Accueil
TUNISNEWS
4 ème année, N° 1409 du 29.03.2004
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيـان
الرّابطة التّونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان : أخبار سريعة 29 مارس 2004 المؤتمر من أجل الجمهورية: فضيحة جديدة للنظام ولبلادنا
قدس برس: في أول رد فعل لحزب سياسي تونسي على إلغاء القمة .. النهضة: لا مصلحة وراء تأجيل القمة غير مزيد من تفكيك التضامن العربي
هادي يحمد: استياء عربي عام لإرجاء قمة تونس
طلال سلمان: القمة المطاردة والمطرودة ..
أمٌ زياد: تونس تحت أضواء القمٌة المنطفئة الطاهر الاسود: على هامش تأجيل القمة العربية – رسالة مفتوحة الى السيد وزير الخارجية التونسي صلاح الدين البكوش: أتكون » القاعدة » وراء » تفجير » قمّة تونس؟
الدستور: « الدستور » تكشف التفاصيل كما رواها أكثر من وزير خارجية: ما الذي حصل؟ لماذا كان القرار التونسي؟
الحياة: قنبلة بددت شمل وزراء الخارجية فغادروا متجهمين: اسألوا التوانسة
القدس العربي: المواجهات الساخنة في الكواليس
القدس العربي: لحظة اعلان الغاء القمة: وزراء الخارجية آخر من يعلم.. والصحافيون تقافزوا في الشوارع
يو بي آي: تونس تقرر ترحيل خمسة طلاب موريتانيين الحياة: واشنطن تسعى الى اقامة قواعد في شمال أفريقيا بعد تحوّل المنطقة مأوى لعناصر « القاعدة » الدستور: ندوة دولية في تونس بمناسبة الذكرى الاولى لاحتلال العراق – الاصلاحات مشروع عربي.. التقطه الأميركيون المختار اليحياوي: حقوقنا البريئة
LTDH: Infos Express 29 Mars 2004
Reporters sans frontières: Le président Ben Ali réprime une nouvelle fois une manifestation en faveur de la liberté de la presse
AFP: Sommet arabe reporté: la Tunisie ne renoncera pas à l’accueillir (Ben Ali) AFP: La presse arabe demande des réformes avant tout nouveau sommet
Le Monde: Echec arabe
Le Monde: Tunis redoutait que le sommet ne verse dans la diatribe antiaméricaine
Samir: Réponse à Balha Boujadi
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
** Programme de l’émission du 30 mars de la chaîne El Hiwar **
Journal télévisé de la semaine : présenté par Abdel Wahab Hani (environ 15 minutes) Chronique de la semaine : Le scandaleux report du sommet de la ligue arabe : Par Omar Shabou (12 mn) 30 minutes pour convaincre: Faut-il participer ou boycotter les prochaines élections en Tunisie : débat contradictoire entre Moncef Marzouki et Tahar Ben Hassine
Association internationale de soutient aux prisonniers politiques
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
بيــــــــان
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين انها تمكنت مؤخرا من إيداع ملف تكوينها لدى السلطة المختصة والمحصول على وصل الإيداع الذي يقتضيه القانون لاستكمال إجراءات تأسيسها القانوني وهو مؤرخ بتاريخ إيداع الملف في 22 مارس 2004 وممضى من طرف السيد والي تونس باعتبارها جمعية ذات صبغة عامة .
ومعلوم ان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وقع تأسيسها يوم 12 نوفمبر 2002 وتعذر عليها الإيداع القانوني لملفها رغم المحاولات المتكررة في هذا الغرض طول هذه المدة .
وتتكون الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من 18 عضوا مؤسسا ومديرها لهيئة اتصال متركبة من سبعة أعضاء :
– الأستاذ محمد النوري : رئيس
– الأستاذة سعيدة العكرمي : كاتبة عامة
– القاضي السيد المختار اليحياوي : عضـو
– الأستاذ سمير بن عمر : عضو
– السيد أحمد السميعي : عضو
– السيد عثمان الجميلي : عضو
– السيد الأسعد الجوهري : عضو
إن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تتوجه بالشكر و الإمتنان لكل من آزرها وقدم أيدي المساندة والدعم لها من مكونات المجتمع المدني والمدافعين عن حرية المساجين السياسيين والمطالبين بإطلاق سراحهم وسن عفو تشريعي عام يعيد لهم كامل اعتبارهم في وطنهم وبين مختلف مكونات مجتمعهم وكذلك كل المنظمات الدولية و أنصار العدل والحرية في العالم . وان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تعبر عن تفاؤلها بهذه الخطوة وترجو أن تكون مقدمة للإعتراف نهائيا بها كعنصر فاعل في خدمة مجتمعها ومبشرا بطي صفحة الإضطهاد ومحنة مساجين الرأي في بلادنا بصفة نهائية .
تونس في 29/03/2004
عن الجمعية الرئيس : الأستاذ محمد النوري
الرّابطة التّونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان
أخبار سريعة 29 مارس 2004
نشرة اخباريّة إلكترونية **************************************************** الرّابطة التّونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان تونس في 29 مارس 2004
بيــــــــــان
إن الرّابطة التّونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان تندّد بالاعتداءات الإرهابية التي تعرّض لها سكّان مدريد يوم 11 مارس و تعتبرها جرائم ضدّ الحقوق الإنسانية و أنّها ليست فقط جرائم متواترة ضدّ الأبرياء و لكنّها أيضا اعتداءات على مبادئ الكرامة الإنسانية و على الحقّ في الحياة . والرّابطة إذ تعبّر عن عميق تعاطفها مع ضحايا هذه الاعتداءات و عائلاتهم و مع الشّعب الأسباني فهي تستند بكلّ قوّة للقانون الدّولي حتّى يحاكم المسؤولون عن هذه الاعتداءات في محاكمة تضمن فيها كلّ حقوقهم كما تأمل من الحكومة الإسبانية أن تتّخذ كلّ الإجراءات الكفيلة بضمان حقوق المهاجريين المغاربيين و العرب و المسلمين في أسبانيا . عن الهيئـــــــة المديــــــرة الرئيــــــــس المختـــار الطريفـــي
Ligue tunisienne pour la défense des droits de l’homme
Infos Express 29 Mars 2004
e-Bulletin d’information *********************************************************** Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme Tunis le, 29 mars 2004 Communiqué
La ligue Tunisienne pour la défense des droits de l’homme , condamne les attentats terroristes du 11 mars 2004 contre les habitants de Madrid et considère qu’il sait d’un crime contre les droits humains. Ces attentats ne constituent pas des actes criminels perpétrés contre les innocents mais sont des attaques contre les principes de dignité humaine et contre le droit à la vie . La LTDH exprime sa profonde sympathie et son soutien aux victimes ,à leurs familles et au peuple espagnol . La LTDH en appelle à toute la force du droits international pour que ceux qui portent la responsabilité de ces actes soient traduits devant la justice et que leur droit à un procès équitable soit garanti .Elle espère que les autorités espagnoles prennent toutes les dispositions pour garantir aux ressortissants d’origine arabe ou musulmane le plein exercice de tous leurs droits . Pour le Comité Directeur Le Président Mokhtar Trifi ******************************************************** Mise au point La section Tunisienne d’AI n‘était pas parmi les signataires de l’appel pour le rassemblement du 27 mars 2004 et elle n’a pas participé à ce rassemblement Nous nous excusons pour l’ information présentée dans infos –express du 28 mars 2004
Reporters sans frontières
Le président Ben Ali réprime une nouvelle fois une manifestation en faveur de la liberté de la presse
TUNISIE 29.03.2004 Reporters sans frontières condamne la répression dont ont été victimes les associations de défense des droits de l’homme et les mouvements politiques d’opposition venus manifester en faveur d’une presse libre et indépendante, samedi 27 mars, à Tunis devant le siège de la radio télévision d’Etat. » La plume d’or pour la liberté de la presse, alias le président Ben Ali, a une fois de plus rayé d’un trait les revendications de la société civile pour une libéralisation de la presse. C’est la deuxième fois depuis le début de l’année que le Président fait taire une manifestation revendiquant le droit à des médias libres et indépendants. Pendant combien de temps encore le président tunisien restera-t-il sourd aux demandes de son peuple ? « , a déclaré l’organisation. Ce rassemblement de dix associations et cinq partis politiques, reconnus ou officieux, qui s’inscrit dans le cadre d’une campagne nationale pour la liberté de la presse, a cherché à remettre au directeur de la radio-télévision d’Etat une lettre demandant l’accès aux ondes tunisiennes pour les représentants de la société civile. Moins d’une heure après le début de la manifestation, la police a dispersé les manifestants qui n’avaient d’ailleurs pas obtenu l’autorisation des pouvoirs publics pour se rassembler. Le 19 février 2004, une manifestation similaire avait déjà été dispersée par les forces de l’ordre. A la fin de l’année 2003, l’Association des journalistes tunisiens, totalement inféodée au pouvoir, avait décerné la Plume d’or pour la liberté de la presse au président Ben Ali. La Fédération internationale des journalistes avait exclu cette association, le 8 mars 2004, pour protester contre cette attribution aberrante.
المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن 69 نهج ب الجزيرة تونس بيان
29-3-2004
فضيحة جديدة للنظام ولبلادنا
أعلنت السلطة التونسية قرارها بإرجاء القمة العربية التي كان ينتظر عقدها في بلادنا ابتداء من يوم الثلاثاء 30 مارس . ورغم إننا لم نكن نتوقّع شيئا يستحق الأمل من اجتماع نقابة مفلسين ، بينوا في كل المستويات عجزهم عن تحمل مسؤوليات أكبر منهم ، و أظهروا دوما أنهم جدّ بعيدون عن التجاوب مع طموحات شعوب أمتنا العربية… فإننا لم نكن نتوقّع أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ من العجز الذي جعلنا مرّة أخرى أضحوكة أمام العالم .
لقد اتخذ السيد بن علي قراره دون مراعاة الحدّ الأدنى من اللياقة الدبلوماسية وبصفة غير قانونية حيث لا زالت الرئاسة الدورية لدولة البحرين . إن هذا الأسلوب المتميز بالعجرفة والتهوّر هو الذي عانى منه الشعب التونسي منذ استيلاء الدكتاتور على مقاليد السلطة وها هو اليوم يضرب صورة بلادنا في الصميم . إن هذه القضية الجديدة تظهر انعدام جدارة السيد بن علي في تسيير سياستنا الخارجية مثلما أثبتت سياسته المناوئة للديمقراطية وحقوق الإنسان طوال عهده عدم جدارته بتسيير شؤوننا الداخلية. إنها مؤشّر جديد على عمق حالة الخوف التي يعيشها الدكتاتور وانعدام الثقة في النفس والعجز عن تحمّل المسؤولية والقدرة على مواجهة التحديات والضغوطات الناجمة عن غياب الشرعية الوطنية .
إن وجود أعضاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الوفد الفلسطيني وارتياح إسرائيل لإرجاء القمّة وموقف الإدارة الأمريكية ، مؤشرات تدلّ على أن القرار أخذ لمرضاة الدولتين وربما بتعليمات مباشرة. لكن شعبنا المتشبّث على الدوام بانتمائه العربي يعتزّ أكثر من أي وقت مضى بكفاح الشعب الفلسطيني البطل ويتضامن بكل جوارحه مع الشعب العراقي الشقيق في كفاحه من أجل استقلاله، وينحني مجدّدا أمام ذكرى الشيخ أحمد ياسين ويرفض إي إملاء أجنبي ولا يقبل الخطوط الحمر ويحرص على وحدة الصف العربي وصورة امتنا ، حتّى في ظلّ الوضع المتردّي وحتى في إطار ليس لنا بخصوصه أدنى وهم .
ومن ثمة فإن المؤتمر من أجل الجمهورية معبّرا بهذا عن مشاعر السخط الشديد الذي يشعر به الشعب التونسي : -يدين بمنتهى الشدّة القرار الذي اتخذه الدكتاتور والذي تسبب في فضيحة لتونس وللأمة العربية ويعتبر الحجج المضحكة التي قدمها لتبرير فعلته دليلا إضافيا على استهتاره المعروف بذكاء التونسيين ومشاعرهم .
– يدعو إلى عقد القمّة العربية الحقيقية وهي قمّة ممثلي الشعوب العربية الشرعيين وهم اليوم كل المناضلين العرب من أجل نظام عربي جديد مبني على الديمقراطية في الداخل واستقلال القرار الوطني والقومي في الخارج . فلنعمل جميعا على إعداد هذه القمّة البديلة وإنجاحها . إنها مسؤوليتنا جميعا أمام كلّ هذا القدر الرهيب من اللامسؤولية والعجز والهوان الذي ظهر بمناسبة آخر فضائح النظام السياسي العربي القديم عامة وفضائح النظام السياسي التونسي خاصة .
عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي
في أول رد فعل لحزب سياسي تونسي على إلغاء القمة .. النهضة: لا مصلحة وراء تأجيل القمة غير مزيد من تفكيك التضامن العربي
باريس – خدمة قدس برس
دعت كبرى الحركات السياسية التونسية جميع الدول العربية إلى المبادرة بإنقاذ الموقف واحتواء تداعياته، من خلال المبادرة بعقد قمة في مقر الجامعة في أقرب الآجال. وقالت حركة النهضة التونسية في بيان تلقت « قدس برس » نسخة منه، إن النظام التونسي فاجأ « جميع العرب، فضلا عن المتابعين للحدث، دولا وشعوبا وقوى وطنية، بقرار أحادي ومخيب للآمال، في سابقة خطيرة، بتأجيل اجتماع القمة العربية لأجل غير محدد، دون حتى مجرد التشاور مع بقية الدول الشقيقة ». واستغربت النهضة أن يقدم النظام التونسي على مثل هذه الخطوة، في الوقت الذي بلغت فيه الغطرسة الصهيونية أعلى درجات الوحشية، وتحدي الأمة العربية، والتنكيل بشعب فلسطين، بإقدامها على اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين، في عدوان سافر على أمة العرب والمسلمين، وإساءة لكل ضمير حر، وقانون دولي، أعقبه تحدي الولايات المتحدة للرأي العربي والإسلامي والدولي باستخدام الفيتو حماية للجريمة النكراء، كما قال البيان. وأضاف البيان الذي وقعه زعيم الحركة الشيخ راشد الغنوشي أنه « فيما كان الرأي العام العربي من المحيط إلى الخليج يتطلع، بقدر محدود من التفاؤل، إلى انعقاد القمة العربية في وقتها، تجسيما ولو للحد الأدنى من التضامن العربي، في وجه هذه الأخطار الجسام، التي تحدق بالأمة »، جاء هذا القرار « الشاذ » بالتأجيل. وعبرت النهضة عن « غضبها واستيائها الشديدين من هذه السابقة الخطيرة في العمل العربي، التي أقدمت عليها الحكومة التونسية، مشددة على أن « الشعب التونسي المستاء من هذا القرار المستهجن والخارج عن كل معقول، والذي لا يخدم غير السياسات الصهيونية المعادية لأمتنا، والذي يمثل إساءة لهذا الشعب في المقام الأول، بريء من هذا القرار ».
تونس أجلت القمة بسبب حضور فصائل فلسطينية مقاومة
أكدت مصادر فلسطينية مطلعة للجزيرة أن تونس أجلت عقد القمة العربية حتى تتجنب مشاركة وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة. وكانت مصادر لبنانية قد أكدت أن تأجيل القمة يعود إلى عدم ترحيب تونس بإدانة عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حماس واستجابة لضغوط أميركية في هذا السياق. وقد عقدت القيادة الفلسطينية اجتماعا موسعا برئاسة الرئيس ياسر عرفات لتدارس تداعيات تأجيل القمة العربية. واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع التأجيل فرصة ضيعتها الأمة العربية لمواجهة مشاكل حادة. وقد أعرب قائد حركة حماس في قطاع غزة عبد العزيز الرنتيسي عن أسفه لتأجيل القمة العربية، ودعا القادة العرب إلى « الارتقاء إلى مستوى التحديات والالتحام بشعوبهم حتى تنهض الأمة من جديد ». ووصف الرنتيسي الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأنهما عدوان لله وللإسلام والمسلمين, وقال الرنتيسي في مهرجان تأبيني للشيخ ياسين أقيم في الجامعة الإسلامية بغزة إن حماس لن تستهدف الولايات المتحدة بل إسرائيل. وأكد تعهدات حماس برد انتقامي على اغتيال مؤسسها. وطالب الرنتيسي قادة الدول العربية الذين « خذلوا أمتهم » -على حد تعبيره – بإغلاق السفارات والقنصليات والمكاتب التجارية الإسرائيلية في دولهم. وكانت إسرائيل قد أعربت عن ارتياحها لتأجيل القمة العربية واعتبرته تطورا إيجابيا. وقال مسؤول إسرائيلي إن إرجاء القمة « إشارة إيجابية تكشف أن العالم العربي يتغير وأن العدائية حيال إسرائيل لم تعد تكفي لتشكيل قاسم مشترك ». قمة في القاهرة يأتي ذلك في حين أفادت مصادر مطلعة أن قادة كل من مصر والأردن والسعودية وسوريا واليمن والبحرين وافقوا من حيث المبدأ على عقد قمة عربية في القاهرة وهو ما رحب به الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وأبدى هؤلاء الزعماء استياءهم من إعلان تونس إرجاء القمة التي كانت مقررة اليوم الإثنين. وأفاد مراسل الجزيرة في صنعاء أن الرئيسين اليمني علي عبد الله صالح والمصري حسني مبارك, اتفقا على السادس عشر من أبريل/ نيسان المقبل, موعدا للقمة. وجرى الاتفاق اليمني المصري في اتصال هاتفي هو الثاني بين الرئيسين في غضون ساعات. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن وزارة الخارجية المصرية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية تجريان اتصالات مكثفة من أجل عقد اجتماع وزاري استثنائي قبل انعقاد القمة في القاهرة. واقترح وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب خلال الأسبوعين المقبلين للتشاور بشأن الوضع الراهن. احتواء الأزمة ولتذليل معوقات انعقاد سريع للقمة تسعى مصر لحل الخلاف بين وزيري خارجية السعودية وسوريا بشأن مطلب الرياض بتفعيل الدعوة لمبادرة السلام العربية التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وإصرار دمشق على أن الخيار الوحيد المتاح بعد اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين هو دعم المقاومة الفلسطينية. ورغم المحاولات المصرية لاحتواء الأزمة أكدت تونس تمسكها بما وصفته بحقها في احتضان القمة العربية, ودعت مجلس الجامعة العربية للانعقاد في أقرب وقت لمواصلة التنسيق وتهيئة الظروف لإنجاح القمة. وعبر مصدر مسؤول في الخارجية التونسية في تصريح وزع على الصحفيين أمس, عن استغرابه لما سماه تجاهل الأسباب الحقيقية لقرار تأجيل القمة, وقال إن القرار يعود إلى تباين عميق في المواقف حول مسائل جوهرية، منها ما يتعلق بإعادة هيكلة الجامعة العربية, وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكانة المرأة في المجتمع. في هذه الأثناء أعلن وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيجري خلال الأيام القليلة المقبلة اتصالات مع الزعماء العرب لتحديد موعد آخر للقمة. وفي هذا الصدد قال وزير الدولة التونسي للشؤون الخارجية حاتم بن سالم في مقابلة مع التلفزيون المحلي إن تونس أرادت من إرجاء موعد القمة إفساح المجال أمام المزيد من التشاور بين العرب للتوصل إلى أرضية مشتركة تمكن القمة من الخروج بقرارات حاسمة.
المصدر: الجزيرة.نت – الاثنين 8/2/1425هـ الموافق 29/3/2004م(آخر تحديث) الساعة 11:59(مكة المكرمة), 8:59(غرينتش)
استياء عربي عام لإرجاء قمة تونس
|
عواصم – هادي يحمد – وحدة الاستماع والمتابعة – وكالات – إسلام أون لاين.نت/29-3-2004
|
أثار قرار تونس إرجاء القمة العربية التي كانت مقررة يومي الإثنين والثلاثاء 29 و30-3-2004 إلى أجل غير مسمى استياء العديد من الأوساط السياسية غير الرسمية والإعلامية في العالم العربي، ورأت فيه « ضربة موجعة » للعمل العربي المشترك، في الوقت الذي رأت فيه بعض الشخصيات السياسية أن هذا التأجيل جاء بناء على « ضغوط أمريكية » لمجابهة أي قرارات تحد من الهيمنة الأمريكية على المنطقة أو تواجه الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
ووصف الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية بتونس قرار إرجاء القمة العربية بأنه « قرار سيادي » في شكله وفي مضمونه، معتبرا أنه يخدم « المشروع الصهيوني ».
وقال الغنوشي من منفاه بالعاصمة البريطانية لندن في اتصال هاتفي بشبكة « إسلام أون لاين.نت » الإثنين 29-3-2004: إن « إرجاء القمة بهذه الطريقة المفاجأة والمنفردة يمثل ضربة موجعة للتضامن العربي في وقت العرب أحوج فيه ما يكون للمّ الشمل والتضامن، وخاصة بعد الاعتداء الوحشي الذي استهدف أهم رموز الحركة الوطنية والإسلامية الشيخ الشهيد أحمد ياسين (زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس » الإثنين 22-3-2004.
وأضاف زعيم حركة النهضة المحظورة بتونس أن قرار إرجاء القمة « يأتي أيضا في الوقت الذي يعيش فيه العراق أصعب محنة في ظل الاحتلال الأمريكي ».
وأوضح أن « القمم العربية على علاتها كانت تمثل تجمعا رمزيا للعرب في الفترات الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية »، معتبرا أن « الشارع العربي علق الكثير من الآمال علي قمة تونس بالذات؛ لأنها جاءت في منعرج بتاريخ الصراع العربي الصهيوني ».
وتساءل الغنوشي: « من المستفيد من قرار إرجاء القمة وفي هذا الوقت بالذات؟، وهل اتخذ قرار الإرجاء الذي جاء بهذه الطريقة في الداخل أم في الخارج؟ »، في إشارة إلى احتمال تعرض تونس لضغوط خارجية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الغنوشي: إن « الجهة الوحيدة التي أعربت عن ارتياحها هي الكيان الصهيوني »، مضيفا أن « ما تم هو محاولة لإجهاض على ما تبقى من البيت العربي ».
وأشار إلى أن تونس لم تكتف بقرار إرجاء القمة بل جابهت محاولة النظام المصري -متمثلة في إعلان الرئيس حسني مبارك استعداد بلاده لاستضافة القمة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة- بتصريحات تتمسك بعقد القمة في تونس؛ عملا بالمثل التونسي « لا أرحمك ولا أترك من يرحمك ».
وفي تعليقه على تصريح وزير الخارجية التونسي المستقيل الحبيب بن يحيى بأن إرجاء القمة يتعلق بـ »قرار سيادي تونسي » قال الغنوشي: إن « السيادة ليست هي التنكر للعهود والمواثيق العربية »، مشيرا إلى أن العرب اتفقوا على ضرورة عقد القمة خلال شهر مارس من كل عام بصفة منتظمة.
وطالب بالإسراع بتلافي « المنزلق الحكومي التونسي » عن طريق عقد القمة العربية في أقرب وقت في أي مكان آخر إذا أصر النظام التونسي على قراره الفردي والمفاجئ.
وأضاف: « يجب أن نفهم ما حدث في تونس على أنه بداية تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير المزكّى أمريكيا والذي يرمي أساسا إلى سحب كلمة العرب والتضامن العربي وجعل إسرائيل مركز الثقل في إدارة المنطقة ».
دور أمريكي « واضح »
في الوقت نفسه رأى محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين في بيان تلقت شبكة « إسلام أون لاين.نت » نسخة منه الإثنين أن « الإدارة الأمريكية لعبت دورا واضحا بالضغط على بعض الأنظمة العربية لإفشال انعقاد القمة العربية حتى لا تتخذ موقفا قويا ضد الممارسات الأمريكية في العراق وفلسطين ومحاولة تفكيك المنطقة وتركيع الأمة ورفض مشروع الشرق الأوسط الكبير ».
كما حذرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان تلقت وكالة قدس برس نسخة منه الإثنين من التداعيات الخطيرة لإرجاء القمة العربية، مؤكدة أنها « تفتح أبوابا جديدة للتدخل الأجنبي والضغط على العواصم العربية، وترك جرائم (رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل) شارون بدون رادع عربي ودولي ».
استياء إعلامي
وعلى الصعيد الإعلامي أعربت العديد من الصحف العربية عن أسفها لإرجاء القمة العربية، معتبرة أنها جاءت بشكل مفاجئ في وقت تنتظر فيه شعوب المنطقة حلا للعديد من القضايا الحيوية مثل قضية العراق وفلسطين.
وقالت صحيفة « الأهرام » المصرية في افتتاحيتها الإثنين: إن « الإعلان المفاجئ لإرجاء القمة جاء في وقت تواجه فيه البلدان العربية أزمات طاحنة تتمثل في تصاعد إرهاب الدولة الإسرائيلية، وفي الوقت الذي يخضع فيه بلد عربي كبير هو العراق لنير الاحتلال ».
وأضافت الصحيفة أن « هذا القرار، هو قرار سيادي للدولة التي تستضيف القمة، لكن الطبيعة الإقليمية للقمة، واللحظة الحرجة التي تمر بها المنطقة وجامعة الدول العربية كمؤسسة إقليمية جامعة للعرب، كانت تقتضي بذل كل الجهود لتفادي الوصول لمثل هذا القرار الذي كان من الممكن تفاديه ».
في الوقت نفسه قالت صحيفة « الخليج » الإماراتية في افتتاحيتها الإثنين: إنه « رغم أنه قد يقال إن عقد القمة لن يكون مجديا في ظل نظام عربي سادر في غيابه وتغييبه، ومصمم على اللامبالاة واختيار طريق الهروب، وقرر التفرج على احتلال العراق ومجازر شارون، وعدم الاكتراث بالإملاءات والشروط والمبادرات والمشاريع التي تستهدف تغيير شكله ووجهه ودوره وتاريخه وجغرافيته، لأنه استسهل إيثار السلامة وقرر ألا يغير أو يتغير -فإنه يجب ألا تُلغى القمة أو تؤجل ».
وأكدت الصحيفة على ضرورة أن تكون مبررات عدم النظر بأهمية للقمة دافعا لعقدها؛ لأن لقاء القادة العرب والخروج ولو بالحد الأدنى من القرارات الإيجابية حول مختلف القضايا المطروحة يعني أن هناك خيطا من الأمل.
« حمل كاذب »
من ناحية أخرى رأت صحيفة « الدستور » الأردنية أن قرار إرجاء القمة العربية في تونس مؤشر على « قرب انهيار الجامعة العربية »، معتبرة أن انعقادها المحتمل في القاهرة لن يسهم في تحسين وضعها أو يحقق نتائج مهمة.
وتساءلت الدستور في افتتاحيتها الإثنين: « من قال إن الشارع العربي مصاب بالصدمة ومحبط من تفجير تونس لقمتها؟! من قال إن الجماهير العربية تشعر بخيبة أمل ويأس؟! من قال إنها كانت تنتظر مولودا من ذلك الحمل الكاذب؟! ».
وأضافت أن « قمة تونس نعت مؤسسة القمة، وقمة القاهرة ستعمل على تحنيط الجثة على طريقة قدماء الفراعنة الذين يؤمنون بإمكانية بعث الأموات بعد أن يشبعوا موتا ».
ورأت أنه على عمرو موسى أن « يحزن كثيرا فهو يعرف قبل غيره أنه يمارس دورا ليس له وهو يعرف أيضا أنه سيكون آخر أمين عام للجامعة العربية، ومن الأفضل له أن يبحث عن عمل آخر غير ترقيع مزق وخرق مؤسسة متداعية ».
« ربما يكون صائبا »
ورغم الانتقادات التي وجهتها معظم الصحف العربية لإرجاء القمة، إلا أن صحيفة « الوطن » السعودية رأت أن إرجاء القمة ربما يكون » صائبا يمنع إضافة مأزق جديد أو أزمة خلافية تزيد الأمور تعقيدا ».
لكن « الوطن » أضافت أن إرجاء القمة جاء « ليمثل شرخا جديدا يزيد من الخلل الذي يستشعره الرأي العام العربي في التوافق والانسجام بين دول تحتاج اليوم إلى تجميع طاقاتها للخروج من المآزق المتلاحقة التي تراكمت وباتت تعيق الرؤية المستقبلية للأمة ».
كما قالت صحيفة « البعث » السورية: إن إرجاء قمة تونس يتطلب « قراءة موضوعية بعيدا عن ذهنيتيْن غير مناسبتين: ذهنية اللطم على الخدود، وذهنية التفاؤل المفرط الذي قد يصل حدود الاتكالية ».
واعتبرت « البعث » أن » فضّ اجتماع وزراء الخارجية ¬تأجيلا للقمة التي لم تكن قد انعقدت يعد¬ أقل مرارة من فضّ القمة ذاتها أثناء انعقادها. وكلا الأمرين مرّ بالتأكيد ».
وأضافت: « ليس الوقت وقت محاكمة. المهم الآن تكثيف الاتصال على أعلى المستويات العربية من أجل عقد القمة المؤجلة، خاصة أن عملا كبيرا قد تم في التحضير لها ».
المصدر: إسلام أون لاين.نت/29-3-2004
القمة المطاردة والمطرودة ..
|
|
لا … لا يمكن قبول هذا الموقف المثير للشبهات الذي اتخذه الحاكم التونسي فتصرف بالقمة العربية، وكأنها إدارة من إدارات سلطته، ينشئها بقرار شخصي ويلغيها بقرار مضاد. لا يمكن قبول هذه الاستهانة بالعرب عموماً، كبشر ولا نقول كمواطنين، (فما زال عليهم انتظار مشروع الإصلاح الأميركي ليبلغوا مثل هذه المرتبة السامية!)، فضلاً عن الاستهانة بأقرانه وشركائه في مؤسسة القمة العربية، بإلغاء استضافة اجتماعهم المقرر، في اللحظة الأخيرة وبينما هم يهمّون بالطيران إليه. هذا مع التأكيد على أن العرب كبشر! لم يكونوا يفترضون أن القمة ستنجز أكثر من الالتزام بدوريتها، أي بالانعقاد في موعدها السنوي المقرر… بل ولعلهم كانوا يتخوفون من أن تتورط فتورطهم في التعهّد بتلبية ما لا يطاق من التنازلات لا للسيد الأميركي وحده، فذلك أمر لا جدال فيه، وإنما للعدو الإسرائيلي الذي بات يملك <<حق النقض>> الفيتو على أي قرار قد يتخذه عرب القمة، فيرفض ما لا يناسبه ويفرض ما <<يشرعن>> مشاريع توسعه وهيمنته على المصير العربي. لا … لا يُقبل من الحاكم التونسي أن يفض القمة من قبل أن تنعقد، بذريعة أنه يقدّر أنها لن تستجيب للمطالب التي عاد بها من واشنطن، حيث بات القرار في الشؤون العربية إسرائيلياً في مضمونه، إذ تكاملت المصالح والعواطف والأغراض بحيث بات صعباً معرفة الحدود الفاصلة بين هذه وتلك… ولو أن الحبيب بورقيبة هو الذي ما زال يحكم تونس لما كان تصرف بهذا السلوك المريب: لكان جهر برفضه وبرّره، بلا خجل، ولكان واجه الجميع بموقفه حتى وهم يرشقونه بالبيض (كما حصل في بيروت قبل أربعين عاماً أو يزيد). لا … لا يمكن اعتبار هذا التصرف الأخرق بأنه حرص على الإجماع العربي، أملاه التخوف من أن تنهار القمة المعقودة في ضيافته فيحمّله التاريخ (!!) مسؤولية فشلها… وهو تصرف أخرق بدليل أن الحاكم التونسي قد امتنع عن لقاء وزراء الخارجية العرب المحتشدين في عاصمته، ومعهم الأمين العام لجامعة الدول العربية، ليشرح لهم أقله! مبررات قراره. أما ذريعة أنه مصاب بزكام حاد فليست أكثر من عذر أقبح من ذنب. لا … لم يكن أحد يتوقع من القمة إنجازاً مذهلاً. فالعاجزون بالمفرّق لن يتحولوا إلى جبابرة متى اجتمعوا، والذين امتنعوا عن الاعتراف بشعوبهم حتى جاءهم الأمر الأميركي بالإصلاح، فبادروا إلى المناداة به وباشروا عقد المؤتمرات، وأطلقوا المناقشات من حوله في دائرة مقفلة بخوفهم، ما كانوا ليخرجوا <<بقرارات تاريخية>> من قمتهم التي أجهضت، لا في ما يخص فلسطين المذبوح شعبها على مدار الساعة، ولا في ما يخص العراق الذي يأخذه الاحتلال إلى <<المجهول>> الذي قد يصير <<معلوماً>> بفتنة تنتهي بتقسيمه، أو تمتد بنارها إلى الأرض العربية من حولها، والعياذ بالله. لا … لم يكن أحد يتوقع من القمة الكثير من الخير، ولكن البعض كان يفترض أنها قد تقنن أو تحجم الخسائر، فلا تعطي السفاح شارون صك براءة من دم فلسطين بينما العدالة الإسرائيلية تطارده بتهمة الفساد، ولا تعطي الاحتلال الأميركي الشهادة بأنه إنما تكبّد المشاق وجاء من البعيد مدفوعاً بنبل مشاعره الإنسانية لكي ينقذ شعب العراق من الطغيان ويأخذه إلى الديموقراطية بدبابة تسير بسرعة الأف 16. لا … لم تكن <<الخلافات حول النص>> هي السبب في نسف القمة، فليس بين المشاركين في القمة من كان سيأخذها إلى تحرير فلسطين، أو إلى مواجهة الإدارة الأميركية طلباً لتحرير العراق… كذلك فلم يكن بينهم من يريد المزايدة على مضيفهم التونسي في التعهد باحترام حقوق الإنسان وإطلاق الحريات العامة، كالسماح لا سمح الله بحق الرأي والتعبير وإنشاء الأحزاب والجمعيات وإصدار الصحف إلخ… … وها ان الوفد الأردني كاد ينجح في تمرير مسوّدة قرار بإدانة العمليات الاستشهادية التي قد تصيب بشظاياها <<المدنيين>> الإسرائيليين. ثم إن الوفود العربية قد نزلت عند رغبة المضيف التونسي فأضافت مقاطع مما اقترحه حول آخر المطالب الأميركية المتصلة بمشروع الشرق الأوسط الذي تمّ توسيعه حتى يصير فيه العرب أقلية بقدرتهم على التأثير، في حين تصير إسرائيل بالمقابل أكثرية مطلقة، بقدراتها النووية والاقتصادية والسياسية. … وهي مطالب أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش علناً في وجه الحاكم التونسي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، من دون أية مراعاة لأصول الضيافة وأولها عدم إحراج الضيف بتأنيبه أمام كاميرات التلفزيون بفضائياته العديدة. لا … لا يمكن قبول هذا التحول اللافت في المواقف بغير تفسير مقنع: فقبل خمس وعشرين سنة ارتكب أنور السادات الصلح المنفرد مع إسرائيل، ووقع مع مناحيم بيغن، برعاية أميركية، معاهدة كامب ديفيد الشهيرة. وكانت العقوبة أن انعقدت قمة عربية في بغداد واتخذت قراراً شهيراً <<بطرد>> مصر من جامعة الدول العربية، ونقل مقر الجامعة إلى تونس… الآن، وبينما إسرائيل تحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لتلك المعاهدة التي اصطنعت للعرب تاريخاً غير الذي كانوا يأملون بتحقيقه، يمنع الحاكم التونسي قمة عربية من الانعقاد في ضيافته، و<<يطرد>> الجامعة العربية التي تعد لها، من تونس، فلا تجد ملجأ لها غير القاهرة… ويتقدم حاكم مصر، الذي ورث كامب ديفيد، ليعلن استعداده لاستضافة القمة المشردة التي خاف منها العديد من <<أركانها>>، فقرروا الغياب عنها، وخاف المضيف منها أكثر فأقفل بابه في وجهها، وتركها على قارعة الطريق. لا … ليس هذا الواقع السياسي العربي مؤهلاً إلا للتسبب بمزيد من الكوارث العربية.
ولو أن حاكم تونس يتهيّب المحاسبة لما تجرأ على اتخاذ قراره المتعنت الذي لم يتعب حتى في تبريره… ولكنه يستقوي بأنه يتمتع بحماية تمنع عنه المحاسبة. ثم، من يجرؤ على محاسبته؟!
إن الاعتراضات على تصرفه الذي يمس أقرانه وزملاءه في مقاماتهم قد توقفت عند الشكل: أصول الضيافة، اللياقة، عدم شرح القرار بما يقنع الآخرين بصوابه. لقد قتلت الغارة الإسرائيلية التي مزقت جسد المجاهد الشيخ أحمد ياسين هذه القمة التي لا هي تستطيع الرد ولا هي تستطيع أن تدفن جثمان شيخ فلسطين ومعه قضيته. أما المواطن العربي الذي لم يكن ينتظر من القمة إلا مزيداً من التنازلات فلعله قد ارتاح إلى أن التواطؤ على حاضره ومستقبله لا يحظى <<بالإجماع>>.. أقله حتى الساعة!
المصدر: ركن « على الطريق » بصحيفة السفير البيروتية الصادرة يوم 29 مارس 2004
تونس تحت أضواء القمٌة المنطفئة
أمٌ زياد
لأنٌنا أرض كرم وضيافة وأرض سياحة وبيع حلم بالجنٌة، رحٌبنا بانعقاد القمٌة العربيٌة في تونس الجميلة في هذا الشٌهر الرٌبيعيٌ الجميل. ولأنٌنا عرب وعاطفيٌون مراهقون ونبتهج للمٌ الشٌمل ولو على فراغ رحٌبنا بقدوم القادة العرب برغم مآخذنا، عليهم ورحٌبنا باجتماعهم في بلادنا ولو لمجرٌد التقاط صور عائليٌة تذكاريٌة تخادع الفراغ وتتيامن بالألفة للعائلة العربيٌة المشتٌتة.
ولأنٌنا عرب نحسٌ بمأساة فلسطين والعراق ونعيشها معهما، رحٌبنا بلقاء القادة العرب على أرضنا ليكون ذلك اللٌقاء، وعلى نواقصه التي نتوقٌع، رمزا وإشارة يقولان لأهل فلسطين والعراق: « لستم كيانات مقطوعة الجذور والصٌلات بل أنتم جزء لا يتجزٌأ من جرم كبير يقف إلى جانبكم ولو بالقول الجميل والأماني الطٌيٌبة ». ولأنٌنا نزهاء وواقعيٌون ولدغنا من ذات الجحر عدٌة مرٌات قلنا للإخوة العرب: « مرحبا بقمٌتكم ولكنٌنا لا نضمن لكم أبدا نجاحها ».
ولكن لأنٌنا في ما يبدو ما زلنا لم نستوعب بعد التٌجارب المريرة حقيقة ما نحن فيه فإنٌنا لم نتوقٌع أن تلغي السٌلطة التٌونسيٌة قمٌة العرب على هذا النٌحو الدٌراماتيكيٌ المزري ولذلك لم نصرخ بأعلى أصواتنا في العرب: أن انجو بقمٌتكم المريضة من تونس العهد الجديد وشؤمها الذي لم يمسٌ طموحا شعبيٌا قطٌ إلاٌ وميٌعه ولا لامس حلما جميلا إلاٌ وأحرق أجنحته بناره الباردة التي لا يرى لها لهب ولا دخان ولا دليل قاطع على إثبات الجريمة.
في يوم 28 مارس 2004 وأثناء انعقاد مجلس وزراء الخارجيٌة العرب الممهٌد للقاء القادة العرب أيضا كانت المفاجأة المسرحيٌة وأعلن الحبيب بن يحيى وزير خارجيٌتنا عن طرد القمٌة من ديارنا بناء على قرار » سياديٌ » … فيا لعار تونس ويا لخجلها من هذه السٌيادة التي تطرد الإخوة الضٌيوف قبل اكتمال ضيافتهم !!!
وبما أنٌه ما من شيء يكون خيرا كلٌه أو شرٌا كلٌه، وبما أنٌ الضٌارة لا تخلو من بعض النٌفع فإنٌ القرار التٌونسيٌ المفاجئ وغير المعلٌل وغير المتشاور فيه وإنٌ القمٌة التي بدأت لتجهض قد يكون فيهما بعض الفوائد لتونس في إماطة اللٌثام عن حقيقة النٌظام الذي طالما شكونا منه وتألٌمنا ولم يستمع إلينا أحد وإن استمع إلينا أحد عاب علينا تهويلنا ومبالغاتنا وقلٌل من شأن شكاتنا فنحن عند القوم المستمعين بخير ما دامت الفنادق التٌونسيٌة تعجٌ بالسيٌاح وما دمنا نأكل حتٌى الشبع وما دام أولادنا يذهبون إلى المدارس حسب ما جاء على لسان » شيراك » الذي كانت له في تونس قمٌته » خمسة زائد خمسة » وتوصيٌاتها المذلٌة لنا دون أن يعكٌر صفوها أيٌ قرار » سياديٌ » يقضي بطرده هو و » برلسكوني » العرٌاب المفيوزيٌ شاتم العرب والمسلمين من ديارنا العربيٌة المسلمة.
لقد انطفأت أضواء قمٌة تونس بُعَيد اشتعالها، ولكنٌ مدٌة اشتعالها، على قصرها، كانت كافية ليرى العالم بأسره وجه النٌظام التٌونسيٌ على حقيقته وبدون كثير من المساحيق وهو وجه نظام مهووس بالأمن معادٍ للحرٌيٌة شديد على شعبه وعلى نخبه وخاضع للأوامر الأمريكيٌة الصٌهيونيٌة خضوعا كاملا.
فمنذ بداية الاستعداد الفعليٌ للقمٌة تسنٌى للضٌيوف والملاحظين أن يروا رأي العيان لا الأسانيد ما ترزح تحته تونس من قيود أمنيٌة خرافيٌة لا يصدٌقها إلاٌ من يراها: حضور أمنيٌ مكثٌف ومعيق لكلٌ حركة، وعاصمة مشلولة شللا نصفيٌا، وطرقات مسدودة، وتفتيش في كلٌ شارع، وعند كلٌ منعطف، ومدارس ومعاهد وجامعات صدرت الأوامر بالتٌمديد يومين لعطلتها، لا لخطر يهدٌد ضيوفنا، في بلدنا الوديع والمسالم، بل لأنٌ النٌظام الذي يحكمنا والمريض بالإغلاق مرضا لا برء منه يمارس القمع والقمع الوقائيٌ ويستخدم المدفع الثٌقيل ليقتل ذبابة هي في الغالب ذبابة وهميٌة يخشى منها على نفسه قبل خشيته على أيٌ أحد آخر لأنٌه نظام فاقد للشٌرعيٌة والكفاءة ولا يرى لدوامه سبيلا بغير حبس شعبه وكتم أنفاسه.
ومنذ بداية توافد وسائل الإعلام على بلادنا أمكن للإعلاميٌين أن يروا عن كثب وبالتٌجربة مقدار عداء هذا النٌظام للحرٌيٌة بكلٌ أنواعها ومقدار خوفه من الكلمة والصٌورة، كما تسنٌى لهؤلاء الإعلاميٌين أن يشاهدوا عن كثب الطٌرق الخبيثة والمخادعة التي تعتمدها السٌلطة التٌونسيٌة في قتل الحرٌيٌات. فالإعلاميٌون الوافدون إلى تونس كانوا محلٌ ترحيب وحذر ومراقبة، وقد أُعِدٌت لهم جميع الوسائل التٌقنيٌة والبشريٌة التي تسهٌل مهمٌتهم ولكن على شرط ألاٌ يقوموا بهذه المهمٌة على الوجه المطلوب فحضور أعمال مجلس وزراء الخارجيٌة العرب والنٌدوات الصٌحفيٌة لم يكن متاحا إلاٌ بالقدر الذي تسمح به المصفاة البوليسيٌة الشٌهيرة. ولمٌا أعلن عن تأجيل القمٌة لم يجد الإعلاميٌون مسؤولا تونسيٌا واحدا يشرح لهم ما انغلق عليهم من أمور هذا التٌأجيل ذلك أنٌ المسؤولين في تونس يعانون من التٌضييق ما يعانيه المعارضون ولعلٌ سحنة وزير الخارجيٌة ووجهه المتعب كافيان للدٌلالة على القيمة التي يعطيها بن علي لوزرائه وأعوانه بصفة عامة وللهامش الذي يمنحهم إيٌاه للتٌحدٌث للإعلام والرأي العام بدون إملاءات.
وقد كان الاكتشاف الكبير لحقيقة النٌظام التٌونسيٌ عند سقوط الأمر » السٌياديٌ » بطرد العرب من تونس شرٌ طردة. والمعلٌقون من المسؤولين العرب تحدٌثوا كثيرا عن الصٌبغة المفاجئة وغير المفهومة التي اكتساها هذا الأمر ولكنٌهم لم ينفذوا رغم تعاليقهم الطٌويلة إلى حقائق الأمور أو لم يشاؤوا أن ينفذوا إليها من باب الدٌبلوماسيٌة أو من باب توقٌي صاحب البيت الزٌجاجيٌ من رمي بيت غيره بالحجر.
وحقائق الأمور نعرفها نحن في تونس لأنٌنا اكتوينا بنارها وتعوٌدنا على القرارات الخرقاء والكذب العاري وعلى قتل الميٌت والمشي في جنازته على أجبن وجه وبكلٌ صفاقة ولهذا لم نستغرب النٌهاية الدٌراميٌة لقمٌة تونس خاصٌة في الظٌروف العربيٌة الرٌاهنة فتونس كانت عاجزة أصلا عن احتضان القمٌة في هذه الظٌروف.
هذه القمٌة كان سيخيٌم عليها ظلٌ الشٌيخ أحمد ياسين ( رحمه الله وجعل دماءه لعنة على وجه قاتله شارون) وقد كان من البديهيٌ أن تذكر فيها الانتفاضة والمقاومة الفلسطينيٌة التي يجب أن تتواصل بكلٌ الطٌرق أمام عنجهيٌة شارون وتماديه في فجوره وتونس لا تحتمل هذا ولا شبيها به وهي شريكة أمريكا في مقاومة « الإرهاب » وتحتفظ في سجونها السٌياسيٌة بشباب صاروا اليوم كهولا ولم يغادروا السٌجن لأنٌهم كانوا على مذهب قريب من مذهب الشٌيخ ياسين وأحيانا لأنٌهم ضبطوا في حالة تلبٌس بإقامة الصٌلاة. وتونس شريكة أمريكا في دعوتها إلى السٌلام تحت الصٌواريخ الإسرائيليٌة التي تمزٌق أجساد أطفال فلسطين.
وهذه القمٌة كان سيطرح فيها موضوع العراق واحتلاله الذي تسمٌيه وسائل إعلام بن علي « قوٌات التٌحالف » وكان سيطلب فيها الاتٌفاق على حدٌ أدنى من إدانة هذا الاحتلال والمطالبة برحيله ولو بصوت خافت. وتونس بن علي لا تقدر على مثل هذا حتٌى ولو أرادته لأنٌ هذا يعني إغضاب « بوش » وإغضاب « بوش » ليس بالشٌيء الهيٌن خاصٌة بعد أن صار هذا « البوش » يطرد الرٌؤساء من قصورهم على الهواء مباشرة ويخلي العروش من أصحابها ليسلٌمها إلى من هبٌ ودبٌ وبما بن علي يحبٌ قصره كثيرا ولا يريده أن يسلٌم عرشه إلى من هبٌ ودبٌ. وبما أنٌه حصل مؤخٌرا على تطمينات من واشنطن تضمن له المضيٌ في الانقلاب على دستور بلاده والفوز في « انتخاباته » المقبلة فإنٌه عاد بالمشورة حول أمر طرد القمٌة إلى من رآه الطٌرف المؤهٌل أكثر لتقرير مصير قمٌة العرب فالتٌشاور قد حصل إذن وبقطع النٌظر عن أطرافه.
ولأنٌ النٌظام التٌونسيٌ له طريقة في إجهاض المشاريع لا يملك إلاٌ هو سرٌها ولأنٌ وراء بن علي مع الأسف رجالا تونسيٌين خبراء بمداخل الأمور ومخارجها فقد تمٌ تبنٌي طريقة خفيفة لطيفة ظريفة في طرد القمٌة العربيٌة من تونس تُحمٌِل الآخرين وزر ما أُرِيدَ لبن علي أن ينجزه وتتمثٌل هذه الطٌريقة في دسٌ مشروع الإصلاحات السٌياسيٌة وإقرار الحرٌيٌات وحقوق الإنسان والاعتراف بحقوق المرأة بين أوراق هذه القمٌة وبصيغ تفوح منها روائح الوصاية الأمريكيٌة. لقد كان هذا بمثابة الشٌرط التٌعجيزيٌ على القمٌة بإثارة كلٌ ما يغضب المشائخ المعمٌمة من وجوب احترام النٌساء وإثارة كلٌ ما يغضب « القومجيٌة » من وجوب تعديلهم لأوتارهم على أنغام جوقة البيت الأبيض. وبهذا ضمن بن علي لنفسه ولمن معه ولمن وراءه الذٌريعة التي ظنٌ خاطئا أنٌها ستخرجه من وحل هذه القمٌة الجهيضة كما تسلٌ الشٌعرة من العجين.
لقد كان التٌونسيٌون أقلٌ العرب اندهاشا أمام ما وقع غير أنٌ ما أدهشهم حقٌا هو تفاجؤهم بسماع سلطتهم وهي ترفع شعارات الدٌيمقراطيٌة وحقوق الإنسان وتشنٌع على الهاربين من هذه القيم النٌبيلة … إنٌه لأمر يضحك الثٌكلى وإنٌها لمفارقة لا تضاهيها إلاٌ رؤية إبليس وقد صار يأمر بالمعرف وينهى عن المنكر !!!.
ولكن ما همٌ بن علي من المفارقات والمضحكات المبكيات ؟؟؟ وما همٌه ممٌا قد تثيره دعوته إلى الدٌيمقراطيٌة وتشبٌثه بحرٌيٌة الشٌعوب التي ينتهكها كلٌ يوم من السٌخريٌة والازدراء، ما دامت أمريكا راضية عنه؟ إنٌ كلٌ ما سبق ذكره يقيم الدٌليل إذا كان الأمر يحتاج إلى دليل على مصاب تونس الجلل بهذا النٌظام الفاسد والرٌديء الذي يجثم على صدرها منذ 1987 وإنٌ كلٌ ما سبق ذكره يحمٌل هذا النٌظام غير الكفء جميع تبعات هذه المهزلة التي تتبرأ منها تونس العربيٌة الحرٌة تبرٌؤا كاملا ولا تعتبر نفسها طرفا فيها.
إنٌ كلٌ ما جنته تونس المسكينة الواقعة اليوم تحت الأضواء على نحو مُزْرٍ لا يعدو أن يكون من قبيل الخسائر الماديٌة، فهذه القمٌة الجهيضة قد أضرت بأناس كثيرين وتركت وراءها » فواتير » ثقيلة ليس أقلٌها شأنا شلل الحياة الاقتصاديٌة والإداريٌة لعدٌة أيٌام وخسارة أولادنا لأيٌام دراستهم في هذا التٌاريخ القريب من مواعيد الامتحانات وما تكبٌده أصحاب النٌزل وعارضوٌ خدمات السٌياحة والإقامة، من خسائر قد يعوٌضهم عنها ساكن قصر قرطاج من المال العام وقد لا يفعل.
لقد أطرد بن علي القمٌة العربيٌة من تونس ولكنٌ ذلك لا يعني بالمرٌة أنٌه قتل هذه القمٌة، فالميٌت لا يقتل. وهذا التٌجمٌع الكرنفاليٌ الذي كنٌا نودٌ لو عقد في تونس حتٌى من باب الشٌكليٌات والذي تُزَايِد مصر اليوم على احتضانه سيبقى تجمٌعا كرنفاليٌا فاقدا للرٌوح والكنه والمعنى حتٌى لو عقد في جزر واق الواق وذلك لأنٌه تجمٌع كيانات ميٌتة وغير ممثٌلة لشعوبها ولا جواب لها على الأسئلة الحارقة التي تطرحها مرحلتنا ولا همٌ لها إلاٌ كراسيها المترنٌحة بين النٌفوذ الأمريكيٌ الواقع والغضب الشٌعبيٌ المتوقٌع.
لقد آن للنٌخب العربيٌة اليوم – وهي معارضة أو لا تكون – أن تواجه حقيقة وضعها وأن تسعى إلى إذكاء الغضب الشٌعبيٌ والانتقال به من طور الكُمُون إلى طور الفعل والثٌورات البيضاء على الأنصاب التي تحكمنا.
إنٌ القمٌة الحقيقيٌة والوحيدة المطلوبة اليوم، والتي يجب أن تعقد في أسرع وقت ممكن هي قمٌة المعارضات العربيٌة الجادٌة التي سترسم للشٌعوب معالم طريق الخلاص من الدٌكتاتوريٌات وستضع أسس بناء وطن عربيٌ ديمقراطيٌ تُحترم فيه إنسانيٌة الإنسان العربيٌ رجلا كان أم امرأة فعلينا أن نتنادى اليوم إلى هذه القمٌة، وغدا إلى تفعيل قراراتها، وإلاٌ فليقعد كلٌ في بيته لينتظر قدوم المؤدٌب الأمريكيٌ بخيزرانته الموجعة، وليتسلٌ في انتظار قدوم هذا المؤدٌب بالفرجة على قمٌة عربيٌة أخرى هي قمٌة « ستار أكاديمي « . فهي والله على ضحالتها وقلة المواهب فيها أو بالأحرى لضحالتها وقلٌة المواهب فيها خير من يمثٌل واقعنا العربيٌ المفلس اليوم. هذا فضلا عن كونها أقلٌ نكدا من التٌجمٌعات السٌياسيٌة العربيٌة الفاشلة. فلأن تفشل وأنت تضحك وتضرب فخذيك ولا تأخذ نفسك مأخذ الجدٌ خير ألف مرٌة من أن تأخذ نفسك مأخذ الجدٌ بلا موجب وتوهم نفسك بالنٌجاح وأنت في خندق الفشل. فتكون مثل الدٌيك الذي يصيح مزهوٌا ورجلاه في الزٌبالة غارقتان.
تونس في 29 مارس 2004
على هامش تأجيل القمة العربية (ج2)
الطاهر الاسود(*)
حول الية اتخاذ القرار في الحكومة التونسية
أو
رسالة مفتوحة الى السيد وزير الخارجية التونسي
السيد وزير الخارجية الحبيب بن يحيى
تحية و بعد,
لن تكون هذه الرسالة المفتوحة مماثلة لما هو متعارف عليه. غير أنها لن تكون مليئة بالشتائم. أخاطبك هنا كمواطن تونسي لا يحتمل ان يرى صورة بلاده ملطخة بتهم « تعطيل العمل العربي المشترك » و « خدمة المشروع الامريكي الصهيوني » في المنطقة, خاصة أن أغلب هذه التهم تجد مبررات جدية لتفسيرها.
يعلم القاصي و الداني أن مؤسسة وزارة الخارجية في تونس قد فقدت من تأثيرها في اتخاذ القرار في علاقة بسياسة البلاد منذ اعتلاء الرئيس الحالي سدة الرئاسة. ففي عهد الرئيس السابق كان وزير الخارجية يحتفظ بحد أدنى من سلطات اتخاذ القرار و كان في اقل الاحوال يشارك بشكل متفاوت في صياغة القرار السياسي, بالرغم من النزعة التسلطية المعروفة لبورقيبة. فقد كان الاخير يعمل بشكل دائم على إيجاد نوع من التوازن في النظام الحاكم يوفر في الحد الادنى تمثيلا علنيا للاراء المختلفة المعبرة عن مصالح و مطامح الطبقة الحاكمة في تونس. و كلنا نعلم, على سبيل المثال, الدور الذي لعبه أشخاص مثل بورقيبة الابن و الباهي الادغم و محمد المصمودي في صياغة القرارات الخاصة بالسياسة الخارجية في تونس. و من أكثر الامثلة دلالة الدور الحاسم الذي لعبه محمد المصمودي في التوصل الى اتفاقية « جربة 1974 » للوحدة مع ليبيا رغم إلغائها في وقت لاحق.
إن أغلب المؤشرات و الروايات الواردة حول إجتماع وزراء الخارجية العرب. الذي قمت برئاسته تشير الى أن الساعات الاخيرة التي سبقت إعلان التأجيل و تحديدا مساء يوم السبت (حتى الساعة العاشرة ليلا) كانت (و على العكس من الرواية الرسمية التي تلاها أحد نوابك) تتجه نحو التهدئة و التوافق حول النقاط العامة للوثائق التي ستصدر عن القمة. غير أن هاتفا عاجلا من الرئيس أمرك بإعلان تأجيل القمة.
إن قرار تأجيل القمة قد تم إتخاذه من دون الرجوع اليك, و شعور « المفاجأة » الذي عبر عنه الكثير من الوزراء الذين حضروا الاجتماع إنما هو نابع على الاغلب من تضارب سلوكك في الساعات الاخيرة مع قرار الرئيس بالتأجيل.
طبعا يحدد الدستور التونسي السلطات العليا في البلاد في يدي الرئيس. غير انك كنت أقسمت على القران الكريم أثناء توليك هذه المسؤولية الجسيمة أن تقوم بدورك بكل أمانة و نزاهة. فهل من النزاهة الصمت على الاسلوب الاحادي و الفرداني في اتخاذ قرارات خطيرة بمثل هذا الحجم من قبل رئيس البلاد؟ و هل من الأمانة الاستمرار في مثل هذا المنصب إذا لم تكن لديك سلطات فعلية او حتى أهمية ما في صياغة قرارات مصيرية بهذا الحجم لا تمس تونس فحسب بل تمس أمة بأسرها؟
السيد وزير الخارجية
أقل الايمان ان تأخذ خطوة شجاعة بالاستقالة من منصب لم يعد يمثل شيئا. فكمواطن تونسي لا أرى امامي بأي حال من الاحوال الحد الادنى من اليات اي مؤسسة حاكمة من العالم الثالث, حيث ترى حتى في بعض الدول العربية المجاورة وزنا ما لوزراء الخارجية يجعل لهم شخصية فعلية تمثل توازنا في الحد الادنى (بمفهوم النظام الدكتاتوري العادي) في اتخاذ القرارات الخارجية. إن رئيس البلاد في تونس لا يحكم بحزب واحد فقط و بحكومة غير منتخبة و بمؤسسات منصبة فحسب بل يحكم ايضا من دون مستشارين معلنين. فمع من يتشاور رئيس الدولة في اتخاذ القرارت المصيرية الملزمة للبلاد على المستوى الدولي؟ إن غرق حكومة البلاد اكثر فأكثر في مجالات من السرية و الغرف المعتمة مؤشر خطير على التدهور المؤسساتي و بالتالي الخروق الدستورية لأبسط الاعراف السياسية.
السيد وزير الخارجية
لقد كان قرار التأجيل إهانة للكثيرين, غير انه كان ايضا إهانة لك بشكل شخصي. و نحثك لهذا السبب للاسراع بالاستقالة قبل الاقالة. و لعلك فكرت بشعور الاهانة عندما تجنبت الخروج بنفسك للصحفيين و الاعلان عن قرار الرئيس بالتأجيل. فماذا سيحصل إذا اقدمت على مثل هذه الخطوة غير تأسيس احترام جديد في قلوب الكثيرين من مواطنيك, سيدوم أكثر من العشرية التي قضيتها في خدمة نظام لا يحترم أبسط القواعد الديمقراطية و الحياة المؤسساتية.
أما اذا واصلت مهامك الحالية فسيتذكر المواطنون التونسيون « وزير خارجية » لم يكن و ليوم واحد فعلا « وزير خارجية » بل كان كاتب بيانات رئيس البلاد.
و السلام.
ملاحظة: الرجاء من أفراد مصالح الامن و أعضاء الحزب الحاكم و « القوابسية » المقربين من الوزير و المستائين من قرار تأجيل القمة و الذين « يتابعون بانتظام » نشرية تونسنيوز إيصال الرسالة للسيد الحبيب بن يحيى.
(*) باحث تونسي يقيم في الولايات المتحدة
أتكون » القاعدة « وراء » تفجير »قمّة تونس؟
صلاح الدينالبكوش
ألايحقّ لنا و نحنفي زمن « التفجير والإرهاب » أننتساءل بكلجرأة عن الذيكان وراء « تفجير »قمّة تونسللرؤساء والملوكالعرب؟
لقدجرت العادة،كلّما حدث « تفجير »في مكان ما إلاكان وراءه « عقل » مدبّر و « عميل »منقذ، عادة ماينتمي هذهالأياملتنظيم « القاعدة ».
وبما أنّ كلّالدّلالاتالأولية تشيرإلى ذلك (أداة الجريمةالمستعملة فيالنسف عليهاصورة » العمّسام » و هي عادةما تستعمل فيمثل هذهالمناسبات).إلا يكون « العميل »المنفذللعمليةالإرهابية لهعلاقة بهذاالتنظيمالإخطبوطالذي نجحأخيرًا – حسبما ييبدو – في التسلّلإلى عرينالقادةالعرب؟
لذلكندعو بقوّة « المحكمةالعربيةللعدل »المزمعأحداثهابالجامعةالعربية، فتحتحقيق فوري وتخصيص مبلغ لايقلّ عن 100.000 « عورو »(العملةالعربيةالموحّدة) لكلمن يدلّ علىالإرهابيالمندسّ، حتىيتسنّى لهاتقديمهللمحاكمة وقطع دابر « الإرهابالسياسي /الاستخبراتي »…و هكذا تكونالأمّةالعربية بهذاالعملالجبّار، قد ربحتمعركةالإرهاب « القاعدي » على كلّالمستويات وطهّرت كيانهامن كل « عميلمتربّص » …
« الدستور » تكشف التفاصيل كما رواها أكثر من وزير خارجية: ما الذي حصل؟ لماذا كان القرار التونسي؟
*ابن يحيى فاجأ الوزراء في اللحظات الأخيرة.. وابن علي رفض مقابلة الوزراء * المعشر طرح ضرورة عقد القمة سريعاً وخلال شهر ورحب باستعداد مصر لاستضافتها تونس- موفد »الدستور«- حمدان الحاج: ألقت تداعيات قرار تونس تأجيل انعقاد القمة العربية السادسة عشرة التي كان مقرراً لها ان تلتئم صباح اليوم الاثنين بظلالها على الشارع العربي كله الذي قابل هذا القرار بالذهول والصدمة والانكسار والشعور بالاحباط.
فما الذي حصل؟ ولماذا كان القرار التونسي؟
»الدستور« تكشف التفاصيل كاملة كما رواها اكثر من وزير خارجية عربي كان مشاركا في الاجتماعات التي كانت على وشك الانتهاء من اعداد كل شيء ليصبح كل شيء جاهزا بالفعل امام القادة العرب. ما حصل هو انه في تمام الساعة العاشرة والنصف من مساء السبت بتوقيت تونس المحلي اي الثانية عشرة والنصف بتوقيت الاردن الصيفي وبينما كان وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماع المغلق الذي كانوا يناقشون فيه اخر سطر من وثيقة الاصلاح وقبل ان يتم الاتفاق على كل شيء وفي اللحظات الحاسمة قبل نهاية العمل التراكمي لوزراء الخارجية قام وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى ليقول للوزراء »احب ان اقول لكم شيئا: »تونس قررت تأجيل القمة العربية«. وكان وقع هذه الكلمات تفجيريا، كان الوزراء بين مصدق ومكذب لما يسمع فالوزير ابن يحيى لم يغادر قاعة الاجتماعات منذ اكثر من ساعة وهو يناقش ويبحث ويتحدث ويتفق هنا او يختلف هناك وما ان وصلت الامور الى نهاياتها قال كلمته »تونس قررت تأجيل القمة العربية«.
وفورا سأله عدد من الوزراء: هل ابلغتم ذلك للقادة العرب؟ فكان الجواب لا لم نبلغ احدا وانما القرار تونسي. عندها طلب وزراء الخارجية بالاجماع مقابلة الرئيس التونسي زين الدين بن علي في محاولة منهم لثنيه عن هذا القرار، فاتصل ابن يحيى برئيسه ابن علي ليكون الجواب »الرئيس مريض ولا يستطيع مقابلة احد وان القرار التونسي نهائي ولا رجعة عنه. وحاول الوزراء مرة اخرى ولكن دون فائدة. الوزراء العرب لم يصدقوا ما حصل فابن يحيى لم يغادر القاعة منذ اكثر من ساعة ولم يتصل بأحد ولم يتصل به احد منذ تلك المدة، ولما اعلن التأجيل سحب ورقة مطبوعة تلاها كاملة ثم تبعها توضيح تونسي عن الخلافات المزعومة. وهكذا كانت النية مبيتة اصلا للتأجيل، وهناك صحف تونسية تطبع قبل السابعة مساء كانت تحمل عناوين عن التغيير.
مصادر وزراء الخارجية العرب قالت لـ »الدستور« »لقد تفاجأنا بالقرار التونسي وهو قرار تونسي بحت وليس قرارا عربيا لا على مستوى وزراء الخارجية ولا على مستوى قادتهم فقد كنا على وشك انهاء وثيقة الاصلاح ولكن من الواضح انه كانت هناك رغبة تونسية بالتأجيل وقلنا له: هذا كلام خطير ولا سبب ولا مبرر له، قلنا اذن نتفق على موعد من الان على عقد قمة عربية جديدة في مكان اخر وفي اقرب فرصة ممكنة فهذا ما تريده حكومة شارون اذ ان من المهم ان تعقد القمة العربية بأسرع وقت وقبل انعقاد قمة الثمانية التي عندها ستفرض على المنطقة اجندتها ان لم تتفق المنطقة فيما بينها على اجندتها الخاصة بها هي.
وعزا مسؤول عربي اسباب القرار التونسي الى تراكمات تتناول الخلافات الظاهرة والباطنة بين تونس والسعودية والحديث عن مشاركة هذا القائد العربي ثم عدم مشاركته ثم مشاركته من جديد وتحميل تونس مسؤولية اتخاذها قرار انعقاد القمة في عاصمتها وفوق اراضيها والمناكفات العربية العربية على الارض التونسية وتصفية الحسابات العربية دون اخذ بالاعتبارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية التي تعصف بالمنطقة.
وفندت مصادر عربية قول تونس ان القمة العربية لن تناقش مواضيع الديمقراطية والحرية والتعددية والمشاركة النسائية وحقوق الانسان مبينة ان كل ذلك واكثر مطروح في القمة بشكل واضح وتمت الموافقة عليه من قبل جميع الدول العربية. واكدت هذه المصادر ان الخلافات التي حصلت في قمة شرم الشيخ الاخيرة كانت اكبر بكثير مما حصل في تونس ولم تلغ ولم تؤجل قمة شرم الشيخ وفي قمة بيروت كان الخلاف على اشده حيث مبادرة السلام السعودية التي اصبحت بعدها مبادرة السلام العربية.
وتعود المصادر للقول »قد يكون لتونس اسبابها في التأجيل وهذا قرار سيادي تونسي ولكنه ليس من حق تونس ان تتخذ القرار وحدها من جانب واحد واذا لم تعقد القمة العربية في اقرب وقت ستنعكس تداعيات ذلك على الامة العربية بشكل اساسي وهذا ما يريد ان يصل اليه شارون ليقول للعالم ها هو العالم العربي لا يتفق فيما بينه على شيء وهذه امة ضعيفة متفرقة.
الاردن من جانبه وعلى لسان وزير الخارجية مروان المعشر، اكد ضرورة عقد قمة عربية في اسرع وقت ممكن وفي اي مكان يتفق عليه العرب مؤكدا انه تحدث مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حول هذا الامر وطلب من الامانة العامة التحرك فورا لعقد مؤتمر قمة عربية فوافق موسى على التحرك سريعا على ان يتم تحديد الموعد فيما بعد فهو مقتنع بضرورة عقد القمة.
واكد الدكتور المعشر في تصريح صحفي انه اذا ما عقدت قمة عربية في اي مكان فانها ستنجح لان عوامل النجاح موجودة، حيث اقر وزراء الخارجية كامل الملفات ولم يتبق شيء. واذا كانت هناك خلافات فهي ضمن الحدود العادية ويجب ان لا ترقى لنسف القمة، اذ انه تم الاتفاق على امور كثيرة مهمة من الاصلاح الى المبادرة العربية للسلام الى العراق الى غيرها.
الدكتور المعشر جدد التأكيد على ان انعقاد القمة مصلحة اردنية بالدرجة الاولى فالاردن قلق من خطة شارون احادية الجانب التي ينفذها في غزة خاصة اذا كانت بديلة عن خطة خريطة الطريق الامر الذي يعني انها بديلة عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وهي مصلحة الامن القومي الاردني الامر الذي يعني تنفيذها الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين كما يقول شارون، فهو لا يريد احدا يتحدث عن السلام الا من خلال مفهومه.
واما الحديث عن الشرق الاوسط الجديد »فقد ذهبنا لواشنطن لنقنع الاميركان بعدم طرح مبادرتهم في هذا الموضوع لان العرب لديهم مبادرتهم الخاصة بهم فاقتنع الاميركان واذا بقيت حالة الامة هكذا ستقول اميركا لقد حاولتم وفشلتم والان انا سأطرح مبادرتي. وتعود المصادر لتؤكد انه كان هناك تردد تونسي لشهر او شهرين بعقد القمة لكنها بعد ذلك اتخذت القرار لاستضافة القمة وابلغته للجميع واصرت على عزمها انجاح القمة وكان يمكن ان تكون القمة ناجحة بكل المقاييس لانها قمة ستصدر الكثير من القرارات والوثائق الايجابية التي كان سيرحب بها العالم.
وتتحدث المصادر العربية عن خلافات سعودية قطرية حول وثيقة العهد التي تقدمت بها السعودية لتجري قطر بعض التعديلات عليها. مصادر دبلوماسية اكدت لـ »الدستور« ان وزيري خارجية مصر والسعودية ايدا الطرح الاردني لعقد قمة عربية سريعا الامر الذي اعلنه عمرو موسى صباح امس الاحد مما دعا الدكتور المعشر ان يهاتف موسى بحضور »الدستور« ليبارك طرح الامانة العامة ليقول الدكتور المعشر ان الاردن يوافق على حضور القمة العربية الجديدة في الزمان والمكان اللذين تحددهما القيادات العربية على ان يتم ذلك خلال شهر من الان وليس بعد شهر حزيران القادم.
واكدت المصادر العربية ان القمة العربية قائمة ولم تلغ ولم تؤجل لان من يملك القرار حيال ذلك هم القادة العرب وليس دولة عربية بعينها. ويؤكد الدكتور المعشر ان تونس كانت ايجابية جدا في موضوع الاصلاح وكذلك العملية السلمية والمبادرة العربية وان موقفها ان لم يكن مثل الموقف الاردني فهو متطابق معه الى حد كبير وهي دولة صديقة للاردن.
وقالت مصادر عربية اخرى ان لدى تونس اوضاعها واسبابها الداخلية والخارجية للتأجيل ولكنها احجمت عن التكهن عن ماهية هذه الاسباب ولكن ما يجب التركيز عليه الان ضرورة عقد القمة. وقد يكون من هواجس الجانب التونسي ضعف مستوى التمثيل العربي في القمة. وألمحت المصادر الى ان لدى موسى مشروعا لاصلاح الجامعة العربية يسير فيه بخطى اسرع بكثير مما يستطيع بعض الدول العربية مجاراته. وتجري الان اتصالات بين القادة العرب لعقد قمة جديدة في مصر ويرحب الاردن بدون تحفظ بعقد القمة في المكان الذي تحدده مصر ويرحب الاردن باستعداد مصر لاستضافة القمة داعيا الى تحديد موعد انعقادها في اقرب فرصة ممكنة »اننا نتحدث عن شهر من الان ولا نتحدث عن اكثر من ذلك«. (المصدر: صحيفة الدستور الصادرة يوم 29 مارس 2004)
قنبلة بددت شمل وزراء الخارجية فغادروا متجهمين: اسألوا التوانسة
تونس ـ عبدالوهاب بدرخان, رشيد خشانة قرابة العاشرة ليل السبت ـ الأحد تفجرت دراما عربية قاسية في تونس, الدولة المضيفة للقمة العربية. جاء القرار « السيادي » مباغتاً, بلا مقدمات, لكن بمبررات مثيرة للجدل بمقدار ما أثار القرار نفسه من ذهول واحباط. فالدولة المضيفة عادت عن قرارها استضافة القمة, واختارت لذلك اخراجاً أشعر وزراء الخارجية بوجوب المغادرة فوراً, ولم يكن معظمهم اتخذ ترتيبات مسبقة للتعامل مع مثل هذه المفاجآت. كان معروفاً أن الوزراء ذهبوا في جولة طويلة من المناقشات, وكانوا يتهيئون لتمضية الليل في مقر الأمانة العامة لوزراء الداخلية العرب حيث اجتمعوا خلال الأيام الثلاثة لتهيئة وثائق القمة وصوغ قراراتها وتوصياتها في انتظار وصول الملوك والرؤساء. في ذلك الوقت كان اعضاء اللجان استأنفوا عملهم, واحدة لوثيقة تطوير الجامعة العربية, وأخرى لـ »مبادرة السلام », وثالثة للاصلاحات العامة, ورابعة للبيان الختامي. وفي الوقت نفسه انكب جهاز الأمانة العامة للجامعة على درس ترتيبات وصول القادة العرب, وكان أولهم سيصل في العاشرة صباح أمس الأحد, فيما كان آخرهم متوقعاً صباح اليوم الاثنين. التقى الوزراء في قاعة في الطابق الأول, وسار كل شيء كالمعتاد. فجأة دخل شخص الى القاعة قيل في ما بعد انه من الرئاسة التونسية, وتوجه الى وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى وانحنى ليهمس بضع كلمات في اذن الوزير الذي اعتذر وقام ليأخذ مكالمة على الهاتف النقال. استمر النقاش بين الوزراء, وبعد دقائق عاد بن يحيى وفي يده ورقة, قال لزملائه ان بلاده اتخذت قراراً سيادياً بـ »تأجيل » القمة, ثم تلا عليهم مشروع بيان سيصدر عنه فوراً. انتهى النقاش, رفعت الجلسة. بدا الاجتماع في لحظة كأنه لم يعد شرعياً, أو كأنه أصبح « غير مرخص له », على حد تعبير أحد أعضاء الوفود. تلقائيا هب معظم الوزراء واقفين, وفتح باب القاعة لخروجهم, السريع. يروي موظفون في الأروقة المجاورة انهم رأوا مشهداً كما لو أن حادثاً قد حصل في الداخل, كما لو ان الوزراء تشاجروا وسارع بعضهم الى المغادرة غاضبين. كان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره الجزائري عبدالعزيز بلخادم أول المغادرين, هبطا الدرج بسرعة متوجهين الى خارج المبنى وطلبا سياراتهما. في الخارج تلقفهما الصحافيون المنتظرون. هل أنهيتم العمل, هل توصلتم الى اتفاقات على مختلف الأوراق؟ انهمرت الاسئلة. لم يكن أي من الوزيرين راغباً في الكلام. لكن الجواب جاء سريعاً ومقتضباً: القمة تأجلت. لماذا؟ « اسألوا التوانسة, سيصدرون بياناً ». خيم التوتر على المكان واشتغلت الهواتف النقالة. كان الصحافيون انشغلوا قبل يومين بأمر التأجيل, بدءاً ببعض التسريبات والاشاعات, ثم بتصريح للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قال فيه ان هناك دولاً عربية تريد تأجيل القمة. لكن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والوزير التونسي بن يحيى نفيا بشدة. قال الأول: « انسوا التأجيل. القمة بدأت ». وقال الثاني ان القمة ستعقد بمن يحضر, مقللاً من أهمية انباء عن احجام عدد من الزعماء العرب عن الحضور واستعدادهم لانتداب من يمثلهم في القمة. بعد ثلاثة أيام تبين ان الحقيقة كانت في الاشاعات, وليس في ما رآه الصحافيون بعيونهم من تحرك للوزراء واجتماعات ماراثونية وتسريبات قليلة تؤكد ان هناك صعوبات غير عادية أمام التوصل الى توافقات. مع خروج الوزراء, الواحد بعد الآخر, بدأت الوقائع ترتسم قطرة قطرة. لكنها لا تفسر شيئاً. فالتأجيل لم يأت بطلب من أي منهم. لم يحصل أي خلاف استثنائي. بالعكس, كما قال أحدهم, كان النقاش هادئاً وجدياً فالجميع يعرف أنها اللحظات الأخيرة وينبغي حسم التباينات. جميعهم أكد واقعة الاتصال الهاتفي الذي تلقاه بن يحيى, والبيان الجاهز, والطلب الصريح بالتأجيل من دون اقتراح موعد جديد. هذا يعني ان الدولة التونسية لم تعد راغبة في استضافة القمة. ثم استدعي الصحافيون الموجودون, وتلا عليهم كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية حاتم بن سالم قرار التأجيل الذي أشار خصوصاً الى « وثيقة العهد والوفاق والتضامن ». وقال ان تبايناً في المواقف برز عند مناقشة وثائق القمة, حول بعض التعديلات والاقتراحات التي « كان تقدم بها الجانب التونسي » في شأن مسائل يراها « جوهرية وبالغة الأهمية بالنسبة الى « التطوير والتحديث والاصلاح » في البلدان العربية, بما يعزز الخطى « لتحقيق التقدم الديموقراطي وحماية حقوق الانسان وتدعيم مكانة المرأة ودور المجتمع المدني وغيرها ». وبالطبع أعرب البيان عن « أسف شديد » لتأجيل القمة, مشيراً الى « الآمال الكبيرة » التي علقها « الرأي العربي والدولي » على انعقادها « نظراً الى الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية والمأزق الذي تردت فيه القضية الفلسطينية بعد التطورات المأسوية الأخيرة ». وأكد البيان أخيراً حرص تونس على « مواصلة التشاور » مع « الاخوة العرب » لتقريب وجهات النظر الى تلك المواضيع الجوهرية وتهيئة أفضل الظروف « لإنجاح القمة ». مرت لحظات صعبة ومثقلة بالتساؤلات الصغيرة والكبيرة: ما الذي دعا تونس فعلاً الى « الغاء » القمة. ولماذا اختير هذا « الاخراج » غير المألوف في المؤتمرات العربية. ما مصير القمة كمؤسسة وما مصير « دورية » انعقادها بعدما نسفها « التأجيل » التونسي. وما مصير الجامعة العربية, وهل تدخلت الولايات المتحدة؟ لم يكن الوزراء الذين استبطأتهم الصدمة في الداخل يملكون أجوبة عن كل ذلك. الأرجح أنهم طرحوا تلك التساؤلات في ما بينهم وهم يودعون بعضهم بعضاً. بعد انتظار, ها هو الوزير البحريني الشيخ محمد المبارك يستعد للمغادرة. حصل تدافع عنيف بين رجال الأمن والصحافيين. لم يكن الوزير راغباً في التصريح بشيء. تكرر التدافع مع الوزير السوري فاروق الشرع الذي قال: « نحترم قرار تونس, وكنا نتمنى أن تنعقد القمة التي كان الرئيس بشار الأسد في طريقه اليها ». كان الشرع الوزير الوحيد الذي حرص على أن يبلغ الجميع انه « قرار تونس »… وبعد لحظات قصيرة خرج الأمين العام عمرو موسى الذي بادر الى القول: « لا تعليق لدي على ما حصل ». كان الرجل ممتقعاً ومتأثراً. وفي انتظار خروجه سرت همسات بأنه قد يستقيل من منصبه. اذا صح ذلك فإنه لم يكن ليعلنه في هذا المكان. في أي حال كان السبت أسوأ أيامه على رأس الجامعة العربية. قبيل انعقاد الجلسة المسائية للوزراء, لفت أحدهم في لقاء مع « الحياة » الى ان بعض الوفود لا يخشى « وثيقة العهد » بصيغتها التي أمكن التوصل اليها قبل اسبوعين في القاهرة, وانما كان يخشى التعديلات و »الاضافات ». في اليومين الأولين لاجتماعات الوزراء لم يشر أحد الى « اقتراحات تونسية », ووردت الاشارة الأولى اليها في المؤتمر الصحافي المشترك لموسى وبن يحيى ظهر أول من أمس السبت. وما أن أذيع بيان التأجيل حتى كانت « وكالة تونس افريقيا للأنباء » التونسية الرسمية تبث تعليقاً معداً سلفاً يوضح مضمون التعديلات التونسية. اذ قال انها « اقترحت » ان تعلن الدول العربية في هذه « الوثيقة » التزام « مواصلة الاصلاح الشامل في المجالات كافة » وخصوصاً تعزيز الديموقراطية « الى جانب حرية التعبير ودعم دور المجتمع المدني ورعاية حقوق الانسان وتعزيز دور المرأة العربية في بناء المجتمع ». وتابع التعليق الرسمي ان تونس أكدت في مشروعها ضرورة ان تنص وثيقة العهد على « تمسك العرب بقيم التسامح والتفاهم ومبدأ الحوار بين الحضارات », وعلى « تأكيد رفضهم المطلق للتطرف والتعصب والعنف والارهاب, وحرصهم على التصدي لهذه الظواهر في اطار التعاون والتضامن الدوليين للقضاء على أسبابها ». كيف يترجم هذا الكلام التونسي الى اسباب ودوافع تؤدي الى « تأجيل » القمة من جهة, ولماذا يثير هذا الكلام رفضاً من جهة أخرى؟ لخّص ديبلوماسي عربي شارك في نقاشات الايام الثلاثة الامر بقوله ان الاقتراحات التونسية وضعت « الافكار الاميركية » في كبسولة واطلقتها على القمة. ووصف التصرف كما تبدّى في النهاية بأنه وضع الوزراء العرب امام « خيار الأخذ باقتراحاته او نسف القمة » وهو ما حصل عملياً. وخلص هذا الديبلوماسي الذي تمرس على الخلافات في القمم الى القول انه « لم يسبق لأي دولة كبيرة او صغيرة ان فرضت موقفها فرضاً على الآخرين ». ومن الواضح ان تونس لم تستطع فرض « اقتراحاتها » الا ان الثمن العربي جاء مكلفاً جداً. فثمة فرصة ضاعت مع هذه القمة, فرصة كان يترقبها الاوروبيون الذين استعدوا لحضور القمة ممثلين بالرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي رئيس الوزراء الارلندي بيرتي اهيرن وكذلك الامين العام للامم المتحدة كوفي انان فضلاً عن ممثلين للتكتلات الاقليمية, ومنهم الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي وصل السبت الى تونس. على مستوى تقني, استذكر بعض المتابعين لاجتماعات الوزراء الشروط التي كانت تونس طرحتها لاستضافة القمة, اذا ارادتها « قمة ناجحة » ولذا طلبت اعداداً جيداً لها, مقترحة ان يجتمع وزراء الخارجية مرتين قبل الموعد وان يحسموا كل شيء قبل وصول القادة الى تونس ليصار الى عقد قمة سريعة وبروتوكولية تتم فيها الموافقة على القرارات الجاهزة. لبيت الشروط عملياً, لكن القرارات لم تجهز والاتفاقات تأخرت. ثم اضيفت اليها الاقتراحات التونسية فعقدت الموقف أكثر فأكثر. ومع ذلك كان يمكن ان يكون الاخراج « اكثر اخوة ولباقة » على حد تعبير أحد أعضاء الوفود الذي كان ليقترح, مثلاً, ان يجمع الرئيس التونسي الوزراء ويصارحهم بأن تونس مصرّة على عقد « قمة ناجحة » ولا تحتمل استضافة قمة مرشحة للفشل وطالما ان شروط النجاح لا تبدو متوفرة فإنه استقبلهم لابلاغهم ان بلاده تقترح التأجيل الى موعد محدد, و »بذلك كان الضرر سيبدو اقل مما حصل فعلاً ». ويرى ديبلوماسي مخضرم ان هذه القمة حملت اكثر مما تستطيع حمله ودعيت الى استيعاب مجموعة ملفات واستحقاقات كانت تتطلب موضوعياً وقتاً اطول لبتّها. لكنه اشار الى ان مرافقته لمناقشات الوزراء واللجان لم تظهر خلافات يصعب حلّها, اذ لم يسبق ان عقدت قمة عربية واحدة من دون خلافات. ولم يكن الحدث ليمر من دون اشارات وضعها البعض في اطار « نظرية المؤامرة » اذ تساءل عن سبب مغادرة الوزير الليبي عبدالرحم شلقم وعدم استمراره في مشاركة نظرائه في مساعيهم خصوصاً انهم ارتضوا تضمين البيان الختامي عبارة « التضامن مع ليبيا في ما تتخذه من خطوات ايجابية في علاقاتها العربية والاجنبية » لكنهم رفضوا صيغة « ترحّب » بخطوة ليبيا التخلص من اسلحة الدمار الشامل وتدعو الى الحذو حذوها. واضاف صحافيون الى « نظرية المؤامرة » امراً آخر, فقالو ان من هم خارج مقر الاجتماعات بدوا كمن يتابعون ما يجري كأنه « بث مباشر » اليهم, ولكن من « هم »؟ هنا تتوسع « النظرية » الى ما لانهاية, خارج الحدود التونسية. الموقف التونسي تبنى المآخذ الأميركية على العرب في تعليق رسمي بثته وكالة الأنباء التونسية, وأتى متزامنا مع بيان الخارجية الذي أعلن فيه تأجيل القمة, حملّت تونس جميع العرب عمليا مسؤولية الاخفاق, مشيرة الى أنها « سخرت جميع امكاناتها السياسية والمادية والبشرية لاستضافة القمة والعمل على انجاحها وخروجها بقرارات تستجيب لتطلعات الرأي العام العربي ». واعتبرت أن العرب « أضاعوا فرصة جديدة للظهور أمام العالم كتجمع اقليمي فاعل وقادر على استيعاب المتغيرات من حوله والانخراط في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ». وبعدما أبدت الوكالة « الأسف للتأجيل » عزت أسبابه الى رفض البلدان العربية التعديل الذي اقترح الوفد التونسي ادخاله على مشروع « عهد الوفاق والتضامن بين قادة الدول العربية » والذي رمى الى ادماج فكرة « التزام الاصلاح الشامل في البلاد العربية في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية خصوصا تعزيز الديموقراطية الى جانب حرية التعبير ودعم المجتمع المدني ورعاية حقوق الانسان وتعزيز دور المرأة العربية في بناء المجتمع ». وأكد التعليق أن تونس شددت على ضرورة ان ينص « العهد » على « تمسك العرب بقيم التسامح والتفاهم ومبدأ الحوار بين الحضارات وتأكيد رفضهم المطلق للتطرف والتعصب والعنف والارهاب وحرصهم على التصدي لهذه الظواهر في اطار التعاون والتضامن الدوليين للقضاء على أسبابها ». ولوحظ أن هذه المفاهيم والمصطلحات مقتبسة من مشروع « الشرق الأوسط الكبير » الذي عرضته واشنطن على العواصم العربية وأبدت غالبيتها تحفظات جوهرية عنه. وكان الرئيس بن علي ناقش هذا الملف في المحادثات التي أجراها مع كل من الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول لدى زيارته واشنطن في 17 من الشهر الماضي بوصفه الرئيس المقبل للقمة العربية. لكن التعليق أوضح أن « الاقتراحات التونسية حازت على مساندة عدد من الدول العربية » من دون أن يسميها وأبدى استغراب تونس من « اصرار البعض الآخر على استبعاد هذه المسائل الجوهرية والمصيرية والمهمة لعملية التطوير والاصلاح داخل مجتمعاتنا العربية والتي ترى تونس أنه من الضروري ادراجها من ضمن وثائق القمة والتوصل الى توافق في شأنها ». واتهم البلدان العربية الرافضة للأفكار التونسية باللجوء الى « البلاغة والانشائية » وحذر من كون العصر الحالي « لامكان فيه للمتخلفين عن مواكبة القيم والمبادىء الكونية التي تحكمه » في اتهام مباشر للبلدان التي اعترضت على الاقتراحات التونسية. وركز التعليق على أن مشروع « العهد » الذي كان معروضا على القمة « خلا من الاشارة الى الديموقراطية قبل التعديل المقترح من تونس » واعتبر أن « هذا التغييب في ذاته موقف له دلالات لاتحتاج الى تفسير » وزاد أن مفاهيم أخرى « غائبة في دورها مثل دور المجتمع المدني وحوار الحضارات والتصدي للارهاب وسواها ». وهنا يكمن بيت القصيد فالموقف التونسي أخذ على البلدان العربية ما اعتبره قلة حماسة للاصلاح وترددا في مكافحة الارهاب, مما يعني أن الملفين الفلسطيني والعراقي لم يكونا سبب القطيعة التي أدت الى ارجاء القمة, وانما كان محور الخلافات أجندة الاصلاحات التي عرضتها واشنطن والتي أعلنت أنها ستقدمها أيضا لقمة مجموعة الثمانية للضغط على العرب… من أجل اقرار الاصلاحات. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 29 مارس 2004)
تونس بعد إطاحة القمة: عين الأمن ما زالت ساهرة
تونس – محمد صلاح لم يخلع الشارع التونسي رداء القمة سريعاً, لكنه بدل لونه وغير أشكاله المبهجة بعدما نفضت الدولة الرسمية عن نفسها عبء التعاطي مع الحدث الذي لم يكتمل, مسحة من الحزن بدت على أوجه التونسيين اختلطت بكثير من الدهشة وتساؤلات ظل معظمها في الوجدان « لماذا نتحمل نحن وزر الغاء القمة؟ » و »لماذا لم ندعهم (القادة) يحضرون ليتحملوا هم جميعاً المسؤولية؟ ». بدا رد الفعل الشعبي طبيعياً. أما غير المألوف فظهر في صحف الأمس التي سريعاً ما بدلت عبارات ظلت تكررها لأيام قبل « الحدث الثقيل » وغيرت منهجها ليناسب الموقف الجديد فبدل الحديث عن « قمة الحسم » و »ضرورة تطوير الجامعة العربية والإبقاء عليها » أطلت صحيفة « الصباح » لتؤكد « أنه لا معنى لجامعة عربية تحاول الصمود في وجه التحديات بينما الاوضاع في البيت العربي لا تتماشى مع جملة القيم والمبادئ الكونية ». وتغير الحديث عن التضامن وصار عن « الانقسام العربي الذي أصبح حالة مزمنة », واختزلت الصحيفة الموقف بأنه « لا وجود لها, مجموعة بشرية تفكر وتتصرف عكس مسار التاريخ ». استعاد الرسميون التونسيون مقولة مفكرهم الكبير ابن خلدون بأن « العرب اتفقوا على ألا يتفقوا » وجرت محاولات لترويجها ليجد التونسيون غير الرسميين فيها متنفساً ومبرراً في آن. أكثر ما لفت الانتباه أن الخبر الذي لف العالم بعد لحظات من اعلانه لم يصل حتى مساء أمس الى بعض المسؤولين عن الأمن. فعلى رغم الارتخاء الذي جرى على حال الامن عند المطار خصوصاً البوابة الرئاسية التي كانت تستعد لاستقبال الزعماء العرب, حاول صحافيون الوصول الى فنادق يقيم فيها الوزراء فمنعوا. واستغرب الحراس كيف يجرؤ هؤلاء المتطفلين على طلب الدخول إلى أماكن سيصل اليها بعد ساعات القادة العرب؟ الأمر نفسه ظل على حاله في الفنادق التي يقيم فيها الصحافيون الذين ظلوا يطالعون في كل طابق رجال أمن تونسيين ظلوا قابعين في أماكنهم وعيونهم ترقب ما يحدث وآذانهم تنصت لما يقال. معارض تونسي فسر الأمر بأن الأمر لا يخشى شيئاً على الصحافيين وإنما يحرص على جعل حضور معارضين تونسيين اليهم والحديث معهم أمراً غير يسير. بدت العاصمة التونسية طوال امس هادئة, فالطلاب وتلاميذ المدارس ظلوا ينعمون بالعطلة التي منحتها لهم الحكومة لمناسبة القمة. وحدها عين الأمن ظلت ساهرة مفتوحة على الجميع ربما تحسباً لردود فعل لم تحصل. وفي الخلفية كان هناك حديث بين صحافي مصري وآخر تونسي عندما اتهم الثاني وسائل الإعلام العربية بتخريب القمة والتسبب في اطاحتها فرد الاول مذكراً بأن مصر احتضنت القمة السابقة وحدث فيها تلاسن وشجار على الهواء بين الزعماء, لكنها في النهاية اكتملت بعدما عاد القادة جميعاً وجلسوا الى الطاولة ليؤمنوا بيانها الختامي, في حين أطيحت قمة تونس حتى قبل أن يصدر عن أي وزير, وليس زعيم عربي, ما يجرح الشعور أو يمس الكرامة. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 29 مارس 2004)
المواجهات الساخنة في الكواليس:
عمرو موسي هدد وزراء الخارجية بالشكوي عليهم لقادتهم.. وليبيا نصحت سورية بتقليدها بخصوص الأسلحة الكيماوية.. وسعود الفيصل غاضب من مروان المعشر
تونس ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: اتضحت في ساعة متأخرة مساء الأحد المزيد من تفاصيل اللحظات الأخيرة للإعلان عن الغاء القمة العربية فقد اكد وزير الخارجية الأردني مروان المعشر في لقاء رتب مع الصحافيين الأردنيين بان وزراء الخارجية العرب ليسوا الجهة التي اوصت بالغاء القمة، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة الإسراع بالترتيب لقمة عربية جديدة، معتبرا ان بلاده مهتمة بعقد القمة العربية في أسرع وقت ممكن وترحب ببيان الرئاسة المصري الذي رحب بعقد القمة التي لم تعقد في تونس بالقاهرة. وابلغ المعشر بان بلاده والسعودية متفقتان علي عقد القمة العربية في اسرع وقت ممكن ملمحا لإتصالات اجراها بهذا الخصوص مع الأمين العام للجامعة العربية لكنه في الوقت نفسه اعتبر عقد القمة العربية قبل شهر حزيران (يونيو) المقبل ضرورة ملحة للجانب العربي ولتمرير مشروع الإصلاح العربي في اشارة للثامن من حزيران (يونيو) حيث ستعقد القمة الصناعية التي تناقش الإصلاح في العالم العربي.
وعبر المعشر عن قناعته بان قمة تونس تأجلت لأسباب غامضة او غير واضحة، مؤكدا ان الخلافات في الرأي التي كانت موجودة لم تتجاوز الأحوال الإعتيادية وانها خلافات اعتيادية وكانت في طريقها للحل والمعالجة ومؤكدا بان الجانب العربي اتصل بواشنطن سابقا وطلب منها فعلا سحب مشروعها للإصلاح حتي يتقدم العرب انفسهم بمشروع اصلاح ذاتي.
وفي اتجاه آخر سربت مصادر خاصة لـ القدس العربي تفاصيل اللحظات الأخيرة فقد كان اجتماع وزراء الخارجية لمساء السبت في اللحظات الأخيرة وحصريا في اطار مناقشة الفقرة الأخيرة لمشروع وثيقة الإصلاح العربي وفي لحظة ما خرج وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيي من قاعة الإجتماع ثم عاد بعد دقائق قائلا بان توجيهات عليا صدرت بألغاء القمة.
وعندما شعر وزراء الخارجية بالصدمة وسألوا عن الأسباب قيل لهم انها تراكمات متتالية وان القرار تونسي وسيادي وداخلي وفيما سأل بعض الوزراء ما اذا كان قد تم ابلاغ الزعماء العرب ابلغوا بانهم اول من تم ابلاغه وفي ضوء ذلك طلب وزراء الخارجية من زميلهم التونسي تنظيم لقاء سريع وطاريء مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وبعد دقائق تم ابلاغهم بان الرئيس بن علي يعتذر عن لقائهم وان القرار نهائي ولا رجعة عنه.
وحصل ذلك فيما تسارعت الإتصالات المصرية الأردنية مع الجامعة العربية لإحتواء الموقف مما تسبب باتفاق مبدئي علي عقد القمة الملغية في القاهرة. وعلي صعيد المواجهات والخلافات التي عبثت بالقمة من بدايتها برزت اولا مداخلة كويتية خارج سياقها العملي تطالب بوضع ملف محاكمة صدام حسين علي جدول أعمال القمة الأمر الذي أثار غضب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي وبعد تداخلات مصرية ومغربية اقتنع الكويتيون بالتنازل عن مطلبهم ثم اقترحوا قرارا بخصوص الأسري والمعتقلين وتم تذكيرهم بان نظام صدام حسين لم يعد قائما.
والجدل الكويتي في الإجتماع التحضيري الأول انتهي للاشيء ثم برزت المواجهة الساخنة بين عمرو موسي ووزير الخارجية المغربي التي كانت أبرز ملاسنة وابرز عاصفة داخل الإجتماعات فقد ألمح موسي خلال أحد النقاشات الي ان خطته بخصوص اعادة الهيكلة للجامعة العربية ينبغي ان تمر وتوضع علي جدول اعمال القادة العرب في القمة المفترضة قائلا بالحرف الواحد ان الإجتماع اذا لم يقرر ذلك سيضطر هو شخصيا للحديث عن الموضوع في تقريره للقمة.
وفي مرة ثانية عاد موسي لنفس النقاش مهددا وزراء الخارجية العرب بالشكوي عليهم والعودة لقادتهم وملمحا لإنه يفكر بمراجعة القادة العرب وهو ما اعتبره وزير خارجية المغرب اساءة بالغة للموجودين وفي الأثناء ضرب الوزير المغربي علي الطاولة وقال يجب ان تتوقف مثل هذه الإهانات التي لا مبرر لها واضاف نحن وزراء خارجية العرب ونمثل قياداتنا ودولنا ولا يجوز للأخ الأمين العام الإستمرار في التهديد والتعامل معنا بهذه الطريقة .
وخلال غضبه المح الوزير المغربي لإن الامانة العامة للجامعة العربية تعمل بتوجيهات من مجلس وزراء الخارجية العرب ملمحا لإن موسي موظف كبير في الجامعة واصحاب القرار هم وزراء الخارجية وفي اللحظة التي حاول فيها موسي العودة للمايكرفون للرد احتج الوزير المغربي وغادر موقعة منسحبا من الجلسة قبل ان يتدخل نظيره اليمني ويضغط عليه للعودة. وقد كان الإحتكاك بين موسي والوزير المغربي عنوان صريح لأبرز ملاسنة حادة داخل الإجتماعات التحضيرية والموضوع الثاني عمليا كان عنوانه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي احتد خلال أحدي الإجتماعات عندما نوقشت قضية مؤسسات المجتمع المدني وحقوق المرأة، والفيصل اعتبر هذا الأمر كلاما سابقا لاوانه متهما البعض دون ان يحدد هويته بمحاولة تعزيز الخلاف والإنقسام في صفوف الأمة عبر اختيار موضوعات ستساهم في حرف القمة عن مسارها الصحيح.
والوزير السعودي بطبيعة الحال لم يحدد ماهية المسار الصحيح للقمة الذي يقترحه لكن الحساسية طوال الوقت كانت بارزة وواضحة تماما علي محور عمان ـ الرياض وظهرت عندما غابت الإتصالات والتنسيقات بين الأمير الفيصل ونظيره الأردني مروان المعشر. وفي الكواليس انضمت مصر جزئيا لحالة التوتر الباطنية بين عمان والرياض فسعود الفيصل كان يلمح خارج الإجتماعات الرسمية لتفصيلات ادخلت دون علم بلاده علي وثيقة الإصلاح السياسي والإجتماعي في العالم العربي والقصد بالتلميح كان الوزيران المعشر وأحمد ماهر.
وترددت أنباء لم تؤكد رسميا عن معركة لفظية ساخنة للغاية في كواليس اجتماعات التحضير بين الوفدين الليبي والسوري حيث تفجر الإتهام بين الجانبين عندما نصحت ليبيا دمشق بأن تحذو حذوها في ما يخص اسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيمائية مما اثار غضبا عارما في الصف السوري الذي لاحظ بان الجانب الليبي يعمل منهجيا علي وضع قصة تقليد سورية لطرابلس بخصوص الأسلحة في أروقة نقاشات المؤتمر. والأجواء علي المحور الأردني المصري ـ الفلسطيني لم تكن ابدا مريحة طوال النقاشات ورغم ان وثيقة القمة المختصة بالقضية الفلسطينية أرسلت للرئيس ياسر عرفات بالفاكس واعادها موشحة بتوقيعه الرسمي الا ان الإجتماعات شهدت أحتكاكا كان بطله فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية للمنظمة الذي قاد جزءا من الإجتماعات باسم الفلسطينيين قبل حضور نبيل شعث والقدومي تحدث بحدة مستغربا تدخلات الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مع اسرائيل وانتهت من سلامها بالشأن الفلسطيني، مقترحا علي مصر والأردن حصريا ترك الفلسطينيين لإدارة موقفهم وشؤونهم.
ورغم ان مداخلة القدومي لم تكن جوهرية بالمعني السياسي الا انها عكست طبيعة الخلافات داخل الوفد الفلسطيني نفسه حيث برز الخلاف علي محور شعث القدومي واضحا لكل الأطراف المشاركة.
وحصلت اتهامات مبطنة بين الفلسطينيين والسعوديين عنوانها محاولة الجانب الأول رفع نسبة الدعم العربية المقررة سابقا للسلطة الفلسطينية او علي الأقل تثبيتها بقرار دوري دون الحاجة لقرارات اضافية لكن الجانب السعودي رفض ذلك تماما مصرا علي ان يقرر اجتماع وزراء الخارجية كل ستة اشهر ارسال مبلغ الخمسين مليون دولار وان لاترسل دائما بدون قرار يخضع للتجديد مع تلميحات سعودية بان مبالغ الدعم ليس من المناسب زيادتها في ظل غياب الشفافية المالية في ادارة السلطة. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 مارس 2004)
الحبيب بن يحيي خرج لدقائق ثم عاد بالخبر السار لحظة اعلان الغاء القمة: وزراء الخارجية آخر من يعلم.. والصحافيون تقافزوا في الشوارع
تونس ـ القدس العربي : الساعة الحادية عشرة مساء السبت الماضي تماما كانت لحظة عصيبة لأكثر من 600 صحافي عربي تجمعوا معا في العاصمة التونسية لتغطية القمة العربية التي قال الجميع انها مهمة لكنها في واقع الأمر لم تعقد. والصحافيون وعند اذاعة البيان التونسي بخصوص ارجاء القمة اصيبوا بحالة من الصدمة وتراكض كل منهم لأقرب هاتف وأقرب محطة فضائية اما للإستماع للخبر الصاعق او لأرساله لمراكزهم وهول الصدمة استمر حتي الصباح لإن العشرات من الإعلاميين والمراسلين كانوا اصلا قد ناموا علي اساس ان القمة ستعقد قبل ان تتفجر بصورة دراماتيكية من الداخل ويتم الغاؤها. وخلال دقائق تحولت المناطق المحيطة بمقر القمة المفترض لساحة مطاردة بين الصحافيين والمسؤولين الا ان وزراء الخارجية العرب اغلقوا هواتفهم واعتزلوا الاعلام بعد ثلاثة ايام من السهر والإجتماعات المتواصلة وسط مشاعر احباط غير مسبوقة فقد تبين للجميع بأن القمة تأجلت وألغيت في اللحظات الأخيرة وبعد اتصالات سريعة بين بعض القادة العرب وفيما كان الوزراء المساكين غارقين في التسويات الجانبية.
وفي الواقع شهد أكثر من وزير خارجية عربي بأنه علم بشكل مفاجيء بألغاء القمة وخلال الإجتماعات مما يعني بان الفريق الوزاري العربي بعموميته لم يكن يدري بأن القمة ألغيت ولم يكن بصورة تطورات الإتصالات الدراماتيكية والأهم لم تكن الجهة التي قررت التأجيل او الإلغاء او تشاورت عليه فاجتماعات وزراء الخارجية كانت متواصلة عندما خرج في اللحظات الأخيرة وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيي لدقائق ثم عاد لقاعة الإجتماع ليخبر زملاءه بان بلاده ستعلن خلال خمس دقائق عن تأجيل القمة وسط صدمة وذهول الوزراء العرب الذين كانوا في الواقع آخر من يعلم.
وابلغ مؤشر علي الذهول كان موقف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي الذي رفض التعليق فيما تمسك وزير الخارجية الأردني مروان المعشر بالأمل للحظة الأخيرة قائلا بان القمة ينبغي ان تعقد قريبا، مشيرا لموعد له علاقة بالأسبوع المقبل. والشيء المؤكد تماما هو ان وزراء الخارجية الذين كانوا غارقين في الإجتماعات لحظة وصول تعليمات تونسية بالغاء القمة او تأجيلها ليسوا اصحاب القرار وليسوا بصورته، فالوزير المعشر ابلغ صحافيي بلاده بمقر السفير الأردني في تونس عند العصر من يوم السبت بان اجتماع نفس الليلة قد يستمر للساعة الثانية فجرا رافضا أي احتمالات لتأجيل القمة مما يثبت بان القرار اتخذ خارج قاعة الإجتماعات التحضيرية.
ومن الواضح ان الحكومة المنظمة في تونس فقدت حماسها فجأة وبدفعات كبيرة لعقد القمة دون ايضاحات موازية فكما كان لتونس دور رئيسي في التحضير للقمة عبر بذل جهود كبيرة لضمان نجاحها كان لها الدور الأكبر بوضوح في ارجاء القمة، والغائها الا ان بعض وزراء الخارجية العرب لم يجدوا تفسيرات لما حصل بل ان بعضهم شعر بان حجم الإستفزاز وصل لدرجة لا تمكن من عقد القمة في اسوأ الظروف.
وكان الإعلان التونسي قد عرض بهدوء تام فخلال دقائق معدودة خرج وزير خارجية تونس ثم عاد ليعلن التأجيل فيما كانت كاميرات التلفزيون جاهزة لبث الإعلان التونسي الرسمي الذي ينعي قمة كان يفترض ان تتعامل مع مستوي التحديات التي تواجه الأمة. وتونس وزعت في فجر نفس اليوم تعليقا رسميا علي مجريات الأحداث حمل اتهامات محددة لبعض الأطراف دون تسميتها بحرف القمة عن اهدافها، مشيرة لإن التأجيل يعود لأسباب كان يفترض ان لا تكون محل خلاف وتحدث بيان تونس عن مقترحات تونسية بخصوص التغيير الديمقراطي والمدني في المجتمع العربي وقال ان هذه المقترحات حازت علي تأييد بعض الدول العربية لكن تونس تستغرب اصرار البعض علي استبعاد هذه المسائل الجوهرية والمصيرية. وكلمة البعض هنا فسرها الصحافيون علي انها تخص المملكة العربية السعودية. واعربت تونس عن اسفها لإضاعة المجموعة العربية مثل هذه الفرصة للبروز كمجموعة حضارية وكتلة اقليمية متماسكة في هذه الظروف الدقيقة التي تتطلب حلولا عملية ومقاربات سياسية عقلانية وليس بلاغة انشائية. كما اعربت تونس عن اسفها لإنها مشروع العهد في صياغته قبل اقتراح التعديل التونسي لم يكن يتضمن كلمة ديمقراطية كما غابت مفاهيم اخري مثل المجتمع المدني. والإعلان التونسي الذي يتهم تلميحا السعوديين وفقا لتفسيرات غالبية الصحافيين كان بمثابة اعلان براءة ذمة من المنظمين من نتائج الأمور خصوصا وان الوزير التونسي كان قد حذر الصحافيين مبكرا صباح السبت من اعتبار أي احتمال لفشل القمة فشل لبلاده. وفي الواقع الغيت القمة في اللحظات الحرجة والأخيرة وقبل ساعات قليلة من هبوط اول طائرة لأول رئيس عربي حيث كان يفترض ان يكون الرئيس السوري بشار الأسد اول الواصلين ظهر الأحد علي ان يعقبه الرئيس الليبي معمر القذافي الذي وصلت مقدمته المعتادة اعتبارا من مساء السبت ثم عاهل الأردني الذي كان سيصلب عصر الأحد ويلقي خطابا في اليوم التالي ثم يعود لبلاده. وفي الواقع حصل بسبب الإلغاء المفاجيء ارتباك شامل وعلي أكثر من صعيد فقد ارتبكت خطوط الطيران وحجوزات الفنادق خصوصا للصحافيين وللمئات من المرافقين الذين تعطلت بهم السبل. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 مارس 2004)
Sommet arabe reporté: la Tunisie ne renoncera pas à l’accueillir (Ben Ali)
AFP, le 29.03.2004 à 14h35 TUNIS, 29 mars (AFP) – Le président tunisien Zine El Abidine Ben Ali a affirmé lundi que « le report du sommet arabe ne veut pas dire que la Tunisie renonce à sa présidence ni à son engagement de l’accueillir », a-t-on appris de source officielle à Tunis. Le président Ben Ali a fait cette déclaration lors d’une entrevue avec son ministre des Affaires étrangères Habib Ben Yahia, indique l’agence tunisienne TAP (officielle). Il s’agit de la première réaction du chef de l’Etat tunisien après la décision de son pays de reporter le sommet. La Tunisie avait annoncé samedi soir le report sine die du sommet arabe qui devait s’ouvrir lundi à Tunis et l’Egypte s’est déclarée prête à l’accueillir. Tunis affirmait plus tard son « droit à organiser le sommet ». Le secrétaire général de la Ligue arabe Amr Moussa a pour sa part affirmé lundi que le sommet arabe qui a été reporté à Tunis se tiendrait dans « trois à sept semaines » dans un lieu qui reste à définir. « Le sommet se tiendra dans trois à sept semaines », a déclaré M. Moussa à l’issue d’une rencontre avec le président égyptien Hosni Moubarak en présence des ministres des Affaires étrangères égyptien Ahmed Maher et saoudien Saoud al-Fayçal. Le secrétaire général de la Ligue a précisé qu’il entamerait « au début de la semaine prochaine une tournée d’une semaine au cours de laquelle il se rendra en Tunisie » pour des consultations sur le lieu et la date d’un tel sommet. Selon lui, la règle veut que le sommet se tienne au siège de la Ligue arabe, à moins qu’un pays ne demande à l’accueillir.
La presse arabe demande des réformes avant tout nouveau sommet
AFP, le 29.03.2004 à 14h35 DUBAI, 29 mars (AFP) – La presse arabe a critiqué lundi le report du sommet de la Ligue arabe à Tunis et accueilli avec scepticisme l’idée de sa tenue au Caire, soulignant que des réformes de cette organisation étaient nécessaires avant toute nouvelle réunion. « Après l’échec (du sommet de Tunis), nous avons besoin d’une révision globale (de la situation) et d’une action plus large que la préparation d’un autre sommet », écrit le quotidien saoudien Okaz. La Tunisie a expliqué le report du sommet par des divergences « profondes » sur les réformes démocratiques dans le monde arabe, à l’ordre du jour du sommet que l’Egypte a aussitôt offert d’accueillir. « Ce qui s’est passé à Tunis relève de la responsabilité de l’ensemble du système régional arabe, qu’il faut réviser pour remédier » à des situations pareilles dans l’avenir, note pour sa part le quotidien saoudien Al-Madina. La convocation d’un sommet au Caire « pourrait offrir une sortie de secours mais elle n’assurera aucune garantie tant que les Arabes n’auront pas prouvé qu’ils veulent sérieusement s’engager dans l’avenir, en procédant à une profonde révision des valeurs politiques en vigueur », ajoute le journal. Et de s’interroger: « Voulons-nous sérieusement nous engager dans l’avenir ou rester suspendus au passé? » « Le report du sommet serait sage car il a empêché une nouvelle impasse ou de nouvelles divergences qui auraient compliqué la situation », estime le quotidien Al-Watan de Ryad, ajoutant que la Tunisie aurait dû exposer « franchement » les raisons du report pour informer l’opinion arabe. « Le choc » provoqué par la décision tunisienne « pourrait insuffler une nouvelle vie (…) à la Ligue arabe », fait remarquer le quotidien émirati Al-Ittihad. Au Koweit, l’éditorialiste du quotidien As-Siyassah dénonce « la thèse du complot » évoqué dans certains pays. « C’est le moyen le plus facile pour couvrir la faiblesse » des Arabes, écrit-il. Pour la presse libanaise, des pressions américaines seraient à l’origine du report. « Les pressions américaines ont sapé le sommet de Tunis », écrit le quotidien libéral An Nahar, ajoutant que les Etats-Unis étaient « indisposés par le document arabe sur des réformes alors qu’ils veulent leur imposer leur initiative pour +le Grand Moyen-Orient+ ». Pour ce journal à grand tirage qui affirme citer des ministres arabes des Affaires étrangères, « le président tunisien Zine El Abidine Ben Ali n’a pas révélé les raisons réelles qui l’ont poussé à décider unilatéralement le report du sommet. En Syrie, le quotidien gouvernemental Techrine estime que le report du sommet « a suscité un choc et une très grande surprise », assurant que « les ministres s’approchaient d’un accord sur la mouture définitive du dossier des réformes ». Techrine se demande si « la question des réformes n’était pas une bombe programmée (…) et si elle n’est pas la cause de l’échec du sommet ». « La question des réformes est extrêmement importante mais elle ne peut pas être traitée au cours d’une réunion en un coup de baguette magique », assure le quotidien. Pour le quotidien jordanien Al-Doustour, « Tunis a annoncé la mort de la Ligue arabe et le sommet du Caire s’emploiera à embaumer sa dépouille à la manière pharaonique ». « Ceci montre que le système arabe, représenté par la Ligue, est au bord de l’effondrement », a-t-il dit. AFP
Echec arabe
Avant même son ouverture, prévue lundi 29 mars à Tunis, le sommet de la Ligue arabe s’est achevé en farce, samedi soir. Alors que les chefs d’Etat et de gouvernement qui avaient annoncé leur participation s’apprêtaient à monter dans leur avion, la Tunisie a causé la surprise en annulant la réunion. Cette nouvelle péripétie dans une organisation qui a déjà subi, au cours de ses presque soixante années d’existence, bien des soubresauts, en dit long sur l’état du monde arabe en général. Le thème majeur qui devait dominer ce sommet était le projet américain d’un « Grand Moyen-Orient », destiné à promouvoir le développement économique et démocratique. Un projet qui divise en fait les pays de la région en « nouveau » et « vieux monde arabe », à l’instar de l’opposition entre « nouvelle » et « vieille Europe » si chère au secrétaire américain à la défense, Donald Rumsfeld. Les uns, comme les monarchies du Golfe, la Tunisie ou le Maroc, sont attentifs aux conseils et aux positions de Washington, tandis que les autres, autour de l’Egypte, de l’Arabie saoudite et de la Syrie, s’inquiètent de ce qu’ils considèrent comme une volonté de mainmise des Etats-Unis sur l’ensemble de la région. Le prochain sommet aura-t-il lieu à Tunis, comme semble le souhaiter le régime du président Ben Ali, ou au Caire à la mi-avril, comme l’a préconisé l’Egypte ? Y discutera-t-on du projet de restructuration de la Ligue élaboré par son secrétaire général, Amr Moussa, et jugé trop contraignant par les « petits » pays proches de Washington ? En tout cas, ce dernier a émis l’espoir que le sommet ait lieu bientôt et a reconnu que « le système arabe ne se porte pas bien ». Car la Ligue a besoin d’un sérieux lifting si elle veut redevenir crédible. Son impuissance et son inaction sont patentes tandis que les problèmes se multiplient dans la région sans que les régimes en place – avant tout préoccupés de leur survie – semblent à même d’y remédier. Or la modernisation des sociétés demeure l’unique solution pour sortir ces pays de l’ornière, éviter des explosions sociales et espérer juguler le fondamentalisme islamique et ses dérives terroristes. Mais les prétentions de Washington – plus que jamais haï dans le monde arabe – à y promouvoir la « démocratie » pèchent par leur manque de crédibilité. Il suffit de regarder les régimes qu’il y soutient, à commencer par celui, autocratique, du président Ben Ali. Et ce n’est pas la politique menée par George W. Bush en Irak, l’appui qu’il a apporté à Ariel Sharon, ou son refus de s’impliquer – au contraire de tous ses prédécesseurs – dans le conflit israélo-palestinien qui pourraient rendre ses projets de réforme populaires dans la région. Pour autant, blâmer les Etats-Unis, ou l’Occident, pour toutes les déconvenues du monde arabe ne mettra pas un terme à ses malheurs ou à ses frustrations. Au mieux, cela permettra aux républiques et aux monarchies, toutes autoritaires, de se maintenir toujours plus longtemps dans l’immobilisme. (Source : Editorial du journal « Le Monde » daté le 30 mars 2004)
Tunis redoutait que le sommet ne verse dans la diatribe antiaméricaine
Tunis de notre envoyée spéciale Mouna NAIM C’est la loi du genre : l’ordre alphabétique (arabe) voulait que, après le royaume de Bahreïn en 2003, la Tunisie accueille le sommet arabe annuel. Loin d’en tirer une gloire, Tunis y était rétif, compte tenu de la situation régionale, tant pour ce qui est de la dégradation constante de la situation en Palestine que de l’état des lieux en Irak et de leur corollaire, l’hostilité rampante envers les Etats-Unis, aggravée par le projet de « Grand Moyen-Orient », perçu comme un diktat intolérable. Les autorités tunisiennes redoutaient que le sommet ne verse dans la diatribe antiaméricaine et que, vu les divergences interarabes, il ne soit qu’un sommet au rabais dont s’absenteraient plusieurs chefs d’Etat. Que s’est-il donc passé pour justifier le report in extremis – une première dans les annales de la Ligue – de cette rencontre au sommet ? Les divergences interarabes sont apparues il y a une dizaine de jours, lors de premières réunions préparatoires, tenues au Caire par les chefs de la diplomatie. L’objet du litige : la restructuration de la Ligue arabe et les réformes inévitables qui doivent être apportées dans tous les pays arabes, l’un et l’autre remodelages étant forcément intimement liés. Le clivage opposait schématiquement les pays que certains qualifient de « poids légers », singulièrement le Qatar, le Koweït, le sultanat d’Oman et le Maroc, aux traditionnels « poids lourds » que sont l’Arabie saoudite, l’Egypte et la Syrie. Les premiers ont littéralement fait voler en éclats un ambitieux projet de restructuration de la Ligue arabe, élaboré par son secrétaire général, Amr Moussa, sur la base d’une idée du prince héritier saoudien Abdallah Ben Abdel Aziz à laquelle Le Caire et Damas s’étaient associés en y apportant leur grain de sel. « Le projet de M. Moussa, qui embrassait l’économique, le politique et le social, explique un ministre arabe, visait à transformer la Ligue en une « Union arabe », un peu à l’image de l’Union européenne, dotée d’un Parlement, d’une Cour de justice, d’un Conseil de sécurité, et modification des modalités du vote -aujourd’hui exclusivement par consensus-. » « Ce projet avait peut-être quelque chance de succès avant les attentats antiaméricains du 11 septembre 2001, commente un ministre. Mais de nombreux pays arabes sont aujourd’hui beaucoup moins disposés à affronter les Etats-Unis. » C’était en tout cas plus que ne pouvaient supporter les « petits » pays, qui ont leurs propres circuits avec les Etats-Unis et n’entendent pas se faire lier les mains par une institution soudain devenue rigoureuse. Ayant trouvé un appui circonstanciel auprès de pays tels que l’Algérie – qui, selon certains, prêtait à M. Moussa le projet de se bâtir un empire – et le Yémen – pour qui le projet était démesurément ambitieux -, les « petits » pays, drapés dans leur souveraineté, ont, dès les réunions du Caire, torpillé le projet de restructuration de la Ligue arabe, qui a été renvoyé au sommet de 2005. Non sans que ses détracteurs aient dans un premier temps tourné en ridicule une idée du prince héritier saoudien, qui consistait à imposer des sanctions sévères pouvant aller jusqu’à l’exclusion à tout pays contrevenant. Les mêmes, ou presque, se sont retrouvés, d’après le même participant, des deux côtés du clivage à propos des réformes générales dans le monde arabe, et du projet américain de « Grand Moyen-Orient ». Tandis que les « poids légers », auxquels s’était jointe la Jordanie, estimaient qu’il fallait faire leurs les idées incluses dans le projet américain, les autres mettaient en garde contre les risques réels, selon eux, d’ingérence américaine dans les affaires de chaque pays, d’une surenchère des exigences de Washington, voire de menaces de sanctions, comme c’est aujourd’hui le cas pour la Syrie. Ils ont aussi fait valoir que la situation en Palestine et les spécificités culturelles et religieuses régionales n’autorisaient pas ce qui pourrait être perçu comme une soumission aux Etats-Unis. Aussi ont-ils demandé de ramener la barre moins haut et, plutôt que de parler par exem-ple de démocratie, de s’engager à une plus grande participation populaire ; plutôt que de prôner l’égalité entre hommes et femmes, d’évoquer un rôle plus grand de la femme dans les affaires des pays. Et c’est bien, selon ce participant, à un accord total sur la question des réformes, tenant compte des spécificités régionales de tous ordres, que les ministres étaient parvenus samedi soir, en l’absence de leur homologue tunisien des affaires étrangères, Habib Ben Yahya, lorsque ce dernier est venu leur annoncer le report du sommet. Pourquoi ? « Je pense, répond le ministre, que c’est parce qu’il avait été soumis quotidiennement à un compte rendu négatif des divergences et des discussions interministérielles que le président Ben Ali a pris sa décision. Il a sans doute également craint un « effet dominos » des désistements. Le choc éprouvé par tous les ministres arabes à l’annonce du report du sommet était en tout cas réel. C’est plutôt bon signe, puisque cela indique que même les protestataires ne visaient pas à détruire la Ligue arabe, mais à en contester les ambitions. » . M. N (Source : le journal « Le Monde » du 30.03.04)
تونس تقرر ترحيل خمسة طلاب موريتانيين
نواكشوط ـ يو بي آي: قال رئيس اتحاد الطلاب الموريتانيين محمد محمود ولد عبدي ان السلطات التونسية قررت ترحيل الطلاب الموريتانيين الخمسة الذين اعتقلتهم قبل ايام الي موريتانيا. وأنتقد ولد عبدي في تصريح ليونايتد برس انترناشنال يوم السبت تعاطي السلطات الموريتانية وبخاصة السفارة الموريتانية في تونس مع ملف الطلاب المعتقلين، داعيا القوي الوطنية وهيئات المجتمع المدني في موريتانيا للتحرك من أجل اطلاق سراح طلاب تخلت عنهم الدولة وسلمتهم السفارة وتنكر لهم الأشقاء. وأوضح ولد عبدي أن الطلاب الموريتانيين في تونس انهوا اعتصامهم في السفارة وإضرابهم عن الطعام تضامنا مع المعتقلين علي أساس تعهدالوفد الموريتاني المشارك في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بإنهاء المشكلة. وحول أسباب الاعتقال ذكر ولد عبدي بان الأمن التونسي يتهم المعتقلين بالانتماء لحركات إسلامية حيث وجدت بحوزتهم أقراص تتضمن تسجيلات لمحاضرات دينية. هذا والتزمت موريتانيا وتونس الصمت حيال الموضوع. ونقل موقع الاخبار الإلكتروني الموريتاني ذو النزعة الإسلامية عن أحد الطلاب ان السفارة الموريتانية توعدت الطلاب المحتجين باتخاذ إجراءات صارمة بحقهم، منها تسليمهم إلي الأمن التونسي أو طردهم نهائيا. ويدرس بتونس 800 طالب موريتاني. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 مارس 2004)
ندوة دولية في تونس بمناسبة الذكرى الاولى لاحتلال العراق:
الاصلاحات مشروع عربي.. التقطه الأميركيون
تونس – الدستور – سليم الشريف: كيف يبدو مستقبل العرب بعد العراق؟ ماذا تبقى من الخطاب الرسمي العربي المشترك بعد احتلاله؟ ما هو الموقع الجغرا – سياسي لجامعة الدول العربية بعد الحرب؟ جامعة الدول العربية وتحديات الاصلاح؟ هل في استطاعة أورويا لملمة شتاتها الذي أحدثته الحرب العراقية ؟ كيف سيكون الوضع والنظام الإقليمي العربي؟ ما هو دور الإقتصاد في إطار رسم ملامح السياسة العربية المشتركة والعمل المشترك؟ العرب بين صدمة الهزيمة والوعي المهزوم؟ الإعلام في الحروب من ساحات المعارك وأثره على الرأي العام في الوطن العربي والغربي ؟ هي أسئلة كثيرة طرحت في إطار الندوة الدولية التي نظمتها مؤخرا جمعية الدراسات الدولية في تونس وشارك فيها دبلوماسيون وباحثون و مسؤولون سياسيون سابقون إلى جانب عدد من الصحفيين العرب للحوار حول واقع و مستقبل العرب بعد حرب الخليج الثالثة. ودون أن تغيب عن أذهان الجميع مسألة الطرح الأمريكي والأوروبي للديمقراطية في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يضم تركيا و إيران ضمن إطار أوسع يمتد من نواق الشط إلى إسلام أباد وكأن الواقع متشابه؟؟ فبعد مرور قرابة السنة على اندلاع العمليات العسكرية التي أدت إلى إحتلال العراق وإطاحة نظام صدام حسين والوقوع في المستنقع العراقي بكل تفاصيله في حرب لم تكن عادلة ومتوازنة المعايير والقوى فقد خرجت الحرب عن كل معايير الشرعية والإتفاقيات الدولية في زمن الحرب والسلم فكانت الشرعية الدولية شرعية امريكية الطرح والتنفيذ، استباقية في تجاوز كل القيم النبيلة مما شكل وضعا استثنائيا لبلد استثنائي ونظام دولي استثنائي. فقد اعتبر السفير رشيد إدريس رئيس جمعية الدراسات الدولية أن الترهل العربي لا يدعوا إلى الإستسلام والخنوع بل إن هذا الوضع يقتضي التفكير في سبل الخلاص والخروج من دائرة العجز وهذا لن يتوفر إلا بالعمل الجاد لاصلاح الأوضاع والعودة إلى مصاف الأمم المتقدمة، إنها تحديات خطيرة لن ترفع فهل أن العرب في مستواها وكيف ينظر هؤلاء العرب إلى مشاريع الإصلاح الخارجية. الاصلاحات.. مشروع عربي وتساءل وزير الخارجية التونسي السابق السفير الباجي القائد السبسي بصفته مواطنا عربيا عن موقع العرب في ظل المشروع الأمريكي »مشروع الشرق الأوسط الكبير« وللإجابة عن سؤاله عاد بالمشاركين إلى 25 سنة خلت عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية ( حرب الخليج الأولى ) حيث حظي العراق بدعم مادي قوي من قبل دول الخليج العربي و عدد من الدول العربية و الغربية وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لصد الخطر والمد الشيعي الإيراني. لكن هذه الحرب استنزفت كل القوى لتليها حرب الخليج الثانية بعد احتلال العراق للكويت حيث استنزفت كل الطاقات و القدرات الإقتصادية و السياسية و العسكرية و الذهنية ووسط سخط شعبي غير معلن عن ما يعنيه من حرمان مما مهد لانتصار عسكري أمريكي في الحرب الأخيرة ( حرب الخليج الثالثة في 2003) . واستخلص المحاضر إلى أن العرب و بعد كل أزمة يخرجون أكثر شتاتا و بمواقف متباينة وكأنهم في حاجة إلى موقف خارجي ومشروع أجنبي يوحدهم بعد أن يفرض عليهم مثل المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الكبير و هذا الشرق الكبير في المفهوم الأمريكي يقوم على رقعة جغراسياسية واسعة تضم العالم العربي وتركيا و إيران والمشروع الاميركي استمد مشروعيته من تقرير التنمية البشرية العربية الشاملة لسنة 2002 والذي أعده خبراء عرب بسعي من الأمم المتحدة الذي يعبر عن انتظارات العرب والمثقفين العرب المتفتحين وبالتالي فإن مشروع الإصلاح هو مشروع عربي بالأساس وهو ليس مفروضا ولكن الولايات المتحدة الأمريكية صرحت أنها لن تتعاون مع الدول التي لن تبدأ في إدخال الإصلاحات الضرورية المنصوص عليها في المشروع. ووجه السبسي نداء عاجلا إلى القيادات العربية أن تأخذ هذا المشروع مأخذ الجد لأن من قدمه قادر على فرضه و يملك كل آليات تطبيقه، لكن هذا القبول لا يعني التسليم به بل مناقشته و تقديم الملاحظات والتعديلات بما يتماشى مع مصالح جميع الأطراف ونبه إلى أن أمريكا قد بدأت فعليا في تطبيق مخططاتها من خلال الحرب على الإرهاب و القضاء على العراق و فتحت قواعد عسكرية في جل الدول العربية و هي منتشرة في العالم بأسره . الإستعمار الجديد ويرى أنطوان سفير مدير مجلة كرسات الشرق في محاضرته حول »الشرق الأوسط في كل أوضاعه« أن مشروع الإستعمار الأمريكي الجديد يسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة وفق رؤاه التي قدمها كيسنجر منذ 1974 للرئيس الأمريكي نيكسون التي تقوم على مقومات البترول و الإتصال و الطرق الجديدة للإعلام و رأى سفير أن أمريكا عولت على الحركات الإسلامية ضمن رؤية معينة و خاصة لضرب المشروع العلماني العربي الذي تزعمه عبد الناصر في مصر و ضد المشروع الإسلامي للسعودية حيث أضحى المسجد والجامع هو الفضاء التعبيري الوحيد و الحر. وتساءل عن الغاية من ارسال 140 ألف جندي أمريكي إلى العراق : هل أن البترول فقط هو المحرك و كيف خدمت أحداث 11 ايلول المشروع الأمريكي في المنطقة إذ وفر بوش و المحافظون الجدد من ورائه عاملي الألم كضحايا والقوة كغزاة. و قال المحاضر أنه يخشى أن تقسم العراق إلى دويلات و أوطان متناحرة بين سنة وشيعية وأكراد وتركمان ومسيحيين تكرس الإنغلاق الطائفي و ذلك على غرار ما حصل في لبنان و قال إن الوحدة العربية بعيدة كل البعد والحلم قد فقدناه وبقدر ما تبدو الوحدة بعيدة المنال فإن الوحدة الأوروبية عند بيلمار طوماس أوب مدير المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية واقع معاش لكن هذا لا ينفي الإختلاف على المستوى الوطني داخل دول الإتحاد الأوروبي في مستوى القضايا الدولية على غرار القضية العراقية. وأكد السيد طوماس أوب أن على العرب في مخطاطاتهم المستقبلية وقمتهم المقبلة هنا بتونس أواخر الشهر الجاري أن يتخذوا مواقف واضحة قبل اجتماع البلدان الثمانية الكبرى و أضاف أن الخلاف الأوروبي من الأزمة العراقية سيتكرر مع الموقف من الأزمة الإيرانية وذكر أن الإنتخابات الأمريكية في تشرين الثاني المقبل لن تغير المواقف مهما كان اسم الرئيس سواء كان جورج بوش أم جون كيري لأن الكونغرس يضم أغلبية جمهورية محافظة تحافظ على آرائها من القضايا الدولية و خاصة العربية منها. قمة تونس.. مسؤولية تاريخية وفي مداخلته أكد السيد نور الدين حشاد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية بالخصوص أن الآمال تبقى معلقة على القمة العربية التي ستحتضنها تونس بعد أسبوعين والتي ينتظر أن تمثل فرصة لتفعيل العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن العربي و أما بالنسبة لمشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي فإنه غير رسمي وإنما هو طرح إعلامي عكس المشروع الأوروبي أو بالأحرى الفرنسي الألماني الذي تسلم الأمين العام لجامعة الدول العربية رسميا هذا المشروع. وأجمعت جل التدخلات على أن وضع الأمة العربية بعد حرب العراق لا يختلف عن وضعها قبل الحرب. وأبرز المشاركون أهمية الدور الذي يجب أن يقوم به المثقف العربي في تنمية العالم العربي على كافة الأصعدة. وتطرقت المداخلات أيضا إلى الدور الذي يتعين أن تضطلع به الجامعة العربية في تفعيل العمل العربي المشترك وتعميق التشاور بين القادة العرب داعية إلى مزيد تدعيم عملها بما يمكن من تحقيق الوفاق بين كافة الأطراف العربية. لكن ولئن أجمع الجميع على أن الواقع العربي يبرز الوضعية المتأزمة فإن قمة تونس المقبلة عليها مسؤولية تاريخية في السعي لإرجاع عربة العمل العربي المشترك على السكة الصحيحة التي حاد عنها بفعل مؤثرات خارجية عملت على تشتيت العرب وإضعافهم من أجل بسط نفوذهم واستغلال المنطقة لمصالحهم الشخصية وأكدوا على أن الحوار مهم و كما استشهد السفير القائد السبسي بقولة عبدالرحمن الكواكبي »صيحة في واد فإن ذهبت اليوم أدراج الرياح فقد تذهب غدا بالأوتاد«. أكد المشاركون في الندوة الدولية في ختام أشغالهم على ضرورة أن يكون العرب الطرف الأساسي في كل ما يتعلق بالمنطقة وأن يكونوا منطلقا للمسيرة الإصلاحية الشمولية التي تنشدها شعوبهم ويبادروا بتقديم المقترحات والتصورات الكفيلة بتطوير أوضاعهم. وتضمن البيان الختامي لهذه الندوة جملة من التوصيات دعت خاصة إلى إصلاح مؤسسة الجامعة العربية وتطوير طرق عملها وتفعيل دورها في دفع التعاون بين العرب وباقي الشعوب والعمل على تحقيق طموحات الشعوب العربية إلى جانب منح الأولوية لحل القضية الفلسطينية التي تمثل العمود الفقري لنشر السلم والأمن والاستقرار بالمنطقة وتحميل منظمة الأمم المتحدة مسؤولياتها لتضع حدا لمأساة شعب اصبح رهينة لسياسة التعسف الإسرائيلي. (المصدر: صحيفة الدستور الأردنية الصادرة يوم 29 مارس 2004)
واشنطن تسعى الى اقامة قواعد في شمال أفريقيا بعد تحوّل المنطقة مأوى لعناصر « القاعدة »
واشنطن – الحياة أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحصول على نافذة في شمال أفريقيا عبر إنشاء قواعد عسكرية صغيرة من المغرب إلى مالي, ورفع مستوى المراقبة الجوية والبحرية في المنطقة, استناداً إلى أدلة عن تحول المنطقة الشمالية من القارة السمراء إلى مأوى لتنظيم « القاعدة » وغيره من المنظمات. وقال القائد الاعلى لقوات حلف شمال الاطلسي في أوروبا الجنرال جيم جونز أن المغرب عرض على واشنطن استخدام قواعده العسكرية للتدريب, مشيراً إلى أن القوات الأميركية تتدرب أصلاً في تونس. وأعرب عن تفاؤله بأن ليبيا « على الطريق لتصبح شريكا عسكريا قيما لأميركا في الحرب على الارهاب ». ونقلت صحيفة « نيويورك تايمز » عن جونز قوله ان قرار ليبيا التخلي عن برامج الاسلحة غير التقليدية قد يحول البلد التي قصفتها اميركا في العام 1986 الى حليف لواشنطن. واضاف: « مع افتراض ان هذا التحول جدي ودائم, فإن ليبيا قد تصبح بالتأكيد لاعبا مهما, خصوصا لجهة وضعها الجغرافي الاستراتيجي. وفي النهاية ستكون لها علاقات معنا مثل علاقاتنا مع الدول الاخرى ». وكانت ليبيا قبل وصول القذافي الى السلطة مقرا لقاذفات القيادة الاسترايجية لسلاح الجو الاميركي. وقال جونز أن مشروع البنتاغون لا يزال في « مرحلة جنينية » من البحث عن مدخل لقواته إلى الكاميرون وموريتانيا. وقال جونز في حديث إلى المراسلين العسكريين أن عناصر القوات الخاصة العاشرة في الجيش الأميركي تولوا تدريب القوات الأميركية في مالي وموريتانيا قرب الصحراء, فيما يتدرب رجال المارينز في النيجر وتشاد. ولفت إلى أن لا خطط لدى البنتاغون لإنشاء قواعد عسكرية في أفريقيا. وإنما تفكر القيادة الأميركية في أوروبا التي تشرف على العمليات في أفريقيا بإجراء عمليات مناوبة مستمرة للقوات العسكرية الأميركية في مخيمات ومطارات صيانة. ويمكن لطاقم هيكلي من القوات الأميركية التمركز في هكذا مخيمات في قاعدة أكثر ثباتاً بحسب تأكيده. وقال: « نحتاج إلى الدخول الآن وبسرعة » في إشارة إلى أن رجال « القاعدة » الذين طردوا من أفغانستان والشرق الأوسط نظموا أنفسهم في أفريقيا. وأضاف: « المساحات الكبيرة الخارجة عن سيطرة الحكومات في أفريقيا مغرية جداً. ونحن نرى إشارات عن تحركهم في ذلك الاتجاه ». واعتبر أن تورط عدد من الشمال أفريقيين في تفجيرات 11 آذار (مارس) في مدريد « يظهر ضرورة أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجدّ ». وأشار الى أن المراقبة الأميركية للأجواء الشمال أفريقية مكنت البنتاغون من رصد « تحركات مقاتلين إسلاميين يعتقد أنهم على صلة بالقاعدة وشكلوا تهديداً للحكومة الجزائرية ». ولفت إلى أن « هؤلاء المقاتلين يتمركزون في تشاد وتعرضوا لهزيمة عسكرية عندما هاجمهم الجيش التشادي قبل أسبوعين وقتل منهم 43 مقاتلاً ». والتقى مسؤولون من الحلف الأطلسي قادة عسكريين أفارقة الأسبوع الماضي في بروكسيل في إطار المساعي للتنسيق مع الدول الأفريقية في شكل أعمق في مكافحة الارهاب. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 29 مارس 2004)
حقوقنا البريئة
في وطني سؤال حائر تائه معلق في كل عين و على كل لسان يبحث عن جواب. أينما حللت و كائنا من كان محدثك و مهما كان المقام يخيم نفس السؤال : لماذا كل الذي جرى و إلى متى سنظل على هذا المدى؟ إلى متى سنظل فريسة سهلة لجور و كيد المتزلفين و بضاعة كاسدة في سوق المنافقين؟ أقدرنا أن نحيا رعايا مسحوقين تحت بطش السلاطين. أما حان الأوان لطيّ صفحة تاريخ الشقاء و الهوان و إلى متى سنظل نسجل تاريخنا بالدموع و الدماء. وجوه خاشعة عاملة ناصبة و أخرى راجفة يائسة بائسة كأنما انغلق دونها باب الرحمة من السماء وسدت في وجهها سبل الرجاء من بر الإنسان بأخيه الإنسان و ما كبل الإنسان إلا قنوعه بالهوان. و بقدر طول هذا القعود يوغل الظلم فينا و يستبد الحقد و الغل بنا حتى تكاد تعمى بصيرتنا من فرط اشتداد مآسينا فكأننا ما قرأنا و لا كان لنا ماض من تجارب محننا و لا تالد و لا خالد يذكرنا بأن من يهن يهن الهوان عليه. بريئة حقوقنا، بريئة منا و من تهاوننا و من صمتنا على عاديات الظلم علينا، من وهننا حتى كاد الذل أن يتحول قدرا لنا. بريئة من تنصلنا من واجب الصد للباغين علينا و واجب المدد لكل من يعتدى عليه منا حتى أثخنت فينا الجراح و صار الدم و العرض و المال منا سبيا مستباح. حقوقنا البريئة تبحث عن الحقيقة و تسألنا عما بقى من تفريطنا حقوقنا البريئة تنتظر من أسرها فك أغلال عسرها بيقظة الصادقين لتخليصها من عبث العابثين و حتى لا تبقى رهانا في أيدي المقامرين و متاعا بخسا لتفريط المتخاذلين. المختار اليحياوي 29 مارس 2004
Réponse à Boujadi Balha
Par Samir
monsieur Balha
À vous entendre, monsieur balha j’ai l’impression d’entendre un israelien de gauche. certes modéré, mais bourré de fausses convictions.
Vous dites que les guerres israelo-arabes ont toujours étés provoquées par les arabes. à vous entendre parler,israel existe depuis longtemps et ne cherche qu’à coexister pacifiquement avec les peuples qui l’entourent. je vous rapelles mon cher monsieur qu’israel est un corps etranger récement implanté dans la région du moyen orient. cet état avait dès sa proclamation, outre la confiscation des terres palestiniennes, declaré oeuvrer pour le grand israel. je ne sais pas si vous savez ce que ça veux dire, mais bon, je vois que vos conaissances sont tres limitées ou plutot dirrigées!
Les guerres que vous dites provoquées par les arabes etaient des guerres pour la liberation du territoire palestinien, et non des guerres d’agression.
et si comme vous le dites, vous voulez qu’on parle serieusement du probleme palestinien, permettez moi d’ecarter votre lecture de l’histoire, et de la contredire.
Vous condamnez les attentats du hamas, et en parallèle vous justifiez les meurtres de l’etat d’israel, puisque vous dites que lorsqu’on est en guerre, tout est parmis.
Vous dites ensuite que les arabes ont perdus la guerre diplomatique,culturelle…et vous ne parlez pas de la guerre des medias et des images. cette guerre là,les palestiniens l’ont gagnée à tous les niveaux.
le comble de toute votre lecture erronée de l’histoire, c’est que vous désignez la lutte d’un peuple comme terrorisme. pour toi, la lutte du peuple palestinien est du terrorisme.et quand vous dites que cette lutte n’a rien apportée au peuple palestinien,vous me faites rire.
Monsieur balha, sans cette lutte et sans les detournement d’avion et les enlèvements, personne dans le monde ne se serais rendu compte qu’un probleme dit « palestinien » existait. en effet, jusqu’à l’apparition du mouvement de liberation, l’opinion publique mondiale pensait que la palestine etait une « terre sans peuple pour un peuple sans terre ». dailleur, je vois que vous aussi faites la propagande de cette idée, en declarant que les israeliens n’ont provoqués aucune des guerres israelo-palestiniennes.
monsieur boujadi; toutes les concessions israeliennes sont venues suite à ce mouvement de liberation. « terre contre paix », est ce que cela vous dis quelques chose?
bien sur que non.
Ce sont ces actes que j’appelles moi de resistance,et que vous vous apellez de terrorisme qui ont permis à la cause palestinienne de s’internationaliser. et toute approche historique sérieuse du conflit ne pourrais ignorer cet aspect pourtant fondamental. comment cela a-t-il pu echapper à votre analyse si réfléchis comme vous dites?
monsieur; ces concessions qu’israel est entrain de faire ne sont pas cédées par bonté gratuite. elle sont le fruit de plusieures années de lutte et de resistance. votre approche salit la memoire de tous ceux qui sont mort pour la palestine:leur patrie.
Passons au processus de paix. vous dites que la paix est au point mort parce que les palestiniens se font sauter et tuent d’innocents israeliens. je vous rapelles monsieur que toutes les factions palestiniennes ont proclamé un césser le feu pour laisser le temps à une negociation paletino-israelienne. et bien sur,qui est ce qui interromp ce césser le feu, c’est israel, pour soit disant « eradiquer le terrorisme ».
continuons dans votre logique. « les israeliens ont eu l’idée de construire un mur pour se defendre ».
bravo!!!! vous nous faites là une analyse plus que lucide de la construction du mur!
Monsieur, soyez serieux! est ce que vous savez que ce mur d’apartheid attribu presque 50% de la cisjordanie à israel?
vous n’avez pas pensé une seule seconde dans votre précieuse analyse que ce mur pourrait constituer les frontieres qu’israel voudrai etablir avec la palestine dans le futur?
et puis monsieur balha, le chomage, la mort, la misère…et bien d’autres problèmes comme l’eau, ne sont pas l’oeuvre des palestiniens! vous savez, eux aussi aimeraient travailler comme tous le monde, aiment leurs enfants et leur veulent un futr meilleur! mais bon, quand on a des frontières bloquées de tous les cotés, quand on vous arrache vos champs d’oliverais, quand on vous demolit votre maison…admettez que la réaction non seulement peu, mais doit etre violente!
Monsieur balha! en depis de ce que vous dites sur BUSH, permettez moi de vous dire que vous etes plus BUSHISTE que BUSH lui meme.
et si effectivement les uns suivent des troupeaux de bergers au discour plus que dépasé et stérile, vous en suivez un autre, pire, celui d’une autre propagande pas plus glorieuse que celle que suivent les autres.
permettez moi monsieur de vous dire que vous ne valez pas plus que l’extremiste que vous contredisez dans votre article. penser,analyser,reflechir,analyser…et tous ce dont vous vous vantez, vous ne le faite pas mieux que lui.
Et a votre place,je ne serais pas aussi fier de votre analyse. vous avez deformé la lutte de tout un peuple! ce qui me choque moi, ce n’est pas que quelques fanatiques aient ce discour au XXIeme siecle, mais qu’un peuple soit opprimé et colonisé en ce meme siecle. et vous, tous ce que vous trouvez à faire, c’est discrediter la lutte de tout un peuple, le dernier à demeurer sous la colonisation.
ILS NE SONT GRAND QUE PARCE QUE NOUS SOMMES A GENOUX!
Et vous confirmez les dires de ce grand homme!
ce sont des gens comme vous qui ont fais de nous ce que nous sommes devenus.
vous me faites pleurer avec votre article.vous voyez un pauvre garçon armé par des fous, et du coups, vous construisez toute une théorie sur la question palestinienne, pas vraiment objective, et voulez la faire passer!
vous etes trop émotif pour etre objectif! meme sharon, en vous racontant toutes les souffrances que son peuple a dû surmonter pourrait susciter votre pitié.
je finirais par vous dire que l’integrité, ça n’a jamais été de se mettre contre tous le monde.
l’integrité, la vrai, c’est de te poser les vrais questions et et d’y trouver les réponses les plus cohérentes, et non d’ecrire un article sur le coup de l’emotion!vous etes trp emotif pour ecrire quelque chose de sensé.
Sahha les amis, Je me demande depuis un bout de temps ce qui vous empêche vous deux Tunisnews et Tunisie2000 à lancer votre propre forum de discussion, vous deux ensembles sinon chacun pour soi. Vous avez aprés tout une popularité suffisante pour qu’un nombre d’internautes vous reste fidèle, dont je me considère l’un d’eux. Peut-être que la question est un peu naive mais en fin de compte on n’a rien à perdre tout au contraire. En plus j’aimerais bien savoir si jamais les contributions qu’on accepte sont limités exclusivement à des écrits, refusant d’avance d’autres manières d’éxpression, telles que des images ou des clips ou autres. Merci pour l’attention et @+. =====
:), Abdou. Réponse: Cher ami, l’idée est bonne mais pour le moment l’équipe de TUNISNEWS( trés réduite) ne peut pas assumer la responsabilité de gérer un forum de discussion. Nous espérons réaliser ce rêve un jour pour nos compatriots qui ont un besoin réel de Débattre sereinement. Merci
Stratégie de publication de Tunisnews
MALLA_HALA ! Bonjour, C’est pas la première fois que je vous écris et vous savez que je respecte énormément votre excellent travail mais je trouve que publier et insister à publier les article du
« boujadi » est une insulte à tous les tunisiens, arabes et musulmans … il y a des listes sionistes sur lesquelles il peut s’exprimer mais pas tunisnews .. Liberté d’_expression Ok, mais tout a une limite et je ne pense pas qu’il n’y a pas des limites chez tunisnews et si ce boujadi n’a pas depassé les limites pour vous, c’est grave?!? Laisser les opposants s’exprimer c’est normal mais laisser les sionistes polluer tunisnews c’est impensable! Je suis désolé, mais il faut revoir votre stratégie de publication de certaines personnes comme ce sioniste, on ne veut pas être insulté par notre seul et unique vrai journal et malheureusement je me sens agressé à chaque fois que vous publiez un article de ce sioniste. 28 mars 2004
Réponse de la rédaction de TUNISNEWS : Cher ami, Merci pour avoir pris la peine de nous écrire et d’exprimer votre mécontentement. Votre estime pour le travail que nous faisons est inestimable, vos critiques sont les bienvenues mais permettez-nous de vous répondre ce qui suit : Nous sommes bien d’accord qu’il y a des limites à tout, nous sommes d’accord aussi que la liberté d’_expression n’équivaut pas au droit d’insulte mais nous estimons que les opinions exprimées par Balha Boujadi dans ses articles doivent être portées à la connaissance de nos lecteurs pour plusieurs motifs : 1- M. Boujadi a le mérite d’exprimer tout haut des idées (choquantes pour certains) mais bien répandues au sein d’une partie de l’élite tunisienne (dans les cercles du pouvoir et au sein de l’opposition). Nos lecteurs ont le droit de savoir que ce genre d’idées existe en Tunisie. 2- Notre devise a été assez claire dés le début : tant qu’il s’agit d’idées et/ou d’opinions exprimées dans un cadre acceptable c’est à dire sans injures, ni diffamation, nous la publions même si nous ne sommes pas d’accord, SURTOUT si ne nous sommes pas d’accord. 3- Si vous estimez que la publication de certains articles et/ou opinions risque de « polluer » TUNISNEWS, nous ne sommes pas d’accord car notre démarche vise à élargir le champ de la réflexion et du débat entre TOUS les tunisiens qui (on ne le dira jamais assez) ne se connaissent pas vraiment!! Et puis nous estimons que nos concitoyenNEs sauront faire le tri entre les idées exposées et qu’ils sont assez mûrs pour former leurs opinions. 4- Enfin, tout en remerciant notre ami Malla_Hala et tous nos lecteurs qui partagent son point de vue de leur confiance et de leur soutien, nous appelons tous nos compatriotes à s’essayer à cet art difficile : « parler, discuter, polémiquer, régler tous les différends à travers le dialogue, les arguments et la confrontation des idées pour préparer un avenir meilleur à notre pays et à nos enfants ».
PANTOPHOBIE
NOUR Aux ténors : Vous avez depuis toujours révélé aux tunisiens la composante dramatique de leur enfer quotidien. Vivre sous la morsure constante , le garrot permanent de ben Ali le mécréant n’a plus aucun sens , aucune logique , vivre sous ce rictus de la haine et de la violence , c’est être des morts vivants , une part de la honte d’une humanité désormais délabrée . Soumettre ben Ali , n’est plus désormais , la seule affaire des tunisiens . comment la part d’humanité la plus belle , la plus prospère et surtout la plus puissante , peut– elle s’accommoder de cette zone d’ombre qui forcément ,quelque part , l’enlaidit et la dégénère à petit feu ; comment la civilisation , le progrès et la lumière peut-elle ignorer ce genre de mortelle tumeur ,qui ronge ses fondement ? A ceux qui comptent par mis les nôtres , parce qu’ils le sont par l’engagement , la foi , l’autorité , l’intégrité et le sacrifice , en mettant de côté les troublions folkloriques , les courtisanes de l’éther , les artifices paumés de la nosomanie du bas ventre , d’un monde qui est , mais si petit ,si rance et brisée dans le no man’s land de la honte et du reniement de soi , à ces neurones d’un nouveau genre , organismes génétiquement modifiée par les aléas de l’existence et les traumatismes tréfonciers , mythomanes des fois , des fois horribles et vasards , à en faire leurs seuls petits argumentaires pour exister et être , à celles là , ceux là , je dis la broderie n’a jamais tué personne….ils sont déjà arrivés à leur limites , continuez à cultiver l’ordure , le mensonge , l’hypocrisie et le bas -instinct , surtout essuyez vous bien .bonne nuit ! Donc à ceux qui sont debout et qui veulent aller vers l’avant , vers la mise à mort du monstre et le renouveau , le vrai , de notre patrie , je leur dis qu’il faut entendre et surtout écouter l’âme du peuple tunisien , il n’est ni lâche ni soudoyé , il est vivant et malheureux , c’est vous les moutons et les attentistes et les voleurs de rêves ; écoutez ce peuple maudit , il porte en lui tous les malheurs du monde , il est vivant et brisera ses chaînes malgré tout , malgré vous surtout. Désormais , il ne cessera de vous pousser à réagir et de vous demander des comptes ; il vous soutiendra de toutes ses énergies et ses forces vives , qui ne seront , soi dit en passant, plus jamais tributaires ni de vos suffisances grippées , rouillées , ni du pantomime de ben Ali.
Bougez vous !
Accueil