الخميس، 13 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2669 du 13.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : بــيان:أنقذوا مستقبل وجيه …؟ الأساتذة المطرودون عمدا: بلاغ إعلامي المؤتمر من أجل الجمهورية: تعزية ومواساة إلى الأستاذ محمد عبّو الحوار نت: الدكتور أحمد لبيض في اقامة جبرية غير قانونية لن يمرّ القدح في حق أيّ مواطن أيّا كان مأتاه – عريضة يو بي أي: أول إذاعة دينية في تونس بإسم ‘الزيتونة للقرآن الكريم’ وكالة رويترز للأنباء:تونس تطلق أول إذاعة دينية في أول أيام رمضان موقع إذاعة الزيتونة على شبكة الإنترنت :تقديم المحطة الإذاعية الجديدة وبعض المعلومات عنها أحمد نجيب الشابي: المعارضة واستحقاق 2009 توفيق العياشي :لمجرد ظهورهم في قناة تلفزية: مسئول تجمعي يمنع المساعدات على المحتاجين في شهر رمضان… عبدالحميد العدّاسي:تهنئة رمضان أبو أنيس: تهنئة محمد عمامي: من أجل جامعة عامة للتعليم الفضاء النقابي الديمقراطي ” ضد التجريد”:هل  حان الوقت للعودة إلى الخط النضالي المبدئي و الصحيح  ؟ جريدة “الصباح”:مساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية (1954- 1958) (2 من 3) جريدة “الصباح”:مساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية (1954- 1958) (3 من 3) رويترز:خبير: الحرب وحدها لن تهزم القاعدة في الجزائر

د. بشير موسي نافع: المغرب والخوف المتوهم من القوي الإسلامية السياسية

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

قناة الحوار التونسي الكلمة الحرة قوام الوطن الحر حصة الأحد 16سبتمبر2007 النشرة الأسبوعية للأخبار

 
– تقرير حول الزيادة في الأسعار التكفير كإرهاب فكري: حوار مطول مع الدكتورة سلوى الشرفي حول الهجمة التكفيرية التي تتعرض لها بعد نشرها لدراسة حول خطاب الفتوى على الانترنت ملاحظة: نزولا عند رغبة عدد هام من المشاهدين سوف يتغير موعد بث القناة اعتبار من حصة الأحد 16 سبتمبر2007 ليصبح انطلاقا من الساعة الواحدة بعد الزوال والى حدود الساعة الثالثة بعد الزوال عوضا عن السابعة مساء أما موعد بث حصة الأربعاء فسوف يبقى على حاله أي انطلاقا من الساعة السابعة مساء  وإلى حدود الساعة التاسعة مساء، كما تعلم القناة مشاهديها أن عدد ساعات البث سوف يتطور ليصبح بمعدل ساعة في اليوم انطلاقا من شهر نوفمبر2007 الطاقم الحر المستقل للقناة

 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@gmail.com تونس في 13/09/2007 بــيان

أنقذوا مستقبل وجيه …؟

 
إن من يتتبع المعاناة التي تعيشها عائلات المساجين السياسيين يتساءل و كله أسى و حيرة قائلا : ” متى تنجلي هذه الغمة و تنتهي هذه الظروف القاسية “؟ ذلك أن المعاناة لم تصب المسرحين من المساجين السياسيين وحدهم و الذين فقدوا عملهم بسبب اعتقالهم و هو ما حدا ببعض الإطارات العليا من بينهم للّجوء إلى السوق بحثا عن أي عمل لا يتناسب مع مؤهلاته يمكّنه من الحصول على لقمة العيش بل وصل الضيم لهذه العائلات أن بقي أولادها الشبان الذين ترعرعوا و نشؤوا في جو المعاناة و الذين حرموا من حنان و عطف و رعاية آبائهم الذين لا يجدون فرصة للقائهم إلا من خلف القضبان، وحرموا أيضا من حقهم في طفولة متوازنة كبقية الأطفال و من بين هؤلاء الشاب وجيه شورو فقد نشأ في غياب والده المناضل و السجين السياسي السيد الصادق شورو في جو من الحرمان أثر على على توازنه النفسي و هو ما أدى به للانطواء و العزلة عن المجتمع و الانقطاع عن التعليم تحت تأثير الصدمة النفسية و قد بقي تحت رقابة طبية فترة طويلة و هو في أمس الحاجة للمؤازرة و الدعم المعنويين. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطالب بوضع حد لمثل هذه المآسي و تمكين المسرحين من المساجين السياسيين و عائلاتهم من حقهم في الحرية و العمل و العلاج و السفر و الدراسة و وقف كل العقوبات التكميلية كالمراقبة الإدارية في انتظار إطلاق سراح كل المساجين السياسيين.  عن الجمعية                                                                                الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


بلاغ

تونس في13/09/2007

 

على اثر الاعتصام الذي نفذه أعضاء النقابة العامة الأمس بمقر وزارة التربية حيث تواصل الى حدود الساعة 11 ليلا و قد وعدت الوزارة بالتفاعل الجدي مع الملفات المطروحة وخاصة منها عملية عزل الأساتذة و قد حدد موعد اللقاء اليوم 23/9 بداية من الساعة 10 صباحا غير ان الوزارة المذكورة لم تتفاعل مع مطالب النقابة العامة و سوفت حل المشاكل المتعلقة بالعزل و عليه قررت نقابة الثانوي.

– عقد ندوة صحفية العاشرة صباحا بدار الاتحاد العام التونسي للشغل لاطلاع الرأي العام على تعنت وزارة التربية و التكوين و ضربها عرض الحائط كل الاتفاقيات المبرمة خاصة بما يتعلق بدمج الأساتذة و ترسيمهم.

– دعوة الزملاء الأساتذة التوجه إلى الإدارات الجهوية للتعليم قصد الاعتصام و الاحتجاج على  القرارات الارتجالية التي من شانها تعكير الجو العام.

– الدعوة لعقد هيئة إدارية لاتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن الزملاء و القطاع بشكل عام

بلاغ إعلامي 

 تونس في 13/9/2007

 

نحن الأساتذة المطرودين عمدا بعد أن وقع انتدابنا للتدريس للسنة الدراسية 2006/2007 على اثر التحركات النضالية التي خضناها بعد إسقاطنا المتعمد في شفاهي مناظرة الكاباس سيئة الذكر فوجئنا يوم 11 سبتمبر الجاري بإعلامنا أن وزارة التربية و التكوين قررت عدم تجديد الانتداب لأسباب غير معلومة، علما و إن التقارير البيداغوجية و التربوية كانت ايجابية جدا و تقترح تجديد انتدابنا.

إننا نتوجه إلى الرأي العام لإحاطته علما بهذه المظلمة التي لا تفسير لها سوى إصرار وزارة الإشراف على التعدي على ابسط حقوقنا في العمل و الكرامة وقد واصلت الوزارة هذا التمشي صبيحة هذا اليوم 13/9 عندما التقت بوفد من النقابة العامة للتعليم الثانوي طالب بتوضيح موقف الوزارة فلم يجد المسؤول بالوزارة أي تعليل غير كلمات باهتة” الوزارة مسؤولة عن الانتداب و العزل”.

إن هذا التعدي على حقوقنا لن يزيدنا سوى إصرارا على النضال و الاستماتة من اجل عودتنا الفورية إلى العمل، ونحمل وزارة التربية و التكوين ما سينجر عن قرارها الباطل و المرفوض.

 

للمساندة و الاتصال:

         محمد مومني- 0021698990003

         على جلولي- 0021621460918

Mail : profexclu@yahoo.fr

القائمة مفتوحة لتسجيل بقية الزملاء المطرودين عمدا.

 


حزب المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن 33 نهج الجزيرة-تونس http://www.cprtunisie.net/  تونس في 13 سبتمبر 2007 البقاء لله
 
إنتقل إلى جوار ربّه تعالى ظُهر اليوم الخميس 13 سبتمبر 2007 : المرحوم بوجمعة عبّو  والد أخينا الأستاذ المناضل محمد عبّو القيادي بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية حيث عانى المغفور له من المرض لفترة طويلة مع حُزنه على فُراق إبنه السجين لأكثر من عاميْن، لكنّ روحه الطاهرة ظلّت متعلّقة بالحياة مُعاندة المرض تشوّقا للقاء فلذة كبده محمد عبّو من جديد الذي كان المرض يمنعه من زيارته في السجن . وبفضل نضالات شرفاء تونس و العالم تمّ تحرير فارس الحرّية السجين من أغلال الدكتاتور منذ أسابيع و تحقّق أمل الأب في لقاء إبنه من جديد قبل أن تُسلم الروح إلى بارئها ظهراليوم الخميس .  يُشيّع جثمان الفقيد الطاهر ظهر الغد الجمعة 14 سبتمبر 2007 إلى مثواه الأخير بمقبرة الجلاّز ، و تُقبل التعازي على الساعة منتصف النهار غدا بالمقبرة .  أسرة الحزب ترفع أحرّعبارات التعزية والمواساة إلى أخينا الأستاذ محمد عبّو في هذا المُصاب الجلل و إلى كلّ عائلة عبّو والعائلات المُتصاهرة وتدعو الله أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ويُسكنه جنان الخُلد ويرزق آله و ذويه جميل الصبر و السلوان .  و إنّا لله وإنّا إليه رجعون .  نائب الرئيس :  عبد الرؤوف العيادي  

الجمعيّة الدوليّة لمساندة المساجين السياسيي أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعيذة الدوليّة لمساندة المساجين السياسيين  33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@gmail.com تونس في 13/09/2007 البقاء لله  
 
تتقدّم الجمعيّة الدوليّة لمساندة المساجين السياسيين بأحرّ التعازي إلى المناضل الحقوقي و العضو المؤسّس بالجمعية الأستاذ محمد عبّو في وفاة والده : المغفور له بوجمعة عبّو  الذي وافاه الأجل المحتوم عند ظهر هذا اليوم إثر مرض عُضال لازمه طيلة 3 سنوات و قد عاش في لأكثر من عاميْن في حالة من الأسى و الحسرة على فراق إبنه الذي ظلّ معتقلا بسجن الكاف ، و كان وقع إختطاف إبنه ليلا عندما كان بصدد شراء الدواء له و قد طال ترقّبه له دون رجعة طوال فترة الإعتقال ولم يتمكّن من زيارته بالسجن نظرا لحالته الصحية المتدهورة والحزن العظيم الذي لازمه .   رحم الله الفقيد و رزق الله أهله جميل الصبر و السلوان .  و إنّا لله و إنّا إليه راجعون  عن الجمعيّة : الرئيس الأستاذ محمد النوري   


الله أكبر تتقدّم “تونيس نيوز” بأصدق عبارات المُواساة إلى فارس الحرّية الأستاذ محمد عبو إثر وفاة والده اليوم الخميس 13 سبتمبر المغفور له : بوجمعة عبو  و تدعو الله أن يتغمّده بواسع رحمته آمين .  و إنّا لله و إنّا إليه راجعون . ***********************************************************    ملاحظة :  لمن يرغب في الإتصال بالأستاذ عبو لتعزيته من الخارج بالإمكان الإتصال به على الهاتف :   0021622573920  

 


 

 

الدكتور أحمد لبيض في اقامة جبرية غير قانونية

Site : www.alhiwar.netE-mail : info@alhiwar.net خاص بالحوار.نت المحرّر: تونس / علمنا من خلال اتصال هاتفي بأن السجين السياسي السابق الدكتور أحمد لبيض يخضع لحكم بوليسي جائر بالإقامة الجبرية بإحدى مناطق ولاية زغوان دون إذن قضائي ولا حكم إداري في حين أن أبناءه يعيشون في ظروف سيئة بالعاصمة التونسية ولم يمكن من الإلتحاق بهم رغم مطالباته المتكررة للسلطات منذ خروجه من السجن بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية في الخامس والعشرين من يوليو تموز ( جويلية ) المنصرم بعد ما قضى سبعة عشر عاما كاملة في السجن ( كثير منه سجن إنفرادي في عزلة عن بقية المساجين ) بتهمة الإنتماء إلى حركة النهضة التونسية أو تحمل مسؤوليات قيادية متقدمة فيها. أمد الدكتور لبيض السلطات بنسخة من عقد الإيجار لمسكنه الذي يقيم فيه أبناءه بعد موت أمهم عليها رحمة الله سبحانه ولكن رغم كل ذلك فإن مطالبه قوبلت بالتجاهل والرفض. ومعلوم أن الدكتور أحمد لبيض توفيت زوجه خلال وجوده في السجن قبل بضع سنوات ورغم ذلك لم يمكن من الإلتحاق بأبنائه اليتامى ليمسح دموعهم في شهر رمضان المعظم بعد غياب طويل لعله يعوضهم بعض حنان الأم الكريمة عليها رحمة الله سبحانه. والحقيقة أن أغلب المساجين السياسيين المسرحين يخضعون دون حكم قضائي للمراقبة الإدارية نكاية فيهم وفي عائلاتهم بعدما قضوا فترات طويلة في السجن ولعل الحالة الأكثر تقدما في النكاية والتشفي هي حالة السجين السياسي السابق عبد الله الزواري الذي قضى خمس سنوات في المنفى الإجباري داخل وطنه بعيدا عن أهله وأبنائه بخمسمائة ميل في أقصى الجنوب التونسي ورغم ذلك واصلت السلطات فرض الحكم الجائر عليه دون رجوع إلى المحكمة رغم إنقضائه في شهر مارس المنصرم. وبذلك فإن السجين السياسي في تونس عندما يخرج من السجن بعد سنوات طويلة وهبه بعدها سبحانه عمرا جديدا وحياة جديدة .. إنما يخرج من سجن مضيق إلى سجن مضيق آخر ولكن حدود ضيقه هي القرية البعيدة النائية التي ينفى إليها. مسألة السجن المضيق والأشد ضيقا في تونس ليست نكتة باردة ولا كذبة نيسان ولا أكتوبر ولكنها الحقيقة التي يتعامى عليها من إستبد بهم الهيام بحب الدكتاتور الخائب أو ندموا على تفريطهم في اللحاق بركب المداحين طيلة السنوات الفارطة. الحوار نت http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?p=55472#post55472


 

لن يمرّ القدح في حق أيّ مواطن أيّا كان مأتاه

 
في معرض ردود فعل وحوار حول موضوع” إسقاطات المؤتمر الأخير لحركة التّجديد” منشور بموقع “الخضراء” الذي لا نعرف عنه شيئا سوى لونه القاتم ينشّطه أناس جدّ شجعان، لكن مع الأسف، ذوي هويّا ت مجهولة نكرة ومتستّرة بأسماء مستعارة أو مسعورة، من يدري؟ من نوع    “ناس”    و”بيجو”    وهلم جرّا بذريعة “سلامة الأهل والولد” كما يقال.  فوجئنا بشديد الغضب والاستياء، بوابل من الكلام الفجّ والألفاض الغارقة في السوقية، مكتوبة بأحرف “فرنسيّة” بدائية متلكئة ومستبشعة، تنزّ تجنيا وشتيمة وتشهيرا كاذبا في حق صديقنا المناضل محمّد الأخضر اللالة، فضلا عن التنكيل به والنيل من كرامته وهتك عرضه والتدخّل السافر في حميميته وذويه، يحاكي حملات الضّغينة والحقد التي عودتنا بها، من فينة إلى أخرى، الأكفان المطبوعة الصادرة عن مخابر وزارة الداخلية ضد الناشطين السّياسيين. فإذ نعتبر أن مثل هذه التهجمات الخسيسة لهيّ في الحقيقة من العوارض المرضية وهي انعكاس كذلك للانحطاط الأخلاقي والحضاري لصاحبها  فإننا نحمّل المسؤولية كاملة للسّاهرين على تنشيط موقع “الخضراء” الذين أفسحوا المجال لتلويث الشبكة بهذه العفنات التي تلحق أضرارا جسيمة بنبل قضيتنا الهادفة إلى إرساء نضام ديمقراطي ودولة القانون، ولا سبيل إلى ذلك من دون التصدي إلى عواقب النمط الاجتماعي الذي يفرضه النظام البوليسي الراعي للأوبئة الاجتماعية بكل ألوانها والحافز على نشر ثقافة الرّداءة وتعميم الانحراف باسم الحداثة المغشوشة والمزيفة. أن تقزّزنا واشمئزازنا من مثل هذه الحملات الهذيانية سوف لن يثني من عزائمنا في المضي قدما نحو بناء مجتمع تصبح فيه مبادئ التسامح واحترام الفرد والمجموعة واجب مقدّس ونحو الارتقاء بمطالبنا وسلوكياتنا وطرق تعامل بعضنا مع البعض إلى مصاف التمدن والحضارة والتقدم.                                   تونس/ باريس- 27 أوت  2007 الإمضاءات الأوّلية  

الاسم واللقب

الصّفة

 جمال بوصفّارة

جامعي و مناضل سياسي   فرنسا

عبد اللطيف بن سالم

ناشط سياسي مستقل / فرنسا

أنور الكنزاري

عضو المجلس الوطني لجمعية التونسيين بفرنسا

 محمّد صميدة

A.T.F Nord   رئيس جمعيّة التّونسيين بشمال فرنسا    مناضل جمعياتي /   

رابح العرفاوي

حركة التجديد بفرنسا عضو

مصطفى بن احمد

نقابي وعضو الهيئة الوطنية لإعداد المؤتمر الثّاني لحركة التّجديد –مستقل-   تونس

طارق بن هيبة

مناضل جمعياتي /عضو منتخب في المجلس الجهوي بجهة باريس وضواحيها/   فرنسا

محي الدين شربيب

  FTCR رئيس فدرالية التونسيين مواطنو الضفتين

بن سلامة منصف

رئيس جمعيّة التونسيين بفرنسا

نادية شعبان

نائبة رئيس جمعيّة التونسيين بفرنسا

خالد حميدة

 كاتب عام جمعية التونسيين بفرنسا  

ناظم ألخريجي

عضو المكتب الوطني لجمعية التونسيين بفرنسا

نور الدين النجّار

عضو حركة التجديد/ فرنسا

محمّد قلال

أستاذ جامعي و عضو المجلس المركزي لحركة التجديد-/  تونس

صالح زغيدي

عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان / تونس

خالد الفالح

حزب العمــل الوطني الديمقراطي /تونس

توفيق حويج

عضو المكتب السياسي لحركة التّجديد / تونس

هشام عبد الصّمد

أستاذ جامعي و ناشط حقوقي / فرنسا

مراد علاّل

ناشط حقوقي اورومتوسّطي عضو حركة التجديد/ فرنسا

عادل الشّاوش

نائب برلماني / عضو المكتب السياسي لحركة التّجديد /تونس

 ثامر إدريس

نائب برلماني / عضو حركة التّجديد / تونس

سليم بن عرفة

نقابي عضو المكتب السياسي لحركة التّجديد / تونس

صالح التّومي

عضو الهيئة الوطنيّة لإعداد المؤتمر الثاني لحركة التجديد / تونس

 ياسين قيقة

عضو الهيئة الوطنيّة لإعداد المؤتمر الثاني لحركة التجديد / تونس

 أحمد العزعوزي

عضو الّلجنة الوطنية لإعداد المؤتمر الثّاني لحركة التّجديد/   تونس

المولدي الصّابري

محامي/ تونس

نور الدين مشكان

مناضل جمعياتي / فرنسا

عمرالفايض

فرع حركة التجديد بالحمّامات / تونس  عن

علي التليلي

مناضل جمعياتي بفرنسا

خالد عبيشو

مناضل جمعياتي بفرنسا

عز الدين بوعشير

 Toulon                        عضو المجلس الوطني جمعية التونسيين بفرنسا  / تولون

محمّد صالح النجّاحي

عضو حركة التجديد / فرنسا

محمّد بحر

فنّان

توفيق كربيّة

  Bordeaux عضو المجلس الوطني لجمعية التونسيين بفرنسا / بورد و                  

سامي العوادي

كاتب عام جامعة التعليم العالي / تونس

حبيب الحمد وني

رابطة الكتاب الأحرار /تونس

مختار الطريفي

رئيس الرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان

العربي بلعربي

نقابي عضو المكتب الجامعي لجامعة المالية – الإتحاد العام التونسي للشغل

جلال برحيمة

ناشط سياسي

سعاد شويح               

كاتبة عامة جمعية المغاربة بفرنسا

 علي خميرة             

عضو بحركة التّجديد / فرنسا

خميس قسيلة

كاتب عام الرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان

  

 
 
 

أول إذاعة دينية في تونس بإسم ‘الزيتونة للقرآن الكريم’

 
تونس / 13 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: بدأت أول إذاعة دينية في تونس ببث برامجها اليوم الخميس تحت اسم “الزيتونة للقرآن الكريم”. والإذاعة التي تستخدم أثير الـ “أف أم”، هي الأولى من نوعها في تونس التي تتخصص في المسائل الدينية،والثالثة التي يملكها القطاع الخاص. وأطلق على هذه الإذاعة الجديدة إسم “الزيتونة للقرآن الكريم”، وتبث برامجها من مقرها بضاحية قرطاج شمال تونس العاصمة على مدى الأربع والعشرين ساعة. واعتبر مصدر رسمي أن فكرة إطلاق هذه الإذاعة تندرج في إطار “العناية المتواصلة بالدين الإسلامي الحنيف وإحياء شعائره والتشجيع على إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة وفي مقدمتها التسامح والتكافل والإعتدال”. وأضاف أن هذه الإذاعة الجديدة تأتي أيضا في سياق دفع المبادرة الخاصة في المجال السمعي البصري وتحقيق التكامل بين القطاعين العام والخاص، والمضي قدما نحو تركيز منظومة إعلامية يكون فيها للتخصص وللتنوع المجال الأوسع والأوفر. ومن جهته قال محمد صخر الماطري صاحب هذه الإذاعة الجديدة،إن السماح لإذاعته بالبث “يؤكد الحرص على رعاية الدين الإسلامي والقائمين علي شؤونه حتى تبقى تونس منارة إشعاع في العالم العربي والإسلامي ورمزا للحوار والتفاعل المثمر بين الثقافات والحضارات”. وتعتمد برامج هذه الإذاعة بالأساس على القرآن بنسبة لا تقل عن 80 % ، بينما ستخصص بقية برامجها للأحاديث النبوية ،وقصص الأنبياء والأدعية والإبتهالات،إلى جانب تلقين قواعد النطق والتجويد. كما ستبث الإذاعة التي سيشرف عليها الأستاذ الجامعي التونسي المعروف كمال عمران،الصلوات الخمس من جامع العابدين،إلى جانب نقل صلوات التراويح وصلاة الجمعة من مساجد وجوامع تونسية أخرى. يشار إلى أن المشهد الإعلامي السمعي التونسي كان قبل إطلاق هذه الإذاعة الجديدة يتألف من 11 محطة إذاعية،هي الإذاعة الوطنية، وإذاعة تونس القناة الدولية ،وإذاعة الشباب،وأخرى ثقافية،و 5 إذاعات جهوية، إلى جانب إذاعتين خاصتين هما “موزاييك أف أم”،و “الجوهرة أف أم”.


تونس تطلق أول إذاعة دينية في أول أيام رمضان

 
تونس (رويترز) – أعلن يوم الخميس في تونس عن اطلاق اول اذاعة دينية في اطار خطط الحكومة لنشر الفكر الاسلامي المتسامح وقطع الطريق امام الفكر المتطرف. وبدأت اذاعة “الزيتونة للقرآن الكريم” المملوكة لمحمد صخر الماطري صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الخميس بث برامجها بآيات قرانية. وإذاعة “الزيتونة للقرآن الكريم” استمدت اسمها من جامع الزيتونة الشهير بالعاصمة تونس الذي مثل منارة اسلامية على مدى قرون. وتبث الاذاعة برامجها من مدينة قرطاج حيث يقع قصر الرئاسة معتمدة في الأساس على القران الكريم بنسبة لا تقل عن 80 بالمئة وبترتيل اصوات تونسية شابة. وقالت وكالة الانباء التونسية ان “احداث هذه الاذاعة يندرج في اطار العناية المتواصلة بالدين الحنيف واحياء شعائره والتشجيع على اشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الاسلام الصحيحة وفي مقدمتها التسامح والتكافل والاعتدال.” وهذه ثالث اذاعة خاصة في تونس بعد ان انشئت سابقا اذاعة ” موزاييك” و”جوهرة” وهما مخصصتان للترفيه اضافة لفضائية تلفزيونية خاصة هي فضائية “حنبعل”. وستبث الاذاعة ايضا احاديث نبوية وقصص الانبياء وادعية وابتهالات اضافة الى تلقين قواعد النطق والتجويد في الترتيل. كما ستبث صلاة الجمعة. ويرى محللون ان منح الترخيص لاذاعة دينية هو احدث خطوة في اطار مجهودات الحكومة لنشر الفكر الاسلامي المتسامح بهدف درء اي تطرف قد يهدد الشبان. وأكد الرئيس التونسي في وقت سابق على ضرورة الاحاطة بالشبان وتوعيتهم لدرء خطر التطرف عنهم في وقت يتزايد فيه نشاط الجماعات الاسلامية في شمال افريقيا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 سبتمبر 2007)  


 

تقديم المحطة الإذاعية الجديدة وبعض المعلومات عنها

 
 
(نقلا عن موقعها على شبكة الإنترنت: http://www.zitounafm.net/  ) السيد محمــــــد صخــــــر المـــاطـــــري، مؤسس المحطة السيد محمد صخر الماطري هو صاحب فكرة بعث اذاعة الزيتونة للقرآن الكريم. وهو رجل أعمال تونسي له مشاريع و استثمارات مختلفة في قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة. وبمناسبة انطلاق بث اذاعة الزيتونة للقرآن الكريم يقدم السيد محمد صخر الماطري جزيل امتنانه الى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لما حظي المشروع لديه من مباركة و تشجيع. وهذا يؤكد حرص سيادته على تركيز مكانة الدين الاسلامي وصونه لتبقى تونس منارة اشعاع في البلاد العربية والاسلامية وحتى يدوم لها العز بوصفها رمزا للحوار والتفاعل المثمر بين الأديان والثقافات والحضارات. ويرجو السيد محمد صخر الماطري لكافة ملتقطي اذاعة الزيتونة للقرآن الكريم المتعة عند الاستماع والافادة عند الاصغاء تحت راية مرضاة الله ورسوله . قال تعالى في مختم التنزيل : “وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين” صدق الله العظيم. تقديـــــم المحطـــــة الاسم: إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم من الجمهورية التونسية تاريخ أول بث: يوم غرة رمضان سنة 1428 الموافق ليوم 13 سبتمبر 2007 الاختصاص: نشر القيم السمحة والتحابب بين البشر عبر إذاعة القرآن الكريم العنوان: 61 شارع الحبيب بورقيبة – 2016 قرطاج حنبعل مساحة البث: 90 % من تراب الجمهورية التونسية مديـــر الإذاعــــة الأستاذ الدكتور كمال عمران اختصاص الحضارة العربية الإسلامية مدير عام للقنوات الإذاعية التونسية سابقا عضو المجلس الإسلامي الأعلى إمام خطيب بجامع سيدي داود – المرسى (نقلا المصدر: موقع إذاعة الزيتونة على شبكة الإنترنت، تصفح 13 سبتمبر 2007) عنوان الموقع: http://www.zitounafm.net/

“مـجـرات” .. موقع تونسي جديد

التعريف بهوية الموقع كما وردت في ركن “استقبال”:

 
تحت هراوات البوليس والهيمنة الإمبريالية وخطر الرجعية الأصولية، يستبد الخراب الإجتماعي والسياسي والثقافي في بلادنا. لإعادة بناء أفق تحرري، تقدمي، متأصل في تربتنا، يناضل جمع من النساء والنقابيين والشباب والمثقفين ، مساهمين من مواقع مختلفة وضمن مجالات متعددة. على ذمة هؤلاء يضع موقع مجرات نفسه، منبرا حرا للنقاش والدراسات والإبداعات الثقافية والفنية. إن هذه الأولويات لا تعفينا من متابعة النضالات الميدانية بالإعلام والتحليل. عنوان الموقع: http://www.majarrat.org

المعارضة واستحقاق 2009

 
بقلم: أحمد نجيب الشابي قد يبدو الحديث عن الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية، لسنة 2009 سابقا لأوانه. واستنكرت المعارضة فعلا حملة المناشدة لمبايعة الرئيس الحالي لولاية خامسة بمناسبة تلك الانتخابات واعتبرتها حملة سابقة لأوانها ومحاولة لإعادة البلاد إلى نظام الرئاسة مدى الحياة الذي خبرته لأكثر من ثلاثين عاما وجربت نتائجه الوخيمة على استقرار البلاد وتطورها. لم تخطئ المعارضة في ما عابته على الحكومة لكن احتجاجها الباهت على الرئاسة المدى الحياة لم يوقف عجلة الحكومة التي استمرت في حملتها دون اكتراث حتى لا يكاد يخلو شارع من شوارع العاصمة والمدن الداخلية من المعلقات الضخمة المطالبة بإعادة ترشيح الرئيس بن علي سنة 2009 بل بدأت الجمعيات والمنتديات بما فيها الفرق الرياضية في التنافس على هذه المناشدة حتى لا تصنف من ضمن المناوئين. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبعد عام من انطلاق هذه الحملة هو هل يمكن للمعارضة أن تكتفي بمثل هذا الاحتجاج الخافت أم عليها أن تخط لنفسها تحركا يجعلها تقوم بوظيفتها. ويجدر التذكير بادئ ذي بدء بأن السياسة هي بالذات كل ما يتعلق “بتنظيم السلطة وممارستها” حسب أكثر التعريفات تداولا في قواميس اللغة. لذلك يجدر بالمعارضة أن تتذكر أن دورها لا يقتصر على مساندة إتحاد الشغل أو رابطة حقوق الإنسان أو المطالبة بإطلاق سراح المساجين أو دعم تحركات العاطلين عن العمل. كل ذلك ضروري ويدخل ضمن مهامها لكن ما ينتظره منها النقابيون والعاطلون والحقوقيون وغيرهم من عموم الشعب التونسي ليس دور الإسناد الخلفي هذا وإنما خوض معارك سياسية تفتح أفقا للإصلاح والتداول على السلطة وما يتبع ذلك من إمكانية إنجاز برامج تحقق مطالب التشغيل والعدل في توزيع الثروة وإشاعة الحرية والأمن في ربوع البلاد و لعموم الناس. الحملة الانتخابية بدأت إذن ومنذ سنة تقريبا. ودعنا نذكر هنا بأن الانتخابات لا تقتصر في الدول الديمقراطية على الحملة الرسمية التي تدوم خمسة عشر يوما. فذلك هو مفهوم الاستبداد لها يحتكر الحياة السياسية لسنوات ثم ينظم ديكورا انتخابيا لمدة خمسة عشر يوما يحدد فيه عدد المعلقات بما لا يتجاوز الخمسمائة معلقة في كل ولاية ويحدد أماكن تعليقها المتباعدة حتى أنك لا تكاد تشعر بوجود انتخابات ويمنع استعمال مضخمات الصوت والاجتماعات في الأماكن العامة ويحصرها زمانا ومكانا في قاعات لا يكاد يشعر الناس بوجودها ويحيط بها العسس لردع من يدفعه الفضول إلى الاقتراب منها ويقصر تدخل المرشحين في وسائل الإعلام السمعية والبصرية على دقائق لا يتعدى عددها عدد أصابع اليد الواحدة تبث حينما يكون الناس في العمل الخ… هذا في البلدان المتخلفة سياسيا أما في البلدان المتقدمة والعريقة في الديمقراطية فتستمر الحملة على مدى فترة من الزمن لا تقل عن السنتين. انظروا إلى الولايات المتحدة حيث تدور الحياة الوطنية منذ عام تقريبا عبر مئات القنوات التلفزية ومن خلال الاجتماعات العامة حول قضايا مصيرية كالحرب على العراق والتغطية الاجتماعية والنمو الاقتصادي: زهاء العشر مرشحين عن الحزب الديمقراطي وأقل منهم عن الحزب الجمهوري الحاكم يقارعون الحجة بالحجة ويواجهون البرنامج بالبرنامج بمرأى ومسمع من العموم الذين سيدعون إلى الاختيار الحر بعد عام ونيف من اليوم أي في نوفمبر 2008. وتذكروا الانتخابات الفرنسية كيف جابت سيغولان رويال وفرنسوا بيرو ونيكولا سركوزي المدن الفرنسية على مدى عام ونصف عقدوا خلالها الاجتماعات العامة والندوات التلفزية ونظموا التجمعات الضخمة في الملاعب الرياضية قبل أن يدع الناخب الفرنسي لاختيار من ينوب عنه في الحكم لمدة خمس سنوات على قاعدة ما كونه لنفسه من قناعة حول مستقبل فرنسا. قد يتبادر للذهن أن المقارنة لا تصح بين بلدان تتمتع بحق الانتخاب وبين بلدنا الذي لم يعرف انتخابات حرة في حياته قط. ولرفع كل التباس نقول بأنه لا يوجد فعلا أي رهان انتخابي في سنة 2009 لأنه لا توجد ببساطة أدنى شروط الانتخابات من حرية التعبير والصحافة وحرية الاجتماع والتنظم وتكافؤ الفرص بين المرشحين وحياد السلطة المشرفة على الانتخابات. لكن القول بأنه لا يوجد أي رهان انتخابي في استحقاق 2009 لا ينفي عنه كل رهان. بل يمكن الجزم بأنه يكتسي رهانا سياسيا من الدرجة الأولى ألا هو الكفاح من أجل حق الانتخاب بالذات وفي علاقة بهذا الموعد تحديدا. فما هو هذا الرهان  كيف يمكن كسبه ؟ الرهان يتمثل في أن تبني المعارضة قوة التغيير السياسي على مدى العامين الذين لا زالا يفصلانها عن موعد الانتخابات. ونعني بقوة التغيير السياسي قوة تحمل مشروع الإصلاح في أبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية وتكون محتضنة من الرأي العام الوطني الواسع وتحظى بتعاطف قوى التحرر في العالم. لقد أثبتت التجربة في ظروف الانكماش الشعبي والانغلاق الأمني التي نحن عليها حدود سياسة المقاطعة في بناء مثل هذه القوة وهي دعوة لم تخرج بسبب تلك الظروف عن السلبية العامة المحيطة بالانتخابات. والأمر نفسه بالنسبة “للمشاركة المشروطة” التي تطرح عددا من المطالب تشترط المعارضة تحقيقها مسبقا حتى تشارك في العملية الانتخابية، وهي دعوة لا تعدو أن تكون سوى شكل آخر من أشكال المقاطعة ذلك أن هذه  المطالب لن تتحقق بمجرد رفعها والمطالبة بها وهي ولئن شكلت شرطا ضروريا لكل انتخابات حرة ونزيهة فهي لا تمثل شرطا مسبقا لبناء قوة التغيير في علاقة بالاستحقاق الانتخابي المقبل. الحياة الوطنية تشكو من فراغ سياسي مفزع وتتطلب بناء قوة تغيير سياسي ولن يتسنى للمعارضة بناء هذه القوة في ظرفنا الراهن إلا بتقديم مرشح إلى الانتخابات الرئاسية في وجه مرشح الحزب الحاكم والإعداد لقائمات في الانتخابات التشريعية مسندة بأعداد من المراقبين. هذا الترشيح يقدم رمزية وفريق وبرنامج كم هي الحياة الوطنية في حاجة إليه لملئ الفراغ الذي أحدثه الحكم على مدى عشرين عاما فأخلى الساحة السياسية من كل رموزها ودجن أو يكاد كل مؤسسات المجتمع المدني. أما مهمة هذا المرشح وهذا الفريق فتتمثل في الاتصال بالمواطن حيثما وجده وبكل الوسائل الشرعية المتاحة ودون توقف على رضا الحكومة فما يحق للحكومة ومرشحها يحق للمعارضة ومرشحها لأن تكافؤ الفرص أساس المنافسة النزيهة ومن جوهرها. وفي هذا المضمار تمثل ثورة تكنولوجيا الاتصال وسيلة فعالة في يد المعارضة: الانترنت والفضائيات والأقراص المضغوطة والملصقات وغيرها… وهي طبعا وسائل لا تغنيها عن “الاتصال المباشر” من اجتماعات وغيرها.. هذه القوة لن تبنى بين يوم وليلة وإنما يعد فيها الزمن عاملا حاسما ولذلك وجب التحرك منذ اليوم وحتى ليلة الانتخابات فإن تغيرت ظروفها واصلت المعارضة مشاركتها وإن هي لم تتغير انسحبت منها في الإبان وتكون قد أقامت الدليل أمام العالم بأن ما سوف يجري أبعد ما يكون عن الانتخاب، أساس الشرعية في العصر الحديث وتكون أكثر من ذلك قد بنت قوة التغيير، قوة في مستوى التحديات، خبرها المجتمع وتبنى برنامجها ومنحها ثقته. وهنا يطرح سؤال آخر: هل بإمكان المعارضة أن تخرج بمرشح وبفريق موحد؟ ولهذا السؤال أساسه من الواقع بسبب الاختلاف في تقييم أهمية الموعد الانتخابي القادم فضلا عن المنافسات الحزبية والشخصية التي لا دخل للرأي العام فيها. ويضع هذا السؤال المعارضة على محك الامتحان: هل هي قادرة على إظهار ما يتطلبه الوضع من نضج وخيال ووضع ما يلزم من آليات لحسم الخلافات واختيار المرشحين أم أنها ستخضع مرة أخرى حاجات المجتمع إلى اهتماماتها الخاصة؟ ليس العيب في التنافس فالتنافس أساس الحياة الديمقراطية: حوالي العشرة مرشحين يتنافسون اليوم على نيل ثقة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة ومثلهم على ثقة الحزب الجمهوري وعرف الحزب الاشتراكي استفتاء لتعيين مرشحته في انتخابات ماي الماضي وكذا عاش الحزب الديغولي منافسة حسمت لصالح ساركوزي. العيب إذن في عدم الاحتكام إلى آليات نستوحيها من ظروفنا الخاصة ولن يعجز خيالنا عن الاهتداء إليها. ولا نلتفت هنا إلى من يريد أن يحول هذه القضية إلى منافسة حول “الزعامة “. فالزعامة التي خبرناها في حياتنا الوطنية ممجوجة لأن قوامها حب الذات والاستبداد بالرأي والاستعاضة بالفرد وسلطته عن الشعب ومؤسساته أما الزعامة بمفهوم الرمزية والقيادة فهي مطلوبة في الحياة السياسية ولن يسد الفراغ الذي تعاني منه حياتنا الوطنية دون بروزها، زعامة تحمل قيم جديدة، تقيدها آليات ديمقراطية وتحتكم إلى الرأي العام كما هي الزعامات في البلدان الديمقراطية. العبرة تكمن إذن في أن تجاوز المعارضة ضعفها وتبلور إرادة سياسية تستثمر عامل الزمن وتخترق الميدان لتصل إلى قلب المواطن فتحظى بتأييده (ولو ضل تأييدا سلبيا في الوقت الراهن) فتكون بذلك قد أسهمت في سد الفراغ وملئه برمزية وفريق وبرنامج يكون سندها في نضالها الطويل من أجل الإصلاح والتغيير. حول هذه القضايا انطلق حوار داخل الحزب الديمقراطي التقدمي، ولأنه حوار يعني الرأي العام بأسره والحركة الديمقراطية على وجه الخصوص فقد رأيت من المفيد طرح وجهة النظر هذه على النقاش العام عله يسهم في استجلاء الأمر وحل تعقيداته. (المصدر: صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 417 بتاريخ 7 سبتمبر 2007)
 


لمجرد ظهورهم في قناة تلفزية

مسئول تجمعي يمنع المساعدات على المحتاجين في شهر رمضان…

 
توفيق العياشي /تونس/- مرة أخرى يتردد اسم تلك القرية المنكوبة التي تغرق في تخوم معتمدية سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان حيث يحرم بعض سكانها من ماء الشرب والحق في الرعاية الصحية والمساعدات الحكومية لمجرد انتمائهم السابق إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي كانت في يوما ما من أهم حركات المعارضة في تونس… ومن بين “رعايا” دوار أولاد خذر المستثنون من أبسط حقوق المواطنة في البلدان المستقلة ، امرأة معوقة تتنقل زحفا على البطن لقضاء شؤونها اليومية ، ولم يتبقى لها من الأهل سوى أب بلغ أرذل العمر وألمت به جميع أنواع الأمراض ، فاعتكف في ركن من الكوخ الذي يستظلون به ينتظر الموت ، هذه المرأة البائسة كانت من بين سكان” الدوار” الذين بثوا شكواهم لكبار مسؤولى الدولة المؤتمنين عن هذا الوطن والشعب ، وتحدثوا” لقناة الحوار التونسي” عن فصول مظلمة التهميش التي يتعرضون لها ، وعن حرمانهم من ماء الشرب وكأنهم سكان مدينة رفضت الاستسلام للمستعمر فقطعوا عنها المدد ليخرج سكانها رافعين رايات الاستسلام البيضاء، في الوقت الذي يعاني فيه لاجئو تلك القرية من الفاقة والجوع والحرمان ، وتتعطل في ربوعهم كل مظاهر الحياة ليضحون أشبه بالقبائل الأفريقية في إقليم” دار فور” السوداني المأزوم.. انتظر الجميع ردا من السلطات العليا عن هذه الهرطقات البدائية التي يجنح لها بعض المسئولين الحزبيين في الجهات ليمتهنوا كرامة المواطنين، و يتحصنون بمناصبهم ليمعنوا في إذلال الناس، وكأن البلاد ملك شخصي ورثوه عن أسلافهم..  الكل كان يتطلع إلى الرد الثوري من قمة الهرم ليرفع الظلم والقهر عن سكان دوار أولاد خذر ويأمر بمدهم بماء الشرب وصرف مساعدات عاجلة من خزينة الدولة التي التي ينتهي إليها تدفق الأموال الفارة قسرا من جيوب المواطنين ..الكل كان يأمل تتبع المفسدين وتجريدهم من مناصبهم بعد أساؤوا إلى الحزب ، إلى أن حل شهر رمضان ،فكان الرد مدويا: محمد المولدي ضيفات الكاتب العام للجنة التنسيق بمنطقة سيدي عمر بوحجلة ورئيس أحدى الشعب الدستورية  ، أحد أهم صغار المسئولين الحزبيين في الجهة، و يشرف بنفسه على” ملحمة” تتبع سكان دوار أولاد خذر” المارقين” وإنزال الأذى بهم وحجب كل المساعدات عنهم حتي يموتوا جوعا وعطشا..هكذا كان دأبه مع أعداء”الثورة الدستورية” منذ أن اعتلى عرش سيدى عمر بوحجلة . هذا” الرجل” لم يتورع على نهر المعوقة حسنية هاني التي أقبلت عليه زاحفة على بطنها تطلب المساعدة الخاصة بشهر رمضان وهي مساعدة رمزية تقدمها الدولة من المال العام كل رمضان للعائلات المعدمة ثم يقع تنسيبها الى هياكل الحزب الحاكم التي تتولى توزيعها وفقا لمنطق الولاء والطاعة واعتمادا على أدبيات المن والاستجداء ، والسيد المولدي ضيفات لم يجد أفضل من هذه الفرصة للاقتصاص من أحد سكان دوار أولاد خذر الذين شق جدودهم عصى الطاعة واقترفوا “جريمة المعارضة” في العصور الغابرة ثم عرضوا مظلمتهم للعالم عبر إحدى القنوات التلفزية ،  هكذا تصور السيد “المولدى” أنه يخدم حزبه ، فسولت له مروءته العالية وإنسانيته المتوقدة حرمان امرأة معدمة  من مساعدة بسيطة هي في أمس الحاجة اليها.. بكت السيدة حسنية الهاني وهي تقفل عائدة إلى كوخها الطيني المتداعي في حين علت هامة السيد المولدي ضيفات انتشاءا بهذا النصر المبين بعد أن صرخ في وجه المرأة المقعدة ومرافقتها أم الثمانية أطفال التي ينخر الورم جسدها .”.لن تحصلوا  على المساعدة بعدأن تجاوزت سلطاني وتحدثتم لتلك القناة التلفزية “… هكذا تسير الأمور في سيدي عمر بوحجلة وفي غيرها من جهات البلاد حيث يطلق عنان السيد المولدي ضفات وأشباهه لينكلوا بالناس ويستغلوا نفوذهم لمآربهم الذاتية على حساب مصلحة المواطن مستغلين مؤسسات الدولة ومقدراتها، هكذا يسيء هؤلاء إلى دولة” القانون والمؤسسات ” ، والى حزبهم الذي مهما اختلف معه المخالفون يحمل تاريخا نضاليا محترما خلال حقبة الاستعمار الفرنسي حيث ساهم إلى جانب عديد القوى الوطنية في تأطير النضال الوطني الذي أسهم بقسم كبير في جلاء المستعمر..فهل يشرف هذا الحزب أن يضم في صفوفه من يحمل صفات المستعمر الغاصب ؟، وهل من المروءة والإنسانية أن يقايض مسئول حزبي أناس بهضم الجوع وأفنتهم الحاجة على مساعدة لا تتجاوز في قيمتها 20 دينارا فيستغلها لابتزازهم ومراودتهم على أفكارهم وقناعتهم ؟.. ملاحظة : الرجاء من السيد المولدي ضيفات وهو جالس أمام مأدبة إفطاره في أول أيام شهر رمضان أن يتخيل ماذا يمكن أن تضعه المعوقة حسنية الهاني ووالدها العجوز المقعد على مائدة إفطارهم والحرقة تملأ قلوبهم بعد أن حرمهم من المساعدة، وليحكم ضميره فالأكيد أنه يحمل ضميرا ولو نائم إلى حين..  انه دورك فالعب انه عرسك فاسهر ليس عندي لك تاج ليس عندي لك جوهر كل أشيائي ستنساها وتنسى يا صغيري أنها أوراق عمري حين كان العمر أخضر وسيبقى لك مني في الأخير أنني عشت بما يرضي ضميري – ادم فتحي.


تهنئة رمضان

 
كتبها وأرسل بها عبدالحميد العدّاسي الحمد لله الذي بلّغنا رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان، والصلاة والسلام على النّبيّ الحبيب المصطفى الذي أرشدنا إلى أنّ الصوم جُنّة، ومن الأعمال التي تدخل الجنّة، كما جاء ذلك في الحديث الذي رُوي عن معاذٌ قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا نبيّ الله أخبرني بعمل يُدخلني الجنّة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنّه ليسير على مَن يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلّك على أبواب الخير؟!: الصوم جُنّة والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرّجل في جوف الليل، ثم قرأ: “تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا وطمعا وممّا رزقناهم ينقون(16) فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِيَ لهم مِن قرّة أعيُنٍ جزاء بما كانوا يعملون(17)”، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟! فقلت: بلى يا رسول الله. فقال رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟! فقلت: بلى يا نبي الله. فأخذ بلسانه ثم قال: كفُّ عليك هذا. فقلت: يا رسول الله! وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ثكلتك أمُّك يا معاذ، وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.(*) ولقد وددت في هذه السانحة، بما وفّره الله لنا من وسائل، التوجّه بالتهنئة العطرة بحلول الشهر الفضيل إلى: أوّلا: أصحابِ وسائل الإبلاغ أو التبليغ، الصحف الإلكترونية وفي مقدّمتها وعلى رأسها أحبابنا الأعزّاء بتونس نيوز السابقة والحوار.نت المطوِّرة، وغيرهما ممّن ساهم في إشاعة كلمة الخير ومقاومة الكلمة الهدّامة المعتدية على الأذواق والحقائق وعلى الأعراف… ثانيا: عائلاتِ إخواننا المسرّحين من السجون الظالمة حيثما كانوا، وهم يقتسمون فرحة الإفطار مع أهلهم وذويهم بعد طول فراق. ثالثا: إخواننا المرابطين في السجون أو في الثغور وهم يُشفعون أجر الصيام بأجر المرابطة والصبر على الأذي، راجيا لهم ولأهلهم الثبات على الحقّ، داعيا أهل الخير إلى بذل الجهد للتخفيف عنهم بكلّ الوسائل، التي لعلّ منها الاتّصال الهاتفي… ولقد دعتني الأخت هند الهاروني إلى التذكير برقم هاتفهم لديكم بغية الاتّصال بهم (0021694582959 أو الثابت وهو 0021671971180). على أنّ هذا الأمر لا يخصّ هندا، فهناك الكثير ممّن يستوجب الاتّصال بهم لعلّ على رأسهم الأخت فطيمة والدة وليد وخالد العيوني (0021621506850) ووالدة أيمن الدريدي وغيرهما كثير… وقد لاحظت مدى أهمّية هذه المكالمات، فلا تبخلوا بها واجعلوها من الصدقات (غير أنّها من الواجبات علينا)… رابعا: أمّهاتنا وآبائنا وأهلينا ومشايخنا ومعلّمينا وأساتذتنا وكلّ مَن له الفضل علينا ومعارفنا وأصدقائنا، سائلين الله أن يبارك في أعمارهم وذرّياتهم، وأن يلهمنا برّهم ويغفر لنا التقصير في حقّهم. (*): هذا وأرجو لكلّ التونسيين العمل في هذا الشهر وغيره على دخول الجنّة (وهو العمل الذي وصفه الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم بالعظيم/ اليسير)، ومبدأ ذلك عبادة لله خالية من الإشراك، تقنع صاحبها بالصلاة التي إن صلحت صلح – بتأثيرها – سائر العمل وإن فسدت فسد – بتأثيرها – سائر العمل. وتشجّعه على أداء الزّكاة والإكثار من الصدقات، تأسّيا بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم واتّباعا له فقد كان كريما جوادا، بل كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة. وتدعوه (عبادة الله) إلى مراقبة لسانه، فما يقول به إلاّ خيرا إشاعة للخير أو دفاعا عن الله ورسوله وأولياء الله سبحانه وتعالى ممّن صدق إيمانه ورشد إسلامه والتزم بعبادته سبحانه لا يشرك به شيئا(وأمّا استعمال اللسان فيما يُبعد شبهة عن الإسلام وأهله أو يُفحم سفيها أراد بالإسلام والمسلمين غير الخير فهي ضرب من الجهاد المسترسل إلى يوم الدّين)… راجيا لنا وللجميع أن يجعلنا الله ممّن صام رمضان وأقامه إيمانا واحتسابا، فضمن لهم الجنّة… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكلّ عام وأنتم بخير. تونس في 12  سبتمبر 2007

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
تهنئة
 
إنها لفرصة من فرص العمر تطرق أبوابنا محملة بكل الخير و الأجر و الثواب محملة بالرحمة و المغفرة و العتق من النار. إنها فرصة لمن يترقب موسم التجارة الرابحة حيث الأرباح المضاعفة. فرصة لمن أراد أن يشتري أغراضا يعسر شراؤها بغير تخفيض فهذا شهر التخفيض و الأرباح المضاعفة فهل نغتنم هذه الفرصة و نشتري ما نحتاجه لدنيانا و آخرتنا.  إنها فرصة لشراء الجنة فهل نكون من العتقاء من النار في آخر هذا الشهر الكريم ؟ إن هذه التجارة سهلة و مباركة لمن صام و قام إيمانا واحتسابا و صالح إخوانه و لم يبق في قلبه مثقال ذرة من حقد لمسلم أو مسلمة فأمران يحبسان ارتفاع أجر الصيام إلى الله هما القطيعة مع مسلم و منع زكاة الفطر. إنه لأمر خطير أن نصوم و نقوم و نتصدق و نجري وراء مزيد الربح و لكن كل ذلك لا يجاوز رؤوسنا إن نحن لم نتصالح فيما بيننا. أسأل الله أن يجعلنا ممن يقبل صومهم و قرباتهم و ننال الأجر الكامل الذي وعد الله به الصائمين.بارك الله في هذا الشهر لكل الإخوة داخل السجن الصغير( شورو والهاروني و الغالي…) و كل المرابطين وراء القضبان عجل الله سراحهم و إلى كل الإخوة بالسجن الكبير و على رأسهم( العريض و الجبالي و عتيق و الأبيض و الزيدي و المكي…) و كل الثابتين في أرض الخضراء و إلى كل المهجرين في بقاع العالم عجل الله عودتهم مكرمين معززين غير مبدلين ولا مغيرين و إلى كل المسلمين المجاهدين في فلسطين و العراق و أفغانستان. أكثروا من الدعاء لإخوانكم بظهر الغيب عند إفطاركم و أعوذ بالله أن أذكركم بأمر و لا أعمل به و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أخوكم أبو أنيس  

 

وزارة التربية تخل بتعهداتها حيال النقابات العامة للتعليم الأساسي و الثانوي, و تتنكر للإتفاقيات التي أمضتها , و تعتدي على الحق النقابي, و المدرسون يعتصمون داخل مقر الوزارة و في العديد من الإدارات الجهوية :
 

هل  حان الوقت للعودة إلى الخط النضالي المبدئي و الصحيح  ؟

 
بقلم: ماسينيسا . ك : إطار نقابي بعد إصرار المركزية النقابية, بإيعاز من السلطة ( و بالتنسيق مع بعض المتنفذين داخل النقابة العامة للتعليم الثانوي الطامعين في توظيف مواقعهم لخدمة مآرب سياسية حتى و إن أدى الأمر إلى التضحية بمصالح القطاع !!) , على غلق ملف التعليم الثانوي, دفع القطاع , بالحديد و النار,إلى إمضاء إتفاقية هزيلة ( إثر إضراب 11 أفريل 2007) و قمعت تحركات الجهات الرافضة و ذهب الأمر إلى حد تجميد النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت و إلى حد السكوت على إعتداء البوليس على مناضلي القطاع بجهة القصرين داخل مقر الإتحاد الجهوي للشغل . و قد تجرأت قطعان البوليس على شج رأس (هي في الحقيقة محاولة قتل عمد مع سابق الإصرار و الترصد استعملت فيها قطعة حجارة…) الرفيق خالد الدلهومي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي و عضو الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين . ثم حل فصل الصيف و العطلة و حان دور قطاع التعليم الأساسي الذي (تنطع في رأي المركزية النقابية !!) رفض , بعد إضراب 11 أفريل 2007 , الإمضاء على اتفاقية معروضة من الوزارة و المركزية النقابية و دون الحد الأدنى من مطالب القطاع. فكان ما كان من قمع مناضلي هذا القطاع  في إطار حملة منهجية استهدفت كل القطاعات و الجهات بهدف ترهيبهم و دفعهم إلى غلق ملف مطالب القطاع و الإمضاء على إتفاقية هزيلة. و قد هب المناضلون النقابيون الديمقراطيون من كل حدب و صوب ( و بدون قصر نظر و حسابات سياسوية خاطئة) للدفاع عن رفاقهم , عن الحق النقابي, عن استقلالية المنظمة و استقلالية القرار داخل القطاعات, و عن الديمقراطية و حق الإختلاف و التعبير. و قد و ضعوا , خلال ذلك, نصب أعينهم العبرة من المثل الشعبي : ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض !!” . إلا أن مستوى التعبئة لم يكن في مستوى الهجمة. فالسلطة و المتنفذون داخل المركزية النقابية لم يخطئوا في حساباتهم عندما اختاروا فصل الصيف لتنفيذ برنامجهم التصفوي. و قد مورست على أعضاء النقابة العامة للتعليم الأساسي  شتى أنواع الترهيب  ( ذهبت إلى حد التهديد بالعزل و الإحالة على المحاكم!!). و لا يخفى على أحد كيف حوصر الأعضاء الثلاثة , داخل النقابة العامة, المنتمين  لأحد الحساسيات السياسية (و الذين تمكنوا من الحصول على الكتابة العامة بالتحالف مع حساسية سياسية أخرى ترتهن, في قراراتها, لأحد الأعضاء الجدد بالمركزية النقابية !!) و دفع بحلفائهم إلى التخلي عنهم , هذا فضلا عن التهديد المباشر بحل النقابة العامة  و ذلك بدعوة المجلس الوطني إلى الإنعقاد و الضغط  لدفع بعض الأعضاء إلى الإستقالة و ضرب النصاب القانوني. و قد ذهبت المركزية النقابية شوطا كبيرا في هذا المشروع إلى حد تحضيرها قائمة من الأشخاص المشبوهين المنتمين إلى القطاع لكي تدعمها خلال المؤتمر الإستثنائي. و هكذا أذعنت النقابة العامة للتعليم الأساسي و أمضت بدورها اتفاقية هزيلة دون الحد الأدنى من مطالب القطاع و لا تعدو إلا أن تقبل ما اقترحه الوزير ( المكلف رسميا بضرب كل المكاسب التي يشتم منها رائحة التسيير التشاركي    cogestion ) سابقا و رفضته لخطورته على مكاسب القطاع. و هكذا تم للمركزية النقابية غلق ملف آخر. وماذا كانت النتيجة ؟ اكتفت السلطة بتأجيل إحالة أحد أعضاء النقابة العامة للتعليم الأساسي على مجلس التأديب ( كما فعلت مع الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للصحة بباجة) لكي تتركه رهينة سيف مسلط على رقبته. أما المركزية النقابية فقد فعلت نفس الشيء , تقريبا, و أجلت إحالة عضوي النقابة العامة على لجنة النظام الوطنية…و أخفت العصى لكي ترمي بجزرة عن طريق الإيحاء بالإستعداد لإعادة التفرغ لعضو آخر من النقابة العامة !! و هو ما كان كافيا حتى تختفي أحد النشريات الإلكترونية من الساحة و تلازم الصمت الثقيل !! إلا أن الحقيقة المرة سرعان ما ظهرت للعيان و أعادت الجميع إلى وعيهم لكي يتذكروا بأن ما رسم من برامج تصفوية من طرف السلطة و المتنفذين داخل المركزية النقابية لا رجوع عنه مهما أمضوا من اتفاقيات, و لكي تضعهم تحت طائلة المحاسبة من طرف قواعدهم و منخرطيهم و مناضليهم. ها إن الوزارة تتنكر للإتفاقيات التي أمضتها مع قطاعي التعليم الثانوي و التعليم الأساسي و تخل بتعهداتها شكلا و مضمونا و تعتدي على الحق النقابي بتنظيم حملة جديدة أشرس من التي شهدها فصل الصيف. ها هي سلطة الإشراف تتم حركة النقل العادية بصورة أحادية الجانب في قطاع التعليم الثانوي و ترفض تسوية وضعية العديد من الأساتذة مع النقابة في إطار متابعة ملف النقل الإنسانية. و ها هي تعتدي على الحق النقابي و تمعن في الإنتقام من المضربين فتنقض على سلك الأساتذة المعاونين صنف “أ” ( المتعاقدون MACA) فتطرد منهم ثلاثة (3) و تقرر نقل تعسفية لمائة (100) آخرين . و ها هي نفس الوزارة  تقوم بنفس الشيء مع قطاع التعليم الأساسي في خصوص حركة النقل و تعمد إلى معاقبة قرابة الأربعين (40) مستشارا بيداغوجيا من المضربين بسحب مناصبهم. أمام هذا الوضع طالبت النقابة العامة للتعليم الثانوي بجلسة مع الوزارة منذ الصباح الباكر فوقع رفض مطلبها ( ليعودوا و يعدوا بجلسة ليوم الغد) مما دفع مكتب النقابة إلى الدخول في اعتصام داخل مقر الوزارة يدوم إلى حد كتابة هذه الأسطر ( الثامنة ليلا). كما دخلت العديد من النقابات الجهوية للتعليم الثانوي في اعتصامات داخل مقرات الإدارات الجهوية للتعليم الثانوي و نذكر منها المنستير , مدنين, قفصة, المهدية , سليانة, تطاوين… أما النقابة العامة للتعليم الأساسي التي كانت قد تحصلت , بصورة سابقة, على موعد مع أحد مسؤولي الوزارة ( المدعو بشير كريم) بتاريخ اليوم, فقد فوجئت برفض استقبالها مما دفعها , بدورها, إلى الدخول في اعتصام بنفس مقر الوزارة ( و يظهر و أنه هو بدوره يدوم إلى حد الآن) و إلى برمجة هيئة إدارية ليوم السبت القادم. هذا فضلا عن ما نشر عن الإنتقام الذي أصاب المضربين من قطاع التعليم العالي ( تأجيل الترسيم للعديد من المساعدين و حرمانهم من المثول أمام لجان الترقية رغم قرار اللجان المتناصفة, قطع عقود بعض التكنولوجيين, …..) و القرارات التي تمخضت عن مجلسه القطاعي من اعتصامات و إضرابات تصاعدية و تنسيق مع باقي قطاعات التعليم. فهل يعتبر المناضلون داخل قطاعات التعليم و التربية (عموما) و يرسموا خطا نضاليا مبدئيا للدفاع عن مطالبهم و مكتسباتهم و استقلالية قرارات قطاعاتهم و منظمتهم  و يفعلوا , حتى من وراء ظهر المركزية النقابية, التضامن النقابي بينهم و ذلك بإقرار هيئة إدارية مشتركة و جملة من الإضرابات المشتركة ؟ هذا ما ستجيبنا عنه الأسابيع القادمة. ( المصدر : الفضاء النقابي الديمقراطي ” ضد التجريد” السنة الأولى، العدد 16 بتاريخ 12 سبتمبر 2007)


ردا على وحدة البيرقراطية النقابية وبيروقراطية الدولة من أجل جامعة عامة للتعليم

محمد عمامي تتعرض قطاعات التعليم الثلاثة: الأساسي والثانوي والعالي إلى هجمة متناغمة من قبل الوزارة من جهة والبيروقراطية النقابية من جهة أخرى: تنكّر للمطالب وإهانات وضغوط من أجل القبول بلا شيء وصدّ من المسؤولين، وكأن النقابيين يشحذون وهم من ينوبون الآلاف المألفة من المنخرطين ويقدرون إذن على شل البلاد عند إعلان الإضراب الموحد.  فما الذي يمنع النقابات العامة الثلاث (ومعهم القيمون أيضا) من الجلوس معا لتدارس التنسيق والعمل المشترك حول المطالب المشتركة من قبيل التصدي للتطاول على الحق النقابي وفرض الإصلاح التربوي الكارثي والاستنقاص من قيمة المدرس من أي من القطاعات والدفاع عن التعليم العمومي المجاني والديموقراطي… إن مثل هذه الاجتماعات الموحدة يمكن أن تفرز هيكلا تنسيقيا دائما يهتم بمتابعة ما هو مشترك بين المربين من مختلف القطاعات. ولكي تستطيع النقابات أن تتواصل بحرية وأن تنسق جهودها عند الحاجة لا بدّ لها من الإيمان باستقلالية فعلية عن المركز وممارسة تلك الاستقلالية أمام أنوف الجميع لا “من وراء ظهر المركزية النقابية” كما يقترح الأخ ماسينيسا بكل براءة.  إن البيروقراطيين الذين يفرّطون في مصالح مئات الآلاف من المربين هم من يتآمرون من وراء ظهر القواعد النقابية. من حق كل القطاعات أن تنسق نضالاتها وأن تتناغم في مفاوضاتها حول النقاط المشتركة كما من حقها أن تهبّ لمساندة بعضها البعض دون إذن من أحد سوى من هياكل قرارها ومن قواعدها. إنني أضم صوتي للأخ ماسينيسا حين يقترح “هيئة إدارية مشتركة” لقطاعات التعليم ولم لا تجمعا مشتركا في “البطحة” في استعراض للقوة حتى يعرف من يهين المسؤول النقابي أنه يناصب العداء للآلاف من المربين، وأنّ هؤلاء مستعدون لتلقينه درسا لن ينساه.  ولكي نطمئن الضالعين في القانون يمكن أن يطلق على تلك الجلسات المشتركة إسما مستحدثا عوضا عن هيئة إدارية. وعلى كل حال لن يسمح القانون سوى بما يسمح به القائمون عليه. وما دامت إرادتهم ضدنا فهو معهم علينا، شئنا أم أبينا.                   12-09-2007 http://fr.groups.yahoo.com/group/contre_tajrid

 


دراسة مساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية (1954- 1958) (2 من 3)  

بقلم الأستاذ: محمد لطفي الشايبي كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس ـ قسم التاريخ ـ تنشر «الصباح» اليوم الجزء الثاني من الدراسة القيمة للأستاذ الجامعي محمد لطفي الشايبي حول مساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية (1954-1958): II – الدعم التونسي يصمد ضدّ المساومة والتهديد إذا شكّلت البلاد التونسية بدون منازع القاعدة الثابتة والسند القوي والملجأ الآمن للثورة الجزائرية وهذا بطبيعة الحال أنجرّ عنه تهديدات فرنسية مستمرّة إلى حدّ التلويح بإعادة احتلال البلاد التونسيـة. وشكّلت حكومـات موريس بورجس مونوري (الراديكالي) (13 جوان- 16 أكتوبر 1957) وفليكس قيار (الراديكالي) (6 نوفمبر 1957 – 16 أفريل 1958) وبيار فليملان (الحركة الجمهورية الشعبية) (ماي 1958) سياسة التهديد تارة والترغيب أخرى. ولم تكن حادثة ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958 الأولى التي استهدفت حرمة التراب التونسي بل كانت تمثل الانتهاك الرابع والثمانون للسيادة الوطنية منذ الاستقلال. ذلك أن السلط العسكرية الفرنسية لم تقبل عملية تجسيم الاستقلال التونسي والمتمثل بالخصوص في منع الوحدات العسكرية المرابطة بالتراب التونسي من حريّة التنقل والتصرّف. لذا عملت هذه السّلط على عدم احترام الحدود الفاصلة بين البلاد التونسية والجزائرية. ولم يُخفِ الجنرال Aumeran  عند كتابة مذكرّاته الإشارة إلى “كون ما حمل فرنسا على احتلال تونس والمغرب الأقصى لازال قائما” أي حماية مستعمرتها بالجزائر.  لهذه الأسباب، رفضت الحكومة التونسية إمضاء اتفاقية “الاستقلال المتكافل” Interdépendance  مع السلطة الفرنسية طالما لم يحصل جلاء القوات العسكرية من التراب التونسي وطالما لم تصبح الدّولة التونسية كمثيلتها الفرنسية حرّة وذات سيادة، لذا كان من العسير بل من المستحيل التوفيق بين الموقفيْن التونسي المدعّم للثورة الجزائرية والفرنسي الرّافض حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره. وترتب عن ذلك تأزم العلاقات بين الدّولة الفرنسية والحكومة التونسية وأرادت الدّولة الفرنسية فرض سياستها ضاربة بعرض الحائط القانون الدّولي واتفاقية استقلال البلاد التونسية. فتعدّدت انتهاكاتها للتراب التونسي بتعلة ملاحقة المجاهدين الجزائريّين وضرب معاقلهم على طول الحدود التونسية-الجزائرية. فلنذكر البعض منها: ففي يوم 16 أكتوبر 1956، ذلك اليوم الذي كان مبرمجا في إطار اتفاقية الإستقلال المبرمة بين الدّولة الفرنسية والحكومة التونسية أن يتسلم فيه الطرف التونسي مصالح الأمن الترابي D.S.T.   التي تراقب الحدود، حصل اشتباك عنيف (من باب الصّدفة؟) بين وحدة من الجيش الفرنسي (1-60ème RI) ومجموعة من المجاهدين الجزائريين يقودهم سي عبّاس في الموقع الكائن بين بوشبكة والقصرين، حذو مدينة تالة. وأسفر هذا الإشتباك على 14 قتلى و18 جريحا من الجهة الفرنسية و5 شهداء من الجهة الجزائريّة. وتدخلت وحدات نجدة فرنسيّة من التراب الجزائري لملاحقة المجاهدين الجزائريين وانهالت على السكّان التونسيين تفتيشا واضطهادًا وتمشيطا في مشيختيْ فجّ حسين وحيدرة من معتمديّة فريانة. وكان ردّ الحكومة التونسية على لسان رئيسها الحبيب بورقيبة ثابتا وجليّا حيث ورد في خطاب 20 أكتوبر 1956 ما يلي: “إنّ السّلطات الفرنسية يجب عليها أن تفهم بكونها مطالبة من خلال احترام كلّ جزائري موجود ببلدنا السّيادة التونسية، وأنّ تونس لن تسمح لفرنسا باستعمال ترابها كنقطة انطلاق في الحرب التي تشنها في الجزائر، وإنّ على فرنسا أن تعلم بأنّ جيشها المرابط بتونس لا يمكن بأيّ حال أن ينسّق أيّة عمليّة مع الجيش الفرنسي المتمركز بالجزائر”. وفي يوم 22 أكتوبر من نفس السّنة أي في نفس اليوم الذي أقدمت فيه السّلطة العسكرية الفرنسية بالجزائر على تنفيذ أشنع عمليّة قرصنة جوية شهدها تاريخ تصفية الإستعمار بالمغرب العربي والمتمثلة في إنزال عنوة الطائرة المقلة لقيادة جبهة التحرير الجزائري والمتوجّهة من المغرب الأقصى نحو تونس وأسْر الوفد الجزائري المتكوّن من أحمد بن بلة وبو ضياف وخيضروآيت أحمد ولشرف… في ذلك اليوم اخترقت وحدات من الجيش الفرنسي الحدود التونسية في الجنوب وحاولت الاستحواذ على مكتب المراقبة ببن قردان. وبعد يومين أي يوم 24 أكتوبر، حصلت إشتباكات بين السكّان التونسيين وعناصر من الجيش الفرنسي في الشمال التي أرادت التنقل بدون سابق إعلام بين بنزرت وعين دراهم، ولكنّ السّدود التي أنجزت لتعطيل ومراقبة تنقلات الجيش الفرنسي حالت دون ذلك. وأمام موجة الغضب الشعبية وتعبئة إمكانيّات الدّولة التونسية لإيقاف انتهاكات الجيش الفرنسي، سارعت حكومة الإشتراكي قي مُوليGuy Mollet  إلى تهدئة الوضع. لكنّ الجيش الاستعماري واصل عمليّاته الاستفزازية، وفي غضون شهر نوفمبر 1956 بادرت السّلطات العسكريّة الفرنسية بتونس وبدون إعلام الحكومة التونسية ولا حتى الفرنسية (بباريس) بتركيب أجهزة ردار على مرتفعات بئر دراسن لمراقبة تحرّكات المجاهدين الجزائريّين. فعبّر السكّان عن سخطهم وسقط شهيديْن والكثير من الجرحى، الشيء الذي أجبر رئيس الحكومة الفرنسيّة قي مولي على إعطاء الإذن لإزالة محطة المراقبة السّالفة الذكر. ولم تنجح المساعي السّياسية لتقريب وجهتيْ نظر الدّولة التونسية والفرنسية بالرّغم ممّا بذله الرّئيس بورقيبة من سعْي إلى إقناع الدّولة الفرنسية بوجوب التفاوض مع جبهة التحرير الجزائري26. ففي غضون شهر فيفري 1957، أدّى السيّد موريس فور كاتب الدّولة الفرنسي المكلف بالشؤون التونسية والمغربية زيارة إلى تونس واشترط حياد الدّولة التونسية من القضيّة الجزائرية حتى تتحصّل على المساعدة المالية الفرنسية. ولكن إصرار الحكومة التونسية على موقفها المساند للثورة الجزائرية عجّل بإيقاف المساعدة المالية وإرجائها وكان مبلغها حسب الإتفاقية التي حصلت يوم 20 أفريل ملياريْن من الفرنكات. وتمّ قرار إيقاف هذه المساعدة يوم 20 ماي 1957. وليس من الغريب أن تتوتر من جديد العلاقات بين الدّولة الفرنسية والحكومة التونسية. ففي هذا الشهر بالذات (ماي 1957)، وصل إلى تونس عدد كبير من اللاّجئين الجزائريّين الذين كانت تطاردهم وحدات الجيش الفرنسي مخلفة القتل والدّمار بين السكّان. ولاحَقَتْهم هذه الوحدات إلى حدود مشيختيْ أولا مسلم وخمارية، فاعترضتهم وحدات من الجيش والحرس الوطني التونسيّيْن وحصل اشتباك ذهب ضحيّته الشهيد خميّس الحجري الكاتب العام بوزارة الشؤون الخارجية التونسية وتسعة جنود تونسيين. وبداية من سبتمبر 1957، صارت تهديدات القيادة العامّة للجيش الفرنسي بالجزائر أكثر خطورة من ذي قبل، فقد لاحظ الجنرال Salan  في مذكّراته “أنّ المعركة من أجل الحفاظ على الجزائر تدور حول الجبهة التونسية”. وتحقيقا لرغبة اللوبي الإستعماري وضغوط القيادة العامّة للجيش، وافقت الحكومة الفرنسية على إعطاء الإذن في إطار حق ملاحقة المجاهدين بالتراب التونسي إلى عمق 25 كلم. وفي يوم 6 سبتمبر، أصدر وزير الحرب أندري موريس تعليماته إلى الجنرال Gambiez القائد العام للجيش الفرنسي بتونس للتحوّل إلى الجزائر لتنسيق العمل مع الجنرال Salan وتمّت مناقشة “ورقة عمل إعادة الإحتلال أو المراقبة المؤقتة للتراب التونسي” “Reprise de contrôle temporaire du territoire tunisien” والهدف المسطّر لهذه الورقة هو تدمير قواعد جبهة التحرير الجزائري المتمركزة بالبلاد التونسية ومراقبة القوى الحيّة للبلاد وحماية الرّعايا الفرنسيّين. وأثناء يوميْ 1 و2 أكتوبر 1957، انتهزت القيادة العامّة للجيش الفرنسي سقوط حكومة بورجس مونوري Bourgès Maunoury  بإعطاء أوامرها لضرب قرية ساقية سيدي يوسف بالمدفعيّة الثقيلة، سقطت ضحيّة لهذا الإعتداء طفلة تونسيّة وجُرح 10 آخرين جلهم من الأطفال، فردّت الحكومة التونسية على هذا الإعتداء بتنظيم اجتماعات عامة حاشدة وإعلان الإضراب العام يوم 4 أكتوبر. كذلك تمّ طرد بعض الفرنسيين المستقرّين بالكاف واستدعت الحكومة التونسية سفيرها بفرنسا27 . وتتعدّد الشهادات الشفوية والوثائق الأرشيفية التي تؤكّد صمود الدّعم التونسي للثورة الجزائرية من بينها نذكر شهادة المجاهد براهمي محمّد العربي (الشريعة، ولاية تبسة) الذي طرق في “الملتقى الأوّل حول دور مناطق الحدود إبّان الثورة التحريرية” موضوع “جيش التحرير ومعارك عبور خطيْ شال وموريس الملتهبة” محيّيا الشعب التونسي الذي وقف مع شقيقه الجزائري في خندق واحد خلال المواجهة الشرسة للإستعمار الفرنسي (ص 86) وشهادة المناضل الديبلوماسي (المتقاعد حاليّا) عبد الجليل المهيري الذي كُلف من طرف الحكومة التونسية يوم 15 أوت 1956 بأداء مأمورية تنسيقية بالقاهرة بين القيادة الجزائرية للجبهة والسّلطة التونسية. ثمّ عيّن كاتبا أوّلا بالسّفارة التونسية بروما مكلفًا بالتمثيلية الجزائرية بأروبا وأشرف على عمليّة تزويد جبهة التحرير بالسّلاح انطلاقا من ميناء جنوة الإيطالي 28. وفي مستهل سنة 1958 وبالتحديد يوم 2 جانفي اخترقت وحدة عسكريّة فرنسية الحدود التونسية في منطقة الرديّف ووصلت إلى عمق 8 كلم وطوّقت قرية “فمّ الخنقة” وأسّرت 10 تونسيّين مخلفة 3 شهداء و4 جرحى. وفي يوم 11 جانفي حصل اشتباك بين وحدات تابعة للجيش الفرنسي ومجموعة من المجاهدين بين جبل الواسطة وجبل اللحوم في منطقة السّاقية خلف عدّة قتلى (15 جندي) و4 أسرى في الجانب الفرنسي. وتحسّبًا لردّ الفعل الفرنسي نفت السّلطة التونسية وقوع هذا الإشتباك في الأراضي التونسية ولكن الجنرال Salan  حمّل الحكومة التونسية مسؤوليّتها في وقوع هذا الحادث، ووجّه رئيس الحكومة الفرنسية الراديكالي فليكس قيار تهديدًا صريحًا إلى الرّئيس بورقيبة بإيفاد رئيس ديوانه والجنرال Buchalet  طالبًا تسليم الأربعة الجنود الذين وقعوا في قبضة جبهة التحرير فرفض الرّئيس بورقيبة قبول الجنرال Buchalet. ويبدو أنّ الرّئيس بورقيبة أراد توظيف إطلاق سراح الأربع أسْرى جنود فرنسيين لقبول مبدإ التفاوض بين السّلطة الفرنسية وجمعيّة الهلال الأحمر الجزائري وطرح مشكلة الأسْرى الجزائريّين بالجزائر وفرنسا ووضع حدّ للإعدامات التي تنفذها السّلطة العسكرية بالجزائر في عمليّات تمشيطها للمدن والقرى الجزائرية. وبالرّغم من سياسة الرّفض المنتهجة من الطرف الفرنسي للدّخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الجزائري على أساس حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، واصل الرّئيس بورقيبة جهوده لإقناع الرّأي العام الفرنسي الحرّ بجدوى التفاوض وإيجاد حلّ سياسي للقضيّة الجزائرية. وفي هذا السّياق ساند وشجّع حركة الفرنسيين الأحرار بتونس التي ينشطها الدّكتورBurnet  للنضال من أجل التعاون الحرّ بين فرنسا وشمال إفريقيا (باعتبار الجزائر). لكن هذه المساعي لم تغيّر قيد أنملة من الموقف الفرنسي الرّسمي الذي واصل انتهاكه للتراب التونسي. وإثر العمليات الواسعة التي نفذتها الوحدات العسكرية الفرنسية في جبل الطرْف والتي ألحقت خسائر بشريّة ومادية في جيش التحرير الجزائري، أسقطت المدفعيّة التونسية طائرة حربيّة فرنسية يوم 30 جانفي 1958 فكانت الحادثة التي حدّدت قرار الإعتداء الآثم على قرية ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958. والسّؤال الذي يُطرح هنا لماذا السّاقية بالتحديد؟  يعتبر الجنرال Jouhaux أنّ السّاقية إضافة إلى غار الدّماء تمثل مركز العبور والتسرّب لوحدات المجاهدين إلى ولايتيْ 2 و3، كذلك تعدّ قاعدة الانطلاق للفيْلق 3 لولاية سوق أهراس بالنسبة للعمليّات بين الحدود والخطوط المُكهربة. ففي السّاقية، كان للمجاهدين محلات إيواء منها منزل الحراسة الغابية الذي يقتسم سكناه الجيش والحرس الوطني التونسيّيْن. وعلى بعد 6 كلم من القرية في منجم مهجور، استقرّت كتيبة من المجاهدين ومكتب الهيئة العسكريّة لجبهة التحرير. كذلك كانت السّاقية تشمل 3 مواقع للمدفعيّة المضادة للطائرات (D.C.A.) : إثنان في السّاحة الوسطى والثالث في مركز الدّيوانة، وعلى طول حدود المنجم المهجور، نجد 6 مواقع للرّماية يحرسها جنود جيش التحرير الجزائري. ويمكن الجزم اليوم بأنّ عمليّة الاعتداء كانت من مبادرات السّلطة العسكريّة الفرنسية بالجزائر، فقد أكّد الجنرالSalan  في مذكّراته ما يلي: ” لو لم تكن للثورة (الجزائرية) إمكانية التسليح والتدريب في تونس لانهارت. إنّ بورقيبة لا يكتفي بمساندتها بل يشجّعها ويدفعها”. كان يوم الاعتداء يوم سوق أسبوعيّة ازدحم فيه الوافدون من سكّان المداشر المجاورة والفلاحين مع عدد هامّ من اللاّجئين الجزائريّين الذين قدّموا لتسلم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصّليب الأحمر الدّولي. وكانت الفاجعة بالنسبة لهؤلاء المدنيّين العزل عندما داهمت القرية حوالي السّاعة الحادية عشرة أسراب من الطائرات القاذفة (16) والمطاردة (4) وراحت تدكّها دكّا واستهدف القصف دار المندوبية (المعتمدية) والمدرسة الإبتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل فيما كانت المطاردات تلاحق المدنيين العزل الفارين بأرواحهم بعيدا عن القرية. تواصل القصف باستمرار إلى حدود منتصف النهار وكان ذلك كافيا لتحويل جلّ القرية والمنجم إلى خراب وقد بلغ عدد القتلى 68 قتيلا منهم 12 طفلا أغلبهم من تلامذة المدرسة الإبتدائية و9 نساء وعون من الجمارك فيما بلغ عدد الجرحى 87. أمّا الخسائر المادية فتمثلت في تحطيم 5 سيّارات عسكرية مدنية منها شاحنتا الصّليب الأحمر الدّولي والهلال الأحمر التونسي. تحطيم المباني العمومية التالية: دار المندوبية، مركز الحرس الوطني، مركز الجمارك، إدارة البريد، المدرسة الإبتدائية، إدارة الغابات وإدارة المنجم. تحطيم 43 دكانا و97 مسكنا. وقد عجّلت انعكاسات هذا العدوان الآثم للسّلطة العسكرية الفرنسية بالجزائر لا بانهيار الثورة الجزائرية وإضعاف التآزر التونسي-الجزائري كما كان ينتظره اللّوبي الاستعماري ولكن بانهيار الجمهوريّة الرّابعة الفرنسية.

– يتبـع –

الهـوامش 26 – أنظر: خطاب: وساطة تونس لإنهاء الحرب في الجزائر تنبع من تجاربها في الكفاح (تونس 22 نوفمبر 1957). 27 – أنظر على سبيل المثال: Grimaud (Nicole): La Tunisie à la recherche de sa sécurité. Paris, P.U.F., 1995, pp. 77 à 89.  28 – أنظر تسجيله بالمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية: وحدة التاريخ الشفوي.               (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 سبتمبر 2007)


 دراسة مساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية (1954- 1958) (3 من 3)

 
بقلم الأستاذ: محمد لطفي الشايبي كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس ـ قسم التاريخ ـ تنشر «الصباح» اليوم الجزء الثالث والأخير من الدراسة التي أعدّها الأستاذ الجامعي محمد لطفي الشايبي حول مساهمة تونس في ثورة التحرير الجزائرية (1954-1958): III – التآزر التونسي-الجزائري يعجّل بتصفية الإستعمار في المغرب العربي: إنّ حادثة ساقية سيدي يوسف وما أسفر عنها من نتائج على المستوى الفرنسي والمغاربي والتونسي لدليل ساطع على نجاعة وثبات التآزر التونسي – الجزائري. فالدعم الذي قدّمته تونس حكومة وشعبا للجزائر المكافحة لم يكن خيارا ظرفيا بل استراتجيا نسجت دعائمه عرى التواصل الثقافي والتاريخي والجغرافي بين البلدين الشقيقين ومتطلّبات الكفاح المشترك ضدّ الإستعمار. لذا نكون أوفياء للشهداء وللحقيقة التاريخية عندما نؤكد مرّة أخرى أن التفاعل الذي حصل بين سياسة دولة الاستقلال التونسي في طورها الأوّل ومسيرة الثورة الجزائرية في مرحلتها الأولى كان لصالح الشعبين الجزائري والتونسي. ولعلّ ما جاء من شهادات حيّة في مذكّرات المناضل الجزائري محمد لبجاوي يساعد على تلمّس ظرفية الطريق الوعر ولكن الصائب الذي بنى أسس الثقة المتبادلة بين الرئيس الحبيب بورقيبة وقيادة جبهة التحرير الجزائرية.  حيث يلاحظ ما يلي: “بالإختصار، كانت أشكال المعركة ومراحلها متفاوتة بصورة محسوسة بين بلد وآخر، بالإضافة إلى أن الرجال داخل كل حركة غالبا ما يختلفون، وهذا أمر طبيعي، حول الخطة المنوي اتباعها.  ثمة موقفان كانا ممكنين: إما العمل على التغلب على هذه الخلافات بأي ثمن، بغية توحيد المعركة، أو التسليم باختلاف وجهات النظر بالسعي، وفقا للظروف، إلى تحقيق صيغة تعاون أكثر مرونة.  كان الكثيرون من قادة جبهة التحرير، بين المنتدبين إلى الخارج خاصة، يتمسكون بالموقف الأول. أما أنا فقد كنت أمْيل إلى الثاني، إذ كان يبدو لي ترك كل “سلطة تنفيذية وطنية” سيدة تخطيطها في كل حين، أكثر واقعية من تكبيل هذه السلطة بمتطلبات “جبهة مشتركة دائمة”. وحتى في حال عدم تحقيق المثل الأعلى هذا، فيكون من شأن تنازل ينتزعه الواحد أن يفيد الآخرين، بصورة مباشرة تقريبا…  بهذه الروح تابعت سنة 1955 حركة الحبيب بورقيبة الذي كنت أجد فيه منذ زمن بعيد، ليس رجلا خارق الذكاء فحسب بل وطنيا مغربيا كبيرا. وبالرغم من أن القضية لم تكن قد طرحت بعد، فقد كنت أعتقد أنه لن يلبث أن يحين، مع تصعيد معركتنا، الوقت الذي تظهر فيه المساعدة التونسية، ذات فائدة كبيرة. وكان يهم إذن ألا نتأخر في إرساء قواعدها. إلا أن هذه القواعد لم تكن مضمونة. فقد كان بورقيبة يجهل تماما قادة جبهة التحرير الوطني، والكثيرون منا كانوا يأخذون عليه، من ناحيتهم، ليونة الموقف الذي يسمونه ببعض الانتهازية أو الاستغلال. توضيحا للأمور، أخذت مبادرة الإجتماع به(…). استقبلنا بورقيبة بحفاوة، وعرضت له وجهة نظر جبهة التحرير حيال الوضع، وكيف بدأنا ننتشر في جميع الأراضي الجزائرية، وتنضم إلينا باستمرار متزايد الطبقات الشعبية. وإننا مصممون، ليس فقد على الصمود ما لزم، بل على تصعيد المعركة حتى تتحقق أهدافنا. لن نلقى السلاح ما لم يتم الاعتراف باستقلال الجزائر. ولا بد في هذه الظروف، من أن تطرح قضية علاقات جديدة نفسها مع تونس والمغرب – وهما إذ تكافحان كذلك من أجل استقلالهما – إن عاجلا أم آجلا.  قلت: إن للشعب التونسي الفضل في كونه البادىء في شن الكفاح المسلح في المغرب. ومن دواعي اعتزازنا نحن، أن نكون بحربنا، قد ساهمنا في حمل الحكومة الفرنسية على الإلقاء بثقلها في تونس والمغرب. وهي ما تزال تحاول الإبقاء على امتيازاتها في هذين البلدين بشكل مختلف. لكن الأمر سينتهي بها لا محالة، إلى منحهما الاستقلال مما سيسْهمٌ في تدعيم معركتنا بالمقابل. أجاب بورقيبة بأن ما يحصل في الواقع، في أحد البلدان الثلاثة، سرعان ما يؤثر على البلدين الآخرين. ثم استطرد شارحا سياسته التي قال إنه يساء فهمها في الغالب: – الإتفاقيات التي وقعت مع فرنسا تكرس استقلال بلدنا الداخلي. ويجدر ألا تعتبر سوى مرحلة. فبأسرع ما يظن، ستصبح تونس مستقلة تماما. وأوضع قائلا إن كثيرين من أصدقائه يخشون أن يكون توقيع هذه الاتفاقيات خطأ، وان يعمل على تأجيل ساعة الاستقلال عشرين سنة: – أي خطأ! صاح بورقيبة، ان للمعركة في المغرب من الإتساع، ولتطور الأوضاع من السرعة، ما سيجعل الإتفاقيات ترَاجَع قبل أشهر ستة… وراح يصغي إليّ طويلا وانا أتحدث عن جبهة التحرير وعن أهدافنا السياسية، ثم تناول نقطة يبدو أنها تهمه بنوع خاص: – الدعاية الاستعمارية لا تكف عن الترديد، ان جبهة التحرير إنما هي جسم بلا رأس، لا يعرف من يقودها، ولا ماذا يريد، فربما هو نفسه لا يدري. فلماذا لا تعلنون جهارا ما قلت هنا؟ من شأن البرنامج الذي ترسمه أمامي، لو كان معروفا، أن يعزز قوتكم تجاه الرأي العام، ويجعل حركتكم أكثر فعالية. وسألني إن كنت أقبل بأن أكرّر ما قلته في مقابلة صحيفة تنشرها باسم قيادة جبهة التحرير جريدة “العمل” فأجبت بالإيجاب. وراح بورقيبة يعد مع بشير بن يحمد سلسلة من الأسئلة الواضحة الخالية من أية مواربة والتي تتناول بلا شك المشكلات التي تطرح بشأننا بقدر ما هي تستهدف الرغبة في تنوير الرأي العام. فرسمت شفاهيا الأجوبة التي أوجه، لكن، بالنظر إلى أهمية النص، أضفت قائلا: انه يتحتم عليّ أن أعود إلى الجزائر لأعرضه على مسؤولي جبهة التحرير، وبعد ذلك أرسل النص النهائي إلى تونس. وقبل أن نفترق، كرر لي بورقيبة التأكيد على تضامن تونس التام مع معركة الثورة الجزائرية. وأضاف قوله إن بإمكاننا الإعتماد عليه في أي وقت حتى يتجلى هذا التعاون بشكل محسوس”29 هذا ما حصل وما أكّدته الأحداث من بعد ويمكن تصنيف النتائج على الأصعدة التونسية والجزائرية والفرنسية: على الصعيد التونسي: عمّت البلاد التونسية إثر الإعتداء الغاشم موجة من الغضب الشعبي وبادر الرئيس بورقيبة بالإعلان عن معركة الجلاء وهي المعركة قبل الأخيرة في مسيرة التحرير الوطني. وشهدت البلاد تحرّكا جماهيريا مؤطّرا وذلك بإقامة السدود (نقاط مراقبة) في كافة الطرقات المؤدّية إلى الثكنات العسكرية الفرنسية بالبلاد التونسية ومنعت السلطة التونسية حركة النشاط الملاحي بقاعدة بنزرت وإيقاف الاتصال الهاتفي بين الوحدات العسكرية الفرنسية. وتمّ ترحيل عددا هاما من المعمّرين الفرنسيين المستقرّين بسبيطلة والروحية وسوق الخميس. كما تمّ غلق القنصليات الفرنسية بالمدن الحدودية: قفصة، قابس، الكاف، سوق الإربعاء ومجاز الباب. هذه التعبئة الداخلية العامة أدخلت الإرتباك في الصفّ الفرنسي فبادرت وحدات من الجيش الفرنسي بالجنوب التونسي باحتلال رمادة يوم 19 فيفري 1958 ومحاصرة مقرّ المعتمدية ومركز الحرس الوطني ولم يرفع الحصار إلا يوم 22 فيفري إثر تدخّل الجنرال Gambiez. في تلك الظروف تعاطفت كلّ البلدان المحّبة للسلام والمناصرة لقضية تحرير الشعوب المستعمرة مع الدولة التونسية التي رفعت شكوى إلى مجلس الأمن يوم 14 فيفري. وحتى تتجنّب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مناقشة هذه الشكوى في مجلس الأمن واحراج الدولة الفرنسية حليفتيهما في منظمة الحلف الأطلسي، توسّطا بمساعيهم للنظر في المسألة. وتمّ قبول وساطة روبار مرفي (الولايات المتحدة الأمريكية) وهارولد بلاّي (بريطانيا) من الطرفين التونسي والفرنسي. إلا أن الدولة التونسية اشترطت مقابل ذلك، حتمية جلاء القوات الفرنسية عن الأراضي التونسية، وإنهاء حرب الجزائر مع احتفاظها بحقّ عرض القضية من جديد على مجلس الأمن، في حالة فشل المساعي الحميدة الأمريكية البريطانية. وعندما تمّ تعيين الوسيطين الأمريكي والبريطاني وشرعا في مهمّتهما حسب وجهة النظر التونسية، تراجعت فرنسا عن قبول الوساطة، بعد أن كانت قد قبلت بها أوّل الأمر، ورفضت أي نقاش حول الوجود العسكري الفرنسي بتونس، وكذلك القضية الجزائرية التي تعتبرها قضية داخلية، تخصّ فرنسا وحدها ولا حقّ للوسطاء، أن يتطّرقوا إليها في مساعيهم وحاولت أن تحصر القضية كلّها في حراسة الحدود التي تريد أن تجعل منها (القضية الأساسية) والتي سبق للرئيس بورقيبة أن رفضها رفضا باتا في تصريحه الذي قال فيه بالخصوص: “إن الحكومة التونسية، لن تساعد الجيوش الفرنسية التي بقيت في تونس، لمنع نقل الأسلحة والذخيرة عبر الحدود الشرقية الجزائرية. وأنه لا يمكننا منع مساعدة أشقّائنا الجزائريين، مهما كانت الضغوطات، والتهديدات التي تتعرّض لها (…) طبعا نحن لسنا مستعدّين لإعلان الحرب على فرنسا، لكن في حالة دخول متطوّعين تونسيين إلى الثورة الجزائرية باسم التضامن العربي، للمشاركة في الكفاح المسلّح، كما حدث أثناء حرب فلسطين، فليس في وسعي الاعتراض عليه أبدا”30 ونفس التوجّه، عبّرت عنه صحيفة L’Action عندما كتبت: “إن جيش التحرير الوطني الجزائري، وجد وسيجد في ترابنا، وعلى أرضنا الملجأ والعون وأن المتطوّعين التونسيين، سيدخلون إن اقتضى الأمر المعركة، من أجل الحريّة إلى جانب إخوانهم الجزائريين الذين سنساعدهم ماديا ومعنويا وبجميع الوسائل التي بحوزتنا”31 على الصعيد الفرنسي: وكان ردّ الرئيس الأمريكي أيْزنْهَاِورْ على الموقف الفرنسي المتصلّب الذي أتى في شكل رسالة خاصة إلى رئيس الحكومة الفرنسية فليكس قايار بتاريخ 11 أفريل 1958 قد أثار غضب السلطة العسكرية الفرنسية بالجزائر التي اعتبرته تدخّلا في شؤون فرنسا الداخلية. فسقطت حكومة قايار يوم 15 أفريل 1958 وبدأ العدّ التنازلي لانهيار الجمهورية الرابعة الفرنسية. ففي يوم 18 ماي 1958 شهدت عاصمة الجزائر حركة تمرديّة بقيادة الجنرال Salan والجنرال Massu فاستغلّ العقيدMollot  الوضع للخروج بوحداته من مركزه برمادة نحو الشمال في عمق 40 كلم واحتلال موقع للجيش التونسي ببئر أمير وسارعت اللجنة العسكرية بالجزائر بتقديم الدعم جوّا عن طريق بنزرت وتبسة. وفي يوم 25 ماي 1958، بدأت معركة رمادة التي استشهد فيها المناضل مصباح الجربوع. ونتيجة للانتهاكات المتواصلة للتراب التونسي، بلغ التوتر ذروته وأصبح الوضع في البلاد التونسية على قاب قوسين أو أدنى من إعلان حرب شاملة ضدّ بقايا الحضور العسكري الفرنسي بالبلاد. وحدّد مجلس الأمن تاريخ 2 جوان للنظر في الشكوى التونسية. لكن في الأثناء، دعي الجنرال دي غول لتشكيل حكومة قادرة على التفاوض مع السلطة التونسية ومستعدة لايجاد حلّ للقضية الجزائرية وكان ذلك يوم 1 جوان 1958. وبعد مفاوضات متتالية بـين الحكومتين التونسية والفرنسية تمّ الاتفاق على إجلاء كافة الوحدات العسكرية الفرنسية بتونس باستثنــاء بنزرت (17 جوان 1958). على الصعيد الجزائري: كانت النتيجة المباشرة للاعتداء وما ترتّب عنه من ردود فعل عربية ودولية دفن ذلك الادّعاء الذي كانت السلطة الفرنسية تطرحه دوما في المحافل الدولية وهو أنّ ما يحدث في الجزائر مسألة داخلية فرنسية. فبعد الدعم والتعاطف اللذين عبّرا عنهما الأشقاء العرب والمسلمين ودول عدم الإنحياز والمعسكر الشيوعي أنضمت عدّة دول من العالم الحرّ إلى صفّ الدّفاع عن حقّ الشعب الجزائري في تقرير مصيره. وبهذه الصّفة، تأكّد تدويل القضية الجزائرية. وتبعا لذلك، أصبحت مداولات جمعية الأمم المتحدة أكثر جدّية وفاعلية عند مناقشة علاقة الاعتداء على الساقية بما يجري في الجزائر من حرب استعمارية شرسة منافية لأبسط حقوق الانسان. وبالتوازي، عملت قيادة جبهة التحرير الجزائريّة على إعادة تنظيم هياكل جيش التحرير التي اهتزّت إثر اغتيال المجاهد رمضان عبـّان (27/12/1957) ، ومسكت لجنة التنسيق والتنفيد (C.C.E.) Comité de coordination et d’exécution  بزمام الأمور. وأسفرت الاتصالات والتشاور بين مختلف قيادي الجبهة إلى بعث تنظيمين قياديين للعمليات العسكرية (C.O.M) Commandement   d’organisation militaire  يوم 10 أفريل 1958: الأوّل بالشرق تحت إشراف العقيد محمد سعيد ويساعده بن عودة وبغلس والعموري والثاني بالغرب تحت اشراف العقيد بومدين ويساعده دحيلس وسليمان المعروف ب صدّاق كذلك تمّ تركيز شبكة من الاتّصالات بين الولايات. وفي يوم 9 سبتمبر 1958، تمّ الاعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة فرحات عبّاس. وظهر إلى العيان بما لا يدعو إلى الشكّ والاختلاف بأن “جبهة التحرير لم ينته أمرها بل شهدت دفعا إلى الأمام” (شهادة دحلب.ص.98).  ففي الفترة الممتدة بين شهري أفريل وماي 1958، بلغت امكانيات جيش التحرير العسكرية ما يتراوح بين 60.000 و90.000 مجـاهد داخل الجزائـر ومـا بين 15.000 و20.000 مجاهد على طول الحدود التونسية والمغربية خلف السدود الاستعمارية. وليس بخفيّ أنّ قاعدة جيش التحرير الجزائرية بتونس كانت أكثر أهمّية لأسباب جغرافية وتاريخية وسياسية أشرنا إليها سابقا وأحسن دليل على فشل المخطّط الاستعماري في ضرب الثورة الجزائرية ما اعترف به الجنرال شال في فيفري 1959 أمام لجنة الدفاع Comité de défense  “إن كنتم تنتظرون منّي أن أصرّح أن نصف الجزائر تمّت تهدئته نهائيا وأنّه سوف لا تحصل اغتيالات وأنه لا وجود لـOPA ولا مجموعات ثوّار، فإنّي غير قادر على تأكيد مثل هذا البيان الانتصاري”.   “Si ce qu’on attend de moi est que je puisse dire: la moitié de l’Algérie est totalement pacifiée, il ne s’y produit plus d’attentats, il n’y existe plus ni OPA ni bandes  rebelles, je ne peux garantir au gouvernement un tel bulletin de victoire…”. كذلك جسّدت الاتفاقية التونسية الفرنسية المبرمة في جوان 1958 مرحلة حاسمة لمسيرة الثورة الجزائرية نحو الانتصار المؤكد والقريب. هذه الاتفاقية التي غلقت ملفّ ما سمّي بمعركة الساقية باعتراف الدولة الفرنسية بحرمة التراب الوطني التونسي وإنهاء مسألة المطالبة بحقّ الملاحقة للمجاهدين الجزائريين مكّنت الثورة الجزائرية من إعداد ضربات موجعة لغلاة الاستعمار في الجزائر والاسراع بتحقيق الانتصار بفضل ما كسبته من خبرة في الميدان العسكري وتنظيم ومتابعة في الميدان السياسي بالأرض التونسية.  الخاتمــــة: لقد اقترن الدعم التونسي للثورة الجزائرية بفترة حاسمة في تاريخ تصفية الاستعمار الفرنسي بالمغرب العربي فترة تميّزت بتأسيس دعائم التضامن التونسي – الجزائري الذي لم يسبق له في الفترات التاريخية الماضية: التاريخ القديم والتاريخ الوسط والتاريخ الحديث أن يتبَلوَرَ بمثل هذا النسق والحمية. ذلك أن الحركة الوطنية التونسية منذ بدايتها وهي الأولى من حيث الانبعاث جعلت من تحقيق المغرب العربي هدفا ومن التضامن التونسي – الجزائري لبنَة. ولم يكن التفاعل بين الثورة التونسية والثورة الجزائرية في معركتهما من أجل الإستقلال ذي اتجاه واحد بل لصالح الشعبَيْن ولعل الشاعر الجزائري أحمد بوعدو الذي هو غير معروف خير من عبّر عن هذه الحقيقة، وهذه المشاعر في أبياته الشعرية التي نشرت له في جريدة المنار الصادرة بالجزائر يوم 02 رجب 1371 هـ الموافق لـ 28 مارس 1952م العدد 19، إذ يقول:  سلام على مهد المعارف والهدى   سلام كنفح الورد فيــك تــوردا سلام على الخضراء وهي شقيقة    عزيز علينا أن تهان أو تصـــفدا سلام على شعـب بهـا متجلـد    يصون الحمـى ضدّ المكاره والعدى سلام على من بالجزائر قد سعى   لدفع العوادي عن أخيه وأنجـــــدا فيا أمة الخضراء مابك قد عرى  من الحادثات السود فتنت أكبـــــدا على أي ذنب ترهقيـن نكايــة  أم من وعي شعب فيك أمســى مرشدا شباب من الأمجـاد قام لحقه     لا أن يعيـش اليوم فيـك مقيدا فيا أختنـا هبي لدفع محاصر     ولا ترهبـي إنـا نمـد لك اليـدا ويا تونس الخضراء لاتهنـي ولا  تخافي إذا دوى الرصاص وغــردا ألا إن نيـل أقدس مطلبا    ومن شروطه أن لا نخاف من الردى  لـه سلـم لا يرتقـى بتهيب    فكن هاجما كالليث لا مترددا قم اليوم يا ابن العرب واجلي  غياهبا لقد طال منك النوم فلتجفي مرقـدا  فشعب شقيق بالفواجع يبتلى  ويورد مر المكائد مـوردا ففي المغرب الأقصى نفوس تحفزت  وفي قطرنـا صوت النذيـر له صدى انتهى الهوامش 29 – انظر النص الأصلي: Lebjaoui (Mohamed): Vérités sur la révolution algérienne. Paris, Gallinard, 1970, pp. 95 à 109.   والنصّ المترجم: حقائق عن الثورة الجزائرية. بيرون، دار الفكر الحرّ، ص. 111 إلى 115. 30 – ورد في محاضرة المجاهد النقيب ابراهمي محمد (الشريعة، ولاية تبسة، الجزائر) بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والثلاثين للعدوان الفرنسي على ساقية سيدي يوسف (1997): الذكرى الرمز (صفحة 10). 31 – نفس المرجع (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 سبتمبر 2007)

خبير: الحرب وحدها لن تهزم القاعدة في الجزائر

 
الجزائر (رويترز) – قال خبير في الشؤون الامنية الجزائرية يوم الاربعاء ان القوة المسلحة وحدها لن تهزم مسلحي القاعدة في الجزائر وانهم سيقاتلون الى ان تقدم الدولة املا للمجتمع المنهك بالحرب والذي يبحث عن وظائف ومساكن ومستقبل. وفي مقابلة مع رويترز قال الياس بوكراع الذي يحاضر ضباط الجيش في البلاد بشأن الارهاب “سيقع المزيد من الهجمات وقد تكون الاهداف مسؤولين وشخصيات عامة وافرادا من الجيش.” واضاف بوكراع الاكاديمي والمؤلف ان الخطباء المؤيدين للقاعدة يمكن ان يقنعوا المزيد من الشبان بأن يصبحوا مفجرين انتحاريين مثل من قتلوا 57 شخصا الاسبوع الماضي اذا فشلت الدولة في شن حرب افكار والتصدي لضيق يضرب بجذوره في المجتمع. وقال “ببساطة.. الوسائل العسكرية ليست كافية. في نهاية اليوم.. الارهاب له سمة سياسية وايديولوجية مهمة يجب ان تأخذها في الاعتبار اذا اردت ان تهزمه.” واضاف ان العوامل الاجتماعية مثل البطالة والغضب والاستياء والاستبعاد “مسهلات” للعنف. وتابع “فاض الكيل بالشبان. انهم يريدون التغيير. يريدون الوظائف.. وكل ما يرونه هو كلام بدون فعل. عشرات الشبان يعبرون البحر يوميا بحثا عن مستقبل افضل في اوروبا.” وتتعافى الجزائر من اكثر من عقد من العنف الذي بدأ في 1992 بعدما الغت الحكومة المدعومة من الجيش في ذلك الوقت انتخابات تشريعية كان حزب اسلامي متطرف على وشك الفوز بها. وتراجع العنف منذ التسعينات لكنه اكتسب هذا العام قليلا من قوته القديمة. واستنادا الى “الدفاع عن الاسلام والامة الاسلامية” قال جناح القاعدة في شمال افريقيا انه مسؤول عن هجوم انتحاري بسيارة ملغومة يوم السبت على ثكنات لخفر السواحل في دلس شرقي الجزائر العاصمة وعن هجوم في مدينة باتنة قبل ذلك بأقل من 48 ساعة. وتزيد اراقة الدماء من قلق الجزائريين لانها تتزامن مع مناخ اجتماعي متدهور يشعر فيه كثيرون بأن الدولة فشلت في توفير مزيد من المساكن او الوظائف او منع ارتفاع اسعار السلع الاساسية رغم تزايد الايرادات النفطية. ويزعج العنف ايضا تونس والمغرب جاري الجزائر اللذين شهد كل منهما تجدد عنف الجماعات المسلحة في الشهور الاثني عشر المنصرمة لكن ليس بنفس المستوى. وتبلغ نسبة البطالة نحو 75 في المئة بين الجزائريين الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما ورغم تعهد الحكومة ببناء مليون مسكن جديد بحلول 2009 الا ان المطالبات بمزيد من المساكن يمكن سماعها في كل مكان. وقالت القاعدة ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان الهدف المقصود للتفجير في باتنة لكن المهاجم اضطر لتفجير شحنته الناسفة قبل الاوان بعد اكتشاف امره. وقال اقارب احد المهاجمين في عملية ميناء دلس للصحفيين ان عمره كان 15 عاما فقط. وقال بوكراع ان الشاب “تلقى تلقينا ايديولوجيا وتعرض لغسيل مخ سياسيا بيد امام في احد مساجد مدينة الجزائر.” واضاف “كونك فقيرا او عاطلا لا يعني بالضرورة ان تصبح ارهابيا” لكن الائمة المتطرفين يمكن ان يجدوا اذانا صاغية للدعاية في بيئة اجتماعية يائسة. وقال بوكراع ان القاعدة ليس لديها ما تخسره بعدما رفضت قيادتها سلسلة من عروض العفو قدمها بوتفليقة في السنوات القليلة الماضية. واضاف “المتمردون ما زالوا يقاتلون ولن يستسلموا خاصة انهم الان يعملون تحت قيادة اسامة بن لادن.” وقال “المشكلة في محاربة الارهاب في الجزائر بسيطة تماما. الجيش.. وليس السياسيين.. ادى عملا طيبا. طالما انك لا تتناول الجوانب السياسية والايديولوجية للمشكلة فلن تنجح في حربك ضد الارهاب.” وتابع “يفسر ذلك سبب ان الاصولية ما زالت موجودة في المجتمع الجزائري.”  من الامين شيخي (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 سبتمبر 2007)

المغرب والخوف المتوهم من القوي الإسلامية السياسية

 
د. بشير موسي نافع  (*) لعدة شهور من هذا العام والملف الانتخابي المغربي يشكل أكبر الملفات الصامتة في دوائر السياسة والفكر العربيين، الإسلامية السياسية وغير الإسلامية. والمقصود هنا أنه لم يثر من الضجيج ما أثارته الانتخابات المصرية قبل سنتين، أو حتي التركية خلال الأسابيع القليلة الماضية. ليس من الواضح ما إن كان هذا الصمت مجرد سطح مضلل لحقيقة مختلفة، أو أنها مرة أخري مشكلة التباين في الاهتمام بما هو مغربي عن ما هو مشرقي. هذا، بالطبع، لا يعني أن الانتخابات المغربية كانت غائبة، أو أنها أقل دلالة من الانتخابات المصرية أو التركية. الحقيقة أن نتائجها تجعلها أكثر أهمية، إن أخذنا في الاعتبار الجدل المتصاعد حول القوي الإسلامية السياسية وعلاقتها بمسألة الحكم والدولة في المجتمعات العربية والإسلامية. المدهش، وربما المضحك، أن أهمية الانتخابات المغربية تنبع ليس من اكتساح الإسلاميين للانتخابات، بل من إخفاقهم في تحقيق الأهداف التي وضعوها لحملتهم الانتخابية. هذا، إضافة إلي حجم المشاركة الشعبية المتدني في هذه الانتخابات. كان الصدام (العائلي) بين الإخوان المسلمين وحلفائهم السابقين من ضباط ثورة تموز (يوليو) المصرية هو الصدام المؤسس لحالة الصراع الطويلة بين التيار الإسلامي السياسي والدولة العربية الحديثة. ولكنه لم يكن الصدام الأخير. عكست حالة الصراع أبعاداً فكرية وثقافية، كما عكست تفاقم أزمة الإجماع العربي ـ الإسلامي حول القضايا والتوجهات الكبري للأمة والدولة، ولكن أهم جوانبه علي الإطلاق كان الصراع علي مؤسسة الحكم. لم يخف الإسلاميون يوماً طموحهم في السيطرة علي أداة الدولة، وقد استخدم هذا الهدف بالتالي كأحد أبرز أدوات الحرب الدعائية التي سوغت بها أنظمة الحكم العربية معركتها مع الإسلاميين وقمعها لهم. ما اعتبره الإسلاميون حقاً طبيعياً، قدمته النخب الحاكمة باعتباره مؤامرة توظيف الدين للوصول إلي السلطة. ولأن تصور الإسلاميين لعملية التغيير لم يكن واضحاً، فقد اعتبر انشغالهم السياسي أمراً غير شرعي، وأن استخدام الأنظمة وسائل القمع لإحباطهم مبرر ومسوغ. خلال الثمانينات والتسعينات، تفاقمت حالة الصراع، لتدفع أجنحة ومجموعات إسلامية مختلفة للجوء إلي العنف. ومن مدن الشمال السوري، إلي صعيد مصر، إلي قري المرتفعات الجزائرية، انتشر العنف باسم الإسلام، مطيحاً باستقرار الدول والشعوب، وعاصفاً بحياة ومستقبل جيل بأكمله من الشبان العرب. وقد وفر لجوء بعض الإسلاميين للعنف واحدة من أكبر الفرص أمام النخب الحاكمة، ليس لتقويض مصداقية القوي الإسلامية وحسب، بل أيضاً لإحكام القبضة علي الدولة والثروة معاً. بيد أن اللجوء للعنف لم يكن المتغير الوحيد الذي شهدته هذه الحلقة المغلقة من التدافع بين القوي الإسلامية السياسية والأنظمة. ففي مواجهة تصاعد وتيرة العنف، نجحت التيارات الرئيسية بين القوي الإسلامية السياسية في تطوير رؤي واستراتيجيات عمل وخطاب لم يكن من السهل علي الأنظمة محاصرتها أو تبرير قمعها. كل التيارات الإسلامية السياسية الرئيسية، من مصر إلي الجزائر، ومن اليمن إلي المغرب، ومن تونس إلي اليمن، تبنت في شكل واضح وقاطع العملية الديمقراطية، كلها نادت بالتعددية الحزبية والتداول السلمي علي السلطة، وكلها أقرت بضرورة العمل السياسي علي الأرضية القانونية والسياسية للدول القائمة. في بعض الحالات، استطاعت الأنظمة الحاكمة إيجاد صيغة، أو نصف صيغة، للتلاؤم مع المتغير الإسلامي الجديد. في اليمن، وبالرغم من أن العملية الانتخابية ليست نزيهة كلية، فقد سمح للإسلاميين بممارسة العمل السياسي، والمشاركة في الانتخابات، بل وعند الضرورة أن يصبحوا جزءاً من حكومات ائتلافية. تعاملت الدولة الأردنية مع العمل السياسي الإسلامي زهاء العقد، ثم غلبت الطبيعة القمعية المتأصلة للنظام علي التطبع، وأطلقت الدولة حملة متعددة الأذرع لتحجيم الوجود السياسي الإسلامي، بدون أن تذهب الي حد الإبادة. وحتي في مصر، عقدة العقد في الوضع العربي كله، بنيت استراتيجية التعامل مع التيار الإسلامي السياسي علي أساس تلازم سياسات الهامش والقمع: هامش محدود للعمل، ودورات متتالية من القمع كلما استشعر النظام تصاعد قوة ونفوذ الإسلاميين علي المستوي الشعبي وفي الحياة العامة. دول أخري، بالطبع، لم تستطع، وربما لم تجرؤ، لا علي تغيير عقلها ولا تغيير جلدها. ففي كل من تونس وسورية، يتعرض التيار الإسلامي السياسي لمطاردة لا هوادة فيها منذ نهاية الثمانينات، تصل أحياناً إلي حد المس بوضع الدين نفسه. خلف هذه المتغيرات في توجهات القوي الإسلامية السياسية وفي سياسات أغلب الأنظمة الحاكمة، لم تتوقف عجلة التدافع الدعائي عن العمل. الجامع المشترك الأعظم للتدافع الدعائي هو الخوف، أو علي الأصح زراعة الخوف في الوعي الجمعي للشعوب، ولدي القوي الغربية الرئيسية الحليفة للنظام العربي. أما أداة الخوف هذه فسهلة وبسيطة ومباشرة: الإسلاميون قادمون . بالنسبة للشعوب، الإسلاميون قادمون لتقويض عجلة الاقتصاد برؤاهم التطهرية للعالم، لتقويض أنماط الاجتماع بشكوكهم المتأصلة في حق المرأة في العمل والانخراط في الحياة العامة، لتقويض الاستقرار السياسي باختلافهم الأصيل مع كل النظام الدولي، لتقويض الحريات ببرامج تستبطن فرض سلوكيات وإعلام ومناهج تعليم وأنماط لباس معينة، ولتقويض الثقافة والفن بعدائهم التاريخي للفنون والثقافة. وبالنسبة للقوي الخارجية، والغربية الأطلسية منها علي وجه الخصوص، يعتبر الإسلاميون مصدر ذعر دائم، علي أية حال، إن وضعنا في الاعتبار الأولوية التي يحتلها أمن وقوة ورفاه الدولة العبرية في سياسات هذه القوي، وعداء أغلبية التيار الإسلامي السياسي للدولة العبرية وسياساتها. والحقيقة، إن عملية التخويف هذه لم تستمد مفرداتها دائماً من الخيال الجامح للنخب الحاكمة؛ فما تعهده نظام طالبان في أفغانستان، ومظاهر التضييق علي الحريات في إيران، وفرت مادة خصبة لآلة زراعة الخوف من الإسلاميين. ولم تكن آلة الخوف هذه مقصورة علي أجهزة الحكم والنخب المرتبطة بها، بل ساهم فيها، بمصداقية أو غير مصداقية، قطاع واسع من المثقفين والكتاب والصحافيين العلمانيين، لاسيما بعد أن انهار الجدار الفاصل بين دوائر اليسار والدوائر الليبرالية الغربية بانهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات. وجدت سياسة الإسلاميون قادمون لها أدلة إثبات في عدد من الدورات الانتخابية التي شهدتها بعض الدول العربية خلال العقدين الماضيين. ففي أول انتخابات تونسية بعد سيطرة الجنرال بن علي علي السلطة، وبالرغم من أن حركة النهضة لم تشارك في الانتخابات بصورة رسمية، أظهرت النتائج الحقيقية (لا المعلنة بالطبع) أن المرشحين المدعومين من النهضة حققوا فوزاً ساحقاً في الدوائر المحدودة التي خاضوا فيها المعركة الانتخابية. ثم جاءت الانتخابات الجزائرية في 1991 لتبشر في دورتها الأولي بانتصار ملموس لجبهة الإنقاذ. ومنذ بدأ الإخوان المسلمون خوض الانتخابات البرلمانية المصرية، بهذه الصيغة أو تلك، وهم يحققون إنجازات معتبرة، بالرغم من تجنبهم الترشح في كل الدوائر، ومن العبث التقليدي وواسع النطاق في عملية التصويت وفرز الأصوات وإعلان النتائج. الانتخابات البلدية الأولي في تاريخ المملكة العربية السعودية، التي عقدت قبل عامين، لم تخرج عن هذا السياق. وتلتها الانتخابات التشريعية الفلسطينية العتيدة، التي أعطت حركة حماس أكثرية مقاعد مجلس منطقة الحكم الذاتي التشريعي. وفوق ذلك له، جاء فوز حزب العدالة والتنمية التركي في دورتين انتخابيتين متتاليتين، في البلد غير العربي الذي يجمع العرب به الجوار الجغرافي والكثير من التاريخ. بكلمة أخري، الإسلاميون قادمون لم يعد مجرد حملة من التخويف الدعائي بل توقع يستند إلي وقائع. ما تقدمه الانتخابات المغربية الأخيرة هو دليل آخر علي الأوهام الكبري التي اصطنعتها سياسة وآلة الإسلاميون قادمون . فالقوي الإسلامية الديمقراطية، كما الاتجاه الإسلامي السياسي ككل، هي قوي بالغة التعدد والتنوع، سواء علي مستوي الخطاب والسياسات، علي مستوي الشعبية والقدرة علي جذب الأصوات، أو فيما يتعلق بالسياق الذي يحيط بوجودها وعملها، ومن ثم إنجازاتها وإخفاقاتها. ثمة أوضاع عربية وإسلامية تنبئ باكتساح إسلامي سياسي حاسم في حال عقدت انتخابات حرة وشفافة ونزيهة؛ وأوضاع عربية أخري لا تتوفر فيها الشروط الموضوعية لمثل هذا المآل. وفي حال فوز قوة إسلامية سياسية في الانتخابات، فليس ثمة من ضمانة لفوزها في الانتخابات التالية، ليس لأن متطلبات الحكم تختلف عن متطلبات المعارضة وحسب، بل أيضاً لأن أغلب الدول العربية والإسلامية تعيش أوضاعاً بالغة التعقيد من التدخلات الأجنبية والارتهان للوضع الدولي. في الانتخابات المغربية الأخيرة، يجعل النظام الانتخابي من المستحيل لحزب ما تحقيق أغلبية قاطعة في البرلمان. وقد خاض العدالة والتنمية المعركة الانتخابية ضد أحزاب تاريخية ذات جذور عميقة، سياسية وجهوية وثقافية، في المجتمع المغربي، أحدها، وهو حزب الاستقلال، لا تنقصه المرجعية الإسلامية. كما ان المزاج الطاغي علي عموم المغاربة هو مزاج عدم الثقة في الحياة السياسية وفي البرلمان علي السواء، وهو ما انعكس في نسبة المشاركة المنخفضة في عملية الاقتراع. ومسؤولية مواجهة حالة فقدان الثقة بين الشعب ودولته ليست مسؤولية العدالة والتنمية وحده، بل مسؤولية كل النخب الفكرية والثقافية، مسؤولية الطبقة السياسية وجهاز الحكم، والأسس التي تستند إليها الدولة. فوق ذلك كله، فحزب العدالة والتنمية، كما الجماعة الإسلامية في باكستان في الفترة منذ التأسيس وحتي الثمانينات، لم يزل أسير جذوره النخبوية، ولم يستطع التحول بعد إلي قوة شعبية رئيسة. لكل هذه الأسباب، كان إخفاق العدالة والتنمية في الفوز بعدد المقاعد التي تنبأ بها الكثيرون له أمراً طبيعياً. وقد قدمت بلدان أخري من قبل دلالات شبيهة بما حملته الانتخابات المغربية البرلمانية. في الأردن واليمن، مثلاً، لم تكن النتائج التي حققها الإسلاميون خلال ثلاث أو أربع حملات انتخابية متتالية متطابقة مع المخاوف التي تثيرها سياسة الإسلاميون قادمون . ولا استغل الإسلاميون في السودان، في تركيا، أو في فلسطين، سيطرتهم علي آلة الدولة لإقامة أنظمة شبيهة بنظام طالبان، أو حتي نظام الجمهورية الإسلامية في إيران. كل حالة تختلف عن الأخري، بهذا القدر أو ذاك، وقدرات الإسلاميين علي الإنجاز لا تقل اختلافاً. وبين دولة وأخري، ثمة خصوصيات لا يمكن تجاهلها في النهج والتصور الذي تعبر فيه القوي السياسية عن نفسها. العملية الديمقراطية قد لا تكون في النهاية المنقذ المنتظر لأزمة الدولة وحقبة انهيار الإجماع التي تعاني منها المجتمعات العربية والإسلامية. ولكنها توفر علي الأقل مناخاً سياسياً عقلانياً، قد يساعد هذه المجتمعات علي مواجهة الأسئلة الكبري في ظل أجواء من السلم والقدر الضروري من الاستقرار. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

25 février 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2105 du 25.02.2006  archives : www.tunisnews.net AFP: Grâce présidentielle en Tunisie:

En savoir plus +

17 février 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3557 du 17.02.2010  archives : www.tunisnews.net  Assabilonline: Bassam Jarray retourne en prison

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.