TUNISNEWS
4 ème année, N° 1245 du 17.10.2003
“رَادْ أتَاكْ تونس”: بيـان مساندة وتضامن اف ب: قادة الشرطة العرب يدعون إلى احترام حقوق الانسان أخبار تونس: انتخاب تونس لرئاسة الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية يو بي آي: بدء اعمال الاجتماع نصف السنوي للجنة العليا المشتركة التونسية الليبية
وليد البناني: وقفة إكبار للشهيد الأخ عبد المجيد بن الطاهر
الهادي بريك : كيف تتهيأ لاستقبال أكرم ضيف واعز حبيب وأصدق شفيع عبدالحميد العدّاسي: تـؤنـسُ أم تُـوحــشُ؟ علي أحـمد: يا صبـر أيوب الشيخ راشد الغنوشي: كلمة إلى أبناء الصحوة نوفل المعاوي : الموريسكيون الجدد في تونس بين مطارق محاكم التفتيش العلمانية وسندان المتشيعة والمعتزلة الجدد محمد أبو حسين: لا لإثارة الفتنة يا دعاة الوحدة
AFP: Libéralisation des services au menu des 4èmes Journées de partenariat Nouvelles de Tunisie: Un Tunisien président du cycle cinéma des “Rendez-vous de l’histoire”en FranceCongrès Mondial sur la Fracture Numérique: Déclaration de la FMOI sur la Fracture Numérique Abdel Wahab Hani: La Tunisie libre rend hommage au Prof. Léon Schwartzenberg Mondher Sfar : Adieu l’ami Léon Schwartzenberg Tounsi proletaire: Fête de la bière II – Que cherche le pouvoir ? Boris Godounov: ne pas manger la viande de boeuf allemande Karim: Lu pour vous
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows). |
“رَادْ أتَاكْ تونس” تونس في 15 أكتوبر 2003
بيــــــان مساندة وتضامن
شرعت مجموعة متكونة من 50 عاملة وعامل تقريبا بشركة “CONFECTIONHAYETT” (طريق فوشانة كلم 7.5) في إضراب عن الطعام دفاعا عن مؤسستهم وتمسكا بحقهم في استمرار العمل بها وذلك على اثر قرار أصحاب الشركة غلقها ونقل نشاطها إلى مكان آخر. وكان قد تم، خلال شهر أوت، إعلام عاملات وعمال الشركة الذين يبلغ عددهم 358، بالقرار الذي فاجئ الجميع والقاضي بغلق الشركة التي يعمل بها أغلبهم منذ تأسيسها سنة 1987. وهي الشركة التي ساهموا بجد وتفان في ازدهارها ونجاح أعمالها مما يزيد اليوم في حيرتهم وعدم رضاهم على هذا القرار الجائر الذي يتنكر لكل ما قدموه للشركة من تضحيات وبالتالي لا ينصفهم بل ويحرمهم من دخل هم وذويهم في أمس الحاجة إليه. ولقد حاول عمال الشركة إقناع أصحابها بالحفاظ على نشاطها وعبروا عن استعدادهم لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل الحفاظ على الشركة لكن دون جدوى. مما اضطرهم، منذ يوم 27 سبتمبر الفارط إلى الاعتصام بالمعمل. وأمام إصرار أصحاب الشركة على تنفيذ قرارهم، شرع عدد منهم في إضراب عن الطعام في محاولة أخيرة لإنقاذ شغلهم ومصدر دخلهم. إن جمعية “رَادْ أتَاكْ تونس” تعبر عن تضامنها المطلق مع نضال عاملات وعمال شركة “CONFECTIONHAYETT” وتعبر لهم عن استعدادها الكامل لمساندتهم بكل ما أوتيت من إمكانيات وتعبئة شبكة أتاك العالمية في نفس الاتجاه، والوقوف إلى جانب منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل، من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة وفي مقدمتها الحفاظ على المؤسسة الاقتصادية وحماية شغلهم وضمان دخلهم. كما تتوجه بنداء عاجل إلى كافة القوى الحية في البلاد، من جمعيات وأحزاب وشخصيات ومناضلات ومناضلين مستقلين، للمساهمة في حركة التضامن والمساندة مع عاملات وعمال شركة “CONFECTIONHAYETT”، كما تدعوهم إلى تكوين لجنة مساندة تتولى المتابعة اليومية وتنسيق المجهودات والمبادرات وتقديم المساعدة والدعم اللازمين لنضال الأخوات والإخوان النقابيين في هذه الشركة. “رَادْ أتَاكْ تونس”
فتحي الشامخي الناطق رسمي
(المصدر قائمة المراسلة “رَادْ أتَاكْ تونس” بتاريخ 17 أكتوبر 2003)
رؤساء الجلادين العرب يُجيدون فن التنكيت أيضا!!
قادة الشرطة العرب يدعون إلى احترام حقوق الانسان تونس ـ اف ب: دعا المؤتمر السابع والعشرون لقادة الشرطة والامن في الدول العربية الي احترام حقوق الانسان والحريات العامة في هذه الدول، كما جاء في البيان الختامي الذي نشر امس الاربعاء في تونس. وقال البيان ان هؤلاء المسؤولين الامنيين الذين يمثلون غالبية الدول العربية اكدوا علي مراعاة حقوق الانسان والحريات العامة اثناء ممارسة العمل الامني وتطبيق القانون .. وضم الاجتماع 18 من اصل 23 دولة عضو في جامعة الدول العربية. وقال المشاركون في المؤتمر ان احترام حقوق الانسان والحريات العامة يساهم في تفعيل الدور الوقائي للمواطن وتدعيم الجبهة الداخلية ويحول دون استغلال الموضوع من اي جهة كانت . وستدرج هذه التوصية لقادة الشرطة في مطلع العام 2004 علي جدول اعمال مجلس وزراء الداخلية العرب المنبثق من جامعة الدول العربية ومقره الدائم في تونس. ودعا قادة الشرطة من جهة اخري حكوماتهم الي دراسة الصلات القائمة او المحتملة بين ظاهرة الفساد ومختلف انواع الجرائم المنظمة واوصوا بتعميق الوعي لدي المواطن العربي للوقاية من الافرازات الضارة للعولمة وابعاد اثارها عن الدول العربية .. وندد المجتمعون بتصعيد الوضع في الاراضي الفلسطينية ودعوا الاسرة الدولية الي العمل من اجل سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط. وفي بداية المؤتمر ندد الامين العام للمجلس محمد علي كومان (السعودية) بالتهديدات الاسرائيلية ضد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وطالب بعودة السيادة الي العراق. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أكتوبر 2003)
انتخاب تونس لرئاسة الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية
تم انتخاب تونس بالإجماع لرئاسة الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية من طرف الجلسة العامة للاتحاد وذلك على هامش أشغال المؤتمر الدولي حول “الهندسة والفجوة الرقمية” الذي انعقد بتونس من 14 الى 16 أكتوبر الجاري تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي وببادرة من لجنة الإعلام والاتصال التابعة للاتحاد الدولي. وستكون تونس ممثلة في شخص السيد كمال العيادي كرئيس منتخب بالنسبة للفترة 2003/2005 على ان تتولى رئاسة الاتحاد خلال الفترة 2005/2007 كما تم انتخاب المكسيك و إسبانيا وليبيا والبحرين كنواب للرئيس. وتم خلال الجلسة العامة كذلك انتخاب خمسة نواب لعضوية المجلس التنفيذي للاتحاد تعويضا للنواب المنتهية فترة نيابتهم.وقد فازت بهذه المقاعد كل من الصين وفرنسا و سلوفينيا وبريطانيا وألمانيا. وتناولت أعمال الجلسة بالدرس عديد المسائل المتعلقة بنشاط الاتحاد خلال السنتين الماضيتين وبالخصوص المشاريع والبرامج التي تم إنجازها فضلا عن النظر في طلب بعض البلدان الانضمام للاتحاد مثل السينغال والكامرون والكوت ديفوار وجنوب إفريقيا. وتمت المصادقة على بعث لجنتين تهتم الأولى بتكثيف القدرات والثانية بالطاقة بناء على اقتراح من الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وذلك الى جانب اللجان القارة للاتحاد وهي لجنة التكنولوجيا ولجنة التعليم ولجنة البيئة ولجنة الاتصال و الإعلام. كما نظر المجتمعون في الاقتراحات المتعلقة بتحوير القانون الأساسي للاتحاد. وتتواصل أعمال الجلسة العامة اليوم الجمعة بالنظر في تقارير اللجان وفرق العمل وفي التقرير المالي. كما ستتم المصادقة على ميزانية سنتي 2004 و2005 الى جانب اختيار موعد ومكان انعقاد الجلسة العامة القادمة التي تلتئم بعد سنتين من الآن. (المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 16 أكتوبر 2003)
بدء اعمال الاجتماع نصف السنوي للجنة العليا المشتركة التونسية الليبية تونس ـ يو بي آي: بدأت امس الخميس في تونس العاصمة اعمال الاجتماع نصف السنوي للجنة العليا التونسية ـ الليبية للمتابعة برئاسة رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشـي ونظيره شكري غانم امين اللجنة الشعبية العامة الليبية. وتتركز اعمال الاجتماع التي تستمر يومين علي اجراء تقييم شامل لمختلف مجالات التعاون الثنائي بين البلدين بالاضافة الي بحث السبل الكفيلة بانجاز المزيد من المشاريع التكاملية الكبري واستغلال كل الامكانات المتاحة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية وتطوير المبادلات التجارية والاستثمار. ويتضمن جدول العمل ايضا تبادل الآراء ووجهات النظر حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتنسيق مواقف البلدين ازاء المسائل المغاربية والافريقية والعلاقات الاورو ـ متوسطية علي ضوء قمة رؤساء دول مجموعة 5 +5 التي تستضيفها تونس في الخامس من شهر كانون الاول/ديسمبر المقبل. واعتبر امين اللجنة الشعبية العامة الليبية شكري غانم في تصريح ادلي به لدي وصوله مساء الاربعاء الي تونس ان الاجتماع يشكل فرصة لتعميق النظر في مختلف جوانب مسيرة التعاون بين البلدين، وبحث الآفاق المتاحة لتعزيز حجم المبادلات التجارية وتطوير الاستثمارات المشتركة بالاضافة الي دعم برامج الشراكة التونسية ـ الليبية في مجالات النفط والصناعة والزراعة. وشهدت العلاقات بين تونس وليبيا خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا انعكس بشكل ايجابي علي المبادلات التجارية التي تقدر حاليا بنحو 850 مليون دولار دون احتساب التجارة الموازية والعائدات المتأتية من اكثر من مليون ليبي يزورون تونس سنويا. وشمل هذا التطور ايضا المشاريع التكاملية الكبري وخاصة ما يتعلق منها بمجال الطاقة، حيث اتفق البلدان في مجال النفط علي مد انبوب لنقل الغاز من ليبيا الي تونس تكلفته الاجمالية حوالي 270 مليون دولار ستدفع بالتساوي بين البلدين. ويمتد الانبوب مسافة 275 كلم منها 205 كلم داخل الاراضي التونسية لنقل الغاز الليبي الي تونس بمعدل ملياري متر مكعب سنويا. وفي هذا الاطار اتفق الجانبان التونسي والليبي علي انشاء شركة ذات رأسمال مشترك باسم المشتركة للغاز لتنفيذ اعمال مد هذا الانبوب واستثماره وصيانته، علي ان يدخل حيز العمل في بداية عام 2006. وكان الجانبان التونسي والليبي اتفقا علي ربط شبكتي الكهرباء بين البلدين، حيث تجري الاستعدادات حاليا للبدء في عملية الربط الفعلي بعد ان اكتملت اعماله الاولية. ويهدف المشروع الي ربط البلدان العربية بشبكة كهربائية واحدة، وتوفير الطاقة الكهربائية لها بأسعار تفاضلية. وفي المجال الاستثماري اتفق البلدان علي الاطار القانوني لتعزيز ودعم الاستثمار المشترك عقب المصادقة علي عدد كبير من الاتفاقيات التي توفر الضمانات للمستثمرين التونسيين والليبيين ودخول ميادين جديدة الي جانب قطاعي التجارة والخدمات. وتتبوأ ليبيا حاليا المرتبة الاولي تجاريا بين شركاء تونس العرب، بينما تحتل المرتبة الثالثة من حيث الاستثمارات، حيث يبلغ عدد الشركات والمؤسسات الليبية المستثمرة في القطاعات الصناعية والسياحية والزراعية التونسية 35 شركة بحجم استثمارات تقدر بنحو 169 مليون دينار تونسي (حوالي 123.50 مليون دولار). (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أكتوبر 2003)
اختتام أشغال اللقاء نصف السنوي للجنة العليا التونسية الليبية للمتابعة
اختتمت بالعاصمة أشغال اللقاء نصف السنوي للجنة العليا التونسية الليبية للمتابعة برئاسة السيدين محمد الغنوشي الوزير الأول وشكري محمد غانم أمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية وبحضور أعضاء وفدي البلدين. . وتم بهذه المناسبة التوقيع على محضر أعمال هذا اللقاء نصف السنوي. وأعرب الوزير الأول في كلمة خلال الجلسة الختامية عن مشاعر الارتياح للنتائج الإيجابية التي أثمرها هذا اللقاء منوها بما ساد المباحثات من حرص مشترك على التعمق في مختلف جوانب التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين. ولاحظ أن أعمال الدورة الحالية للجنة العليا للمتابعة قد مكنت من الاتفاق على جملة من البرامج التي تكفل التقدم بمسيرة التعاون والتكامل وفق التوجهات التي أقرها قائدا البلدين مبرزا في هذا الصدد الدعم المطرد الذي ما فتئت تشهده العلاقات بين تونس وليبيا على المستويين الكمي والنوعي بما جعل منها مثالا يحتذى. وأكد السيد محمد الغنوشي ما يحدو البلدين من إرادة ثابتة في السمو بهذه العلاقات الى مستويات أرقى سيما من خلال تكثيف الاستثمارات المشتركة والتقدم على درب إنجاز جملة المشاريع الكبرى المتفق عليها بما يتيح تحقيق مزيد من التكامل لفائدة الشعبين الشقيقين. وأعرب في هذا المضمار عن العزم على العمل بصورة مشتركة من أجل تجسيم البرامج والمشاريع الثنائية التي كانت مدار بحث خلال هذا اللقاء نصف السنوي والسعي لإزالة بعض العراقيل القائمة بما يعزز نسق التعاون والتبادل. ومن جهته أكد السيد شكري محمد غانم حرص البلدين على المضي قدما في دعم التعاون الثنائي وتنويع مجالاته وفتح آفاق جديدة أمامه تجسيما للإرادة الراسخة في توطيد مقومات التكامل وتوثيق روابط التآخي بين الشعبين معبرا عن الأمل في أن تشهد الفترة المقبلة دفعا متناميا لحركية التعاون وزيادة في حجم المبادلات الثنائية. وكان الوزير الأول أجرى قبل ذلك محادثة مع أمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية تناولت بالخصوص نتائج اللقاء نصف السنوي للجنة العليا للمتابعة وما تفتحه من آفاق لاستحثاث نسق إنجاز المشاريع الكبرى المشتركة ومزيد دفع المبادلات التجارية والاستثمار في البلدين. (المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 17 أكتوبر 2003)
Libéralisation des services au menu des 4èmes Journées de partenariat AFP, le 16 Octobre 2003 La libéralisation des services en Tunisie et la coopération dans le domaine de l’industrie pharmaceutique sont au programme des 4èmes journées de partenariat tuniso-français ouvertes jeudi à Tunis, apprend-on auprès de organisateurs. La rencontre organisée sur trois jours rassemble plus de 100 entreprises françaises et des représentants d’organismes institutionnels français et tunisiens, à l’initiative de la Chambre mixte de commerce et d’industrie. Banquiers, économistes et experts européens participent également à la rencontre, destinée à promouvoir les opportunités d’affaires et le partenariat économique entre la Tunisie et la France. Outre les rendes-vous d’entreprises, le programme comporte des “ateliers d’information” axés sur la libéralisation du secteur des services dans le cadre des négociations avec l’Union européenne et l’Organisation mondiale du commerce (OMC). Le secteur des industries pharmaceutiques et le cadre législatif tunisien en matière d’investissement dans le secteur de la santé seront également examinés. Le ministre tunisien de la Santé publique, Habib M’brarek, a exprimé au début de la rencontre la volonté de son pays d’adapter le secteur de la santé aux besoins de l’investissement et d’un “partenariat fructueux et solidaire”. Des témoignages d’entreprises opérant dans les télécommunications, la banque et les assurances, le transport et la pharmacie sont également au programme. La France est le premier partenaire économique de la Tunisie.
Un Tunisien président du cycle cinéma des “Rendez-vous de l’histoire”en France Le cinéaste tunisien Férid Boughedir a été choisi président du cycle cinéma des “Rendez-vous de l’histoire”, le plus important rendez-vous mondial des historiens qui se déroule annuellement dans la ville de Blois (France) du 16 au 19 octobre. C’est la première fois qu’un cinéaste arabe et africain est nommé à la présidence de la section cinéma des RVH qui réuniront cette année 350 personnalités internationales ayant une relation directe avec l’histoire sous toutes ses formes et accueilleront 20.000 visiteurs : le thème de l’année 2003 étant l’Afrique, les rencontres se dérouleront sous la présidence d’honneur de M.Abdou Diouf, ancien président de la République sénégalaise et actuel secrétaire général de l’Agence intergouvernementale de la francophonie. La présidence de la section livres et du “Salon du livre d’histoire” qui rassemblera 120 éditeurs et 200 auteurs, venus dédicacer leurs oeuvres, a été confiée à l’écrivain et historienne française Françoise Chandernagor et la présidence du cycle des 50 conférences et débats à l’historienne malienne Adarna Ba konare, épouse de l’ex- Chef d’Etat malien Alpha Oumar Konaré. Férid Boughedir a été choisi président du cycle cinéma en raison de son important travail antérieur sur les cinémas africains et arabes auxquels il a consacré deux thèses de doctorat, plusieurs ouvrages, ainsi que deux long-métrages documentaires “Caméra d’Afrique” et “Caméra arabe” réalisés préalablement à son premier long métrage de fiction “Halfaouine” (Asfour Stah). Parmi les 50 films africains présents trois long-métrages tunisiens ont été sélectionnés par les organisateurs: “Caméra d’Afrique” (une anthologie des cinémas africains) de Férid Boughedir, “Sejnane” d’Abdelatif Ben Ammar, (qui se déroule en 1952 à la veille de l’indépendance tunisienne), et “Un été à la Goulette” de Férid Boughedir (qui se déroule en 1967 à la veille de la “guerre des six jours”). Ce dernier film sera projeté le 18 octobre lors d’une “soirée hommage” aux travaux du réalisateur tunisien, soirée durant laquelle sera également remis le prix du meilleur scénario historique. (Source : www.infotunisie.com, le 16 octobre 2003)
Déclaration (de Carthage, ndlr) de la FMOI sur la Fracture Numérique (Projet) Tunis 16 octobre 2003 Nous, représentants de la communauté mondiale professionnelle des ingénieurs et des technologues, réunis à Tunis du 14 au 16 octobre 2003, à l’occasion du Congrès Mondial sur la Fracture Numérique organisé dans le cadre du processus préparatoire du Sommet Mondial sur la Société de l’Information par la Fédération Mondiale des Organisations d’Ingénieurs, avec la participation active de conférenciers et représentants des : Gouvernements tunisien et suisse De l’Union Internationale des Télécoms De l’UNESCO, de la Banque Mondiale, des Commissions Economiques des Nations Unies pour l’Afrique et l’Asie de l’ouest, de l’Organisation Internationale des Satellites, du Parc Technologique de Trieste, la Fondation Internationale de l’Innovation I/ PRINCIPES Nous sommes pleinement conscients des potentialités énormes offertes par les Nouvelles Technologies de l’Information et de la Communication pour la création des richesses et la généralisation de la prospérité et du bien être collectif. Un développement équilibré et égalitaire des TIC contribue à la réalisation des objectifs énoncés dans la Déclaration du Millénaire, à savoir la lutte contre la pauvreté et la faim, l’illettrisme, la mortalité infantile, l’amélioration de la situation des femmes. Les TIC offrent une chance unique aux pays en développement : – Pour développer des modèles économiques basés sur le savoir et la création de la valeur – Pour renforcer leurs capacités d’expertise et de bonne gouvernance en tirant profit des possibilités existantes en matière d’accès aux sources d’information et au savoir partagé. – Pour améliorer la compétitivité de leurs entreprises et favoriser l’intégration de leurs économies respectives dans l’économie mondiale, en vue de sortir de la situation de dépendance. Nous exprimons notre forte préoccupation quant aux disparités croissantes, en matière d’accès aux réseaux d’information et de communication entre les populations du monde. Ces disparités dépassant le clivage nord-sud et existent au sein des pays et groupes régionaux entre différentes générations, entre hommes et femmes, entre les milieux urbains et ruraux et entre différents groupes sociaux. Cette fracture numérique, qui est le corollaire du développement inégalitaire des TIC contribue à l’élargissement du gap économique entre les « info riches » et les « info pauvres » et favorise le phénomène d’exclusion et de marginalisation. Nous sommes convaincus de l’importance potentielle du Sommet Mondial sur la Société de l’Information. Celui-ci offre un cadre international de réflexion pour la création des synergies nécessaires entre les différents partenaires en vue de trouver les solutions aux problèmes posés par la Société de l’Information et favoriser un développement juste, équilibré et harmonieux de la planète. Nous rappelons la capacité prouvée de l’innovation technologique et du recherche-développement à trouver les solutions adéquates aux problèmes générés par la nouvelle Société de l’Information. Le développement de la technologie ne doit pas être guidé uniquement par des intérêts lucratifs et de profit. La science et la technologie sont des outils pour servir les besoins de l’Humanité dans sa recherche du bien être collectif. Nous affirmons notre détermination à œuvrer activement aux cotés des autres partenaires du SMSI, en vue de contribuer à la réduction de la fracture numérique. Les ingénieurs sont en première ligne dans l’édification de la Société de l’Information. Leur rôle fondamental consiste à adapter la science aux besoins de la société. La nature de leur travail, les place dans une position privilégiée favorisant leur contribution au développement de l’infrastructure et la généralisation de l’accès universel aux TIC. ? Nous affirmons notre vision de la Société de l’Information : une société ouverte et inclusive. Une société qui favorise la diffusion du savoir et facilite le partage de l’information. Une société où l’information n’est pas considérée comme un bien marchand, mais comme un bien public. La société de l’information à laquelle nous nous attachons et celle qui privilégie le développement de l’être humain comme finalité. Une société qui respecte le droit de tous à l’accès à l’information, à des coûts abordables. Une société qui favorise la créativité de tous, qui offre à chaque citoyen de la planète la possibilité de contribuer à la création de l’information et à l’enrichissement du patrimoine commun des connaissances. Une société qui respecte la diversité culturelle et linguistique. II/ PROPOSITIONS POUR LE PLAN D’ACTION 1- Transfert de technologie et renforcement des capacités des pays en développement. Nous appelons au renforcement des capacités propres des pays en développement par : Le développement des compétences locales, notamment dans les Technologies de l’Information et de la Communication Le développement des programmes d’éducation et de formation tout au long de la vie grâce à un partenariat dynamique entre les universités et établissements de formation des pays du nord et du sud et par la création des réseaux d’échange de données et d’expérience. La création des conditions propices à l’épanouissement professionnel et scientifique des experts des pays en développements en vue de limiter la fuite des cerveaux et de créer un flux inverse de retour des cerveaux expatriés « reverse brain drain ». L’évolution du concept de transfert technologique vers celui de l’appropriation des technologies par les pays en développement. L’adaptation de la technologie aux besoins et aux conditions des populations autochtones. Les projets de développement et de construction d’infrastructure doivent s’accompagner de programmes d’apprentissage et de renforcement de capacités. Ils doivent favoriser la recherche de solutions technologiques à moindre coût et appropriées aux besoins locaux. 2 – Solidarité numérique Nous affirmons notre attachement aux valeurs d’entraide et nous appelons à l’émergence d’une solidarité agissante entre les populations du monde afin d’aider les populations les plus défavorisées à entrer dans l’ère numérique. Nous nous félicitons de la création d’un fonds mondial de solidarité aux Nations Unies et nous appelons à ce que ce fonds puisse servir d’appui pour la création d’un fonds de solidarité numérique pour financer, entre autres la recherche de solutions technologiques permettant de généraliser l’accès aux réseaux d’information à haut débit et à moindre coût. 3 – Infrastructure, connectivité et libre circulation de l’information Ces 3 composantes constituent des préalables à l’édification d’une société de l’information juste, équilibrée et garantissant le droit de tous les peuples du monde à l’information. Il est donc nécessaire de : Soutenir la recherche de solutions technologiques permettant de développer les infrastructures et de promouvoir la connectivité à des coûts abordables, de même que les solutions permettant l’utilisation des TIC par toutes les catégories de populations notamment les illettrés et les personnes handicapées. Développer des projets pilotes en vue d’initier les populations défavorisées à l’utilisation des TIC et d’accroître leur intérêt aux réseaux d’information notamment par la création des contenus locaux adaptés à leurs besoins. Eliminer les barrières d’ordre réglementaire qui risquent de freiner la libre circulation de l’information, notamment par la conciliation entre l’intérêt public et l’exercice des droits de propriété intellectuelle. Encourager et soutenir les initiatives innovantes au niveau local pour la recherche de solutions adaptées aux besoins et renforcer le rôle des ONG. Promouvoir les logiciels de source ouverte. Donner la priorité absolue à l’accès à haut débit pour les universités et établissements de formation en vue de soutenir leur rôle fondamental dans la production et la diffusion du savoir. (Source: le site official du Congrès Mondial sur la Fracture Numérique, Tunis du 14 au 16 octobre 2003) lien Web: http://www.wfeo-cic.org
FLASH INFOS
La Tunisie à la présidence de la Fmoi La Tunisie a été élue à l’unanimité, hier après-midi à Tunis, présidente de la Fédération mondiale des organisations des ingénieurs (Fmoi) par l’Assemblée générale du Fmoi, tenue en marge du congrès mondial sur l’ingénierie et la fracture numérique organisé, du 14 au 16 octobre 2003, à l’initiative du comité de l’information et de la communication relevant de la Fmoi. (Source : le portail www.bab-el-web.com, d’après La Presse du 17 octobre 2003) Partenariat tuniso-allemand : Programme pour l’environnement Le ministère de l’Agriculture, de l’Environnement et des Ressources hydrauliques vient d’entreprendre, en partenariat avec l’Allemagne, la réalisation d’un nouveau programme de coopération technique en matière d’environnement (PPE). C’est un programme de renforcement institutionnel et d’appui à la stratégie tunisienne dans le domaine de l’environnement et du développement durable. Son obJectif est de mieux faire intégrer, par les partenaires concernés, la dimension environnementale dans les secteurs économiques et sociaux, aux niveaux national et régional. (Source : le portail www.bab-el-web.com, d’après Le Temps du 17 octobre 2003) Des hommes d’affaires français au Kef Une délégation d’hommes d’affaires de la région française du Midi Pyrénées visite actuellement le gouvernorat du Kef afin d’examiner les moyens de consolider le partenariat et la coopération entre les deux régions. Le chef de la délégation l’Amiral Jacques Lanxade a mis l’accent sur l’importance des relations tuniso-françaises et la qualité des échanges entre les deux pays, notamment, en matière de coopération économique. Il a ajouté que cette visite a pour objectif de jeter les bases d’un partenariat, formant le souhait de voir les hommes d’affaires des deux régions, réaliser des projets mixtes à même de renforcer la coopération bilatérale. Des contacts d’affaires entre les hommes d’affaires du Kef et les membres de la délégation sont prévus dans le cadre de cette visite. (Source : le portail www.bab-el-web.com, d’après LeTemps du 17 octobre 2003)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وقفة إكبار للشهيد الأخ عبد المجيد بن الطاهر
بقلم:وليد البناني(*)
قال تعالى :<< فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرّن عنهم سيئاتهم ولأدخلنّهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب>> أ خي الشهيد عبد المجيد السلام عليك حيا ترزق عند ربك فرحا بما آتاك الله من فضله صدقت الله فصدقك تحملت في سبيله السجن والمرض صابرا محتسبا فرفعك استهنت بصنوف التعذيب وأوجاع المرض فطهرك أراد الجبناء الظلمة إذلالك فأعزك فأنت الشهيد الذي شرفه الله بالالتحاق بقافلة شهداء أمة حبييبا محمد صلى الله عليه وسلم أنت مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين والظالمون وشيعتهم تلعنهم الملائكة والناس أجمعين. هنيئا لك أخي الشهيد على هذا المقام الرفيع الذي رفعك الله إليه فمن خلال ثنايا رسالتك التي وصلت إخوانك وقرأناها أحسسنا صدقك وإخلاصك وشهد لك إخوانك بثباتك وقوة إيمانك وإرادتك ولكنك أشهدت من هو أعظم منا أشهدت مالك الملك رب العباد وكفى بالله شهيدا سألته في خلوتك، وأنت في الزنزانة الإنفرادية الأيام الطوال عقوبة لك على تمسكك بالقيام بالصلاة التي هي على المؤمنين كتابا موقوتا، أن يقويك فتحملت ما ظنه الظلمة عزلة لك ولكنك كنت مع الله كنت تناجيه فيواسيك وينزل سكينته عليك في ظلمة الزنزانه يشع من قلبك نور يملأ أرجاء المكان كان الله يذكرك في ملإ خير من ملإ الجبناء فتحس الدفء يسري في جسدك العاري العليل الذي أنهكه المرض فيوسوس لك الشيطان علّه يثني عزمك ويضعف همّتك فتتفطن لكيده فتجأر إلى الله بالدعاء ليثبتك فتتحامل على الجوع والمرض فلا يظهر منك أمام جلاديك إلا مضاء الهمة وقوة العزيمة وهكذا قهرتهم وأنت البشر الضعيف في أعينهم القوي عند الله. أنت الشهيد على عمى أبصارهم وتحجر قلوبهم و سواد سريرتهم و قبح أفعالهم. هم من باعوا دينهم بدنيا أسيادهم وأنت وإخوانك من اشتروا آخرتهم بدنياهم << أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا سيتوون >> << أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون>> أنت تنتظرك الرحمة والمغفرة والرضوان وهم ينتظرهم ما قرأت ونقرأ في كتاب الله العزيز << إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم ولهم عذاب الحريق>> أنت وإخوانك تحشرون مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم يحشرون مع فرعون وكل جبار عنيد. هذه سنّة الله في خلقه تدافع الحق والباطل وللحق أعوان وللباطل أعوان، أعوان الحق قّلة مستضعفون لكنهم ثابتون واثقون في جزاء الله وثوابه يسألونه إحدى الحسنيين. وأعوان الباطل كثيرون يعدهم الشيطان ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ولهم الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة. أخي الشهيد لعلّ محنتك ومأساتك واحدة من آلاف مآسي أخوان لم يسمع عنهم أحد عاشوا نفس المراحل التي سطرتها في رسالتك حرموا السنين الطويلة من رؤية أزواجهم وأولادهم عاشوا العزلة وذاقوا أصناف العذاب ولم يتكلم عنهم أحد فرسالتك تتحدث باسمهم جميعا والله نسأل أن يجازيهم عنا خير الجزاء فهم بعد الله صمّام أمان هذه الحركة وببلائهم وصبرهم ودعائهم تتواصل مسيرة هذه الحركة الإسلامية كما تأسست على التقوى وسطية معتدلة تبغي الخير لأهل تونس الحبيبة مهما جفا عنها الحبيب وعزّ عنها الصاحب ترقب الفرج من عند الله وحده تعلم أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا. أخي الشهيد عبد المجيد حمّلتنا أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة أمانة الوفاء بالعهد الوفاء لهذا الإسلام العظيم الذي ضحيت والآلاف من إخونك من أجل أن تتواصل رحمته تعم أرض تونس الحبيبة، عدله يغمر شعب تونس المقهور، سماحته التي تنشرح لها الصدور، سطرت أنت وإخوانك أنصع السطور للأجيال القادمة التي ستذكركم فتشكركم وتتأسى بكم. أنت وإخوانك الشهداء لا خوف عليكم فأتنم في أعلى عليين. الخوف علينا نحن الذين مازلنا على قيد الحياة تعصف بنا رياح الفتن، الخوف على من طال به المسير وقل عنه خير الزاد زاد التقوى، الخوف على من حجب عنه نعيم الدنيا الفانية نعيم الآخرة الباقية، الخوف على من ظن أن الظلم عمّر ولن ينجلي ولا فائدة من الاستمرار، الخوف على من نكث البيعة التي في عنقه. غير أني أخي الشهيد واثق من أن الله يبارك هذه الحركة الإسلامية ويسدد خطاها ويجعل من أبنائها من يتدارك النقص فيها ويرشد مسيرتها فنحن بشر عرضه للأخطاء وللغفلة ولكننا نبتغي وجه الله ولذلك إذا مسنا طائف من الشيطان نتذكر فنعود لربنا نستمد منه العون والتوفيق نسأله أن لا يؤاخذنا بتقصيرنا. أخي إن المسلم متفائل دائما وواثق في أن الله لا يضيع أجر من أحسن عمل وإننا غير عابئين بما أصابنا في سبيل الله نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص ومن حسن أخلاقك وجّم أدابك حسن تقديرك لأخوانك في المهاجر وإلا فأنت وإخوانك الذين نقف أمامهم لنرفع لهم أسمى معاني الشكر والعرفان، أنت وإخوانك في السجون الذين تكتبون ملحمة هذه الحركة من أجسادكم ومن عمركم. أخي الشهيد أحسب أن كل من عرف محنتكم يساندكم ويعتبر أن أبنائكم أبناءه ويحرص أن يخلفكم فيهم وأن يخفف عنهم سجن الأب أو استشهاده. ستبقى انت وإخوانك سراجا ينير لنا الدرب وستبقى كلماتك ترن في أسماعنا لتجدد العزم فينا أنا قمنا لنصرة ديننا وفي سبيله نضحي بكل ما نملك نسأل الله أن يجلعك من الشهداء الذين اصطفاهم وأن ينصر بك وإخوانك الإسلام في تونس وأن يوفقنا لننهض بالأمانة التي أوصيتنا عنها << إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم >> صدق الله العظيم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخوك وليد البناني
(*) رئيس مجلس شورى حركة النهضة
كيف تتهيأ لاستقبال أكرم ضيف واعز حبيب وأصدق شفيع بقلم: الهادي بريك
رمضان حل ضيفا : للضيف مهما كان ثقيلا مكانة خاصة لا ترضى بغير الاكرام والتبجيل والتوقير وليس يشك واحد من المسلمين في ان اظرف ضيوفنا علينا هو رمضان المعظم فهو وحده دون سائر الضيوف الذي يعطي دون ان ياخذ اذ قال النبي الاكرم عليه السلام “… يزاد في رمضان في رزق المؤمــــن…” وهو وحده دون سائر العبادات المعروفة المتطوع بتقلد مقام الشفاعة للصائم يوم القيامة وهو صنيع لم تفعله الصلاة التي تحل علينا ضيفة خمس مرات كاملة في اليوم والليلة اذ قال عليه السلام ” القران والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة …” وهو الضيف الذي يجمع الناس المتصارمين على مائدته وفي مسجده . ومن عادة الناس ان يحتفلوا بالضيف بقدر علو شانه وحضوره في نفوسهم او بقدر ما يحقق لهم من منافع وخدمات ولا يشك مسلم واحد في ان رمضان فرصة العمر للفوز بسعادة الدنيا والاخرة وها هو صهيل خيوله يدق علينا الافنية والابواب وشذاه يغمر الافاق فهلا استرقنا ساعة للتفكير فيما اعددنا لاستقباله بما يليق بضيف معطاء جواد جماع للقلوب شفيع يوم يخرس الكون بماومن فيه لهول الخطب .. اولى المساحات بالتهيئة : نفسك : ـــ اضرم منذ الان في نفسك نار الشوق الى لقاء اكرم ضيف واعز حبيب وحدث نفسك بان هذا اللقاء هو اخر لقاء لك مع اعز من تحب في هذه الدنيا واجعل الاحتفاء احتفاء مودع واللقاء لقاء مودع فان ادركك في قابل فلن يزيدك ذلك له غير حب وان كانت الاخرى فانه سيذكرك يوم ينتصب وحده للشفاعة قبل ان يذكر غيرك فالضيف الكريم لا ينسى كرم مضيفه . ـــ املا نفسك بعقد النيات في اعمال صالحة تطمح لفعلها وكن صادقا معها فيها تدرك منازل العاملين ولو قصرت او خانتك ظروفك فانت الاعلم بقول الغزالي صاحب الاحياء عليه رحمة الله ” رب ذرة من عمل القلوب تذهب بجبال من عمل الجوارح ” وانت الاعلم قبل ذلك بقوله عليه السلام “… ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة …” وانت الاعلم بان الناس يحشرون يوم القيامة على نياتهم التي ماتوا عليها كما هو في حديث عائشة رضي الله عنها في شان من هم من سوقة جيش وفد على الكعبة لهدمها ويقول العلماء بان حديث النيات المعروف هو ربع الاسلام ومنهم من قال هو ثلثه ومنهم من رفعه الى النصف . ـــ وطن نفسك على حياة اليسر في الدين وفي الدنيا سواء بسواء وليس اليسر التهاون في الفرائض ولا حتى التاخر عن اغتنام اخصب سوق في الدنيا واغلى سلعة فيه ولكن اليسر معناه نبذ الوسوسة بقمع محركها وهو الشيطان ونبذ التعامل مع الكريم الحليم ربك كانه ملك شحيح لا يرضى منك بغير الاتقان الكامل في المظهر والجوهر على حد سواء فلا تغفل صقل القلب وتزكية النفس بكل متاح مشروع ولا تصغ الى شكواها ولا تلتفت كثيرا الى ما يحرجك ويعنتك ويعسر عليك حياتك ويحيلك الة صماء بكماء لا تلوي على غير الشكل والمظهر ولو بخواء روحي وقنوط نفسي .. ـــ ابتعد عن كل جدل في مطالع الهلال واعتماد الرؤية ام الحساب واحرص علىان تكون على دين اغلبية القوم حيث انت ولو كانوا على خطا في هذه المسالة فباب الوحدة هنا مقدم على باب الحق الذي هو ظني هنا كذلك واحذر ان يجرك هواك الى الخصومات والشحناء ومصارمة الناس واتهامهم ولو في صدرك فضلا عن التصريح بذلك بكل قبح واعلم ان الهوى ليس في اتباع شهوة النفس فحسب ولكن هوى اهل العلم غالبا ما يكون في الانتصار الزائد على حساب الاخوة والسماحة والتوحد لارائهم او اراء اشياعهم او ائمتهم .. طهر بيتا سيؤوي اكرم ضيف : ـــ اعد صندوقا جميلا واكتب عليه ” صندوق رمضان ” وضعه في مكان يراه كل اهل بيتك وزائروك وليكن هو اول ما يوضع على مائدة الافطار كل يوم وضع فيه مع حلول الافطار لكل يوم ما تيسر لك من مال وليكن ذلك بصوت مسموع امام العائلة باسرها ” هذا حق اليتامى والفقراء والمساجين وكل المحتاجين من مال الله الذي استخلفنا فيه ” كما تضع فيه زكاة الفطر عنك وعن سائر من تعول وما تيسر من كفارات لمرضعة او لعجوز او يمين او ما شابه ذلك وكذلك زكاة مالك ولو مقدمة على موعدها لقوله عليه السلام “… من ادى في رمضان فريضة فكانما ادى سبعين فريضة فيما سواه …”. ـــ اجعل الاذان يرتفع في بيتك لكل صلاة دون اذى لمريض او نائم او جار او ضيف واجمع عائلتك على كل صلاة لا تؤديها في المسجد .. ـــ رتب اوضاع العائلة على اساس القيام بختمة قرانية واحدة على الاقل لكل فرد في رمضان وحبذا لو تسمح الظروف عندكم بختمة عائلية مشتركة وتعهد ذلك وحاسب عليه بلطف ورحمة .. ـــ نظم احتفالا صغيرا فيه الهدية والتشجيع لمن يصوم وجوبا لاول مرة في بيتك ودرب البقية على ذلك باليوم او اليومين او الساعات ولا تنس الهدية دوما ولا تدع صبيا يافعا ينهك جسمه بالصوم خاصة على حساب راحته ولعبه ودرسه .. ـــ شق على نفسك بركعتين اثنتين ليس اكثر في كل ليلة من ليالي رمضان قبل دخول الفجر بما يكفي لهما فحسب دون ايقاظ نائم او احراج مريض او ضيف او جار او متعب واجعلهما دون سائر صلواتك في عمرك كله ركعتي الاخلاص والدعاء الصادق والانابة الحقة والتوبة والدموع والندم وتحقق معاني العبودية من ذل وانكسار واستحضر فيهما عظمة الخالق سبحانه وتفكر في عظيم ملكوته واساله عمابدا لك ولا تنس المبتلين من اخوانك في كل ارض . ـــ احيي في بيتك سنة السحور واخره الى اقصىامد ممكن نشدانا للتيسير وتعليما لولدك وارغاما للشيطان الذي له تكتيك خاص مع المتدينين مخالف لتكتيكه مع غيرهم ولاتنس ” والمستغفرين بالاسحار “. ـــ وسع على اهل بيتك في النفقة بقدر ما تستطيع ملتزما القوامة دائما بين الاسراف والتقتير وهي وسطية صعبةالمنال ولكنها محمودة العاقبة ولكن بقدر ما توسع على نفسك واهل بيتك وسع على صندوق رمضان أي حق المحتاج في مال اود عه الله بين يديك ابتلاء .. مساجدنا تشكو الهجر فلنعمرها في شهر رمضان : ـــ اجلب اليها الطيب والفرش والقناديل وسائر انوا ع الزينة والجمال فان الملائكة ستعمرها معنا شهرا كاملا احتفاء باكرم ضيف واصدق شفيع .. ـــ احرص على صلاتين في المسجد جماعة طيلة ايام رمضان أي البردين العشاء والفجر وعلى ما تيسر من المعقبات بعدهما ولو مشغولا بعمل اخر كالسياقة او ما الىذلك فان فعلت فانك في ذمة الله أي يسجل الله اسمك في شركة تامين ملائكية تحفظك طيلة يومك وليلتك اينما حللت وهو وعد نبوي صادق بل قال العلماء ان القيام المقصود في القران هو صلاتي البردين جماعة . ـــ احرص على صلاة التراويح ما استطعت الى ذلك سبيلا في المسجد فان تعذر عليك ذلك فلا اقل من تاديتها في بيتك ولو منفردا ولا تشغل نفسك بعدد الركعات هل هي ثمانية ام اثنا عشروهل تجوز الصلاة من المصحف ام لا واشغل نفسك بتدبر حلاوة ما يقع في سمعك من القران الكريم واختر ما كان ذلك ممكنا مقرئا ندي الصوت تصلي خلفه فان ذلك ادعى الى طمانينة القلب . ـــ اجلب الى المصلين كل ما كان ذلك لك ممكنا ما تيسر من مشروبات او ماكولات خفيفة او عطر وطيب وساهم باكثرما يمكن وفق ما تستطيع في موائد الافطار فان ” من فطر صائما كان مغفرة لذنبه وعتقا لرقبته من النار ” كما قال عليه السلام .. ـــ لا تنس اصطحاب ما تيسر لك من اهل بيتك ولا تنس تشجيع الاطفال ذكورا واناثا من اهل بيتك وسائر ابناء المسلمين على الصلاة بالهدية الرمزية المتوا ضعة .. ـــ ادفع الى احياء المناسبات الرمضانية الكبرى كذكرى بدر وفتح مكة وليلة القدر ونزول القران والى مواعظ روحية رقيقة فان النفس اشد اقبالا على ذلك في هذا الشهر .. ـــ احياء سنة الاعتكاف والقيام على شؤون المعتكفين من ماكل ومشرب وما الى ذلك ومحاولة التفرغ للعبادة نسبيا وليس كليا في هذا الشهر باكمله من بعض اعباء المهنة وخاصة في العشر الاواخر وهي الشوط الحاسم ومحطة التصفيات النهائية والملائكة تستعد لتوزيع الجوائز على الفائزين ففيها لا بد من مضاعفة التلاوة والذكر والدعاء والاقبال علىالتهجد باكثرمن ركعتين قبل دخول وقت الفجر وخاصة الليالي الوترية منها فمن ادرك ليلة القدر ادرك كاس الكون باسره في مسابقات الفرار الى الله تعالى ومن فاتته فاته الخير كله كتاجر فاته اخصب سوق في عمره ودنياه. لا صلاة ولا صيام للمتصارمين : ـــ بادر باعداد بطاقات التهنئة برمضان وارقام من تنوي تهنئتهم وابدا بالرحم والجار والمنكوب قبل سائر المسلمين .. ـــ بادر بالاتصال بمن وجد عليك يوما في نفسه شيئا واطلب الصفح وان كنت تعتقد انه مخطئ في حقك فان ” خيركم من بدا صاحبه بالسلام ” كما قال عليه السلام وافعل كل ما تستطيع ابراء لذمتك ومعذرة الى ربك لطي صفحة مع صريم ظلمك او ظلمته فان من الثلاثة الذين لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا اخوان متصارمان .. ان انتصرت في هذه المعركة فانت فيما بعدها كله منتصر وان فشلت هنا فانت فاشل هناك لا محالة .. ـــ اشعر جارك غير المسلم وصديقك وزميلك كذلك بصيامك وادعهم الى مائدة افطارك واكرمهم نساء ورجالا واهدهم ما تيسر ولا تدعهم صراحة الى الاسلام خاصة وهو ضيوف في بيتك .. ـــ عد المرضى من المسلمين وغير المسلمين في بيوتهم ومستشفياتهم والعجز وقل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من عباده وانظر دوما الى من هو تحتك في الرزق والولد والعافية .. اذرف دموعا حرى على اكرم ضيف يهم بالرحيل : ـــ تهيا للعيد في اسرتك ومسجدك ورحمك بالصلاة والهدية والتهنئة والتوسعة واسكب الفرحة في قلوب المحرومين في هذا اليوم بكل ما تملك .. ـــ ابك كثيرا حقيقةلا مجازا على فراق اعز ضيف واكرم نزيل واصدق شفيع فان لم تبك فتباك وليحزن قلبك حزنا عميقا ومن يدري لعله اخر لقاء لك معه . ـــ اذكر ضيفك الكريم بست من شوال .. والسلام
تـؤنـسُ أم تُـوحــشُ؟
كتبه : عبدالحميد العدّاسي اشتكت النذالة كثرة المنتسبين إليها في تونس .. حذّرت الرذيلة من كثرة مقترفيها في تونس .. بكت الرجولة قلّة المتّصفين بها في تونس .. فشت الأمراض لإعلان الفاحشة فينا في تونس.. اشتدّت المؤونة لغياب الرحمة بيننا في تونس .. ساء الجوار لسوء الساكنين بجنبنا في تونس .. قُطِعت الأرحام لتنامي قاطعيها في تونس .. حورب الدين لكثرة المنافقين فينا في تونس … مُنع ذكر الله في المساجد لتفنّن الظالمين منّا في تونس … فما عادت تونس تُؤنس ، بل صارت توحش ساكنيها و زائريها على حدّ السّواء .. ضاقت بأهلها فرمتهم في البحار أو في بلد الجوار حيث لا معنى للجوار . عربد فيها الفجّار و انكفأ فيها الأحرار . درست المدارس ( أصبحت بالية خلقة ) فصارت عاجزة عن التدريس لا تخرّج إلاّ عصابات قادرة على دفع أمّ زياد إلى الاستقالة . نضب العلم و غابت الكفاءات فاستنبط الشواذ المتمكّنون تهريجا أسموه ” التعلّمات الاختيارية ” سيأتي على ما تبقّى من آثار الحياء في المجتمع ( إن كان هناك بقيّة من حياء ) . والذي يقرأ رسالة أمّ زياد ( وأمّ زياد تونسيّة أصيلة وتتكلّم من الدّاخل ) ، يدرك عمق المأساة و خطورة المسعى و سوء المآل .. والذي يقرأ رسالة الأخ الشهيد – إن شاء الله تعالى – عبد المجيد بن الطّاهر يدرك حجم الرحمة التي شملته والعناية التي صحبته في تحوّله إلى الدار الآخرة . و إنّي إذ أسأل الله أن يبدله دارا خيرا من داره ، و أهلا خيرا من أهله ، و زوجا خيرا من زوجه ، و أن يدخله الجنّة و يعيذه من عذاب القبــر و من عذاب النّار وأن يخلفه في أهله : أختنا عزيزة ( زوجه) و أسماء و سميّة ( بنتيه ) ، أسأله تعالى أن يصبّ جام غضبه وشديد نقمته على من حارب الدين في تونس ، و أن يشلّ الأرجل التي لاحقت والأيدي التي بطشت ، وأن يعمي الأعين التي تعامت ، و أن يصمّ الآذان التي أعرضت ، و أن يقطع الرؤوس التي لُوِيَتْ ، و أن يطمس القلوب التي استكبرت ، و أن يذهب العقول التي جادلت . ولعلّ بعضا ممّن نذر نفسه مدافعا عن الشرّ و أهله ، يستكثر عليّ وعلى المستضعفين في تونس الدعاء ، فينتصب مدافعا عن سماحة الإسلام و اعتداله ، مذكّرا بالحكمة في الدعوة و بحسن التعامل مع الآخر ، بدل هذا الدعاء .. ولعلّه ذكّرنا بمقولة أحد الصالحين ” لو كانت عندي دعوة واحدة رجوت أن تكون مستجابة لخصصتها للأمير ، فإنّ بصلاحه يصلح حال الرعيّة كلّها ” . أو لعلّه ألحقنا بطابور أولئك الذين لا يحسنون إلاّ الشتم و السباب ممّن أساؤوا إلى الدين الذي يتبرّأ منّي ومن أمثالي الرجعيين الدراويش .. لعلّه إن فعل ذلك كلّه أو بعضه أقنع بأن لا مجال للعيش والحريّة في تونس إلاّ بإزاحة هؤلاء المنافقين الوضيعين ، فوالله ما استقرّ العيش في المدينة إلاّ بعد أن نقِّي الصفُّ . 17 أكتوبر 2003
يا صبـر أيوب علي أحـمد
على فئة تـحكم تونس تـتمثل فيها كل مساوئ الأنـظمة المتخلّفة ، من ضرب للـحركات التـجديدية ، إلـى تطويع أصـحاب الأفكار الـحرّة البناءة ، إلـى إيداع أحرار الرأي فـي السـجون ، وتـهجيـر بعضهم إلـى المنافي ، ولا تـخجل من القيام بـمـحاولة سـحقهم جسدياً . يا صبـر أيوب على جسم سياسي حاكم لا يقبل عن تونس بديلاً ، لا حباً ، ولا ولاءً ، ولا إيـماناً ، بل تـمسك السلطان بسلطانـه ، وتشبث الغانـم بغـنمه ، ولا يقبل مـجرد مناقشة دعوات الإصلاح ، لأن العمل الإصلاحي يتـناوله هو مباشرة ، ولا سبـيل إلـى تـحقيق أي إصلاح إلاّ بإزاحة هذا الـجسم الفاسد بعقليتـه ومفاهيمه وأسلوبه . وعلى الأسـماء الـجديدة التـي تطالعـنا فـي سـماء السياسة التـونسية اليوم ، وهي بالأصل ، متربـية على يدِ الفئة الـحاكمة الفارغة من كل مـحـتوى ، التـي لا تسـمح بنشوء قيادات جديدة على غيـر شاكلتـها . يا صبـر أيوب على فئة شريفة من أهل السلطة تلتـزم الصمت إزاء مسؤولين فاسدين يسرقون الشعب ويذلونـه يومياً ، فإلـى متـى سيستمر سكوتـها عن الـنـهج السياسي الداخلي المتـجسد باستمرار الظلم ومنع حرية القول والعمل السياسي للمعارضة بذريعة الأوضاع العالمية والإقليمية ؟!.. ولماذا لا تعبـر عن نقمتها على الأوضاع البائسة فـي تـحرك سياسي سلمـي ؟!.. يا صبـر أيوب على شعبٍ طيبٍ ، ذكي ، نابغ ، يتـحلى بأسـمى الصفات الإنسانية من شـجاعة وقوة وفروسية ، بات يستـقبل قرارات السلطة الـجائرة بقبول مذعن ، أو بـيأس وبغيـر اكـتراث ، وكأن نـفوسه أصبـحت تـتلائـم مع هذه السلطة الفاسدة !!… وعلى شعب يـحمل خصائص ومناقب روحية خاصة جـميلة جداً ، لا يستـطيع الرد على من يـتـحداه فيـبقى عهوداً مـحجوزاً عليه فـي الزنـزانات ، ثـم تـنـحصر طاقاتـه الإبداعية وقدراتـه ومواهبه ومصالـحه العليا رهن هذه الطغمة الـحاكمة ، وهذا الـنـظام البائس الكسيـح !!… يا صبـر أيوب على القوى التـونسية الـجديدة ، الواعدة ، والمهيأة بروحها المعـنوية ومناقبها السامية لتـثور على البؤس والـحرمان والعار ، لتـهدم قصور الظلم والعمالة والاحـتكار ، لتـؤسس دولة تونسية سيّدة ، منظمة ، ذات مؤسسات حيّة ، فاعلة ، حديثة ، تـنبش الثـروات والـخيـرات الدفينة لتأمين الـحياة اللائقة التـي يستـحقها الإنسان التـونسي الراقي . ويا صبـر أيوب على اليوم الـتاريـخي الفاصل الذي ينشد فيه الشعب التـونسي مع شاعره الرائع أبو القاسم الشابـي : إذا الشعب يوماً أراد الـحياة فلا بد أن يستـجيب القدر يوم المـجابـهة الكبـرى حيث تولد دولة الشعب التـونسي كله ، الدولة التـي تضع القوانين المتـطورة التـي يـحـتاجها لتطوير نظام الـحياة الإقـتـصادية ، السياسية والفكرية ، الدولة التـي تعبّـر عن أطماحه وأفكاره ومواهبه بواسطة منظماتـه السياسية وهيئاتـه الفكرية ، والتـي تـحمل مقولتـه وفلسفة حياتـه ، وتـخدم مصالـحه ، وتـحقق فضائله . علي أحـمد
كلمة إلى أبناء الصحوة
بقلم الشيخ راشد الغنوشي قد يبدو المشهد العام لحال البلاد والأمّة تغشّيه المظالم والأحزان والآلام: جوع وخوف ومعتقلات ودماء ودموع وهزائم وفقر وبطالة واحتلال ومقت، حتى اسودّت الدنيا من حول المواطن المسكين وتحيّر بين استبداد ابن البلد وقهر الاحتلال ..أيهما أشدّ وطأة وأنكى شرورا! وإذا كان احتلال فلسطين يسجل السبق فيما تبقى من الاحتلالات التي ظنّ أن زمنها ولى وانقضى مع القرن الماضي فإن احتلال العراق وقبلها أفغانستان يسجل ظاهرة نكوصية وشاذة عن مسار التاريخ. كما أن منطقتنا تسجل سبقا على صعيد الاستبداد فهي تكاد تنفرد بين أنظمة العالم في قدرتها على الاستمرار واستعصائها عن كلّ محاولات التغيير والاختراق الديموقراطي .. فهل من غريب وقد انسدت الآفاق أمام المواطن العربي ولا تفتح إلا على أحد خيارين أحلاهما مرّ الاستبداد أو الاحتلال: صدام أو بوش، أن يبلغ الهمّ والغمّ المتراكم على أفئدة الشبيبة خاصة أن يصل الأمر إلى حدّ اتخاذ قرار الهروب من الواقع الآسن إلى الانتحار المباشر الذي تحول لاول مرة في تاريخنا الى ظاهرة تبعث على الانشغال، أو إلى أشكال غير مباشرة مثل الإقبال على المخدرات وأشباهها؟ غير أن المشهد العربي ومنه التونسي لم يتمحّض لسواد الليل الحالك، فلا تزال في الأفق الداكن نجوم ثاقبة وأخرى تطلّ بين الحين والآخر تشيع الضياء وتبعث الأمل وتبشر بانزياح الظلمات وتنادي إلى صبح قريب.. “أليس الصبح بقريب”؟. فعلى صعيد المشرق تمثل المقاومة المتصاعدة للاحتلال في فلسطين والعراق،وما حققته المصالحة الوطنية في السودان من تقدم، والافراج عن آلاف المساجين الاسلاميين في مصر،وخروج القطر الليبي الشقيق من ربقة الحصار،نجوما مضيئة في ليالي الاستبداد والاحتلال الحالكة المخيمة على الامة. أما على الصعيد الوطني،فمع أنه انضافت إلى تعاسات الاستبداد من قمع طال حتى أركان الديكور مثل التليلي والسحباني الذين جوزيا جزاء سنمّار.اللاهم لا شماتة،ولكن الدرس واضح: من أعان ظالما سلطه الله عليه.ومن رضي البيات في عرين الأسد فلا عجب إن افترسه يوما.. انضافت الى ذلك كوارث توصف عادة في مصطلح العلمانيين بأنها طبيعية مثل الفياضانات التي لم تشهدها البلاد منذ أكثر من قرن والتي أتت على أرواح – نسأل لها الرحمة – وعلى ممتلكات عشرات الآلاف من المواطنين المضروبين أصلا بالبطالة والقمع ولم يكن تأمينهم داخلا في حساب رجال الأمن ..نسأل الله أن يعوض أهلنا في مصابهم خيرا.أما في النظر الكوني الشامل،نظرالمومنين فإن هذه الكوارث-من جفاف وطوفان- هي بعض حصاد ما كسبت الأيدي من الإفساد في الأرض والتنكب عن عدل الله وشرعه وهديه في التعامل مع الموارد الطبيعية التي سخرها للانسان إن في مستوى الأفراد أو المجموعة.”ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”الروم39.فمن سنين سنين الى الطوفان.نسأل الله العفو والعافية. غير أنه في سماء تونس تلتمع إضاءات وبشائر لعل أهمها الانعطافة الواسعة للمجتمع التونسي في كل المستويات وخاصّة الشباب نحو الدين وتعاليمه ورموزه من صلاة وحجاب وكتاب ومناشط جادة .وتتجلى أهميتها في دلالاتها العظيمة ومنها حيوية المجتمع التونسي وأصالته الإسلامية العميقة التي أذكتها الحركة الإسلامية المعاصرة خلال ربع قرن والتي استعصت على خطط التجفيف والاستئصال والحصار التي تعرض لها الاسلام ودعاته وتراثه، وقدمت للبلاد نماذج عظيمة من الرجال والنساء علما وأدبا وشجاعة وصبرا على البلاء ومرابطة على نهج الوسطية السمحاء،بعيدا عن كل ضروب الغلو والتشدد والتعانف. غير أنّه في ظل الغياب المفروض على تلك النماذج التي أسست للصحوة الاسلامية المعاصرة في أرض جامع الزيتونة وعقبة،يخشى على هذه الصحوة المباركة أن تنال منها رياح الغلوّ والتشدّد فتميل بها صوب هذا المنحدر أو ذاك فتضيع طاقات وأرصدة هذه الصحوة وتتبدد هدرا في جدليات عقيمة بل مدمّرة، إحياء لموات فتن وخلافات حدثت بين الأصحاب الكرام في أول الإسلام، هم فيها بين مجتهد مصيب ومخطئ، وقد اتفق جمهور علماء الإسلام على كفّ الألسن عن الجميع إلاّ بالذكر الحسن لسوابقهم العظيمة والدعاء لهم والاستغفار “والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا..” (الحشر 10) . فأيما مسعى يبذل في إحياء وتأجيج تلك الخلافات ذات الطابع السياسي خلافا حول الحاكم أو نهج الحكم في صدر الإسلام إنما هو ضرب من إيقاظ الفتن النائمة وصرف للأمة عن مواجهة مشاكلها الراهنة خوضا في مشكلات عفا عنها الزمن،مع ما في ذلك من إيغار للعداوات وأسباب الشقاق في أمّة محمد عليه السلام، في وقت هي أحوج ما تكون فيه الى وحدة الصفّ حول أصول الإسلام وثوابته مما هي محلّ إجماع المسلمين من أجل مواجهة المشاكل والتحديات الوجودية التي تواجه المسلمين مثل التجزئة والاحتلال والاستبداد. نصيحتي لإخواني وأبنائي في هذه الصحوة المباركة أن يعرضوا عن مثل هذا الجدل وأن يمسكوا ألسنتهم عن الولوغ في هذه الفتنة “تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون” (البقرة 134) وأن يحثوا التراب في وجه مثيريها: “الفتنة نائمة ملعون من أيقظها” وأن ينصرفوا بدل ذلك إلى توثيق عرى الأخوة الإسلامية وإصلاح النفس وطلب العلم وتبليغ دعوة الإسلام في ثوابتها المعروفة عقائد وشرائع وحلال وحرام. غير أن للتشدد والغلو وهدر الطاقات في الجدليات صورا أخرى يتمحور ظاهرها حول مقصد نبيل هو الحرص على نقاء عقائد المسلمين من ضروب الشرك الظاهرة والخفية ومن البدع والمنكرات والعودة بكل جوانب حياتهم الدينية الى أصولها في الكتاب والسنة: “فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول” (النساء 59) وهي دعوة حق وأس في كل إصلاح.ولا مناص من تطهير عقائد المسلمين وعباداتهم من كل ضروب الشرك والبدع.ولقد أنجزت الحركة الاسلامية في تونس ومثيلاتها إنجازات مهمة على هذا الصعيد ولا تزال الحاجة قائمة الى المتابعةولكن في رفق ودون غلو ودون إرباك للاولويات.إن الدعوة الى العود بالدين الى أصوله كلمة حق وأصل ركين إلاّ أنه قد خالطها أحيانا عند بعض الدعاة تشدد وغلو بلغا حدّ تكفير المسلمين واستباحة دمائهم بفتاوى مستندة إلى نصوص مبتسرة لم يشهد لها جمهور الفقهاء قديما وحديثا. وقد تتأسس عليها مناهج متشدّدة في التغيير تسرع إلى تكفير المخالف و هدر دمه وسائر حقوقه،وهو ما أضرّ بالدعوة بهذه الدعوة أيّما إضرار وجعل بأس المسلمين بينهم كما زج بالامة الإسلامية في معارك استعدت عليهم الأمم .. لم يجن الإسلام منها وأهله غير تشويه الصورة والسمعة والحصار والاحتلال ودعم مؤسسات القمع على كلّ صعيد مما لم يفد منه غير أعداء الإسلام والأنظمة الديكتاتورية. وقديما قيل: يفعل الأحمق بنفسه ما يفعل العدوّ بعدوّه.ولذلك جاء النص على تقييد الدعوة الى الله بالحكمة والتبصر”قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني”يوسف. واشترط العلماء في النهي عن المنكر مراعاة جملة من القواعد منها أن لا يفضي ذلك إلى منكر أشدّ، حتى أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يقرأصحابه على نهي المغول عن شرب الخمر.قال دعوهم. وعلل ذلك بهذه القاعدة:إنما نهى الله عن الخمر لأنها تصرف عن الصلاة والطاعة بينما هؤلاء إذا أفاقوا قتلوا المسلمين. إنّ التشدّد في التصوّر وبساطة النظر إلى الواقع والانصراف عن فقه المقاصد وفقه الموازنات وفقه المصالح والأولويات والاستعلاء عن أئمة الفقه بزعم الاستمداد المباشر من المصادر مع ضعف التأهّل لمثل هذه المهمّة، بعض أسباب فشوّ فكر التشدّد والتكفير واستخدام القوّة في غير موضعها مما كان له بالغ الضرر على دعوة الإسلام في مواطن كثيرة في سوريا ومصر والجزائر. ويخشى أن نفس الأسباب ونفس الأفكار تقود إلى نفس النتائج.وبالخصوص مع الحرب المتواصلة على دعاة الوسطية والاعتدال وعلى كتبهم. وبهذا الصدد فإنه لا يفوتني أن أوجه تحية ود وكلمة نصح الى أبنائي الأحباب أبناء الصحوة الثانية المباركة أن ينصرفوا عن التفكير أنهم ينطلقون من أرض خالية بيضاء يستطيعون ان يغرسوا فيها ما شاءوا، وان اهلها ليسوا على شيء من الدين فقد انطلقنا نحن في الصحوة الأولى من منطلقات مشابهة ثم اكتشفنا بعد حوالي عقد من الزمان وقد خالطنا مشاكل الناس الحقيقية وبدأنا نطّلع على تراث البلاد الغني وتجربتها الإصلاحية الإسلامية الثريّة فاضطرنا ذلك الى التواضع والتفاعل مع مشاكل الناس وتراث البلاد الديني.. عرفنا الثعالبي وبن عاشور والقليبي ولخوة والنيفر وعبد الرحمن خليف وبدأنا نتصفح الدفاتر الثرية لإرث الإسلام في هذه البلاد الذّى أسس إجماع أهلها وهمّش فكر التشدد الخارجي وشطب مذاهب الغلوّ في حب آل البيت. ومن الدفاتر المؤسسة لهذا الإجماع كتابات الفقيه العظيم عبد الله ابن أبي زيد القيرواني والإمام سحنون والمازري وابن عرفة وابن عاشور وخليف ..إلخ. نصيحتي الخالصة إلى أبنائي وإخواني من شباب الصحوة المباركة أن لا يهدروا طاقاتهم في مجادلات عقيمة وألا يسرعوا في الاستعلاء على تراث البلاد الديني الذي صنع الوحدة والإجماع فيها وصانها عما تكتوي به بلاد كثيرة من نيران الفتن.. خذوا لكم ما يكفي من الوقت ولا تتعجلوا في الاختيار وابذلوا ما يكفي من الجهد للتفقه في تراث البلاد القديم والحديث ومنه ما كتب العلامة المجدد الدكتور عبد المجيد النجّار والشيخ محمد الهادي الزمزمي والشيخ عبد الرحمن خليف فضلا عن شيوخهم ممن ذكرت ولكم بعد ذلك أن تطالعوا في فكر الحركة الإصلاحية المعاصرة كما صاغه الأفغاني وعبدة ورشيد رضا والكواكبي والبنا وكما طوره شيوخ الحركة الإسلامية المعاصرة: محمد الغزالي ويوسف القرضاوي وأبو الأعلى المودودي ومالك بن نبي وعبد السلام ياسين والشهيدان سيد قطب وباقر الصدر. ابدؤوا بأفضل مما بدأنا به وأفيدوا من تجربتنا واحذروا من فكرة الانطلاق من أرض جدباء حتى لا تكونوا- وأعيذكم بالله أن تكونوا- على صلة بمنطق أهل جهنم: ” كلما دخلت أمة لعنت أختها..” (الأعراف 38) منطق أهل الجنة أهل الإيمان: “والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم” (الحشر 59 ). ومع بعض الغبش تظل هذه الصحوة العارمة المباركة أهم النجوم الثاقبة البارقة في ليل تونس مبشرة بقرب انقشاعه إن شاء الله إذا هي بحثت عن استعادة الإجماع مجددا إلى بلد مزقت نخبته مذاهب التشدد العلماني وما انبنى عليها من مصالح فئوية لا تزال تعمل ليل نهار على توسيع الهوّة بينها وبين جماهير الناس. مطلوب من الصحوة أن تستعيد الى البلاد ونخبتها وجماهيرها الإجماع ولن يكون بحال إلا على كلمة سواء من الوسطية الإسلامية في التصوّر والاعتدال والتدرّج في التنزيل واستهداف جمع كلمة النخبة والجماهير حول مطالب مشتركة في العدل والحرية على قاعدة المواطنة أي اشتراك الجميع بالتساوي في امتلاك هذا الوطن واشتراك الجميع في واجب الدفاع عنه وتحريره من الاستبداد من أجل إرساء قواعد العدل كما جاءت بها الشريعة الغرّاء وأقرّتها المواثيق الحقوقية المعاصرة.
” إن أريـدُ إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب”
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 10 أكتوبر 2003)
|