TUNISNEWS
6 ème année, N° 2154 du 15.04.2006
لجنة مساندة الأستاذ المختار الجلالي وعائلته: بيـــان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقـوق الإنسـان: بيـــانالتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات: بــــلاغ اللجنة الطلابية للمطالبة بفتح مسجد المركب الجامعي: بياند.خــالد الطراولي: المصالحة الوطنية والنجاة الفردية، خطّان لا يلتقيان (حول المبادرة الباريسية) عبد الحميد الحمدي: ملاحظات سريعة موجزة لعناية الأستاذ أحمد نجيب الشابي ود. محمد مواعدة إحسان عافي: متى يتنحى زين العابدين بن علي؟ افتتاحية الموقف: هل استشرتم الشعب؟الحنيفي الفريضي: جدلية الحوار بين الإسلام والديمقراطيين ابراهيم عبد الصمد: حين يعتدي الاسلامويون على الاسلامد.منصف المرزوقي: الشعوب العربية على سلم الشقاء لسنة 2005 د. علي محمد فخرو: من انقلب حلمه إلي كابوس؟د. بشير موسي نافع: المراهنة علي المحتل في العراق خاسرة لا محالة
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لجنة مساندة الأستاذ المختار الجلالي وعائلته
الأستاذ المختار الجلالي عضو مجلس النواب سابقا وأحد قياديي الإتحاد الديمقراطي الوحدوي المستقيلين منه وسط ضجة كبيرة يتعرض إلى حملة دنيئة ترمي إلى النيل منه وتشويه سمعته عبر أشرطة فيديو ذات طابع جنسي تروجها المصالح الخاصة لوزارة الداخلية لدى الأوساط السياسية بتونس والخارج ، وقد بلغت زوجته السيدة نزيهة رجيبة ( أم زياد ) الكاتبة والصحفية المعارضة تهديدات بُعيد قمة مجتمع المعلومات حول احتمال تعرَض عائلتها إلى ردة فعل موجعة . أما الشكاية التي تقدم بها إلى النيابة العمومية منذ 16 مارس والتي يتهم فيها ضمنيا مصالح البوليس فلم يُفتح في شأنها تحقيق إلى حد الآن . هذه ليست أول مرة تلجأ فيها المصالح الأمنية التونسية إلى مثل هذه الأساليب المبتذلة للضغط على المعارضين . لذلك ، * وللقطع مع هذه الأساليب التي لا تليق بالممارسة السياسية السليمة ، * وحتى لا تستعمل الحياة الخاصة لغاية المساومة السياسية وإسكات الأصوات المعارضة ، * وحتى يوضع حد لإفلات أعوان الدولة من العقاب عندما يخرقون القوانين التي تحمي الحياة الخاصة ، * وحتى تعمل المؤسسة القضائية في كنف الإستقلالية وتعاقب الذين يستبيحون الحياة الخاصة للناس ويستهدفون سمعتهم ، * وحتى تُصان الحياة الخاصة طبقا للآليات الدولية ، قررنا نحن المذكورين أسفله تكوين لجنة لمساندة عائلة الجلالي . تونس : حسب ترتيب حروف الهجاء : ـ العياشي الهمامي ، محام ، عضو لجنة 18 أكتوبر . ـ أحلام بلحاج ، طبيبة ، رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات . ـ البشير الصيد ، عميد سابق للهيئة الوطنية للمحامين . ـ العربي شويخة، صحافي و استاذ جامعي. ـ العربي عبيد، محامي ـ الهادي بن صالح ، مهندس . – الهادي مناعي، عضو فرع تونس لهيئة المحامين ـ الهاشمي بن فرج، مهندس. – الهاشمي جغام، محامي و رئيس سابق لفرع تونس لمنظمة العفو الدولية. ـ بشرى بلحاج حميدة ، محامية ، رئيسة سابقة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات . ـ بوبكر بالثابت ، محام . ـ حاتم الشعبوني، رئيس تحرير الطريق الجديد. ـ حمة الهمامي ، الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي . ـ خالد الكريشي ، محام . ـ خديجة الشريف ، نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سابقا. ـ خليل الزاوية ، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان . ـ خميس الرمضاني، مهندس ـ خميس الشماري ، رئيس سابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان . ـ رؤوف العيادي ، عضو سابق بالهيئة الوطنية للمحامين ، نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ـ راضية النصراوي ، رئيسة جمعية مناهضة التعذيب (ALT) . ـ سامي نصر ، باحث ، عضو المجلس الوطني للحريات بتونس . ـ سعيدة العكرمي ، محامية ، كاتبة عامة للجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين (AISPP) . ـ سمير بن عمر ، محام ، عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين (AISPP) . ـ سمير ديلو ، محام ، عضو لجنة 18 أكتوبر . ـ سهام بن سدرين ، الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للحريات بتونس . ـ عادل العرفاوي ، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان . ـ عبد الرزاق الكلاني، عضو الهيئة الوطنية للمحامين. ـ عبد القادر بن خميس، كاتب عام المجلس الوطني للحريات بتونس. ـ علي بن سالم ، رئيس الودادية الوطنية لقدماء المقاومين (ANAR) . ـ علي فتاحي ، أستاذ جامعي . ـ عمر المستيري ، صحافي . ـ فتحي الجربي ، عضو قيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية . ـ فيصل جدلاوي، محامي ـ لسعد الجوهري، عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين (AISPP). ـ لطفي الحجي، كاتب و صحفي. ـ محسن خيري ، مدير بمؤسسة خاصة . ـ محمد الطالبي، رئيس المرصد الوطني لحرية الصحافة. ـ مختار اليحياوي ، رئيس مركز تونس لآستقلال القضاء والمحاماة (CTIJ) . ـ مصطفى بن جعفر ، أمين عام التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات . ـ منصف المرزوقي ، رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية . ألمانيا : ـ روف فارنر ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاسل . إسبانيا : ـ بايجاس سيسكو ، كاتب وصحفي . إيطاليا : ـ أنَا بوزو ، أستاذة بجامعة روما (REMDH) . ـ فرانشيسكو ديازيو (AMARC) . الجزائر : ـ بوجمعة رضوان ، صحافي ، عضو الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان (LADH) . ـ كمال داود ، جراح ، عضو الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان (LADH) . سويسرا : ـ إيف ستاينر ، باحث جامعي في الإقتصاد السياسي بجامعة لوزان . ـ جلال الماطري ، رئيس اتحاد التونسيين بسويسرا . سوريا : ـ أكضم نعيسة، محامي و ناشط في مجال حقوق الانسان. فلسطين : ـ يوسف أحمد، صحفي و ناشط حقوقي فرنسا : ـ بريجيت أزيما-بايريت ، محامية شرفية بعمادة المحامين بوردو . ـ جان بيار ديبوا ، رئيس رابطة حقوق الإنسان (LDH) . ـ كمال الجندوبي ، رئيس لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس(RLDHT) . ـ هيثم مناع، كاتب و ناشط حقوقي. ـفيولات دغار، رئيسة اللجنة العربية لحقوق الانسان. ليبيا : ـ سليمان بوشويقير ، رئيس الرابطة الليبية لحقوق الإنسان (LLDH) . لبنان: ـ دمنى فياض، استلذة بالجامعة اللبنانية. ـ جهاد الزين، رئيس تحرير صحيفة النهار. المغرب : ـ عبد الحميد أمين ، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH) . ـ أبوبكر الجمعي ، مدير جريدة هبدو . مصر : ـ جمال عيد ، المدير التنفيذي للشبكة الإعلامية العربية لحقوق الإنسان (HRinfo) . ـ ابراهيم منصور، رئيس تحرير جريدة الدستور ـ حسين عبد الرازق، صحفي و كاتب. ـ عائدة سيف الدولة، استاذة جامعية و ناشطة في مجال حقوق الانسان. ـ عزة سليمان، محامية و ناشطة في مجال حقوق الانسان و المرأة ـ فريدة النقاش، صحفية و كاتبة. ـ كارم يحي، صحفي و ناشط في مجال حرية الصحافة. ـ محمود قنديل، محامي و ناشط في مجال حقوق الانسان. هولندا : ـ هنس قازبيك، منظمة المحامون الاروبون الديمقراطيون يمن : ـ محمد الاسعدي، رئيس تحرير صحيفة ابسرفر.
التجديد الأسبوعي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
# 104 – السنة الثالثة – 7 ابريل 2006 – 13 ابريل 2006
تونس ======== عائلات المساجين السياسيين المضربين عن الطعام بالسجون التونسية. اللذين أعلنوا إضرابا مفتوحا عن الطعام في كافة السجون التونسية , من أجل تحسين ظروفهم وإطلاق سراحهم. يناشدون الجميع (محبي الحرية والقوى الحية والعاملين بحقوق الإنسان والأحزاب السياسية ) أن يهبّوا لدعم مطالب أبنائهم القابعون في السجون منذ ما يزيد عن 15 سنة وتمارس السلطان سياسة الموت البطيء في حقهم …. فهل من مجيب للنداء ؟ منعوه من العمل والسفر إلى الخارج، كسروا أضلاعه وتسببوا في إصابته بانزلاق غضروفي وأحدثوا عاهة بساقه اليمنى, سجنوه ثماني سنوات بتهمة الانتماء لحركة النهضة، مارسوا ضده حيلهم القذرة , والان يحاصرونه في منزلة بجحافل أمنية . هذا هو حال الباحث و الناشط الحقوقي الأسعد الجوهري . كما حال زميله المنصف بن سالم .
المصادر اسر وعائلات المسجونين السياسيين
· اللجنة العربية لحقوق الإنسان مزيد من المعلومات على صفحة تونس http://www.hrinfo.net/tunisia ==========================
رسالة اللقــاء رقم (6) :
المصالحة الوطنية والنجاة الفردية، خطّان لا يلتقيان
(حول المبادرة الباريسية)
د.خــالد الطراولي
ليست المصالحة قضية أذواق وترف فكري ولكنها مصير أفراد وأسر وجماعات وشعب. وهذا ما يجعل الحديث عنها واجبا مقدسا يتطلب الكثير من الجرأة والشجاعة وسلامة السريرة والمقصد، ويدعو إلى الثبات عليها مبدأ أصيلا والصبر على الأخ والصديق، والحلم على الرافض أو المشكك والمستخف… لكن هل مازال للحديث حول المصالحة طعم ومذاق؟ لو طوحت برأسك يمينا، وشمالا شرقا وغربا، لنالك العجب من كثرة ما كتب حولها، وعدد الأقلام التي خطتها والأصوات التي أطلقتها، طلبتها الضحية وهي مرمية وراء القضبان أو من وراء البحار، وهمشها أو رفضها وتنكر لها السجان.
في الحقيقة ليست المصالحة مفهوما جديدا أو طرحا غريبا علينا، لحقنا بركبه لما رأينا الأشرعة قد غيّرت اتجاهها، بعد أن غيّر الريح وجهته، ولكنها كانت موقفا ثابتا ومنهجا أصيلا في فكرنا منذ سنوات، ودافعنا عليه أمام بعض الأقلام والأصوات في حوارات أثبتها التاريخ وسجلتها عدسة الآنترنت والموقع المبارك تونس نيوز خاصة، ولن يكون حديثنا في هذا الباب إلا تذكيرا بأصول ثابتة تركت بصماتها في التاريخ القريب على صفحات هذه الشبكة و على أوراق بعض الصحف والمجلات[
[1]] وهي تسعى اليوم إلى أن تكون المنهجية والإطار الذي تتحرك على أساسه حركة “اللقاء الإصلاحي الديمقراطي”
حول المبادرة الباريسية
إن عودتي اليوم للحديث عن المصالحة من جديد من منطلق مؤسساتي، فرضته أحداث قريبة شابها بعض الغموض، وكان لا بد لي وللإطار السياسي الذي أنتمي إليه من توضيح وإعادة تذكير. لا شك أن الكثير من المنفيين ومن المتابعين لأخبار البلد وصل إلى مسامعهم ما يدور هذه الأيام في المهجر الباريسي من تواجد بعض الأطراف المحسوبة على النظام وبتفويض مباشر من مؤسسة الرئاسة حسب البعض في محاولة الالتقاء مع بعض المعارضين وطرح عليهم إمكانية تصحيح أوضاعهم وتسلم جوازات سفرهم وعودتهم إلى أرض الوطن دون عراقيل أو مشاكل… ولقد طلب مني بعض الإخوة توضيح موقفي وموقف اللقاء الإصلاحي الديمقراطي من ذلك، وبعد تلقي مراسلة من قبل تونس نيوز تستفسرني عن وقوع اتصال بشخصي أم لا وتوضيح ذلك للقراء، عزمنا في الحركة الكتابة في هذا الشأن وإخراجها من السراديب والأحاديث الجانبية الذي تلفها غالبا طابع الإشاعة وعدم الدقة وتوضيح موقفنا منه عسى أن تكون المنفعة جامعة لتونس وأبناءها خارج الديار أو داخلها ودفعا لمناخ الحقيقة والوضوح في المشهد السياسي التونسي.
لعل الأسئلة الأولى التي يجب طرحها في بداية مشوارنا والتي تمثل جوهر حديثنا اللاحق هي :
لماذا المبادرة؟
ولماذا هذا التوقيت؟
ولماذا المهجر؟
ويبدو أن الوضع الخارجي ومواقفه الأخيرة من الحريات في تونس وخاصة تململ أصحاب القرار في البيت الأبيض شكّلا منبها ذو شأن لدى السلطة من أن الدعم الأمريكي له حدوده وأن إمكانية المراهنة على أجودة أخرى والتخلي عن حليف الأمس أصبح واردا خاصة مع ضبابية المشهد داخل القصر، وتعدد مراكز القوى والنفوذ في البلاد، وتكوّن نواتات صراع في المستقبل من أجل الخلافة، وعدم وجود الزعيم الخليفة الكارزماتي الجامع والمؤلف لكل أجنحة الحكم.
كما كان للتقارب الحاصل بين الطرف الإسلامي الممثل أساسا في حركة النهضة وبعض حركات اليسار ورجاله مفاجأة لم يرتقبها النظام ولم يخطط لها، وهو الذي ظل مطمئنا إلى الاختلاف الأيديولوجي الكبير الذي يفصل الطرفين ومراهنا على صلابته، خاصة وأنه سعى جاهدا منذ بداية حكمه في توسعة خنادق التناقض والخلاف بين اليسار والإسلاميين، ولعل أكبر نجاح للنظام في هذين العقدين من حكمه تمثل في إقناع اليسار بمعاضدته في حكمه والتشنيع بالحركة الإسلامية وعزلها عن المجتمع مشروعا ورجالا، ولن نكون مبالغين إذا اعتبرنا أن أحد روافد الحكم الحالي وصيرورته هو اللقاء التاريخي الذي وقع بين اليسار والنظام طيلة العقدين على حساب الحركة الإسلامية، وأن سقوط هذا الرافد واضمحلاله شكلا بداية السقوط لكل البناء، ومما زاد الطين بلة أن اليسار لم يكتف بالطلاق من الحبيب الأول بل عزم الزواج من جديد ووجد ضالته في هذا التقارب الخطير مع الحركة الإسلامية.
المهجر والحلقة الصعبة في المشهد السياسي
ولعل المهجر كان الأداة الصلبة التي ساهمت ودافعت ومارست بكل قوة هذا التقارب بين الفصيلين وفعّلته على أرض الواقع عبر ندواتها الثنائية ولقائاتها ودعواتها وتظاهراتها الإعلامية التي نجحت من خلالها إلى استقطاب عطف الجماهير الغربية ومساندة الإعلام الخارجي والسلطات التنفيذية، وتمكنت من فضح عديد الممارسات والمواقف وأظهرت أمام العالم الكثير مما كان مخبأ ومعتما وخاطأ. وإذا صعب الاستئصال لاختلاف الديار فإن التحجيم وارد، وأصبح المهجر مشكلا يؤرق اصحاب القرار في تونس ويجب حله
هذه الإفرازات الداخلية والخارجية جعلت النظام يستيقن أن أوراق اللعبة بدأت تنفلت خيوطها من يديه وأن نسيجا غريبا بدأ في التكون خارج كيانه ومنافسا له، على مرمى ومسمع من أهل الحي وبمباركة الجيران. فكان لا بد من الإسراع لإطفاء الحريق وأن تبدأ عملية الرتق عبر تقليص حجم المعارضة والسعي إلى تقزيم صولتها بالعصا أحيانا داخل البلاد عن طريق الاستفزازات الأمنية واللاخلاقية وتلفيق التهم والتلويح بالمحاكمات والسجون مجددا، وبالجزرة أحيانا أخرى وخاصة المعارضة المهجرية عبر التلويح بإمكانية حل قضايا المنفيين والمشردين وتمكينهم من جوازات السفر والعودة إلى أرض الوطن بدون تنغيصات أو تتبعات. في هذا الباب تدخل المبادرة الأخيرة والتي تتجاوز رتبة حامليها وموقعهم السياسي وتدخل حسب نظرنا في هذه الاستراتيجية الجديدة للنظام بين الجزرة الخارجية لعدم إمكانية العصا، والعصا للداخل حيث أثبت تاريخ هيمنته حسب رأيه على صلوحيتها ونجاعتها! ويخطأ من يظن عفويتها وارتباطها الأساسي بأفراد كانوا منذ فترة قصيرة أعلاما للمعارضة داخل البلاد.
الأخطاء القاتلة
إن تشابكا أساسيا من الأخطاء يحوم حول هذه المبادرة المبنية على هذه الاستراتيجة ويترنح بين أخطاء في تشخيص الحالة المهجرية وآليات عملها و المنهج الذي يجب التعامل معها على أساس أفراد مستقلين أو مشاريع جامعة، وأخطأ في حامليها ورتبهم ومواقهم السياسية سابقا ولاحقا وأخطأ في الهدف المنشود من ورائها بين المسكوت عنه والمسموح كشفه وبيانه.
فلقد أخطأت السلطة في اعتبار أن الطيف المعارض المهجري قد تعبت جل أطرافه وأن الكثير من أفراده قد أنهكته سنين النضال الطويلة ومطالب الأسرة المستقرة خارج الديار وحنين الوطن وأن بعضه قد ناله الإحباط واليأس ولا يرى قمرا في ليله وأصبح مستعدا لمقايضة سلامته وسلامة أهله في مقابل تركه السياسة وهمومها لأهلها. راهنت المبادرة على أن تفتيت المعارضة وتقليص حجمها إلى حدود النواة الصلبة الميؤس منها يساعد على إخفات صوتها وتهميشها، ويجعلها غير قادرة على التحرك بعد أن تقلم أظافرها وتكسر أجنحتها وتشل أعضاءها ويتخلى عنها أصحابها.
وإن كان بعض الأفراد قد سئموا حقيقة من وضعية اللجوء التي يعيشونها وأن “نسمة البلاد” أصبحت ضاغطة، إلا أن هؤلاء على قلتهم قد غادروا المشهد السياسي منذ مدة وأصبح أغلبهم يعيش بعيدا عن هموم المعارضة ولعله يلعن السياسة والسياسيين واليوم الذي انتمى فيه إلى مشوارهم! ولذلك فإن حصول هؤلاء على رخصة العودة وصك الغفران ليس إلا تصحيحا لحالة سابقة مبنية على الانسحاب والتنحي ولم تقم المبادرة إلا بمد اليد والمساعدة لمن كان من قبل خارج الإطار.
إن خطأ التشخيص الذي ولد خطأ في المنهج وفي الحملة وفي الهدف من وراء المبادرة، تمثل في هذا الخلط بين المشروع وحملته، وكأن حياة المشروع وبقاءه مرتبطان بنفحات فرد، أو همومه أو ظروفه المعيشية والأسرية، وهو خلط لا يزال يقع فيه النظام من قبل وتقع فيه الأنظمة المستبدة عادة وهو محاربة الفكرة باستئصال أصحابها أو سجنهم أو تشريدهم، ظنا منها أن الواقع والواقعية كثيرا ما تزلزل الجبال الرواسي، ولعل في توبة بعض المعارضين أخيرا وعودتهم إلى الصف يدعم هذا الطرح ويزيد في حظوظ أصحابه.
غير أن الشاذ لا يقاس عليه وتاريخ النضال قديما وحديث يدفع دائما إلى انتصار الفكرة الصادقة والعادلة والحرة والجماهيرية حتى وإن سقط في الطريق البعض من أصواتها. خلطت السلطة بين صكوك الغفران الموجهة إلى الأفراد وصك الغفران إليها، خلطت السلطة بين حلّ عادل للمشروع وبين حلّ للأفراد ونجاتهم الفردية، ولذلك لن تأتي هذه المبادرة بأكثر مما أتت به سابقاتها حتى وإن تغير حملتها، ولن تتمكن إلا بالعودة ببعض الأفراد الذين ذاقت بهم السبل وغلبهم الحنين للمبيت داخل الديار.
لن نسمح لأنفسنا في اللقاء الإصلاحي الديمقراطي بالحكم على من غادر السفينة وتركها والأمواج تحيط بها من كل جانب، فلعل لكلّ ظروفه وواقعه ومبرراته…، ولعل التهميش والتجميد الذي أصاب البعض، وغياب فضاءات العمل والحرية ساهم في هذه النجاة الفردية على حساب خلاص المشروع…، ولعل البعض يخدم بِصَمته مشروعه وهو خارجه، ولعله في خروجه راحة له ولمشروعه بعد سنوات من الموت البطيء والتهميش والانسحاب، لكني أهمس من بعيد أن حكومة الضمير لعلها لم تقل كلمتها بعد، ولكني أعلم أيضا أنه ” يُوَفَّى الصَابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابْ “[الزمر 10] ويقيني أن من هاجر وتشرد وذاق الويلات من أجل مشروع آمن به وعمل سنين من أجل إبقاء شعلة الأمل تراوده، لن ينهزم أبدا ولكل فارس كبوة ولكل عالم هفوة…
لذلك فنحن في اللقاء الإصلاحي الديمقراطي لازلنا نعتبر أن القافلة الصحيحة للعودة، هي قافلة عودة مشاريع التغيير المشردة والمنفية والمغضوب عليها، مع حملتها ودعاتها والمنتمين إليها، دون تمييز وإقصاء، وإحداث مصالحة وطنية تجمع المهجر والداخل في مشهد سياسي حر ومتعدد وديمقراطي. وهذا التوجه لا يمكن أن تحمله مبادرة يتيمة بمثل هذا الحجم وإن كانت تدخل في استراتيجية أكبر نعتبرها كذلك خاطئة ولا تساهم إلا في تأخير مواعيد حتمية مستقبلية…
ولقد عبرنا منذ ثلاث سنوات وعبر إطلاقنا لمبادرة المصالحة بين المشروع الإسلامي والسلطة في تونس عن رأينا الذي يتبناه اليوم اللقاء الإصلاحي الديمقراطي ويعتبره وثيقة تاريخية ومنفذا سليما لترتيب البيت التونسي من جديد على أسس من الشفافية والديمقراطية [[2]].
تونس الخير لن تبنى على الكراهية والبغضاء، ولن تبنى على الإقصاء والتهميش… تونس الخير لن ترى النور وبعض أهلها في الظلام أو في الصقيع، تونس الخير للجميع أو لن تكون!
[1] خالد الطراولي ” معالم مركزية المصالحة في الخطاب الإسلامي الجديد” سلسلة المقالات صحيفة التجديد المغربية أعداد 842/ 849 من 18/01/2004 إلى 26/01/2004 ومجلة مرايا الباريسية عدد 7و8 2004. ومواقع تونس نيوز وحزب الأحرار المتوسطي.
[2] نشر نص المبادرة على بعض المواقع من بينها تونس نيوز بتاريخ 18/أوت/2003 ويمكن للقارئ العزيز أن يجد هذه الوثيقة التاريخية كاملة على موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي في ركن أنشطة وبيانات اللقاء www.liqaa.net
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
ملاحظات سريعة موجزة لعناية الأستاذ أحمد نجيب الشابي ود. محمد مواعدة
عبد الحميد الحمدي ـ الدنمارك إلى الأستاذ أحمد نجيب الشابي: بعد التحية والثناء على شجاعتك الأدبية والسياسية،
أرسل إليك هذه الملاحظة الموجزة وإن كنت شبه واثق من أنك لن ترد عليها، فقد وجهت لك في السابق أسئلة علنية ولم ترد عليها. لقد قرأت كلمتكم في المجلس الوطني لحزبكم، فلاحظت أنها لم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ولا بالصلاة والسلام على رسوله الكريم ولم تختتم بحمد الله على نعمه الكثيرة عليك وعلى حزبك ومن تحب. أردت أن أستفسر فقط هل الأمر مجرد سهو أم هو موقف مبدئي وفلسفي إزاء الموضوع. وقد لاحظت أيضا أنك في خطابك أمام المجلس الوطني لحزبك لم تشر إلى المسائل المتصلة بالهوية الإسلامية للتونسيين وبحرياتهم الدينية، مع أنني أؤكد لك أن 50% من الناخبين التونسيين يقدمون هذه المسائل في الأهمية على كل النقاط الأخرى التي تطرقت إليها في خطابك المذكور، وفي حديثك قبل يومين لقناة الجزيرة، أرجو أن تحظى هذه الملاحظات باهتمامك وعنايتك.مع التقدير. إلى د. محمد مواعدة: بعد التحية،
مقالتك الأخيرة في جريدة الصباح فيها بعض التراجع عن التصريحات الفجة والجارحة التي نسبت لك في ندوة من الندوات حول تناقض الإسلام مع الديمقراطية، وحول دكتاتورية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولكن يا د. محمد، وأنت رجل، عالم يعرف فضيلة التواضع والنقد الذاتي عند أهل العلم، أكثر ما قلته في مقالتك الجديدة مجانب للصواب، وإليك بيان ذلك:
ـ الإسلام فعلا دين الحرية، أمر بالشورى وألزم نبيه صلى الله عليه وسلم بها حتى بعد هزيمة أحد، أعلن أن الناس جميعا سواسية كأسنان المشط. ـ قرر أن اعتناق الإسلام عن إكراه باطل وغير مقبول. ـ أكد بشكل قاطع حرية الإنسان أمام الكهنة والسلاطين والأباطرة. وبهذه المعاني والقيم انتشر في قلوب مليارات البشر منذ ظهوره إلى يوم الناس هذا. أما سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد كان عادلا كما اعترفت بذلك، وحازما كما قلت أيضا، ونصيرا للحرية، جادلته امرأة مواطنة عادية فقيرة في المسجد فقبل رأيها. أخطأ ولده فأقام الحد عليه. حث الناس علنا على مواجهته ولو بالقوة إن خالف عقد البيعة بينهم وبينه.كان عادلا، وكان ديمقراطيا أي، مؤمنا بحرية الناس في التعبير وفي انتقاد الحاكم علنا، والضغط عليه ومواجهته إن لزم الأمر. أقترح عليك أن تستأنف بحثك في صلة الإسلام بالحرية وفي ديمقراطية سيدنا عمر رضي الله عنه، وأن يكون أول بحثك أن تزور المواطن التي أشرق منه نور الإسلام وولد فيها وحكم فيها سيدنا عمر.أقترح عليك أن تجعل زيارتك المقبلة خارج تونس إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأنا واثق أنك سترى من مناسك العمرة ومن معالم المدينتين الكريمتين، سترى وستضع يديك على بعض الأسرار الإضافية التي تجعل قلوب أكثر من مليار بشر، في يومنا هذا، في ساعتنا هذه، تفيض بحب شريعة الحرية وحب الحاكم الفاتح الذي عدل فأمن فنام ولا مشاحة في الإصطلاح.
مع التقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى يتنحى زين العابدين بن علي؟
رغم أن أبناء بلادي يقولون بأن المنطق كثيرا ما يكون غائبا عما يجري في الساحة السياسية في تونس، فإني سأجازف و أصاحب المنطق بعض الوقت للإجابة على سؤال عنوان هذا المقال. في البداية أريد أن أعرض هذة الحقيقة: أغلبية الشعب التونسي تساند حكومة زين العابدين بن علي. أسباب هذه المساندة متعددة، سنذكرها حسب أهميتها: [أ] المساندة الصامتة وتشمل كل من يرفض سياسة التجمع بدون تفعيل هذا الرفض . [ب] مساندة مصالح وتزلف وهي تنطبق على الأغلبية الساحقة من مشتركي حزب التجمع الدستوري. من عابري هذا الباب نجد أولائك الذين يحملون بطاقة إشتراك من أجل الحصول على شغل، أخذ منحة دراسية أو إجتماعية إلخ [ج] مساندة الجاهلين بأمور السياسة وهذه تنطبق على الكثير من المواطنين الذين يشاركون في إنتخابات التجمع (التشريعية و الرئاسية) من أجل المشاركة فقط. [د] مساندة حقيقية وهي تأتي من عند مأجوري التجمع من مترشحين للأنتخابات ومساعديهم و لجان التنسيق والأحياء. بناءا على هذه المعطيات نقدم هذه الإحتمالات لتزحزح زين العابدين (و حكومته) من على عرش تونس: [1] على المدى القصير [أ] إعاقة أو موت زين العابدين بن علي وهذه لا يعلم أسبابها إلا من خلق زين العابدين بن علي. [ب] ضغوط داخلية: ثورة شعبية. تبدو صعبة التحقق لما صار عليه الشعب من تدجين. [ج] ضغوط خارجية: كثيرا ما ينقلب سحر الساحر علية و ربما حان الوقت لزين الأمن والتجمع لكي يتذوق سحر التوكل على القوى الخارجية. هناك خطوات جادة تجري الآن لوضع تحالف ذات توجهات إسلامية و علمانية لمشاركة التجمع في التسيير الفعلي لإمور الدولة. زين التجمع أمامة خيارين فقط: إما قبول الفكرة عن طيب خاطر أو قبولها عن مضض. المعطيات الحالية تقول أنه أختار الثانية، أو بالأحرى بداية النهاية. [2] على المدى الطويل: [أ] إعاقة أو موت زين العابدين بن علي وهذه لا يعلم أسبابها إلا رب زين العابدين بن علي. [ب] ضغوط داخلية: مصدرها المجتمع المدني. يكون التغيير بمثابة ما حصل في تركيا لحزب أتاتورك. من الأحزاب التي لها القدرة علا تفعيل هذا الإحتمال نجد الحزب التقدمي. في خلاصة الأمر، وحسب رأيى المتواضع، فإن العاقل يرى الخير فى إحتمال 2-ب و إني بهذه المناسبة أدعو إطارات الحزب التقدمى، أو أي حزب آخر يرى جدوى في هذا المنهج، أن يضعوا النقاط التالية في جدول أعمال حزبهم: (1) العمل على توعية المواطن على أهمية أخذ زمام أمور تسيير البلاد بيده. (2) السعي لكشف عورة التجمع السياسية و فضائح الحكومة الحالية من رشاوي ومعاملات عنصرية (الأكتاف و الزج بالخصم في السجن) وتزوير الإنتخابات إلخ… (3) إيجاد قنوات و تشجيع المواطنين على تفعيل غضبهم. تحضير سياسة الممكن (مثلا عبر دراسة التجربة التركية) و تغييب سياسة المستحيل. إحسان عافي
لم كل هذا التحامل على الاستاذ برهان بسيس
افتتاحية:هل استشرتم الشعب؟
قررت الحكومة ضمَ تونس إلى الحلف الأطلسي في عصر انتهت فيه الحرب الباردة وسقطت الأحلاف، ورضيت بربع مقعد في حديقة خلفية إلى جانب ست دول تُعرَف بأنها “متوسطية” لكن لارابط بينها، فما الذي يجمع بين موريتانيا واسرائيل مثلا؟ وتتناقض هذه الخطوة مع خيار الحياد الذي التزمت به الحكومات التونسية قبل 1987 والتي امتنعت عن الإقدام على المشاركة في مناورات أو اجتماعات أطلسية في أوج الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، مع أنها كانت تذكَر دائما بكونها اختارت الإنحياز لأحد المعسكرين. اليوم انقلب ذلك الموقف المتحفظ والمتزن إلى الضد وباتت الحكومة الحالية تثابر على حضور الإجتماعات الأطلسية وتشارك في المناورات ومنها المناورات التي أشرف عليها الجنرال هولي سيلكمان قائد القوات الأميركية في أوروبا أواسط جوان الماضي والتي استمرت عشرة أيام في إطار خطة تدريبات مشتركة أطلق عليها اسم “المبادرة العابرة للصحراء لمكافحة الإرهاب ” (Transaharian anti-terrorist initiative) وقد اعتمد لها الكونغرس الأمريكي 100 مليون دولار. كما شارك وفد رسمي تونسي يوم الجمعة الماضي في اجتماع للحلف الأطلسي في الرباط إلى جانب وفد اسرائيلي، وطبعا تكتم الإعلام الرسمي عن إخبار الرأي العام بهذا الإجتماع ومضمونه والمشاركين فيه. وغير خاف أن تحولا بهذا الحجم في سياسة تونس إزاء الأحلاف العسكرية تم في إطار تجاهل تام لرأي الشعب واستخفاف بالمجتمع ونخبه وحتى بالنواب الذين زكاهم الحزب الحاكم ليكونوا أعضاء في غرفتي البرلمان. وفي الوقت الذي يهاجم فيه بعض الوزراء المعارضة متهمين إياها بالإستقواء بالأجنبي، فإن النهج الذي تسلكه الحكومة مع الأحلاف الأجنبية يؤكد بشكل واضح من يستقوي على من، خصوصا حين نرى وسائل الإعلام الرسمية قد وضعت في مكان بارز وفي أكثر من مناسبة تصريحات مسؤولين أجانب أثنوا على “التزام” تونس الجديد مع الحلف الأطلسي. الموقف
(المصدر: قائمة مراسلة الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 355 بتاريخ 14 أفريل 2006)
جدلية الحوار بين الإسلام والديمقراطيين
حين يعتدي الاسلامويون على الاسلام
الشعوب العربية على سلم الشقاء لسنة 2005
د.منصف المرزوقي
مقياس جودة الحياة Quality of life index* * هو طريقة لقياس نسبة الرضا والسعادة في مجتمع ما ، وضعه باحثتان أمريكيتان هما Carole Estwing Ferrans و Marjorie Powells سنة 1984.
وفي الحقيقة كانت الفكرة الأصلية تقييم نوعية حياة المرضى مثل المصابين بالسرطان لمحاولة تحسينها . ثم توسعت إلى تقييم رضا الناس العاديين عن صحتهم أو عن إشكاليات أخرى. ثم وقع نقاش عريض حول تطبيق المنهجية على مجتمع كامل ، وفي هذه الحالة تمحور الجدل حول المؤشرات التي يجب استعمالها وكيف يمكن للعلوم الإحصائية أن تنبي منها مقياسا موضوعيا يمكن استعماله في ” جسّ نبض” مجتمعات ذات ثقافات مختلفة ومقارنتها بينها.
وليس هذا النص موضع الدخول في تفاصيل منهجية بالغة التعقيد وما أثارت من نقاش واسع.
المهم أن دراسات إحصائية واسعة أظهرت أن أهم العوامل التي تتحكم في شعور أغلبية الناس بحالة الرضا والسعادة داخل المجتمع هي التسعة التالية وذلك بالترتيب حسب أهميتها .
مؤشرات المقياس التسعة
1- معدل الدخل الفردي 2- الصحة ( معدل سنوات الحياة ) 3-الاستقرار السياسي والأمان ( لا الأمن) 4-الحياة العائلية ( عبر معدل الطلاق مثلا ) 5-الحياة الاجتماعية ( عبر نسبة المشاركة في النقابات أو الجمعيات الخ) 6- المناخ والبيئة 7- ضمان الشغل 8- الحريات السياسية 9- المساواة بين الجنسين
ومن هذه المؤشرات أمكن خلق مقياس جودة الحياة الذي استعمل لدراسة 111 بلدا على قرابة 200 ومقارنتها بينها . أما سبب غياب جملة من البلدان فالأمر ناجم إما عن غياب المعطيات الإحصائية الضرورية لبناء المقياس ، أو لأن الأمر عبثي في بلدان مثل الصومال والسودان وتشاد . من يجرؤ على طرح مثل هذه الإشكالية على مثل هذه الشعوب في مثل هذه اللحظة من تاريخها؟
وهذه نتائج سنة 2005
الشعوب العشرة الأولى كلها شعوب غربية أوروبية أساسا ما عدا استراليا ونجد فيها كما هو متوقع كل الشعوب السكندنافية وهذا هو الترتيب: أيرلندا- سويسرا-النرويج- لوكسمبورغ-السويد-أستراليا- أيسلندا- إيطاليا-الدانمرك- أسبانيا وللمقارنة تحتل الولايات المتحدة المرتبة 13وإسرائيل المرتبة 38 وكما هو متوقع فإن آخر القافلة بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وآخرها زمبابوي ( المرتبة 111 )
شعوب الأمة
القطر
المرتبة حسب معدل الدخل الفردي
المرتبة حسب مؤشر جودة الحياة
قطر
6
41
الكويت
40
55
البحرين
34
62
المغرب
80
65
عمان
45
67
الإمارات
33
69
ليبيا
53
70
السعودية
53
72
الأردن
49
75
مصر
83
80
الجزائر
76
81
تونس
64
83
سوريا
91
97
تعليق على ما لا يحتاج للكثير منه :
أنه لا يوجد شعب عربي واحد بين الشعوب العشرة الأسعد حتى التي تملك ثروات طائلة.
أن الشعوب التي تحتل أولى المراتب هي شعوب قليلة العدد مما يعني أن الغالبية العظمى للأمة في الثلث الأسفل من درجات السلم .
أن الحكمة القرآنية ’’ ما أغنى عنه ماله وما كسب ” تنطبق على جل الدول وخاصة الخليجية حيث يوجد، باستثناء المغرب، شرخ بين تقدم في الثروة المادية وتخلف في الترتيب على سلم جودة الحياة.
أن هناك علاقة بين شراسة الدكتاتورية واحتلال أخفض درجات سلم المؤشر . فمن أعلى السلم إلى أخفض درجاته نلاحظ تزايد التشدد في النظام السياسي . هذا واضح أساسا في مستوى تونس حيث يتناقض بصفة كاريكاتورية ارتفاع الدخل الفردي النسبي مع مكانتها الأولى قبل الأخيرة .
الطامة الكبرى هي أعرق شعوب الأمة وأكثرها تقدما على مر التاريخ الذي تمكن بفضل قيادته الرشيدة من احتلال أخفض درجات سلم الشقاء ولا زال يتقدم تحت رعايتها السامية بخطى حثيثة نحو مزيد من اليأس و البؤس .
والخلاصة
يتتفطر القلب حزنا ، لكن على العقل ألا يخضع لمشاعر الغضب والإحباط وكره الذات التي سممت عقولنا منذ أكثر من نصف قرن من الهزائم المنكرة ، فعليه أن يقوم بالتشخيص الصحيح للمرض العضال الذي ينخر في جسد أمة جعل منها أمة معطلة ، أمة معاقة .
هذا التشخيص الذي بدأنا نتفق عليه جميعا أن إعاقتنا أفرادا وشعوبا وأمة ناجمة عن فيروس خرّب الدولة التي خرّبت بدورها المجتمع الذي خرب أرواحنا فردا فردا . وهذا الفيروس هو النظام السياسي الفاسد المبني على حق شخص في السلطة المطلقة واللامسئولية التامة ، وحق بطانة الشر والسوء المحيطة به في النهب والسلب ، وحق الأجهزة المكلفة بحمايتها في كل أنواع الترهيب و التعذيب ، وحق أجهزة الدعاية في الكذب والتزييف ، وحق المعارضين في الهجرة داخل دواتهم أو خارج الحدود ، وحق الرعية في أن تعيش بالبؤس وأن تموت بالقهر .
ويوم نأتي للمرض بالعلاج الصحيح فسننطلق مواطنين، شعوبا وأمة، من اخفض درجات الشقاء والبؤس لاحتلال أرفع درجات سلم الحياة الجديرة بأن تعاش . ***
(**) انظر الدراسة على موقع
www.economist.com/media/quality_of_life
(المصدر: موقع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بتاريخ 14 أفريل 2006)
وصلة الموضوع: http://cprtunisie.net/article.php3?id_article=437