرائيل تريد أن تظل «الضحية الرقم واحد» في العالم, وتريد أن تديم إستثمار المحرقة للأبد. إنكار المحرقة يعني أن هناك «أعداء متجددين ضد الجنس اليهودي» جاهزون للقيام بمحارق جديدة ضد اليهود, وهذا يستدعي مناصرة العالم ورعايته لإسرائيل دوماً وأبداً. إسرائيل ولوبياتها في العالم تنجح في إثارة الفزع العالمي كلما فتح أحد فمه ضد المحرقة. ليس هدفها الدفاع عن حدوث المحرقة والمكوث في الماضي بقدر ما هو الحرص الذكي على تجديد التأييد الراهن وضمان المستقبل. الإعتراف بالمحرقة يقطع الطريق على هذه الممارسة الدائمة، ويساعد على الفصل المطلوب بين المحرقة وإسرائيل. يهود المحرقة ضحايا أرتكبت بحقهم جريمة إنسانية فظيعة، أما الإسرائيليون فهم مجرمون متغصبون ولا يحق لهم بأي شكل من الأشكال الزعم بأنهم ضحايا. كل ما نكسبه من وراء التصريحات العنترية بإنكار المحرقة هي توجيه مزيد من التأييد العالمي لإسرائيل.

 

تسعد إسرائيل ويسعد ساستها عندما يصرح قادة حماس أو الأخوان المسلمون أو إيران أو أي عربي أو مسلم منكراً حدوث المحرقة, أو متبنياً لخطاب معاد لليهود كأتباع ديانة أو لليهودية كدين. لأن ذلك كله يؤكد ما تتبناه دعايتها في كل مكان أن الفلسطينين والعرب والمسلمين يريدون إبادة اليهود، على عكس ما يحصل في الواقع في فلسطين. في المقابل سوف ترتبك إسرائيل وساستها وكل لوبياتها عندما يختفي الخطاب الساذج والمسطح الذي يتفوه به بعض الزعمات بل وحتى المثقفين إزاء المحرقة أو اليهود عموماً. تخيلوا ماذا كان بإمكان الخطاب الرسمي الإسرائيلي أن يقول لو أن خالد مشعل أو مهدي عاكف كان قد صرح إننا ضد ما حدث بحق اليهود في أوروبا، وبالتأكيد ضد المحرقة لأن ديننا يحظر إبادة الأبرياء بغض النظر عن دينهم وجنسهم وعقيدتهم، وأن من راحوا ضحية تلك المحرقة لا علاقة لهم بجلادي إسرائيل ووحشيتها التي نعاديها ونناضل ضدها، وأن الصهيونية لا يحق لها أن تستثمر موتهم البشع كي تجلب الموت والدمار لشعب بريء!..

 

(*) كاتب واعلامي اردني / فلسطيني – كمبردج (بريطانيا).

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 جانفي 2006)

 


حماس تقترب من منطقة الخطر السياسي

د. بشير موسي نافع (*)

 

حماس هي أكبر القوي الفلسطينية الإسلامية، وهي قوة وطنية رئيسية. وقد باتت حماس المنافس الوحيد لحركة فتح، ولقيادتها الحركة الوطنية الفلسطينية، المستمرة بلا انقطاع منذ 1968. برزت هذه المنافسة في الانتخابات البلدية الفلسطينية التي جرت علي امتداد عام كامل، وتبرز اليوم في الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية في الضفة والقطاع، وهي الانتخابات التشريعية الثانية في ظل السلطة الفلسطينية. وكانت حماس قد قاطعت الانتخابات التشريعية الأولي في 1996، علي أساس ان الانتخابات تجري في إطار اتفاقية أوسلو التي عارضها الإسلاميون الفلسطينيون، ورفضوا ما يترتب عليها من تقييد لحق المقاومة والتنازل عن حقوق فلسطينية تاريخية. ولكن حماس، التي ازدادت قوة ونفوذاً وشعبية خلال السنوات العشر التالية، أعلنت قبل شهور قليلة عزمها المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة. وليس ثمة من مشكلة في مشاركة حماس في الانتخابات، المشكلة هي في الإشارات المصاحبة لهذه المشاركة.

 

الذين يعيبون علي حماس قرار المشاركة يرون أن لا شيء قد تغير في شرعية السلطة والنظام المنبثق عنها. إن كانت السلطة في التسعينات هي نتاج اتفاق أوسلو، فالسلطة في 2006 لم تزل تدين في وجودها الهش والمتضائل إلي الاتفاق ذاته. ودخول المجلس التشريعي هو قبول ضمني بأوسلو، تماماً كما قدرت حماس في رؤيتها للانتخابات التشريعية الأولي. وهذا بالطبع أقرب إلي المنطق التبسيطي، وإلي التعامل مع السياسة باعتبارها معادلة صفرية دائمة. أولاً، لأن السلطة الفلسطينية أصبحت أمراً واقعاً متقادماً، بل ان وجودها بات يتعارض في وجوه عدة مع المصالح الإسرائيلية.

 

ثانياً، لأن السياسة هي في أساسها المصلحة وليست طقوساً ثابتة مقدسة. ربما كانت المصلحة في منتصف التسعينات هي في عدم المشاركة، ولكن الواضح بعد تجربة السلطة الفلسطينية، قبل وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية، ان هناك مصالح للناس وللقضية الوطنية يمكن تحقيقها من خلال المشاركة في الانتخابات والعمل من خلال المجلس التشريعي الفلسطيني، ضمن وسائل أخري. وثالثاً، لأن قوة فلسطينية شعبية رئيسية، تمثل قطاعاً واسعاً من الشعب، لا يمكن ان تستنكف عن التعبير عن حاجات للناس يصعب تحقيقها بدون علاقة ما بأجهزة النظام الذي يحكمهم. ان قدراً كبيراً من تعامل السلطة الفلسطينية مع القضية الوطنية يتم بسرية، وبتغييب للموقف الشعبي، كما تعاني أجهزة السلطة من سيطرة الهم الأمني، الفساد، استباحة المال العام، والمحسوبية. وقد يساعد التمثيل البرلماني الفعال في مواجهة هذه التوجهات والسلوكيات، لاسيما ان المجلس التشريعي الفلسطيني أثبت في مناسبات عديدة انه ليس مؤسسة مدجنة، بالرغم من

ضعف تمثيل قوي المعارضة في المجلس.

 

المشاركة في الانتخابات، والتمثيل البرلماني، ليس مشكلة. المشكلة هي من نوع آخر. ثمة إشارات متزايدة من قادة في حماس تبدي استعداداً لدخول الحكومة الفلسطينية، بل لقيادة الحكومة إن نجحت حماس في حصد أكثرية مقاعد المجلس التشريعي. وهناك إشارات أخري علي الاستعداد لإجراء مراجعة للسياسات، لاسيما والوضع الفلسطيني يواجه حملة ضغط هائلة من الحكومة الإسرائيلية، الإدارة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، تستهدف الضغط علي حماس لتغيير أهدافها الاستراتيجية والتخلي عن السلاح، أو منعها من المشاركة في الانتخابات.

 

ليس من الواضح حتي الآن إن كانت الانتخابات الفلسطينية ستعقد بالفعل في موعدها المقرر في الخامس والعشرين من هذا الشهر، أو ان الرئيس الفلسطيني سيخضع لضغوط الداعين إلي التأجيل. ثمة من يخشي من ان تؤدي الانتخابات إلي تقويض مستقبله السياسي. وهناك من يخاف تداعيات الصعود السياسي المتوقع لحماس علي مجمل الوضع الفلسطيني، وعلاقات السلطة بالأوروبيين والأمريكيين. وهناك خلاف متزايد في صفوف قيادات وكوادر فتح حول ما إن كان عقد الانتخابات الآن سيكون في صالح فتح أو حماس. وحتي إن عقدت الانتخابات، فليس من الواضح حتي الآن إن كانت السلطة ستلتزم بحيادية قاطعة أم لا، وما إن كانت فتح ستستطيع الحفاظ علي الاكثرية البرلمانية أم انها ستتعرض لهزيمة انتخابية علي يد حماس. ولكن دخول حماس الانتخابات باعتبارها الطريق إلي الحكم والسلطة، وليس فقط التمثيل القوي والضروري في المجلس التشريعي، سيترتب عليه متغيرات هامة في سياسة واستراتيجية، وخطاب حماس. وهذا ما سيترك تأثيره علي مجمل الساحة الوطنية الفلسطينية، وعلي الساحة العربية الإسلامية.

 

إن من المستحيل احتلال موقع تنفيذي وممارسة دور فعال في المقاومة الفلسطينية في آن واحد. قد لا يؤدي هذا إلي تخلي حماس الكامل عن السلاح، ولكنه سيؤدي بالتأكيد إلي تغيير في دور ووجهة هذا السلاح. وستصبح حماس مسؤولة مسؤولية مباشرة عن العملية التفاوضية وما ينجم عنها، تماماً كحركة فتح، في وقت تزداد المؤشرات علي أن العملية التفاوضية تحولت إلي استقبال فلسطيني سلبي لقرارات إسرائيلية أحادية، وأن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة سيتوقف طويلاً بعد الانسحاب الجزئي من قطاع غزة. بكلمة أخري، ستوفر حماس بشراكتها في السلطة للمرة الأولي منذ بدء التحول في سياسة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في منتصف السبعينات من القرن الماضي، غطاء فلسطينياً شبه إجماعي لحركة تسوية سياسية للقضية الفلسطينية لا تحقق الحد الأني من الحق الفلسطيني التاريخي.

 

كانت المطالبة الفلسطينية الوطنية في منتصف السبعينات باعتبار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منعطفاً بارزاً في تاريخ القضية الفلسطينية. وقد أقرت القمة العربية حينها المطلب الفلسطيني، تمهيداً للتخلي العربي الرسمي الضمني عن المسؤولية تجاه الصراع علي فلسطين، وفتح الطريق أمام منظمة التحرير للمشاركة في عملية التسوية وتحمل أعباء التفاوض والتنازلات المتوقع فرضها للتوصل إلي حل تفوضي. لم يكن الخيار الذي ذهبت إليه منظمة التحرير في منتصف السبعينات هو الخيار الوحيد المتاح. صحيح ان عجلة التسوية دارت بعد حرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973 كما لم تدر من قبل منذ انفجار الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

 

وكان لابد استكشاف ما إن كانت التسوية ستحقق للفلسطينيين ولو جزءاً من مطالبهم وحقوقهم الوطنية. ولكن أصواتاً هامة في الساحة السياسية الفلسطينية جادلت يومها بأن من المصلحة الفلسطينية والعربية ان يترك شأن التفاوض والتسوية للدول العربية التي كانت تتمتع بالسيادة علي، وتتحمل بالتالي المسؤولية القانونية عن، الضفة والقطاع قبل 1967. لتحاول الدول العربية إنجاز ما يمكن إنجازه عن طريق التفاوض، علي ان تتفرغ القوي الوطنية الفلسطينية لمقاومة الاحتلال والنهوض بتنظيم ودعم قوي الشعب الفلسطيني في المهجر وتحت الاحتلال. إن استطاعت المفاوضات استعادة الضفة والقطاع، فذلك خير، ولا يهم أن تكون تلك الاستعادة باسم الأردن ومصر أو باسم منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن شيئاً من عواقب التفاوض والتسوية لن يلزم الفلسطينيين بأي حال من الأحوال. هذا، فوق ان الموقف العربي التفاوضي في حال تعهد الدول العربية بعملية التفاوض سيكون أقوي بكثير من ترك الفلسطينيين لتحمل أعباء العملية السياسية.

 

لم تستمع القيادة الوطنية الفلسطينية لتلك الأصوات، التي أثبتت مجريات التاريخ انها كانت بالفعل علي حق. وقد أوصل طريق الممثل الشرعي والوحيد الفلسطينيين إلي الوضع الكارثي الذي وصلوا إليه، بعد ان تم الاستفراد بالجانب الفلسطيني، وتخلت أغلب الدول العربية عن لعب دور فعال في الشأن الفلسطيني، طالما ان الفلسطينيين يتحملون مسؤولية القرارات المتعلقة بمصيرهم. وما يحدث اليوم يبدو شبيهاً بما حدث منذ النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي.

 

فمنذ اندرجت منظمة التحرير الفلسطينية في عملية التسوية، لم تنجح قرارات التفاوض والتسوية المتعددة في الحصول علي دعم إجماعي فلسطيني. وما ان تأكد صعود التيار الإسلامي الفلسطيني في مطلع التسعينات حتي أصبح واضحاً ان قيادة منظمة التحرير تفاوض باسم قطاع من الفلسطينيين وليس كلهم. بل ان البعض ذهب إلي ان اتفاقية أوسلو وقعت أصلاً في لحظة اتفاق مضمر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي علي محاصرة الصعود الإسلامي الفلسطيني. ولكن، وبدلاً من ان تساعد اتفاقية أوسلو القيادة الوطنية علي حشد الفلسطينيين من خلفها، فقد فاقمت من حدة الانقسام الوطني الفلسطيني. رفض الإسلاميون اتفاقية أوسلو وما تمخض عنها، بينما تخلت قيادة السلطة موضوعياً عن تمثيل فلسطينيي المهجر، بل وهمشت منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت أوسلو باسمها والتي يفترض ان تمثل جميع الفلسطينيين، في الضفة والقطاع وفي المهجر. ولم يستعد قدر من التماسك الوطني القلق إلي الوضع الفلسطيني في الضفة والقطاع إلا بعد اندلاع الانتفاضة الثانية في أيلول (سبتمبر) 200، وانحياز عرفات وقطاع كبير من فتح إلي الحركة الشعبية.

 

إن تكلفة دخول حماس السلطة وتحملها أعباء العملية السياسية هي أكبر بكثير من المكاسب المتوقعة من مثل هذه الخطوة الفادحة. إن كان هناك من شيء لا تزال عملية التفاوض تعد به، فلتترك القيادة الوطنية لتحقيقه، بدون ان تتحمل عواقبه المتوقعة القوي والتيارات وقطاعات الشعب الفلسطيني كافة. لماذا يوضع كل البيض الفلسطيني في سلة عملية غامضة الأفق، ما اتضح منها حتي الآن لا يبعث علي الاطمئنان؟ حتي في الجانب الإسرائيلي، حيث دولة كاملة السيادة، وجدت قوي معارضة رفضت وترفض القبول بالتسويات التي تم التوصل إليها مع الجانب العربي. ولماذا تقوم قوة إسلامية رئيسية بتوريط كل التيار الإسلامي العربي في سياق تسوية لا يمكن للضمير الإسلامي الموافقة عليها، حتي وإن فرضت بقوة اختلال توازن القوي؟

 

مشكلة الإسلاميين المتكررة في الساحة العربية هي الحركة السياسية المتوازنة والاقتراب من الطبيعة المركبة للعمل السياسي. وقد أصبح الانتقال بين الراديكالية أو التطرف، من ناحية، والتفريط والتهاون، من ناحية أخري، ظاهرة عربية إسلامية بامتياز. ثمة موقع، أو حتي مواقع، بين الاستقطابات السياسية. حماس تقترب الآن من دائرة الخطر، وعليها ان تفكر ملياً قبل أن تخطو خطواتها المقبلة. فلسطينياً، ليس هذا زمن الحكم وتوزيع المكاسب بعد.

 

(*) كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 جانفي 2006)

 

 

سورية: نخبة حاكمة تنهار ونخبة ثقافية تصعد!

ميشيل كيلو (*)

 

يمر الوطن العربي في حقبة تتسم بانهيار وتداعي النخب الحاكمة وتبلور وصعود نخب بديلة، أبرزها اليوم النخب الثقافية، التي تمهد الأرض أمام تغيير ينشده المواطن، وتتلمس شروطه وإمكاناته وسبله، ويرجح أن يظهر من صفوفها بعض ممثلي البديل السياسي القادم، بالنظر إلي حجم انخراطها في فعل التغيير من جهة، وإفلاس التيارات الأيديولوجية، التي عرفها التاريخ العربي الأحدث من جهة أخري، واتسمت بالشمولية القومية أو الاقتصادية/ الاجتماعية، وتبين مع الوقت عجزها عن إنجاب بديل من داخلها، لعجزها عن تجديد نفسها بما يتناسب مع الواقع العربي والدولي الجديد، كما تؤكد تجربة البعث، التيار الأيديولوجي الشمولي القومي والاجتماعي في آن معا، الذي يظهر اليوم عجزه الفاضح عن تجديد نفسه، رغم اعتراف قياداته بحاجته الملحة إلي ذلك.

 

بالانتقال من العام إلي الخاص، من تجربة العرب التاريخية الحديثة إلي تجربة البعث في سورية، يلفت نظرنا تداعي النخبة الحاكمة، الذي يكتسب طابعا مميزا وخطيرا، لكونها لا تنهار كنخبة حاكمة وحسب، بل كنخبة مالكة وعارفة أيضا، حولتها سنوات حكمها الأربعون إلي مجتمع سياسي مثلت قياداتها نواته الصلبة، التي ضمت إليها قوي مجتمعية واقتصادية مختلفة، لكن مصالحها شرعت تبعدها عن طريقة هذه النخبة في إنتاج الثروة وتوزيعها، وتاليا في إدارتها وتملكها، بينما انفكت عن المجتمع العام، مجتمع المواطنين، وفقدت صلاتها به إلي الحد الذي يجعلها غريبة عنه في كل شيء: من أسلوب التفكير إلي أسلوب العيش إلي أسلوب الاستهلاك إلي أسلوب التخاطب والتواصل … الخ. مهما يكن من أمر، فإن تداعي النخبة الحاكمة السورية هو واقعة تؤكده الحقائق الثلاث التالية:

 

1 ـ عجزها عن تطوير بدائل بمعونة أيديولوجيتها ونظامها الأيديولوجي للواقع المأزوم، الذي أنجبته خلال انفرادها بالسلطة والحكم طيلة فترة تشكل القسم الأكبر من تاريخ سورية المستقلة الحديث، انتهت أولا إلي أزمة وطنية غير قابلة للحل عبر سياسات سلطة علي قدر من الضعف يحول دون استعادة الجولان المحتل بالتفاوض مع العدو الإسرائيلي أو بالحرب ضده، وثانيا إلي أزمة اجتماعية/ اقتصادية، معرفية وثقافية أثبتت النخبة الحاكمة أنها ترفض النظر إليها كأزمة، وتعتبرها وضعا طبيعيا تشوبه عيوب ونواقص وحسب، كما ترفض أن تري فيها نتاجا طبيعيا وحتميا لأبنية النظام، يستحيل التخلص منها بأساليبه ومناهجه، التي تسببت بها، مثلما يستحيل التخلص منها دون التخلص منه، ودون استبداله بنظام جديد، مغاير له ومختلف عنه، تقاتل النخبة الحاكمة ضد تكون مقدماته ومستلزماته، وتعتبر العمل لها ضربا من مؤامرة خارجية علي الوطن، الذي تفهمه بطريقة تضفي عليه طابعا يجعله متماهيا مع النظام .

 

2 ـ عجزها عن فهم متغيرات العالم وتطوير مناعة معينة ضدها أو تكييف نفسها معها، وعجزها عن مواكبة ما يجري علي الأصعدة السياسية والاقتصادية والعلمية/ التقنية والاجتماعية والثقافية العالمية، وتصميمها علي إبقاء سورية بلدا خارج العام، لاعتقادها أن غربته عنه هي سبيلها إلي الحفاظ علي سلطتها وحكمها، بينما يعني انخراطها فيه وتأقلمها معه انهيارها الحتمي. ومع أن المتغيرات المقصودة ليست من طبيعة سياسية بالضرورة، فإن النخبة السورية الحاكمة تصر علي إضفاء طابع سياسي عليها، وإلا كان من الصعب تحويلها بدورها إلي مؤامرة إمبريالية، وتكريس مفهوم للوطنية مضاد لها، يعتبر النظام والوطن شيئا واحدا، ويري في المطالبة بالتغيير أو بمراعاة جديد العالم خيانة وطنية.

3 ـ عجزها عن قبول ما حدث في سورية من مستجدات، أهمها بروز معارضة تضم أطيافا سياسية واسعة ومتنوعة، وعن الاعتراف بوجود هذا الجديد في الواقع، ورفضها التعامل مع الواقع كما هو، وتمسكها بصورة واقع أيديولوجي فات زمانه، ولم يتحقق في أي وقت، ولم يعد له سند في المجتمع، نشأ ويستمر بقوة أجهزة القمع وسياسات السيطرة علي الثروة وإنتاج المعرفة واحتكار القوة، التي تمارس ضد المواطن بطريقة تنفي وجوده، وتنكر ما يترتب عليه من حقوق سياسية ودستورية.

 

ترفض النخبة الحاكمة الاعتراف بالواقع السياسي، وترفض نهج الإصلاح، رغم أن المعارضة قدمت برنامج مصالحة وطنية يتخطي قضية السلطة ويعطي الأولوية للعمل علي حل مشكلات وأزمات البلد، التي أنتجها النظام وحده، علي أن تتم المصالحة ويبدأ حل الأزمات انطلاقا من أسس في العمل العام مختلفة عن الأسس التي أرسي البعث نظامه عليها، تتعين بمعونتها حلول المعضلات الراهنة: من مشكلة البطالة،إلي مشكلة التنمية، إلي مشكلة التعليم والقضاء والإدارة،إلي مشكلة التصدي الناجع للأخطار الداخلية، المهددة للوحدة الوطنية، والخارجية، المهددة للوطن، التي ستتعامل القوي السياسية والمجتمعية السورية معها باعتبارها قوي وطنية متحالفة متفاهمة، وليست أطراف سلطة ومعارضة متصارعة.

 

رفض النظام حتي مناقشة هذا البرنامج، رغم أنه امتنع إلي اللحظة عن تقديم برنامج يجسد رؤيته هو للتغيير وامتنع عن نقد برنامج المعارضة ورفض إبداء أية ملاحظة عليه، واكتفي رئيسه بشار الأسد بحديث أورده في آخر خطبة ألقاها يزعم أن المصالحة تتم بعد حروب أهلية، وان سورية ليست قبائل متقاتلة حتي تتم فيها مصالحة وطنية !. واليوم، تدور البلاد في دائرة مفرغة، يحاول نظامها إبقاءها فيها بمساعدة سياسة ابتزازية تعتبر المعارضة خيانة محتملة، والاعتراض خيانة مؤكدة، والنضال السلمي،التدرجي والآمن والبطيء والمدروس، من أجله خيانة عظمي، بينما تعلن لنخبة الحاكمة عزمها علي إبقاء كل شيء كما هو، من أجل رد المؤامرة الأميركية علي الوطن، مع أن السوريين يعرفون أن نظامهم يحمّل بلدهم أزمة وطنية، وأزمة غربة عن العصر، وأزمة استبداد في الداخل وتخبط في الخارج، ويخشون أن يؤدي تمسك النظام بأوضاعه الراهنة إلي جعل هذه الأزمات من طبيعة مستعصية.

 

تتمسك النخبة الحاكمة بوضع يعمق أزمات النظام القديمة وينتج أزمات جديدة تدفعه أكثر فأكثر إلي الهاوية، جسدها في الآونة الأخيرة انتحار اللواء غازي كنعان وانشقاق نائب الرئيس عبد الحليم خدام، وكانا كلاهما من أقدم ممثلي النظام وأكثرهم تمسكا به ودفاعا عنه.ولعله ليس من المبالغة القول: إن أخطر أزمة يتعرض لها النظام اليوم تتجلي في ضعف نواته القيادية وتقادم سياساته وتراجع قدرته علي التحكم بذاته وبمجتمعه، وانتقال الأزمات التي خلقها كي يضبط بها المجتمع إلي داخله، في ظرف يتسم بإفلاس أيديولوجيته وتقلص وانهيار شرعيته، وتحول عيوبه إلي أمراض متفاقمة، لا أمل له في الشفاء منها عن طريق الوصفات، التي لطالما أدار بها مشكلاته أو تعايش معها.إن من يدفع ثمن الأزمات من وعد الإصلاح الفاشل فصاعدا هو النظام، وهذا جديد أزمة النخبة، وجديد سورية، الذاهبة نحو وضع جديد تعمل النخبة الحاكمة المستحيل لتصعيب وصولها إليه ومنعها من بلوغه، لكن قدرتها علي ذلك تتناقص يوما بعد يوم، بينما تتزايد عوامل الاضطراب والتفسخ في صفوفها، وتعاني مما كانت قد نجحت في تعريض المعارضة له إلي الأمس القريب: الانقسام والعجز والضعف.

 

مع أوائل السبعينيات كانت الصورة هي التالية: عالم حزبي/ شمولي يبرز وعالم ديمقراطي/ مجتمعي يموت. واليوم، تنعكس الآية تتقدم معادلة بديلة تتجلي في بروز وتوطد عالم مجتمعي/ ديمقراطي، وفي أفول وموت عالم حزبي ـ بعثي/ شمولي، تقتله وتموت معه النخبة الحاكمة، التي لعبت دورا حاسما في تغيبه عن الوعي، ثم في موته الوظيفي، الذي يتحول بسرعة إلي موت سريري.

 

نخبة ثقافية تصعد: وهي بالأصح تتشكل وتصعد بطريقة مغايرة للطريقة التي تشكلت وصعدت بها النخبة الحاكمة الحالية، التي احتوت المجتمع، بعد أن وضعت يدها علي الدولة، وسلطنتها وأضفت طابعا خاصا وضيقا عليها، له سمات شخصية وحزبية، ودمرت المجتمع السياسي بحجة أنه قديم وأقامت عوضا عنه مجتمعا جديدا قام علي نفي الحرية وحقوق الإنسان والمواطن، وعلي وضع تطلعات الشعب بعضها في مواجهة بعض، بحيث ألغت الاشتراكية القومية، وأبطلت الحرية الاشتراكية، وتناقضت القومية معهما، وجعلت الشعب عدوا داخليا خطيرا كتمت أنفاسه، بحجة أنه لا يجوز أن يؤتمن علي وطنه قبل ترقيته ثوريا، عبر تقييده بقيود متنوعة وصارمة من الأحكام العرفية وحالة الطواريء والمحاكم الاستثنائية، ومراقبته عبر أجهزة سرية تمسك بالسلطة وتجسدها، وإن بدا أن خيوطها تتركز بين يدي فرد يجلس وحيدا علي قمة هرم الحكم.

 

تري النخبة الثقافية الجديدة نفسها بدلالات تختلف جذريا عن دلالات ومرجعية النخبة الحاكمة، فهي لا تريد التحول إلي نخبة حاكمة ومالكة، وتعمل لإقامة حقل سياسي تعددي، أساس الدولة والمجتمع فيه واحد: الإنسان بوصفه ذاتا حرة وجديرة بالحرية بغض النظر عن تعييناتها الموضوعية، كما قال أرسطو. وهي تري نفسها بدلالة مجتمعها وحريته، والنظام الديمقراطي الضروري لإدارته، ولا تري نفسها بدلالة مصالح خاصة تضعها فوق مصالح العامة ومصالح الدولة العليا.إلي هذا، إنها لا تعمل انطلاقا من رغبتها في امتيازات، بل تعمل كي لا تكون هناك نخب مميزة أو امتيازية منفصلة عن المجتمع ومستقلة عنه، تعطي نفسها حق قيادته إلي حيث تريد، باسم مثل عليا وأهداف تدعي أن لها وحدها حق تفسيرها وتحقيقها في الواقع، كما فعلت نخبة العسكر الحاكمة في سورية. وتناضل النخبة الثقافية الجديدة من أجل إنهاء طابع العمل العام الأقلوي، ولوضع حد لمزاعم النخب، التي جعلت منها في الماضي طليعة مزعومة، ومكنتها من الوصول إلي الحكم باسم الشعب، الذي ما لبثت أن استخدمت سلطتها ضده.

 

هذه النخبة الثقافية، التي تري في الثقافة نقطة ضعف المشروع السلطوي القائم، ونقطة قوة مشروع النهضة البديل، تريد للأخير الانطلاق من حقل ثقافي يختلف أشد الاختلاف عن الأيديولوجيا القومية/ الاشتراكية الشمولية، التي خرج منها مشروع البعث، لأنها مرت تاريخيا بجميع مراحل هذا المشروع، كما عرفت وعايشت المشروع الليبرالي الضعيف السابق له، ودرست المشروع الإسلامي، الذي كان أول من فشل في التصدي للغزوة الاستعمارية الأوروبية، فهي ليست منقطعة أذن عن التاريخ والواقع العربي/ الإسلامي، بل هي ابنته الشرعية، التي عرفت تفاصيله وروافعه، وعانت كثيرا بسبب إخفاقه، لا سيما وأنها شاركت في إطلاقه وعجزت عن حمايته من قوي الاستبداد والتفرد، التي انبثقت منه ، وتجد نفسها اليوم أمام واقع جديد له حاجات جديدة ويتطلب نمطا مختلفا من الثقافة، دون أن يعني هذا تخليها عن أهداف النهضة العربية التاريخية، وخاصة منها هدف الوحدة العربية، وقهر الصهيونية، وطرد الغزاة والمحتلين الأجانب من أرض العرب، وإقامة حكم الشعب بيد الشعب ولصالحه، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

 

هذه النخبة، التي تري في الديمقراطية منطلق ومآل الإحياء المجتمعي والسياسي، تعتقد أن المجتمع يجب أن يكون مستقلا نسبيا عن حقل السياسة، ليس فقط لأنه أساسه وحامله، بل لأن له مصالح تختلف عن مصالحه في جوانب معينة، وعليه أن يتمكن من التعبير عنها وتحقيقها، بالنظر إلي أولويتها بالمقارنة مع أية مصالح أخري تقع في مجال الدولة، وخاصة منها مصالح السلطة ومن يمسكون بها، وإلا استحالت بغير هذا ممارسة السياسة الحديثة، وجافت الديمقراطية معناها الحقيقي، الذي لا يجعل منها خيارا سياسيا وحسب، بل طريقة عيش وتفكير وتواصل، تترتب علي نشاط سائر الفاعلين في الحقول الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، أكانوا داخل السلطة أم خارجها، الذين يتساوون أمام القانون وفي الواقع، ولهم الحق في لعب أوسع الأدوار علي سائر الأصعدة.

 

ومع أن تشكل هذه النخبة ما زال عملية قائمة علي قدم وساق، فإن ما تواجهه من مصاعب منذ أربعين عاما ونيف لم يفت في ساعدها أو يوهن عزيمتها، علما بأن مشكلاتها لا تقتصر علي السلطة، بل تمتد إلي المعارضة، التي تتبني مثلها الديمقراطية، لكنها تعاني من جمود يدفعها إلي شد النخبة الجديدة، المرنة والقوية الحراك، إلي الوراء، خشية أن تنتزع منها العدد القليل من أتباعها، والجمهور الذي يمكن أن يلتف ذات يوم حولها، بينما تري السلطة فيها خصما يقاتلها في أضعف جبهاتها، الجبهة الأيديولوجية والثقافية/ المعرفية، يعرف كيف يكشف عوراتها ونقاط ضعفها ومناحي عجزها وإفلاسها، ويستغل الهوة التي تفصلها عن الشعب، ويقدم البدائل اللازمة لخروج المجتمع والدولة والسلطة والمواطن من مآزقهم، دون أن يكون لدي النخبة الحاكمة رد مقنع عليه غير القمع والملاحقة والاضطهاد، ولكن ضمن ظروف متغيرة، تعزز أكثر فأكثر فاعلية خطاب النخبة الصاعدة وتثلم أكثر فأكثر ما بقي من شرعية قليلة جدا لخطاب الحكام.

 

تدرك النخبة الثقافية الصاعدة أن مهمتها تكمن في تأسيس ثقافة تمهد أرض العقل وتحرثها، وتستطيع احتضان مشروع سياسي تاريخي من نمط جديد، تعلم أنه سيكون ضربا من المحال، إذا لم يكسب عقول وقلوب بنات وأبناء الشعب عموما والطبقة الوسطي خصوصا، ولم ينجح في دفعهم إلي قراءة الواقع بطريقة صحيحة، وفي إقناعهم بأن جديده لن ينطلق إلا من جديد فكرهم ومعرفتهم ووعيهم، وأن أمة العرب بحاجة إلي عقل وفكر كل مواطن كي تخرج من بؤسها، وأن إطلاق حراك تاريخي جديد في العالم العربي يتوقف علي ما تقدمه هذه النخبة الثقافية من أفكار ومعارف ورؤي تستطيع بث الحيوية فيه، وتحويله إلي حامل تحرره ، الذي يريد إنجازه بقدراته وجهده المباشر.

 

تقف سورية، كوطنها العربي، أمام منعطف تاريخي خطير، يترتب علي موت عالم وتشكل وصعود عالم بديل، وموت نخبة حاكمة وصعود وارتقاء نخبة ثقافية لا تريد شيئا لنفسها، وتريد كل شيء لمجتمعها وأمتها، علمتها الخبرة أن التحرر محال بقوة النخب وحدها، وأن وعده ينقلب إلي أكاذيب واضطهاد وقمع وتدهور وانحطاط، إن بقي في إطار نخبوي أو اقتصر عليه، وأنه يصير ممكنا وحقيقيا وملموسا في إطار أمة تنشد حريتها وتحمل لواءها وتضحي من أجلها.

 

(*) كاتب وسياسي من سورية

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 جانفي 2006)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

23 avril 2005

Accueil TUNISNEWS 5 ème année, N° 1799 du 23.04.2005  archives : www.tunisnews.net مجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس تطالب

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.