الخميس، 20 يوليو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2250 du 20.07.2006

 archives : www.tunisnews.net


الحزب الإجتماعي التحرري- اللجنة الشرعية لاعداد المؤتمر : بيـــان توضيحـــي للـرأي العــــام موظفو وعمال التعاضدية المركزية للبذور والمشاتل الممتازة: بيان من أجل إنقاذ عائلات من التشرد جمعيّة الصحفيّين التونسيين: بيــان رويترز: تونس ترسل مساعدات إنسانية عاجلة الى لبنان والفلسطينيين افتتاحية البواببة: حتى لا تكون قيم الجمهورية مغالطة كبرى  البواببة: ردّ من الأمين العام مازلنا ننتظر نشره… البواببة: عندما تتحول الورود إلى أشواك البواببة: القيروان: حفيظة شقير تحاضرحول قانون الأحزاب الوسط التونسية: د.منذر صفر معارض تونسي لا يكل نصر الدين بن حديد: أسئلة إلى المسؤولين في الأجهزة الأمنيّة والتجمّع الدستوري الديمقراطي… الأستاذ نور الدين البحيري: لاعدل إلا إذا  تعادلت القوى… عبدالحميد العدّاسي : صرخة لبناني عادل الحامدي: المنطقة النطيحة والديمقراطية اللديغة مولدي الرياحي: العدوان الإسرائيلي على غزّة: “أمطار الصيف” أم أمطار الخزي ؟ ! محمد العروسي الهاني :من  تونس بلد الإسلام نتقدم للابطال بتحية من الأعماق إلى فرسان حزب الله الاشاوس و إلى جنود المقاومة الإسلامية بلبنان معن بشور: يتكلمون… كما كنا ونفعل… كما كانوا سويس إنفو : شعبية حزب الله تتعاظم في انحاء الشرق الاوسط إسلام أون لاين.نت: بلحاج يدعو لفتح باب الجهاد منظمة العفو الدولية تبدأ حملة عالمية لمناهضة القمع على شبكة الإنترنت القدس العربي: حديث مع المؤرخ التونسي الدكتور الهادي التّيمومي:الديمقراطية في العالم العربي مطلب النخبة لا الجماهير والمستبد ليس الحاكم فقط وإنّما الأب والأم والمعلّم الشروق: «ماريا كاري» في تونس: استعدادات حثيثة للحفلين و350 شخصا على ذمّتها


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 


[
 

أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 18 جويلية 2006  
 

بـــــــــيان الرجل يحتضر

 
مضى اليوم أربعون يوما على دخول المناضل السياسي السيد محمد العكروت المقيم حاليا بالسجن المدني 9 أفريل بتونس في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بأبسط الحقوق التي يضمنها له قانون السجون غير أن الإدارة العامة للسجون لم تستجب لتلك الطلبات الشرعية و هو ما أدى لمواصلة الإضراب و قد تدهورت الحالة الصحية للسيد محمد العكروت و صارت عائلته تخشى على حياته و قد منعت من زيارته الأسبوع الماضي مما زاد في شكوكها و حيرتها .

و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن ابن السجين السياسي السيد محمد العكروت بعث ببرقيات لرئاسة الجمهورية و وزارتي الداخلية و العدل و قد علمت الجمعية أيضا أن أخبارا متواترة صادرة عن عائلات المساجين السياسيين الذين قاموا بزيارات لذويهم خلال الفترة الأخيرة تفيد أن حالة المناضل السياسي محمد العكروت أصبحت متدهورة للغاية خاصة و أنه لم يعد يتناول شيئا و أن إضراب الجوع الذي يقوم به لم يعد مقتصرا على عدم تناول الطعام بل تعدى ذلك الى الامتناع الكلي عن شرب المياه و تناول السكر.

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطلق صيحة فزع من هذه الوضعية الصحية المتردية للسجين السياسي     و تطلب من كافة الجمعيات الحقوقية المحلية و الدولية التدخل السريع لإنقاذ حياة السيد محمد العكروت و الاستجابة لمطالبه المشروعة و حقه في المعالجة و السراح الشرطي و تلفت نظر المسؤولين إلى أن بقاء عدد كبير من المساجين السياسيين في السجن طيلة 15 عاما و أكثر من شأنه أن يؤدي إلى حالة من الضعف و الهزال البدني و استشراء الأمراض مما يفقد المساجين السياسيين المناعة و يدخلهم في حالة يأس ناتجة عن عدم قبولهم لوضعهم داخل السجون و هي إذ تشير لهذه الوضعية تذكر بأن حالة اليأس التي أصبح عليها المساجين السياسيون اضطرتهم للدخول في اضرابات مفتوحة عن الطعام أدت لتدهور صحتهم و أشرف البعض منهم على الهلاك مع الإشارة بأن عدم الاستجابة لطلبهم في العلاج في الوقت المناسب أدى لاستفحال المرض و عدم جدوى العلاج بعد فوات الأوان و هو ما أدى لوفاة البعض منهم مثل ما حصل لمساجين الرأي علي الدريدي و عبد الجواد عبود        و أخيرا الهاشمي المكي.

رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


 
الحزب الإجتماعي التحرري  
صفاقس في 18/07/2006

بيـــان توضيحـــي للـرأي العــــام

لقد فوجئنا بما صدر على أعمدة الصحف من انعقاد مؤتمر للحزب الإجتماعي التحرري فيما نحن نعد لمؤتمر ديمقراطي تصحيحي لكل مناضلي الحزب من اجل العمل السياسي في كنف القانون وارساء التعددية وبناء الديمقراطية في البلاد دون اقصاء ولا تهميش في مفتتح السنة السياسية القادمة .
وبناء على ما تقدم نعبر عن أسفنا للظروف الغامضة التي تم فيها السطو على الحزب وذلم بتنصيب السيد منذر ثابت صحبة عناصر أقلية مأجورة ونذكر هنا بان هذا الأخير كان صرح في بيان مشترك بينه وبين محسن النابلي مفاده “أنّ السلطة ألغت الإصلاحات السياسية واستبدلتها بإجراءات متخذة تحت عنوان الإصلاح لم تكن الا مجرّد محاولة للإلتفاف على المطالب الديمقراطية”.
وطلب بتنظيم “حوار وطني شامل حول السبل تطوير النظام السياسي ” وصياغته أجندة اصلاحات تخرج المشروع الديمقراطي من المأزق الذي تردى فيه”
كما أشار أيضا الى اختزال بعض الأحزاب المولات في أشخاص تخطارهم السلطة محيلا في ذلك على رئيس الحزب الإجتماعي التحرري الذي وقع تنصيبه على رأس الحزب في مؤتمر  أفريل 2005.
وهاهو السيد منذر ثابت بذهنية انقلابية يسطو على مقدرات الحزب منصبا نفسه أمين عام مدعما من طرف زمرة مجهولة الهوبة السياسية ضاربا على الحائط لكل نواميس واخلاقيات العمل السياسي المسؤول ” منجزا بذلك حالة غير مسبوقة في تاريخ السياسي” . مكرر السيناريو نفسه الذي أعابه على رئيس الحزب السابق وذلك بتنصيبه على رأس الحزب صحية أقلية مأجورة دون علم أي أحد يعقد المؤتمر ولا بمكانة فهذا المؤتمر يفتقد تماما لكل مقومات الشرعية المنصوص عليها من النظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب .
1)     عدم فتح باب الترشحات في الآجال القانونية والإعلان عن ذلك على أعمدة الصحف . 2)     عدم توزيع النيابات على الجهات. 3)     التخفي التام بعدم الإعلان عن مكان وساعة انعقاد المؤتمر حتى على وسائل الإعلام . 4)     منع أعضاء المكتب السياسي من التنقل للعاصمة والإتصال ببعضهم البعض . ولهذه الأسباب فإننا جميعا نستنكر مثل هذه الممارسات في دولة القانون والمؤسسات . نعتبر أن ما تم مهزلة في تاريخ الحزب الإجتماعي التحرري . ونتمسك بحقنا في عقد مؤتمر خارق للعادة حر ديمقراطي وشفاف . وختاما، نهمس في أذن السيد منذر ثابت أما الزبد فيذهب حفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
عن اللجنة الشرعية لاعداد المؤتمر محمد بوكثير عضو المكتب السياسي المكلف بالجهات الشرعي والقانوني .                                   الهاتف الجوال : 533.241 (98)


 

 

بيان إلى الرأي العام

من أجل إنقاذ عائلات من التشرد

 

نحن موظفو وعمال التعاضدية المركزية للبذور والمشاتل الممتازة وقع إيقافنا عن العمل بدعوى التطهير الاجتماعي للتعاضدية والأغلبية منا لا ينطبق عليهم نظام التطهير وشروطه سواء من ناحية السن أو الأقدمية إذ باتت هذه العملية تصفية حسابات لرئيس مجلس الإدارة و الدليل على ذلك القرار الذي اتخذه ضد المدير العام والمدير المركزي للموارد البشرية و إسنادها إلى المدير المركزي للدراسات والتنمية والحسابات لان هذا الأخير لا يرفض أي طلب لرئيس مجلس الإدارة و منذ ذلك القرار والتعاضدية تعد بدون مدير عام.

 

لهذه الأسباب نرجو تدخل الأطراف المعنية لوقف هذه المظلمة و الرجوع إلى نظام التطهير بكل مقاييسه و تطبيق قرارات سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي.

 

 

السن

رقم بطاقة التعريف الوطنية

الاسم و اللقب

32

02287206

الصادق الولهازي

44

00777232

محمد علي عبد الصمد

36

05197874

محرز الذوادي

43

00753666

زينب الزواوي

42

00745785

محمد الهادي العوني

40

00745785

اسماعيل العمراني

37

03760314

منور الرابحي

57

02712805

الهادي البناني

 

 

مصباح بن حسين

 

02575732

سعيدة البلدي

 

00336932

شامخ الشوامخ

 

04798063

انيس حمودة

33

00931435

وحيد البكوش

 

 


جمعيّة الصحفيّين التونسيين تونس في 20 جويلية 2006 بيــان
أمام تواصل حرب التّدمير وتقطيع الأوصال التي يتعرّض لها لبنان في ظلّ صمت دوليّ مخزٍ ومكشوف، تؤكّد جمعيّـة الصحفيين التونسيين :
* إدانتها للعدوان الإسرائيلي الغاشم والمبيّت على لبنان، واعتبارها الغطاء والدّعم الأمريكي لهذا العدوان اشتراكا مباشرا فيه. وتدعو الجمعية إلى ملاحقة المعتدين أمام المحكمة الجنائية الدوليّة، حيث يعتبر استهداف المدنيّين والمنشآت المدنيّة والصحيّة وقوافل الإغاثة الإنسانية جرائم حرب بمقتضى اتفاقيات جينيف. *  اعتبارها العدوان على لبنان والأراضي الفلسطينيّة شكلا من أشكال الإرهاب الدّولي، تتحمّل الولايات المتحدة وإسرائيل وحدهما مسؤوليّة ما قد ينجرّ عنه من ردود أفعال. * تضامنها الكامل مع الشعبين اللّبناني والفلسطيني ومقاومتهما الوطنيّة في ممارسة حقّها الطّبيعي في التصدّي للاحتلال والعدوان. وفي الوقت الذي تحيّي فيه الجمعيّة  التفاف كامل الطّيف اللّبناني حول الخيار الوطني ورفض مكوّناته للعدوان، فهي تندّد بدعوات التّخاذل التي وفّرت غطاء إضافيّا للجرائم المرتكبة في حقّ الشعب اللّبناني. * إدانتها للاعتداء على المؤسسات الإعلامية والصّحفيّين في لبنان وكذلك في فلسطين من قبل الجيش الإسرائيلي، وتذكّر الجمعيّة بموقفها المبدئي الرّافض لاستهداف الصّحفيّين أثناء قيامهم بواجبهم المهني. وتدعو جمعيّة الصحفيّين التونسيين كافة الزّملاء إلى الانخراط في المدّ التضامني مع الشعبين اللّبناني والفلسطيني ومقاومتهما الباسلة. عن الهيئة المديرة  الرئيس فوزي بوزيّان  

تونس ترسل مساعدات إنسانية عاجلة الى لبنان والفلسطينيين

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الخميس ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قرر ارسال مساعدات انسانية عاجلة الى لبنان والاراضي الفلسطينية تخفيفا لاثار العمليات العسكرية الاسرائيلية هناك. وذكرت وكالة الانباء الحكومية (وات) ان الرئيس بن علي جدد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة “مؤزارته للحكومة اللبنانية في مواجهة التداعيات الخطيرة واللاانسانية” للهجوم الاسرائيلي الذي خلف مئات القتلى وتدمير البنية التحية. واضافت ان بن علي اذن بفتح حساب بنكي لجمع التبرعات المالية لتمكين المواطنين من المساهمة في مجهود التضامن الانساني مع الشعبين. كما شدد بن علي خلال اتصاله بالسنيورة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي سريعا لوقف اطلاق النار وتقديم كل الدعم والمساعدة للبنان. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 جويلية 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


 

مأساة مساجين الرأي في تونس الصحة و التغذية:

شهادة السجين حسونة النايلي

 

سنة 1994 كنت في سجن برج الرومي بالغرفة 10 و كان الاغتسال يتم بعد فترات متباعدة قد تصل إلى قرابة الشهرين و بعد احتجاجنا و تشكينا إلى مدير السجن (المدعو بلحسن الكيلاني) اكتفى بقول:”الطقس بارد جدا و نخشى عليكم من الإمراض. و لا يقتصر انتشار الأوساخ على الغرف و الحشايا و الأغطية(التي تبقى لسنوات طويلة دون تغيير و لا غسل ) بل تشمل حتى أواني طبخ الأكلة و توزيعها بل إن نفس الأواني تستعمل للأكلة و تستعمل كذلك لتوزيع المياه ( عند تعرض جهاز التسخين ببيت الاستحمام الجماعي للعطب), و من الغريب أن عديد المكلفين بالطبخ و توزيع الأكلة مصابون بأمراض جلدية و ليسوا من الحريصين على النظافة. كما يتم- في عدد من السجون- و توزيع الخبز في نفس الأغطية التي تفترش للنوم و الجلوس.

لحبيب اماركي سويسرا


بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

 
إهداء إلى كل الذين قضوا و الذين ينتظروا و ما بدلوا تبديلا. الى روح الشهيد الهاشمي المكي و الى الاخت الفاضلة زوجة الشهيد و الى كل العائلة ماذا أهديكم؟ و منكم الشهداء و المساجين و المهجرين و المعذبين في وطنهم أهديكم عطر الوطن الباقي على الدوام و عطر أرواح الذين قضوا دفاعا عن الحرية فزينوا سديم الأرض و عطروه أهديكم وطن لا وهما ولا حلما و لكن متحققا في عقولنا و قلوبنا أهديكم نورا يسري و حرية تصنع و أهديكم أملا قائما قويا بعثر أعداء الحرية حروفه فغدى “ألما” يستشعره كل ضمير حي و “لؤما”  يمارس في حق الوطن أهديكم نورا يسري و حرية تصنع أهديكم يقينا برب العزة و يقينا بتحقق السعي مادام قائما و تذكروا قول ابي جهل “أعلوا هبل” و رد رسولنا الكريم “الله أعلى و أجل”  و أهديكم أخيرا وعد الله المتحقق بشرط الفعل

وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ

(القصص5) و قوله تعالى” 

وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ

”  و تصبحون على وطن الإمضاء احد الذين فقدوا الأمان في وطنهم فبحثوا عنه في وطن غيره

 

 

صدور  العدد  11 من “البواببة” – جويلية  2006

نشرية التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات

المحتوى
 
افتتاحية: حتى لا تكون قيم الجمهورية مغالطة كبرى / مصطفى بن جعفر
فلسطين:العدوان الإسرائيلي على غزّة:  “أمطار الصيف” أم أمطار الخزي ؟ ! / مولدي الرياحي مع الصحافة: ردّ على افتتاحية “أخبار الجمهورية” / مصطفى بن جعفر القيروان:  حفيظة شقير تحاضر حول قانون الأحزاب / أبو لميس جرجيس: خراب في مؤسسات تعليمية / أحمد زكريا الماقوري الكاف : أين دولة القانون ؟ / عبد القادر بن خميس  
 

حتى لا تكون قيم الجمهورية مغالطة كبرى

 

 بقلم : مصطفى بن جعفر
       إنّ الحديث عن النظام الجمهوري في تونس يجرّ حتما إلى التركيز على ما يمكن اعتباره ” المغالطة الكبرى” في تاريخ تونس الحديث. فالإعلان عن الجمهورية في ارتباط متين مع الاستقلال يعني أساسا: – وضع حد للحكم الفردي وما يقود إليه حتميا من استبداد. – تجسيم سيادة الشعب وحقه في تسيير شؤونه واختيار ممثليه بكل حرية. – إرساء التداول على الحكم- نصّا وممارسة- كركن أساسي لا يستقيم بدونه أي نظام جمهوري.  وقد كانت هذه المعاني حاضرة في مداولات المجلس التأسيسي. ويتّضح اليوم عبر قراءة واقعنا المعيش أنّ النظام السياسي في تونس لم يوفّق في تحقيق أيّ من هذه الأهداف. وقد مضى أكثر من نصف قرن على الاستقلال وتسع وأربعون سنة منذ الإعلان عن الجمهورية. فالقيادة السياسية تعاملت مع المجتمع بلغة الأب العليم مع الطفل القاصر، فهي وحدها تدري ما يصلح له، تخيط له فيلبس، وإن اعترض وخالف الرأي فهو جاحد ومناوئ. وبدون أن ننكر ما تحقق من إنجازات متفاوتة الأهمّية في عديد المجالات الاقتصادية والاجتماعية- وفي مقدمتها الثورة الأسرية التي أحدثتها مجلّة الأحوال الشخصية- والفضل فيها يعود لبعض الاختيارات الصائبة ولتضحيات جسام قدّمها الشعب التونسي بكلّ شرائحه، فالمتأمّل الهادئ والموضوعي للشأن التونسي يدرك اليوم أنّ حركة المجتمع تعطّلت ولربّما تعطّبت جرّاء الاستفراد بالحكم من طرف مجموعة محدودة فرضت رؤاها ومصالحها بالاعتماد على إدارة منحازة وقضاء طيّع وجهاز أمنيّ سياسيّ عادت له الكلمة الفصل في كلّ أمر في إطار تهميش كلّي للمؤسسات السياسيّة بما فيها مؤسسة التجمّع الدستوري. والسبب في هذا الانزلاق الخطير يرجع في رأينا إلى أنّ الماسك بالحكم وضع نفسه- بالنصّ والممارسة- في مكان محصّن لا مجال فيه للمحاسبة والمساءلة. أمّا حرية المنافسة والتداول على سدّة الحكم فهي ممنوعة حسب الدستور والقانون الانتخابي الحاليين. ولا يمثّل اللجوء قبيل
ولا يمثّل اللجوء قبيل الانتخابات إلى سنّ قانون استثنائي انتقالي يفتح باب الترشّح لبعض مسؤولي أحزاب المعارضة وخاصة الموالين منهم سوى محاولة إضفاء تعددية شكلية على انتخابات يعلم القاصي والداني أنّ نتائجها معروفة ومحسومة مسبقا.ولئن وقع التخلّص شكلا من الرئاسة مدى الحياة فقد جاء إلغاء الفصل 39 المحدد للولايات الرئاسية عندما دق جرس تطبيقه وعندما وجب احترامه، ليؤكد غياب الإرادة السياسية في الإصلاح مع الرجوع إلى رئاسة مدى الحياة غير معلنة لقد أصبحت لمسألة التداول السلمي على الحكم في البلاد العربية عامة وفي تونس خاصة رمزيّة متميّزة وضعتها في مقدمة أي إصلاح سياسي ديمقراطي جدّي. ولا يهمّ من يقوم بالإصلاح ليستفيد منه سياسيا وأدبيّا، المهمّ أن يكون الإصلاح لفائدة تونس والتونسيين.  والإصلاح يحتاج كمدخل عاجل إلى الاستجابة إلى ما التفّت حوله كلّ القوى الوطنية من ضرورة إخلاء السجون من المساجين السياسيين وتنقية المناخ العام بوضع حدّ لمحاصرة المعارضين وقمع الرأي المخالف بكلّ الأساليب. أمّا الإصلاح فإنّه يمرّ حتما عبر: – خلق الظروف الملائمة لتكريس الحرية التي سقط في سبيلها شهداء الاستقلال. – وضع دستور جديد يقطع مع ما تعرّض له دستور 1959 من ترميق bricolage وتغييرات ظرفية على المقاس ويبني لنظام جمهوري حقيقي. – بعث مشروع تنموي يؤهّل اقتصادنا للمنافسة والتصدّي لسلبيات العولمة ويحقق العدالة في توزيع الثروة الوطنية. من أجل ذلك سيواصل التكتّل والتكتّليّون نضالهم، أوفياء لشهداء التحرير متشبّثين بقيم الجمهورية الحق. مصطفى بن جعفر
 
(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)


ردّ من الأمين العام مازلنا ننتظر نشره…

 
السيد رئيس تحرير جريدة أخبار الجمهورية، تحية طيبة،  تبعا لافتتاحية جريدتكم بالعدد 814 الصادرة  بتاريخ 04 ماي 2006، تشرفني مراسلتكم قصد تقديم ما أعتبره ردا على مضمون نصّكم.        ما كنت أتصور أن وقفة عرضية في بهو فندق مع السيد المنصف بن مراد ستقودني إلى صدارة “الافتتاحية” في جريدته الغراء “أخبار الجمهورية”، و لاتهمني هنا الشكليات فمن المهم أن تهتم صحافتنا  بالعلاقة بين السلطة و الأحزاب الوطنية خاصة في هذا الظرف الذي يتميز بحالة توتر ويتطلب عاجلا فتح حوار وطني شامل  في جملة المسائل العالقة ، خاصة و أن هذه المسألة  تتعلق في جوهرها باحترام الحق في الاختلاف وهو ما دفعني إلى توضيح و تعليق. أما التوضيح فهو يخص الفقرة عدد 2 من مقالتكم حيث تساءلتم: “كيف يمكن أن تستمع (السلطة)  له (للحزب السياسي) أو تتعامل معه و أن تكون لها علاقات طبيعية مع حزبه وهي مستهدفة بكلمات جارحة وبدائية وغير مقبولة على الإطلاق”. لا أدرى أين وجد السيد محمد المنصف بن مراد في وثائق التكتل و بياناته ،أي في ما يلزمه سياسيا، “الكلمات الجارحة والبدائية و الغير مقبولة على الإطلاق”، كما لم يكن في لقائنا المرتجل ما يحيل على موقفه هذا من خطابنا وسلوكنا السياسي. و  يعلم الأستاذ رئيس التحرير حق العلم أن أهداف التكتل تتمثل في تجسيم دولة القانون و المؤسسات، بعيدا عن المهاترات و القدح في الأشخاص، ففي النظام الديمقراطي لا مكان للتذييت والشخصنة و إنّ الأشخاص، مهما عظم شأنهم، عابروا سبيل أما الدائم القار فهو المؤسسات الممثلة و ذات المصداقية وهي التي بدونها لا يمكن أن تستقر الأحوال. أما التعليق فهو يخص جوهر الموضوع حيث أن العلاقة بين السلطة و المعارضة ستبقى مضطربة و غير مستقرة طالما لم تؤسس على احترام حق الاختلاف و احترام القانون (على علاته) و التعامل بندية و لو اختلت موازين القوى لفائدة الأغلبية الحاكمة، وهو أمر عادي و طبيعي طالما تم احترام قاعدة التداول على الحكم وهي أساس الديمقراطية. ويكمن المشكل في أن تصور السلطة لتسيير شؤونها مبني على قاعدة الإجماع ومن خرج عليه فردا كان أو حزبا أو منظمة فليس بمعارض يمارس بحرية حقا يضمنه الدستور بل عدوا مشاكسا للنظام. و  فرض الولاء الذي قبله البعض و رفضناه لأنه لا ولاء إلا لتونس، فالمسؤولية ترجع بالأساس للماسك بزمام الحكم. و لاشك أن التصرف السليم يجلب ردود فعل سليمة. ولا أرى تنظيما يتمتع بحقوقه الأساسية يجد حضه في وسائل الإعلام السمعية و البصرية و المكتوبة ويجتمع بالمواطنين في الفضاءات العمومية وهو ما يفترض إدارة وطنية محايدة ، فلا أرى تنظيما يجد مثل هذا التعامل فيتناساه ويركن إلى الكلمات الجارحة و البدائية وهو مبني أيضا على مزاجية و حساسية مفرطة يمكن أن تزج بالعلاقة في حلقة مفرغة من رد فعل إلى رد فعل مضاد وهو ما يخرج غالبا لغة السلطة من قوة الحجة إلى حجة القوة. و يعلم الجميع أنّ التكتل من أجل العمل والحريات متمسك دائما بلغة الحوار مع مختلف مكونات الساحة السياسية و يعتبر هذا المبدأ الأصلي المدخل الرئيس لإحداث نقلة نوعية في مستوى العلاقات بين كل الفاعلين، و أنه ما يمكن أن يضمن وفاقا وطنيا حقيقيا بخصوص جملة المسائل الأساسية. و نحن نملك القدرة دائما على الإقناع بصواب هذا النهج لكن هناك جهات غير مستعدة لسماع صوت المختلفين معها ولا يمكن إقناعها لرفضها مبدأ الحوار و عدم استعدادها لخلق النقلة التي يتمناها كل التونسيين.     
 
مصطفى بن جعفر
 
(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)

جهـات

 
جرجيس- أحمد زكريا الماقوري
 
شيشة هذه العادة السيّئة المسيئة للصحّة والمحيط غزت مدينة جرجيس وأصبح لها روّادها وغصّت بهم كلّ المقاهي المنتشرة بالمدينة وهذا دليل على البطالة المتفشية في أوساط الشباب والكهول إلاّ أنّ المواطن يعجب من أمر المسؤولين الذين نراهم في أوقات العمل بالمقاهي يحضنون تبغ شيخ البلد والجيراك وكلّما بحثت عنهم داخل مؤسساتهم لا تجدهم
 
“العضمة الحارمة” كلمة أطلقها أهالي جرجيس على أعضاء المجلس البلدي المنصّبين من قبل الحزب الحاكم وأضافت لهم وزارة الداخلية ديكورا غير جميل مكوّنا من ستة أعضاء من الأحزاب البرلمانية ورغم كل هذا لم يتحسن شيء: الأوساخ منتشرة في كل مكان وخاصة داخل الأحياء والطرقات تنقض الوضوء والإنارة غير موجودة.
 
أحزاب الظاهر حزب “معارض” يملك “باتيندة” العمل السياسي ظاهره قومي وباطنه تذيّل وانبطاح كُلّف بمهمّة داخل المقاهي يشرح فيها رفضه الاستقواء بالخارج وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية. ولكنّه لا يتحدث عن الاستقواء بالصهيونية وزيارة سيلفان شالوم والمستشار التونسي الذي سافر إلى تل أبيب للاطمئنان على صحة شارون…
 
حالة طوارئ عاشت ولاية مدنين استنفارا أمنيّا كبيرا بمناسبة قدوم عدد لا بأس به من اليهود لزيارة الغريبة بجربة. حيث يتعرض المواطن يوميا إلى الاستظهار ببطاقة تعريفه وتفتّش جيوبه وسيّارته. كما تضاعف عدد البوابات الأمنية ونقاط التفتيش ولأوّل مرة يتنقل أعوان الأمن حاملين البنادق الرشاشة والهراوات والمسدسات في حين سخّر البوليس السياسي سيارات تحمل علامة كراء.
 
تضليل إعلامي قالت إذاعة تطاوين إنّ جامع سيدي كبير قد تم بناؤه من قبل السلطة في حين يعلم الجميع أنّ هذا المسجد بني على الطريقة الشرفية من طرف مواطني الجهة. والدليل أنّ هذا المسجد بقي مغلقا لمدة سنتين بعد إنجازه وكان الافتتاح في شهر رمضان 2004.
 

خراب في مؤسسات تعليمية

انهارت إحدى القاعات بالمدرسة الابتدائية قصر أولاد سعيد طريق جربة ومن ألطاف الله أنّها كانت خالية من التلاميذ. وبعد هذا الحادث تم تعطيل 6 قاعات والتلاميذ على أبواب الامتحانات. وضع آخر ينذر بالخطر ويحتاج إلى التدارك، وهو وضع المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بجرجيس التي بنيت سنة 1890. فمتى ينتبه المسؤولون ؟ فالمدرسة شيء مقدّس وإحاطتها بالعناية واجب وطني.

 

الكاف- عبد القادر بن خميس

 
وردت علينا من مدينة الكاف أخبار تبيّن مدى صحّة مفاهيم “دولة القانون” و”حياد الإدارة” و”بلاد الأمن والأمان” وتشير إلى العراقيل اليومية التي يتعرض لها نشاط التكتل
 

إلغاء تظاهرة كشفيّة بسبب دعوة معارض

بمناسبة خمسينية الاستقلال أدرج اسم عبد القادر بن خميس منسّق الهيئة الجهوية للتكتل بالكاف ضمن قيادة الكشافة المؤسسين بجهة الكاف والذين وقعت دعوتهم لحفل تذكاري بنادي الجهة للكشّافة بالكاف ووزّعت الدعوات للغرض، غير أنّ المعتمد الأوّل ثارت ثائرته حين علم بالأمر وتدخّل على الفور لإلغاء الحفل مؤنّبا قائد الجهة للكشافة الحالي ومنبّها عليه بعدم دعوة هذا المعارض في المستقبل.

 

تحقيقات أمنية إثر تدشين مقرّ التكتل

إثر تدشين مقر التكتل بمدينة الكاف اعترض البوليس السياسي النقابي بالتعليم الثانوي بالجهة عادل الخليفي ويوسف السمعلي عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين (مجموعة الخصخوصي) ونورالدين الأشهب (نقابي ومربّي متقاعد) وطلب منهم تقديم معلومات عن الحاضرين من تونس العاصمة وغيرها من الجهات وعن المواضيع التي أثيرت في هذا الاجتماع.

 

إجبار على الاستقالة

منع السيد حسين السندي وهو تاجر متجوّل وعضو هيئة التكتل بالكاف من الانتصاب في أسواق الكاف ومعتمدياتها ويتولّى “المكّاسة” طرده كلّما همّ بعرض بضاعته. ولدى قيامه بشكوى في مركز الشرطة أشاروا عليه بالاستقالة من التكتل حتى يستعيد مورد رزقه. كما أعلم السيد محمد بن خميس عضو هيئة الكاف للتكتل وهو طبيب متعاقد تخرّج منذ 3 سنوات أنّ عليه الكف عن نشاطه السياسي وإعلام الوالي باستقالته كتابيا حتى تقع الموافقة الأمنيّة على مطلبه للعمل بالمستشفيات العمومية. 

 
(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)

أحـداث
 
19 أفريل : إضراب أساتذة التعليم الثانوي 18 ماي : الإضراب الثاني لأساتذة التعليم الثانوي. 11 ماي : إضراب عام في التعليم الأساسي. 9 ماي : المصادقة على القانون المنظّم للمعهد الأعلى للمحاماة والهيئة الوطنية للمحامين تدعو إلى اعتصام في دار المحامي احتجاجا على إقصائها من لجان صياغة مشروع القانون. والبوليس السياسي معززا بأعوان حفظ النظام يحاصرون قصر العدالة ويمنعون وفد المحامين من التوجّه إلى البرلمان. 11 ماي : اعتداءات جديدة على المحامين أمام قصر العدالة في تونس. 18 ماي : الهيئة الإدارية الوطنية للتعليم الأساسي تقرر الإضراب يوم 7 جوان. 24 ماي : اجتماعات عامة للأطبّاء الجامعيين بكليات الطب بتونس وسوسة وصفاقس. 27 ماي : منع عقد المؤتمر الوطني السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وحالة استنفار أمنية في جميع مدن البلاد لمحاصرة المناضلين ومنعهم من التنقل إلى العاصمة. 31 ماي : إضراب أعوان الصحّة ونسبة نجاح قدّرتها مصادر اتحاد الشغل بـ 97 % في حين أوردت وسائل الإعلام الرسمية نسبة 15 %. 6 جوان : إقالة كاتب الدولة للأمن الوطني محمد علي القنزوعي وتعيين عبد الستار بنّور مديرا عاما للأمن وعبد الرحمن الإمام في منصب آمر الحرس الوطني. 7 جوان : إضراب التعليم الأساسي 7 جوان : تجمّعات أساتذة التعليم الثانوي أمام الإدارات الجهوية للتعليم. 15 جوان : البرلمان الأوروبي يصادق على لائحة يطلب فيها من الحكومة التونسية أن تقدم جوابا عن منع عقد مؤتمر الرابطة  واستخدام العنف ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين. 26 جوان : تجمّع نقابي لأساتذة التعليم الثانوي أمام وزارة التربية. 2 جويلية : زيادة في أسعار المحروقات هي الخامسة من نوعها في ظرف سنة منذ جوان 2005.
 
(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)

 


عندما تتحول الورود إلى أشواك

 
لـمّا جاءها المخاض ذات ضحى أسرعت الريفية إلى جذع زيتونة تتشبث به محاولة ابتلاع الوجع. وفجأة ومع صرخة الولادة انسابت من المولود المسكين دموع غير عادية زادت في ذهول الأمّ التي أفاقت من إغفاءة المخاض على تحوّل الدموع إلى وردة في لون الدم الذي انساب فيها فغمرتها الدهشة ولم تتمتع باسترخاءة ما بعد الولادة لتبذل بقية العمر في رعاية الابن ووردته. لما اشتدّ عود الطفل وعلم قصة الوردة صار يلوذ بها كلّما ضاق صدره بظلم الحياة فكان يجلس أمامها يشكوها آلامه وتنساب الدموع من مقلتيه لترويها فتنبثق إلى جانبها في كلّ مرة ورود جديدة حتى غطّى الورد برونقه التلّة وغزا فضاءها بشذى عطره. وأصبحت المنطقة قبلة السياح من كل أصقاع العالم يأتونها فيمتعون أنظارهم بجمال ورودها وأنوفهم بزكيّ عطرها ويلتقطون الصور للفتى البائس الباكي حتى قرر الملك تسييج حديقة الورود وإلحاقها بأملاك الدولة لتنظيم الرحلات السياحية إليها. وكان الفلاح الشاب قد بدأت تأخذه الفحولة والشهامة فقرر الدفاع عن حديقته حتى الموت. ولما قتل وارتوت الورود بدمائه تحوّلت إلى أشواك تخز كل قدم تحاول أن تدوس أرض القبلة التي احتلّها قبره فهجرها السياح وفرّ منها جند الملك.

زكية الضيفاوي

(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)
 


خاسرين رابحين…  في الكرسي قاعدين

 
للأسف الشديد فشل فريقنا الوطني في المونديال أزيح في الدور الأوّل فعمّ الاستياء وكثر القيل والقال كان من الممكن لو باشرنا أمورنا برصانة وجدّية وتجنّبنا توظيف الكرة للدعاية السياسيّة كان من الممكن أن لا نجعل منها قضيّة: فالرياضة تحكمها حقيقة الميدان لا يحكمها قرار مسبق أو تكهّنات أو رهان ولكنّ المسؤولين اختاروا زرع الأوهام و”قرّروا” النجاح قبل بداية المشوار وفاتهم أنّ أمهر اللاعبين قابل للعطب ولو كان من صنف المستعار أمّا اليوم وقد أهدرنا الفرصة ورجع الفريق بخُفّي حُنين أليس من الغريب أن يتصرّف المسؤولون وكأنّهم غير معنيين التفتوا إلى الوراء وأحيوا ما حصل في السابق من تتويج وانتصار وعملوا بقاعدة: “رغم الخسارة فنحن الرابحون” وجدّدوا ثقتهم في لومار. كوّارجي متقاعد
 
(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)
 


كل عام وفلسطين بخير

 
  أسوق لكم خبر عائلتين فلسطينيتين كانت تعدّان العدّة من أجل القيام بعملية مصاهرة بينهما. فقد توجّه والد العريس إلى دار العروس وطلب منهم إعلامه بقيمة المهر الذي يطلبونه لابنتهم. وقد كانت دهشة الحاضرين كبيرة عندما وقف والد العروس وقال إنّه لا يريد لابنته مهرا سوى مقلاع وكمية من الحجر… ونحن نعيش هذه الأيّام على وقع الاعتداء الإسرائيلي الجديد على غزّة وعلى لبنان لا يسعني إلاّ أن أقول : إلى روح كلّ شهيد مضى يكافح والثأر من قصده فسال الدم الحر فوق الثرى وفاء بما كان من عهده فقل للذي ظلّ في دربه وأنهكه الخطب عن رشده دماء الشهيد منار الطريق لمن يحفظ العهد من بعده
 
حسّان الحاجبي طالب بكلية الآداب بالقيروان  
(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)


أنشـطة
 
انعقاد المكتب السياسي الموسّع للتكتل   انعقد بمقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يوم الأحد 4 جوان 2006 الاجتماع الشهري للمكتب السياسي مع المسؤولين الأولين للحزب في الجهات. وفي هذا الاجتماع قدم الأمين العام عرضا عن الوضع العام في البلاد، وعن نشاط الحزب وعلاقاته الدولية. وعلى إثر النقاش الذي استغرق حوالي خمس ساعات، عبّر الحاضرون عن موافقتهم على البيانات التي كان المكتب السياسي قد ساند فيها نضال المحامين من أجل استقلاليتهم وحق الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في عقد مؤتمرها السادس بكل حرية. و ندّدوا  بالعنف الذي تعاملت به الشرطة مع المحامين ومسؤولي الرابطة ومناضليها والشخصيات التونسية والأجنبية المدعوّة لحضور مؤتمرها. و عبّر الحاضرون عن تضامنهم مع فرع بنزرت على إثر إيقاف المناضلين علي بن سالم ولطفي الحاجي وحمدة مزقيش ومحمد بن سعيد في ظروف سيئة، ويرون أنه يجب أن يجري تحقيق حول هذه الظروف بدل أن تعمد السلطة إلى تتبعات أمنيّة وقضائيّة ضد مناضلين لم يقوموا إلا بواجبهم كما عبّر المجتمعون عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الاجتماعي ممّا دفع قطاعات هامة مثل قطاعي التعليم و الصحة  إلى شن إضرابات لاقت تجاوبا واسعا، و طالبوا الحكومة بأن تعي بخطورة المشاكل و أن تسخّر جهودها للبحث عبر التفاوض الجدي عوض تسخير وسائل الإعلام لمغالطة الرأي العام والتقليل من حجم التعبئة النقابية.  وفي إطار تقييم نتائج اللقاءات الأخيرة التي أجراها الأمين العام، في بروكسيل يوم 22 ماي 2006 بمقر الحزب الاشتراكي الأوربي. ثم بمقر الحزب الاشتراكي الفرنكوفوني البلجيكي. وأخيرا بالبرلمان الأوربي. وفي باريس يوم 24 ماي 2006 بمقر الحزب الاشتراكي الفرنسي. وقد ثمّن المكتب السياسي الموسع الموقف الداعم الذي أبداه كل من الحزب الاشتراكي الأوربي والحزب الاشتراكي الفرنسي والحزب الاشتراكي البلجيكي والمجموعة الاشتراكية بالبرلمان الأوربي إزاء النضالات التي يخوضها الديمقراطيون التونسيون من أجل الحريات واحترام حقوق الإنسان، وقد عبّر المكتب السياسي الموسّع عن مساندته لجهود مختلف الأطراف والهادفة إلى دعم وتطوير العلاقات الثنائية والمبادلات مع قوى التقدم في العالم وخصوصا مع الأحزاب الصديقة المنتمية إلى الاشتراكية الدولية . وبخصوص الوضع الداخلي للحزب ندد المجتمعون بالعراقيل التي تتعرض لها هياكل التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في نشاطها اليومي، وبما يطال مسؤوليها ومناضليها من ومضايقات. وفي هذا الصدد استعرض المجتمعون حالة الأخ الهادي المناعي منسق جهة جندوبة  الذي أصبح منذ مدة طويلة هدفا لمضايقات يومية تعرقل عمله وتمنعه أحيانا حتى من مجرد التنقل. كما استعرض حالة الأخ جلال بوزيد من صفاقس المحروم من جواز سفره والذي منع، بالتالي، من المشاركة في مؤتمر علمي دولي. وكذلك حالة الأخ محمد بن خميس الطبيب المتعاقد وحسين السندي التاجر المتجول اللذين أجبرا من طرف مسؤولين وسلطات جهوية في الكاف على الاستقالة من التكتل وإلا فقدا لقمة عيشهما … وعبّر المجتمعون عن استيائهم من عدم رد وزير الداخلية إلى يومنا هذا على الرسالة المضمونة الوصول التي وجهها الأمين العام بتاريخ 20 أفريل 2006 لطلب مقابلته حتى يعرض عليه كل هذه المشاكل. ومن جهة أخرى، عبر المجتمعون عن إصرارهم على مواصلة عملهم رغم كل هذه الصعوبات والمشاكل الناتجة عن تشديد الخناق على الحياة السياسية بالبلاد، وذلك لتحقيق المزيد من الإشعاع لحزبهم وتمكينه في أقرب الآجال من صحيفة تكون أداة اتصال مع المواطنين وإطارا للحوار والنقاش مع القوى الحية بالبلاد.

 

(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)
 

متابعات

القيروان: حفيظة شقير تحاضرحول قانون الأحزاب

 
نظّمت الهيئة الجهوية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بمقرها في القيروان      يوم 14 ماي 2006 ندوة سياسية ألقت خلالها أستاذة القانون بالجامعة التونسية حفيظة شقير محاضرة بعنوان “قانون الأحزاب بتونس وواقعه الراهن”

وقدّم الأخ عبد الرحيم الماجري للمحاضرة بتعريف الحزب السياسي العصري بأنّه طائفة من المواطنين يعملون تطوّعا دفاعا عن جوامع فكرية ومنطلقات ومبادئ مشتركة توجه خطاه وترسم مرماه وهي التداول على السلطة. وتدير الحزب العصري قيادة جماعية متناغمة الرؤى فيغدو الحزب مفكرا جماعيا penseur collectif كما عبّر عن ذلك أحد علماء الاجتماع السياسي المعاصرين. فلم يعد الحزب مبنيّا على جاذبية زعيم أوحد- تذهب ريح الحزب بذهابه- أو مقاما على عصبيّة من الاعتقادات العامة أو التكاتف الدموي أو الحميّة الجهوية. واستهلت حفيظة شقير محاضرتها بتعريف الحزب السياسي كما جاء في نصّ الدستور (المادة8) وفي نصّ قانون الأحزاب. ورأت أنّ ما ورد فيهما يقيّد تأسيس الأحزاب بتونس- فضلا عن معضلة تسليم الوصل من وزارة الداخلية وانتظار الشهور الأربعة من السكوت (لا يطبّق السكوت في الواقع إلاّ في حالة تأسيس جمعية من الجمعيات). ومن ذلك اشتراط احترام العروبة والإسلام من قبل مؤسسي حزب من الأحزاب… ويعني هذا مثلا منع تأسيس حزب على أساس هوية بربرية. وهذه الترسانة من الاشتراطات المنصوص عليها في الدستور وفي قانون الأحزاب، على إهدارها لحرية المواطنين في تأسيس ما يرغبون فيه من أحزاب، هي أفضل بما لا يقاس بالواقع الحزبي المتردي والباعث على الأسف في بلادنا.                                     4 ومنذ 1959 وفيها خضع تأسيس الأحزاب للقانون الخاص بالجمعيات، مرّ مفهوم الحزب السياسي بتونس بمرحلتين: الأولى سنة 1959 والثانية جاءت سنة 1988 بثلاثة نصوص الأوّل خاص بالأحزاب والثاني بالجمعيات والثالث بالمنظمات غير الحكومية. وقالت المحاضرة إنّنا مررنا في الحقيقة ومنذ الاستقلال من نظام التعددية الحزبية إلى نظام الحزب الواحد ومن نظام الحزب الواحد إلى النظام التعددي. وكلا النظامين نظام حزب واحد في الواقع أو يكاد، ذلك أنّ القوانين المكتوبة (وغير المكتوبة) من شأنها تقييد عمل الأحزاب ذوات التأشيرة فضلا عمّا تكابده الأحزاب غير القانونية. والأدهى من ذلك أنّ بعض الأحزاب القانونية غير الموالية للسلطة لا تمنح نوّابا وبالتالي لا تمنح تمويلا عموميا بصرف النظر عن مدى نشاطها وإشعاعها ووجودها المؤثّر في الساحة السياسية. ثم تساءلت المحاضرة عن سبب التأكيد في الدستور على النظام الجمهوري بينما النظام الجمهوري في بلادنا- ومنذ إعلان الجمهورية- هو نظام رئاسوي. والفرق أنّ النظام الرئاسي يحدّد المهامّ ويوزّعها حتى داخل السلطة التنفيذية بينما النظام الرئاسوي يمنح كل السلطة الفعلية للرئيس. وعرضت المحاضرة القيود التي تكبّل عمل الأحزاب غير الموالية وخاصة طرق المراقبة الأمنيّة المسلّطة عليها في كل مناحي نشاطها وحتى في أبسط أعمالها وكأنّ السلطة القضائية لا عمل لها بالمرة… من ذلك وجوب إعلام وزير الداخلية أو الوالي بكل ما يطرأ من تغيير في قيادات الأحزاب وفي الهيئات الجهوية التابعة لها أو حتى في تغيير مقراتها وكذلك منعها من تلقي الإعانات من الخارج أو حتى من الأجانب القاطنين بالبلاد. وعدّدت الأستاذة حفيظة شقير كثيرا من القيود المانعة لمسيّري الأحزاب المذكورة من الترشح لرئاسة الجمهورية. واستعرضت في عجالة نواقص المجلة الانتخابية الصادرة سنة 1994 ومنها مثلا فوز القائمات المتحصّلة على 51 % من الأصوات بكلّ المقاعد… ومنها أيضا التمثيل النسبي المكيّف… وتساءلت المحاضرة في النهاية : هل نحن في مرحلة نظام تعددي فعلي أم ما زلنا في المرحلة سيئة الذكر التي يهيمن فيها على المجتمع السياسي حزب واحد يحتكر السلطة ثروة ونفوذا وإدارة ولا تُحلّ المشاكل إلاّ بالحلول الأمنيّة الصرف؟ انطلاقا ممّا سبق طالبت المحاضرة بإلغاء وجوب الترخيص للأحزاب والجمعيات واعتماد نظام الإعلام فقط. ورأت أنّ الحلّ الأنسب هو ترك أبواب العمل مشرعة أمام الأحزاب بما في ذلك وسائل الإعلام كافة. وكذلك طالبت برفع يد الرقابة على الأحزاب والجمعيات وتمويلها حكوميّا بدون تمييز وتمكينها من المشاركة الحرة في كل المجالس التمثيلية على اختلافها. ثم فتح باب النقاش، فمن المتدخلين من رأى قانون الأحزاب الصادر في 1988 تراجعا عن قانون الترخيص للأحزاب الصادر في أثناء تولي مزالي الوزارة وهذا القانون بدوره يمثّل تراجعا أكبر بالنسبة إلى قانون الجمعيات الصادر في 1959 وهو القانون  الذي سنّ من أجل قمع الحركة السياسية. واللافت أنّ المجتمع التونسي لم يتقدم في صنع آليات للحركة الديمقراطية ببلادنا وإذا كان التزوير الذي لجأ إليه الحزب الحاكم في انتخابات 1981 فجّا وصبيانيا فإنّ ما تلاه من تزويرات انتخابية أضحت بأيد ماهرة ماكرة. وألحّ متدخل ثان على أهمية العمل الجبهوي لتطوير الحركة الحزبية وهو القادر وحده على التصدي لهذه القوانين المكرّسة للدكتاتورية ولإطالة عمر الحزب الواحد عمليا. ذلك أنّ هذه القوانين من جهة وتطبيقها الأسوأ من جهة ثانية من شأنها التأثير سلبا على المواطن. ونحن نرى اليوم المواطنين وقد تحوّلوا إلى مستقيلين من مواطنتهم وكأنّهم “براينية” في وطنهم. وتعرض متدخل ثالث إلى استبدادية قانون الأحزاب وقانون الصحافة والمجلة الانتخابية من حيث تكبيلها للعمل السياسي للأحزاب مما يجعل السلطة مانحة ذهب المعزّ للموالين من الأحزاب “المعارضة” لها، مانعة إيّاه عن الأحزاب المعارضة الحقيقية مثل التكتل والديمقراطي التقدمي. وتساءل المتدخل نفسه كيف يمنح وزير الداخلية التراخيص ويمنعها وهو الحكم بوصفه الوظيفي ومنتم إلى الحزب الحاكم بوصفه السياسي فهو خصم وحكم في الوقت نفسه. وتدخلت إحدى الحاضرات فعبّرت عن إخفاق المسؤولين إبّان الاستقلال وبعده في بناء مجتمع سياسي تعدّدي فعليّ منبثق عن مجتمع مدنيّ منظّم في هياكل لا تزول بزوال الأشخاص بل تبقى ما بقي الشعب فهي ملك له وهو الحارس الأمين عليها. ففي البلدان الديمقراطية تمرّ الحكومات وتبقى المؤسسات. أمّا في البلدان غير الديمقراطية فالعكس هو المشاهد. وأكّدت أنّ جمهورية الغد ومدرسة الغد وكلّ مضافات الغد هي من المفروض أن تكون من مشمولات السلطة والمجتمع المدني في الحقيقة. ودون مساهمة المجتمع المدني في الحياة السياسية يبقى الغد مفتوحا على كل المجهولات الممكنة. وقال متدخل إنّه من الغريب أن لا يبالي بعض من الديمقراطيين بأهمية الأحزاب في الحياة السياسية بل إنّ البعض منهم يشكك في جدوى وجود أحزاب متعددة ببلادنا. وجزم متدخل بأنّ العهد الجديد لا يمثل أية نقلة نوعية بالنسبة إلى العهد القديم. وقال إنّ دار لقمان على حالها- إن لم تزد تداعيا- وما الترميمات الضئيلة التي أدخلت عليها إلاّ من فضل 26-26.

أبو لميس – القيروان 

(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)

 

د.منذر صفر معارض تونسي لا يكل

 

 
 

أجرى الحوار الطاهر العبيدي-خاص بالوسط التونسية: 
http://www.tunisalwasat.com الدكتور منذر صفر، تونسي المولد والجنسية والانتماء لا فقط لتونس، بل للإنسان المظلوم والمضطهد في أي مكان ومهما كان من هذا العالم، من يعرفه من قريب أومن بعيد، سرعان ما يكتشف أنه مصطف دوما إلى جانب الفقراء والمظلومين والمضطهدين، ومنخرط ميدانيا وفعليا ودون تحفظ في الدفاع عن اللاجئين السياسيين ومسلوبي الأوطان، ويجتمع الكل على نجاعته في العمل الحقوقي، وهو معارض شرس لا يبيع ولا يشتري في القضايا الوطنية، يمتاز بالتواضع والمصداقية، مما جعله على اللائحة السوداء للنظام التونسي، ومن أجل تخندقه في النضال المستمر إلى جانب قضايا التحرر والمساجين، دفع فاتورة باهظة لا زال وجهه يحمل علامة عميقة، اثر الاعتداء السياسي الذي تعرض له، بالإضافة إلى تمركزه على خطوط التماس لمحاربة الصهيونية، ما جعله يتلقى حوالة بريدية بها رصاصة مصحوبة بورقة تقول: المرة القادمة تكون في صدرك، وقد تمكن البوليس الفرنسي أخيرا من معرفة الجاني، وهو أحد المتطرفين الصهاينة، حاولنا الجلوس إلى الدكتور منذر صفر والسفر معه في بعض مراحل الصبا والشباب ليكون هذا الحديث المفتوح. بعجالة لو تعطينا لمحة عن نشأتك؟ ولدت في تونس العاصمة، وتحديدا بباب منارة وهو حي يتكون من بورجوازية صغيرة وشرائح من الكادحين، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة الصادقية والتعليم الثانوي في العالوية، وفي سنة 1965 وعلى إثر التحركات الجامعية، عرفت العنف البوليسي وعمري آنذاك 15 سنة، حيث أصيب أحد زملائي من المتظاهرين في رأسه، وفي المساء أرسلت رسالة باللغة الفرنسية إلى وزير الداخلية أحتج فيها على العنف البوليسي، وقد جاءني استدعاء من وزارة الداخلية وأنا في فصل الدرس، وكما ذكرت عمري 15 سنة فقد اصطحبني والدي إلى الموعد، وهناك استقبلنا مدير مكتب وزير الداخلية، وقد كذب كل ما جاء في رسالتي، وأضاف بلهجة حادّة أمام والدي، قائلا لي” إذا لم تكن مقتنعا عندنا “بيت الصابون” يقصد بيت العذاب-كما عرفت معناها لما كبرت-، ستجعلك أكثر اقتناعا، واستمرّ طيلة الجلسة يطلق عبارات التهديد والوعيد والتخويف، والتأكيد على عدم العودة لهذه الأشياء، التي تعتبر عصيانا وتمردا على القانون… كيف كانت بداياتك في العمل المعارض؟ شاركت في مظاهرة داخل المعهد سنة 67 بمناسبة 7 جوان، ثم جاءت أحداث 8 ماي 1968 الفرنسية، وهنا حاولت فهم العالم، وفي آخر سنة البكالوريا انخرطت في الاطلاع على أفكار الماركسية، ومنها الفلسفة البوذية، تلك الديانة المعروفة بعدة طقوس منها ارتفاع النفس إلى درجة عليا ” stade supérieur”… ما هي الدوافع التي جعلك تهجر الجامعة التونسية؟ في الجامعة التونسية درست بعض الأشهر ، من سبتمبر الى أفريل 1969، وقد رأيت أن الدراسة بالنسبة لي لم تكن ثرية، وهي تعتمد أكثر على الحفظ دون النقاش الفلسفي العميق، بالإضافة إلى أن الأجواء الثقافية والسياسية كانت خانقة، كما أحسست أن المناخ السياسي والاجتماعي كان رديئا… في أي ظروف واصلت دراستك في فرنسا؟ في فرنسا رسمت في جامعة ” فانسان” لدراسة العلوم الاجتماعية، ولكن لأسباب مادية لم أواصل الدراسة، ومع ذلك كانت تجربة السفر ومغادرة تونس تجربة مفيدة، وفي المهجر احتككت بأوساط يسارية وماركسية تونسية وغير تونسية، وفي سنة 1970 قرّرت الرجوع إلى تونس للدراسة في قسم التاريخ، وقد ناضلت في دوائر اليسار ” العامل التونسي”، وكنت أنشر في جريدة “la gazette” الممنوعة، والتي توزع بطريقة سرية وتحتوي على أربع صفحات، ما سبب فرارك من تونس واستقرارك بباريس ؟ أثناء المحاكمة التاريخية في أوت 1974، وقع استجوابي من طرف البوليس التونسي ثم أطلق سراحي، وبعد صدور الحكم بالسجن على زملائي، فهمت أني محاصر وسيأتي دوري، ففررت بجواز سفري العادي، كان ذلك يوم 3 سبتمبر 1974 بمناسبة الاحتفالات بذكرى عيد ميلاد الرئيس بورقيبة، الذي يقام كل سنة في مثل هذا اليوم، وهي مناسبة تستنفر لها كل أجهزة البلاد الأمنية والحزبية، في هذا اليوم تجهزت للسفر عن طريق الباخرة من تونس لمرسيليا، قدّمت جواز سفري فوقع حجزه، وركب كل المسافرين وتعطلت الباخرة بسببي، وظل بوليس الميناء يتصل بالمسؤولين الأمنيين الكبار، الذين يملكون الصلاحية في هذا الأمر، غير أن كل من يتصلون به يجدونه في احتفال ذكرى عيد ميلاد بورقيبة، وتعطلت الباخرة كثيرا، وتعطل المسافرون وأمام هذا التخبط في اتخاذ قرار، يمنعني من السفر، طبعوا لي الجواز، وكأنه تخلصا من تذمر المسافرين، وهنا تنفست الصعداء.. كيف كانت عودتك بعد 10 سنوات من الغربة؟ بقيت في فرنسا من سنة 1974 إلى سنة 1984، أتممت خلال هذه المدة شهادة الدكتوراه في التاريخ، ومن المفارقات عدت إلى تونس سنة 1984، وقد تزامن رجوعي مع ثورة الخبز، التي ابتدأت في 31 ديسمبر 1983، حضرت هذه الأحداث المؤلمة، التي انتفض فيها الشعب التونسي من شماله لجنوبه ضد ارتفاع أسعار الخبز، وعدلت عن الاستقرار في تونس، وخيّرت مواصلة أبحاثي بباريس، بعدما رأيت من تدهور في المناخ السياسي، وظللت أزور تونس في العطل.. كيف بدت لك ملامح الانقلاب في بدايات عهده؟ أثناء انقلاب 7 نوفمبر 1987 وتولي زين العابدين بن علي، كنت بالصدفة في تونس، وتابعت المشهد السياسي عن قرب، وقد ألقي علي القبض من طرف البوليس ومعي آلة تصوير، كنت ألتقط بعض الصور بجانب القصر الرئاسي، لأني رأيت أن هذا الحدث له أهمية تاريخية، وقد تمّ اقتيادي إلى مركز “باردو” بتونس العاصمة، وأمضيت ساعة ونصف في التحقيق، وأطلق سراحي، وفهمت أن لا تغيير حقيقي، وظللت أعود إلى تونس في المناسبات، وأكتب في الصحافة التونسية، وكنت أطالب العهد الجديد بالتغيير الجذري.. ما هو موقفك من الإسلاميين؟ لا أخفيك أني كنت ضد الحركة الإسلامية، فحسب ما قرأت وسمعت كنت ضحية الغول الإسلامي، كنت أتصور أن الإسلامي ضد الحرية والآن بالنسبة لي الأشياء تطورت.. ما الذي جعلك تنخرط في العمل السياسي المعارض؟ بداية 1992 وصلني تقرير حول الأوضاع الحقوقية في تونس من منظمة العفو الدولية عبر بعض الأصدقاء، وقبل ذلك بقليل قابلت المرحوم علي السعيدي صدفة في محل للطباعة بباريس، وكان بصدد طبع مناشير ضد بن علي باسم جمعيته comité de la défense de la liberté، وقد تبادلنا العناوين وانخرطت في جمعيته الحقوقية، وما جعلني انتبه هو تقرير منظمة العفو الدولية، حيث يذكر التقرير فضاعات التعذيب وأهوال السجون والظلم البوّاح، فكانت صدمة كبيرة لي أن أطلع على هذه المذبحة، وكانت فاجعة كبيرة تحت شعار الديمقراطية والحرية والرأي، يتفاخر بها النظام ,عندها اتخذت قرارا وعهدا أن أتجند لمحاربة هذا النظام الجائر بالوسائل المشروعة، لأنه لا يمكن معه أي نقاش بعد هذه المجازر، في شهر أفريل 1992 آخر زيارة كانت لي إلى تونس، اتصلت فيها بكثير من الأصدقاء للحصول على بعض المعلومات، وبداية مشواوي في النضال ضد الاستبداد السياسي في تونس.. الجمعية التي أسستها لماذا أثارت غضب النظام؟ تسمى جمعية النداء لاستقالة بن علي وقد اقترحت إنشاء حكومة تونسية مؤقتة لضمان المؤسسات الجمهورية، وفي سنة 1992 على اثر محاكمة المنصف بن علي شقيق الرئيس زين العابدين بن علي المتورط في قضايا المخدرات، وقد تجند النظام بكل أجهزته في حماية هذا المدمن ومحاصرة الفضيحة، التي فاحت رائحتها وتناولتها بالتفصيل الصحافة الفرنسية، مما جعل النظام التونسي يهرّب شقيق الرئيس من باريس بطريقة تنكرية، وكان في هذه الجمعية احمد المناعي ومنير لطايفية وعلي السعيدي، وقد سجلت هذه الجمعية في الدوائر الأمنية المختصة الفرنسية، وعلى اثر تأسيسها تلقيت عدة مكالمات من تونس تستفسر هل صحيح هناك جمعية للمطالبة باستقالة بن علي، فأكدت على أن الجمعية حقيقة وقد قامت هذه الجمعية بعدة تحركات حقوقية وإعلامية مهمة… هل لنا أن نعرف مضمون الرسالة التي أرسلتها إلى البابا؟ في سنة 1996 على إثر زيارة البابا لتونس، وقد كان في برنامجه مقابلة المعارضة في قصر بن علي، فوجئت! كيف كان البابا يستقبل المعارضين في مكتب الرئيس، فأرسلت رسالة مفتوحة للبابا، قلت له أن تونس عبارة عن سجن كبير، وان من سيقابلهم ممن يسمون معارضة في القصر الجمهوري، لن يقولوا الحقيقة وسوف يلمعون صورة النظام، وتكلمت عن قضايا الفساد السياسي والرشوة، وأرفقت رسالتي بقصاصات وشواهد من الصحافة الفرنسية، التي كشفت المستور على إثر تورط شقيق زين العابدين في قضايا مخدرات، وقد تناولت الصحافة الإيطالية هذه الرسالة، وكذلك الصحافة البرتغالية والفرنسية ووكالات الأنباء… جرح طويل يشق وجهك بوضوح فما هي قصة هذه العلامة المشوهة؟ وقعت زيارة البابا يوم 22 أفريل، وفي 12 افريل وقع الاعتداء علي من طرف شخصين تونسي الملامح، أحدهم مسكني بقوة من الخلف، والآخر ضربني في وجهي بموسى مما أحدث في وجهي تشويها نقلت على إثره للمستشفى حيث وقع إسعافي وتخييط وجهي حيث أصبت ب12 غرزة ولا زال وجهي يحمل علامة الاعتداء الواضح الذي لن يمحوه الزمن الاستبدادي… *نشر على الوسط التونسية http://www.tunisalwasat.com بتاريخ 20 جوان 2006


أسئلة إلى المسؤولين في الأجهزة الأمنيّة والتجمّع الدستوري الديمقراطي…

نصر الدين بن حديد من يحمي هذا الرجل؟؟؟ إذا انطلقنا من مبدأ أنّ منطق القانون يتفوق على منطق الدولة، بل حتميّة أن يخضع الثاني للأوّل، وجب أن نسأل ونتساءل حين نرى البعض يتجاوز الأولّ مستندًا إلى الثاني، بل تكمن مصيبة الدول ـ وأقول كلامي وأنا في كامل يقيني ـ حين يبلغ التناقض بين المنطقين حدّ القطيعة أو هو الانفجار الذي يسبق الانهيار والفناء والاندثار… بعيدًا عن التعميم حين تأتي هذه المواضيع خطرة في مقامها، متفجّرة عند الملامسة، فما البال عن الغوص، لأسأل ما معنى أن يستند شخص إلى وزارة سيادة ليتجاوز سيادة القانون وما معنى أن يرى أحد أن الانتماء لحزب [حاكم] يصبح باب إذلال للبشر!!! بحكم عملي ضمن طاقم تحرير جريدة الوحدة، كنت أتردّد على مؤسّسة MEGAPUP ضمن مهمّة تركيب الجريدة، وهي مؤسّسة تتولّى تركيب صحف المعارضة جميعها… ظروف صحف المعارضة من قلّة ذات اليد ومحدوديّة الموارد وضعف الإمكانيات تجبر الصحفيين على أن يساهموا بما يملكون من معدّات كمثل الكمبيوتر المحمول أو جهاز «الفلاش» Flash، كمثل حالتي حين وضعت كمبيوتري المحمول وجهاز الفلاش على ذمّة عملي… علاقات الود التي صارت تربطنا بالعاملين بهذه المؤسّسة تجعلنا بحكم المعاشرة نستند إلى عامل الثقة أساسًا وقد كنت أترك أحيانًا جهاز الفلاش حين أغادر المؤسّسة لأستردّه من الغد أو حين العودة لاحقًا… صاحب المؤسّسة المدعوّ المنصف بن حليمة صار يبلغني منذ مدّة بأنّه مسنود بحكم أنّه كاتب عام إحدى الشعب الدستوريّة، حيث أنّه يجد الحماية والرعاية والسند من جهات عالية ورفيعة داخل الحزب الحاكم أوّلا وثانيًا بحكم علاقته المتينة والمتينة جدّا بأحد كبار المسؤولين عن أحد الأجهزة الأمنيّة، بل روى من الدلالات عن هذه العلاقة ما لا يجوز ذكره أمام العامّة!!! أيضًا أخبرني في لهجة النشوة الانتصار أنّ الرئيس المدير العام لبنك التضامن الوطني أقصاه من مسابقة أفضل المشاريع الممنوحة من قبل هذه المؤسّسة، لتتدخّل جهات عليا لـ«ترفس» هذا المسؤول وتمكنه من الجائزة… المنصف بن حليمة أخبرني أو بالأحرى نبهني وحذرني من أنّ هناك «من فوق» من أخبره أنّ مقالاتي المنشورة ضمن موقع «تونسيوز» لا تعجب «جهات عليا» وعليّ بالتالي تغيير لهجتي… أفهمته بكلّ بساطة أنّني لست حسن نصر الله أو زعيم الجماعات الإسلاميّة المسلّحة في الجزائر وأنّني لا أنتمي إلى أيّ حزب أو منظمة أو فريق وأنّ الدولة أو وزارة الداخليّة أو إحدى أجهزتها لا تتورّع، ولم تتورّع أبدًا عن استدعاء من هم أعلى منّي مقامًا وأرفع منّي منزلة لتبلغهم أنّ تصرفاتهم أو كتاباتهم أو تحركاتهم تجاوزت القانون!!! أعترف ـ والشهادة لله ـ أنّني لم أتلقّ استدعاء أو تحذيرًا أو تلميحًا أو إشارة أو غيرها من لدن أيّ جهة من الدولة أو وزاراتها أو أجهزتها بخصوص كتاباتي… هذا الكلام أسوق ليس من باب الطمع أو الخوف بل تشخيصًا للحقيقة… المدعوّ المنصف بن حليمة استولى جهرًا على جهاز «الفلاش» الذي هو على ملكي، وقد حاول أحد العاملين معه التهرّب متلعثمًا ليخبرني عند الأخير أن صاحب المؤسّسة هو الذي يملك جهاز وعند الاتّصال بهذا الأخير أخبرني في لهجة التهكّم الشديد أنّ عليّ أن أعتبر الفلاش قد ضاع وأضاف في لهجة تهكّم أشدّ: «قدّاش سومو… دافعة بلاء»… ثمّ عاد وتراجع عبر أحد الوسطاء حين علم بنيّتي فضحه… عند هذا الحدّ أريد أن أسأل رئيس التجمّع الدستوري الديمقراطي وأمينه العام وكامل المسؤولين في الأجهزة الأمنيّة عن تصرّف هذا الشخص، حين راح هذا الشخص يذلّ بهم الناس وأشياء أخرى… وأسأل المسؤولين في الأجهزة الأمنيّة ـ في حال ثبوت هذه العلاقة ـ كيف يجعلون أنفسهم سيوفًا فوق الرقاب… وأقول ما قلته وأكتب ما كتبته بل أضيف أنّ ما يفعله أمثال الرهط ـ ممّن لا ذمّة ولا عهد ولا ميثاق ـ بالوطن أفضع بكثير ممّا تفعله القنابل الصهيونيّة في لبنان… أزيد وأتحمّل مسؤوليّتي أمام القانون والتاريخ والضمير أنّ هناك في تونس من يكره الدولة ويمقت أجهزتها بسبب هؤلاء «الدخلاء» الذين أذلّوا العباد ونهبوا البلاد وقدّموا صورًا لا نرى ضرورة لذكرها…
 
——————————– استقالة أودّ أن أعلم القراء وعموم التونسيين أنّني غادرت جريدة الوحدة دون رجعة، حين انعدمت ظروف العمل أو الحدّ الأدنى منها حين أرى أنّ تصرّف المدعو منصف بن حليمة تجاهي يعبّر عن عدم احترام لشخصي وللجريدة ولحزب الوحدة الشعبيّة ولأمينه العام ولمكتبه السياسي ولكافة المنخرطين والمنتمين… تأتي استقالتي هذه دفاعًا عن كرامتي ورفضًا للمهانة ونفيًا للذلّ، أمّا حزب الوحدة الشعبيّة، فله أمين عام يحميه… أغادر صحيفة الوحدة وقد عملت ضمن ظروف لا نرى فائدة من ذكرها والكلّ يعلم أننّي بذلت قصارى جهدي ولم أعدم قدرة أو طاقة والكلّ في الجريدة وفي حزب الوحدة يعلم ويشهد أنّني كنت ولا أزال صديق الجميع… فقط أطلب من الصديق محمّد بوشيحة تمكيني من مرتّبي لشهر جويلية، مع جزيل الشكر مقدّمًا نصر الدين بن حديد  


الحمــد لله وحده تونس في : 10/7/2006

لاعدل إلا إذا  تعادلت القوى…

للمرة الألف أكدت الأحداث الطبيعة الإرهابية العنصرية للكيان الصهيوني المؤسس على الخرافة ووهم ” شعب الله المختار” … وللمرة الألف بعد الألف يتأكد أن الكثيرين من دعاة الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية ومعاداة الإرهاب والإرهابيين ( حكومات ومنظمات وأفراد )  يصابون بالعمى والصمم كلما إختار الصهاينة ممارسة هوايتهم المفضلة في حصد الأرواح وإنتهاك الحرمات وإستباحة الأعراض وتدمير الأراضي وما فوقها داخل فلسطين وخارجها الأمر الذي يثبت بشكل قاطع أن الكثير ممن يدعون الدفاع عن السلم والأمن العالميين لم يعد يهمهم إلا إرضاء نزوات الصهاينة والخضوع لإملاءاتهم وتبرير جرائمهم والتغطية عليها حتى ولو أدت إلى فناء الفلسطينيين جميعا …حكومات الدول الراعية لإتفاقيات السلام لم تعد تعرف غير رعاية الصهاينة وحمايتهم وتمويل حملاتهم الإرهابية …  ومجلس الأمن الدولي  الذي أغرق السودان وإيران والصومال وكوريا الشمالية وغيرها بقراراته الجائرة تحول إلى مجلس للأمن الصهيوني خاضع ومنفذ لأوامر  مندوبها الدائم الذي يمارس مهامه تحت ستار يافطة أمريكية تارة وفرنسية تارة أخرى… ودعاة الدفاع عن حقوق الإنسان في سبات عميق ولولا إختطاف الجندي الصهيوني ما تحرك لبعضهم جفن .
ولا غرابة بعد ذلك أن يتحرك كل العالم ( دولا ومنظمات وأفراد )  لشجب إختطاف جندي غاصب والمطالبة  بحماية حياته والإفراج عنه مقابل العجز التام عن إدانة الجرائم الصهيونية وإرهاب الدولة الذي تمارسه حكومة الكيان العنصري في حق الفلسطينيين قتلا وتشريدا وإختطافا وتدميرا للممتلكات وتجريفا للأراضي .
كلما أطلق الفلسطينيون ( في إطار ممارستهم لحقهم المشروع في مقاومة المحتل ) قذيفة محلية الصنع على إحدى المستوطنات المقامة على أرضهم المغتصبة يستيقظ العالم على صدى تهديدات ألمرت وعصابته وعربدة الآلة العسكرية الصهيونية وتنديدات بوش وشيراك وشعوذة “نظيف” و ” البخيت” و “عنان ” وغيرهم من طاقم جوقة ” السلام الصهيوني ” الذين لم لم يؤذن لهم بأكثر من ” الدعوة لضبط النفس” والتهدئة وإلقاء خطب الوعظ والإرشاد حول ” إحترام إتفاقيات السلام المبرمة ” وقرارات الشرعية الدولية  لتحويل مدن غزة وقراها ومخيماتها إلى جحيم وبركة دماء لا تمطر سماءها إلا القنابل والصواريخ ولا تنبت أرضها إلا الألغام والمدرعات والمتفجرات محرومة من الماء والكهرباء والغذاء والدواء … طائرات أولمرت لا تميز بين المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ولا بين المقاتل والأطفال الرضع والعجائز … لامكان في قاموسها إلا لإستهداف كل ما هو فلسطيني حتى الحجارة … فهي لم تتعلم إلا لغة القتل والتدمير والتخريب … ورايس التي لا يشغل بالها غير  البحث عن سبل ضمان راحة المستوطنين لا تعرف أكثر من السعي لضمان سلامة الجندي الأسير ولا يهمها إن إتخذت ذلك مطية وغطاءا لمحو كل الفلسطينيين من الوجود والفتك  بالملايين وإفنائهم عن بكرة أبيهم … أما عن العرب الذين ما فتىء الفلسطينيون يستغيثون بهم  ويناشدونهم التدخل لحمايتهم فحدث ولا حرج … موقف حكامهم لم يشذ عما إعتادوا وإعتدنا  عليه ولا أحد كان ينتظر منهم غير ذلك خاصة وأن غباءهم لم يبلغ درجة ” تدفعهم إلى الذهاب إلى حتفهم بظلفهم  وهم على دراية  تامة بأنهم مدينون بوجودهم في سدة الحكم وإستمرارهم  عليها رغم أنف شعوبهم  للصهاينة والأمريكان وقوى الهيمنة الدولية ,
أما  الشارع العربي وما يسمى بقواه الحية( هذا إذا مازال فيه مكان لقوى حية أو حتى شبه حية ) فيظهر أنه لم يتعود فقط على تجرع مرارة الهزائم والنكسات بل تحول إلى أسير لها ومدمنا على متابعة أخبارها حتى ألف برك الدم الفلسطيني وتآلف معها ومع صورها … ” بعض طلائع ” هذا الشارع المفكك الأوصال الفاقد للقيادة المستعيض عن مواجهة تحديات الواقع بالغربة عنه فناءا في كهوف ماض مجيد أو تيها في رفوف بديل هجين طال ,,, إنتظارها بعض ” طلائعه المناضلة” لم تجد من طريق للإفلات من سندان الأنظمة القمعية الحاكمة ومطرقة الأفعى الصهيونية المهيمنة إلا بالصمت أو بشغل الناس بتحبير الأوراق حول جرائم دارفور أو عقد الولائم حول المساواة في الإرث بين الرجال والنساء وفي أحسن الأحوال بتنظيم تحركات رمزية لا طعم ولا لون ولا رائحة  لها غير رائحة الحسابات الضيقة ومنطق الإقصاء ,,, والحال أن إعادة إحتلال غزة ومن بعدها الضفة الغربية وإستباحة الدم الفلسطيني وتدمير البنى التحتية وهدم المنازل يدل دلالة  قطعية أن الصهاينة وبمباركة دولية وعربيةماضون في تنفيذ مخططهم الهادف لإخضاع الفلسطينيين وإجبارهم على التفريط في حقوقهم المشروعة .
 ولسائل أن يتساءل أين هي عصابات جوقة السلام الصهيوني ؟؟  لماذا خفتت أصواتها وغابت عن المشهد وعن الميدان ؟؟ أين البخيت ونظيف وعبد ربه ودحلان وغيرهم ممن  أقاموا الدنيا ولم يقعدوها تحت ستار مطالبة حركة حماس والحكومة الفلسطينية المنتخبة بإحترام إتفاقيات السلام المزعوم ؟؟؟ أم هل أن الجرائم التي ترتكب في غزة جزءا من بنود تلك الإتفاقيات ؟؟ دبابات الصهاينة وصواريخهم تحول غزة إلى مقبرة جماعية وسفراء بني صهيون وممثليهم يصولون ويجولون طربا ومرحا في قاهرة المعز وعمان ونواق الشط وغيرها من عواصم العرب ومدنهم ؟؟ أين إختفت عصابات دحلان المدججة بالسلاح الصهيوني والتي طالما بثت الرعب والهلع في قلوب  سكان غزة العزل ؟؟  كل الأحداث تؤكد أن التعويل  على ما يسمى  بالدول الراعية للسلام وعلى الأنظمة العربية المسلوبة الإرادة  وعلى ما يسمى بهيئات ومؤسسات الأمم المتحدة وأشباه المستوطنين من دعاة التطبيع لن يجدي نفعا ولن ينقذ طفلا فلسطينيا من نيران  قطعان الوحوش الصهيونية وذلك لسبب بسيط هو أن المطلوب من الفلسطينيين  صهيونيا بدعم دولي وعربي وفلسطيني هو الإستسلام والخضوع ووضع النفس في خدمة الصهاينة وقطعان مستوطنيهم  وتثبيت وجودهم وحراستهم وحماية أمنهم   والمطلوب اليوم وطنيا وعربيا ودوليا وقبل فوات الأوان  تحمل المسؤولية كاملة والكف عن ذر الرماد في العيون والإرتقاء إلى مستوى ما تقتضيه المرحلة  بداية بالتحرر من وهم  الفوز  برضا الصهاينة وبجزء مما يكنزون من الجاه والذهب والفضة فشذاذ الآفاق لا يرقبون في عربي أو مسلم وفي كل بشر حر إلا ولا ذمة ولا يرون في غيرهم أكثر من عبيد لهم وخدم مسخرون لخدمتهم ,,, مرورا بالتيقن أن  الكيان الذي  تأسس على القتل والغصب وخرق القوانين الدولية والدوس عليها بأيدي عصابات معلومة الهوية لا يمكن أن يكون فيه ولا في قلوب رجال عصاباته مكان للرحمة أو لحقوق الإنسان ولا للقوانين الدولية ,,, واهم من يخالجه ولو للحظة شك في أن أولمرت وموفاز وبيريز  من ورثة شارون وشامير ورابين وغولدا مائير يمكن أن يفهم لغة غير لغة القتل والتدمير وواهم من ينتظر تحرك ما يسمى بالدول “الراعية”  والأمم المتحدة  لحماية الشعب الفلسطيني وإنقاذ حياته ,,, ولو كان بيد هؤلاء وأولئك  ما يفعلون لفعلوها منذ 1948 ,,,.
حولت الخرافات العنصرية والطمع والغطرسة الصهاينة إلى وحوش لا تعرف قلوبهم الرحمة ولا الشفقة ولا مكان في قاموسهم للشرف والشهامة وإحترام الآخروبسبب من ذلك كان تاريخهم حافلا بخيانة الأمانة والعهود وبالغدر والحقد لا يحترمون معاهدة ولا إتفاقية سواء كانت ثنائية أو دولية ولا يفرقون بين مقاتل ومدني وبين رضيع وشاب وعجوز وقد زادهم صمت العالم وعجز العرب غطرسة حتى لم يعودوا يسمعون لغير لغة القوة التي يعبدون , ولا غرابة بعد ذلك أن تكون القوة هي الطريق الوحيد لردعهم وردهم عن غيهم وهي الطريق الوحيد ليكفوا أيديهم عن الفلسطينيين  ,وليتأكد جميع العرب والمسلمين وأحرار العالم أن عصابات الإجرام لن تكف  أيديها عن الفلسطينيين إلا إذا تجرعو مرارة ما يذيقونه  لهم ليلا نهارا  وعندما يرى أولمرت بأم عينيه أن العرب والمسلمين وأحرار العالم قادرون على القصاص منه ومن قطعانه في أي مكان كانوا ومعاملته بالمثل النفس بالنفس ,,, والعين بالعين عندها وعندها فقط سيأمر عصاباته بالفرار من غزة صاغرين مثلما فعلوها من قبل في جنوب لبنان ومثلما فعلها غيرهم قديما وحديثا في الجزائر والصومال والفيتنام …
 وليثق أحرار العرب والمسلمين والعالم  أن الذود عن وجودهم وكيانهم  وحياتهم وكرامتهم وحقوقهم وفك قيود العبودية  التي تحاول الأفعى الصهيونية تكبيلهم بها ليس مستحيلا  وأمرتحقيق ذلك بعقولهم وأيديهم  وبداية الطريق إلى ذلك تنطلق من غزة وجنين … بشرط أن لا ينسوا أنه لا عدل إلا إذا تعادلت القوى. الأستاذ نور الدين البحيري المحامــــــــــــــي عضو المنظمة الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيونــــــي


 
صرخة لبناني
سمعها عبدالحميد العدّاسي نظر إلينا وحدّق، انتصب…اقترب، ثمّ سأل: ألُبنانيّون أنتم؟! قلت: نعم، ولكنّا لسنا من لبنان.
كان الشابّ في ذلك المكان على الطريق السيارة بإحدى المناطق في ألمانيا يبحث عن السند، وقد اعتقد أنّه لا يجده إلاّ في لبناني أو في فلسطينيّ – ربّما – لأنّه أصبح يرى النّاس، كلّ النّاس، غربيين وشرقيين، أعاجم وعربا، مسلمين وغير مسلمين، متعلّمين وأمّيين، ” محكومين ” ومحكومين، قد توزّعوا على مواقع المتفرّجين أو المُآخذين أو المناصرين للضربات الصهيونية وهي تطال رجال المقاومة الخارجين عن الإجماع القاضي بالخضوع التّام لمغتصبي الأرض ومستحلّي العرض ومصّاصي الدّماء الإسماعيليّة ( نسبة لسيّدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام )…
كنت أرى ذلك في نظراته الحائرة و أرى ذلك في اقترابه منّا لمجرّد تزيّي نسائنا بألبستهم الشرعية التي قد تكون ذكّرته بأهله وعشيرته… ولمّا أجبته كنت أشعر أنّني منه وأنّه منّي رغم الاختلاف الفكري الذي قد ينشأ بيننا: ألسنا جميعا مسلمين؟! ألسنا جميعا عربا مهجّرين؟! أليسنا جميعا ” أرهابيين “، ألسنا جميعا من العيش الكريم ممنوعين؟!…
ولذلك فقد أطلنا الكلام رغم قصر زمن الوِقفة: اتّفقت وإيّاه على أنّ الموقف العربي الرسمي مخز ومذلّ وداعم للاحتلال ومحفّز للخصم على ركوب رقابنا وأنانيّ – ربّما –، فلعلّ ” حزب الله  ” قد أفسد على بعضهم عطلته الصيفية هناك بين أهله في تلّ أبيب أو في القدس الغربيّة أو في مكان من الأمكنة التي نجهلها من الأرض المقهورة، حيث الماء الأزرق يحتضن بنات الأصفر… ورأينا أنّ الموقف الأمريكي ثابت في كرهه للمسلمين وفي استخفافه بحكّامهم الدّمى، وذكرنا ضحكة ” بوش ” وهو يأكل فكِهًا مرحا، متلفّظا بكلام وصفه الصحافيون بالسمج، على نغمات القنابل والمدافع والصواريخ الدّاكّة للمباني فوق الرّؤوس، الحاطمة للجسور، النّاثرة للأشلاء العربيّة المسلمة على أرض لبنان وفلسطين ثأرا لثلاث جنود من جيش المغتصبين… وكرهنا الاتّحادات   – رغم حاجتنا للتوحّد والاتّحاد – ونحن نرى الاتّحاد الأروبي ذليلا تابعا للصهيونية العالميّة، مجترّا لمنطق لا يقبل به إلاّ فاقد عقل فقيد مروءة مسلوب إرادة، فالجميع يتودّد للكيان الصهيوني، والجميع يسعى لتسريح الأسرى الصهاينة الثلاثة كشرط أوّل لوقف إطلاق النّار الذي كلّفنا إلى حدّ الآن بعض الآلاف من القتلى والجرحى والمهجّرين دون أن ينتبهوا إلى تصريحات بعض ” الصالحين ” فيهم ممّن تحدّث عن عنجهيّة الكيان الصهيوني اللئيم ودون أن يتوقّفوا عند تلك المعادلة الظالمة الكاشفة لأغوار هؤلاء ” الكبار ” الساقطين، ممّن حسب أنّ كفّة ثلاث جنود من الغزاة ترجح كفّة ملايين الطاهرين من أهل الأرض الشهيدة لبنان وفلسطين، ودون أن يقبلوا بمبدإ تبادل الأسرى بين الغاصب والمغتَصَب…
لمّا غادرني الشابّ المكلوم، سلّمت بأنّ حكّامنا بحاجة إلى بذل أضعاف الجهد الذي بذله الكيان الصهيوني في بحثهم عن جنودهم المفقودين، للبحث عن شرفهم المفقود ورجولتهم التائهة.
وأنّنا بحاجة أيضا إلى بذل جهد كبير لإقناع أنفسنا بأنّ الدم الذي أساله العدوّ الصيوني هو أكثر بكثير ممّا قد يسيّله منّا الحكّام الدّمى، وعليه فالتفكير في تغيير ما بالأنفس أولويّة قصوى وآكدة، والتغيير يبدأ بجعل حاكمنا خادمنا، فلا يقول إلاّ ما يخدم مصالحنا، ولا يفعل إلاّ ما يقع عليه إجماعنا…
وأنّ الأمم المتّحدة بحاجة ماسّة إلى خُلق يعلّمها كنه المصطلحات، كي تنتبه إلى الجرم الذي ظلّ يقترفه – دون حساب ولا عقاب – هذا الكيان اللقيط في الشرق الأوسط، وكي تتذكّر كلّ القرارات التي صدرت عنها فتطالب الجميع بتطبيقها دون انحياز لقوّة غاشمة جعلت منها مجرّد وسيلة خادمة لأطماعها الموغلة في الشراهة إلى الدم المسلم…
أمّا أنا، فإنّي بحاجة إلى سماع أخبار تقرّ عين الضعيف وتُرجِع حقّ المظلوم وتأخذ الظالم بظلمه إلى سجّين…
وأرى الظلمة قد سلكوا طريق جدّهم فرعون، ولن يكون مصيرهم – بإذن الله – إلاّ الخسف والزلزلة والغرق واللعنة من الله والملائكة والنّاس أجمعين…      

 

 

المنطقة النطيحة والديمقراطية اللديغة

 

عادل الحامدي لم تكد تطوى صفحات مرحلة ما بعد الحرب الباردة حتى بات العالم الجديد الذي لم تتشكل تضاريسه السياسية بعد مترقبا ما ستأتي به الأيام الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط ممرغ الحضارات وبالوعة المدنيات التي لا تستأنس بوافد ولا تنام على ضيم ولو كان من سابع الامبراطوريات التي يخيل إلي أنها استعجلت قطف ثمار السيادة الكونية واستبدت بالرأي، والعاجز من لا يستبد خاصة من غير العرب الذين تحولوا منذ قرون من الفعل إلى المفعول به حتى إشعار آخر. لم يمر أكثر من ثلاثة أعوام على تربع الرئيس الأمريكي على أريكة الحكم البيضاوي حتى استيقظنا ذات ليلة على مشهد عزت رؤيته منذ قرون حيث تربع هارون بريمر على سرير الرشيد على مسمع من التاريخ ومشهد من المؤرخين. منذ ذلك التاريخ والمبشرون الجدد يهللون ويكبرون لهذا الوليد الجديد الذي يتكلم الديمقراطية وهو في المهد العراقي صبي، وكالوا له من الأعمال نثرا وشعرا غزيرا حتى خلناه النبي اللاكذب عيسى بن مريم. لكن حصيلة السنوات الأربع التي آلت إليها تجربة البعث الديمقراطي الجديد في العراق أثبتت لنا أن ما حدث ليس إلا رضيعا لا يصلح لغير بيت الأموات التي فاح نتنها حتى أزكمت أنوف اقتصاديات العالم بعد أن استشكل على العقول العراقية عد موتاهم. ومع إقرار زعماء التبشير بعسر المخاض وباستحالة مغادرة الجنين غرفة الإنعاش فإنهم استمسكوا بعراه الواهية حتى جاءت أمطار الصيف لتئد الدجال الديمقراطي وتعود به إلى النقطة الصفر وتريح أنصاره حتى من لذة الحلم. في مطلع تسعينات القرن المنصرم اقترح ثلة من النيوكنزيين الأمريكيين ودعاة التحديث على إدارة بوشهم الأب ما بات يعرف بسياسة الفوضى البناءة، والمقصود بها تغيير العالم على نحو يجعل من أمريكا قوته العظمى الأبدية. ومن أجل ذلك وضع وولفوفيتز ونظراؤه من الصقور في السياسة الأمريكية خطوات عملية لهذه السياسة يأتي على رأسها احتلال العراق. وقد جاء زازال الحادي عشر من سبتمبر على غير ميعاد ليعجل بقرار إسقاط النظام البعثي في العراق ويستحدث أسلوبا جديدا في التغيير والإصلاح تم بموجبه استبدال المعارضة الداخلية بالعمل الخارجي لقلب أنظمة الحكم وإلباس الاحتلال لبوس التحرير والإصلاح السياسي الموعود. سقطت كابول ثم بغداد والعالم الثالث يراقب ويراجع سياساته الداخلية ويعقد المؤتمر الإصلاحي تلو الآخر ومقولة حلق الرؤوس عن طيب خاطر قبل أن تحلق صاغرة تقض مضاجع الحكام وتفسد عليهم حتى نعمة الاستمتاع بحلاوة كراسي الحكم. وغدا التواجد العسكري الأمريكي والأجنبي في دول الخليج العربي والشرق الأوسط أمرا اعتياديا لا بل إنه ضمانة للأمن والاستقرار لدى كثير من دول هذه المنطقة. أفغانستان والعراق من الدول المارقة التي يجب إخضاعها بالقوة لنواميس النظام العالمي الجديد على أن تكون تلك مقدمة لدول أخرى مارقة انخرطت ضمن محاور شر بالتعبير الأمريكي تهدد المشروع الديمقراطي الذي يروم قادة العالم الجدد تعميمه على العالم كله. لكن السنوات الخمس الأولى لم تنجز من وعود الديمقراطية غير الشعارات والخطب السياسية، فالقوات الحكومية الأفغانية مدعومة بالقوات الأمريكية والبريطانية لم تستطع حتى الآن أن تسيطر على الأقاليم الأفغانية ولا أن ترسخ التجربة الديمقراطية غير تلك الصور النمطية عن السهرات المختلطة في مقاهي العاصمة كابول بعد أن كانت المرأة مطمورة بحكم قانون طالبان. أما العراق فلا تكاد ترى لحكومته المعينة أو المنتخبة حتى أثرا إلا في المنطقة الخضراء أما باقي نواحي العراق فمسرح لحروب بعضها طائفي عرقي مقيت وبعضها الآخر إجرامي ثأري وأغلبها وطني تحرري يأبى أن يكون رقعة أو حجرة في لعبة شترنج بل يسعى أن يكون لاعبا أساسيا. كان شعار إشاعة الديمقراطية والإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية الفاسدة مطلبا شعبيا داعب أخيلة أغلب الشعوب العربية التي أضناها الظلم وأقعدها الاستبداد والقمع عن المساهمة في أن تكون طرفا فاعلا في إدارة حوار حضاري فاعل ومتجدد. رصد القائمون على هذه المشاريع مبالغ ضخمة توزعت على مختلف نواحي الفعل في الحياة من مراكز البحوث حتى معاهد التدريس مرورا بوسائل الإعلام وصولا إلى الحكومات وأروقة صناعة القرار في عالمنا العربي. وقد أسهمت حالة انسداد آفاق الحوار السياسي الداخلي وتعثر حركة الإصلاح الوطني المستقل في عالمنا العربي في تضييق الخيارات السياسية إذ غدا التصنيف إما أنك مع التغييير والحلم الديمقراطي الموعود أو مع أنظمة التكلس والفساد والاستبداد، وهما خياران أصبح الجمع بينهما صعبا بحكم دخول العامل الخارجي على الخط. يوم أجبرت قرارات الأمم المتحدة القوات السورية على الخروج عنوة من لبنان، بعد أن كانت القوات الإسرائيلية قد أخلت الجنوب اللبناني تحت نيران البنادق والكاتيوشا، ارتفعت الرايات البرتقالية في مختلف الساحات العامة في بيروت، وكتب بعضهم عن عودة للزمن الأول من بيروت المتعددة المذاهب والأفكار والتوجهات، وبشر آخرون بميلاد عهد ديمقراطي جديد يسقط فيه إميل لحود المنصب ليختار الشعب رئيسه من جديد. مضت الأيام مسرعة تطوي معها الأحلام على وقع عودة الاغتيال السياسي الذي طال رجالا أسهموا في إنهاء الحرب الطائفية وبناء لبنان الحديث فدخل القادة القدامى والجدد في دوامة من الصراعات مع قوى موهومة المستفيد الأول والأخير منها الطرف المتربص بلبنان وأهله والخاسر الأكبر فيها الحلم الديمقراطي البرتقالي الذي غنى للحرية ولإرادة الشعوب وحقها في اختيار حكامها. إن جوهر الديمقراطية هو احترام حقوق الإنسان وتشريف آدميته، وهو ما يتنافى مع منطق السجون والاستبعاد والعزل من أجل التعبير الحر عما يجيش في أعماق هذا الكيان البشري. ويوم أن أقدمت قوات حزب الله في لبنان إلى أسر جنديين إسرائيليين قامت دنيا الشرق الأوسط ولم تقعد بعد وهكذا زج بالمنطقة في أتون حرب بالوكالة لا أحد يعرف نهايتها.  ويوم أن طالب حزب الله بإطلاق سراح أسراه اعتبر ذلك مصادرة على المطلوب وذريعة لنقض سلام أجبر عليه الفرقاء بمن فيهم إسرائيل. الغرب ليس دمويا بالسليقة إذا سلمنا بالإزدواجية التي فطر عليها الإنسان، إلا أن هذا الغرب وخصوصا السياسي منه قد أدمن بحكم انخرام الكفة لصالحه على التعاطي مع هذه الشعوب من موقع السيد المدبر. ولا أحسب أن ثمة رغبة غريزية لدى نخبه الفكرية على الأقل في امتصاص أرزاق هؤلاء الأبرياء من شعوب وجماهير محكومة بقانون الغلبة والجبر على الدوام. فالحكم العربي تيوقراطي محكوم بسلطة الفرد سواء في غياب الإسلام أو في حضوره، وحتى لا أتجنى على الحقيقة فإنني أستثني من ذلك العصور الذهبية للحكم الإسلامي التي استمرت زهاء الثلاثة قرون. كما أن الديمقراطية لا تمر حتما عبر احتلال الشعوب وزرع الألغام المذهبية والطائفية ونبش قبور نوم القادسية التي كنا نعيبها على حزب البعث الحاكم آنفا من أجل استئناف الحروب العرقية والدينية باسم الديمقراطية. ترى ما هو الفرق بين الإنسان الشيعي في العراق الذي يعمل جنبا إلى جنب مع السفير الأمريكي زلماي خليل زادة أحد أبرز مناصري نظرية التفوق الأمريكي وصناع ما يعرف بوثيقة “الإرشاد الدفاعي الأمريكي” التي أعقبت انهيار الإتحاد السوفييتي وبين السيد حسن نصر الله ورفاقه في لبنان وهم يضربون المصالح الأمريكية في العمق؟ ما الذي جعل من السيد عبد العزيز الحكيم محاورا نجيبا يتكلم باسم أمريكا وجعل من السيد نصر الله مقاتلا عنيدا وحاملا راية معركة الأمة ضد الأمريكيين وحلفائهم الإسرائيليين؟ هل هذه هي معالم الفوضى البناءة أم إرهاصات ما بعد بالديمقراطية والدخول فعلا في عصر تناطح الثوري ـ الحضاري ولا أقصد بملفظ الثوري الثورات وإنما أشير إلى ذكر البقر وارتكاس الحضارة إلى ما قبل تاريخ الإجتماع البشري. هل يعد أسر الجنود الإسرائيليين وإغراق الجنود الأمريكيين في الوحل الأفغاني والعراقي بهبة رياح إعادة العزة للأمة أم أن ذلك ليس إلا مغامرة غير محسوبة أوحت بها مصالح قطرية وظروف مستجدة في المنطقة فرضت على الفرقاء خوض حرب بالوكالة رغم أن نيرانها ستحرق أصابع الجميع والعربية منها خاصة ولن يسلم منها ما يعرف بـ: Stiky Finger وأقصد بها الأيدي الخارجية. وهل يمهد صراع الأضداد المتطرفة الطريق لحوار العقلانيين الوسطيين دعاة الحوار والمراكنة من أبناء الحضارات المختلفة لصياغة ميثاق عالمي جديد يمنع الظلم بين الدول؟ أين روسيا والصين من كل ما يجري؟ وأين دول أروبا الديمقراطية المتحضرة من سياسة العقاب الجماعي التي أسست للحرب العالمية الثانية وقتلت مئات الآلاف من الأرواح؟ لماذا عجزت قمة الدول الثمانية في الاتحاد السوفييتي المنهار عن إصدار بيان شديد اللهجة يوقف إطلاق النار في لبنان ويؤسس للحوار بين حزب الله وإسرائيل؟ أم أن هؤلاء جميعا لم يعد لديهم من سلطة سوى الدعوة إلى ضبط النفس أمام الرفاق! الجدير بالذكر أن سياسة تعزيز الفشل العسكري التي طالما مارستها القوات الإسرائيلية خصوصا والمنتصرة عموما في قتالها مع الفلسطينيين والعرب بوجه عام لا تخدم مصالح السلام الإسرائيلي فضلا عن السلم الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية مدعومة بمجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة لتأسيسه، فمن مخاطر العمل بهذه السياسة القائمة على معطى القوة المادية الآنية هو فقدان التصور الحقيقي لكنه أسباب فشل التأسيس لتجربة ديمقراطية واعدة تمهد للأمن والرفاه والتكامل بين الحضارات. ويمثل غزو لبنان والأراضي الفلسطينية وصب مزيد من الزيت على نار الفتنة في العراق وحالة الاحتقان التي وصل إليها مشروع التغيير السلمي في العالم العربي، كل ذلك يمثل نهاية مشروع الإصلاح الديمقراطي الذي يحق لثقات المثقفين في الغرب والعالم العربي نعيه. فيوم أن أقدم مناحيم بيغن في كامب ديفيد على توقيع اتفاقية السلام مع مصر لم يكن ذلك إرضاء لأمريكا وحدها ولا رضوخا لإفرازات الحرب التي بددت أسطورة الجيش الذي لا يغلب وإنما كان القائد الإسرائيلي واقعيا يفهم ما معنى تحييد مصر العربية وإقصاء الجيش العربي المصري من دائرة الصراع معرفة الجراح لموقع القلب من الجسد العربي، مثلما كان يعرف مخططو إسقاط بغداد معنى احتلال العراق التي واجه زعيمها الثورة الإسلامية يوم أن قرر القضاء عليها في المهد نيابة عن أعدائها المتربصين في الغرب والشرق، أقول كانوا يدركون أن إسقاط العراق هو بوابة للاستفراد بلبنان وسوريا وإحكام السيطرة على ما تبقى من مناطق مارقة في الشرق الأوسط، لكن ما كل ما يتمناه القوي يدركه تجري رياح الشرق بما لا تشتهي رغبات الغرب حتى وإن سادت إلى حين. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ كاتب وإعلامي من تونس يقيم في بريطانيا ـــــــــــــــــــــــ * ينشر المقال بالتزامن في صحيفة القدس العربي اللندنية والقاهرة المصرية والوسط التونسية والجريدة الأخرى المغربية

العدوان الإسرائيلي على غزّة: “أمطار الصيف” أم أمطار الخزي ؟ !

بقلم : مولدي الرياحي
 
       مرة أخرى تبرهن دولة إسرائيل على ترسّخ العقلية العدوانية العسكرية لديها واستخفافها المتأصّل بالقانون الدولي وبأدنى حقوق الشعب الفلسطيني في الحياة تبعا لذلك، ولنا أن نتساءل: هل توقّف عدوان إسرائيل يوما واحدا على الشعب الفلسطيني منذ قيامها سنة 1948 حتى يتحدث ساستها ردّا على كلّ عملية مقاومة- وحتى دون عملية مقاومة- عن “حقّ إسرائيل الشرعي في الدفاع عن النفس”؟ !… عمليات التهجير الجماعي وسلب الأراضي وإقامة مئات المستوطنات… سجون ملأى بآلاف الفلسطينيّين بمن فيهم النساء والأطفال… تحويل ما تبقّى من “أراضي السلطة الفلسطينية” ؟!! إلى سجن كبير مع حرمان من أدنى مستلزمات الحياة. هذا “المنطق” الذي يمثّل ثابتا من ثوابت تعامل دولة إسرائيل مع الشعب الفلسطيني لم ينتظر قيام حكومة حماس ليتبلور… لنتذكّر شلّ حكومة ياسر عرفات بعد تأجّج الانتفاضة الثانية وإبقائه “أسيرا” في مقرّ حكمه في المقاطعة إلى أن أودت به. ما تريده دولة إسرائيل اليوم هو إسقاط حكومة حماس وإرجاع الشعب الفلسطيني إلى نقطة البداية: فراغ السلطة والفوضى… لا أقلّ من ذلك… فرغم التزام حركة حماس وسائر فصائل المقاومة بالهدنة مع إسرائيل منذ انتخاب محمود عبّاس رئيسا “للسلطة الفلسطينية” لم تتوقّف إسرائيل عن القمع والاستفزاز باقتناص قادة المقاومة بصواريخ طائراتها وتجميد أرصدة المساعدة الدولية إلى الشعب الفلسطيني وإقناع كل الأطراف الأجنبيّة بإيقاف تلك المساعدات، مع تجاهل تامّ للرئيس محمود عبّاس.. حتى عند إخلاء قطاع غزة… فمن كان من الطرفين في “حالة دفاع شرعي عن النفس” يوم 25 جوان عند مهاجمة المقاومة الفلسطينية لموقع عسكري إسرائيلي وأسر الجندي جلعاد شاليط؟ إنّ عمليّة “أمطار الصيف” التي تشنّها إسرائيل على ما بقي من أراضي السلطة الفلسطينية منذ ذلك الحين وتحت غطاء “حق إسرائيل الشرعي في الدفاع عن النفس” لهي في الحقيقة عمليّة أمطار الخزْي… على أكثر من مستوى: هي أمطار الخزي على دولة إسرائيل لأنّها بعد أن هيّأت كل أسباب تجويع الشعب الفلسطيني طيلة الأشهر الماضية تعمد الآن إلى تقويض ما تبقّى من البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني، فهل إنّ أمطار الصواريخ على محطة الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة واستهداف المدارس والمستوصفات الطبّية  والطرقات والجسور، مع ما ينجرّ عن ذلك من تقتيل للأبرياء العزّل وخاصة من الأطفال، دفاع شرعي عن النفس أم عقاب جماعي للشعب الفلسطيني؟ وهل إنّ اختطاف العشرات من الوزراء ونوّاب الشعب في البرلمان- والذين أفرزتهم انتخابات أقرّت المجموعة الدولية بشرعيتها- ومسؤولي أجهزة السلطة الفلسطينية بطولة عسكرية.
 
– إسرائيلية أم محاولة تركيع للشعب الفلسطيني وإذلاله ؟ – وهي كذلك أمطار الخزي على الحكومات العربية وجامعة الدول العربية التي تقف عاجزة عن أي تحرك فاعل لوضع حد لتواصل هذا العدوان الغاشم، اللهمّ إلاّ إصدار بيانات التنديد التي باتت تثير امتعاض الشعوب العربية. – وهي أيضا أمطار الخزي على منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن  الذي تبدو فيه الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول “العظمى” الأخرى حليفا موضوعيا أكثر من أيّ وقت مضى لإسرائيل من أجل كسر إرادة كل مقاومة لدى الشعوب العربية والإسلامية… وهكذا لايبقى إلاّ صوت الأمين العام للمنتظم الأممي ينادي بفسح المجال أمام وكالات الإغاثة لنجدة الشعب الفلسطيني مما يتهدده من “كارثة إنسانية”.
 
ويبقى السؤال المحيّر: هل باتت كل هذه الأطراف يجمع بينها عامل “موضوعي” واحد غير معلن يحرّكها وهو إسقاط حكومة حماس ؟ وبقطع النظر عن أخطاء حركة حماس في الماضي والحاضر فهل تُرك لها الوقت حتى تُبلور سياسة جديدة تُخرج الشعب الفلسطيني من “عنق الزجاجة”، بل هل تُرك لمحمود عبّاس نفسه مجال لترتيب البيت الفلسطيني؟ كيف يمكن أن نؤمن بعد هذا بإرادة إسرائيلية وإرادة أمريكية وإرادة دولية في إحلال السلام بالمنطقة؟!   مولدي الرياحي
(المصدر: العدد  11 من نشرية البواببة – جويلية  2006)


بسم الله الرحمان  الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

تونس في20/07/2006

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونسي 

عربي أصيل

من  تونس بلد الإسلام نتقدم للابطال بتحية  من  الأعماق إلى فرسان حزب الله الاشاوس

و إلى جنود المقاومة الإسلامية بلبنان

من بلد جامع الزيتون المعمور و مدينة القيروان  قلعة الإسلام الأولى 

على بركة الله و عونه و توفيقه أشرع في الكتابة بفخر و إعتزاز و نخوة العربي الأصيل و مجد العروبة و الإسلام لأعبّر في البداية عن  إعتزازي بشرف الانتماء و الإنتساب إلى حضيرة أمتنا  العربية الإسلامية  التي أسسها رسول  الله صلى الله عليه و سلم على العدل و الحق و الدفاع عن شرف الامة و الجهاد في سبيل الله و إعلاء كلمة  لا إلاه إلا الله محمد رسول الله. هذا الرسول الأكرم الذي بعثه الله رحمة للعالمين و سراجا منيرا و هاديا و بشيرا قد بلّغ الرسالة و  نصح الأمة و جاهد في الله حق جهاده وأدى الأمانة و ترك لنا خير رسالة و أعظم كنز كتاب الله الكريم و سنة رسوله الحبيب صلى الله عليه و سلم إلى يوم الدين…

و قال  في حديث شريف رائع تركت فيكم أمرين ما  إن تمسكتم بهما لن  تضلوا بعدي أبدا كتاب الله و  سنتي صدق يا خير البرية.

هذه  الأمة الكريمة التي رباها رسول الله على الجهاد و شرف المحافظة على الرسالة  و  إعلاء  كلمة و شأن الإسلام هي أمة قائمة إلى قيام الساعة بحول الله و  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخير فيّ و في أمتي إلى قيام  الساعة و إلى يوم يبعثون.

أمة المجد و الجهاد و الشرف

لازالت قائمة منذ ألف و أربعمائة و 27 سنة  صامدة صابرة مجاهدة قنوعة طاهرة و فيّة للقيم الإسلامية و  متمسكة بحبل الله المتين القرآن و السنة وأمة قهرت الجبابرة و الطغاة و المشركين و الملحدين و أصحاب الضلالة  في عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم . و إنتصرت على  الظلم و الطغيان و الشرك و هم في عدد قليل أمام  أهل الشرك و  الضلالة و اليهود و الملحدين قال الله تعالى كم  من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن  الله و الله مع الصابرين صدق الله العظيم و  لنا في جهاد رسول الله و صحابته البررة رضوان الله عليهم الأسوة  الحسنة و  المثل الاسمى و تاريخنا الإسلامي حافل بالبطولات و الانتصارات بفضل عناية الله الواحد الصمد الذي و عد عباده المؤمنين المجاهدين بالنصر المبين و الفوز بالجنة الحمد لله الذي نصر عبده و هزم الاحزاب وحده هذه الشعلة  من الإيمان الحقيقي أضجعت الكفار  و المشركين و اليهود و هزمتهم و زعزعتهم وأدخلت الرعب  في قلوبهم منذ الفتح الإسلامي إلى اليوم وأدركوا أنّ قوة الإسلام و  نصر المسلمين يكمن في تمسكهم بالقرآن و حبل الله المتين و دينه الحنيف و هم يدركون أنّ الدين الإسلامي هو  دين الخاتم

قال الله تعالى :  و من  يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين صدق الله العظيم

اليهود أشد عداوة للإسلام

و من يريد فهم القرآن و يدرك معانيه فعليه بقراءة سورة المائدة ليعرف الحقيقة الربانية  و الاسرار الإلاهية والنور الذي نزل على  رسوله الكريم صلى الله عليه و  سلم

قال تعالى : كلما  أوقدوا نارا للحرب أطفئها الله و  يسعون في الأرض فسادا و الله لا يحب المفسدين

صدق الله العظيم 

هذه  الآية  الكريمة تكفي دلالة على  نوايا اليهود من عهد الرسول الأكرم إلى يوم الناس هذا.

عداوة  دائمة  و  حقد مستمر

على الإسلام و المسلمين منذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه و  سلم الذي قال أنهم قوم بهتان و نفاق صدق رسول الله الذي لا ينطق عن  الهواء.

اليوم بعد 1427 سنة مازالوا على حقدهم و  كراهيتهم و عداوتهم للإسلام و للمسلمين و  مؤامراتهم دوما تحاك لإضعاف المسلمين و في عصرنا هذا شرعوا في بداية القرن العشرين في التخطيط لإحتلال فلسطين ووجدوا الدعم من  الحكم البريطاني وفي عام 1917 حققوا حلم  أجدادهم و إنتصبوا في الأرض الفلسطينية و  في عام 1948 إحتلوا الأرض و كونوا الدولة الصهيونية اليهودية بدعم من بريطانية و بعض المتخاذلين من العرب أصحاب الطموحات و البحث  على الحكم و الكرسي و الخلود في المنصب الذي هو ليس دائم  لأحد و الزعيم  الحبيب بورقيبة رحمه الله تحدث على هؤلاء طويلا و كشف المؤامرة و الخيانة…

ثم شرعوا في التوسع بتأييد أمريكي و بريطاني و من  الغرب و حققوا آمالهم التوسعية

غياب الخطة المحكمة للعرب و القيادة

النكبة و المصيبة أنّ قادة العرب لم يستوعبوا الدروس و لم يفهموا قصد العدو و نواياه نحوهم و راحوا مع الاسف في التشذرم و التمزق و الخلافات و الشتم و الاستعلاء على بعضهم حتى حلت المصيبة الكبرى و الطامة عام 1967 بمزيد التوسع و  لم يسمعوا صوت الحكمة من قائد عربي محنك قاوم و قارع الاستعمار الفرنسي لون آخر من الاستبداد  و الاحتلال و قد خاطبهم بلغة الحكمة و لكن قال الحكيم ناديته حيا و لكن لا حياة لمن تنادي و حلت  الكارثة و إزدادت حالة الأمة سوء و لكن لم  يستوعبوا الدرس… و تمزق الشمل و  ضاعت الفرصة و إنهار الموقف و  غابت المبادرة الشجاعة و ذهب ماء الوجه

نور الله لن  يطفأ

و الحمد لله في كل عصر و زمان و مكان يبعث الله مصلحين على كل قرن فيجددون  العهد و شرف الأمة و فضل الأمانة و نخوة و عزة  الإسلام و المسلمين بشهامة جيش محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و بجهاد صحابته البررة. و شجاعة حمزة عم  الرسول الأكرم و إقدام علي إبن أبي طالب كرّم الله وجهه و قوة حجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و  حماس و شجاعة خالد بن الوليد رضي الله عنه وفي عام 1934 إلى 1954جاء دور المغرب و تونس و جاهدوا و كافحوا و ناضلوا من أجل استرجاع  السيادة و  الكرامة و  لم يخافوا الموت  و السجون و المنافي و  بعد انتصار معركة الكرامة  في الجزائر عام  1954 إلى عام 1962 و ضحت بمليون و نصف شهيد في سبيل الوطن و إعلاء كلمة الله.

اليوم جاء دور حزب الله في لبنان و حركة حماس في فلسطين و المقاومة في العراق

آيات من الله و معجزات من رب العزة و برهان ساطع لأهل الإيمان و الإسلام رجال عاهدوا الله على الكفاح و الجهاد رجال عاهدوا الله على الذود عن حرمة  الأوطان رجال عاهدوا الله على نصر المسلمين و  الإسلام طبعا  بفضل وعده المبين و عهده العظيم في كتابه الكريم إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم صدق الله العظيم

إنّ النصر آت لا  محالة وإنّ وعد الله حق وإنّ النصر حليف المؤمنين الصابرين وإنّ حزب الله إن شاء الله منتصر

قال الله تعالى و من يتولى الله و  رسوله  و اللذين ءامنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون صدق الله العظيم  

فتحية من الأعماق إلى فرسان  حزب الله الاشاوس المجاهدين و  إلى القائد البطل السيد حسن نصر الله بطل القرن الحادي و العشرين نصره الله . نصره الله على الصهاينة اليهود .

وقد أثلج فؤادنا بفضل  الخطة  الحكيمة الحربية الجديدة التي لم  نكن  نتصورها بهذه السرعة الفائقة بفضل الله و جنود الوفاء و الشرف و التضحية.

الذي بددوا رواية الدولة الصهيونية التي لا تهزم و لا تقهر  لكن صواريخ الرعد و الزلزال أضجع مرقد العدو في عقر ديارهم في حيفاء وإن شاء الله في تل أبيب قريبا

قناة الجزيرة الشجاعة أثلجت صدورنا

إنّ ما تقوم به قناة الجزيرة منذ سنوات من إعلام نزيه و  صادق و هادف كان له الصدى الطيب و الأثر البالغ في نفوس أمتنا العربية و شعبنا البطل و المهتمين بالشؤون  العربية بوفاء و صدق وإنّ برنامج الاتجاه المعاكس الذي يسهر عليه الدكتور فيصل القاسم رجل الإعلام المحنك هو  من أبرز البرامج التي يتابعها الرأي العام  العربي و الإسلامي بكل اهتمام و  صدق وإنّ ما جاء في برنامج يوم 18/07/2006 حول موقف العرب من قضية فلسطين و لبنان  و الحوار البناء الشيّق و المساهمة الفاعلة التي قام بها الدكتور فيصل  قاسم و الضيف الكريم السيد النقاش كانت  بحق مفخرة لأمتنا العربية و  كان بحق برنامجا ثريا غزيرا بكل المعاني الأخلاقية و الجهادية و النضالية بصراحة ووضوح رغم أنّ الطرف المشارك كان دون  المستوى و  كلامه يصب في خانة العدو و  لم  يقنع و  لم  يعجب أحدا من  المشاهدين  بل كان  الاستهزاء و الإشمئزاز من هذا التدخل المتخاذل الذي يحبط العزائم و لا يخدم قضية فلسطين و  لبنان بل العكس يصب في خانة إسرائيل  التي مع الأسف لها أبواق تساعدها و هذا أمر مؤسف و  خجول و لكن  في المقابل هناك رجال شجعان أدوا  الأمانة و  بلغوا الرسالة الإعلامية في قطر البلد العربي المسلم  الذي شجع على قناة الجزيرة الحرة و الوفية لنهج الإعلام الصحيح الذي يخدم مصالح أمتنا العربية  لمن  كان له عقل و ضمير أما الآخرين فإنه يزعجهم أخبار الجزيرة و برامجها الصريحة و الهادفة بأقلام رجالاتها و أسلوب محرريها و  نقاوة إطاراتها وأنفة مسؤوليها و هذا فخر لأمتنا العربية في عصر الاقمار الصناعية و التكنولوجيا و عصر المعلومة السيارة فشكرا لقناة الجزيرة على هذا النهج الصادق

هل قادة العرب راجعوا حساباتهم و فهموا الدرس

و فهموا  أنّ الشجاعة و الإقدام محل تقدير وإكبار الشعوب العربية وأنّ  الشعوب العربية مع المقاومة و مع الجهاد و مع المغامرة الشجاعة المحسوبة  يا كرام يا كرام ياسادة نرجوكم على الاقل الصمت الصمت قليلا و أتركوا الرجال يصنعوا الملامح  البطولية و يصنعوا النصر بعون من الله و توفيقه و نحن  معهم و مع الشجاعة و الشهادة

قال  الله تعالى  إنّ الله إشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنة يقتلون و يقتلون و عد الله حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى  بعهده من  الله فإستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك  هو الفوز العظيم

صدق الله العظيم سورة التوبة

ملاحظة هامة :

لماذا بعض القادة العرب يخافون من  المقاومة الإسلامية و  من  الجهاد في سبيل الله و دحض الصهيونية في بلداننا و  نشكر من الأعماق شهادة و موقف و تصريح الوزير السابق اللبناني البطل الشهير و ئام وهاب الدرزي أكثر حماس ووفاء لحزب الله من  العرب المسلمين و من القادة و المسؤولين لماذا…

قال تعالى :” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا” صدق الله العظيم.

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونسي

المعجب بجهاد الصامدين  المخلصين لله و للإسلام

تونس  


 

يتكلمون… كما كنا ونفعل… كما كانوا

 

معن بشور ارغب بالتوقف امام جانب واحد من هذه الحرب وهو الجانب الاعلامي. وهنا لا اريد التوقف امام الشجاعة البالغة التي يظهرها المراسلون الشبان لعدد من الفضائيات والاذاعات والصحف العربية في حرصهم على تغطية الحرب من قلب نقاط الخطر على امتداد جبهة المواجهة. ولن اتوقف ايضاً امام الانحياز الظالم لبعض الوسائل الاعلامية التي حاولت ان تشيع مناخ الاحباط بينما المعركة، على ضراوتها ووحشيتها، مملوءة بعناصر الامل والتفاؤل، فاننا واثقون ان حب الحقيقة في هذه الوسائل سيتغلب في النهاية على مختلف الضغوط او الاملاءات او التوجيهات التي تصدر اليها. سأركز كلامي اليوم على التخبط الاعلامي الملحوظ الذي يلف تصرفات مسؤولي العدو وتصريحاتهم في مقابل الهدوء الرائع الذي يطبع تصريحات قادة المقاومة وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، حيث لا ضجيج ولا وعود فارغة ولا محاولات ممجوجة لتبرير الهزائم. ولنأخذ قصة البارجة الصهيونية التي اصابتها صواريخ المقاومة مثلا على ساحل بيروت. ففي حين دعا السيد نصر الله بكلمة هادئة واثقة العالم باسره لرؤية هذه البارجة تحترق، في تنسيق غير مسبوق، بين القول والفعل، بين الوعد وتحقيق الوعد، رأينا الاعلام العسكري الصهيوني يتخبط في التعامل مع هذه البارجة. لقد نفى العدو أولا الخبر جملة وتفصيلاً، ثم تحدث عن اصابات طفيفة وعرض صوراً لبارجة شبيهة لم يكن سوى “خدشين بسيطين” هما آثار تلك العملية، ثم تحدث في ما بعد عن اضرار بالغة، ثم عن شحن السفينة الى داخل فلسطين المحتلة ليعلن عن اربعة جنود بحريين مفقودين. فخلال ساعات صدرت مواقف متناقضة وبلاغات متنوعة، لنكتشف حجم الاضطراب في الاعلام العسكري الصهيوني. وبدا التناقض على أشده في تصوير العدو طريقة قصف البارجة، فبعد ان صوّر “الفجوتين الصغيرتين” على جسم البارجة المزيفة، عاد ليقول ان القصف تم من “طائرة من دون طيار” دون ان يشير كيف يمكن لصاروخ نزل من فوق ان يحدث هاتين الفجوتين، بل دون ان يفسر لنا كيف يمكن لهاتين الفجوتين البسيطتين ان تؤديا الى فقدان اربع جثث. مقابل هذا التلعثم الاعلامي الصهيوني غير المعهود، والبعيد عن كل مظاهر “الرصانة” و”الموضوعية” التي كان يحاول العدو ان يسبغها على اعلامه، كنا نرى في المقابل اعلام المقاومة سلساً، منسجماً، هادئاً، بسيطاً، واثقاً من نفسه. فهنا الاعلام يشير الى نجاح العملية في تحقيق هدفها ثم ينكفىء عن نشر معلومات عديدة تمتلكها المقاومة مع وعد بنشرها في الوقت المناسب، اي اننا امام اعلام يقوم على مبدأ بسيط “دعوا اعمالنا تتكلم”، دون بهورة، ودون مبالغة… المثال الآخر على التخبط الاعلامي الصهيوني هو نشر اخبار عن اصابة السيد نصرالله، فمرة يعلن عن استشهاده (حفظه الله) في قصف مقر الامانة، ومرة اخرى عن اصابته، وفي كل مرة كان سيد المقاومة يرد بظهور مباشر على الشاشة، نافيا بهذا الظهور، وبه فقط، شائعات العدو التي باتت سلاحه الوحيد بعد أن عجزت كل اسلحته الاخرى إلا عن القتل بدم بارد لمدنيين عزّل والقصف الممتلىء بالحقد على كل مظاهر الحياة والاعمار في لبنان. من الامثلة الاخرى على هذا الارتباك ما يتعرض له مراسلو الفضائيات العربية من اعتقال واحتجاز، كما جرى مع طاقم “الجزيرة” مثلا، خصوصا بعد اقترابه من مناطق حساسة كحيفا، لكي ينقل للعالم كيف تظهر وعود السيد نصرالله صادقة، وقدرات المقاومة عالية… وهو امر يذكرنا بالطريقة التي يتعامل بها جيش الاحتلال الاميركي مع وسائل الاعلام. ولعل تراكض المسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة لعقد المؤتمرات الصحافية، والادلاء بالتصريحات والتهديدات، (وبالمناسبة فقد تراجعت حدة هذا التراكض في اليومين الاخيرين اي بعد قصف حيفا، كما انكشفت هشاشته امام الرأي العام الاسرائيلي مع قطع التلفزيون الاسرائيلي وقائع مؤتمر صحافي لرئيس هيئة الاركان الاسرائيلي لتبث مكانه كلمة السيد نصرالله في اليوم الاول للعدوان)، لا يكشف فقط عن الرغبة الفاجرة في استخدام دماء اللبنانيين كوسائط دعاية لحملاتهم الانتخابية، بل يكشف ايضاً عن حجم التناقض في المواقف والمعلومات على حد سواء، ويكفي ان نستمع لرزمة الشروط الاسرائيلية كيف تتغير بين مسؤول وآخر، لنكتشف تفاوت الاحساس المبكر، بالواقع الميداني غير المريح لجيش الاحتلال. ففي ظل هذا التراكض ايضاً بدأت الشروط الاسرائيلية مع اولمرت (رئيس حكومة العدو) عالية حين دعا الى تدمير “حزب الله” وازالته من الوجود، لتتراجع الى شرط سحب قواته الى مسافة 30 كلم (متناسية ان الحزب هو جزء من الشعب اللبناني)، ثم تصل مع بيريس (نائبه) بالامس الى اعادة الجنديين فقط ووقف القصف من جانب “حزب الله”. وفي المقابل نجد كلام قادة “حزب الله” قليلا، لكنه دقيق لا تناقض فيه وموقفهم واضح لا تغيير فيه. اما محاولة الحديث عن وجود مئة ايراني مشاركين في عملية قصف البارجة، وعن ان الصواريخ التي استهدفت حيفا هي صواريخ سورية، فهو حديث يذكرنا، بالاضافة الى ما ينطوي عليه من اقرار بفاعلية العملية البحرية والقصف البري، باحاديث طالما رددها المسؤولون العرب في معاركنا العسكرية حين كانوا يحاولون تبرير هزيمتنا عبر الحديث عن مساندة دول كبرى لعدونا. هنا المسؤولون الصهاينة يهددون ويتوعدون ويبالغون ويتكلمون كما كنا نهدد ونتوعد ونبالغ ونتكلم دون جدوى. وهنا أيضاً قادة المقاومة صادقون في وعودهم، مقلّون في كلامهم، هادئون في اعصابهم، يفعلون كما كان العدو يفعل في حروب سابقة. وكما للهزيمة بوادرها حين تلوح في الافق، فللنصر ايضا عناوينه وشروطه ومؤشراته. وما النصر الا صبر ساعة.  
(المصدر صحيفة النهار اللبنانية بتاريخ 20 جويلية 2006)  


برلمانيّون مغاربة يطالبون بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة

طالب المجلس الاستشاري لاتحاد المغرب العربي الذي يضم كلاً من الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس، اليوم، بممارسة ضغوط دولية لوقف العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر على لبنان وقطاع غزة.

ودعا المجلس الذي تترأسه تونس حالياً في بيانٍ، البرلمانات في كل أنحاء العالم واللجنة الرباعية إلى التدخل الفوري لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي ووضع حدّ لمعاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني وإعادة بناء ما دمّرته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد المجلس دعمه للمقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، معرباً عن أسفه لسقوط الضحايا المدنيين وللأضرار المادية والاقتصادية في لبنان.

وفى الرباط وجّه وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ونظيره السلفادوري فرانسيسكو لاينيز خلال اجتماعهما في الرباط اليوم، نداءً لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وقال مصدر رسمي مغربي: إن الوزيرين شدّدا على ضرورة إيجاد حلّ للوضع الحالي عبر المفاوضات.

(المصدر: موقع مركز الإعلام والمعلومات (غزة) بتاريخ 20 جويلية 2006)

وصلة الموضوع: http://www.mic-pal.info/newsdetails.asp?id=42241


 

شعبية حزب الله تتعاظم في انحاء الشرق الاوسط

القاهرة (رويترز) – ارتفعت شعبية جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية في انحاء العالم العربي بسبب المواجهة التي تخوضها ضد اسرائيل رغم بعض التحفظات على الهجوم الذي شنته الجماعة عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز. وأظهرت مقابلات أجريت مع عرب تم اختيارهم عشوائيا في المنطقة من المغرب الى الخليج تعاطفا مع لبنان حيث قتل أكثر من 300 شخص معظمهم مدنيون في هجمات اسرائيلية وانتقادات للحكومات العربية لسلبيتها. وأطلق حزب الله وابلا من الصواريخ من جنوب لبنان على شمال اسرائيل فقتل 15 مدنيا. واتفق غالبية العرب على الارجح مع السعودية في أن الهجوم الذي شنه حزب الله عبر الحدود وأسره جنديين اسرائيليين غير مسؤول نظرا للهجوم الاسرائيلي الذي ترتب على ذلك في ضوء عدم توازن القوة بين اسرائيل ولبنان. لكن التعاطف مع حزب الله واحترامه كبيران خصوصا بين الشعوب البعيدة عن لبنان. وظهرت صور حسن نصر الله الامين العام لحزب الله بشكل واضح في مظاهرات التضامن مع اللبنانيين والفلسطينيين. وقالت اسيا عبد الباسط وهي ربة بيت من القاهرة “ربنا ينصر حسن نصر الله ويبارك لنا فيه.” وقال سامر خضرا وهو مهندس ديكور أردني يعيش في دبي في الخليج “حزب الله عظيم. أنا فخور به.. أظن أنهم لم يرتكبوا خطأ.” وأضاف محمد عبد الله بائع خبز في العاصمة السودانية الخرطوم “اسرائيل مسؤولة عن هذه الحرب لتدخلها المستمر في الدول العربية. حزب الله أبطال و دعمهم واجب على العرب جميعا.” وتذكر سعيد ناجي صاحب متجر من اليمن نجاح حزب الله في طرد القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 بجعله ثمن الاحتلال أكبر من أن تتحمله اسرائيل. وقال “كلنا يناصر حزب الله كي يظل ثابتا ويخرح مرة أخرى منتصرا على اسرائيل.” ويتمتع حزب الله بالفعل بمكانة في العالم العربي رغم جذوره كتنظيم شيعي في منطقة غالبيتها من المسلمين السنة باعتباره القوة العربية الوحيدة الى الان التي استعادت أرضا محتلة دون تفاوض. والحكومات العربية هي الخاسر الاكبر من الحرب الدائرة في لبنان وخصوصا الحكومات الصديقة لواشنطن التي رفضت نداءات لوقف اطلاق النار فيما تواصل اسرائيل القصف. قال محمد المصري (28 عاما) محام من القاهرة ان أحداث الاسبوع الماضي أظهرت المواقف الحقيقية للحكومات في مصر والاردن والسعودية التي تخشى شعبية حزب الله. وأضاف “قبل هذا كان من المستحيل علينا أن نعرف فيما يفكرون نظرا لصمتهم وكنا نلتمس لهم العذر (قائلين) ان أمريكا قوة عظمى.” واستطرد قائلا “لكن الان يمكننا ان نرى ما في داخلهم. انتقلوا الى معسكر العدو. أفعالهم الاخيرة تظهر ذلك وخصوصا السعودية.” وقال محمد ديدي وهو سائق سيارة أجرة جزائري “كالعادة الانظمة العربية في مقاعد المتفرجين. افتقدت القدرة على الرد بكفاءة. لسنا في حاجة لقمم عربية لا تسفر عن شيء سوى الخطب والبيانات.” ونالت الولايات المتحدة التي تضمن تفوق اسرائيل عسكريا وتحميها من اللوم في الامم المتحدة نصيبها من النقد لتجاهلها الدعوات المطالبة بوقف اطلاق النار. قال موظف يمني عمره 52 عاما اكتفى بأن يذكر أن اسمه عبد الرحمن “الولايات المتحدة تؤيد الحكومة الاسرائيلية… وبدون ذلك الدعم كان يمكن ايجاد حل حتى قبل أن تبدأ الازمة.” وقال المصري “أمريكا ستبقى هكذا دائما. انها وأوروبا يؤيدان اسرائيل ويستخدمان اسرائيل ذريعة للتدخل.” ولكن حزب الله كان له نصيبه ايضا من الانتقادات في الشرق الاوسط حيث يشعر الناس في الشرق الاوسط بالحرية في التعبير عن ارائهم على نحو متزايد. وقال محمد عبد الله وهو طبيب مصري “الذي بدأ المشكلة هو من خطف الجنديين.. حزب الله… على المرء أن يحسب قدراته قبل محاربة دولة مسلحة بقوة مثل اسرائيل.” وقالت وسام سرور وهي مصرية تعمل مخرجة أفلام رسوم متحركة في دبي “ما فعله حزب الله ليس صوابا بأسر الجنديين الاسرائيليين وخصوصا في هذه الايام. لا يستطيعون الدفاع عن لبنان.” وقال رجل الاعمال الكويتي أبو عبد العزيز ان هجوم حزب الله كان خطأ بسبب الضرر الذي جلبه على لبنان. وتابع قائلا “هذه مغامرة في توقيت خاطئ أثرت على اللبنانيين جميعا… (رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق) الحريري رحمه الله بنى لبنان والان فان مغامرات شخص واحد تدمر كل ما بناه الحريري.” من عزيز القيسوني (شارك في التغطية مكاتب رويترز في الجزائر والكويت والرباط والرياض وصنعاء ومحمد عباس في الخرطوم ومحمد عبد اللاه في القاهرة وهبة قنديل في دبي). (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 جويلية 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

بلحاج يدعو لفتح باب الجهاد

الجزائر- وليد التلمساني- إسلام أون لاين.نت دعا علي بلحاج، الرجل الثاني في “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” الجزائرية المحظورة إلى فتح “باب الجهاد” للدفاع عن سوريا في مواجهة إسرائيل التي تشن عدوانًا على لبنان منذ أكثر من أسبوع، كما يسعى لاستنهاض عزائم الجزائريين في المساجد للتعاطي بحماس مع العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين. جاء ذلك خلال لقائه وسفير سوريا بالجزائر في الوقت الذي امتنع فيه سفير لبنان عن لقائه. وفي تصريحات خاصة لـ”إسلام أون لاين.نت” الأربعاء 19-7-2006، أكد بلحاج أنه طلب من السفير السوري خلال زيارته الثلاثاء 18-7-2006 للسفارة السورية في الجزائر إتاحة الفرصة لجزائريين يرغبون في الدفاع عن سوريا المستهدفة بعدوان إسرائيلي “قادم لا محالة”، بحد قوله. وقال: “لقد عبرت للسفير عن قناعتي بأن سوريا تعيش ضغطًا رهيبًا، وأنها تتعرض لمضايقات حتى يتم فصلها وعزلها ليسهل ضربها، وأكدت له استعدادي والكثير من أبناء بلدي للسفر إلى سوريا من أجل التصدي لأي عدوان مفترض”. وردًّا على دعوة بلحاج، قال السفير السوري: “إنه إذا لزم الأمر فستطلب سوريا متطوعين لمقاومة عدوان محتمل على شعبها”. وبسؤال القيادي في جبهة الإنقاذ إن كان قادرًا على القتال وهو يفتقد لتكوين عسكري، قال: “الجهاد ليس بالسلاح فقط، فشحذ الهمم وتذكير الناس بواجبهم الشرعي في الذود عن حمى الأمة الإسلامية جهاد أيضًا”. ولم يتسن الاتصال بالسفير السوري لمعرفة تفاصيل أخرى عن إمكانية إيفاد متطوعين من الجزائر إلى بلاده في حال تعرضه لعدوان. وبدأ العدوان الإسرائيلي على لبنان بعد ساعات من أسر مقاتلي حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل 8 آخرين في هجوم على مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود يوم 12 يوليو الجاري. ووصل عدد الشهداء اللبنانيين منذ بدء العدوان إلى نحو 310 شهداء، معظمهم مدنيون. موقف الرياض وفي اليوم التالي لبدء العدوان على لبنان، توجه بلحاج إلى سفارة المملكة العربية السعودية. وقال بلحاج: إنه عبّر للسفير عن استنكاره لموقف الرياض حيال الوضع، في إشارة إلى وصف السعودية بعملية أسر الجنديين الإسرائيليين على يد حزب الله بأنها “مغامرة غير محسوبة”. وأشاد بلحاج “بالترحيب والإصغاء والتفهم الذي وجده عند سفير المملكة الذي قال له: إن السعودية دولة محورية في الشرق الأوسط، وهي بلد تطبق الكتاب والسنة، وأن دورها حاسم في قلب كفة الأحداث لصالح المسلمين والعرب في هذا الظرف الخطير”. اعتذار عن اللقاء ثم توجه الرجل الثاني في “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” إلى سفارة لبنان لمقابلة السفير تعبيرًا عن تضامنه مع اللبنانيين، لكن السفير اعتذر عن لقائه. بدوره عبّر أيضًا قيادي في حركة “مجتمع السلم” (حمس) الجزائرية في تصريح لـ”إسلام أون لاين.نت” الأربعاء 19-7-2006 عن مشاعر “الاستياء من رفض سفير لبنان لقاء وفد من الحركة؛ حيث كنا نرغب في تبليغه مساندتنا، إلا أنه اعتذر بحجة أنه لا يريد تسييس القضية”. وأخذ المصدر ذاته على السفير “الوقوف ضد المقاومة الإسلامية (حزب الله) في وقت يستغيث فيه بلده”. ويسود قطاع من الأوساط السياسية الجزائرية تذمرًا شديدًا من “التصرفات غير الودية” للسفير اللبناني الذي رفض منذ بداية العدوان على بلاده استقبال أو التحدث إلى الصحفيين والراغبين في التعبير عن المساندة. عبر المساجد على صعيد متصل، يقول مراسل “إسلام أون لاين.نت”: إن بلحاج سعى أيضًا عبر مساجد عديدة بالعاصمة الجزائرية إلى استنهاض عزائم المصلين للتعاطي بحماس مع تطورات الوضع على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، في ظل قيود يفرضها قانون حالة الطوارئ الساري في البلاد على مبادرات تنظيم المسيرات والتجمعات. وقال بلحاج: إنه يخاطب المصلين عقب كل صلاة فيحدثهم “عن ضرورة مساندة اللبنانيين والفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي”. وأضاف: “قامت الثلاثاء شبه مظاهرة في مسجد العناصر (أحد ضواحي العاصمة)؛ حيث تجاوب المصلون مع الخطاب الداعي إلى نصرة الضحايا في الشرق الأوسط حاليا، وأعرب الجميع عن أهمية ألا تتخلف الجزائر عن موجة التضامن الجارية في الشارع العربي والإسلامي مع لبنان وفلسطين”. ويوضح مراسل “إسلام أون لاين.نت” أن الجزائريين يكتفون بـ”أضعف الإيمان”، وهو الدعاء للشعبين اللبناني والفلسطيني؛ وذلك بسبب استمرار الحظر المفروض منذ 5 سنوات على التظاهر في العاصمة، والذي حال دون خروج أي مظاهرات أو مسيرات شعبية لإعلان التضامن مع الشعبين في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليهما. وتشن إسرائيل منذ يوم 28 يونيو الماضي عدوانًا شرسًا على قطاع غزة بعد تنفيذ المقاومة عملية نوعية يوم 25 يونيو الماضي استهدفت موقعًا عسكريًّا إسرائيليًّا بجنوب القطاع أسفرت عن أسر جندي إسرائيلي ومقتل اثنين آخرين. واستشهد حتى الآن في العدوان الإسرائيلي نحو 120 فلسطينيًّا، وأصيب المئات بجراح. يشار إلى أن السلطات الجزائرية رفعت القيود على تحركات بلحاج دون إعلان رسمي عن ذلك؛ حيث كثف من نشاطه السياسي ومن تصريحاته لصحف محلية وأجنبية منذ خروجه من السجن مطلع العام الجاري بعد حبسه لمدة 8 أشهر بتهمة “التحريض على قتل دبلوماسيين جزائريين بالعراق”، وهو ما نفاه بشدة بلحاج. (المصدر: موقع “إسلام أون لاين.نت” بتاريخ 19 جويلية 2006)

منظمة العفو الدولية تبدأ حملة عالمية لمناهضة القمع على شبكة الإنترنت

 بعد النجاح الذي حققته حملة منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة بشأن الحرية على شبكة الإنترنت، تبدأ المنظمة اليوم حملة عالمية من خلال موقع http://irrepressible.info وتهدف الحملة إلى استعادة دور شبكة الإنترنت كقوة من أجل التغيير في مواجهة الاستعداد المتزايد من جانب شركات التقنية لمساعدة الرقابة والقمع. فمن إيران إلى المالديف، ومن كوبا إلى فيتنام، تشن الحكومات حملة قمع على من يستخدمون الإنترنت لتبادل آرائهم، كما تحرم مواطنيها من الاطلاع على ثروة المعلومات التي تقدمها الشبكة. وفي هذا السياق، يُعتقل بعض مستخدمي الإنترنت، وتُغلق المحال التي تُقدم خدمة الاتصال بالإنترنت، وتُراقب غرف الدردشة وتُحذف المدونات، كما تُحجب بعض المواقع، وتُحظر الصحف الأجنبية، وتستبعد محركات البحث النتائج الحساسة. وقالت منظمة العفو الدولية إنه “من الممكن أن تصبح شبكة الإنترنت أداة هائلة لتعزيز حقوق الإنسان. فبوسع النشطاء أن يكشفوا للعالم أنباء الانتهاكات التي تقع في بلدانهم، وذلك بمجرد الضغط على أحد الأزرار. وأصبح لدى الأفراد فرصة لم يسبق لها مثيل للاطلاع على المعلومات من عدد كبير من المصادر”. ومضت المنظمة تقول: “إلا إن هذه الفرصة المتمثلة في أن تصبح شبكة الإنترنت أداة للتغيير تتعرض لخطر التقويض، سواء على أيدي الحكومات التي لا ترغب في التسامح مع هذه الوسيلة الإعلامية الحرة، أو على أيدي الشركات التي تبدي استعداداً لمساعدة الحكومات على قمع حرية التعبير”. وكانت شركات “صن ميكروسيستمز” Sun Microsystems، و”نورتيل نيتوركز” Nortel Networks، و”سيسكو سيستمز” Cisco Systems، و”ياهو” Yahoo!، و”غوغل” Google، من بين الشركات الضالعة في مساعدة الحكومات على فرض الرقابة على الإنترنت أو تتبع بعض المستخدمين. وفي عام 2004، قدمت شركة “ميكروسوفت” Microsoft إلى السلطات الإسرائيلية معلومات عن الخبير النووي موردخاي فانونو بدون علمه أو موافقته. وقد استُخدمت هذه المعلومات بالأساس لمحاكمة فانونو بتهمة الاتصال بوسائل إعلام أجنبية. وأضافت منظمة العفو الدولية قائلة “إن المنظمة تدعو مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم إلى التوجه إلى موقع http://irrepressible.info  والتوقيع على تعهد بمطالبة جميع الحكومات والشركات باحترام الحرية على شبكة الإنترنت. فكثيراً ما تدعي شركات الإنترنت أنها مسؤولة أخلاقياً. ومن شأن التوقيعات على ذلك التعهد أن تبين بجلاء أن تعاون تلك الشركات في القمع قد يجعلها شريكة في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي يقوض مصداقيتها”. وسوف تُجمع تلك التوقيعات على التعهد وتُقدم إلى اجتماع كبير تعقده الأمم المتحدة عن مستقبل الإنترنت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2006. وبالتوافق مع بدء هذه الحملة العالمية، تصدر منظمة العفو الدولية تقريراً عن دور شركات “ياهو” و”ميكروسوفت” و”غوغل” في قمع الإنترنت في الصين. ويُعتبر جهاز قمع الإنترنت في الصين أكثر تقدماً منه في أية دولة أخرى، وتبدي هذه الشركات على وجه الخصوص استعداداً للتعاون مع الحكومة الصينية. ** يمكن الاطلاع على مواد الحملة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية من خلال الموقع: http://irrepressible.info  ** يمكن الاطلاع على التقرير المعنون “تقويض حرية التعبير في الصين” من خلال الموقع: http://web.amnesty.org/library/Index/ENGPOL300262006  حظرت السلطات الإسرائيلية على موردخاي فانونو الاتصال بوسائل الإعلام الأجنبية. وجُدد هذا الحظر، الذي يُعتبر في حد ذاته انتهاكاً لحقوق الإنسان، لمدة عام آخر. وبالرغم من أن القاضي في محاكمة فانونو الجارية حالياً قد وافق على عدم استخدام المعلومات التي قدمتها شركة “ميكروسوفت”، فإن المعلومات لا تزال في حوزة السلطات الإسرائيلية ويمكن أن تُستخدم للاستمرار في تقييد حريته ومضايقته.

 

حديث مع المؤرخ التونسي الدكتور الهادي التّيمومي:

** الاتحاد السوفييتي انهار بعد تحول نخبته لاقلية برجوازية وتحولات الصين قد تكون رأسمالية مستترة ** الديمقراطية في العالم العربي مطلب النخبة لا الجماهير والمستبد ليس الحاكم فقط وإنّما الأب والأم والمعلّم

حاوره: نبيل درغوث (*)  ” من اعتني بالتاريخ ضـمّ إلى عمره أعماراً ” – حسن حسني عبد الوهّاب الهادي التيمومي: جامعي ومؤرّخ تونسي من مواليد سنة 1949 بالكبّارة من ولاية القيروان. يشغل اليوم منصب أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية. في الحقيقة، عرفت الاسم من خلال ما وقع بين يدي من دراساته وبحوثه الجامعية، فشدّتني جدّيتها وأسئلتها الخاصة وخاصة ما خطّه حول نمط الانتاج المخامسي الذي هيمن في تونس لفترة ما من تاريخها . فعملت علي مزيد التعرّف علي هذا القلم وعلي ما يخطّ. فاكتشفت أن للهادي التيمومي كتبا كثيرة في نفس الاختصاص، التاريخ، منها: النشاط الصهيوني بتونس (1897 ـ 1948) (2001)، ونقابات الأعراف التونسيين (1932 ـ 1955) ( 1983) و انتفاضات الفلاحين في تاريخ تونس المعاصر : مثال 1966 ، بيت الحكمة تونس (1994) و الجدل حول الإمبريالية منذ بداياته إلي اليوم (1994) و تاريخ تونس الاجتماعي 1956 (1997) و الاستعمار الرأسمالي والتشكيلات الاجتماعية ما قبل الرأسمالية: الكادحون الخمَّاسة في الأرياف التونسية (1861 ـ 1943) (1999) و في أصول الحركة القومية العربية (1839 ـ 1920) (2002) و مفهوم التاريخ وتاريخ المفهوم في العالم الغربي من النهضة إلي العولمة ، (2003) و مفهوم الامبريالية من عصر الاستعمار العسكري الي العولمة (2004)، و تونس 1956 ـ 1987 (2006) . نظرة للتاريخ في إطار محاولتك فهم المنــــــطق الدّاخلي للتاريخ التونسي قبل الاســــتعمار الحديث، جئت بفرضية نمط الإنتاج المخامسي واعتبرت أنماط الإنتاج الأخري مثل نمط الإنتاج الإقطاعي أو نمط الإنتاج الآسيوي أو نمط الإنتاج الخراجي (سمير أمين)… غيـــــر ملائمــــة، فهــــل لك أن توضح لنا فرضيتك ؟ إشكاليتي هي التخلف والعجز العربي عن تبني الحداثة الغربية، أي تبني الرأسمالية والدّيمقراطية والدولة القومية والثقافة المتمحورة حول الإنسان لا حول الميتافيزيقيا. والمعروف أن المستشرقين قدموا تفسيرات لهذا التخلف مثل غياب العقلانية، والعزوف عن السيطرة علي الطبيعة، واستبداد الدولة واحتكارها للسياسة وللاقتصاد، وتبعيّة المدينة للدولة، وسيادة العوامل الفوقية مثل الدين والسحر والشعوذة… وهذه الأسباب ـ وإن كنت لا أنفي صحّة الكثير منها ـ هي أسباب متمحورة حول الذات الأوروبية ، أي مستمدّة من التاريخ الأوروبي فقط، فما به تقدم الأوروبيون اعتبر غيابه سبب تأخر العرب. ولقد حاولت أن أفهم الواقع النوعي الخاص للصيرورة التاريخية التونسيّة قبل الاستعمار الفرنسي، والجهاز المفاهيمي الذي اعتمدته هو الجهاز المفاهيمي للمادية التاريخية مع الاستئناس بالفرويديّة وبالبنيويّة، واعتبرت أن الماركسيّة التقليدية بحاجة إلي مراجعة لأنها عزت التخلف العربي إما إلي غياب برجوازيات علي غرار البرجوازيات الأوروبية، أو إلي غياب نمط الانتاج الإقطاعي، أو لوجود نمط إنتاج آسيوي… لقد كانت هذه الماركسيّة الكلاسيكية متمحورة هي أيضا حول الذات الأوروبية رغم إعلانها العكس. وقد قام المصري سمير أمين بقلب هذه الماركسيّة التقليديّة رأسا علي عقب، وبليّ العصا في الاتجاه المعاكس تماما، وصنع نظرية في التاريخ العربي الإسلامي يمكن اعتبارها متمحورة حول الذات الشرقية إذ رفض مقولة نمط الإنتاج الإقطاعي، وقال إن تخلف العـــرب راجع إلي هيمنة نمط الإنتاج الخراجي، وهو نمط إنتاج يشبه نمط الإنتاج الإقطاعي، لكنه نمط إنتاج صلب وغير مرن، ولا يمكن تجاوزه بسهولة، خلافا لنمط الإنتاج الإقطاعي الذي استطاعت البرجوازية الأوروبيّة تحطيمه بسهولة وبناء اقتصادها الرأسمالي. إنني لم أقتنع لا بنمط الإنتاج الفيودالي، ولا بالخراجي، ولا بالآسيوي لمقاربة الواقع التونسي قبل الاستعمار، وقد شرحت ذلك في بعض كتبي بإسهاب. وقررت الانكباب علي دراسة القاعدة المادية للمجتمع التونسي دراسة ملموسة معمقة، وخاصة المنتجين المباشرين وعلي رأسهم العمال الخمّاسة (عمال ينالون خمس الإنتاج الحبوبي)، وتونس بلد فلاحي معروف منذ القديم (مطمورة روما). لقد اكتشفت أن الفقهاء المالكين استنكروا مؤسسة الخماسة لأنها في نظرهم عقد شغل ينطوي علي الرّبا والغرر وكراء الأرض بما تخرجه، واكتشفت أنهم نظروا إلي هذا العقد بمعايير التجارة ويوطوبيا المجتمع المساواتي ، وهذا ما يفسر أنهم لم يجدوا لهذا العقد إطارا شرعيا مناسبا، فاضــــطروا إلي الحيل الفقهية. ويمكن القول هنا إن العــــقل العربي ليـــــس عقلا قياسيا (القياس) فقـــــط كما يقــــول محمد عابد الجابري، إنما هوأيضـــا عقل مجبول علي النظر إلي المعاملات بمعايير التجارة ويوطوبيا المجتمع المساواتي (مدينة الفقهاء الفاضلة). أعتقد أنني اكتشفت وجود نمط إنتاج خاص جدّا هيمن علي تونس منذ اندثار العبودية بها وحتي خضوعها للرأسمالية، سمّيته نمط الإنتاج المخامسي ، نسبة إلي العامل الخماس، لأن كل عقود الشغل في المجتمع (عقد الرعي، عقد المغارسة، عقد المساقاة، عقد تضمين الصناع في المدن…) تشتغل وفق الآليات التي تقوم عليها مؤسسة الخماسة. هذا لا يعني أني أخلط بين مفهوم نمط الإنتاج ومفهوم عقد الشغل كما اتهمني بذلك بعض الذين لم يقرؤوا ما كتبت، وما أكثرهم! لقد كان لا بدّ من اختيار تسمية لهذا النمط الانتاجي مستمدة من الواقع التونسي، ومن واقع الكادحين الفلاحين الذين كان لهم الفضل في صنع خيرات تونس علي امتداد قرون طويلة. ويمكن تعريف نمط الإنتاج المخامسي كما يلي: هو نمط إنتاج يتسم بالطابع التغيبي لملاكي وسائل الإنتاج، وبحصولهم بوسائل غير إقتصادية أهمها الرّبا علي الريع العقاري في شكل عمل من المنتجين المباشرين، علما بأن ذلك الريع لا يقتصر علي فائض العمال، وإنما يلتهم جزءا من العمل الضروري لإعادة إنتاج قوة العمل، الأمر الذي يؤدي بالمنتجين المباشرين عمليا إلي التخلي عن جزء هام من حريتهم الشخصية وذلك بالرغم من تمتعهم بحريتهم قانونيا، ورغم أن ميزان القوي الديمغرافي كان دائما لصالح هؤلاء الكادحين، فقد كانوا يعانون من استلاب ثقافي وديني ساحق. ونمط الإنتاج المخامسي نمط مغلق خلافا لنمط الإنتاج الفيودالي الذي كان الأقنان يتمتعون فيه ببعض الحوافز التشجيعية والمدن تتمتع فيه بكل حرّيتها. ونمط الإنتاج المخامسي ـ وخلافا لما جاءت به الماركسية الكلاسيكية ـ لم يشهد مرحلة صاعدة بأتم معني الكلمة، وإنما هو نمط إنتاج ولد شبه ميت (عدم تمتع العمال بأبسط الحوافز التشجيعية، تزييف وعيهم الطبقي من قبل الأولياء والطرق الدينيّة، الأوبئة، اختلال الأمن، تزامن ولادة هذا النمط مع ولادة الرأسمالية في أوروبا وبداية محاصرة هذه الرأسمالية لتونس). لقد كان نمط إنتاج شبه ميّت وليس ميّتا لأنّ تونس شهدت بعض الحيويّة اقتصاديّا وثقّافيّا في القرنين 14 و15. إذن من الأسباب الرئيسية في رأيي لتخلف تونس هو نمط الإنتاج المخامسي الذي اخترعه المجتمع في فترة معينة، لكنه كان اختراعا باهتا وغير فعال ومغلقا إغلاقا محكما. فيودالي وليس اقطاعيا لماذا تتحـدث عن نمـط الإنتاج الفيودالي وليس الإقطاعي كما درج المؤرخــــون العرب علي ذلك؟ لقد عرّب المثقفون العرب الكثير من المفاهيم الغربيّة بطريقة خاطئة، فالإقطاع في التاريخ العربي الإسلامي مغاير تماما للفيودالية الأوروبية، وأغلب الإخوان المشارقة علي سبيل المثال لم يفهموا جيّدا كتابات سمير أمين وعرّبوا نمط الإنتاج Tributaire بالخراجي، في حين أن التعريب الصحيح هو إتاوي لأن الإتاوة فائض عمل وإنتاج بينما الخراج ضريبة حكومية، وسمير أمين يقصد الإتاوة وليس الخراج. أنظر كذلك كيف يطلق الكثير من الكتاب العرب كلمة استعمار علي حقائق مختلفة بعضها عن بعض، فالمعروف أن الاستعمار يمكن أن يكون كولونيالية ، كما يمكن أن يكون إمبريالية كما يمكن أن يكون عولمة … إلخ. أين مقولتك نمط الإنتاج المخامسي من الموضوعيّة التاريخيّة التي ينشدها كل مؤرخ؟ الموضوعية التاريخية حلم كل مؤرخ، وهي ليست سهلة المنال، لكنها ليست مستحيلة، وفي رأيي أن أقصي ما يمكن بلوغه هو جزء كبير من الحقيقة لا كلها، وهذا ما يفسر مشروعيّة ما يسمّي بـ إعادة كتابة التاريخ الدائمة. وقد وضع المؤرخون والفلاسفة منذ القديم مناهج كثيرة تصوّروا أنها ستوصلهم إلي الموضوعية، لكن تبيّن لهم أن الواقع عنيد وأحيانا عنيد جدّا، وهذه المناهج كثيرة، فقد ظهرت منذ عصر النهضة الأوروبية الإنسانوية والرومنطيقية والوضعية والتاريخانية والماركسية والبنيوية والفرويدية و ما بعد الحداثة (انظر كتابي : مفهوم التاريخ وتاريخ المفهوم في العالم الغربي منذ عصر النهضة إلي اليوم). إن الرأي عندي هو أن المؤرخ عليه أن يستوعب جيدا هذه المناهج ويختار ما يريد منها، ولا يكتفي بهوس تجميع المعلومات من الأرشيفات، وعليه أن يكون جسورا ويتقدم بأطروحات ونظريات جديدة، ولا يهمّ إن أخطأ، لأن مسيرة العلم كما قال الفيلسوف انقلز هي الانتقال من خطأ فادح إلي خطأ أقل فداحة. لماذا تتمسّك بالماركسيّة رغم كل النقد الموجّه لها الآن؟ أعتقد أن الماركسيّة هي الآن أفضل نظرية معرفة موجودة علي السّاحة الفكرية رغم كل نقائصها، فمفاهيم مثل نمط الإنتاج والتشكيلة الاجتماعية والدور الرئيسي للعامل الاقتصادي والصراع الطبقي… مفاهيم وجيهة جدّا، فمن ينكر اليوم أن الاقتصاد هو محرك التاريخ؟ ومن ينكر الصراع بين العمال ورأس المال؟… إن الماركسيّة كمنهج للدراسة شيء وكبناء مجتمعي شيء آخر، ولا ينبغي الخلط بين المستويين. ما فشل في الاتحاد السوفييتي هو تطبيق معيّن للماركسيّة، لكن هناك تطبيقات أخري ممكنة. هل يمكن أن نخلط بين مجتمع طالبان في أفغانستان والإسلام؟ إن أغلب الذين ينقدون الماركسيّة من المثقــــفين العرب لا يعرفون عن الماركسيّة شيئا، وفاقــــد الشيء لا يعطيه. نقاد الماركسيّة في العالم العربي مثل نقاد الأدب، فكم هم نقاد الأدب في العالم العربي الذين يستحقون هذه التسمية؟ إن الأكيد أنه سيأتي يوم ينتج فيه العلماء نظرية أحسن من الماركسيّة، لكن إلي أن يأتي ذلك اليوم، فأنا متمسّك بالماركسيّة رغم أن لها نقائص هـــــامة في ميادين مثل الدولة والفن والأدب واللّغة والدين، وأنا متفتح علي المناهج الأخري مثل البنيــــوية والفرويدية، لأن الانغلاق علي نظــــرية واحدة هو عين الضلالة. البحث التاريخي العربي ما تقييمك لواقع البحث التاريخي في العالم العربي اليوم؟ لقد حقق المؤرخون العرب قفزة كمية كبيرة في مجال البحث التاريخي، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن مدرسة أو مدارس تاريخية عربية رغم بعض المحاولات الرائدة مثل محاولات عبد العزيز الدوري (العراق) أو عبد الله العروي (المغرب) أو هشام جعيط (تونس)… إنه ليس من السهل بعث مدرسة تاريخية جديدة، أي اختراع منهج جديد، والمناهج السائدة في العالم العربي اليوم هي مناهج صاغها علماء غربيون. نحن لا نستورد البضائع فقط من العالم الغربي وإنما نستورد كذلك الأفكار. أما القول بأنه علينا أن نعود إلي ابن خلدون مثلا، فهذا وهم جميل لأن نظريات ابن خلدون ـ رغم أهميتها العالمية ـ ليست صالحة لفهم العالم العربي اليوم، وإنما هي صالحة جزئيا لفهم جوانب معينة من الواقع المغاربي في القرن الرابع عشر، ومن العبث كذلك اعتبار ابن خلدون مكتشف الماركسية. إن ابن خلدون عبقري، ما في ذلك شك، لكن لا ننسي أنه ابن القرن الرابع عشر، وعلماء الغرب قرؤوه وتجاوزوه مثلما فعلوا ذلك مع ابن رشد وابن النفيس والرازي… إلخ. كفانا عبادة للماضي لأن الإفراط في استهلاك التاريخ مضر بالأحياء كما قال الفيلسوف الألماني نيتشة. أعتقد أن معوقات البحث التاريخي في العالم العربي اليوم هي ضعف التكوين النظري للكثير من المؤرخين، وتدخل الدولة في تدريس التاريخ، والخلط بين التاريخ والتربية المدنية، ومحدودية الإلمام باللغات الأجنبية، وضعف التكوين البيداغوجي للكثير من مدرسي التاريخ في مختلف مراحل التعليم، وقلة الاهتمام بترجمة أمهات الكتب الغربية، وسباق المؤرخين ضد الساعة للحصول علي لقب دكتور وذلك علي حساب التأني الذي يتطلبه البحث التاريخي الجاد. هل يمكن الحديث بالنسبة إلي التاريخ العربي عن تاريخ قديم وتاريخ وسيط وتاريخ حديث وتاريخ معاصر علي غرار ما يفعل الأوروبيون؟ تحقيب التاريخ الأوروبي (قديم، وسيط، حديث، ومعاصر) صالح لأوروبا فقط، ولا يصلح للتاريخ العربي الإسلامي رغم أن الجامعة التونسية وجامعات عربية أخري تصر علي تطبيق هذا التحقيب الأوروبي علي تاريخنا، فكلمة وسيط علي سبيل المثال تعني بالنسبة إلي الأوروبيين الفيودالية والتخلف الحضاري بينما تمثل هذه الفترة الوسيطة بالنسبة إلي العرب أزهي عصورهم. أعتقد أن هناك ثلاثة أحداث لا يمكن الاختلاف حولها بالنسبة إلي المنطقة العربية: الانخراط في الفعل الحضاري ظهور الإسلام، والاندماج في المنظومة الرأسمالية العالمية، والرأي عندي أن علي مؤرخي كل بلد أن يبحثوا داخل هذا التاريخ الطويل عن التحقيب الملائم لبلادهم، وربما المعيار الذي يمكن أن يعتمدوه هو نمط الإنتاج (المعيار الاقتصادي)، أما اعتماد معيار السلالات الحاكمة، فرغم أنه معمول به كثيرا في الجامعات العربية، إلا أنه معيار غير سليم لأنه يمكن لمجتمع أن يشهد تعاقب الكثير من السلالات الحاكمة لكن دون أن يطرأ علي قاعدته المادية أو هياكله الفوقية (الدين، الثقافة،…) أي تغيير يذكر. كيف تري مستقبل علم التاريخ في عصر المعلوماتية؟ لا مجال لإنكار عظمة الثورة المعلوماتية، فهي ثالث ثورة تقنية في التاريخ الإنساني بعد الفلاحة والصناعة، وما توفره ثورة المعلومات والاتصال من وسائل للمؤرخ مفيدة جدا، لكن لا يمكن أن نتصور أن الحاسوب سيعوض الذكاء البشري. لقد كانت البوصلة اختراعا رائعا، لكن الذي اكتشف أمريكا هو كريستوف كولمبوس وليس البوصلة. ما رأيك في ما يسمي اليوم في العالم الغربي بـ تاريخ الحاضر أو التاريخ الآني ؟ قرأت بعض كتابات المتحمسين لهذا الإتجاه، فوجدت أنها مجرد تحاليل صحافية لا أكثر ولا أقل. يجب في رأيي أن تتوفر للمؤرخ مسافة زمنية تفصله عن الأحداث وتكون كفيلة بتزويده بحد أدني من الصفاء الذهني والرصانة. انهيار الشيوعية وتحولات الصين تحدثت مــــنذ حين عن الماركسية كبناء مجتمعي. ما رأيك كمؤرخ في التاريخ المعاصر في أسباب الانهيار المذهل والمفاجئ للاتحاد السوفييتي؟ الأسباب كثيرة وهي: ـ إصرار البلاشفة علي قطع المراحل التاريخية بسرعة. ـ غياب الديمقراطية السياسيّة. ـ تجمد الفكر الماركسي. ـ العجز عن تطوير قوي الإنتاج لتحسين حياة الناس.. ـ محاولة استئصال الدين. ـ اعتبار التقنية محايدة اجتماعيّا. ـ إيمان أصحاب القرار بالانهيار النهائي الحتمي للرأسمالية في أوروبا وأمريكا. ـ عدم حلّ مسألة القوميات غير الروسيّة حلاّ سليما. ـ تحول الأحزاب الشيوعية خارج الاتحاد السوفييتي إلي مجرد أبواق دعاية للسوفييت ـ الخلافات داخل المعسكر الاشتراكي. ـ الترهل البيروقراطي. ـ تحمل الدولة السوفيتيية لأعباء ثقيلة جدّا (التسلّح، إعانة حركات التحرر وبلدان كثيرة في العالم الثالث…) ـ الأخطاء القاتلة لميخائيل غورباتشوف. وأهم سبب في رأيي هو تحول الحزب الشيوعي إلي أقلية برجوازية منفصلة عن المجتمع ومتمسكة بامتيازاتها ورافضة لأي تجديد في المجتمع. وما يجري في الصين الشيوعيّة اليوم؟ حققت الصين منذ 1992 نموا اقتصاديا وعلميّا لافتا للانتباه، وأنا لا أعتبر بدعة إدخال جرعات من الرأسمالية في الاقتصاد الاشتراكي الصيني لتحسين أدائه، ألم تتدخل الدولة الرأسمالية بفضل عالم الاقتصاد كينز جرعات من الاشتراكية في صلب الرأسمالية لإنقاذها من أزمتها الكبري عام 1929؟ إن السؤال هو: هل ما يجري في الصين هو تحول بطيء نحو الاشتراكية أم هو تحول مستـتر نحو الرأسمالية؟ لا أحد يستطيع الإجابة الآن. العولمة والامبريالية لماذ اعتبرت العولمة شكلا جديدا من أشكال الإمبريالية؟ كيف ذلك؟ لقد حل مصطلح العولمة منذ أواخر القرن العشرين محل مصطلحات مثل المجتمع الصناعي أو اقتصاد السوق. ومفهوم الامبريالية بالمعني اللينيني للكلمة (لينين) اختفي من خطاب اليسار العالمي، ومرد ذلك بدون أدني شك الي الهيمنة الساحقة علي العالم لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. والرأي عندي أنه يمكن تحقيق تاريخ الإمبريالية كالتالي: الفترة من أواخر القرن التاسع عشر إلي 1917 (الثورة البلشفية)، الفترة من 1917 إلي 1991 (انهيار الاتحاد السوفييتي) وأخيرا فترة العولمة وهي الفترة التي لا تزال متواصلة إلي اليوم، وهي المرحلة التي شهدت الأحداث التالية: ـ انهيار الاتحاد السوفييتي وتحول الهيمنة الأمريكية علي العالم إلي هيمنة ساحقة. ـ تحول الصين الاشتراكية إلي قطب عالمي. ـ تشكل الاتحاد الأوروبي. ـ نجاح الدول الامبريالية في إنشاء الخطط التنمــــوية للأنظمة الراديكالية في العالم الثالث . ـ استنفاد السياسة الفوردية، الكينيزية في البلدان الرأسمالية لطاقتها القصوي. ـ ظهور ثورة المعلوماتية. ـ تحكم الشركات المتعددة الجنسيات (وأغلبها أمريكية) في غالبية النشاط الاقتصادي العالمي. ـ بروز مؤسسات عالمية لخدمة رأس المال (صندوق النقد الدولي، المنظمة العالمية للتجارة…). ـ تراجع نضال العمال والشرائح الوسطي ضد رأس المال في العالم الرأسمالي. ـ ولادة عالم رابع مهمش. ـ تثبيت قوة العمل علي تخوم النظام الرأسمالي العالمي (منع الهجرة العالمية إلي البلدان الرأسمالية). ـ اكتساح الثقافة الرأسمالية في صيغتها الأمريكية لكل العالم. مستقبل القومية العربية لقد أصدرت منذ ثلاث سنوات كتابا عن الحركة القومية العربية. ألا تزال مصرا علي أن لهذه الحركة مستقبلا؟ تعيش الحركة القومية العربية انحسارا متواصلا منذ هزيمة 1967، ولا أدل علي ذلك من ظهور حزب مصر الأم (2003) في مصر قلعة العروبة ، وهو الحزب الذي يطالب جهارا بتحرير مصر من العروبة وجعلها مصرية خالصة! ويعود هذا الانحسار في رأيي إلي الأسباب التالية: ـ معارضة التحالف الإمبريالي، الصهيوني لأية وحدة عربية مهما كان نوعها وشكلها. ـ رسوخ الكيانات القطرية (مصر، تونس، المغرب الأقصي…). ـ التباين في التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الأقطار العربية. ـ غياب الديمقراطية. ـ الذوبان التدريجي للشرائح الوسطي بفعل سياسات الانفتاح (مثال مصر). ـ عدم حل مسألة المجموعات غير العربية حلا ديمقراطيا (الأكراد، البربر، الأقباط،…). ـ غياب النظرية والبرامج الواضحة. ـ التسرع والارتجال (الوحدات الكثيرة بين ليبيا وجاراتها). ـ محدودية الثقافة السياسية لأصحاب القرار. ـ الصراع علي الزعامة بين الحكام العرب. ـ ازدهار حركات الإسلام السياسي. ـ الويلات التي جرتها علي العراق وعلي العالم العربي محاربة النظام البعثي العراقي لايران واحتلاله للكويت. إن قدر العرب هو أن يتحدوا لأنهم مهددون بالخروج نهائيا من التاريخ، وربما بالانقراض كما حصل للهنود الحمر أوللأزتاك. إن الوحدة العربية ليست يوطوبيا في عصر التكتلات الكبري. ليتعظ العرب بما فعله الأوروبيون الذين اتحدوا رغم أن مقومات الوحدة بينهم ضعيفة جدا مقارنة بمقومات الوحدة العربية. لقد كان أول كتبك عام 1981 النشاط الصهيوني بتونس بين 1897 و1948 الذي كتب لك توطئته الشاعر الكبـير محمود درويش، فما رأيك في ما آل إليه الصراع الفلسطيني ـ العربي ـ الصهيوني؟ إن من نافل القول إن قضية الشرق الأوسط ليست صراعا بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإنما هي صراع وجود بين الأمة العربية والتحالف الإمبريالي ـ الصهيوني. لقد عملت الدول الرأسمالية العظمي علي زرع إسرائيل في قلب المنطقة العربية، وذلك منذ محاولة محمد علي قبيل أواسط القرن التاسع عشر خلق كيان عربي مصنع وموحد وقوي حول مصر، والأسباب هي: ـ العداوة التاريخية الحضارية بين العرب وأوروبا منذ ازدهار الإسلام وتحوله إلي إمبراطورية عظمي. ـ الموقع الاستراتيجي للوطن العربي. ـ الثروات العربية وعلي رأسها النفط. ولقد عملت الدول الامبريالية في الفترة الأخيرة علي منع العرب من امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وفي اعتــــقادي أن احتلال العراق حاليا هدفه حماية اسرائيل وليــــــس الحصول علي النفط، لأن الأمريكيين قادرون علي الاستحواذ علي هذا النفط بالوسائل الاقتصادية التي يتقـــــنونها جيدا. إن الصعوبات الكبري التي تمر بها القضية الفلسطينية راجعة إلي التردي السياسي الذي سقط فيه العرب، وان المرء ليصاب بالدوار عندما يعلم أن العرب أتيحت لهم ثروة (النفط) لم تتح لأمة في التاريخ، لكنهم بذروا تلك الثروة وحولوها من نعمة إلي نقمة. صحيح أن الأنظمة السياسية العربية حسنت كثيرا من مستوي عيش السكان، وحاضر العرب ماديا هو اليوم أفضل مما كان عليه في أي عصر مضي، لكن العرب قادرون علي الدخول من جديد في التاريخ لو تخلي أصحاب القرار عن الأخطاء القاتلة التي يواصلون ممارستها وهي الاستبداد واضطهاد المثقفين والتبذير والأنانية القطرية والتطبيع مع إسرائيل والاحتماء بالدول العظمي “الصديقة”، والتفسيرات الماضوية للإسلام، وعدم الوعي بأنهم ورثاء أمة عظيمة. المثقفون العرب كيف تري دور المثقف العربي اليوم؟ لنعتبر من باب التبسيط أن المثقف هو كل متعلم من طراز رفيع نسبيا ومنتج للمعرفة ومهتم بصفة نشيطة بمشاكل بلده وأمته وعصره، ونترك جانبا الجدل المعروف حول ماهية المثقف (تعريفات غرامشي ومانهايم). لقد أدي إدماج العرب في المنظومة الرأسمالية العالمية بالطريقة التي نعرف (الاستعمار المباشر وغير المباشر) إلي ميلاد صنفين من المثقفين: صنف متمكن من التراث لكنه جاهل للعالم الراهن أو رافض له، وصنف عارف بالعالم الراهن ومبهور به لكنه رافض للتراث أو معرفته له محدودة، وهذان الصنفان من المثقفين عاجزان عن القيام بدور إيجابي حقيقي، وما هو مطروح في جدول التاريخ العربي الراهن هو إيجاد صنف جديد من المثقفين، صنف عارف بماضيه معرفة نقدية وعارف بالعالم المعاصر، وعامل علي أن يتوحد العرب ويتحولوا إلي منتجين للحضارة لا مجرد مستهلكين لما ينتجه الغير؛ علي أن يكون الطريق إلي ذلك تنمية وطنية ديمقراطية ومعتمدة علي الذات ولصالح أغلب طبقات الأمة. أصبح الحديث يدور عن الديمقراطية وكأنها مصباح علاء الدين السحري الذي سيحول العالم العربي ـ لو طبقت ـ إلي جنات عدن، فما رأيك؟ الديمقراطية شرط ضروري وحاسم لكنه غير كاف لحل مشاكل العالم العربي، لكن لا بد من الاعتراف بأن الديمقراطية لا تزال مع الأسف مطلب النخبة لا مطلب الجماهير العربية، والأسباب كثيرة أذكر من بينها: ـ الموروث الإسلامي القائم علي باراديغم طاعة الأمير، والمعروف أنه لا يوجد أثر لكلمة حرية في التراث العربي الإسلامي (انظر علي سبيل المثال لسان العرب وهو أعظم قاموس لغوي عربي). الحرية الوحيدة الموجودة في الجهاز المفاهيمي الإسلامي هي حرية الإنسان الحر مقابل الإنسان العبد. وأسوق هنا حادثة طريفة، فعندما وصل الملك الفرنسي لويز فيليب إلي الحكم عام 1830، نزلت جموع من الجزائريين تهتف بحياة الري فيليب. (الري تحريف لكلمة Roi الفرنسية أي الملك)، وعندما سقط النظام الملكي عام 1840 وقامت الجمهورية في فرنسا، نزلت نفس الجموع تهتف بحــــياة الــــري بيبليك ظنا منها أن كلمة rebuplique جمهورية تعني ملكا (ري) اسمه بيبليك. إن هذه الجمــــوع مثلها مثل أغلب الجماهير العربية اليوم لا تتصور إمكانية أن يعيش شعب دون ملك! والملك في نظر هذه الشعوب معناه الشخص الذي له الحق أن يفعل ما يريد برعيته. ـ عدم ارتباط الديمقراطية في العالم العربي بتحول مجتمعي حاسم ومصيري علي غرار ما جري في أوروبا إبان الصراع الضاري بين الإقطاع والبرجوازية حيث كانت الديمقراطية مسألة حياة أو موت بالنسبة إلي البرجوازية. ـ قدم مؤسسة الدولة المركزية وعراقة تقاليد الانصياع لها في بعض البلدان العربية (مصر، تونس، المغرب الأقصي). ـ المفعول الهدام للعصبيات الضيقة (القبيلة والجهوية) وخاصة التعصب الديني الذي شوه صورة الإسلام في العالم قاطبة. ـ الاستبداد الذي يمارسه الحكام. ـ التطور الكمي والنوعي الهائل للأجهزة الإدارية والبوليسية وأجهزة الأحزاب الحاكمة والتداخل فيما بينها . إنّ المستبد اليوم في العالم العربي ليس الحاكم فقط وإنّما كذلك الأب والأم والمعلّم والأستاذ والدّكتـــور في الجامعة: هذه الحقيقة المرّة، ولا بدّ من عمل توعويّ طويل النّفس لكي تصبح الديمقراطيّة ضرورة حياتيّة كالدّين أو الخبز أو الصحةّ، لكنّ هذا لا يعني أبدا أنّ الحكام العرب ليسوا مطالبين اليوم بممارسة الدّيمقراطيّة. يجب أن نبدأ بممارستها رغم ما ستعترضنا من صعوبات. (*) كاتب وصحافي من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 20 جويلية 2006)

«ماريا كاري» في تونس:

استعدادات حثيثة للحفلين و350 شخصا على ذمّتها

* تونس ـ الشروق :

ساعات قليلة قبل وصولها الى تونس نظم أمس الاربعاء المشرفون على حفلي «ماريا كاري» جولة بالملعب الاولمبي بالمنزه سلّطوا فيها الاضواء على الجوانب التقنية، والفنية والتنظيمية الخاصة بالحفلين المبرمجين ليومي 22 و24 جويلية الجاري.

وكشف المنظمون أن مساحة الركح التي ستغني عليه «ماريا كاري» تتجاوز 70 مترا بينما يصل ارتفاعه الى 40 مترا. وتشرف على الجانب التقني للعرض شركة ايطالية خصصت 70 تقنيا للغرض اضافة الى مشاركة حوالي 350 شخصا بين تونسيين وأجانب في العملية برمتها.

* 200 كاشف ضوئي

وأشار هؤلاء الى أن الجهة المنظمة استقدمت 30 شاحنة من المعدات التقنية و100 طن من المواد والمعدات. أما الركح في حد ذاته فيضم حوالي 200 كاشف ضوئي وستة شاشات عملاقة، وقد انطلقت التجارب الاولية فوق الركح لا سيما تجربة الاضاءة والصوت والبث على الشاشات الضخمة وكما سيتم بالمناسبة التغطية الكاملة لأرضية الملعب الاولمبي بالمنزه استعدادا لاستقبال جمهور ومحبي النجمة العالمية.

* برنامج غنائي ثري

وذكر المنظمون أن أكثر من 3 الاف عون امن سيتولون الاشراف الامني على الحدث ضمانا لأوفر ظروف النجاح تنظيما واستقبالا. أما النجمة العالمية التي قد تكون حلت ببلادنا في ساعة متأخرة من ليلة أمس ستقيم بمدينة الحمامات، وتم توفير العديد من الأنشطة والأجواء الاستقبالية لصاحبة الصوت الذهبي في بهو مطار تونس قرطاج . ومن المنتظر ان تغني «ماريا» لمدة ساعة و45 دقيقة مع اختلاف طفيف في البرنامج الغنائي بين الحفلين.

* أبو نزار

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 20 جويلية 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

30 janvier 2012

  TUNISNEWS 11 ème année, N°4231 du30.01.2012 archives : www.tunisnews.net « Tunisie Numerique » :Des rappeurs tunisiens dans le collimateur du

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.