الخميس، 18 مارس 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3586 du 18.03.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:عقد الجلسة العامة و انتخاب هيئة مديرة جديدة..

الجـمـعـيـة الـتـونـسـيـة لـمـقـــــــاومة الــتــعــذيـــب:بيــــان

السبيل أونلاين :البوليس يقتحم منزل بلال بن يوسف بن محمد الشواشي

السبيل أونلاين :إختفاء الشاب المتدين صالح الحسني منذ 30 ستمبر 2009 في ظروف غامضة

كلمة :الجزائر تحجب موقع مجلة وراديو “كلمة الجزائر”

السبيل أونلاين :العفو الدولية تتهم شركات أوروبية بتصدير معدات التعذيب

الصباح:المحامون الشبان:بن صميدة يحتفظ بالرئاسة وهدى بن حمودة أمينة مال

وكالة تونس افريقيا للأنباء:الرئيس زين العابدين بن علي يستقبل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط

وكالة تونس افريقيا للأنباء:نحو توسيع تطبيق الية جمع الادوية عبر التبرعات

العربية.نت:الترجي يطلق قناته التلفريونية والإفريقي ينطلق من شبكة برلسكوني

الصباح:من الذاكرة الوطنية:المحكمة الجنائية العليا وأولى محاكمات اليوسفيين

وكالة قدس برس:تونس: القيروان تحتضن ندوة تونسية ـ مغربية عن تعاليم المذهب المالكي

الراية:وزير الداخلية السعودي يطالب باستراتيجية عربية للأمن الفكري

مجلة الأمة: سعيا لتحقيق حلمه التّاريخي المشروع الصّهيوني يسابق الزّمن

العرب:المضحك المبكي.. الهامش والمتن (2 من 2)

مدونة الدكتورة الفة يوسف :أعتذر لكم

القدس العربي:قمع عربي عابر للقارات

العرب: بصيص من أمل توفره الانتخابات العراقية

قنطرة :أود أن أكون مصرياً


Pour afficher lescaractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
فيفري 2010


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس/ E-mail :aispp.free@gmail.com  تونس في 18 مارس 2010  عقد الجلسة العامة و انتخاب هيئة مديرة جديدة..


عقدت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين جلستها العامة العادية بحضور أغلب أعضائها ، و بعد المصادقة على التقريرين الأدبي و المالي تمت مناقشة لائحتين، صادق المؤتمرون على إحداهما و تأجّل النظر في الثانية لمزيد التدقيق، ثم أشرفت اللجنة الإنتخابية على عملية الإقتراع السري وأعلنت بعد فرز الأصوات عن انتخاب كل من : الأساتذة سعيدة العكرمي و خالد الكريشي و ضياء الدين مورو وعبد الوهاب معطر و سمير بن عمر وسمير ديلو، والسادة رشيد النجار و فوزي الصدقاوي ولطفي العمدوني . وعقدت الهيئة المديرة الجديدة لاحقا اجتماعا تم خلاله توزيع المسؤوليات على النحو التالي : سمير ديلو : رئيس . عبد الوهاب معطر : نائب رئيس . سمير بن عمر: كاتب عام. رشيد النجار: أمين مال. سعيدة العكرمي : مكلف بمتابعة أوضاع السجون . فوزي الصدقاوي : مكلف بالتقارير والإصدارات. خالد الكريشي : مكلف بمتابعة المحاكمات السياسية . ضياء الدين مورو : مكلف بمتابعة قضايا ” مكافحة الإرهاب ” . لطفي العمدوني : عضو مكلف بمتابعة أوضاع المساجين المسرّحين .   عن الهيئـــــة المديـــرة الرئيس الأستاذ سمير ديلو


الجـمـعـيـة الـتـونـسـيـة لـمـقـــــــاومة الــتــعــذيـــب تونس، في 17 مارس 2010 بيــــان


أصدرت الدائرة الجنائية الابتدائية بقفصة حكما بالسجن النافذ لمدّة أربعة سنوات وشهر نافذة ضدّ الشاب حسن بن عبد الله، وذلك في نطاق الملف الذي حوكم بموجبه عدنان الحاجي ورفاقه. وبالجلسة نفى بن عبد الله مشاركته في وفاق إجرامي أو الاعتداء على موظفين أو الإضرار بالأملاك العامة، مؤكدا أنه اعتصم سلما رفقة شبان آخرين بالاتحاد المحلي للشغل بالرديف إثر صدور نتائج مناظرة الانتداب لشركة فوسفاط قفصة في جانفي 2008. والشاب حسن بن عبد الله خريج جامعي وعضو ناشط في اتحاد المعطين عن العمل. إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب : – تعتبر محاكمة الشاب بن عبد الله لم تكن عادلة لتجاهل المحكمة مطالب لسان الدفاع في الاطلاع على محتوى الأقراص المحجوزة والتحرير على شهود الإدانة ومكافحتهم به. – تطالب بالإفراج الفوري عن الشاب بن عبد الله وباقي الشبان الذين يقضون عقوبات سجنيّة على خلفية أحداث الحوض المنجمي   الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب الكاتب العام منذر الشارني للإتصال بالجمعية :25339960 -98351584 -21029582


البوليس يقتحم منزل بلال بن يوسف بن محمد الشواشي


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   إقتحمت أعداد كبيرة من أعوان الشرطة يوم الإثنين 08 مارس 2010 ، منزل بلال بن يوسف بن محمد الشواشي وهو من متساكني حي الرمانة غربي العاصمة التونسية ، وقاموا بتفتيشه وبقي المنزل تحت الرقابة مدّة ثلاثة أيّام ، ولم يتصل بلال بعائلته إلى حد هذا اليوم الإربعاء وتعتقد عائلته أنه تم إيقافه دون إعلامها بمكان إحتجازه وأسباب الإحتفاظ به .   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 18 مارس 2010 )


إختفاء الشاب المتدين صالح الحسني منذ 30 ستمبر 2009 في ظروف غامضة


السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص للأطلاع على شهادة المواطن صالح الحسني حول إختفاء إبنه وليد – على الروابط التالية : http://www.assabilonline.net/videos/walid-hosni-fini-15-03-2010-zou.wmv http://www.facebook.com/video/video.php?v=1146515122264&ref=mf خرج الشاب وليد بن صالح بن محمد الصولي الحسني يوم 30 سبتمبر 2009 ، على الساعة السادسة والنصف صباحا (6.30) من مقرّ سكناه الكائن بنعسان التابعة لمعتمدية فوشانة من ولاية بن عروس ، متجها إلى كلية الطب بتونس العاصمة . و إلى حدّ الآن لم يعد إلى أسرته ، وكان والده قد أخبر ليلة فقدانه مركز الحرس بنعسان التابع له بالنظر ثم توجه في اليوم التالي إلى كل مستشفيات العاصمة باحثا عن إبنه . وبعد البحث المضني عاد إلى مركز الحرس بنعسان من جديد ليؤكد لهم عدم وجوده بالمستشفيات ، فإقترحوا عليه التوجه إلى مركز التجنيد ببوشوشة الذي أعلم صالح الحسني والد المفقود بأن وحدات الجيش ليس لها صلاحية تجنيد الطلبة المزاولين للدراسة ، ونصحوه بالتوجه إلى مركز الإيقاف العدلي ببوشوشة  فتحوّل هناك للسؤال عن إبنه فنفوا وجوده لديهم ، وعاد من جديد إلى مركز نعسان ليضعهم أمام نتائج بحثه وليمدهم بصورة ومضمون ولادة لإبنه . وفي يوم 02 أكتوبر 2009 قابل وكيل الجمهورية ببن عروس وأعلمه بإختفاء إبنه فأعلمه بأنه سيكلف مركز نعسان للبحث عنه ، ومرّ شهر كامل دون أن يتصل أعوان مركز نعسان به .  وفي يوم 02 نوفمبر 2009 قابل مجددا وكيل الجمهورية و أعلمه بعدم جدية المركز المذكور في البحث عن إبنه  ، فقام بتسليمه رسالة خاصة إلى رئيس المركز .  وفي يوم 18 نوفمبر قدم إليه أعوان من حرس منطقة المروج لسؤاله عن تاريخ إختفاء إبنه وبعض الإرشادات التى تخصّه . وفي يوم 30 نوفمبر كرر أعوان منطقة المروج بحث الأب صالح الحسني فكان السؤال المركزي “هل كان يصلي ؟!.. و”من هم أصدقائه؟!” ، وفي نفس اليوم جاءه أعوان من مركز الحرس بفوشانة وفتشوا البيت بشكل دقيق وأخذوا صورة المختفي وليد الحسني. ويوم 08 ديسمبر 2009 قدم إليه أعوان من وزارة الداخلية ليكرروا عليه إسطوانة الأسئلة حول أداء إبنه للصلاة وعن أصدقائه ودراسته .  وفي يوم 12 ديسمبر 2009 قدم إليه عونان يمتطيان دراجة نارية وسألوه عن ساعة غياب وليد وطالبوه بأرقام هواتف أشقائه وأمه وصديقيه حامد وحسني الذين وقع إستجوابهم لاحقا  يوم 14 ديسمبر 2009 . وعاد أحد الأعوان من نفس الفرقة ليطلب نسخة من وثيقة ترسيمه بالسنة الثالثة من كلية الطب وكان كلما دعي الوالد لتسجيل بطاقة إرشادات تهم إبنه كان السؤال المركزي عن آدائه الصلاة وبصفة خاصة صلاة الفجر . وقد إتصل مراسلنا في تونس زهير مخلوف بالسيد صالح بن محمد الصولي الذي عبّر عن معاناته وعميق حزنه وألمه لإختفاء إبنه وإستغرب لامبالاة كافة السلط المعنية وكثرة التحري في مسألة أدائه للصلاة . وهو يعتقد أن إبنه قد أوقف من طرف حرس فوشانة الذي يُسيّر دوريات كثيفة خلال أوقات صلاة  الفجر . وطالب الحسني رئيس الجمهورية بالكشف عن مصير إبنه بعدما عاين تقصير ولا مبالاة كل الأطراف في السلطتين التنفيذية والقضائية . نشير إلى أن هذه ليست المرّة الأولى التى يختفي فيها مواطنون في ظروف غامضة نذكر منهم كمال المطماطي الذي ثبت بعد ذلك أنه توفي سنة 1991 إثر تعذيب سلّط عليه في منطقة الأمن بقابس ، وفتحي الوحيشي الذي ما تزال جثته مفقودة منذ 1996 ، وعباس الملوحي الذي أختطف من طرف أربعة أفراد على متن سيارة  في سنة  2002 ولا يعرف مصيره إلى حدّ الآن . فهل يعقل أن يختفي مواطن في ظروف غامضة في مثل هذه الحالات ولا يفتح تحقيق في الغرض ؟؟؟  ولماذا لا يقع تسليم جثامين المفقودين الذين تأكدت وفاتهم ؟؟؟ . ولماذا يستمر إنكار مسؤولية البوليس على مثل هذه الوقائع ليشعر المواطن التونسي بالأمن والأمان ؟؟؟ من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف 
   ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 16 مارس 2010 )


الجزائر تحجب موقع مجلة وراديو “كلمة الجزائر”


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 17. مارس 2010 أصدر السيد يحيى بونوّار مدير راديو ومجلة “كلمة الجزائر” بيانا، ذكر فيه أن السطات الجزائرية أقدمت على حجب موقع الراديو والمجلة عن المواطنين الجزائرين، ولم يعد بإمكانهم الإبحار في الموقع إلا عبر تقنية “البروكسي”، وذلك منذ صباح الثلاثاء 16 مارس 2010. يشار إلى أن راديو “كلمة الجزائر” قد انطلق في بثه منذ شهر جانفي الماضي على نفس ترددات راديو “كلمة تونس” وأن صفحة الموقع في تونس محجوبة منذ تأسيسها سنة 2000.  وقد استغرب بعض المتابعين اقدام السلطة الجزائرية على حجب موقع الراديو، وهي التي لم تتعود على حجب المواقع المعارضة أو المستقلة خلافا لجارتها تونس. ونحن في راديو كلمة تونس نتضامن مع زملائنا في راديو كلمة الجزائر، ونأمل أن لا يتحول المثل القائل “من شابه أخاه فما ظلم” إلى “من شابه جاره فما ظلم”!   (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 مارس 2010)


العفو الدولية تتهم شركات أوروبية بتصدير معدات التعذيب


السبيل أونلاين – وكالات   اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أعدته بالاشتراك مع معهد أوميغا للأبحاث، شركات أوروبية باستغلال ثغرات قانونية للمشاركة في التجارة الدولية لتجهيزات خاصة بالشرطة وأجهزة الأمن مصممة للتعذيب.   وجاء تقرير المنظمة تحت عنوان “من الكلام إلى الأفعال” في أكثر من 60 صفحة ، اتهمت تلك الشركات بالضلوع في تجارة “معدات التعذيب” كالأصفاد التي تثبت على الجدران وأنواع أخرى من الأصفاد، تبعث صدمات كهربائية إلى جسم السجين، من الممكن أن تصل إلى قرابة 50 ألف فولت. واظهر التقرير كذلك أن عملية الاتجار في هذه المعدات والتجهيزات ما تزال مستمرة على الرغم من إجراءات الرقابة الأوروبية، التي أُقرت عام 2006 . وأشيع أن السلطات التونسية تستورد أدوت تستخدمها في التعذيب من ألمانيا .   وقالت وكالة الأنباء الألمانية أن اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي ناقشت في بروكسل اليوم الخميس ، التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية .   المطالبة بسد “الثغرات القانونية” وأشارت منظمة العفو بصورة خاصة إلى ألمانيا والجمهورية التشيكية، موضحة أن هذين البلدين سمحا منذ 2006 بتصدير أسلحة خاصة بالشرطة وأدوات تعذيب المعتقلين، مثل قيود للكاحلين ورذاذات المواد الكيميائية والفلفل، إلى ما لا يقل عن تسع دول تستخدم هذا النوع من الأدوات للتعذيب بحسب المنظمة .   وفي المقابل ذكرت المنظمة أن سبع دول أوروبية فقط التزمت بواجب الإعلان عن هذا النوع من عمليات التصدير. وطلبت من المفوضية الأوروبية سد الثغرات القانونية التي أشار إليها التقرير، ودعت دول الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق التنظيمات بشكل صحيح. وستقوم اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي بمناقشة هذا التقرير اليوم الخميس في بروكسل .   وفي هذا الإطار قال نيكولاس بيغر، مدير المكتب الأوروبي لمنظمة العفو الدولية، إن “إقرار إجراءات على الصعيد الأوروبي لمراقبة تجارة معدات التعذيب، والذي جاء عقب عمل ميدان قامت به منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان على مدى عقد، شكل تقدماً قانونياً تاريخياً”. وتابع المسؤول في المنظمة قائلاً: “لكن بعد ثلاث سنوات على دخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ، فإن العديد من الدول الأوروبية لم تطبق حتى الآن هذه الإجراءات أو تفرض الالتزام بها بالشكل الصحيح” .   ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 18 مارس 2010 )


المحامون الشبان بن صميدة يحتفظ بالرئاسة وهدى بن حمودة أمينة مال


علمت» الصباح» أنه تم أمس إعادة انتخاب الأستاذ منير بن صميدة على رأس المكتب الجديد لجمعية المحامين الشبان وانتخب رفيق بكار نائبا للرئيس بعد أن كان أمينا للمال في الدورة السابقة واحتفظ الأستاذ كريم جوايحية بخطة كاتب عام وأسندت أمانة المال إلى المحامية هدى بن حمودة. ووقع توزيع المسؤوليات بحضور السيد محمد الكوكي الذي ترأس أشغال المؤتمر الاخير. وقد تم خلال الاجتماع الأول بعد انتخابات 13مارس تشكيل اللجان الناشطة صلب الهيكل على النحو التالي لجنة القضايا العادلة منير بن صميدة ولجنة المحامي المتمرن هالة الزمرلي ولجنة النشرية محمد أمين. وسيشرف الأستاذ رفيق بكار على أنشطة لجنة الشؤون المهنية وسامي المحسني على لجنة التكوين والترفيه في حين سيكون للأستاذ زياد الهدار لجنة العلاقات مع الهيئات المماثلة والجمعيات. أما بخصوص لجنة الإعلام فقد أسندت للأستاذ الصادق بكور ولجنة الرياضة للأستاذة هدى الزمرلي. وحدد أعضاء الهيئة المديرة الجديدة للجمعية آخر يوم جمعة من كل شهر كموعد دوري لاجتماعات المكتب.
(المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 18 مارس 2010)


الرئيس زين العابدين بن علي يستقبل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط


كانت القضايا الإقليمية والدولية الراهنة أبرز محاور استقبال الرئيس زين العابدين بن علي يوم الخميس للسيد جيفري فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط الذي صرح أنه سعد بالفرصة التي أتيحت له للتحادث مع سيادة الرئيس ولتناول مسائل إقليمية وكذلك العلاقات الثنائية. وأضاف قائلا ” تجمع تونس والولايات المتحدة الأمريكية علاقات صداقة عريقة ويحدو الولايات المتحدة عزم على مزيد تعزيز هذه العلاقات في عديد المجالات”. كما بحثنا مع سيادة الرئيس جملة من الأفكار وتطرقنا إلى عدد من القضايا التي تشغل الولايات المتحدة بشكل كبير مثل التزامنا بالتقدم في مسيرة السلام بالشرق الأوسط والانتخابات العراقية الأخيرة وغيرها من المسائل الأخرى التي حرصنا على أن نقدم تحاليلنا بخصوصها مباشرة إلى سيادة الرئيس والإطلاع على تجربة تونس وكذلك مقارباتها بشأن هذه المسائل. وجرى اللقاء بحضور وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وسفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس.
 
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 18 مارس 2010)


نحو توسيع تطبيق الية جمع الادوية عبر التبرعات


تونس (وات)- نظر مجلس الوزراء يوم الاربعاء باشراف الرئيس زين العابدين بن علي في مشروع قانون يتعلق بتنقيح قانون 1973 الخاص بتنظيم المهن الصيدلية. ويهدف المشروع الى توسيع مجال تطبيق الية جمع الادوية عبر التبرعات والهبات المتاتية من الجمعيات والمنظمات الخيرية والمؤسسات لتشمل جمع الادوية لدى العموم قصد توزيعها، في اطار المد التضامنى الوطني على ضعاف الحال وذوي الدخل المحدود. وياتي مشروع التنقيح بعد انطلاق نشاط البنك الخيري للادوية الذي اذن الرئيس زين العابدين بن على باحداثه، في 02 سبتمبر 2008، ليكون الية جديدة تنضاف الى منظومة التضامن الاجتماعي وتعاضد جهود الدولة في مجال الخدمات الصحية. ويحتوي البنك الذي يوجد مقره بمستودعات الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي بالعوينة فى العاصمة على مخزونات من الادوية والمعدات الطبية وشبه الطبية، يتم التصرف فيها جمعا وتوزيعا لفائدة عدد من المؤسسات الصحية العمومية عبر منظومة اعلامية وفضاءات ملائمة اعدت للغرض. كما تستفيد من هذه المخزونات الدوائية المجمعات الصحية التى تؤمن خدمات لاصحاب بطاقات العلاج المجاني والتعريفة المنخفضة، وكذلك الفرق المتنقلة في إطار عملها للمسنين داخل الأسر ومراكز رعاية المسنين. ويسهم البنك الخيري للأدوية فى تخفيف عبء تكاليف العلاج على كاهل المواطنين ضعاف الحال ومحدودي الدخل غير المشمولين بالتغطية الصحية، وفى تلافي النقص الحاصل في الأدوية للمعوزين بالنسبة الى عدد من الأمراض خاصة منها المزمنة والحادة. وتتاتى مدخرات البنك من الادوية والمعدات الطبية وشبه الطبية من أصحاب المصانع والمخابر والصيادلة وموزعى الأدوية بالجملة و تعتمد ايضا على تبرعات المواطن. وتم التنصيص على هذه الآلية ضمن القانون المتعلق بتنظيم المهن الصيدلية، وكذلك ضمن الأمر المتعلق بضبط شروط وأساليب تجميع الأدوية المتأتية من الهبات وتوزيعها بصفة مجانية من قبل الجمعيات المرخص لها في القيام بهذا النشاط. وقد لقيت هذه الالية اقبالا كبيرا من المواطنين ومصانع الادوية ومكونات المجتمع المدني الذين انخرطوا فيها بفاعلية حيث بلغت قيمة الهبات سنة 2009 مليون ونصف المليون دينار.
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 17 مارس 2010)


الأندية التونسية تبدأ عصر “الفضائيات” الخاصة الترجي يطلق قناته التلفريونية والإفريقي ينطلق من شبكة برلسكوني


دبي – ظفرالله المؤذن يطلق النادي الترجي التونسي قناته التلفزيونية رسمياً الأربعاء 17-03-2010، من خلال شراكة مع قناة “حنبعل التونسية” الخاصة التي تأسست عام 2005. ويقدم “شيخ” الأندية التونسية برامجه على قناته الخاصة، من أجل التواصل مع مشجعيه ببرامج تغطي مباريات الترجي وانشطته، وسيكون البث مفتوحا ومتاحا على القمر الصناعي النايل سات. وقال رئيس نادي الترجي حمدي المدب “حان الوقت لكي نبدأ عصرا جديدا في تاريخ الترجي الذي اقتصر على إصدار مجلة شهرية في السابق باتت اليوم غير مواكبة في عصر اصبحت فيه الفضائيات هي سيدة الموقف. وأضاف المدب بان الشراكة بين الترجي وقناة حنبعل ستكون مفيدة للطرفين على اعتبار ان الترجي هو الاكثر شعبية في تونس وله قاعدة جماهيرية في العالم العربي إلى جانب ان القناة مشاهدة وبالتالي فان مداخيل الاعلانات ستكون كبيرة وسيتم تحصيلها بالتناصف بين الطرفين”. ويهدف الترجي باطلاق هذا المشروع الى ترويج وتسويق النادي محليا وخارجيا والتواصل مع مشجعيه و تحقيق ايرادات جديدة لخزينته من خلال الاعلانات ومنحت قناة حنبعل اولوية بث الاحداث الكبيرة التي يعيشها النادي وتغطية انشطته فضلا عن الحصول على الحقوق الحصرية في مرافقة الفريق التونسي في مشاركاته الخارجية. يذكر ان الترجي تأسس عام 1919 ويطلق عليه لقب شيخ الاندية التونسية ويتمتع بالقاعدة الجماهيرية الاكبر في تونس ، ويمتلك مجمعا يتكون عن ملاعب معشبة وفندقا من طراز 4 نجوم. ويعتبر الترجي اكثر اندية تونس القابا سواء في الدوري (21 مرة ) او الكاس (12 مرة ) بالاضافة الى 5 القاب افريقية ولقبين عربيين وعددا اخر من الالقاب على صعيد المغرب العربي. من جهته ابرم النادي الافريقي – الغريم التقليدي للترجي – اتفاقية مع قناة “نسمة تي في ” وهي قناة خاصة تبث من تونس ويمتلكها رجل الاعمال الايطالي سيلفيو بيرلسكوني (رئيس وزراء ايطاليا ) لبث برامجه في وقت قريب. بذلك تدخل الاندية التونسية عصر الفضائيات على غرار التجارب الموجودة في العالم العربي، ويعتبر الاهلي المصري بالاضافة الى الهلال السعودي وكذلك النصر والعين الاماراتي أبرز الاندية العربية التي تمتلك قنوات خاصة. (المصدر: “العربية.نت” (دبي – محجوب في تونس) بتاريخ 17 مارس 2010) الرابط: http://www.alarabiya.net/articles/2010/03/17/103343.html


من الذاكرة الوطنية المحكمة الجنائية العليا وأولى محاكمات اليوسفيين


بقلم: محمد علي الحباشي تعدّدت أعمال العنف في الأسابيع التي تلت الإعلان عن الاستقلال التام، من اختطافات واعتقالات واغتيالات، ونذكر على سبيل المثال، ما جدّ في بداية شهر أفريل 1956: ٭ في صبيحة يوم الأحد غرّة أفريل اختطفت جماعة مسلّحة علي بن محمد المسعودي بينما كان بمحلّ عمله ونُقل إلى مكان مجهول، كما هجمت المجموعة على ابنه الحبيب… ٭ في صبيحة يوم الاثنين 2 أفريل تقدّمت مجموعة إلى دكّان عمر بن سدرين واختطفت الجيلاني بن أحمد فارس وحملته على متن سيارة من نوع «تراكسيون»… ٭ في مساء الثلاثاء 10 أفريل تقدّمت مجموعة ومعها الجيلاني إلى محلّ سكناه شاهرين سلاحهم على النساء والأطفال مروعين، مهدّدين وحملوا معهم أحد إخوان الجيلاني وهو البغدادي بن أحمد فارس… ٭ مساء أفريل اختطفت مجموعة الشاب الشاذلي بن عاشور من مطبخ بباب الخضراء… ووقع اختطاف الأستاذ يوسف القادري من العاصمة… وهاجمت مجموعة مسلّحة منزل أحمد بن محمد العويني الشهيدي واختطفته بعد إجراء تفتيش دقيق بالمنزل وذهبت به إلى مكان مجهول… ٭ أطلق مجهولون يوم 9 أفريل، عيارين ناريين على بيت محمد غريب بمشيخة العلاونة من سليانة… اختطافات في ندوة صحفية عقدها يوم 28 أفريل 1956 بمكتب المغرب العربي بالقاهرة أشار صالح بن يوسف إلى «اختطاف غالبية القادة اليوسفيين» وسلّم إلى مندوبي الصحف «قائمة بها 50 إسما لشخصيات تنتسب إلى المعارضة اليوسفية وقع القضاء عليهم بعد اختطافهم من قبل جماعات مسلحة في المدّة المتراوحة بين 1 و16 أفريل 1956 وأن أسماء جديدة تضاف إلى تلك القائمة كلّما مرّ يوم». المحكمة الجنائية العليا وأعلنت الصحف يوم 20 أفريل 1956 عن «إنشاء محكمة جنائية عليا تختص بالنظر في الجنح والجنايات ذات الصبغة السياسية يترأسها حقوقي وسبعة أعضاء من غير رجال الحقوق، أحكامها لا تقبل الاستئناف ولا التعقيب». وأخبرت الصحف يوم 10 ماي 1956 بما يلي: «المحكمة الجنائية العليا تعقد أولى جلساتها وتصدر أحكاما بالإعدام والأشغال الشاقة والسجن، وقد اجتمعت المحكمة للنظر في القضية الأولى المرفوعة لديها وهي قضية اغتيال علي الباهي من سكان سوق الاربعاء وأصدرت أحكامها على المتهمين الثلاثة: – الطاهر البوخاري شُهر «الذّباح» الإعدام شنقا. – عثمان المناعي الأشغال الشاقة المؤبدة. – محمد السكوري 3 سنوات سجنا. ويذكر المناضل الطاهر عبد اللّه أن من بين الذين «تمت تصفيتهم سواء كانوا قادة لفرق جيش التحرير أم مناضلين سياسيين». الطيب الزلاق – الهادي قدورة – الحبيب بلحاج – عبد اللّه الشتوري – علي بن أحمد الهمامي – سعد بعر – البشير قريسيعة – الساسي بالهادف – عبد اللّه الغرايري – صالح الغرايري – حسن شندول – محمد قرفة – محمد حسين بالرحومة – الصادق بوعروة – محمد الخضيري – مبروك زغدود – محمد الناصر بالتطاويني – أحمد الأزرق التطاويني – الهادي الأسود الحامي (شقيق الطاهر الأسود) – أحمس بن حسونة الحامي – عبد اللّه البنقرداني – علي بالشعر المرزوقي – حسين الحاجي – عبد اللّه البوعمراني – علي الحويوي. وبلغ عدد مساجين الحركة اليوسفية فيما بين 1955 و1958 ألف ومائتي مناضل فيما بلغ عدد من سقطوا في المعارك ضد الجيش الفرنسي أو من شملتهم التصفيات أكثر من خمسمائة. ومن الذين مثلوا أمام «المحكمة الشعبية» مثقفون مرموقون أمثال الطاهر عميرة (رئيس نقابة المهندسين)، جابر قاسم (مهندس)، الصادق الشايب (دكتور في القانون الدولي)، وغيرهم أمثال الصادق العبيدي، أحمد صوة، الشاذلي دحمان، أحمد الرحموني، فرج بالحبيب، فتحي الزليطني، عبد العزيز عمران، عبد الملك الورتاني، الهادي الورتاني، محمد بن أحمد الأبيض، عبد السلام الرويسي، موسى الرويسي، عبد العزيز العكرمي، حسن فرحات، عبد الرحمان بن خليفة، يونس درمونة، وحوكم آخرون غيابيا مثل الحبيب اللمسي وحسن النوري. ومن الذين استهدفهم الاغتيال الحاج علي بن خذر أحد رواد الحركة الوطنية وكان يموّل جيش التحرير في الحامة وهو والد المناضل اليساري الرّاحل نور الدين بن خذر. يتبــع
(المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 18 مارس 2010)


تونس: القيروان تحتضن ندوة تونسية ـ مغربية عن تعاليم المذهب المالكي


القيروان – خدمة قدس برس نظمت وزارة الشؤون الدينية التونسية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية أمس الثلاثاء (16/3) بالقيروان الندوة العلمية المشتركة التونسية المغربية الثانية حول موضوع “المذهب المالكي وأثره في توحيد ممارسة الشعائر الدينية”، بمشاركة نخبة من الفقهاء والباحثين في الشأن الديني من تونس والمغرب. ونقل مصدر إعلامي تونسي رسمي عن وزير الشؤون الدينية التونسي بوبكر الاخزوري قوله لدى افتتاحه الندوة، إشادته بالبعد الواقعي للفقه المالكي المبني على السنة النبوية المطهرة مبينا ان الصلة الوطيدة التي قامت بين مدينتي فاس والقيروان تعتبر من اقوى الدلائل على ان الفقه المالكي في المغرب الإسلامي جامع للوحدة ومحصن للشخصية الثقافية من مخاطر الذوبان والانبتات. وأضاف المصدر “ان هذا المذهب تمكن بفضل مدينة القيروان التي تحولت في القرن الثاني للهجرة الى مركز ديني وسياسي بالغ الأهمية من أن ينتشر بكامل افريقية والمغرب حتى ظل سائدا الى اليوم كتجسيم قوي للاتزان والاعتدال ونبذ التطرف والتناحر المذهبي”. وأشار إلى إسهامات مدينة فاس المغربية الفاعلة في تطوير المذهب المالكي بشمال افريقية، حيث اشتهرت كتب فقهائها باضافة لبنات مكملة للقضايا الفقهية القديمة مما يعد شاهدا على التواصل والتناغم الذي كان قائما بين منهج الفقهاء في البلدين منذ تلك الفترة.
(المصدر: وكالة قدس برس (بريطانيا) بتاريخ 18 مارس 2010)


 
الأمير سلمان ينفي وجود الدعوة الوهّابية وزير الداخلية السعودي يطالب باستراتيجية عربية للأمن الفكري


تونس – وكالات : شدد وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز أمس على ضرورة إطلاق استراتيجية عربية للأمن الفكري لمواجهة الإرهاب الذي يتستر بالدين. وقال الأمير نايف الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب امس في تصريح للصحفيين اثر انتهاء أعمال المؤتمر السنوي الـ 27 لوزراء الداخلية العرب بتونس، إن لهذه الاستراتيجية أهمية كبيرة في هذا الوقت، وذلك انطلاقا من واقع التجارب الأمنية. وأضاف ” لقد وجدنا أن التعامل الأمني مع الأحداث لا يكفي، ولا بد من أمن فكري ينطلق من استراتيجية شاملة تعالج جميع القضايا حتى يتفهم الناس ضرورة الأمن، وحقيقة الأعمال التي تقترف ضد العقيدة الإسلامية”. وكان وزير الداخلية السعودي طرح رسميا على وزراء الداخلية العرب خلال اجتماعهم إقرار”مشروع استراتيجية عربية للأمن الفكري” من دون أن يكشف عن تفاصيلها. وأشار إلى أن مشروع الاستراتيجية التي طرحها، نابع من دراسات وأبحاث متخصصة في قضايا الأمن الفكري أجرتها المؤسسات الأمنية والتعليمية السعودية. ومن جانبه جدد أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز التأكيد على أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة سلفية صافية، وأنه لا توجد دعوة اسمها “الدعوة الوهابية”، متحديا أي شخص يأتي بحرف واحد في رسائل وكتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي أصدرها في عصره يخالف كتاب الله وسنة رسوله. وأوضح الأمير سلمان لدى ترؤسه اجتماع لجنة تطوير الدرعية أن أعداء الدعوة الإسلامية ألبسوها هذا المسمى، كاشفاً أن منشأ التسمية يعود إلى تزوير أطلق في أحد الأقطار العربية من شخص يدعى “عبدالوهاب”. وأوضح الأمير سلمان في تصريح له نشرته الصحف السعودية امس أن الجزيرة العربية كانت تحوي مساجد وعلماء ولكن لم يكن لهم صوت مسموع، ولما قامت الدولة السعودية وتبنى الإمام محمد بن سعود دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، انطلقت الدعوة صافية خالصة تعود إلى كتاب الله وسنة رسوله. وأكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن الدعوة “إسلامية صرفة ليس بها زيف ولا ضلال وقامت الدولة السعودية الأولى على هذه الدعوة من “الدرعية” – التي تعد منطلق الدعوة وتكوين الدولة – وبقيت عاصمة الدولة الأولى، وانتقلت بعدها الدولة في عهد الإمام تركي إلى الرياض ولاتزال. والوهابية يطلقها عدد من الناس على دعوة قام بها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التمِيمي الحنبلي للتحذير من الشرك، بسائر أنواعه ، كالتعلّق بالأموات ، والأشجار والأحجار ونحو ذلك.
(المصدر: “الراية” (يومية – قطر) بتاريخ 18 مارس 2010)


 سعيا لتحقيق حلمه التّاريخي المشروع الصّهيوني يسابق الزّمن


الخميس, 18 مارس/آذار 2010 الشيخ راشد الغنوشي تمثل القدس قلب الأسطورة الصّهيونية، فلا معنى للصّهيونية بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل” (ابن غوريون) ورغم يأس الأثريين الصّهاينة بعد أن نقبوا في كلّ أرجاء القدس، وتحت المسجد الأقصى، مهددين أساساته بالإنهيار من العثور على أي أثر يهودي في القدس، يشهد لما صاغ شياطينهم من أساطير عن تاريخ لهم وأمجاد في القدس وهيكل مزعوم،  إلاّ أنّ ذلك لم يوهن شيئا من تصميمهم على المضي قدما وبأقصى سرعة في مشروع الإستيلاء الكامل على القدس. ويقوم مشروعهم للإستيلاء على القدس على فرض التّهجير على أهلها، وتدمير كل أثر اسلامي عربي فيها، وصبغها بصبغة يهودية، وعزلها عن امتدادها الجغرافي وتتويج كل ذلك بهدم الأقصى المبارك، وإقامة هيكلهم المزعوم، تجسيدا لحلمهم التّاريخي الذي تمركز حول اسطورة القدس وجبل الهيكل. لماذا لا يبدو المشروع الصّهيوني في حالة سباق محموم مع الزّمن لإنجاز المهمّة، بما يجعل الأقصى المبارك والقدس أمام خطر غير مسبوق؟   أ-إن المشروع الصهيوني في لحظة قلق شديد من التّحولات الدّولية والإقليمية الجارية، وانعكاساتها السّلبية على مشروعه في تجسيد الأسطورة المؤسسة لكيانه، والقائمة على إعادة بناء الهيكل على أنقاض الأقصى، وقد عبّر المجتمع الإسرائيلي عن ذلك بميله الكبير صوب الأحزاب اليمينية والدينية الأشدّ تطرّفا في اعتناق أسطورة الهيكل، والحرص على إنجازها في اسرع وقت ممكن، بما يجعل الأقصى حقيقة على حافة الكارثة. ب- ولعل أهم التحوّلات السّلبية التي يخشونها على مشروعهم : أوّلا- التّطور الدّيمغرافي لصالح الفلسطينين، بما أودع الله في هذه الأمة من قوّة في أصلابها.  ثانيا: ظهور مؤشرات على تراجع فعالية عنصر الرّدع، التي تأسس عليها الكيان الصّهيوني، رغم الدّعم الأمريكي والغربي اللاّمحدود، وذلك راجع الى تصاعد وتائر العلمنة، والضّعف في شخصية الجندي الإسرائيلي، وفي المجتمع اليهودي عامة، فتراجعت استعداداته  لبذل الدّم من أجل المشروع، وذلك مقابل تصاعد الإقبال على الشّهادة في الجانب المقابل، بأثر تصاعد مدّ الصحوة الإسلامية، وكانت حربهم على لبنان وعلى غزة، وما منيت به من خيبة بعد استنفاد كل ما لديهم من أدوات البطش مؤشرا مفزعا . ثالثا- تصاعد مدّ الصّحوة الإسلامية في المنطقة والعالم، وكلّها تصبّ نهاية في مجرى المقاومة، خصوصا بعد انتقال راية تحرير فلسطين  من دول واهنة مخترقة، الى أيد شعبية متوضئة يملأها الشّوق الى الشّهادة. رابعا- ظهور دول اسلامية في المنطقة تطمح الى امتلاك السّلاح النّووي خلال بضعة سنوات، بما يفقد الكيان أهم مقوماته للردع، المتمثل في انفراده بامتلاك السّلاح النّووي، حصنا أخيرا للدفاع عن الكيان اللّقيط. خامسا -تداعي أركان النّظام العربي الذي يمثل جزء من النظام الدّولي الحامي للكيان الصّهيوني للسّقوط، وبخاصة نظام الفرعون المصري، بما يفتح أبواب جهنّم على الكيان اللّقيط، ويصعّد للحكم في المنطقة أنظمة اسلامية معادية للكيان ستمثل سندا قويا للمقاومة. سادسا-تدهور الشّرعية الأخلاقية التي مثلت أساسا من أسس الكيان الصّهيوني، باعتباره ثمرة للهولوكست، أي لما سلّط على اليهود من مآس، ما ولد تعاطفا غربيا معهم بلغ حد عقدة الذّنب تجاههم، فكان تمكينهم من  أرض تؤويهم في فلسطين نوعا من إراحة للضّمير الغربي، غير أن هذه  الصّورة لليهودي المسكين قد تهلهلت بما أخذ يتكشّف عليه العالم من  صور الوحشيّة الإسرائلية تجاه الفلسطينين واللّبنانيين، عبّرت عن هذا التّحول انفجارات حركة الشّوارع في العالم احتجاجا على تلك الفظائع، ما مثل إحراجا للكيان ولحلفائه من أرباب السّياسة والإعلام في الغرب، بما مثل إحياء  لما يسمّى باللاّسامية، أي العداء لليهود، حتى الجماعات اليهودية في العالم أخذت تعبر عن قلقها من الإنعكاسات السّلبية للسّياسات الإسرائلية عليها. سابعا-تراجع النّفوذ الأمريكي في العالم بعد هزيمته في العراق وتورطه في أفغانستان، باعتبار ذلك النّفوذ أهم ضمانة لأمن اسرائيل، والغطاء الجاهز أبدا لكلّ ما يقترفه الكيان من جرائم وحماقات. ثامنا: تنامي الوجود الإسلامي في الغرب، وبدايات تحوّله الى معطى مؤثرا في سياسات الدول الغربية، لا سيما مع ظهور بوادر تحالفاته مع تيارات تحررية في المجتمع الغربي مناهضة للإستعمار وللعولمة ومناصرة للشعوب المستضعفة، وهو تطور نوعي غير مسبوق في التاريخ، بما سيفرض على صانع السّياسة الغربي أن يأخذ هذا المعطى بعين الإعتبار في كلّ سياسة يتخذها تجاه العالم الإسلامي، وبخاصة فيما يتعلق بفلسطين والقدس، بما يتجه الى تضييق مسالك الدّعم الغربي للكيان الصّهيوني وخاصة بعد أن ظهرت بوادر ترهله، بما يجعله عبئا على السّياسة الغربية وليس خادما لها، وتلك مصدر شرعيته التي أخذت تتهلهل. كل ذلك يبرر إطلاق الشيخ رائد صلاح صرخته المدوية : الأقصى في خطر.   (المصدر: مجلة الأمة العدد29 الصادرة بتاريخ 18 مارس 2010)


المضحك المبكي.. الهامش والمتن (2 من 2)


بقلم: د. أحميدة النيفر (*)  لماذا يشعر العربي إزاء التحولات الدولية أنه معدوم التأثير وأن قدراته المختلفة، وهي وفيرة، لا تستطيع أن تتجاوز الحدود المحلية وأنه إذا تخطى بها ذلك المدى سقطت في التشظي وفقدان الفاعلية؟ ما يضاعف من مرارة الإحساس بالضآلة أن زحمة الأحداث داخل العالم العربي ومن حوله لا تهدأ. هي في تلاحقها وتنوعها وخطورتها تجعل المتابع الحريص الذي يقتصر سعيه على الربط بينها قصد تفسيرها محتاجاً إلى أن يستجير بصبر أيوب مع نسبة عالية من الوعي ونفاذ في البصيرة. هو إن فقد هذين الشرطين الضروريين فإن وتيرة الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية مع ما يعضدها من مخاطر الفراغ في الحياة الفكرية والثقافية والروحية قادرة على أن تغمره دافعة به إلى دروب الإحباط واليأس. هذا إن طلب تفسير العالم وما يعتمل فيه من حراك أما إن أراد تغييره فتلك مرتبة دونها خرط القتاد أو الانزلاق إلى مهاوي الماضوية والعنف. أشد الملفات إحراجا للعقل العربي المعاصر يبقى دون منازع الملف الفلسطيني. معه تنكشف حالة العجز عن القيام بأية مبادرة عربية مما يفضي إلى تضخيم التعثرات في المجالات الأخرى. أكثر من ذلك، تبدو النجاحات المحلية، إن وجدت في هذا القُطر أو ذاك، باهتة وغير مجزية لمداراة فضيحة التيه العربي. كيف يمكن أن نفسر هذا الهوان تجاه التصعيد الصهيوني الذي لا يتوقف ولا يبالي بأية خطوة جديدة من أجل تحقيق سياساته التوسعية والعدوانية؟ ما تناقلته وكالات الأنباء في الفترة الأخيرة عن إعلان حكومة الكيان الصهيوني بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية يعتبر حلقة أخرى من حلقات التحدي السافر للعجز العربي. حين يحصل هذا في الوقت ذاته الذي يكون نائب الرئيس الأميركي «جو بايدن» في جولة في المنطقة تمهيدا لانطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الطرف الفلسطيني والكيان الصهيوني فإن ذلك ليس إلا دليلا على استخفاف بالمصداقية العربية وعملا على المزيد من تأجيج مصاعب مجتمعاتها. ما صرح به «بايدن» إثر القرار الاستيطاني الجديد من أنه «ينسف الثقة الضرورية التي نحتاجها الآن» لا يعدو أن يكون من قبيل «ضرب الأرملة لولدها» إذ لا يمكن في نهاية المطاف أن يغيّر من سياسة تهويد القدس التي تتبناها الحكومة الصهيونية الحالية وتعلن عنها منذ شهور وبعلم الإدارة الأميركية. هل يمكن أن يفهم الأمر على غير هذا المنحى خاصة أن نائب الرئيس الأميركي استبق زيارته الحالية للمنطقة بالإعلان عن «صهيونيته» رغم عدم انتمائه لليهودية مما دفع نتنياهو إلى الإشادة به باعتباره «صديقا كبيرا للدولة العبرية». ما تؤكده التقارير عن الأوضاع الاقتصادية والفلاحية والمعلوماتية ومن ثم السياسية أن مصالح الكيان الصهيوني تجاوزت أجواء اتفاقية أوسلو ومعاهدة وادي عربة في التسعينيات أي أنها لم تعد معنية ببناء استراتيجيتها ضمن قدر من الحرص للانفتاح على المجال الإقليمي العربي. مؤدى ذلك اختيارٌ للانكفاء الإقليمي الذي تجسد في سياسات مختلفة نتيجة عنصرين أساسيين: 1- انخراط قوي في السوق المعولمة بدعم من المؤسسة العسكرية و2- إدراك واستفادة من الظروف الصعبة الداخلية والخارجية التي تعيشها الإدارة السياسية للولايات المتحدة والتي تأكدت مع ولاية الرئيس أوباما. لعل أفضل من عبر عن هذا التوجه الانكفائي المتعالي أمام العجز العربي مقال نشرته صحيفة هآرتس أول هذا الشهر تحت عنوان: «لا نريد سلاما.. نريد أن نُجنّ». في المقال نقرأ ما يلي: «لا تريد إسرائيل سلاما مع سوريا. تعالوا نُزِلْ جميع الأقنعة التي جعلناها على وجوهنا ونقول الحقيقة من أجل التغيير. تعالوا نعترف بأننا لا تعجبنا أية صيغة سوى الصيغة القبيحة: السلام مقابل السلام. وتعالوا نعترف، أمام أنفسنا على الأقل، بأننا غير مستعدين للتخلي عن الجولان وليكن ما يكون. جميع الكلام أهدر، وجميع الوسطاء أهدروا، وجميع الجهود أهدرت وانتهى الأمر. لا نريد سلاما، نريد أن نُجَنّ. لا تضايقونا بمقترحات سورية جديدة كذاك الذي نشر هذا الأسبوع في صحيفة هآرتس، وفيه موافقة على الانسحاب على مراحل وعلى سلام تدريجي، ولا تضايقونا بكلام على السلام على أنه وسيلة لفصم العلاقة الخطرة لسوريا بإيران، ولا تكلمونا بالسلام مع سوريا على أنه مفتاح للسلام مع لبنان وإضعاف لحزب الله». خلاصة القول وبعبارة موجزة: إن جميع الوسطاء أهدروا وجميع الجهود أهدرت وانتهى الأمر. الخطاب ذاته نجده في حوار بثته الإذاعة البريطانية منذ ثلاثة أيام شارك فيه من الجانب الصهيوني إيلي نيسان مراسل الشؤون البرلمانية في تل أبيب الذي ذكر وكرر أن توسيع الأحياء في القدس لا رجوع فيه ولا نقاش حوله من أي حزب من الأحزاب في الدولة العبرية. أكد ذلك بالقول: إن تلك الأحياء لن تعاد إلى السلطة الفلسطينية في أي حال من الأحوال وأن ما يثيره الجانب الفلسطيني في هذا الشأن سيمثل عقبات مضرّة بالشعب الفلسطيني وسلطته. معنى هذا أن ما يقال عن توتر قادم في العلاقات بين الولايات المتحدة وبين حكومة الكيان الصهيوني وما يشاع عن الغضب الأميركي العارم وما يتوقع من عقوبات، كل هذا لن يفضي في أحسن الاحتمالات إلاّ إلى ما يعرف بضغط الحلفاء الذي تتحمله حكومة نتنياهو وتستطيع التعامل معه بسهولة. ما يرجح أن هذا التوتر ليس سوى سحابة صيف تقريرٌ أرسله السفير الفرنسي في واشنطن إلى وزارة خارجيته في باريس منذ أشهر نشرت منه «الكنار أنشيني»، الصحيفة ذات الاطلاع الواسع على خبايا السياسة الفرنسية والدولية فقرات هامة. حصيلة التقرير أن لجنة من مجلس النواب الأميركي نظرت في مطالب مساعدات مالية تقدمت بها وزارة الخارجية لبعض دول منطقة الشرق الأوسط، وأن المبالغ المقترحة كانت كلها قليلة باستثناء مبلغ واحد هام جدا يقدم للدولة العبرية. بهذا الخصوص فإن اللجنة اقترحت الإسراع بتقديم تسبقة قيمتها 555 مليون دولار على مخصصات المساعدة العسكرية المقررة لتل أبيب لسنة 2010 والتي تبلغ قيمتها 2.7 مليار دولار. يعلق السفير الفرنسي ساخرا بأن الرئيس أوباما في يده سلاح دمار شامل يمكنه لو أراد أن يوظفه بالضغط على حكومة نتنياهو لإرجاعه عن سياسته الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية من خلال المساومة على هذه التسبقة. مثل هذا لم يحصل لأسباب داخلية أميركية من جهة ولأن المبادرة العربية غائبة ومرتهنة في انتظار الحلول عسى أن تأتي من واشنطن. موقف الانتظار هذا كان يمكن أن يصلح لو كان الجانب العربي لديه مشروع واستراتيجية. أما الانتظار وحده فلا يؤدي إلى أية فاعلية. هو على العكس يفضي بالطرف الصهيوني إلى مزيد التصعيد والتوسع مما يزيد من هامشية الجانب العربي. بتعبير المضحك المبكي، نحن أمام وضع مشوه ومختل الموازين، هو عالم يجعل الآخر متناً لكتابة التاريخ بينما نبقى نحن هامشا فاقدا للوجهة والمعنى. في ذلك يقول تميم البرغوثي: كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ (*) كاتب من تونس
(المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 18 مارس 2010)


أعتذر لكم


بقلم: ألفة يوسف أشتغل هذه الأيام على عمل له بالحركة الوطنية علائق وطيدة. ولئن كنت مثل جلّ أبناء جيلي والجيل التالي أعرف بعض الأسماء وبعض الأحداث الهامّة فإنّ هذا العمل حملني على أن أعود إلى تفاصيل الحركة الوطنية وخفاياها. حملني هذا العمل إلى بدايات القرن الماضي وإلى أعلام وعوا مبكّرا أنّ الحماية والاستعمار وجهان لعملة واحدة، حملني إلى أشخاص تمرّدوا مرّات ومرّات على الاستعمار الفرنسي. حملني إلى أن أقترب عبر المكتوب والصّورة من حيوات قضاها أصحابها مؤمنين بمبدإ، مدافعين عن فكرة، مناضلين من أجل تحرّر وكرامة. جعلني هذا العمل أنظر إلى أسماء بعض الشوارع والمؤسسات التي تحمل أسماء ثلّة من المناضلين نظرة أخرى. إنّ أكبر عدوّ للفكر وللإحساس هو المألوف. فالإنسان إذا ألف فكرة فقدت بريقها وأبعادها والمرء إذا تعوّد إحساسا ضاع منه وهج الجدّة ومتعة الاكتشاف. واسم العلم أو الشّخصيّة إذا تداولته الألسن يخلد لا شكّ دالاّ ولكنّ مدلوله في كثير من الأحيان يضيع. شوارع ومؤسسات تحمل أسماء الهادي شاكر والمنجي سليم والطيب المهيري والحبيب ثامر وعلي البلهوان وسواهم…يعرف شبابنا أسماء هذه الشّوارع ولكن هل يعرفون أصحابها، هل تتصوّرون أنّهم بحثوا فيهم أو تساءلوا عن سيرهم…أقصى ما في الأمر أنّهم يحفظون دروس تاريخ الحركة الوطنيّة، ثمّ وبعد إجراء الامتحان ينسونها شأنها في ذلك شأن أغلب الدّروس. إني أتحدث عمّا أعرف وعمّن أعايش. إنّ آخر قضيّة تعني جلّ شبابنا هي المسألة الوطنية بجميع أبعادها…ولئن كنت أركز الآن على البعد التاريخي فذلك لاعتقادي الجازم أن التاريخ هو مجال انغراس المرء في ذاته وهويته…فهل أعسر على الشاب العادي من أن تشتم أباه أو أمّه؟ أمّا من المنظور الوطني التاريخي فإنّ هذا الشّاب يتيم لجهله بماضيه…لا فحسب لجهله وإنّما لعدم اكتراثه ولا مبالاته…أذكر أني وقفت منذ أيّام أمام اسمي الجرجار والدّغباجي وكلاهما ممّن أعدمته قوّات الاستعمار واحد بالمقصلة وواحد بالرّصاص. وتصوّرت هذين الشّابّين يذهبان إلى الموت برباطة جأش وشجاعة من أجل فكرة من أجل حلم. لنكن صادقين هل تتصوّرون بعضا من شبابنا يفعل ذلك اليوم من أجل هذا الوطن؟ قد يخاطر بنفسه ليسافر خلسة أو ل”يحرق” ويفرّ إلى حلم وهمي…أكاد أسمع أصوات بعض من يقرؤون هذا المقال يستنكرون.أوليس السفر خلسة مردّه مآس وآلام اجتماعية إلخ؟   لا أحد يناقش ذلك…وأنا أذهب إلى أبعد منك أيها القارئ فكل فعل مهما يكن له خلفيات وأسباب جلّها خفيّ لا نعرفه…فقط قارن معي بين فعل شابّ يذهب إلى الموت من أجل وطنه…من أجل الآخر…من أجلي وأجلك، وآخر قد يخاطر بنفسه فقط من أجل نفسه. إن أكثر ما يؤلمني هو أن كثيرا منّا ينكر الحقائق وينكر أن روح الوطنية فقدت من قلوب جل شبابنا ونفوسهم. لا أحد ينكر إيمان السّلط العليا بضرورة الاحتفاء بالمناضلين والوطنيين ولا أحد ينكر تخليد ذكرى هؤلاء في أكثر من مناسبة. ولكن ألم يحن الوقت لنطرح مدى جدوى ما نفعله؟ ألم يحن الوقت لنعي أننا في زمن آخر وإزاء شباب تتقاذفهم وسائل اتصال أخرى متعددة؟ ألم يحن الوقت لنعي أن ما قد كان يكون مجديا منذ نصف قرن لم يعد مجديا الآن؟ يعيب عنّي بعض صحبتي أني في حال توفّر الإطيقا لا أقيس الأمور إلا بجدواها. ولكني رغم ملاحظاتهم ما أزال أومن بهذه البرغماتية الإطيقية إذ لا قيمة للتنظير ما لم يؤدّ نتائجه. ولا قيمة لتأكيد احتفائنا بمن وهبوا دمهم لهذه البلاد ما لم نشعر بعطائهم وبأننا بتضحياتهم نعيش ولا قيمة لخطب رنانة أو مقالات تمجيدية ما دمت أستمع من أفواه كثير من شبابنا: مللت هذه البلاد، أو “آش فيها تونس، ربي يسهّللي في خرجة أو فصعة”. واعذروني إذا تماديت فقلت إنه لا قيمة لتلاميذ يحيّون كل يوم العلم ويستمعون إلى النشيد الوطنيّ ليتفرّقوا بعد ذلك الذي يصفونه ب”الكرفي” اليومي وقلوبهم لاهية ونفوسهم غافلة. إنّ طرق التلقين والتكرار قد مرّت والأجدى بنا أن نفكّر جميعا في سبل ألطف وأذكى وأكثر خفاء وتلميحا لإحياء روح الإحساس بالوطن في صفوف شبابنا… يمكن أن نستعين بعلماء النفس، بعلماء الاجتماع، بالمفكّرين، بالشباب أنفسهم، وعلينا أن نميّز بين الانتماء إلى الوطن من جهة والانتماء السّياسي من جهة أخرى: الأوّل لا يحتمل النقاش ولا الاختلاف والثاني مجال الاختلاف والتعدّد… صحيح أنّ تغيير النفوس والعقليات أصعب الأمور، صحيح أن النفس البشرية عصيّة عن الإحاطة بها، ولكن هل حاولنا؟؟؟ هذا المقال ليس تمجيديا لروح الجرجار والدغباجي وحشّاد وسواهم فأنا أخجل من أن أتمتّع بنتائج تضحياتهم وأنا أخجل من أن ألاحظ لامبالاة الكثيرين بعيد الاستقلال باستثناء الشعارات (وما أفلحنا فيها) إنّ هذا المقال طريقتي لكي أعتذر لأرواح الشهداء وأقول لهم لعلّنا أخطأنا سبل الأمانة على إرثكم. لم نخطئ المبدأ طبعا ولكنّنا أخطأنا سبل النّقل عبر الأجيال…إنني أعترف بخطإ والاعتراف بالخطإ مرحلة أولى وكلّي شوق إلى البحث في سبل إصلاحه وكلّي شوق إلى يوم يكون فيه أبناؤنا منغرسين في هذه التّربة فعلا لا شكلا وخطابا.
(المصدر: مدونة الدكتورة الفة يوسف بتاريخ 18 مارس 2010) الرابط: http://olfayoussef.blogspot.com/2010/03/blog-post_18.html


برنامج الجزيرة مباش مع : عبد الحميد الحمدي http://www.youtube.com/user/aljazeeramubasher#p/u/7/sp3ypRlDlVo  


قمع عربي عابر للقارات  


عبد الباري عطوان 3/18/2010 تعتبر الاجتماعات السنوية لوزراء الداخلية العرب التي تعقد في تونس اكثر الاجتماعات العربية انضباطا ومشاركة، والقرارات التي تنبثق عنها هي الوحيدة التي تحــظى بالتطبيق على ارض الواقع بحماس غير معهود. جميع الخلافات العربية، العقائدية منها او الحدودية، توضع جانبا اثناء انعقادها، ونجد وزير الداخلية السعودي يجلس جنبا الى جنب مع نظيره العراقي، او المصري مع السوري، ويتبادل الجميع الآراء والمقترحات والمعلومات، فطالما ان المواطن هو الهدف والضحية، وحرياته او حقوقه هي المستهدفة، فلا مجال للخلافات، ولا بد من التعاون. الاجتماعات السابقة لوزراء الداخلية العرب ركزت على قضية واحدة على درجة كبيرة من الاهمية من وجهة نظرهم، وهي كيفية سيطرة الاجهزة الامنية على وسائل الاعلام التي تغرد خارج السرب الرسمي العربي وتجنح الى الحديث حول قضايا ‘محرّمة’ مثل الحريات الديمقراطية، والفساد، وقضايا التوريث، و’التحالف المقدس’ بين طبقة رجال الاعمال والنخبة الحاكمة. وزراء الداخلية، وبعد تداول مكثف خرجوا علينا بوثيقة ‘تنظيم الاعلام’ التي نصت على التصدي للمحطات الفضائية التي تعمل على تقويض الثوابت الرسمية العربية، وتبذر بذور الفتنة، من خلال تطاولها على الحكام، وتجاوز الخطوط الحمر في الحديث عن الفساد، خاصة اذا اقترب من ‘عليّة القوم’ واوعزوا الى وزراء الاعلام الذين عقدوا اجتماعا في القاهرة قبل عامين بوضع الآليات لتطبيق هذه التوصيات ووضع الآليات والضوابط العقابية للعصاة والمتمردين، مثل اغلاق المكاتب، وسحب تراخيص البث عبر الاقمار الصناعية، ودفع غرامات مالية. وزراء الاعلام العرب الذين تنص مهامهم الوظيفية، وشروط تعيينهم على تعزيز الرقابة، وخنق الحريات التعبيرية، وحجب المواقع الالكترونية، كانوا اوفياء في التنفيذ الفوري لقرارات نظـــرائهم وزراء الداخلـــية، لانهم لا يتجرأون على معارضتهم، لسبب بسيط لان معظم هؤلاء ينتمون الى الحلقة الاضيق داخل النظام، وبعضهم يعتبر الحاكم الفعلي في بلاده. محطات تلفزيونية تعرضت للطرد من اقمار صناعية مثل النايل سايت (الحوار والعالم)، ومواقع الكترونية عديدة تعرضت للحجب، واقلام كثيرة منعت من الكتابة، وتعرض اصحابها للاعتقال والتعذيب والاهانات، وما حدث للزميل عبد الحليم قنديل واصحاب المدونات في مصر من اهانات ما زال ماثلا للأذهان. فالارقام الرسمية تقول ان المملكة العربية السعودية، التي انشأت ادارة خاصة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة لمراقبة المواقع الالكترونية، حجبت اكثر من ربع مليون موقع حتى الآن، نسبة كبيرة منها من المواقع السياسية التي تطالب بالحريات واحترام حقوق الانسان. ‘ ‘ ‘ الاجتماع الاخير لوزراء الداخلية العرب، وبعد ان اطمأن الى تكميم وسائل الاعلام، وفرض وثيقة تنظيم الاعلام الفضائي، ذهب خطوة ابعد من ذلك، عندما تبنى في ختام اعماله امس في تونس قرارا بمطالبة دول العالم كافة، وخاصة بريطانيا ودول الاتحاد الاوروبي، بعدم التعامل مع المجموعات الارهابية والاشخاص الداعمين للارهاب. وذهب وزراء الداخلية الذين يرفضون او لا يسمحون لأحد بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية الى حد تنصيب انفسهم وعاظا، بل واعطاء اوامر لهذه الدول ‘بابعاد هؤلاء الداعمين للارهاب عن الاراضي الاوروبية، وعدم منحهم اللجوء السياسي او السماح لهم باستغلال مناخ الحرية للضرر بأمن الدول العربية واستقرارها’. وزراء الداخلية العرب نصّبوا انفسهم اوصياء على الحكومات الغربية، يتدخلون في شؤونها الداخلية، ويــدعون حرصاً على أمنها، وهم في واقع الحال يحرصون على انظمة الحكم في بلادهم واستمرارها، من خلال مطاردة المعارضات العربية حتى في منافيها التي اضطرت للجوء اليها. وزراء الداخلية العرب يعرفون جيداً، مثلما نعرف نحن ايضاً، انه لا يوجد ارهابيون عرب في بريطانيا واوروبا، وانما توجد معارضات عربية، لجأت الى هذه الدول هرباً من القمع الرسمي وانسداد قنوات التعبير ومصادرة ابسط الحقوق الانسانية والمدنية. هؤلاء الوزراء يريدون تصدير ثقافة القمع الى الدول الاوروبية، بدلاً من ان يستفيدوا من ثقافة الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وقيم القضاء المستقل، التي تعتبر من مكتسبات الانسان الاوروبي الاساسية، وهنا تكمن المأساة. الارهاب الذي يتحدث عنه وزراء الداخلية ويريدون مقاومته وحصاره، هو نتاج لسياساتهم وممارسات حكوماتهم القمعية ضد المواطنين، فمعظم الحركات العنفية او الارهابية لجأت الى التفجيرات وتبنت الاعمال السرية والعسكرية بسبب فساد الانظمة، وتقاعسها عن القيام بواجباتها الوطنية، ومصادرة الحريات، ونهب المال العام، وغياب العدالة الاجتماعية، واحتكار السلطة من قبل مجموعة صغيرة، تلتف حول الحاكم وتفتك بالمواطنين بسيفه واجهزته غير الخاضعة لاي محاسبة ولا تخضع لاي ضوابط قانونية. ‘ ‘ ‘ الحكومات الاوروبية لن تستمع لتمنيات او املاءات وزراء الداخلية العرب، او هكذا نأمل، لان في اوروبا نظاما قضائيا مستقلا وفصلا كاملا بين السلطات، وحتى اذا حدثت بعض التجاوزات فإنها تتم في اطار قانوني، وليس نتيجة لمزاج رئيس الوزراء او وزير الداخلية. وزراء الداخلية العرب يريدون كتم الاصوات التي تنتقد حكوماتهم الفاسدة في معظمها، عبر وسائل اعلام كسرت حاجز الخوف، وتمردت على ارهاب الانظمة. هذه هي الحقيقة وراء هذه القرارات، وهذا هو هدف الذين يقفون خلفها. فالانظمة العربية باتت تشعر انها لم تعد في مأمن بسبب انفجار ثورة المعلومات، وظهور الاعلام البديل العابر للحدود والقارات، الذي تعجز اموال الانظمة واجهزتها عن مراقبته وحجبه. كنا نتمنى لو ان وزراء الداخلية العرب اتخذوا قرارات بدعم المرابطين في القدس، المتصدين لعمليات التهـــويد للمقدسات الاسلامية والعربية، ولكن حماية هذه المقدسات قضية ثانوية جداً على جدول اولويات حكوماتهم وانظمتهم، فالمهم هو حماية الانظمة وليس حماية الأعراض والمقدسات.    (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 مارس  2010)  


 بصيص من أمل توفره الانتخابات العراقية


 بشير موسى نافع (*)  ليس ثمة شك في أن العراق لم يزل بلداً محتلاً؛ وسيحتاج العراق عدة سنوات أخرى، وقدراً أكبر من وحدة إرادته الوطنية، قبل أن يتحقق استقلاله الفعلي. ويترك الاحتلال والنفوذ الخارجي ظلاله الثقيلة على مجمل العملية السياسية. ولكن الصحيح أيضاً أن إدارة أوباما ترغب في التخلص من عبء الملف العراقي وتكاليف تواجد القوات الأميركية فيه، وقد تراجعت الإرادة السياسية الأميركية في العراق إلى الحد الذي لم يستطع فيه الأميركيون التدخل ولو بأدنى درجة من التأثير في ملف الاجتثاث الذي قصد به المالكي (وطهران) التأثير المبكر في نتائج الانتخابات. هذا، إلى جانب أسباب أخرى متعددة، جعل الانتخابات العراقية الأخيرة حدثاً هاماً. يتنافس في هذه الانتخابات عدد كبير من القوائم والمجموعات الصغيرة والكبيرة؛ ولكن هذه جميعاً يمكن اختصارها في ثلاثة تصورات سياسية: التصور الطائفي للحكم والدولة، وهو ما تمثله قائمتا رئيس الوزراء المالكي، قائمة دولة القانون، والائتلاف الشيعي «الوطني» في ثوبه الجديد/ القديم، الذي تقوده جماعتا الحكيم والصدر؛ والتصور الوطني– العلماني للقائمة العراقية، التي يقف على رأسها إياد علاوي وطارق الهاشمي وأسامة النجيفي ورافع عيساوي، إضافة إلى صالح المطلق (المجتث مبكراً)؛ أما التصور الثالث فهو التصور القومي– الانفصالي، القلق، الذي تمثله قائمة تحالف الحزبين الكرديين الرئيسيين. تعكس هذه الخارطة ثلاثة متغيرات هامة: قوى خسرت مواقعها السابقة؛ قوة حاكمة ومتحكمة، قادرة على التأثير غير القانوني في نتائج الانتخابات؛ ومسار بالغ التعقيد وغير قابل للتوقع بعد لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. شهدت هذه الجولة الانتخابية تراجع كتلة التوافق السنية، التي يقودها الحزب الإسلامي، عما كانت عليه في الانتخابات السابقة، نظراً لتراجع حظوظ الطائفية السياسية في البلاد، ولأداء الحزب الإسلامي المتخبط وغير المرضي لناخبيه طوال انخراطه في العملية السياسية. وكان من المفترض أن يؤثر تراجع حظوظ الطائفية السياسية على وضعي قائمة دولة القانون والائتلاف الشيعي، لولا الشحن الطائفي المستمر في أوساط شيعة العراق، والقدرات المالية الهائلة التي وظفتها القوائم الشيعية الطائفية في الحملة الانتخابية، والقدرات التي تتمتع بها هذه القوائم على التزييف والتأثير في نتائج الانتخابات. ولكن المتوقع، على أية حال، أن يستمر التراجع النسبي للائتلاف الشيعي، الذي بدأ في الانتخابات المحلية في العام الماضي. محافظة قائمة المالكي (دولة القانون) على مواقعها تعود في درجة كبيرة إلى المقدرات التي يوفرها منصب رئاسة الحكومة (مال ووظائف ومواقع وامتيازات)، وإلى تغلغل أنصار المالكي في كافة مؤسسات الدولة المشرفة على العملية الانتخابية، بما في ذلك، مفوضية الانتخابات. بدأت عملية التأثير على نتائج الانتخابات في شكل مبكر؛ ولم يكن قرار اجتثاث عشرات المرشحين، الذي شابته شبهات قانونية كبيرة وحمل طابعاً سياسياً فاقعاً، سوى الخطوة الأولى في عملية تزييف إرادة الناخبين. ولكن خطوات أخرى تتابعت، سواء خلال العملية الانتخابية (كشوف الناخبين، مثلاً)، أو عملية فرز وعدّ الأصوات، أو نقل البيانات الرقمية من الأوراق إلى أجهزة الكومبيوتر. ولم يكن تصريح سترون ستيفنسون، رئيس مجموعة المراقبة البرلمانية الأوروبية، حول وجود عملية تزييف واسعة النطاق لصالح قائمة المالكي وضد القائمة العراقية، سوى مؤشر، محايد واحد على ما شهدته الانتخابات. ولكن ذلك لا يعني أن نتائج الانتخابات محسومة لصالح المالكي، وأنه بات من المتيقن عودته إلى رئاسة الحكومة. واقعياً، تنافس قائمة المالكي على الأصوات الشيعية فقط، بعد أن تراجع خطاب المالكي الوطني في درجة ملموسة خلال العام الماضي، وعاد في قراراته وسياساته إلى جذوره الطائفية المعهودة. ويواجه المالكي في الساحة الشيعية خصوماً لا يستهان بهم، مثل جماعات الحكيم والصدر، الذين تضمهم قائمة الائتلاف الشيعية. هذا، في الوقت الذي يوفر الطابع الوطني العلماني للقائمة العراقية فرصة معقولة للحصول على 20 إلى 30 مقعدا في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية، إضافة إلى الحصة الأكبر من مقاعد المحافظات ذات الأغلبية السنية. من جهة أخرى، ورغم أن التوزيع الجديد للمقاعد أدى إلى انخفاض الوزن النسبي للكتلة الكردية القومية، فمن المستبعد تشكيل تحالف حكومي جديد بدون الكتلة الكردية الرئيسية؛ أولاً، لأن الدولة الجديدة بنيت على فرضية مشاركة الحزبين الكرديين الرئيسيين في الحكم، وثانياً، لأن من الصعب، وإن كان من غير المستحيل، تبلور تحالف حكومي من الكتل البرلمانية العربية فقط. في المقابل، ثمة تقارير مبكرة تفيد بأن القائمة العراقية قد تحصل على أكثرية الأصوات في كركوك؛ وإن صحت هذه التوقعات، فإن أسطورة الأكثرية الكردية الحاسمة في المحافظة ستسقط، ومعها قد تتواضع المطالب الكردية لضم المحافظة لمنطقة الحكم الذاتي. مهما كانت النتائج، فإن من الواقعي توقع أن تنحصر المنافسة على منصب رئاسة الحكومة بين المالكي وعلاوي، أي بين قائمتي دولة القانون والعراقية. هذا لا يعني بالتأكيد الاستبعاد الكلي لبروز شخصية ثالثة، إن استحال على أي من الاثنين تشكيل حكومة تتمتع بأغلبية برلمانية. في ضوء توجهات الاثنين المعروفة، فإن عودة المالكي إلى رئاسة الحكومة تعني العودة بالبلاد إلى سياسة الحكم الطائفي الكريه، التي أوصلت آية الله النجفي إلى اتهام وزير التعليم الشيعي في حكومة المالكي بالطائفية. في حال تولي علاوي رئاسة الحكومة، حتى بالتحالف مع إحدى القائمتين الشيعيتين الكبيرتين، فقد تتاح للعراق فرصة، ولو ضئيلة، للتخلص من ميراث الدولة الطائفية التمييزية، وتتعزز بالتالي اللحمة الوطنية العراقية. ما أظهرته تجربة العراق في السنوات القليلة الماضية أن برنامج القوى الإسلامية السياسية، سنية كانت أو شيعية، يمكن أن يؤدي إلى التشظي الطائفي في المجتمعات العربية والإسلامية التي لا تتمتع فيها طائفة ما بأكثرية حاسمة. توظيف أداة الدولة لحمل تصور إسلامي يؤدي تلقائياً إلى التمييز ضد الطائفة الأخرى. وهذا بالتأكيد ما ممارسته حكومات السيطرة الشيعية السياسية في عراق ما بعد الاحتلال. المخرج الوحيد في مثل هذه الحالة هو حكومة علمانية، تحترم الدين وقيمه، بدون أن تجعل الدولة أداة للتدخل في الشأن الديني أو لفرض تصور ديني ما. الانتخابات العراقية، من هذا المنظار، هي درس لدول ومجتمعات عربية وإسلامية أخرى مشابهة، وللقوى الإسلامية السياسية عموماً: في اجتماع سياسي تشكل الدولة الحديثة إطاره، ليس ثمة نموذج واحد للحكم؛ وبناء نظام حكم يتجاهل حقائق الواقع هو وصفة مؤكدة للانقسام الداخلي وربما الاحتراب الطائفي، بغض النظر عما إن كان هناك ديمقراطية أو ديكتاتورية. بيد أن نجاح القائمة العراقية في الحصول على رئاسة الحكومة، وأن تصبح القوة المؤثرة في الحكومة القادمة ليس أمراً مضموناً ولا مؤكداً، ليس لأنها تفتقد ما يؤهلها لذلك من أصوات الناخبين، بل للتزيف الانتخابي. وهنا يقع الخطر. ما أوحت به هذه الانتخابات أن بإمكان العراقيين أن يغيروا حكامهم وبرامج هؤلاء الحكام سلماً وعبر صناديق الاقتراع. الطبقة السياسية العراقية الجديدة هي في مجملها طبقة رديئة، تفتقد النزاهة، والشعور بالمسؤولية، وتحركها المصالح والطموحات الذاتية أكثر من المصالح الوطنية. ولكن إن جاءت النتائج لتقول إن التغيير ليس ممكناً، مهما كانت إرادة الناخبين، فلا أحد يمكنه المراهنة على مستقبل العراق. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث
(المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 18 مارس 2010)


“أود أن أكون مصرياً”
 للروائي المصري علاء الأسواني:


رؤية نقدية ساخرة تشكل المجموعة القصصية والتي تُرجمت حديثاً إلى الألمانية تحت عنوان “أود أن أكون مصرياً” قراءة نقدية أخرى من الروائي المصري علاء الأسواني للواقع المصري بكل تعقيداته وتشعباته. أنغيلا شادر في قراءة نقدية لهذا العمل الأدبي. الطبعة الأولى من الكتاب لم تتجاوز الثلاثمائة نسخة، وكانت مطبوعة على نفقة المؤلف. وبالتأكيد على نفقته أيضاً وزعها بالمجان على النقاد والأصدقاء. مَن يضع قدمه على المسرح الأدبي للمرة الأولى بمثل هذه البطاقة التعريفية فإنه – هكذا يخمّن المرء – سيبقى إلى الأبد منفياً في جحيم أولئك الذين يجدون أنفسهم مجبرين على إشباع طموحهم الأدبي عبر المطبوعات الخاصة وعبر تشجيع دائرة صغيرة من المريدين. المجموعة القصصية التي نعنيها هنا – والتي تُرجمت حديثاً إلى الألمانية تحت عنوان “أود أن أكون مصرياً” – هي العمل الأدبي الأول لطبيب الأسنان القاهري علاء الأسواني الذي نشر بعد ذلك بنحو عشر سنوات روايته “عمارة يعقوبيان” التي جعلته أكثر الكتاب المعاصرين نجاحاً في المنطقة العربية. بتلك الرواية تحوّل الأسواني لأكثر من سبب إلى أسطورة؛ إذ إنه من ناحية قام بتسليط الأشعة السينية على تلك العمارة التي أعطت الرواية اسمها، ففضح بذلك خفاياها، كما عرض صورة مقطعية لمصائر المصريين، وهي صورة يفضل السياسيون وحُماة الأخلاق في البلاد إخفاءها وراء أسوار حصينة، من ناحية أخرى فإن الكاتب ما زال يقسم أوقات عمله بصرامة بين المكتب والعيادة.   السم المرير    “لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً” هي إحدى العبارات الشائعة التي أطلقها الزعيم القومي مصطفى كامل باشا، وهي تتصدر قصة “أوراق عصام عبد العاطي” التي تعتبر النص الأهم في هذه المجموعة القصصية المبكرة. عندما يبدأ المرء قراءة القصة، فسرعان ما يجد أن الراوي بضمير المتكلم يطلق هجاءً مريراً ضد كل ما هو مصري. لا عجب إذن أن يستولي الذعر على السادة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث تقدم علاء الأسواني بمخطوطته عام 1989، مثلما نقرأ في المقدمة التي كتبها المؤلف موّثقاً فيها باستمتاع المفاوضات العبثية التي جرت بينه وبين موظفي الهيئة المذكورة. وهنا يكمن أيضاً سبب نشر المجموعة بدايةً على نفقة المؤلف، بل وحتى بعد النجاح الكبير الذي حققته “عمارة يعقوبيان” فقد أعاد ناشر مصري كبير المجموعة مشمئزاً إلى مؤلفها، لأنه كان يخشى أن يتسبب مضمون المجموعة القصصية في الزج به إلى غياهب السجون. غير أن المجموعة القصصية الأولى للمؤلف ترقى بكل سهولة من ناحية الجودة إلى مستوى روايته الناجحة.   لا يتردد علاء الأسواني، سواء في كتاباته الأدبية أو الصحفية في جرائد المعارضة المصرية، في إعلان رأيه بصراحة إذا ما تعلق الأمر بنقد الأوضاع في وطنه، رغم ذلك لن ينسب أي قارئ حصيف تلك الآراء الواردة في “أوراق عصام عبد العاطي” إلى المؤلف نفسه، مثلما فعل آنذاك موظفو الهيئة المصرية العامة للكتاب. يستخدم المؤلف شخصية عصام عبد العاطي نموذجاً ليعرض من خلاله كيف يغرق شخص في سموم عجرفته بسبب عجزه الإنساني الفادح، وكيف يجرح دون تفكير المقربين منه وهو متشبث بشعوره بالتفوق الفكري، ودون أن يستطيع إنقاذ نفسه في النهاية من الوقوع في الهاوية. يفعل الأسواني ذلك دون الاستخفاف بالشخصية الرئيسية، بل إنه يُظهر تعاطفه معها. ذات مرة يقول البطل معترفاً إنه لا يواجه صعوبة في هضم الأفكار المعقدة، غير أن التعامل التلقائي البسيط مع الناس هو ما يحيره ويشعره بضعفه. ولهذا يختار الهروب إلى العزلة في البرج العاجي، أما الثمن الذي يدفعه مقابل ذلك فهو افتقاده لكافة المشاعر الإنسانية، وهو ما يجعله يقارن بين مواطنيه وبين الصراصير في البالوعات، ويقارن أمه المريضة بالسرطان بفأرة مذعورة من فئران التجارب. وفي نهاية المطاف يسقط البطل من برجه العاجي فيهوي إلى قاع الجنون.   ناقد متعاطف   إلى جانب “المخطوطات” تحتوي المجموعة على ست عشرة قصة أقصر بكثير من القصة الأولى، وفيها يرسم الأسواني صورةً لمظاهر الضعف لدى مواطنيه، تارةً بريشة حادة، وتارةً أخرى بيد عطوفة ولكن دون الوقوع في العاطفية. في بعض الأحيان تتقابل أيضاً الطريقتان – مثلاً عندما ينتاب رجلا بدينا الضعف الإنساني الذي يُشعره بالجوع القارص وهو جالس على فراش الأب المحتضر في شهر رمضان. أما عشق الذات والنفاق الذي يفضح نفسه في الرسالة الموجهة إلى “أختي العزيزة مكارم” فلا يجد رحمة أو شفقة لدى الكاتب؛ من ناحية أخرى فإن الأسواني يصور طقس العنف الليلي – الذي يُرتكبه شاب على نحو قسري تقريباً معاقباً به الزوجة المتهمة بالخيانة والتي تتحمل ذلك العنف دون أن تذرف دمعة واحدة – بنظرة باردة جامدة تتوافق مع وحشية الأحداث الخالية من أي معنى. وبالطبع يتناول المؤلف بسخرية لاذعة آليات السلطة في نظام دولة متكلسة ينخر الفساد والمحسوبية في عظامها – مثلاً عندما يُطرد رجل فقير بسبب أمر إداري مجهول المصدر من فردوسه حيث يقدم الشاي للناس، أو عندما يجد طبيب شاب نفسه في بداية حياته المهنية عرضةً لتعسفٍ تحركه الغيرة وعداوات منهجية متعددة. غير أن الفارق بين المؤلف وبين بطله عصام عبد العاطي يتجلي في النصوص النقدية الساخرة: هنا يتضح الذكاء الإنساني الذي كُتبت به القصص، الذكاء الذي لا يتحصن خلف مظاهر فكرية، بل يتألق تحديداً من خلال التعامل التلقائي البسيط مع الناس. يستطيع الكاتب علاء الأسواني أن يبرز مخالبه عندما يتطلب الأمر ذلك – وهو ما برهن عليه في ذلك الرسم الكاريكاتوري اللاذع الذي صور به في روايته “شيكاغو” الرئيس المصري حسني مبارك – غير أنه يستطيع طواعية أن يتحلى بالمشاركة الوجدانية مع موظف صغير في وزارة التخطيط امتلأت نفسه بالحنق بسبب قميصه المقزز الرث الذي يفسد عليه يوم عمله.   (المصدر: “قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي” (ممول من طرف وزارة الخارجية الألمانية) بتاريخ 17 مارس 2010) الرابط: http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php?wc_c=367&wc_id=671

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

29 octobre 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.