TUNISNEWS
8 ème année, N° 3115 du 02.12.2008
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: نداء إلى علماء الأمة حركة النهضة: تدنيس المصحف الشريف في سجون تونس
السبيل أونلاين: بعد تدنيس المصحف..هيئة حقوقية تونسية تدعو إلى الإنتصار لكتاب الله
السبيل أونلاين : إحالة 38 موقوفا في أحداث الحوض المنجمي على إبتدائية قفصة
المرصد التونسي للحقوق والحريات : اعتداء على النقابي كمال الرابحي في سيدي بوزيد
الاتحاد العام لطلبة تونس:المكتب الفدرالي بكليّة الحقوق و العلوم الاقتصادية و السياسية بسوسة: بلاغ اعلامي
ميدل ايست اونلاين: الرئيس الجديدة للهيئة النسائية التونسية تستعد لتسلم الجائزة الفرنسية لحقوق الانسان لعام 2008.
شبكة الديمقراطيين في العالم العربي: تنظيم الندوة الأولى لشبكة الإعلاميين الديمقراطيين
محمد الهادي حمدة نفطة : تواصل اعتصام عمال نزل نفطة بلاص
البشير بوشيبة:**اداب الحوار في الاسلام**
الحبيب ستهم: إلى صلاح الدين الجورشي : حتى لا أظل قارئا سيئا
رجب العبدلي: رسالة توضيحية لأصحاب الإستقالات.. ورفع إلتباس
عبد الحفيظ خميري : عندما يكثر الحديث عن العودة..
كمال العيفي:رسالة تذكير ومراجعة و مودة إلى أخي رضا التونسي
عبدالباقي فتحي:دعوة إلى الرّشد و المسؤوليّة : لمن ينشر مقالات تمسّ كرامة الإنسان عيب!!!! عيب!!!! عيب!!!!
محمد شمام في حديث مع الشيخ الحبيب اللوز(4): هل مشروع “فك الارتباط” مدخل لكل الخيارات والأطراف والأفراد؟
العرب: مجلس النواب التونسي يدين التدخل الفرنسي في شؤون البلاد الداخلية
الصباح الأسبوعي: عندمـا يتباهى نواب الشعب بإلغاء الأداء على إقامـة السيّـاح الأجـانب ويقبلون أن يسدّد التونسي 60 دينارا عندما يغادر البلاد
رويترز: عائدات السياحة التونسية تنمو 10 بالمئة في 10 أشهر
قنا:ملتقى استشاري للشبكة العالمية للتطعيم في تونس
قنا:ندوة حول واقع وافاق الهجرة العربية الى اوروبا
العرب:حب كرة القدم فى تونس يصل حد الهوس
الصباح: في منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2) و(2-2):: ورقات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس
العجمي الوريمي : انتصار الفكرة
محمود العروسي: مسيلمة الكذّاب
المغربية: فرنسا تسعى لتكون أكبر قـطب للتمويل الإسلامي
د. أحمد القديدي: فرنسا على وقع تصدع أكبر حزب معارض
بروجيكت سنديكيت : وفاة حلف شمال الأطلسي
العرب :مصر: مطالبة بخلع شيخ الأزهر لمصافحته رئيس إسرائيل
توفيق المديني : الإفلاس الثقافي للمحافظين الجدد
رويترز: بوش يأسف بشدة على معلومات المخابرات الخاطئة عن العراق
فاضل الربيعي : ما بعد المعاهدة الأمنية مع الأميركيين.. أي معنى للسيادة؟
طارق الكحلاوي: مراكز أبحاث إدارة أوباما في السياسة الخارجية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826
نداء إلى علماء الأمة
علمت الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، أن مدير سجن الناظور ببنزرت وثمانية من أعوانه إنتزعوا المصحف الشريف من سجين الرأي رمزي الرمضاني أثناء تعذيبه، ورمى أحد الأعوان المصحف أرضا وداسه بقدمه، وقام بتمزيقه على مرأى من عدد كبير من السجناء. ونلفت نظر الرأي العام الوطني والدولي، وخاصة علماء الأمة و عامة المسلمين إلى أن هذه الحادثة الشنيعة قد تكررت في السجون التونسية، دون محاسبة أو عقاب من قبل السلطة، رغم نداءاتنا المتكررة لها بالنأي بنفسها عن مثل هذه الجرائم بمعاقبة المجرمين. فقد عمد في شهر جوان سنة 2006، المدعو عماد العجمي مدير سجن برج الرومي، الى ضرب السجين أيمن الدريدي بالمصحف الشريف، وركل المصحف برجله استفزازا للسجناء، دون ان يلقى عقابا على ذلك، بل عمد مدير السجن الى تعذيب السجين الدريدي ووضعه في السجن الانفرادي انتقاما منه لكشفه عن جريمة الاعتداء على كتاب الله وفي شهر نوفمبر من سنة 2006 قام المدعو صابر الجازي الناظر (سجين مكلف من قبل الادارة بالإشراف على باقي السجناء) بسجن المرناقية برمي المصحف في المرحاض بهدف استفزاز السجين الإسلامي محمد التايب، دون أن يتعرض الى عقاب عن جريمته. وفي سجن الهوارب بالقيروان سبق لمدير السجن المدعو عادل عبد الحميد بجمع مصاحف السجناء الإسلاميين وألقى بها أرضا، وأخذ يمشي عليها ويدوسها بنعليه وهو يسب الجلالة. وفي سنة 1996 قام مدير سجن الكاف آنذاك بحملة تفتيش عن المصاحف حتى عثر على أحدها مخفيا، فألقى به أرضا وداسه بقدميه وقذف به الباب. وفي سنة 1994 أخذ الملازم شكري بوسريح مدير سجن قابس بالجنوب التونسي المصحف من أحد السجناء وألقى به في سلة المهملات ( الزبالة). وأمام تكرار حادثة الاعتداء على كتاب الله في دار الإسلام تونس الزيتونة، دون أي تحقيق أو عقاب من قبل السلطة التونسية في حق المجرمين، فإننا في الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس – نناشد علماء الأمة جميعا وخاصة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية وكل أئمة المملكة وعلمائها، ومشائخ الأزهر الشريف، والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وآية الله محمد علي التسخيري نائب رئيس الاتحاد، والشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية، وسماحة العلامة المرجع محمد حسين فضل الله، وعلماء المغرب والجزائر وكل ديار المسلمين، أن ينتصروا لكتاب الله تعالى، بفضح هذه الممارسات العدوانية تجاه أقدس مقدسات المسلمين، في خطب الجمعة والندوات العلمية والمجامع الفقهية، وتحميل السلطة التونسية مسؤولية التهاون في مواجهة مثل هذه التجاوزات، ودعوتها لمحاسبة المجرمين، والكف عن التمادي في انتهاك حرمات الله بدعوى القضاء على الإرهاب، او محاربة الاسلاميين المشهود لهم بالإعتدال والوسطية، فقد بلغ الأمر بكلية أصول الدين بجامعة الزيتونة، والتي من المفترض أن تكون منارة للعلم الشرعي والثقافة الاسلامية، أن تجبر طلابها على التوقيع على التزام بعدم ارتداء الحجاب بالنسبة للطالبات، وبوجوب حلق اللحية بالنسبة للطلبة، هذا فضلا عن ملاحقة أعوان الأمن للمحجبات في الشوارع، وايقاف الشبان المرتادين للمساجد خاصة عند صلاة الفجر، والذين تجاوز عددهم 1500 شاب لم يثبت تورطهم في أعمال عنف. – نحمل السلطة التونسية مسؤولية الإنتهاكات التي تتعرض لها مقدسات المسلمين، ونعدها سياسة متعمدة من قبلها للإستهتار بالدين الإسلامي، واذلال الشعب التونسي وإهانته، ما لم تبادر الى تدارك الموقف ومعاقبة الجناة. – نحذر من أن التمادي في تجاهل مشاعر المواطنين التونسيين، وأكثر من مليار مسلم، بالإعتداء على كتاب الله، ومنع المسلمات من ارتداء الحجاب، ومحاصرة المساجد بإعتقال المئات من روادها الشباب وتعذيبهم، بموجب قانون مكافحة الإرهاب- سيئ الذكر- وعزل الأئمة من ذوي العلم والورع، لن يزيد الا في عزلة تونس عن محيطها العربي والاسلامي، وتغذية مشاعر السخط و الغضب لدى أبناء الشعب التونسي وعموم المسلمين. – ندعو المسلمين الى الإحتجاج أمام السفارات التونسية و مراسلة الدوائر الحكومية وبعثاتها الدبلوماسية للتنديد بهذه الجرائم في حق الدين الإسلامي الحنيف، والمطالبة بالتحقيق في الجرائم المتكررة ضد كتاب الله العزيز ومحاسبة المجرمين. الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة لندن 1 ديسمبر 2008
تدنيس المصحف الشريف في سجون تونس الثلاثاء, 02. ديسمبر 2008
أخبرت المنظمة الحقوقية حرية وإنصاف نقلا عن أسرة الشاب رمزي الرمضاني المعتقل بسجن الناظور أن مدير السجن مصحوبا بثمانية من أعوانه اعتدى عليه بالضرب المبرح مما خلّف له رضواضا على سائر بدنه ، وخلال ذلك بادر أحد الأعوان بانتزاع المصحف من يده وألقى به أرضا وداس عليه. إن حركة النهضة: – تعبر عن عظيم سخطها واحتجاجها على استهتار أجهزة “الأمن” في المعتقلات والسجون بمقدسات الأمة سبّا للدين ونيلا من مقام الجلالة وتدنيسا للمصحف إلى حد الدوس عليه ، فأي همجية وتوحش وعجرفة واستهتار بمقدسات الأمة؟ – تشجب بكل شدة هذا الاعتداء الشنيع من أجهزة “أمن” منفلتة من كل خلق ودين وقانون، مطمئنة آمنة من كل تتبع وعقاب في تعاملها مع كل المواطنين لأي سبب سياسي أو غيره . – تطالب السلطات القائمة أن تقوم بواجبها في وقف كل ضروب العدوان على دين الله وعلى عباد الله ، وذلك بمحاسبة هؤلاء الاشرار حتى لا تسال عما أجرموا. قال تعالى:”ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز”الحج37 لندن 30 نوفمبر 2008 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
بعد تدنيس المصحف..هيئة حقوقية تونسية تدعو إلى الإنتصار لكتاب الله
السبيل أونلاين نت – قالت”الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس”،أنها علمت بأن مدير سجن الناظور ببنزرت وثمانية من أعوانه إنتزعوا المصحف الشريف من سجين الرأي رمزي الرمضاني أثناء تعذيبه،ورمى أحد الأعوان المصحف أرضا وداسه بقدمه، وقام بتمزيقه على مرأى من عدد كبير من السجناء.وأضافت”الحملة”،في بلاغ حمل عنوان”نداء إلى علماء الأمة”… بعد تدنيس المصحف..هيئة حقوقية تونسية تدعو إلى الإنتصار لكتاب الله السبيل أونلاين – أوروبا – تونس قالت ” الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس”، أنها علمت بأن مدير سجن الناظور ببنزرت وثمانية من أعوانه إنتزعوا المصحف الشريف من سجين الرأي رمزي الرمضاني أثناء تعذيبه، ورمى أحد الأعوان المصحف أرضا وداسه بقدمه، وقام بتمزيقه على مرأى من عدد كبير من السجناء. وأضافت “الحملة”، في بلاغ حمل عنوان ” نداء إلى علماء الأمة” ، مؤرخ في 01 ديسمبر 2008 ، وصل السبيل أونلاين ، “نلفت نظر الرأي العام الوطني والدولي، وخاصة علماء الأمة و عامة المسلمين إلى أن هذه الحادثة الشنيعة قد تكررت في السجون التونسية، دون محاسبة أو عقاب من قبل السلطة، رغم نداءاتنا المتكررة لها بالنأي بنفسها عن مثل هذه الجرائم بمعاقبة المجرمين …فقد عمد في شهر جوان سنة 2006، المدعو عماد العجمي مدير سجن برج الرومي، الى ضرب السجين أيمن الدريدي بالمصحف الشريف، وركل المصحف برجله استفزازا للسجناء، دون ان يلقى عقابا على ذلك، بل عمد مدير السجن الى تعذيب السجين الدريدي ووضعه في السجن الانفرادي انتقاما منه لكشفه عن جريمة الاعتداء عن كتاب الله …وفي شهر نوفمبر من سنة 2006 قام المدعو صابر الجازي الناظر (سجين مكلف من قبل الادارة بالإشراف على باقي السجناء) بسجن المرناقية برمي المصحف في المرحاض بهدف استفزاز السجين الإسلامي محمد التايب، دون أن يتعرض الى عقاب عن جريمته” وفق ما ورد بالنص . وعددت “الحملة” إنتهاكات أخرى أرتكبت بحق كتاب الله في تونس “ففي سجن الهوارب بالقيروان سبق لمدير السجن المدعو عادل عبد الحميد بجمع مصاحف السجناء الإسلاميين وألقى بها أرضا، وأخذ يمشي عليها ويدوسها بنعليه وهو يسب الجلالة. وفي سنة 1996 قام مدير سجن الكاف آنذاك بحملة تفتيش عن المصاحف حتى عثر على أحدها مخفيا، فألقى به أرضا وداسه بقدميه وقذف به الباب. وفي سنة 1994 أخذ الملازم شكري بوسريح مدير سجن قابس بالجنوب التونسي المصحف من أحد السجناء وألقى به في سلة المهملات ( الزبالة). وأمام تكرار حادثة الاعتداء على كتاب الله في دار الإسلام تونس الزيتونة، دون أي تحقيق أو عقاب من قبل السلطة التونسية في حق المجرمين، ناشدت ” الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس” علماء الأمة جميعا وخاصة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية وكل أئمة المملكة وعلمائها، ومشائخ الأزهر الشريف، والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وآية الله محمد علي التسخيري نائب رئيس الاتحاد، والشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية، وسماحة العلامة المرجع محمد حسين فضل الله، وعلماء المغرب والجزائر وكل ديار المسلمين، أن ينتصروا لكتاب الله تعالى، بفضح هذه الممارسات العدوانية تجاه أقدس مقدسات المسلمين، في خطب الجمعة والندوات العلمية والمجامع الفقهية، وتحميل السلطة التونسية مسؤولية التهاون في مواجهة مثل هذه التجاوزات، ودعوتها لمحاسبة المجرمين، والكف عن التمادي في انتهاك حرمات الله بدعوى القضاء على الإرهاب، او محاربة الاسلاميين المشهود لهم بالإعتدال والوسطية، فقد بلغ الأمر بكلية أصول الدين بجامعة الزيتونة، والتي من المفترض أن تكون منارة للعلم الشرعي والثقافة الاسلامية، أن تجبر طلابها على التوقيع على التزام بعدم ارتداء الحجاب بالنسبة للطالبات، وبوجوب حلق اللحية بالنسبة للطلبة، هذا فضلا عن ملاحقة أعوان الأمن للمحجبات في الشوارع، وايقاف الشبان المرتادين للمساجد خاصة عند صلاة الفجر، والذين تجاوز عددهم 1500 شاب لم يثبت تورطهم في أعمال عنف” وحملت السلطة التونسية مسؤولية الإنتهاكات التي تتعرض لها مقدسات المسلمين، وعدتها سياسة متعمدة من قبلها للإستهتار بالدين الإسلامي، واذلال الشعب التونسي وإهانته، ما لم تبادر الى تدارك الموقف ومعاقبة الجناة. وحذرت من أن التمادي في تجاهل مشاعر المواطنين التونسيين، وأكثر من مليار مسلم، بالإعتداء على كتاب الله، ومنع المسلمات من ارتداء الحجاب، ومحاصرة المساجد بإعتقال المئات من روادها الشباب وتعذيبهم، بموجب قانون مكافحة الإرهاب- سيئ الذكر- وعزل الأئمة من ذوي العلم والورع، لن يزيد الا في عزلة تونس عن محيطها العربي والاسلامي، وتغذية مشاعر السخط و الغضب لدى أبناء الشعب التونسي وعموم المسلمين. ودعت المسلمين الى الإحتجاج أمام السفارات التونسية و مراسلة الدوائر الحكومية وبعثاتها الدبلوماسية للتنديد بهذه الجرائم في حق الدين الإسلامي الحنيف، والمطالبة بالتحقيق في الجرائم المتكررة ضد كتاب الله العزيز ومحاسبة المجرمين. (المصدر: السبيل أولاين بتاريخ 01 ديسمبر 2008)
إحالة 38 موقوفا في أحداث الحوض المنجمي على إبتدائية قفصة
السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس سيعرض يوم 04 ديسمبر 2008 على المحكمة الإبتدائية بقفصة ، كل من عدنان حاجي وبشير العبيدي وأصدقاءهم ، وقد بلغ عدد المحالين في هذه القضية 38 فردا ، أحيل أغلبهم بحالة إيقاف من أجل تهم خطيرة منها ، تكوين وفاق من أجل الإعتداء على الإشخاص والممتلكات ، وتوزيع ونشر مناشير بغاية الشغب ، وإستعمال مواد صلبة . وأعتقل المحالون في بداية سنة 2008 ، على خلفية الإجتجاجات الإجتماعية التى شهدتها مدينة الرديف ، نتيجة ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في الجهة من سوء ، والتى سقط فيها ثلاث ضحايا ( إثنان سقطا بالرصاص والثالث نتيجة صعقة كهربائية) , وقد تجاوز عدد المعتقلين في أحداث الحوض المنجمي 150 شخصا ، وأكثر من عشرين أصيبوا إصابات بالغة سواء بالرصاص أو بالقنابل المسيلة للدموع أو بالإقتحامات البوليسية للبيوت والمحلات . وقد إطلق سراح بعض المعتقلين على خلفية تلك الأحداث ، أما المتبقين والذى يفوق عددهم المائة سجين فقد أحيلوا بتهم واهية ليس لها أساس من الصحة ، وهؤلاء الضحايا هم حتما ضحايا الفقر والحاجة وإنعدام التوازن الجهوي في توزيع الثروة بشكل عادل وضعف الإستثمار والتنمية في هذه الربوع الفقيرة . (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 02 ديسمبر2008 )
اعتداء على النقابي كمال الرابحي في سيدي بوزيد 1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, بقلم محمد العيادي
تعرض النقابي كمال رابحي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي بوزيد الشرقية إلى العنف البدني واللفظي من قبل عون أمن وذلك صبيحة يوم السبت 29 نوفمبر 2008 في الطريق العام على مرأى ومسمع من المواطنين. إذ استوقفته شرطية حين كان متّجها إلى المستشفى الجهوي للاطمئنان على إحدى قريباته والتي كانت تجرى عليها عملية جراحية فتسلّمت منه أوراقه الشخصيّة وأوراق السيارة وأمام طول انتظاره غير المبرّر طلب منها بكلّ لطف مراعاة ظروفه الإنسانية بأن تتّخذ إجراءاتها القانونية إن كان الأمر يستدعي ذلك أو تسليمه أوراقه ليلتحق بالمستشفى فكان ردّها مفاجئا وغريبا ولم يتوقّعه الأخ كمال …تهجّمها على المارين واصفة إياهم بعديمي التربية …ثمّ باغتته بالإعتداء البدني ممّا ألحق به ضررا بدنيا استوجب نقله إلى القسم الاستعجالي. وبعد الاسعافات منحه طبيب الصحة العمومية راحة للعلاج لمدة 18 يوما. وقد لاقت هذه الحادثة غضب كلّ المربين والنقابيين مستنكرين هذا الاعتداء الهمجي على كرامة المربّي وحرمته الجسدية. هذا وقد بادرت النقابة الجهوية للتعليم الأساسي فور علمها بالاعتداء للاحتجاج على مثل هذا السلوك فأبرقت إلى وزير الداخلية ووالي الجهة ثمّ اتّصلت مباشرة برئيس منطقة الأمن الوطني والذي شرحت له ملابسات الحادثة محمّلة إياه المسؤولية القانونية والإدارية لردع الأعوان المخالفين للقانون …و طالبت بردّ الاعتبار للأخ كمال رابحي خصوصا وللمربين عموما وإلاّ فسيكون الطرف النقابي مضطرّا للدفاع عن كرامة المربي بكافة الوسائل النضالية المشروعة. مع العلم وأنّ الأخ كمال رابحي سيرفع شكوى قضائية متى تحسّنت ظروفه الصحّية.
(المصدر: مراسلة خاصة للمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية)
الاتحاد العام لطلبة تونس المكتب الفدرالي بكليّة
الحقوق و العلوم الاقتصادية و السياسية بسوسة
– بلاغ اعلامي
الاعتداء بالعنف على مناضلي الاتحاد العام لطلبة
تونس بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة
في دليل قاطع يبرز مدى تدني مستوى القيادة الحالية للاتحاد العام التونسي للشغل وعمق ارتدادها عن القيم المؤسسة للنضال النقابي. قامت الميليشيات المأجورة التابعة لكل من الأمين العام لاتحاد الشغل عبد السلام جراد والكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة محمد الجدي بالاعتداء المادي و اللفظي على مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس داخل مقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة و خارجه يوم الثلاثاء 12/2/ 2008 بأوامر مباشرة من عبد السلام جراد و مشاركة فعلية في العنف من قبل محمد الجدي. يأتي ذالك لا لذنب اقترفناه سوى أننا رفعنا شعارات تخلد ذكرى الزعيم فرحات حشاد و تدعو عموم النقابيين إلى الالتزام بنهجه النضالي المنحاز لطبقات الشغيلة بعيدا عن كل انتهازية. و لا لذنب أخر سوى أننا طالبنا بحشد الدعم اللازم لمؤازرة أهالي و معتقلي الحوض ألمنجمي بعيدا عن كل تخاذل. : إن المكتب الفدرالي لاتحاد العام لطلبة تونس بكليّة الحقوق و العلوم الاقتصادية و السياسية بسوسة *- يعبر عن إدانته الشديدة لهذه الاعتداءات في حق مناضليه من قبل قيادات مرتزقة و انتهازية أبت إلا أن تأخذ الاتحاد العام التونسي للشغل بكل تاريخه المشرف رهينة في يد أعدائه. *- يعلن انه سيتخذ الإجراءات المناسبة لرد على كل من تورط في تنفيذ هذه الاعتداءات. *-يدعو كل المناضلين الصادقين داخل الاتحاد العام التونسي للشغل إلى الوقوف ضد هؤلاء المخربين للقضاء علىهذه اليد السوداء التي تغتال اليوم فرحات حشاد بعد أن اغتالته اليد الحمراء. المكتب الفدرالي بكليّة الحقوق و العلوم الاقتصادية و السياسية بسوسة
انتخاب بن عاشور رئيسة لجمعية النساء الديمقراطيات في تونس
الرئيس الجديدة للهيئة النسائية التونسية تستعد لتسلم الجائزة الفرنسية لحقوق الانسان لعام 2008.
ميدل ايست اونلاين تونس – انتخبت الناشطة في مجال حقوق الانسان سناء بن عاشور رئيسة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات المستقلة والتي نالت الجائزة الفرنسية لحقوق الانسان لعام 2008. وخلفت بن عاشور (53 عاما) على رأس الجمعية غير الحكومية مواطنتها خديجة شريف في اعقاب مؤتمرها الثامن الذي عقد تحت شعار “المساواة الفعلية ضرورة حياتية، المساواة مسؤولية جماعية” ما بين الثامن والعشرين والثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. واعلنت سناء بن عاشور ان “انتخابها يترجم المساهمة الحقيقية للمراة ويكرس مبادئ التناوب والديمقراطية التي تنادي بها الجمعية” منذ تاسيسها عام 1989. ونوهت “بروح المثابرة التي تتميز بها الجمعية ما جعلها توفق في عقد مؤتمراتها بصفة منتظمة”. ومن المتوقع ان تتسلم الرئيسة الجديدة للجمعية الجائزة الفرنسية لحقوق الانسان للعام 2008 في العاشر من ديسمبر/كانون الاول الجاري في العاصمة الفرنسية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان. وكانت الرئيسة السابقة للجمعية خديجة شريف اعلنت في افتتاح المؤتمر وسط العاصمة تونس “ان اللجنة الاستشارية للجمهورية الفرنسية حول حقوق الانسان منحت جائزتها هذا العام للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات”. ورات شريف في هذا “التكريم اعترافا للجهود التي تقوم بها الجمعية للتصدي لكل اشكال العنف ضد المراة” و”حافزا لمزيد من العمل من اجل كل التونسيات”. كما منحت الجائزة وقيمتها 15 الف يورو ايضا الى اربع جمعيات اخرى من المغرب ولبنان والصومال واوزبكستان. وبن عاشور من مؤسسي جمعية النساء الديمقراطيات قبل نحو عشرين عاما وشغلت منصب كاتبة عامة ما بين 2002 و2004. وانخرطت بن عاشور في الانشطة الحقوقية والنسائية منذ عقود وعرفت بنضالها في صفوف الرابطة التونسية لحقوق الانسان اعرق منظمات حقوق الانسان عربيا وافريقيا منذ كان عمرها 24 عاما. واصدرت الناشطة التونسية المختصة في القانون عددا من المؤلفات حول قانون الاحوال الشخصية والقانون التونسي وعلاقته بالتشريع الاسلامي. وتنشط جمعية النساء الديموقراطيات منذ عشرين عاما من اجل القضاء على كل اشكال التمييز ضد المراة لا سيما العنف الذي يمارس ضدها. وتشرف الجمعية منذ منذ مطلع التسعينات على اول مركز “للاستماع والتوجيه” المخصص لضحايا العنف من النساء، كما انشأت عام 1996 خلية للبحث عن الصحة الذهنية للنساء وعن سلامتهن الجسدية. وتشير البيانات الرسمية الى ان 20 بالمئة من التونسيات يتعرضن لمختلف انواع العنف في تونس التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة. غير ان الخبراء يرون ان عددهن اكبر بكثير وذلك بسبب صمت الكثيرات منهن عن معاناتهن لا سيما بسبب الخجل. (المصدر: موقع ميديل إيست أون لاين (بريطانيا) بتاريخ 02 ديسمبر 2008)
شبكة الديمقراطيين في العالم العربي: تنظيم
الندوة الأولى لشبكة الإعلاميين الديمقراطيين
تنظم شبكة الديمقراطيين في العالم العربي ورشتها الأولى للإعلاميين في كل من الجزائر وتونس وليبيا في يومي 5-6 ديسمبر بالجزائر بالتعاون مع مؤسسة دار الشروق بالجزائر. ويعتبر هذا النشاط بداية الانطلاق لمشروع تأسيس شبكة للإعلاميين الديمقراطيين في العالم العربي. هناك اقتناع تام في الوطن العربي بأن التحول الديمقراطي لن يتحقق في غياب إعلام حقيقي وموضوعي، وأن الكثير من القوانين تقيد حرية الصحافي وتشلها، بل وتخضعه لعقوبات سالبة لحريته، وأن الإعلاميين يشتغلون كأفراد ومؤسسا ت معزولة عن بعضها، فلا يتبادلون الخبرات وأن الشباب منهم في حاجة إلى أوراش تدريبية تسمح لهم بالرفع من مهاراتهم وقدراتهم التي تسمح لهم بأن يكونوا فاعلين في مجال التوعية السياسية ونشر الثقافة الديمقراطية في مجتمعاتهم. ومن هنا فسوف يعمل هذا المشروع على تكوين شبكة للإعلاميين تكون أحد الهيئات المنبثقة عن شبكة الديموقراطيين في العالم العربي، حيث تضم الشبكة عدداً كبيراً من الإعلاميين، فيما ستوجه الدعوة إلى إعلاميين آخرين، بحيث نصل إلى مائة إعلامي ضمن هذه الشبكة. حيث ستعمل هذه الشبكة على تبادل الخبرات فيما يتعلق بالحريات الإعلامية، كما ستقوم الشبكة بتنظيم دورات للإعلاميين في مجال التشيك، وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها فيما يتعلق برصد انتهاكات حقوق الإنسان، وآليات الحماية الدولية للنشطاء، والمنظمات الدولية والإقليمية التي تهتم بالإعلاميين وتقوم قضاياهم وسوف تقدم هذه الشبكة، ومن خلال شبكة الديموقراطيين في العالم العربي، آلية لرفع كفاءة ومهارة الإعلاميين في خمس دول عربية، وبذلك فسوف نتمكن من تهيئة 100 مراقب لعمل خمس حكومات عربية بشكل أساسي فيما يتعلق بالحريات، كما سيقوم الأعضاء الآخرون في الشبكة برصد الحريات في بلدانهم بشكل أفضل. حيث كانت المشكلة الأكبر التي تواجه منظمات المجتمع المدني في كل المنتديات الموازية التي تم عقدها هي في كيفية مراقبة أداء الحكومات، وكيفية تمكين المجتمع المدني في مواجهة الضغط المنظم التي تمارسه الحكومات العربية وخاصة فيما يتعلق بالإعلام. وتبرز أهمية هذا المشروع بشكل أكبر بعد الميثاق الذي تم إقراره من قبل وزراء الإعلام العرب لمراقبة وسائل الإعلام في كل البلدان العربية، وخلق سلطة رقابة موحدة في كل الدول، وهو أمر يستدعي تعاوناً مماثلاً من قبل النشطاء والإعلاميين في كل الدول العربية، لمواجهة الاتحاد الحكومي لمراقبة الإعلام وفرض مزيد من القيود عليه. وللمزيد من المعلومات حول المشروع أو للمشاركة في شبكة الإعلاميين الديمقراطيين يرجى الاتصال على رمضان أبوزعكوك، منسق البرنامج: alyabuzakuk@gmail.com عبيدة فارس مساعد المنسق في منطقة المشرق:obaida.fares@yahoo.com جمال بن دحمان مساعد المنسق في منطقة شمال أفريقيا:jamalsalah1@yahoo.fr بوجمعة غشير منسق ورشة الجزائر: ghechirb@yahoo.fr
تواصل اعتصام عمال نزل نفطة بلاص
يدخل اعتصام عمال نزل نفطة بلاص اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر 2008 يومه العشرين في سياق مسيرة نضالية مصرة على التمسك بالحقوق المشروعة.و لإذكاء جذوة الاستمرار والمواصلة انعقد يوم أمس الاثنين المجلس المحلي بنفطة بجدول أعمال ذو بند واحد ألا وهو مساندة نضالات عمال نزل نفطة بلاص، يذكر في هذا الصدد أن الكتاب العامين للنقابات الأساسية و النواب الأول للنيابات النقابية بالمدينة قد قاموا بمسيرة تضامنية من دار الاتحاد المحلي حيث انعقد المجلس المحلي إلى غاية النزل حيث يعتصم العمال فكان أثر قدوم النقابيين باد للعيان في الكلمات المؤثرة التي ألقاها المعتصمون أضفت دفئا عماليا خاصا على الفضاء البارد الذي يعتصم فيه العمال.يذكر كذلك أن المعتصمين تلقوا عدة برقيات المساندة من نقابيي و عمال قطاع السياحة و المعاش بكل من توزرو نابل و المهدية كما أكد المجلس المحلي بنفطة و من خلال الكلمات التي ألقاها ممثلو القطاعات( التعليم الثانوي و الأساسي و الفلاحة و البلدية و نزل الأفق الجميل و نزل كرفان سيراي و المخابز و النقل) عزم الشغالين في المستوى المحلي على المساندة القوية للمعتصمين حتى نيل حقوقهم و ذلك بمختلف الأشكال النضالية المشروعة كما شدد ممثل الاتحاد الجهوي على ضرورة توسيع دائرة المساندة و الوقوف مع عمال نزل نفطة بلاص على المستوى الجهوي. لقد لمسنا نبرة الإصرار على الحقوق المشروعة و التمسك بالمكاسب من قبل العمال و العاملات كما عاينا التفاف الحركة النقابية و الحقوقية و الديمقراطية المحلية حول الاعتصام مما جعل حزب التجمع الدستوري الحاكم يسجل لأول مرة حضوره في مثل هذه المناسبات بالإعلان الشفوي عن مساندة العمال مع الامتناع عن إمضاء عريضة المساندة أو إصدار بيان في الغرض، كما أكد لنا النقابيون أن مسيرة اعتصام عمال نزل نفطة بلاص قد تعرضت للعديد من اللحظات التي تعكس درجة تنصل الادارة من التعهدات التي تقطعها على نفسها برعاية السلط الجهوية و تفقدية الشغل حيث تم التوصل لإمضاء 03 اتفاقيات أما الرابعة و التي حصلت يوم 27 نوفمبر فقد حسم فيها الأمر بإرجاع كل العمال باستثناء واحد تعهدت السلط الجهوية بتشغيله و ما راع العمال و النقابيين إلا و العرف يعطي بعد أقل من ساعتين من الاتفاق تعليماته بإغلاق باب النزل بعد خروج العمال منه في تراجع سافر عما التزم به، فما كان من العمال سوى العودة لمواقعهم و استئناف الاعتصام حيث تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن ذلك الاتفاق ما هو إلا مناورة مكشوفة القصد منها سحب أهم ورقة ضغط من أيدي الشغالين و تحول القضية لأنظار الجهات الإدارية و القضائية بما يحرم العمال من خوض النضال و الدفاع عن حقوقهم المشروعة لقد وقف العمال بهذا التراجع من الطرف الإداري على فقدان المصداقية و خلف الأمر شعورا عميقا لديهم بالمرارة و أزمة الثقة و عدم حرص السلط الجهوية على إنقاذ الاتفاق. إن ما يحير العمال و النقابيين و المراقبين لتطورات هذا الاعتصام هو المغالاة في المرونة التي تبديها السلط الجهوية حيال العرف الذي أخل بالعديد من الاتفاقيات خلال الجولات التفاوضية التي خاضها النقابيون (20 أكتوبر / 25 أكتوبر / 19 نوفمبر / 27 نوفمبر) فضلا عن حجم الخروقات للقوانين الجاري بها العمل خلال المرحلة السابقة على هذا الحراك الاجتماعي الذي تعرفه مؤسسة نزل نفطة بلاص و التي كانت “الموقف” قد كشفت عنها(في الجانب المالي تجاهل قيمة الأجور حسب الاتفاقية القطاعية و عدم الالتزام بزيادات المفاوضات الاجتماعية و التخفيض في عدد العمال و حجب منح الإنتاج طيلة سنوات و في الجانب الترتيبي حرمان العمال من العطل الأسبوعية و السنوية و التغطية الاجتماعية و الحق النقابي) بينما تمارس شتى صنوف الضغوط على العمال لحملهم على إيجاد حل للمأزق و كأنهم هم المسؤولون عن الاعتداء الصارخ على الحق النقابي الذي قام به العرف ثم كيف نفهم إقرار السلطة في المستوى المحلي و الجهوي بالحق المطلق للعمال في الانخراط في الاتحاد العام التونسي للشغل و ممارسة الحق النقابي بينما لا تبدي الحرص الضروري على خرق القانون من طرف العرف عبر طرد العمال و إيقاف حال المؤسسة منذ ما يقرب الشهرين في فترة ميزتها الأساسية استقطاب السواح خلال رأس السنة الميلادية.و يبدو من خلال المعطيات المتوفرة أن العرف ينتهج نزعة تصعيدية و لا يجنح للتهدئة و ذلك برفع القضية تلو القضية في العمال و المسؤولين النقابيين في مسعى يائس لتخويف النقابيين و العمال و حملهم على فك الاعتصام. لقد أكد لنا العمال أنهم مصرون على نيل حقوقهم رغم الظروف الصعبة التي يعتصمون فيها حيث يقيمون ببهو النزل في البرد القارس و في غياب التيار الكهربائي و الماء الذي أصر العرف على قطعه و في ظل إغلاقه حتى لدورات المياه، و مع اقتراب عيد الأضحى تزداد المأساة و يتعمق الشعور بالغبن لدى العمال حيث عجزت السلط الجهوية عن ممارسة رعايتها لاتفاق 27 نوفمبر الماضي الذي لم يعمر أكثر من ساعتين كما أنها لم تتدخل لتسهيل تمتع العمال بمساعدات مالية بمناسبة عيد الأضحى من صندوق الضمان الاجتماعي و اشترطت التمتع بالمنحة المنصوص عليها للعمال بخروجهم من النزل و فك الاعتصام. يكمن ضعف المسار التفاوضي الذي يعرفه اعتصام عمال نزل نفطة بلاص باعتقادنا في كونه تفاوض غير مباشر يتمتع فيه الطرف المشغل بميزة أنه فوق القانون و تخلق له كل الأعذار و المبررات بينما تمارس على الطرف العمالي و النقابي شتى الضغوط الإدارية و الأمنية (يرابط أعوان الأمن يوميا داخل النزل و خارجه)، فهل تريد السلط دفع العمال إلى اليأس و الإحباط و التسليم بالأمر الواقع؟ هل يعقل أن تستمر الأزمة في مؤسسة ذات 25 عاملا كل هذا الوقت (منذ 20 أكتوبر الماضي) و تستغرق كل هذه الجهود و المكابدة؟ إن الحكمة تقتضي جلوس جميع الأطراف و في مقدمتهم العرف على طاولة الاتفاق و ليس الحوار و إعادة كل العمال و إعادة تشغيل المؤسسة لأنه ما من تونسي يرضى بخسارة هذه المؤسسة و غيرها خاصة و أن الحالة الاقتصادية و الاجتماعية للجهة و للبلاد عموما لا تتحمل خسارة مؤسسة واحدة و طرد عامل واحد لأسباب تتعلق بالحق النقابي.فهل من صحوة للضمير الوطني؟ محمد الهادي حمدة نفطة
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين
**اداب الحوار في الاسلام**
ان المتتبع لصفحات الانترنات منذ مدة وخاصة في الايام الاخيرة يلاحظ ان وتيرة الحوار اذا صحت التسميه قد تصاعدت حدتها بين الاخوة حتى تعدت المعقول وجانبت المامول ولذا وجب التذكيرلاخوتي في الله والوطن عملا بقوله تعالى ذكر فان الذرى تنفع الموْمنين فاقول بان للحوار اصولا وادابا في الاسلام ينبغي مراعاتها من طرف كل مسلم ومن باب اولى ممن ينشدون التغيير بالكلمة فلا يمكن ان تتحول الكلمة لدينا سهاما نتراشق بها ويصبح الامر عندنا الغاية تبرر الوسيلة لا قدر الله ولذلك فانه من اوكد ما يحتاط له المسلم الالتزام بحدود الله في حواره طالبا بذلك مرضاته تعالى متجنبا لسخطه وغضبه وما اكثر عثرات اللسان ومزالقه حين يتكلم ,فكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين الاخوة فكانت الفتنة والفرقة *يقول الله تعالى* وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا فمن اداب الحوار الاخلاص لله وصدق النية والامانة,حتى يكون الحوار هادفا الى الخير موصلا لنتاىْج يرضاها الله وعباده كالامر بالمعروف والاصلاح بين الناس ومن الاداب كذلك عدم النظر لاخطاء الغير فقط ونسيان او نكران حسناته من اداب الحوار البعد عن الجدال الذي لا طاىْل منه ولا فاىْدة فيه الا محاولة الانتصر للنفس وافحام الخصم او التشهيربه واظهار الخلل في كلامه او فعله او قصده كم من قلوب شتتت بسبب الجدال والمراء ولذلك رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ترك الجدال والمراء *فقال انا زعيم ببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا *ا ومن اداب المحاور المسلم بل من واجبه ان لا يوْد به الحوارالى العداوة والبغضاء, فالاخوة في الدين يجب ان تبقى فوق كل الخلافات مهما كان حجمها من اداب المحاور العاقل صاحب الحكمة احترام محاوره,ولو لم يكن راضيا عنه لان اطلاق الشتاىْم لا تشرف من يطلقها بل تنقص من قيمته ومن احترام الغير له ولهذا وجب على المحاور المسلم صاحب الرسالة ان يناْى بنفسه عن اسلوب الطعن والتجريح والاثارة والاستفزاز ومن اداب الحوار التحلي بالحلم والصبر على الغير والبعد عن عبارات المدح للنفس او الغير الا لمصلحة مشروعة وبضوابط شرعية من اداب وواجب المحاور المسلم ان يتحرى الصدق والامانة لان كلامه وحواره امانة لا يجب ان يخونه بغير ذلك يقول الله تعالى* لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف يوْتيه اجرا عظيما * ا *ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم *من كان يوْمن بالله واليوم الاخر فاليقل خيرا اوليصمت الى كل الاخوة المتحاورين على صفحات الانترنات اوصيكم ونفسي بتقوى الله القاىْل في كتابه العزيز يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداءا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفى حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبن الله لكم ءاياته لعلكم تهتدون والتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واْولاىْك هم المفلحون ان الامر يتطلب منا قول كل كلمة او كتابة كل حرف فيما يرضي الله ورسوله وفيما يفيد امتنا ووطننا تونس وفقني الله واياكم لما يحبه ويرضاه امين البشير بوشيبة سويسرا
إلى صلاح الدين الجورشي : حتى لا أظل قارئا سيئا
عبارة كنا دائما نتداولها في حلقات النقاش التي كنا نعقدها في الجامعة التونسية أين تكون وتمرن أغلب العاملين في الحقل السياسي اليوم وبالذات المعارضين منهم وهي ” وضح يا زميل” نقولها عادة عندما يشوب الغموض كلامه أو نشتم فيه نوايا غير سليمة أو نوعا من المؤامرة المخفية المعالم والغير معلنة أو تمرير موقفا يورط السامعين والحاضرين في شهادة زور على أمر لا يعلمه إلا صاحب الكلام نفسه. طبعا المطالبة بالتوضيح ليس جرما فهو يقلص من مساحة التأويل ويبعدنا عن الظنون والتقديرات رغم أنه لا يمكنه البتة أن ينفيها تماما فالتمحيص والتقييم والمقاربة والتحليل والنقد كل ذلك وارد والاختلاف فيه أكيد والكل حر في اختيار الزاوية والمنهجية والخلفية التي ينطلق منها في تحليل أي مقال أو التعليق على أي خبر.. المهم أن يكون كلامه مقنعا ومركزا لا يخرج عن الموضوع ولا عن أدبيات الحوار كأن ينساق وراء توزيع التهم والتوصيف المجاني الذي يفتقد إلى الموضوعية. أقول للسيد الجورشي أن القارئ لا بد له من كتابة يقرؤها ويتعلم منها فإن كانت الكتابة جيدة وواضحة خطا ومضمونا ومعنا كانت القراءة كذلك وكان القارئ في مستوى الكاتب الذي بطريقة غير مباشرة أصبح هو المعلم والمكون لذلك القارئ وإذا كان القراء سيئين فالدعوة موجهة للكتبة ليراجعوا كتاباتهم وأفكارهم ومواضيعهم فكما صنف الجورشي القراء إلى قارئ لا يفهم ولا يعي ما يقرأ وثاني يقرأ من خلفية عدائية مسبقة وثالث من زاوية أمنية تآمرية ورابع نبيه يفهم الإشارات وما خفي من المعاني فإني أسأله هل ينطبق مثل هذا التقسيم والتصنيف على الكتاب؟ وعليه فإن المسؤولية في حسن الفهم من سوئه يشترك فيها القارئ والكاتب على السواء. أما الحديث عن نزاهة المخبر الذي وسمه الجورشي وسام الشرف فهو لا يمت للقراء بصلة لكونه ناقل لخبر أو حديث مثله مثل صفحة مكتوبة أو شريط مسموع أو مصور فهو مجرد حامل لمضمون ممنوع عليه إعمال العقل فيه ولا حتى التعليق عليه ولا أظنه يقارنني بمثله وبما أنه لم يصنفني ضمن القارئ النبيه حسب تقديره وبما أنه ليست لي معه عداوة سياسية ولا إيديولوجية فلم يبقي لي سوى خانة من لا يفهم ما يقرأ وحيث أني لا أرى ضيرا في عدم القدرة على الفهم بل العيب في عدم السعي للفهم فإني ألتمس من السيد الجورشي إعانتي عل الفهم وذلك بالرد على الاستفسارات التالية: -هل من الحكمة أن تستقبل زوجة زوجها أو العكس بعد يوم شاق من العمل بسرد كل التجاوزات التي اقترفها أبناؤه أثناء النهار؟ – هل من الحكمة أن تتلقف أم ابنها بعد طول سفر بالتجريح والقدح في سلوك زوجته طيلة سفره؟ -هل من الحكمة أن يبادر طبيب مريضه لحظة خروجه من العناية المركزة بفاتورة المعالجة والإقامة في المستشفى؟ -إذا كان الغرض من المقال الاقتراب من العالم الذاتي أو الشخصي للسجين أو المعارض السياسي فهل يعني هذا أن السيد الجورشي سوف يفتح منتدى الجاحظ للمسرحين من قيادات النهضة لمناقشة الوضع النفسي والاجتماعي والسياسي حتى يعينهم على تجاوز الماضي وتحيين أنفسهم مع الواقع؟ -أنا لست ضد مراجعة الفرد لمواقفه وأفكاره وأسلوبه في الحياة فالكل في هذا الكون متحرك والإنسان جزء منه وقد قمت شخصيا بمراجعة أفكاري وقناعاتي وقد أخذت كامل وقتي في ذلك ولست ممن ينفخ في الآخر تمجيدا وتقديسا ورفعا إلى الأعلى كما أن الآخر ليس بالون هواء حتى يتم النفخ فيه ولكني فقط مقتنع بأنه لكل مقام كلام ولكل حادثة حديث والنصيحة إن لم تكن في وقتها تصبح فضيحة وعليه فإني أتساءل أيهما أقرب إلى المقال الدعوة للمراجعة وعدم الاغترار بالنفس أم الدعوة إلى جلد الذات وتخطئة الضحية وتحميله المسؤولية دون غيره في واقع لم ينتجه هو بل فقط تمثلت مساهمته في الغياب القصري عنه؟ الحبيب ستهم الذي قلت فيه أنه لا يحسن القراءة أرجو أن تكون قراءتي قد تحسنت هذه المرة
رسالة توضيحية لأصحاب الإستقالات.. ورفع إلتباس
السلام عليكم كانت رسالتي السابقة للذين استقالوا من حركة انتموا إليها لمدة عقدين كاملين. فأتت الانتقادات من أناس عدة لم يفهموا مقالي أو لشيء في أنفسهم، والله أعلم بالنوايا. رسالتي كانت واضحة جدا، ورسالتي كانت شفقة على هؤلاء الاخوة، بأن لا ينخدعوا. لكنهم مع الأسف الشديد أولوا كلامي حسب قريحتهم الفهمية . قبل كل شيء أريد ابين نقطة مهمة: أنا أتكلم باسمي ورأيي الخاص، ولست لسان حركة النهضة، ولست من فطاحلة اللغة العربية ولست متخرجا من كليات علمية أو أدبية أو سياسية. فأنا إنسان بسيط جدا علما ولغة أكثر مما تتصورون. لكن تجربتي في الحياة علمتني كثيرا. فأنتم تعترضون وتتساءلون عن عتابي ولومي ونصيحتي واتهامي للمستقيلين من حركة النهضة، فأجيبكم وبالله التوفيق: أولا: تعترضون عن استدلالي بالقرآن الكريم لأضيف قدسية على مقالي. لست من الذين يطوعون آيات القرآن على هواهم. ثانيا: فإذا لم أستدل بالقرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبماذا سأستدل؟ هل أستدل بكلام لينين وماركس، أم بكلام بورقيبة، أم بكلام ياسر عرفات، أم برأي عادل إمام؟ أم أستدل بأدلة النظام التونسي حول عملية باب سويقة التي صدقها الكثير منكم؟ أما الآية التي ذكرتها في رسالتي السابقة ومع الأسف قريحتكم الفهمية….، فهي تحكي عن الثلاثة الذين خلفوا… فإني أقصد بهذا: الإبتلاء الذي أصاب هؤلاء الثلاثة، من حصار، من قطيعة، من أمرهم بهجر زوجاتهم، من طلب العدو منهم اللحاق بهم مع وعدهم بإكرامهم ماديا ومعنويا، رغم هذا كله، كانوا صادقين، ولم يقولوا بأنه لا يوجد برنامج، ولم يقولوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تخلى عنا، فلم يتزحزحوا عن مبدئهم، وصبروا على ذلك حتى جاءهم الفرج من الله سبحانه وتعالى. أرجو أنكم فهمتم إذا أردتم أن تفهموا. أما قولي: ” فلو كنت في السجن ثم استقلت من حركة النهضة فأنت معذور. ولو أنت داخل الوطن وضُيق عليك في رزقك حتى ضاقت عليك الأرض بما رحبت واستقلت من الحركة فأنت معذور كذلك. لكن أن تكون خارج الوطن وفي رغد من العيش والحرية وتستقيل من الحركة فهذا لا عذر لك”. فلماذا تؤولون كلامي بــ: “فجعل من خلال هذه الكلمات الإستقالة من حركة النهضة من المحظورات التي لا تبيحها إلا الضرورات. فكأنّ النهضة هي الإسلام ومن خرج منها فكأنما ارتدّ عن دينه, والواقع أنّ جلّنا إن لم نكن كلّنا كنّا نفكّر بهذه الطريقة حتّى أنّ أحدنا كان إذا أُمر بشيء وحدّثته نفسه بألاّ يفعل كان يرى ذلك تولّيا يوم الزّحف ليس له جزاء إلا النّار والعياذ بالله”. هل هذا ما جادت به القريحة الفهمية؟ سأبين لكم مرة أخرى: عندما قلت بأن الذي في السجن أو داخل الوطن يستقيل فعذره مقبول لأنه ذاق العذاب بأصنافه وألوانه الذي لا تتحمله الجبال. فلو استقال أحدهم فإنهم معذور. كمثل الذي يكفر بالله سبحانه وتعالى باللسان وليس بالقلب. قال تعالى: منْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) النحل. ملاحظة: لا تفهموا ولا تأولوا كلامي بأن الذي يستقيل من الحركة عليه غضب من الله وله عذاب أليم، حاشا وكلا أن يصدر مني هذا الكلام، ولكن هكذا سياق الآية. فاستدلالي بالآية للذين يُكرهون على الكفر. فأنتم لا يخفى عليكم التعذيب الذي تعرض له أبناء النهضة يجعلهم يكفرون بالله سبحانه وتعالى، وليس الاعتراف فقط. هل ستعترضون الآن على استدلالي بالقرآن؟ أما الذين خارج الوطن فهم في رغد من العيش ولم يتعرضوا لهذه المضايقات فبالطبع لا عذر لهم. ومرة أخرى: فليقارنوا أنفسهم بالذين كانوا في السجن. فعندما أقارن نفسي بهؤلاء الرجال الذين بقوا في السجن لعقدين كاملين ولم يتزحزحوا، ولم يغيروا آراءهم، لو يغيروا دينهم، لم يتزلقوا لإبليس وأعوانه، رغم ما عانوه من أصناف التعذيب الذي يملأ مجلدات وليس صفحات، ورغم ما طُلب منهم أن يكتبوا كلمات ثناء على سيادة الرئيس، ليطلقوا سراحهم، لكنهم رفضوا هذا كله. فإني أخفض رأسي أمامهم، حياء واجلالا واحتراما لهم. وقولي: كثيرا ما أسمع هذه الإسطوانة التي كررت مرات عديدة، ومنذ أكثر من عشرة سنوات ونفس الإسطوانة: الحركة لم تقدم لنا وللشعب التونسي شيئا، وهل رعت الحركة ابنائها بالمهجر ام سلطت عليهم السقيم المستبد هل اعتنت اصلا بهايكلها بشبابها الذى باع الغالى والنفيس فى مقتبل عمره هل تستطيع ان تذكر لى برنامج واحد نفذ داخل ابنائها بالمهجر فى العشرين سنة الماضية، الم يضحى المخالفون الان كما ضحى الباقون فى النهضة هل المعارضون للعودة هم وحدهم المخطؤن حسب نظرك. أنا اختصرت كلامي في رسالتي السابقة، والقارئ المعتدل يفهم مقصدي، وبما أن القريحة الفهمية وقفت عند علامة “قف” فسأوضح ثانية: أولا: اتقوا الله في أنفسكم ثانيا: بأي منطق وعقل تحكمون وتنتقدون؟ هل يوجد منطق يقول للذين أيديهم مربوطة وأفواههم مكممة أن يدافعوا عن أنفسهم، أو يقدموا لنا برنامجا؟ ألا ساء ما تحكمون. ثالثا: ماذا قدمتم أنتم يا من تلومون الحركة؟ فأين روح المبادرة؟ وروح المثابرة؟ فأنتم على علم بما وقع لكل أعضاء الحركة من سجن وتشريد وتجويع. وأنتم تعرفون قدرات الحركة، فهي ليست دولة، وليست مؤسسة قانونية حتى تنتقدونها وتلومونها. سؤال لكل من كان ومازال في الحركة: ماذا تريد من الحركة أن تقدم لك؟ هل عند انتمائك للحركة كان بينكم وبينها عقد، وبالتالي خالفت الحركة بنود هذا العقد؟ هل وعدتكم قيادة النهضة بشيء ما وخالفت وعدها؟ وهل أنتم في حاجة للحركة أم الحركة في حاجة لكم؟ دعوني أسألكم وأجيبوني بصراحة وبدون خوف: أنتم تحاسبون وتنتقدون الحركة المسجونة، المشردة، المطاردة، التي ليس لها نفوذ إلا ثقتها بالله سبحانه وتعالى. فلماذا لا تحاسبون المتسبب في الذين يحرقون عبر البحر فيغرقون؟ لماذا لا تحاسبون الذين يضعون أموال 26/26 في جيوبهم؟ لماذا لا تحاسبون الذين يدخلون المخدرات للبلاد في حقيبة دبلوماسية؟ لماذا لا تحاسبون المتسببون في مشاكل الحوض المنجمي في قفصة؟ لماذا لا تحاسبون الذين يغتصبون زوجات وأخوات المسجونين، حتى لو كانوا مخطئين؟ لماذا لا تحاسبون من يدخل الأدوية الفاسدة والدم الفاسد للبلاد؟ لماذا لا تحاسبون المتسبب في كثرة البطالة؟ لماذا لا تحاسبون ولا تتكلمون عن غلاء المعيشة في البلاد؟ لماذا ابن الغفير يسجن وابن الوزير يطلق سراحه؟ والقائمة طويلة. وهذا مع عموم الشعب. أما الذي وقع مع أعضاء حركة النهضة فحدث ولا حرج… أم لأن الحركة ليس لها نفوذ مثل الغير، فأتتها السهام من كل صوب وحدب؟ حتى صارت مثل اليتيم الذي يتعلم الحلاق في رأسه؟ ومرة أخرى: الحركة لم تجبر أحدا بالانتماء إليها ولن تجبر أحدا بالبقاء فيها. فالباب مفتوح، للدخول والخروج. أما «علكة» السلطة، بأن غاية الحركة هي الوصول للسلطة. كم ضحكت على هذه المقالة…. قبل كل شيء: كل مواطن/ة له الحق أن يرشح نفسه للرئاسة. مهما كانت صفة هذا المواطن. إلا الصبي الذي لم يبلغ الحلم والمجنون. أولا: الحركة لم تطلب السلطة. ثانيا: لماذا لا يُلام الغير إذا طلب السلطة وتُلام الحركة؟ فتهمتكم لحركة النهضة وكل حركة سياسية بأن غايتها السلطة، فهذه تهمة مباشرة كذلك للرئيس زين العابدين بن علي بتسلمه السلطة. ومرة أخرى أقول لكم: إن الحكومة التونسية ليست غبية وجاهلة كما تظنونها. الحكومة فيها مختصون اجتماعيون ونفسانيون وأمنيون يعرفون كيف يتعاملون مع الشعب. فالحكومة التونسية تعتبر كل مستقيل: إما عميلا لهم، وبالتالي لا تثق فيه، أو عميلا مزدوجا وكذلك لا تثق فيه. يعني : “مِنّا حامية ومِنّا تكوي” يا أخي المستقيل. والسلام عليكم رجب العبدلي
عندما يكثر الحديث عن العودة..
عبد الحفيظ خميري عندما يكثر الحديث عن العودة لا أملك إلا الهروب إلى الذاكرة التجئ إليها لكي أتحصن من حنين هبت ريحه بقوة هذه المرة بعودة الكثير من الإخوة أخيرا إلى تونس.. حنين وشوق استيقظا بقوة وأنا الذي كنت حسبتهما جُمدا يوم مزقت جواز سفري في محطة ليل.. حنين عودة تراودني كتلك الحمى التي تلبست أبا الطيب المتنبي:
وَزائِرَتـي كَـأَنَّ بِهـا حَـيـاءً فَلَيـسَ تَـزورُ إِلّا فـي الظَـلامِ بَذَلتُ لَها المَطـارِفَ وَالحَشايـا فَعافَتهـا وَباتَـت فـي عِظامـي يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسـي وَعَنهـا فَتوسِـعُـهُ بِـأَنـواعِ السِـقـامِ إِذا مـا فارَقَتـنـي غَسَّلَتـنـي كَأَنّـا عاكِفـانِ عَلـى حَــرامِ كَأَنَّ الصُبـحَ يَطرُدُهـا فَتَجـري مَدامِعُـهـا بِأَربَـعَـةٍ سِـجـامِ أُراقِبُ وَقتَها مِـن غَيـرِ شَـوقٍ مُراقَبَـةَ المَشـوقِ المُستَـهـامِ وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِـدقُ شَـرٌّ إِذا أَلقاكَ فـي الكُـرَبِ العِظـامِ أَبِنتَ الدَهـرِ عِنـدي كُـلُّ بِنـتٍ فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِـنَ الزِحـامِ جَرَحتِ مُجَرَّحًا لَـم يَبـقَ فيـهِ مَكـانٌ لِلسُيـوفِ وَلا السِـهـامِ
عودة تدفع جنودها بقوة إلى روحي وعقلي وقلبي فتراه يخفق كشراع سارية في دوامة عاصفة ولكن قلاع كرامة تأبى أن تستجدي عفوا بعد طول سنين تراها تحتوي هذه العودة وتكبح جماحها وتصدها صدا جميلا لتعود إلى مكانها الطبيعي.. فعطش مرقوب على كرامة خير من ارتواء تعقبه مهانة.. منذ زمن طويل كنت أعود للكلمات أصنع منها ملجأ أحتمي به من سؤال يظل يطرح نفسه على طول الأيام: ـ هل سنعود يوما إلى حيّنا ونغرق في دافئات المنى كما غنت فيروز.. هكذا مرت سبعٌ على سبع على سبع وظل المنفى مركبي والوطن مطلبي.. وما زالت فيروز تغني قصيدة الشاعر هارون هاشم رشيد وما عدت :
سنرجع يوماً الى حينا ونغرق في دافئات المنى سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا فيا قلب مهلآ و لا ترتمي على درب عودتنا موهنا يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور و نحن هنا تلال هناك عند التلال تنام و تصحو على عهدنا و ناس هم الحب أيامهم هدوء انتظار شجي الغنا ربوع مدى العين صفصافها وهي على كل ماء فانحنى تعب الظهيرات في ظلها عبير الهدوء و صفو الهنا سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا وما زال بين تلال الحنين وناس الحنين مكان لنا فيا قلب كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا
وطن يسكنني وأنا لا أسكن فيه.. يزورني في حلمي ويقظتي ولا أزوره.. تقرحت مشاعر وانسابت دموع وحُبرت مئات الصفحات بهواه وحبه.. ولكن يمر العمر وأنا أردد مع الطغرائي :
أصالة الرأي صانتني عـن الخطل وحـلية الفضـل زانتنـي لدى العـطل مجـدي أخيرا ومجـدي أولا شرع والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل فيم الإقامـة بالزوراء لا سكنى بها ولا ناقتـــي فيـــها ولا جملــي ناء عن الأهـل صفر الكف منفرد كالسيــف عـرّي متناه عـن الخـلل فلا صديـق إليه مشتكـى حزنـي ولا أنيـس إليــه منتهــى جذلــي طال اغترابـي حتى حـنّ راحلتي ورحـلها وقــرى العسـّالة الذبــل وضجّ من لغب نضوي وعـجّ لما يلقى ركابـي ولجّ الركـب فـي عذلي أريـد بسطـة كـف أسـتعين بها عـلى قـضاء حقـوق للعـلا قــبلي والدهـر يعكس آمالـي ويقنعنـي من الغنيــمة بعـد الكــدّ بالقفــل وذي شطاط كصدر الرمح معتقـل بمثلــه غيــر هيّــاب ولا وكـل حلـو الفكاهـة مرّ الجد قد مزجت بشـدّة البأس منــه رقّــة الغــزل طردت سرح الكرى عن ورد مقلته والليل أغـرى سـوام النـوم بالمقـل والركب ميل على الأكوان من طرب صاح وآخـر من خـمر الهـوى ثمـل فقلت أدعـوك للجـلّى لتنصرنـي وأنت تخذلنـي فـي الحـادث الجـلل تنام عينـيّ وعـين النجم سـاهرة وتستحيـل وصبـغ الليـل لم يحــل فهل تعيـن على غـيّ هممت بـه والغـيّ يزجـر أحـياناً عـن الفشـل إني أريد طـروق الحـي من إضم وقـد حماه رمـاة مـن بنــي ثـعل يحمـون بالبيض والسمر اللدان به سـود الغدائـر حـمر الحلـي والحلل فسـر بنا في ذمام الليـل معتسـفاً فنفحـة الطيـب تهديـنا إلـى الحلـل فالحـب حيث العدا والأسد رابضة حـول الكـناس لها غاب من الأســل نؤم ناشـئة بالجـزع قـد سقيـت نصـالها بميـاه الغنــج والكحـــل قـد زاد طيـب أحاديث الكرام بها ما بالكرائــم مـن جـبن ومن بخـل تبيـت نار الهـوى منهـن في كبد حـرّى ونار القـرى منهـم على قلـل يقتلـن أنضـاء حب لا حراك بها وينحـرون كـــرام الخيـل والإبـل يشفـى لديـغ العوالـي في بيوتهم بنهلـة من غديــر الخمـر والعسـل لعل إلمامــة بالجــزع ثانيــة يـدب منـها نسيـم البـرء في علـلي لا أكره الطعنة النجلاء قد شـفعت برشـقة مـن نبـال الأعيـن النجـل ولا أهاب الصفاح البيـض تسعدني باللمـح مـن خـلل الأسـتار والكلـل ولا أخــلّ بغــزلان تغازلنـي ولو دهتنـي أســود الغيـل بالغيّـل حـب السلامـة يثنـي همّ صاحبه عـن المعالـي ويغـري المرء بالكسل فإن جنحـت إليـه فاتخـذ نفقاً في الأرض أو سلّماً فـي الجـو واعتـزل ودع غـمار العلا للمقدمين عـلى ركوبــها واقتنـــع منهـن بالبلـل رضى الذليل بخفض العيش مسكنه والعـزّ تحت رسيـــم الأينق الذلـل فادرأ بها في نحـور البيـد حـافلة معارضات مثانــي اللجــم بالجـدل إنّ العلا حدّثتنـي وهـي صادقـة فيـما تحــدّث أن العـزّ فـي النقـل لو أنّ في شرف المأوى بلـوغ منى لم تبـرح الشمـس يومـاً دارة الحمل أهـبت بالحـظّ لو ناديت مسـتعماً والحـظّ عنـي بالجهّـال فـي شغـل لعلّـه إن بدا فضلــي ونقصهـم لعينـه نام عنهــم أو تنبّــه لــي أعلّـل النفـس بالآمـال أرقبــها ما أضيـق العـيش لـولا فسحة الأمل لم أرض بالعيـش والأيّـام مقبلـة فكيـف أرضى وقد ولّت علـى عجـل غالـى بنفسـي عرفانـي بقيمتـها فصنتـها عن رخيـص القـدر مبتـذل وعـادة النصـل أن يزهي بجوهره وليـس يعمـل إلا فـي يـدي بطــل ما كـنت أوثـر أن يمتد بي زمني حـتى أرى دولـة الأوغـاد والسـفل تقدّمـتنـي أناس كان شوطــهم وراء خطـوي إذ أمشـي علـى مهـل هذا جـزاء امـرئ أقـرانه درجوا من قبلـه فتمنـى فسحــة الأجــل وإن عـلاني من دونـي فلا عجب لي أسـوة بانـحطاط الشمس عن زحل فاصبر لها غير محتال ولا ضـجر في حادث الدهـر ما يغنـي عن الحيل أعـدى عـدوك أدنى من وثقت به فـحاذر الناس واصـحبهم على دخـل وإنما رجــل الدنــيا وواحـدها مـن لا يـعوّل في الدنـيا على رجـل وحسـن ظنّـك بالأيام معجــزة فظـنّ شـراً وكـن منها عـلى وجـل غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت مسافــة الخلـف بين القـول والعمل وشان صدقك عـند الناس كـذبهم وهـل يطابــق معــوج بمعتــدل إن كان ينجـع شـيء في ثباتـهم على العهـود فسـبق السيـف للعـذل يا واردا سؤر عيـش كلّـه كـدر أنـفقت صفـوك فــي أيامـك الأول فيـم اقتحامـك لجّ البحـر تركبـه وأنـت يكفيـك منـه مصّـة الوشـل ملك القناعـة لا يخشى عليـه ولا يحتاج فيــه إلى الأنصـار والخـول ترجـو البقـاء بـدار لا ثبات لها فـهل سـمعت بــظل غـير مـتنقل ويا خبيراً على الأسـرار مـطّلعاً اصـمت ففي الصـمت منجاة من الزلل قـد رشحـوك لأمـر لو فطنت له فاربأ بنفسـك أن ترعـى مـع الهمـل
أهرع إلى القصائد وإلى مواجع السابقين أصبر بها نفسا جريحة وقلبا مضطهدا بشوقه وحنينه وأبني من ذاك النسيج خيمة صغيرة تحمي وجدانا خافقا بحب تونس كاد برد باريس يُجمده لولا صوت أمي الذي لا يزال يضخ فيه دماء جديدة.. دماء يسقيها ورد وشيح وصنوبر وعرعار بنقاء الوطن مُعطّر .. صوت أمي وصوت أبي في كل مكالمة هاتفية يهتف بي: ـ عُد إلينا يا ولدي.. عد إلينا يا ولدي فقد عاد بعض أصحابك فما جدوى العناد فنحن على شيخوختنا نحتاجك.. نحتاجك أكثر من ذي قبل.. لقد وهن العظم منا واشتعل الرأس شيبا.. عد يا ولدي.. هنا فقط وأمام هذا الطلب الذي يلح علي.. حيث منذ أن شب عودي ما رفضت طلبا لأبي أو أمي مهما كان كبيرا أم صغيرا.. وها أنا أمام إلحاحهما الشديد تجدني أتوكأ على عصا الصبر أهش بها على نبضات قلب أتعبته رحلة في الفراغ ولسان حالي ينشد مع علي الحصري في قصيدة خراب القيروان وهروبه إلى الأندلس هذه الأبيات حيث يقول:
في كل يوم مع الأحـباب لــــذات فليس في العيش مسرور إذا فاتوا موت الكرام حياة في مواطـنــهـم فإن هم اغتربوا ماتوا وما ماتـوا كنا وكان لنا في ما مـضى وطــن لكنها أسهم الدنيا مـصـيـبـات أكلما قلت في قرب الديار عــسـى بت علي بحكم البين هيـــهـات أم هل يصيف ويشتوا الوجد في كبدي وأهل ذاك الصفاء المحض أشتـات يا أهل ودي ما والله ما انتكــثـت عندي عهود ولا ضاعت مـودات يا أهل ودي هل في القرب من طمع فتشتفي بكـم تلـك الصـبابـات لئن بعدم وحال البحر دونــكـم لبين أرواحنا في النـوم زورات ماذا على الريح لو أهدت تجيتـنا إليكم مثلما تهدى التحــيــات أصبحت في غربة لولا مكاتمـتي بكتني الأرض فيها والسمـاوات كأنني لم أذق بالقيروان جـنـى ولم أقل ها لأحبابي ولا هاتــوا أمر بالبحر مرتاحا إلى بـلــد تموت نفسي وفيها منـه حاجات وأسأل السفن عن أخباره طمعـا وأنثني وبقلبي منه لـوعــات هل من رسالة حب أستعين بهـا على سقامي وقد تشفى الرسالات ألا سقى الله أرض القيروان حيا كأنه عبراتي المستهــــلات وكف عنها أكف المفسدين لهـا ولا عدتها من الخيرات عـادات فإنها لدة الجـنات تربـتــها مسكية وحصاها جوهريـــات
ولكن ها هو جبل الشعانبي ظل يرنو لي وهو يقول: ـ لا تعد إلا وأنت عزيز.. فأسرعت ألملم الكلمات لأطفئ لهيب جمر اشتعلت جذوته وأعجنها ترابا لأبني بها طريق إلى ذاك الوطن.. وأنا أردد: ـ عطش على كرامة خير من ارتواء تعقبه مهانة..
بسم الله الرحمان الرحيم
رسالة تذكير ومراجعة و مودة إلى أخي رضا التونسي
معذرة أخي و صديقي رضا التونسي مقالك أو قل رسالتك الرد على أحد الإخوة لم تجانب الصواب فقط… قرأت رسالتك فلم استطع أن اركب الاسم عليها لمعرفتي بك، لأن من يكتب رسالة كهذه يرسل في الحقيقة برسالة أخرى إلى القارئ مفادها انه لم يعرف حركة النهضة و لا الاتجاه الإسلامي و لم يعرف قيادتها و لا مضمون رسالتها سابقا ولا حاضرا ولا قادما. معك أخي الكريم مائة بالمائة أن النهضة ليست الإسلام و أن أفرادها ليسوا الصحابة الكرام و لم يقل احد بذلك، كما أن الخروج منها ليس كفرا و لا زندقة و لا نفاقا ، لا دينيا و لا سياسيا و لا غير ذلك و لا أدل على ذلك من حسن العلاقة و حميميتها ما بين أفرادها و غيرهم من أبناء الشعب التونسي بما فيهم المستقيلين عنها. إذا كان لا إكراه في الدين فكيف يكون هناك إكراه في السياسة أو في التنظيم. ومعك حق في ذلك أيضا. الاستقالة من النهضة عملية حرة كحرية صاحبها عندما اختار الانضمام إليها، و هي لا عورة و لا شرف و إنما اختيار واع و مسئول من عاقل متزن ، أما خياراتها فهي لا تلزم غير أفرادها الذين اختاروا طوعا العمل داخلها ووفق مبادئها و قوانينها، و أعيد، لا تلزم بحال من الأحوال غير أفرادها. أفرادها الذين استقالوا منها خلال مسيرتها من أيام النفير والجو رشي و حتى يوم الناس هذا لم تعترض النهضة على استقالة واحد منهم و لا اتهمته بشيء من الخروج أو الزندقة أو التولي يوم الزحف كما اخترت أنت العبارة، و إنما مدت لهم يد الأخوة بالتواصل و الحوار ما لم يشهد احدهم بزور أو بهتان، و لها هي أن تكيف ذلك وفق قوانينه و خياراتها. أما أفرادها المنضوون تحت لوائها و الذين صنفتهم أنت بمعلوماتك أنت و بمعرفتك أنت فلا يزالون قابضين على الجمر مختارين لا مضطرين. صنفتهم أربعة أصناف “فمنهم من لازال ربما يحاول الإصلاح من الدّاخل ومنهم من يخشى شماتة الأعداء ومنهم من يخشى أن يوصف بالخيانة أو ينعت كما نعت غيره سابقا بالمتساقط على طريق النضال” و هذا التصنيف يخفي إشكالا إسقاطيا فظيعا، ولك التفصيل: أما الإصلاح من الداخل فهو ديدن كل مخلص غيور يهمه نجاح هذه الحركة و مواصلة مشوارها الأمر الذي بالتأكيد لا يثلج صدرك. المصلح همه التقييم و التجاوز و هذا في حد ذاته اعتراف من كل مصلح بإنسانية ( ضد ملائكية) هذا العمل المبارك والذي يطرأ عليه النقص و الخطأ و الانحراف في طريقه فيرده الإنسان بحكمته إلى صوابه و مساره في كل مرة لا أن ينظر إليه من بعيد و يلعنه. ومن لم يكن ديدنه الإصلاح من الداخل فإما طوباوي لا يؤمن بإنسانية الحركة الاجتماعية و إما منافق متزلف مهلل مصفق مطبل دون نظر إلى عيب، لا يعترف للإنسان بمحدودية و لا للأفراد بخطإ. أما الأصناف الثلاثة الأخرى فلا حاجة لأي حركة إصلاحية بهم، إذ يزيدون العدد و يوغلون في الجسم إرجافا. فالحركة الاجتماعية الايجابية هي التي تكون واثقة من نفسها و من خياراتها وان هوجمت أو عذبت أو ليمت أو قيل فيها ما شاء لخصومها أن يقولوا. فلا الخائف من شماتة الأعداء و لا الذي يخشى أن يوصف بالخيانة و ينعت بالمتساقط يمكنه فعل شيء لقضية جردت للقضاء عليها سيوف و سلت للإيقاع بها أفكار و إيديولوجيات. أخي و صديقي، التعميم يعمي و الوصف بالهلاك يهلك، أما عن نفسي ابن هذه الحركة فلم أكن ، ولا من عرفتهم، كانوا يفكرون تفكيرا سلبيا؛ إذ كنا نقول” نعم” كما كنا نقول “لا” داخل الصف. و كلمة لا بحد ذاتها خيار و موقف و لم تكن تعني عندي و لا من عرفت توليا يوم الزحف . فهذا الداء يا أخي والذي أصابك زمنا من الدهر غير قصير كما اعترفت انت لم يصبني والحمد لله وأقول ذلك لأنك أدخلتني و كثير غيري في عبارة ”إن لم نكن كلنا”، أما عن التعافي فلا يهم متى المهم انك تعافيت و أما عن البقية والتي تأخرت عافيتها فبينك و بينهم الأيام و لا أظنها تطول و العبرة هنا بدوام المعروف بينك و بينهم لو أراد الله و تمسكوا بخياراتهم و لازموا حركتهم وواصلوا مسيرتهم. والإشكال الإسقاطي الذي عنيته آنفا هو إسقاط تجربتك الفردية على البقية من أبناء النهضة و هم بالآلاف. أنت وحدك تعلم لماذا كنت ممن إذا أُمر نفذ وإذا وجه توجه دون طرح السؤال أو تقييم الموقف، إذ طبيعة التزام الفرد و رؤته للاشياء تركيبته المهنية و التكوينية تقوده لسلوك سلوك يتماشى مع تلك الطبيعة و تلك الرؤية. وهذا خطأك لا خطأ قيادتك وتتحمل مسؤوليته لوحدك دون إسقاطه على غيرك إذ الإسقاط جعلتك توسم الجميع بذات السلوك الذي إلتزمته أنت. أما وجه الغرابة الشديد و الأمر المبهت الذي لا يمكن فهمه أن تنكر مسألة الخصومة مع السلطة و قد كنت بلسانك و سلوكك تعيد علينا عزم السلطة على القضاء على الدين و التدين في البلاد وظلمها للعباد و تعديها على الشعب و مقدساته و لسنوات عديدة كنت تردد ذلك. وأقول لك أخي، ان راجعت نفسك و غيرت رأيك فهذه الحكمة بعينها فالإنسان في تطور و تغير مستمرين ولا أستطيع ان أؤاخذك على ذلك و لكن بيننا المنطق و المعقول: بقطع النظر عن النوايا التي لا يعلمها إلا خالقها و الأفكار و الدوافع، لا ينكر عاقل خصومة السلطة مع مجتمعها بجميع فئاته، يمينا و يسارا، مجتمعا سياسيا و مجتمعا مدنيا، رجالا و نساء. فلم أجد من ينكر مثلا أن السلطة ذهبت بثروات البلاد و أن الأُسَرَ أصبحت هي المسيطرة و أن الرشوة باتت هي القاعدة وأن التحلل الأخلاقي سمة عامة وأن السجون ملآ بنشطاء المجتمع المدني و أن المحجبات يمنعن من الحياة كباقي البشر و أن المساجد تئن تحت وطأة سجانيها و بوابيها تعذيبا و تنكيلا و عزلا و مسّا بكرامة الإنسان وعرضه و أن النقابات تُبث فيها الفتن و أن الأحزاب يسارية كانت أو وطنية أو قومية، و لا أقول النهضة، تُستهدف و تُمنع من العمل كباقي الأحزاب في العالم الذي تأتمر بإمرته السلطات التونسية وأن الجمهورية أصبحت ملكية و أن الجيش و الشرطة والحرس الوطني و الأمن الوطني غُيّرت وظيفتهم ليكونوا مستخدمين لصالح التجمع الحاكم لا لصالح الشعب و أن التلفزيون تلفزيون الرئيس و أغلب الصحف و كل الإذاعات جوقة لصالح الرئيس و أن الأعمال السينمائية و التلفزيونية و المسرحية “الوطنية” في معظمها خادمة لذات التوجه و ذاهبة لنفس الهدف و أن جميع شرائح المجتمع إما متسلط و إما خائف من متسلط و إما متسَلَّط عليه و إما “عياش” راض بما يبعده عن وجع رأسه و إن كان دون مستوى الكرامة الإنسانية. و أما عن واجب النصيحة و كلمة الحق فإن كانت هادئة فهي خطر و إن كانت قوية فهي إرهاب و استهداف للمجتمع و خط احمر لا يجب الاقتراب منه. هذا و لا داعي للحديث عما يحدث لرجال و نساء النهضة فهو صادر عن المطلوب لأن بتعبيرك أنت النهضة ماتت و ستتصدى بالوسائل الحضارية لمن يريد أن يعيد فيها الحياة لأن بقاءها حية كما عبرت أنت كذلك مهلكة للإسلام في تونس. آخر مراجعة معك لبعض المبادئ أقول لك أخي الحبيب: أستغرب لمن عاش داخل الاتجاه الإسلامي ثم داخل النهضة و لم يدر أن مدار الشريعة الإسلامية و مدار تحقيق العدل هو حرية الإنسان في تفكيره و معتقده وتحمل مسؤوليته تبعا لذلك. تناقض عجيب أن نؤاخذ النهضة بطلبها السلطة ثم نقول إنها ارتدت عن مطالبتها بتطبيق الشريعة الإسلامية و رد الاعتبار للإسلام كدستور حياة، أعذرني لأنني أريد أن أراجع معك شيئا فاتك أيام التحصيل و كذلك أيام التجربة، و هو أن تطبيق الشريعة الإسلامية و إعادة الاعتبار للإسلام كدستور حياة يمر عبر الحرية و الكرامة فلا يمكن للعبد المُدَاسَة كرامته أن يرفع رأسه مطالبا بذلك أو أن يمكن من العمل على رد الاعتبار للإسلام كدستور حياة. تحرير العقل و القلب و السلوك من العبودية و الذل و المهانة هو الطريق الوحيدة لذلك. لذلك رسالتك لم تجانب الصواب فحسب بل خالفته و ناوأته و تخاصمت معه، الصواب في وادي و الرسالة في وادي آخر و ختاما أقول، على النهضة و السلطة و باقي مكونات المجتمع أن يعوا أن أقصر طريق و أسلمها و أحفظها لجهد الجميع و كرامتهم هو العمل سوية من أجل الإسلام و بلاد الإسلام من أجل تونس و أبناء تونس و نهضة تونس و رفعتها متصالحين مع تاريخنا و ثقافتنا و هويتنا بارّين بعقبة و ابن نصير و سُحنون القيروان و الثعالبي و غيرهم من الأبطال. وللجميع من الله السلام و الرحمة و البركة كمال العيفي – باريس
بسم الله الرحمان الرّحيم باريس في 30/11/2008
عبدالباقي فتحي:دعوة إلى الرّشد و المسؤوليّة لمن ينشر مقالات تمسّ كرامة الإنسان عيب!!!! عيب!!!! عيب!!!!
العيب على من كتب مقالا وضيعا بمثل المقال الذي كتبه ” عبدالباقي خليفة ” المختصّ مع مجموعة من الأفراد في النّيل من شرف كلّ من عاد أو كلّ من يفكّر في العودة . هذا المقال بعنوان ” حديث العودة إلى تونس ” بتاريخ 28 فيفري 2008 الذي (يدافع!!! ) فيه صاحبه عن حركة النّهضة، نشر في الصّفحة الأولى للموقع الرّسمي للحركة (نهضة أنفو) كما نشر أيضا في المواقع القريبة من الحركة مثل “الحوار. نت” و ” تونس اون لاين” …
http://www.alhiwar.net/pages/index.php?pagess=sec&id=12745 http://www.nahdha.info/arabe/News-file-article-sid-1157.html http://www.tunis-online.net/arabic/modules.php?name=News&file=article&sid=4551 اللوم!!! اللوم!!! اللوم!!! 1) لومي على من ينشر مقالا فيه آيات بها أخطاء دون أن يتثبّت من صحّتها مثل الآية 11 من سورة النور : ” … لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ، لكلامرئ منهم ما اكتسب من الاثم … ” و ليس ” لا تحسبوه شرا لكم بل خير لكم ، لكل منهم ما اكتسب من الاثم “. 2) لومي ليس على الكاتب أو على مقاله لأنه حقيقة مقال منحطّ بأسلوبه، لا يستحقّ الرّدّ، و لكنّ لومي على من نشر له، وخاصّة الموقع الرّسمي لحركة إسلاميّة «تدعو بالحكمة و الموعظة الحسنة وتجادل بالتي هي أحسن كلّ من خالفها الرّأي !!! مثل حركة النّهضة . أعلم جيّدا أنّ ما ينشر على صفحات موقع الحركة لا يلزمها ما عدا النصوص الممهورة بتوقيعها، ولكن إذا تضمّن المقال تجريحا واعتداء على كرامة الغير وينشر على الموقع يصبح ذلك تبنّيا له. 3) لومي أيضا على من سانده في بعض التّعليقات علي المقال مثل الإخوة الجلّيطي و العدّاسي …. (و على حد علمي هم أكبر من ذلك). وإذا كان صاحب المقال أو من نشر له يتصوّر أنه يدافع عن الحركة فالعكس هو الصّحيح، إنه يشوّهها و يحطّ من مستوى أفرادها، عندما يصف الإنسان بأوصاف قذرة مثل التي وصف به إخوان درب اختاروا طريقا آخر، و لم يخرجوا عن الملّة. 4) لومي أيضا، كيف يتجرّأ كاتب المقال أن يصف الإنسان الذي خلقه الله وكرّمه، بالنجاسة ولم يجد من يقل له معاذ الله و يستنكر عليه أكل لحم بشر لا يعرفهم بالباطل!!! هل يعرف السّيّد خليفة الذين استقالوا أو الذين عادوا شخصيّا حتى يسمح لنفسه بالاعتداء على كرامتهم؟ و ليس كل من عاد قد استقال وكل من استقال قد عاد.
ألا يلتمس لإخوانه عذرا ؟؟؟؟ من الذي كلّفه بالدّفاع عن حركة النّهضة بطريقة ممجوجة لا تليق بأبناء حركة مسئولة! تريد الإصلاح ! و المصالحة !!!؟ و هل الحركة ملك للبعض لهم فيها “أصل تجاري” يتصرّفون فيها حسب أمزجتهم و البقيّة الصّامتة ( وهي الأغلبيّة) هي الوقود، إذا ساندت فهي جيّدة وإذا عارضت أو أخذت مسافة واستحيت من نشر الغسيل، تصبح من “الأموات النضاليّين” و ” الأثقال على كاهل الحركة” و ” الأظافر الوسخة التي يجب قلمها” و “الأضراس المريضة التي يجب قلعها” و ” الأدران التي وجب التّطهّر منها بالغسل” و “العرق النتن الذي يخرج من مسامات الجسم”. إنها الطّامة الكبرى !!!! إذا نزل مستوى بعض الأفراد في حركة النّهضة إلى هذا المستوى دون أن يجدوا من ينصحهم بالإقلاع عن هذا الأسلوب السّخيف في التعامل مع المخالف، فهم بذلك يعملون بعكس التوجهات و الأهداف المعلنة للحركة.
لماذا الّلوم إذا على الصحافة الصّفراء التي تهتك الأعراض بالباطل؟ أليس هذا هو نفس الصّنيع؟ في الأخير، ألم يخلق الله النّاس أحرارا؟ من أراد أن ينشط في النهضة أو غيرها (ربّي يعاونو) ومن أراد أن يطلّق السّياسة (ربّي يواجهو خير)، المهمّ أن يلق الله وهو راض عنه يوم القيامة. إنها صيحة غاضبة، أرسلها إلى من يهمّه الأمر، وهي أيضا نصيحة أسوقها للجميع بهدف السمّو بالخطاب والابتعاد عن التجريح حتى مع الخصوم السّياسيّين و أساسا السّلطة ورموزها، لأن المصالحة ( مع السّلطة ورموزها) لا تأتي هكذا بين عشيّة و ضحاها أو على طبق ينزل من السّماء، إنما تأتي بعد مرحلة، يبنى فيها مناخ من الثّقة، فالكلمة الطّيّبة والصّبر على الأذى (رغم الآلام و المنغّصات والتجاوزات) يساعدان على غلق أبواب الشّرّ وفتح أبواب الخير، ذلك هو إحساس كلّ إنسان استشعر المسؤولية بعد الكارثة التي حصلت ( الله يسامح من كان فيها سبب).
باريس في 30/11/2008
(المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 1 ديسمبر 2008)
محمد شمام في حديث مع الشيخ الحبيب اللوز(4) هل مشروع “فك الارتباط” مدخل لكل الخيارات والأطراف والأفراد؟
تقديم: أكد الشيخ الحبيب اللوز – في لقائنا الأول معه (يوم26 نوفمبر) – على أن الذي يطرحه ليس خطة لحركة النهضة بل هي رؤية بسعة البلد كله، وحركة النهضة معنية به وكل الأطراف الأخرى بما في ذلك السلطة وكل التونسيين. وهي لفائدة تونس وفائدة البلد ، وربما تناسب الجميع ويتوافقون عليه. وقال: هي رؤية جديدة من مرتكزاتها الأساسية فكرة “فك الارتباط بين النشاط الديني الدعوي وبين العمل السياسي الحزبي” ، لا تتطرق إلى المطالبة بحق العودة للنهضة ، كما ليست هي ورقة ضغط على النظام ، لأن كل هذا ليس من مواضيعها ولا من أهدافها . وأضاف: ليست الدعوة إلى التجذر في ديننا الذي تضمنته الرؤية تطرفا . وما كنا يوما متطرفين حتى نكون الآن معتدلين ، ولكن ككل إنسان قد يتطور وقد تأتيه أفكار جديدة تتبلور مع الزمن والظروف. ثم قال : وقد أبلغتها إلى قيادة حركة النهضة بالخارج، والعديد من الأفراد في الداخل. والأصداء الأولية هي في الغالب بين الحماس لها والاهتمام بها. وأنه كان في برنامجي أن أطرح هذا المشروع في هدوء من غير تعجل، ولكن بعد هذا الحدث أصبحت أفكر في المبادرة بنشرها للعموم على التونسيين. وأما في لقائي الثاني معه فقد طرح أن يخرج النص على حقيقته ، وأن يفهمه الناس .. ونصح إخوانه أن ينشروه ويوضحوه للجميع ؛ وفي لقائي الثالث معه ، ذكر الشيخ الحبيب أن جميع المتصلين به يسألون عن “فك الارتباط”، يحاولون فهمه. ووفاءا بما وعدنا به القراء الأعزاء نواصل – في هذه الحلقة – في إيراد بعض حواره مع هؤلاء . إنها مواصلة لحديثي مع الشيخ الحبيب بالقدر الذي يسعه الهاتف ، وتسمح به صحته وقدرته على التركيز واستجماع الأفكار في الوضع الذي هو فيه . وفي الحقيقة فقد كان محرجا اضطراره إلى بذل جهد في الحال الذي هو فيه ، الأمر الذي كان يدعوني إلى مشاركته في التعبير عما يبحث ، وشجعني على ذلك ارتياحه وسروره به . ولا يمكننا المرور إلى ذلك قبل التوقف على حاله وصحته وهو في يومه الرابع من إضراب الجوع (يوم30 نوفمبر). الشيخ الحبيب اللوز في يومه الرابع من إضراب الجوع (يوم30 نوفمبر): شمام : السلام عليكم ورحمة الله الشيخ الحبيب اللوز: وعليكم السلام ورحمة الله شمام : كيف حالك اليوم ؟ الشيخ الحبيب اللوز: ربي يثبت…اليوم هو رابع يوم من الإضراب ، يبدأ التعب …. شمام : لاحول ولا قوة إلا بالله… الشيخ الحبيب اللوز: أليس هو الخامس؟ اليوم هو الرابع ، أنا بدأت يوم الخميس. شمام : هل من جديد عندك؟ هل تريد أن تبلغ شيئا ؟ الشيخ الحبيب اللوز: زارني جماعة اتحاد الشغل الجهوي بـ”صفاقس”(المدينة الثانية بعد العاصمة التونسية حيث يقيم الشيخ الحبيب)، وجمعية “حرية وانصاف” ممثلة في الأستاذ محمد النوري، والجمعية الدولية لمساندة المساجين ممثلة في الأستاذ عبد الوهاب معطر….وطرحوا عليّ أن يكون اضراب احتجاجي . وقال محمد النوري يمكن أن تعيده مرة أخرى . قلت لهم : لازلت أفكر قالوا : هذا رأينا وانت “دبّر راسك”. قال الأستاذ محمد النوري : ممكن قناة الجزيرة وقناة الحوار “يتصلوا بيك”. شمام : صوتك واضح عليه التعب الشيخ الحبيب اللوز: نعم هذا صحيح “ثَمّ شوية قلق” ، ولكن ما “ثماش” (أي ليس هناك) حاجة خطيرة ….مع اليوم الرابع يبدأ التعب… شمام : هل اتصل بك أحد من الخارج؟ الشيخ الحبيب اللوز: هناك من اتصل بي من الإخوان مثل عبد الحميد العداسي ، وسألني عن “فك الارتباط”، وأراد أن يحصل على نسخة منه.. الشيخ الحبيب اللوز يتحدث عن التحقيق مع عبد الله الزواري ثم واصل فقال: هل سمعت أن عبد الله الزواري اليوم أخذوه… شمام : نعم أخذوه من الثامنة صباحا.. الشيخ الحبيب اللوز: نعم فقد أطلقوا سراحه..ولكن لماذا أخذوه؟ شمام : يقول الخبر ، أفادنا عبد الله الزواري بأنه دار حول إتصاله عبر الإنترنت برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وقيادات أخرى في المهجر ، حول قضايا تهم البلاد . الشيخ الحبيب اللوز: ايهْ عادْ اشْبيهْ؟ …. هذه أشياء مفتعلة … ما الجديد في الاتصال بالقيادات بالخارج ليس هناك جديد هذه أشياء مفتعلة… إن إطلاق سراح كافة مساجين حركة النهضة قد يوحي للناس أنه لم يعد هناك مشكل معنا. وبمثل هذه الأساليب يريدون تذكيرهم وإبقاء الشعور عندهم أننا ما زالنا “نخوفوا” . بماذا يشغل الشيخ الحبيب اللوز المضرب نفسه: شمام : بماذا تشغل نفسك؟ الشيخ الحبيب اللوز: صعب أن أنشغل الآن بخدمة أي شيء مع تشتت التركيز، لكن أحاول أن أفعل شيئا….أحاول حشوية تأملات.. شمام : التفكير “الغارق” يستنفذ طاقة كبيرة. الشيخ الحبيب اللوز: نعم ، أقرأ ما تيسر من القرآن… شمام : قد يضطر المرء أن يقتصد فلا يشغل نفسه إلا بذكر الله. الشيخ الحبيب اللوز: نعم ، أحاول قراءة سورة والتأمل فيها مثلا…وتأمل براحة وأنا متكئ على السرير. شمام : ماذا تقصد بالتأمل؟ اذكر لنا ما فعلته اليوم مثلا…. الشيخ الحبيب اللوز: مثلا اليوم استمعت في التلفزة إلى تلاوة سورة النساء ، فأخذت أتأمل فيها محاولا تذكّر موضوعها . وهذا أمر قمت به سابقا في بحثي. هذه سورة نزلت بعد غزوة الأحزاب التي أعلن فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على تحول مسيرة الإسلام وقتها إلى مرحلة جديدة ، فقال: ”الآن نغزوهم ولايغزونا”. إن غزوة الأحزاب قد جمع فيها المحاربون للإسلام وقتها أقصى ما يمكن أن يجمعوه ويحزّبوه فلم يرجعو ا بشيء، ولم يعد عندهم شيء يحاولونه، ومن هنا فصاعدا فسيتحول وينعكس الاتجاه…. واسترسل الشيخ الحبيب في حديثه عن سورة النساء ، إلا أننا سوف لن ندخل مثل هذه العوالم القر آنية الآن – وقد ييسر الله لنا تناولها في المستقبل – لنواصل تناول حديثنا مع الشيخ الحبيب اللوز في خصوص مشروع “فك الارتباط” ، وأحاديثه فيه مع المتصلين به. هل مشروع “فك الارتباط” فيه التقييم الذي يقتضيه أي طرح جديد ؟ يقول الشيخ الحبيب: اتصل بي أحد الإخوة، ودار بيني وبينه الحديث حتى قال(الأخ) : إن وضعنا يحتاج إلى تقييم عام قبل طرح الجديد والمشاريع والرؤى. قلت(الشيخ الحبيب) : نظريا يمكن أن يكون صحيحا ، لكن الواقع أعقد من ذلك . ما رأيك، إنك تعيش التقييم منذ سنوات ورغم ذلك لم يثمر !! قال: نعم لم يثمر. قلت : لو طُرحتْ ورقات منطلقة من أن الوضع الذي تعيشه الحركة ويعيشه البلد غير سوي ، فقد تكون مدخلا من المداخل.. قال : هذا صحيح. قلت له : إن الورقة التي طرحتُها تتضمن تقييما على الأقل من زاوية تغول الجانب السياسي ومفهوم العمل السياسي وسيطرته، وتنقد حتى قيادات ولا تبرئ أحدا . وسترى أن الغالب – في الحقيقة – على النص هو التقييم وإعادة النظر ، إذ لا يعقل أن يقدم كيان على تقسيم نفسه بسهولة هكذا……….. وبالتالي فالمشروع هو تلويح بنهايات لمقدمات ، والمقدمات ترتكز على تقييم ، وبالتالي فهو يصب ويضغط في هذا الاتجاه . فقط لا يفهمه من يريد طرحه طرحا أمنيا أو ينظر إليه بنظرة ضيقة للأشياء ، لكن الذي ينظر إليه نظرة عامة ، حتى الأحزاب المعارضة يمكن أن ترى أن فيه تقييمات ومراجعات ووقوف ونظر ، ووقوف في مفترق طرق. ما هو المفترق الذي يرى نفسه فيه فيراجع ويقيم ، وكل إنسان يحاسب نفسه ، ويحاسب من تحمل مسؤولية وأمانة . وليس هذا بعيدا عما تقول… ثم يعلق(الشيخ الحبيب) فيقول: ونوعا ما تفهم الأخ . ثم يضيف (الشيخ الحبيب) متوجها لي بالخطاب ، رابطا بكلام سبق أن ذكرته في حلقة سابقة : والأمر هو كما ذكرتَ أنت ، كل واحد من أين ينظر إليه، كل واحد عنده زاوية نظر وعنده قضية تلح عليه ينظر من خلالها إليه. وهو مشروع إن شاء الله عنده قابلية أن يكون مدخلا لكل واحد. شمام : بالضبط أحسنت. مشروع هو مدخل لكل واحد ولكل خيار. وسنواصل مثل هذا الحديث في مشروع “فك الارتباط” في الحلقات القادمة بإذن الله. وكان الله في حفظ الشيخ الحبيب اللوز وعونه وتوفيقه ، فالرجاء المساندة بالدعاء والاتصال والإعلام. للإتصال بالشيخ الحبيب اللوز: 0021624151015 (المصدر: موقع “السبيل أونلاين.نت” بتاريخ 1 ديسمبر 2008)
مجلس النواب التونسي يدين التدخل الفرنسي في شؤون البلاد الداخلية
تونس – محمد الحمروني شنّ مجلس النواب التونسي هجوما عنيفا على الوفد الفرنسي الذي يزور تونس هذه الأيام للاطلاع ومؤازرة أهالي الحوض المنجمي بقفصة 500 كلم جنوب العاصمة في احتجاجاتهم الاجتماعية. ووصف نواب المجلس لدى مناقشتهم لمشروع ميزانية الدولة للسّنة الحالية وجود الوفد الفرنسي في تونس بـ «التدخل السافر من قبل أطراف أجنبية في شؤون البلاد الداخلية». وشددوا على أن «تونس بلد ذو سيادة ولا يتلقى دروسا من أحد ولا يرضى لنفسه سوى الخيارات الوطنية الخالصة». وأكدوا على أن تونس التي تؤمن بالديمقراطية وبالقيم الكونية لحقوق الإنسان تدرك أيضا أنه «لا وجود لنموذج ديمقراطي جاهز يكون صالحا لكل الشعوب بل هنالك اجتهادات تنبع من خصوصيات الشعوب تؤدّي بالضرورة إلى اختلاف أنظمة الحكم تبعا لاختلاف التجارب والخلفيات الاجتماعية والتاريخية». ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن أحد المتدخلين في المجلس قوله «إن الشعب التونسي الذي لا يناصب أحدا العداء، ويرفض الضغوط الخارجية لاسيّما من بعض الأطراف الأجنبية فاقدة المصداقية لأنها تستعمل شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان كمجرد وسيلة لابتزاز الأنظمة والشعوب في آن واحد». وجاء ذلك على خلفية الزيارة التي يقوم بها وفد من رؤساء الأحزاب والجمعيات الفرنسية إلى تونس تتقدمهم ماري جورج بيفات السكرتيرة الأولى للحزب الشيوعي الفرنسي «للاطلاع عن كثب عن تطورات الأوضاع في مناطق الحوض المنجمي وللتعبير عن تضامنه ومساندته للأهالي هناك. وفي هذا الإطار علمت «العرب» أن أعضاءً من الوفد الفرنسي تمكنوا من زيارة بيت السجين عدنان الحاجّي، أبرز قيادات الحركة الاحتجاجية بقفصة، والتقوا بعدد من أفراد عائلته خاصة زوجته وعبروا لها عن مساندتهم الكاملة لها في «محنتها». وقال الكاتب والإعلامي التونسي برهان بسيّس في تصريحات صحافية إن ما أتاه الوفد الفرنسي غير مستغرب ممن وصفهم بـ «ورثة العقلية الاستعمارية التي لم تتخلص بعد من عقد الاستعلاء». وأوضح أنه «يعتقد أنّ تونس بمكاسبها الاجتماعية والاقتصادية المشهود لها عالميا من طرف جهات ذات مصداقية ليست في حاجة لتقييمات هؤلاء»، مضيفا أنه «كان الأولى بهم الانكباب على معالجة أسباب أزمتهم الداخلية قبل أن يحشروا أنفسهم في قضايا لا علاقة لهم بها». المعارضة التونسية وعلى لسان عدد من رموزها ردت على هذه الاتهامات بالتأكيد على أن مسألة العلاقات الخارجية ليست حكرا على السلطة وأن أحزاب المعارضة في العالم كله تقيم علاقات فيما بينها وتتعاون في إطار من الندية والاستقلالية. وفي تصريح لـ «العرب» قال المنجي اللوز الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض إن «الحكم في تونس هو الذي يستقوي بالخارج على الشعب، وهو الذي يقايض من أجل الحصول على اعتراف من جهات دولية كثيرة بمكاسب لا وجود لها في الواقع، وهو الذي يعقد صفقات اقتصادية بمليارات الدينارات حتى تغض الأوساط الدولية الطرف عن سجله في مجال حقوق الإنسان». (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 ديسمبر 2008)
الصباح الأسبوعي: عندمـا يتباهى نواب الشعب بإلغاء الأداء على إقامـة
السيّـاح الأجـانب ويقبلون أن يسدّد التونسي 60 دينارا عندما يغادر البلاد
حافظ في كل مرة تحاول فيها الجهات الرسمية إعطاء دفع جديد لقطاع السياحة إلاّ وتنجح قوى الجذب الى الوراء في التقهقر بالقطاع خطوات وخطوات عكس ركب التقدّم. هذا الانطباع استخلصته عندما علمت أن بعض الفاعلين داخل وخارج قبة البرلمان نجحوا في جعل الحكومة تتراجع في تعديل بعض أحكام قانون المالية التي كانت ترمي للترفيع في المعلوم الموظف على مستغلي المؤسسات السياحية والمطاعم المصنفة من 0,5 الى 1% والترفيع في مبلغ المعلوم الموظف على كل مقعد بوسائل النقل السياحي وإحداث معلوم موظف على الاقامة بمؤسسة سياحية. وقد كان الغرض من إحداث معلوم عن الاقامة والترفيع في الاداءين ـ علما وان الاداء الاول كان بنفس النسبة ثم خفّض فيه ـ دعم الصندوق المخصص لتنمية القدرة التنافسية للقطاع السياحي والذي كان دوما محل شكوى أصحاب الفنادق مدّعين بأن الدولة لا تنفق في الترويج للوجهة التونسية كما ينفق المنافسون الاجانب. وتعللّ من قادوا جبهة الرفض بأن الظرف غير ملائم وان إحداث معلوم ـ كان مبرمجا ليكون في حدود دينار واحد في الليلة الواحدة ـ سيثقل كاهل السائح.. علما وان إقامة السائح لاتتجاوز في معدّلها الاقصى أسبوعا فهل سيثقل كاهله دفع 3 أورو إضافية.. وماذا تمثل مقابل الستين دينارا التي يدفعها التونسي عندما يغادر تراب الوطن.. كم ستمثل 3 أوروات ومعدّل شراء الاقامة في حدود الـ 300 أورو؟ والغريب في كل ذلك ان نواب الشعب ـ الذّين لا ندري ان كانوا يمثلون الشعب التونسي أم الفرنسي أو الإيطالي استماتوا في الدفاع عن السائح ولم يحرّكوا ساكنا لما يدفعه من انتخبهم بل بالعكس عبّروا عن سرورهم لأنهم عدّلوا في قانون المالية أما أصحاب الفنادق الذّين باعوا «تونس» بأبخس الأثمان وجعلوها وجهة من لا وجهة له وجعلوا هذا الوطن «فضيحة» على الشبكة العنكبوتية بما يقدّمه البعض من خدمات رديئة ومآكل ممزوجة بالسلامونيل.. فهم يفضلون جعل مصيرهم دون نقاش بين أيدي متعهدي الرحلات الاجانب الذين يمنحونهم النزر القليل من المال ويجنون من ورائهم الأرباح الطائلة ويرفضون ان يساهموا عبر حرفائهم في تحسين قدرات السياحة الوطنية التنافسية.. تلك هي حال سياحتنا ولن يصلح الله ما بقوم حتى يصلحوا ما بأنفسهم. (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 1 ديسمبر 2008)
عائدات السياحة التونسية تنمو 10 بالمئة في 10 أشهر
تونس 2 ديسمبر كانون الأول/رويترز/ أظهرت أرقام رسمية اليوم الثلاثاء أن عائدات صناعة السياحة في تونس نمت بنسبة 10 بالمائة إلى 90ر2 مليار دينار /1ر2 مليار دولار/ خلال العشرة الأشهر حتى نهاية أكتوبر تشرين الأول. وجاءت هذه الزيادة لتؤكد توقعات الحكومة بانتعاش القطاع رغم ركود الاقتصاد العالمي. وبلغت عائدات القطاع السياحي خلال نفس الفترة من العام الماضي نحو 63ر2 مليار دينار. وارتفع عدد السياح الذين زاروا تونس بنسبة 4ر3 بالمائة إلى 8ر6 مليون سائح. وتوقع مسؤولون حكوميون أن ترتفع عائدات السياحة حتى نهاية العام الحالي بنسبة ثمانية بالمائة مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت عائداته ثلاثة مليارات دينار. والسياحة هي المصدر الأول للعملة الأجنبية في تونس. المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 02 ديسمبر 2008
ملتقى استشاري للشبكة العالمية للتطعيم في تونس
تونس في 02 ديسمبر /قنا/ بدأت في تونس اليوم أعمال الملتقى الاستشاري للشبكة العالمية لأدوات الإسناد والجانب اللوجستي للبرامج الوطنية للتطعيم بمشاركة مديري البرامج الوطنية للتطعيم من 12 بلدا عربيا واجنبيا وكذلك ممثلين عن منظمة الصحة العالمية وصندوق الامم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” والتحالف العالمي المساند لأنشطة التطعيم. ويهدف المتلقي الذي تتواصل أعماله على مدى ثلاثة أيام إلى تنسيق جهود الهيئات المعنية بتنفيذ خطط التطعيم عبر استعراض المستجدات التقنية وتحديد سياسات مرجعية بشان طرق خزن ونقل وحقن التطعيم وإدخال التطعيمات الجديدة فى برامج البلدان النامية. واكد السيد منذر الزنايدى وزير الصحة التونسي في كلمة افتتح بها أعمال الملتقى حرص بلاده على تعزيز جودة خدمات التطعيم بالعمل على استكمال خطة التجديد التدريجي لسلسلة التبريد المعتمدة لحفظ اللقاحات على مستوى المخازن المحلية والجهوية ومراكز الصحة الأساسية، مشيرا إلى التقدم الهام الذي حققته بلاده في مجال تصنيع اللقاحات والأمصال. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 02 ديسمبر 2008)
ندوة حول واقع وافاق الهجرة العربية الى اوروبا
تونس في 02 ديسمبر /قنا/ تعقد في تونس في السابع عشر من ديسمبر الحالي ندوة حول واقع وآفاق الهجرة العربية إلى أوروبا بمشاركة عدد من الخبراء والمسؤولين من كل من تونس والجزائر وألمانيا وفرنسا. ويناقش المشاركون في هذه الندوة السنوية التي ينظمها على مدى يوم واحد مركز جامعة الدول العربية في تونس موضوعات تتعلق بالاندماج ودور النخب والمرأة العربية المهاجرة والمهاجرون العرب والحياة السياسية في أوروبا والسياسة الأوروبية الموحدة في مجال الهجرة. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 02 ديسمبر 2008)
حب كرة القدم فى تونس يصل حد الهوس
تونس-العرب – اسمهان العبيدي: الهوس بكرة القدم بلغ حدا لم يصل اليه فى أى وقت مضى فى تونس فأصبح الانتماء الى الاندية بالوراثة ويسعى الاب جاهدا الى زرع حب ناديه فى قلب ابنه باصطحابه الى الملاعب فى سنواته الاولى من عمره الا أن الظاهرة التى اكتسحت اليوم الشارع الرياضى فى تونس تعدت هذا الحد لتصل الى درجة يمتنع فيها المشجع عن اقتناء اشيائه الخاصة من بائع أو صاحب مؤسسة يشجع غريم فريقه، وتصل هذه الظاهرة الى حد يمتنع فيه الرجل عن شراء مواد غذائية ويبحث عنها فى مكان آخر. وهو ما يثير استغراب أى انسان متزن يضع الاشياء فى موضعها. “العرب اونلاين” تطرقت الى هذه الظاهرة الغريبة على المجتمع التونسى من خلال الحديث الى عيينات من الجمهورالرياضى وعادت بالروبرتاج التالي: لابد فى البداية من التأكيد على أن هذه الظاهرة تشمل عددا قليلا من المشجعين المهووسين ولا تطال كل متتبعى الرياضة فى تونس. *انتصار الافريقى ينعش الاقتصاد البداية كانت مع المحب وليد الماى من مشجعيى النادى الافريقى الذى قال أعشق الافريقى الى حد لا يوصف ولكننى لا أرى اننى متعصب، صحيح اننى لا أقصد مطعما أو محلا تجاريا علق صاحبه صورة “غريمنا الترجي” وأفضل الذهاب الى محل محايد والأولوية لمشجع فريقى مهما كانت المسافات، وينتابنى شعور خاص عندما أرى زى النادى الافريقى ومن يرتديه أشعر بعاطفة نحوه حتى وان كنت لم أره من قبل، فى الملعب مثلا لا أتوانى فى تقديم الدعم المادى لأى مشجع ينقصه مبلغ لإقتناء التذكرة لأننى أعلم ان المال عائد فى النهاية الى فريقي. النادى الافريقى حسب رأيى ظاهرة خاصة وفوزه ينعش اقتصاد البلاد كل شيء يباع ويتهافت عليه المشترون وتتحرك الأمور نحو الافضل.أما عندما ينهزم الافريقى أدخل فى حالة حزن وأغلق هاتفى واخلد الى النوم واحرص على عدم الإختلاط بأى كان. *قلبى يشكو من العاطفة المتدفقة للافريقي! احمد ابراهيم العميدى حالة خاصة فى حب النادى الافريقى يتحدث عنه بعاطفة قل ان تجد مثلها يعتز حتى النخاع بالانتماء الى هذا النادى “يتنفس حب الافريقي” ويراه الاهم فى حياته على الاطلاق ويزداد حبه له بازدياد ايام عمره حتى انه يخاف ان لاتجد العاطفة المتدفقة للافريقى مكانا فى قلبه او تفجره، قال فى كلمات مختصرة: حبى للافريقى حب جنونى لا اسمح لاى شيء مهما كان ان يحرمنى حبه فى هذه الحياة احب الله ثم والدى ثم النادى الافريقى واكره ثلاثة الصيف والكسكسى والترجى ولا اظن انه سياتى اليوم الذى اغير رايى بشأنهم. عشقى لفريقى جعلنى رغم غربتى مواكبا للكل الاحداث التى يمر بها احرص سنويا على اقتناء اشتراك وادعمه ماديا، كل من يشجع الافريقى اراه بمثابة اخى فنحن اشقاء فى حب نفس النادي. وأضاف احمد فقال لا يمكننى أن أصف شعورى عندما ينهزم الافريقي، وأود أن أراه على شاشة التلفاز فى كل وقت حتى فى التمارين، أتمنى لو يشارك فى كل المنافسات رابطة الابطال، كأس الاتحاد، دورى أبطال العرب دفعة واحدة لأنتعش برؤيته. وأضاف:أحمد الله أن علم تونس أحمر وأبيض مثل لون الافريقي. وفى اجابة عن الاهم علم تونس أو الافريقى قال أحمد: ذقت طعم الغربة واعرف ماذا يعنى الوطن لذلك اقول علم تونس لا شيء يعلو عليه. وأضاف كل شيء يدفعك لحب هذا اللون المميز كيف لا وقد خلق الله دماءنا بنفس هذا اللون. * للترجى نفس مكانة والداي فريد الرياحى مسكون هو الآخر بحب فريقه ويرى فى الترجى الرياضى أمله فى الحياة ودافعه نحو التألق والنجاح يشخص حبه لفريقه فيقول أحب الترجى بكيفية تعجز الكلمات فيها عن ابلاغ احساسى الترجى أحبها كما أحب أمي، لابد أن أقول لك اننى كنت لاعب كرة قدم بفريق صغيروكانت أقصى امنياتى أن العب للترجى وارتدى زيه حتى ولو قليلا الا أن الظروف لم تتح لى هذه الفرصة، أقف مع الترجى فى كل الحالات حتى عندما يعاقب الفريق باللعب دون حضور جمهور اقتطع تذكرة لدعمه، وينتابنى شعور سيء عند الهزيمة الى درجة امتنع فيها عن مخاطبة الآخرين، بالنسبة للتسوق أدخل كل المحلات ولا يهمنى وجود صورة لفريق آخر غير الترجى ولكننى استشيط غضبا اذا سمعت احدا يتكلم عليه بالسوء او يسخر من آدائه وقد ادخل معه فى شجار يصل الى تبادل العنف، كل هذا فى سبيل الترجى وأكون سعيدا بذلك. اعشق الترجى منذ كان عمرى 7 سنوات وكل يوم يزداد حبى له بكيفية غريبة جعلتنى اكسر الاسبوع الفارط المصباح الكهربائى فرحا بعد أن ترشح الى الدور الموالى من مسابقة دورى أبطال العرب. *لا أزج بالترجى فى حياتى الخاصة رضا بوسيف كان أكثر المشجعين اتزانا عبر عن ولائه الى فريقه دون أن يؤثر ذلك على علاقاته أو أحاسيسه قال: أنا لاعب سابق مارست كرة القدم وأعرف ما تعنيه للاعب وللمشجع، احرص اليوم كنوع من الالتزام تجاه فريقى الترجى الرياضى الى اقتطاع اشتراك سنوى لى ولطفلى الذى لم يتجاوز عامه الثاني. وفى سؤال حول عدم ترك الاولوية لإبنه لاختيار فريقه المفضل بفرضه عليه منذ الصغر، قال نعم أنا اوجه ابنى نحو الفريق الذى أحبه أولا لأن الترجى فريق كبير يقف ورائه رجال أقوياء واصحاب نفوذ، وثانيا إن لم يحبه طوعا سأفرضه عليه غصبا. ويقول رضا أن حبه للترجى لايدفعه الى ارتكاب اخطاء فى علاقته الخاصة باسرته ويفصل بين حياته الخاصة وانتمائه ويرفض ايضا أن يمتنع على اقناء مستلزماته من مكان معين بسبب تشجيع صاحبه لفريق آخر لأن ذلك يدخل فى باب قطع الأرزاق وهو يرفض ذلك رفضا قطعيا. وإن كانت هذه الحالات التى استعرضناها لا تشمل ما يقع حقيقة فى صفوف المشجعين المتعصبين الذين وصلت الحالة بأحدهم الى تعنيف زوجاته وطردها من البيت فى احدى المحافظات، ورجل رهن ختان طفله بانتصار الافريقى على الترجي، وآخر زين منصة العروس بعلم الترجي، ومحب آخر موكب دفن والدته بعد لقاء الافريقى بأحد الفرق، وتلميذ يرفض اجراء امتحان مادة التقنية بسبب خسارة الافريقى لكأس تونس،ومحب للملعب التونسى يقطع سيرا على الاقدام مسافة قاربت على 100كلم ليحضر مباراة فريقه، محب آخر للنجم الساحلى يوزع آلاف الدينارات بعد الحصول على كأس رابطة الابطال، محب لفريق حمام الانف توفى بعد هزيمة فريقه،واعلاميون يصومون نذرا بعد فوز الافريقى ببطولة تونس الموسم الماضي.. فهل تعلم الفرق بهذا الكم الهائل من الحب تجاهها وبهذه التضحيات الجسام من حيث المال والصحة والوضع داخل المجتمع وكيف تجزى محبيها المهووسين؟ (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 02 ديسمبر 2008)
في منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2): ورقات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس
تونس ـ الصباح: نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها المؤرخ عبد الجليل التميمي أمس منتدى الذاكرة الوطنية لمواصلة الحديث عن تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس واستضافت هذه المرة السادة المكي الفيتوري ومحمود مفتاح ومصطفى منيف قدماء الاتحاد وذلك بعد أن تطرق السيدان الحبيب الشغال والفاضل الحميدي في منتدى الاسبوع الماضي لتداعيات مؤتمر قربة ونتائج مؤتمري المنستير 1975 وبنزرت 1977. ونظرا لاهمية الشهادات التاريخية التي أدلى بها قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس على هذا المنبر نوافيكم بملخص يتضمن جوابا عن سؤال طرحه المؤرخون في هذه المنتديات وهو هل كان الاتحاد العام لطلبة تونس بالفعل مستقلا عن السلطة وعن الحزب الحاكم؟ وتقرؤون في هذا العدد شهادة السيد المكي الفيتوري ونوافيكم في عدد يوم الثلاثاء بشهادتي محمود مفتاح ومصطفى المنيف: استقلالية الاتحاد قال السيد مكي الفيتوري إنه واكب مؤتمرات الاتحاد العام لطلبة تونس سواء المنتظمة في المهدية أو منزل تميم أو قربة أو المنستير وقد أكدت كل هذه المؤتمرات في لوائحها على ضرورة استقلالية قرار الاتحاد وكان الهاجس لدى الطلبة أو لدى المسؤولين في الاتحاد هو أن يكون الاتحاد مستقلا.. ولم يكن مؤتمر المهدية على حد تعبيره أكثر شرعية من مؤتمر قربة رغم أن 40 بالمائة لم يشاركوا في الانتخابات وبين أن هناك من المسؤولين الحكوميين من أراد وضع اليد على المجموعة الفاعلة في المؤتمر وذكر أن كل ما قيل حول هذه المسألة صحيحا. وأوضح أن مسؤولية دخول الاتحاد تعد مسؤولية دقيقة تتطلب تكوينا سياسيا في الهياكل القاعدية والعليا.. فالكاتب العام أو رئيس الاتحاد يجب أن يكون قادرا على الدفاع على الطلبة وعلى مطالبهم وعليه التوفيق بين تلك الطلبات وبين استعدادات السلطة لتلبيتها فكثيرا ما تكون الطلبات أكثر من العروض.. كما يجب عليهما أن يحظيا بمساندة من القاعدة ليكونا مستقلين في تصرفاتهما وقراراتهما. وبالنسبة لمؤتمر المنستير المنتظم عام 1975 فيعد حسب قولة محاولة لارجاع الامور إلى نصابها وهي مسؤولية ليست بالسهلة نظرا لاختلاف الوضع مقارنة بالسنوات الماضية خاصة من حيث تغير اهتمام الطلبة فقد أصبحوا يولون انشغالا أكبر للمشاكل العالمية.. وذكر أنه لم تكن لديه نية للترشح لمنصب قيادي في الاتحاد نظرا لانه كان يدرس في بلجيكا.. ولكن قبل عودته إلى تونس بشهر لمح له الحبيب الشغال الذي شارك في ندوة نظمها الاتحاد العام للطلبة بفنلندا ومر على بروكسال ولمح له أن هناك نية لاختيار مصطفى منيف على رأس الاتحاد وهو يرغب منه في مساعدة منيف لكي يكون رئيسا للاتحاد.. وذكر أنه لما عاد إلى تونس حضر المؤتمر وقد أشرف عليه المرحوم الهادي نويرة الذي عبر عن دعمه للطلبة ولكن في الاثناء وبعد يومين تراجع مصطفى منيف عن الترشح لانه علم أن هناك العديد من الطلبة يرغبون أن يترشح هو أي المكي الفيتوري واتصال به المنيف وأخبره أنه سينسحب ودعاه للترشح فكان الامر كذلك وترأس الاتحاد وكان الصادق فيالة هو الكاتب العام للاتحاد. وبعد المؤتمر زاروا بورقيبة في المنستير ولما قدمه محمد الصياح لبورقيبة قال “هذا المكي الفيتوري رئيس الاتحاد العام لطلبة تونس” فاستغرب بورقيبة من كلمة رئيس فأخبره الصياح أنه تم تغيير القانون الاساسي للاتحاد وتغيرت التسميات فقال بورقيبة للفيتوري أن تكون رئيسا نعم أوافق لكن أن يكون الاتحاد حزبا سياسيا فهذا لن يكون. وتحدث الفيتوري عن حادثة جمعته بالنقابي المرحوم الحبيب عاشور فقد زاره مع وفد من الاتحاد فنظر إليه عاشور وقال له “أنت في قفة من؟ وقد أحرجه بهذا الكلام فأجابه الفيتوري “أنا في قفة الاتحاد العام لطلبة تونس.. وأعتقد أنني أتيت لزيارة أمين عام منظمة عتيدة ولم أكن أنتظر أن أسمـــع مثل هذا الكلام.. ثم انصرفنا. وأضاف: “هكذا إذن باشرنا العمل بكل قناعة لتغيير الاوضاع وقد واجهتنا مشاكل عديدة تتعلق خاصة بالسكن والمنح والتسجيل الجامعيين ومشاكل المخرطشين لكننا حاولنا تذليل هذه الصعوبات وحل المشاكل خاصة تلك المتعلقة منها بالسكن سيما وقد شرع في ذلك العام في انتهاج اللامركزية في الجامعة واللامركزية في ديوان الشؤون الجامعية وأقول للتاريخ إن الكثير من الانجازات كانت حصيلة مطالب اتحاد طلبة تونس منذ مؤتمره التأسيسي سنة 1953 فعلى سبيل الذكر نجد من مطالب الاتحاد سنة 1953 تأييد التعليم الزيتوني”.. وواجه الاتحاد على حد قوله مشاكل لا تحصى ولا تعد كما أن لجان السكن الجامعي والمنح توقفت.. وقد قام بتلخيص كل هذه المشاغل في عدد من أعداد نشرية “الطالب التونسي” ولكن تم حجزه من قبل الوزارة الاولى واستنطاقه بسبب صدوره.. نظرا لاحتوائه على مقالات جريئة ولاذعة تتحدث عن مشاغل الطلبة.. كما كانت فيه مسحة تقدمية.. وبعد الاستنطاق أقترح عليه طباعة العدد في مطبعة لابريس فرفض كما رفض طباعاته في مطبعة الاتحاد العام التونسي للشغل ولكنه وافق على طباعته في مطبعة الحزب. ميزانية محدودة أضاف المكي الفيتوري: “كانت ميزانية الاتحاد العام لطلبة تونس محدودة جدا فلم تكن تتجاوز 20 ألف دينار.. ولكن رغم مشاكله فقد كانت هناك قناعة لتغيير الوضع.. كما أنه وحينما حدث التحوير في النظام الداخلي للاتحاد ظهرت مشاكل أخرى وكان الوضع في الجامعة صعبا جدا ولم يكن أمامنا سوى العمل وعدم البقاء مكتوفي الايدي فحررنا منشورا وطبعناه في 5000 أو 6000 نسخة لتوزيعه على الطلبة وفيه خلاصة لمشاكل الطلبة وأذكر أنه بعد توزيعه في إحدى المؤسسات الجامعية تم إبلاغ العميد بأن شرذمة متطرفة تعلق مناشير في الجامعة فأبلغ العميد الحزب بالامر وتفهمت السلطة مطالبنا”.. وأضاف “واصلنا النشاط ولكن نظرا لحدوث مشاكل في الهيئة الادارية ولما كنت في مهمة رسمية في القاهرة تمت إقالتي وبلغني عند عودتي إلى تونس وبمجرد وصولي إلى المطار خبر إقالتي.. وقررت يومها أنه يجب أن أتنحى لانه لم يعد هناك مجالا للتعنت وتكونت بعد ذلك لجنة مؤقتة ترأسها السيد محمود مفتاح”. سعيدة بوهلال (يتبع)
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 نوفمبر 2008)
في منتدى الذاكرة الوطنية (2-2): قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس يتحدثون عن الأزمة بين الاتحاد ومزالي بسبب السياسة التربوية
تونس – الصباح نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات يوم السبت الماضي منتدى الذاكرة الوطنية لتسليط الأضواء على تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس حضره السادة المكي الفيتوري ومحمود مفتاح ومصطفى منيف قدماء الاتحاد إلى جانب عدد من المؤرخين والجامعيين وكانت الصباح قد وافتكم في عدد يوم الأحد بملخص لشهادة السيد المكي الفيتوري وتطلعكم في هذا العدد على تفاصيل تتعلق بشهادتي محمود مفتاح ومصطفى منيف. شهادة محمود مفتاح قال السيد محمود مفتاح في شهادته على منبر الذاكرة الوطنية إن الاتحاد شهد بعد مؤتمر بنزرت 1977 غيبوبة دامت قرابة 11 سنة.. وذكر أنه ولأول مرة وبعيد مؤتمر بنزرت يتحمل الاتحاد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للطلاب ولأول مرة يرشح الاتحاد العام لطلبة تونس للجنة السياسية لمؤتمر اتحاد الطلبة العرب وذلك باقتراح أحمد عزام الذي يرأس اتحاد الطلبة العرب كما أن اتحاد الطلبة شهد في مؤتمر بنزرت ولأول مرة فتح الباب للاقتراع بكل الجامعات ولكل الطلبة وبقيت صناديق الاقتراع مفتوحة يوما كاملا. وذكر أن هذا المؤتمر حضره جل الطلبة وواكبه اتحاد الطلبة الأفارقة واتحاد الطلبة العرب.. وتحدث مفتاح عن المؤتمرات السابقة وأضاف في هذا الإطار “سأذكركم بمؤتمر قابس سنة 1967 فقد اتفقت الجهات المؤثرة في الجامعة لأول مرة وأخرجت قائمة وفاقية وكان محمد داود وحسن فضة هما اللذان قاما بهذا الدور التوفيقي.. وهو ما يجعل البعض يعتقد أن مؤتمر المهدية الذي أتي بعده سيكون وفاقيا ولكنه ضمّ 9 معارضين واتسم بمغادرة نحو 40 بالمائة من المؤتمرين المؤتمر تعبيرا عن رفضهم التدخل في شؤون الاتحاد إذ تدخل أحمد بن صالح لفائدة عيسى البكوش لدعمه للترشح وقد رفض المؤتمرون مثل هذا التدخل وغادروا المؤتمر. ولكن بعد ذلك وقعت قطيعة بين وزارة التربية وعيسى البكوش أو بالأحرى بين الوزارة والمكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس نظرا لأن الاتحاد كان يعتبر المنح من حق كل الطلبة بينما تراها وزارة التربية امتيازات فاستقال عيسى البكوش وتولى الكتابة محمد الصغير داود الذي أعد لمؤتمر قربة وكان هذا المؤتمر قد تقرر في البداية إعداده في قرقنة لكن نظرا لبعد المسافة التي تفصل العاصمة عن الجزيرة فقد تم العدول عن هذا القرار. وعن مؤتمر قربة بين محمود مفتاح أن تركيبته تختلف عن تركيبة المؤتمرات السابقة فقد كان هناك انقسام بين الطلبة الدستوريين وتباين في وجهات النظر وقد شهدت تلك الفترة تراجعا في الاشتراكية الدستورية وتجربة التعاضد.. كما أن عدد الطلبة الدستوريين كان أكبر بكثير من عدد طلبة التيارات الأخرى. وتم الاتفاق على أن يكون مصطفى الجمالي رئيسا للاتحاد ولكن نظرا لوجود بعض الإشكاليات فقد تم انتخاب رئاسة توفيقية وكان رئيس المؤتمر الدكتور أحمد محفوظ وكان علي الغرسلي نائب رئيس ويمثل القوميين ومحمد صالح بالقاضي نائب رئيس و يمثل الدستورين. وكان كل رؤساء اللجان التي تم انتخابها طلبة دستوريون.. وأذكر أنه حصل تأخير في أشغال المؤتمر بسبب الاختلافات التي جدت في البداية لاختيار رئاسة المؤتمر إضافة إلى طول النقاش ونظرا لأن الطلبة كانوا وقتها في فترة امتحانات فقد قبلت لائحة الشؤون السياسية دون نقاش وهو ما جعل محمود مفتاح يقول يومها معلقا على مؤتمر قربة “كانت نهاية مؤتمر قربة شرعية لكنها غير عادية”.. وبين أنه عند فتح باب الترشح للهيئة الادارية كان من بين المترشحين طلبة شيوعيون لكن الحزب الدستوري كان يرفض دخولهم للهيئة الإدارية.. وذكر أن الاتحاد العام لطلبة تونس اتخذ وقتها موقفا ضد السياسة التعليمية التي انتهجها وزير التربية محمد مزالي وهو يرى أن هذه السياسة هي ضد ديمقراطية التعليم وضد رغبات بورقيبة. وعن مؤتمر المنستير سنة 1975 قال إنه لم يوجد فيه طلبة معارضون بل كان جلهم دساترة لكن كان هناك اختلاف بين الطلبة وكان هو من بين المقترحين لكي يكون رئيسا أو كاتبا عاما ولكن لم تكن وزارة التربية ولا الحزب يحبذان ذلك.. وتحدث مفتاح بإطناب كبير عن العقبات الكثيرة التي واجهته وحرمته من الترشح .. ولكن في السنة الموالية حدث الانقلاب على المكي الفيتوري وفوزي العوام وقال في هذا الصدد وكان هو وقتها عضو الهيئة الإدارية” أذكر أنه في 29 أوت 1976 اجتمعت الهيئة الادارية وأقالت المكي الفيتوري وفوزي العوام وأرسلت البلاغ للاذاعة التي أذاعت هذا البلاغ.. وطلب مني بعدها تقديم تقرير كما طلب من المكي الفيتوري تقديم تقرير وتم الاجتماع بنا في الحزب بهدف التوفيق بيننا فطلبت من الحاضرين مغادرة القاعة لفترة من الزمن لنتفق بمفردنا فغادروا واتفقنا وتقرر تنظيم المؤتمر في أفريل القادم”.. وأضاف “بعد المؤتمر تم تنظيم ملتقى حول سياحة الشباب ومؤتمر حول ديمقراطية التعليم كما شارك الاتحاد في مؤتمر في صوفيا”. ولما كان في صوفيا حصلت محاولة لتغييره وكان رئيسا للاتحاد وكتبت جريدة لوطون مقالا عنوانه “قريبا رئيس جديد للاتحاد” وهو تصريح لخديجة المصري عضو الهيئة التنفيذية ذكرت فيه أن محمود مفتاح سيستقيل وكان مفتاح خالي الذهن من هذا الأمر ولما عاد إلى تونس نظم اجتماعا انتهى بعزل خديجة المصري من الهيئة التنفيذية”. وقال إن الوضع زاد تأزما بينه وبين وزارة التربية حيث أبعده وزير التربية محمد مزالي عن العاصمة وتم إرساله لكي يدرس في سيدي عمر بوحجلة وذلك بعد أن كان يدرس في المعهد العلوي نصف وقت كما كان المكتب التنفيذي ينظم اجتماعا خلال العطلة بالطلبة التونسيين بالخارج وكان يجد دعما من ديوان الخدمات الجامعية لكن هذه المرة لم يلق الدعم وفهم مفتاح أن وزير التربية هو من طالب بغلق باب الدعم أمام الاتحاد.. ولم يطل مقامه بسيدي عمر بوحجلة كثيرا فقد أقيل من العمل وبقي دون مرتب مدة من الزمن وبعد ذلك تم إرساله لكي يدرس في زغوان وتسبب بعده عن العاصمة في تعثر نشاط الاتحاد وأمضى سنة يدرس هناك وبعد أن أصبح مزالي وزيرا أول تم نقله للتدريس في الوردية بالعاصمة. وعن سؤال يتعلق بسبب الركود أو الغيبوبة التي دخل فيها الاتحاد العام لطلبة تونس طيلة 11 سنة وتحديدا من 1977 إلى 1988 بين أنه رغم العقبات فقد كان هناك إصرار على بقاء الاتحاد على الأقل من أجل المحافظة على شرعيته وعلى استمراريته.. ولو غادر الإتحاد كان بالامكان أن يعجل ذلك باندثار هذه المنظمة..وقد كان حضور الاتحاد خافتا نظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية حتى لتسديد معاليم الهاتف أو للقيام بتنقلات أو سفرات ولكن بعد التغيير كان الاتحاد أول من تحدث عن هذا التغيير وزكاه في لقاء عالمي وهو مؤتمر اتحاد طلبة تونس بكوبا المنتظم يوم 11 نوفمبر 1987. وتعقيبا على مفتاح أشار فاضل الحميدي إلى أن محمود مفتاح ورغم أنه كان يدرس فقد بقي يترأس الاتحاد وهو أمر غير منطقي؟ فأجابه مفتاح أنه كان يدرس بصفة وقتية ولم يمنعه العمل في سيدي عمر بوحجلة من القرب من القاعدة الطلابية ومشاغلها وبين أنه لم تقع اقالة الهيئة الإدارية لأنه ليس من حق أي كان أن يقيل الهيئة الادارية فحتى قبل مؤتمر 1988 ولما كان يدرّس في الوردية دعته السلطة لتسليم مفتاح مقر الاتحاد فرفض وقال إنه تسلم المفتاح في المؤتمر وسيسلمه في المؤتمر ولكن طلب منه الوالي تسليم المقر نظرا لأنه على ملك البلدية. شهادة مصطفى المنيف قال السيد مصطفى منيف إنه عايش مسيرة اتحاد طلبة تونس منذ مؤتمر منزل تميم عام 1968 حيث تم انتخابه عضوا في الهيئة الادارية كما ساير مؤتمرات المهدية وقربة والمنستير. وذكر متحدثا عن مؤتمر المهدية: ” نعم وقع انقسام في هذا المؤتمر وذلك ليس لاعتبارات سياسية ولكنها للأسف لاعتبارات جهوية.. كما أن نحو 40 بالمائة من النواب غادروا المؤتمر وأرسلوا برقية للحزب احتجاجا على أن المعارضة أصبحت حكما بين الدستوريين.. ورأيت أن أفضل حل لهذه المعضلة هو تنظيم اجتماع في جلسة عامة وبحث الموضوع وهو ما كان واقترحت إعداد نص لائحة وإرسالها للديوان السياسي للحزب لرفع الالتباس مع التأكيد على الحرص على استقلالية المنظمة”. وبعد ذلك برزت مساع صلحية وحصل الاتفاق وأقيم مؤتمر المهدية. وفي ما يتعلق بمؤتمر قربة بين منيف أن الأغلبية كانت إلى جانب الطلبة الدستوريين رغم وجود خلاف بين هؤلاء الطلبة.. فهناك من كان يساند التعاضد وهناك من يساند الاتجاه الليبرالي. وقال: “احتج القوميون العرب والناصريون وغادروا قاعة المؤتمر وتمت بعد ذلك اتصالات بين الطلبة الدستوريين والطلبة القوميين العرب بهدف مواصلة المؤتمر وتجاوز الخلافات.. وتغيرت الأغلبية بصفة واضحة وصريحة وتم اعتماد اللائحة العامة وعند بحث لائحة الشؤون الداخلية للمؤتمر اعترض رشيد مشارك على فقرة أن الاتحاد يتعاون مع الحزب الاشتراكي الدستوري وقال نعترض على ذلك ونعتبر أن الحزب الاشتراكي الدستوري باتجاهه الرجعي لا يمكن أن نتعاون معه فقلت له إن الحزب الذي رفض التعاون معه قدم الشهداء للوطن فكانت ردة فعل الطلبة الدستوريين والقوميين إنشاد “حماة الحمى”. وفي ما يتعلق بمؤتمر المنستير قال منيف “للتاريخ أقول إنه منذ بداية أشغال المؤتمر فهمت أن اتجاه الديوان السياسي يرجح تحميلي مسؤولية رئاسة الاتحاد فرفضت ولكن تكررت المحاولة حتى ان الهادي نويرة قد لمّح خلال افتتاح المؤتمر إلى المواصفات التي يجب أن تتوفر في قيادي المنظمة الطلابية وهي مواصفات تنطبق عليّ أنا تحديدا وقد فهمت خطابه لكنني تمسكت بموقفي”.. وأضاف: “عبرت خلال مائدة مستديرة عن مواقفي من الأزمة الطلابية وعن الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر للاتحاد لكي ينطلق انطلاقة جديدة”.. ولكن أثناء المؤتمر دعاه محمد الصياح في ولاية المنستير وذلك بحضور الوالي الهادي عطية وقال له الصياح “يا مصطفى إننا نعول عليك لكي تساعدنا على الحمل.. ونحن مستعدون لكل مطالبك لكنني اعتذرت له.. ولم يكف ذلك بل حينما كنت في النزل أرسلوا لي سيارة وقيل لي إن الرئيس بورقيبة ينتظرني في قصر صقانس فذهبت ووجدت معه الصياح وقدمني الصياح لبورقيبة قائلا “أقدم لك مصطفى منيف الرئيس القادم للاتحاد العام لطلبة تونس فقلت لبورقيبة لكن سيدي الرئيس إن المؤتمر لم ينته بعد فدعاني بورقيبة للعشاء وحضرت ومنذ ذلك الحين أغلق الملف ولم يكرر لي أحدا هذا الطلب”. وذكر منيف أن بعد ذلك تم تحوير النظام الأساسي للاتحاد حتى يكون موجودا أي (منيف) في المكتب التنفيذي رغم أنه كان يدرس في الخارج. وعن مؤتمر بنزرت الذي افتتحه السيد محمد مزالي قال إن مزالي أخبره أن الديوان السياسي يرغب منه في أن يكون على رأس المنظمة الطلابية لكن منيف عبر عن عدم استطاعته.. ثم بلغه فيما بعد أن الطاهر بلخوجة وزير الداخلية قال إن الديوان السياسي قرر أن يكون منيف مرشح الأمانة العامة لاتحاد الطلبة فرفض منيف مرة أخرى.. ولكن بعد ذلك وفي آخر أعمال المؤتمر تم انتخابه رئيسا شرفيا للمؤتمر. وبين أنه لما كان طالبا بباريس.. وتحديدا إثر الصدمة النفطية الأولى عام 1973 وما صحبتها من تأثيرات زار بورقيبة فرنسا وقال في كلمته “إن فرنسا لن تبرد” وهو ما استشف منه أن بورقيبة كان في تلك الفترة يخطط لمشروع الوحدة بين تونس وليبيا وهو يعني من خلال كلامه أنه سيتم تزويد فرنسا بحاجياتها من النفط.. لكن للأسف فشلت الوحدة وكانت فيها خسارة للبلدين. سعيدة بوهلال (انتهى) (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 2 ديسمبر 2008)
انتصار الفكرة
العجمي الوريمي (*) إن صمود حماة عروبة القدس وصبر أهلنا في غزة ونداءات فتح المعابر ورفع الحصار من موريتانيا إلى إندونيسيا لتجعل الأمل قائما. أيها الشاهدون على ظلم المحتل وظلم بني جلدتنا.. أيها الشاهدون على عجزنا.. ما دمتم على حق وأصحاب حق فلا تلتفتوا إلى الوراء وأقيموا في المستقبل لأنه وقف عليكم وملككم وحقكم الشرعي. الفيلسوف الفرنسي ألان فنكيلكروت «Alain Finkielkraut» غير المحبوب في البلاد العربية بسبب مواقفه السياسية الموالية للكيان الصهيوني له كتاب عنوانه «هزيمة الفكر» يختتمه بفقرة مطلعها «إن البربرية قد انتهت إلى الانتصار على الثقافة. وفي ظلال هذا الاسم الكبير ينمو في الوقت نفسه اللاتسامح والطفولية». وهو يتتبع في كتابه مسار فكرة الكونية، والخصوصية في الثقافة الغربية، ويشير إلى ما انتهت عليه تلك الثقافة من فقدان كل شيء لمعناه وإفراغ التعابير الثقافية من مضامينها. فهزيمة الفكر بعد انفصام العقل الغربي إلى شطرين، شطر الثقافة المكتوبة والملفوظة وشطر تقبل الصورة، غلب الصورة والمشهد على الكلمة والعبارة، «لقد انتصر الكليب على النقاش وصار المجتمع مراهقا» وطفوليا. إنها أزمة الإنسانية الغربية وقد طالت القيم الأخلاقية والدين والفنّ والعلم والثقافة التي أصابتها الشيخوخة وحلت الضحالة والرداءة محل الحكمة والمعنى. فهل أن الوضعية عندنا مختلفة عن هذا المشهد الانحطاطي؟ وهل لدينا إرهاصات صحوة بكر تبشر بعودة المعنى لوجودنا وحياتنا، وتعيد الأمل بانتصار الإنسان والإيمان لا هزيمة الفكر وانكسار الوجدان؟ إن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لا يعود لها الفضل فقط في إطلاق حرية التعبير بقدر ما يعود لها الفضل في الكشف عن مساحات يتم فيها التعبير خارج مجال رقابة الأجهزة وخارج سيادة الدول. فقد يحصل أن يتحدث المثقفون في أركان المقاهي بصوت خافت عن الفكر وعن السياسة أو يتجادل عموم الناس في قطار أو في حافلة أو في حديقة أو ساحة الحي عن كرة القدم بلا تهيب، ولكن يصعب أن يكون تلفزيون بلدك ونواديها، وحتى مقرات أحزابها فضاءات للنقاش الحر عن إشكالية السلطة وعن أزمة الثقافة وقضية القيم والمصير المشترك. أجل إنك تسمع كلمات العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان وحوار الأديان والثقافات والتسامح وتحالف الحضارات على كل الألسنة، ولكنها ألفاظ تشبه العلب الفارغة، والقوارير البلاستيكية الجوفاء الملقاة في كل مكان، لا تساوي شيئا غير إمكان تلويث البنية، ولا تغني التحضر بقدر ما تدل على اللاتمدن، ولا تشير إلى امتلاء العقول بل تفضح شهوات البطون. إن مثقفي مصر على سبيل المثال مدينون في حفظ شرفهم وكرامتهم إلى رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني لا إلى تمسكهم بأصالة لم تعد تعني شيئا، أو تطلعهم لحداثة كانت سبب نكبة أمتهم ونكستها، وحتى حينما جربها محمد علي أرسل جيشه لإجهاض نهضة الحجاز، وحينما جددها عبدالناصر جردها لملء السجون بالإخوان فكانت اليمنى تبني واليسرى تهدم «كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا». فالتهديد اللفظي لم تكن تسنده قوة العقيدة والعلم والاقتصاد والسلاح. وللتاريخ فإن دعاة التطبيع في حقيقتهم دعاة إضعاف مصر والأمة العربية، أما أنصار عدم التطبيع فهم دعاة ريادة مصر ووحدة الأمة العربية وقد كانت ثورة يوليو تجسيدا لذلك الحلم قبل أن تذهب بريحها الأخطاء والمحاور. وأما مثقفو المغرب العربي فمدينون في تميزهم، وضعفهم معا، لتقليد طائفة منهم للمشارقة وتقليد طائفة منهم للأوروبيين، قبل أن ترتفع الأصوات بأن المشرق مشرق اللامعقول والطوباوية، والمغرب مغرب العقل والواقعية، حتى إذا ظهرت مراكز جديدة في الغرب وفي الخليج العربي اجتذبت إليها الأقلام والنخب العربية والإسلامية، ولولاها لجفت الأقلام وماتت الأفكار. ولعل الثقافة العربية بما راكمت منذ حركة الإصلاح إلى حركة المقاومة إنما كانت تتهيأ لهكذا زمن ولمثلها لحظة.. زمن العولمة المفروضة ولحظة الصحوة المرتجاة. إن وعيا جديدا بصدد التشكل وعي ما بعد العلمانية وما بعد الطائفية وعي النهضة المنشودة. وإن فرزاً فعليا ومخاضا حقيقيا أتت تباشيره مع مطلع القرن الجديد.. فجر دورة حضارية جديدة. إنه ليس أصعب على النفس من سقوط الأوهام بعد أن كانت تعاش على أنها حقائق، وليس أصعب من ساعة الحقيقة لمن كان يسير مغمض العينين. ترتفع أصوات المطبعين ولكن التطبيع يراوح مكانه، بل يتراجع فجبهة الممانعة لا تزال قوية وكلما أوهنت تشكلت من جديد. سقطت أوهام المقلدين والطائفيين وحلت لحظة النقد الذاتي.. المقدمة الضرورة لإعادة البناء والشرط الأساسي لحوار الذات اليافعة مع ذاتها الجريحة المتعبة، ومع الآخر الشريك والمجاور والمهيمن والمحتل حتى إحلال سلام التحرير لا استسلام الحمير. يقينا إن بيننا وبين الغرب فجوة بين متقدم ومتأخر، إن لم يكن على مستوى القيم الأخلاقية فعلى مستوى الصناعة والتقنية والتنظيم السياسي، وهي فجوة آن الأوان أن تتحول إلى حافز للنهوض عوض أن تستقر في نفوسنا عقدة معيقة وقاتلة. أما التصنيف مشرق لاعقلاني حالم ومغرب عقلاني وواقعي فهو من أوهام المثقفين وإن علا كعبهم وذاع صيتهم، وكم نحن في حاجة إلى نص طعن فيه باسم العقل والعصر وهو سداد العقل ومهيمن على الزمن، وكم نحن في حاجة إلى سردية كبرى زمن نهاية السرديات الكبرى، فالنص والسردية عماد حضارتنا وقصتها. كم نحن في حاجة إلى حلم كبير زمن اغتيال الأحلام الكبرى، حلم يضعنا في المستقبل لا في عدم الماضي، وكم نحن في حاجة إلى عقل يفقه الواقع ويطوعه ويستشرفه. إن عبقرية هذه الأمة هي المستهدفة من التجويع والحصار لكنها ستنتصر على الجوع والقيد. وإن غداً لناظره قريب. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 ديسمبر 2008)
مسيلمة الكذّاب
نواصل الحديث في هذه الحلقة الجديدة من مسلسل عاشق العرافين عن مسيلمة الكذاب( وهو لقب آخر نسنده إليه) وكيف يصرّ على الإمعان في الكذب والنّفاق والتّزلـّف…حيث اختار هذه القيم السّيئة منهجا لحياته. مسيلمة الكذّاب لم يتردّد منذ فترة في القول إن مؤسّسته ساهمت في تكوين مجموعة من حملة القلم، وبعضهم غادروا مؤسّسته وذكر بعض الأسماء، غير أنه لم يذكر كيف غادروها؟ الحقيقة أنّ تلك المؤسّسة أكلت حقوق بعض الصّحافيين الـّذين عملوا فيها، ولمّا طالبوا بتلك الحقوق قام بطردهم تعسّفيا أو بترضية بسيطة لا تعادل ما سلبهم. أمّا عن ادعائه بأن مؤسّسته ساهمت في تكوينهم فهو أمر باطل لا لشيء سوى أنّ هذا الكذّاب يحتاج إلى تكوين، فمن أين له أن يكوّن؟ وفاقد الشّيء لا يعطيه فتلك المؤسّسة استفادت من كفاءات ولم تفدهم في شيء، بل يجزم المتابعون للمشهد الإعلامي أن مستواها نزل بعد أن أصبحت بعض المقالات التي تصدر في بعض صفحاتها تسرق عن طريق الأنترنات، أو من بعض الصّحف المحلّية والأدهى والأمرّ أنّ تلك المقالات المسروقة تذيّل بإمضائين أحيانا؟ دون حياء. هذا ما تعلـّمه تلك المؤسّسة للعاملين فيها، وذلك هو التّكوين الذي يتحدّث عنه مسيلمة الكذّاب هذا الأمر غير مستغرب منه طبعا، حيث لم يتردّد يوما في القول بأنّه يمكن الإستغناء عن الصّحافيين وملأ الصّفحات من الأنترنات؟ تلك هي مبادؤه وقيمه النّبيلة والسّامية الـّتي يدّعيها إلى اللّقاء في حلقة جديدة (اامصدر: مدونة محمود العروسي الإلكترونية بتاريخ 2 ديسمبر 2008 )
فرنسا تسعى لتكون أكبر قـطب للتمويل الإسلامي
أعلنت وزيرة الاقتصاد الفرنسية ”كريسيان لاغارد” أواسط الأسبوع الماضي خلال الملتقى الفرنسي الثاني للتمويل الإسلامي أن بلادها تنوي جعل باريس ”عاصمةً للتمويل الإسلامي”، وإتاحة الفرص اللازمة لعمل البنوك الإسلامية. فيما أوضح تقرير قدم خلال الملتقى أن فرنسا رخصت إلى حدود يونيو 2008 لثلاثة بنوك خليجية تحترم مبادئ الشريعة بفتح شبابيكها في منطقة (إيكزاكون) الفرنسية”، فيما أعلن خبير اقتصادي بفرنسا أنه في البداية سيكون هدف الأنشطة المالية للبنوك مُنْصَبًّا على تمويل الاستثمارات، قبل أن تقدم هذه البنوك باقي خدماتها بعد سنتين أو ثلاثة قادمة لأكثر من خمسة ملايين مسلم يَقْطُنون بفرنسا. وفي موضوع ذي صلة، صدر خلال نونبر الماضي كتاب بفرنسا بعنوان ”التمويل الإسلامي بفرنسا.. محرك للاقتصاد، بديل أخلاقي”، وقد أسهم في تأليفه 12 خبيرا، ويحاول الجواب على سؤال لماذا تأخرت فرنسا 10 سنوات لتطوير التمويلات الإسلامية مقارنة ببريطانيا، ولماذا لا يتيح النظام المالي فرص الولوج لخدمات لفائدة أفراد الجاليات المسلمة بفرنسا بما يتناسب مع قناعاتها الدينية. كما أنشأ قبل فترة قصيرة أول موقع فرنسي على الأنترنت متخصص في التمويل الإسلامي، ووضعه في النظام المالي العالمي، وآفاق تطوره بفرنسا وأوروبا مسيرة احتجاجية بإيفني بعد 5 أشهر على أحداث السبت الأسود: حقوقيون يتهمون لجنة التقصي البرلمانية بالتماطل ظمت 14 جمعية حقوقية، صباح أمس الأحد، قافلة تضامنية إلى مدينة سيدي إيفني، تضامنا مع عائلات معتقلي أحداث سيدي إيفني، الذين مازالوا رهن الاعتقال بسجن إنزكان بأكادير. وشهدت المسيرة التي نظمت تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، مشاركة المئات من الفعاليات النقابية والحقوقية والجمعوية. وانطلقت قافلة التضامن، التي شاركت فيها جمعية هيئات المحامين بالمغرب، والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، والمرصد المغربي للسجون، ومركز حقوق الناس، وجمعية عدالة، والمركز المغربي لحقوق الإنسان، ومنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، والجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، وجمعية تامينوت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، وجمعية أطاك، وجمعية نساء الجنوب من مدينة الرباط، مرورا بعدد من المدن، حيث وصلت إلى سيدي إيفني قبل الظهر. وذكر مصدر جمعوي داخل المدينة، أن فعاليات نقابية وحقوقية دعت السكان إلى تنظيم مسيرة احتجاجية سلمية يجوبون فيها مختلف الأحياء والشوارع بالمدينة، احتجاجا على تماطل المسؤولين في الاستجابة إلى مطالب سكان إيفني، وإطلاق سراح المعتقلين الذين وصفت حالتهم الصحية بالحرجة، وتأتي المسيرة بعد وقفة احتجاجية نظمتها فعاليات نقابية أمام سجن إنزكان لإطلاق سراح المعتقلين. ولم تشهد المسيرة التضامنية، التي نظمتها الهيئات الحقوقية، التي أعدت تقريرا مفصلا عن أحداث السبت الأسود بسيدي إيفني، منعا من طرف قوات الأمن التي اكتفت بمراقبة الوضع عن كثب. من جهة أخرى، مازال الرأي العام الوطني ينتظر تقرير لجنة التقصي البرلمانية، التي تتوفر على تقارير تتضمن تصريحات، من مسؤولين رسميين تشير إلى أنه جرى استعمال القوة من طرف رجال الأمن ضد عدد من الأشخاص، كانوا عازمين على مواجهة قوات الأمن، وحرق محطة للبنزين، بعد أن عمد بعضهم إلى إضرام النار في سيارة المصلحة لقائد المقاطعة الحضرية الثانية، ورشق مقر مفوضية الشرطة بالحجارة، ووضع الحواجز في عدد من الشوارع والممرات لعرقلة تدخل قوات الأمن، مع ترديد الدعوات للعصيان ومواجهة قوات الأمن. وشككت هيئات حقوقية في مصداقية لجنة التقصي البرلمانية بعد مرور 5 أشهر على أحداث سيدي إيفني، دون الإعلان عن خلاصات تقاريرها أمام مجلس النواب. جلال رفيق (المصدر: جريدة المغربية(يومية – معربية ) بتاريخ 2 ديسمبر 2008 )
فرنسا على وقع تصدع أكبر حزب معارض
د. أحمد القديدي (*) لا بد أن يكون الرئيس الفرنسي ساركوزي وحزبه هذه الأيام على سرير من ريش، في منتهى السعادة، بعد أن حصل ما حصل داخل حزب اشتراكي معارض من تصدع، ما قلل التهديد إزاءهم في أي انتخابات مقبلة. على المستقبل المنظور. وإذا لم يحدث في المستقبل ما يعكر مزاجه، من أحداث جسام، فإنه بات متأكدا من أنه سينتهي إلى ولاية ثانية وأخيرة، تسندها أغلبية مريحة في البرلمان بعد ثلاث سنوات ونصف السنة،فالمعارضة التي باتت مقتصرة على الحزب الاشتراكي الذي لم يتسن له أن يحكم على مدى الـ50 سنة الماضية إلا لفترة 14 سنة قطعتها فترتا مساكنة أو تعايش تولى اليمين فيها السلطة الفعلية، بات في أسوأ أحواله، وهو إذ خسر انتخابات رئاسية ثلاث متوالية في 1995 و2002 و2007، فإن انقساماته الداخلية جعلت منه شبحا لما كان عليه أيام الرئيس فرانسوا ميتران من قدرة على تصور البرامج، وتعبئة المواطنين. والرئيس ساركوزي الذي انحدرت شعبيته في العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ قيام ما يسمى بالجمهورية الفرنسية الخامسة في العام 1958، أخذ يستعيد شعبيته، في غياب معارضة قادرة على استقطاب الناس، يمثلها حزب اشتراكي أضاع الطريق من رجليه، وأفقدته العولمة علاماته الدالة، وزادته الخلافات الداخلية سواء على الأشخاص أو الإيديولوجيات ضياعا وتشتتا. ولم يستطع أن يتلاءم مع متغيرات كثيرة أصابت العالم ووقف أمامها مشدوها منقسما على نفسه. ورغم أن الأحزاب الاشتراكية الأوروبية سواء في ألمانيا أو بريطانيا أو إيطاليا أو إسبانيا أو البرتغال وغيرها، استوعبت درس مما حدث من زلزال في 1990 عندما سقط الإتحاد السوفييتي وتمت الإطاحة بجدار برلين، فإن الحزب الاشتراكي الفرنسي، بقي يراوح بين الماركسية الموروثة عن عهود التحالف مع الشيوعيين، وعدم القدرة على التطور الذي أحدثه شرويدر في ألمانيا أو توني بلير في بريطانيا وغيرهما، من تأقلم مع متغيرات العصر بالابتعاد قدر الإمكان عن أساليب الإدارة الاقتصادية الموجهة، واعتماد اقتصاد السوق وقواعده التي لا يمكن أن ترتكز على أي اصطناعية. فقد تعاظمت الخلافات الناتجة عن الطموحات ليس فقط في قيادة الحزب، بل وأيضا في الوصول عبر ذلك إلى أعلى المناصب في البلاد وبالذات منصب الرئاسة. و مرت أشهر طويلة انتظارا لمؤتمر للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي تم عقده أخيرا ، تم خلالها تمزيق الأوصال، وتبادل الاتهامات، وعدم ظهور زعيم مسيطر على أدوات التنظيم، كما تباينت وجهات النظر، وانغمس البعض في الدعوة للعودة إلى صفاء المذهب الاشتراكي وحتى الماركسي، فيما اتجه آخرون للدعوة لتعصير وتحديث النظرة والأساليب، والتخلي عن صلابة إيديولوجية تجاوزها الزمن وأردت الحزب الاشتراكي الفرنسي جريحا على جانب الجادة، والاعتماد الكلي على اقتصاد السوق مع جرعة وافية من التوجه الاجتماعي على غرار ما حدث في البلدان الأوروبية المجاورة. وإذ انحصر السباق على زعامة حزب بين سيدتين ووزيرتين سابقتين ولكن عدوتين لدودتين، فإن الحزب الاشتراكي الفرنسي وصل إلى قاع الموجة، وعجز عن تجديد نفسه، فقد تمت لملمة الخلافات بصعوبة، واتفق على المرور بثلاث مراحل: ** تقديم كبار المترشحين لزعامة الحزب كل لبرنامج متكامل يركز التوجهات التي ينادون بها. ** عقد المؤتمر ** انتخاب الأمين الأول للحزب. ولعل من غرائب الأمور أن أغلبية اختارت برنامج السيدة سيغولين رويال التي كانت مرشحة الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل عام ونصف العام والتي تعتبر معتدلة وأكثر انفتاحا على العصر والواقع، بينما اختارت أغلبية أخرى السيدة أوبري ذات التوجه الصلب والصافي كما يقول الفرنسيون لرئاسة الحزب الاشتراكي لفترة السنوات الثلاث المقبلة. أي أن صاحبة البرنامج الأغلبي خذلتها أغلبية للسيطرة على الأجهزة، بينما فازت تلك التي لم تفز توجهاتها بحق تسيير حزب في غير التوجه الذي تريده الأغلبية من المناضلين. وبدا المناضلون داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي وكأنهم لا يستقرون على رأي، بين الليونة والتصلب، الحداثة والعودة للوراء. وإذا استلمت السيدة مارتين أوبري أمانة الحزب الاشتراكي فإن ذلك لم يتم دون حصول تصدع كبير داخل حزب، لا يقوم من عثرة حتى يسقط في أخرى، تنتابه الانقسامات، ويراوح في المواقف بين وسط اليسار ويسار اليسار دون أن يختار طريقا واضحة يسير عليها،وتكون متأقلمة مع حقيقة الأوضاع الدولية. وفي نفس الوقت يعلن الرئيس ساركوزي وحزبه اليميني أنه لا يهمهم الحزب الاشتراكي ولا مواقفه في شيء، ولكن الحقيقة أن أعينهم تغمز في اتجاهه، وهم لا يخفون ارتياحهم، لما أصاب ويصيب الحزب المنافس من زلزال، ومن عدم قدرة على لم صفوفه واختيار زعامة متفق عليها، وأن ذلك يفتح أمامهم الباب واسعا للنجاح في أي انتخابات مقبلة سواء كانت أوروبية وهي قريبة، أو كانت رئاسية أو تشريعية وهي متوقعة بعد ثلاثة أعوام ونصف العام. وما لم تستطع أن تخفيه زعامات الحزب اليميني الحاكم، هو أن سقوط السيدة رويال من زعامة الاشتراكيين بفارق 4 أصوات من قرابة 200 ألف يصب الماء في طاحونة الحزب اليميني الحاكم، لأنها الأقدر على قضم جانب من ناخبيهم من يسار الوسط، الذي يستنكف اختيار السيدة مارتين أوبري التي تفضل التعامل والتحالف مع الشيوعيين وأقصى اليسار، وهذه الأحزاب في حالة ضياع إيديولوجي وفقدان لما بقي من شعبيتها الآفلة، فالحزب الشيوعي الذي كان لمدة أحقاب يحرز على قرابة 30 في المائة من أصوات الناخبين أصبح يكتفي بحوالي 8 في المائة فيما إن بيزانسونو وأصدقاءه من أقصى اليسار لا يعدو أن يكون وزنهم هامشيا. ولكن هل هذا التفاؤل اليميني في محله ، إذ يمكن أن تجري مياه كثيرة في أي اتجاه في الأثناء، خصوصا إذا عرفت السيدة أوبري كيف تمسك بزمام الأمور وتفرض زعامتها المهزوزة حاليا، على حزب اشتراكي متحلل، وتجعل منه حزبا قياديا كما كان أيام الرئيس الفرنسي الأسبق ميتران. السؤال الآخر هو : هل أن فرنسا وفي حال اهتزاز كرسي الرئاسة تحت ساركوزي ، ستقبل بامرأة في المنصب، بعد أن رفضت لمنافستها السيئة الحظ سيغولين روايال شرف الجلوس على هذا الكرسي قبل عام ونصف العام، والتي بهزيمتها أمام السيدة أوبري تكون قد فقدت كل حظوظها في أن تكون مرشحة الحزب الاشتراكي الفرنسي مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم كل تأكيداتها بأنها ستكون مرشحة العام 2012. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 نوفمبر 2008)
بروجيكت سنديكيت
إن حلف شمال الأطلسي الذي من المفترض أن يجتمع وزراء خارجيته الأسبوع المقبل يحتضر الآن. لا شك أن الموت مصير كل كائن حي. وبينما يقترب حلف شمال الأطلسي من الاحتفال بعيد مولده الـ 60 في الربيع القادم، فلا توجد ضرورة ملحة لكتابة نعيه الآن، فمن المعقول أن يتطلع أبناء الـ 60 من العمر إلى عشرة أعوام أخرى، أو ربما 20 أو 30، من الحياة النشطة المنتجة. ولكن ربما حان الوقت الآن للتفكير ببعض التعقل في حقيقة مفادها «أن الرجل المسن لن يظل معنا إلى الأبد». إن المؤسسات الإنسانية -مثلها في ذلك مثل الكائنات البشرية- من الممكن أن تنهار بسرعة مدهشة بمجرد أن ينتفي الغرض من وجودها وتصبح بلا فائدة. كان تفسخ الاتحاد السوفيتي على ذلك النحو المثير بمثابة تذكرة لنا بما قد يحدث للمنظمات حين تترسخ الشكوك بشأن قدرتها على الاستمرار في خدمة أي مصالح حقيقية غير مصالح عملائها وموظفيها، وكيف قد تتنامى الشكوك حين تحاول هذه المنظمات أن تحول نفسها إلى شيء بعيد كل البعد عن حقيقتها. لا شك أن حلف شمال الأطلسي أبدى قدرا غير عادي من الصلابة والتماسك. فقد كان من المفترض أن يزول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتبخر حلف وارسو، إذ إن مهمته كانت قد انتهت آنذاك. ثم جاءت أزمة البلقان في التسعينيات، وبلغت ذروتها مع إدراك حقيقة مفادها أن القوة العسكرية الأميركية فقط هي القادرة على وضع حد لحملة التطهير العرقي التي شنها الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش ضد كوسوفو. وبعد ذلك جاءت الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 لتجعل من خيار «الخروج من المنطقة أو الخروج من العمل» قضية بديهية لا تحتاج إلى تفكير. وعلى هذا فقد اختار حلف شمال الأطلسي البقاء في العمل والخروج إلى أفغانستان. بيد أن مظاهر المرونة التي أبداها حلف شمال الأطلسي على نحو متكرر لا ينبغي لها أن تحجب عنا حقيقة جلية مفادها أنه لم يعد قادرا على توفير الأساس الصحي للعلاقات الأمنية عبر ضفتي الأطلسي. وما دامت علة وجود حلف الشمال الأطلسي كانت تتلخص في إبقاء الروس خارج المنظمة والولايات المتحدة داخلها، فقد كان من المحتم واللائق أن تكون الزعامة من جانب أميركا، وأن يكون الاحترام من جانب أوروبا. لا تزال هذه العلاقة غير المتوازنة تشكل ميزة بالنسبة لكل من الطرفين. فقد يجد الأميركيون أن حلفاءهم الأوروبيين (القدامى) أقل إذعانا من ذي قبل، ولكن بوسعهم على الأقل أن يعتمدوا على غياب أي بدائل جادة لما ينبغي أن يكون عليه حلف شمال الأطلسي، أو ما يتعين عليه أن يقوم به. كما يستطيع الأوروبيون أن يستمروا في تجنب تحمل المسؤولية عن أمنهم الخاص، وأن يستحضروا الوصية المقدسة: «إن حلف شمال الأطلسي هو حجر الزاوية لأمننا»، باعتبارها بديلا للتفكير الاستراتيجي الجاد. بيد أن كل طرف بات الآن يمقت سلوك الآخر. فالأميركيون يرون أن الأوروبيين يمتحنون صبرهم حين يمنحون أنفسهم الحق في إسداء النصيحة والانتقاد، بينما يعزفون عن تحمل أي قدر من المجازفة. فضلا عن ذلك فقد تعلمت الولايات المتحدة من تجربة كوسوفو و «الحرب بالتفويض» ألا تثق بمنظمة حلف شمال الأطلسي كمقر لإدارة العمليات، والآن تسلط مسألة أفغانستان الضوء على أوجه القصور التي تعيب المنظمة باعتبارها آلية لتوليد تضافر القوى. أما الأوروبيون فهم غير سعداء بشأن الضغوط الرامية إلى إرغامهم على المشاركة في «الحرب ضد الإرهاب» التي تقودها الولايات المتحدة، والتي ينظرون إليها باعتبارها أمرا خطيرا وقائما على خطأ في الفهم والحكم، هذا بالإضافة إلى مطالبتهم بالانحياز إلى سياسات يبدو من الواضح أنها مصممة لاستعداء جيرانهم الأكثر صعوبة مثل روسيا والعالم الإسلامي. ماذا ينبغي أن يحدث إذن؟ لا شيء من أفكار تجديد شباب حلف شمال الأطلسي تبدو وكأنها تشكل حلا معقولا. وكل الحديث عن الشراكة المحسنة بين حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ليس أكثر من إهدار للجهد. و «الحوار الاستراتيجي المكثف في بروكسل» لا يرقى في الممارسة العملية إلى أكثر من اجتماعات للجنة المشتركة المطولة، حيث يقوم سفير أحد البلدان إلى حلف شمال الأطلسي بشرح موقف حكومته أمام دبلوماسي آخر من نفس البلد ومعتمد من قبل الاتحاد الأوروبي. والمشكلة لا تكمن في العلاقات المؤسسية بين المنظمتين، إلا حين يتصل الأمر بالمشكلة المهمة رغم ضيق نطاقها، وهي مشكلة تركيا وقبرص اللتين تصران حتى الآن على متابعة نزاعهما الثنائي دون أي اعتبار للمخاطر الحقيقية التي يتعرض لها أفراد من حلفائهما وشركائهما، في أفغانستان وكوسوفو. والمشكلة الحقيقية تدور حول العلاقات بين الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية، التي ينتمي 21 بلدا منها إلى كل من المنظمتين. ولا تكمن الإجابة أيضا في إنشاء تكتل «سياسي» تابع للاتحاد الأوروبي داخل منظمة حلف شمال الأطلسي. فلقد أثبتت فكرة إنشاء «هوية الدفاع الأوروبية» داخل الحلف عدم جدواها، كما حدث في التسعينيات. ومنذ ذلك الوقت كان توسع الحلف وانتشار «شركائه» سببا في التأكيد على عدم ملاءمة فكرة القيام بدور جماعي خاص لصالح البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. إذ إن ازدواجية عملية صنع القرار هنا لن تؤدي إلا إلى شل حركة المنظمة المترنحة بالفعل. في الواقع، لا شيء أكثر جدية من التركيز على ترقية الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ولا بد وأن تكون القمة السنوية بينهما أكثر ثقلا، وأن يتحول تركيزها من القضايا الثنائية عبر الأطلسية إلى التوفيق بين السياسات والتحركات السياسية العالمية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ويتعين على رئيس الولايات المتحدة أن يولي اهتماما خاصا بجدول أعمال المجلس الأوروبي الذي يجمع بين رؤساء الاتحاد الأوروبي ورؤساء حكوماته أربع مرات في السنة، وأن تتم دعوته لحضور المجلس بين الفينة والأخرى. لا بد أيضا من رفع مستوى بعثة الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، وأن يتحول تمثيل الاتحاد الأوروبي في واشنطن إلى سفارة لائقة. وكلما أبدى الأميركيون قدرا أعظم من الجدية والاستعداد لتقبل الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة، كلما كان الأوروبيون أكثر جدية في التعامل مع أنفسهم. ذات يوم قال ونستون تشرشل: «تستطيع دوما أن تعتمد على الأميركيين في القيام بالتصرف السليم، ولكن بعد أن يجربوا كافة البدائل». على نفس النحو، سوف يجد الأوروبيون في النهاية أنهم لا بد وأن يتحدثوا بصوت واحد وأن يعملوا ككيان واحد في العالم الأكثر رحابة، ولو لم يكن ذلك إلا لأن العالم الذي تحكمه العولمة لن يسمح لهم بترف القيام بأي شيء آخر. وكما تنبأ شارل ديغول: «لن تتوحد أوروبا على يد رجل دولة أوروبي. بل سوف تتوحد على أيدي الصينيين». لن يتمكن الأوروبيون من تقديم أي إسهام فعال في توفير الأمن العالمي أو تأسيس شراكة أمنية راسخة عبر الأطلسي إلا من خلال العمل كوحدة واحدة. مع دخول حلف شمال الأطلسي مرحلة الانحطاط فلا بد أن تحرص الولايات المتحدة على تشجيع الاتحاد الأوروبي على النضوج حتى يتمكن من تحمل مسؤولياته العالمية. ورغم كل الخلافات بينهما فإن أوروبا والولايات المتحدة تدركان تمام الإدراك أن كلا منهما هي أفضل صديق قد يتمكن الآخر من الحصول عليه في المستقبل المنظور. (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 02 ديسمبر 2008)
طنطاوي يدافع عن نفسه: لم أعرف شكله والمروجون «مجانين» العرب :مصر: مطالبة بخلع شيخ الأزهر لمصافحته رئيس إسرائيل
القاهرة – العرب – تقدم النائب المصري المستقل مصطفى بكري بطلب إحاطة «عاجل» بمجلس الشعب -الغرفة الأولى من البرلمان، وجهه إلى رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، طالب فيه رئيس الجمهورية حسني مبارك بالتدخل لتنحية الدكتور محمد سيد طنطاوي عن مهام منصبه كشيخ للأزهر، وإجباره على ذلك، مشيرا إلى أن القانون يمنع عزله، وذلك على خلفية مصافحته لـ «رئيس الكيان الصهيوني» شيمون بيريز، على هامش مؤتمر حوار الأديان الذي عقد مؤخرا بنيويورك. وقال بكري إن هذا المصافحة أثارت استياء واسعاً في كافة الأوساط، وكانت بمثابة صدمة للكثيرين، ومثلت إساءة بالغة للأزهر ودوره وقدسيته في العالم الإسلامي، معتبرا أن اللقاء يعد «تطبيعاً واضحاً مع العدو الصهيوني من قبل مؤسسة الأزهر». ولفت النائب في طلبه إلى أن شيخ الأزهر تعمد أن يلتقي العديد من حاخامات اليهود، وفي مقدمتهم حاخام إسرائيل الأكبر الذي التقاه قبل سنوات، مستطردا:» إلا أن لقاءه برئيس الكيان الصهيوني هذه المرة يمثل إهانة للمسلمين جميعا»، وطالب بكري الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بعرض الأمر على المجلس في حضور رئيس مجلس الوزراء. وكان محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر قد دافع عن نفسه في مواجهة عاصفة الانتقادات التي يتعرض لها حاليا على خلفية مصافحته الرئيس الإسرائيلي، وقال طنطاوي في تصريحات له أمس: «لقد صافحته دون أن أعرف شكله، وهذه المصافحة كانت عابرة، عابرة، عابرة لأننى لا أعرفه أصلا»، وأوضح: كنت أقف في حفل عام دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحضره أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وعشرات الرؤساء على هامش اجتماعات مؤتمر الحوار بنيويورك، وأصافح كل من يمد يده إليّ ليصافحني، وكان من بين هؤلاء شيمون بيريز الذي لم أكن أعرفه، وصافحته مثل غيره بصورة «عابرة» تماما دون أن أعرفه مطلقا، وتساءل: هل مصافحتي لشيمون بيريز هي التي ستحل القضية الفلسطينية أو تعقدها؟ وهل -إذا كنت أعرفه- كفرت بهذه المصافحة؟ واتهم شيخ الأزهر من يقومون بالترويج ونشر صور مصافحته للرئيس الإسرائيلي بأنهم «مجموعة من المجانين»، قائلا: من يسعون لعمل ضجة كبيرة على مصافحتي «العابرة» لبيريز.. من الأفضل والأولى أن يركزوا على قضية الحجاج الفلسطينيين الذين لايستطيعون الوصول إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، بسبب الخلافات بين الفصائل الفلسطينية التي تحول دون ذلك، وأضاف: «من يفتعلون هذه الضجة ما هدفهم منها؟ «دول جماعة فاضيين». كان نواب ونشطاء مصريون قد أبدوا استياء بالغا من مصافحة شيخ الأزهر للرئيس الإسرائيلي، وطالبوا بعزل طنطاوي من منصبه، ويملك رئيس الدولة وحده حق عزل شيخ الأزهر وتعيينه، بعد أن كان هذا المنصب يشغل بالانتخاب من بين هيئة علماء أكبر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 ديسمبر 2008)
الإفلاس الثقافي للمحافظين الجدد
بقلم :توفيق المديني هناك عاملان رئيسيان أسهما إلى حد كبير في تعرية الإخفاق الكبير لايديولوجية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية، الأول: الحرب الأميركية على العراق التي لم تحقق فيها إدارة الرئيس بوش النصر المرجو. بل إن كل ما حققته واشنطن في هذا الصدد هو التوقيع على الاتفاقية الإستراتيجية التي تعتبر بمنزلة التعويض الوحيد الذي خرج به الرئيس الأميركي جورج بوش من حربه الخاسرة في العراق. الثاني: الأزمة المالية العالمية، التي كشفت أفول «وول ستريت» رمز السيطرة المالية العالمية، ونهاية الثورة الريغانية، التي دشنت عصر انتصار الليبرالية الجديدة. في عام 1989 نشر الكاتب فرانسيس فوكاياما أحد أشهر المثقفين من المحافظين الجدد مقالته الشهيرة حول نهاية التاريخ، في مجلة «فورينغ أفيرز» الأميركية، فقال:«سنشهد خاتمة التطور الايديولوجي للبشرية وتعميم الديمقراطية الليبرالية الغربية كالشكل الأخير لحكم البشر..». فقبل انهيار الاتحاد السوفييتي بكثير من الوقت، اعتبر فوكوياما أن نموذج الديمقراطية الأميركي يستعد ليصبح معيارا عالميا، تسير على هداه بقية الأمم الأخرى. وبعد الانتصار المدوي في حرب الخليج الأولى (1990-1991) اعتبر العديد من المحللين الغربيين أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرنا أميركا بامتياز. وكان فوكوياما من أشد المدافعين عن الغزو الأميركي للعراق، لكن هاهو فوكوياما يجد نفسه معاقبا بعد خمس سنوات من ذلك الغزو، ويقسم أنه لم يكن في يوم من الأيام من المحافظين الجدد، ويقوم حاليا بنقد ذاتي. ففي كتابه الجديد«أميركا عند مفترق طرق» يسحب فوكوياما دعمه لحرب العراق، بقوله:«إن إدارة بوش تمادت وتجاوزت حدودها وهي تعد بسرعة وارث الولاية الأولى». لقد أدرك فوكوياما أسوة بغيره من المحافظين الجدد، أنه كان ساذجا حين أيد تغيير النظام في العراق، بوصفه قوة مستبدة تقف في وجه تقدم التاريخ. لكن الذي يطرحه فوكوياما : ما هو الخطأ الذي اقترفه المحافظون الجدد ؟ لقد خضع المحافظون الجدد للوهم القائل إن «الهيمنة الأميركية الحميدة» قد تلقى ترحيبا كبيرا في الخارج، هذا أولاً. وثانياً، كانوا مقتنعين بالعمل في ظل نظام دولي أحادي القطبية. وثالثاً، اعتمدوا سياسة وقائية ترتكز على تكهن المستقبل أكثر مما كان ممكنا. إضافة إلى ذلك، استخف المحافظون الجدد بأخطار الديمقراطية في الشرق الأوسط كأن يفوز الإسلام الراديكالي في الانتخابات. لقد قام المحافظون الجدد بهذه الحرب الاستباقية لأنهم يعلمون أن الرئيس السابق صدام حسين لم يكن يملك أسلحة دمار شامل، ولوكان يملكها لما قاموا بها. ثم إن الميزة الرئيسة لنظريات «الحرب الاستباقية» و«الحرب على الإرهاب» هي امتلاك القدرة على خوضهما عندما يكون العدو عاجزا عن الرّد( من هنا كانت الضرورة تقتضي الكذب حول التهديد الذي يمكن أن يشكله). أما مساوئ هذه النظريات، فقد أظهرتها حالات مثل كوريا الشمالية وإيران، إذ إنه عندما يكون الخطر، عسكريا أو سياسيا، موجوداً،، فإن الأولوية للقوة من دون وسائل سياسية ناجعة، تتآكل وتتراجع. من هنا بدأ المزيج بين الجهل والكذب يتصدع. أما مع الأزمة المالية العالمية، فإن هذا المزيج قد انهار. كان رونالد ريغان البطل الحقيقي لثورة المحافظين الجدد في بداية الثمانينيات، والذي ترجمت ثورته الليبرالية الجديدة بما سمي سياسة واشنطن الوفاقية والتي بموجبها قامت واشنطن والمؤسسات المالية التي تخضع لتأثيرها بتشجيع الدول على فتح اقتصادها، وانتهاج سياسة الخصخصة الرأسمالية على أوسع نطاق، يقول :«الدولة ليست الحل بل هي المشكل». لكن الآن بعد حدوث الزلزال المالي وانهيار نموذج الرأسمالية المالية الأميركية، ودخول العالم في مرحلة ما بعد الثورة الريغانية، أخفقت ثقافة المحافظين الجدد ، وأصبحت إيديولوجيتهم عارية: فمن كل حد وصوب بات العالم يطالب بعودة تدخل الدولة. وبحسب ما يعترف به الكتاب الأبيض للدفاع والأمن القومي، الذي اعتمدته الحكومة الفرنسية في يونيو 2008 لم يعد العالم الغربي، أي أوروبا وأميركا بشكل أساسي يستحوذ بمفرده على المبادرة الاقتصادية والإستراتيجية كما كان عليه الأمر عام 1994.فهل سيكون العالم متعدد الأقطاب؟ حسب تساؤل آلان غريش في مقالته المنشورة بصحيفة لوموند ديبلوماتيك نوفمبر 2008.
(المصدر: صحيفة البيان الإماراتية، آراء و أفكار، الثلاثاء 2ديسمبر 2008)
بوش يأسف بشدة على معلومات المخابرات الخاطئة عن العراق
واشنطن (رويترز) – ذكر الرئيس الامريكي جورج بوش ان اشد ما يؤسفه في فترة رئاسته هو معلومات المخابرات الخاطئة بان العراق كان يمتلك اسلحة دمار شامل. وقال في مقابلة مع شبكة (ايه.بي.سي) اذيعت يوم الاثنين انه لم يكن مستعدا للحرب عندما دخل البيت الابيض. ويغادر بوش البيت الابيض يوم 20 يناير كانون الثاني مصحوبا بنسبة تأييد شعبي قياسية الانخفاض تقريبا وهذا يرجع في جانب منه الى حرب العراق التي لا تحظى بتأييد والتي اطاحت بالزعيم العراقي صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار عام 2003. وحصدت حرب العراق أرواح اكثر من 4200 جندي امريكي. وقال بوش “اشد ما يؤسفني في فترة الرئاسة هو اخفاق المخابرات في العراق. كثير من الاشخاص جازفوا بسمعتهم وقالوا ان اسلحة الدمار الشامل تمثل سببا لازالة صدام حسين.” لكنه رفض التكهن بشأن احتمال خوضه الحرب لو ان المخابرات قد ذكرت ان العراق لا يمتلك اسلحة دمار شامل. وقال بوش بحسب مقتطفات من مقابلة اجرتها (ايه.بي.سي) في الاونة الاخيرة في كامب ديفيد “هذا سؤال شيق. هذا اعادة للماضي لا يمكنني القيام بها.” وبينما يستعد بوش لتسليم حربي العراق وافغانستان الى خليفته الرئيس المنتخب باراك اوباما يقول انه لم يكن مستعدا بحال لان يخوض حربا عندما دخل البيت الابيض. وقال بوش “اعتقد انني لم اكن مستعدا للحرب. بمعنى اخر لم اخض حملتي الانتخابية ولم اقل.. من فضلكم انتخبوني فسوف استطيع شن هجوم.” واضاف “لم اكن اتوقع حربا.” وقال انه لو سحب القوات الامريكية من العراق قبل الوقت المناسب لكان هذا تنازلا عن مبادئه. واضاف “كان مطلبا عسيرا وبخاصة لان كثيرين من الناس كانوا ينصحونني بالخروج او الانسحاب من العراق.” ويوجد 146 الف جندي امريكي في العراق و32 الفا في افغانستان. وقال بوش في شهوره الاخيرة في البيت الابيض انه كان مطالبا باتخاذ اجراء جريء تجاه الازمة المالية لتفادي كساد كبير اخر. وسئل ما اذا كان مما يخيفه ان المبادرات التي إتخذتها الحكومة لمواجهة الازمة المالية وصلت الى 7.5 تريليون دولار اي نحو نصف قيمة الاقتصاد الامريكي. قال بوش “ما كان يخيفني ليس هو عدم تحريك ساكن وهو ما كان سيؤدي الى انهيار مالي كبير والى سيناريو يمكن تصوره لكساد اكبر من الكساد الكبير.” وقال لشبكة (ايه. بي. سي) “ساترك الرئاسة مرفوع الرأس.” (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 2 ديسمبر 2008)
المعاهدة الأمنية مع الأميركيين.. أي معنى للسيادة؟
فاضل الربيعي بعد مصادقة البرلمان العراقي على نصوص المعاهدة الأمنية بين بغداد وواشنطن، تكون الطبقة السياسية قد انتقلت فعلياً من حقبة المزاعم عن «تحرير العراق من الاحتلال» إلى حقبة المزاعم عن «تحرير العراق من الفصل السابع». بينما ينتقل الأميركيون فعلياً من حقبة «الاحتلال» إلى حقبة «الوجود الشرعي» وبناءً على رغبة حكومة بلد صديق. وبذلك يكون الجزء الأهم من السجال السياسي الدائر حول المعاهدة قد تمحور كلياً منذ الآن، في نقطة مركزية واحدة، ستكون هي بؤرة ولبّ كل النقاش والفعاليات الاحتجاجية ومعها سائر أشكال التعبير عن السخط والغضب والرفض: هل يمكن حقاً استرداد السيادة من خلال معاهدة أمنية طويلة الأمد؟ وكيف؟ ويبدو أن السجال ضد هذه الفكرة ينطلق بدوره من مجموعة أفكار و «ملاحظات» فجَّرها النص العربي من المعاهدة، والذي تضمَّن صياغة مبهمة لأهم شرطين من شروط السيادة، هما: خروج العراق نهائياً من الفصل السابع وتحريره من الأعباء والقيود التي تكبل وضعيته كبلد مستقل، وتقديم ضمانات قانونية للحفاظ على ممتلكاته وأمواله. وهذان الشرطان تمت صياغتهما على نحو يصعب، أو يستحيل، على العراق في المستقبل إلزام الطرف الأميركي الإيفاء بهما. وعلى سبيل المثال، فإن البند الخاص بمسألة معالجة خروج العراق من الفصل السابع، لا يتضمن سوى «تعهد بأن تبذل الولايات المتحدة الأميركية قصارى جهدها في مجلس الأمن»! ولكن من دون أي تأكيد رسمي أن مثل هذا الجهد يجب أن يؤدي إلى «ضوء في آخر النفق». وهذا يعني أن كل ما تشدق فيه السياسيون عن الخلاص من عبودية الفصل السابع لن تكون له -في نهاية المطاف- أدنى قيمة سوى قيمة المزاعم نفسها عن «تحرير العراق». بيد أن أكثر الذرائع والمبررات التي ساقتها الطبقة السياسية من أجل تمرير المعاهدة إثارة، تلك التي عبَّر عنها رئيس الوزراء ثم بعض قادة الكتل البرلمانية في أثناء التصويت، ومفادها أن «المعاهدة هي خطوة أولى على طريق استعادة العراق سيادته». فهل نحن أمام «خطوة» على طريق السيادة حقاً، أم أننا أمام نفق مظلم آخر قد لا يفضي إلى أي ضوء؟ من المهم للغاية ملاحظة أن الجدل الذي رافق عملية التصويت ركز على فكرة أن العراق سيظل تحت الوصاية الأميركية حتى مع توقيعه على الاتفاقية، ومع ذلك جرى تمرير المعاهدة بسهولة. فما الذي حدث بالضبط؟ وكيف توصلت الكتل السياسية المتنازعة والمتصارعة إلى توافق سياسي على أن العراق يمكن أن يسترد سيادته فقط من خلال إبرام معاهدة تحصل قوات الاحتلال بموجبها على وضعية قانونية وسياسية فريدة في نوعها؟ وهل يمكن الحفاظ على «معنى السيادة» القانوني والسياسي في ظل معاهدة تضفي على «الاحتلال» كل ما يلزم من شرعية؟ ليست الاتفاقية الأمنية التي وقَّع عليها العراق «اتفاقية» بالمعنى القانوني، بل معاهدة استراتيجية كبرى، لأنها تتضمن سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية وحتى الرياضية والصحية والتجارية. برأينا أن أخطر ما في هذه المعاهدة هو صياغتها لـ «معنى السيادة». إنها تقدم صياغة جديدة وعلى نحو ملائم تماماً لوظائف ومتطلبات مرحلة الاحتلال الطويل، وهي المرحلة التي تحدث عنها المرشح الجمهوري للرئاسة ووصفها باستراتيجية البقاء في العراق لمئة عام. ولأن الأمر يتعلق بإعادة بناء «فكرة السيادة» في الثقافة السياسية العراقية، بأكثر مما يتعلق بـ «صياغات غامضة» هنا وهناك، فإن من المهم ملاحظة أن واشنطن وهي تنتقل من حقبة الاحتلال إلى حقبة «الوجود الشرعي والقانوني» الذي تتحول بموجبه إلى «قوات صديقة»، تقوم في الآن ذاته بمساعدة الطبقة السياسية على الانتقال من فكرتها عن «التحرير» إلى فكرة الاحتلال نفسه عن «تحرير العراق». وبذلك يصبح «التحرير مهمة أميركية» لا عراقية. بكلام آخر: سوف تصبح الولايات المتحدة الأميركية هي الطرف المقرر في الصراع حول الاستقلال ما دامت قد أفلحت بالفعل في إنشاء مفهوم تجريدي للسيادة ووضعه في إطار قانوني ملزم للطرف الحكومي في العراق، أي ما دامت قد تمكنت من بناء فكرة أخرى عن معنى السيادة، وبحيث تصبح العبودية الأبدية مطلباً وطنياً! بل وتصبح العلاقة بالأميركيين والارتهان لسياستهم في المنطقة نوعاً من أنواع الصداقة! ولعل التهنئة التي تقدم بها السيد عمار الحكيم (نجل الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق) لشيوخ عشائر محافظة ديالى بعد يوم واحد من توقيع الاتفاقية، هي التعبير الأكثر تجسيداً لهذا النوع من التحول في المفاهيم، إذ خاطب العشائر بقوله: «هنيئاً لكم توقيع الاتفاقية. اليوم أصبحتم على طريق السيادة». تُرى، لماذا تصر بعض وسائل الإعلام العربية والأميركية على الزعم أن المعاهدة الأمنية هي «اتفاقية لسحب القوات»؟ مع أنها لا تتضمن في الأصل أية اتفاقية ملزمة بالمعنى القانوني، لا لسحب القوات ولا لتعريف مهام ووظائف الوجود العسكري الدائم. علماً بأن المعاهدة لا تتحدث مطلقاً عن جدول حقيقي للانسحاب، بل عن موعد تحدده «الأوضاع الميدانية» وعن «تنظيم دخول ومغادرة الجنود الأميركيين»! قبل أكثر من خمس سنوات قدَّمت الطبقة السياسية في العراق كل ما هو مطلوب منها لتمرير مشروع الغزو. واليوم، تستكمل ما يُطلب منها بتقديم كل ما يلزم لتحويل فكرة «السيادة المجردة» إلى مطلب بديل عن الجلاء والاستقلال الوطني. (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 02 ديسمبر 2008)
مراكز أبحاث إدارة أوباما في السياسة الخارجية
طارق الكحلاوي
– مركز الأمن الأميركي الجديد – المجلس من أجل عالم يمكن العيش فيه – المركز من أجل التقدم الأميركي إلى جانب السياسيين التنفيذيين كان دوما للخبراء الناشطين ضمن مراكز الأبحاث غير الحكومية (think tanks) الأميركية دور بارز في الإدارات الأميركية المتعاقبة، وهي كذلك نافذة تشارك عبرها الدوائر الأكاديمية وأحيانا بعض الفرق الإيديولوجية والسياسية، لا في التنظير للسياسات فحسب، بل في صناعتها أيضا من خلال تقديم المشورة لصانعي السياسة أو تبوُّؤ مواقع تنفيذية متقدمة. تتزايد أهمية هذه المراكز بشكل خاص عندما تكون للرئيس الأميركي رؤية إيديولوجية ثابتة وواضحة وهو ما حدث مع الرئيس بوش في عهدتيه خلال السنوات الثماني الماضية، إذ كان لمركز مثل “معهد المؤسسة الأميركية” دور بارز في مجمل الملفات بما في ذلك ملف الحرب على العراق منذ بدايته حتى في صياغة خطة “زيادة القوات” بأشكال تفوق أحيانا المؤسسات التنفيذية الحكومية. الرئيس ريغان الذي جاء بسياسات محافظة جدا في بداية الثمانينيات كان يستعين في صناعة سياساته إلى حد كبير بمركز “الهريتاج فاونديشن”. الرؤساء الديمقراطيون لم يتخلفوا عن هذا التقليد ولكن بشكل أقل بروزا بسبب أهمية الرؤى البراغماتية في صياغة سياساتهم، فقد لعب معهد “بروكينغس” دورا بارزا خلال عهدتي الرئيس كلينتون في تقديم المشورة، وكان مصدرا للخبراء الذين تم تعيينهم في مواقع تنفيذية. ينطبق ذلك على الإدارة المرتقبة للرئيس المنتخب باراك أوباما، لأنها في سياق رغبتها في إظهار الرئيس بمظهر الرئيس الموحد، وبمعزل عن شعاراتها البراغماتية وعدم رغبتها في التموقع إيديولوجيا، وكذلك بمعزل عن التركيز الراهن على ذوات الشخوص التي اختارتها لمواقع متقدمة والتي تحمل أحيانا رؤى متناقضة، لديها خلايا من الخبراء الذين بدؤوا في التموقع ضمن الهياكل الوسطى لصناعة السياسات، خاصة عبر “فرق مراجعة الوكالات” (Agency Review Teams) و”مجموعات العمل على السياسات” (Policy Working Groups) في الإدارة الانتقالية العاملة الآن في واشنطن. مع كل الضبابية والغموض اللذين لا يزالان يغلفان آفاق السياسات التنفيذية للإدارة الجديدة فإن خلفية العناصر العاملة الآن في شؤون السياسة الخارجية خاصة بالنسبة للاتجاهات العامة لمراكز البحث المنتمين إليها يمكن أن تمثل أحد المصادر لفهم الخطوط العامة للسياسة الخارجية لإدارة أوباما. أستعرض فيما يلي أهم مراكز البحث هذه بناء على أسماء العاملين في إدارة أوباما الانتقالية كما تم الإعلان عنها عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للرئيس المنتخب. مركز الأمن الأميركي الجديد تظهر أهمية “مركز الأمن الأميركي الجديد” (The Center for New American Security) في الإدارة المرتقبة من خلال حضور أسماء بارزة ضمن الفرق التي عينها الرئيس المنتخب في إدارته الانتقالية بالنسبة لملفات الشؤون الخارجية. من بين أبرز هذه الأسماء ميشال فلورني التي أسست بمعية كورت كامبال “مركز الأمن الأميركي الجديد” منذ حوالي سنة. وهناك أيضا ويندي شيرمان، المكلفة من قبل أوباما بمراجعة وضع وزارة الخارجية، وسوزان رايس أحد أبرز مستشاري أوباما في السياسة الخارجية وهي عاملة في الإدارة الانتقالية في ملف الأمن القومي وهما عضوان في مجلس إدارة المركز. ومثلهما جيمس ستاينبرغ المكلف مع رايس بالإشراف على ملف الأمن القومي في مجموعات العمل على السياسات في الإدارة الانتقالية لأوباما. بالإضافة إلى ذلك برزت أسماء أخرى من بين الذين قدموا مشورة للرئيس المنتخب أو من بين المرشحين لمناصب متقدمة من الناشطين في المركز، مثل ريتشارد دانزيغ، عضو مجلس الإدارة الذي برز منذ أسابيع كأحد المرشحين لمنصب متقدم في وزارة الدفاع. هناك كذلك جون ناغل الذي بدا أحد أهم مستشاري أوباما في ملف أفغانستان، وخاصة موضوع حرب العصابات، إذ كان من بين أهم الخبراء الذين أعادوا صياغة خطط العسكرية الأميركية في هذا المجال، خاصة في العراق تحت إشراف الجنرال بتراوس. ومن المتوقع أن يلعب دورا متقدما في خطط الإدارة الجديدة فيما يخص الحرب في أفغانستان. من اللافت أن مركز الأمن الأميركي الجديد حديث النشأة إذ تأسس سنة 2007، وأنه يختص بشكل حصري في الشؤون الخارجية، وأن أغلب عناصره كذلك بمن فيهم مؤسسوه من بين الأكاديميين الذين عملوا سابقا في إدارة الرئيس بيل كلينتون كما أن عددا منهم لا يزال ينشط في إطار معهد بروكينغس الذي برز في عهد كلينتون. غير أن هذا المركز بعكس بروكينغس صغير الحجم لا يزيد عدد خبرائه على عشرين خبيرا، ولكنه مع ذلك يلعب بشكل واع دور الراعي للإدارة الجديدة في ملف الشؤون الخارجية كما يبدو من خلال مؤلف تم نشره مباشرة بعد الانتخابات بعنوان “عمليات الانتقال الصعبة: مخاطر السياسة الخارجية في بداية السلطة الرئاسية” من تأليف كورت كامبل وجيمس ستاينبرغ. الاتجاه العام للمركز يظهر في شعاره الرئيس الذي يركز على البراغماتية وتطوير سياسات أمن قومي ودفاع قوية وبراغماتية ومبدئية. في قراءة أولية من الضروري الإشارة هنا إلى أن أبحاث المركز لا تركز على ملفات محددة بما في ذلك المنطقة العربية والإسلامية بقدر ما تحاول النظر إلى المنطقة من زوايا إستراتيجية كبرى وشاملة مثلما تعلن العديد من ورقات البحث الجماعية التي نشرت خلال هذا العام. من أهم النقاط التي تبرز بين مواقف واهتمامات هذه الأبحاث الدفاع عن أولوية الدبلوماسية باعتبارها عاملا أساسيا في تغيير قواعد اللعبة في العلاقة مع إيران. في الملف العراقي يبرز مقال منشور من قبل أحد كبار باحثي المركز يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري يتحدث عن “الاتفاقية الأمنية” بوصفها إطارا زمنيا للانسحاب وهو موقف يختلف عن الجداول الزمنية التي أعلنها أوباما سابقا بين 16 و18 شهرا. المقال يتخوف بشكل خاص من رغبة عراقية في تغيير موعد الانسحاب ويعتبر أن لإيران مصلحة طبيعية في العراق وأن المشكل هو في حدود النفوذ الإيراني التي يمكن أن تسمح بها الولايات المتحدة. في المقابل هناك ورقات بحث أخرى تعكس اهتماما خاصا من قبل المركز بموقف قوى آسيوية كاليابان والهند والصين من الحرب في العراق. المجلس من أجل عالم يمكن العيش فيه المركز الآخر الذي يبرز مصدرا للخبراء القادمين إلى الإدارة الجديدة في ملفات مختلفة بما في ذلك السياسة الخارجية هو “المجلس من أجل عالم يمكن العيش فيه” (Council for a Livable World). الاسم الأبرز هنا هو سارة سيوال المشرفة على ملف الأمن القومي في الإدارة الانتقالية بالنسبة لفرق مراجعة الوكالات، وهي تنشط ضمن المجلس المذكور في مجلس الإدارة الاستشاري. من اللافت كذلك أن عددا من المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية الأخيرة مرتبطون بشكل مباشر بالمجلس، خاصة أن المجلس عبر رئيسه غاري هارت ومديره التنفيذي جون إيزاكس كان من بين أهم مراكز البحث التي ارتبطت بشكل مبكر بأوباما. وتوم داشل أحد أهم مستشاري أوباما في الملفات الداخلية الذي سيشغل منصب وزير الصحة، كان أيضا من بين أبرز أعضاء المجلس. سيوال التي شغلت سابقا منصب نائبة مساعد وزير الخارجية للدفاع والسلام في عهد الرئيس كلينتون تبدو مختلفة عن النخبة الأكثر تقليدية المتمركزة في مركز الأمن الأميركي الجديد، خاصة من حيث إصرارها على ضرورة الانسحاب من العراق بشكل سريع. الاتجاه العام للمركز عموما يقع توصيفه إعلاميا بأنه معاد للحرب، وأبحاث المركز تتم خاصة عبر واجهة “مركز مراقبة الأسلحة وعدم انتشارها” الذي يرجع تأسيسه إلى بداية الستينيات على يدي عالم فيزياء أميركي كان يعارض تصنيع الأسلحة النووية واستخدامها. في الملف العراقي تعكس أوراق بحث المجلس ضرورة عدم الاتكال على مآل الوضع الداخلي العراقي ومن ثمة الظروف الأمنية المتأثرة بذلك، وهو موقف يتعارض مع رؤى القيادات العسكرية الأميركية التي بدأت تضغط على أوباما في اتجاه ربط الانسحاب من العراق بالظروف في الميدان. موقف أوراق بحث المجلس من إيران مثير للاهتمام من جهة تركيزه على أولوية العلاقة الأميركية الإيرانية وتحديدا أن “إيران لا تشكل خطرا مهددا بالنسبة للولايات المتحدة”، وهو موقف لا يربط “الخطر الإيراني” بتهديده للوجود الإسرائيلي كما يمكن أن يفعل آخرون. كما تقلل الورقة من خطورة البرنامج النووي الإيراني السلمي وإمكان تحوله بسرعة إلى برنامج تسليحي، ومن هذه الزوايا تنصح الورقة الخاصة بإيران بتفعيل الحوار الأميركي الإيراني. لكن مثلما هو الحال مع المركز أعلاه فإن المجلس لا يبحث بشكل خاص ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما يشكل مؤشرا يضاف إلى مؤشرات أخرى على الأهمية المحدودة لهذا الملف في الفترة القادمة. المركز من أجل التقدم الأميركي مركز الأبحاث الثالث الذي يبرز من بين المؤثرين في صناعة سياسات الإدارة الجديدة هو “المركز من أجل التقدم الأميركي” (The Center for American Progress). بالإضافة إلى جون بوديستا رئيس وأحد مؤسسي المركز وأحد ثلاثة من أبرز المشرفين بشكل عام على الفريق الانتقالي للإدارة الجديدة، نجد بالنسبة للملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية جوزيف سيرينسيوني وهو المستشار الرئيسي لأوباما بالنسبة لملف الأسلحة النووية وهو في نفس الوقت أحد كبار الباحثين في المركز. هناك كذلك غريغوري كريغ الذي كان حتى فترة قريبة أحد أبرز مستشاري أوباما في السياسة الخارجية، وهو أحد كبار الباحثين في المركز، وقد كان مكلفا بالتشكيك في مؤهلات هيلاري كلينتون في ملف السياسة الخارجية. ” لا يوجد اهتمام بارز لدى هذه المراكز عموما بملف الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما لا يتفق مع تقارير إخبارية غير مؤكدة برزت في الآونة الأخيرة إزاء عزم أوباما دفع هذا الملف بقوة مع بداية عهدته الرئاسية عبر التركيز على “مبادرة السلام” العربية ” ورغم أنه عمل في السابق في إدارة كلينتون فإن التقارب بين الكثير من الكلينتونيين وأوباما أدى على ما يبدو إلى محاولة إبعاده عن ملفات السياسة الخارجية من خلال تعيينه مستشارا قانونيا للبيت الأبيض. لكن ذلك لا يبدو أنه يمنع كريغ من التدخل في السياسة الخارجية، إذ نشر عبر المركز من أجل التقدم الأميركي وقام بتصريحات يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني تتعلق بالملف الكوري الشمالي وتحديدا ضرورة إرسال مبعوث خاص للكوريين لإبراز النوايا الجيدة للإدارة الجديدة. مواقف سيرينسيوني مثيرة للانتباه كذلك خاصة أنها جلبت انتقادات كثيرة من المعلقين الإسرائيليين بسبب دعوته إلى وضع الترسانة النووية الإسرائيلية على طاولة المفاوضات في أي صفقة نووية في المنطقة بما في ذلك الحوار الأميركي الإيراني المتوقع. يجب التذكير هنا بأن الداعم المالي للمركز البليونير هو جورج سوروس المعروف بانتقاداته الحادة للمحافظين الجدد، كما أن أوراق بحث المركز تبدو متماهية إلى حد كبير مع المواقف العامة لأوباما في السياسة الخارجية بما في ذلك الانسحاب من العراق مقابل زيادة القوات في أفغانستان. لكنه من اللافت مدى اهتمام المركز بملف الصراع العربي الإسرائيلي، بشكل خاص والتعويل على خبراء ناشطين في أروقة “قوى السلام”. بشكل عام يبدو تأثير مراكز البحث هذه متفاوتا على الإدارة المرتقبة، إذ وفقا للمعطيات الراهنة يبرز مركز الأمن الأميركي الجديد بوصفه المؤسسة الأكثر تأثيرا من الناحية الكمية في أقل الأحوال. كما أنه من الملاحظ أن هناك اختلافات بينها بالرغم من أن معظم المنتسبين إليها عملوا سابقا في إدارة الرئيس كلينتون مما يعني أن هذه الخلفية لا تعني بالضرورة استنساخا لنفس الرؤى. من جهة أخرى تبدو أوراق البحث الخاصة بهذه المراكز مهتمة بصياغة رؤى إستراتيجية عامة، وبالتركيز على موضوعات مستقلة في نفس الوقت كإيران والعراق وأفغانستان من دون تقديم رؤية واضحة ومتناسقة في العلاقة مع المنطقة العربية. ولا يوجد اهتمام بارز لدى هذه المراكز عموما بملف الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما لا يتفق مع تقارير إخبارية غير مؤكدة برزت في الآونة الأخيرة حول عزم أوباما دفع هذا الملف بقوة مع بداية عهدته الرئاسية من خلال التركيز على “مبادرة السلام” العربية. يجب النظر في هذا الإطار أيضا إلى غياب أي خبراء من الشرق الأوسط خاصة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي من بين خبراء الصفوف الأولى الذين تم تعيينهم في الإدارة الانتقالية. رغم تداول اسمي دنيس روس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومارتين إنديك من مركز سابان التابع لمعهد بروكينغس فإنهما يغيبان عن الأسماء المعلنة الآن المكلفة بملفات السياسة الخارجية. وحتى لو تم تعيين هذين الخبيرين فبالنظر إلى التجربة السابقة لهما في عهد الرئيس كلينتون فسيكون ذلك مؤشرا على رغبة الإدارة القادمة في وضع هذا الملف في الثلاجة والاقتصار فيه على جولات استكشافية. __________________ كاتب تونسي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 2 ديسمبر 2008)
Home – Accueil – الرئيسي