السبت، 20 مارس 2010

 

TUNISNEWS

 9ème année, N°3588 du 20.03.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:بيـــان توسع حملة حجب الإنترنت على النشطاء في تونس

جمعيّة النّهوض بالطّـالب الشّـابي:بيان إلى الرّأي العام

كلمة:منع عدنان الحاجي من السفر خارج قفصة للمشاركة في ندوة

كلمة:دعوة لإطلاق السجناء السياسيين بتونس

كلمة:اتحاد الصحفيين العرب يتوسط لحل مشكلة نقابة الصحفيين التونسيين

الحزب الديمقراطي التقدمي:بيان حول الأحداث الجارية في فلسطين

الشرق الأوسط:تونس: إعفاء عزيزة حتيرة من رئاسة اتحاد المرأة

الصباح:مركزية التجمع تتسلم اليوم قائمات مرشحيها….وصعوبات المعارضة تتواصل

رويترز:الرئيس التونسي يهاجم المشككين بنزاهة الانتخابات البلدية

المؤتمر من أجل الجمهورية: الاستقلال: مهمة وطنية للانجاز

عطية عثموني:المبادرة السياسية لتوحيد المعارضة بين المستحيل و الممكن

رامي جغام:من شب على شيء شاب عليه

المرصد التونسي :برقية اضراب من عمال مؤسسة الجليز الحديث بقليبية

المرصد التونسي:النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل بوزيان: اعتصام احتجاجي بمقر الإدارة الجهوية للتربية

الطاهر العبيدي:شهادات من رحلات المنفى الحلقة 8قصة فاخر بن محمد

بحري العرفاوي:هل يكفي معرفة الحقوق؟

حسن بن عثمان:حالة لباس

  اليوم السابع:” الإسلاميون التقدميون.. التفكيك وإعادة التأسيس” كتاب صدر حديثا عن دار رؤية للنشر للكاتب صلاح الدين الجورشى.

منير شفيق :الأزمة الأميركية – الإسرائيلية إلى أين؟

صالح النعامي:نتنياهو إذ يلوي ذراع أوباما


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010

الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme

بيـــان توسع حملة حجب الإنترنت على النشطاء في تونس


إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منشغلة منذ مدة من توسع حملة حجب الانترنت على النشطاء من مختلف فعاليات المجتمع المدني والتي اتخذت أشكالا مختلفة. وتأتي هذه الانتهاكات خارج نطاق القانون من طرف جهات “مجهولة” تقوم بقطع الربط بالانترنت أو قرصنته أو حجب مواقع ومدونات أو حسابات أو مجموعات بالشبكات الاجتماعية أو قرصنتها بدون سابق إعلام والتعريف عن نفسها وإعطاء الأسباب التي أدت إلى اقتراف هذه الخروقات. ولاحظت الرابطة أن الحملة تطال بصفة شخصية نشطاء عديدين من بينهم أعضاء في هيئتها المديرة ورؤساء وأعضاء بهيئات فروعها ومسؤولين بجمعيات المجتمع المدني والعديد من النشطاء أصحاب المدونات أو بالشبكات الاجتماعية. إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تنبه السلط المعنية أن هذه الممارسات تشكل اعتداء خطيرا على حقوق المواطن وتذكرها أن حق الاتصال من الحقوق الأساسية التي تنتهك بدونه ممارسة حرية الرأي والتعبير المضمونة بالدستور التونسي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية ذات الصلة ، وهو ركن من أركان حقوق المواطنة، وفي تواصل هذا النوع من الانتهاكات مضرة بمستقبل المجتمع التونسي لما للشبكة العنكبوتية من أهمية في تطور المجتمعات في عصرنا وللحاجة الأكيدة لها لمجتمعنا. وعليه، فهي تدعو السلطات المعنية إلى وضع حد فوري لهذه الانتهاكات المختلفة والكشف عن مقترفيها والإذن بتتبع كل من تثبت إدانته في ارتكاب هذه الممارسات المنافية للقانون. عن الهيئــة المديــرة الرئيــس المختــار الطريفــي
 


الشّـابة 20 مارس 2010 بيان إلى الرّأي العام

 


أمام تعمّد السّلط الأمنيّة بقفصة محاصرة منزل المناضل النّقابي والحقوقي عدنان حاجي ومنعه من القدوم الى مدينة الشابة أين وقعت دعوته للمساهمة في نشاط ثقافي بجمعيّة النّهوض بالطالب الشابي وذلك يوم الجمعة 19مارس فإنّ الهيئة المديرة للجمعيّة المجتمعة بمقرّها يوم السّبت 20مارس 2010 تسجّل استنكارها لهذا المنع المتكرّر لأصدقائها الرامي إلى عرقلة نشاطها وتندّد بكلّ شدّة بمثل هذه الممارسات الّتي لا تحترم حقوق الإنسان وتمس بشكل صريح من حريّته الشّخصيّة وخاصة حريّته في التنقّل داخل تراب الوطن كما تعلن وقوفها الدائم إلى جانب كلّ من دافع ولا يزال عن حقوق الإنسان في تونس من مثقّفين ونقابيّين وحقوقيّين. عاشت تونس عاشت جمعيّة النّهوض بالطّـالب الشّـابي مناضلة من أجل ثقافة وطنيّة ملتزمة. عن الهيئة المديرة رئيس الجمعيّة عبد الجليل بن علي


منع عدنان الحاجي من السفر خارج قفصة للمشاركة في ندوة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 19. مارس 2010 منعت قوات أمن بالزي المدني السيد عدنان الحاجي من السفر إلى صفاقس ومنها الى الشابة لحضور ندوة تنظمها جمعية النهوض بالطالب الشابي. وفي تصريح لراديو كلمة ذكر الحاجي أن المحاصرة كانت مشددة بالقرب من بيته بالرديف منذ مساء الخميس 18 مارس 2010، لتتواصل حتى ركوبه الحافلة المؤدية إلى مدينة قفصة وقد عمدت عديد الدوريات الأمنية الى إيقاف الحافلة خاصة في محطة أم العرائس والمتلوي وقد أجبر أعوان الأمن السيد الحاجي على النزول من الحافلة بعد مغادرتها محطة قفصة في اتجاه صفاقس، متعللين بأن لديهم تعليمات تقضي بمنعه من تلبية دعوة جمعية النهوض بالطالب الشابي. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 مارس 2010)


دعوة لإطلاق السجناء السياسيين بتونس


دعت منظمة العفو الدولية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى وضع حد للمضايقة اليومية التي يتعرض لها السجناء السياسيون السابقون. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة مالكوم سمارت في بيان بعث للجزيرة نسخة منه “إن السجناء الذين يُطلق سراحهم بقرارات عفو رئاسية يجب ألا يتعرضوا لعمليات المضايقة والترهيب المستمرة، بل يُسمح لهم باستئناف حياتهم الطبيعية”. وأضاف سمارت “يتم تقويض الغرض الكلي من العفو عن السجناء السابقين عند إخضاعهم لقيود قمعية لا يستطيعون بسببها الحصول على عمل أو ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والاشتراك في الجمعيات، وينبغي أن تتوقف مضايقة السجناء السابقين”.   معاناة ويُبرز تقرير موجز لمنظمة العفو الدولية بعنوان “طلقاء لكن ليسوا أحراراً”،  محنة السجناء السياسيين السابقين في تونس “الذين يخضعون لقيود صارمة ومضايقة شديدة من قبل سلطات الأمن”. ومن بين هذه القيود التي ذكرها التقرير “المراقبة القمعية لهم من قبل الشرطة، ومطالبتهم بمراجعة مراكز الشرطة بانتظام، واستدعاؤهم المتكرر لاستجوابهم، وإعادة اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم من السجن، وحرمان بعضهم من الحصول على الرعاية الطبية”. كما مُنع العديد منهم من السفر خارج تونس، ولا يُسمح لهم بالتنقل بحرية داخل البلاد، حسب التقرير. حالات وذكر البيان أنه أُعيد اعتقال صادق شورو -الذي كان قد قضى 18 عاماً في السجن، وأطلق سراحه بشروط في نوفمبر/تشرين الثاني 2008- بعد شهر واحد، إثر إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، تحدث خلالها عن تجربته في السجن، وأعرب عن وجهة نظره في الأوضاع السياسية في تونس. وقد تم إلغاء الإفراج المشروط عنه، وكان عليه قضاء السنة المتبقية من مدة سجنه الأصلية، وحُكم عليه بالسجن سنة واحدة إضافية، ومن المقرر إطلاق سراحه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. دعوة ودعت المنظمة السلطات التونسية إلى إطلاق سراح صادق شورو على الفور ودون قيد أو شرط، وجميع سجناء الرأي الآخرين المعتقلين دونما سبب سوى ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير، بمن فيهم الصحفي توفيق بن بريك. ونقل التقرير عن عبد الكريم هاروني -الذي وُضع تحت الرقابة القمعية للشرطة بعد إطلاق سراحه من السجن في نوفمبر/تشرين الثاني 2007- أن لتلك الرقابة تأثيراً ضاراً على  قدرته على التفاعل مع الناس، وعبَّر عن ذلك بقوله “إن هذه المضايقة ما هي إلا محاولة لعزلي عن المجتمع، فقد شاع مناخ الخوف بين أفراد عائلتي وجيراني وأصدقائي، الذين لا يجرؤون على زيارتنا”. ولم يتمكن عبد اللطيف بوحجيلة من الحصول على ملفاته الطبية من المستشفى الذي كان يعالج فيه أثناء وجوده في السجن، وأُلغيت مواعيده الطبية في المستشفى مراراً وتكراراً، مما حرمه من المعالجة الطبية من أمراض القلب والكلى التي كان في أمس الحاجة إليها. الإفراج مشروط وجاء في البيان أنه منذ تولي الرئيس زين العابدين بن علي مقاليد السلطة في عام 1987، سُجن مئات النشطاء السياسيين في تونس، بينهم سجناء رأي وغيرهم ممن حُكم عليهم بالسجن “إثر محاكمات جائرة، مما يعكس عدم تسامح السلطات مع المعارضة، وقد أُطلق سراح العديد منهم في الأعياد الوطنية السابقة بموجب قرارات عفو رئاسية”. وأشار البيان إلى أن عمليات الإفراج عن السجناء في تونس مشروطة بوجه عام، حيث يتم إخضاع السجناء السابقين لقيود خانقة تمنعهم من الحصول على عمل أو أن يعيشوا حياة طبيعية، بما في ذلك المراقبة الصارمة والمضايقة الشديدة التي تمارس ضدهم من قبل موظفي الأمن. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 مارس  2010)


اتحاد الصحفيين العرب يتوسط لحل مشكلة نقابة الصحفيين التونسيين


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 19. مارس 2010 أعرب محمد يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين بالإمارات و مبعوث اتحاد الصحفيين العرب إلى تونس عن أمله في نجاح وساطته بين نقابة الصحفيين المنقلبة و المكتب المنقلب عليه.  كان ذلك عشية تحوله مساء الابعاء 17 مارس الجاري إلى مدينة مراكش لعرض نتائج مساعيه لاتحاد الصحفيين العرب وللاتحاد الدولي للصحفيين.  جدير بالذكر أن النطق بالحكم في قضية الطعن في شرعية مكتب جمال الكرماوي اجل ليوم 22 من مارس الجاري.  
 
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 مارس 2010)
 


بيان حول الأحداث الجارية في فلسطين

 


ما انفك جيش الاحتلال الصهيوني يُصعد عدوانه على الفلسطينيين في القدس المحتلة وغزة وتشن مقاتلاته الحربية هجمات جوية على المناطق السكنية، مما أسفر عن إصابة عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، بالإضافة لإحداث دمار هائل في المناطق المستهدفة. ويأتي هذا التصعيد العسكري في أعقاب الإعلان عن بناء 1600 مسكن جديد في إطار مخطط استيطاني واسع وتكثيف عمليات تهويد القدس وبناء كنيس جديد على مقربة من المسجد الأقصى. إن الجرائم التي اقترفها الكيان الصهيوني في الأسابيع الأخيرة في حق الشعب الفلسطيني والمقدسات العربية والإسلامية تدل على تحديه السافر للعرب والمسلمين واستخفافه بالقوانين والشرائع الدولية وطبيعته الحربية العدوانية. وما إصراره على فرض حصار لا إنساني على غزة استنكره جميع الأحرار في العالم، بعد حرب شنيعة دمر خلالها البيوت والبنية الأساسية والمرافق الاقتصادية والاجتماعية، ولم تسلم منها حتى المستشفيات، سوى دليل آخر على أنه لا يعرف التعامل مع الفلسطينيين إلا بهذا الأسلوب المتعجرف. إن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يعيش مناضلوه على وقع الهجمة الجديدة التي تستهدف القدس وغزة، يعبر عن استنكاره الشديد لهذا العدوان على هوية القدس وعلى الفلسطينيين في غزة وفي المدينة المقدسة، ويطالب باتخاذ إجراءات عربية رادعة لوقف هذه الهجمة الاستيطانية والعسكرية على شعبنا الفلسطيني. كما يؤكد مجددا على غلق السفارات والبعثات الإسرائيلية في الدول العربية ووقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومن بينها التطبيع الذي تمارسه الحكومة التونسية بصيغ مختلفة. ويطالب برفع الحظر عن التظاهرات السلمية في تونس وكافة البلدان العربية كي تخرج الجماهير إلى الشوارع مُعبرة عن سخطها على مشاريع التهويد والضم والاستيطان ومؤازرتها للأشقاء الفلسطينيين في نضالاتهم البطولية اليومية لمقاومة الاحتلال. إن التحديات الخطرة التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم في ظل هجمة الاستيطان الواسعة وحملات التهويد المتصاعدة تُحمل الحكومات والشعوب العربية والإسلامية مسؤوليات خاصة من أجل تشكيل قوة متحدة تضغط على صناع القرار على الصعيد الدولي لعزل الكيان الصهيوني في العالم، وإجباره على التراجع عن مخططاته الاستيطانية وحملاته العسكرية، وتفسح المجال لملاحقة مجرميه الذين بات العالم مُدركا أنهم مجرمو حرب وليسوا قادة دولة. ويُشدد الحزب الديمقراطي التقدمي على أن القمة العربية المقررة خلال أيام ينبغي أن تكون فرصة لانتفاض الكرامة العربية ونُصرة الشعب الفلسطيني بالأعمال وليس بالأقوال وتحمل المسؤولية في لجم العربدة الإسرائيلية وتقريب الفلسطينيين من نيل حقوقهم التاريخية غير القابلة للتصرف في وطنهم وأرضهم. تونس في 20 مارس 2010 الأمين العام المساعد رشيد خشانة


تونس: إعفاء عزيزة حتيرة من رئاسة اتحاد المرأة قبل أقل من أسبوعين على موعد انعقاد مؤتمره الثالث عشر

 


تونس: المنجي السعيداني علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمر بعزل عزيزة حتيرة، رئيسة الاتحاد التونسي للمرأة، من منصبها، وسط تكتم كبير حول الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار المفاجئ. ويأتي قرار الرئيس ابن علي قبل أقل من أسبوعين على موعد انعقاد المؤتمر الثالث عشر للمنظمة النسائية المزمع عقده ما بين 2 و4 أبريل (نيسان) المقبل. ولم يقدم القسم الإعلامي للاتحاد الوطني للمرأة التونسية أي معطيات حول طبيعة القرار أو أسبابه المباشرة، بيد أنه لم ينفِ أيضا الأخبار المتداولة حول قرار عزل رئيسة الاتحاد، الذي اتخذ بداية الأسبوع الحالي. وحتيرة، عضو باللجنة المركزية لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، عينت على رأس المنظمة منذ سنة 2004. وكانت حتيرة قد تبادلت رسائل التهنئة يوم 7 مارس (آذار) الحالي مع الرئيس ابن علي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وهو ما جعل قرار التخلي عن رئاستها للمنظمة يشكل مفاجئة للطبقة السياسية التونسية. وتعتبر رئاسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية محطة سياسية أساسية أمام الكفاءات النسائية، ذلك أنه من خلالها يتم العبور إلى مواقع وزارية مثلما حصل مع فائزة الكافي وسميرة خياش، اللتين شغلتا على التوالي، منصب وزيرة المرأة، ومنصب وزيرة التجهيز.  
(المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2010)

الانتخابات البلدية مركزية التجمع تتسلم اليوم قائمات مرشحيها….وصعوبات المعارضة تتواصل


تونس ـ الصباح في الوقت الذي مازالت فيه أحزاب المعارضة تبحث عن مرشحين لها للانتخابات البلدية،بدا التجمع الدستوري الديمقراطي مراحل تحديد قائماته التي ستتواجد في كل الدوائر الانتخابية الـ264. وبعد أن قدمت الشعب ترشحات منخرطيها قبل يوم 10 مارس إلى الجامعة التي أحالتها على لجان التنسيق في كل الولايات، ستكون هذه الأخيرة مطالبة اليوم 20 مارس – كآخر أجل- بتقديم قائمة المترشحين إلى الإدارة المركزية للتجمع التي ستحيل الملفات إلى الديوان السياسي الذي ستكون له الكلمة الأخيرة في اختيار مرشحي التجمع لانتخاب ثلثي المرشحين في حين سيكون اختيار الثلث المتبقي بالتعيين. وسيعين الديوان السياسي المشرفين على الانتخابات من بين أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء مجلس النواب والإطارات التجمعية غير المنتمين إلى الجهة المعنية. بعدها تتولى لجنة التنسيق بعد التشاور مع الإدارة المركزية للتجمع إعداد قائمة المترشحين النهائية على أساس الدوائر البلدية إن وجدت، أو على أساس العمادات مع الأخذ بعين الاعتبار عدد السكان في كل دائرة أو عمادة. وبالنسبة إلى لبلديات التي تضم أكثر من معتمدية وليست بها دوائر يتعين الأخذ بعين الاعتبار التوازن بين المعتمديات. ومن المقرر أن ينظم التجمع الدستوري الديمقراطي انتخابات أولية في يوم واحد بالنسبة لكل ولاية من 30 مارس إلى 1أفريل 2010 يشارك فيها المنخرطون لسنتي 2008 و2009 على الأقل والحاملين لبطاقة ناخب بالبلدية المعنية ويعتمد في ذلك على قائمة المنخرطين المؤشرة من طرف لجنة التنسيق. وستكون طريقة الاقتراع بالنسبة للانتخابات الأولية للتجمع بالنسبة للبلديات مختلفة حسب وجود دائرة بلدية من عدمه.فبالنسبة للبلديات التي بها دوائر يتولى الناخبون اختيار ممثلهم من بين المترشحين على مستوى الدائرة دون غيرهم. أما بالنسبة إلى لبلديات التي ليس لها دوائر فتتم عملية الانتخاب على أساس اختيار ممثلين عن كل عمادة طبق التوزيع المدرج ببطاقة الانتخاب. وتتم عملية فرز الأصوات بحضور المترشحين. وتعتبر لاغية كل بطاقة انتخاب تحتوي على عدد أقل أو أكثر من العدد المطلوب طبقا للتصنيف الموجود على بطاقة الانتخاب مع اعتبار النسبة المخصصة للمرأة والتي لا تقل عن 30 بالمائة. و يسلّم المشرف محضر نتائج في نظيرين إلى لجنة التنسيق التي تتولى مباشرة مدّ الإدارة المركزية بنسخة من المحضر. صعوبات للمعارضة هذه الصعوبة التي وجدها التجمع الدستوري الديمقراطي في الاختيار بين كوادره وإطاراته ومناضليه،قابلتها صعوبة مغايرة لدى أحزاب المعارضة التي عجزت إلى حد الآن عن إيجاد مرشحين. حيث لن يكون أفضل أحزاب المعارضة ممثلا سوى في 80 دائرة انتخابية على الأقصى من بين 264 دائرة بلدية. وتدخل أحزاب المعارضة الانتخابات البلدية مدفوعة بتعديلات شملت المجلة الانتخابية بهدف تعزيز حضورها داخل المجالس البلدية والجهوية. وذلك بعد النزول بالسقف المحدد لعدد المقاعد بالنسبة للقائمة الواحدة بكيفية لا تسمح لأية قائمة بأن تتحصل على أكثر من 75 بالمائة من المقاعد بالمجالس البلدية مهما كان عدد الأصوات المتحصل عليها عوضا عن نسبة 80 بالمائة. يذكر أن باب الترشح لعضوية المجالس البلدية حدد من يوم الأحد 11 أفريل المقبل إلى السبت 17 من نفس الشهر وتقدم تصاريح الترشح إلى مقر الولاية بالنسبة للبلديات التي يوجد بدائرتها مركز الولاية، وإلى مقر المعتمدية مرجع النظر بالنسبة للبلديات الأخرى. أما الحملة الانتخابية فستفتح يوم الأحد 2 ماي 2010 على الساعة صفر وتنتهي يوم الجمعة 7 ماي 2010 عند منتصف الليل. وحددت عدد المواقع البلدية التي سيتم عليها التنافس يوم 9 ماي نحو 4.626 مقعدا. ومن المنتظر أن يترشح لهذه الانتخابات أكثر من 10.500 مرشّح في 264 مجلسا بلديا. سفيان رجب
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس  2010)


الرئيس التونسي يهاجم المشككين بنزاهة الانتخابات البلدية


قرطاج (تونس) (رويترز) – اتهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم السبت معارضين شككوا في جدوى اجراء الانتخابات البلدية في مايو ايار المقبل – بحجة انها ستكون غير نزيهة – بانهم يخشون المنافسة “لقلة ثقتهم” ببرامجهم. ويبدو ان تصريحات بن علي جاءت ردا مباشرا على تهديد الحزب الديمقراطي التقدمي احد ابرز تشكيلات المعارضة بمقاطعة الانتخابات الرئاسية في حال “استمر الانغلاق السياسي في البلاد”. وقال بن علي في خطاب ألقاه بمناسبة عيدي الشباب والاستقلال يوم السبت “اننا نؤكد الاهمية التي نوليها لهذه المحطة السياسية (الانتخابات البلدية) باعتبارها ترسيخا متجددا للديمقراطية المحلية وفرصة لتكريس المواطنة والتنافس النزيه بين مختلف قوائم المترشحين.” واضاف “أما أولئك الذين بادروا بالقاء الاتهامات المجانية للعملية الانتخابية حتى قبل أن تبدأ وشرعوا في الحديث من الان عن تزوير خيالي يتحصنون وراءه فنقول لهم ان صناديق الاقتراع هي الفيصل بين القائمات المترشحة بمختلف ألوانها وانتماءاتها في عهد ال على نفسه أن يكرس كل التراتيب القانونية والممارسات الاخلاقية التي تكسب العملية الانتخابية نزاهتها ومصداقيتها.” ومضى يقول “لكن أولئك الذين احترفوا التشكيك والقاء الاتهامات الجزاف في مثل هذه المناسبات هم الذين يخافون دائما المواجهة الشريفة والشجاعة للمنافسات الانتخابية لقلة الثقة بأنفسهم وببرامجهم وعزوف الشعب عنهم”. وكانت مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي قالت في وقت سابق هذا الشهر ان حزبها يطالب الحكومة بأن تفسح الحد الادنى امام المواطن حتى يطلع على برامج المعارضة دون خوف وان توفر مناخا ينبذ الخوف وان يتم تحرير الاعلام من القيود لينقل الاختلاف وان توقف غلق المقرات العمومية امام اجتماعات الاحزاب المعارضة. وقالت انه في حال عدم توفر هذه الشروط فانها حزبها سيعلن المقاطعة ولن يشارك في انتخابات يكون فيها “ديكورا”. وتجري الانتخابات البلدية المقبلة في التاسع من مايو ايار. وسيفتح باب الترشح لعضوية 264 مجلسا بلديا. ويسيطر انصار حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم على اغلب مقاعد المجالس البلدية. ويمنح الدستور التونسي 25 بالمئة من مقاعد المجالس البلدية للمعارضة لكن الحزب الديمقراطي التقدمي شكك أصلا في جدوى اجراء الانتخابات لانها حسب رأيه مسؤوليه لا تكرس الا هيمنة حزب واحد على المشهد السياسي في البلاد. وكان الرئيس بن علي فاز في انتخابات رئاسية أجريت نهاية العام بنسبة 89.62 بالمئة في انتخابات وصفتها المعارضة الراديكالية بأنها غير نزيهة. وتعهد الرئيس التونسي “بترسيخ حرية الرأي والتعبير والارتقاء بقطاع الاعلام بمختلف أصنافه المكتوبة والمسموعة والمرئية سوءا بدعم المهن الصحافية وتحسين أوضاع الصحافيين أو بتيسير عملهم ومساعدتهم على أداء مهامهم في أفضل الظروف الممكنة.” وتواجه تونس انتقادات من منظمات تعنى بحرية التعبير بتكميم حرية الصحافة وملاحقة الصحفيين المستقلين. لكن بن علي قال ان تونس ليس بها محظورات ولا ممنوعات في ما يتناوله الاعلام من قضايا وما يطرحه من ملفات “فاننا ندعو بالمناسبة الى احترام قيمنا وخصوصياتنا وعدم الاساءة الى قواسمنا الاخلاقية والاجتماعية المشتركة والامتناع عن تجريح الاشخاص والقدح في أعراضهم.” من طارق عمارة  
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 مارس 2010)  


بيان المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن http://www.cprtunisie.net/ 

الاستقلال: مهمة وطنية للانجاز

 


تحتفل الطغمة الحاكمة باستقلال يتجاهله عامة الشعب لعدم تصديقه بوجود أبسط مقوماته وهي على الصعيد الخارجي استقلالية القرار الوطني و الإنحياز لقضايا الأمة العربية وعلى الصعيد الداخلي توفّر شروط المواطنة وركائزها الممارسة الفعلية لكل الحقوق والحريات الفردية والجماعية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فكل التونسيين يعلمون أن النظام الاستبدادي يعيش بفضل تبعيته المطلقة للأنظمة الغربية  وأنه لم يعد يبحث عن أي شرعية داخلية حقيقية وكل همه اكتساب شرعية خارجية عبر العمالة والقمع بالوكالة والانخراط الذليل في ما سمي بالحرب على لإرهاب، وثمن هذه التبعية سهولة القروض لممثلين غير شرعيين  يعلم المقرضون  في أي فساد يتخبطون وأين سيذهب جزء من قروض لا تلزمنا وليس لأطفالنا أي واجب في سدادها. أما على صعيد تحقيق الشرط الثاني للاستقلال أي  المواطنة الفعلية فالكل يعرف ما آلت إليه الحقوق الفردية والحريات الجماعية في بلادنا منذ انتصاب الدكتاتورية البوليسية وتحالفها مع عصابات الحق العام و كلنا نقيس تسارع التدهور في هذا المجال وذلك  بعد أكثر من نصف قرن من التحرّر الوطني المزعوم .     فمنذ انتهاء المهزلة الانتخابية الأخيرة وتونس تعيش وضعا استثنائيا بكل المقاييس  حيث رمى النظام  في الأشهر الأخيرة بالقناع  الديمقراطي الذي طالما تمسّك به مستعملا الأساليب الإجرامية  في التعامل مع من بقي ناشطا من المجتمع المدني ومنجرفا أكثر فأكثر  نحو مزيد من العنف والتطرف .   مثل هذا الوضع البالغ الخطورة  مؤدّ ي إلى تعميق التبعية والسلطة لا منقذ لها من ورطتها غير أصدقائها في الخارج ومِؤدّ ي  إن تواصل إلى موت السياسة  وموت المؤسسات وموت المجتمع المدني وضرب معنويات لشعبنا في ظلّ تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية  المغطى  عليها تحت الغطاء السميك للقمع واستقراره الكاذب.     ثمة اليوم سؤال لا يمكن لأي تونسي وتونسية تفادي الردّ عليه : كيف ننهي هذا العهد المشين الذي يعمل من اقترفوه على تواصله حتى بعد موت الدكتاتور وكيف نتمم ما ناضل من أجله الآباء والأجداد واستشهد في سبيله فرحات حشاد وصالح يوسف وقبلهم أبطال 9 أبريل،  أي كيف نحقق الاستقلال الحقيقي  بما يعنيه من سيادة فعلية للشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة وعودة الشرعية للدولة عبر علوية القانون وعودة الكرامة للمواطن عبر ممارسته  دون خوف لكل حرياته وتمتعه بكل حقوقه .   إن المؤتمر من اجل الجمهورية الذي اعتبر من البداية المقاومة المدنية  الخيار الوحيد لتحقيق هذا الاستقلال المنشود  ، يدعو كل التونسيين من داخل الدولة المصادرة ومن خارجها ، ومن داخل المجتمع المدني ومن خارجه ، ومن التنظيمات الحزبية ومن خارجها   إلى استعادة معنوياتهم ورفع التحدي الذي رمته في وجههم عصابات سيتضح يوما كم كانت هشة والعودة إلى الحوار الشامل بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية حول البديل الديمقراطي و ضبط طرق تحقيقه على أنقاض  نظام يجب أن يرحل حيث  لا حرية ولا كرامة ولا تقدم في ظلّه.   عن المؤتمر د منصف المرزوقي


المبادرة السياسية لتوحيد المعارضة بين المستحيل و الممكن

 


I.في مظاهر عجز المعارضة لم يعد خافيا على احد حالة الوهن التي تعيشها المعارضة بفعل عوامل ذاتية و موضوعية و من مفارقات السياسي وجود قوى معارضة تعمل على البقاء على ضعفها و عجزها رغم الفرص المتاحة التي عرضت و تعرض عليها بين حين و آخر و آخرها مبادرة شخصيات مستقلة لتوحيد المعارضة حول الانتخابات البلدية في تمشي يسمح لها بأن تكون قوة فاعلة في أفق 2014 … إن هذا الموقف السلبي التي اتخذته بعض الأحزاب التي تدعي الاستقلالية عن نظام الحكم لا يخرج عن المضامين السياسية التالية: -مواصلة هذه الأحزاب السير على نفس النهج في الارتهان إلى المربّع الضيّق الذي أتاحته لها السلطة خدمة لمصالح حزبية ضيّقة. -مواصلتها إجهاض كل تحرك سياسي يهدف إلى إنتاج/تشكيل القوة القادرة على تحمـّـل مسؤولية التغيير السياسي. -مواصلة تجاهلها لمصالح شعبنا في التغيير السياسي من أجل خلق وضع جديد يفتح الأمل على مصراعيه لإعادة إنتاج نظام سياسي جديد ديمقراطي تعددي يقوم على الحق لا على القوة. كل هذه النتائج المترتبة عن هذا الموقف السياسي الانعزالي لهذه الأطياف السياسية تتماهى تماما مع انتظارات السلطة الحاكمة في إبقاء موازين  القوى لصالحها و المحافظة على “وضع ما قبل سياسي” استنفرت السلطة من اجله كل إمكانياتها الأمنية و الثقافية و الاقتصادية و التربوية و تبعا لذلك فإنّ سلوك هذه الأحزاب يخدم مباشرة مصالح السلطة بدون أدنى ثمن تدفعه في وقت بدت في قوى سياسية و شبابية متعطشة إلى بناء القوة التي تسمح بإحداث انتقال بالبلاد من وضع الاستبداد إلى وضع سياسي جديد في أفق 2014. فماهي الخيارات المتبقية من أجل بناء الجبهة؟ II.في ضرورة الحسم السياسي ان كل المراحل التاريخية علمتنا أن الانتهازية السياسية و حتى داخل التنظيمات السياسية الأكثر راديكالية مكوّن من مكوّنات المشهد السياسي في أيّ مجتمع من المجتمعات فهي اذن أمر واقع يجب معرفة كيف يمكن التعامل معه؟ إن قوى الجذب إلى الخلف لا يمثل نادرة في التاريخ السياسي و لا طلاسم لا يمكن فك رموزها… بل ان تمثلها و تحديدها بشكل دقيق هو مفتاح التقدم لبناء الجبهة القادرة على تحمل مسؤولية التغيير السياسي… إن القوى المؤمنة بالتغيير عليها أن تتيقن بشكل نهائي ان هذا الطيف من المعارضات لا يستجيب للحد الأدنى المطلوب للفعل السياسي وهي تبعا لذلك لا تملك استراتيجيات للوصول إلى السلطة مما يجعلها غير قادرة على الانخراط في هيئات تطرح على نفسها مهام نضالية في اتجاه التغيير السياسي الجدي و السلمي فتتحدد تبعا لذلك كقوى جذب إلى الوراء و كأحزاب بيروقراطية: ·تتمعش من علاقتها بالسلطة و من الوضع القائم و إن كانت في بعض الأحيان ترفع الشعارات الثورية إمعانا في التمويه و المـغالطة و ذرّ الرماد على العيون و مخاتلة النخب. ·تنكرها لمبادئها الثورية التقدمية و لتطلعات الجماهير في التغيير السياسي القادر وحده على إنتاج نظام سياسي جديد يلبي طموحات شعبنا في الحرية و الكرامة و العدل. ·لا تحضر في مجال النضال السياسي الميداني إلا لماما لتلميع صورتها لدى السلطة الحاكمة أو للتشويش على المناضلين و التعتيم على الأحزاب و الشخصيات المناضلة. كل هذه المعطيات تجعل إمكانية الحسم مع هذه الظواهر السياسية أمرا ضروريا و مستعجلا: على هذا الأساس فإنّ المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق القوى السياسية المؤمنة بالتوحّد ان تجعل من المبادئ التالية عنوانا لفعلها السياسي: – احتساب عامل الوقت / الزمن أمر ضروريا لتكون حاضرة في أفق 2014. -الانتقال إلى حالة التعبئة العامة في مختلف فضاءات  و ميادين الفعل السياسي تكريسا لنضالية المبادرة. -استعمال كل وسائل الإعلام المتاحة في اتجاه خلق رأي عام واسع متعاطف و مساند. إنّ هذه الإستراتيجية النضالية النابعة من مصلحة شعبنا في التغيير السياسي هي الكفيلة بإمكانية تعبئة القوى الناهضة الشبابية النقابية و النخب في اتجاه إحداث اختراق لعمل جبهوي يعيد إلى شعبنا الأمل في التغيير السياسي المنشود. فما الذي يميـّـز هذه المبادرة عن سابقاتها؟ III.في راهنية المبادرة التوحيدية المطروحة إنّ هذه المبادرة التوحيدية تتميّز عن سابقاتها بجملة مـن الخصال فهي إذ تأتي في ظرف تاريخي عـلى غاية من الحساسية بالنسبة للســـلطة و للمعارضة على حدّ السواء فإنها تطلق بالثلاث الأيديولوجي و تضعه في سلة المهملات من اجل التوحّد حول شعارات سياسية دقيقة مما يؤكد انّ اختيار المضامين الأكثر حساسية عند شعبنا هو الذي سيعطي الزخم الجماهيري لهذه المبادرة و يغذيها. إنّ الوعي الدقيق بأن 2014 هي سنة التغيير في أعلى هرم السلطة يتطلب من المعارضة المؤمنة بضرورة التغيير السياسي افتكاك زمام المبادرة من اجل التحدد كلاعب رئيسي قادر على فرض مطالبه في التغيير السياسي على الطاولة، و لا يتحقق ذلك إلا ببناء القوّة التي يمرّ حتما عبر بناء الجبهة الوطنية الديمقراطية كخيار وحيد و ممكن في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة خاصة إذا وعينا بأن أطيافا من النخب و الشباب متعطشة اليوم إلى فعل سياسي هادف يكون لها أملا في خلق واقع اجتماعي و اقتصادي و سياسي جديد يمكنها من الانتقال من حالة الضياع و التهميش إلى حالة الفعل و المبادرة حتى تفتح لنفسها طريق العيش الكريم في ظل مجتمع الحرية و العدل بعيدا عن الأساليب الأمنية في إدارة شؤون البلاد و حكم العباد و ما رافقها من استغلال للنفوذ و محسوبية لفرض واقع غير متوازن و مختل اجتماعيا و سياسيا افرز عدّة هزّات اجتماعية حادة مثلما حدث بالحوض المنجمي بفعل التوزيع الغير عادل للثروة بين الفئات و الجهات، كما أنّ ميزة المبادرة المطروحة تأتي في ظرف يعجز فيه الخطاب الرسمي على إقناع الجماهير العريضة فالتجأت مرّة أخرى للخيارات الأمنية المرتجلة مما ولد رأيا عاما مناهضا للسلوك الأمني سوى في الداخل أو الخارج. و لكن هذا الرأي العام لا يمكن أن يكون مؤثرا و فاعلا إلا إذا اسند بفعل سياسي ذي زخم جماهيري قادر على التأثير في الواقع. إنّ هذه الأهداف لا تتحقق إلا ببناء القوة التنظيمية ضمن جبهة موحّدة تراكم من القوة ما يجعلها قادرة على خلق توازنات جديدة تجبر النظام على التفاوض الجدي حول المطالب الديمقراطية و الاجتماعية و السياسية الذي تطالب بها المعارضة منذ سنين. إنّ الراهن السياسي للفعل التوحيدي يروم التخلص من الأشكال المحنطة للتمشيات السياسية ليعطي مرونة أكثر لكل مناضل مهما كان موقعه في الفعل المناضل المبني على الروح المبدعة و الخلاقة لتبليغ الرسالة في اتجاه التغيير الديمقراطي المنشود. فهل اتعظت باقي المعارضات من أخطاء الماضي و انخرطت بإيجابية في بناء الجبهة السياسية الموحّدة التي لا تزيدها إلا قوة ؟؟ عطية عثموني مناضل سياسي و حقوقي و نقابي بسيدي بوزيد


من شب على شيء شاب عليه


ضبطت مجموعة من التجمعيين عمدة حمام سوسة المدينة المدعو ” أحمد مرجان ” مزورا عددا هائلا من بطاقات الإنخراطات في التجمع الدستوري الديمقراطي التي سيقع اعتمادها في الانتخابات الداخلية التي ستجري قريبا لاختيار ثلثي قائمة التجمع للمجلس البلدي بحمام سوسة ، حيث عمد هذا الأخير إلى تحضير بطاقات بأسماء مجهولة و غير قاطنة بالمدينة و لا تنتمي للتجمع من ناحية و من ناحية أخرى ، جهز عددا آخر من البطاقات بأسماء عدد كبير من الأموات . و بسؤاله عن دواعي ذلك ، أكد العمدة أنه لا يتحمل المسؤولية في ذلك باعتباره تلقى الأوامر من المدعو ” وليد المهيري ” عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي . و في تقديرنا فإن هذه الحادثة لا يمكن البتة اعتبارها فريدة أو معزولة فمع اقتراب موعد الانتخابات تصاعدت حمتها في المدينة بشكل غير مسبوق حيث اشتد الصراع و تنامى بين شقي التجمع بالجهة ( صراع مصالح و نفوذ ) هذا الصراع الذي أصبح موضوعه مصدرا للتهكم و التندر و النكتة السياسية كما ساهم هذا التجاذب و الصراع و لا يزال في كشف المغمور و المستور من خروقات السلطة و تعرية العديد من التجاوزات التي قام بها المجلس البلدي المنتهية مدته و بخاصة أحد مستشاريه و الذي يعد إطارا وطنيا في التجمع و الذي كثر الحديث عن معاملاته المادية المشبوهة و تلقيه العديد من الرشاوي ، كل ذلك تسمع و تراقب و لا تحرك ساكنا و هو ما يجعلنا نقف على أمرين على غاية من الأهمية . _ إن التزوير بات سلوكا عاديا انطبع به التجمعيون جميعا حتى أصبح منهجا معتمدا في كل المناسبات الداخلية و الخارجية لتصفية الخصوم ، و من شب على شيء شاب عليه _ إن استشراء الفساد المالي و الإداري بالمجلس البلدي بحمام سوسة و غيره من المجالس بات حقيقة دامغة و أمرا واقعا لا يمكن لإي كان أن يتجاهله و لا مجال اليوم للتفاعل معه بسياسة غض الطرف رامي جغام حمام سوسة  


برقية اضراب من عمال مؤسسة الجليز الحديث بقليبية

 


الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل نابــــــل رسم تحت عدد : 16/10 نابل في 18/03/2010 من الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بنابل إلى السيد : مدير شركة الجليز الحديث بقليبية طريق تونس – قليبية – 8090 الموضوع : تنبيه بإضراب. نظرا لما أل إليه الوضع الاجتماعي داخل مؤسسة “الجليز الحديث بقليبية” المتمثل في عدم التزام صاحب المؤسسة المذكورة بتطبيق محاضر الجلسات المتفق عليها بقسم تفقدية الشغل والمصالحة والمتضمنة المطالب المهنية التالية : 1) التأخير في صرف الأجور. 2) الزيادات في الأجور. 3) منحة الإنتاج. 4) منحة الراحة السنوية. 5) زي الشغل. ولهاته الأسباب، فإن عمال مؤسسة الجليز الحديث بقليبية سيدخلون في إضراب إنذاري لكامل يومية 31 مارس و01 أفريل 2010 بمقر عملهم في صورة عدم تلبية مطالبهم المذكورة. نسخة للإعلام وجهت إلى السادة : عن الكاتب العام – والي نابل. الكاتب العام المساعد – معتمد قليبية. مختار الكبير – المتفقد الجهوي للشغل والمصالحة بنابل. – المتفقد العام للشغل. – الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل. – الأمين العام المساعد المسؤول عن القطاع الخاص. – الجامعة العامة للبناء والأخشاب — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل بوزيان: اعتصام احتجاجي بمقر الإدارة الجهوية للتربية

 


بمتابعة من النقابة العامة للتعليم الثانوي، دخل أعضاء النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل بوزيان و أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد في اعتصام بالإدارة الجهوية للتربية بسيدي بوزيد اليوم 19 مارس 2010 بداية من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية منتصف النهار احتجاجا على محاولة الإدارة الضغط على النقابيين بالطرق القانونية و غير القانونية لفك الإضراب الإداري الذي يخوضونه دفاعا عن كرامة المربي و حرمة المؤسسة بمؤسسات التعليم الثانوي و الإعدادي بمنزل بوزيان على خلفية عدم تحقيق مطالبهم التي تتعلق بضرورة تحصين المدرسة الإعدادية بهنشبر القلال بسور يقيها تطفل المتطفلين و أذى الدخلاء. و قد التحق مجموعة من النقابيين الأحرار من سيدي بوزيد و سوق الجديد و هنشير القلال بالاعتصام معلنين تضامهم المطلق مع الحركة الاحتجاجية ممّا أربك الإدارة الجهوية للتربية لتعلن عقد جلسة تفاوضية يوم الاثنين 22 مارس 2010. عاشت نضالات القطاع الأستاذي عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل بوزيان — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


شهادات من رحلات المنفى الحلقة 8 قصة فاخر بن محمد


الطاهر العبيدي taharlabidi@free.fr أيها العابرون في المنطقة المنزوعة الأحاديث والهمسات..هنا نقطة العبور.. أيها المارّون الغرباء..هنا نقطة تأميم الجراح.. أيها المسافرون في رائحة شوا الكلمات هنا نقطة التماس.. أيها الراحلون دون وداع دون متاع هنا نقطة الفراق.. أيها المهاجرون بلا وثائق ولا تصاريح هنا نقطة تفتيش..     أيها العاشقون لوطن تخبئونه في كل جفن حرف تكتبون، وفي كل نقطة حبر على الأوراق تسكبون، هنا بداية التيه والترحال.. أيها الصامتون الساكتون عن تدوين محنة خذلها الحبر وتغاضت عنها الأوراق..هنا نقاط استفهام؟؟؟ أيها المتأملون بوعيهم في وطني هنا نقطة الفصل بين ما فات وبين ما هو آت، حيث الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل .. أيها الشاهدون هنا ” ابن طفيل ” يختصر وجه زمن المحنة والمأساة ” يا باكيا فرقة الأحباب عن شطط     هلاّ بكيت فراق الروح للبدن ” أيها القارئون المتابعون للحلقات هنا ” فاخر بن محمد ” يرسم لنا ملامح ثلاثية الرحيل والمنفى والوطن، كما تركناه في المشهد الأخير مستلقيا على الأرض في وضع تخفّ، يراقب ومن معه تلك الأضواء المنتشرة فوق رؤوسهم في الفضاء، حيث يقول: كانت لحظات طويلة يعصّبها التعب والحذر والخوف، والأضواء الكاشفة تحوم فوق رؤوسنا وتتماوج في الفضاء، تخبو أحيانا ثم تعود للظهور، ونحن مدفونين بين الأشجار والأعشاب.. اقتربت زحفا من المهرّب علني أجد عنده بعض جواب، فكان هو الآخر يتمايل بين الشك واليقين..كنت بدوري منتشرا بين الاحتمالات والظنون أمام هذه الأضواء، التي يرافقها أزيز حادّ شبيها بمحرّكات الطائرات. بقينا على هذا الحال حوالي نصف ساعة نبتكر مخارج ونستنبط حلولا ونحن على بطوننا منبطحون، لتختفي هذه الأضواء وينقشع الصداع، ويعود الهدوء، ويعانقنا ربع اطمئنان..نهضنا من أماكننا، ونهضت من موقعي مردّدا لن تشعر بروعة وجودك في قمم الجبال ما لم تكن في أسفل الوديان…واصلنا سفرتنا المضنية، نتلمس الطريق بين الممّرات الوعرة والثنايا المتقاطعة، والروابي المتناطحة، والحفر المنخفضة، والأعشاب المتلاحمة، والصخور المتحاكية.. قضينا حوالي ساعة ونحن على هذه الحال، نسرع الخطى حينا، ونتريّث أحيانا أخرى، ننكمش في بعض المنحدرات، ونحبوا على مرافقنا  في بعض المرتفعات، ونثنى في بعض المنزلقات، ونتعثر في بعض الجذوع والأخشاب..إلى حين طلب منا المهرّب أن نتوقف عن المسير لأخذ قسط من الراحة، معلنا أننا قد اجتزنا الحدود، وأننا الآن في التراب الجزائري، وأن تونس باتت وراءنا، قالها بطريقة عادية يابسة، دون أن يكون للخبر لون المرارة في فمه، ربما لأن ذلك يعتبر جزء من مهمته، فهو سيعود بعد أسبوع أو بضع أيام، لم يكن يدرك أنه بالنسبة لي أعلن عن فاجعة، لحظتها شعرت أن الزمن تعطل، وشعرت بغصّة في حلقي كغليان الحمم تتوزع في الكيان وتنتشر في الوجدان، وأحسست بعبرات تلقائية تتدحرج متلاصقة متتابعة متراصفة متزاحمة متتالية تتراقص على الوجنتين وعلى الخدود، لأصل إلى قناعة أن العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً.. التفت إلى الوراء أركب صهوة التمني، في اتجاه وطن يسافر في نبض دمي، أتأمل وطن تحجبني عنه حدود ومسافات، وتحول بيني وبينه تفاصيل وعذابات. التفت في اتجاه ملامح طريق يربطني بذاك الوطن، لتنتصب أمامي المشاهد مترنحة، تحيلني إلى حيث دروس الابتدائية وطرائف الطفولة، وشيوخ القرية وهم متحلقون حول لعبة حربية في شكل رقعة محفورة على الأرض، يرسمون خططا قتالية عساكرها من نوى التمر والأحجار الصغيرة.. إلى هناك حيث الأسواق الشعبية التي تختلط فيها رانحة الحنّاء بروائح الشواء والبيض والدجاج، وضجيج العربات المجرورة وزقزقة الماء الذي يرش به الفواكه والخضار، التي تمتصّ المياه كما تمتصّ الأرض عصير الأمطار..إلى ذاك الوطن، إلى هناك حيث يصبح قدوم ساعي البريد حدثا يوميا يثير فضول الشيوخ والأطفال، ويخلق جوا من الطرافة والمزاح والتعليقات.. إلى هناك حيث المراعي تحتضن الخراف، وهي تقفز طربا على أنغام شبابة الرعاة، بين تمايل الأغصان وتموجات الأعشاب، ورقصات خصلات السنابل على إيقاع دغدغة نسائم الربيع..إلى هناك، حيث ثغاء الخرفان ونطاح الكباش في عيد الأضحى، الذي له طعم آخر ومذاق آخر..إلى ذاك الوطن، حيث لحظات الغروب حين يمتزج فيها الشوق بالترقب بالفرحة بالانتظار، عند انطلاق مدفع رمضان، وصوت الآذان لإعلان موعد الإفطار… كانت ذاكرتي تتنقل بين هنا وهناك، لأحط الرحال بين أسوار الجامعة، مستعيدا تلك الأيام الخوالي حين كانت الجامعة مفتوحة لاحتضان سنفونيات ” أولاد المناجم “، ” وفرقة العاشقين “، ” والحمائم البيض “، “وعشاق الوطن “، ” وجلال القارسي “، ” ومحمد بحر “، وتسجيلات ” أصحاب الكلمة “، وغيرهم وهم يغنون لقرى تولد بلا رحيق، ومدن يغطيها رذاذ الأحزان، ومناطق يعصّبها الغبار، في أرياف منزوعة الربيع، تبحث عن يوم لا يأتي وعن صبح شريد… فبعيدا عن زمانك يا وطني ليس للزمان قيمة… رجعت من مناجاتي، لأتأمل تلك المرأة وهي جالسة تحت شجر الصفصاف، وأبنائها حولها وعيونهم مسكونة بمسحات من الألم الذي اغتال فيهم مرح الطفولة وفوضوية الصغار، وهي الأخرى تتصارع مع التعب والنعاس، وتئن دون أنين، وللمرأة في وطني حكايات أخرى، وعناوين بارزة في ” ملحمة الموت والميلاد في شعبي”، نسجتها في بلدي أمهات وزوجات وأخوات مساجين ومعتقلين ومنفيين وشهداء، ليسجلن صفحات مكتوبة بأقلام من الصبر، وتواريخ منقوشة بالوجع والتحدّي، فما أروعك يا سيدتي، وما أروع انحيازك لثنائية الحرية والوطن دون منّ ودون أضواء، وما أبخس فعل من صمتوا وتغاضوا عن فعلك وعطائك للذاكرة الوطنية.. فالعقل الواعي يا سيدتي على حد قول “أرسطو” هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها.. انتبهت من غفوتي على صوت المهرّب وهو يخبرنا أننا بعد قليل سننزل ضيوفا عند إحدى العائلات الجزائرية، كنا نمشي والكل فينا يسبح في بركة من الغليان الداخلي، وأظن أن المهرّب كان مهموما أكثر بإنجاح الرحلة لتأمين رزقه وحماية جلده، لأنه لو قبض علينا ووقع تسليمنا إلى تونس، فسوف يجعلون من جسده منجما لاستخراج كل ما يحتويه من أسماء حقيقية وخيالية، فقد ظهرت على ملامحه طيلة الرحلة مسحات الإشفاق على الأطفال، وأظن أن المبلغ الذي تسلمه مقابل تهريبنا، لم يجعله سعيدا أمام حالة الحزن التي ترافقنا، فقد وجدته إنسانا قبل أن يكون قرصانا، فقد ظهرت منه مواقف الود والتأثر والمساعدة أحيانا في حمل بعض الأطفال…وصلنا إلى العائلة الجزائرية المقيمة في إحدى البيوت الريفية المتناثرة على أحدى القمم، استقبلنا المضيّف والذي اعتقدت للوهلة الأولى أنه شريكا لمهرّبنا، وتمّت عملية التبادل، وأصبحنا على ذمّة المهرب الجزائري، وهو كهل ينحني على الشيخوخة، أب لعائلة وفيرة العدد، استقبلنا من طرفهم جميعا بترحاب، ولم يكترث لقدمي الحافيتين دون حذاء، بل لم يثر فيه الموقف أي فضول أو سؤال أو استغراب، وأظنه متعودا على ضيوف عابرين عبثت بهم الرحلة، وربما منهم من تمزقت قمصانهم، أو من جرحت سراويلهم جراحا عميقة..استرحنا في ذاك البيت لنزيل بعض تعب 8 ساعات مشيا على الأقدام..كانت الجزائر في تلك الفترة تواجه نوعا من الارتباك سياسي، والوضع يميل إلى غياب الرؤيا بعد الانقلاب على الانتخابات التشريعية، التي أفرزت انتصار الجبهة الإسلامية للأنقاض، والبلاد في حالة طواري، والناس في وضع ترقب مشوب بالحذر والخوف، والأجواء تسودها أنباء الاعتقالات وبعض الحوادث المتفرقة، والكل ينتظر مستقبلا مفتوحا على الضباب… في الصباح اليوم الموالي أفادنا المهرب الجزائري أن العسكر يسيج الطريق، وعملية إيصالنا إلى مدينة ” عنابة ” تعتبر مغامرة كبيرة، وبالنسبة لي تحديدا شبه مستحيلة، مقترحا إيصال المرأة وأبنائها على أن ترتدي ملابس امرأة جزائرية من لحاف وما تابعه، لأن الجزائريين يحترمون جدا النساء، وعادة لا يتجرؤون على تفتيش الحريم، لأن في ثقافتهم وعرفهم الاجتماعي، تفتيش النساء يساوي الاعتداء على الشرف.. تمّت عملية تهريب المرأة إلى مدينة “عنابة ” دون أي إشكال، ليعود مضيفي محاولا رسم خططا  لتسفيري من هناك، وبعد مضي أربع أيام من المحاولات المتكررة، بما فيها استكشاف الطريق، ورصد الحراسة الأمنية في المفترقات، والدوريات الحدودية المتجولة، جاءني يائسا ليعلمني أن الطريق معسكرة، وإمكانية سفري لقطع هذه المسافة غير مضمونة تماما، نظرا للمراقبة الأمنية المشددة، مضيفا أنه من السهل عليّ أن أعيدك إلى ” تونس ” بدلا من المخاطرة لاصطحابك إلى الأمام، سمعت لفظة تونس فاستيقظت في براكين الرعب من جديد، وحاولت أن أبحث معه عن طريق ثالث، فلم أجد عنده من حل، سوى إعادتي إلى تونس… البقية في الحلقات القادمة     ملاحظة هامــــــــــــــة هذه الشهادات تنطلق من تحقيقات ميدانية حيث أحداثها وتواريخها وإبطالها حقيقيون، ولكل منهم مغامرات مثيرة مع الترحال والتخفي والسجن..طبعا مع الانتباه والتحفظ على بعض الجزئيات، اتقاء للثأر أو التتبعات ضد الذين ساعدوا أو تعاونوا في تهريب هؤلاء.. حاولت أن لا أجعل من هذا العمل شهادات سردية جافة، بل حرصت وأنا أسجّل هذه القصص أن انتبه والتقط وأتعايش مع مشاعر وأحاسيس الرواة في كل ثناياها وتشعباتها، مستخدما بعض تقنيات العمل الصحفي والأدبي، قصد التوغل قدر الإمكان فيها وتصويرها واستنطاقها، وترجمة حالات القلق التي أرصدها وأنا أسجل مرويات هذه التغريبة التونسية.  


هل يكفي معرفة الحقوق؟

 


بين الحق وأصحابه مساحة حكمة، والحكمة اتجاه البصيرة نحو المصلحة أو ما يحقق المصلحة. لكم أضاع حقوقا أصحابُها حين أخطأوا الطريق إليها أو حين أبصروا الطريق ولكن أساءوا تقدير المواقيت أو أبصروا الطريق وأحسنوا تقدير المواقيت ولكن أساءوا تقدير نسق السرعة ومنهاج الخطاب…. إن الواقع ليس ما نريد إنما ما نقدر وما تتوفر أسبابه وشروطهُ. أخي صابر ـ أو طه البعزاوي* ـ لا نختلف وما ينبغي أن يكون في عناوين المواطنة والحقوق والعدالة والحريات، ولا نختلف وما ينبغي أن يكون حول ضرورة التكلم في الحق وفي ما يجب أن يكون.  نتفق على أن التلميذة التونسية تقوى الحسني قد تعرضت إلى مظلمة بشعة على يدي مدير معهدها الثانوي بالحرايرية. لقد أدمى جسدها الغضّ ضربا وركلا وأدمى جهازها النفسي سبا وشتما ووعيدا… ذاك اعتداء بالمعنى الإنساني وإيذاء بالمعنى الصحي وظلم بالمعنى الحقوقي وتجاوز بالمعنى القانوني وفوضى بالمعنى المدني ولامسؤولية بمعنى الواجب…. نتفق في كل هذا يا أخي وقد تتفاوت مشاعرنا بمقدار عواطفنا، لقد تألمتُ أيما ألم وأنا أسمع وأقرأ عن تلك الحادثة المؤلمة والمسيئة في آن.. أي قساوة تملكتْ هذا “المدير” حتى امتدت يداه ضربا ورجلاه ركلا في جسد غض لتلميذة هي رمز “المرأة ” مطلقا ورمز التونسية في المكان؟! استجمعتُ عواطف الأبوة وتخيلتني والدها، واستجمعت صرامة المسؤولية وتخيلتني وزيرا، واستجمعتُ عنفوان الشباب وتخيلتني شقيقها… وتناوبتني كل احتمالات ردود الفعل تجاه هذا الصنيع الهمجي … كل الإحتمالات تجمعُ على ضرورة أن يتحمل هذا “المدير” عاقبة تهمجه. ولكن ما هو السبيل لبناء روح العدل والحرية والمواطنة في شخصية هذه التلميذة المصدومة؟ هذا هو السؤال يا صابر: كيف يمكن النأيُ بالواقعة في بعدها الحقوقي الصرف عن كل الماكينات السياسية حتى لا تضيع أوجاعُ البنت في تأويلات السياسة قد يستفيد منها مصدر الأذى؟ . سيكون من الخبط ومن القصور الربطُ بين تصرف هذا “المدير” وبين سياسة الدولة! إن السلطة لم تعد تعادي بناتنا لمجرد غطاء رؤوسهن ومثل هؤلاء موجودات في المؤسسات العمومية والإدارات والشوارع لا يُضايقهن أحدٌ، سيكونُ حبل نجاة لهذا “المدير” لو قدم على أنه مدافع عن موقف السلطة من غطاء الرأس بل قد يكون هو يتمنى ذلك لتعويم مشاكل أخرى. ـ هل المطلوب تسويق “الحادثة” أم رفع المظلمة وتحقيق الحقوق؟ إن الطريق الأمثل في مثل هذه الحادثة هو التوجهُ بكل ثقة واطمئنان وعزم إلى الجهات المختصة ، فالمظلمة شاهدة على نفسها وشهد عليها تلاميذ ومدرسون والسلطة تدرك حجم ما يمكن أن تخلفه مثل هذه التجاوزات في نفوس الناس وما يُمكن أيضا أن يُستنتج حين تمر مثل تلك المظلمة بدون إجراء. أخي صابر: يهمني ألا يقع التشويشُ على حق التلميذة فيضيع، يهمني ألا يصرف أحدٌ أوجاعها في مصارف لا تعرفها هي وليست معنية بها… لذلك قلتُ لك يا أخي إن مثل هذه الواقعة لا تحتاج نداء من خارج “المكان” ولا يليقُ تصريفها خارج مساراتٍ نحن متأكدون من أنها موصلة إلى إنصاف التلميذة التونسية ” تقوى الحسني”. وذا يا أخي موقف لا يتعدى الحادثة تعنيني كمُربّ، ولنا في الحوادث الأخرى خطاب.     بحري العرفاوي تونس/ 18/مارس/2010   * (توضيح: حتى ننزل النص في سياقه فإن الأستاذ بحري العرفاوي قد كتبه  بعد حوار هاتفي بيننا عن الإعتداء على التلميذة تقوى الحسني، وكان رأيه أن الحديث في الإعلام واتخاذ المواقف قد يضيع حق البنت وكان لي رأي آخر، فكان منه هذا النص، وسيكون مني تفاعل إن شاء الله في نص مستقل. طه البعزاوي)


حالة لباس  


حسن بن عثمان من مظاهر اللباس التي تلفت الانتباه عند البعض من جيل الشباب الراهن موضة السروال المنخفضة عن الحزام، أخفض من مستوى الخصر، بما يجعل السروال في حالة هبوط، ويكاد لا يستقرّ على «مقعد» لابسه، من فرط تهلهله وتصرّمه. هي الموضة الجديدة لشبابنا، لكن من المؤكد أن الموضة ليست بريئة، وهي تحمل في طياتها تصورات ودلالات خفية أو مباشرة لمن صاغها وعمل على ترويجها. لقد كان السروال لدى الرجال عنوان رجولة يحافظ عليه بالحزم والحزام مرتفعا إلى حدود الصرّة، أو يُشدّ السروال لدى علية القوم بمشدات على الكتفين قريبا من القفص الصدري، وكان في هبوطه دلالة على الطعن في الرجولة وانتهاك الشرف، وفي اللغة الدارجة ما يفصح عن استيائها وتنديدها بذلك. كذا الشأن في مختلف الألبسة الرسمية ذات التمثيل السيادي، كالجيش مثلا، فإذا عُرض الجنود في شريط سينمائي بسراويل مهلهلة وخوذات وقبعات ليست في مواقعها بشكل سليم، فذلك لتصوير الهزيمة والاندحار. لا أرغب في استنتاجات متسرعة أو إطلاق أحكام أخلاقية، فللسروال ثقافته وتاريخه ومنطقه وطلوعه وهبوطه. إلى عهد قريب كان السروال في مجتمعنا سمة من سمات لباس الذكور فحسب، ثم التحقت الإناث ولبسن السروال، وكادت أن تصيبهن لعنة التشبّه بالرجال، لكن بمرور الوقت صار ارتداء النساء للسروال لا يثير حفيظة ولا انتباه أحد. مع أن لبس السروال في بعض من مجتمعات عربية أخرى يترتب عنه العقاب البدني بالحبس والجلد والغرامة المالية، وما حادثة الصحفية لبنى أحمد حسين في السنة الماضية سوى حادثة من الحوادث الكثيرة التي تتعرض لها المرأة العربية وتثير ردود أفعال محلية وعالمية، تعمل على مزيد تشويه صورة المجتمعات العربية وأنظمتها الذهنية والسياسية والتشريعية والقضائية والأمنية. ألقي القبض على الكاتبة الصحفية مع صديقاتها العشرلابسات سراويل (بنطلونات)، إنها «قضية البنات العشر اللواتي جلدن في ذات اليوم وهي قضية عشرات بل مئات بل آلاف الفتيات اللواتي يجلدن يوميا وشهريا وسنويا (…) بسبب الملابس، ثم يخرجن مطأطئات الرأس لأن المجتمع لا يصدق ولن يصدق أن هذه البنت جلدت في مجرد ملابس.. والنتيجة الحكم بالإعدام الاجتماعي لأسرة الفتاة وصدمة السكري أو الضغط أو السكتة القلبية لوالدها وأمها، والحالة النفسية التي يمكن أن تصاب بها الفتاة، ووصمة العار التي ستلحقها طوال عمرها» حسب الدعوة التي كتبتها لبنى أحمد حسين. لن نستمرّ في تفاصيل وأحداث وأقوال حول السروال، وخصوصا منها الأحكام الدينية التي تتوسّع في هذا الشأن. إنما نسجل خبرين عن السروال وثقافته يتميّزان ببعض الطرافة والجدّة. الأول هو اختراع سروال واق في السعودية من قبل الدكتور طه الخطيب يغطي الجزء السفلي من البطن إلى أسفل الفخذين غير مخيط يمكن أن يرتديه الحاج والمعتمر لمنع الاحتكاك بين الفخذين للحد من التسلخات الناتجة عن المشي لمسافات طويلة، وقد أجيز هذا الاختراع من قبل مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، علما أن النساء في الحج والعمرة بإمكانهم ارتداء لباس مخيط، في حين أن الرجال لا يصح لهم لباس خياطة عند الإحرام. والخبر الثاني عن السروال من تونس التي خيط فيها أكبر سروال جينز في العالم وبه دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، عن عمل فردي، فقد سبق لتونس أن ذكرت في أعمال جماعية قياسية. أقدم سنة 2009 مصمم الأزياء التونسي العربي بوقمحة بتصميم وخياطة سروال طوله 50,10 مترا وعرضه 36 مترا، ويمكّن القماش المستعمل في هذا التصميم من خياطة ما بين 1400 إلى 1500 سروال. ويحتوى السروال على 5 جيوب، اثنان منها خلفية في شكل مربع طول ضلعه 7 أمتار، ويتسع لسبعة أشخاص. بينما تبلغ أضلع الجيوب الأمامية خمسة أمتار طولا ومترين عرضا. كما يختص السروال بأزراره الأربعة، قطر الواحد منها مترا، وبسلسلة الفتحة الأمامية على طول 16 مترا. من الأهداف التي من أجلها صنع السروال هو إدراج اسم تونس، في أول رقم قياسي فردي، ضمن موسوعة غينيس وجلب الانتباه إلى الكفاءات التونسية، خاصة في مجال التصميم والموضة. ثقافة السروال، ثقافة السؤال! يكفي ذكر السروال، لا السؤال، في اللغة حتى تقام حالة طوارئ ثقافية، بلا توسّع! واللغة العربية لا ترحم، مثلها مثل أية لغة حضارية عريقة، إذ العلاقة بين السروال والسؤال علاقة تشاكل جنسي وجناسي وطباقي، تحيل على الفاعلية أو انعدامها. كاتب وروائي تونسي Hassenbenothman59@yahoo.fr (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس 2010)
 


كتاب يرصد تحول المنضمين إلى الحركات الإسلامية  

” الإسلاميون التقدميون.. التفكيك وإعادة التأسيس” كتاب صدر حديثا عن دار رؤية للنشر للكاتب صلاح الدين الجورشى.

 


كتبت هدى زكريا الكتاب الذى يقع فى 342 صفحة ويقول عنه المؤلف إنه تجربة لمجموعة من الشبان كانوا فى يوم من الأيام أعضاء نشيطين ضمن النواة الأولى للحركة الإسلامية التونسية، وبعضهم كانوا من بين مؤسسيها ثم عصفت بهم وبالجماعة حالة فكرية متمردة على ما كان سائدا، ولم تمض سوى فترة وجيزة حتى وجد هؤلاء أنفسهم خارج الرحم المؤسس، ومن تلك الحيرة والأسئلة المقضة للمضاجع، انطلقوا فى مغامرة أكبر من حجمهم وأعلى من قدراتهم بينت الأيام والسنوات والتجارب العديدة أنها كانت ضرورية وحتمية فرضتها أزمة المشروع الإسلامى الحركى الذى بدأ فى ثوبه القديم وكأنه استنفد أغراضه وأصبح فى أشد الحاجة لتجاوز ذاته من داخل ذاته”. وأضاف الكاتب “ما أتمناه أن يساهم هذا الكتاب مع غيره فى تعميق النقاش حول المخاطر التى تهدد ظاهرة الإسلام السياسى، خاصة مع تصاعد المد السلفى الذى يتجه فى مسار معاكس لدعوات التجديد والإصلاح والرافض حتى لمجمل المكاسب التى حققها ما يوصف عادة بالتيار الوسطى للحركة الإسلامية المعاصرة رغم ما قد يبدو من وجود مسافة بين ما طرحه الإسلاميون التقدميون فى تونس وماهو مطروح هنا وهناك وذلك من حيث طبيعة القضايا أو من المنهج والجرأة فى التصدى لقضايا شائكة إلا أن النظر فى تجارب الآخرين وهو قانون قرآنى يحقق الاستفادة ويساعد على مراجعة الذات، ورغم خصوصيات البلدين إلا أن المتأمل فى التجربة المغربية يلاحظ بأنها تتشابه فى العديد من الجوانب مع التجربة التونسية”. الكتاب يحوى بابين وهما “الإسلاميون التقدميون.. تجربة تحت المجهر” و”الانفصال والتنظيم المستقل” الأول يتكون من ثلاثة فصول وهى الإطارالتاريخى لنشأة الحركة الإسلامية ويرصد من خلاله الكاتب جذور الحركة فى تونس ومرجعيتها فى المشرق، والثانى بعنوان “المواجهة الأولى مع سيد قطب” ويناقش أهم الكتابات المعنية برصد التطور الفكرى الذى مهد لقيام تجربة الإسلاميين التقدميين، أما الفصل الثالث “الأيدلوجيا الدينية جدل الواقع والفكر” يتناول كيفية معالجة حركة الإسلاميين التقدميين لبعض القضايا الجدالية مثل الأزمة النقابية والثورة الإيرانية. ويتكون الباب الثانى من 3 فصول أيضا، الأول بعنوان “مقدمة التجربة التنظيمية” والثانى بعنوان “الإسلاميون التقدميون والمسائل السياسية” والثالث بعنوان “الإسلاميون التقدميون يتعرضون للنقد والتهميش”. يذكر أن صلاح الدين الجورشى إعلامى تونسى انتمى فى السبعينات إلى الجماعة الإسلامية وخرج عليها نهاية السبعينات، ليكون أحد مؤسسى تيار اليسار الإسلامى، إضافة إلى انتمائه إلى الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
(المصدر: صحيفة “اليوم السابع”  إلكترونية (يومية – مصر) الصادرة يوم 21 مارس 2010)

 

الأزمة الأميركية – الإسرائيلية إلى أين؟


منير شفيق 2010-03-20 ثمة تأزم تشهده العلاقات الأميركية-الإسرائيلية بعد الإهانة التي وجهتها حكومة نتنياهو لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وكان ذلك من خلال الإعلان عن قرار بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس في أثناء زيارته. في الحقيقة، كان من المفروض أن تندلع الأزمة في بضعة الأشهر الأولى من مهمة جورج ميتشل إذ أفشلها نتنياهو. وفرض تراجعاً مذلاً على إدارة أوباما، أمام إصراره العنيد على عدم وقف الاستيطان لإطلاق المفاوضات المباشرة وفقاً لمشروع ميتشل. علماً أنه تضمّن أيضاً تحقيق خطوات تطبيعية عربية. إن الخضوع المهين لموقف نتنياهو الذي يقضي بإطلاق المفاوضات مع وقف جزئي للاستيطان في الضفة الغربية مع استثناء القدس منه، هو الذي جرّأ على اتخاذ قرار الاستيطان الجديد، وأدّى إلى اندلاع الأزمة الحالية. فما دامت إدارة أوباما قد خضعت لنتنياهو تحت ضغوط اللوبي اليهودي الأميركي، فلماذا لا يكرّر هذا الخضوع بقبول بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في شرقي القدس؟ ولكن هذه المرة لم تسلم الجرّة، وإذ بالأزمة تندلع وبصورة غير معهودة منذ إدارة بيل كلينتون حتى اليوم. لقد اعتبرت إدارة أوباما منذ انطلاقها، وبدعم علني من قبل قيادة الجيش الأميركي، أن إجراء «تسوية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني» مسألة ضرورية جداً، ويجب أن تكون سريعة، لخدمة الأهداف الأميركية. وذلك من خلال مساعدتها لأميركا في الخروج، بشروط أفضل من حربيْ العراق وأفغانستان. ولهذا جِـيء بجورج ميتشل المفاوض المخضرم ليقوم بهذه المهمة. وهو الذي أنجز حلاً للأزمة الإيرلندية المستعصية. على أن حكومة نتنياهو لم تعبأ بهذه الرغبة الأميركية التي تعبّر عن مصلحة عليا يريدها الجيش قبل غيره. وقد أكدها كل من الجنرال مولين رئيس الأركان والجنرال باتريوس قائد المنطقة الوسطى إضافة إلى تأكيدات من أوباما وإدارته. بل راحت تضغط على أوباما من خلال اللوبي اليهودي الأميركي الذي راح يساومه على مشروعه للتأمين الصحي مقابل التراجع لمصلحة مشروع نتنياهو. في هذه اللحظة كان على إدارة أوباما أن تؤزّم العلاقة وتحسم أمرها. ولكنها تراجعت وأخذت معها في التراجع الرئيس محمود عباس الذي لوّح بالاستقالة. ثم رضخ من خلال مظلة مجلس وزراء الخارجية في الجامعة العربية للعودة إلى المفاوضات غير المباشرة، وبصورة مذلة لكل من الجامعة العربية (وزير خارجية سوريا وحده تحفظ) وسلطة رام الله. الأمر الذي جرّأ حكومة نتنياهو على إهانة بايدن الذي جاء ليشدّد على ضرورة إنجاح المفاوضات غير المباشرة، وبسرعة. فالقرار من قبل نتنياهو جاء ليردّ على الضغط الأميركي بضرورة الإسراع في إنجاح المفاوضات غير المباشرة. لقد أصبح تحقيق هذا الإنجاز في نظر الإدارة الأميركية مصلحة أميركية عليا بعد مسلسل الفشل الذي مُنِيَت به إدارة أوباما في سنتها الأولى، وبعد قمة دمشق ومؤتمر طهران (قمة الرئيسين السوري والإيراني وانضمام المقاومتين اللبنانية والفلسطينية لها، وامتدادها في المؤتمر الفلسطيني في طهران). جاءت قمة دمشق ومؤتمر طهران ليردّا على التهديدات العسكرية الإسرائيلية وعلى السياسات الأميركية المنحازة للكيان الصهيوني والمنخرطة في صراعات دموية مع عدد من البلدان العربية والإسلامية. وقد أدّى ذلك حين لم يجد رداً في مستواه من جانب الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية إلى مزيد من الضغط على إدارة أوباما لتحقيق إنجاز من خلال إطلاق مفاوضات سريعة وناجحة. الأمر الذي لم تدركه حكومة نتنياهو وتقدّر خطورته بالنسبة إلى المصالح الأميركية فظنت أن الوضع ما زال كما كان في السنة الأولى من عهد أوباما، فأصدرت قرارها الأهوج المتعجّل والمتعجرف ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة. مما وجّه صفعة إحباط لمهمة بايدن. ومن ثم كانت إهانة لا تستطيع إدارة أوباما احتمالها. فأطلقت تعليقات قاسية تستنكر الإهانة وتدين قرار الاستيطان الجديد. ولم يستطع نتنياهو امتصاص الغضب الأميركي حين اعتذر عن عدم مناسبة توقيت الإعلان عن القرار في أثناء زيارة بايدن. هذه الأزمة، بالتأكيد، ليست بسبب الإهانة، وسوء توقيت الإعلان عن القرار فحسب وإنما أيضاً تمثل تعبيراً عن غضب إدارة أوباما. لأن نتنياهو عرقل إطلاق المفاوضات وتحقيق إنجاز ما، في السنة الأولى من عهده في وقت كانت الإدارة الأميركية في أمسّ الحاجة إليهما. وقد زادت حاجتها إليهما الآن بعد مسلسل الفشل الذي مُنِيَت به في غير جبهة ومجال، والأهم بسبب التحدّي الذي أطلقته قمة دمشق وعبّر عنه مؤتمر طهران. ولهذا فإن حلّ الأزمة، بما يُرضي إدارة أوباما لا يكون بالاعتذار والتأسّف، وإنما بتسهيل مهمة جورج ميتشل في تحقيق إنجاز ما على طريق التسوية من خلال المفاوضات غير المباشرة بداية. أما إذا ركب اللوبي اليهودي الأميركي رأسه في عدم مراعاة مصلحة أميركية ملحّة، وإذا استمرّ نتنياهو على نهجه المحرج لمساعي جورج ميتشل فإن على إدارة أوباما أن تنسحب من العملية السياسية وتعلن فشلها إذا لم تستطع ممارسة الضغوط التي تلوي ذراع نتنياهو، أو تفرض عليه تغيير تحالفاته أو اللجوء إلى انتخابات برلمانية جديدة. هذا وضع لم يسبق له مثيل في تاريخ الكيان الصهيوني أو تاريخ أميركا في المنطقة منذ منتصف القرن العشرين المنصرم حتى الآن: الضعف الشديد في الحرب (العراق وأفغانستان ولبنان وقطاع غزة)، والارتباك الشديد في السياسة (سوء تقدير في تحديد الأولويات وتخبّط في الردّ على التحديّات وإدارة الصراع). بكلمة أخرى، لم يعد لديهما استراتيجية. فلا هي استراتيجية حرب ولا استراتيجية سلم، ولا استراتيجية لا حرب ولا سلم. ولا هي في التكتيك: بيع بالمفرّق من دون خسارة. ولا حتى في صفقة واحدة. صحيح أن الأزمة الراهنة ستجد لها حلاً بهذه الطريقة أو تلك. ولكن ليس بلا جراح نفسية ومعنوية وسياسية. فما دامت العلاقة الأميركية-الإسرائيلية استراتيجية وعضوية إلى حد التماهي فلا مفرّ من رأب الصدع. ولهذا لا يراهننّ أحد من الفلسطينيين والعرب على هذه الأزمة، فيذهب إلى تقديم التنازلات بدلاً من إعادة النظر في كامل السياسة الرسمية الفلسطينية والعربية في التعلق بالتسوية والرهان على أميركا. إن رأب الصدع هنا سيعيد المياه إلى مجاريها بين الحليفيْن مهما كان الشكل الذي سينتهي إليه، إذ سيعودان علينا بالحلّ التصفوي للقضية الفلسطينية لا محالة: «حلّ الدولتين» عن طريق اتفاق تخرج به المفاوضات المباشرة. وهذا لا علاقة له بأسباب الأزمة الراهنة التي لم تمسّ جوهر القضية. بما في ذلك تكريس ما تم من استيطان وتهويد. تبقى نقطة إيجابية وحيدة من اندلاع هذه الأزمة تكمن في آثارها السلبية على سمعة الكيان الصهيوني لدى الرأي العام الأميركي والأوروبي. فقد جاءت لتزيد من تآكل الصورة المزيّفة التي رسمها الكيان لنفسه، فتبرز صورة الكيان الذي يسلب أرض الفلسطينيين إلى جانب صورة الكيان الذي يرتكب جرائم حرب وإبادة بحق الفلسطينيين. وهذا التآكل سيترك آثاره الهامّة في مستقبل الصراع. لأن انقلاب الرأي العام العالمي لا سيما الغربي على التحديد يُفقد الكيان الصهيوني مصدراً أساسياً في قوته.    (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 20 مارس 2010)


نتنياهو إذ يلوي ذراع أوباما


صالح النعامي رغم الصراخ وحالة الحرج التي عصفت بإدارة أوباما إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار صبّ النار على الزيت عندما أعلن بشكل استفزازي أن إسرائيل ستواصل إقامة المشاريع الاستيطانية في القدس بنفس الوتيرة التي تتم فيها حاليًا، ليس هذا فحسب فإنه سمح بتدشين كنيس يهودي كبير بالقرب من المسجد الأقصى، رغم الدلالات الواضحة لهذا السلوك، لم يأبهْ نتنياهو بالتحذيرات التي صدرت من واشنطن ولا من جملة الإنذارات التي أرسلها كبار موظفي الإدارة الأمريكية، مع أن أوباما ومستشاريه لم يعترضوا على مبدأ إقامة المشاريع الاستيطانية، بل على توقيت الإعلان عنها، والذي جاء في غمرة الحملة الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن، وبُعيد إعلان الجامعة العربية عن استئناف المفاوضات مع إسرائيل بدون شروط. لقد تنافست وسائل الإعلام العربية على إبراز ما نشرته الصحف الإسرائيلية من أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أجرت اتصالًا تليفونيًّا مع نتنياهو استمرَّ لأكثر من 40 دقيقة، حيث “وبَّخته” على قرار الإعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة، لكن نتنياهو تحديدًا بعد مكالمة كلينتون لم يصرّ فقط على مواقفه، بل إنه وجه المزيد من الإهانات لأوباما، وهو يبدو واثقًا أن واشنطن لن تتجاوز الخطابة، ولن تقدم على أي فعل يمثِّل ضغطًا حقيقيًّا على إسرائيل، مع العلم أن الولايات المتحدة بإمكانها بسهولة ممارسة الكثير من أشكال الضغط ذات التأثير الكبير والطاغي على إسرائيل. حسنًا، وبخت كلينتون نتنياهو، فكيف كان التعبير عن التوبيخ والغضب الأمريكي؟ رغم الإهانة التي وجهت له، فإن نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن الذي أعلن عن البناء في المستوطنات في غمرة زيارته لإسرائيل، خرج عن طوره في تحقير نفسه وإدارته عندما تملّق نتنياهو قائلًا أنه على الرغم من أنه غير يهودي إلا أنه صهيوني، مذكرًا من نسي أنه لعب دورًا مركزيًّا في جمع التبرعات المالية لدعم إسرائيل منذ أن كان يافعًا، بايدن المهان لم يجدْ بدًّا سوى الالتفات لقيادة السلطة ومطالبتها باستئناف المفاوضات رغم القرار الإسرائيلي، وحتى كلينتون الغاضبة سارعت بعد إنهاء مكالمتها مع نتنياهو إلى إجراء مقابلة مع شبكة التلفزة الأمريكية “سي إن إن” شدَّدت فيها على أن سلوك نتنياهو لن يؤثر قيد أُنملة على طابع العلاقات الاستراتيجية بين تل أبيب وواشنطن، وحتى تدلِّل على ذلك، فإن كلينتون قد طمأنت قادة الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة بأن إدارة أوباما لن تكون أقل التزامًا بأمن إسرائيل، حيث أعلنت أنها ستتوجه لموسكو لممارسة ضغط غير مسبوق على الروس لإجبارهم على تأييد فرض عقوبات اقتصادية على طهران لوقف برنامجها النووي، فبعد أن تواترت التصريحات الصادرة عن الجنرالات الإسرائيليين الذين يؤكدون أنه ليس بوسع إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وأن الطريقة المثلى لمواجهة التهديد الإيراني تتمثل في فرض عقوبات اقتصادية ذات تأثير على الجمهورية الإسلامية، نجد أن كلينتون “الغاضبة والموبِّخة” تتجند بكل قوتها لطمأنة إسرائيل بأن الدبلوماسية الأمريكية يمكن أن تكون بديلًا عن القوة العسكرية الإسرائيلية، ليس هذا فحسب، بل إن جون هولمز مستسار الأمن القومي للرئيس أوباما حرص على الاتصال بنظيره الإسرائيلي عوزي عراد لكي يبلغه أن الإدارة الأمريكية نجحت في تجنيد دول عربية مؤثرة للضغط على الصين للموافقة على فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. أمريكا “الغاضبة” من نتنياهو لم تحرص على حفظ ماء وجه محور الاعتدال العربي عندما سارع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي لنفي ما صرَّح به مسئول ملف المفاوضات في السلطة الفلكلوري صائب عريقات، والذي قال: إن السلطة أبلغت واشنطن اعتزامها عدم استئناف المفاوضات، حيث أكد الناطق أن أحدًا من الجانب الفلسطيني لم يبلغها بذلك، ليس هذا فحسب، بل إن سيلفان شالوم وزير ما يعرف بالتعاون الإقليمي في حكومة نتنياهو أحرج “محور الاعتدال” عندما صرَّح بأن الإدارة الأمريكية أبلغت إسرائيل أن الدول العربية طمأنت واشنطن بأن السلطة الفلسطينية ستعود للمفاوضات بعد أن تهدأ حالة الغضب الشعبي التي تسود الأراضي الفلسطينية بسبب القرار الإسرائيلي. إذن كان نتنياهو واثقًا وهو يطمئن وزراءه بأن الحديث عن أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة في أعقاب قرار البناء في المستوطنات غير صحيح، وأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أقوى من أن يتمكن أحد من المسّ بها، ولكي يدلِّل نتنياهو على ما يقول فإنه نوَّه إلى تعاظم التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل كبير، مشيرًا إلى أن ما يعني إسرائيل هو ألا يتم المس بمصالحها التي تعتمد على تعاون الولايات المتحدة. لا يبدو التملق الأمريكي المهين لإسرائيل مستهجنًا، ليس فقط بسبب طابع العلاقات الخاص بين الجانبين، بل لأن إدارة أوباما معنيَّة بعمل كل ما في وسعها من أجل ضمان احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، بعد الانتخابات التكميلية التي ستُجرَى مطلع العام القادم، وهذا ما يلزمها بمحاولة استرضاء إسرائيل وحلفائها في الولايات المتحدة، وهذا هو أحد أهم أسباب زيارة بايدن لإسرائيل، وبالمناسبة هذا ما يدركه نتنياهو الذي يعتبر خبيرًا بخفايا البيئة الأمريكية الداخلية ومتمرِّس في استغلالها وتوظيفها بشكل حاذق يسمح له بالاستخفاف بالأمريكيين على هذا النحو. ( المصدر: البشير للأخبار بتاريخ 18 مارس 2010)  

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

15 octobre 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3067 du 15.10.2008  archives : www.tunisnews.net     Committee to Protect Journalists: TUNISIA:

En savoir plus +

7 juillet 2007

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 8 ème année, N° 2601 du 07.07.2007  archives : www.tunisnews.net Communiqué de presse: A deux

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.