السبت، 8 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2664 du 08.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


موقع “الشبكة العربية لحقوق الإنسان”:تونس: إلغاء قضية قذف ضد صحفي؛ وإضرام النار في مكتب محامي نقابيون من قطاع التعليم الابتدائي : بــيــــــان نــــقـــابــــي وكالة رويترز للأنباء :تونس تنفي تعذيب اثنين من معتقليها سابقا في جوانتانامو موقع “الجزيرة.نت” :منظمة حقوقية موريتانية تدين مقتل مواطنها في تونس وكالة الأنباء السعودية:ندوة حول مشروع ساركوزي جريدة “الصباح” :وفد أمريكي اقتصادي في تونس جريدة “الصباح” :كامل تفاصيل التسجيل بقائمة الحجاج مكفولي التونسيين بالخارج:4250 أورو تكلفة الحج للفرد… جريدة “الصباح” :وزير التربية والتكوين في لقاء صحفي:عدد التلاميذ خلال السنة الدراسية الجديدة 2115224 تلميذا… جريدة “الصباح” :ماذا عن تجربة نظام الحصة الواحدة طيلة السنة بحساب 6 ساعات ونصف يوميا؟ زهير الشرفي: ما بين برهان بسيس والهاشمي الحامدي محمد العروسي الهاني: تعقيبا على مقال برهان بسيّس يا برهان العب قدام داركم فالمغرب وتركيا أكبر منك عامر عياد: السلطة بين ارادة السيطرة والرغبة في الخضوع معز الجماعي  : اغتصاب تاريخ نضال أجدادنا ضد الاستعمار الفرنسي د. خــالد الطراولي: في البحث عن كتاب “ما فعلته السياسة بالسياسيين” مرسل الكسيبي: كيف ننقذ المنطقة من صراع نخبوي حاد ؟: اضاءات على طريق الحل سفيان الشّورابي: تونس: لكيْ نرتفع بمستوى السجال الفكري الامجد الباجي: شريط سنمائي يحتاج الى المساندة عنوانه  قمر الزمان مجلة “كلمة”:القديد المالح (10) مجلة “كلمة”:اختيارات خاطئة لمشروع نموذجي في مستشفى بن عروس الجديد موعظة الحوار الأولى : فضائل شهر رمضان الوطن: التطبيع بأقنعة الحوار والواقعية الوطن:في وداع الأخ المناضل و”القائد”:محمد البصيري العكرمي في رحاب الخالدين

رويترز: المحافظون المغاربة يفوزون بمعظم مقاعد البرلمان صحيفة “الحياة”:ارتفاع حصيلة قتلى الاعتداء الانتحاري في باتنة إلى 22 وعدد الجرحى تجاوز 170 … الجزائر: بوتفليقة يتحدث عن دور «أجنبي» صحيفة “القدس العربي”:وزير الداخلية اعلن ان المنفذ يدعي ابو مقداد. وارتفاع حصيلة التفجير إلي 22 قتيلا:الرئيس بوتفليقة يتهم منفذي العملية بالولاء لدول وزعماء أجانب صحيفة “الحياة”:الأحزاب الصغيرة ستكون الخاسر الأكبر … المغاربة إقترعوا على إيقاع “فوز الإسلاميين” صحيفة “الحياة”:قواعد ليبية جديدة لدخول المصريين … بوادر أزمة بين القاهرة وطرابلس خالد عمر بن ققه: مالك بن نبي… ميراث المثقف في بلاده وصخب المناسبات محمد الحداد: الاجتهاد الفرعي والاجتهاد النوعي برهان غليون: في ضرورة التمييز بين ثقافة المقاومة وثقافة الانتحار

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


الحلقة 70 من برامج قناة الحوار التونسي

التي تبث يوم 9 سبتمبر 2007

 

(المصدر: منتدى “محت السور” لموقع نواة بتاريخ 8 سبتمبر 2007 على الساعة 2 و52 دقيقة بعد الظهر)

الرابط: http://www.nawaat.org/forums/index.php?showtopic=14825

 

تونس:

إلغاء قضية قذف ضد صحفي؛ وإضرام النار في مكتب محامي

 
بعد يوم من إلغاء قضية القذف المرفوعة ضد رئيس التحرير التونسي عمر المستيري، أضرمت النيران في مكتب محاميه، حسبما يشير مرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. فقد اتهم عمر المستيري، رئيس تحرير مجلة “الكلمة”، بالقذف وهو ما يعرضه لعقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات بسبب مقال نشر في سبتمبر 2006 ينتقد إعادة تعيين محام اتهم بالتزوير والتحايل. لكن المحامي الذي رفع القضية ضده سحب دعواه في 28 أغسطس، وقررت المحكمة غلق ملف القضية بعد ذلك بيومين. وفي اليوم التالي، أضرم مجهولون النار في مكتب عياشي همامي، أحد محاميي المستيري والمدافع البارز عن حقوق الإنسان. وعندما وصل همامي إلى عمله في 31 أغسطس، رأى النار وقد اشتعلت في مكتبه. وقد أتلف الحريق معظم كتبه ومستنداته، بما في ذلك ملفات موكليه، إلى جانب جهاز الحاسب الشخصي. ويعتقد الهمامي أنه استُهدف بسبب عكوفه على إعداد تقرير عن القضاء التونسي كان ينوي عرضه أمام سمينار تنظمه الشبكة اليورو متوسطية لحقوق الإنسان في باريس في سبتمبر الحالي. وقد قال لمرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع “هذه نيران وجريمة سياسية”. وكان الهمامي واحدا من ثمانية من المدافعين عن حقوق الإنسان التونسيين شاركوا في إضراب عن الطعام من 18 أكتوبر حتى منتصف نوفمبر 2005 للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الهجمات المتصاعدة على حرية التعبير والتجمع عشية انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي استضافتها تونس. وقد تجمع العديد من المشاركين في الإضراب عن الطعام بمكتب الهمامي بوسط تونس. زوروا الروابط التالية: ـ مرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع: http://tinyurl.com/3cwzcy ـ الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: http://www.ifex.org/en/content/view/full/86006 ـ مقال “نشرة آيفكس” عن المستيري: http://tinyurl.com/2rl3k5 ـ مجموعة مراقبة تونس: http://campaigns.ifex.org/tmg ـ الشبكة اليورو متوسطية لحقوق الإنسان: http://www.euromedrights.net (المصدر: موقع “الشبكة العربية لحقوق الإنسان” (القاهرة- مصر) بتاريخ 8 سبتمبر 2007)

تون

س في   26  جوان 2007 بــــيــــــــان نــــقـــابــــي

بقلم :  نقابيون من قطاع التعليم الابتدائي        ( بدائرتي الكبارية وابن سينا )
  وزارة التربية ترفض التفاوض وتختار التصعيد        يتعرض قطاع التعليم الابتدائي لهجمة من جانب وزارة التربية والتكوين أصبحت الآن مكشوفة وهي تستهدف تصفية مكتسبات ضحى من أجلها أجيال من المعلمين والمعلمات. لقد عمدت وزارة الإشراف وخصوصا أثناء هذه السنة إلى التصعيد. من أجل الالتفاف على مطالب القطاع بالمماطلة والتأجيل ورفض التفاوض حول المطالب المرفوعة والتي على رأسها مطلب الإبقاء على الحركة بصيغتها القديمة ومنحة العودة المدرسية وتكريس الاتفاقية الخاصة بساعات عمل المعلمين الذين تجاوزوا 20 سنة عملا فعليا والممضاة مع نقابتنا العامة فضلا عن مطلب الحق النقابي. وبرغم تنفيذ القطاع لإضرابين ناجحين دفاعا عن هذه المطالب فقد استمرت الوزارة في نفس النهج لتنتهي أخيرا إلى سياسة ليّ ذراع النقابة العامة و القطاع عموما ـ  وذلك بإصدار الحركة من جانب واحد وبالمقاييس التي ارتأتها وإسقاط لائحة المطالب الأخرى ورفض التفاوض حولها لا بل أكثر من ذلك فقد واجهت وزارة الإشراف حركات الاحتجاج السلمي التي قام بها المعلمون أمام مقرات الإدارات الجهوية للتعليم أو أمام مقر الوزارة ذاتها بالقمع المقنع حينا والمكشوف أحيانا أخرى مثلما حدث يوم 14 ـ جوان ـ 2007 في القصرين فقد وقع الاعتداء من قبل البوليس على المعلمين المحتجين حيث حوصروا واستعملت ضدهم الهراوات والحجارة ووقعت ملاحقتهم حتى داخل دار الإتحاد الجهوي مما أدّى إلى حصول إصابات شديدة في صفوفهم ( إغماءات ـ رضوض ـ كسور بعضها في مستوى الجمجمةـ) اقتضت نقل الكثير منهم إلى المستشفيات. قيادة الإتحاد تستهدف استقلالية قرار القطاع        إن هذه السياسة التي تتعامل بها الوزارة اليوم مع النقابة العامة والقطاع عموما لم تعد خافية على المعلمين والمعلمات وعلى المتابعين للشأن النقابي وعلى الرأي العام عموما وهي لم تعمد إلى هذه السياسة إلا لتغطية فشل سياستها التعليمية وما القرارات الارتجالية والمسقطة والتي تواترت هذه السنة والمتعلقة بالمناظرات ( الرابعة والسادسة ابتدائي مثلا) إلا دليل على ما نقول. إن لجوء الوزارة إلى التصعيد برغم الإضرابات الناجحة والإعتصامات والاحتجاجات التي تواصلت طيلة شهر جوان أمر يدعو في الحقيقة إلى التساؤل ولا يجب المرور عليه مرور الكرام بل يجب فهمه لمواجهته.       إن عوامل عديدة أدت إلى هذا الواقع منها ما هو عام متعلق بالسياسة المنتهجة في بلادنا والمكرسة لنهج القمع في التعاطي مع المطالب الشعبية عموما وعوامل أخري خاصة متأتية من السياسة النقابية المتبعة من قبل الإتحاد العام التونسي للشغل فليس بخاف اليوم طبيعة علاقة الإتحاد بالسلطة وبمشاريعها. لقد انخرط الإتحاد في سياسة المشاركة والجميع  يعرف مدى التزام قيادته بهذا النهج الكارثي وبكل المشاريع التي مررت رغم معارضة منخرطيه  (التفويت في القطاع العام للخواص ـ تعليم الكفايات ـ  التأمين على المرض ـ السلم الاجتماعية والزيادة الهزيلة في الأجور كل ثلاث سنوات… ) لقد تمكنت البيروقراطية النقابية كذلك من فرض قوانين لا ديمقراطية أخضعت بها هياكل المنظمة وجعلتها تحت رحمتها وصادرت بها كل استقلالية في القرار القطاعي فالمكتب التنفيذي للإتحاد هو المتحكم في كل قرار [يلغي ويوافق ويساوم ويماطل ويبرد ويسخنِ] كما يشاء وقوانين المنظمة سيف بيده مسلط على كل قطاع. وما تعامل البيروقراطية النقابية مع ملف التعليم الابتدائي إلاّ نموذج واضح على هذا التسلط. ففي الوقت الذي كان من المفروض أن يقف فيه المكتب التنفيذي للإتحاد موقفا عمليا مساندا لنضالات قطاعنا من أجل تحقيق مطالبه المشروعة وداعما لتمسّك نقابتنا العامة بهذه المطالب نراه على العكس يعمل على تهميش هذه النضالات وإرباك عمل النقابة العامة بالمناورة مع السلطة والتدخل في شؤون القطاع وهذه أمثلة ملموسة على مثل هذا التسلط البيروقراطي والتي لم تدعم في الأخير غير موقف الوزارة. ــ التفاوض باسم القطاع وإجراء اتفاقيات دون الرجوع إلى المكتب التنفيذي القطاعي وفرض سياسة الأمر الواقع عليه ( تعويض مبلغ منحة بداية السنة الدراسية المقدر بما يساوي مرتبا شهريا بـ 180 دينارا على 3 أقساط دون الرجوع إلى هياكل القطاع). ــ تحويل الإشراف على الهيئات الإدارية إلى سيف مسلط لفرض المهادنة والمشاركة والمناورة بعدم إمضاء اللوائح التي لا يرضى عنها وابتزاز المواقف وحبك المناورات لمصادرة أي توجه مناضل والالتفاف عليه. ــ تدخل العضو المكلف بالوظيفة العمومية في الحصة التلفزية مع وزير التربية حول الحركة بذلك الخطاب المهادن الفضفاض. ــ المماطلة المستمرة عند طلب عقد الهيئات الإدارية القطاعية وترك الحبل على الغارب من أجل إرباك الهياكل وشل عملية التعبئة القاعدية وجعل وزارة الإشراف تربح الوقت لتنطلق ككل مرة في مناورات جديدة. ــ المساومة الخسيسة الفاشلة التي عمد إليها المكتب التنفيذي لفرض كاتب عام موال لتوجهات الجهاز إثر حصول شغور منصب الكاتب العام للنقابة العامة. ــ السكوت عن اقتحام جهاز البوليس لدار الإتحاد الجهوي بالقصرين وما تعرض له المعلمون من اعتداءات في هجمة تذكرنا بوقائع همجية سابقة كان من المفروض أن يندد بها المكتب التنفيذي للإتحاد ويطالب بمحاكمة وفصل مقترفيها. ــ غلق جريدة الشعب في وجه كل إعلام نزيه وموضوعي خاص بالقطاع نزولا عند رغبة أحد موظفي الوزارة والذي لم تعجبه بعض المقالات الصادرة من بعض قياديي القطاع. ــ مساءلة النقابة العامة من طرف قسم النظام الداخلي عن مدي مسؤوليتها عن المواقف التي عبر عنها نقابيون من القطاع أثناء تجمع قاعدي بدار الإتحاد إثر الاحتجاج الذي وقع أمام وزارة التربية يوم 20 جوان الجاري  والتي تمحورت حول المطالبة بعقد هيئة إدارية ورفع الوصاية عن قطاع التعليم الابتدائي والتمسك باستقلالية قرار قطاعنا. ــ رفض مطلب عقد هيئة إدارية للقطاع عقب إضراب 29 ماي 2007 رغم تجديد الطلب من قبل النقابة العامة أكثر من مرة في محاولة خسيسة لإحداث فراغ نقابي في القطاع.          وهكذا أمكن للوزارة أن تماطل وأن تتعنت وأن ترفض التحاور حول مطالب المعلمين مع نقابتنا العامة المنتخبة والممثلة لـ 60 ألف معلم. لذلك نقول أنه على هياكلنا النقابية أن تعي اليوم أن استقلالية القطاع هي على المحك وهي معركة لابد من خوضها وأن التمسك بهذه الاستقلالية وفرضها لا يكون بغير كشف هذا المسكوت عنه ومواجهة كل المتآمرين على القطاع و مكتسباته من رموز المشاركة في قيادة الإتحاد. صفا واحدا مع نقابتنا العامة دفاعا عن استقلالية القرار ومن أجل خطة نضالية          من المؤكد أن نهج الإرباك والتسلط والسمسرة الذي يتعامل به المكتب التنفيذي  للإتحاد  مع مطالب قطاع التعليم الأساسي هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الوضع الحالي للقطاع إلاّ أن ذلك لا يجب أن يحجب عنا مسؤولية المكتب التنفيذي للنقابة العامة باعتبارها المسؤولة وبالدرجة الأولى أمام منخرطي القطاع عن تنفيذ لوائح المؤتمر القطاعي. لقد اتسم أداء نقابتنا العامة بالمسايرة والرضوخ لسياسة الأمر الواقع التي فرضتها البيروقراطية النقابية في عديد المحطات (محضر اتفاق 7 سبتمبر  واتفاقية 1 نوفمبر 2006) وبعدم الفعالية خصوصا في تحضير اجتماعات الهيئات الإدارية المتعاقبة بحيث بدت النقابة العامة ومن ورائها الهيئة الإدارية في كل مرة وكأنهما تبدآن من الصفر حتى تحول الأمر إلى شبه مأزق حقيقي حدّ من تماسك وانسجام المواقف في داخل كل من الهيئتين المذكورتين وانعكس سلبا على المعلمين وكاد أن يشل العمل وترك المجال واسعا للبيروقراطية النقابية وأذنابها للمناورة والتدخل للإرباك وهي نقيصة لم تعمل نقابتنا العامة على تجاوزها وذلك بوضع خطة نضالية على مدي متوسط تتبناها الهيئة الإدارية وتعمل على تنفيذها النقابة العامة بوصفها مكتبا تنفيذيا فتحدّ بذلك من تسلط المكتب التنفيذي ولا تجد نفسها وفي كل منعرج أو بعد كل إضراب مضطرة لموافقة المكتب التنفيذي للإتحاد حتى تتمكن من عقد هيئة إدارية جديدة لأخذ قرارات جديدة.وإضافة إلى ذلك يمكن الإشارة أيضا إلى أن نقابتنا العامة وخصوصا أثناء إشرافها على الاجتماعات العامة أيام الإضرابات تركز خطابها على ترديد الشعارات التي لا ترقى لتعبئة حقيقية للمضربين على خطة عمل واضحة فيضل القطاع بعد كل إضراب في حالة فراغ وترقب لا مبرر لهما. كذلك تجدر الإشارة إلى ظاهرة أخرى لابد من مراجعتها ألا وهي مصداقية الخطاب في بعض الأحيان وعلاقة هذا الخطاب بالفعل النضالي الواقعي (أنظر مثلا بيان من يزرع الريح يجني العاصفة بتاريخ 12 ـ 05 ـ 2007 ).  إن المصداقية تفرض علينا أن لا نطرح إلاّ المهمات التي نقدر على إنجازها وإلاّ تغلب الشعار على الممارسة ولا نشك بالمرة في قدرة نقابتنا العامة على تقويم هذا الأمر.        إن نقدنا لأداء النقابة العامة نابع من مساندتنا لها ومن تمسكنا بها بوصفها هيكلا منتخبا ديمقراطيا  في مؤتمر قطاعي ومن تقديرنا لكل ما قامت به في مواجهة كل الأطراف المتربصة اليوم بمكتسبات القطاع سواء من خارج الإتحاد أو من داخله. إن مساندتنا تختلف عن مساندة كل أولائك النقابين الخائفين على مواقعهم والذين يتحولون في مثل هذه المنعطفات من النضال إلى دعاة “للمرونة” والمهادنة و وعاظ “للتعقل” في محاولة لجر النقابة العامة إلى منزلق الركون لتركيع القطاع  والقضاء على كل توجه نضالي داخله.والحال أن قطاعنا برهن ولا يزال على قدرة كبيرة على الصمود وعلى التزام واقتدار كبيرين على تطبيق القرارات النقابية القطاعية رغم التقصير الملحوظ إلى حدّ ما في أداء هياكله القطاعية الوسطى.        إن النضال من أجل تحقيق مطالبنا المرفوعة لوزارة الإشراف مهمة تلتقي موضوعيا اليوم بواجب النضال من أجل فرض استقلالية قرار القطاع. إن على النقابة العامة أن تواصل السير في هذا الاتجاه فنقابتنا من أكبر نقابات هذه المنظمة وتاريخها النضالي رائد ومنخرطوها لا ولن يسمحوا لأيّ كان من خارج الإتحاد أومن داخله بتقزيمها أو تلجيمها إنها المساندة الوحيدة الحقيقية والفعالة والتي على النقابة العامة أن تؤمن بها وتقوّيها أكثر وترتقي بها لمزيد مراكمة الرصيد النضالي خاصّا كان أم عامّا. ومهما بلغت الضغوطات والمؤامرات فالتشبث بخط النضال المتماسك من قبل نقابتنا العامة في هذا الظرف الدقيق لن يعكس إلا وفاءها لتاريخ القطاع والتزامها بالأمانة التي حمّلها إيّاها مؤتمر القطاع.       إننا ندعو نقابتنا العامة إلى مزيد الحذر من مختلف المنزلقات والفخاخ المنصوبة حتى تتجاوز حالة الإرباك الراهنة لذلك لابد من : ·        تنظيم أيام دراسية قطاعية حول الحركة والسياسة التعليمية وواقع المعلم اليوم. ·        المطالبة بعقد مجلس وطني قطاعي لبلورة وتبني خطة نضالية عملية. ·       تنظيم تحرك احتجاجي شامل بمناسبة العودة المدرسية.     نقابيون من قطاع التعليم الابتدائي                                                                    ( بدائرتي الكبارية وابن سينا ) ( المصدر :  الفضاء النقابي الديمقراطي ضد التجريد في 09/09/07)        

 


 

تونس تنفي تعذيب اثنين من معتقليها سابقا في جوانتانامو

 
تونس (رويترز) – نفت السلطات التونسية يوم السبت 8 سبتمبر 2007 اتهامات وجهت لها من منظمة دولية تعنى بحقوق الانسان بتعذيب اثنين مشتبه بهما بالارهاب تسلمتهما من واشنطن بعد الافراج عنهما من معتقل جوانتانامو بكوبا. واتهمت منظمة مراقبة حقوق الانسان “هيومان رايتس وتش” التي تتخذ من واشنطن مقرا لها في تقرير نشرته يوم الاربعاء الماضي السلطات التونسية باساءة معاملة معتقلين سابقين في جوانتانامو بعد عودتهما الى تونس. واعتقلت تونس عبد الله الحاجي ولطفي الاغا في 18 يونيو حزيران الماضي بعد ان تسلمتهما من واشنطن بسبب ما وصفته بأنه “تتبعات جزائية ضدهما”. وقال مسؤول تونسي رفيع رفض نشر اسمه ان “الاغا والحاجي لم يتعرضا الى اي نوع من سوء المعاملة منذ عودتهما من جوانتانامو وان الشرطة القضائية اعتقلتهما فور وصولهما الى الاراضي التونسية وسلمتهما الى القضاء. وقد تمتعا بكامل حقوقهما وفقا للقانون”. ونفى ان يكون الحاجي والاغا محتجزين في الحبس الانفرادي وقال ايضا ان “السلطات سمحت لمحاميهما وعائلتيهما وممثلي الصليب الاحمر بزيارهما في السجن”. وكان سمير بن عمر محامي المعتقلين قال لرويترز الاسبوع الماضي ان السجينين ليسا في زنزانات انفرادية ولا يتعرضان للتعذيب لكنه ناشد السلطات تغيير زنزاناتهم مراعاة لظروفهما حيث قال ان كلا منهما يقيم في غرف ضيقة مع ثلاثة نزلاء اخرين يتعمدون استفزازهم بشمتهم وسب الجلالة. وأكد المسؤول الحكومي ان تونس “بلد يسود فيه القانون والقانون يحمي نزلاء السجون ولايسمح باي شكل من العنف او المعاملة اللانسانية في السجون التونسية”. وكان لطفي الاغا قد ابلغ محاميه ان الامريكان بتروا اصابعه اثناء اعتقاله بمعتقل جوانتامو في كوبا. واعتقل الحاجي في 2003 في باكستان حيث كان يعمل كتاجر للاقمشة على يد القوات الباكستانية التي سلمته الى واشنطن حليفتها في مكافحة الارهاب. كما اعتقل الاغا في نفس العام على الحدود بين افغانستان وباكستان. ويقول مدافعون عن حقوق الانسان انه لا يزال على قائمة التونسيين المعتقلين بسجن جوانتانامو في خليج كوبا عشرة مواطنين اخرين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 سبتمبر 2007)

منظمة حقوقية موريتانية تدين مقتل مواطنها في تونس

 
أمين محمد– نواكشوط اتهم المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان أجهزة الأمن التونسية باغتيال مواطن موريتاني. وقال المرصد الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا له إن الأمن التونسي ادعى أن المواطن الموريتاني محمد ولد مقام (27 عاما) تم قتله إثر تبادل لإطلاق النار. وأوضح المرصد في بيان له اليوم أن جهاز الأمن التونسي ذكر أن لديه محضرا للشرطة جاء فيه أن اشتباكا وقع بين عناصر دورية أمنية ومجموعة كانت على سطح منزل بجهة سليمان في تونس العاصمة، أسفر عن وفاة شخص مجهول الهويّة، تبين لاحقا أن اسمه محمد مقام، وأنه يحمل الهوية الموريتانية. وكانت السلطات التونسية قد أعلنت قبل أشهر أن قوات الأمن اشتبكت مع بعض من تصفهم بالإرهابيين وقتلت عددا منهم، لكنها لم تكشف وقتها عن أن من ضمنهم مواطنًا موريتانيًا. وأدان المرصد الحادثة بشدة، وقال إنه لا يسلم برواية الأمن التونسي بكون “القتيل قتل أثناء تبادل لإطلاق النار”، حيث إن هناك شواهد على أن المعني قد يكون توفي تحت التعذيب. وطالب المرصد السلطات التونسية بكشف الحقيقة والاعتذار عما جرى وتسليم جثمان القتيل إلى أهله وذويه. كما دعا السلطات الموريتانية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها، وتشكيل لجنة تحقيق في ما حدث، والضغط على السلطات التونسية من أجل تسليم جثمان القتيل حتى يدفن بمعرفة ذويه. وقال المتحدث الإعلامي باسم المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان أحمد فال ولد الدين إن المرصد علم من مصادره الخاصة بقتل ولد مقام في الصيف الماضي، وبعد أن أجرى التحريات اللازمة قام بإعلام أسرة الفقيد بقتله حيث إنها لم تكن على علم بما وقع. وحول سبب التأخير في الإعلان عن الحادث قال ولد الدين إن أسرة القتيل تحت تأثير الصدمة والمفاجأة طلبت التكتم على الحادث لغرض إنساني بحت يتعلق بشقيقتي القتيل وظروفهما الصحية الاستثنائية. وذكر أن المرصد احترم طلبات الأسرة وتكتم على الخبر إلى أن حصل على إذن من أسرة الفقيد بنشر الخبر وتولي الدفاع عن القتيل ومحاولة استعادة جثمانه. وكانت السلطات التونسية قد اعتقلت ولد الدين خلال الصيف الماضي ثم أفرجت عنه ورحلته إلى موريتانيا. وأكد ولد الدين أن هذا الاعتقال والترحيل كانا على خلفية لقاءات واتصالات أجراها مع محامين وحقوقيين في تونس حينها من أجل البحث في السبل القانونية لاستعادة جثمان القتيل. (المصدر: موقع “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 سبتمبر 2007)


 

ندوة حول مشروع ساركوزي

 
تونس – واس- ينظم مركز جامعة الدول العربية بتونس بعد غد الاثنين ندوة اوروبية متوسطية حول تطوير الحوار العربي الاوروبي في منطقة البحر المتوسط. وتتركز اعمال الندوة على مشروع بناء اتحاد متوسطى تقدم به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبحثه خلال زياراته لتونس والجزائر وليبيا فور انتخابه في انتظار ان يواصل ساركوزي مباحثاته بهذا الشان في زيارات مرتقبة الى كل من المغرب فى اكتوبر والجزائر فى نوفمبر وتونس فى يناير. وتتضمن الندوة مداخلات لعدد من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والأوروبيين من بينهم وزير خارجية تونس عبد الوهاب عبد الله والامين العام المساعد للجامعة العربية الشاذلى النفاتى وهى تتناول فى الاجمال مسائل تهم ملف التمويل وسبل الانتقال من تمويل مؤسسات الشراكة الى تمويل المؤسسات التنموية المشتركة في مختلف المجالات باعتبار/ التمويل / من ابرز التحديات التي تواجه المشروع الفرنسي حول بناء الاتحاد المتوسطي. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 8 سبتمبر 2007)


وفد أمريكي اقتصادي في تونس

 
من المقرر ان يزور بلادنا خلال الفترة من 9 الى 12 سبتمبر الجاري وفد اقتصادي امريكي برئاسة السيدة اليزابيت.ل.دييل نائب مساعد اول لوزير الخارجية المسؤولة عن الشؤون المالية والتنمية العالمية بالولايات المتحدة الامريكية. وسيتباحث الوفد مع مسؤولين في الحكومة واعضاء من المجتمع المدني لمناقشة سبل تطوير مجالات الاستثمار بين البلدين. اعفاءات قمرقية لبعض المواد جاء بالرائد الرسمي عدد 68 الصادر بتاريخ 24 اوت الفارط اعفاء من الاداءات القمرقية لجملة من المواد عند التوريد. وتتصل هذه المواد سواء بمواد اولية للتصنيع او بعض المواد الاخرى المعتمدة في التصنيع والتأثيث المحلي، وقد تم هذا الاجراء طبقا لتحرير الواردات التدريجي الذي يجري منذ السنتين الفارطتين في اطار الاستعداد لتطبيق اتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)

 

كامل تفاصيل التسجيل بقائمة الحجاج مكفولي التونسيين بالخارج:

4250 أورو تكلفة الحج للفرد.. 3 رحلات من تونس.. رحلتان من صفاقس.. رحلة من المنستير ورحلة من جربة

 
تونس ـ الصباح يشهد موسم الاستعدادات للحج والعمرة هذه الايام ذروته فبعد الانتهاء من تحديد قائمات الحجيج لموسم 1428 هجري/2007 ميلادي على مستوى المعتمديات والولايات في انتظار استكمال الاجراءات الخاصة بأداء الفرائض بداية من شهر نوفمبر المقبل تشهد وكالات الاسفار وقنصلية المملكة العربية السعودية بتونس هذه الايام ضغطا كبيرا خاصا بموسم العمرة الذي انطلق منذ ايام ليتواصل خلال شهر رمضان وما بعد شهر رمضان.. وفي نفس الوقت فتحت شركة الخدمات الوطنية والاقامات وكذلك السفارات والقنصليات العامة والقنصليات التونسية بالخارج شبابيكها لتسجيل الراغبين في اداء الحج من ابناء تونس المهاجرين وافراد عائلاتهم واقاربهم المقيمين في تونس وخارجها وذلك في اطار الحصة المخصصة لهم في قائمة الحجيج. وقد اعتبر هذا التوجه الحل الأمثل بالنسبة للعديد من التونسيين الذين لم تسعفهم القرعة ليكونوا ضمن قائمة الحجاج لهذا العام.. فوجدوا الحل في التسجيل في قائمات الحجيج المسافرين عن طريق ما يعرف بـ«منتزه قمرت» وهم المكفولون من الخارج والذين يدفعون تكاليف حجهم بالعملة الصعبة. التكلفة والاجراءات وقد حددت تكلفة حج الموسم الحالي بالنسبة للمكفولين من الخارج وبالنسبة للفرد الواحد بـ5600 دولار او 4250 اورو وتسدد تكلفة الحج لهذه الفئة بالعملة الاجنبية تدفع لدى السفارة او القنصلية العامة او القنصلية التونسية الاقرب لمقر اقامة الكافل بالخارج او بمقر شركة الخدمات الوطنية والاقامات في تونس. وللتأكد من امكانية التسجيل والحصول على ترخيص للغرض يتضمن رقم التسجيل المبدئي وهذا الرقم يتم بمقتضاه تنزيل معلوم الحج في غضون اسبوع من الحصول على الترخيص المذكور وذلك باسم شركة الخدمات الوطنية والاقامات وفي احدى الحسابات البنكية الجارية التالية: * اتحاد المصارف التونسية بباريس U.T.B.Belle Ville * اتحاد المصارف التونسية بمرسيليا U.T.B.Marseille * بنك الاسكان «الفرع الدولي خير الدين باشا» تونس ويشمل المعلوم المحدد للحج (5600 دولار او 4250 أورو) كل المصاريف المترتبة عن تذكرة السفر الى البقاع المقدسة ذهابا وايابا ويقع تحديد موعد السفر ومطار الاقلاع حسب اولوية التسجيل وباعتبار الرغبة المبداة ومدى امكانية الاستجابة لهذه الرغبة بالنظر الى الرحلات الجوية المبرمجة والمتضمنة هذه السنة ثلاث رحلات من تونس ورحلتين من صفاقس ورحلة بكل من المنستير وجربة. وتشمل التكلفة كذلك النقل البري داخل البقاع المقدسة ورحلات المزارات في المدينة المنورة ووجبتين لفطور الصباح والعشاء مدة الاقامة في المدينة المنورة ووجبات لفطور الصباح والغداء والعشاء بكل من عرفات ومنى وأكلة خفيفة عند مغادرة النزل في اتجاه مطار العودة.. هذا ويسلم الحاج مبلغ مالي قدره 2000 ريال سعودي لمجابهة مصاريفه الشخصية. الإقامـــة وتكون الاقامة جماعية في نزلين قريبين من الحرمين الشريفين يتم فيهما فصل سكن الرجال عن سكن النساء وسيقع تخصيص 60 غرفة ثنائية تمنح للراغبين فيها حسب اولوية التسجيل وذلك مقابل معلوم اضافي قيمته 1180 دولار او 900 أورو للشخص الواحد. ويمكن للمكفول المرسم بقائمة الحجيج والحامل لجواز سفر شخصي الانتفاع بالمنحة السياحية لسنة 2007. إجراءات التسجيل وقد انطلقت عملية التسجيل في قائمات الحجيج المكفولين من قبل أحد ابناء الجالية التونسية بالخارج منذ مدة وتتواصل عملية التسجيل لغاية 15 سبتمبر الجاري. ويقع التسجيل المبدئي بقائمة حجاج مكفولي التونسيين بالخارج بعد الحصول على ترخيص مسبق في تنزيل معلوم الحج باحدى الحسابات البنكية لشركة الخدمات الوطنية والاقامات المذكورة آنفا. وبعد القيام بعملية التنزيل والادلاء بالوثيقة المثبة لها، وتعمير النسخة الاصلية من بطاقة التسجيل المبدئي المعدة للغرض، والحاملة نفس رقم التسجيل المعتمد في عملية التنزيل، وختما خاصا وتوقيع المشرف على الادارة الفرعية للحج. وتتم هذه العملية في الخارج وجوبا: في السفارات والقنصليات العامة والقنصليات، وتجري في تونس، وجوبا في مقر شركة الخدمات الوطنية والاقامات بنفس الطريقة المتبعة في الممثليات التونسية بالخارج. واثر تسديد معلوم الحج يتعهد المتكفل بالدفع باعلام ذويه (المكفول) بوجوب الاتصال بصفة مباشرة بشركة الخدمات الوطنية والاقامات في اجل اقصاه اربعة ايام يقع احتسابها من تاريخ القيام بعملية التسجيل المبدئي، وذلك لاتمام الاجراءات اللازمة لاداء الفريضة الخامسة، وتقديم الوثائق التالية: نسختان من بطاقة التعريف الوطنية. اثنتا عشرة (12) صورة شمسية حديثة العهد تكون خلفيتها بيضاء يكتب عليها الاسم واللقب من الخلف. ظرفان يحمل كل واحد منهما العنوان الشخصي الكامل وطابع بريدي. مضمون ولادة اصلي وحديث العهد بالنسبة الى كل من الزوجين المترشحين معا للحج. العدول عن الحج ولا يتم الترسيم بصفة نهائية في قائمة الحجيج الا بعد التثبت من ان معلوم الحج قد وقع تنزيله بصفة فعلية في حسابات الشركة. وبعد اتمام المكفول اجراءات التسجيل المذكوة اعلاه وللتأكد من توفر الاستطاعة البدنية فيه اثر خضوعه للفحص الطبي الذي تتولاه اللجنة المعينة للغرض ومن مواظبته على حضور اللقاءات التوعوية وفي صورة الغاء عملية التسجيل بمقتضى مطلب كتابي لاي سبب كان، قبل اتمام اجراءات السفر تحتفظ الشركة المعنية بتنظيم الحج بمائتي (200) دينار من المبلغ المنزّل بحسابها، وتمكن المتكفل بالدفع من استرجاع بقية المبلغ بعد نهاية موسم الحج. وفي حالة العدول عن السفر الى البقاع المقدسة بعد اتمام اجراءات السفر، وبعد تسلم الوثائق اللازمة، يتم تحديد اسباب ذلك، لاتخاذ القرار المناسب، علما بانه يمكن للشركة ان تحتفظ بكلفة السكن والخدمات اللازمة في البقاع المقدسة التي تم تسديدها بصفة مسبقة الى الطرف السعودي المتعاقد معه، وتمكن المتكفل بالدفع في نهاية موسم الحج من استرجاع معلوم تذكرة سفر المرسم بقائمة الحجيج، وما يعادل بالدينار التونسي المبلغ المخصص لمصاريفه الشخصية وقدره 2000 ريال سعودي بعد ارجاعها الى الشركة. سفيان رجب (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)


وزير التربية والتكوين في لقاء صحفي: ** عدد التلاميذ خلال السنة الدراسية الجديدة 2115224 تلميذا ** انتـداب 4 آلاف أستاذ وألف معلـم جدد ** الوزارة ملتزمة بتطبيق الاتفاقيات التي أبرمتها مع الأطراف النقابية

 
تونس-الصباح عقد السيد الصادق القربي وزير التربية والتكوين أمس ندوة صحفية سلط خلالها الأضواء على العودة المدرسية (2007-2008) حضره السيد أحمد ذويب كاتب الدولة الجديد المكلف بالتكوين المهني.. وقال الوزير إن عدد التلاميذ لهذا الموسم هو في حدود 2 مليون و115 ألفا و224 تلميذا وبين أنه تم إحداث 95 مؤسسة تربوية جديدة منها 9 مدارس ابتدائية و9 مدارس نموذجية إعدادية و32 مدرسة تقنية إعدادية و22 مدرسة إعدادية عامة و23 معهد ثانوي بكلفة مائة مليار من المليمات. وعن استعدادات الإدارة من حيث توفير الموارد البشرية بين الوزير أنه تم انتداب 6200 إطار وهناك 4000 أستاذ جديد و500 قيم جديد و1000 معلم جديد (رغم أن عدد تلاميذ الابتدائي تقلص بنحو 32ألف تلميذ مقارنة بالسنة الفارطة لكن قانون الإطار للمعلمين بقي هو نفسه). وفي ما يتعلق بالتجهيزات تم اقتناء مخابر الفيزياء والإعلامية والتقنية بقيمة 75 مليارا من المليمات. ودعما للثقافة الرقمية خصصت الوزارة 17 مليون دينار لاقتناء 900 مخبر إعلامية جديد علما وأنه سيتم الانطلاق في تجديد التجهيزات الإعلامية المتقادمة. وسيتم في الأيام القادمة التوقيع على اتفاقية بين وزارة التربية واتصالات تونس لربط كل المؤسسات التربوية بمنظومة “دي أس أل”.. وسيتم الربط بين “دي أس أل” والهاتف القار بكل مؤسسة تربوية.. أي سيتم توفير الهاتف القار في جميع المؤسسات. وسيقع تدريجيا تمكين كل مرب من عنوان الكتروني. وفي ما يتعلق بالناحية البيداغوجية بين أن عدد عناوين الكتب المدرسية يبلغ 197 عنوانا موجهة للتلاميذ منها 53 عنوانا جديدا 39 تهم الرابعة ثانوي وأشار إلى أن كتب الرابعة ثانوي لم تتغير منذ عشر سنوات وتم تغييرها هذه السنة في إطار الهيكلة الجديدة للتعليم الثانوي.. وبين أنه تم إعداد 65 دليلا للمعلم.. وجملة من الأقراص الليزرية للتلاميذ (مليون و700 قرص توزع مجانا) و 12 قرص ليزري للمربين. وقال إنه سيتم تدعيم اللغات في جميع المدارس الإعدادية وتعميم اللغة الانقليزية على السنة الثامنة وتم للغرض انتداب 800 أستاذ انقليزية جديد. كما سيتم تعميم الإعلامية كمادة إجبارية في السنوات السابعة والثامنة والتاسعة أساسي وللغرض تم انتداب 846 أستاذ إعلامية جديد.. وسيتم الانطلاق في دروس التدارك للتلاميذ الذين لم يحظوا بالارتقاء في امتحان الرابعة أساسي وهي دروس إجبارية ومجانية تم إدماجها في جدول أوقات التلاميذ المعنيين بها على ألا تكون في نهاية اليوم أو إعادة للدروس النظامية بل جعلت لمساعدة التلاميذ وتدريبهم على المنهجية وتمكينهم من مكتسبات علمية تمكنهم من النجاح.. وعن المنح المدرسية بين أنها في حدود 7 مليار من المليمات وقال إن الوزارة توفر المبيتات المدرسية وعددها 357 مبيتا سينتفع بها 80 ألف تلميذ.. وسينتفع بخدمات المطاعم المدرسية 230 ألف تلميذ. وبين وزير التربية والتكوين أنه سيتم الانطلاق في التكوين بمدرسة التكوين في مهن التربية والتكوين وذلك بطريقة تدريجية حيث تقرر هذه السنة إحداث مدرسة بقربة وأخرى بسوسة وثالثة بصفاقس وسيتم الإعلان عن شروط الدخول إليها في الأيام القادمة. وعن سؤال حول ما إذا كان التكوين في هذه المدارس هو خطوة لإلغاء الكاباس بين الوزير أنه ليست هناك نية لحذف الكاباس وستنظم دورة لهذه المناظرة في نوفمبر. وعن التنشيط الثقافي بين أن السنة الدراسية القادمة ستشهد تنظيم رحلات إجبارية لتلاميذ المرحلة الأولى من التعليم الأساسي وهي ترفيهية تعليمية تكوينية وسيتم إصدار منشور لبيان مسالك هذه الرحلات التي تتعلق ببعض المواد مثل التاريخ والجغرافيا والتربية البيئية وذلك بمعدل ثلاث رحلات كل سنة أي أن كل تلميذ يستفيد من 18 رحلة خلال التعليم الابتدائي..كما بين أنه ستتم مواصلة تعميم الأقسام التحضيرية ليبلغ عددها 1800 قسم يؤمها 35 ألف طفل. وفي ما يتعلق بالقطاع الخاص بين أنه سيتم فتح 25 مؤسسة جديدة جلها في الابتدائي ويبلغ عدد التلاميذ الذين ينتفعون بالتعليم الخاص 78 ألف تلميذ. وخصص وزير التربية والتكوين جزء من مداخلته للحديث عن قطاع التكوين المهني وبين أنه سيتم تنظيم يوم جهوي للتكوين المهني خلال الفترة المتراوحة من 7 إلى 15 سبتمبر الجاري لتمكين التلاميذ المنقطعين عن التعليم من موقع للتكوين ويتوقع تسجيل 12 ألف شاب إضافي عن طريق هذه الندوات. أسئلة وأجوبة إثر تقديم تفاصيل العودة المدرسية أجاب وزير التربية والتكوين على أسئلة الصحفيين.. وتتعلق أسئلة “الصباح”: 1) بكيفية تنظيم دروس تلاميذ الباكالوريا (الباكالوريا الجديدة والباكالوريا القديمة ) والامتحانات خلال السنة الدراسية الجديدة، 2) وبنتائج المناظرة الدولية التي شارك فيها عدد كبير من التلاميذ التونسيين موفى السنة الدراسية الماضية والرامية إلى تقييم مستوياتهم ومقارنتها بتلاميذ من دول أخرى.. 3) وبتفسير الوزارة لسبب الخلاف الحاصل بينها وبين النقابة إثر الإعلان عن نتائج الحركة 4) وبسبب عدم تعهد بعض المدارس الابتدائية بالصيانة على غرار مدرسة كائنة بجبنيانة يدرس تلاميذها في “قراج” وبكيفية انتداب معلمي النيابات. وأجاب الوزير أن السنة الدراسية الحالية ستشهد تنظيم باكالوريتان واحدة للتلاميذ القدامى والثانية للتلاميذ الجدد لكن الامتحان لن يتغير وستختلف الاختبارات من باكالوريا إلى أخرى حسب البرامج مع المحافظة عل نفس الأمور الترتيبية فالتلاميذ الذين لم ينجحوا في الباكالوريا 2007 ستكون لهم أقسامهم وكتبهم وبرامجهم ولن يكون هناك تحوير مقارنة بالعام الفارط. وعن اعتماد نسبة 25 بالمائة بين أن هناك لجنة بعثت للغرض لتقييم هذه التجربة وليس من الوارد حذف اعتماد هذه النسبة في نتائج امتحان الباكالوريا خلال هذه السنة. وعن التقييم الدولي لمستوى التلاميذ بين أن المناظرة شارك فيها 10 آلاف تلميذ وبمجرد وصول النتائج إلى تونس سيتم الكشف عنها في الإبان.. وفي ما يتعلق بتهيئة المدارس الابتدائية بين أنه يقع تخصيص 12 مليار لتهيئة هذه المدارس.. وبالنسبة إلى المدرسة الابتدائية بأولاد منصّر بجبنيانة بين أنه تم غلق 3 قاعات في أفريل 2007 وتسوغ مبنى لتدريس التلاميذ إلى حين الانتهاء من أشغال التهيئة.. وعن نوعية العلاقة بين أن الوزارة ملتزمة بتطبيق الاتفاقيات الست التي أبرمتها مع النقابة دون استثناء وقال إن حركة النقل حصلت بعد اتفاق كل الأطراف.. ولكن تم الانتظار طويلا قبل التصريح بالنتائج الأمر الذي أقلق المربين ومراعاة للجوانب الإنسانية عملت الوزارة على التصريح بالنتائج وبعد ذلك بينت للطرف النقابي أنها مستعدة للنظر في كل حالات التظلم وقال” نحن نعول على كل الأطراف للمحافظة على المناخ الاجتماعي السليم الذي يجب أن يميز العودة المدرسية”. وأضاف” هناك من روج أن الوزارة لم تصرف مكافآت مراقبة الامتحانات وهو خطأ فالوزارة قامت بواجبها.. ولكن هناك عمل مازالت تقوم به المحاسبة العمومية والبريد. وكذلك الشأن بالنسبة إلى المنح التي تسند للمعلم والأستاذ لتغطية مستلزمات العودة المدرسية. كما بين الوزير أن انتدابات المعلمين تخضع لمعايير واتفاقيات مع النقابات وعن سؤال يتعلق بالربط بين منظومتي التربية والتكوين المهني بين أن النية تتجه إلى تمكين متدربي التكوين المهني من الانتفاع بالدروس التي تؤمنها المدارس وتمكين تلاميذ المدارس من التقنيات التي توفرها مراكز التكوين المهني وبالنسبة إلى التوجيه نحو المدارس الإعدادية التقنية بين أنه اختياري.. وأن هناك 32 مؤسسة جديدة شهدت إقبالا كبيرا من التلاميذ..وعن الانتدابات عن طريق “الآم أ.سي.أ” بين أنه سيتم حذف الانتداب بهذه الطريقة بصفة تدريجية.. وعن سؤال يتعلق بالدروس الخصوصية بين أن الوزارة حينما تتلقى شكاوى من المواطنين لا تتسامح مع التجاوزات ولكن لا يمكن وضع مراقب لكل مرب سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)


ماذا عن تجربة نظام الحصة الواحدة طيلة السنة بحساب 6 ساعات ونصف يوميا؟

 
بقلـم: عبد الوهاب عبدمولاه
في كل سنة ومنذ ما يزيد عن العشريتين يكثر الحديث في كل صائفة عن نظام العمل بالحصة الواحدة طيلة السنة وعن مزاياه من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي المقابل يعارض بعض الناس هذه الأفكار ويعتبرون العمل بالحصة الواحدة مجازفة قد تؤدي إلى نقص في الانتاج وتراجع في الانتاجية. إذا تأملنا المسألة بكل موضوعية فإننا نجد أن نشاط العمال يتقلص فعلا في فترة الحصة الواحدة المعمول بها حاليا في شهري جويلية وأوت باعتبار ارتفاع حرارة الطقس وليس باعتبار نظام العمل بالحصة الواحدة وأن نشاط العمال يتقلص كذلك في فترة الحصة الواحدة لشهر رمضان باعتبار «حشيشة رمضان» وليس باعتبار نظام العمل والسؤال المطروح إذن هو: هل يمكن المحافظة على نسق الانتاج عند اعتماد نظام الحصة الواحدة طيلة السنة؟ الجواب: نعم يمكن المحافظة على نسق الانتاج ويمكن حتى الزيادة فيه كيف ذلك؟ المعروف أن النظام الحالي لتوقيت العمل يحتوي على فترتين فترة شتائية تمتد على 39 أسبوعا بحساب 39 ساعة في الأسبوع أي ما يوافق 1521=39X39 ساعة وفترة صيفية ورمضان تمتد على 13 أسبوعا بحساب 36 ساعة في الأسبوع أي ما يوافق 468=13X36 ساعة وتكون المدة الجملية للعمل بالنظام الحالي 1989 ساعة سنويا فقط بينما تصبح هذه المدة 2028 ساعة إذا وقع اعتماد نظام الحصة الواحدة طيلة السنة بحساب 6 ساعات ونصف يوميا أي ما يوافق 39 ساعة الأسبوع طيلة الـ52 أسبوع من السنة الادارية (2028=52X39 ساعة). الفارق بين مدة العمل بنظام الحصة الواحدة المرتقب (2028 ساعة) وبين مدة العمل بنظام الحصتين الحالي (1989 ساعة( يساوي إذن 39=1989-2028 ساعة ويمثل زيادة في مدة العمل تترجم بزيادة في الانتاج وربح في الاقتصاد. من ناحية أخرى نلاحظ أن العمل بالحصة الواحدة يخفض كثيرا من استهلاك الطاقة على المستوى الجماعي وعلى المستوى الفردي للأشخاص وخاصة في ما يخص النقل حيث أن استهلاك الوقود ينزل إلى مستوى النصف. وزيادة عن هذا فإن الاكتظاظ في وسائل النقل سيتراجع بصفة ملحوظة خاصة إذا وقع اعتماد توقيت ممدد لانطلاق العمل حسب القطاعات أي يكون العمل مثلا بداية من 7 و30 دقيقة صباحا بالنسبة لقطاع كذا وبداية من الساعة 8 صباحا لقطاع آخر وبداية من 8و30 دقيقة بالنسبة لقطاع ثالث وبداية من الساعة 9 لقطاع آخر وهكذا مع امكانية العمل طول اليوم من الساعة 7 صباحا الى 7 مساء بالنسبة للمؤسسات التي تعمل بنظام الشبابيك مثل البنوك والبلديات وغيرها. في الختام يتساءل الإنسان هل يمكن التفكير في تطبيق هذه الطريقة بصفة تجريبية وجزئية لمدة معينة وعلى بعض القطاعات مع تقييم موضوعي للنتائج المسجلة بعد ذلك؟ (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)

ما بين برهان بسيس والهاشمي الحامدي

 

جاء في رد للسيد الهاشمي الحامدي على مقال برهان بسيس المنشور في جريدة”الصباح” التونسية  مايلي:

“…إنني مستعد للتضحية بحياتي من أجل ضمان حريتك في التعبير عن رأيك، وضمان حرية المؤمن والملحد في تونس للتعبير عن رأيه بحرية “

  السيد الهاشمي هو ذاته من كتب مقالا خاصا لتكفير الأستاذة سلوى ملتجأ إلى سبعة مقتطفات من النص القرآني حسب التكتيك الأصولي المعروف والمتمثل في توظيف النص الديني من أجل إيذاء الخصم في الرأي أو السياسة.

  وإن كنتُ قد عارضت أسلوبه بقولي بأن استعمال المقتطفات خاطئ بما هو خارج عن المجال الزمكاني الذي تختص به ألفاظها وظاهرها فهو لم يبد أي رأي حول تعقيبي على مقاله سابق الذكر.

  عندما نرى عدد عبارة  “خاصة” أو ” منسوخة ” في التراث التفسيري للنص القرآني ربما نتمكن من فهم ما قدمته من رأيي للإجابة على مقال السيد الهاشمي، ربما نتمكن أيضا من فهم معنى اختصاص لفظ وظاهر تلك المقتطفات بالوضع المتميز بقيام المعركة بين نبي الإسلام والرافضين لدعوته بل بجزئيات تلك المعركة في كثير من الأحيان . بل كان لي مقال آخر نشر أيضا بنفس الصحيفة “تونس نيوز” وبعنوان “الحقيقة لا توصل إلى الإرهاب” تعرضت فيه لنفس الموضوع.

  وعلى اثر ما نشرته “تونس نيوز” من تعليقي على اعتدائه على الدكتورة وعلى حرية التعبير والتفكير نشرتْ له مقالا يكرر فيه من البداية إلى النهاية القول بأنه مع حقوق الإنسان وحرية المعتقد إلخ…

  هل فهمت أيها القارئ الكريم أين يوجد موقع السيد الهاشمي الحامدي من حقوق الإنسان ومن حرية الفكر والمعتقد إلخ…؟

  إن لم تفهم فها هو آخر تصريح له في الموضوع مقتطفا من رده على مقال السيد برهان بسيس الذي نحن بصدده الآن: “أخيرا أحب أن أذكرك بأنك تسكن في تونس المسلمة منذ أربعة عشر قرنا. إذا كنت تتوهم أن مقالات منقولة عن مواقع في الانترنت، أو هي ثمرة اجتهاد أصحابها، تتهم القرآن الكريم بأن به أخطاء لغوية، وتنتقد الرسول صلى الله عليه وسلم لزواجه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وتتحدث عن “مناطق كارثية” في سيرته صلى الله عليه وسلم، وتتهم واحدا من أشهر القادة الفاتحين في تاريخ الإسلام بالإغتصاب، إذا كنت ترى أن مثل هذه المقالات ستنشر من دون أن يغضب تونسي واحد، مستقل أو منتم للحزب الحاكم أو للأحزاب الوطنية الأخرى، ويرد عليها، فأحسب أنك تعيش خارج الكرة الأرضية كلها وليس فقط خارج تونس”.

   طبعا من حق التونسي مهما كان رأيه، مصيبا أو خاطئا، حول قضية الأخطاء اللغوية أو سلوك النبي الخلقي أو العائلي أو حول سلوك خالد بن الوليد، أن يغضب … لكن غضب الحكماء يحملهم إلى مزيد البحث والتثبت وإلى الحوار الرزين والحر؛ ولا يبرر الغضب أي اعتداء على صاحب الرأي المخالف مثلما دأب عليه السيد الهاشمي صاحب القناة الفضائية “الديمقراطية”.

   يريد السيد الهاشمي الحامدي بردوده العدائية تجاه حرية الفكر والبحث والمعتقد أن يقنع القارئ بأنه يدافع عن التراث الإسلامي وهذا تكتيك ليس بجديد. لكن استبساله في الدفاع عن خالد بن الوليد قد تكون له معاني وأغراض أخرى: فعلاوة على الخطأ العام الذي يحملنا إليه الاعتقاد بأنه يوجد بشر لا يخطئون، فإن الرمزية التي يرفعها السيد الهاشمي في شخص خالد بن الوليد هي بالأساس رمزية عسكرية محاربة وهو بهذا المسعى ينمي العقلية الجهادية والمحاربة على حساب العقلية الحوارية والإنسانية. الصراع بين سلوى والهاشمي، بالتالي، ليس بين مدافع عن الإسلام ومعتد عليه وإنما هو بين من يدعو ويسعى لنشر عقلية الجهاد والحرب والعسكرة وبين من يدعو إلى عقلية الحوار والتعمق في البحث. ويحملنا إلى الاعتقاد بهذا الشكل أيضا ما اتخذته سلوى من الحذر عند إيرادها لقصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة حيث لم تذكر كل أشكال الحدة والقسوة التي نقلتها المراجع عن سلوك القائد العسكري خالد بن الوليد.

  هل يمثل خالد بن الوليد في اعتقاد السيد الهاشمي قداسة أو إلها حتى نقول:

ما أتانا من حسنة فمن عند خالد وما أتانا من سيئة فمن أنفسنا؟

  إنه مهما كانت مناقب خالد بن الوليد القتالية فقد يكون مالك بن نويرة المقتول أكثر حكمة منه أو أكثر إيمانا.. لقد نسي الهاشمي الحامدي أن التأريخ يمجّد المنتصرين ويعتدي على المقهورين والمغلوبين. كأنه لا يعرف أن مناقب القائد العسكري خالد بن الوليد تنتشر وتتعدد تحت ظل سيوفه ورماحه وقد يكون منها ما هو اختلاق وإضافة أو”تطبيل وتزكير” حسب تعبير لغتنا الشعبية في تونس، وأن مناقب المقتول مالك بن نويرة هي التي تُنسى وتُطمس ولا يصل منها سوى القليل النادر! وها هو يرى كيف أن ” الطبال والزكار” مازال في خدمة القائد العسكري بعد خمسة عشر قرنا.

  لست أقصد أن السيد الهاشمي هو الطبال والزكار بل هو صاحب رؤيا وبرنامج سياسي يكون فيهما القائد العسكري في مرتبة ومقام القداسة والتقدير المبالغ فيه.

  وفي المقال الآخر للسيد الهاشمي حول زواج السيدة عائشة  في صحيفة “تونس نيوز”  تتبين نفس الطريقة ونفس التكتيك. فباسم الدفاع عن نبي الإسلام يقدم لنا نقطة أخرى من برنامجه حول وضع المرأة والبنت.

يقدم السيد الهاشمي الحامدي نظريته حول جواز زواج البنت في سن الطفولة، 9 سنوات مثلا، في إطار من الدفاع على زواج النبي بعائشة وبعبارات مقتبسة عن الموقع الألكتروني إسلام أون لاين:

“…وعلى هذا فأم المؤمنين كانت في عمر الزواج، وكانت تطيقه فلا غرو إذأ أن يخطبها النبي صلى الله عليه وسلم”.

 وفي نفس المقال وبنفس الأسلوب والمرجع قرأنا ما يلي: “السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي، فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها قبل حديث خولة”. لست أناقش هنا موضوع زواج النبي بعائشة فأنا ممن يعتبرون أن لكل عصر معارفه وأعرافه ومعروفه وإنما أنا بصدد وضع الأصبع على هذه العبارات التي يقدمها لنا السيد الهاشمي الحامدي معبرة عن برنامجه المستقبلي: “وكانت تطيقه”  و ” فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة”.  إن استعمال عبارة تطيقه عوضا عن عبارة تريده يظهر بوضوح كيف أن السيد الهاشمي الحامدي مازال يعتبر البنت ملكا أو تابعا لا إرادة له..

  إن المطلوب في عصرنا من الزواج أن يكون عملية جمع لطرفين مكتملين من حيث النمو الجسماني و الرشاد العقلاني ومن حيث الاستقلال الاجتماعي والاقتصادي.فهل يحصل شيء من هذا في سن الطفولة؟ نحن نرفض في عصرنا أن تكون البنت أداة متعة للزوج بل الزوج ذاته صار في أيامنا يريد زوجة تشاركه المسؤولية وتقدر على رده إلى الجادة حين يخطئ امرأة كاملة الكفاءات ولمَ لا أقدرَ منه..

  لكن الهاشمي الحامدي يوافق على زواج البنت منذ سن الثامنة ويكفيه أن تكون البنت ” ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة“، ويواصل رغم ذلك القول والتكرار بأنه موافق على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان!

 

 

 

نعود الآن إلى موضوع المقال محور خلاف السيد الهاشمي مع برهان بسيس، نعود إلى ردود السيد الهاشمي حيث قال:

“الحقيقة أن هذا ليس هو السؤال المنطقي الأول عند تناول انتخابات المغرب ومشاركة حزب العدالة والتنمية فيها. السؤال المنطقي هو: هل حان الوقت من أجل أن تتيح بلادنا فرصة العمل القانوني للتيار الإسلامي مثل المغرب والأردن والكويت أم لا؟ هناك في رأيي سؤال أسبق علينا أن نجيب عليه جميعنا: هل أن التيار الإسلامي، الذي يعادي حقوق الإنسان بتعلة السيادة الواجبة لهذا أو ذاك من فقه السلف ، والذي يكفر الناس ويمارس الإرهاب العضوي أو يهيئ له شروطه بواسطة الإرهاب الفكري، هل هذا التيار هو من شاكلة الحركات الفاشية والنازية التي اتفقت كل شعوب الدنيا على منعها ومطاردتها أم هو من الحركات القابلة للتطور في اتجاه القبول المتناسق والحقيقي لقيم حقوق الإنسان وقيم الحرية والمساواة التامة بين الأجناس والأديان والمواطنين؟.

 

 

   هل أن التيار الإسلامي ممنوع حقا من العمل السياسي؟

   تشارك كل الأطراف في مواصلة نشر هذا الخطأ. ويتذمر السيد الهاشمي الهامدي من الحرمان المزعوم بالشكل التالي:

 

قلتُ وكتبت قبل ثلاثة أشهر أن منح الإسلاميين التونسيين جمعية ثقافية وتمكينهم من العمل ضمن التجمع الدستوري الديمقراطي، أو ضمن الأحزاب القانونية الأخرى، أمر مناسب للمرحلة

 

إن كان التيار الإسلامي ممنوعا من التشكل القانوني فهو المبجَّل والمدلَّل في المجال الثقافي والإيديولوجي فأنت تلاحظ بسهولة كيف تُنشر الأفكار والآراء وكل الإعلام الصادر عن التيارات الأصولية في الجرائد وفي القنوات الفضائية وفي المدارس والمساجد طبعا ولا تُنشر إبداعات المثقفين ولا حقائق الخبر اليومي إلا نادرا وبصعوبة ولعل دراسة الأستاذة حول الفتوى في مواقع الأنترنات من أوضح الأمثلة التي تؤكد ذلك.

  هل التيار الأصولي في حاجة حقا إلى جمعية ثقافية؟ أليست كل مجالات النشاط الثقافي مفتوحة أمامه والتجمع الدستوري الديمقراطي أيضا بل أحزاب المعارضة كذلك ومثال الحزب الديمقراطي التقدمي وجريدته أوضح مثال على ما أقول؟.

   لقد نما التيار الأصولي بواسطة الشحن المذهبي الذي تقوم به المدرسة وكل مؤسسات الإعلام الرسمي والأصولي الدولي، وحجم الفتاوى الذي أوردته سلوى الشرفي: 1960000 صفحة يقدم الدليل على حجم النشاط الإعلامي الأصولي.

  إن كان عدد من الأصوليين ضحايا القمع أو سجناء الرأي  فهم، حسب رأيي، ضحايا الشحن المذهبي الأصولي الإسلامي أولا وقبل كل شيء ذلك الشحن الذي يبدأ في المدرسة ويتواصل بواسطة قنوات الأصولية الدولية.

 

  بقي لي في الختام تعليق على حديث برهان بسيس في الانتخابات المغربية حيث قال:

غير أن الاستحقاق الانتخابي المغربي يتخذ أهميته  هذه المرة من مناخ التحولات الاقليمية عربيا واسلاميا، تلك التي تؤشر لتصور جديد لمآلات الاصلاح السياسي تبدو الولايات المتحدة الأمريكية من المتحمسين له قائم على تشريك التيارات الإسلامية القابلة للإندماج السياسي في المنتظم المدني كطريق لتهميش تيارات العنف الجهادي وتعويض هشاشة النخب العلمانية العربية والإسلامية في أن يكون لها قاعدة استناد جماهيري”

  أي إصلاح سياسي تتحمس له الولايات المتحدة الأمريكية؟ علينا أن نبحث في حقيقة مصالحها في منطقتنا وفي حقيقة سياساتها المخفية من مثل مؤامرة إيران  قيت، لا أن نصدقها فيما تدعيه من إصلاح. ألا تكون قد خططت وتواصل التخطيط لتدمير طاقاتنا البشرية والمادية بواسطة الحروب الطائفية وطوائف الأصولية الإسلامية؟ أليس التدمير الحاصل في أفغانستان والعراق والسودان والصومال والجزائر… كافيا لنفهم ونتعمق في البحث عن حقيقة برامجها في المنطقة؟

 

ـ حاشية: أرجو منك أخي برهان التكرم بالمساعدة في نشر هذه المقالة أيضا في جريدة الصباح.

 

  زهير الشرفي       7 سبتمبر 2007.

 

بسم الله الرحمان الرحيم                                                     تونس في 2007/09/08

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                 

                                                        بقلم محمد العروسي الهاني

الرسالة رقم 291                                               مناضل دستوري

على موقع تونس نيوز                                          رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

(تعقيبا على مقال برهان بسيّس يا برهان العب قدام داركم فالمغرب وتركيا أكبر منك)

في ربيع هذا العام أخذت القلم والقرطاس بحماس وعقبت على مقال برهان وأحيانا أقول له بصراحة أترك البهتان با برهان في ربيع 2007 هاجم برهان بطريقته ومهارته وشطارته زعيم الامة ورمزها الخالد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله وعلى أثر التعقيب الحار بسواك حار اتصل بي برهان على خط الهاتف صباحا وبقي أكثر من 20 دقيقة بتكلم ويعتذر ويشرح موقفه ومقصده ويؤكد لي بأن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله هو زعيم الأمة والأب الروحي للشعب التونسي وله الفضل في تعليمنا وتثقيفنا وهو الرمز الخالد بدون منازع وطلب مني الكف عن مواصلة الكتابة لكشف أشياء أخرى … وقال لي أنا في مقام ابنك وقد كان ابنك جمال الدين زميلي في الدراسة قلت له أنا رجل مسلم ووفي ومن المسلمين الصادقين سوف أكف على الكتابة على شرط أن تكف أنت على نبش الماضي ومهاجمة عملاق من عمالقة التاريخ وشريطة أن تكتب الاعتذار في جريدة الصباح لكن الاعتذار تم شفاهي على خط الهاتف وبدون تعليق…قلت أني وعدت برهان بالكف عن الكتابة ووعد الحر دين لماذا أعود اليوم للكتابة ومعاتبة برهان ومقارعته بالحجة والبرهان لا بالبهتان أقول له يا برهان حديثك يوم الخميس  2007/09/06 بعنوان البعد الاَخر في جريدة الصباح حول الانتخابات التي جرت يوم الجمعة 2007/09/07 في المغرب الشقيق أن هذا الحديث أو المقال أو الخواطر أو التدخل في شؤون الغير هو لعب بالنار والمثل يقول لا تلعب بالنار وكذلك مثل اَخر يقول العب قدام داركم أحسن من اللعب في الحومة مع أبناء الجيران لعل أحدهم أكبر منك يعطيك طريحة أو يأخذ عليك الهف. أقول لك يا برهان أن انتقادك الحار لحزب العدالة والتنمية في تركيا في غير محله فالشعب التركي اختار طريقه بنفسه دون أن يترقب مقالك ونجح الشعب التركي في الامتحان ونجح في الانتخابات الأخيرة وانتصرت الديمقراطية في تركيا المسلمة ونجح  حزب العدالة والتنمية بفضل الله وعونه ووعده لعباده المؤمنين أن وعد الله حق وبدون تعليق ولا فائدة في الإضافة فالانتصارات متواصلة وهناك مثل عربي يقولون الجمل هاز الحمل و…..أما حزب العدالة المغاربي الذي شقّ طريقه نحو الديمقراطية باعتدال وانضباط وهدوء وبالدم البارد وفهم الشعب المغربي دور هذا الحزب المعتدل وهو يسير في الطريق الصحيح بذكاء واعتدال وانسجام مع منخرطيه واحتراما لصاحب الشرعية التاريخية والدستورية الملك محمد السادس حفظه الله والملك الشاب هو الذي دعم الأحزاب ورعاها وأيدها ومكنها من البروز والنشاط السياسي وحقق حلم الشعب وراهن على  الأحزاب السياسية بما في ذلك حزب العدالة والتنمية ذات التوجه الاسلامي المعتدل وأقول لبرهان بسيس نعم هناك اسلام معتدل والاسلام كله معتدل وكل صاحب عنف فهو خارج المنظومة الاسلامية والعنف ليس حكرا على بعض الإخوان الذين يدعون الانتماء للاسلام والإسلام منهم براء ولكن العنف أكثر عند الشيوعيين المتطرفين والعلمانيين وبعضهم سيسعى بكل جهده حتى إلى القضاء على خبزة الأخ المسلم يلاحقونه حتى في مجال عمله وخبزته وهذا والله حرام عليكم أهل النظرية الماركسية التي ماتت في عقر ديارها ولكن هي موجودة في بلدان المسلمين مع الأسف الشديد وبدون تعليق… الشيوعية أصحابها أصبحوا في سلم المسؤوليات يحكمون على غيرهم بالإعدام أي القضاء على الخبزة وهذا حرام. و أخيرا أقول لبرهان أن 85% من مناضلي حزب التحرير حزب بورقيبة حزب البناء والتضحية والفداء هم من اكبر المسلمين المعتدلين ضحوا من أجل الوطن وانجزوا المدارس لرفع الجهل والأمية وانجزوا المساجد والجوامع ودافعوا على أخلاق الأمة والهوية الاسلامية العربية والزعماء الذين وضعوا دستور البلاد عام 1959 أجمعوا على أن يكون الفصل الاول من دستور البلاد في أول جمهورية  الجمهورية التونسية دينها الإسلام ولغتها العربية وستبقى إلى يوم يبعثون بحول الله وللحديث بقية يا برهان حتى تكف على مهاجمة الإسلام وأهل الديار.

قال الله تعالى : “يريدون ليطفوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون” صدق الله العظيم

 

ملاحظة : رد الدكتور محمد الهاشمي الحامدي هام وجاء في الوقت المناسب…

كل من تحكك على الدين مات على أسوء حال                  

محمد العروسي الهاني

مناضل

الهـاتف: 20007861

 


اغتصاب تاريخ نضال أجدادنا ضد الاستعمار الفرنسي

أقدمت السلطة الأمنية بالتنسيق مع بلدية قابس على خطوة خطيرة ،بغلقها منافذ أنفاق متواجدة في جبال واحة شنني بقابس أستعملها أجدادنا في فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي يمتد طولها على مدى 30 كيلومتر تحتضن داخلها آثار و رسوم قديمة و نادرة دونها المقاومين خلال تلك الفترة.

تبرر السلط الجهوية بقابس قيامها بهذه الإجراءات بخوفها من لجوء إرهابيين و الاختباء في هذه الأنفاق ،وهو ما لا يقبله العقل في منطقة يوجد فيها مسلك صحي يرتاده عديد من المواطنين لممارسة الرياضة.و يقطن هذه المنطقة 38 عائلة ،عبر لن عدد منهم عن دهشتهم لسرعة تنفيذ هذا القرار و هم الدين تقدموا بمطلب إيصال الماء الصالح للشراب منذ سنوات و لم يتحقق مطلبهم بعد.

عملية اغتصاب لأثارنا دفنت معها تاريخ قدم من أجله أجدادنا تضحيات و شهداء لتحرير هذا الوطن .نفذ هذا القرار دون تحريك ساكن لوزارة الثقافة و المحافظة على التراث.

                 معز الجماعي 

 


بسم الله الرحمان الرحيم

السلطة بين ارادة السيطرة والرغبة في الخضوع

بقلم عامر عياد يغلب على التصورات و الدراسات المتعلقة بالسلطة و الدولة منظور وحيد الجانب إذ عادة ما ينظر إلى السلطة (و نموذجها السلطة السياسية) على أنها تمارس الحكم و القمع و السيطرة والاستبداد و الهيمنة الفيزيقية والإيديولوجية ، وان المواطن ، حتى في أكثر الدول ديمقراطية و حرية، إنما يتلقى هذه السلطة و يحصّلها باعتبارها قوة خارجية قاهرة لا راد لها. هذا المنظور الوحيد النظرة ، والوحيد الاتجاه يعتبر السلطة سيطرة يتجه سهمها باستمرار ، وفي كل العصور و الأمصار من الدولة إلى الفرد ( أو المجتمع أو الشعب..). و إذا كان الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو الذي تخصص في دراسة استراتيجيات و أشكال ومستويات السلطة، قد عدل قليلا من التصور المركزي و السلبي للسلطة بإبراز مظاهر وأشكال انتشارها عبر الشبكة الاجتماعية، وبإظهار وجهها الأخر غير القمعي و المتمثل في دورها في الإنشاء و التوجيه و صياغة العقول و النفوس و تدبير أمور الحياة،فانه لم يول الطلب على السلطة و إرادة الخضوع أهمية كتلك التي أولاها له غيره من الفلاسفة امثال دولوز- غواتاري- ليوتار- و السيكولوجيين أمثال لاكان و لوجندر و اسلافهم من امثال كانط و هيغل بالاضافة الى فرويد و لاغاش و فروم و ادلر.. يرجع الفضل في تعديل هذه النظرة التقليدية للسلطة إلى أصول فلسفية.ومضمون هذا التعديل أن السلطة ليست فقط قوة ارغامية مسلطة من الدولة و أجهزتها المختلفة على الفرد والمجتمع، بل أنها استجابة لطلب صادر عن هذين الأخيرين. فالسلطة بهذا المعنى تلبية لحاجة و استجابة لمطلب، فكل من الفرد والجماعة في حاجة إلى أن تمارس عليهم السلطة سيطرتها و تصرف فيهم قوتها، و بالتالي فان أساس السلطة هو الرغبة في الخضوع. وبعد ذلك تختلف تفسيرات هذه الحاجة فبعضهم يراها نفسية ، وهذا الاتجاه نلاحظه عند مدارس التحليل النفسي المختلفة والبعض الآخر يراها حاجة ميتافيزيقية. يتساءل القاضي و الكاتب الفرنسي المعروف البويسي في مؤلفه” خطاب في العبودية الطوعية”قائلا انه”يريد أن يفهم كيف يحدث قان العديد من الناس والعديد من المدن و العديد من الأمم تتحمل و تتقبل أحيانا كل شيء من طرف مستبد واحد ليس له من القوة إلا ما أعطوه و ليست له قدرة على إيذاءهم إلا بقدر ما يرغبون هم في بقاءه ولا يستطيع أن يمسهم بسوء إذا لم يكونوا يحبون التألم منه بدل مواجهته” و كأنه ينتهي إلى إرادة الخضوع المعبر عنها من طرف من تمارس عليهم ، بل انه ليتعجب كيف أن الناس يتمسكون بوضعيتهم العبودية و يدافعون عنها و كأنها وضعية نجاتهم و خلاصهم،” إن الناس هم الذين ينذرون أنفسهم للخدمة والعبودية ، وهم الذين يقطعون حناجرهم” و من الطريف إننا نجد لدى كانط و هيقل نوعا من التفسير المقارب. فالناس في نظر كانط يخشون أن يصبحوا أحرارا لان من السهل و المريح أن يترك المرء نفسه منقادا و مقودا من طرف سيده ، و بالتالي فان ميلنا الطبيعي إلى الكسل و الخبث ربما كان هو السبب في قصورنا و تبعيتنا و عبوديتنا و حاجاتنا الصميمة إلى سيد. أما لدى هيقل فالمسالة مرتبطة بجدلية العبودية و السيادة حيث يرتبط الخضوع بذلك الذي لا يستطيع الذهاب حتى النهاية في الصراع من اجل اكتساب إنسانيته فيقنع بالعبودية بدل مجابهة الموت. فالخضوع بالنسبة لهيقل هو الوجه الأخر للسيطرة، وهو ناتج عن الخوف من الموت و عن الرغبة في العيش، بدون ،مجازفة،و بدون قدرة على الصراع. و من هذا السياق نفسه يرجع سارتر الحاجة إلى التبعية الى الشعور الفردي ، و بالضبط إلى سوء النية الذي يوحي للمرء بأنه ليس حرا و ليس بالتالي مسؤولا، و يدفعه إلى الخوف من حريته الخاصة فيقع في براثن التبعية والخضوع المتجذرة في النفس البشرية. وهذا التأويل الأخير يتماهى و التحليل النفسي الذي يعتبر الفرع المعرفي الذي أولى التحليل الأسس السيكولوجية للسلطة أهمية كبرى. فقد حفر التحليل النفسي عن الجذور النفسية العميقة المولدة للحاجة إلى الخضوع أما عبر التجربة الاوديبية التي هي الشكل الأمثل للارتباط بالأب، أو عبر الأنا الأعلى الذي يتضمن نوعا من توهم السيادة و القوة،أو عبر إلية التماهي أو التوحد ألاشعوري بالمعتدي عن طريق الخضوع له. أما المحلل النفسي الذي دفع بهذا المنظور الى أقصاه فهو وليام راخ الذي حلل ظاهرة الجماهير للنازية و الفاشية معلنا أن الجماهير لم تكن مخدوعة بل إنها كانت تريد الاضطهاد والسيطرة. يرجع الفضل إذن للتحليل النفسي بمختلف مدارسه و اتجاهاته في لفت النظر للوجه الأخر للسلطة كقوة و سيطرة مطلوبة ومرغوب فيها.فالسلطة بهذا المعنى ناتجة عن الطلب الفردي و الجماعي أكثر مما هي ناتجة عن الميل الطبيعي في السلطة إلى ممارسة سيطرتها وقدرتها على التحكم . إلا أن الأساس السيكولوجي اللاواعي للسلطة التي تتحدث عنه فروع التحليل النفسي المختلفة ليس أساسا واحدا، ففرويد يتحدث عن هشاشة الكائن  وحاجاته الأساسية في الأمن و التغذية، وعن دور” مثال الانا” الذي يتكون ضمن الأنا الأعلى ثم يستقل عنه في توليد مشاعر الخضوع للزعيم او الرئيس او السيد باعتبارهم مثالا للانا، و وليام رايخ يتحدث عن الحاجة للخضوع، بينما يتحدث ايريك فروم عن الطبع السادي المازوشي المولد لمظاهر السيطرة و الخضوع ، في حين يتحدث آخرون مثل لوجندر عن حب المراقب، الى غير ذلك من العناصر تصب في خانة واحدة و هي إبراز ذلك الوجه الأخر للسلطة و هو كونها مرغوبة و محط طلب اجتماعي و فردي. من خلال المنظور التحليلي النفسي يبدو أن السلطة ليست سلطة طبقية مسلطة على الرقاب كما تتصورها النظرية الماركسية،وليست “عنفا” أضفيت عليه الشرعية الاجتماعية، كما يرى فيبر، بل هي من حيث جذورها السيكولوجية، استجابة لحاجة بشرية عميقة في النفس الإنسانية، حاجة إلى الخضوع و لذة في الاستمتاع بالسيطرة. لكن الا يتضمن هذا التصور قدرا من إضفاء الشرعية إن لم يكن على السلطة في حدودها المعقولة، فعلى الاستبداد و الشطط في استعمالها؟  

شريط سنمائي يحتاج الى المساندة  عنوانه .     قمر الزمان

الامجد الباجي انتهيت في الايام الاخيرة من اخراج شريط سنمائي  بسبعين دقيقة (ساعة وعشر دقائق) وهو من 3D  نوع الافلام    المستخرجة من الصورة الافتراضية  .  ولكني  اشتغلت طويلا على ان تكون هذه الصورة اقرب الى  الواقعية. هذا الشريط  ينطلق من قصة      قمر الزمان في الف ليلة وليلة. وربما يذكر بعضكم ان قمر الزمان هذا    اصر والده الملك على تزويجه ولكن قمر الزمان رفض ذلك   مما اضطر الملك الى حبس ابنه في سجن مظلم قصة الشريط تحتفظ   بهيكلة الاحداث   ولكنها تتصرف . بحيث   تهتم  بسجن قمر الزمان الذي    اكتشف ان الارض كلها تحولت الى سجن.كل ما يهمني هو لحضة انفتح السجن في صدر قمر الزمان. الشريط سياسي. وهو   يعتني بارهاب الدولة. كل مايرتعش في الشريط   هو هذا الرعب الذي تبثه الدولة في النفوس. الدولة الحديثة التي   منها دولتنا الفتية   التي تتشبه بما تراه وتسمعه عن دول الرعب الغربية. شخوص الشريط    هم عصارة فكرة  .هم نسيج من شخصيات ربما نتعرف عنهم ولكنهم مدمجون بصورة  تشبه فن التلصيق     التشكيلي. هذه قدم من ذاك الوزير    وهذه عيون من ذاك رئيس المصلحة.وهذه اصابع   من كاتبة الدولة تلك.الخ. هناك فكرة سياسية في هذا الشريط. وعلى من يهمه الامر   الاتصال بي . اني مقصى من دعم الدولة   ومقصى من المواطنة ومقصى من الحياة اجمالا . ولقد كتبت   سيناريو هذا الشريط    من داخل عالم الاموات. لانهم وحدهم اليوم يمتلكون طاقة حقيقية.وصنعت شريطي هذا معتمدا كليا على نفسي . فلقد انجزت   كل من شانه يتعلق    بانجاز شريط      سنمائي من نوع افلام الابعاد الثلاثة. تماما مثلما يفعل الحرفيون القدامى. على قراء    تونس نيوز العظيمة ان   يساعدوني في  توزيع هذا الشريط .خصوصا المهنيين والموزعين المحترفين. هذا الشريط يتحدث لمدة ساعة   عن السجن. بعد ان تحولت بلادنا منذ عشرين سنة الى سجن كبير. انه شريط لا يبث الخوف ولكنه يحلل الخوف  ويفصله. من يهمه الامر وبامكانه مساعدتي الرجاء الاتصال بي على العنوان التالي lamjedbeji123@yahoo.com  


القديد المالح (10)

ملح: صابر التونسي تساءل البعض عن سر غياب “القديد المالح” في العدد الفارط من مجلة كلمة ونجيب بأن كمية الملح التي كنا “نُملّح” بها قد نفذت ولما قصدنا الملاحات الطبيعية لجلب كمية من الملح سدت الطرائق “علينا فالجماعة” قد تنبهوا إلى أن الملح الطبيعي ذو قيمة عالية فأمموا الملاحات وألحقوها بغيرها من الأملاك العامة المؤممة مما اضطرنا إلى التعامل مع المهربين حتى يرفع الحصار أو تُزال الغمة بحول الله أو قد نستغني بحفظ الثلاجات عن دور الملح إن أمنا غدر الزمان!!  (المحرر) يحكى أنّ ثعلبا ماكرا ابتسمت له الأقدار يوما فعمل عند كبير حراس الملك الأسد ظنّا منه أنّه ثعلب طيّب فزوّجه ابنته، ونسي أنّ الثعالب لا تؤتمن. تملّق و”تسَكْبن” حتى صار وزير “الملك الأسد”، بيده اليمنى يمسك جهرا مفاتيح الغابة وبيده الأخرى يخيط سرّا ثوب أسد على قياسه… (كلمة: سامية حمودة عبو) أرجو أن لا يفوت السيدة سامية بأن تركيب “الأذناب” لشخصيات قصتها لا يغني عنها من القمع شيئا ولها في ابن المقفع عبرة فقد مات مقتولا!! يعيش الملك الأسد يعيش، وهتفت بقية الثعالب: “بالروح بالدم نفديك يا ثعلب، عفوا، يا أسد ابن أسد. (كلمة: سامية حمودة عبو) يبدو أن ثعالبك قد تخرجت من مدرسة: “الله ينصر من صبح” و “وصفق للقرد في دولته وقل له نعم الحبيب” !! أضرمت جهة إجرامية النار في مكتب المحامي العياشي الهمامي. ووجّه هذا المحامي الناشط اتهامه لجهاز وزارة الداخلية التي يوجد مقرّها على مرمى حجر من مكان الحادث. وهو ما يعدّ مؤشّرا على مرحلة جديدة من الاعتداء على النشطاء والمدافعين. (كلمة: لطفي حيدوري) على نفسها جنت براقش!! كان على السيد الهمامي أن يسلّم بأن الكف لا يعاند المخرز!! وكان من الغريب أن تمتنع فضاءات عمومية وخاصّة وشبه خاصّة عن استقبال العرض المذكور. (الصور الصحافية العالمية) ويعتقد أنّ الحساسية من هذا المعرض متأتية من صورة لمراد نيازوف رئيس تركمانستان الراحل الذي توفي في ديسمبر 2006، والذي قاد حكما دكتاتوريا في بلاده. ومن الطريف أنّ له شبها كبيرا بالرئيس التونسي في ملامحه بحيث أنّ النظرة السريعة على الصور المعروضة في هذه المسابقة لا تترك مجالا للشك بأنّه الرئيس بن علي. (كلمة: لطفي حيدوري) ليس الأمر دفعا لتهمة الدكتاتورية وإنما خوفا من أن يتحول التشابه في الصورة إلى تشابه في المصير ويلقى “زيانوفنا” ما لقي “نيازوفهم”!! وهذا ما أضفى صبغة أمنيّة على الرموز المحتفى بها في خمسينية الجمهورية، خاصة العناصر التي تدير البوليس السياسي في البلاد. والتي قادت في السنوات الأخيرة الحملات الأمنية بدعوى التصدّي للإرهاب. (كلمة: لطفي حيدوري) إن جوعت كلبك يتبعك ويحرك ذنبه وقد يأكلك إن نال شبعك فله في التاريخ أمثلة!! قد ترى الساحة الثقافية مولودا جديدا – أو مواليد- يعمل من أجل تقديم الدعم للاستبداد وتلميع صورته خاصة لدى الشباب، … و فاتهم أن الساحر لا يفلح حيث أتى… (عبد الله الزواري: الحوار نت) تلميع صورة الاستبداد تزيده إبرازا وظهورا … فلمّعوا ونحن معكم ملمّعون! الصديق الأستاذ محمد عبو على العهد دائما: فأيام السجن على قسوتها و مرارتها لم تنل من عزيمته على مواصلة المشوار تشهيرا بالمظالم و أصحابها و دفاعا عن المقهورين و المستضعفين. درس آخر ليعلم من لا يعلم أن الدعوات لا تهزم بالأذى أبدا  (عبد الله الزواري: الحوار نت) سيرا على قدر ضعفاءكما فقد أتعبنا الخبب وراءكما!!

 

(المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007)

 


في البحث عن كتاب “ما فعلته السياسة بالسياسيين”

 
د. خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr وجدته غاضبا ضجرا، واضعا يده على جبينه… كان ينتظر في المقهى المقابل لبيتي… سلّمت عليه فقام واحتظنني! كان فعله غريبا لأني لم أغب عليه سوى أيام معدودة… جلست بجانبه وبقيت صامتا، سألني هل تقرأ ما أقرأ في سيرة الأحفاد؟؟؟ قلـــت : تقريبا نقرأ نفس الجمل والكلمات ونفس الحروف، ما جُرَّ منها وما انتصب، ما وقع منها وما أٌلغي أو انسحب! قـــال مباشرة ودون مقدمات : لقد عودتني بأنك القائل “السياسة أخلاق أو لاتكون” قلـــت : لعلي لست الأول في قولها ولكني مذكّر بها، كانت حلما يراودني وأملا يداعبني، غير أني كلما تقدمت ذراعا وجدتها تنحسر باعا، وكلما أطلقت نظري إلى الأمام وجدت السراب يسبقني والصحراء تحيط بي… قـــال : بالله عليك ارفق بحالي، كفاني فلسفة أنا أحدثك عن حال هذا الزمان، طعون في الظهر، عناوين تسقط وأخرى تعلو، يغير المرء عنوان بيته كما يغير أثاثه، صياح ديكة وعواء ذئاب، وابن المقفع متكأ على عصاه في حيرة من أمره يبحث عن حيوان ناطق فلا يجد غير حيوان صامت… والوجوه تتقلب بسرعة الضوء، حتى أنك لم تعد تعرف أين الوجه وأين القفا… شطحات غريبة ورقص على موسيقى صاخبة لا تعرف فيها من المغني ومن العازف ومن يضرب على القانون… قلـــت : هوّن عليك واصبر فقد شيّد أيوب خيمته في ساحتنا، وعوّد نفسك على الابتسام وإلا هلكت حسرة وألما! عوّد نفسك على رؤية المساحات الخضراء وإلا ستموت كمدا! عوّد نفسك على رؤية ما تريد رؤيته وإلا لن يبقى لك مكان تحت الشمس! عوّد نفسك على الصمت فالصمت موقف والصمت فعل في أيام الصخب! عوّد نفسك على الثبات فإن الطريق طويل… قـــال : وعجبي عليك يا صاحبي، وحسرة عليك يا رفيق دربي! أتدعوني للصمت وأنا أرى تقلبات في الرؤى والتصورات حسب ساعة معلقة على الجدار، تعلن حسب الطلب وقت تونس أو لندن أو باريس! أتدعوني أن أبتسم وأنا أرى تقلبات في المواقف تضاهي تقلبات المناخ في هذا الزمان المجنون، في زمن يصبح فيه الفرد ماشيا على قدميه ثم يمسي زاحفا على بطنه ولا يبيت إلا شبعانا من السراب وصاحبه يتلوى جوعا إلى جانبه. قلــت : لا تتعجب فلولا السواد لما رأينا البياض، ولولا القبح لما عرفنا الجمال، ولولا العقل لسقطنا منذ زمان، فاحمد الله على هذه النعمة الثمينة فأنت بعقلك تميز الخبيث من الطيب والسيئ من الحسن والصالح من الطالح… ثم لا تغفل يا صاحبي أن السياسي يمكن أن يتناسى لكن الشعوب لا تنسى! قـــال وقد غمرته فرحة مشوبة بضيق : هل تسمح لي إذا أن أكره السياسة والسياسيين؟ قلـــت : لعل هذه على الحساب حتى تقرأ الكتاب… كتاب “السياسة وما فعلته بالسياسيين” !!! (المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net)


كيف ننقذ المنطقة من صراع نخبوي حاد ؟:

اضاءات على طريق الحل

 
مرسل الكسيبي (*) الحوار كلمة جميلة وسنة ربانية ومهمة جليلة ابتعث لها الخالق سبحانه أنبياء ورسل وجعلها وسيلة مثلى في التواصل بين الخلق وفض النزاعات , وبرغم علو المقام الالهي الذي لايضاهييه مقام ولايبلغ شأنه شأن , فان ايات القران الكريم حفلت بحوار بين ابليس اللعين وخالق السماوات والأرض الذي يتعبد له الكون حجره وشجره ومخلوقاته الفيزيائية والحية بلغات لم تفلح الظاهرة الانسانية في فهمها وفقه كنهها واليات تحاورها… ابليس اللعين تحاور مع خالق السموات والأرض سبحانه وتوعد باغواء شرائح عظيمة من المجموعة البشرية ولم تتعجله برغم ذلك القدرة الالهية العظيمة بالعقاب بل ترك مصيره ومصير المفسدين الى يوم يبعثون . الهداية والقلوب تبقى أيضا أمرا ربانيا لايحيط بسرائره الا من يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور , وهو مايعني أيضا أن أمر الايمان يرتبط بكيان تعجز التقنية الحديثة عن كشفه حتى وان توصلت الثورة العلمية المعاصرة الى أجهزة قيل أنها تكتشف الكذب .. من هذا المنطلق فان الدور البشري والرسالي المتمثل لمرجعيات القيم الاسلامية لم يطلب منه التكشف على مافي قلوب الناس أو سرائرهم أو حياتهم الخاصة , وهو ماعنى أن محاكم التفتيش لم تكن يوما ما ظاهرة اسلامية أو ظاهرة تمثل الاسلام على صورته المشرقة التي قدمها خاتم الأنبياء وصحبه الكرام والراسخون في العلم للناس كافة .. وبالتأمل في قضايا الخلاف العقدي والديني بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الملل والنحل, فان النص الديني جاء واضحا وراسخا في التأسيس لحرية التعبد والاعتقاد , ومن ثمة فان المشهد البشري من منظور اسلامي عميق الوعي لابد أن يحتمل تنوعا فكريا وثقافيا ودينيا وايديولوجيا وسياسيا حتى وان كان متضاربا أو متناقضا أو ناسفا لأسس الاعتقاد الاسلامي , وهو مابرهنت عليه فعلا تجربة القيادة النبوية بالمدينة المنورة أو قبلها بمكة المكرمة حين تعايش الاسلام سواء كان في طور القوة والمنعة أو في طور الاضطهاد مع أصحاب الملل الأخرى ولم يلغها بل حماها بنصوص قرانية أو توجيهات نبوية أو وثائق دستورية مأسست لهذا التعايش وجعلته عقدا اجتماعيا تحديثيا في ظواهر التنظم والاحتكاك البشري . ماأصاب المسلمين بعد ذلك من تراجع ذهني وفكري وعلمي وحضاري , وأنهك الدولة في كيانها المركزي أو في أطرافها على مستوى الأمصار عجل بميلاد ظواهر التنازع والتناحر والاقتتال المدفوع بحوافز مذهبية او طائفية أو فقهية جعلت من علوم الكلام جوهر ومفرق تنازعها في قضايا لم تتقدم بالعالم الاسلامي وانما شغلته عن النهضة والتعمير والبحث العلمي وحركة الترجمة وتحديات العصر , وتطور الأمر الى ظواهر شوفينية قاتلة زادها تأجيجا ادخال الاسلام الى حلبة المنافسة السياسية التوظيفية والتعبوية من قبل بعض الجماعات التي بالغت في تضييق الواسع والتربص بالاجتهاد الفكري والسياسي المخالف . شكلت الظاهرة الاستعمارية في القرنين الماضيين والعصر الحديث محفزا اخر من أجل انشاء نخب قطعت مع تراث وحضارة شعوبها , ولقد تولت المؤسسة الاستعمارية القديمة مهمة زرع الفتنة الداخلية عبر اللعب على تناقضات الملل والنحل والفرق المذهبية التي تشق المنطقة ومن ثمة فقد وقع تطوير علوم الاستشراق بقصد فهم هذه التناقضات وتوظيفها في خدمة الصالح الاستعماري القديم والحديث. ولم تكن المهمة الاستشراقية بمعزل عن رغبة عارمة في التعويض عن الفشل العسكري في ادارة المنطقة , ومن ثمة فقد توسعت وظائفها خدمة وأداء في مجالات الثقافة والتعليم والاعلام من أجل التشكيك في أرصدة العالم العربي والاسلامي الحضارية والتعويض عنها بأخرى وافدة قيل انها أرقى تحديثية وأكثر مواءمة للعصر . واذا كان ماجلبه الغرب في هذه الحقبة عبر مؤسساته الفاعلة والقوية لم يخل من الغث والسقيم , الا أنه حمل بلاشك بذور عودة العرب والمسلمين الى دائرة الأضواء العلمية والتقنية والمعرفية في كثير من التخصصات , حيث كان النظام التعليمي الحديث بوابة الشرق نحو المؤسساتية الدقيقة والادارة المتطورة الوافدة عبر مناهج التعليم الغربي مع التأكيد على ان بداياتها انطلقت مع حقبة الحكم العثماني الذي استطاع أن ينافس الغرب في كثير من معارفه حين كانت امبراطوريته تدق ابواب فيينا . وفي العشريات الحديثة كان للأوضاع السياسية التي ورثتها المنطقة عن الحقبة الاستعمارية دورا اخر في تكريس انقسام نخبوي تعمدت الأنظمة توظيفه في ترسيخ تواصل بنيتها في منظومة الحكم والادارة , وهو مازاد في تأجيج صراع داخل البنية المؤسساتية للدولة وهوامشها حين خرج هذا الصراع الى الوجود بشكل معلن وحاد عبر محورين مازالا يمزقان بنية العالم الاسلامي الاجتماعية , ألا وهما المحوران العلماني والاسلامي . هذا التمزق الفكري والسياسي ذي الخلفية الدينية والذي شجع عليه الاستشراق ورعته مؤسسات حريصة على المكسب الاستعماري , سيظل في تقديرنا خادما للقروسطية السياسية والادارية والعلمية والتقنية التي مازلنا نعيشها في اطراف بعض بلاد العالم العربي والاسلامي وهو جوهر تعطيل حركة النهضة العربية المعاصرة وجوهر الداء الذي لم تتفطن له النخب برغم ادعائها للحداثوية والاضافية والابداع … ماينبغي الوقوف عليه مراجعة من قبل النواتات الحاكمة والمعارضة والمساهمة في الشأن العام هو ضرورة الغاء الحدية في الاختلاف والافتراق في الرؤى على أرضية استيعاب الانساني المشترك والحضاري الجامع والتاريخي الموحد والمصيرى الاستراتيجي عوض العودة بالعالم العربي وقلب المنطقة الى مراحل داحس والغبراء وحرب البسوس . العالم العربي والاسلامي لابد أن يعود الى دوائر المواطنة والانتماء الحضاري ومفاهيم الوحدة الجامعة ورسم الرؤى المستقبلية على أرضية أن الوطن ملك للجميع والمؤسسات تحتضن كل الرؤى وتذوب منطق الحزبية الضيقة والايديولوجيات الدغمائية الجامدة , لنؤسس بذلك مرحلة تجديدية تخرج الاسلام من دائرة التوظيف السياسي الرخيص أو العداء والتحريض القبيح , لتجعل منه كما انطلق أداة للمحبة والحوار والتوحيد والتسامح والتسامي والترفع والاشراق والتألق والارشاد للخيرات وماينفع الناس ويمكث وينفذ في أقطار السموات والأرض … انه الاسلام الوسطي المعتدل الذي نشدناه والذي نريد ان نراه أداة للرحمة بين أبناء الوطن الواحد وجسرا للتواصل فيما بينهم وقوة معنوية تعيد الوصال بعد القطيعة وتضع وزرا للحرب الصامتة بعد ان اشتد شوقنا الى السلم وتعيد للحوار كلمته العليا بين جوانب المجتمع وهياكل الدولة , وهو ميثاق اعتراف وجودي وسياسي وقانوني بالجميع خارج أطر السجن والات السحل الحقوقي والجلد الذهني والفكري للاخرين حتى وان كانوا مخالفين في العقائد والمذاهب والمدارس والفلسفات … انها فعلا عظمة الاسلام الحضاري المتجدد تلقي بظلالها الوارفة على الوطن وتتسرب رقراقة بمياه عذبة في نماذج للانطلاق والريادة بين دول الجوار ومحيطنا المتوسطي الحالم بعلاقات دولية أكثر اعتدالا وعدلا وتسامحا وديمقراطية تحترم حق شعوب المنطقة في التحديث الحقيقي والمأسسة والاختيار الحر . (*) رئيس تحرير “الوسط التونسية” (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 7 سبتمبر 2007)
 

تونس: لكيْ نرتفع بمستوى السجال الفكري

 
سفيان الشّورابي (*) علي عكس الفترة الصيفية الموشكة علي الانتهاء، والتي تميزت بنوع من الفتور النضالي والركود السياسي من عدا محطات قليلة التاثير طالت الحقل النقابي، والجانب التنظيمي، عاشت الساحة الاعلامية غليانا كثيفا ونشاطا مثيرا، كانت عدد من المواقع الالكترونية التونسية (التي لا يمكن الولوج اليها بالاساليب العادية من تونس) محط رحاه. وبين سجال فكري متنوع ونقاش ايديولوجي ثري من جهة، وبين موجة سباب متدن والتجاء الي مخزون الشتم والقذف باشكاله التقليدية، اتسمت معظم الموضوعات التي حبرها كاتبوها من الناشطين في الميدانين السياسي والجمعياتي، المهجرون منهم والمحليون، ومن مختلف الوان الطيف السياسي، مستغلين ما مكنتهم منه الوسائط المعلوماتية من امكانيات غير محدودة لتجاوز جميع انواع الرقابة والمنع، وذلك للتطرق الي جميع التابوهات وتسليط الضوء علي جملة من الثنايا الفكرية والدينية والسياسية والعلمية والفنية والادبية التي طالما وقفت السلطات (ايا كان جوهرها) عن التفكير فيها حتّي. فلسطين مرة اخري لم يكن موضوع الصراع العربي/ الاسرائيلي وتداعياته المختلفة، من النقاط المستحدثة او الغريبة عن الشان الثقافي والاعلامي التونسي، وذلك علي اعتبار تشابك عدد من المؤثرات التاريخية واللغوية والدينية والعاطفية مع قضايا منطقة الشرق الاوسط ومحيط الهلال الخصيب. فلا مندوح ان طلقة نار تُطلق ضد ام فلسطينية او صرخة المٍ تصدر عن رضيع عراقي، تمس في العمق افئدة وجوارح الانسان التونسي اكثر حتي مما قد يتعرض اليه، هو نفسه، من نتائج سلبية لسياسة معينة. والاكيد ان هذا التضامن الانساني النبيل، في مثل هكذا عصر، مطلوب بشدة وبالحاحية. غير ان نظرة سريعة عن ما صدر مؤخرا من طرف عدد من المفكرين التونسيين تكشف ان حدود هذا التضامن تجاوزت الوضعية السليمة لها، لتاخذ شكلا من التعصب المفرط. وما ازمة الصيف العابرة التي عبَرت المشهد الصحافي خلال الاسابيع الماضية الا خير دليل. ففي بادرة هي الاولي من نوعها، اعلنت جريدة الصباح التونسية اليومية، عن مسابقة بعنوان اضاءة حمامة بيكاسو للسلام ، يشارك فيها اطفال اسرائيليون وفلسطينيون وتونسيون واسبان واتراك وغيرهم للتعبير عن آرائهم في السلام، حسبما ورد في نص الدعوة. وتتركب لجنة التحكيم من ممثلين عن مؤسسة بيكاسو الاسبانية وصحيفة القدس الفلسطينية ومركز بيريز للسلام الاسرائيلي. واثار هذا الاعلان ردة فعل سريعة وعنيفة صدرت عن عدد من الكتاب الصحافيين الي جانب جزء من النخب المثقفة التونسية. ووقّع العشرات علي عريضة، اعتبروا فيها ما وقع عملا من اعمال التطبيع المباشر مع العدو الصهيوني مغتصب ارضنا ومضطهد شعبنا والمعتدي علي امتنا وقاتل اطفالنا ، ومطالبين صحيفة الصباح التونسية وبقية الصحف العربية بالانسحاب من المسابقة الصهيونية . وعن رأيه حول هذه القضية، افادنا الصحافي زياد الهاني، ان نبل قضيتنا وصدق موقعنا، يحثنا، دون مواراة، علي المشاركة المكثفة في مثل هذه المسابقات للتاكيد علي اننا دعاة سلام فعلا، علي عكس ما ياتيه الاسرائيليون من تصرفات وسياسات مضادة للسلام ، معربا عن رفضه لسياسة المقعد الفارغ. وتطورت الامور في هذا المنحي، الي درجات عالية الخطورة، بتصريح الصحافي منجي الخضراوي عن اعتزامه مقاضاة عدد من رموز التطبيع في تونس ما داموا مستمرين في هذا النهج التطبيعي الذي يخالف الاعراف العربية ، علي حد تعبيره. وهو ما يكشف، اولا وعلي الاقل، ضمور المستوي الحواري، وتداعي الاسلوب السجالي، ليعوضوهما العودة الي التهديدات اللفظية واللجوء الي الجهات القضائية لتصفية خلاف في الآراء والطروحات بين فرقاء في الخطوط الفكرية. القضايا الدينية ولم ينحصر ضيق الصدر في تقبل المواقف المخالفة حول المثلث المركزي المعهود؛ العرب/ اسرائيل/ الغرب، بل طال في جانب منه الاشكاليات العقائدية والجوانب الدينية. فتثير جريدة الوطن الاسبوعية التي يصدرها حزب معارض معتدل، قضية تشيّع عدد من التونسيين مؤخرا في بلد عُرف عنه وحدته الدينية، وتبنيه المنهج السني المالكي في غالبية اطوار تاريخه. واذ اعتمد كاتب التقرير، علي الاسلوب الصحافي الاخباري دون سواه، للتعرض لموضوع محرم الي حد ما في بلد تضيق فيه حرية الاعلام، فان موجات الردود الحادة التي غزت عددا من مواقع الانترنت اكدت، بشكل لا لبس فيه، عدم انحسار سلطان الرقابة والعقاب علي الجهات الرسمية، بل امتد انغراس تأثيراتها، ولو بشكل مغاير، داخل البنيان الفكري للنخب الثقافية. فالسيد عماد الدين الحمروني، المسؤول عن جمعية آل البيت الثقافية ـ وهي هيكل معترف به يركز علي الجانب الوعظي والدعوي لفائدة المذهب الشيعي ـ نعت من تطرق لهذا الموضوع بــ المنافقين ومن في قلوبهم مرض في حملتهم الاعلامية والسياسية والاستخباراتية . في حين تهجم الاستاذ الجامعي هشام بن علي علي ابناء تلك الطائفة واصفا اياهم بكونهم يخططون لتكون تونس بعد عقدين او ثلاثة من الزمن مثل لبنان او العراق، يتنازع اهلها طائفيا، بين الاغلبية السنية وحزب الله التونسي، ويقسم بعض مواطنيها بالولاء الصادق القاطع للولي الفقيه السيد علي خامنئي، او السيد علي السيستاني، او من يقوم مقامهما، ويعتقدون دينيا وشرعيا ان اوامر الولي الفقيه مقدمة علي اوامر الحكومة التونسية والقوانين المعمولة بها في البلاد . و في مقال آخر، بعنوان خطاب الفتوي علي الانترنت: الذمّي والمراة في مرآة الاستفتاء والافتاء ، استعرضت من خلاله الاستاذة سلوي الشرفي مضامين الفتاوي الدينية الصادرة حديثا ومحاورها، في بحث استبياني حام حول عدد من المنابر الالكترونية المختصة في مثل هذا الشان ونبشت في فحوي اهتمامات المسلم المعاصر بفعل الزمن فقط. ولم يكن الرد علي نفس مستوي الدراسة من حيث الصبغة الاكاديمية، بل انعرج الي منعطف خطير ومخيف، وصل الي حد التكفير حين اعتبر السيد عبد الحميد الدعاسي ما كتبته السيدة الشرفي من الامور السافلة التي حشت بها مقالها، ما يجعل كلّ مسلم (مهما قلّ تديّنه) يجزم بانّ هذه المراة لا تعرف الله ولا تؤمن به، ولو فعلت لخشيته وخافته ووقّرته، ولحسبت لكلّ حرف تكتبه او تنقله الف حساب . ومما لا شك فيه ان التقوقع الايديولوجي داخل كوسموس مغلق وهمي، باسم عقيدة فكرية ازلية مقدسة لدرجة التأليه، هي عملية التوصيف الوحيدة لاتباع خيار العنف اللفظي كاداة رئيسية للاجابة عن اسئلة مثقفين آثروا ملامسة زوايا قائمة الذات ولكنها مخفية بفعل التاثيرات الما-قبلية المتوارثة، ونتيجة، ايضا، لتقلص فضاءات المبارزة الفكرية التي تنهل من العقلانية منهجا اساسيا دون سواها. وتتقلص الخيارات في هذا الاتجاه من سوي ضرورة الرفض المطلق للنزول بالمقارعات الثقافية والدينية والسياسية الي مستوي قُبر ما انبلاج العصور الوسطي. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)

 
 

اختيارات خاطئة لمشروع نموذجي في مستشفى بن عروس الجديد

 
لطفي حيدوري انتهت أشغال بناء مستشفى بن عروس الجديد الذي سيكون “مركزا لعلاج الإصابات المتعددة” (traumatismes). لكن لا يعرف إلى حدّ الآن موعد انطلاق العمل فيه. وتتداول الأوساط الطبّية أنّ تخطيط المستشفى وهيكلته لا يتوافق مع الهدف المرسوم له، من حيث توزيع الأقسام والطاقة البشرية العاملة وتصميم البناية والتمويل. بل أكثر من ذلك فنظامنا الصحّي ومدرستنا الصحّية ليسا جاهزين لاستيعاب هذا المشروع مما سيضطر القائمين عليه إلى القيام بعدة تحويرات قد تتناقض مع الفلسفة التي يقوم عليها المشروع أصلا وستحكم عليه بالتأخير ومزيد الانتظار لحلّ المشكلات التي برزت شيئا فشيئا. البداية: ضاع الوقت والمموّل لقد انتبهت وزارة الصحة العمومية إلى مشروع فريد لكنّها لم تعرف أين تضعه وكيف تديره. فقد كان المستشفى مبرمجا في موقع بمونفلوري وبتمويل ياباني. وتمّت الدراسة وحتى عملية انتزاع عقارات من أصحابها لإقامة البناية محلّها. وكان المستشفى سيبنى على ستة طوابق منها اثنان تحت الأرض. ثم وقع العدول عن الأشغال وانسحب اليابانيون من التمويل. وقد اُنتُقد هذا المشروع لأنّه جاء في منطقة عمرانية يصعب التنقّل فيها. كما أنّ مستشفى كبيرا يتطلب فتح محطة حافلات وأشياء أخرى لا يمكن توفرها في ذلك المكان. وقد تم العدول عنه واسترجع المواطنون عقاراتهم المنتزعة. وتم نقل نفس المشروع إلى المروج على الطريق السريعة. ولكن بنفس المواصفات وبنفس المخطط الذي تم ملاءمته للأرض الجديدة. وتكلّف 42 مليارا موّلها هذه المرة البنك السعودي للتنمية. نظام المستشفى بعيد عن مدرستنا الصحّية يندرج هذا المستشفى في إطار فلسفة طبية مأخوذة عن المدرسة الأنقلو سكسونية التي تكوّن اختصاصيّين في الإصابات المتعددة. أمّا التكوين الطبّي لدينا فهو في سياق المدرسة الفرانكفونية، كلّ في اختصاصه. فليس لدينا فلسفة مراكز الإصابات المتعددة ولا توجد حتى في فرنسا مثلا. ففي تصميم مثل هذا المركز يجب أن يوضع المريض في قسم عمليات مركزي ويحضر لديه المختصّون. وفي المبنى الجديد صمّمت أقسام منفصلة بدون غرفة عمليات مشتركة، أي أنّ المريض متعدد الإصابة هو الذي ينقل من قسم إلى آخر لمعالجته بخلاف الأصل. وتتوزّع هذه الأقسام على تسعة: قسم الإنعاش وقسم التحاليل وقسم الأشعّة وقسم الأعصاب وقسم المخ وقسم الجراحة العامة وقسم المجاري البولية وقسم جراحة العظام وقسم الكسور وقسم الحروق وقسم الاستعجالي. ومن الناحية التطبيقية العملية وقعت إشكالات بسبب قلّة الإطارات فإلى جانب غرف العمليات في كل قسم يجب تركيز إطارات معها. وفي فترات الاستمرار ليلا يجب أن يكون هناك على الأقلّ ممرضان حاضران في كل قسم، لكن قد يُحتاج إلى عدد قليل وإلى قسمين على الأكثر في بعض الحالات. وهذا ما يخلق سوء تصرّف في الإمكانيات البشرية. ويقول أحد الأطبّاء المختصّين إنّه كان من الأجدى أن يكون هذا المشروع مدمجا في المستشفى الجهوي ببن عروس وذلك حتى لا نجد أنفسنا في نفس المدينة أمام مِخبَرين وقسمي أشعّة على غرار ما هو موجود في أريانة حيث يوجد مستشفى للأمراض الصدرية على بعد 200 متر من مستشفى محمود الماطري. وهناك يشتكي قسما الأشعّة من نقص الإطار الطبّي والإطار شبه الطبّي وكذلك شأن قسمي التحاليل. وذلك من الاختيارات الخاطئة في هيكلة القطاع الصحّي التي لم تعالج بعد. إشكالية التمويل أكثر الحالات في هذا المستشفى هي حوادث المرور التي هي مرتبطة بالتأمين. وهؤلاء المصابون لا يدفعون مقابلا في العادة لأنّ التغطية الاجتماعية لا تنطبق على حوادث المرور. وقد جرت العادة أن يدفع المريض أجرة العلاج ثم يسترجع نفقاته عن طريق التأمين. وفي عدة حالات لا يتم ذلك في صورة ما إذا كان عليه الحق في الحادث. وإذا لم يدفع يحال على المحكمة التي لا تحكم في غالب الأحيان لفائدة وزارة الصحة. وحتى إذا حكمت لفائدتها فكيف لفقير حال أن يدفع مبلغا طائلا. وعلى العموم فالمستشفيات خاسرة في حالات علاج إصابات الحوادث. كما أنّ قضايا حوادث المرور تطول مدة البت فيها وكذلك إجراءات الاستخلاص. وهذه المشكلة ناجمة عن افتقارنا في تونس لصندوق تأمين على الحوادث يمكن تمويله حتى عن طريق انخراطات التأمين حتى تسترجع المستشفيات نفقاتها، علما وأنّه في وضعية المستشفيات المصنّفة “مؤسسة صحية عمومية” EPS (établissement public de santé) وهو شأن جميع المستشفيات الجامعية ومن ضمنها مستشفى بن عروس الجديد تكون ميزانية التصرف كلها من مداخيلها. فمستشفيات مثل شارل نيكول والرابطة ميزانية التصرف ذاتية، حيث تدفع وزارة الصحة المرتبات وتقتني التجهيزات باهظة الثمن. أمّا شراء الأدوية وتكلفة الطاقة والتنظيف والتغذية فكلّها من ميزانية التصرف وهو ما يجعل عدة مستشفيات الآن في حالة تأزم مالي. حظيرة أشغال مفتوحة انتهت أشغال بناء المستشفى فظهرت نواقصه. فمركز مثل هذا يحتاج إلى موقف كبير للسيارات. وقد وقع التفكير في أن يتم تخصيص مكان واسع لهبوط طائرة عمودية في الحالات الاستعجالية المستعصية ثم وقع العدول عن ذلك وفكروا في أن يخصصوا مهبطا للطائرة على سطح المستشفى وتبيّن بعد الدراسة أنّ العملية غير ممكنة لغياب المواصفات وعدم موافقة إدارة الطيران، والآن هم بصدد البحث مع إدارة الغابات في تخصيص قطعة أرض قريبة للغرض. كما اكتشف القائمون على المشروع أنّ المستشفى يحتاج طاقة كبيرة للتكييف لاتساع مساحة الواجهات البلّورية في حين خصّص ذلك لغرف العمليات والإنعاش ومكاتب الأطبّاء ممّا يجعل المبنى في مشكل مدة 5 أشهر على الأقلّ من اشتداد حرارة الشمس في بلادنا. وكان قد تكرّر هذا الخطأ بجسامة أكبر عند بناء مستشفى قبلي ومستشفى تطاوين في جنوب البلاد، حيث بنيا بمواصفات مناطق منخفضة الحرارة. كما وقع تأخير طلب العروض لشراء التجهيزات. وقد أبدى لنا مصدر طبّي استغرابه من عدم التخطيط لتجهيزه بآلة سكانار كما جاء في المشروع الأوّلي. وبرزت إشكالية فتح الانتدابات في الأقسام، فهناك أقسام سيقع نقلها بجميع إطاراتها وتجهيزاتها كقسم جراحة العظام والكسور وقسم الحروق من مستشفى عزيزة عثمانة. وحتى يبدأ عملها لا بدّ من وجود الإدارة وأقسام ضرورية كأقسام التحاليل والأشعة وقسم الاستقبال في الاستعجالي. زيادة على الأقسام المبرمج فتحها كالجراحة العامة وجراحة البطن لم يقع الانتداب لها. أمّا قسم جراحة الأعصاب والمخ فمازال في طور تعيين رئيس القسم ولم تتضح الانتدابات بعد. وتتطلّب إدارة هذا المستشفى حوالي 500 إطار طبّي وشبه طبّي وإداري. ولم تفتح وزارة الصحّة بعد باب المناظرة للوظائف الشاغرة. وهذا ما يعني أنّ موعد افتتاح مستشفى بن عروس لن تحدده الأشهر القليلة القادمة. وأنّه سيبقى رهين ترميم الإدارة لسوء تخطيطها وإنجازها. ثمّ أليس ذلك هو شأن كل مشاريع المصلحة العامة في بلادنا. (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية شهرية تونسية)، العدد 56 لشهر سبتمبر 2007)

موعظة الحوار الأولى : فضائل شهر رمضان

E-Mail :  info@alhiwar.net  Site : www.alhiwar.net  

 
كتبه الشيخ : محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي  كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبشّر أصحابه بمقدم شهر رمضان؛ وما ذاك إلا ليدلّهم على فضائل هذا الشهر وما فيه من الخيرات والبركات، ويحضّهم على اغتنامه في فعل القُربات والتقرّب فيه إلى الله بالأعمال الصّالحات؛ فعن سعيد بن المسيب ، عن سلمان – رضي الله عنه – قال: خَطَبَنَا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – في آخر يوم من شعبان، فقال: – « أيّها النّاس قد أَظلّكم[1] شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوّعا، من تقرّب فيه بخصلة[2] من الخير، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، ومن أدّى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه. وهو شهر الصّبر، والصّبر ثوابه الجنّة، وشهر المواساة[3]، وشهر يزداد فيه رزقُ المؤمن، من فطّر فيه صائما، كان مغفرةً لذنوبه وعتقَ رقبته من النّار، وكان له مِثلُ أجره من غير أن يُنتقص من أجره شيء ». قالوا: ليس كلّنا نجد ما يفطّر الصائمَ! فقال: – « يُعطي اللهُ هذا الثوابَ من فطّر صائما على تَمرةٍ، أو شربةِ ماءٍ، أو مَذْقَةِ [4] لبنٍ. وهو شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عِتق من النّار، من خفّف عن مملوكه[5] غفر الله له، وأعتقه من النّار، واستكثِروا فيه من أربع خصال: ● خصلتين ترضون بهما ربكم. ● وخصلتين لا غنى بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه. وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنّة، وتعوذون به من النّار. ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي[6] شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنّة » [7]. اهـ. أرأيت أخي المسلم ما فتح الله لك في شهر رمضان من أبواب الخير والمعروف والبرّ؟ فإنّ فريضة واحدة تؤدّيها في شهر رمضان، يعدل أجرُها أجرَ سبعين فريضة في غير شهر رمضان. وإنّ خصلة واحدة من خصال الخير تفعلها في شهر رمضان، يبلغ أجرُها أجرَ فريضة في غير رمضان. وفي تفطيرك لصائم ولو على تَمرةٍ، أو شَربةِ ماءٍ، أو جرعة لبنٍ، مغفرةٌ لذنوبك وعتقٌ لرقبتك من النّار. أفتعجَز أخي المسلم! عن أن تأخذ معك تمرات، فإن لم تجد، فقنّينة ماء أو لبن أو حليب أو عصير، أو سوّيق، فتستقبل بها بعض الصّائمين عند أذان المغرب بالمسجد أو بالطريق المجاور لبيتك أو بأي مكان آخر؛ فتناول كلّ واحد منهم تمرة، أو تسقيه شربة! يسقيك بها نبيّك محمد بيده الشريفة شربة هنيئة من حوضه المبارك لا تظمأ بعدها أبدا. وفي صبرك عن الملذّات والشهوات – إيثارا لمرضاة ربّك – أن يُسكنك سبحانه بجواره في جنّته دارِ السلام؛ كما وعد سبحانه بذلك عباده الصّابرين حيث قال ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد : 23 – 24] . وفي تخفيفك أعباءَ الشُّغلِ عن أهلك أو أجيرك أو عاملك، أن يغفر الله ذنوبك، فيحطّ عنك الأوزار ويُجيرك من عذاب النّار كما أخبر بذلك النبي عليه السلام. وأنظر أخي المسلم إلى هذه الخصال الأربع التي حضّنا رسول الله على الاستكثار منها ما أخفّها على اللسان، وما أثقلها في الميزان! 1 – الخصلة الأولى: الاستكثار من ترديد شهادة التوحيد؛ وذلك عملا بقول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ” أفضل ما قلتُ أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له “[8]. 2 – الخصلة الثانية: الاستكثار من الاستغفار؛ وذلك لِما فيه من إجابة الدّعاء وتحقيق السّعادة ونيل الرّجاء؛ فقد قال تعالى ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: 3] وقال أيضا على لسان نبيه نوح – عليه السلام – (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) [ نوح : 10 – 12] . وحسبك من فضل هاتين الخصلتين ما فيهما مرضاة الربّ – جلّ وعلا – وقد قال تعالى ( وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة : 72] . 3 – الخصلة الثالثة: الاستكثار من سؤال الله تعالى الجنّة. 4 – الخصلة الرابعة: والتعوّذ به سبحانه من النّار. فأيّ فوز للعبد أعظم من أن يعيذه ربّه من النّار، ويدخله الجنّة؟! وقد قال تعالى في التنزيل ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) [آل عمران : 185]. فهل ترى بأحدٍ من البشر غنى عن هاتين الخصلتين؟! وفي شهر رمضان يُزاد في رزقك بما يجعل الله فيه من البركة. فاغتنم أخي المسلم شهر رمضان، فهو بِحقٍّ شهرُ زرعٍ وحصادٍ؛ وقد قال النبيّ – صلّى الله عليه وسلم – « لو يعلم العبادُ ما في رمضان لتمنّت أمّتي أن يكون السَّنةَ كلَّها » [9] . بلّغَنا الله وإيّاكم إلى رمضان، وجعلنا وإيّاكم من صُوّامِه وقُوّامِه وعُتقائه من النّار. آمين، وصلّى الله وسلّم على محمّد النبيّ الصّادق الأمين. وإلى موعظة أخرى إن شاء الله في الأسبوع القادم، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [1] – أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم. [2] – الخَصْلة: جمعها خِصَال، والخَصْلة الخَلَّة، والحالة، وتطلق على ما يكون في الإنسان من فَضِيلة أو رذيلة؛ تقول في فلان خَصْلة حَسَنة، وخَصْلة قبيحة، وخِصال وخَصَلات كريمة. [3] – المواساة في المال، أن تحسن منه للمحتاج والفقير وتصِل به رَحِمَكَ. [4] – المَذْقَة : الشَّرْبة من اللبن. [5] – ويدخل فيه التخفيف على العامل والأجير ونحوه. [6]  – الحوض كما وصفه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله ” حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا ” رواه البخاري في صحيحه. رقم الحديث: 6093. [7]  – رواه ابن خزيمة في صحيحه برقم: 1780. والبيهقي في شعب الإيمان، والحارث في البُغية. [8]  – رواه مالك في الموطأ والترمذي في سننه والبيهقي في معرفة السنن والآثار. [9]  – مسند أبي يعلى الموصلي.  


 

التطبيع بأقنعة الحوار والواقعية

عبد الكريم بن حميدة في مقال نشره على شبكة الانترنت دعا خميس الخيّاطي إلى “توخّي أساليب متحضّرة في الحوار”، ولعلّه كان على وعي لا يمتلكه غيره أنّ الصحافي التونسي لا يمتلك شيئا من ” أدب المحاورة المتحضرّ”، فبدأ بنعي الساحة الصحفية التونسية التي “أعطت صورة جدّ معبّرة عن ضيق رؤاها وفقر أدواتها وصغر اهتماماتها”. ضاق صدر الخياطي قبل أن يبدأ… كال التّهم وعبارات الاستصغار والاستهجان للصحافة مهنيين ومؤسسات… ولم يكتف بذلك، فتسلّل إلى عمادة المحامين. مرّة أخرى يضيق صدر الخيّاطي فيخصّص لجريدة “الوطن” فقرة ليؤكّد تمسّكه بأدب المحاورة المتحضّر. تهمتنا الرئيسية أنّنا “قوميّون”. ولكن الخيّاطي إمعانا في احترام الطرف المحاوَر ووفاء لنهجه المتحضر في التخاطب تحدّث عن القومجية !!! إنّنا نعرف جيّدا ما تنطوي عليه دلالة هذه المفردة من الاستنقاص والاستخفاف. الغريب أنّ السيّد الخياطي الذي لطالما تباهى بالفكر النّقدي والحسّ المرهف اللّذين عاد بهما من فرنسا لم يحتمل ما كتبناه في العدد الأخير عن الإعلام المقاوم والإعلام المهادن… لم يحتمل الخياطي ما كتبناه رغم أنّ عملنا كان مهنيا بالأساس. ولأنّ الناقد السينمائي لم يكن راضيا حتى عن ملفاتنا السابقة فقد أشار عرضا إلى ملفين آخرين سبق أن تناولناهما بكلّ جرأة وحرفية (عبدة الشيطان/ الشيعة في تونس) معتبرا أنّنا نسعى إلى الإثارة عبر تناول مواضيع مفرقعة مشككا في وجود عبدة الشيطان في تونس” رغم أنّه قد ذكر يوم 29 جوان 2007 في موقع الأوان وتعليقا على مقال للدكتورة رجاء بن سلامة “… الحل الوحيد هو السخرية من هذه الفاجعة التي تترقبنا، سخرية لديك أمل أن تتعزز لدينا نحن الذين نعيش بين عبدة الشيطان وبين الفسق والذوبان …”. ما الذي يمكن أن نقدّمه من حجج للسيّد الخيّاطي؟ أيشفع لنا عنده أنّ الموضوعين سابقي الذّكر أصبحا مادّة لكثير من الصّحف والمجلات التونسية (رغم أنّها لم تشر إلى جريدة “الوطن”)، وتمّت الإشارة في عديد الصحف الأجنبية والالكترونية إلى ذات الموضوع؟ أو يغفر لنا السيّد الخيّاطي التزامنا بالموضوعية وثباتنا على أخلاقيات التعامل؟ وهل كان علينا أن نطلب منه الإذن أو المشورة قبل التفكير – مجرد التفكير – في تحقيق صحفي ما ؟ فإذا ما تجرأنا وفتحنا ملفات حساسة كالهوية والمخاطر المهددة لها… اتهمنا بالوشاية !! أيّة وشاية أكبر من الدعوة إلى رفع الدعم الذي تتلقّاه صحافة المعارضة؟ وأيّة وشاية أقذر من تأليب السّلطة عليها وعلى صحف أخرى مستقلّة ؟! يا صاحب الفكر النّقدي… كيف ضاق صدرك فلم يحتمل “قومجيتنا”، وأنت الذي وسع صدرك العدّو قبل الصديق منذ كنت تتحاور مع الصهاينة سنة 1976 (أي قبل زيارة السادات إلى القدس)، ويوم سافرت إلى فلسطين المحتلة (طبعا أنت تسميّها “إسرائيل”) سنة 1992 (أي قبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية) وعدت متذمّرا مكتفيا بعبارة “عنصرية! عنصرية!”؟ ! كيف تضيق بتحقيق تنجزه صحيفة تونسية جادّة ورصينة وأنت الذي اخترت فيلما “إسرائيليا” هو فيلم “إستير” لـ “عاموس غيتاي” ليعرض في مهرجان “كان” يوم كنت عضوا في لجنة اختيار الأفلام لأسبوع النّقاد؟ يا صاحب الفكر النقدي والحسّ المرهف… خانك الحِلْم … وخانتك الأناة… هاهي الأفاعي تطل برؤوسها من جحور التواطؤ والاستسلام… قوميون نحن… نعم … قوميون مقاومون… ومحرّضون على المقاومة ورافضون للتّطبيع… معتّزون بالمقاومة التي أعزّت العرب في تونس والجزائر والمغرب وفي لبنان وفلسطين والعراق وأُذلّت أعداءها في كلّ مكان … ومنخرطون فيها سلوكا وممارسة… وملتزمون بالثوابت الوطنية والقومية… قوميون نحن… لا ننتظر دروسا في الوطنية من أحد… نقف في خندق واحد مع كلّ صوت مقاوم… وفكر مقاوم للتّطبيع وللحوار مع العدوّ. إن الحوار ليس “مقاومة بالفكر” (مثلما قال الخيّاطي) عندما يكون الطرف الآخر مغتصبا لأرضك مشرّدا لأبنائها … إنّنا “نقترف خطيئة المقاومة” لأنّنا لا نؤمن (على عكس السيّد خميّس الخيّاطي) “أنّ الفكر يفتح قلب عدوّك على حقّك…” فالعدوّ المغتصب للحقّ المنتهك للعرض لا يسعى إلى محاورتك حتى ترفع الغشاوة عن عينيه وإنّما يسعى لابتزازك وانتزاع اعترافك بشرعيّته وحقّه في طردك وإذلالك. لم يكن ما كتبه الخيّاطي سوى الشجرة التي تخفي غابة الحقد والهزيمة والخنوع، وكذلك ما أقدمت عليه جريدة “الإعلان” التي لا تستحق الردّ إلا من قبل أحد أطفالنا المتشبعين بروح المقاومة المتوثبين للتحرير والعزة. سنكون أغبياء بحقّ لو صدّقنا أنّ شمعون بيريز جزّار قانا وقاتل الأطفال يمكن أن يكون حمامة سلام… وسنكون أغبياء كذلك لو صمتنا في وجه دعاة التّطبيع مروّجي ثقافة الهزيمة لأنّنا أوفياء لقناعاتنا ملتزمون بها… أمّا السيّد خميّس الخيّاطي فنستميحه عذرا مرّة أخرى بأن جريدة “الوطن” التي احتلّت في ظرف وجيز جدّا مكانة مرموقة في الساحة الصحفية التونسية ستواصل الالتزام المبدئي بقضايا الوطن والأمّة وستفتح ملفّات أخرى بذات الجدية والالتزام عسى ألا يضيق صدره بما نكتب فيشي بنا ويحرمنا من الدّعم الذي يساهم فيه دافع الضرائب. ملحة الختام: حسْبك من جلالة العلم أنّ كُلاً يدعيه وإنْ لم يكن من أهله، وحسْبك من خساسة الجهل أن كُلاً يبرأ منه وإن كان من أهله. (المصدر: صحيفة “الوطن”، لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية – تونس) العدد 12 الصادر يوم 7 سبتمبر 2007)


في وداع الأخ المناضل و”القائد” محمد البصيري العكرمي في رحاب الخالدين

هو الموت فاختر ما علا لك ذكره.: فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر سيذكرني قومـي إذا جـد جدهـــم.: وفـي الليلة الظلماء يفتقـد البـدر

 
أجل لقد اخترت يا أخي محمد يا قائد ما سما بك وأعلى لك ذكرك فأرحت واسترحت. إن مصابنا فيك جليل وإن رزءنا بك عظيم! لقد فجع الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وأنت أحد مؤسسيه أيما فجيعة وتفجرت المدامع وتلجلجت الحناجر واضطربت الألسن وتردد السؤال على كل فم محرقا هل حقا مات القائد؟ كان رحيلك عنا يوم الأحد 26 أوت 2007 بموطنك قصر قفصة بمنزل أخيك المناضل المرحوم بشير العكرمي بين أحضان بناته الثلاث وبناتك الثلاث وبقية الأهل زلزالا هز كياننا ونارا حرّى حرقت أحشاءنا خفف الله من أوارها قصتك العجيبة مع الموت والحياة على حد سواء.. لقد ظللت أيها الأخ طريحا على فراش المرض غير عابئ بالموت تخطط لمشاريع كتابة لا تنتهي إلى أن هجمك الموت وسارع الحاضرون ليقطروك فنصح الأطباء بنقلك إلى قفصة تهيئة لدفنك وما كدت تتنسم هواء القصر والمظيلة موطن ولادتك حتى بعثت حيا: سبحانك اللهم كأنك طائر الفينيق كلما احترق واعتقدنا أنه آل إلى الفناء انبعث من جديد… فلم يصدق أحد ما يرى وما يسمع ولو لا الإيمان بالله لجن الأخ عبد الكريم بن عمر الذي قطّر لك الماء في تونس عندما تهيأ للمنية أنك تودع. ثم تتالت الأيام وأنت تصارع الموت حتى قبلك ربك بواسع رحمته فودعت بنات أخيك البشير اللواتي ذبن في خدمتك مهللا مكبرا مستغفرا يجللك نور رباني ويعطرك روْح وريحان. فما أعظمك مؤمنا وما أطيب ثراك وما أرحم موتك وما أعظم بركته… كيف لا وقد جمعت يوم رحيلك أوسع أبناء الحزب والعائلة القومية والمناضلين من مختلف التيارات والمشارب ووحدتهم على المحبة والرحمة والتسامح والتآزر… كانت لحظات دفنك وتأبينك هائلة شديدة يخالها المرء دهرا… كيف لا وقد أزف الموعد وحصحص الحق ولات حين مناص ! لقد أبنك حزبك يا أخي البصيري على لسان أخينا المنصف الشابي وأنت مسجى في قبرك لكننا ندرك أنك تظل دوما حيا في قلوبنا وذاكرتنا فعسى الله أن يضعك في مراتب الشهداء… لقد كنت يا أخي كالفراشة كلما أبصرت نورا قصدته عساك تقبس نورا لإضاءة الظلام وكنت يا عزيزي كالسراج كلما حلّ بظلمة أضاء جنباتها… لقد كنت -على الدوام- رسولا متنقلا مضطربا في أرجاء الوطن االعربي وأصقاع الدنيا باحثا عن المعارضين والمقاومين والمناضلين منظما لصفوفهم موحدا لقلوبهم لا غاية لك إلا تبديد الظلام الذي ران على وطنك وتحطيم الاستبداد الذي جثم على شعبك وأمتك غير محتفل بما يضر بشخصك ويحرمك من ربيع شبابك شعارك وأنت مشرد ومطارد: أنا يوم ألجأني الطغاة لهجرة.: آليت أحمل صوت شعبي داويا وكنت يا أخي مهوسا بالوحدة العربية وبوحدة المغرب العربي فاندفعت لا تلوي على شيء ملتحما بأمواج الغضب الشعبي مشرقا ومغربا سنوات الغليان والغضب التي عمت المنطقة في مطلع الثمانينات بسبب عسف المستبدين وهيمنة الإمبرياليين وجرائم الصهاينة مرددا مع ذاك الشاعر: على الجماجم تبنى كل مملكة.: على الجماجم تبنى دولة العرب لكنك يا أخي وبعد أن رأيت بأم عينيك سقوط بيروت برغم شراسة تصدي المقاومين وكنت منهم وبعد أن عاينت تراجع الغليان الشعبي وخفوت المقاومة آثرت العودة إلى بلدك تونس متعبا منهكا فاني الجسد لكن متيقظ الذهن متوقد الذكاء غير مستسلم فلقد تجاسرت على مواجهة القمع البورقيبي في الستينات حتى طردت من التدريس وركبت المغامرة بل المخاطرة ويمّمت وجهك شطر المشرق العربي مناضلا مجاهدا صابرا مرابطا متزهدا في الدنيا والمال والاستقرار العائلي لا تلهيك تجارة ولا تغويك متاجرة ولا يغريك مال ولا بنون فزينة الحياة الدنيا عندك وعند أمثالك تحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية حلم الأحلام وغاية المنى وبناء صرح الديمقراطية الشامخ محقق حرية المواطن وكرامته وعزة الوطن وسؤدده… فما كان أكرمك وما أبرك وما أطيب سعيك وما أطيب ذكرك… قد عدت يا أخي مناضلا زادته الأيام صلابة والتجارب ثباتا والأحداث خبرة وسعة الاطلاع موسوعية فكنت مثالا للعارف المتواضع والعالم العامل والقومي الحق المعتز بهويته العربية الإسلامية والمطلع على ثقافات المغاير الناطق بأكثر من لسان والحاذق لفنون الترجمة والبيان… عدت يا أخي ولم تنتظر طويلا حتى حصل تحول السابع من نوفمبر فتنفست الصعداء وبادرت مع رفاق النضال إلى تأسيس الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وشعرت بأن تضحياتك الجسيمة لم تذهب هباء وأنك حققت بعض ما كنت تصبو إليه فتحمست لهذا المشروع ودافعت عنه إلى آخر يوم في حياتك وعملت على بعث جريدة الوطن لسان حال الحزب وكنت أحد ألمع فرسانها في صدورها الأول والثاني… ماذا أقول إن السجلّ النضالي للأخ البصيري القائد كبير وحافل بالمواقف والبطولات الخالدة لا تستوعبه سطور قليلة لكن عزاءنا نحن في الحزب وأبناء التيار القومي وجمهور المثقفين والمناضلين أنك لم تمت فهذه كتبك تنبئ عنك وتشهد على علو كعبك ومقامك فقد تركت من جملة ما تركت كتاب “المغرب العربي من ابن خلدون إلى مالك بن نبي” وكتاب “قراءة في تاريخ الغرب: الحرب والإرهاب والعولمة” إضافة إلى مقالات عديدة نشرتها في صحف عربية عديدة. أخي البصيري بل أبي (عذرا للأخ الأمين العام أحمد الإينوبلي الذي كان يناديه والدي وكل من كان يظنه كذلك) نعاهدك على الثبات على المبدأ والسعي إلى تحقيق الأهداف القومية الوحدوية والعمل على انتهاج الديمقراطية سبيلا للعزة والكرامة والانكباب على مراجعة الفكر القومي من كل شوائب الانغلاق والاستبداد وردم الهوة بين العروبة والإسلام. ختاما لا يسعني إلا أن أرجو الله السميع العليم أن يتقبل حبيبنا وأخانا وأبانا محمد البصيري العكرمي المشهور عندنا بالقائد بواسع رحمته وأن يسكنه فراديس جنانه مرددا قوله تعالى: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”. صدق الله العظيم (المصدر: صحيفة “الوطن”، لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي(أسبوعية – تونس) العدد 12 الصادر يوم 7 سبتمبر 2007)

المحافظون المغاربة يفوزون بمعظم مقاعد البرلمان

 

الرباط (رويترز) – أظهرت النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية المغربية التي اعلنتها الحكومة ان حزب الاستقلال المحافظ عضو الائتلاف الحاكم المنتهية ولايته فاز بمعظم مقاعد البرلمان.

 

 وقال شكيب بن موسى وزير الداخلية للصحفيين ان حزب الاستقلال حصل على 52 مقعدا منها تلك المخصصة لقائمة نسائية متقدما على حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الذي حصل على 47 مقعدا.

 

 وحصل حزب الحركة الشعبية وحزب التجمع الوطني للاحرار على 43 مقعدا و38 مقعدا على الترتيب بينما حصل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الشريك الرئيسي لحزب الاستقلال في الائتلاف الحاكم المنتهية ولايته على 36 مقعدا.

 

وهذه ثاني انتخابات برلمانية في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس (44 عاما) المؤيد للاصلاح الذي اعتلى العرش في عام 1999 محققا شعبية بعد والده الراحل الذي حكم البلاد بقبضة حديدية.

 

وتنافس في الانتخابات 33 حزبا وعشرات المرشحين المستقلين الذين سعوا للفوز بمقاعد في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا.

 

 لكن النظام الانتخابي المعقد يجعل فوز اي جماعة بأغلبية مطلقة امرا شبه مستحيل. وأيا كانت النتيجة فستظل القوة الحقيقية بيد العاهل المغربي الذي يجمع بين مناصب رئيس السلطة التنفيذية وقائد الجيش وأمير المؤمنين.

 

 واظهرت النتائج الاولية نسبة اقبال منخفضة بشكل قياسي بلغت 37 في المئة.

 

 وفي وقت سابق اتهم حزب العدالة والتنمية منافسين لم يسمهم بشراء اصوات. وتعلن النتائج النهائية مساء الاحد.

 

(المصدر: موقع سويس انفو (سويسرا) بتاريخ 8 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


 

ارتفاع حصيلة قتلى الاعتداء الانتحاري في باتنة إلى 22 وعدد الجرحى تجاوز 170 …

الجزائر: بوتفليقة يتحدث عن دور «أجنبي»

 
الجزائر – محمد مقدم أعلن مصدر رسمي أن عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع قبل وقت قليل من وصول الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى ولاية باتنة (500 كلم شرق)، أول من أمس، ارتفع إلى 22 قتيلاً وما يزيد على 170 جريحاً. وفي حين لم يتبن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» حتى بعد ظهر أمس هذا الاعتداء على المواطنين الذين كانوا يستعدون للترحيب بالرئيس الجزائري الذي تحدث عن دور «أجنبي» في ما يحصل في بلاده، كشفت مصادر محلية في ولاية باتنة أن التحقيقات الأولية تتحدث عن احتمال أن يكون الانتحاري الذي كان يحمل حزاماً ناسفاً من جنسية أجنبية (مالي أو النيجر). لكن هذه المعلومات عن ملامح الانتحاري المفترض تضاربت مع المعلومات الرسمية بعد الظهر. إذ قال وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني: «استناداً إلى شهادات متطابقة فإن الأمر يتعلق بشخص قد يدعى أبو مقداد يبلغ من العمر 28 سنة». وأوضح أن هذا الإرهابي «كان ينتمي إلى جماعة تنشط في غرب البلاد قبل أن تنتقل نحو باتنة منذ ثلاث سنوات بعدما شددت قوات الأمن عليها الخناق». وقال مصدر محلي إن المحققين كانوا يشتغلون طوال نهار أمس على بقايا وجه الانتحاري المفترض لمحاولة رسم وجهه الحقيقي وإعداد رسم تقريبي للتعرف عليه وتحديد شبكة الدعم والإسناد التي وفرت له الدعم اللوجيستي. وبحسب رواية عدد من الشهود فإن الانتحاري أسمر اللون نحيف في مقتبل العمر (بين 24 و27 سنة) ولا تبدو عليه ملامح السلفيين أو المتشددين. وقد شوهد في أثناء محاولته الفرار من أيدي الشرطة بعدما أحس بأنه انكشف. وقال أحد الشهود انه طويل القامة وسريع جداً في الركض وكان واقفاً بمحاذاة «عمارة المستقبل» حيث كان مقرراً أن ينزل الرئيس بوتفليقة، الأمر الذي يطرح احتمال انه كان يريد اغتيال الرئيس الجزائري. لكن بعدما انكشف أمره فر وسط الجمع الغفير من المواطنين باتجاه مسجد العتيق، وعندما وجد أنه لم يعد يستطيع الفرار فجّر نفسه أمام محل للتبغ والكبريت. وأدى الرئيس الجزائري صلاة الغائب في مسجد الفاتح من نوفمبر في باتنة على روح القتلى، وعاد الجرحى في المستشفى ثم شارك في تشييع جنازة القتلى في مقبرة المدينة بحضور السلطات المحلية. وجدد الرئيس بوتفليقة، في كلمة مرتجلة بثها التلفزيون الرسمي، تمسك الجزائر بنهج المصالحة الوطنية خياراً «لا يمكن الحياد عنه»، مشيراً إلى أن «الأعمال الإرهابية أصبحت من الأمور التي تعمل لفائدة مصادر أجنبية». وقال إنه لا يزال متمسكاً بنهج السلم والمصالحة و «أريد أن أقول للشعب الجزائري وللخارج إننا اخترنا نهج المصالحة الوطنية والوئام المدني نهجاً استراتيجياً لا نحيد عنه لا اليوم ولا الغد». إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي أن الرئيس بوتفليقة تلقى أمس برقية تعزية من العاهل المغربي الملك محمد السادس عبّر له فيها عن تأثره العميق وتأثر الشعب المغربي «لنبأ الاعتداء الإرهابي المقيت»، ودان هذا العدوان «الذي يعد من بقايا الإرهاب الآثم الجبان والذي نحرص سوياً على مقاومته واستئصال جذوره». وأكد الملك محمد السادس «تضامن المملكة المغربية الدائم ووقوفها إلى جانب الجزائر الشقيقة في مواجهة آخر الفلول الضالة للعصابات الإرهابية». كما تلقى الرئيس بوتفليقة اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي جدد «التضامن التام لفرنسا في الكفاح الذي تخوضه الجزائر ضد الارهاب». كما دانت الجامعة العربية «بأشد العبارات» ما تعرضت له مدينة باتنة من اعتداء إرهابي. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)


وزير الداخلية اعلن ان المنفذ يدعي ابو مقداد. وارتفاع حصيلة التفجير إلي 22 قتيلا

الرئيس بوتفليقة يتهم منفذي العملية بالولاء لدول وزعماء أجانب

 
الجزائر القدس العربي من مولود مرشدي: ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعا لمواطنين في قلب مدينة باتنة عاصمة منطقة الاورس امس الي 22 قتيلا و107 مصاب غادر 36 من بينهم مستشفي المدينة. وخرج صباح امس الآلاف من سكان الولاية في مسيرة احتجاجية في شوارع مدينة باتنة والي غاية مقر الولاية استنكروا خلالها عملية التفجير ورفعوا شعارات مساندة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخري مناهضة للارهاب. وادي الرئيس بوتفليقة صلاة الجنازة بعد صلاة الجمعة علي ارواح الضحايا بالمسجد العتيق باتنة بعد انتهاء زيارته الرسمية لها. وادي المصلون في كل مساجد الجزائر امس بمناسبة صلاة الجمعة صلاة الغائب علي أرواح ضحايا التفجير الانتحاري. وكان انتحاري فجر عبوة ناسفة في تجمع لمواطنين حضروا لاستقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي خص ولاية باتنة بزيارة تفقدية ضمن جولة الي خمس ولايات بشرق البلاد. وكان من المفترض ان تنتهي زيارته الي هذه الولاية نهار الخميس ولكنه فضل تمديدها الي غاية امس الجمعة في رسالة لتأكيد إصراره علي مواصلة سياسة المصالحة مهما حدث. واتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منفذي عملية التفجير الانتحاري بأنهم ينفذون أعمالهم لفائدة عواصم اجنبية وزعماء اجانب دون ان يعطي تفاصيل اخري عن هذه العواصم او الزعماء. ولكن اصابع الاتهام موجهة الي الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي غيرت تسميتها الي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي واعلانها الولاء لزعيمه اسامة بن لادن رافضة بذلك كل عروض السلطة الجزائرية لوضع السلاح والاستفادة من تدابير العفو. ووصف الرئيس بوتفليقة في تصريح أدلي به أمام مجاهدي منطقة الاوراس بمقر ولاية باتنة (430 كلم شرق) عملية التفجير الذي استهدف مواطنين كانوا في انتظاره بالجبانة وقال أن تأتي الي تجمع شعبي وتقتل أبرياء فتلك هي قمة الجهل وتعدي وافتراس للشعب والسيادة الجزائرية . وجدد التأكيد علي ان السلطات الجزائرية مجندة اكثر من أي وقت مضي للتصدي لهذه الآفة التي لا تعرف الحدود. وأضاف انه لا يجب ان نظهر باننا أنزلنا السلاح في مواجهة العناصر الإرهابية واننا سننتصر. وأضاف انها محنة اخري أصابتنا وسنتصدي وبارادة الله سنقضي عليها. وبلهجة فيها الكثير من التشدد قال الرئيس بوتفليقة ان كانوا مسلمين فنحن لسنا منهم وان كنا مسلمين فهم ليسوا منا في اتهام صريح الي الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالوقوف وراء عملية التفجير. وجاء تصريح الرئيس الجزائري بعد عملية التفجير التي نفذها مسلح بتفجير عبوة ناسفة وسط تجمع لمواطنين في قلب مدينة باتنة حضروا لاستقباله بمناسبة زيارته التفقدية الي الولاية مساء أول امس الخميس. وتعد هذه اعنف عملية تفجير تستهدف مدنيين منذ تفجيرات الحادي عشر نيسان (ابريل) الماضي عندما فجر مقر الحكومة بسيارة ملغمة ومقر للشرطة بالضاحية الشرقية أودتا بحياة 30 شخصا جلهم من المدنيين. وقال وزير الداخلية يزيد زهوني مباشرة بعد الانفجار اول امس ان مصالح الأمن تفطنت لشخص مشبوه وسط المواطنين وعندما هم احدهم بالقاء القبض عليه فر هاربا قبل ان يسقط ارضا حيث انفجرت العبوة الناسفة وكان من نتيجتها تلك الحصيلة المأساوية . وقال زرهوني ان المعلومات الأولية توحي ان العملية انتحارية ولم يشر ما اذا كان منفذها كان يستهدف الرئيس بوتفليقة، وقال ان التحقيقات مازالت جارية لمعرفة كل ملابساتها. وأضاف ان ستة أشخاص قتلوا في عين المكان بينما لفظ الآخرون أنفاسهم الأخيرة في المستشفي بسبب إصاباتهم الخطيرة. وكشف وزير الداخلية الجزائري امس ان منفذ التفجير الانتحاري بباتنة يدعي أبو مقداد ويبلغ من العمر 28 سنة. وقال زرهوني انه استنادا إلي شهادات متطابقة فان منفذ العملية كان ينتمي إلي جماعة مسلحة تنشط بغرب البلاد قبل أن تنتقل إلي منطقة الاوراس منذ ثلاث سنوات بعد أن شددت قوات الأمن الخناق عليها هناك . وأضاف أن هوية الشخص الذي نفذ الاعتداء سيتم التحقق منها بصفة مؤكدة بعد الحصول علي نتائج التحاليل الجينية كون ان اسم أبو مقداد لا يعدو أن يكون مجرد اسم مستعار. وتؤكد تصريحات زرهوني هذه ان الأمر يتعلق بتفجير انتحاري وان منفذها قضي في الهجوم. ورفض زرهوني في لقاء صحافي نشطه صباح امس الجمعة بباتنة ربط عملية التفجير برئاسيات سنة 2004 ردا علي سؤال حول امكانية توظيف المعارضة للعملية لتاكيد مواصلة رفضها للمصالحة الوطنية.ولكن التلميح واضح باتجاه مرشح تلك الرئاسيات ورئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس المنحدر من ولاية باتنة. وقال زرهوني ان الالاف من مواطني الولاية الذين استقبلوا الرئيس دليل آخر علي بطلان هذه التأويلات. وكشف زرهوني عن وجود محاولات تفجير مماثلة وقعت في ولايات اخري ولكن لم يحدد ولم يسبق الي حد الان الحديث عن احباط عمليات تفجير خلال الزيارات الميدانية للرئيس بوتفليقة. يذكر ان الانفجار وقع 40 دقيقة قبل وصول الرئيس بوتفليقة الي ولاية باتنة قادما إليها من مدينة قسنطينة التي خصها بزيارة تفقدية مماثلة. وعاين الرئيس بوتفلقية مكان الانفجار قبل ان يزور المصابين في مستشفي المدينة. وتعد هذه هي المرة الأولي منذ تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مقاليد الرئاسة في الجزائر سنة 1999 يتعرض فيها تجمع جماهيري خصص له لعملية مسلحة مثل التي وقعت اول امس وان كانت العديد من المصادر اكدت ان الهدف منها ليس شخص الرئيس وانما تدخل ضمن الإستراتيجية الجديدة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي حذر المواطنين بأنهم مستهدفين بعملياته وحثهم في الكثير من بياناته الأخيرة بعدم الاقتراب من مقرات الدرك والشرطة والجيش وكل ما يرمز إلي السلطة في الجزائر. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أعطي في خطاب بمناسبة ذكري الاستقلال في الخامس تموز (يوليو) الأخيرة إشارة الضوء الأخضر الي قوات الجيش وكل الأجهزة الأمنية الأخري باستعمال كل الوسائل للقضاء علي الإرهابيين الرافضين لوضع السلاح رغم تدابير العفو المعروضة عليهم ضمن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وجدد الرئيس بوتفليقة اول امس انه لن يحيد عن خيار المصالحة لاننا اخترناها نهجا استراتيجيا لن نحيد عنه لا اليوم ولا غدا ولانه لا حل في الافق من غير المصالحة التي زكاها الشعب الجزائري. وقال اؤكد إنني لن اتردد ولا دقيقة في اتمام هذا المشروع السياسي لانه يهدف الي مصالحة الجزائريين فيما بينهم وتحقيق الأمن والآمان لكل الجزائريين . وأدان العاهل المغربي محمد السادس في برقية بعثها إلي الرئيس بوتفليقة أمس العملية الإرهابية وعبر عن تأثره العميق وتأثر كافة الشعب المغربي لنبأ الاعتداء الإرهابي المقيت . وجدد حرص المغرب علي التعاون مع الجزائر في محاربة ظاهرة الإرهاب وقال نحرص سويا علي مقاومته واستئصال جذوره مجددين لكم الإعراب عن موصول تعاوننا الوثيق وتنسيقنا المتين معكم للتصدي الحازم له بتوحيد الجهود . وأكد العاهل المغربي ان الإرهاب يظل العدو الحقيقي والمشترك لشعبينا الشقيقين ولقيمهما العريقة ومهما كان غدره فإنه ليس إلا محاولة يائسة لإجهاض كل عمل ديمقراطي وتنموي يجعل من الأمن والتعايش والاستقرار والاندماج وحسن الجوار بين بلدينا الشقيقين وفي منطقتنا عامة أساسا لكل تقدم وازدهار . وأدانت الجامعة العربية من جهتها العملية وقال علاء رشدي المتحدث الرسمي باسمها ان الجامعة العربية تعرب عن تعازيها للشعب الجزائري في ضحاياه وتؤكد علي تضامنها معه في مواجهة الإرهاب . وتلقي الرئيس بوتفليقة امس ايضا تعازي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذين وصف العملية بـ العمل البربري الأعمي . واتصل ساركوزي هاتفيا بالرئيس بوتفليقة جدد له التضامن التام لفرنسا في الكفاح الذي تخوضه الجزائر ضد الإرهاب . وبعث رئيس الحكومة الاسباني خوسي لويس ثاباتيرو والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك برقية تعزية علي اثر عملية التفجير. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)


الأحزاب الصغيرة ستكون الخاسر الأكبر …

المغاربة إقترعوا على إيقاع “فوز الإسلاميين”

 
الرباط – محمد الأشهب تباينت التوقعات حول نتائج الاقتراع في الانتخابات التشريعية في المغرب أمس، والتي لن تعرف رسميا قبل يوم غد. فثمة من تحدث عن إمكان تحقيق حزب «العدالة والتنمية» الاسلامي تقدماً على نسق ما حققه «العدالة والتنمية» التركي، وعن انتكاسة للحزب الاشتراكي المغربي على نسق الانتكاسة التي لحقت برفاقه الاشتراكيين الفرنسيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. في حين توقع آخرون معاودة حضور الاشتراكيين وحلفائهم في الائتلاف الحكومي الحالي على غرار تجربة الاشتراكيين الإسبان. ويستند أصحاب هذا الرأي الأخير إلى أن حزب «العدالة والتنمية» المغربي الذي استطاع انتزاع أكثر من 42 مقعداً في انتخابات 2002، «قد يتأثر بطريقة أو بأخرى بتداعيات الهجمات الانتحارية التي حصلت العام 2003» في الدار البيضاء، وإن كان الحزب ركز رهاناته على خطاب الاعتدال والوسطية ونبذ العنف للخروج من دائرة اتهامات خصومه السياسيين. وبدا أن الجانب النفسي في المنافسات الانتخابية على مستوى توقع حيازة الإسلاميين عدداً أكبر من المقاعد، سيطر على ايقاع المعركة حتى اليومين الأخيرين اللذين سبقا الاقتراع، إذ زادت الأحزاب المحسوبة على الائتلاف الحكومي في وتيرة حشد الناخبين عبر التجمعات والاتصالات المباشرة. ورأى مراقبون أن هذه الأحزاب، بخاصة الاشتراكي والاستقلال، واجهت وضعاً صعباً، كونها تتعرض للانتقاد من التيارات الإسلامية ومن الأحزاب اليسارية، وأيضاً من أحزاب صغيرة تشارك للمرة الأولى في الاقتراع. بينما اختار تكتل الحركات الشعبية ذات الهوية الأمازيغية أن يبتعد قليلاً عن الحكومة لوضع مسافة تكون أقرب إلى المتحالفين الجدد وأبعد عن الرفاق الذين فرّقت بينهم الانتخابات. ودعا رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو الناخبين إلى الإقبال على المشاركة في الاقتراع، ووصف العملية الانتخابية بأنها «محطة جديدة في تعزيز المسار الديموقراطي». وجاء تصريحه بعد الإدلاء بصوته في الحي الحسيني في الدار البيضاء ليؤكد أهمية المشاركة في تكييف نتائج الاقتراع، كون هناك من يعزو تصاعد حضور «العدالة والتنمية» الى تراجع المشاركة في الاقتراع 2002، ما دفع زعامات سياسة في المعارضة والموالاة على حد سواء الى حض الناخبين الذين يزيد عددهم على 15 مليوناً على الذهاب الى صناديق الاقترع و «التصويت لمصلحة من يختارون». واستمرت عمليات تسلم أوراق التصويت بالنسبة للذين تعذر عليهم الحصول عليها في وقت سابق طوال يوم الاقتراع. ويذهب مراقبون الى ان الوفاق الذي ساد بين الشركاء السياسيين حول اسلوب الاقتراع النسبي بالقوائم من شأنه ان يبقي على حظوظ الأحزاب الكبرى، فيما تتأثر الأحزاب الصغيرة التي ستلغى في عمليات الاحتساب في حال عدم حيازتها على نسبة 6 في المئة من الأصوات. والحال ان وجود وكلاء على رأس القوائم من مختلف الأطياف السياسية يعزز حضور المتقدمين منهم في الأصوات، ما يلغي فرضية ان حيازة حزب على مقدم القائمة لا يلغي حظوظ الأقرب اليه في أعداد الأصوات قياساً الى اعداد المقاعد. لذلك تبرز حظوظ الأحزاب الأكثر نفوذاً مثل تكتل الحركات الشعبية والعدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والاستقلال وتجمع الأحرار، فيما يرجح ان تحصل الأحزاب الأقل حضوراً على ما قد يؤهلها لتشكيل كتل نيابية، وقد ينسحب الامر على قوائم المستقلين في حال حيازتهم على مقاعد موازية لحجم مشاركتهم. غير ان المعارك السياسية في المغرب تبدأ عادة بعد الاقتراع، والاقرب في تحديد مسارها صراع الزعامات على رئاسة الوزراء والقطاعات الأكثر تأثيراً بالنسبة إلى المؤهلين للانضمام الى قافلة الحكومة التي تنتظر السائق الرقم واحد. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)


قواعد ليبية جديدة لدخول المصريين …

بوادر أزمة بين القاهرة وطرابلس

 
القاهرة – الحياة في ما بدا بوادر أزمة بين القاهرة وطرابلس، منعت السلطات الليبية مئات المصريين من دخول أراضيها أمس عبر منفذ السلوم البري الحدودي بسبب ما قالت إنه «شروط جديدة فرضت على دخولهم»، على خلفية اشتباكات بين مقيمين مصريين وليبيين قرب طرابلس أدت إلى سقوط جرحى وإحراق منازل العمال المصريين بعدما تشاجر أحدهم مع أحد أبناء عشيرة كبيرة. وأجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اتصالاً عاجلاً بنظيره الليبي عبدالرحمن شلقم الذي كان موجوداً في القاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، وناقش معه مسألة المنع، مشدداً على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين البلدين. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي إن شلقم أكد أن بلاده سترسل فريقاً من وزارتي الداخلية والخارجية اليوم للتحدث إلى المسؤولين المصريين بهدف التوصل إلى توافق حول هذا الموضوع. وأشار إلى أن الداخلية الليبية أصدرت تعليمات جديدة لتنظيم دخول المصريين إلى ليبيا عبر منفذ السلوم البري. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 سبتمبر 2007)
 

 

مالك بن نبي… ميراث المثقف في بلاده وصخب المناسبات

 
خالد عمر بن ققه (*) من المواضيع التي طرحتها الصحافة في الجزائر هذه الأيام قضية دار «مالك بن نبي» في مدينة تبسة، بعد ان قامت السلطات الأمنية بتوقيف عصابة حوّلتها الى ماخور وبيت للدعارة، وللعلم فإن بن نبي تربى فيها بعد أن رحلت عائلته من مدينة قسنطينة في ثلاثينات القرن الماضي، وظل متعلقاً بها الى أن وافته المنية في تشرين الأول (اكتوبر) 1973، والمثير في هذه القضية ليس استيلاء العصابة على بيت مهجور، ولكن في كون الدار تخص المفكر الراحل مالك بن نبي، حتى أن الاستاذ الجامعي جعفر بايوش اعتبر ان ما حدث يعد إهانة مرتين لبن نبي حياً وميتاً، وذلك في مقال نشره على الانترنت مصحوباً بالصور في نهاية شهر نيسان (ابريل) الماضي، أي قبل أن تتناول الصحافة الموضوع بأربعة أشهر تقريباً. وعملت الحادثة على تثوير المخزون الفكري الخاص بمالك بن نبي لدى النخبة الجزائرية لجهة طرح اشكالية معرفة موقع المفكر ودوره وتراثه المادي والمعنوي، وبدا للوهلة الأولى ان قمة النظام السياسي وقاعدته الشعبية لا تعرفان عن الرجل شيئاً، ووجدت النخبة نفسها تصرخ في واد من التراكمات غير الفاعلة والاحباطات المتزايدة، ثم يرتد اليها صداها، معلناً: أن اذا كان ذكر بن نبي يأتي بسبب جريمة، فأنت يا من تعرفين أنك أقل منه انجازاً لن تذكريه أبداً، ومن هذا الاغتراب وبطش الجهل، يأتي السؤال غير الملوث بعواطف اللحظة الزمنية، حيث التأثر بحادث عابر يتكرر عبر تجارب عالمية مختلفة: ما موقع مالك بن نبي في حياة الجزائريين الابستيمولوجية والعلائقية والسياسية؟ يشكل المفكر مالك بن نبي في التراث المعرفي الجزائري حالاً من الترف الفكري، خصوصاً في المؤتمرات التي تدار داخل الجامعات وهي في الغالب نشاط طلابي، من ذلك مثلاً المؤتمر الذي عقد حول فكره ومشروعه النهضوي في جامعة تبسة وقام به الاتحاد الطلابي الحر التابع لحركة مجتمع السلم خلال شهر نيسان الماضي، أقرب الى الامتداد الحزبي داخل الجامعات منه الى قناعة بدور الرجل وأهميته الفكرية، بدليل أنه لا يحظى بالاهتمام نفسه من التيارات الفرنكوفونية مع أن معظم مؤلفاته كانت بالفرنسية قبل أن تترجم الى العربية في وقت لاحق. وعلى رغم ان الذكر المتواصل لأطروحات بن نبي في أوساط التيارات الاسلامية داخل الجزائر يصل أحياناً الى درجة الادعاء بوراثتها، فإن ذلك يظل نوعاً من الاستحواذ لفضاء المنتج المعرفي الاسلامي، لكنه لا يستند اليها عند التطبيق، فحركية الفعل عند من يمكن أن نطلق عليهم الجماعات الاسلامية السياسية في الجزائر – لا يقصد بها جماعات العنف – بما فيها تلك التي تدعي انتماءها الى بيئة جزائرية خالصة ولا تعرف بصلتها بالمشرق لجهة القول بالخصوصية الجزائرية، والتي ترفع حين تكون الظروف مواتية شعار «الجزأرة» غير ذات صلة بفكر مالك بن نبي، ففي الوقت الذي تمد «حركة مجتمع السلم» (اخوان مسلمون) جذورها نحو تربة الاخوان المسلمين في مصر وتعيد في احتفالياتها وتجمعاتها وجلساتها الخاصة التذكير بالمحنة وتعتبر مرجعيتها وملهمها الروحي الإمام حسن البنا، نجدها في أوقات الرخاء السياسي وضمن خطاب براغماتي تذكر بفكر مالك بن نبي، لكنها لا تعول عليه من حيث التطبيق أو حتى لتصديره أو للتفاعل مع المشاريع التي تطرحها النخب في الدول العربية والاسلامية، وكذلك الحل بالنسبة الى الجبهة الاسلامية للانقاذ وحركة النهضة، حيث الأولوية فيهما تعود الى رؤية قادتهما الحاليين باعتبارهم أصحاب مشاريع سياسية تقوم على مناهضة النظام القائم، والنتيجة ما وصلت اليه الجزائر خلال السنوات الماضية من قتل وتدمير. موقع مالك بن نبي من حيث هو صاحب رؤية ومشروع نراه في كتابات الباحثين العرب والمسلمين خارج الجزائر، حتى ان ما كتب حول الرجل وافكاره بلغ آلاف الأعمال، وهو من المفكرين القلائل الذي حظوا بهذا الاهتمام. أما في الجزائر، فإن البحوث التي قدمت حوله قليلة ناهيك عن ان الدولة لم تتعامل مع كتاباته من زاوية الوعي بدرجة توحي باتخاذها موقفاً ايديولوجياً منه. غير ان فكر مالك بن نبي لم يكن حكراً على التيار الاسلامي فحسب، بل أخذ به الليبراليون في الجزائر، هنا تجدر الاشارة الى اعتماد «حزب التجديد الجزائري» بزعامة نورالدين بوكروح (يقدم نفسه باعتباره تلميذاً لمالك بن نبي) في برنامجه ووثائقه وحتى خطابه على رؤية بن نبي، وحين أصبح بوكروح وزيراً لم نعد نسمع لتلك الافكار ذكراً، كما ان العامة من المواطنين لم تستوعب برنامجه الحزبي، ولذلك ظل حزبه صغيراً وعديم الشعبية. ومن هنا يرى بعض الباحثين في محاولته القول أو التحرك السياسي ضمن الرؤية الحضارية لبن نبي، تجنياً عليه، خصوصاً بعد التنازع غير العلني على وراثة أفكاره بين مختلف التيارات. من ناحية أخرى، فإن وجود مؤسسات قائمة تعود جميعها الى طرح رؤاها ومواقفها ضمن وعاء الاسلام، مع تمتعها بشرعية تاريخية ذات طابع جماعي أحياناً ومؤسساتي أحياناً أخرى حال دون معرفة كتابات بن نبي على نطاق واسع في الجزائر، مثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والجماعات الصوفية والاحزاب الدينية، ناهيك بأن كتاباته خاصة بالنخبة، من هنا يمكننا فهم عدم اتخاذ الاحزاب أو الجمعيات موقفاً من الحال التي آلت اليها داره في تبسة بعد أن تحدثت عنها الصحافة وقوبلت باستهجان من المثقفين، وذهب بعض الباحثين والاساتذة الى القول: «نحن في صدد كتابة عريضة سترسل الى رئيس الجمهورية لحماية مآثر مالك بن نبي ودار تبسة واحدة من ذلك» (الشروق اليومي – 18/8/2007). على العموم، فإن طرح موضوع دار بن نبي في تبسة أثار استياء النخب والمنشغلين بالثقافة عموماً، لكنه لم يحرك الجهات المسؤولة عن الثقافة في الجزائر، قد يعود ذلك لكون الأمر لا يزال في بدايته، وقد يعود لسبب أهم، هو عدم الاهتمام بأي فكر تكون له مقاربات موضوعية أو يتمتع برؤية حضارية تقدم الاسلام باعتباره مشروعاً للنهضة والتغيير، أو لسبب آخر هو أن المسؤولين في الجزائر يراقبون عن كثب ردود افعال الرئيس بوتفليقة غير عابئين بردود افعال النخبة أو الرأي العام، مع العلم ان بوتفليقة سيرعى السنة المقبلة ملتقى دولياً حول فكر بن نبي في جامعة تبسة، أما داره المهجورة والمسكونة بأهل الرذيلة فهي حديث صحافة ولغو صيف وازعاج للسلطات وقد يعد الحديث عنها في الشهور المقبلة مجرد بلاغ كاذب يعاقب عليه الصحافيون وحدهم. (*) كاتب جزائري مقيم في الإمارات (المصدر: ملحق “تيارات” بصحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)

الاجتهاد الفرعي والاجتهاد النوعي

 
محمد الحداد (*) الاجتهاد في أصول الفقه هو بذل الوسع في طلب العلم بأحكام الشريعة (راجع الغزالي مثلاً). ويمكن تقسيمه الى قسمين كبيرين. الأول هو الاجتهاد النصي وهو يدور على كيفية استثمار الأحكام مع الألفاظ. وقد بدل علماء أصول الفقه في القديم جهداً كبيراً للبحث في قضايا النص من دلالة وإشارة واقتضاء وعموم وخصوص وإطلاق وتقييد وأمر ونهي وغير ذلك. والثاني هو الاجتهاد القياسي، فالأكثرية رأت أن النصوص لا تفي بالحاجة واستثمار الأحكام الجديدة لا يكون إلا بالقياس. وقام علماء أصول الفقه هنا أيضاً بجهد مهم لتعيين أشكال القياس وفرعوا هذه الأشكال الى أن أصبحت مبحثاً طويلاً ومعقداً كما نرى مثلاً لدى الآمدي (ت 631 هـ) في «الإحكام في أصول الأحكام» أو ابن الحاجب (ت 646 هـ) في «منتهى الأصول والأمل في علمي الأصول والجدل». وقد تميّز الشاطبي (ت 790 هـ) في كتاب «الموافقات في أصول الشريعة» برؤية متكاملة حول القياسات لا تقوم على قياس الفرع على الفرع وإنما استخراج الفروع من الاصول والقواعد العامة. وفقهاء الحنفية كانوا قد استفتحوا طريقة مشابهة تقوم على وضع قواعد تشريعية كبرى، أما الشاطبي فقد طوّر فكرة ترجع بأصولها الى الغزالي (ت 505 هـ) ومحصلها وضع مقاصد شرعية كبرى تبنى عليها الفروع. وطريقة الحنفية هي الأقرب الى التشريعات الرومانية والحديثة. وإذا تأملنا مباحث القياس في كتب أصول الفقه وجدناها تتعلق بقضايا ثلاث مختلفة. الأولى قضية حمل دلالة اللفظ العام على الحالات الجزئية. فإذا قلنا مثلاً «كل مسكر حرام» فإننا حكمنا بتحريم كل أنواع المسكرات التي كانت معروفة في الجزيرة العربية وكل المسكرات التي ظهرت وتظهر على مرّ العصور. ويعتبر ابن حزم الظاهري أن هذه الحالة ليست قياساً لأن المنع كامن في العبارة ذاتها «كل مسكر حرام» وما يدعوه فقهاء المذاهب قياساً ليس إلا حمل اللفظ على مجموع الدلالات الممكنة. وهذا الرأي فيه كثير من الوجاهة. الثانية قضية حمل حال فرعية على حال فرعية أخرى لقوّة الاشتراك بينهما. مثال ذلك القياس المنسوب الى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عندما سئل عن حدّ السكر، فقال: «من شرب الخمر سكر ومن سكر هذى ومن هذى افترى، فحدّه حدّ القاذف». وهذا الشكل من القياس مرفوض لدى الظاهرية ورأيهم لا يخلو من وجاهة لأن المشترك بين حالتين ليس مطرداً ثابتاً فلا يمكن أن نجزم مثلاً أن كل من شرب قذف والمطابقة التامة بين حالتين أمر استثنائي. الثالثة تطبيق أصل أو قاعدة أو حكم كلّي على حال فرعية، وهذا النوع من القياس معروف في التشريعات القديمة والحديثة، وقد رفضه الظاهرية وأجابهم المدافعون عن القياس بأن استخراج الأحكام يتعذّر من دون ذلك وهذا جواب منطقي في حدود المنظومة الفقهية القديمة. ولم تبلغ عناية علماء أصول الفقه بتدقيق الأصول والقواعد عنايتهم في أشكال القياس فمباحث الشكل هي التي استهوتهم أكثر. إذا تأملنا هذه اللوحة المختزلة لمناهج التفكير التشريعي رأينا أن علماء أصول الفقه قديماً كانوا مدركين ان استنباط الأحكام ليست قضية هيّنة ولا يكفي أن نسرد نصاً ليتضح منه الحكم ولعلنا لا نجازف إذا قلنا إن فكرة «لا اجتهاد مع النص» ليست من بنات أفكارهم بمعنى أنها لم تكن تعني عندهم ما تعنيه اليوم لدى البعض من المعاصرين. فهم أدركوا أن النص ليس ناطقاً بذاته وأن الذي يتقدم لتفسيره لا بد من أن يكون قادراً على التمييز بين العام والخاص والمطلق والمقيّد والدلالة والاقتضاء وغير ذلك. وهذه المباحث غير مختصة بأصول الفقه، فهي أيضاً مباحث علوم اللغة والبلاغة والنقد الأدبي وبعضها يرتبط بالمنطق. فإذا كان النص مصدراً دينياً فإن طرق الاستنباط اللغوي هي طرق بشرية مستعملة في النص الديني والنص الأدبي بل في كل أنواع النصوص. والإنسان يستعمل العمليات الذهنية نفسها أمام كل قول لغوي كيفما كان نوعه. والتصنيفات التي وضعها علماء أصول الفقه ليست تصنيفات دينية وإن طبقت على نصوص دينية. فالعام والخاص والمطلق والمقيد والدلالة والاقتضاء تشمل كل نص. وذلك مثل قولنا إن الجملة تتكوّن من مسند ومسند إليه فهذه قاعدة تصح على كل جملة سواء أوردت في سورة من القرآن الكريم أو قصيدة مجون لأبي نواس أو نص معرّب لكارل ماركس. وما لا يراه المعاصرون من أصحاب مقولة «لا اجتهاد مع النص» هو أن القدامى قد صاغوا آليات ونظريات حول النص كانت مستندة لمعارف عصرهم وقد قامت في العصر الحديث العلوم اللسانية والدلالية بإعادة التفكير في الكثير من هذه القضايا. وكما اشترط القدامى في من يتصدى للنص بالتفسير أو الفتوى أو الاجتهاد أن يكون عالماً باللغة، واللغة تعني التفكير اللغوي وليس قواعد النحو والصرف، فيكون منطقياً أن يشترط في المعاصرين العلم بقضايا اللسانية والدلالية الحديثة وبما يسمى بعلم التأويل الحديث وفلسفاته المختلفة. ولا يقال إن هذه العلوم غير إسلامية لأن آليات التأويل هي آليات بشرية ليست مرتبطة بدين أو مذهب أو عرق وسنرى أن مباحث القياس كانت تقتبس من شروح المنطق الأرسطي. وعندما انحطّت العلوم اللغوية فأصبحت مجرد قواعد جافة في النحو والصرف تحفظ عن ظهر قلب انحطت معها مبادرات الاجتهاد وأصبح الفقه أيضاً قواعد جافة للحفظ والعرض. فإذا انتقلنا الى القسم الثاني المتعلق بالقياس وقضاياه الثلاث التي عرضنا فإننا نجد القدامى قد اقتبسوا من المنطق ليكون لهم عوناً على تحديد أشكال القياس، وقد رأى المسلمون المنطق علماً مشتركاً بين الأمم وعمل أصوليون كبار مثل الغزالي وابن حزم على إثبات أن قواعد المنطق الأرسطي موجودة في كلام العرب، ما يعني أن المنطق آليات ذهنية عامة لدى البشر. وعندما نقرأ المباحث القياسية المعقدة كما ترد لدى ابن الحاجب مثلاً لا نشك في كونها متأثرة بالشروح الإسلامية على المنطق الإغريقي وبمصادر غير إسلامية كانت تدرّس في المؤسسات التعليمية الإسلامية الى عهد قريب مثل «إيساغوجي» الذي يرجع الى منطقي إغريقي اسمه بورفيريوس وصاغه في اللغة العربية أثير الدين الأبهري. لكن علماء أصول الفقه قديماً وأرسطو قبلهم لم ينتبهوا الى شيء مهم وهو التاريخية. القياس يستدعي التجريد، فقياس الحال الطارئة على الحال القديمة يقتضي أن تنتزع الأولى من سياقها التاريخي، وهذا الانتزاع قد يكون مبرراً إذا حصل بعد تبين السياق أما من دون ذلك فتحصل مزالق شتى. ولئن ابتدع المفسرون مباحث «أسباب النزول» لتبيّن السياقات فإن علماء أصول الفقه لم يفكروا في شيء شبيه بذلك في ما يتصل بالفروع التي يقيسون عليها وتوجد في كتب أصول الفقه مباحث في الألفاظ والقياسات ولا توجد مباحث في التاريخية ولا في ما دعته البلاغة القديمة بالمقام. وتاريخية الأفكار والأحكام هي فكرة لم تتطور إلا في العصر الحديث وما زالت العلوم الإسلامية القديمة، ومنها الفقه وأصول الفقه، في حاجة الى تبين تاريخيتها فضلاً عن تبيّن تاريخية كل ما احتوته من آراء وأحكام. لعلنا ندرك من خلال هذا العرض أن العلماء المسلمين القدامى كانوا منفتحين على المعرفة الكونية المتاحة في عصرهم بكل ما تحويه من ثراء ومن نقائص. والمهم هو هذه الروح العامة التي أدركت أن مباحث الألفاظ ومباحث القياسات هي مباحث بشرية مشتركة بين كل الناس وأن الاختلاف والخصوصية يتعلقان بالنص موضوع التأويل وليس بآليات التأويل ذاته. وهذا الموقف المنفتح قد ضاع في عصور الانحطاط وتبدد في العصر الحديث. وقد لخص دكتور رضوان السيد الوضع الحديث بقوله: «لقد تحطمت المذاهب الفقهية في القرن العشرين تحت وطأة أصوليتين: الأصولية الحداثية والأصولية الإحيائية (السلفية والثورية). لكن ذلك لا ينبغي أن ينسينا واقعاً تاريخياً واجتماعياً وثقافياً استمر لما يقارب العشرة قرون وخلّف أدبيات هائلة تتجاوز المليون عدّاً في شتى فنون الكتابة الفقهية» («الحياة» – ملحق «تراث» – 25/8/2007). وأضيف على هذا القول الصائب أن الحداثة قد راجعت ما كانت عليه من أصولية ومغالاة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وظهرت بعد الحربين العالميتين حداثة اكثر تواضعاً أعادت الاعتبار للتراث الإنساني في العصرين القديم والوسيط. أما الأصولية الإحيائية فسارت بالاتجاه المعاكس وما فتئت تضخم من ادعاءاتها وتشددها حتى أنك ترى وتسمع أشخاصاً لا يميزون بين المرفوع والمنصوب ولا علم لهم بالمطلق والمقيد والدلالة والاقتضاء يدّعون مع ذلك استخراج الدلالات من النصوص ويغلقون كل نقاش بعبارة «لا اجتهاد مع النص» لأنهم غير واعين بالمباحث الخصبة التي احتواها التراث حول قضايا التعامل مع النصوص، فهم خوارج العصر الحديث يستسهلون التأويل والتكفير والعنف بسبب قلة العلم والإدراك. إننا لم نتعرض الى حد الآن إلا للاجتهاد الفرعي الذي يتمثل في طلب العلم بأحكام فروع من النوع نفسه فهي إما أن تكون مشمولة بالدلالة العامة للفظ أو تأتي نتيجة قياس أو نتيجة تطبيق الكلي في الجزئي. دعنا الآن نطرح سؤالاً آخر: هل يمكن أن تعامل كل الحالات المستحدثة باستثمار الأحكام من الألفاظ والقياسات؟ سنحاول الجواب عن هذا السؤال من خلال حادثة ذات قيمة مرجعية نستعرضها أولاً كما وردت لدى الإخباريين القدامى ثم نتناولها بالتفكير والتحليل. ففي سنة 17 هـ / 638 م أتمّ المسلمون سيطرتهم على العراق وانتزعوه من أيدي الفرس وطرح عليه آنذاك مشكل مهم هو مصير الأراضي الضخمة التي استولوا على معظمها بالقتال، فهي تعدّ من باب الغنيمة وليس من الفيء، وحكم الغنيمة أن يقسّم أربعة أخماسها بين المقاتلين ويسلّم الخمس الباقي الى الخليفة. حصل نقاش بين كبار الصحابة حول الموضوع فطالب البعض بإجراء القسمة على هذا الشكل ورأى آخرون أن هذا الحل غير ممكن. ومن حسن الحظ أن تغلّب الرأي الثاني إذ ندرك حجم الكارثة التي كانت ستحصل لو قسّمت أراض زراعية ضخمة بين مقاتلين لا يحسن معظمهم فن الزراعة. إذاً لحدث مجاعات مروّعة بين سكان العراق وبين المقاتلين أنفسهم ولاعتبر الفتح الإسلامي جناية على الجميع. ثم إن مساحة العراق الشاسعة لا تقارن بمساحة أرض من الأراضي التي دار حولها النزاع في العهد النبوي كي يصلح أن تقاس عليها. هذه قضية لم تحل بدلالات الألفاظ ولا بأشكال القياسات. الحل الذي ارتضاه المسلمون آنذاك هو وقف ريع الأرض على بيت مال المسلمين. هذا اجتهاد جديد وغير مسبوق اقتضته المصلحة العليا للمجموعة والتصرف السليم في الممتلكات. لم يطبق المسلمون في هذه الحال مبدأ «لا اجتهاد مع النص» ولا شكلاً من أشكال القياس التي تضمنتها لاحقاً كتب أصول الفقه، فهذا الاجتهاد يمكن أن نطلق عليه «الاجتهاد النوعي» وأغفلت المراجع القديمة تمييزه عن أبواب الاجتهاد الفرعي. وإذا كانت المسافة الزمنية من العهد النبوي الى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أحدثت تغيرات نوعية اقتضت اجتهادات نوعية فما الحال بأربعة عشر قرناً من تاريخ المسلمين؟ لا نحتاج كبير تفكير لنستنتج إننا إذا أخذنا فترة مرجعية (أ) ثم تجاوزناها بمسافة تاريخية (ب) فإن التناسب بين الاجتهاد الفرعي والاجتهاد النوعي هو تناسب عكسي، بمعنى أن الأول يتقلص والثاني يتضخم بمقدار ارتفاع المسافة التاريخية (ب). فإذا راجعنا كتب الفقه على مر العصور وجدنا الأمر على خلاف هذا التوقع المنطقي. وتفسير الأمر في رأيي ليس أن المجتمعات الإسلامية تجمدت وإنما كتب الفقه وأصوله هي التي توقفت منذ القرن الرابع الهجري على أن تعكس تعقيدات هذه المجتمعات وتطوراتها. لنتأمل بعداً آخر في المثال المرجعي المتصل بتوزيع أراضي العراق من خلال التساؤل الآتي: هل اتخذ الخليفة وقادة الجيش ومجموعة الشورى القرار بصفتهم مجموعة من الفقهاء أم اتخذوه بصفتهم الهيئة المستأمنة على المصلحة العليا للمجتمع؟ وإذا تصورنا المشهد ذاته يتكرر في العصر الحديث فهل كان سيدور في مجمع فقهي أم في البرلمان؟ وهل سيكون المرجع في القضية ما قال زيد وعمرو من القدامى أم ما تحدده الهيئة المستأمنة على المصلحة العليا للمجموعة في السياق الخاص الذي تتنزّل فيه الواقعة؟ إذا سلّمنا بمنطق التحليل الوارد في هذا المقال وصلنا بالضرورة الى النتيجة الآتية: إن الجزء الأكبر من الاجتهاد الذي نحتاج في العصر الحديث ليس من الاجتهاد الفرعي الذي يدور على دلالات الألفاظ وأشكال القياس لكنه من الاجتهاد النوعي الذي مداره المصلحة وموقع النقاش فيه البرلمان والمتأهلون للخوض فيه هم المستأمنون لتمثيل المجتمع ومصالحه العليا. والمشكلة الكبرى هي غياب التمييز بين نوعي الاجتهاد ومعاملة كل الحالات من الزاوية نفسها، فهذا ما يمنع قيام اجتهاد جديد، ولا تكفي الدعوة الى فتح باب الاجتهاد ما لم تتوافر الأرضية المناسبة لقيامه. والمقترح الحقيقي الذي قدّم في هذا الاتجاه، وقد بقي يتيماً هامشياً بين الكتّاب المسلمين، هو ما كان كتبه محمد إقبال منذ سبعين سنة: «إن انتقال حق الاجتهاد من أفراد يمثلون المذاهب الى هيئة تشريعية إسلامية هو الشكل الوحيد الذي يمكن أن يتخذه الإجماع في الأزمنة الحديثة فإن هذا الانتقال يكفل للمناقشات التشريعية الإفادة من آراء قوم من غير رجال الدين ممن يكون لهم بصر نافذ في شؤون الحياة وبهذه الطريقة وحدها يتسنى لنا أن نبعث القوة والنشاط في ما خيّم على نظمنا التشريعية من سبات ونسير بها في طريق التطور» (راجع: «تجديد الفكر الديني في الإسلام»). (*) كاتب تونسي مقيم في باريس (المصدر: ملحق “تيارات” بصحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 سبتمبر 2007)

في ضرورة التمييز بين ثقافة المقاومة وثقافة الانتحار

 
برهان غليون (*) في تحليلهم للمشاكل الاجتماعية يركز أغلب علماء الاجتماع عادة على الشروط الاجتماعية السياسية التي تشكل من منظورهم مفتاح فهم أي نظام اجتماعي في أسلوب عمله وآفاق تطوره أو بالعكس انسداده وانحطاطه. “أصبحنا ضحايا السيطرة التي نكافح ضدها بقدر ما سمحنا لهاجسها أن يسكننا ويحرمنا من فرصة التحرر النفسي منها، أي التفكير المستقل والأصيل النابع من مطالب أخلاقية ومدنية، وهو شرط تكوين الذاتية الضرورية لأي فعل حرية بناء، ولأي تحرر فعلي من السيطرة الخارجية “والتركيز على هذه الشروط يعطي أهمية مركزية للعلاقات الاجتماعية وطبيعة الأسس والقواعد التي تقوم عليها، بما تتضمنه من تنويعات في الهياكل الاجتماعية والطبقية وتوزيع الثروة وأنماط ممارسة السلطة وتوزيعها. وهم يخالفون في ذلك نزعة قوية معاصرة نشأت مع تطور الأنثروبولوجيا الثقافية تؤكد على العوامل الثقافية وتجعل من هذه العوامل -أي من أنماط المعرفة والأيدولوجيات والأفكار والمذاهب والتقاليد التي تمثلها ثقافة ما، كما درج على ذلك المحللون الأميركيون الثقافويون- مفتاح فهم سلوك المجتمعات ومصائرها. وبالرغم من أنني لا أعتبر الثقافة عاملا محددا رئيسيا حسب المصطلحات الماركسية التقليدية للعوامل المحددة، في ما يتعلق بالمستوى الأول من التحليل الاجتماعي أي مستوى إنتاج النظام، فإنني أعتقد أنه من دون تحليل العوامل الثقافية لا يمكن أن نفهم عملية إعادة إنتاج أي نظام، وبالتالي استمراره. والواقع أن المجتمع لا يخضع في بلورة نظامه لعامل واحد تشتق منه جميع العوامل الأخرى ولكنه ثمرة تضافر عوامل مختلفة نوعيا وبالتالي فهو نظام مركب وفي الوقت نفسه معقد، وهذا يعني أنه لا يوجد نظام اجتماعي سياسي من دون نظام ثقافي. ليس ذلك بمعنى أن الأول خاضع للثاني ولا أن الثاني خاضع للأول أو تابع له، بل بالعكس فإنّ لكل نظام اجتماعي سياسي نظاما ثقافيا موازيا له ومرتبطا به لا يمكن إعادة إنتاجه من دونه، بالرغم من أن الثقافة ليست الحاضنة للنظم ولا المولدة لها. النظم الاجتماعية السياسية نظم تاريخية تولد في سيرورات الصراع الجيوسياسية والاقتصادية والتقنية الكبرى، وتتخذ أشكالها المختلفة ونمط وجودها من السياقات الخاصة التي ترافق ولادتها، لكنها منذ ولادتها تتمفصل مع نظم ثقافية وتعمل على بنائها حتى تضمن لنفسها الاستقرار والاستمرار أي الصدقية والشرعية والديمومة. لكن بعكس ما درج عليه المحللون الغربيون والمستشرقون أيضا، أعتقد أنه من الخطأ مطابقة هذه الثقافة التي تشكل شرطا لا ماديا لإعادة إنتاج نظام العلاقات الاجتماعية المادي، مع التراث أو الإرث الثقافي الماضي، ومن باب أولى مع الأديان والاعتقادات الكبرى التي يشارك فيها عادة عدد كبير من المجتمعات المتباعدة في بنياتها واختياراتها وقواعد عملها. الثقافة المعنية هنا هي مجموع الاختيارات الثقافية التي يدفع إليها ويشجع عليها نظام اجتماعي سياسي معين، والتي تشكل بالمقابل البيئة اللامادية التي تضمن بقاءه. وهذه الخيارات لا علاقة لها بالثقافة التقليدية المفترضة لأي مجتمع أو شعب. إنها تنبع من التأويلات التاريخية المتغيرة التي يقوم بها المجتمع لهذه الثقافة وللتراث المرتبط بها، بالإضافة إلى الاقتباسات العديدة والحاسمة التي يستعيرها من الثقافات الأخرى ومن عصور ثقافية متباينة ليكون نظاما ثقافيا منسجما مع النظام المجتمعي القائم. والنظام العربي الاجتماعي السياسي القائم قد طور ثقافة لا علاقة لها في الواقع بالإسلام ولا بالثقافة العربية الكلاسيكية، ولا حتى بتلك المنبثقة عن عصر اليقظة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اللهم إلا من حيث المظهر. إنها ثقافة جديدة نشأت في العقود الماضية عبر المقاومات المتعددة الأشكال ضد السيطرة الخارجية، المتعددة الأوجه والأشكال أيضا. وهو ما شكل جوهر تجربة العرب الجماعية التاريخية في العصر الحديث. ففي رد فعله على هذه السيطرة وبموازاتها، ولّد المجتمع على مستوى الأفراد والجماعة ككل نظاما جديدا من الاستعدادات والتوجهات والتطلعات والتفاعلات ومبادئ العمل والقيم والأفكار التي كونت ثقافة أو نظاما ثقافيا جديدا يمكن وصفه بأن ثقافة المواجهة في أشكالها المختلفة قيمته الرئيسية. لكن من ثقافة مواجهة السيطرة هذه وفي طياتها سوف ينشأ ما أسميه ثقافة مضادة أو ثقافة الضد، التي تدفع المجتمع إلى توجيه طاقاته الفكرية والنفسية كلها لحماية الذات ودفع الأذى عنها، بدل العناية بتجديدها وتثوير أسس بقائها. وهي على العموم ثقافة تبجيلية بالنسبة للذات وتشهيرية بالنسبة للآخر، تسيطر عليها القيم والتوجهات السلبية وتفتقر إلى ملكات التفكير البناء المبدع البعيد المدى، حتى في ما يتعلق بمقاومة السيطرة الخارجية، وتغلب عليها الآليات الدفاعية والميول التبريرية وضعف الحساسية لكل ما يحيل إلى الأخلاق والقانون والحق والجمال، في مقابل نزوعها المتأصل إلى الرهان على العنف والقوة. بمعنى آخر، لقد سكننا هاجس السيطرة الأجنبية حتى سمم حياتنا وأبعدنا عن الاهتمام ببناء مجتمعاتنا نفسها من الداخل، فأصبحنا مستلبين لها، نقوم بإنتاجها في الواقع المادي بقدر ما ننتجها في أذهاننا ونشرط وجودنا بها. لقد أصبحنا رهائن هذه السيطرة بقدر ما نجحت في أن تجعلنا دائرين في فلكها وغير قادرين على تصور أنفسنا وتحديد هويتنا من دونها أو بعيدا عنها. بل لقد أصبحت هذه السيطرة نفسها لا تستمر إلا بمقاومتنا ولا تعيش إلا منها وبها، تماما كما لا تعيش الحرب المعلنة ضد الإرهاب من دون إرهاب ولا يمكن تبريرها إلا به. هكذا أصبحنا ضحايا السيطرة التي نكافح ضدها بقدر ما سمحنا لهاجسها بأن يسكننا ويحرمنا من فرصة التحرر النفسي منها، أي التفكير المستقل والأصيل النابع من مطالب أخلاقية ومدنية، وهو شرط تكوين الذاتية الضرورية لأي فعل حرية بناء، ولأي تحرر فعلي من السيطرة الخارجية. والحال أننا بقدر ما فقدنا هذه الذاتية بالانمحاء في السيطرة ذاتها التي نحارب ضدها والتفكير من خلالها وكرد فعل عليها، أي بقدر ما أصبحت ثقافتنا نفسها ردود أفعال، فقدنا القدرة على الفعل التحرري ولم نعد نعيش الحرية إلا كفاحا ضد السيطرة الخارجية، لا شرطا تكوينيا ومشروعا لبناء ذات مستقلة فعلية. وبقدر ما أصبحت ثقافتنا ردود أفعال على ثقافة الخصم ورفضا لها وتصديا لكل ما يصدر عنها، لم تعد لدينا في الواقع ثقافة بالمعنى الحقيقي للكلمة، أي خيارات خاصة مستمدة من مشروع بنائنا الخاص وبناء ذاتيتنا المستقلة. هكذا أصبحت ثقافتنا هي رفض ثقافة الآخر وقيمه، وفي ما وراء ذلك التجرد عن القيم الثقافية ذاتها. الثقافة المضادة التي أصبحنا حامليها أسوأ من التبعية الثقافية، لأنها استلاب محض يغطي على نفسه باسم المقاومة ويعطي لنفسه الوهم بأنه حر، لا لأنه يملك شروط الحرية، ولكن لأنه يرفض العبودية المفروضة عليه، في الوقت الذي يعيد فيه إنتاجها في ردود أفعاله نفسها. ولأننا فقدنا الحرية التي لا ثقافة من دونها، وجعلنا من حرية الآخرين وثقافتهم عدوا لنا، حكمنا على أنفسنا بأن نعيش في فراغ يعادل شرط الهمجية بقدر ما يعني غياب أي معيار حقيقي وفعال نخضع له أفعالنا وسلوكنا الفردي والجماعي. والواقع أن الغريزة كما تتجسد في المصلحة الآنية والمادية هي التي تغلب في ثقافة الضد على سلوك الفرد وتوجهاته، وهي التي تفسر تأويلنا السلبي العبودي اللاخلاقي الراهن لعقائدنا الدينية وقيمنا التراثية وهويتنا، حتى لو كان الخطاب الذي يرافقها يكرر إلى ما لا نهاية كلمات الحرية والاستقلال والهوية. بل إن هذا التكرار يعكس تماما غياب الحرية والاستقلال والهوية، أي كل ما يؤسس لثقافة ولمنظومة أخلاقية. الحل ليس في ترك المقاومة أو إلغاء قيمها والاندماج والانصهار في المعتدي والمتسلط المتجبر الداخلي والخارجي معا، فهذا هو الانتحار بعينه، وإنما في إخضاع برنامج المقاومة لبرنامج بناء الذاتية، وهو ما يجعل من بناء الحرية الشخصية أي بناء الوعي والضمير والإرادة عند كل فرد ومن وراء ذلك تأسيس الفعل الأخلاقي وتاليا الثقافة، شرطا للحرية الخارجية. من دون ذلك لن تكون المقاومة إلا استهلاكا للذات وإفقارا مستمرا للروح واستنفادا لآخر ما تبقى لنا من قيم المدنية الموروثة وتراثها. لن نتغلب على الغربيين المسيطرين بتبني وسائل همجية، حتى لو حققنا انتصارات مادية عليهم، تكلفنا أضعافها من الناحية المدنية والروحية، كما يدل على ذلك ما يحصل في العراق من انفلات النزاعات الطائفية والعشائرية والمذهبية. وهو ما يعني أنه ليس هناك حل خارج إعادة بناء الثقافة والحياة المدنية والأخلاقية التي لا تقوم دولة من دونها. (*) كاتب سوري (المصدر: ركن “المعرفة” بموقع “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

30 septembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2322 du 30.09.2006  archives : www.tunisnews.net Maghreb Confidentiel: Tunisie: Des

En savoir plus +

7 septembre 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.