فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 11ème année, N°3996 du 02.05.2011
archives : www.tunisnews.net
Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
تابعوا جديد أخبار تونس نيوز على الفايس بوك
الرابط
http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141
قالت جريدة البيان الامارتية نقلا عن مصدر تونسي وصفته بالرفيع أن حكومة بلاده تلقت عروضا ” مغرية” مقابل السماح باستعمال أراضيها في الحرب المفتوحة ضد النظام الليبي دون إضافة تفاصيل أخرى.
من جهة أخرى أكد مصدر ليبي لجريدة البيان أمس الأحد أن الدولة الليبية تحترم السيادة التونسية و تتمنى من التونسيين اتخاذ موقف مناسب إزاء من اسماهم بالمتمردين الذين يقومون بقصف كتائب القذافي ثم يفرون بأسلحتهم إلى داخل التراب التونسي. و ذكرت مصادر حكومية ليبية انه تم العثور في منطقة وازن على أسلحة فرنسية غير موجودة لدى الجيش الليبي تم تزويد المتمردين بها و منها قذائف “ميلان” المضادة للدبابات.و في نفس السياق جدد التلفزيون الليبي حديثه عن وصول كميات من الأسلحة داخل صناديق تحمل شعار الهلال الأحمر القطري.
و في رده على الاتهامات الليبية نفى مصدر عسكري تونسي لراديو كلمة هذه الاتهامات، مجددا وقوف تونس على الحياد في المواجهات الدائرة مع عدم السماح بانتهاك حرمة التراب التونسي .
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 02 ماي 2011)
أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بتونس والمنظمات الاقليمية والدولية والجهات المانحة بالبلاد التونسية والمؤسسات الحكومية والمالية والشركات التونسية. نحن أعضاء منظمات المجتمع المدني التونسي الحديث، كنا قد أكدنا منذ نجاح ثورتنا، ثورة الحرية و الكرامة
: الياسمين ،على أهمية الصداقة التي نود دعمها بين الشعب التونسي وشركاء تونس والجهات الممثلة لشعوب العالم.
وكنا قد تلقينا بكل ارتياح الزيارات والوعود والجهود من كل الأطراف التي عبرت عن إرادتها في دعم الشعب التونسي بعد ثورته الخالدة ومساندة جهود الاصلاح لتونس وتحولها الديمقراطي من بعد سقوط الديكتاتورية. إلا أننا فوجئنا بتواصل دعم العديد منكم لنفس الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الاعلامية التي ساهمت في دعم الديكتاتورية والمرتبطة عضويا بنظام القهر والفساد المنهار والمستفيدة سابقا من ضرب وتخريب بقايا المجتمع المدني، منظمات عرفت بتلونها وقلب خطابها وتحالفاتها بحسب ما تمليه الظروف، منظمات لم تحمل يوما مشروعا حقيقيا للتنمية البشرية أو الثقافية أو السياسية، منظمات يعلم شعبنا درجة عداء القائمين عليها لتطلعاته في الحرية والديمقراطية الحقيقية، منظمات يعيد مجرد ذكرها للتونسيين ذكريات أليمة،،من مثل ما حصل مؤخرا من دعم ضخم لـمنتدى “حقائق” الذي كان من منابر الدعاية للدكتاتور ونظامه…
في ذات الوقت، تُقابل أغلب الجمعيات المستقلة والمنبثقة حديثة من آمال شعبنا في بناء مجتمع مدني حديث يقوم على الحرية والتنافس والتواصل وحقوق الانسان بالتجاهل والاهمال شبه الكامل…
وحيث ولئن عجزت الجمعيات التي بعثت من بعد ثورة الكرامة عن تقديم طلب في التمويل بسبب التعطيلات الادارية والتعقيدات الاجرائية لتسليم تأشيرة قانونية نهائية من وزارة الداخلية، وبحكم قلة حداثة القائمين عليها وقلة معرفة الكثيرمنهم ببرامج المساعدات والتمويل، فإن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال ما تقابل به من إهمال وتجاهل.
لذلك فإننا نسجل سادتي بكل أسف نقض الكثير منكم لوعد سبق وأن قدمتموهبالقطع مع النظام السابق ورموزه، نظام كان قد استفاد من دعمكم وتأييدكم،من خلال ما نلاحظه من تواصل الدعم السخي لبقايا الديكتاتورية وقوى الردة والهدم بما يسيء لتطلعات شعبنا ويضر بالجهود المبذولة من أجل تحقيق الديمقراطية وبناء مجتمع مدني فاعل ومتطور.
كما نسجل بكل أسف نقض وعود سبق وأن قدمتموها لشعبنا وشبابنا بدعمه على مسار الحرية والديمقراطية والتنمية بعد ما حصل من إهمال لقوى الاصلاح والتغيير والبناء الحقيقية.
ونطلب منكم سادتي توجيه دعمكم المادي للقوى التي شاركت في صنع ربيع تونس وللمستقلين ومن حرموا من حقهم في التعبير والتنظم والفعل خلال حقبة الطغيان، حتى لا تضيع الجهود المبذولة لتوطيد أواصر الصداقة بين الشعوب ولا يفسر دعمكم لمنظمات العهد البائد بأنه انخراط منكم لإحياء نظام بن علي وإعادة الديكتاتورية في ثوب جديد.
اتهم رئيس جمعية القضاة التونسيين أمس الأحد أثناء انعقاد أشغال المجلس الوطني وزارة العدل بالوقوف وراء تأسيس نقابة القضاة خصوصا بعد تمسك الجمعية باستقلال القضاء. و اعتبر الرحموني أن المشاركة في حركة القضاة هو المدخل الأساسي لاستعادة هيبة القضاء رافضا تحميل القضاء مسؤولية المحاكمات الزائفة و غير العادلة مؤكدا عدم استعداد القضاة لتكريس هذا الوضع في ظل الثورة (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 02 ماي 2011)
قام عناصر حزب التحرير وعدد من المنتمين للحزب الحاكم سابقا في قابس عشية السبت 30 أفريل بالتشويش على اجتماع عام أشرف عليه السيد “أحمد نجيب الشابي” في إطار تظاهرة ثقافية دعت لها جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي. . كما حاولوا الاعتداء عليه بالعنف أثناء مغادرة قاعة الاجتماع وهو ما أجبره على الخروج تحت حماية العشرات من أعضاء وأنصار حزبه لتأمين حمايته الجسدية. وتعليقا على ما حدث ذكر “الشابي” في تصريحات صحفية أن هذه التصرفات لا تندرج ضمن سوء التفاهم أو الاختلاف في الرأي ووصفها بالممارسات الجزئية الخاطئة والهامشية وتكاد تكون عادية في الوضع الذي تعيشه البلاد. مؤكدا على أنها لا تمثل النخبة السياسية والمواطنين في جهة قابس نظرا لعدم تجاوز عدد المشوشين 15 شخص مقابل 600 شاركوا في الاجتماع المذكور على حدّ قوله.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 02 ماي 2011)
تونس الأسبوعي أفاد مصدر مسؤول بالإدارة العامة للسجون والإصلاح أن بعض المساجين المودعين بسجن الهوارب بولاية القيروان عمدوا مساء السبت 30 أفريل 2011 الى إضرام النار بالحشايا والأغطية في محاولة منهم للفرار وحالوا دون وصول الحماية المدنية الى مكان الحريق وقد أتت ألسنة اللهب على بعض الغرف ونتج عن ذلك وفاة سجينين إثنين دون تسجيل أية إصابات أخرى والأبحاث جارية لدى التحقيق لتحديد المسؤوليات. مع الملاحظ أنه لم تسجّل أية حالة فرار من السجن المذكور كما تؤكّد الإدارة العامة للسجون والإصلاح أن الأوضاع في السجون التونسية مستقرة حاليا. (المصدر: جريدة “الصباح الاسبوعي” الصادرة يوم 02 ماي 2011)
تونس الأسبوعي شهد سلك الأرشفيين في الأيام الأخيرة تحرّكات مندّدة بالانتهاكات التي يعتبرها أهل المهنة ماسة بهذا السلك، وفي اتصالنا بمنير حاجي رئيس الجمعية التونسية للمتصرفين في الأرشيف أفادنا بالقول “أن الجمعية لن تسكت إزاء ما يحدث لأرشيفات الدولة من تلف وإحراق وانتهاكات مست الوثائق الإدارية ومهنة الأرشيفيين وحتى أخلاقيات العمل الأرشيفي أمام صمت رهيب لمؤسسة الارشيف الوطني المؤتمنة على حماية الوثائق وحفظها وتتبع من يتسبب في إتلافها قانونيا فمنذ 14 جانفي 2011 عملت الجمعية على استصدار بيان وضحت فيه رؤيتها وخلال الثورة وأمام ما تم من إحراق للوثائق وإتلاف على خلاف الصيغ القانونية لطمس الحقائق طالبنا الحكومة المؤقتة باستصدار مرسوم رئاسي للحراسة القضائية على الملفات.. وراسلنا الأرشيف الوطني وأبلغنا عن الانتهاكات دون جدوى بالرغم من أنّنا طالبنا مرارا الحكومة بتحمل مسؤولياتها والمديرة العامة للأرشيف الوطني بالتنحي نظرا لتقاعسها وتسترها عن جلب أرشيفات التجمع والبوليس السياسي ووكالة الاتصال الخارجي.. باعتبارها وزيرة سابقة في نظام المخلوع.. كما طالبنا التدخل العاجل من رئيس المجلس الأعلى للأرشيف بالإذن للجهات القضائية المختصة بفتح تحقيقات في مختلف التجاوزات والانتهاكات التي تعرضت لها الوثائق العمومية بعديد الهياكل الراجعة بالنظر للدولة على غرار وثائق المجلس الدستوري ووكالة الاتصال الخارجي ومؤسسة التلفزة والديـوانة والبوليس السياسي.. ومؤخرا وثائق رئاسة الجمهورية التي تم تسريبها وتوظيفها واستغلالها على خلاف الصيغ القانونية وهو تغييب كامل للمهنيين وانتهاك صارخ لأخلاقيات المهنة في احد البرامج بالتلفزة التونسية وهو برنامج “سقوط دولة الفساد “وهو ما يعتبر مسّا سلبيا جدا إزاء الثورة ومكتسباتها ولهذا طالبنا بالتطبيق العاجل لأحكام الفصل6 من القانون عدد 95 لسنة 1988 المؤرخ في 2 أوت 1988 المتعلق بالأرشيف الذي ينص على أن مؤسسة الأرشيف الوطني تستأثر قانونا بواجب جلب أرشيف حزب التجمع الدستوري المنحل باعتباره أرشيفا خاصا يهم الصالح العام وعكس ذلك فهو يفتح باب التأويل على أسباب “التستر”. (المصدر: جريدة “الصباح الاسبوعي” الصادرة يوم 02 ماي 2011)
جنيف (رويترز) – قالت وزارة الخارجية السويسرية يوم الاثنين ان سويسرا عثرت على 360 مليون فرنك سويسري (415.8 مليون دولار) يحتمل ان تكون ارصدة غير مشروعة مرتبطة بالزعيم الليبي معمر القذافي والمحيطين به مودعة في بنوكها. وقال المتحدث باسم الوزارة لارس نوتشل انه امكن تتبع المعاملات الخاصة بمبلغ قدره نحو 410 ملايين فرنك سويسري ورصد ارتباطه بالرئيس المصري السابق حسني مبارك وكذلك مبلغ 60 مليون فرنك سويسري مرتبط بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. واضاف نوتشل لرويترز “في حالة ليبيا كان المبلغ 360 مليون فرنك سويسري… هذه المبالغ مجمدة في سويسرا بعد ان اصدرت الحكومة السويسرية اوامر بمنع التصرف فيما يتصل بالارصدة التي يحتمل ان تكون غير مشروعة في سويسرا.” وقال نوتشل ان تونس ومصر -اللتين ادت الاضطرابات فيهما الى الاطاحة برئيسيهما- على اتصال بالسطات القضائية السويسرية فيما يتعلق بطلبات رسمية من اجل المساعدة القانونية لاعادة الاموال. ولا يوجد مثل هذا الاتصال مع السلطات في ليبيا حيث يتشبث القذافي بالسلطة في وجه احتجاجات شعبية وغارات جوية لحلف شمال الاطلسي. وأعلنت سويسرا من قبل انها قررت تجميد الارصدة المرتبطة بالزعماء الثلاثة مما يتطلب من المؤسسات المالية والمؤسسات الاخرى ان تبلغ عن اي ارصده يشتبه فيها. وقال نوتشل ان المبالغ المذكورة “على حالها” وفقا للمعلومات الصادرة عن المؤسسات المالية في سويسرا. ورفض الافصاح عن اسماء البنوك او المناطق التي توجد بها الحسابات او الممتلكات. وتابع “لا نحدد أبدا المؤسسات. الامر لا يتعلق بأموال فحسب بل ان هناك اصولا عقارية.” وظهرت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي على شاشات التلفزيون السويسري مساء يوم الاثنين لتبلغ سفراء بلادها في شمال افريقيا والشرق الاوسط المنعقدين في العاصمة التونسية تونس “الاموال التي وضعها السيد بن علي في سويسرا ليست كبيرة جدا. لم تكن لدينا علاقات طيبة مع نظامه.” ونفت وزارة الخارجية الليبية في السابق امتلاك القذافي لحسابات مالية في سويسرا أو في اي بنوك اجنبية اخرى. وتوترت العلاقات بين سويسرا وليبيا في يوليو تموز 2008 عندما القت شرطة جنيف القبض على هنيبعل نجل القذافي بتهمة اساءة معاملة اثنين من خدمه. واسقطت الاتهاما فيما بعد بعد التوصل الى تسوية مع الضحيتين. وسحبت ليبيا اكثر من خمسة مليارات دولار من البنوك السويسرية واوقفت صادراتها النفطية لسويسرا ومنعت رجلي اعمال سويسريين يعملان في ليبيا من مغادرة البلاد لاكثر من عام. وجمدت سويسرا ايضا ارصده تخص رئيس ساحل العاج السابق لوران جباجبو في يناير كانون الثاني. وعملت سويسرا جاهدة في السنوات الماضية على تحسين صورتها كملاذ للارصدة التي يتم الاستيلاء عليها بصورة غير مشروعة. من ستيفاني نيبيهاي وصلة هذا المقال http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=30138206
تم الإعلان يوم الأحد وبمناسبة الاحتفال بأول عيد عالمي للشغل بعد ثورة 14 جانفي عن تأسيس “اتحاد عمال تونس” كمنظمة نقابية عمالية وطنية ديمقراطية ومستقلة . جاء ذلك خلال اجتماع نظمه أعضاء الهيئة الوطنية التأسيسية لاتحاد عمال تونس على رأسهم أمينها العام إسماعيل السحباني بمقر الاتحاد بالعاصمة بحضور عدد من النقابيين والعمال والإعلاميين . وقد تم بالمناسبة إصدار بيان تأسيسي لاتحاد عمال تونس تمت تلاوته في بداية الاجتماع تضمن أهم الأهداف التي تسعى هذه المنظمة إلى تحقيقها ومن بينها المساهمة في تنظيم الشغالين بالفكر والساعد والمتقاعدين منهم على النطاق الوطني والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية . ثم عقد إسماعيل السحباني ندوة صحفية استعرض فيها أهم الأهداف التي يسعى اتحاد عمال تونس إلى تحقيقها والمتمثلة في تطوير المنظومة الاجتماعية والتشريعية الجاري بها العمل واحترام المواثيق الدولية . وأشار إلى أن الاقتصاد الوطني بحاجة اليوم إلى استراتيجيات ناجعة لتجاوز الصعوبات الظرفية التي تعاني منها جميع القطاعات خاصة القطاعان السياحي والفلاحي . وبخصوص موقف الاتحاد من حركة الاحتجاجات والاعتصامات المهنية التي تشهدها تونس خلال هذه الفترة، أفاد إسماعيل السحباني بان اتحاد عمال تونس ليس “هيكلا انتهازيا وانه لا يستغل هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد لكسب ثقة العمال” مشددا على أن مطالب العمال هي مطالب مشروعة يجب تلبيتها دون أي نوع من الضغط و”أن المؤسسة الاقتصادية هي مؤسسة إنتاج وليست مؤسسة اعتصام “. وعلى صعيد آخر، أوضح أن الاتحاد منظمة مستقلة ليست في وضع منافسة مع أي هيكل نقابي آخر وأنها تعمل على تأطير العمال المهمشين وتعزير دور الشغالين وأساسا الشباب منهم وتوسيع مشاركتهم في الحياة الوطنية إلى جانب الحرص على الإسهام في بناء اقتصاد وطني متطور ومكافحة البطالة والتهميش والتصدي لكل أشكال الفساد . وأكد السحباني استعداد المنظمة للحوار مع كل الأطراف نقابية كانت أو سياسية في إطار تكاتف جميع القوى الحية لبناء مشروع مجتمعي تقدمي يقطع مع كل مظاهر الانفراد بالرأي وسياسة الإقصاء والتهميش
(المصدر:موقع المصدر الإلكتروني بتاريخ 2 ماي 2011)
فيينا ــــ كونا ــــ أعرب احد مؤسسي حركة النهضة الاسلامية في تونس وزعيمها الروحي الشيخ عبدالفتاح مورو عن اعجابه بالتجربة الديموقراطية في الكويت والنجاح الذي احرز في تحقيق التوازن بين دولة بقيادة امير وشعب له حرية التعبير عن رأيه من خلال مؤسساته التشريعية المنتخبة.
واكد مورو لـ «كونا» على هامش محاضرة له حول «اسباب الثورات العربية ومستقبل خارطة العالم العربي» متابعته باهتمام بالغ «الحوار الديموقراطي الراقي داخل قبة البرلمان الكويتي ومنازعة الكتل البرلمانية فيه اذ تصل الى حد المطالبة باستجواب رئيس الوزراء والوزراء وطرح الثقة وحل الحكومة».
واضاف ان «هذه الحركية ايجابية جدا في محيط بعضه لم يتعود بعد على هذا النشاط السياسي وهذه الحرية المتاحة».
واعرب مورو، الذي يمثل الجناح الاسلامي المعتدل في تونس، عن تقديره الكبير لهذه الحركية البرلمانية التي تتميز باختلاف وجهات النظر حول عمل وفعالية مؤسسات الدولة والتوحد حول العديد من القضايا الحيوية وفق مصلحة البلاد، مشددا على ضرورة حماية هذه التجربة الناجحة.
وعبر عن الامل في ان يحافظ «الكويتيون على هذه المؤسسات حتى في حال تكرر سقوط الحكومات وعدم تعطيل العمل بالدستور والمؤسسات باعتبارها الضمانة في تحقيق التعايش والوئام السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد».
وتناول مورو الاحتجاجات التي اجتاحت غالبية العواصم العربية مبينا ان دولة الكويت على خلاف غالبية الدول العربية يوجد فيها متنفس للمعارضة وحرية الرأي والتعبير والتعايش السلمي بين مختلف فئات ومؤسسات المجتمع المدني كالديوانيات التي تلعب دورا بارزا في حياة الشعب الكويتي.
واكد اهمية الابقاء على التجربة الكويتية وتطويرها باعتبارها احدى التجارب الناجحة في المنطقة، معتبرا انها مثال يحتذى بغض النظر عن النواقص التي قد تعتريها والتي يمكن تداركها. وربط مورو ما تنعم به الكويت من امن واستقرار ووحدة وطنية بالتجربة السياسية ووجود مؤسسات ديموقراطية راسخة الجذور، معتبرا ان دستور البلاد والمؤسسات المنبثقة عنه يعد ضمانة لهذا الاستقرار والازدهار في البلاد.
وردا على سؤال حول كيفية استرجاع ثقة المستثمر الخليجي بتونس، اوضح ان اطلاع اشقائنا في دول المجلس على الصورة الواقعية الجديدة والتطورات في تونس سيؤدي الى بث الراحة والطمأنينة في نفوسهم وتعزيز وجودهم في تونس. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بتاريخ 2 ماي 2011)
<
يتشرف رئيس حزب الموتمر من اجل الجمهورية بدعوتكم لحضور الندوة الصحفية التي ستعقد بمقر الحزب 45 نهج علي درغوث بتونس وذلك يوم الاربعاء 4 ماي 2011 على الساعة 11 صباحا حول المشهد السياسي بتونس.
في ظرف وطني وعربي وعالمي شديد التعقيد وعظيم التحديات انعقد المؤتمر الخامس للاتحاد الديمقراطي الوحدوي أيام 29/30 افريل 2011 و01 ماي 2011 وناقش المؤتمرون مجمل القضايا والمحاور السياسية التي تضمنها جدول الأعمال على ضوء المتغيرات الوطنية والقومية التي باتت تفرض سلطتها وسطوتها على كل المشاريع السياسية وتجرف في طريقها مفردات مرحلة كاملة من الحراك السياسي والمجتمعي. متغيرات انطلقت مفاعيلها من تونس العربية وترددت أصداؤها على امتداد ساحة الوطن العربي مشرقا ومغربا ورسمت بكل الوضوح واليقين معالم مرحلة جديدة أمام شعبنا العربي وقواه وأحزابه السياسية على مختلف مشاربها وفي طليعتها الأحزاب القومية والوحدوية.
إن المؤتمرين إذ يؤكدون على ثوابتهم الفكرية ونهجهم السياسي الوطني الذي صاغه المؤتمر الرابع وحرصت هياكل الحزب على تفعيله على امتداد السنوات الخمس المنقضية يتطلعون إلى المستقبل وهم اشد حرصا على المضي قدما في الانتصار للمشروع القومي الوحدوي الذي أثبتت كل المعطيات التاريخية والواقعية انه الرافعة الحقيقية لآمال وطموحات امتنا العربية في تونس وفي سائر الأقطار وانه يبقى القلعة الحصينة التي تتكسر عليها مؤامرات الاستعمار والرجعية والعمالة.
ينعقد المؤتمر الخامس للحزب والبلاد تشهد تحولات كبيرة وخطيرة تهز مجمل النسيج الوطني بدءا بمؤسسات الدولة والأحزاب والمنظمات وصولا إلى هياكل المجتمع في مدنه وقراه. هذه التحولات أطلقت شرارتها الأولى ثورة الشعب في مناطق الهامش التنموي ضد الغبن والبطالة والتهميش وتنامت في خط تصاعدي لتجرف في طريقها جميع الهياكل الرسمية والحزبية وتعلن سقوط السياسات والمناهج الفوقية السائدة في ساحات العمل الرسمي والحزبي وعلى رأس ما أسقطته سياسات الاستبداد والوصاية والتسلط التي انتهجها نظام الحكم وسايرتها الطبقة السياسية ومجاميع النخب.
لقد قال الشعب العربي في تونس كلمته الفصل وأعلن سقوط مرحلة عجزت عن إسقاطها كل المقاربات التي سادت على امتداد خمسة عقود من الزمان وطرح التحدي على كل الفاعلين السياسيين في البلاد أن يرتقوا إلى مستوى إرادته وطموحه وتضحياته وهو يقف اليوم شامخا متحفزا مراقبا لأداء الجميع ويده على زناد الثورة والتمرد.
لقد صنع الشعب العربي في تونس بثورته التي فاجأت الجميع وأدت إلى الإطاحة برأس النظام واقعا جديدا متميزا على جميع المستويات وقدم للعرب في جميع الأقطار وللعالم بأسره نموذجا فريدا للتغيير والمقاومة طرح التحدي على الأحزاب والمنظمات وعلى مصداقية دورها وفاعليتها في استكمال ما بدأه ليصل بالثورة إلى أهدافها الحقيقية ويتصدى لمشاريع الالتفاف والتآمر والتوظيف الداخلي والخارجي والتي لم تعد خافية على الجميع.
لقد وضع شعبنا الثائر كل مطالبه على جدول أعمال السياسيين: مطالبه في الكرامة والحرية السياسية والعدالة الاجتماعية, مطالبه في الهوية والمواطنة, مطالبه في الوحدة العربية وفي تحرير فلسطين. هذه المطالب كلها وان كانت محمولة على الإرادة الشعبية الثائرة في أكثر من قطر عربي اليوم إلا أنها تفتقد إلى الحاضنة السياسية والحزبية القادرة على الوصول بها إلى بر التحقق والنفاذ كما أنها تصطدم اليوم بالمشاريع الاستعمارية القديمة المتجددة في تفكيك الأمة والسيطرة على مقدراتها ومصائر شعبها وبتحالفات رجعية عميلة ربطت منذ زمن بعيد مصالحها بمصالح المستعمرين.
إن ما يتفاعل على سطح هذه الثورة في تونس من ترتيبات السياسيين والأطراف الخارجية يمثل التحدي الأكبر على الإرادة الشعبية وعلى الأحزاب الوطنية المخلصة لشعبها حتى ترتقي إلى مستوى رفع التحدي وتقوم بدورها الذي لا مبرر لوجودها بدون القيام به فتلتحم بالشعب وتعيد ترتيب تحالفاتها وأولوياتها النضالية.
إن المؤتمر الخامس للاتحاد الديمقراطي الوحدوي وهو ينحني إجلالا للشهداء ووفاء للرسالة الثورية التي ضحوا من اجلها وانسجاما مع نهج الحزب في خيار المقاومة والممانعة القومية يعبر في خاتمة أشغاله عما يلي: على المستوى الوطني: 1 – يعتبر المؤتمرون أن ثورة الشعب التونسي هي نتاج وردّ تاريخي على سياسات الانغلاق والاستبداد السياسي والقهر الاجتماعي الذي مارسه نظام الحكم على امتداد أكثر من خمسة عقود وعجزت المكونات السياسية والمدنية التقليدية أحزابا ومنظمات عن مجابهته بصورة جدية وفاعلة رغم التضحيات الجسام. وهي ثورة وإذ أسقطت هياكل السلطة ورموزها التقليدية فإنها عبدت الطريق لإحداث تغيير حقيقي في مجمل عناصر ومكونات المشروع الوطني بما يستجيب لحقائق التاريخ والجغرافيا والانتماء.
2 – يؤكد المؤتمرون على أن الثورة وان قادت إلى إسقاط أعلى هرم السلطة وهياكلها التنفيذية والتشريعية والحزبية إلا أنها ما تزال تواجه نفس الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي همّشت قطاعات الشعب الواسعة وجرّت على البلاد كوارث التبعية والفساد والاستبداد ولذلك يعلن المؤتمرون تمسكهم بالبرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي اقره الحزب في مرحلة ما قبل الثورة ودعا إلى دولة القطاع العام وإعطاء الأولوية المطلقة لتنمية الجهات الداخلية ومراجعة منوال التنمية بما يعطي للفلاحة مكانتها ويوجه السياسات العامة نحو التكامل والوحدة المغاربية والعربية.
3 – يدين المؤتمر المخطط الجاري للالتفاف على الثورة باسم الثورة كما يدين كل عمليات الإقصاء التي تعرضت لها عديد القوى السياسية والوطنية واستبعادها قصدا على خلفيات لا علاقة لها بالحكم السابق ويعتبر أن ما يجري من ترتيبات باسم الثورة إنما هو تفعيل لتحالف قديم جديد بين قوى ركبت موجة الغضب الشعبي وموجة المصالح الخارجية المتكالبة على البلاد وتسعى للحيلولة دون انهيار نظام مصالحها ومشاريعها المعادية للشعب.
4 – يثمّن المؤتمر مواقف الحزب الرافضة لمثل هذه الترتيبات ويعلن تمسكه التام بخطه الوطني المقاوم والتصدي لمؤامرات الالتفاف على الإرادة الشعبية الثائرة ومحاولات الإنزال السياسي الخارجي من وراء ظهر الشعب ولذلك فانه يعتبر أن ما تقوم به ما تسمى”هيئة حماية الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي” المنصبة وتتواطأ فيه مع الحكومة وقوى الضغط الخفية لا يعبّر عن إرادة الثورة فضلا عن إرادة المكونات السياسية للبلاد.
5 – يدين المؤتمر كل التدخلات الخارجية المحمومة في الشأن الوطني ويرفض مقايضة حرية الشعب وكرامته وثورته بمحاولات فرض استقرار زائف وهيبة أمنية متسلطة وتنمية اقتصادية مشوهة وسيادة شكلية تخفي التبعية والاستعمار ويعتبر أن مشاريع دعم الانتقال الديمقراطي التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي هي شكل من أشكال التدخل الخارجي لدعم توجهات مناهضة لجوهر الثورة وإرادة الشعب
6 – ينبه المؤتمر إلى إن انتخابات المجلس التأسيسي المزمع تنظيمها في 24 جويلية 2011 لا يمكن لها أن تفرز إرادة حرة وتمثيلية حقيقية لشعبنا في ظل ما جرى ويجري من إقصاء سياسي متعمد لعديد القوى الوطنية المناضلة وتدخل سافر من القوى الخارجية في ترتيبات الحكومة القائمة وتمويل ودعم قوى بعينها والتفاف خطير على منابر الإعلام وفضاءات المجتمع المدني لتطلق العنان لتحالف قوى طالما ادعت التقدمية وجاهرت في سفور بعدائها لمقومات هوية هذا الشعب وانتمائه العربي .
7 – يهيب المؤتمر بجماهير الثورة وبكل القوى القومية والوحدوية والوطنية أن توحد جهودها تنظيميا وسياسيا لمجابهة هذا الالتفاف ومحاولات تدجين ثورة شعبنا العربي وان تعمل على توحيد جبهة مقاومتها في مواجهة مؤامرات الخارج وتواطئ الداخل سعيا لحماية مكتسبات الثورة والدفاع عن استقلالية القرار الشعبي وسيادة البلاد.
8 – يدعو المؤتمرون إلى العمل على تشكيل جبهة سياسية موسعة تتصدى للقوى المناهضة لثورة الشعب في الدفاع عن هويته وكرامته وحقه في الحرية السياسية والعدل الاجتماعي وتطلعاته القومية الوحدوية.
9 – وإذ يؤكد المؤتمرون على وقوفهم المبدئي والنضالي إلى جانب مطالب شعبنا المشروعة في الحرية والكرامة والشغل والاستقرار فيه والذود عن الوطن واستقلال قراره، فإنهم يدينون كل الممارسات المشبوهة التي تستهدف جرّ البلاد إلى الفتنة والتعطيل بما يؤدي إلى الالتفاف على الثورة وأهدافها وتعطيل السير العادي لمؤسسات الدولة ومصالح المواطنين. على المستوى العربي: 1 – يؤكد المؤتمر الخامس للحزب على أن ثورة الشعب العربي في تونس جاءت لتثبت من جديد هذا الارتباط العضوي بين أقطار الأمة العربية وعلى وحدة مسارها ومصيرها الحضاري والسياسي والاجتماعي حيث وجدت الصرخة المدوية التي انطلقت من تونس “الشعب يريد إسقاط النظام” صدى وتجاوبا في كل شوارع الأمة مشرقا ومغربا وهو ما يعد رسالة لكل القوى السياسية الصادقة أن تتخلى نهائيا عن أوهام التقدم الإقليمي وتعمل على الاستجابة لصوت المواطن العربي عبر تصحيح خياراتها وآليات عملها وتدرك عمق انتمائها وما يستوجبه من خيارات سياسية جديدة. 2 – يعتبر المؤتمر أن خيار الدولة الوطنية المعادية لعمق انتماء الشعب قد سقطت تاريخيا وواقعيا وسياسيا ولم يعد أمام أنظمة الحكم سوى الاستجابة لمطالب الشعب في طموحه الوحدوي عبر الدفع نحو الوحدة والتكامل أو البقاء رهنا لامتلاءات الخارج الاستعماري. 3 – يقف المؤتمرون بكل إجلال للشهداء من ضحايا الأنظمة الإقليمية العربية وسياسات القمع والاستبداد التي تمارسها أجهزتها ويحيون في شموخ ثورة شعبنا العربي في مصر عبدالناصر التي استلهمت من الشعب في تونس العزيمة والإصرار للتغيير والثورة على نظام الرجعية والعمالة والتطبيع. 4 – يدين المؤتمرون كل أنواع التدخل الاستعماري الغربي ومفاعيله العسكرية والسياسية والاقتصادية والدعائية في واقع امتنا ويحذرون من السقوط في مخططات التفكيك والتفتيت التي تتعرض لها عديد الأقطار وخصوصا ما جرى ويجري في ليبيا وسوريا والعراق والبحرين وقبل ذلك في الصومال والسودان واليمن ويدعو إلى تحرير الإرادة الشعبية باعتبارها الأقدر على مواجهة العدوان الصهيوني والتدخل الخارجي. 5 – يعتبر المؤتمرون أن مسالة تحرير الإرادة الشعبية العربية وفرض الديمقراطية في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية أصبحت مهمة مركزية لا يقبل الشعب بدونها ولن تنهض مشاريع التحرير والوحدة وفرض العدالة الاجتماعية بدون الانخراط الكامل للشعب في إدارة شؤون أقطاره على قاعدة المواطنة الحرة والمساواة الكاملة في التمتع بثمار التنمية والبناء. 6 – يعلن المؤتمر إدانته الكاملة لما سمي نظام الجامعة العربية ومؤسساتها المختلفة ويعتبر أن ثورة الشعب العربي في تونس وفي مصر واستتباعاتها في باقي الأقطار وما تواجهه اليوم من تآمر خارجي وداخلي قد ألغت موضوعيا كل دور مستقبلي لهذه المؤسسة المتداعية وأصبح من الضروري على قوى الثورة والتحرر الشعبي البحث عن بناء مؤسساتها الشعبية العربية القادرة على مجابهة مقتضيات المرحلة الديمقراطية الجديدة. على المستوى العالمي: 1 – يؤكد المؤتمر على أن نظام العولمة الرأسمالية الذي تقوده سياسات الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي يسعى جاهدا لحل أزمته المالية على حساب دول الجنوب الفقير فيضاعف من معاناة شعوبها ويستنزف ثرواتها وخيراتها ويستبيح أسواقها ويفرض عليها خيارات تنموية تؤبد فقرها وتوسع الهوة التنموية بين الشمال والجنوب على جميع المستويات. 2 – يعتبر المؤتمر أن نظم الاستبداد والفساد التي تتسلط على دول الجنوب إنما هي جزء من منظومة العولمة تتواطئ مع خياراتها وتستند إلى دعمها ومساندتها وهي الحليف لها في استنزاف ثروات الشعوب والإبقاء على تخلفها ولذلك فليس من الوارد أن تكون ديمقراطية رأس المال والنظم اللبرالية مدخلا مناسبا لتحرر دول الجنوب وتقدم شعوبها وهذا يطرح من جديد ضرورة البحث عن مداخل خاصة يرتبط فيها المطلب الديمقراطي التحرري بمطالب السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية. 3 – يدعو المؤتمر إلى اليقظة القومية والوطنية من محاولات نظام الاستعمار العولمي الجديد كسر إرادة المقاومة والممانعة في امتنا العربية وتوظيف احدث أساليب القهر والدعاية التي يتجاوز فعلها التدميري الجيوش والدول والنخب ليصيب ثوابت الشعب وعناصر تجدده واستمراره وهو إذ يفعل ذلك يستند إلى طوابير من النخب الحاكمة والمحكومة جعلتها المصالح والاختراقات الفكرية والايديولوجية تنخرط عن وعي وبدونه في هذه المحاولات المحمومة. 4 – يتمسك المؤتمر بنهج الحزب في العمل على الانخراط في جبهة عربية وعالمية لمناهضة نظام الصهيونية والعولمة الرأسمالية دفاعا عن قيم العدل والحرية ورفضا لعالم اختلت فيها الموازين والقيم والمعاير ويعلن وقوفه الدائم إلى جانب كل حركات التحرر وحكومات الممانعة والمقاومة عبر جميع القارات. * عاشت الثورة العربية نهجا أصيلا في التحرر والوحدة والعدالة. * عاش نضال شعبنا في تونس على درب التحرر والكرامة والعدل. * عاش نضال القوى القومية والوحدوية على درب الشهادة والنصر. * عاش الاتحاد الديمقراطي الوحدوي فصيلا وحدويا مناضلا. * الخزي والهزيمة لكل مشاريع الإلحاق والاستقواء والعمالة. رئيس المؤتمر ابراهيم حفايظية
في ذكرى الأول من ماي يتوجه الحزب الديمقراطي التقدمي بالتحية الحارة إلى جماهير الشغالين بالفكر و الساعد في عيدهم الأول بعد ثورة 14 جانفي المباركة و هو إذ يحيي دورهم الفعال في تهرئة نظام الاستبداد و إنجاح الثورة فإنه يعبر عن ثقته الكاملة في مساهمتهم في تشييد تونس الجديدة، تونس الحرية و العدل و الكرامة و يعول على دور الهياكل النقابية في مواصلة الدفاع عن حقوق الشغالين و تكريس العدالة الاجتماعية و إشاعة ثقافة العمل من أجل الصالح العام تحية إلى كل الشغالين في عيدهم العالمي عاشت تونس حرة عزيزة تونس في 30 أفريل عن المكتب السياسي محمد الحامدي
تونس الأسبوعي الميثاق الجمهوري.. الدعوة الى عدم استغلال المساجد في الدعاية الحزبية.. وضرورة تقنيين مصادر التمويل والاحتكام لضوابط معينة في تعامل الأحزاب في ما بينها على أساس تكافؤ الفرص والمعاملة على قدم المساواة. هذا ما طالبت به الأحزاب على خلفية عدم التكافؤ بينها في “التحريض الانتخابي” الذي انطلق قبل الأوان واستراتيجيا الانتشار وخاصة حركة النهضة التي تنظمت وتهيكلت قبل جل الأحزاب بما فيها التي حصلت على التأشيرة قبلها بفترة وأيضا على خلفية الامكانيات المادية المهولة للنهضة التي سهلت لها الانطلاق في الحملة الانتخابية على أن ذلك يدفع الى طرح محوري، هو لماذا تخشى جل الأحزاب (إن لم نقل كلها) حركة النهضة؟… وهل مَرَدُّ هذه الخشية جماهيرية «النهضة» أم امكانياتها المادية، التي ظلت هي الأخرى محل استفهام؟ «الأسبوعي» طرحت السؤال على بعض ممثلي الأحزاب الذين أكدوا أن المؤاخذات على حركة النهضة لا تعني الخشية أو الاقصاء.
الدين ليس “قطاع خاص” “نحن لا نخشى النهضة مطلقا بل ننازلها انتخابيا،، هكذا بدأ شكري بلعيد رئيس حركة الوطنيين الديمقراطيين الذي أكد أيضا أنه طالب بمناظرة مع راشد الغنوشي في أي ملف ليرى ماذا يمكن ان يقدم خارج الاطار الفقهي اذ يقول: “قلقنا من حركة النهضة مصدره التمويلات الغريبة، وقلقنا الثاني هو أن الحركة تعمل على إحتكار الاسلام لنفسها رغم أنه عنصر مشترك بين كل التونسيّين، إذ لا يمكن للدين أن يتحول لقطاع خاص، بالاضافة الى محاولة السطو على المساجد لتحويلها الى منابر للأحزاب والدعاية السياسية واللعب على العواطف للتغطية على البرنامج الثقافي والاجتماعي والاقتصادي فهي حركة لا برنامج لها..”
صندوق الاقتراع هو الحاكم أما البشير الصيد منسق حركة الشعب الوحدوية التقدمية فهو لا يرى نفسه في هذه «الخشية» إذ يقول: «لا نخشى أحدا ولا ندخل في هذه الخشية ونؤمن بكل حركة تونسية وتوجه يعبر عن نفسه في فضاء حر وصندوق الاقتراع هو الحاكم”… أما من حيث ضعف امكانيات جل الأحزاب (بما في ذلك حركته) مقارنة بالنهضة فيقول الأستاذ الصيد: «مهما كان الأمر فالجميع أحرار ونحن نؤمن بالتنافس الديمقراطي الشعبي الانتخابي”..
برنامج فاعل حزب الوفاق اندمج مع الحزب الجمهوري في انتظار التحاق حزب ثالث بهما وذلك في اطار توحيد الجهود والامكانيات لذلك قال مصطفى صاحب الطابع أحد منسقي حزب الوفاق الجمهوري عند الاجابة عن سؤال «الأسبوعي» فور امضاء اتفاق الاندماج “.. نحن لا نخشى حركة النهضة بل ننشط ونتحرّك وما تحالفنا مع أحزاب أخرى إلا تأكيد لذلك.. وأعتقد أن حزبنا لا يخاف إلا من “نفسه” أي مصيرنا مرتبط بجدوى عملنا لذا علينا تكوين قاعدة جماهيرية وتقديم برنامج فاعل، وبالتالي الخشية لا تهمنا ونحترم الجميع..”
الحجم الطبيعي! منير بعطور رئيس حزب الأحرار التونسي يشترك مع جل الأحزاب في عدم الموافقة على مصطلح الخشية ويبرّر ذلك بالقول «.. الخشية من النهضة غير موجودة فبروز هذه الحركة خلال الفترة السابقة ظاهرة ناتجة عن قمع بن علي فأخذت حجما أكبر من حجمها ولكنها ستعود الى حجمها الطبيعي» وأما كيف ذلك؟ فيقول بعطور أيضا «الشعب ذكي وواع ولا يمكن ان يسقط في الفخ حيث كشف الخطاب المزدوج لحركة النهضة واستعمال التقنية لتبليغ صوتها والحال أنها تمثل خطرا على الحداثة ومن شأن ذلك أن يعود بالمجتمع قرونا الى الوراء”.
لا خوف من الردّة اذا؟ أما مهدي الطباخ الناطق الرسمي لحركة الوحدة الشعبية فيقول “من المؤكّد أنّ لحركة النهضة ماض نضالي، عريق يمتدّ الى بداية الثمانينات، وهي تنظيم سياسي عانى مناضلوها القمع والسجون والمنفى، غير أنّه من غير المعقول الحديث عن خوف أو رهبة من تنظيم سياسي مهما كان حجمه أو رصيده النضالي. اننا في حركة الوحدة الشعبية، وهي التي تأسست سنة 73 من قبل الأستاذ أحمد بن صالح، نرى أنّ المشهد السياسي التونسي، لا يمكن أن يصل الى حالة من النضج والتوازن الا اذا ما رفعت بعض الأحكام المسبّقة وبعض الهواجس والمخاوف التي تسيطر على عقول بعض السّاسة وجزء هام من الرأي العام. اننا نرى أنّه لا خوف من الردّة أو الرجوع في مكاسب الحداثة أو قيم الجمهورية، اذا ما وُضعت أُسس قيام جمهورية ثانية، تصون من خلال دستورها هذه المبادئ وتقطع الطريق أمام كل من يريد العودة بالبلاد الى الخلف وادخالها دهاليز القرون الغابرة. كما أنّنا في حركة الوحدة الشعبية، نرفض كلّ ما من شأنه أن يمثّل تدخّلا أجنبيّا في شؤوننا، سواء كان ذلك من خلال ما نشاهده من اتفاقات ضبابية المحتوى، تبرمها الحكومة المؤقتة مع أطراف أجنبية، أو من خلال دعم معنوي ومادي، غير مباشر، تقدّمه بعض الجهات الخارجية لبعض الأحزاب السياسية، التي لا نشكّك في وطنيّتها ورغبتها في النهوض بواقعنا طبقا لرؤى وخلفيّة قد نختلف معها في الكثير من الأحيان. وبالتالي، فان مسألة تمويل الأحزاب ومسك حساباتها، يجب أن تكون تحت رقابة دائرة المحاسبات، وأن تخضع للمراقبة المستمرة والتدقيق الدائم، وهذا التمشي، يصبّ حسب رأينا، في خانة الحفاظ على الأمانة الوطنية، والاستجابة لروح الثورة التي انطلقت من رحم نضالات تونسية أصيلة نابعة من عمق البلاد التونسية. انّنا نرى أنّ لوسائل الاعلام، ومؤسسات سبر الآراء، في انتظار صندوق الاقتراع، دورا في ابراز الحجم الحقيقي للقوى السياسية، وانّ لها دورا حسّاسا في هذه المرحلة، حتى يكون الرأي العام على بيّنة من مدى انتشار هذه التيارات جماهيريا، وأن يصبح الرأي العام هو صاحب القرار واليه تمتثـل الأحزاب، ومنه تخاف.
عبد الوهاب الحاج علي (المصدر: جريدة “الصباح الاسبوعي” الصادرة يوم 02 ماي 2011)
ملف من إعداد الحبيب وذان إلى حدود أشهر قليلة مضت، كان القضاء فضاء مغلقا ومحرما وممنوعا من الطرق.. وكل ما يعرفه الرأي العام ينحصر في أحكام قضائية تنشر على صفحات صدى المحاكم، لكن حقيقة وضعه كمؤسسة ومرفق عمومي لم يكن أبدا موضوع حوار او نقاش جدي وصريح سواء في الصحافة او لدى الرأي العام وحتى في صلب الهياكل الممثلة للسلك القضائي..
هذا الوضع جاء – حسب بعض القضاة نتيجة حرمان أهل القطاع من حقهم في التعبير باستعمال ما يسمى بواجب التحفظ الذي يعتبر من خصوصيات العمل القضائي يحرم بمقتضاه القضاة من تداول وطرح ومناقشة واقع مؤسستهم ونشره للرأي العام رغم ان القضاء مؤسسة دستورية ومرفق عمومي يهدف بالأساس الى حماية الفرد من تغول السلطة.. وكل من حاول تجاوز التعتيم من القضاة كان اول ضحايا هذا التغول. تغول كانت نتيجته تغييب القضاء الاداري لأكثر من نصف قرن عن المشهد الاعلامي بسبب استراتيجيات سياسية ولم يعد الى الواجهة إلا عقب الثورة. غياب خلف خسائر فادحة ومشاكل بالجملة في المشهد الاداري التونسي. وحتى دائرة المحاسبات سلبها النظام الفاسد صلاحياتها الدستورية وأبرزها مراقبة أداء الحكومة المالي ومختلف المؤسسات العمومية وهي مشمولات كان من المفترض أن يتحقق بمقتضاها تكريس حق المواطن في مراقبة أداء الحكومة وخصوصا في ما يتعلق بالتصرف في المال العمومي ليظل نشر تقاريرها رهين أمر رئاسي لكن السؤال المغرق في الاستفهام يظل يطرح بإلحاح كيف تعمل دائرة المحاسبات على مراقبة أداء الحكومة وإثبات تجاوزاتها وفسادها المالي ثم توجه تقاريرها الى رئاسة الجمهورية ليقرر الرئيس ما ينشر وما يتم إدخاله الى الارشيف الخاص الممنوع من النشر؟. وهل يمكننا الحديث اليوم عن قضاء مستقل يضمن لتونس عدالة انتقالية؟ وماهي الضمانات الكفيلة باستقلال القضاء وكيفية تكريس هذا المطلب الوطني الهام على اعتبار أنه الركيزة الأساسية للانتقال الديمقراطي المنشود؟ استفهامات أجاب عنها قضاة في هذا الملف الذي تناولت فيه «الاسبوعي» واقع القضاء ماضيا وحاضرا وآفاقه مستقبلا.
مختار اليحياوي :عزلت بسبب مواجهتي لتغول السلطة.. وقانون الإرهاب يعاقب على النوايا!!
القاضي مختار اليحياوي، واحد من القضاة الذين ناضلوا من اجل استقلالية القطاع ليكون واحدا من ضحايا تغول السلطة حيث قرر المجلس الاعلى للقضاء عزله سنة 2001 بقرار من الرئيس المخلوع على خلفية نشره رسالة مفتوحة الى رئيس الدولة طالب فيها برفع وصاية السلطة التنفيذية وتدخلها في استقلالية السلطة القضائية ومنطوق احكامها.. «الاسبوعي» التقته وتحدث مطولا عن تجربته مع قمع حرية واستقلالية القضاء.
«عندما اعتمدت حقي في التعبير وأعلنت رأيي في وضع القضاء في رسالة مفتوحة سنة 2001 وجهتها الى رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس الجمهورية السابق قبل ان يقع نشرها للعموم على مواقع الكترونية اجنبية حقوقية وعبرت من خلالها عن الشعور العام بتذمر القضاة من حال القضاء اصبحت احد ضحايا تغول السلطة عندما امر رئيس الدول السابق بعزلي واستعمل المجلس الاعلى للقضاء سلطاته على المحكمة الادارية التي جمدت فيها قضيتي ولم يقع البت فيها الا عقب الثورة واصدرت حكم الغاء قرار العزل» في هذه الكلمات اختصر القاضي مختار اليحياوي ما وصفه بتغول السلطة التنفيذية على السلطة القضائية والمواطن في العهد السابق. وعن أسباب تغول السلطة بيّن اليحياوي ان غياب استقلالية القضاء لعقود مضت كانت أبرز الأسباب حيث وظفت السلطة التنفيذية القضاء لخدمة أغراض سياسية وقمع كل من يخالفها أو لتكريس حالة من عدم محاسبة كل من كان قريبا منها. وبين ان حالة ضعف القضاء جعلته مطية سهلة للتدخلات التي كانت تتم على أساس الوجاهات والضغوط او الابتزاز والإغراءات.
وعن مؤشرات عدم استقلالية القضاء اكد اليحياوي ان التداخل بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في تركيبة المجلس الاعلى للقضاء الذي يشرف على السلطة القضائية باعتبار ان رئيس الجمهورية يتولى رئاسته وينوبه فيه وزير العدل بما جعل قلة من القضاة هم الذين لم يتعرضوا الى الضغوطات في اتجاه تحويل الاحكام التي يصدرونها بخلاف ما يقتضيه التطبيق الطبيعي للاجراءات والقوانين.
وبين ان القاضي وفق تعبيره عادة ما يكون عرضة للضغوطات ومحاولات التأثير عليه معتبرا أن كل طرف يحاول بشتى الطرق استمالته لمصلحة قضيته، وباعتبار غياب الضمانات الضرورية التي تحمي حيادية واستقلالية القاضي فان العقوبات وخصوصا منها النقلة بسبب الاحكام التي يصدرها او سحب الملفات منه بعد ان يتعهد بها كانت المآل المحتوم الذي ينتظر النزهاء.
وقال اليحياوي أن القضاء استعمل كآلة لسحق مجتمع كامل وخلق فئة فوق القانون وأخرى تحت القانون مبينا في السياق ذاته أن قضايا الارهاب لا تنسجم مع طبيعة وحاجيات المجتمع التونسي بل كانت انخراطا في سياسة غربية لخدمة مصالح خاصة بالنظام في علاقته بالدعم الاجنبي. كما ان قانون المساهمة في الجهد الدولي لمكافحة الارهاب صيغ بشكل يشرع جميع اشكال القمع وضمانات المحاكمة العادلة، واستعمل هذا القانون حسب محدثنا لتنفيذ سياسة قمعية داخلية تحت ستار مكافحة الارهاب ولعل اكبر دليل على ذلك ان الاغلبية الساحقة من الملفات التي تم فتحها تحت احكام هذا القانون، على حد قول اليحياوي، طالت اشخاصا حوكموا من اجل نواياهم وليس من أجل أفعال ارتكبوها والحال أن القانون يعاقب على الأفعال ولا يعاقب على النوايا. نبيل بلحسن :السلطة التنفيذية تسيطر على القضاء والداخلية تصدر الأحكام
هياكل القضاء متداخلة واستقلاليته لا تقتصر على استقلال القضاة بل لا بد من وجود منظومة قضائية شفافة من شأنها ان تضمن ايصال الحقوق الى أصحابها. هذا ما اكده نبيل بلحسن قاضي مستشار بمحكمة الاستئناف بتونس الذي بين ان القاضي كان يعيش صراعا بين واجب الحكم بما يمليه الضمير وطبيعة القضية التي قد تنسبها الادارة من خلال وزارة العدل الى قائمة قضايا الدولة. وما يسمى بقضايا الدولة وفق محدثنا تم فيه تكريس شبه عرف يقضي بعدم تحكم القاضي في مجرى العملية القضائية وذلك من خلال اختيار القاضي الذي تنشر امامه القضية باعتبار ان نفوذها مسلط على النيابة العمومية بحكم التبعية الادارية من جهة او من خلال المسؤول الاول عن المحكمة الذي يكون من النادر ان بلغ ذاك المنصب دون ان تكون السلطة التنفيذية ضمنت الحد الادنى من ولائه.
قتل شاب والداخلية اصدرت الحكم
اضاف محدثنا «واذا صادف ان تعهد احد القضاة غير الموالين للادارة بملف في قضية خاصة او ما يسمى بقضية دولة فإن القاضي يعتبر مهددا بالنقلة الى ابعد نقطة يمكن له ان يقبل بها كما يضمن تجميدا في الرتبة التي هو فيها اذا لم يستجب الى أوامر وزارة العدل، وتصدر القرارات من المجلس الاعلى للقضاء.. ومن قضايا الدولة القضايا الخاصة باصدقاء قضاة وزارة العدل». ومن بين القضايا التي اعتبرت قضية دولة ذكر محدثنا قضايا اعتداء بعض اعوان الامن على المواطنين من ذلك قضية وفاة شاب في مركز امن بمنزل بورقيبة ببنزرت خلال السنة القضائية 2001 / 2002 «حيث تلقت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت برئاسة القاضي فتحي حسني ضغوطات متأتية بالتدرج من وزير الداخلية الى وزير العدل الى مدير الديوان بوزارة العدل الى وكيل الجمهورية ورئيس المحكمة وحينما رفضت الدائرة مخالفة ضميرها والتفريط في حق الهالك «فرقعت» وزارة العدل تلك الدائرة واستبدلت اعضاءها باخرين من الذين يخشون بطش الوزارة ليتم تنفيذ تعليمات وزارة الداخلية القاضية بالحكم على الجناة سنتين سجنا دون مواصلة البحث ان كانت العملية مجرد انتحار او عملية قتل متعمد. وتم تجاوز طلب الدائرة الاصلية المتعلق بوجود كسر على مستوى العنق وهو الامر الثابت بموجب الشهادة الطبية الاولية الصادرة عن الدكتور فيصل النحالي والتي لم يتعرض لها الطبيب الشرعي المنصف حمدون الذي تمسك بتقريره الاول».
ومن هذه المنطلقات فإن استقلالية القضاء لا يقتصر فقط على احساس القاضي بالاستقلالية وانما لن يتحقق ذلك الا برفع هيمنة السلطة التنفيذية على القضاة والهياكل المساعدة كالأطباء الشرعيين والخبراء وعدول التنفيذ واعوان الامن المكلفين بالبحث والتحقيق وهو ما اكده بلحسن من خلال قوله انه كان من الاجدر ان تكون كل هذه الاجهزة تابعة مهنيا لاشراف القضاة وليس للادارة.
توحيد الصف والهدف
واكد محدثنا ان القضاة يعيشون حالة من الجمود ناتج عن عدم توحيد الصفوف وعدم وضع رؤية واضحة للاهداف المراد تحقيقها والسبل التي تمكن من ذلك حيث ان عددا كبيرا من القضاة وفق ما افادنا به محدثنا يتساءلون عن ما قدمته الهياكل التي تمثلهم الى حد اليوم داعيا الجمعية والنقابة الى توحيد الاهداف والجهود من اجل سد المجال امام اقلية لها اهداف خاصة بما يمكن القضاة من تجاوز خطر الركون مجددا الى الاملاءات السياسية للسلطة التنفيذية. وقال محدثنا ان القضاء يعيش اليوم في ظل مؤامرات خفية بما يجعله موضوع تشويه وارتباك وذلك من خلال الظروف التي يمارس فيها القضاة عملهم والغياب غير المبرر للأمن في تنظيم عمل الجلسات بما في ذلك قضايا الفساد التي تورط فيها مسؤولون كبار في الحكومة المخلوعة واصهار المخلوع. عبد الرزاق بن خليفة :الرئيس الأول للمحكمة الإدارية في التسعينات كان يخفي الملفات.. وبرنامج «الحق معاك» قضاء موازي
لاحظ المتابعون للشأن القضائي في تونس ان القضاء الاداري بدأ عقب الثورة يتعاطى بشكل ايجابي مع ملفات القضايا وخصوصا منها تلك التي تم ركنها في الخزائن الخاصة ومنع نشرها، وحمل تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة الطيب البكوش وزير التربية الذي أعلن فيه ان وزارته ستنفذ كل قرارات المحكمة الادارية اشارات طيبة توحي بان القضاء الاداري بدأ يستعيد هيبته التي فقدها طيلة العهد السابق. وكانت المحكمة الادارية تواجه اشكالية تحجيم دورها من طرف النظام السابق مستعملين في ذلك عدم تنفيذ الاحكام خصوصا في القضايا ذات الصبغة السياسية رغم ان المحكمة منذ الثمانينات كانت تحكم لفائدة المظلومين وفق ما افاد به القاضي عبد الرزاق بن خليفة رئيس دائرة بالمحكمة الادارية الذي بين ان الاحكام كانت تجابه بالتجاهل من طرف بن علي ومصالحه في الوزارات. وأكد محدثنا أن المحكمة الادارية كانت تصدر أحكاما لفائدة المتهمين بعد التثبت من البراءة على غرار قضايا الانتماء لجمعيات غير مرخص فيها او المحرومين من جوازات سفر لكن وزارة الداخلية لديها تعليمات بعدم تنفيذ الأحكام وتلفيق القضايا للمواطنين والموظفين الذين يتعرضون للعقوبات بسبب رفعهم قضايا لدى المحكمة الإدارية.
رئيس المحكمة الاول يمنع نشر القضايا
وقال بن خليفة أن السلطة التنفيذية استعملت أسلحة متعدّدة للتدخل في استقلالية العملية القضائية على غرار المساس بالمسار المهني للقضاة وهو ذات ما حصل مع القاضي المرحوم محمد رضا الشيخ الذي اتهمه نظام بن علي بالانتماء لجمعية غير مرخّص فيها وتم تجميد وضعه المهني ولم يتدرج في منصبه طيلة 25 سنة كاملة بسبب دفاعه عن استقلالية حكمه في القضايا. كما أقال نظام بن علي الرئيس الأول للمحكمة الادارية رشيد الصباغ سنة 1990 بسبب إصدار المحكمة حكما لفائدة جمعية القضاة الشبان المعزولين. وأحال القاضي محمد كمال قرداح على التقاعد الوجوبي بسبب مواقفه واستقلاليته. وعن آليات التدخل في سير العملية القضائية بيّن محدثنا انها لم تكن بشكل مباشر مع القاضي بقدر ما كانت عن طريق عدم نشر القضايا وخصوصا منها ذات الصبغة السياسية ومنع القضاة من الاطلاع عليها. وتفاقمت هذه الممارسات في فترة الثمانينات وتم تكريسها في السنوات التسعين عندما كان الرئيس الاول للمحكمة الادارية يعمد الى إخفاء الملفات في خزانة خاصة بمكتبه. وقال القاضي بن خليفة أن المحكمة الادارية اتخذت في 13 جوان 2010 قرارا يقضي بنشر كل القضايا التي تم اخفاؤها طيلة الفترة الماضية إلا أن الادارة في مختلف المصالح الوزارية لم تكن متعاونة في التحقيق والرد على العرائض.
التجمع استولى على المقر
وبهدف طمس دور المحكمة الادارية فان النظام السابق عمد وفق ما أفاد به محدثنا الى «حرمانها من مقر لتظل إلى اليوم رحالة تعيش في مقرات مكتراة واستولى الحزب الحاكم السابق المنحل على مقر المحكمة الادارية وحوّله الى مقر للحملة الانتخابية للرئيس المخلوع . وأضاف بن خليفة «الاغرب من ذلك ان أمر تنفيذ الاحكام اصبح رهين برنامج «الحق معاك» التلفزي بما دفع في اتجاه توليد عدالة موازية وعمد بن علي وفق ما أفاد به محدثنا الى تعديل الدستور ليحرم المحكمة الادارية من بعض صلاحياتها على غرار إلغاء إلزامية الآراء الاستشارية للمحكمة الادارية. وكان رئيس الجمهورية يستغل انفراده بتعيين الرئيس الاول للمحكمة الادارية ليمارس عليه الضغوطات ويضمن عدم نشر بعض القضايا وخصوصا منها ذات الصبغة السياسية. فوزية القمري :السلطة رفعت يدها عن سير القضايا لكنها مازالت مسلطة على القضاة
يطرح مبدأ استقلالية القضاء إشكالية كبرى في الوقت الراهن حيث يعتبر بعضهم أن الاستقلالية تنطلق من القاضي ذاته وهو ما أكدته فوزية القمري مساعد وكيل جمهورية بابتدائية بن عروس وكاتب عام مساعد لنقابة القضاة التي اعتبرت انه ثمة الآن نقص كبير في مجموعة آليات وجب توفرها للقاضي حتى تتدعم ممارسته لمهامه في كنف الراحة ولا يكون عليه من سلطان في الفصل في النزاعات غير القانون وضميره. وأكدت أن بعض القضاة الذين حادوا عن أدبيات المهنة من المحتمل أن تكون قد سلطت عليهم ضغوطات قوية وهم أقلية مسوا استقلالية القضاء وخصوصا البعض ممن نظروا في القضايا السياسية. وبينت أن القاضي بعد الثورة تدعم لديه الشعور بالاستقلالية وأصبح يتحمل مسؤولية كبرى تجاه الشعب والوطن والسلطة التي ينتمي اليها مضيفة انه بات يشعر بالحرية في تطبيق القانون بحذافره لكنه عقب سقوط عهد دكتاتورية النظام الفاسد اصبح يواجه ضغط الشارع في وقت يعمل فيه جادا على تحقيق الموازنة بين القانون وضميره وارادة الشعب. وحول التكتم على بعض ملفات الفساد بينت محدثتنا انه لا سبيل اليوم للتعتيم وشددت على أن الوزارة لا تمارس ضغوطا على النيابة العمومية في نشر القضايا. وقالت في السياق ذاته «بعد 14 جانفي لم تعد النيابة العمومية تجري اتصالات مكثفة للاستفسار عن الملفات التي تنشر او التي يتم تأجيل نشرها او اخفائها وخصوصا منها القضايا السياسية.. والقرارات المتعلقة بها لم يكن بإمكان وكالة الجمهورية قبل 14 جانفي اتخاذ القرار فيها دون الرجوع الى السلط التي تعملوها مرتبة وفق القانون». وأضافت «الملاحظ اليوم ان السلطة التنفيذية رفعت يدها عن التدخل في سير القضايا أو في منطوق الأحكام ولكن مازال لديها يد مسلطة على القضاة اذ ان ترقيتهم ونقلهم وإعفاءهم من مهامهم مازالت تحت سيطرتها انطلاقا من المجلس الاعلى للقضاء». حمادي الرحماني:القضاء حاليا غير مستقل.. والوزارة تتستر على ملفات الفساد
طرح هيبة القضاء في الوقت الراهن طرح غير بريء والفكرة جاءت لمواجهة المطالبة باستقلالية القضاء ومعالجة مظاهر الفساد وهو ما أكده حمادي الرحماني قاضي بالمحكمة الابتدائية الذي أبدى استغرابه من هذا الطرح وقال «كأن الحديث عن استقلالية القضاء وتطهيره من الفاسدين يمس من هيبة القاضي !». واعتبر محدثنا أن القضاء في الوقت الراهن غير مستقل رغم وجود قضاة مستقلين، وبين أنه لا يمكن في الوقت الراهن تحقيق هيبة القضاء بمعناها الحقيقي الذي يقصد به ايصال الحقوق الى أصحابها وليس إخافة الناس دون الشروع في إصلاحه وتطهيره من رموز الفساد.
واكد الرحماني ان القضاء مازال الى الان يحافظ على رموز الفساد سواء في وزارة العدل والمصالح المحيطة بها او في المحاكم حيث انه مازال الاشخاص ذاتهم الذين اداروا القضاء في العهد السابق يديرون دواليبه حاليا ولم تقع بعد حسب محدثنا محاسبة المتورطين في تخريب القضاء من قضاة ومسؤولين في وزارة العدل إضافة إلى وزير العدل الأسبق.
وقال القاضي أن وزارة العدل حاليا تتستر وتتباطأ في فتح ملفات الفساد رغم انها تمسك بها بواسطة التفقدية العامة للوزارة وهي التي تتقبل التشكيات والتظلمات من القضاة. وأكّد أن الوزارة تحول دون الاستجابة لمطالب جمعية القضاة المتعلقة بفتح ملفات الفساد وذلك عبر اختلاق ما يسمى بنقابة القضاة ومحاولة زرعها في الجهاز القضائي لتشوش على مطالب القضاة وأساسها التطهير بل ان الوزارة على حد تعبيره تتعمد إشاعة انقسام القضاة وافتعال صوت مواز لصوت الجمعية.
وحول المجلس الأعلى للقضاء ودوره في تكريس الاستقلالية في فترة ما بعد الثورة أكد محدثنا أن المجلس هو المعضلة الكبرى في طريق استقلالية القضاء وبين انه مازال متواجدا الى اليوم ولم يقع حله على غرار بقية المجالس الدستورية رغم افتقاده للشرعية والمشروعية – وفق تعبيره – بحكم تبعيته للسلطة التنفيذية وضعف تمثيل القضاة فيه وتورطه في إضعاف السلطة القضائية خلال فترة النظام البائد. روضة العبيدي :السلطة التنفيذية تضمر سوء النية تجاه استقلالية القضاء
يشهد القضاء الآن مرحلة حساسة خصوصا في ظل تطلع التونسيين إلى تحقيق الديمقراطية واحترام حق الاختلاف وحرية التعبير وفق ما افادت به روضة العبيدي قاضي ونائب رئيس نقابة القضاة لكن التجاذبات السياسية تضرب استقلالية القضاء الذي يضمن حقوق الجميع مهما اختلفت الانتماءات الفكرية والايديولوجية والسياسية.
وعن استقلالية القضاء في هذه المرحلة قالت المتحدثة انه لا يمكن بالنسبة الى النقابة في الوقت الراهن الحديث عن قضاء مستقل وأكدت انه لن يكون ذلك ممكنا إلا إذا تم انتخاب مجلس أعلى للقضاء وهيئته دستورية وبذلك يتم القطع مع ترؤس رئيس الدولة ووزير العدل لهذا الهيكل.
كما اكدت انه لا يمكن الحديث اليوم عن قضاء مستقل في ظل القانون الاساسي للقضاة الحالي وبينت انه لا يتوفر على ضمانات لاستقلال القاضي والقضاء عامة.
وطالبت المتحدثة بضرورة انتخاب مجلس أعلى للقضاء معلنة موقف النقابة الرافض لإنعقاد المجلس بنفس الطريقة وبنفس التركيبة التي كان عليها قبل 14 جانفي ووصفتها باللاشرعية.
وحول استعداد السلطة التنفيذية لدعم مبدأ استقلالية القضاء قالت محدثتنا «ان السلطة تضمر سوء النية تجاه استقلالية القضاء على اعتبار ان مرسوم 23 مارس 2011 وفي فصله 17 استثنى القضاء ليبقي العمل جار بالقوانين التي كان جاري بها العمل قبل الثورة بما يجعلنا تحت سيطرة السلطة التنفيذية». أحمد الرحموني:إقرار دستور ومجلس أعلى منتخب ضمانات أساسية لقضاء مستقل
منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة رفع التونسيون شعار استقلالية القضاء ونادوا بتكريس هذا المبدأ باعتباره الضمانة الاساسية للعدالة عامة والعدالة الاجتماعية على وجه الخصوص. ونادى القضاة ايضا في مسيرات جابت العاصمة وعديد الولايات بتكريس مبادئ استقلالية القضاء وطالبوا بحل المجلس الاعلى للقضاء الذي مازال يواصل مهامه منذ العهد البائد الى اليوم مشددين على ضرورة ان يكون منتخبا بكامل اعضائه بما يفضي إلى تكريس قضاء مستقل في الفترة الانتقالية الحالية والمقبلة.
حول إصلاح القضاء في المرحلة المقبلة أكد أحمد الرحموني رئيس جمعية القضاة التونسيين انه يجب ان يكون مسبوقا بوضع دستوري يكرس المبادئ الاصلية لاستقلال القضاء او ما يسمى بضمانات الاستقلالية وهذه المبادئ وفق الرحموني هي المبادئ المشتركة التي تمثل المعايير في كل منظومة قضائية مستقلة وعلى هذا الاعتبار فإن صياغة الوضع المهني للقاضي او قوانين السلطة القضائية الخاصة بمسيرته المهنية يجب ان تتقيد بذلك الوضع الدستوري.
..لن يكون إلا دستوريا
وبين الرحموني انه يتوجب في الوقت الراهن الاتجاه الى صياغة منظومة دستورية في هذا الخصوص نظرا إلى أن السوابق الدستورية واساسا ما نص عليه دستور غرة جوان 1959 بشأن السلطة القضائية يفتقر الى المبادئ الضامنة لاستقلالية القضاء وأهمها اقرار مبدأ اصلي يمثل جوهر استقلالية القضاء في العالم وهو مبدأ عدم قابلية القضاة للعزل بما يقصي كل اشكال التدخل في ممارسة القاضي لوظيفته وكل اشكال الضغط على قراره وبالاساس في مواجهة السلطة التنفيذية. وبمقتضى هذا المبدأ لا يمكن نقلة القاضي او المساس بوضعه او إعفائه الا في اطار ما يقتضيه القانون وطبق ضمانات محددة.
وقال رئيس جمعية القضاة حول النقلة المقترنة بالترقية ـ وهي واحدة من أشكال التدخل في استقلالية القضاء في العهد البائد اذ تعمد السلطة الى نقل القاضي بصفة تعسفية وتغطي هذا التدخل الصارخ في تحويل وجهة قرار القضاء في البت النهائي في القضايا بالترقية المهنية ـ ان مبدأ عدم نقلة القاضي الا برضاه ولو ادى الامر الى ترقيته يعتبر من القواعد التطبيقية للمبدإ الاصلي في استقلال القضاء فضلا عن ان الاحكام التفصيلية الخاصة سواء بتعيين القاضي او ترقيته او تأديبه او ضمان استقلاله الداخلي في مواجهة رؤسائه مرتبط بالمبدإ الاصلي الذي يستبعد كل تدخل او تأثير أو ضغط من قبل السلطة التنفيذية او جميع القوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية… وحول امكانات تطبيق هذا المبدأ وآلياته اوضح الرحموني ان من ضمانات الاستقلالية ان يتم تسمية القاضي من طرف قضاة منتخبين وأن يخضع في تدرجه المهني الى معايير موضوعية خارجة عن إرادة صاحب السلطة ولا يمكن تطبيق هذه المبادئ إلا من طرف هياكل تتمتع بالمصداقية والاستقلالية على غرار المجالس العليا للقضاء التي يجب ان تبتعد سواء في تركيبتها او اشخاصها او اختصاصاتها او سير عملها عن ضغوطات السلطة التنفيذية وهو ما مثل في السابق وفق الرحموني أحد القيود الأساسية لاستقلال القضاء.
ضمانات العدالة الانتقالية
ويبدو من خلال تحليل الرحموني للوضع القضائي أن إرساء القاعدة الانتخابية والشفافية في عمل المجلس الاعلى للقضاء وجعله السلطة الاساسية على القضاة والمؤسسات القضائية من شأنه ان يدعم مبدأ الاستقلالية، وهو ما أكده الرحموني عندما ذهب الى اعتبار ان غياب أي تصور لدى الحكومة المؤقتة او وزارة العدل بشأن تطوير المنظومة القضائية مداومة لنفس النظام القضائي البائد سواء على مستوى ادارة القضاء او المجالس العليا للقضاء او مختلف المحاكم وهو ما يمثل احد مظاهر الازمة التي يعيشها القضاء في ظل هذا الوضع الانتقالي لان تطوير القضاء بصفة مبدئية هو احد الشروط الاساسية لضمان العدالة الانتقالية حسب الرحموني سواء في كشف الحقائق او تتبع المجرمين. وبين رئيس جمعية القضاة التونسيين ان العملية السياسية اتجهت على خلاف ما سبق الى ايجاد بعض البدائل للقضاء واخضاع الوضع القضائي الانتقالي لنفس الاحكام القانونية التي طبقت في ظل النظام البائد وهو ما يتضح من خلال المرسوم المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية وأساسا الفصل 17 من هذا المرسوم الذي احال السلطة القضائية على التشريع الجاري به العمل وهو ما يبرز مداومة النظام القضائي البائد بجميع مؤسساته وآلياته في حين اتجهت مطالب الشعب عقب الثورة الى تصفية المجالس التي ساهمت في تكريس الاستبداد كالمجلس الاعلى للقضاء ومجالس النواب والمستشارين والدستوري. رفيع عاشور:تجريم عدم تنفيذ الاحكام وفك الارتباط الاداري والمالي بالوزارة الاولى
بعد غيابه عن المشهد الاعلامي لأكثر من نصف قرن بسبب استراتيجيات سياسية، اصبح القضاء الاداري عقب الثورة في الواجهة باعتباره المؤهل الوحيد للنظر في ملفات القضايا المتعلقة بالفساد الاداري الذي خلف خسائر فادحة ومشاكل بالجملة في المشهد الاداري التونسي.
وتعكف الان المحكمة الادارية التونسية على البت في الدعاوى المتعلقة بالفساد الاداري اذ ان هذه المحكمة وفق التعريف الذي قدمه رفيع عاشور احد القضاة العاملين فيها فانها قضاء خاص ينظر في جميع القضايا في اطار دعاوى تجاوز السلطة او التعويض عن الاعمال الادارية او المالية اللاشرعية للادارة. وهذه المحكمة ايضا لم تسلم من سياسة فرض وصاية السلطة التنفيذية على سير العمل فيها وهي على غرار القضاء العدلي في حاجة الى ضمانات اساسية لتكريس استقلاليتها.
وبين رفيع عاشور القاضي بالمحكمة الادارية ان ضمانات الاستقلالية يجب ان تكون نصية بفصول واضحة ودقيقة في مفاهيمها في الدستور المقبل للبلاد داعيا المجلس التأسيسي المقبل الى المحافظة على القيمة الدستورية للمحكمة الادارية واعتبر ذلك ليس هدفا في حد ذاته بل برر ما ذهب اليه بان فكرة دولة القانون والمؤسسات بمعناها الحقيقي يتوقف تحقيقها على استقلالية وقوة نفاذ احكام المحكمة الادارية وايجاد مؤسسات دستورية تضمن حسن تطبيق القانون لايجاد هذه المعادلة الجدلية.
وشدد على ضرورة احترام رأي القاضي ورضاه عند النقلة مطالبا بايجاد محاكم ادارية جهوية بما يقرب الخدمة من المواطن في مختلف الجهات ويضمن شرعية القرارات الادارية باعتبار قرب المحكمة من الجهات يدفع في اتجاه عقلنة القرارات الادارية. ولأن قرارات المحكمة الادارية في السواد الاعظم من القضايا خلال العهد السابق وخصوصا في ما يتعلق بالقضايا السياسية او تلك التي تصدر فيها المحكمة الادارية احكاما لفائدة اطراف ضد الادارة العمومية بقيت حبرا على ورق ولم تجد طريقها الى التنفيذ، فإن التنصيص في القوانين الاساسية لكل الادارات والمصالح الادارية وفق ما اكده عاشور على عدم تنفيذ احكام المحكمة الادارية يعتبر خطأ تصرف ضد السلطة التنفيذية ووجب تجريمه في شخص رئيس الادارة بما يحمي المجموعة الوطنية من مصاريف كبيرة هي في غنى عنها وخصوصا في حالة رفع المدعي المحكوم لفائدته قضية في التعويض على أساس عدم تنفيذ حكم المحكمة الادارية. وأكد عاشور أن استقلالية المحكمة الادارية يشترط فك ارتباطها بالوزارة الاولى سواء في الجوانب المالية او ترؤس الوزير الاول للمجلس الاعلى للقضاء الاداري وطالب بالاستقلال المالي للمحكمة الادارية بما يمكنها من اضافة دوائر جديدة لمجابهة تراكم القضايا باعتبار ان الوضع السابق والراهن خصص قاضيا اداريا لكل 110 الف تونسي. زياد بومعيزة:مجلس أعلى لدائرة المحاسبات منتخب وحرية نشر التقارير
منذ عام 1976 وبعد تنقيح الدستور فقدت دائرة المحاسبات بعض صلاحياتها ومشمولاتها الدستورية التي تم الحاقها بالقانون الاساسي لدائرة المحاسبات وقانون اعضائها بما يعني ان الدائرة فقدت وزنها الدستوري. هذا المعطى لم ينفه زياد بومعيزة القاضي المستشار بدائرة المحاسبات بل اكد ان المحكمة فقدت دورها الاساسي المتمثل في مراقبة الاداء الاداري المالي في مختلف مؤسسات الدولة، وقال ان استقلالية رؤساء الاجهزة العليا للرقابة وأعضاءها وضمان اجراءات تكرس استقلالية مسارهم المهني وتقصي تدخلات السلطة التنفيذية في قراراتهم يعد ابرز الضمانات لاستقلال هذا الفرع القضائي. وبين ان رئيس دائرة المحاسبات يتم تعيينه واقالته من طرف رئيس الجمهورية وهو امر يكرس تبعية القرار للسلطة التنفيذية والسياسية. وطالب في هذا الخصوص بضرورة القطع مع رئاسة الوزير الاول للمجلس الاعلى لدائرة المحاسبات مشددا على ضرورة إعادة النظر في تركيبة المجلس عن طريق تكريس مبدأ انتخاب غالبية اعضائه لتوكل اليه مهمة تعيين وترقية ومعاقبة الاعضاء. واكد بومعيزة ان ضمان حرية نشر تقارير دائرة المحاسبات يعد من اوكد المطالب التي تحقق تكريس حق المواطن في مراقبة اداء الحكومة وخصوصا في ما يتعلق بالتصرف في المال العمومي بما يكرس حق المواطن في الضغط على الحكومة من اجل تصحيح المسارات.
وحول تقارير دائرة المحاسبات التي تظل رهين امر رئاسي بما ينشر او ما يتم التكتم عليه علق المستشار في دائرة المحاسبات بقوله «كيف نعمل نحن على مراقبة اداء الحكومة واثبات تجاوزاتها وفسادها المالي ثم يتم توجيه التقرير الى رئاسة الجمهورية ليقرر الرئيس ما ينشر وما يتم ادخاله الى الارشيف الخاص الممنوع من النشر؟”.
واكد على ضرورة فك الارتباط الاداري والمالي بالوزارة الاولى معتبرا ان الاستقلالية لا تعني شيئا بل تصبح مفهوما مفرغا من محتواه في ظل انعدام الاستقلالية المالية. (المصدر: جريدة “الصباح الاسبوعي” الصادرة يوم 02 ماي 2011)
03-05-2011الجزائر: علاوة حاجي جائزة عمر أورتيلان تقدير لنضال الشعب التونسي
اعتبر الصحفيّ التونسي، سفيان الشورابي، اختياره للفوز بجائزة عمر أورتيلان العالمية لحريّة الصحافة في دورتها لسنة 2011، تقديرا للشعب التونسي ”الذي ثار ضدّ حكم الاستبداد، وانتفض في وجه الدكتاتور بن علي”. أعرب سفيان الشورابي، في تصريح لـ”الخبر”، عن أمله في أن يمنح نيله جائزة عمر أورتيلان العالميّة لحريّة الصحافة، دفعا جديدا للمحافظة على مكاسب الثورة التونسيّة في مجال الحريات الأساسيّة، وتحديدا حريّة الإعلام، وتحفيز الصحفيين في الدول العربية التي تشهد حراكا سياسيا، للعب دورهم الحقيقي في نقل هموم الناس وانشغالاتهم.
وعاد الشورابي إلى ظروف عمل الإعلاميين التونسيّين في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، واصفا إياها بـ”المجازفة”، في ظلّ انغلاق سياسي وإعلامي تامّ، مضيفا أن الصحفيين الأحرار الذين تجرأوا على قول الحقيقة كان مصيرهم إمّا السجن أو المنع من الكتابة أو الطرد من العمل.
وأكّد الصحفيّ التونسيّ الشاب بأنه تعرّض، شخصيّا، لمضايقات ومتابعات من طرف البوليس السياسي بسبب عمله الإعلامي، كاشفا بأنه كان، أثناء المظاهرات، يخفي الكاميرا عند المتظاهرين، حتى يمرّر الصور في وقت لاحق، ”وهؤلاء شكّلوا أكبر دعم لأمارس مهنتي على أحسن وجه”، على حدّ تعبيره. لكنه أردف: ”لست سوى واحد من صحفيين كُثـر اختاروا الانتصار للواجب المهني والوقوف إلى جانب شعبهم، إيمانا منهم بأن قوّة الإرادة تنتصر على إرادة القوّة”.
واعتبر الشورابي أن الإعلام التقليدي لم يلعب دورا يُذكر خلال الثورة الشعبية، ”في الوقت الذي أدّت المواقع الإلكترونية دورا محوريا في كسر الحظر الإعلامي المفروض”. ورغم أن الشورابي اعترف باتساع هامش الحرية وتغيّر محتوى الخطاب السياسي بعد الثورة، إلا أنه شدّد على ضرورة توفير هياكل مؤسساتية وضمانات قانونية ”حتّى يستمر هذا الوضع ونتفادى حدوث انتكاسة في الحريات الإعلامية مستقبلا”.
يحتفل العمال التونسيون يوم غرة ماي بإحياء الذكرى الأولى ليوم العمال العالمي في ظل ثورة أطاحت برؤوس الظلم والاستبداد وبالذكرى الواحدة والعشرين بعد المائة لنفس اليوم على غرار العمال في سائر أنحاء المعمورة. فما هي المحطات التاريخية أو قصة احتفال غالبية دول العالم بهذا اليوم الذي يقترن سنويا بغرة ماي؟
بالنبش في ذاكرة التاريخ، تجدر الإشارة إلى أن هذه الذكرى تعيد سنويا للأذهان كل أشكال الصراع التي خاضها العمال للتحرر من ربقة الاستغلال ونير الاضطهاد وتجسد كل ملاحم النضال على درب الاستماتة في المطالبة بحقهم المشروع في العمل اللائق. أما تاريخ غرة ماي، فإنه يحيي شريط الأحداث التي شهدتها مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية. فهذه المدينة التي كانت تعد مع نهاية الربع الأخير من القرن التاسع عشر من أضخم المراكز الصناعية بمنطقة البحيرات الكبرى، احتضنت سنة 1984 المؤتمر السادس للفيدرالية الأمريكية للشغل الذي دعا الحاضرون فيه ولأول مرة في تاريخ الحركة العمالية إلى تنظيم تظاهرة يوم غرة ماي للمطالبة بيوم عمل من ثماني ساعات.
وفي مثل ذلك اليوم من سنة 1886، الذي كان يأمل المؤتمرون فيه تحقيق مبتغاعم، شن العمال إضرابا. وبعد يومين، أي في الثالث من ماي، اندلعت مواجهات دامية بين رجال الشرطة والمضربين، من بينهم عمال المنشأة العملاقة المنتجة للآلات الزراعية “McCormic”، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وجرح خمسين آخرين. ومن الغد، نظم العمال تجمعا احتجاجيا ضخما، ألقيت أثناءه قنبلة على رجال الشرطة، الذين ردوا بأكثر شراسة مما أدى إلى سقوط ضحايا جدد…وإلى حملة من الاعتقالات توجت بحكم بالإعدام على ثمانية من قادة حركة الإضراب، نفذ في أربعة منهم يوم 11 نوفمبر 1887 وانتحر الخامس في السجن بينما صدر عفو عن الثلاثة الآخرين سنة 1893.
وفي سنة 1889، قررت الاشتراكية الدولية الثانية بباريس تنظيم مظاهرة تشمل كل عمال دول العالم في يوم محدد اعتبارا من غرة مايو 1890 لتكريم قتلى شيكاغو وللمطالبة خصوصا بتخفيض عدد ساعات العمل إلى ثمانية باليوم…الذي تم إقراره بفرنسا سنة 1919.
وتعد سنة 1936 من أبرز محطات تاريخ غرة ماي، حيث أعيد أثناءها توحيد صفوف الكنفدرالية العامة للعمال إثر انعقاد مؤتمرها بباريس بين 2 و 6 مارس، ثم إن تحركات غرة ماي انطلقت قبل يومين من الانتخابات البرلمانية التي أوصلت الجبهة الشعبية إلى سدة الحكم بفرنسا، وأخيرا توجت تلك التحركات في شهر جوان بإقرار نظام الأربعين ساعة في الأسبوع بدل الثمانية والأربعين.
أما سنة 1941، فقد أضفى أثناءها نظام فيشي الصبغة الشرعية على غرة مايو بأن جعل من ذلك اليوم عيدا، يتعطل فيه العمل دون أن يخصم من رواتب العمال، وأطلق عليه عيد العمال…الذي عممته الجمهورية الرابعة سنة 1947 على كل المنشآت العمومية والخاصة مع التنصيص على أنه، الأول من ماي، عطلة خالصة الأجر.
وعموما، يمكن القول في ضوء ما تقدم أن تاريخ هذا اليوم يرسم صفحة مخضبة بدماء العمال من أجل التصدي لكل أشكال التعسف والاستغلال وخطوة ثابتة على درب معترك الحد من جشاعة رأس المال لقطف حصص أعلى من ثمار النمو من خلال ابتكار وإرساء آليات جديدة تدفع مع مرور الأيام نحو تحقيق المزيد من عدالة التوزيع…
ولعل ضمان استمرارية ما تحقق من مكاسب وافتكاك المزيد من أسباب الرخاء بما يتيح حق التمتع بحياة كريمة في حدود الإمكانات المتاحة…يستوجب المزيد من الكدح لخلق المزيد من الثروة…والحرص على أن لا تتحول الحياة داخل المنشأة إلى إفراط في المطالبة بالحقوق مقابل تفريط في أداء الواجبات…بكل ما قد ينجم عنه من تقهقر لإنتاجية العمل التي تعكس إلى حد بعيد كفاءة وفاعلية أبناء المجتمع في بناء اقتصادهم واستعدادهم لمواجهة التحديات الإنمائية ومحاولة التغلب عليها…وما أكثر مثل هذه التحديات في تونس اليوم عشية إحياء عمالنا لعيدهم…وما أحوجنا إلى الحرص أكثر من أي وقت مضى على التصدي لكل مظاهر الفوضى وأشكال التراخي والتسيب في بعض مؤسساتنا وعلى استنفار كل طاقاتنا لضخ دم جديد داخل شرايين مجتمعنا بما يساهم في النهوض بوضعنا الاقتصادي أحد الدعائم الأساسية للحفاظ على نبض الثورة وكسب رهان تحقيق أهدافها…ولن يتسنى ذلك إلا برص الصفوف بمنأى عن كل الانتماءات العقائدية والقناعات الفكرية والخلفيات الإيديولوجية… لأن سفينة الثورة التي تشق عباب بحر المستقبل تتسع لكل حساسيات شعبنا وتقل كل مكوناته…أما إذا ما ركب بعضنا رأسه وضرب عرض الحائط بكل تنازل ولو طفيف وحاول عبثا دق إسفين لعرقلة مسيرتها دون أن يتم فضحه والتصدي إليه فسوف يكون مآل الجميع الغرق في ظلمات هذا البحر اللجي…ولعل أبلغ تعبير على هذا المعنى ما ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإذا تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً” رواه البخاري. (المصدر: جريدة الفجرلسان حركة النهضة(أسبوعية-تونس) عدد 4 الجمعة 29 أفريل 2011 )
+ ترفيع قيمة الاستثمارات من37 إلى 370 مليارا ممكن اعتمادا على اموال المهاجرين اكثر من مليون مهاجر تونسي يعيشون في مختلف أرجاء الارض أكثر من نصفهم في فرنسا وحوالي 80 بالمائة منهم في اوربا الغربية وكندا والولايات المتحدة ..بينهم عشرات الالاف من العلماء والخبراء ورجال الاعمال الناجحين .. لكن هؤلاء ” ثروة ” بشرية وعلمية ومادية هامة تعاني من آثار سياسيات ” التهميش والنسيان ( او التناسي “” من قبل النظام في عهدي بورقيبة وبن علي.. على غرار نسبة من سكان المناطق الفقيرة حول المدن الكبرى وفي الجهات الغربية والجنوبية للبلاد … صيحة الفزع هذه أطلقتها ندوة نظمت في مقر” المعهد العربي لرؤساء المؤسسات ” في البحيرة يوم السبت من قبل منتدى جمعية رجال الشبان ” نور ” ومنتدى ابن رشد المغاربي للدراسات بتونس ، وحضرها خبراء ورجال أعمال تونسيون قدموا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والخليج العربي..
أكثر من 300مليار
الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية ” من اجل جمهورية جديدة ” ( نور) السيد ماهر قلال اعتبر في مداخلة له في الندوة أن قيمة الاستثمارات في تونس يمكن أن تتضاعف بنسق سريع جدا لو أحسنت تونس ما بعد الثورة التعامل مع الاكثر من مليون مهاجر بثرواتهم البشرية والمادية وخاصة مع عشرات الالاف من رجال الاعمال التونسيين المهاجرين ( بمختلف مستوياتهم المادية والعلمية ).. واعتبر ماهر القلال أن قيمة الاستثمارات يمكن أن تمر من حوالي 37 مليارا حاليا إلى أكثر من 300 مليارا في الاعوام القادمة من خلال التفاعل مع ابناء تونس في المهجر ومع اصحاب المشاريع الطموحة من بينهم الحريصين على تخصيص جزء من ثوراتهم المعرفية وخبراتهم وأموالهم للمساهمة في انجاح الثورة التونسية وتدارك المشاكل التي تسببت في معاناة المواطن التونسي خلال المرحلة الماضية ومن بينها البطالة والخلل في التوازن بين الجهات ..
تحويلات المهاجرين : 2 ملياري دولار سنويا
في هذا السياق قدم الخبير الاقتصادي حسن زرقوني ، رئيس اللجنة الاقتصادية لمنتدى “نور” دراسة معمقة عن عائدات التونسيين في الخارج بالأرقام ..بلدا بلدا ..مدينة مدينة ..وسجل التفاوت الواضح بين مؤهلاتهم الثقافية والعلمية وامكانياتهم المادية ..لكنه سجل ان موارد تونس وعائلات هؤلاء المهاجرين يمكن ان تتحسن كثيرا اذا نجحت الحكومات الانتقالية خلال المرحلة القادمة اذا أحسنت التفاوض مع شركائها الاوربيين وفي الدول المستضيفة لليد العاملة التونسية بهدف ايجاد ضمانات لتخفيض نسب ” عمولة ” المؤسسات الفرنسية والعالمية المختصة في تحويل الاموال بالطرق الالكترونية دوليا .. واوضحت بعض المداخلات ان تونس والدول المصدرة للمهاجرين تخسر سنويا مبالغ خيالية تخصمها شركات تحويل الاموال الامريكية والاوربية ( من بينها خاصة ويسترن يونويون )..ذلك ان التحويلات تفوق حسب خبراء الامم المتحدة حول ال350 مليار دولار سنويا ..فيما تتجاةو قيمة التحويلات من فرنسا وحدها ال8مليار يورو ( او وحوالي قيمة موازنة الدولة التونسية سنويا ).. لكن بسبب الخصومات العالية تخسر تونس وعائلات المهاجرين ما بين 8 و10 بالمائة ( واحيانا 20 بالمائة ) في ” العمولات ” وعميات الخصم مقابل التحويل .. و في هذا الصد قدمت اقتراحات للحكومة التونسية الحالية والقادمة منها ان تضع على راس اهتماماتها اعادة التفاوض مع الدول المستضيفة للمهاجرين في تكاليف تحويل اموال المهاجرين ..خاصة ان قمة مجموعة العمالقة الثمانية قررت في جويلية 2009 بايطاليا تخفيض تكاليف عمليات تحويل اموال المهاجرين بنسبة 50 بالمائة عالميا.. علما أن دراسة للبنك الدولي بينت ان تخفيض رسوم التحويل بنسبة 5 بالمائة ستؤدي الى زيادة في مداخيل عائلات المهاجرين ودولهم النامية بما لايقل عن 3مليارات ونصف من الدولارات .. مبادرات من اوربا وأمريكا في نفس السياق قدم عدد من رجال الأعمال الشبان الذي جاؤوا الى تونس بعد الثورة مجموعة من المشاريع والمبادرات التي بدأ رجال أعمال تونسيين في اوربا وامريكا تكريسها .. للاستثمار في تونس والمساهمة في تنميتها وإعادة بنائها وفي احداث عشرات الاف مواطن الرزق الجديدة فيها وفي تنمية جهاتها الغربية والجنوبية التي تشكو مشاكل اكبر من الفقر والبطالة وتخلف المؤسسات الطبية والصحية .. وقد قدم الخبير ورجل الأعمال التونسي الفرنسي لسعد خذر مبادرة فرنسية .. وقدم الخبيران لطفي السايبي ومنذر بن حميدة أفكارا وعرضا عن مبادرات من الولايات المتحدة الأمريكية … وعرض رجل الاعمال والخبير التونسي الالماني السيد ناصر شعبان عرضا لمبادرات ألمانية تونسية.. فيما توقف الخبير البريطاني التونسي السيد رفيق عبد السلام رئيس قسم الدراسات في مركز الدراسات في شبكة الجزيرة مداخلة عن التونسيين في بريطانيا وقطر وفرص تشريكهم في إنقاذ الاقتصاد التونسي في مرحلة الانتقال الديمقراطي ..
كمال بن يونس
منذ يوم 17 ديسمبر 2010 هبّت رياح التغيير على المنطقة العربية وقد انطلقت بشائرها من أرض تونس. انطلقت من سيدي بوزيد لتبلغ أصداؤها أرجاء الوطن العربي. جاءت البشائر بعد طول انتظار ليحقق شباب الثورة حلما عزيزا لأجيال متعاقبة من المناضلين والدعاة والوطنيين وليتوّج تضحيات عقود عديدة بتحقيق الكرامة والحريّة وعمّا قريب سلطة الشعب ووحدة الوطن واكتمال التكوين الجديد للأمّة. سوريا على طريق التغيير
«لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا» هذه المقولة تصوّر لنا أهمية سوريا الجيوستراتيجية في منطقتنا العربية وفي الشرق الأوسط بعامّة.
ولسوريا مكانة خاصّة في قلوب العرب لما تمثّل وترمز إليه من إسناد للمقاومة ومن ممانعة في زمن هرول فيه الكثيرون نحو التطبيع وقبلوا بتسويات مُخِلّة تحت عنوان مبادلة الأرض بالسلام أو سلام الشجعان لم يجن منها الشعب العربي إلا مزيدا من التراجع والهزائم ولكن الدور السوري الذي نكبره قدر التزامه بالدفاع عن الحق العربي يضعنا في حرج كلما تأملنا الوضع الداخلي في سوريا زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد وخلفه الرئيس الحالي بشار الأسد. فالنظام السوري من أكثر أنظمة المنطقة شمولية واستبدادا وإصرارا على الانغلاق ورفضا للإصلاحات السياسية الضرورية لدورٍ سوري استراتيجي لا يكتب له النجاح والتوفيق إلاّ بجبهة داخلية متلاحمة حول الثوابت متضامنة في مواجهة التحديات ولا يكون ذلك إلا بإطلاق الحرّيات واحترام إرادة الشعب السوري الذي وجد نفسه يعيش في سجن كبير في ظل نظامٍ يحكم بالرعب وبسيطرة الأقلية واحتكار حزب واحد للسّلطة والقرار.
تحرك الشارع السوري بنفس إيقاع الشارع العربي من تونس إلى صنعاء واليمامة مرورا بالقاهرة والرباط، رافعا نفس الشعارات ومقدما نفس المطالب متوسلا بنفس المنهج السلمي عبر المظاهرات والاعتصامات. وبعد عناد دخل النظام السوري مرحلة تقديم التنازلات ودخلت الثورة الشعبية السورية مرحلة جني الثمار وتحقيق المكاسب بعد أن كسرت حاجز الخوف والصمت واقتحمت الجماهير الشوارع والساحات في مدن اللاذقية وحمص ودمشق ومحافظة درعا الصامدة. لكن التجربة اليمنية والليبية أظهرت رغم تطوّر الأحداث في اليمن وليبيا بأن هذه الأنظمة والحكومات لا تكفّ عن المناورة لربح الوقت وتقسيم المعارضة وإرباك الثوار وتخذيل المنتفضين وجعل التغيير أملا بعيد المنال. فهل أن النظام السوري يجري إحدى مناوراته للالتفاف على مطالب الثورة أم أنه بدأ في تصريف الأزمة أملا في الخروج بأقل الأضرار؟
إنّ النظام السوري يخشى أن لا تتوقف المظاهرات والاحتجاجات وأن يزداد اتساع الحركة ويقرون بصعوبة الموقف إذ أن متظاهرا واحدا في سوريا يساوي ألف متظاهر في مصر كما يقول المختص في العلوم السياسية “يوسف عون” لأنّ المتظاهر في سوريا هو بكل بساطة مشروع شهيد كما أنّ العواصم العربية والغربية لم تطالب بتنحّي بشار الأسد وجزء من السوريين لا يزال يتكتم ويتحفظ بل يظهر مساندة لبشار خشية الفراغ والفوضى رغم أن الثورات لا تخشى ذلك بل تطلبه. لكنّ الإصلاحات لا بدّ منها وهي عاجلة وملحّة من ذلك ضرورة رفع القبضة الأمنية الحديدية على الحياة السياسية وتحرير الإعلام والفضاء العمومي وإلغاء البند في الدستور القاضي باحتكار حزب البعث للسلطة فقد قتل إلى حد الآن أزيد من مائتي معارض ما يذكّر بتصفية المعارضين طيلة العقود الماضية حين استشهد الآلاف بل دُمّرت مدينة بأسرها على ساكنيها هي مدينة حماة الشهيدة مما يؤكد الصورة الدموية لنظام كان على الدوام متيقظا تجاه المخاطر الخارجية يتفاداها بالتحالفات المثيرة للجدل وبالصمود أمام الضغوط ومتيقظا تجاه الأخطار الداخلية يتهيأ لها ويجابهها بالضربات الاستباقية والآخذ بالشبهة والقتل على الانتماء والهوية السياسية.
إن الثورتين التونسية والمصرية قد منحتا فرصة إلى محمد السادس في المغرب وبشار الأسد في سوريا للتفكير في تدارك الأمور عبر الإعلان عن إصلاحات واسعة. وكان الملك أسرع في الاستجابة وأكثر جذرية في مجالات الإصلاح وقد يعود السبب إلى الفارق في تعاطي النظامين المغربي والسوري في نوعية التعاطي مع الأوضاع السياسية.
لذلك تتخذ تنازلات النظام المغربي طابع المبادرة لا المناورة في حين تظهر المبادرات السورية كأنها هزيمة وركوع أمام مطالب الجماهير حتى وإن كانت الإجراءات المتخذة جزئية وتجميلية ويغلب عليها مقصد المناورة والخديعة مثلما يفعل علي عبد الله صالح في اليمن الذي نادى الشعب اليمني بالإجماع في حقّه «علي صالح يا كذاب». فالمغرب يحتاج إلى مزيد من الحرية والعدالة وتحتاج سوريا إلى إنهاء احتكار حزب وطائفة يمثلان الأقلية للسلطة والقرار على حساب غالبية الشعب السوري. ويصعب ذلك كلما تعمقت الأزمة واتسعت رقعة الأحداث وارتفع عدد الضحايا والشهداء ونحَت الثورة منحى جذريا راديكاليا في مطالبها واشتراطاتها..
والنظام السوري بسبب حدة الأزمة والخلاف مع خصومه وتصلب أركانه يواجه صعوبة في مدّ الجسور مع المعارضة مع ضمان حفظ ماء الوجه للقيادة الماسكة بالسلطة إذ أنّ هناك خشية حقيقية من أن تؤدي الإصلاحات والتنازلات إلى مزيد من الضغط الشعبي وإلى رفع سقف المطالب وهذا هو مأزق الأنظمة التي تحتقر شعوبها وتراوغ وتماطل لتأخير إدخال بلدانها في الحداثة السياسية وتكرس الاستبداد. فكل انفتاح حقيقي يمكن أن تكون عاقبته سقوط النظام وانهيار بنيانه.
لقد دخلت سوريا طورا حاسما في طريق التغيير وقد قطع الشعب السوري شوطا لم يعد معه الرجوع إلى الوراء أمرا ممكنا. (المصدر: جريدة الفجرلسان حركة النهضة(أسبوعية-تونس) عدد 4 الجمعة 29 أفريل 2011 )
إرتهان للأجنبي طابعه الأبرز التحالف مع أمريكا والتطبيع مع الكيان الصهيوني
إن ارتهان حكومات عربية للأجنبي الذي يقدم لها الحماية ويدعم استبدادها ويلزمها بتنفيذ سياسته بدل الالتزام بإرادة شعبها وخدمة مصالحه لا يضاهيه سوى ارتهان معارضات لذات الأجنبي ويمثل كل ذلك سبب مصائب الأمة، ولا يخلو المغرب العربي من هذه المصائب.
إن فساد الحاكم ما بعد “سايكس ـ بيكو” ومعاداته لأمته أوقعه في شرك الاحتماء بالأجنبي المهيمن الذي ما فتئ يعمل على زرع الوقيعة بين ذلك الحاكم وبين شعبه وقواه الوطنية ما يفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي وهذا ما حدث ويحدث في الأقطار العربية بموازاة مع مشروع زرع الكيان الصهيوني في فلسطين.
إن العدو ، أي عدو، يراهن ، لشن عدوانه، على ضعف الجبهة الداخلية وانقسام المكونات الوطنية في الأمة و”تأهلها” للتفكك : أولا عن طريق ما يقدمه حكام وعملاء من “خدمات” بادعاء السيادة الكاذبة بالنسبة للحاكم أو بدعوى الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان بالنسبة لعدد من الجماعات وهو حق يراد به باطل. وثانيا بـفضل سياسة الإدارة الأمريكية المعروفة باسم “عقول وقلوب ودولارات”، هذه السياسة التي تحقق كما يبدو نتائج باهرة ويمثل الولاء للأجنبي والإستقواء به من جهة وغياب الحرية والوفاق وضعف الوحدة الوطنية من جهة ثانية السبب المؤذن بخراب الوطن ويمهد الطريق للغزو والاحتلال المباشر وهو ما نشهد الآن محاولة له في ليبيا هذه المحاولة التي إن نجحت لا قدر الله قد تذهب بعد ليبيا بسورية وبالجزائر آخر القلاع المدافعة عن الأمة والداعمة للمقاومة وتحرير فلسطين أما دول الخليج العربي فإنها تبقى حتى الآن بمنأى عن أي احتلال مباشر إذ لا حاجة لذلك فحكوماتها التي “تؤمن” عائدات النفط الضخمة لدى البنوك الأمريكية والغربية وتتعاطى بطريقة ما مع “اسرائيل” وهي ترى في المقاومة المسلحة وحتى الشعبية المدنية مغامرة وعبثا وتوجد على أراضيها قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وفرنسية وترسو قبالة سواحلها الأساطيل الحربية الغربية لحمايتها من “خطر المشروع القومي ـ الإسلامي” وأداته المتمثلة بالمقاومة الشعبية والمسلحة.
إننا نرى الآن كيف يعمل الرئيس الأمريكي “أوباما” على الاستئثار بقطاف الانتفاضات العربية لصالح أمريكا وحلفائها الأوروبيين وها هو قد بدأ يلمح إلى ضرورة استعداد حكومات العرب بعد انتفاضاتهم الجارية لإقامة السلام مع “إسرائيل” غير عابئ بالمصالح القومية للأمة العربية وعلى رأسها فلسطين وحقوق شعبها الرازح تحت نير الاحتلال والحصار وغير مهتم بما يتعرض ذلك الشعب باستمرار ، كما في غزة ، من جرائم صهيونية واعتداءات مسلحة.
اندماج مغاربي مؤجل أمام “صوملة” داهمة أو احتلال مباشر:
منذ البدايات الأولى لانطلاقة الحركة الوطنية لتحرير أقطار المغرب العربي (حوالي 6 مليون كم² و85 مليون ساكن) ظل حلم توحيد هذه القطعة من الوطن العربي والعالم الإسلامي يراود جماهيرها وقادتها باعتباره يمثل جسرا نحو وحدة الأمة من المحيط الى الخليج ، وقد لعبت رموز من الرعيل الأول من أمثال عبد القادر الجزائري و عمر المختار وعبد الكريم الخطابي وعبد العزيز الثعالبي والحبيب ثامر وغيرهم كثير مرورا بالفقيه البصري وأحمد بن بلا وفرحات حشاد وصولا الى الوضع الحالي الذي عقد فيه حكام الزمن الراهن اتفاقا لاتحاد دول المغرب العربي يوم 19 فيفري 1989 بمدينة طنجة المغربية الا أن هذا الطموح الشعبي العربي المغاربي لم ير النور الى غاية اليوم وللتذكير فقد جاء في بيان ذلك الإتفاق “أن مغربا عربيا موحدا يشكل مرحلة أساسية في طريق الوحدة العربية”.
ان اتحاد المغرب العربي رغم توفره على الكثير من شروط قيامه وهي ذاتها شروط قيام الأمة و من أبرزها لغة الضاد الجامعة والإنسجام الديني التام حول المذهب السني المالكي المنتشر بنفس الصورة في جميع أقطاره والتاريخ الحافل المشترك والثقافة الواحدة المتجاوزة للحدود الى التماثل الجغرافي الذي لا يتضمن أي عقبات تمنع أقطاره بعضها عن البعض سوى تلك الموانع التي صنعها الإستعمار ، ان التعجيل بقيام اتحاد المغرب العربي خاصة أمام التهديدات الأجنبية المتصاعدة يبدو قرارا مؤجلا بسبب السياسات الخاطئة للحكومات وبسبب الملفات القديمة. انه على حكومات المغرب العربي أن تتذكر أن تكرار اتهام أمريكا وفرنسا للجزائر وليبيا بكونهما الحلقتان الأضعف من بين دول المغرب العربي المتهمتان بعدم اتخاذ خطوات جريئة للقيام بإصلاح لمنظومتيهما السياسية خاصة فيما يتعلق منها باحترام الحريات وحقوق الإنسان هي أولا محاولة لعزلهما وتسهيل ضربهما وثانيا تمثل تهما جاهزة تهدد بها جميع بلاد المغرب العربي لضرب استقراره واستهداف أمنه وللسيطرة عليه سيطرة قد تصل حد الصوملة أو الإحتلال المباشر.
فالمغرب العربي يشهد اليوم تهديدا صريحا لأمنه ولاستقراره بل ولوحدته الترابية فالتدخل العسكري الغربي بقيادة حلف شمال الأطلسي الـ (ناتو) يتخذ اليوم من الأحداث في ليبيا والعدوان عليها – بعد أن كان يدعي تركيز تدخله على محاربة قاعدة المغرب الإسلامي – مطية لتنفيذ خططه وتمرير مشاريعه الإستعمارية مثل مشروع ساركوزي المسمى بالإتحاد المتوسطي ومشروع “الأفريكوم” الأمريكي الذي لم يجد له مستقرا الى حد الآن على أي أرض في المغرب العربي وان ما لا شك فيه ان الحلف الأوروبي – الأمريكي الذي يتدخل اليوم في ليبيا بدعوى كاذبة حول دعم ” الثوار” وحماية المدنيين الذين يبيدهم بمئات صواريخ الـ “توماهوك” الملوثة باليورانيم المنضب أن هذا الحلف يعمل الآن على التواجد في ليبيا ربما لاحتلالها اوتقسيمها أو في أقل الاحتمالات لاعادة زرع قواعد عسكرية فيها كما كان الحال زمن السنوسي للتدخل الاستعماري في المغرب العربي وجعلها ممرا لبسط هيمنته في افريقيا ذات الثروات الطائلة والتي تشهد توسعا صينيا ملفتا وسيكون من نتائج ذلك ربما الإنقلاب على انتفاضة الشعب العربي في تونس ومصر ووؤد مطالبه بالحرية والكرامة وتحرير فلسطين. ان حكومات المغرب العربي عليها أن تستوعب الدرس جيدا ليس فقط بهدف تحقيق حلم الأجداد ووصايا الشهداء بالتحرير والوحدة بل أيضا لأن عالم اليوم لم يعد ممكنا العيش فيه بدويلات مفتتة وأمة مهددة بمزيد التفكيك لا قوة تقوم فيها بل تعطيل لإمكانية توحدها وتحررها ونهوضها وهي على هذه الحال من الصراعات التي بلغت حدودا خطيرة لعل أبرزها انخراط سلاح الطيران في قطر والإمارات والأردن في حلف العدوان على ليبيا كما حدث أيام حلف العدوان على العراق انخراط تمنينا حدوثه لضرب الاحتلال الصهيوني في فلسطين وكسر حصار غزة واخلاء القواعد العسكرية الأجنبية من الأراضي العربية. إن كلفة اللامغرب عربي واللاوحدة عربية باهضة جدا ويمكن أن تكلفنا ليس أمننا القومي وحسب بل وجودنا ذاته ولك أن تنظر إلى هذه العنصرية البغيضة والحقد الدفين التي يبثها الإعلام في أمريكا وأوروبا ضد الأمة العربية المسلمة والتي بلغت حد حرق القرآن والدعوة الى محاكمة الرسول الكريم ( ص) والسخرية من الرموز العربية والإسلامية المتبوعة بحملات عسكرية ضخمة بقيادة حلف “الناتو”وهي تدق أبواب وطننا قطرا قطرا وتدك حصوننا حصنا حصنا إنها تحثـنا على إصلاح أحوال أمتنا وتحرير ارادتنا وتسريع نزع كل ما يمثل فتيل فتنة لتدميرنا الذاتي وذلك بتقوية أواصر تضامننا القومي الإسلامي وتشريك كافة القوى الوطنية والعمل الدؤوب على تمتين مقاومتنا للاحتلال والصهيونية التي تمثل مصدر ما أبتلينا به من مصائب تحمي الفساد والإستبداد والعمالة في وطننا ، لذلك نقول في ظل الانتفاضات الشعبية العربية : تبت الأيدي التي تمتد لقوى الاستعمار والصهيونية وليتذكر الجميع ان الاحتماء بالأجنبي سواء مارسته سلطة أو معارضة لا يعمر أرضاً ولا يحرر وطناً ولا يحمي هوية ولا يوحد أمة. أحمد الكـحـلاوي عضو المؤتمر القومي – الإسلامي
(المصدر: جريدة الفجرلسان حركة النهضة(أسبوعية-تونس) عدد 4 الجمعة 29 أفريل 2011 )
لم يكن فرار الرئيس الجبان زين العابدين بن علي إلى الصحراء محض صدفة أو شيئا حدث من فراغ, بن علي ليس في السعودية من أجل أداء مناسك العمرة و لا لحضور قمة عربية طارئة بن علي في السعودية لاجىء ذليل و فار من شعب أنتفض عليه من بنزرت إلى بن قردان و هارب من ثورة استحكمت حلقاتها و ظنها بن علي ستفرج لكنها ضاقت و إنتهت إلى نزع تاج لم يكن على أية حال يناسب رأسه. هروب الطاغية “النوفمبري” لم يكن سهلا و لم يتم عن طريق إنتقال سلمي سلس للسلطة..لم يكن أيضا عن طريق إنقلاب عسكري يتلى على إثره البيان رقم واحد من قبل العسكريين المستولين على الحكم..لقد دفع الشعب غاليا و غاليا جدا ثمن رحيل بن علي غير مأسوف عليه..دفع دماء أبناءه و خيرة شبابه و رجاله و نساءه الذين اغتالتهم يد الغدر و الخيانة و رصاصات طغمة فاسدة استباحت دماء أبناءنا و بناتنا و داست على الوطن بلا رحمة. إن قتل المتظاهرين و الإعتداء على المحتجّين و إطلاق الرصاص على المواطنين و ترويع الآمنين وغير ذلك من الإعتداءات الآثمة التي طالت الأرواح و الممتلكات تشكل جريمة تامة المعالم و واضحة الأركان تستوجب عقابا صارما.إن أبسط القواعد في علوم الإجرام تقضي أن جريمة بلا عقاب تغري الفاعل بالعود لإرتكاب جرائم أخرى وهو ما يجعل من تسليط العقوبة أمرا ضروريا من ناحية تحقيق العدالة أولا و من ناحية منع الجاني من إعادة إرتكاب جرائمه. بالنسبة لما حدث في تونس فقد وجدنا الجريمة و شخصّناها و لكننا لم نجد بعد المجرمين. حاولنا أن نلتمس خيطا يقودنا إلى المجرم فتشابكت الخيوط و تهنا…أتراها جريمة بضحية لكن دون مجرم أم تراها جريمة لا يراد لمقترفها أو مقترفيها عقاب؟ من هو المسؤول عن جرائم القتل في تونس؟ المجرم الحقيقي في أحداث القتل التي شهدتها تونس بطلها بلا منازع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي و لكنه هرب إلى الربع الخالي قبل أن تطاله يد القضاء و لا ندري هل هذه اليد طويلة بما يكفي لتصل إلى السعودية و تمسك به و تجلبه للمحاكمة أم أن القضاء – مثلنا نحن الفقراء- عينه بصيرة و يده قصيرة..
بعد الرئيس المخلوع يأتي رئيس الوزراء السابق محمد الغنوشي وهو إنسان بحكم موقعه المسؤول و كونه الرجل الثاني في السلطة مطالب بمعرفة أدقّ التفاصيل عما يجري في تونس و هكذا موقع يجعله مشاركا و مسؤولا عما حدث من قتل و ترويع و لكن من غرائب الدهر وجدنا السيد محمد الغنوشي يتولى منصب رئيس وزراء في عهد الثورة و يتمسّك بالكرسي طيلة أكثر من شهر و إستوجب الأمر “قصبتان” (1 و 2) ليتزحزح عن مكانه و يعود إلى منزله مؤثرا الصمت منذ ذلك الحين (لا غرابة في ذلك فهو رئيس الأغلبية الصامتة).
ننتقل إلى رئيس البرلمان الذي قنّن الفساد و”شرّع” الظلم و النهب و جعل من مجلس باردو رحما عفنا خرجت منه كل القوانين الجائرة التي سيّجت البلاد بطوق من حديد و نار..فؤاد المبزّع رئيس البرلمان في العهد السابق -و لا تستغربوا فأنتم في تونس- أصبح قائد الثورة و رئيس الجمهورية المؤقت ( هل سنعود بعد ذلك لرئيس الجمهورية المؤبّد؟).
لا فائدة أن نواصل مع بقية الوزراء طالما أن كبار الشخصيات في الدولة لم تحاسب و لا أظنها ستحاسب فلماذا نركض خلف صغارالمسؤولين؟
طالما أن الأمر كذلك فسننتقل إلى المؤسستين العسكرية و الأمنية. بالنسبة للمؤسسة العسكرية فالجيش التونسي لازم الحياد بل لعب دورا مشرّفا في تجنيب البلاد ويلات أزمة كانت ستلهب تونس و تجعلها مسرحا دوليا كل طرف يدلي فيها بدلوه و قد شهدنا جميعا بداية ذلك مع “مجنون طرابلس” الذي فتح حدود بلاده لتشغيل التونسيين كخطوة أولى و تلك كانت الجزرة و كانت ستعقبها أكيد العصا…بقيت إذن المؤسسة الأمنية.
علي السرياطي الرجل القوي في الأمن الرئاسي يوجد الآن وراء القضبان..تكلم الرجل بشحّ بالغ و أنكر أنه وراء كل الجرائم التي حصلت بالبلاد بل إنه إرتدى ثوب الضحية المسكين الذي يحاول الجميع إلصاق التهم به…مازالت الأبحاث مع السرياطي جارية و لا أحد يدري أين ستنتهي الأبحاث و على أية حال فما وقع في تونس طيلة 23 سنة لا يعقل أن يحمل على ظهر رجل واحد فهذا غير معقول بتاتا.
ننتقل إلى الشرطة التي كان من المفروض أن تخدم الشعب فإذا بها تقتله و التي حازت بلا فخر السخط الشعبي العارم..ظننا أنه من السهل أن نتهم الشرطة و نحملها المسؤولية و ينتهي الأمر فإذا بنا نفاجأ بخروج أعوان الأمن في مسيرات (لطالما قمعوها من قبل) شعارها الأول و الأخير هو أبرياء أبرياء من دماء الشهداء…لم تطلق الشرطة الرصاص و لم تقمع المتظاهرين..كيف إستشهد من إستشهد إذن؟
بقي لي إصبع واحد سأوجهه لأتهم ذيول الحزب الحاكم السابق وتاريخ هذا الحزب الإجرامي يجعل الإنسان لا يشكّ “فيمتو ثانية” أن ميليشيات الحزب لهم أياد في ما حصل..ظننا لوهلة أن الإجماع الوطني ( ولو أنني لا أحب هذه الكلمة) سيكون حول شيئين لا نقاش فيهما و هما بن علي و حزبه الدستوري البائد لكن و يا لخيبة المسعى سمعنا من يقول أن “الدساترة فيهم النظيف” و هي شهادة من لا يملك (إطلاق هذا الوصف) لمن لا يستحقّ (هذا الوصف). لماذا هذا السعي للتقرّب من “الدساترة” و لأي غاية هذا الإطراء السخيف و الخارج عن حدود اللباقة و الأدب؟ كيف نثبت نظافة الدستوريين و ما هو المقياس في ذلك؟ ثم أي نظافة لأناس لم يستقيلوا من حزبهم حتى بعد سقوط 50 شهيد في يوم واحد بمدينة تالة؟ أي نظافة لمن جعل الحزب سلّما للمناصب و مطيّة للمكاسب و النفوذ ؟ الإستناد للحكم القضائي أمر مضحك لأن القضاء من المستبعد أن يبت بسرعة في قضايا منتسبي “التجمع البائد” ( مازال يفصلنا 3 أشهر عن موعد الإنتخابات) ثم هل ضروري أن يقع تقديم شكاية ضد كل “دستوري” خاصة و أن العديد منهم كان مجرد واش و عميل للسلطة و هؤلاء تلوّنوا بألوان الثورة بعد 14 جانفي؟ هل هؤلاء حتى إن لم يدنهم القضاء يستحقون شهادة النظافة؟ هل “الدساترة” حقا كتلة من الأصوات يحسب لها ألف حساب؟
هل نصدّق يوما أن الحزب الدستوري بريء من هذه الجريمة و من 56 سنة من التصحّر السياسي الذي جعل أجيالا تهرم و لا ترى سوى رئيسين تقاسما 56 سنة من حكم البلاد و اكتسبا صفة مشتركة “الديكتاتور” ؟ الكل تبرأ من الجريمة و الكل إعتبر نفسه ضحية…الشهداء الآن في جنّات مكرمون قريرة أعينهم لا ينتظرون منا إلا أن نقبض على الجناة الحقيقيين الذين يتجوّلون الآن بيننا و معنا بكل حرية…إن هذا ليس خطرا على الثورة فقط و لكن على مستقبل أجيالنا و بلدنا..أخشى ما أخشاه أن تسجّل الجريمة ضدّ مجهول و أن أستيقظ ذات يوم و أشتري جريدة “الصباح” فأجد في صفحتها الأولى عريضة المائة شخصية وطنية تناشد السيد فؤاد المبزع مواصلة “استكمال المشروع الثوري (عوض الوطني) و تأصيل ثوابته”..
عبدالحميد العداسي
أخبروا عن موته اليوم بتاريخ الأمس، وتظاهروا فرحين مردّدين: “نلنا منه… دعنا نحتفل بذلك”… ثمّ سرعان ما عادوا لأنفسهم… لعلّ قتله يحرّض أنصاره على أعمال انتقاميّة… فباتوا خائفين رغم ارتياحهم وارتياح أذيالهم… ترحّمت عليه فأنا مع من قلّ نصيره، والمسلمون عموما يتراحمون ولو سرّا… ثمّ جلست مع نفسي أسائلها: أيأتي يوم نردّد فيه نحن المسلمين “الإرهابيين” – (فكلّ مسلم عندهم إرهابي رغم أنفه أو هو مشجّع للإرهاب أو هو متستّر عليه، ولا أدري بمقالي هذا أين ينزل بي التصنيف) –: “نلنا منه… دعنا نحتفل بذلك”… وقد تمكّنا من قتل حاكم إرهابيّ صهيوني أو على الأقلّ محاكمته في فلسطين المحتلّة بتهمة قتل أبنائنا ونسائنا وشيوخنا وكسر عظامهم وتضييق الحصار في غزّة عليهم ورميهم بالفسفور الأبيض واغتصاب أرضهم بباطل أشياعهم ووعودهم، أو تمكّنّا من قتل أو محاكمة حاكم صليبيّ حاقد جاءنا إلى بلاد النهرين غازيا أو باغتنا في بلاد النيلين مقتطعا أراضينا الخصبة أو تمترس بالخونة في باكستاننا وأفغانستاننا فعاث في شرف المسلمين وخصوصياتهم!… وأسائلها: أكان يمكن لهؤلاء الاحتفال لولا خيانة الفاسدين الملآى بهم صفوفنا؛ أعني لولا التعاون الباكستاني المثمر مع الفاتحين طوال هذه السنين العشر!… ثمّ وقفت مع الاقتراح أو الخبر القائل بإمكانية رمي جثّة بن لادن رحمه الله في البحر؛ نظرا لعدم وجود بلد في الكرة الأرضية يقبل إقباره فيه، فرأيته اقتراحا غيرَ واقعي… فبالسعودية أهله وآباؤه وأجداده، وبالبلاد الإسلاميّة شعوب تتضامن عند الموت وتنسى ضغائنها وتضع اختلافاتها جانبا… فابن لادن مهما “أجرم” لن يصل إجرامه نسبة مائوية بسيطة من إجرام الصهاينة في فلسطين أو الفاتحين في العراق وأفغانستان وباكستان وفي السودان، فلماذا تُرفض جثّته وترمى في البحر!… وهل فكّر أصحاب هذا الاقتراح الأخرق في حرّية أساطيلهم مستقبلا؛ إذ كيف يبحرون في بحر أو محيط فيه جثّة أسامة بن لادن!… ألا يخشون على بحّاريهم، ألا يخشون على مراكبهم، والأمواج كلّما ارتفعت حملت أشباح بن لادن تتهدّدهم وتنذرهم بالوبال والهلاك!… أم أنّهم يزعمون أنّ الإرهاب سيغرق بإغراق بن لادن رحمه الله!… رجعت فقلت: لعلّ الخبر ينعش رصيد باراك أوباما، فيعيد له إمكانية إعادة انتخابه لولاية ثانية… ولكنّ الخبر لن يزيد المسلم النّاظر إلى دنيا النّاس بواقعية إلاّ قناعة بأنّ الآخرين “حماة حقوق الإنسان” إنّما يتلذّذون بموته وموت آله، ولا يتردّدون أبدا في رميه في البحر حيّا أو ميّتا… طالما ظلّ بضفافنا مجذّفين تابعين أو هم مجذّفون أنذال يفرحون لفرحهم ويحزنون لفرحنا… ويوم تصير أمورنا بين أيدينا – كما قد يُستثمَر من الثورات التي جاء الخبر مغطّيا عليها – فلن يكون منّا بإذن الله “إرهابي” ولن يقوى أيّ إرهابي ناقم حاقد على اصطيادنا في أرضنا مهما تقدّمت وسائله وتعدّدت!…
وجدة البوابة : وجدة -02-05-2011- أدان أحمد الطيب شيخ الأزهر ما تناقلته وسائل الإعلام بخصوص إلقاء جثمان زعيم القاعدة أسامة بن لادن في البحر بعد أن لقي حتفه على يد قوات كوماندو أمريكية في باكستان. ونقل الموقع الإخباري للتلفزيون المصري عن الطيب تأكيده بأن هذا الفعل يتنافي مع كل القيم الدينية والأعراف الإنسانية حيث لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات مهما كانت مللهم.
من جهته قال وزير الخارجية المصري نبيل العربى ,في تعليق على مقتل أسامة بن لادن “إن مصر ضد كل أشكال العنف حتى العنف الدولي ولا يوجد لنا أي تعليق رسمي على هذا”.
وكانت قناة ” سي إن إن ” الامريكية قد قالت إن جثمان زعيم تنظيم القاعدة, أسامه بن لادن, دفن في البحر بعد تجهيزه وفقًا للشريعة الإسلامية, وذلك بعد إعلان تصفيته بطلقة في الرأس في عملية نفذتها قوة أمريكية خاصة بالقرب من إسلام أباد عاصمة باكستان.
وأوضحت القناة أن الأمريكيين تخلصوا من جثة بن لادن حتى لا يكون له قبر معروف يمكن أن يتحول إلى مزار .
أعلنت الولايات المتحدة اليوم مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأعلنت مصادر صحفية دفن جثته في البحر، بينما احتفل الأميركيون بالإعلان، وسط تكشف المزيد من المعلومات عن ظروف مقتل بن لادن بعد مطاردة دامت عشرة أعوام. وكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما في ساعة مبكرة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش عن مقتل المطلوب الأول لبلاده في بيان مقتضب.
وقال إن وحدة أميركية صغيرة هاجمت “بشجاعة وكفاءة غير عاديتين” مجمعا سكنيا في منطقة أبت آباد بباكستان بالتعاون مع مخابراتها. وامتدح هذا البلد المسلم لتعاونه في مكافحة ما يسمى الإرهاب، قائلا إنه اتصل برئيسها آصف زرداري بعد العملية. وأكد أوباما أن بن لادن قتل بعد تبادل لإطلاق النار وتم التحفظ على جثته، مؤكدا أن العدالة تحققت بمقتله. قتل مسلمين
وشدد الرئيس الأميركي على أن الولايات المتحدة لم تكن في حرب ضد الإسلام ولكن ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة، وأن بلاده لم ولن تكون ضد الإسلام، وأن زعيم القاعدة لم يكن قائدا إسلاميا “بل إنه قتل كثيرا من المسلمين في بلاده”.
وكشفت محطة “سي.أن.أن” استنادا لأعضاء في الكونغرس قابلوا أوباما أن بن لادن قتل برصاصة في الرأس، بينما أشار مسؤول أميركي إلى أن ثلاثة أشخاص قتلوا مع زعيم القاعدة بينهم أحد أبنائه البالغين وسيدة “استخدموها درعا بشريا”.
وأتى مقتل بن لادن قبيل أشهر من إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة واعتبرت أكبر هجوم تتعرض له الولايات المتحدة منذ دمرت اليابان جزءا من الأسطول الأميركي في بيرل هاربر عام 1941.
وكانت عملية تعقب بن لادن قد بدأت بعد مقتل نحو ثلاثة آلاف أميركي في تلك الهجمات بشن حملة عسكرية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته على أفغانستان التي كانت تحت حكم طالبان المتحالفة مع القاعدة والمستضيفة لزعيمها.
وقال مراسل الجزيرة في باكستان إن بن لادن قتل في هجوم على إبت آباد (60 كلم شمال غربي إسلام آباد) نفذته مروحيات عسكرية يرجح قدومها من أفغانستان.
وقال سكان في إبت آباد إن العملية بدأت بعد منتصف الليل مباشرة عندما حاولت ثلاث مروحيات الهبوط في ضاحية بلال تاون على بعد كيلومتر واحد من الأكاديمية العسكرية.
شاهد عيان
وقال غلام رسول -وهو حارس أمن في سوق محلية شاهد مسرح العملية من مسافة- “في البداية سمعت أصوات طلقات أسلحة صغيرة، ثم رأيت مروحية اشتعلت فيها النيران وتحطمت في منطقة سكنية”. وأضاف “كانت هناك مروحيتان أيضا تحلقان في الجو”. وأكدت مصادر أميركية سقوط إحدى المروحيات المشاركة في الهجوم “جراء خلل ميكانيكي” وإنقاذ طاقمها.
وحول مصير جثة بن لادن قالت صحيفة نيويورك تايمز اليوم إنها نقلت إلى أفغانستان بعد قتله ودفنت في وقت لاحق في البحر، مع العلم أن مسؤولين أميركيين قالوا فور إعلان مقتله إنهم سيتعاملون مع الجثة “وفق التقاليد الإسلامية”.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول قوله إن قرار الدفن في البحر يرجع إلى صعوبة إقناع أي بلد باستضافة الجثمان. ونقلت شبكة سي.بي.أس عن مسؤولين أميركيين أن السعودية رفضت استلام رفات بن لادن الذي كان يحمل جنسيتها وسحبت منه عام 1994.
كما نقلت شبكة أي.بي.سي عن مسؤولين أميركيين إنه تم دفن الجثة في البحر لأن آخر ما يريده الأميركيون مكان دفن يتحول إلى “مزار للإرهابيين”.
وفي تعليقه على مقتل بن لادن قال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي وقعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول في عهده، إنه هنأ الرئيس أوباما “والرجال والنساء الذين غامروا بحياتهم لتنفيذ تلك المهمة”.
واعتبر أن تلك اللحظة انتصار لأميركا وللناس الباحثين عن السلام في العالم ولأولئك الذين فقدوا حياتهم في الهجمات على الولايات المتحدة. ومضى بوش قائلا إن الكفاح ضد ما وصفه بالإرهاب يتواصل، وإن “أميركا أرسلت رسالة هذه الليلة بأن العدالة ستتحقق مهما طال الزمن”. واشنطن ونيويورك
شعبيا قوبل نبأ مقتل بن لادن بفرح حيث تجمع المئات أمام البيت الأبيض وهم ينشدون “أميركا أميركا” ويرفعون لافتات تمجد قتل بن لادن ويلوحون بالأعلام الأميركية.
وفي غراوند زيرو بنيويورك حيث وقعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 انطلق آلاف من سكان المدينة مرددين الهتافات والأناشيد احتفالا بمقتل بن لادن.
بدورها رحبت منظمة “كير” -التي تعد أكبر لوبي إسلامي في أميركا- وقالت في بيان إنها “تشارك مواطنيها”بالترحيب بإعلان أن أسامة بن لادن تعرض للتصفية نظرا لأنه كان يمثل تهديدا لأمتنا وللعالم عبر الهجمات التي نفذها ضد العسكريين الأميركيين”. ويرجح المراقبون أن يعطي مقتل بن لادن دفعا لحملة الرئيس أوباما للترشح لولاية رئاسية ثانية عام 2012. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 ماي 2011)
تساءل الكاتب توبي هارندن في ديلي تلغراف عما يعنيه موت أسامة بن لادن، ولخص ذلك في عشر أفكار هي:
من الناحية العملية قد لا يعني الأمر شيئا كثيرا، إذ إن بن لادن كان هاربا لسنوات وظل فقط على قيد الحياة طوال هذه المدة بتخليه عن السيطرة العملياتية لمساعديه.
وأولئك الذين يظنون أن تنظيم القاعدة سينهار أو سيتضرر كثيرا بهذا الأمر، من المرجح أن يخيب ظنهم، فلم يوقف القبض على صدام حسين المقاومة العراقية، كما أن وفاة بن لادن لا تعني نهاية الإسلام السياسي. والمجمع السكني الذي قُتل فيه بن لادن بُني على ما يبدو عام 2005 لإيوائه.. إذن مَن من كبار المسؤولين الباكستانيين كان على علم بأن زعيم القاعدة كان يعيش بينهم؟
وكان قرار تنفيذ الهجوم المروحي مخاطرة كبيرة جدا، لكن قوات البحرية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية نفذته رغم الصعوبات. والميزة الكبيرة أن هذا يعني أن جثة بن لادن تمت استعادتها، وأي تكهن بأنه ما زال حيا من المرجح أن يزول بسرعة.
وهناك احتمال أن تترد مقولة “أوباما قتل أسامة” بين الديمقراطيين، لكن الاستخبارات التي قادت إلى الغارة نشأت عام 2007 أثناء إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
ولقد أدهشني طريقة أوباما في استخدام خطابه للتأكيد مرارا وتكرارا على دوره الشخصي. ومما لا شك فيه أنه يستحق الثناء، لكن هذا ربما ينذر بموضوع حملة انتخابية. وهناك بعض الشك في أن أوباما سيتلقى دعما سياسيا من هذا الأمر، ورغم ذلك فإن انتخابات 2012 في نهاية المطاف سيقررها الاقتصاد.
هناك الكثير من اللغو عن احتمال رد فوري للقاعدة، وقد يحدث ذلك، لكن الخبرة تقول إن القاعدة تميل إلى العمل وفق جدولها الزمني.
أما السؤال عن تأثير ذلك على الأمور في أفغانستان، فلا أعتقد أنه سيؤثر على الإطلاق. فتمرد طالبان تديره مجموعات مثل مجلس الشورى كويتا وشبكة حقاني بأعداد صغيرة جدا من عناصر القاعدة المعنية. والجو في واشنطن ونيويورك مثير للدهشة حيث يمتلئ الأفق بالفرح، وهذه عودة إلى أعقاب 9/11/2001، إذ إن الوطنية الأميركية الثابتة التي توترت بعض الشيء بعد غزو العراق تبدو الآن غريبة على حقبة أوباما، وسنرى ما إذا كان هذا الحدث سينذر بتغيير في المزاج الوطني. وقد تبدو الاحتفالات في الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة متعارضة.
سيكون التأثير على مكانة أميركا في أنحاء العالم مثيرا للدهشة. والشكوك في قيادة الولايات المتحدة أثناء ربيع العرب وفي ليبيا قد تكون هدأت. والطريقة التي نُفذت بها العملية ستعزز سمعة أميركا بأنها كانت جريئة وقليلة الخسائر البشرية ووجها لوجه، بالرصاص بدلا من الصواريخ التي تطلقها الطائرات بدون طيار عن بعد، وكانت سريعة إذ لم تستغرق كل الغارة سوى 40 دقيقة. المصدر:ديلي تلغراف (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 ماي 2011)
يبدو أن قتل الولايات المتحدة الأميركية زعيم تنظيم القاعدة لن يكون له إنعاكسات على الأرض فقط في الحملة التي تشنها واشنطن على ما تسميه الإرهاب، لأن التداعيات السياسية الإيجابية على الرئيس الأميركي أكبر بكثير وربما ستفتح الطريق أمامه لولاية ثانية في البيت الأبيض ناهيك عن منافع داخلية كثيرة. ويرى مراقبون أن مقتل أسامة بن لادن سيلهب المشاعر الوطنية بين الأميركيين وسيساعد باراك أوباما على الفوز بولاية رئاسية ثانية ويستشهد المراقبون بما جرى بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي شكلت لحظة فارقة في تعبئة المشاعر الوطنية ومهدت الطريق أمام الرئيس الجمهوري جورج بوش للفوز بولايته الثانية. وما خروج المظاهرات “العفوية” الاحتفالية بمقتل بن لادن على مقربة من البيت الأبيض إلا أبلغ دليل على هذه التعبئة. ويضيف المراقبون أن مقتل بن لادن سيكون له أثر -على الأقل في المدى القصير- أكبر من التداعيات الاقتصادية، مما يمنح رئاسة أوباما انتصارا تاريخيا يمكن أن يحتفل به الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء.
الاقتصاد وحرب “الإرهاب” اقتصاديا، فإن أوباما الذي جاء إلى سدة الرئاسة في أميركا محملا بوعود اقتصادية واجتماعية وسياسية، واجهته أزمة مالية اقتصادية عالمية أثقلت كاهله وكاهل ولايته وألحقت أضرارا سياسية بصورته “التغييرية” لكن مقتل بن لادن سيحول اهتمام الرأي العام الأميركي عن فشله في معالجة التداعيات الكارثية للأزمة المالية على الاقتصاد وسيقدمه كقائد عام وهو ما سيخلق صورة ذهنية قوية له كما أن التوقعات بتراجع المخاطر السياسية قد تقلص من الارتفاع الكبير في أسعار النفط وبالتالي تحسن الوضع الاقتصادي. فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، يقول المراقبون إن أوباما أوفى بعهود قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية في 2008 في مقدمتها انسحاب القوات الأميركية من العراق وتعزيز جهود الحرب في أفغانستان والجهود الأميركية لملاحقة بن لادن، ومع مقتل بن لادن يمكن للرئيس الأميركي القول إنه أوفى بتعهد أخر مما سيمنحه مصداقية في مسعاه للبقاء في البيت الأبيض لفترة جديدة. داخليا وفي صراع الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السياسة الأميركية، فإن نجاح عملية قتل بن لادن قد يمثل خطوة لأوباما على طريق تحسين سمعة حزبه الديمقراطي وربما انتزاع سمعة الحزب الجمهوري القوية في مسائل الأمن القومي، ونسبتها لنفسه ولحزبه وهو ما قد يمثل أداة لتغيير قواعد اللعبة السياسية يحتفظ بها في جعبته، وخاصة أن سلفه بوش فشل في قتل زعيم القاعدة. المصدر:الجزيرة + رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 ماي 2011)