26 février 2005

Accueil

 

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 1743 du 26.02.2005

 archives : www.tunisnews.net


الحزب الديمقراطي التقدمي: بيان حول دعوة شارون لزيارة تونس
المؤتمر من أجل الجمهورية:  نداء إلى التونسيين والتونسيات – تصدّوا لزيارة العار

الاتحاد العام التونسي للشغل:  بيان حول دعوة شارون لزيارة تونس

قدس برس: “حماس” تستنكر استضافة تونس لشارون وتؤكد أنه يضر بالمصالح الفلسطينية

القدس العربي: شارون يقبل دعوة بن علي لزيارة تونس وتنظيم رحلات مباشرة من تل ابيب لجربة

الحياة: خط جوي مباشر بين تل ابيب وجربا وشارون يلبي دعوة بن علي الى تونس

عبدالوهاب بدرخان: التطبيع مع شارون

عبدالحميد العدّاسي: الشوارين ( واحدها شارون )

لوممبة المحسنـي:  لن تسمح تونس لجزار صبرا وشاتيلا أن يستبيحها !!!

رويترز: اعضاء من الكونغرس الامريكي يطالبون تونس باحترام حقوق الانسان

على خلفية قضية الصحافي الزواري: “أصدقاء الإنسان” تناشد ابن علي تحسين الأوضاع الحقوقية وحرية التعبير في بلاده

قدس برس : رسالة “أصدقاء الإنسان الدولية” إلى الرئيس ابن علي

جمال الدين أحمد الفرحاوي: تحية إباء إلى الأبي  عبد الله الزواري

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: مصر- مزيد من القيود التعسفية على استخدام الإنترنت

نصر الدّين بن حديد: قمّة المعلومات 2005: الإحتياجات الملغومة…. الأبعاد المفرغة الشاعر بحري العرفاوي في حديث لـ”أقلام”:الأزمة كامنة في عمق الإنسان ومن التبسيط اختزالها في النظام السياسي الهادي بريك:  مائة مصباح من مشكاة النبوة – الحلقة الثالثة والثمانون


L´Express: Sharon effectuera un voyage en Tunisie L´Express:Le Premier ministre israélien Sharon invité en Tunisie

Sami Ben Abdallah  : Shimon Pérez et de Sylvain Shalom devraient se rendre en Tunisie Sami Ben Abdallah: La presse israélienne, à l’opposé de la version officielle des autorités tunisiennes TNA: Zouari hospitalisé, Zouari adulé  Omar Khayyâm: La faim d’un peuple Nour el hoda: Monsieur Abdallah Zouari l’IFEX : la libre _expression en état de siège, dit le groupe de l’ifex chargé de la surveillance de la tunisie Réalités: Respectons notre histoire
Houcine Ghali  : les arabes du casinot


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

الحزب الديمقراطي التقدمي

 

اجتماع عام

 الاثنين 28 فيفري السادسة مساء

 المقر المركزي

 

لا لزيارة شارون لتونس

ندين الدعوة و نلتزم بإفشالها

 

الحزب الديمقراطي التقدمي
بيــــان  
عقد المكتب السياسي اجتماعا عاجلا، على إثر الإعلان عن دعوة أريال شارون لزيارة تونس بمناسبة انعقاد القمة العالمية لعلوم الاتصال في نوفمبر القادم وانتهى إلى ما يلي: 1-     يذكر بأن الميثاق الوطني الذي التزم به النظام إزاء الشعب نص على أن السياسة الخارجية لتونس يجب أن تكون محل وفاق وطني وإن تعبر عن هوية الشعب و مصالحه ويعتبر أن هذه الدعوة تعد دوسا جديدا لهذا الميثاق وخروجا عن الوفاق الوطني الذي قام في المجتمع التونسي منذ إنشاء دولة إسرائيل والمتمثل في نصرة كفاح الشعب الفلسطيني العادل من أجل التحرر والانعتاق ورفض كل علاقة مع الكيان الإسرائيلي. 2-     أن السلطة قد انفردت مرة أخرى بالقرار في قضية لم تتحصل في شأنها على تفويض من الشعب ولم تكن محل تشاور أو حوار داخل المجتمع بل أن الرأي العام فوجئ بها عن طريق وسائل الإعلام الأجنبية ويعتبر هذا التصرف مظهرا آخر من مظاهر الاستبداد والتسلط الذين أضرا أيما ضرر بالحريات وبالمال العام وهاهو يطال اليوم ثابتا من الثوابت الوطنية والقومية لبلادنا. 3-     يعتبر أن الحكم قد أقدم  بهذه الدعوة الانفرادية على قطع  كل القواسم المشتركة التي كانت تربطه بالمجتمع في ميدان حساس كميدان العلاقة باسرائيل وأنه تنكر بهذه الخطوة لتضحيات الشهداء من أجل استقلال تونس وتمسكها بانتمائها العربي والاسلامي. 4-     يرى أن الحكم فضل بهذه الدعوة  الاستنجاد باللوبيات الإسرائيلية لامتصاص الضغط  الداخلي والخارجي المتزايد من أجل الإصلاح عن الانفتاح على قوى المعارضة في الداخل. 5-     يرى أن هذه الدعوة تسقط نهائيا اتهامات الحكم للمعارضة بالخيانة والتبعية للخارج فهو يفتح أبواب تونس لرمز الجريمة في حق الإنسانية، الذي هدم آلاف البيوت على رأس أصحابها وعصف بأرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، في وقت أوصد فيه أبواب الوطن في وجه أبناء تونس من اللاجئين  الذين يعانون مرارة الغربة منذ عقد ونيف. 6-     يدين هذه الدعوة ويلتزم بالعمل على إفشالها ويقرر إجراء المشاورات العاجلة مع القوى الوطنية من أحزاب وجمعيات أهلية لتنسيق الجهد بينها وتكتيل أقصى الضغط الشعبي لحمل الحكومة على التراجع عن هذه الخطوة احتراما لمشاعر الشعب وحفاظا على استقرار البلاد. 7-     يقرر الدعوة إلى اجتماع عام يوم الاثنين 28 فيفري على الساعة السادسة مساء بمقره المركزي للتعبير عن رفضه لهذه الدعوة ويهيب بكل القوى الوطنية أن تتوحد لمواجهة هذه الخطوة.   تونس في 25 فيفري 2005   عن المكتب السياسي الأمين العام أحمد نجيب الشابي

المؤتمر من أجل الجمهورية

حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن

33 نهج الجزيرة – تونس

 

25-2-2005

 

نداء إلى التونسيين والتونسيات

 

 تصدّوا لزيارة العار

 

 حيث تأكّد أن أريال شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية  قد تلقى دعوة من السيد بن علي لزيارة بلادنا وأنه أعلن قبوله لها.

وأيمانا بأن السلام  الذي ينشده الجميع  ليس   استسلاما غير مشروط  لغطرسة وشراسة  الاحتلال التي يمثله أحسن تمثيل  رجل يواصل بناء حائط الميز العنصري  في فلسطين وعلقت به قضايا جرائم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية.

وبعد الإطلاع  على التبريرات الواهية التي قدمت لتبرير هذه المبادرة غير المسبوقة في تاريخ نظام  ربطته دوما علاقات مشبوهة بالكيان الصهيوني .

يذكّر المؤتمر من أجل الجمهورية أن هذه المبادرة الجديدة ليست إلا جزءا من كل تمثل في :

– الاستيلاء على الدولة وجعلها أداة في خدمة العائلات لتواصل نهب ثروات البلاد في وضح النهار.

– إرهاب متواصل وقمع لم تخفت حدّته يوما  يدوم منذ  خمسة عشر سنة  وأدي إلى مصادرة كل الحريات الفردية والعامة وانتهاك أبسط حقوق الإنسان .

– تغيير  الدستور وتدشين الرئاسة مدى الحياة في مهزلة 2004  التي شكلت حلقة أخرى من مسلسل تزييف إرادة الشعب .

لكن هذه  الدعوة  تشكل  تصعيدا خطيرا  في  الاستخفاف  بمشاعر الشعب التونسي واحتقار الرأي العام الوطني.  لقد بات مكشوفا أن السيد بن علي يدرك جيدا أنه لا يستقي شرعيته من إرادة الشعب وإنما  من  إرادة الولايات المتحدة وإسرائيل  وأن  هاجس البقاء في السلطة، الذي هو دافعه السياسي الأول والأخير ،  يتطلب منه  فأكثر الهرولة للتطبيع ورهن ما بقي من استقلالنا الوطني وتعميق التبعية لمجرّد الدوام في الحكم .

ومن ثمة  المؤتمر من أجل الجمهورية يتوجه إلى الشعب التونسي بهذا النداء ليتحمل مسؤولياته تجاه تراثه النضالي وانتماءه القومي وبالأساس تجاه شرفه الذي مرّغة نظام العصابات في الوحل أكثر من مرّة .

وهذا النداء موجه إلى كل القطاعات الشعبية للتعبير عن الرفض والغضب لاستقبال شارون  بالتظاهر والإعداد للإضراب إذا وطأت قدمي هذا الرجل أرضنا.

كما يطالب المؤتمر كل القوى الحية في البلاد من أحزاب وجمعيات وشخصيات اعتبارية بإصدار بيان باسم شعب ، لا يمثله بن علي ونظامه المنبثق عن انتخابات مفضوحة التزوير،  لتلغي  الدعوة لسفاح صبرا وشاتيلا.

                                                  

عن المؤتمر  من أجل الجمهورية .

د.منصف المرزوقي

 


بيان الاتحاد العام التونسي للشغل حول دعوة شارون لزيارة تونس

أشارت الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام بدعوة الحكومة التونسية لشارون لزيارة بلادنا استغراب النقابيين بالاتحاد العام التونسي للشغل واستياءهم. إن هذه الزيارة – إن تأكدت – تتعارض و المواقف المبدئية الثابتة لجميع التونسيين من منظمات و أحزاب  و حكومة و مختلف الهيئات الوطنية و الشعبية دون استثناء و التي ترفض أي شكل من أشكال التطبيع و لم تتوان يوما عن دعم نضال شعبنا الفلسطيني من أجل إنهاء احتلال أراضيه و إقامة دولته الوطنية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف. كما تعتبر هذه الزيارة مسا بمشاعر شعبنا الذي يذكر العدوان الهمجي على حمام الشط سنة 1985 و الجرائم التي ارتكبها شارون في حق شعب و عمال فلسطين من اغتيالات و قصف للمدنيين و تهديم للبيوت و اعتقال لآلاف من الفلسطينيين. و بناء على ما تقدم، فإن الاتحاد العام التونسي للشغل يرفض مطلقا هذه الزيارة و يدعو الحكومة التونسية لمراجعة موقفها بما ينسجم مع ثوابت بلادنا في الوقوف إلى جانب قضايا الحق و العدل و رفض نهج العدوان و الاحتلال و معاداة السلم و الحرية.   تونس في 26 فيفري 2005 عن المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد

 


“حماس” تستنكر استضافة تونس لشارون وتؤكد أنه يضر بالمصالح الفلسطينية

غزة (فلسطين) – خدمة قدس برس أعربت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن استنكارها لموافقة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، على استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي آرائيل شارون في المؤتمر الدولي لتكنولوجيا المعلومات، المزمع عقده في تونس خلال شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل. وقالت الحركة في بيان تلقته “قدس برس” إن حركة حماس “إذ تعبر عن استنكارها للقرار التونسي، فإنها تؤكد أن هذه الإجراءات من شأنها الإضرار بالمصالح الوطنية الفلسطينية، كما أنها تسهم في فك العزلة السياسية عن شارون والكيان الصهيوني”، على حد تعبيرها. وشددت البيان على أن التعذر بأن زيارة شارون هي مجرد مشاركة في مؤتمر دولي، وأنه لا علاقة لتونس بالدعوة، سوى أنها بلد مستضيف، “إنما هي محاولة للالتفاف على عملية التطبيع التي تجري مع الكيان الصهيوني تحت واجهات متعددة”، حسب ما قالت.

 

 

 


شارون يقبل دعوة زين العابدين لزيارة تونس

 
 
القدس المحتلة-تونس في 26 فبراير/ خطت إسرائيل خطوة جديدة في طريق التطبيع مع الدول العربية، وكشفت أن رئيس وزرائها ارييل شارون قبل دعوة وجهها إليه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي -رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية- لزيارة بلاده للمشاركة في مؤتمر عن المعلوماتية، في حين نفت ليبيا وجود اتصالات مع إسرائيل من اجل إقامة علاقات بين الدولتين. وقال مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي رعنان غيسين إن شارون تلقى دعوة لزيارة تونس وأنه سيقبلها بالقطع، كما أكد مسؤول في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة تلقى دعوة للتوجه إلى تونس في إطار مؤتمر عن التعاون العلمي ويعتزم القيام بهذه الزيارة. وأوضح أن الاتصالات للقيام بزيارة ممكنة أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم وصرح الناطق باسم شالوم إن وزير الخارجية أجرى اتصالا هاتفيا في هذا الشأن مع نظيره التونسي عبد الباقي الهرماسي في بداية الأسبوع، وأضاف أن شالوم عبر عن ارتياحه لهذه الدعوة التي يمكن أن تدشن عهدا جديدا في العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن وزيري خارجية البلدين اللذين التقيا في نهاية نوفمبر في الاجتماع الوزاري الأوروبي المتوسطي في لاهاي هما على اتصال هاتفي منتظم. وأوردت تقارير صحفية إسرائيلية أن بن علي قال في رسالته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه من بواعث سروره دعوة شارون إلى المشاركة في أعمال المؤتمر وإنه على ثقة تامة بأن مشاركة إسرائيل ستثري المناقشات وتساهم في إنجاح المهمات التي يتطلع المؤتمر إلى إنجازها، واعتبر بن علي أن هذه ستكون فرصة استثنائية لتعميق الدور الاستراتيجي لتكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية لخدمة التطور ومن أجل إحياء التعاون الإقليمي والدولي وعبر بن علي في برقيته عن قناعته بأن دمج الجهود وتضافرها من جانب جميع الجهات الضالعة في الأمر، حكومات ومجتمعات مدنية، سيتيح إنجاح الاجتماع وتحقيق تطلعات شعبه نحو بلوغ مرحلة متقدمة على طريق التطور والازدهار. وقد دافعت تونس عن الدعوة قائلة إن هذا التجمع العالمي تنظمه الأمم المتحدة، وصرح مسؤول حكومي كبير قائلا قمة مجتمع المعلومات حدث عالمي تدعى إليه كل الدول، القمة ستعقد في تونس لكن منظمة الأمم المتحدة هي من تنظمها. في هذه الأثناء نفى وكيل وزارة الخارجية الليبية لشؤون الإعلام حسونة الشاوش وجود اتصالات بين بلاده وإسرائيل لإقامة علاقات بينهما، وقال إن الأنباء التي تتردد في هذا الشأن لا أساس لها على الإطلاق، وان الاتصالات مع إسرائيل غير واردة على الإطلاق.
 
(المصدر: موقع نسيج نقلا عن وكالة قدس برس بتاريخ  25 فيفري 2005)

 


اسرائيل تعتبرها خطوة متطورة لتقوية علاقاتها مع الدول العربية

شارون يقبل دعوة بن علي لزيارة تونس وتنظيم رحلات مباشرة من تل ابيب لجربة

 

 
القدس ـ الناصرة ـ القدس العربي من وليد عوض وزهير اندراوس: اعلن مسؤول في مكتب رئاسة الحكومة الاسرائيلية الجمعة ان رئيس الوزراء ارييل شارون قبل دعوة لزيارة تونس من الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا. وقال المصدر نفسه ان رئيس الحكومة تسلم دعوة للتوجه الي تونس في اطار مؤتمر حول التعاون العلمي ويعتزم القيام بهذه الزيارة . واوضح ان الاتصالات للقيام بزيارة ممكنة اجراها وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم، وهو من اصل تونسي. واكدت اوساط رسمية في تونس دعوة شارون للمشاركة في المرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) في العاصمة التونسية. وافاد مصدر رسمي في العاصمة التونسية ان قمة مجتمع المعلومات هي قمة عالمية تدعي اليها كل دول العالم ، موضحا ان القمة تعقد في تونس لكن الامم المتحدة هي التي تنظمها. واحتفت الاوساط الاسرائيلية بالدعوة غير المسبوقة، متحدثة عن خطط متطورة في اسرائيل لتقوية علاقاتها الدبلوماسية مع العديد من الدول العربية. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية يوشوا مور يوسف ان وزير الخارجية سيلفان شالوم، عبر عن ارتياحه لهذه الدعوة التي يمكن ان تدشن عهدا جديدا في العلاقات بين البلدين وبين الدولة العبرية ودول عربية اخري . وصرح المتحدث ان وزير الخارجية اجري اتصالا هاتفيا في هذا الشأن مع نظيره التونسي عبد الباقي الهرماسي في بداية الاسبوع. وسعت تونس الي التقليل من اهمية الدعوة. الا ان صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية التي كانت اول من اعلن خبر الدعوة الجمعة، قالت ان شالوم والهرماسي اجريا محادثات سرية في الاشهر القليلة الماضية. وقالت يديعوت احرنوت انه جاء في رسالة الدعوة التي وجهها بن علي أنا واثق بأن مشاركة اسرائيل ستثري المناقشات وتساهم في نجاح مهمات المؤتمر. وهذه فرصة استثنائية لتعميق الدور الاستراتيجي لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في خدمة التنمية الشاملة والراهنة وفي سبيل احياء التعاون الاقليمي والدولي. اؤمن بأن تداخل الجهود من كل الاطراف ذات الصلة، حكومات ومجتمع مدني سيتيح توفير الظروف الافضل لنجاح اللقاء، ولتحقيق توقعات شعبنا في الوصول الي مستوي أعلي من التقدم والازدهار . ولفتت الصحيفة الاسرائيلية ايضا الي رحلة جوية مباشرة من تل ابيب الي تونس ستنطلق في اواخر شهر ايار (مايو) المقبل لنقل اسرائيليين من اصل تونسي الي جزيرة جربة لاقامة احتفال في كنيس هناك. وقد تم الاتفاق علي هذه الرحلة بوساطة رجل اعمال يهودي تونسي وممثل تونس لدي السلطة الفلسطينية الذي يقيم علاقات وطيدة مع الاسرائيليين من اصل تونسي. والرحلة التي ستنفذها الشركة التونسية كارتيغو ستجلب محتفلين يهود الي الهيلولوليا في الكنيس الشهير الغربية واعادتهم بعد اسبوع. ونقلت يديعوت عن وكالة السفر الفرنسية رويال فيرست ترافل التي سوقت الرحلة قولها أن كل البطاقات بيعت وانه يتم النظر في امكانية تنظيم رحلة اضافية. والحجاج من اسرائيل لن يحتاجوا الي تأشيرة دخول الي تونس. وكانت تونس قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل بعد شهر من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في ايلول (سبتمبر) 2000 رغم استمرار نوع من العلاقات التجارية بين البلدين. وفي الوقت الحاضر فان مصر والاردن وموريتانيا هي الدول العربية الوحيدة التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل. وكانت مصر والاردن استدعتا سفيريهما احتجاجا علي التعامل العسكري الاسرائيلي مع الانتفاضة، الا ان البلدين قررا اعادة السفيرين الي تل ابيب عقب المحادثات التي جرت في قمة شرم الشيخ في 8 شباط (فبراير) التي انتهت باعلان هدنة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. ووصل السفير الاردني الاحد الماضي الي اسرائيل وكان في استقباله سيلفان شالوم الذي اعرب عن تفاؤله وقال آمل ان يقود ذلك الي وصول عدد اكبر من السفراء من دول شمال افريقيا والخليج . ومن المقرر ان يصل السفير المصري الي تل ابيب قريبا. وقال المحلل السياسي الاسرائيلي باري روبن ان دعوة بن علي لشارون تعتبر تطورا في غاية الاهمية يعكس استعداد العديد من الدول العربية للعب دور جديد في عملية السلام في الشرق الاوسط .
 

(المصدر: صحيفة القدس العربي بتاريخ  25 فيفري 2005)

 


خط جوي مباشر بين تل ابيب وجربا وشارون يلبي دعوة بن علي الى تونس

تونس , الناصرة – رشيد خشانة , اسعد تلحمي

أكدت تونس امس ان الرئيس زين العابدين بن علي وجه دعوة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لحضور الدورة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات المقررة في العاصمة التونسية من 16 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل الى 18 منه، فيما اعلنت مصادر الحكومة الاسرائيلية ان شارون قبل تلبية الدعوة التي كانت موضع مشاورات هاتفية، مطلع الاسبوع، بين وزيري الخارجية التونسي عبدالباقي الهرماسي والاسرائيلي سيلفان شالوم. واوضحت مصادر رسمية تونسية أن الدعوة تندرج في اطار حضور شارون قمة المعلومات التي تشرف عليها الامم المتحدة تستضيفها تونس، علما ان الجولة الاولى من القمة عقدت في جنيف في منتصف كانون الاول (ديسمبر) 2003. ويتوقع ان يحضر القمة ممثلو ثلاثة وتسعين بلداً. إلا أن مصادر غربية في تونس اعتبرت أن الزيارة تندرج في اطار تنشيط العلاقات الثنائية، وإحياء الاتفاق الموقع العام 1995 والمتعلق بإقامة علاقات ديبلوماسية بين تونس والدولة العبرية. وكانت تونس أقفلت، تنفيذاً لقرارات القمة العربية في القاهرة العام 2000، مكتب الاتصال الذي افتتحته في تل أبيب، فيما غادر رئيس مكتب الاتصال الاسرائيلي تونس إلى بلده. لكن الاتصالات على مستويات عليا لم تنقطع أبداً، اذ اجتمع وزير الخارجية التونسي السابق الحبيب بن يحيى مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم في أربع مناسبات خلال العام الماضي. كذلك اجتمع خلفه الهرماسي مع شالوم في بروكسيل في وقت سابق من هذه السنة. ويعتقد بان المحادثات تناولت العلاقات الثنائية. وأكد كبير حاخامات فرنسا جوزيف سيتروك الذي زار، نهاية العام الماضي، تونس حيث اجتمع مع الرئيس بن علي، أنه طلب منه جدولاً زمنياً واضحاً لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية و«دعماً لمسار السلام وتشجيعاً للحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين». كذلك حضت وفود أميركية زارت تونس في الفترة الماضية، وآخرها وفد مؤلف من أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ التقى الرئيس التونسي أول من أمس الخميس، على تنشيط العلاقات التونسية – الاسرائيلية في اطار ما اعتبروه «تعزيراً لآمال السلام في المنطقة». وفي القدس المحتلة، نقلت كالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية يهوشع مو يوسف ان شالوم اجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره التونسي في شأن زيارة شارون. وقال الناطق ان شالوم أعرب عن ارتياحه الى هذه الدعوة التي يمكن ان «تدشن عهداً جديداً في العلاقات بين البلدين» وبين الدولة العبرية «ودول عربية أخرى». واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن بن علي وجه رسالة شخصية الى شارون دعاه فيها الى تونس «في أعقاب التطورات السياسية الناشئة في المنطقة». ونقلت عن الرسالة قول بن علي لشارون: «انني واثق من أن مشاركة اسرائيل في المؤتمر ستثري الحوارات وتساهم في انجاح المؤتمر. إنها فرصة نادرة لتعميق الدور الاستراتيجي للتكنولوجيا والاتصالات والمعلوماتية ومن أجل احياء التعاون الاقليمي والدولي». وأشارت الصحيفة الى أن الدعوة التونسية، التي تعتبر خطوة مهمة نحو السلام في الشرق الأوسط، هي ثمرة اللقاء الذي تم في لاهاي قبل ثلاثة شهور بين وزيري الخارجية التونسي والاسرائيلي، تبعته اتصالات سرية بين الجانبين. وذكرت أن «حدثاً تاريخياً اضافياً» قد يسبق زيارة شارون، وهو تنظيم رحلة جوية مباشرة من مطار بن غوريون في تل أبيب الى جزيرة جربا التونسية تنقل اسرائيليين من أصل تونسي لإقامة احتفال في كنيسها. وزادت ان من المحتمل تنظيم مرحلة ثانية ازاء اهتمام كبير من اليهود من اصل تونسي، خصوصاً أن السفر الى تونس لا يحتاج الى تأشيرات دخول. ورأى مراقبون أن دعوة تونس شارون الى زيارتها بعد أسبوع حافل بـ«ثروات صداقة» جديدة توقعها شارون الأحد الماضي، حين طرح خطته للانسحاب على جدول أعمال الحكومة لإقرارها. وكانت «البراعم» الأولى للثمار المرجوة اسرائيلياً اقتراح رجل الأعمال الاماراتي محمد العبار اثناء زيارته اسرائيل قبل أسبوع والتقاء كبار مسؤوليها، شراء مستوطنات قطاع غزة من اسرائيل، ثم اعادة الأردن سفيره الى تل ابيب واعلان القاهرة أن سفيرها ايضاً عائد قريباً، ثم زيارة نائب وزير التعليم الحاخام ميخائيل مالكيؤور قطر، وتوقعات بأن تكون الأخيرة الدولة العربية الرابعة التي تقيم علاقات رسمية مع اسرائيل.
 

(المصدر: صحيفة الحياة بتاريخ  26 فيفري 2005)


Sharon effectuera un voyage en Tunisie

15:43 25 Février 2005 Selon le quotidien israélien Yediot Aharanot, le chef du gouvernement israélien a reçu une invitation officielle à se rendre en Tunisie à l’occasion du Sommet mondial sur la société de l’information (SMSI), qui sera organisé à Tunis en novembre 2005. Suite à cette invitation, le cabinet du Premier ministre a fait savoir que celui-ci acceptait avec joie l’invitation du président Ben Ali. Yoshoua Mor Yossef, le porte-parole du ministère israélien des Affaires étrangères, a précisé que c’est Sylvan Shalom qui aurait organisé ce voyage en coopération avec son homologue tunisien. «Le SMSI est un sommet où tous les pays du monde sont invités. De plus il est organisé par l’Organisation des Nations unies. Il n’y a pas de raison qu’Israël n’y soit pas présent», indique-t-on de source officielle tunisienne. «Cette invitation pourrait changer la qualité des relations entre les deux pays, et entre l’Etat juif et les autres pays arabes. Les contacts entre la Tunisie et Israël sont constants mais cette visite va leur donner plus d’ampleur», a ajouté le porte-parole du ministère des Affaires étrangères. Israël et la Tunisie n’entretiennent pas de relations diplomatiques mais ils ont établi en 1996 des bureaux d’intérêts réciproques qui ont été fermés suite à la vague de terreur palestinienne. Suite à l’adoption par le gouvernement israélien du plan de retrait, Sylvan Shalom avait déjà évoqué la possibilité que dix pays arabes ouvriraient une représentation diplomatique en Israël. Le ministre des Affaires étrangères souhaite dans un premier temps que la Tunisie rouvre sa représentation en Israël. I.S ************************* http://www.lexpress.fr/info/infojour/infos.asp?id=1870&1636 Site non israélien  


Le Premier ministre israélien Sharon invité en Tunisie  

LEXPRESS.fr avec AFP Le Premier ministre israélien Ariel Sharon a accepté une invitation du président tunisien Zine El Abidine Ben Ali à se rendre en Tunisie pour une visite sans précédent, a-t-on appris vendredi auprès de la présidence du Conseil. “Le chef du gouvernement a reçu une invitation à se rendre en Tunisie dans le cadre d’une conférence sur la coopération scientifique et a l’intention d’effectuer cette visite”, a-t-on indiqué de même source. Les contacts en vue d’une visite possible ont été noués par le ministre des Affaires étrangères israélien Sylvan Shalom, a-t-il été précisé. Selon le quotidien israélien Yediot Aharanot, qui a révélé l’invitation, la visite de M. Sharon aura lieu à l’accasion du Sommet mondial sur la société de l’information (SMSI), qui sera accueilli par Tunis du 16 au 18 novembre 2005. La première phase du SMSI, accueillie par le gouvernement suisse, a eu lieu à Genève du 10 au 12 décembre 2003. Israël et la Tunisie n’entretiennent pas de relations diplomatiques mais ils avaient établi en 1996 des “bureaux d’intérêts” réciproques et désigné des “représentants permanents”. Ces représentations ont été toutefois fermées en octobre 2000 à l’initiative de la Tunisie qui entendait ainsi protester contre la répression sanglante de l’Intifada palestinienne par l’armée israélienne.


Shimon Pérez et de Sylvain Shalom devraient se rendre en Tunisie

 

 

« Les questions relatives à l’ouverture à Tunis d’une représentation israélienne et la venue en Tunisie de Shimon Pérez et Sylvain Shalom ont été abordées et le président  tunisien, Président en exercice de la Ligue Arabe a laissé une porte entr’ouverte avec l’espoir que les échanges entre les deux pays pourraient, dans un avenir prévisible, se normaliser ». Rapporte l’Agence de Presse Francophone d’Israël, « Guysen Israel News ».

 

Shimon Pérez est leader du parti travailliste et de Sylvain Shalom, ministre des affaires étrangères d’israel.

 

Selon  cette agence,  M. Ben Ali  aurait déclaré au Rabin de France, «  Ces dispositions sont à envisager dans le cadre d’un calendrier qu’il n’entendait pas bousculer ».

 

A rappeler que le Rabin de France avait effectué un voyage en Tunisie il y a quelques semaines. Selon l’agence israélienne, « le Rabin de France a été accompagné de Pierre Besnainou vice-président du Congrès Juif Européen et d’une soixantaine de personnes, peu médiatisé en France ».

 

« Il faut le dire, [le voyage] mérite qu’on s’y attarde un peu, car il a revêtu un caractère exceptionnel, tant sur le plan diplomatique que sentimental » a souligné le site israélien.

 

« C’était la troisième fois que le Président Tunisien Zine El Abidine BEN ALI, [recevait] en son palais de Carthage le Grand Rabbin Français » précise le site Israélien avant d’ajouter « le Président Tunisien Zine El Abidine BEN ALI.. a marqué une fois de plus tout le respect qu’il nourrit à l’égard de la plus haute autorité religieuse juive de France et surtout l’intérêt qu’il accorde aux échanges de point de vue qu’il a avec son hôte.. ».

 

 

Si la visite de Shimon Pérez et de Sylvain Shalom se confirme, ça sera la deuxième visite officielle de responsables israéliens après celle d’Ariel Sharon annoncée pour Novembre 2005.

 

Hier, le quotidien  israélien à grand tirage Yédiot Aharonoth  avait annoncé que « le président tunisien Zine El Abidine Ben Ali a adressé il y a quelques jours un message personnel au Premier ministre israélien Ariel Sharon, pour l’inviter à se rendre en Tunisie ».

 

La date de cette invitation coïncide avec l’anniversaire d’Ariel Sharon qui fête ses 77 ans selon    « guysen Israel News ».

 

Sami Ben Abdallah

 

(1) source : http://www.guysen.com/articles.php?sid=2969

 


 

 

La presse israélienne, à l’opposé de la version officielle des autorités tunisiennes

 

Sami Ben Abdallah

 

Aucun des journaux tunisiens publiés sur le web n’a évoqué aujourd’hui (samedi 26 février 2005, NDLR) la prochaine visite du Général Ariel Sharon en Tunisie alors que la presse internationale hier s’en a fait l’écho.

 

Sur le site d’information officiel www.tunisie.com, seule une petite précision est apportée où on peut lire : « A propos de la participation du Premier ministre israélien au Sommet mondial sur la société de l’information, L’Agence Tunis Afrique presse (Tap) apprend de source bien informée qu’une invitation a été adressée au Premier ministre israélien Ariel Sharon pour participer au Sommet mondial sur la société de l’information (Smsi), dont la deuxième phase, après celle de Genève, se tiendra en Tunisie en novembre 2005. On sait que ce sommet, qui rassemble tous les pays du monde, est organisé par l’Organisation des Nations Unies ».

 

Cette version officielle qui laisse à supposer que le Général  Ariel Sharon aurait reçu une invitation des  Nations Unies contredit celle publiée hier  par le quotidien israélien à grand tirage Yédiot Aharonoth qui avait annoncé hier que  « le président tunisien Zine El Abidine Ben Ali a adressé il y a quelques jours un message personnel au Premier ministre israélien Ariel Sharon, pour l’inviter à se rendre en Tunisie ».

 


Manipulation et négociation : un cas d’école

Le message suivant figure sur un site israélien. Il ressemble à 99% au message qui a été publié depuis hier sur une cinquantaine de medias. La petite différence entre les deux messages, et là, il faut reconnaître qu’en communication, les israéliens sont des pro c’est le motif de la fermeture des bureaux d’intérêt entre la Tunisie et Israël. 1- Sur tous les sites non- israéliens, la phrase est : « pour protester contre la répression sanglante du soulèvement palestinien (Intifada) par l`armée israélienne ». 2- Les sites israéliens ont repris la même dépêche mot à mot, sauf que le motif a changé. Il est question de fermeture des bureaux d’intérêt « suite à la vague de terreur palestinienne ». Deuxième remarque. Réputés forts en « négociation », remarquons que les Israéliens commencent à poser désormais des condition du genre « Le ministre des Affaires étrangères (israélien) souhaite dans un premier temps que la Tunisie rouvre sa représentation en Israël ». Sami Ben Abdallah ******************************* http://www.a7fr.com/news.php?id=52471 Site israélien


 

التطبيع مع شارون

عبدالوهاب بدرخان

والآن، سيداتي سادتي، اليكم هذا النبأ السعيد: أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قبوله دعوة لزيارة تونس… ولم يفصح الجانبان عن دوافع الدعوة أو قبولها، لكن مصادر غير مطلعة تساءلت هل كان بإمكان شارون ان يرفض الدعوة. وأبدت مصادر أخرى خشيتها من أن يستبق مجرم الحرب الاسرائيلي زيارته هذه بواحدة من عملياته الدموية تأكيداً لنهجه الارهابي الثابت وحرصاً منه على أن تكون هديته لمضيفيه من النوع الوحيد الذي يتقن صنعه. وتكهن مراقبون حياديون بأن الجانبين سيركزان محادثاتهما على المسائل «الثنائية» فضلاً عن المستجدات في الشرق الأوسط. وعلى رغم عدم الاكتراث الذي أبداه شارون طوال حياته حيال «تطبيع» العلاقات مع الدول العربية، وتجاهله لـ«مبادرة سلام» تبنتها القمة العربية، والوحشية التي اعتمدها منهجاً في التعامل مع الفلسطينيين، إلا أنه تلقى دعوة الرئيس التونسي بكثير من الترحيب، اذ أن هذه الزيارة ستقوّي موقفه في مواجهة الضغوط الاميركية التي تطالبه باصلاحات داخلية تواكب «الفرصة المتاحة» لاحياء «عملية السلام». لا ينفك «التطبيع» العربي – الاسرائيلي يتسخّف، حتى أنه أصبح بلا أي أهمية، بدليل ان المطبعين السابقين الذين قدموا مبادراتهم على أنها «خدمة للسلام» تأكدوا عملياً بأنها لم تخدم شيئاً على الاطلاق، إلا أنها أضرّت بقوة. فمثل هذا «التطبيع» لا بد أنه عنى ويعني طلاقاً مع صراع عربي – اسرائيلي لا يزال في وجدان العرب (من المحيط الى الخليج)، وبالتالي تحوّل «التطبيع» كسواه من السياسات المجيّرة لاسترضاء الولايات المتحدة الى نوع آخر من القمع للشعوب، قمع يضربها في قناعات ترّبت عليها وتشرّبت معها رفضاً لحالة الظلم والقهر التي لا تزال اسرائيل تمثلها في قلب المنطقة العربية. ومع ان حكومات غربية عدة استنتجت في السنوات الأخيرة ان مسيرة احترام حقوق الانسان العربي تبدأ بالضرورة بحل سلمي عادل يحترم حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن حكومات عربية لا تزال مصرّة على عدم رؤية هذا البعد الحقوق – انساني وتفضل استرضاء أميركا بتقديم هدايا تطبيع مع اسرائيل على أن تقوم بما يمليه عليها الواجب نحو شعوبها. حتى ان بعض هذه الحكومات يدفع مئات الملايين في حملات علاقات عامة لتحسين صورته في الخارج ويستكثر على الشعوب ما هو أرخص كثيراً. والمشكلة ان الصورة في الخارج لا يمكن أن تتحسن إلا إذا تحسنت الصورة في الداخل. لو كان شارون ينفع في العلاقات العامة لكانت الولايات المتحدة حققت أكبر استفادة منه، وهي التي انفقت مئات الملايين لتحسين صورتها عند العرب والمسلمين. وكان جورج بوش حاول تسويق شارون كـ«رجل سلام» لكن أحداً في العالم لم يشتر هذه السلعة المتعفنة، فحتى يهود أميركا لم يميلوا الى انتخاب بوش الذي فاز بأصوات الآخرين. والمؤمل الآن ان لا تلمع في ذهن بوش فكرة الاعتماد على شارون في ترويج «الحرية» و«الديموقراطية» تطبيقاً لبرنامجه في الشرق الأوسط «الكبير». فالرئيس الأميركي كان اعتمد كل الوصفات التي حددها حليفه مجرم الحرب الاسرائيلي لـ«اصلاح» الوضع الفلسطيني، لكن الاثنين وضعا كل آمالهما في وفاة مبرمجة للرئيس الفلسطيني الراحل. اذ ان قتل «الشريك» المفترض في الطرف الآخر هو الحل الوحيد لمأزق يتطلب تنازلات سياسية، وبما ان التنازلات صعبة عند الأميركيين والاسرائيليين فإن المخرج للتخلص منها لا يكون إلا بإزالة من يطالب بها، حتى لو كان هذا الأخير في وضعية تفاوض معهم. ينعقد مؤتمر لندن في الأول من آذار (مارس) في حضور دولي وعربي واعد. الكل يريد إنجاح «الفرصة» المتاحة. والكلام الذي سيقال يعني الفلسطينيين كما يعني الاسرائيليين. لكن هؤلاء اختاروا الغياب، ومع ذلك يسعون الى التحكم عن بعد بما سيدور في هذا المؤتمر. اذا كانت المناسبة تخص الفلسطينيين فلماذا يقدم البريطانيون لاسرائيل امكان تعديل أو تغيير نصوص بيان المؤتمر. وإذا كانت الدول المانحة تريد ان تعلن التزاماتها وأن تطالب الفلسطينيين بالتزامات مقابلة، فما هي الالتزامات التي حصلت عليها هذه الدول من شارون؟ لا شيء، إلا إذا كانت تتعامل مع خططه (الانسحاب من غزة، مثلاً) على أنها تنازل، ولو حضر الاسرائيليون مؤتمر لندن لأمكن على الأقل سؤالهم عن الأرض التي سيسرقونها من الضفة الغربية مقابل الانسحاب من غزة. من الأخطاء المكررة وربما المتعمدة ان يبقى الاسرائيلي متفلتاً من أي التزام، لكن هذا التفلت هو الخطر الأكبر على أي مسعى دولي لاقامة السلام. سيكون اصلاح السلطة الفلسطينية بين أهم الالتزامات المطلوبة في مؤتمر لندن. هذا الاصلاح طموح فلسطيني لأن فيه مصلحة للشعب ولـ«الدولة» الموعودة. لكن من يطالب باصلاحات اسرائيلية لمواكبة ما سيكون عند الفلسطينيين، فهذه مسألة جوهرية أيضاً إذا كان الهدف هو السلام في المنطقة، وإذا كان التطبيع بين العرب والاسرائيليين أمنية دولية مخلصة.
 
(المصدر: صحيفة الحياة بتاريخ  26 فيفري 2005)

 


الشوارين ( واحدها شارون )

كتبه عبدالحميد العدّاسي .   طَعنَنِي خبر من فضائية الجزيرة مفاده أنّ عدوّ الله و المسلمين ، الإرهابي الدموي الصهيوني شارون ، مدعوّ لزيارة بلدي الحبيبة تونس ، بلد العروبة و الإسلام الذين عرفوا أهلها بمناصرة القضية الفلسطينية و الذود عنها بالغالي و النفيس و النفوس لولا يقظة حرّاس شارون فيها و مراقبتهم اليقظة لمعابر أريانة الفتيّة . و قد تمثّلتُ ثلّة من مثقّفي البخس الذاتي و الثقافي يردّدون ما دأب عليه فاقدو العزم و الهمم من أنّ تونس لن تكون ملكية أكثر من الملك ، و هذه فلسطين بسلطتها و أحزابها و فصائلها الوطنيّة إسلاميّة   و غير إسلاميّة تنخرط في اللعبة الأخيرة و تتّفق مع شارون على عدّة إجراءات لا ينكرها – إن ثبتت – أحد . و كاد هذا الأمر أن يخذّلني ، غير أنّي وجدت في ذات الحجّة ما يجرّئ على القول بأنّه ليس من المنطق و المعقول أن تكون تونس ملكية أكثر من الملك فتستقبل سقطا من المتاع لم يرضه الأحرار من اليهود من رهبان و مثقّفين حقيقيين حين رأينا ثلّة منهم على فضائية الجزيرة و غيرها يبرؤون من شارون و من جرائمه و يؤكّدون على أنّ اليهودية السماوية لا يمكن لها أبدا أن تحتضن أمثال هذا المخلوق الغريب عن عالم الإنسانية .   ربّما كانت قضيتنا في تونس بسيطة سهلة المعالجة سريعة العلاج ، لو كانت متعلّقة بالتطبيع مع الصهيونية و مع شارون و لكنّها غير ذلك فهي جدّ عويصة لأنّها متعلّقة بالطبع ، و ما بالطبع لا يتغيّر كما تقول القاعدة المبنيّة على التجربة المريرة … نعم ! فهناك قدر كبير من التعاليم الصهيونية تسوس البلاد حاليا ، و لذلك كانت الانتهاكات بمقادير تفوق بكثير ما يجري في فلسطين السليبة في بعض الأحايين ، و لذلك كانت القلوب كالحجارة أو أشدّ قسوة و الحال أنّ التونسيين قد عرفوا بالسلم و السلام و اللين   و خفض الجناح و الاحترام المتبادل المُذهِب للخلاف ( وهو ما ظهر بعضه بجلاء – أحسب – فيما كتبه السيد عمر صحابو في كلمته الواردة على صفحات تونس نيوز بتاريخ 23 فبراير 2005 ) ، و لذلك كانت الرذيلة و كانت النوادي الليلية و العراة        و الروتاري و الماسونية ، و كان التخصّص في مغازلة الأحصنة  و التهافت على سيوبر ستار و وقوع بعضهنّ في شباك  الفاسدين ، و لذلك كثرت الرشوة و انتشر الرجز بالمخدّرات و الخمر و الكسب الحرام ، و لذلك كان الإسلام إرهابا و المتديّن إرهابيّا و المنافق واعظا و المشعوذ شيخا ( بالمفهوم الديني ) و السارق سيّدا و الفاقدة للعفّة نجما… و قد صبرنا على ذلك كلّه صبرا ” محرّما ” ليس جُبنا أو استئناسا بالفساد و إنّما لطيبة كثيرة فينا تجعلنا نتردّد في المواجهة أو في توجيه الاتهامات ، ربّما لكثرة ما وُجّه إلينا في بلادنا من اتّهامات . و لكن ما الحيلة الآن و قد نادى الأخ أخاه و استدعاه للنّزول بديارنا دون استئذاننا أو استشارتنا أو حتّى مجاملتنا ! ما الحيلة و قد تعارفت نفوسهم و ائتلفت و تعانقت قلوبهم و اتّحدت و تواطأت أهدافهم و توحّدت ! أيُمكن لطائرة شارون أن تجوب أجواء تونس و صويحباتها النفّاثة لا تزال حديثة عهد بدكّ حمّام الشط الواقع على بعد كيلومترات قليلة من قصر قرطاج، على رؤوس أصحابه من التونسيين و الفلسطينيين الذين نزلوا ضيوفا على الخضراء ؟ أيُمكن لمطار تونس قرطاج أو غيره من المطارات بما في ذلك مطار جربة ذات التواجد اليهودي أن تفتح صدورها لشارون و قد أجبرت جميعها على عدم استقبال أو توديع الآلاف من أبناء عقبة و الزيتونة و المازري و أبي لبابة ؟ أيمكن لأقدام هذا المجرم أن تطأ أرضا شريفة حُرِمَتْ ملامسة أقدام أبنائها من المهجّرين و المنفيين من أمثال عبدالله الزواري الأشمّ و غيره من الأحرار الأبرياء ؟ أيُعقل أن نرى – مثلا – زهرة من زهراتنا تحمل باقة ورد و تقدّمها لهذا الوحش فيلتهمها كما يقول البروتوكول ثمّ يُلقيها ليتشمّمها أبوها     و أمها من بعده ؟ أيُتصوّر أن نراه يجلس بجانب ” حامي حمى ” الدين في ضيافة أمّ محمّد النفساء ( رزقت ليلى سيدة القصر الخليفة المنتظر هذه الأيام ) و أضلافه لا تزال مترّبة بأرضية الأقصى المبارك الذي وطأه باسم محاربة الدين و الإسلام            و المسلمين ؟ ..و الله إنّها لفاجعة عظمى و جرم أعظم و استهتار بالقيم و لو كان ذلك باسم البروتوكول كما يسوّق المتخصّصون في ميادين التزلّف و الذوبان! .. و هل نفقد شرفنا و نُقبِر رجولتنا و نُبرهِن على صهيونيتنا باسم البروتوكول ؟!…علمنا أنّ في تونس قلّة ديوثة فعلت ذلك من قبل و لا تزال تفعل ، و لكن كيف بنا نحن الكثرة ( الشعب ) و قد تعلّقت هممنا بمقامات الرجولة    و الكرامة و المناصرة لإخواننا في فلسطين ، و قد تأسّست مبادئنا على الحقّ الذي لا يبيح لنا خيانة مؤتمن و لا نبذ عهد و لا تحرّي كذب و لا مخالطة نجس !؟ أنُبقِي على هدوئنا لنُمِيت به آخر نفس فينا ، لنطرد به آخر مروءة من بيننا ، ليخيّم به الخوف على نسائنا بعد أن يفقدن الأمل في وجود السكن لدينا ، ليرتع الصهاينة في مجال سيادتنا ،  لتتحقّق بروتوكولات صهيون بدءا على أرضنا ؟! أم نرفع أصواتنا و نستعمل أيدينا لنسمع من ابتلينا بولايته علينا أنّه لا يزال فينا حبّ يمنعنا من تدنيس أرضنا و بيع عِرضنا و تسفيه أحلامنا و ظلم أبنائنا المتطلّعين لنخوة و عزّة أجدادهم . لنُفهمه أنّنا لسنا بحاجة إلى تقدّم معلوماتي إذا كان هدفه تضييق على شبابنا و حصر لأنفاسنا و إحصاء لمفرداتنا ، لنقنعه أنّنا لا نرغب في تذليل الفجوة بين الأغنياء و الفقراء و لكنّنا نرغب في القضاء على الجفوة و طردها من بيننا ، نريد أن نسوّق الحبّ و الخير و لا نسوّق الكذب و النّفاق التي اضطرّتنا كثرته إلى استدعاء شارون و غيره من الأسقاط التي لن تجلب لنا إلاّ الذلّ و الاحتقار من العالمين .   

لن تسمح تونس لجزار صبرا وشاتيلا أن يستبيحها !!!

إن الشيء من مأتاه لا يستغرب !  أن يدعو جزار انتفاضة الخبز وقاتل محمد الكوكي شارون لزيارته فهذا طبيعي. ولكن أن يصل الجنرال بن على حد الاستهانة بمشاعر الشعب التونسي الذي يقاسم الشعب الفلسطيني مصيرا مشتركا ويدعو جزار صبرا وشاتيلا لزيارة تونس، وهو كما نعلم لا يجرؤ على زيارة بلجيكا لأنه قد يحاكم هناك بجرائم ضد الإنسانية ونحن نعرف أن كل جرائمه كانت ولازالت ضد الشعب العربي جميعه، من مصر و قتله للأسرى في 1956، إلى لبنان وجرائمه في العراق، إذ أن شبهة تشكيله لفرق تصفية العلماء العراقيين مازالت قائمة، ولا يمكننا أن ننسى جرائمه الكبرى في صبرا وشاتيلا… إن عدوا بهذه المواصفات يدعى لزيارة تونس لهو قمة الإذلال والاستهتار بنا جميعا… إن مثل هكذا فعل لا يمكنه بأي شكل من الأشكال أن يمر… ولا أتصور أن ذلك ممكن أن يمر… لقد وصل نظام الجنرال الفاسد إلى درجة استحال فيها على الشعب التونسي أن يتحمله. ومن هنا وجب طرده. ولتكن لنا لحظة الزيارة ساعة صفر، ولتكن غايتنا فقط الخلاص من النظام الفاسد لكي نفتح الطريق أمام شعبنا وطاقاته الحية من ان تتطور في بيئة غير خانقة. أنى لعلى ثقة تامة من اتفاق مختلف مشارب الشعب التونسي حول عدم احتماله أن يدنس جزار صبرا وشاتيلا ارض بلادهم. فلتتشكل لجان رفض الزيارة ومقاومته في كل مكان، ولتكن مهمتها طرد النظام الفاسد وتصفيته، لكي تآمن تونس مستقبلا من مثل هكذا استهتار واستهانة بمشاعر شعبها، ولترحل عنى عصبة الفساد والقمع إلى غير رجعة.
لا لشارون، لا لمجرم الحرب، نعم لمحاكمته لا لبن علي، لا للمجرم ضد الإنسانية، نعم لمحاكمته تونس في 26-02-2005 لومـمـبــــة المــحسنــــي

 


 

اعضاء من الكونغرس الامريكي يطالبون تونس باحترام حقوق الانسان
 
تونس ـ رويترز: طالب وفد من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي في زيارة لتونس الخميس باحترام حقوق الانسان وضمان استقلالية المنظمات غير الحكومية وانشطتها داخل البلاد. وتعتبر هذه اول تصريحات مباشرة لمسؤولين امريكيين في تونس بخصوص اوضاع السجناء وحقوق الانسان بعدما كانت تصريحاتهم السابقة تتركز علي الاشادة بانجازاتها الاقتصادية والاجتماعية مثل حقوق المرأة وانتشار التعليم. وقال السناتور الديمقراطي روس فاينجولد اتفقنا خلال لقائنا مع الرئيس بن علي علي ضرورة السماح بالوصول الي كافة السجناء دون اي مراقبة . واضاف لقد كانت المحادثات صريحة وبناءة وتحدثنا عن تجاوزات ضد حقوق الانسان، وقال لنا بن علي حدثوني عن هذا ان سمعتم بمثل هذه الحالات لكن نحن نعتقد ان هناك حوالي 500 من سجناء الرأي والرئيس نفي ذلك وطالبنا بتقرير ان وجدت هذه الحالات . وترفض الحكومة التونسية اتهامات معارضين وناشطي حقوق الانسان بأنها تسجن معارضين مؤكدة انه لا وجود لسجناء سياسيين وسجناء رأي في البلاد وان كل الموقوفين في تونس سجنوا بسبب جرائم جنائية بعد محاكمات عادلة وليس بسبب ارائهم. وقال السناتور الجمهوري جون مكين اوصينا بأن يسمح للمنظمات غير الحكومية بالعمل في تونس مضيفا ان زيارة الوفد لتونس ليس لها اي صلة باعداد تقرير بخصوص حقوق الانسان. وقالت السناتور الجمهورية سوزان كولنس ان هناك حاجة لمزيد التقدم لكن اعتقد ان حرية المرأة في تونس واضحة جدا وتونس قامت بعمل جيد في هذا المجال . واضاف اعضاء الكونغرس الذين يزورون تونس في ختام جولة شملت العراق وافغانستان ان لقاءهم بالمسؤولين التونسيين تناول بحث القضايا المتعلقة بتوسيع حقوق الانسان والارهاب اضافة الي قضايا دولية اخري مثل مطالبة الولايات المتحدة لسورية بان تضع نهاية لوجودها العسكري والامني في لبنان. وتونس أكثر دول شمال افريقيا رخاء واستقرارا لكنها تتعرض علي نطاق واسع لانتقادات تتهمها بتكميم الصحافة وضرب المعارضين وتقييد الحياة السياسية وهو ما تنفيه الحكومة التونسية بشدة.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي بتاريخ  26 فيفري 2005)

 

وفاة والد السجين السياسى محمد على بالرجب

    يوم21/02/2005 و ببالغ الأسى تلقينا نبأ وفاة والد الأخ محمد على بالرجب,السجين السياسى والذى يقبع حاليا بسجن غنوش-قابس- والذى حرم من حضور جنازة والده وإلقاء النظرة الأخيرة عليه.وبهذه المناسبة الأليمة نسأل الله أن يتغمد والد أخينا بواسع رحمته وأن يدخله جنته وأن يرزق أخينا محمد الصبر والسلوان وأن يفك أسره.

 

(المصدر: مراسلة بالبريد الالكتروني بتاريخ 26 فيفري 2005)

 

تتوجه أسرة تحرير تونس نيوز بتعاريها الى عائلة الفقيد و تسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يدخله فسيح جنانه
 


على خلفية قضية الصحافي الزواري

“أصدقاء الإنسان” تناشد ابن علي تحسين الأوضاع الحقوقية وحرية التعبير في بلاده

فيينا – خدمة قدس برس سلطت منظمة حقوقية الأضواء على أوضاع حقوق الإنسان في تونس، من خلال قضية صحافي تونس أضرب عن الطعام لعدة أسابيع، وطالبت الرئاسة التونسية بالتدخل لإنهاء هذه الأوضاع في بلادها. فقد ناشدت منظمة حقوقية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، التدخل لإنهاء معاناة صحافي تونسي أضرب عن الطعام لعدة أسابيع، وتمكينه من حرية الكتابة والتعبير، ولم شمله مع أسرته تحت سقف واحد. جاء ذلك في رسالة مفتوحة، كانت قد أرسلتها منظمة “أصدقاء الإنسان الدولية”، التي تتخذ من فيينا مقراً لها، إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، تعليقاً على الإضراب الأخير للصحفي التونسي عبد الله الزواري عن الطعام وتدهور حالته الصحية، كما تلقتها وكالة “قدس برس”. وفي الرسالة التي أُرسلت قبيل الإعلان عن فك الزواري للإضراب؛ خاطبت “أصدقاء الإنسان” الرئيس التونسي بقولها “تعلمون أنّ الصحفي التونسي عبد الله الزواري، بدأ في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على إبعاده قسراً عن عائلته، ونفيه إلى الخريبة في منطقة الجنوب، ووضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل السلطات الأمنية في بلدكم”. وأضافت المنظمة “لقد أدخل السيد الزواري أول أمس الأربعاء، الثالث والعشرين من الشهر الجاري، إلى قسم العناية المركزة بمستشفى جرجيس بسبب تدهور حالته الصحية”، على حد توضيحها. وقالت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، في رسالتها للرئيس ابن علي “من موقعكم في رئاسة الجمهورية التونسية، ولما كانت حياة المواطنين وحماية حقوقهم من أكبر واجباتكم؛ إننا نطلب من فخامتكم التدخل الفوري والسريع ووضع حد لمأساة السيد الزواري وعائلته ولمّ شملهم، وتمكينهم من العيش تحت سقف واحد، والتكفل بحصول السيد الزواري على حقوقه الطبيعية في الكتابة والتعبير الحرّ عن رأيه”، وفق ما ذكرت. ومضت المنظمة في خطابها لابن علي إلى القول “لا شك يا سيادة الرئيس أنكم تشاطروننا الرأي بأنّ أساليب السلطات الأمنية المتمثلة في الإبعاد والتنكيل والمنع من المساهمة في الحياة العامة؛ هي وسائل قديمة منافية للحقوق الشخصية، تحرص الحكومات المتحضرة على اجتثاثها من المجتمع”، حسب وصفها. وأعادت “أصدقاء الإنسان” إلى الأذهان أنّ الزواري قد وقع في بداية عام 1991 وحتى منتصف عام 2002، ولمدة إحدى عشرة سنة متواصلة؛ “تحت ظلم وغبن شديدين في السجون التونسية، قضى سبعة منها في زنزانة انفرادية، مُنع خلالها من الاتصال بالعالم الخارجي، ومنذ الإفراج عنه في الرابع من شهر حزيران (يونيو) عام 2002؛ قُبض عليه مرّتين، وحوكم وسجن لأسباب ليست قانونية”، على حد تأكيدها. واختتمت المنظمة الحقوقية رسالتها إلى الرئاسة التونسية بالقول “لقد حان الوقت يا فخامة الرئيس لوضع حد لهذه المعاناة، ونودّ في النهاية أن نعرب عن أملنا أن تلقى هذه المطالب الاستجابة من جانبكم”، وفق ما أوردت فيها.   (المصدر: وكالة قدس برس بتاريخ  26 فيفري 2005)  


 

رسالة “أصدقاء الإنسان الدولية” إلى الرئيس ابن علي (نص)

فيينا – خدمة قدس برس يلي نص رسالة مفتوحة، أرسلتها منظمة “أصدقاء الإنسان الدولية”، التي تتخذ من فيينا مقراً لها، إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في الخامس والعشرين من شباط (فبراير) 2005، تعليقاً على قضية الصحفي التونسي عبد الله الزواري، كما تلقتها وكالة “قدس برس”.   (بداية النص)   الموضوع: رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي بمناسبة إضراب الصحفي التونسي عبد الله الزواري عن الطعام وتدهور حالته الصحية   فخامة الرئيس؛ تحية طيبة، وبعد تعلمون أنّ الصحفي التونسي عبد الله الزواري، بدأ في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على إبعاده قسراً عن عائلته، ونفيه إلى الخريبة في منطقة الجنوب، ووضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل السلطات الأمنية في بلدكم. ولقد أدخل السيد الزواري أول أمس الأربعاء، الثالث والعشرين من الشهر الجاري، إلى قسم العناية المركزة بمستشفى جرجيس بسبب تدهور حالته الصحية. إنّ منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، التي تعنى بحماية حقوق الإنسان؛ تذكركم أنّ حياة السيد الزواري في خطر داهم، ومن موقعكم في رئاسة الجمهورية التونسية، ولما كانت حياة المواطنين وحماية حقوقهم من أكبر واجباتكم؛ فإننا نطلب من فخامتكم التدخل الفوري والسريع ووضع حد لمأساة السيد الزواري وعائلته ولمّ شملهم، وتمكينهم من العيش تحت سقف واحد، والتكفل بحصول السيد الزواري على حقوقه الطبيعية في الكتابة والتعبير الحرّ عن رأيه. لا شك يا سيادة الرئيس أنكم تشاطروننا الرأي بأنّ أساليب السلطات الأمنية المتمثلة في الإبعاد والتنكيل والمنع من المساهمة في الحياة العامة؛ هي وسائل قديمة منافية للحقوق الشخصية، تحرص الحكومات المتحضرة على اجتثاثها من المجتمع. لقد وقع السيد عبد الله الزواري في بداية عام 1991 وحتى منتصف عام 2002، ولمدة إحدى عشرة سنة متواصلة؛ تحت ظلم وغبن شديدين في السجون التونسية، قضى سبعة منها في زنزانة انفرادية، مُنع خلالها من الاتصال بالعالم الخارجي، ومنذ الإفراج عنه في الرابع من شهر حزيران (يونيو) عام 2002؛ قُبض عليه مرّتين، وحوكم وسجن لأسباب ليست قانونية. لقد حان الوقت يا فخامة الرئيس لوضع حد لهذه المعاناة، ونودّ في النهاية أن نعرب عن أملنا أن تلقى هذه المطالب الاستجابة من جانبكم. وتفضلوا بقبول الاحترام والتقدير   منظمة أصدقاء الإنسان الدولية فيينا، 25 شباط (فبراير) 2005    (المصدر: وكالة قدس برس بتاريخ  26 فيفري 2005)

 


 

تحية إباء إلى الأبي  عبد الله الزواري

إلى الرّجل الرّجل ألى الذي ما رضخ ولا إستكان وما صمت إلى رمز الشموخ والإباء والتحدي إلى الأستاذ عبد الله الزواري إليه شوكة في قلب الطاغية وشمعة تمحو ظلام القهر وتنير عتمة الوطن إليه أملا ينمو ليحاصر بنموه الطغاة إليه  ومن خلاله إلى كل الرجال القابضين على الجمر داخل سجون الوطن وداخل السجن الوطن

إليهم جميعا أبوح بوجع كلماتي وأقر بعجزي عن أن أكون حرا مثلهم إليهم عسى أن تعوض كلماتي هزيمتي

 

1  

عبدالله

يمتنع عن الشرب

وينقطع

عبد الله عن الطعام

تتقاطع ذاته

 مع الوهن

 يصل عبد الله

 حدّ الحِمام

لكن عبد الله

ما إنقطع يوما

عن المسير

نحو اللأمام

ما رضخ

عبد الله يوما

ما إستكان

في المجاهرة

بسيف الكلام

 

2

ما غاب عن

عبد الله

قول حق

ولا هاب

عبد الله

بطش الحكّام

شامخ عبد الله

شموخ الوطن

صابر رغم الوجع

رغم كل المحن

أبيٌّ إباء

كل القابعين

خلف القضبان

صابر صبر

كل المغتربين

عن ألأوطان

 

3

صابرعبد الله

شامخ عبد الله

أبي بكل مقاييس

هذا الوجع

محاصر عبد الله

في متاهات الوطن

يحاصره جلاّده

في المكان

ويحاصر عبد الله

 جلاّديه

خارج حدودالوطن

خارج حدود الزّمان

 

4

محاصر عبد الله

غير أنّه 

حرّ طليق

يحلق برفضه

نحو السماء

ويمضي بقامته

نحو الهناك

رافضا كلّ

طقوس الولاء

فرد عبد الله

في ذاته

وطن في

رفضه والإباء

 

       جمال الدين أحمد الفرحاوي

       لاهاي في 25/2/2005

 


 

ZARZIS (TUNISIE) – TNA –

Zouari hospitalisé, Zouari adulé

 

Omar Khayyâm  

 

Depuis quelques semaines, les Tunisiens vivent au rythme des fluctuations de l’état de santé du journaliste Abdalllah Zouari. Dans ce pays très politisé, la presse suit avec une émotion particulière l’évolution de sa grève de la faim.

 

“Le jeudi 24 février, à 16h00, une voiture conduisait Zouari à l’hôpital auxiliaire de Zarzis, rappelle le journal LA PRESSE. Il y a un examen complet d’une durée de trente minutes afin d’évaluer son état. Les médecins qui ont procédé à l’intervention se sont dits très satisfaits des résultats.” Mais, malgré ces bonnes nouvelles, des critiques n’ont pas tardé à s’élever en Tunisie contre l’absence flagrante du gouverneur de la région. “L’affaire ne fait pas de doute : il y a deux semaines, Zouari a été hospitalisé, mais les médecins l’ont laissé sortir beaucoup trop tôt. Aujourd’hui, cela se retourne contre eux”, s’indigne Le quotidien Echourouk.

 

“Le problème avec Zouari, c’est que les médecins le soignent de manière à ce qu’il quitte l’hôpital le plus rapidement possible”, note Moncef Gouja, directeur du quotidien de langue arabe Al-Hourriya. “Chaque séjour de Zouari à la clinique suscite l’émoi, mais quand le célèbre journaliste retourne au village de Khriba, les médias cessent automatiquement de s’y intéresser.” L’accusation en dit long sur le caractère “people” dont s’est teintée la personne de Zouari ces dernières années. “Le hit médiatique de la semaine, c’est l’hospitalisation de Zouari. Tous ne soutiennent pas sa cause. Par contre, tous sont heureux de prier pour lui”, souligne l’hebdomadaire Réalités.

 

(Source : Forum Tunezine, le 26-02-2005 à 06h20)


 

Texte dédié à Abdallah Zouari

La faim d’un peuple

 

Omar Khayyâm

C’est insensé, c’est fou, c’est délirant ce qui est en train de se passer en Tunisie. L’événement s’apparente plus à un cauchemar qu’à un quelconque mouvement de protestation. Tous les envoyés spéciaux qui se sont déplacés pour assister à l’événement ne croyaient pas leurs yeux au début. Certains journalistes pensaient qu’ils s’étaient trompés d’avion.

 

Comment un peuple en chair en en os s’est-il transformé, en l’espace de deux semaines, en un peuple de fantômes? D’où sortent ces squelettes qui hantent ce pays, appelé jadis « le grenier de Rome » ? La famine a-t-elle frappé cette population africaine de dix millions d’habitants qui, selon la propagande officielle, « mange à sa faim » ? Les gardiens du zoo « ouled-ahmadien » ne don nent-t-il plus à manger à leurs bêtes ? Ce qui s’est passé est bien plus grave et, de loin, plus inquiétant qu’une famine. Jusqu’à ce jour béni du Seigneur où j’écris ces maigres lignes, personne ne sait qui a lancé le premier le mot d’ordre assassin. Du jour au lendemain, tout un peuple, excepté ses bébés et ses enfants, a cessé de se nourrir. C’est un ramadan à durée indéterminée, sans rupture de jeûne ni « souhour ». D’énormes stocks de viande, poissons, volailles, produits laitiers, légumes et fruits pourrissent sur les étalages des marchés et des magasins, faute d’acheteurs. Les restaurants sont vides, les bars, les cafés et les salons de thé sont déserts. Les vendeurs ambulants de casse-croûtes et de boissons ont carrément disparu. Le visiteur qui débarque de l’étranger a l’impression de vivre au milieu d’un film tourné au ralenti : Des corps décharnés qui se déplacent à vitesse d’escargot, des voitures, bus et des métros qui roulent à 5km /h. Seules les ambulances atteignent parfois la vitesse vertigineuse de… 10km/h !

 

Pourtant l’économie du pays marche ou fait semblant de marcher. Les citoyens continuent à travailler et à vaquer à leurs occupations quotidiennes. Mais avec chaque jour qui passe, le rythme de la vie ralentit. La vitesse de déplacement des gens diminue. La lenteur de leurs mouvements vous donne le vertige. Rien qu’à les voir, on est envahi par une irrésistible envie de s’assoupir. Vous sentez vos membres s’engourdir et vous entrez dans leur monde d’apathie, de léthargie, d’atonie et de totale abolie… Certains ont même commencé à avoir des visions. Des visions de troisième type, qui ne sont ni des cauchemars ni des rêves. Des visions que l’on ne peut ni cerner ni décrire. Je ne peux prétendre avoir partagé leurs visions, c’était plutôt mes propres visions de leurs visions. Car ces jeûneurs ont choisi le silence. Pour préserver leurs précieuses réserves d’énergie, les gens ont cessé de parler. Un silence inquiétant, oppressant, angoissant règne sur ce pays à sang chaud dont l’animation était légendaire. Seule la voix de la propagande résonne encore dans ce royaume de silence, quoique rouillée et affaiblie par la « défection » de certains journalistes jeûneurs.

 

Depuis qu’une présentatrice du télé-journal s’est évanouie devant des millions de téléspectateurs, la RTT a interdit les émissions en direct. D’ailleurs, les techniciens ont augmenté la puissance de transmission des programmes radio, car la voix des journalistes est devenue à peine audible. La seule voix tonitruante qu’on entend à la radio est celle du docteur Hakim, le bedonnant diététicien de l’Institut de la Nutrition, qui invite les gens, du matin au soir, à « manger sain ».

 

Des spots de pub « casseurs de grève » bombardent jour et nuit les postes télé et les écrans de cinéma. Des téléspectateurs hâves et faméliques voient défiler devant leurs yeux fatigués des images alléchantes de délicieux yaourts, onctueux chocolats, appétissants gâteaux, croustillantes gaufrettes, savoureuses pizzas, bref toutes sortes de délices qui aiguisent l’appétit et chatouillent le palais. Peine perdue. Aussi bien les plaisirs de la bonne chère que les douleurs de la faim ne sont plus qu’un vague souvenir pour ces millions de gens qui se sont engouffrés dans ce tunnel sans fin, appelé grève de la faim. Au milieu du tunnel, et avant de plonger dans le silence, une avocate a déclaré : « J’irai jusqu’à la fin ». Un peintre, artiste du jeûne, dessina, avant de jeter son pinceau et lever l’ancre pour ce grand voyage de la faim, un tableau intitulé « L’infini ». L’on n’y voit ni formes distinctes ni paysages, juste des lignes entrelacées qui pointent vers un horizon qui s’ouvre sur d’autres horizons jusqu’à… l’infini. Un graffiti dessiné par une main anonyme exténuée hante les murs de Tunis : QUE LA FLAMME DU COMBAT RESTE ALLUMEE ! Mais le pays mincit, maigrit, se consume comme une bougie. Une bougie dévorée par sa flamme. Une flamme qui combat jusqu’à la fin. Une fin annoncée par les dernières lueurs. Les lueurs de l’espoir. L’espoir d’une délivrance. Délivrance du désespoir. Un désespoir qui rallume la flamme du combat. Le combat d’une bougie. Une bougie dévorée par sa flamme. Une flamme qui combat jusqu’à la fin. Une fin annoncée par les dernières lueurs. Les lueurs de l’espoir… (Source : Forum Tunezine, le 26-02-2005 à 04h27)

 


 

MONSIEUR ABDALLAH ZOUARI

 

Nour el hoda

 

La vérité grandit à l’ombre de l’arbitraire , la force et la liberté aussi , dans cette immense prison à ciel ouvert , comme une mine d’or qui avale ses Spartacus au rythme de ses déchéances , de la curée des assassins , de la ruée sur la dépouille de la bonté et tout ce qui dénonce l’arbitraire chez nous.

 

On t’opprime homme simple et bon et à travers toi notre sommeil , notre quiétude et jusqu’à la saveur animale de notre vie et notre mort , on t’abandonne le chaos de leur néant à défaut de toute justice , de toute humanité , à toi et à combien d’autres ? Faire les comptes saignera encore plus les blessures et réveillera les morts sans sépultures.

 

On n’en peut plus de ne pas comprendre, depuis longtemps on se serait dissout dans notre propre merde, dans la DEHYA des nécrophages, merci d’exister et lueur parmi d’autres petites lueurs, grâce à toi, à vous , nous retrouverons notre chemin dans cette nuit noire et ses fantômes , pour chez nous, pour le pain et le sel , pour la simple félicité.

 

Tu es dans le juste et le vrai qui font rouler les tambours des solitudes humaines , celles qui précédent les aurores des choses nouvelles et les crépuscules des tyrans ,ils sont au fond des ténèbres et du malheur , grâce à toi et à bien d’autres , nous ne serons jamais imprégnés de leurs atmosphères, leurs attentats contre la vie ne viendront jamais à bout de votre dignité ,sois fort pour que nous puissions exister et survivre à leur damnation , aide nous , toi qui , comme beaucoup d’autres , tu nous as déjà tout donné , et ta jeunesse et tes rêves , et tes enfants et jusqu’à ta vie et celle des tiens.

Vouloir à n‘importe quel prix être libre, parce que tu as des raisons de l’être, nous sommes un peu de cette raison, et tout le pays et tous ceux qui sont partis et même ceux qui vont venir.

 

Ne dors pas de leur sommeil de la haine et de la peur panique et n’oublie pas, n’oublie rien. C’est toi et beaucoup d’autres le parti de l’honneur qui les rend fou.

 

Tu sais même dans leur mortel absurde, tu as bien raison de continuer de regarder les choses et les vivants avec le cœur, ils savent que tu les a défaits et veulent te limiter à leur solitude, imagine ce qu’ils imaginent et leur seule fin annoncée, demain des millions de tunisiens seront comme TOI.

 

Fais nous plaisir vieil homme des choses vécues et jeune, dans l’incroyable désir de vivre de tout et , de survivre à leur massacre, fais nous encore plaisir et continue de rire du trou noir de l’apparence et

de ses ombres furtives, crédules et pauvres qui veillent sur ton indifférence.

 

Tu sais il n’y’a pas entre nous la barrière de l’espace et la distance de la renommée, désormais nous sommes et serons toujours ensemble , donne nous de ta sérénité , de ta colère , de ta douleur, et dis nous comme je sais que tu le dis à tes enfants , à tes amis , au soleil , à l’air et au vent , que

désormais plus rien ne peut plus nous arriver.

 

26 février 2005

 


TUNISIE

LA LIBRE _EXPRESSION EN ÉTAT DE SIÈGE, DIT LE GROUPE DE L’IFEX CHARGÉ DE LA SURVEILLANCE DE LA TUNISIE

 

Le gouvernement tunisien doit prendre des mesures sérieuses pour respecter les normes internationales en matière de liberté d’_expression et des autres droits de la personne s’il veut que la Tunisie mérite son statut de pays hôte du Sommet mondial sur la société de l’information (SMSI) qui doit avoir lieu en novembre 2005, dit le Groupe de l’IFEX chargé de la surveillance de la Tunisie (TMG).

 

Le TMG, qui se compose de 13 organisations nationales, régionales et internationales de défense de la libre _expression, vient de rendre public un rapport de 60 pages dans lequel il exprime sa « grave inquiétude » devant la piètre situation de la liberté d’_expression en Tunisie.

 

Publié afin de coïncider avec la tenue de la deuxième réunion du Comité préparatoire du SMSI à Genève (17 au 25 février 2005), le document intitulé « Tunisia: Freedom of _Expression Under Siege » [La liberté d’_expression en état de siège] précise les constatations de la mission que le TMG a effectuée en Tunisie en janvier.

 

La mission a constaté de nombreuses violations des droits de la personne en Tunisie, notamment le recours à la torture par les services de sécurité, l’incarcération de personnes qui ont exprimé leur opinion, les restrictions à la liberté d’association, la surveillance policière des courriels et le blocage des nouvelles et des sites web d’informations.

 

Le TMG a également constaté l’absence de pluralisme dans la propriété des médias électroniques, des tentatives pour bloquer la distribution des livres et des publications et la censure constante de la presse.

 

Le rapport du TMG formule des recommandations pour que la Tunisie se conforme aux normes internationales en ce qui concerne les droits de la personne, y compris la fin du harcèlement et de l’intimidation des militants des droits de la personne, la levée des contrôles des sites web et le respect des droits individuels aux libertés de mouvement, d’assemblée et d’association.

 

Le rapport prie aussi le gouvernement de libérer tous les prisonniers d’opinion et les cyberdissidents, entre autres Hamadi Jebali, rédacteur à l’hebdomadaire « Al Fajr » (http://www.ifex.org/fr/content/view/full/57153), et les soi-disant Jeunes de Zarzis ? sept cyberdissidents condamnés à de longues peines de prison parce qu’ils auraient utilisé l’Internet pour commettre des actes terroristes. Pendant les procès, rien n’a été mis en preuve pour démontrer qu’il y avait eu faute, selon ce que rapportent les procureurs des dissidents et des groupes locaux et internationaux de défense des droits de la personne (http://www.ifex.org/fr/content/view/full/63284).

 

Lire le texte complet du rapport à : http://www.ifex.org/fr/content/view/full/64664/ 

Consulter :

 

– Nouvelles de l’IFEX sur le SMSI : http://www.ifex.org/fr/content/view/full/51724/

– Alertes de l’IFEX sur la Tunisie : http://www.ifex.org/fr/content/view/full/691/

– Reporters sans frontières : http://www.rsf.org/article.php3?id_article=12581

– Des cyberdissidents se racontent : http://www.radionongrata.info/

– Dossier de Human Rights Watch sur la Tunisie : http://hrw.org/english/docs/2005/01/13/tunisi9801.htm

– Fédération internationale des journalistes : http://www.ifj.org/default.asp?Index=2973&Language=FR

– Nouvelles en arabe sur le SMSI : http://www.wsisarabicnews.org/

– Site web officiel du SMSI :

http://www.itu.int/wsis/

– Conférence de l’UNESCO sur la libre _expression dans le cyberespace :

http://tinyurl.com/5ndrv

 

(Source : le site de l’IFEX, le 25 février 2005)

lien web : http://www.ifex.org/fr/content/view/full/64941/

 


الشاعر بحري العرفاوي في حديث لـ”أقلام”:

الأزمة كامنة في عمق الإنسان ومن التبسيط اختزالها في النظام السياسي

إجابة على سؤال طرحته “أقلام أون لاين” على بعض الشخصيات الفكرية والسياسية: كيف تنظرون إلى المشكل السياسي في تونس، تفضل الأستاذ الشاعر بحري العرفاوي مشكورا، بالحديث التالي:

إن طبيعة الحياة بما هي تجدد وتغير يقتضي وجودا دائما لمشاكل. فالمشكل هو ما أشكل من الأمور وهوما يتطلب النظر والتفكير والبحث عن الحلول بما يحقق رفاه الإنسان وسعادته وليست المشاكل بالخطر بل هي ضرورية وايجابية ولكن الخطر في سوء التعامل معها بحيث تنقلب إلى أزمات أوحين لا يتعامل معها أصلا فتتحول إلى كوارث حقيقية.

كل مجتمعات العالم تشهد مشاكل مختلفة ومتفاوتة التعقيد والفارق هو في طرائق معالجة هذه المشاكل وفي مدى الوعي بها وسرعة الكشف عنها. فوجود المشاكل إذن ليست حالة خاصة بقوم دون قوم وإنما هو حالة إنسانية ضرورية لكي نفكر ونتقدم.

أما إن كنت تقصد وجود “أزمة” وفي تونس تحديدا، فالأمر أعمق من أن ينظر إليه بمعزل عن أزمة عالمية. والأزمة هنا ليست في كثرة المشكلات وإنما في عقم منهج التعامل مع تلك المشكلات، أنا لا أرى “أزمة” تونسية محضة وإنما أرى “أزمة إنسان” وانه لمن التبسيط والتسطيح اختصار الأزمة في نظام سياسي وتقديم علاج مستحضر في علب “ديمقراطية” أوفي نظام اقتصادي ورفع شعارات العدالة والاشتراكية أوفي خطاب ديني والتصدي له بمنطوق “العقلانية” و”العلمانية”… أرى الأزمة كامنة في عمق “الإنسان”

وإن صورة العالم تتشكل ملامحها داخل ذواتنا قبل أن ترتسم خارجنا… وعلى من أراد التخلص من المياه الآسنة أن يسارع بمعالجة المستنقعات بدل الانشغال بمطاردة المجاري.

ليس بإمكاننا معالجة أزماتنا ما لم نع معنى “الإنسان” وطبيعته، فالذين يتحدثون مثلا عن وجود أزمة سياسية ويرون أن الحل في “الديمقراطية” و”الحرية” و”التعددية” والتداول على السلطة… لن يقدروا على تغيير أي شيء ما لم ينفذوا إلى عمق “الإنسان”

إننا حين نتحدث عن “الديمقراطية” لا نتحدث عنها كنظرية جميلة وإنما نطمح إلى تحققها لتتحول إلى واقع عملي والى أسلوب في التعامل. ولن يتحقق ذلك بمزيد من القوانين أوتحوير الدساتير أوكثرة المناسبات وأعراس “الديمقراطية” وإنما يتحقق ذلك بوعي الأفراد بذواتهم وبمعنى الإنسان، وطبيعته.

فليس بإمكان أي سلطة إنتاج مجتمع الديمقراطية والحرية ما دام الأفراد يحملون في ذواتهم نزعة استبدادية أو استعلائية أو أقصائية أو تكفيرية أوتآمرية، وما داموا عاجزين عن احتمال بعضهم عند الاختلاف أو الخطأ وما دامت نفوسهم ضعيفة يخشون حتى من إبداء النصح فينقادون إلى التملق والمجاملات ويتعالون عن النقد فيعادون من يحالفهم ويضمرون له الأذى ويكابرون بجهلهم فلا يتواضعون لمن هو أعلم منهم.

إن الأزمة الحقيقية هي في أن يكون “المثقفون” على هذا الحال من ضعف وتملق ومكابرة زائفة… إنهم يغشون السلطة فلا ينصحون ولا يشيرون إنما يجارونها بهدف احتلابها! وإنهم يغشون العامة ليستمدوا منها وقارا زائفا وليجدوا لديها التقدير والتبجيل.. إنهم أخطر من الكوارث الطبيعية… لسنا بحاجة إلى المزيد من المنظرين والمتكلمين إنما نحن بحاجة أكيدة إلى ذوات صادقة متدفقة حبا ومندفعة مسؤولية.

إن الحاقدين والمتعصبين والمكابرين وضعاف النفوس لا يقدرون على شيء حتى وان كانوا متعلمين أوما يصطلح عليهم بـ”مثقفين” وحتى إن كانوا “متدينين” أو “عقلانيين”. إننا نفتقر إلى “عقيدة في الإنسان” تؤهلنا لتحمل المسؤولية واحتمال أخطاء الآخرين في اصطبار ورحابة صدر فلا ننظر إلى الإنسان على انه “مستحضر كيماوي” غير قابل للتغير فنحدد أعداءنا وأصدقاءنا نعادي هؤلاء إلى الأبد ونصادق هؤلاء ما لم يتغيروا أويختلفوا معنا.

اعتقد أن المسؤولية تقتضي الاقتراب أكثر من مخالفينا نحاورهم ونستمع إليهم توسيعا لدائرة الالتقاء. وكم نكون سعداء يوم يتحول “خصم” إلى صديق، لا فقط بفعل تأثيرنا فيه وانضمامه إلينا بل وبفعل تأثرنا به واقترابنا منه.

فـ”الاختلاف” ليس مجرد شعار أخلاقي أو سياسي نكتفي منه بالاستماع إلى الآخرين بل انه مبدأ معرفي وفلسفي بحيث نستمع إلى الرأي الآخر بهدف الاستفادة منه وإفادته. وإن الحوار ليس مجرد منازلة كلامية نرجو منها الانتصار لرأينا وإنما هو نشاط عقلي وتدافع فكري بحثا عما يمكن أن يكون أقرب إلى الحقيقة والمصلحة.

لماذا نتعامل مع “الإنسان” كما لو أنه “مستحضر كيماوي” معلب لا يتغير فنصنف الأفراد تصنيفا سياسيا أو إيديولوجيا أو دينيا أو أخلاقيا فنطمئن لبعض الأفراد أوالجماعات ونيأس من الآخرين؟ إنه الجهل بطبيعة “الإنسان” الوحيد العصي عن التحديد. أليس بالإمكان أن يتحول من نعتقد أنه مجرم إلى مواطن سوي؟ أليس بإمكان من نعتقد انه متخلف إلى حداثي مستنير؟ أليس بالإمكان أن يتحول من نظنه جاهلا إلى عارف؟ ثم أليس بالإمكان أن يتحول من نحسبه خصما إلى صديق أوشريك؟

أي فضل لمن يزعمون أنهم مستنيرون حين لا يقتحمون الظلمة يخرجون أهلها؟ وأي جدوى من معرفة من يدعون إنهم عارفون ومثقفون حين لا يواجهون الجهل؟ وأي إنسانية لمن يظنون أنهم سعداء حين لا ينهضون لإنقاذ من يرونهم أشقياء؟

إنها إعاقة في “الذات” وإنها أعظم من أن تتحملها أية سلطة سياسية حين لا يتحمل الأفراد مسؤولياتهم وخاصة من يزعمون أنهم “مثقفون”. إن أحد وجوه الأزمة في عصرنا هو فقدا ن “الجوهر” جوهر “الإنسان” وجوهر “الكلمة”.

الإنسان بقوته الروحانية وملكاته الإدراكية وانفعالاته النفسية يتحول إلى مجرد ظاهرة طبيعية لا يختلف عن بقية الظواهر في خضوعه إلى قوانين الطبيعة، أوإلى مجرد “كائن” استهلاكي في سوق العولمة والإشهار.

ما الفرق بين “الحياة” و”العيش”؟ ما الفرق بين “الكينونة” و”الوجود”؟ ما الفرق بين “الإنسان” و”الحيوان”؟ إن مثل هذه الأسئلة لا تنتظر إجابات بقدر ما تنتظر تمثلا والتزاما، وهذا ما أعنيه بغياب “جوهر الكلمة”

“الكلمة” التي هي أرقى علامات إنسانيتنا تتحول إلى مجرد “شحنة كيميائية” – كما يقول أدونيس – أي إلى مجرد صوت لا علاقة له بما نفكر فيه أو بما نشعر به. وقديما قال الفيلسوف “تكلم حتى أراك” الكلمة ترجمة للذات حين يتلازم المقول والمعقول والمعمول في لحظة سوية فتكون “الكلمة” ولادة معنى و”فعلا” في الواقع وشهادة على العصر. إن الكلمات الجميلة تحولت إلى ما يشبه زهور البلاستيك بلا روح ولا رائحة ولا “حياة” إنها مجرد رموز خاوية.

يتكلم الجميع في السلطة والمعارضة وحتى العامة عن “الحرية” و”الديمقراطية” و”حقوق الإنسان” وكرامة الذات البشرية و”المدنية” و”العقلانية” و”الإبداع” و”الفن” و”الوطنية”. وتتكلم أعظم دولة في العالم بهذه الشعارات الجميلة بل وتزعم أنها حامية “الإنسان” وتسعى إلى فرض “الديمقراطية” و”الحرية” ومع ذلك نرى الإنسان “يشقى”.

يشقى بفساد “جوهره” حين نضب فيه دفق الحياة واعتملت فيه نوازع الكراهية والأنانية والقسوة والحقد والتعصب والتكبر والخوف والنفاق فأصبح لا يقدر على تحمل الاختلاف أو الخطأ بل وحتى لا يقدر على تحمل ذاته فلا يعترف بخطإ أو جهل ولا يقبل بنصيحة ولا يتواضع فلا يسأل عما يجهل… ويشقى بما يسلط عليه من خارج من عدوان مادي ومعنوي ممن هو أقوى وحتى أضعف.

لقد استطاع أفراد صادقون أن يغيروا مجرى تاريخ مجتمعاتهم واثروا في العالم تأثيرا ايجابيا فكيف يعجز ملايين “المثقفين” في العالم على إيقاظ “الإنسان” النائم فينا؟ كيف لم يستطيعوا إنقاذ البشرية من هذا النزوع المريع نحو الخراب؟

إن إلقاء المسؤولية على ما يسمى “بصناع القرار” أو الأنظمة السياسية هو ضرب من “الجبرية الجديدة” وإعفاء للمثقفين ورجال الإعلام والمربين ورجال الدين والعامة من كل مسؤولية.

إن “أسوأ” إنسان في العالم هو تعبير عن تعبير صادق عن سوءة العالم. إنه صنيعة ثقافية ودينية واجتماعية واقتصادية… وان يأسنا من إصلاح المنحرفين هو تعبير عن انحراف منهجي في الإصلاح وعن يأسنا من “الإنسان”.

ليس هذا كلاما صوفيا أو أخلاقيا تجريديا بقدر ما هو واقعي نابع عن عقيدة في “الإنسان” هذا الكائن العصي عن التحديد. وسيظل العالم يسبح في سراب ودخان، ستظل البشرية تغرق في الدماء وفي الشقاء ما لم نكشف عن عمق “الإنسان” بقوته الروحانية وملكاته الإدراكية وانفعالاته النفسية واستعداداته الكامنة على التغير والتطور نحو معاني “الحياة” و”الوجود”. فهل أزمة بمثل هذا العمق يمكن أن تكون قطرية؟ وهل يمكن أن تكون من صنع جهاز حاكم؟

الذين يشتغلون على هذه الفرضية سينتهون إلى اليأس أو إلى تعقيد الأزمة يوم يقررون مواجهتها بنفس الآليات التي صنعتها وها نحن نشهد تراشقا بكل النبال الصدئة من مختلف الجهات حتى أن الفكرة الحرة لا تجد مكانا آمنا توقد فيه.

إن لم تكن “زيدا” فأنت “عمر” وإن لم تكن “أبيض” فأنت “أسود” وليس لديك متسع من الصدور وانفتاح العقول لكي تقول بأنك تشفق على هؤلاء وهؤلاء، وإن الحرية أرحب من أن تضيق بفكرة، وإن الطبيعة تحتمل كل الألوان وكل الأشكال وكل الأحجام وكل الأصوات وإن الحقيقة موزعة بين كل العقلاء وإنه لا يأس من “الإنسان” ما دام فيه قبس من روح الله.

أنا لست محترف “سياسة” لا أصلح لها ولا تصلح لي ولكني ولكوني مواطنا ووطنيا واعيا أعي تفاصيل ما يحدث من حولي وأستشرف ما سيحصل… ففجر إعلان بيان السابع من نوفمبر سنة 1987 تدفق فيّ أمل طافح ثم ما لبثت أن شعرت بالقلق… فكتبت مقالا عن البيان وبناء الإنسان وقلت إن مسؤولية التغيير لا تتحملها السلطة لوحدها وإنما هي مسؤولية كل المواطنين وخاصة المثقفين والمربين ورجال الإعلام والفنانين وان بداية التغيير لا تكون إلا ببناء الإنسان الجديد في وعيه ومفاهيمه وقيمه ووطنيته ومنهج تفكيره. وقلت إن الكثير من المنافقين سيندفعون إلى المقاعد الأمامية وسينشغلون بالمدح والإطراء بدل التجديد والبناء…

لماذا نخشى النقد والنصح ما دمنا صادقين؟ لماذا لا نقول إلا ما نظنه إرضاء للسلطة بدل قول ما ينفعها وينفع البلاد؟  وكتبت مقالا سنة 1989 بإحدى الصحف العربية حذرت فيه من سوء استغلال أجواء الحرية المتاحة يومها، من قبل بعض المثقفين والأحزاب السياسية، وقلت حينها إن الحرية مسؤولية وإن الكتابة فعل تاريخي وشهادة على العصر وليست إذكاء للأحقاد أوتحريضا على الفتنة…

إن أي سلطة في أي عصر لا تحتاج إلى من يمدحها لأن من بين مهامها التقليدية الحديث عن إنجازاتها والتعبير عنها بالصوت والصورة والحبر، ولكنها تحتاج من يطرح عليها الأسئلة المنبهة ويقدم لها النصح ويكشف عن بعض النقائص بنية صادقة في الإصلاح.

لماذا يشغل الكثير من المثقفين أنفسهم إما بالدفاع عن السلطة وإما بالكشف عن نرجسيتهم وسلطتهم الأدبية أوالفنية ولا يهتمون بالكشف عن عمق الإنسان وجوهره؟ لماذا يستعمل “السياسيون” خطابا متحفزا نافرا مشحونا إقصاء وعدائية تجاه المخالفين؟

إننا بصدد أزمة في عمق “الإنسان”، وإن الذات البشرية لا يمكن أن تكون خاوية. فإذا لم تنشأ على قيم الحياة ومعاني “الوجود” بما هي حرية ومسؤولية ووعي وإبداع وتجدد، فستكون بالتأكيد وعاء لقيم تدميرية سواء أكانت دينية أو فوضوية.

سيلجأ شباب كثير إلى معان يظنونها “دينية” نافرة حاقدة سدا لفراغهم من معنى “الحياة” وسيكونون خميرة فاسدة لأي نزعة فوضوية يندفع إليها اليائسون. وسيلجأ شباب كثير إلى ما يظنه مصادر اللذة تعويضا عن لذة المعنى والمسؤولية والوعي بالذات فيسلكون كل مسلك مخالف للتقاليد والقانون. وبعدها سيكون يسيرا على أي قاعد أن يلعن الظلمة ألف مرة. وقد جاء في الحديث “من قال هلك الناس فهو أهلكهم”.

(المصدر: مجلة أقلام أون لاين الإلكترونية السنة الرابعة، العدد 13 لشهري جانفي وفيفري 2005)

 


بيان صحفي

مصر: مزيد من القيود التعسفية على استخدام الإنترنت يجب الكف فورا عن التحرشات بمقاهي الإنترنت

23/2/2005      القاهرة في 23 فبراير 2005 ، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم ، الإجراءات التي تقوم بها وزارة الداخلية المصرية ، ضد مديري و أصحاب مقاهي الإنترنت ، من إلزامهم بتسجيل أسماء وأرقام هويات مستخدمي الإنترنت في هذه المقاهي .      وكانت أجهزة الشرطة قد دأبت على استدعاء مديري و أصحاب مقاهي الإنترنت ، وتوجيه الأوامر لهم بضرورة تسجيل أسماء زبائن تلك المقاهي ، من واقع بطاقاتهم الشخصية ، وعرض هذا السجل على ضابط أمن الدولة التي تقع مقهى الإنترنت في دائرة اختصاصه ، وتهديدهم بغلق المقاهي في حال الامتناع عن تنفيذ هذا الإجراء ، رغم عدم قانونيته !      وقد التقى عدد من فريق العاملين بالشبكة العربية بأصحاب تلك المقاهي ، الذين أكدوا أن هذا الإجراء الغير قانوني ، يجعل الكثير من مرتادي مقاهي الإنترنت يحجمون عن استخدامها ، مما يتسبب لهم في الخسائر ويحد من استخدام الإنترنت ، التي تزعم الحكومة المصرية تشجيعها على استخدامه .      وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ” لقد شعرنا بالاندهاش والاستنكار لمثل هذا القرار ، خاصة وان رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ، ينتمي لحقل التكنولوجيا والاتصالات ، إنه انتهاك صارخ للحق في الخصوصية يتم بدون علمه ، وتصبح المصيبة أشد لو كان يعلم بهذا الانتهاك “.      ويأتي هذا الإجراء متزامنا مع إجراء أخر يحد من انتشار الإنترنت في مصر ،اتخذه المهندس/ علاء فهمي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ، بفرض عقوبات على الشركات التي تقدم خدمة الإنترنت الفائق السرعة المعروفة ب “ADSL ” بسعر أقل للمستخدمين ، مما يعني حرمان قطاع كبير من مستخدمي الإنترنت من هذه الخدمة بسبب إصرار الأجهزة الحكومية على قصر هذه الخدمة على المقتدرين ماليا .      وقال عيد ” لم تكتفي الحكومة المصرية في عهد احمد نظيف ، بحجب العديد من المواقع ، بل أنها باتخاذها خطوات كتلك توجه ضربة موجعة لحرية المواطنين في استخدام الإنترنت والحفاظ على خصوصيتهم ، وهي انتهاكات تدين رئيس الوزراء شخصيا الذي فيما يبدو سهل بخبراته في مجال الاتصالات للسياسات البوليسية في أن تطال الإنترنت منتهكا نص المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي وقعت عليه مصر ، والتي تقضي بحق تلقي المعلومات وتداولها دون قيود”.      وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، الحكومة المصرية بأن توقف هذه الإجراءات فورا ، وأن تلتزم بما تزعمه من تشجيع استخدام الإنترنت وجعله بمتناول جميع المواطنين ، وليس القادرين ماليا فقط .

 


  قمّة المعلومات 2005:

الإحتياجات الملغومة…. الأبعاد المفرغة

لا شكّ ولا خلاف أنّ المدى الذي بلغه قطاع المعلومات، ضمن التشكيلة الواسعة التي يتمظهر عبرها، أو ضمنها، يمثّل إحدى أهمّ التحوّلات التي عرفتها البشريّة ضمن مسيرتها، ولا تكمن هذه الأهميّة في التطوّرات التكنولوجيّة التي صار نسقها في تسارع مطّرد، بل في أنّ هذا القطاع لم يترك شريحة بشريّة أو فئة، لم يؤثّر فيها، في جزم قاطعا، أنّه يمثّل أحد أهمّ المحدّدات للتطوّر البشري، سواء عبر تحديد المسار المتّبع أو في وضع الجدليّة الضابطة لذلك… أيّما وليّت وجهك، من أصقاع سيبريا المتجمّدة، إلى صحاري الرمل الحارقة، مرورا بالغابات الإستوائيّة، أو غيرها من المناطق القاحلة أو شبه المأهولة، يكون من الصعب جدّا، ومن عدم المعقول العثور على “جماعة بشريّة” لا تملك وسيلة إتّصال تربطها بباقي المجموعة البشريّة، بل يجزم العلماء أنّ غابات غينيا الجديدة التي كانت تشكّل “المنجم” الأخير والمتبقّي لدراسة مجموعات بشريّة “تعيش منفصلة عن باقي بني البشر”، قد نضبت وصار في حكم المستحيل تقريبًا، العثور على قبائل بدائيّة بالمعنى المطلق للكلمة. إن كانت سمة وسائل الإتّصال هذه ربط البشريّة ببعضها البعض، بالمفهوم المطلق للعبارة، إلاّ أنّها تُراوح عبر الوسائل المتاحة، وكذلك القدرة على التأثير، بين مراتب عدّة ومستويات متفاوتة… تمكّن وسائل الإتّصال المتاحة، نظريّا على الأقلّّ، من بثّ معلومة وتلقّي أخرى، إلاّ أنّ واقع الأمر يتعدّى التكنولوجيا [في بعدها الوظيفي المباشر]، إلى مجموعة من المعادلات المترابطة والمتداخلة، بل المتأثّرة بعوامل عديدة وظروف متعدّدة، ممّا يجعل “الواقع المعلوماتي” أشبه ما يكون بسفن بعضها محكم البناء، جيّد التجهيز، يملك قدرة على سبر البحار والمحيطات، وأخرى شراعيّة، أو عديمتها، تهزّها الرياح وقد تدمّرها العواصف والأنواء. وجب التأكيد قبل البدء، أنّ هذه القراءة تنحصر في الأبعاد التكنولوجيّة لوسائل الإتّصال عامّة، وما تقدمّ هذه “الآلات” من وظائف، ومدى تحكّمنا أو قدرتنا على صهر هذه التكنولوجيا عبر رؤية حياتيّة، وبالتالي تنمويّة، أو جعلها رافدًا لحياة نعيم ورخاء وبحبوبة، ضمن ما يرنو إليه الفرد من طيب العيش وما تبغيه المجموعة [ضمن الفضاء العربي الإسلامي] من تقدّم وإزدهار… وجب الإعتراف أيضًا، أنّ “قمّة المعلومات” هذه، قد ارتبطت بل التصقت في قوّة وشدّة، بالجدليّة السياسيّة التي صارت تحكم هذه المنظومة وتضبطها، حيث دأب الجميع في جانب متزايد على تقييم مواضيع “الحريّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان” من خلال شكل الممارسة الذي تبدو وتتجسّد خلاله ضمن الادوات الإتّصاليّة، وبالتّالي صارت الصراعات بين الأطراف السياسيّة والتنظيمات الأهليّة، تتمّ، في جانب كبير ومؤثّر منها، ضمن هذه الأدوات وعبرها، خاصّة وأنّ الفضاء العربي الإسلامي لم يستطع بعد ترسيخ الإنتخابات أو غيرها من أدوات العمل السياسي كقاسم مشترك، سواء على مستوى الفكر أو الممارسة. صارت قناة “الجزيرة” مثلا، فضاء “للمساواة” بين السلطة الحاكمة عبر من يمثّلها وبين تنظيمات “مرفوضة عادة ومطعون في حقّها في الوجود”، أو أفراد خرجوا على “الشرعيّات القائمة” وناصبوها نفيا قاطعًا ومتبادلا. هذا التقابل أو هذا القبول، لم يأت نتيجة الإيمان بدور هذه القنوات في ترسيخ مجتمع متعدّد أو جدليّة “قبول الآخر”، بل ضمن رؤية، تبحث عن كشف الآخر وتعرية عوراته أمام المشاهدين، ومن ثمّة، يحاول كلّ طرف، عادة، الجمع بين الإصرار على البروز في صورة الملتزم بقواعد اللّعبة الديمقراطيّة، وتلك الرغبة الدفينة والغريزة الدائمة في تدمير الآخر ومحوه من الوجود، ممّا يجعل الأمور تنفلت عديد المرّات، في سرياليّة أو قل عبثيّة، قد لا يقدر على الحلم بها أو تجسيدها أمهر المخرجين السينمائيّين. إستطاعت الأدوات الإتّصال الحديثة أن تغيّر النظرة التي يحمل المتلقّي العادي عن السلطة وأدوات فعلها، أو هي إستطاعت في أبسط الحالات أن تدخل على النظرة، التي كانت قائمة، إضطرابًا وفوضى، حيث تتحوّل البرامج “الحواريّة والصداميّة” التي تعدّها قناة “الجزيرة” مثلا، بين السلطة القائمة وبين معارضيها إلى البرنامج الأكثر رواجا ضمن فضاء القطر المعني، ليكتشف المتلقّي العادي، أو يستلذّ أحيانا بأنّ السلطة، لم تكن تملك “تلك الحقيقة المطلقة” كما تدّعي عادة، وكذلك ليست السلطة ذلك الطود العالي والجبل الشامخ الذي، لا تفلّ فيه الرياح ولا تهزّه العواصف. قدرة الأدوات الإتّصال الحديثة، التلفزيون خاصّة، على إختزال المعادلة السياسيّة القائمة، بعمقها الشديد وتعقيداتها الأشد، ضمن صورة رجل يقابل آخر، وحجة تباري الأخرى، تمثّل إنقلابًا خطيرًا، وتغيّرا لم تتجلّ بعد كلّ تأثيراتها، كذلك الأمر في مجال الأنترنت، فقد لا تشفع لهذه السلطة القائمة، قوّتها وسطوتها، وما تملك من أدوات ماديّة وقدرات “لوجيستيكيّة رهيبة”، فترى موقعها على الأنترنت أو مواقعها قد إنهزمت أمام موقع أعدّه “فرد في صيغة فرد”، لا يحتكم سوى على جهاز كمبيوتر واحد لا غير. تأتي أدوات الإتّصال الحديثة هذه، كمجسّم أوّل أو كمسقط أوّل لجدليّة “التساوي والديمقراطيّة”. قد يرى البعض ذلك بعين الرضا والإستحسان، لكنّ كاتب هذه الأسطر لا يرى في الأمر سوى رغبة من جميع الأطراف، ليس على الإنخراط والتأسيس، بل محاولة تطويع هذا “التساوي” وهذه “الديمقراطيّة”، التي وجب أن نعترف أنّها، ككلّ الجدليّات المماثلة لها، لم تأت نتيجة مخاض ومحصّل عمليّة تشكّل داخليّة، بل جاءت ضمن الرغبة في تحصيل النصر المباشر وهزم الآخر… هذه الآلات، المؤسّسة لفعل الإتّصال، في شكله المادّي المباشر، جاءت رغبة من الأطراف الفاعلة ضمن المجال الغربي، في توسيع القدرة الإتّصاليّة ومجال البث والتلقّي، ضمن رؤية تزاوج بين الثقافة وما تحمل من قيم وما تحيل عليه من مرجعيّات، وبين ذلك الهاجس الدّائم في تحيق الربح المادّي… الألات ذاتها، التي هي نتاج فكر ومحصّل رؤية في العالم الغربي، تحوّلت ضمن الفضاء العربي الإسلامي إلى صانعة “فكر” ومرسّخة “للثقافة الديمقراطيّة”، فالمعادلة في الغرب جاءت على أساس أنّ الفكر يصنع الآلة التي يبغي ويحتاج، في حين جاءت ضمن فضائنا العربي الإسلامي معكوسة، حيث أنّ الآلة صنعت أو ولّدت “شبه فكر” و”مرجعيّات لقيطة”، لا يمكن أن تؤسّس، خلافا لما يراه البعض من السذّج أو تجّار الأوهام، لأيّ فعل ديمقراطيّ راسخ… القدرة على تملّك ناصية هذه الأدوات وتطويعها، بل وترويضها وتدجينها، تمثّل إحدى الدلالات الهامّة على قدرة كلّ من الأنظمة القائمة والأحزاب السياسيّة والمنظّمات الأهليّة، على تحقيق وجودها وتأمين مجالها أو مجالاتها الحيويّة، حيث تتساوى الرغبة، لدى من يملكون السلطة أو من يعارضونهم أو من يضعون أنفسهم ضمن مجال حقوق الإنسان، في تملّك ناصية هذه الإدوات بحثًا عن تطويع المنظومة الإتّصاليّة ضمن الحروب الكلاميّة القائمة أو الصراعات المتواصلة. خلالفًا لما يراه البعض، لم تبتدع “المنظومة الإتّصاليّة” القائمة حاليّا منطقا جديدًا، بل دفعت المنطق السابق لها في حركة تسارع تشتدّ من يوم إلى آخر، فلو نظرنا إلى “الأنترنت” مثلا، نجد أنّ تميّزه لا يأتي من المعلومات المقدّمة [في شكلها الكمّي]، بل في سليان وتدفّق هذه المعلومات وكذلك في تدنّي الكلفة، ممّا يجعل “سعر المعلومة” ينخفظ من شهر إلى آخر، إن لم نقل من يوم إلى آخر… هذا الوضع الجديد لم يؤسّس لقواعد علاقة جديدة بين الحاكم والمحكوم فقط، بل أدخل ماهيّة وشرط وجود هذا الطرف أو ذاك في معادلة، لم تتبيّن بعد [على الأقلّ ضمن الفضاء العربي الإسلامي] الملامح الكبرى لها، فتعريف الدولة القطريّة، سواء كما جاء به عصر النهضة الأوروبي، أو كما عرفناه إثر جلاء الإستعمار [في شكله العسكري] عن أقطارنا، يشهد حاليّا إعادة طرح و”مساءلة”، حيث بدأت القواعد المؤسّسة للدولة القطريّة تعرف شروخًا، يتفاوت مداها من قطر إلى آخر، لكنّ “الحدّ الأدنى المشترك” يدعونا إلى أن نضع نقاط إستفهام كبيرة أمام النخب، التي من واجبها، نظريّا على الأقلّ، قيادة هذه الأقطار وتحديد مسارها… وجب التذكير والإعتراف أنّ “المنظومة الإتّصاليّة” لا تشكلّ بمفردها المؤسّس الوحيد لهذه التقلّبات والتبدّلات، بل تأتي رياح التغيير لتهبّ على جميع المجالات، الإقتصاديّة منها والإجتماعيّة وحتّى الثقافيّة والدينيّة، حيث صارت كلّ المسلّمات موضوع سؤال ويدفع البعض الآخر عن خوف أو عن قناعة، عن وعي أو دون إدراك إلى حجب هذه المسلّمات وجعلها دون الأسئلة وفوق الطرح… وجب التذكير أنّ جانب “الديمقراطيّة وحقوق الإنسان”، قد نالا إهتماما واسعا من لدن السياسيّين والمهتمّين بالشأن العامّ، سواء بحثا وتحليلا، أو دعاية ودحضًا. يبدو من الوهلة الأولى لمن تابع هذه المقالات أو المناظرات، وكاتب هذه الأسطر لا يدّعي الإطّلاع على جميعها، ويدعو جميع القراء إلى إبداء الرأي وتقديم ما يروته نقيصة، يبدو أنّ “قمّة المعلومات” التي تشكّل في جوانبها المتعدّدة والمتداخلة حدثًا عالميّا، متعدّيا للكيانات الجغرافيّة ومتجاوزًا لها، قد صارت مرادفًا لذلك الصراع القائم بين الأنظمة وما تحمل من رؤى وما تذهب إليه من ممارسات من جهة، وبين من يخالفونها الرأي من أفراد وجماعات… نلاحظ، أنّ العرب والمسلمين قد “تقوقعوا” وحملوا معهم هذا “الموضوع” إلى شأنهم الخاصّ، في حين غابت تلك النظرة الإستراتيجيّة، التي تحاول أن تنزّل هذا القطاع المتعدّد المعادلات ضمن رؤية أو رؤى تنير الدرب وتطرح برنامجا سياسيّا [بالمفهوم الواسع والشّامل للكلمة]. قد يرى البعض، أنّ الوضع العربي الإسلامي الحالي، ينفرد عبر خصوصيّات، تجعل من طرح موضوع الحريّات والدمقراطيّة وحقوق الإنسان ضمن المنظومة الاتّصاليّة رأس الأولويّات، وبالتالي [ضمن ذات الرأي] لا يجوز أن نتقدّم ضمن هذا المحور دون أن نبني قاعدة صلبة ومتينة… هذا الرأي، ورغم ما يحمل من طوبائيّة جميلة ورائعة، إلاّ أنّه يخرج بالمنظمومة الإتّصاليّة العربيّة الإسلاميّة عن جدليّة التاريخ، ويجعلها كيانًا قائما بمفرده، دون قدرة على الفعل أو قابليّة للتأثّر، حيث أنّ فترة “الطرح والتأمّل والسؤال والمساءلة”، لن تشكّل لدى العالم الذي نحيا ضمنه سوى فرصة للرّاحة أو مناسبة للإسترخاء، لكي يكمل العرب والمسلمون تصفية حساباتهم وتحديد خياراتهم!!! إنّ الحقيقة المرّة والواقع المرير، يجزم جهرًا ودون مواربة أنّ قدرة العرب والمسلمين على التأثير تقلّ بل تتدنّى إلى حد كبير أمام ما يسلّط عليهم من تأثير، وبالتالي يجب علينا أن نزاوج بين أمرين إثنين دون أن نغفل أحدهما أو أن نبخس أيّا منهما حقّه في الطرح والسؤال والتأمّل. يجب أن نضع أسئلة الحريّات والديمقراطيّة وحقوق الإنسان، ونجعل منها ليس فقط موضوع جدال، بل أن نعتبر أنّ حقّ الفرد في الحصول على المعلومة مقدّس ولا يحتمل التأويل أو يقبل المناقشة، وكذلك وجب أن نجتمع على رأي سواء، نضع من خلاله القواعد المؤسّسة لفعل الرقابة. غياب الرقابة كما يحلم البعض بالمدينة الفاضلة، أمر لا يمكن أن يتعدّى تلك الشطحات الفكريّة التي تهزّ أشباه المثقّفين وأنصاف الأميّين، فكلّ منظومة فكريّة، ثقافيّة وبالتالي إديولوجيّة، سواء جاءت جهرا أو مواربة، تطرح منطق فرز وبالتالي رقابة، قد تختلف التسمية من نظام إلى آخر، لكنّها ضمن لعبة الرفض والقبول، تؤدّي الوظيفة ذاتها… ينخرط البعض من مثقّفينا أو حتّى أهل السياسيّة، عن جهل أو علم، في المناداة بفتح حنفيّات المعلومات تسيل في كلّ الإتّجاهات، حيث من هبّ ودبّ قادر على إيصال المعلومة التي يريدها إلى من شاء وأراد. هذه الرؤية “النوستالجيّة” لا يمكن البتّة أن تكون وجها من وجوه الإنصاف والعدالة بين الشعوب والأفراد، كما ينادي بها أصحابها، بل، وهنا تكمن الخطورة، في أنّهم يساوون بين عالمين أو عوالم مختلفة الثقافات، متباينة الرؤى الحضاريّة، عبر صهر ضمن المنظومة الغربيّة، سواء جاء قرارهم ضمن نفي أو إنسلاخ عن الحضارة والثقافة اللّتين ينتمون إليها أو عبر شبه “كوكتال” ياتي طعمه غربيّا بالأساس… إنّ الإصرار والتأكيد، بل حصر موضوع “قمّة المعلومات 2005” من الجانب العربي، ضمن رؤية لا تتعدّى مواضيع الحرّيات والديمقراطيّة وحقوق الإنسان في نفي للجوانب الإستراتيجيّة الأخرى، سواء نظرنا إلى الإتّصال على أنّه تكنولوجيا أو وسيلة أو منظومة بأكملها، يمثّل مجرّد ردّ فعل غريزي أو عاطفي، لكنّه لا يرقى إلى مقام العقل، الذي يشكّل المحدّد الأوّل والمرجع الرئيس لجدليّة الفعل وردّ الفعل… وجب التأكيد على أنّ مواضيع الحرّيات والديمقراطيّة وحقوق الإنسان، لا يمكن بأيّ وجه من الوجوه أن نعتبرها ثانويّة أو أن نركنها أو نجعلها في درك أسفل، فلا يمكن البتّة لأيّ شعب أو مجموعة بشريّة أن تحقّق تقدّما دائما ونهضة مستديمة دون فكر حرّ ورؤية مستنيرة، وعلاقة بين الأفراد والمجموعات تنبني على إحترام الفرد في بعديه المادّي والمعنوي، وكذلك وجب التأكيد أنّ غياب رؤية عربيّة في مجال الإتّصال عامّة، يجعلنا في أفضل الحالات في صفّ الموالي الذين لا يملكون قدرة الحفاظ على وجودهم، فتراهم ـ كما هو حال العرب والمسلمين راهنًا ـ في بحث مستمرّ عمّن يوفّر لهم “الحماية” ويؤمّن لهم “السلامة”… لا حاجة لنا للقول أنّ ثمن هذه “الحماية” وكلفة هذه “السلامة”، يتعدّى ويتجاوز بكثير ما يدفعه الحريف العادي من مال أو غيره…   السؤال عن موقع العرب والمسلمين ومكانتهم ضمن الفضاء الإتّصالي العالمي، يدعونا بدءا إلى تعريف هذا الفضاء، الذي يمكن منهجيّا، على الأقل، أنّ نقسمّه أو نفكّكه إلى مستويات عديدة: ـ الباثّ. ـ المتلقّي. ـ أداة البثّ. ـ أداة التلقّي. ـ المادّة المنقولة. مفهوم البثّ أو التلقّي، يتعدّى مجرّد إمتلاك أو حسن تسيير مجموعة من التجهيزات، إلى القدرة على التموقع ضمن الجدليّة المؤسّسة لفعل البثّ والتلقّي، سواء على مستوى الأبحاث العلميّة، بجميع أنواحها، أو القدرة على تصنيع وتجهيز أدوات البثّ أو التلقّي هذه، أو تسخيرها ضمن الرؤية الثقافيّة، أو الحضاريّة أو حتّى الأيديولوجيّة المؤسّسة لفعل التواصل. الجزم قائم ولا يحتمل التكذيب بأنّ العرب والمسلمين، لا يملكون نواصي هذه العلوم ولا يحوزن طرف قدم ضمن مخابر الأبحاث ومراكزها. بل تأتي صناعات وسائل الإتّصال القائمة داخل الفضاء العربي الإسلامي، ضمن ذلك التوزيع المقصود للأدوار بين المركز الذي يحتفظ بالصناعات المتطوّرة وبين الأطراف التي تأخذ نصيبها ضمن نظريّة التابع والمتبوع، من الصناعات الأقلّ تطوّرا. ما يميّز أدوات الإتّصال القائمة حاليّا، هو أنّها تنتمي إلى مجموعات تتباين على مستوى التكنولوجيات المستعملة، أو التوظيفات المعتمدة، ويمكن أن نحصر تدخّلنا ضمن أصناف ثلاث، هي الهاتف المحمول، الأنترنت والقنوات التلفزيونيّة والإذاعيّة الفضائيّة… هذه الوسائل الثلاث تشترك في قدرتها العجيبة على نفي “الجغرافيا”، حيث لا يستطيع الباثّ أن يحدّد موقع المتلقّي، إلاّ أن يكون مرتبطا بجهاز مراقبة وتتبّع، وهذه الأجهزة هي حكرًا على بعض الدول العظمى وأجهزة إستخباراتها على وجه التحديد. يبدو من خلال هذه الأمثلة، تضاربا غريبا، بل مفزعا، بيت تلك القدرة على نفي “الجغرافيا” وعجز الأنظمة “من درجة سفلى” على تحديد المتلقّي، وبين أن تحتكر الدول الكبرى قدرة التحديد هذه، ممّا يمكّنها من سلاح إضافي وورقة ضغط أخرى… النظام الإتّصالي العالمي القائم، يتميّز عن سابقيه بالتوسّع أوّلا، وبترابط جميع شبكاته ثانيًا، وبتزايد عدد من يملكون القدرة على البث ثالثا. إنّ وسيلة الأنترنت مثلا، تمكّن حاليا من تقبّل المعلومة بجميع أصنافها وبكلّ أشكالها، ضمن مناخ المراقبة القائمة طبعًا، لكنّها تمكّّن من هبّ ودبّ من أن يتحوّل بتكاليف يسيرة إلى باثّ، سواء عبر إنشاء موقع بالمفهوم المتداول، أو تلك الصفحات الخاصّة المدعوّة Blog. تيسّر عمليّة البثّ، تجبرنا على أن نعيد النظر إلى المعلومة التي تشكّل رأسمالا أوّلا، وسلطة ثانية، وهنا يأتي خوف السلطات القائمة، المنطقي والمفهوم من حصول قطيعة بينها من تحكمهم… حيث يفضّل هؤلاء مصادر أخرى للمعلومة أو الترفيه أو غيرهما… إنّ العديد من أنظمة ما يسمّى العالم الثالث، ترى في وسائل الإتّصال وسيلة لتأكيد شرعيّتها وإثبات ديمومتها، ومن ذلك نرى أنّ الحركات الإنقلابيّة تجعل من محطّات الإذاعة والتلفزيون هدفًا استراتيجيّا، وكثيرا ما شاهدنا حالات إنقلابيّة نجحت أو فشلت بسبب قدرة السيطرة على أدوات الإتّصال أو عجزها عن ذلك… القنوات الفضائيّة قلبت هذه المعادلة، بل أدخلتها في نسق جديد، حيث يستطيع المتلقّي الحصول على المعلومة من ضمن تشكيلة واسعة [عدديّا]، وبالتالي تنكسر حالة الإحتكار وتنتفي، ويصير للمرء حقّ “التمرّد” ورفض “القناة الشرعيّة”… دول قليلة في العالم لا تزال قيادتها تصارع السيل العارم، رافضة وسائل الإتّصال العصريّة، سواء جميعها أو البعض منها… يمكن أن نسوق من بينها كوبا وكوريا الشماليّة ومن شاء من القرّاء أضاف ما له به علم… خطورة وسائل الإتّصال الحديثة يكمن في قدرتها على إحتكار المتلقّي وجذبه دون القنوات “الشرعيّة” القائمة ضمن الفضاء الجغرافي الخاضع للسلطة القائمة… القطيعة التي قد تقوم ـ بدرجات متفاوتة ـ بين الفرد المتلقّي والسلطة الساسيّة الباثّة، تترجم عنه روح الإرتباط أو وضع القطيعة الذي يربط الفرد بالسلطة السياسيّة القائمة، وبالتالي يعيد ترتيب أو تعريف أو حتّى نفي أو إعادة بناء العلاقة الرابطة بين الطرفين، مّما يجعلنا ضرورة نعيد النظر إلى شرعيّة الدولة القطريّة والعناصر المؤسّة لها… إنّ الفرد، قد لا يغادر بلده قطّ، وقد لا ينتمي إلى تنظيم سياسي معارض بأيّ شكل للسلطة السياسيّة، وقد لا يهتمّ بالسياسية أصلا ولا يرى فيها سوى مجلبة للمشاكل وباب شرّ لا ينغلق… هذا الفرد قد يجد نفسه في غربة تجاه السلطة السياسيّة، حيث تنحصر العلاقة بين الطرفين ضمن الحدود الدنيا الإجباريّة، أو قد يصل الأمر إلى قطيعة لا رجعة فيها أو تراجع عنها… إنّ السلطة السياسيّة لا تنتفي بالسلاح المادّي، بل تصير عدمًا رغم ما قد تملك من جند جرّار وأسلحة فتّاكة، بمجرّد أن تختفي من ذهن الأفراد الذين يقيمون ضمن كيانها… تلعب وسائل الإتّصال دورًا خطيرًا، في تأكيد العلاقة أو نفيها بين الفرد والسلطة السياسيّة القائمة، لكنّ هذا الدور يصير مركّبا ويندمج في معادلة متعدّدة الأبعاد حين نرى الوضع الإتّصالي القائم حاليّا، ولا يمكن أنّ نعدّ سوى خارطة تقريبيّة ومنقوصة بالتأكيد للمشهد الإعلامي العربي عمومًا، حيث أنّ المتغيّرات تجدّ ضمن تسارع قد يجعل من منطق هذه اللحظة في تضارب تامّ وتعارض كامل مع اللحظة التي تليها… إنّ الإعتداءات التي شهدها العراق سواء كانت سنة 1991، أو سنة 2003، يُبرز لنا دور وسائل الإعلام، ليس فقط في نقل صورة مشروطة بالموقف من هذا الإعتداء، بل في القدرة على توظيف هذه الصورة وجعلها تترسّخ أو ترسّخ لدى المتلقّي، عبر التواتر، موقفا سياسيّا بعينه دون آخر…   هذه الادوار المركّبة والمتداخلة والمعقّدة أيضا، تجعل حصر “قمّة المعلومات” في قضايا الحريّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان، رؤية منقوصة وجهدًا دون المأمول، ولا تكمن هذه الضرورة في مجرّد كتابات عابرة أو جهد فرديّ، بل في قيام حركة وعي وإدراك وبالتالي التأسيس، ليس ضرورة لفكرة واحدة جامعة، بل ـ وهنا تكمن الأهميّة ـ في تحديد فضاء فكريّا ومجالا بالمفهوم الأستراتيجي، يحوز الإجماع ويكون الإجتهاد والتجديد ضمنه. هذا الفضاء لا يمكن بأيّ حال أن يصير جامدا أو أن يتنزّل في قوالب جاهزة، بل يجب أن يكون، ليس فقط مواكبًا للتغيّرات التكنولوجيّة الجادّة، بل صاحب قدرة على أن يكون طرفا فيها…
نصر الدّين بن حديد صحفي جزائري، مقيم في تونس   ملاحظة: هذا المقال تمّ تحريره حصرًا لموقع “تونسنيوز”، وبالتالي لا يحقّ لأيّ جهة نقله أو التصرّف فيه دون إذن مسبّق من كاتبه، الرجاء طلب الإذن على العنوان التالي: ayoub.miled@laposte.net

 


 

مائة مصباح من مشكاة النبوة

الحلقة الثالثة والثمانون

أخرج الترمذي عن أبي حذيفة أنه عليه السلام قال “لاتكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا ألا تظلموا “. ـــــــــــــــــــــــــ

 

من شواهده ” وكذلكم جعلناكم أمة وسطا ” و” لاتتبعوا خطوات الشيطان ” وغيرذلك كثير…

 

موضوعه : الامعية الحضارية هي داء الامم توقى لها الاسلام بتميز الشخصية عبر الوسطية.

أبوحذيفة إبن اليمان كرمه المصطفى عليه السلام بأن خلع عليه من أردية الحب بسطا وافية فهو أمين سره عليه السلام وهو مرقى لم ينله حتى الصديق والفاروق وذو النورين وأبو سبطيه وريحانته عليهم الرضوان جميعا وهو من إستودعه عليه السلام قائمة إسمية في المنافقين دفنت معه ولك أن تتصور أن رجلا منا اليوم إستحفظه نبي وديعة خطيرة وهل أخطر من تلك الوديعة فأي حمل وأي أمانة وأي قلب ذلك الذي لم ينبجس برشح وأمير المؤمنين عمر كالملدوغ لا يبرح حذيفة حتى يعاوده سائلا عما إذا كانت القائمة تضم بين أضلعها إسمه فأي جأش ربط الله عليه حذيفة وأي وجل يفتك بمهجة عمر وأي جيل قرآني فريد وحذيفة ذاته هو من كان يسأل محمدا عليه السلام عن الشر مخافة أي يدركه في حين كان الناس يسألون عن الخير واليوم حذيفة هو من ينقل لنا ممن إستحفظه على خبر السماء خبرا من السماء يرسم لنا ولكل أمة في الحقيقة بما فيها أمم الكفر من سائر الملل والنحل منهج الوسطية والتميز واقيا ضد داء الامعية .

كما لا ينبغي غض الطرف هنا عن كونه عليه السلام يخاطب بصيغة المخاطب الجمع ” لاتكونوا” بما يعني أن هذا الدواء من صيدليته عليه السلام موجه للامة جمعاء وليس معنى ذلك أنه لا يصلح للافراد ولكن لا يغني أمة أصابها داء الامعية الحضارية أن يكون فيها أفراد من هنا وهناك متناثرون بلغ كل واحد منهم أرقى مصاف التميز والوسطية  كما ينبؤك قوله ” تقولون” هنا عن أن الامعية الحضارية سببها ثقافة قولية أستكنت في الضمائر فترجمتها الجوارح وأكثر خطاب القرآن بفعل قال أمرا ونهيا لان القول عند العرب كناية عن الاعتقاد والثقافة وليس كما هو الحال عندنا اليوم حيث نقصر القول على حديث اللسان وبمثله جرى التعبير النبوي في مثل قوله ” قل آمنت بالله ثم إستقم ” فإنها تعني إعتقد ذلك ثم قله بلسانك . كما لابد لك من قراءة في الصياغة العامة للحديث وهي تقوم على النفي ثم الاثبات وهو بلاغة في قضايا الاعتقاد وعظمى معاقد الامور أبدع تقريرا للحقائق والدليل أن مفتاح الاسلام وعصارة خلاصته وهي شهادة التوحيد صيغت بمثل ذلك فلا مكان للايمان حتى يتنزل الكفر بالطاغوت كما هو مقرر مباشرة بعد أعظم آية أي آية الكرسي ولا مكان للتوحيد حتى يتنزل نفي الالوهية عما سواه سبحانه ولو رجعت إلى القرآن والسنة لالفيت أن سائر ما كانت صياغته على هذا النحو أي نفيا مشفوعا بإثبات هو من الامور الكبيرة التي حفل بها الوحي وكانت آثارها في الدنيا ظاهرة خيرا أو شرا. ومنها هذا الحديث وليس ذلك سوى لانه ينتمي إلى تقرير القواعد الحضارية الكبرى لدى الافراد والجماعات والشعوب والامم والتي لولا تميز بعضها عن بعض لكانت أمة واحدة كما ورد في القرآن في أكثر من موضع . كما لا ينبغي أن يفوتني ويفوتك بأن حد التميز والوسطية يعرفه الحديث هنا بالاحسان وبالظلم وأذكرك دوما بأن الحملة القرآنية المشنونة منه سبحانه ومن مبعوثه رحمة للعالمين عليه السلام لئن كانت على الظلم والكفر سواء بسواء فهي على الظلم أشد كثيرا ولك أن ترجع إلى ذلك بنفسك في كتاب ربك وسنة حبيبك عليه السلام مستفيدا من إجتهاد علمي تيمي عظيم ( نسبة إلى إبن تيمية عليه رحمة الله سبحانه ) مفاده أن الحرب على الكفر في القرآن جلها يقصد بها الظلم سيما إذا أجتمع في الانسان أو في الفئة كفر مع ظلم فإنه يرفعه إلى درجة التكبر والاستكبار ويتوعده بما لا تتحمله الاسماع أما إذا كان المقام مقام كفر دون ظلم فإن القرآن عادة ما ينبسط طويلا في عرض مختلف الحجج على خبالها فيجادلها ثم يدحضها ويطرحها ولا يخرج منها التالي المتدبر العاقل إلا وبرهان الحق في نفسه ساطعا كالشمس في رابعة النهار . من المؤكد أن هذا الامر الاخير في قراءة الحديث في مستوى الحد بين الامعية وبين الوسطية وهو حد الاحسان من جهة وليس مجرد الطاعة وحد الظلم من الجهة المقابلة وليس مجرد الكفر لا يسعه مجال للتفصيل فيه رغم أهميته القصوى في فهم الحديث وفهم معاني الامعية المقصودة وحدودها ولو لم يكن الامر كذلك لعبر بدل الاحسان بالايمان أو الاسلام أو الطاعة فضلا عن سائر العبادات ولعبر بدل الظلم بالكفر أو بالفسوق أو بالعصيان فضلا عن سائر الرذائل غير أن كل ذلك لا يصلح أن يكون حدا فاصلا للامعية الحضارية داء يفتك بالامم .

 

الامعية نظرية إجتماعية خلدونية :

قال إبن خلدون رحمه الله ” المغلوب مولع أبدا بتقليد غالبه ” وهذا يقودنا إلى الحديث عن الاساس النظري للوقاية ضد داء الامعية الحضارية التي تصيب الافراد والجماعات أمما وشعوبا على حد سواء وليس ذلك الاساس النظري سوى أن التقليد الذي حرمه الفقيه الثائر إبن حزم رحمه الله تحريما قطعيا يقود إلى المغلوبية الثقافية وليس مقصود هنا مجرد الغلبة بالقهر المادي فذلك أمر لا يسلم منه حتى الانبياء وقد قتل بعضهم وتقود المغلوبية الثقافية سليلة التقليد إلى الامعية ثم تقود الامعية إلى ضمور عمل سنن التنوع والاختلاف والتعدد فينشأ عن ذلك ظلم وفق لقاعدة ” إن الانسان ليطغى أن رآه إستغنى ” وهو ما نعيشه اليوم كونيا سوى أملا في أن الاسلام الذي وضعه الناتو على لسان رئيسه السابق عدوا جديدا بعد سقوط الشيوعية قلعة حصينة سيطول قرع ثيران البيت الاسود من آل صهيون وصليب قرونهم عليها ثم تنكسر بإذنه سبحانه .

 

قطاعات شبابية ونسائية منا غير ملقحة ضد سرطان الامعية : إمعية وافد وإمعية موروث :

الامعية بما هي ذوبان شخصية وترهل روحي وفقدان للمناعة الداخلية عقليا ونفسيا تتخذ لها إتجاهات عديدة تماما كالمائع المنساب لو أهرق فإنه يجري لفرط ضعفه إلى الاسفل دوما والوحي يحذرنا من ذلك فمرة ينعي على الكافرين قولهم ” إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ” ومرة ينعي علينا تقليدنا الاعمى للغالب أو من تصورنا أنه الغالب ولو كان في سفح الحضيض ” لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذرعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه” واليوم نجد رغم بزوغ فجر صحوة إسلامية واعدة وربما لولاها لكان الخطب أجل قطاعات شبابية ونسائية واسعة سيما في المناطق التي ضرب فيها سرطان التحديث المزيف بقوة غير ملقحة ضد سرطان الامعية سواء إنبهارا بالغرب الاشتراكي قبل عقود أو بالغرب الرأسمالي اليوم حتى وصل الحد إلى إختيار أسماء غربية خالصة لابنائنا وبناتنا وليس عسيرا عليك في كثير من العواصم العربية اليوم أن تلفى سائر المآكل والمشارب والملابس التي تزدان بها شوارع أمريكا وأروبا وهو ذات الامر من وجه ما الذي دفع بغريزة رد الفعل أو قانون التحدي والاستجابة بلغة الاجتماعيين إلى التعبير عن رفض ذلك بالهروب إلى الماضي السلفي بزعم أن تراث خير القرون كفيل وحده بتعديل الكفة ووصل ذلك الغلو إلى حد عدم التمييز فكرا وسلوكا بين الكفر سيما الكتابي منه وبين الظلم من جهة وبين ظلم المؤمن وظلم الكافر من جهة أخرى وإلى مصادرة كرائم الاجتهاد ونفائس التجديد وهو الامر الذي تلقفته الايدي المتصهينة والمتصلبنة فجعلت منه في أحوال كثيرة معبرا للاجهاز على الاسلام وأمته بإسم الاصلاح الديمقراطي حينا وبإسم العولمة حينا آخر . فالحاصل أن الامعية ليست منكورة سوى في إتجاه الغالب حضاريا وثقافيا وعسكريا من لدن عبيد الفكر الغربي سلائل القردة والببغاوات بل هي منكورة كذلك في إتجاه رفض التصدي لهموم الحاضر سوى بلغة القتل الاعمى والغضب الناقم والتكفير بالجملة من لدن عبيد الفكر الخارجي والفهم السطحي . ولذلك جاء الاسلام بلقاح الوسطية تمييزا للامة عن المغضوب عليهم وعن الضالين وتمييزا لبلائها في كل عصر ومصر عن إجتهاد سلف أدى ما عليه ومضى في سبيل حاله وغرو خلف لايرضى بغير مقام الذيلية .

 

سلاح الوسطية الفكرية ضد سرطان الامعية : حشد قوة تذب عن الحق وترهب المتربص :

خذ إليك هذه محكمة : الحياة محكومة بسنة الوحدة بدل التجزء وليس فصل جانب عن آخر مفيد سوى للغرض الدراسي ثم سرعان ما يعود التركيب على التفكيك ليستقر في العقل وحدة موحدة . الداعي إلى ذلك هو أن الوسطية الفكرية وهي خصيصة من خصائص التصور الاسلامي تحفظ حياته وتضمن تجدده لا تنفصل عن حرس مادي يصون تخومها ويرهب المتربص وهو ما أمر به سبحانه أمرا حازما فرطنا فيه أيما تفريط فنحن نتجرع اليوم أثر ذلك غصصا حالقة ” وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم ” والامر للامة وليس للافراد فهي تتولى ترتيب أولوياته وتنظم مشمولاته وهو إعداد يجب أن يتوجه أساسا لذب كل متربص فهو ” لهم ” وليس لنا ولاحدود لمجالاته ولا لكمياته كلما كان قوة مقدورا عليها وليس رباط الخيل سوى ورودا مورد الغالب يومها والمقصد من الاعداد هو قذف الخوف في نفوس العدو إلىحد الرهبة فلا يتجرأ على المداهمة وهو خوف يقذف في نفس عدو الله فهل نتجرأ اليوم على القول أن الله ليس له عدو وهو عدو الله قبل أن يكون عدوا لنا بصريح ترتيب الاية وهو إعداد يقذف الخوف والرهبة كذلك في صفوف أخرى طويلة تصبحنا وتمسينا متمترسة وراء لافتات الاصلاح الكاذب والتوجيه الفاجر لانعلم اليوم منها سوى لحن القول بل هؤلاء ربما أشد جزعا ورهبة من قوة ليس لها حدود ولا تتخاذل عن ميدان في الحياة . الحاصل من كل ذلك هو : لئن حمل الحق قوته في حجته العقلية فإنه في حاجة إلى قوة مادية تحميه لئلا يتعرض بعض حملته بعد قرون من ضعفهم وقهر العدو لهم إلى فقدان المناعة الذاتية أي حصول الامعية الحضارية فالقوة عوان للحق وما أروع أن يجتمعا في قوم .

 

الامعية : أسباب وعلاجات :

أهم أسباب الامعية هي : الانهزام النفسي والضعف الروحي وتشوش عقلي وهي أسباب ذاتية تصيب الفرد والامة علىحد سواء ولها أسباب موضوعية خارجية وهي : ذلة وخنوع بسبب ظلم باغ أو بسبب حاجة حيوية ملجئة فاقرة وسحر خالب للعقول بسبب سطوة الغالب وبسطه لجنة الارض رفاها ورغدا على أن الاسباب الذاتية هي المحددة في مطب الامعية ولذلك إحتفى الوحي بالصبر أمرا وتحبيبا وعرضا لنماذج الصابرين في التاريخ أيما إحتفاء لان الصبر محلول حيوي مضاد يحمي الشخصية من الامعية حتى في حال شدة الهزيمة العسكرية وطول أمدها .

أهم علاجات الامعية هي : التشبع النفسي والروحي والعقلي والعاطفي من نظرية الحق سيما في معاقدها العقدية الكبرى ومداومة تذكرها سيما في مؤسسات مختصة من مثل الاسرة ومدارس التعليم والعمل على بذلها لكل طالب ومطلوب دعوة حية منداحة وبناء السلطان الحارس لتلك النظرية ورصد سائر مظاهر القوة كسبا وتعليما وتعاطيا ورص صف الجماعة وفق الحرية والمسؤولية والشورى والتوحد وبسط مجاري الحوار مع المخالف بالحسنى .

 

النبي الاكرم عليه السلام يرشد إلى بعض المضادات الحيوية ضد الامعية : نوع القرين :

لو تتبعت سيرته وسنته لالفيت منهجا كاملا شاملا في ذلك ولكن لضيق المجال أذكر بمثال واحد كبير وخطير تحدث عنه القرآن بإسم القرين والصاحب والشيعة وضرب فيه عليه السلام مثالا قال فيه ” إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير …” وهو متفق عليه عن أبي موسى ويهم خاصة فترات التربية الاولى إلى حدود المراهقة أو ما يناهزها لقابلية الانسان يومها للتقليد والتأثر والاكتفاء بالتلقن دون عقل وليس ذلك محبوسا عن الانسان المتكلم بل يتعداه إلى الانسان الصامت وهو الكتاب وسائر ما يعرض من ثقافة وفكر وإعلام حتى قال أحدهم ” قل لي ماذا تقرأ أقول لك من أنت ” ولنا أن نقول اليوم وقد طغى الاعلام الفضائي المرئي على سائر ما عداه ” قل لي ماذا تشاهد أقول لك من أنت ” وأخطر جليس اليوم هو الاعلام فهويصنعك ويصنع لك بيتك زوجا وذرية ويصنع لك بيئتك في كل أطوارها فكن الاعلامي الصالح أو المشاهد الصالح ولاتكن المنعزل الصالح ولا المشاهد غير الصالح ولا الاعلامي غير الصالح .      

 

                                    الهادي بريك / ألمانيا

 

Respectons notre histoire

Ali Smaoui (Gafsa)    Je m ‘intéresse beaucoup à l’histoire contemporaine et tout particulièrement au Mouvement national tunisien depuis ses débuts jusqu’à l’Indépendance et la proclamation de la République, la période qui leur succéda.

Cherchant avant tout la réalité des évènements pour en tirer les conséquences historiques, je croyais jadis puiser à des sources fiables en lisant les quelques ouvrages relatifs au sujet parus depuis le Renouveau, mais j’ai dû hélas ! déchanter aussitôt, car à peine l’un des protagonistes du Mouvement national publie-t-il son témoignage (ou plutôt sa version des faits) qu’un compagnon de lutte (devenu plus tard supérieur hiérarchique ou subalterne) s’érige en pourfendeur systématique de ce que ce premier a relaté ! Nous ne cessons de voir cela depuis tant d’années dans les colonnes de Réalités : les réfutations sautent aux témoignages, les livres relevant de ce sujet sont impitoyablement décortiqués point par point et les démentis abondent. Les surenchères ne cessent point et on en vient parfois jusqu’aux propos peu amènes, voire carrément insultants. Sans en dresser une liste exhaustive, qui ne fait honneur ni à la mémoire collective, ni à l’esprit critique, un cri remonte du tréfonds du lecteur avisé : mais qui croire enfin ? Qui dit vrai ? Quels critères pour nous assurer une crédibilité historique ? Y a-t-il une pierre de touche enfin irréfutable ? Je cite à titre d’exemples, entre beaucoup d’autres, les dénégations fort nombreuses et systématiques de certains évènement cruciaux que M. Tahar Belkhoja relate dans son livre “Les trois décennies Bourguiba” (Arcanteres-Publisud 1999), dénégations toutes pertinentes que M. Béji Caïd Essebsi, longtemps ministre de l’Intérieur, bien avant M. Belkhoja, a publiées sur les pages de Réalités sitôt le livre mentionné paru. Jusqu’à tout récemment , suite au long et fort controversé témoignage de Si Ahmed Ben Salah, on a vu se développer une polémique quasi-picrocholine entre M. Béchir Néji (aucien sous- Secrétaire d’Etat) et Salah Ladgham (ancien ambassadeur et frère de Si Bahi Ladgham, le second de Bourguiba). De l’insinuation et à la nuance, on est arrivé au sarcasme et à la vile insulte (voir les derniers numéro de Réalités). A la place du lecteur lambda, j’ai tout lieu de me demander, sans aucune malice : si ce qu’affirme maintenant catégoriquement un haut responsable des années 60 est froidement traité de tissu de mensonges par un diplomate de carrière, où est la vérité ? Qui croire ? C’est là la question et toute la question. Ecrit-on l’histoire à coups d’invectives et de dénégations ? Si chacune démentit (et en quels termes crus !) ce qu’un protagoniste révèle et nous affirme avec force arguments, arriverons- nous un jour à avoir une histoire crédible, qui honore vraiment tous ceux qui se sont sacrifiés pour la Patrie, et éclaire et édifié les nouvelles générations ? Tous ceux qui ont porté témoignage jusqu’ici (à la fondation Temimi) et que Réalités a toujours publiés, ont-ils pensé à ce principe fondamental pour relater l’histoire : “Eclairer plutôt que provoquer“ ? Savoir s’effacer pour plus d’objectivité, pour que la vérité jaillisse, éviter au maximum tout narcissisme pour ne pas obnubiler la scène historique. Or jusqu’ici je n’ait jamais lu un témoignage historique fait par de hauts responsables vivants qui n’ait été critiqué , démenti, minimisé le lendemain-même par un autre. Seule, feue Radhia Haddad a miraculeusement échappé à ce calvaire, en publiant son livre attachant “Parole de Femme” (Editions Elyssa 1995) . Mais c’est l’exception qui confirme la règle. Pour en avoir le cœur net et étancher mon harcelante soif de vérité, je suis “monté” spécialement à Tunis il y a une semaine et j’ai eu l’honneur et la joie d’être reçu par Si Rachid Driss, un monument vivant et fort actif de la vie politique tunisienne des années 30 jusqu’à nos jours et qui a brillamment représenté la Tunisie pendant des décennies, de Jakarta au Caire et à Washington, puis à l’ONU. A un âge bien avancé , d’une lucidité et d’une mémoire infaillibles, il veille toujours sur “Etudes Internationales” qu’il a fondé il y a longtemps. Ce vaillant patriote, fort affable, m’a appris en quarante minutes beaucoup plus que j’avais lu pendant des années sur l’histoire du Mouvement national tuni-sien ; à chacune de mes questions , sa réponse fut claire, logique et convaincante. Ce fut vraiment un régal sans égal pour mes recherches historiques ; le plus frappant de tout : pas un seul mot sur lui-même en tant qu’acteur, précurseur, protagoniste. A ma dernière question : “Si Rachid, pourquoi tout témoignage publié est-il aussitôt démenti, minimisé, parfois bafoué ?”, la réponse fut des plus éloquentes ; “Que voulez-vous, mon cher, je fus pendant sept ans ministre des P.T.T ; celui qui m’a remplacé pendant seulement sept mois, a juste commencé par me dénigrer …”

Est-ce une particularité tunisienne ? Sans commentaires.

(Source: Réalités N° 1000 du 24 février 2005)

 


 

LES ARABES DU CASINO

 

Houcine Ghali   

 

Le casino de Divonne (à dix kms de Genève) et dernièrement celui du lac, à Meyrin (commune genevoise), constituent deux lieux privilégiés pour la clientèle arabe de la cité de Calvin.

 

En effet, il n’y a pas un seul soir où l’on n’en trouve autour des tables de jeu, les uns cherchant le gain, les autres l’orgasme du plaisir solitaire, quelques invétérés pris par le démon de l’habitude et, enfin, un nombre appréciable s’y rend à la quête de diverses sensations, pour l’amour du risque ou la fuite de l’ennui.

 

Difficile de demeurer de marbre lorsqu’on voit un Arabe miser d’un seul coup et en l’espace de deux à trois minutes, plus de 100.000 euros.

 

Indignation de constater qu’au même moment des millions d’autres Arabes, dans les camps palestiniens, en Cisjordanie et à Gaza, au Maroc, au Soudan, en Egypte et ailleurs, croupissent dans la misère, souffrent de la faim et affrontent les maladies, la promiscuité et les déviances.

 

Les diplomates arabes, de l’Ambassadeur au fonctionnaire de carrière au Palais des Nations Unies, aux Organisations internationales ou à la Ligue des Etats Arabes, fréquentent d’une manière assidue les casinos de Divonne et de Meyrin.

 

Cette clientèle se déplace souvent accompagnée de charmantes jeunes femmes pour dîner aux restaurants des casinos avant de se donner totalement au jeu. Ce qui les caractérise, c’est le temps qu’ils consacrent au jeu : Non seulement ils viennent très souvent, mais ils  y passent de longues heures, ce qui se répercute négativement sur leur travail. Et c’est d’ailleurs pourquoi, lorsqu’on demande au téléphone un Ambassadeur ou un haut fonctionnaire d’un consulat, d’une mission diplomatique arabe, la secrétaire répond le plus naturellement du monde : “Il est en conférence, rappelez plus tard!!”.

 

Il y a aussi les “grands manitous”, bénéficiaires des pétrodollars, membres des familles régnantes au Proche-Orient, Arabes fortunés installés en Suisse et hommes d’affaires et proches des régimes de passage à Genève. Certains de ces gros miseurs jouent en un seul soir des sommes énormes (jusqu’à un million de francs suisses) et les perdent sans exprimer las moindre amertume.

 

D’autres n’arrivent pas à perdre , car le reste de leur fortune, placé aux Etats Unis, en Suisse et dans d’autres paradis fiscaux rapporte plus qu’ils ne laissent aux casinos.

 

Ainsi, certains Arabes sont malheureux tout bonnement parce qu’ils ne peuvent accéder au plaisir de perdre en misant gros!! Dans ces conditions, le jeu n’est même plus intéressant, car il n’y a plus de risque, plus d’amour, plus d’orgasme, plus de plaisir et plus de sensation, alors qu’ils voudraient jouer pour l’excitation que procure la perte, pour l’étonnement et l’ahurissement manifestés par ceux qui regardent autour des tables, et enfin pour la lutte contre leur énorme frustration.

 

En Arabie Saoudite, au Koweït, aux Emirats Arabes Unis, au Maroc…les oligarchies régnantes gouvernent au nom de l’Islam. Les préceptes de cette religion constituent donc un ensemble idéologique et une morale permettant la soumission politique et l’adoption d’une conduite rigoureuse.

 

Le Coran interdit strictement le jeu de hasard, prohibe une quelconque relation sexuelle en dehors du mariage et condamne sans équivoque l’exploitation des masses de fidèles et de leurs richesses nationales pour les fins personnelles et des plaisirs dévergondés. 

 

Il faut bien signaler ici que les gouvernants arabes d’où viennent ces habitués des casinos de Divonne et de Meyrin et de ces adeptes de luxure (puisqu’ils fréquentent aussi les boites de nuit de luxe genevoises) sont parfaitement au courant des pratiques indécentes de leurs concitoyens.

 

Les ambassades, les consulats et les missions permanentes arabes à Genève préparent même le séjour et les conditions de distraction de ces  nantis et de ces dominants.

 

(*) Journaliste tunisien résident en Suisse.

 

 

Lire aussi ces articles

22 mars 2011

  TUNISNEWS 10 ème année,  N°3955 du 22.03.2011 archives : www.tunisnews.net  AFP: Deux journalistes tunisiens portés disparus en

En savoir plus +

23 avril 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N° 3622 du 23.04.2010  archives : www.tunisnews.net  TTU Monde Arabe: Complicités locales

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.