السبت، 5 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2266 du 05.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بـــلاغ إعلامــــي

المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس/مؤتمر التصحيح بمعهد الصحافة:بيان احتجاجي

مجموعة « الإصلاح » داخل حزب الوحدة الشعبيّة: بيان إلى الرأي العام ومناضلي وقواعد حزب الوحدة الشعبيّة وات: السيدة ليلى بن علي تدعو الامم المتحدة الى تحرك لوقف اطلاق النار وحماية المدنيين في لبنان وفلسطين

الحبيب مباركي: مأساة مساجين الرأي في تونس – شهادة السجين شكري الزغلامي

سليم بن حميدان: المنسيّون … هديّة لشهداء الحرية ومساجين الرّأي وجنود الخفاء في تونس

الموقف: نقابة الصحفيين تدين الاعتداءات المتعمدة على الإعلاميين

الموقف: منظمات ونقابات وأحزاب تتجند لدعم المقاومة اللبنانية

الموقف: هيئة 18 أكتوبر تضع برنامج الحوار للمرحلة المقبلة

الموقف: هيئة 18 أكتوبر تطالب بإرساء أسس جمهورية ديمقراطية

الموقف: هيئة 18 أكتوبر تطالب بتوفير العلاج لسجناء الرأي

الموقف: الهيأة التونسية لنصرة لبنان تطالب بمحاكمة المسؤولين عن المجزرة

الموقف: مسيرة شعبية حاشدة دعما للمقاومة اللبنانية

الموقف: في قابس الشرطة تقمع مسيرة مساندة للشعبين اللبناني والفلسطيني

صلاح الدين الجورشي: مُراوحةٌ من جهة وحركيـةٌ من جهة أخرى

لطفي حيدوري: الطعام لكلّ فمّ: الرشوة في خدمة العاطلين… والمرضى

صـابر التونسي: حكامنا بين سندان المتهورين ومطرقة المزايدين

نصر الدين بن حديد: من فضيلة الدكتور إلى سماحة السيّد….

د خالد شوكات: تونس الديمقراطية

ميدل ايست اونلاين: علماء وشيوخ الزيتونة يستهجنون ‘مزاعم وافتراءات’ حول تونس 

حقائق: الشباب التونسي والجنس ..وعي جديد أم عودة « التابوهات ».. !

عبد الباري عطوان:  نصر الله ينزع ورقة توتهم

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بـــلاغ إعلامــــي
تونس في 04 أوت 2006    توجه أعضاء الإتحاد إلى وزارة التجهيز والإسكان الخميس 4 أوت 2006 لتدارس موضوع المراسلة التي سبق وقدمها الإتحاد والمعنية بملفات التقنيين الساميين وبعض شهادات الأستاذية، رغم الرفض الذي قوبلوا به في نفس الوزارة يوم الجمعة 28 جويلية 2006. و إن جوبهوا أول الأمر بتعنت موظفي الاستقبال عن توجيههم إلى المسؤولين، وعدم السماح لهم بالدخول حتى قاعة الاستقبال و الانتظار، فقد كان للاعتصام أمام مدخل الوزارة و الجلوس على الأرض أمام جل الموظفين و المواطنين الأثر البالغ حيث تم استدعاء ممثلين عنهم لمقابلة مدير ديوان الوزارة. و بالرغم من هذا، فقد رفض مدير ديوان الوزارة بادئ الأمر مقابلتهم، بل و تلفظ بما ينم عن تخلف حضاري و سلوكي في التعامل مع الشباب المثقف والواعي، إلا أنه تراجع بعد إعلامه بمواصلة الاعتصام تحت كل الظروف. و قد تم تفويض ثلاثة من مناضلي الاتحاد، حيث عقدوا جلسة مع عدد من مديري الأقسام في وزارة التجهيز. و قد تمسك أعضاء الإتحاد بمنظمتهم المناضلة و المستقلة، و طرحوا جميع الملفات بحوزتهم، كما دعوا ممثلي الوزارة إلى عدم تجاهل هذه المسألة لما فيها من أبعاد اجتماعية عميقة على أصحاب هذه الملفات. و إن كانت الجلسة جدية و بناءة، فقد تمكن أعضاء الإتحاد من:
– انتزاع اعتراف ممثلي الوزارة باتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل. – فتح باب حوار جدي بخصوص كل الملفات دون تمييز. – التنسيق مع أحد مديري الأقسام بالوزارة لمتابعة الملفات دوريا و بشكل مباشر.
و إثر انتهاء الجلسة و خروج أعضاء الإتحاد من الوزارة، تم اختطاف الرفيق سالم العياري من الشارع العام أمام المواطنين و ثلة من مناضلي الإتحاد، و اقتياده إلى مكان مجهول. و قد تحرك أعضاء الإتحاد إلى منطقة البوليس بباب بحر لمناصرة رفيقهم و معرفة مكانه، حيث تم إيقاف الرفيقين الحسن رحيمي و زينب الطرابلسي و تحويلهما إلى وجهة غير معلومة من أمام منطقة االبوليس. و بما أن الوضع قد اتسم بالخطورة في ظل الإيقافات المجانية و المتتالية، فقد اعتصم مناضلو الإتحاد ببهو منطقة الأمن مطالبين بمعرفة مكان احتجاز كل الرفاق و إطلاق سراحهم الفوري، أين تم استدعاؤهم إلى مكتب الاستمرار حيث تمت مماطلتهم تحت عذر اختلاف الصلاحيات. هذا و قد تم إطلاق سراح الرفاق المحتجزين من منطقة بوشوشة، بعد تلفيق تهم عديدة منها الثلب و النشاط في منظمة غير قانونية و التحريض و إشاعة الفوضى في الطريق العام، ومحاولة ردعهم عن نشاطم الشريف، عن طريق إلزامهم بعدم مواصلة النضال. و عليه، فإن أعضاء إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل يؤكدون:
– تمسكهم باتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل كمنظمة قانونية و شرعية مستقلة و مناضلة. – مساندتهم لكل الرفاق بكل الأشكال النضالية المتاحة. – رفضهم لسياسة الاختطاف و الإيقاف العشوائي الذي يعكس عقلية أمنية متسلطة و غير متوازنة. – تجديد عزمهم على مواصلة النضال صلب الاتحاد حتى تحقيق مطلبهم في حق الشغل قبل كل الحقوق.

هذا، و سيتم إصدار بيان تفصيلي بكل الأحداث التي حصلت و التهم المنسوبة للرفاق في وقت لاحق. كما يشد أعضاء الإتحاد على أيدي كل المساندين من لجان جهوية و طلبة و حقوقيين، الذين عبروا عن وقوفهم مع مناضلي الإتحاد في كل محطاته النضالية المشرفة.   التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل المكلف بالإعلام الحسن رحيمي

اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بيان احتجاجي
 
قامت إدارة كلية الآداب بمنوبة  بإحالة عضو المكتب الفيدرالي بالجزء أنور العمدوني على مجلس التأديب ،متهمة إياه باحداث الهرج والتعدي على موظف أثناء تأديته لمهامه’’ ثم طرده طردا نهائيا من كل جامعات البلاد.والمعروف أن الموظف الذي قام بكتابة التقرير ضد الرفيق هو السيد عبد الرزاق الصوابني كاتب عام الكلية المعروف بعدائه للعمل النقابي والاتحاد العام لطلبة تونس وعلاقاته المشبوهة مع البوليس. وأمام هذه السابقة يهم المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس/مؤتمر التصحيح بمعهد الصحافة أن يعبر عن الآتي
·رفضه للمجلس التأديب الصوري واللاقانوني وللقرار الجائر الذين كانا من إخراج وزارة الداخلية التي تسعى لتصفية العناصر النشطة في الاتحاد،.فالرفيق كان حينها يدافع عن زملائه الطلبة ليحصلوا على نتائجهم في الوقت المخصص لذلك.
·مساندة الرفيق أنور العمدوني اللامشروطة  في نضاله من أجل العودة إلى مقاعد الدراسة.
·دعوته لكافة هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس وكافة الأطراف السياسية الطلابية التقدمية لوضح حد لمجالس التأديب التصفوية.   لا لمحاكم التأديب من أجل حرية العمل النقابي والسياسي في الجامعة عاش الاتحاد العام لطلبة تونس مناضلا وموحدا   عن المكتب الفيدرالي مؤتمر التصحيح معهد الصحافة الكاتب العام صبري الزغيدي

بيان إلى الرأي العام ومناضلي وقواعد حزب الوحدة الشعبيّة

نحن مجموعة من أعضاء المجلس المركزي لحزب الوحدة نعلن ما يلي:
ـ أنّ المؤتمر السابع شهد خروقات عديدة ومتعدّدة، بدءا بغياب التقرير المالي، الذي لا يمكن لأيّ كان أن يدّعي بوجوده أصلا، ونحن نتحدّى صدور قائمة يمضي أعضاؤها أنّهم اطّلعوا على هذا التقرير وأنّه متّوافق مع قوانين الحزب وقانون البلاد، ونعتبر أنّ ما نتج عن هذا المؤتمر باطل ولا يمكن للسيّد محمّد بوشيحة أن يدّعي صفة الأمين العام وأنّ المكتب السياسي القائم حاليّا هو باطل كذلك… من ثمّة تأتي المطالبة باجتماع مجلس مركزي تكون مهمّته الأولى فتح ملفّ التقرير المالي أساسًا وغير ذلك من التجاوزات، وبالتالي الدعوة إلى عقد مؤتمر خارق للعادة…
ـ خلافًا لما ذكره السيّد محمّد بوشيحة من خلال حديثه إلى جريدة الشروق، يمكننا الجزم أنّ الفساد المالي والإداري وسوء التصرّف بلغت جميعها حدودًا لا يمكن تخيّلها، كمثل وجود أمين مال « تيّاس » ممثّل في شخص السيّد عبد الله الرويسي لا يغادر سيدي بوزيد إلى العاصمة سوى لإمضاء دفتر الصكوك دون علم أو دراية بالتصرفات الحقيقيّة، وأمين مال « فاعل » ممثّل في شخص السيّد تميم الحمادي، الذي يعلن بوضوح دون خجل أنّه يطيع الأمين العام طاعة عمياء…
بعيدًا عن الكلام، نعلن أنّنا سنبدأ بفتح الأموال التي تلقاها المترشحين للانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، بالبراهين والأدلّة، ومن بعدها نفتح ملفّ شركة النشر الوهميّة
الإمضاء مجموعة « الإصلاح » داخل حزب الوحدة الشعبيّة

 

 

السيدة ليلى بن علي تدعو الامم المتحدة الى تحرك لوقف اطلاق النار وحماية المدنيين في لبنان وفلسطين

 
 

* تونس (وات): توجهت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية بصفتها عضوة المجلس الاعلى لمنظمة المراة العربية بالدعوة الى كافة اجهزة الامم المتحدة لاتخاذ ما يلزم من اجل وقف فوري وشامل لاطلاق النار في لبنان وللعدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية. وشددت حرم رئيس الجمهورية في بيان المجلس الاعلى لمنظمة المراة العربية الذي يضم السيدات الأوليات لكل من الاردن ودولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والسودان وسوريا ولبنان ومصر وموريتانيا على ضرورة تحرك الامم المتحدة لضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي الانساني في فلسطين ولبنان والذي يقضي بعدم التعرض للمدنيين وحمايتهم ولا سيما النساء والفتيات والاطفال في زمن الحرب. وعبرت السيدة ليلى بن علي وعضوات المجلس في هذا البيان عن تضامنهن الكامل مع المراة الفلسطينية والمراة اللبنانية في محنتها وشجبن بقوة اعمال الابادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في فلسطين ولبنان والتدمير للبنية التحتية من جراء هذه الاعتداءات. الشروق التونسية (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 5 أوت 2006)

 

مأساة مساجين الرأي في تونس

الصحة و التغذية

شهادة السجين شكري الزغلامي

في سجن برج الرومي تحت إدارة المدعو عماد العجمي وصل الأمر إلى حد تقديم 10 وجبات عجين أسبوعيا(10/14) و هي عبارة عن حبات مقرونة مطبوخة في الماء مع كمية ضئيلة من الطماطم. و حرم المساجين طيلة شهر رمضان 1998 من الحليب المخصص لسحور رغم أن تقديمه إجراء عام يشمل كل السجون, و قال الوكيل عبد المجيد التيساوي مبررا ذلك: »و لماذا نقدم السحور ما دام كل المساجين مفطرين ما عدا الصبغة الخاصة؟.. » أما اللحم فلم يتم توزيعه إلا ثلاث مرات و كانت الثالثة يوم العيد.

الحبيب مباركي سويسرا E mail:mbarkiha@yahoo.fr

 
 

المنسيّون … هديّة لشهداء الحرية ومساجين الرّأي وجنود الخفاء في تونس
 
سليم بن حميدان السبت 5 آب (أغسطس) 2006. في حمأة الصراع تطوى الصفحات سريعا وتُنسي أخبار اليوم مآسي الأمس القريب. تشرئبّ الرقاب بداهة إلى جنوب لبنان لتحجب صور الجثث والدمار هناك أشلاء الضحايا من المدنيين العزل على أرض فلسطين. سنّة اللّه في خلقه حيث يتطلّع النّاس دوما إلى الجديد معانقين الأمل في بشارة خير بمستقبل أفضل ينسيهم كالح الأيام. لسنا في تونس نشازا من خلق اللّه، ولا شواذّا عن طبائع الأشياء فكلنا توق إلى جديد الأحداث علّها تسكّن فينا أوجاع الواقع الأليم أو تشحذ عزائمنا بانتصارات معنويّة، ولو رمزية، تعطي لتضحياتنا تجسّدا ومعنى. في خضمّ هذه اللّجج المتدفّقة علينا كالحمم، عبر الفضائيّات العربيّة والغربيّة، نغفل عن « ضحايا » هم في الحقيقة محرّكو الأحداث وصنّاع البطولات. هؤلاء هم اليوم في بلادنا ثلّة من أبطال رفضوا كابوس الاستبداد وعانقوا حلم التّحرّر فلحقتهم لعنة الحجّاج وخانتهم ذاكرة رفاق الدّرب وربّما جافاهم بعض ذوي القربى. ثلّة من رجال تونس ونسائها يقبع كثير منهم في أقبية العهد الجديد يتلظّون بنار الموت البطيء ويتيه آخرون منهم في شوارع مدن القحط وقد غشّى وجوههم يأس من وطن بلا قهر وشعب يكسر القيود. نسيان هؤلاء أقسى عليهم من الموت ومن كل أنواع الشقاء الّذي يتجرّعونه سجنا هناك وبؤسا هنا. نسيانهم هو تجويف لجهودهم وجودهم من كلّ قيمة ومعنى. المعنى الوحيد الّذي يتبقّى لهم هو كونهم ذواتا بشريّة قادها حظّها التّعيس إلى مثل هذا المصير البئيس وأنّهم سيكافؤون على صبرهم جنّة ونعيما. نسيانهم هو امتداد لظلمة النّفق وتأبيد للظّلم والمعاناة والألم، فلا شيء يقلق الحلاّج ما دامت الرّعيّة راضية مرضيّة تستمتع بنسائم اللّيالي الصّيفيّة العليلة وتهزّ أردافها على أنغام المطربة ماريا. نسيانهم إذن جريمة لا تغتفر لأنّه خيانة لميثاق غليظ عنوانه النّصرة والإجارة في زمن رديء عزّ فيه النّصير وساد القوم الحقير من الحمير. هؤلاء المنسيّون هم نجوم السّماء وشموع الوطن في دياجير الظّلام، إنّهم سلطان الوشم على جسد البدائيّ الرّافض للدّولة (بيار كلاستر، المجتمع ضدّ الدّولة، بالفرنسية). ليست هذه الكلمة وفيّة لحقّهم في الذّكرى والسّموّ وإنّما هي خيانة مباحة وأنانيّة شريفة تنشد راحة النفس من تأنيب الضمير. همسة في الختام، عذرا إن نحن نسيناكم ردحا من الزّمن، وعذرنا البكاء على الأهل في لبنان وفلسطين، فلذكركم جولات وللحق صولات والفضل لكم بعد اللّه في السّماوات إن أذن لفجر الحرّيّة أن ينبلج يوما في ربوعنا وتنتهي المأساة.
 

 
أخبار حريات  
 
بلا انتخابات كثرت ظاهرة التخلي عن الإنتخابات في الفترة الأخيرة واستبدالها بالقائمات الجاهزة التي تملى إملاء. حصل ذلك في مؤتمر اتحاد الصناعة والتجارة بصفاقس، لكن الموجة وصلت أيضا إلى الجمعيات الرياضية، ففي الجلسة العامة للنادي الإفريقي وهو الجمعية العريقة التي يعرفها الجميع، مُنع الإقتراع بحضور والي تونس وقُدمت قائمة جاهزة فُرضت على الحضور وتم « التجديد » للرئيس المتخلي وغلق الباب أمام الراغبين في الترشح، مما أثار موجة واسعة من الإحتجاجات. وبالمناسبة قررت هيئة النادي الإمتناع عن المشاركة في دورة عربية ودية للأندية البطلة تنتظم بسوريا والسبب هو الحرب الدائرة في لبنان. هكذا تكون مواقف الدعم أو لا تكون.   لا صفة له من بين المسؤولين الذين ألقوا كلمات في الندوة السنوية للسفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية أمين عام « التجمع الدستوري الديمقراطي » وهو لا يتحمل أي مسؤولية رسمية في وزارة الخارجية ولا في الحكومة عموما، لكنه خصص  كلمته على شرح نقاط البرنامج الرئاسي وكأن السادة السفراء لا يحسنون القراءة.   الله لطيف تعرض السيد أحمد المستيري إلى وعكة صحية في الفترة الأخيرة استوجبت نقله للمستشفى. ومن ألطاف الله أنه غادره معافي بعد أيام. تمنياتنا له بدوام الصحة والعافية.   عودة عاد الوزير المستشار الخاص لرئيس الجمهورية إلى عقد الإجتماعات للتهجم على رابطة حقوق الإنسان والترويج للموقف الحكومي من المحامين والقضاة، ولوحظ أن تلك الإجتماعات بما تضمنته من مواقف باتت معروفة وممجوجة باتت تعطي نتائج عكسية.   حضور لوحظ حضور المناضل التقدمي سارج عدة (85 عاما) إلى نقطة انطلاق المسيرة التي نظمها اتحاد الشغل للتعبير عن المؤازرة وكذلك فعل عدد من المناضلين الآخرين الذين لم تكن ظروفهم الصحية تسمح لهم بالسير مسافات طويلة على الأقدام.
حملة حققت الحملة التي نظمها الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة للتبرع بالدم لفائدة الشعب اللبناني نجاحا كبيرا إذ سُجل تبرع 130 مواطنا إلى حدود الواحدة من ظهر الأربعاء الماضي.   عطلة « الموقف » بداية من هذا العدد يأخذ الفريق المشرف على صحيفة « الموقف » إجازة سنوية سوف لن يخصصها للراحة بقدر ما يستفيد منها لتطوير محتوى الصحيفة وإخراجها. موعدنا مع قرائنا الكرام في بداية سبتمبر القادم بإذن الله.  

رفض توفيت السيدة زهرة بن عمار والدة السجين السياسي رضا البوكادي يوم الاربعاء 19 جويلية 2006. وقد أبرقت العائلة للجهات المعنية قصد تمكين السجين من حضور جنازة والدته ومراسم الدفن ولكن السلطات رفضت ذلك دون تقديم أي تبريرات. وقالت شقيقته أنها زارته يوم الخميس 20 جويلية في سجنه ببرج العامري وأعلمته بوفاة والدته وكان موقفا صعبا حيث فوجئ الابن بهذا الخبر ومما زاد في توتره عدم السماح له بحضور مراسم الدفن.   مسيرة سلمية عقد فرع الرابطة بالمنستير اجتماعا بمقر حركة التجديد بالقصيبة  تناول فيه مساهمة الفرع في التجمع الذي نظمه الاتحاد الجهوي للشغل تضامنا مع المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية في تصديهما للعدو الصهيوني، وكذلك استعراض وضعية الموقوفين في ولاية المنستير والذين لم يتمكن الفرع من الحصول على أية معلومة عن أوضاعهم ولا عن التهم الموجهة إليهم. ومتابعة لهاتين المسألتين تقرر القيام بتظاهرة ثقافية وطلب تنظيم مسيرة سلمية.

ايقاف قامت قوات الامن بايقاف أربعة مواطنين من منزل بوزيان على اثر مسيرة مساندة للشعب اللبناني كما قامت بايقاف مواطنين من ماطر هما مصطفى الذوادي وفوزي بوزيان الذي لفقت له قضية وذلك على اثر رفع لافتات تدعم المقاومة في الجهة.
كاميرا اعتقل رجال الامن الزميل توفيق العياشي مراسل قناة الحوار التونسية التي يديرها السيد طاهر بلحسين على اثر انتهاء مسيرة الثلاثاء الماضي وحجزوا الكاميرا التي صور بها جانب من المسيرة. ورغم تاكيده على انه يقوم بعمل صحفي للقناة المذكورة فقد تم ايقافه حتى الحادية عشر ليلا.   مؤتمر تعقد جمعية الطالب الشابي جلستها العامة الانتخابية يوم 20 اوت 2006  بمقرها بمدينة الشابة من ولاية المهدية.   ضغوط استدعت مصالح الأمن السياسي الثلاثاء الماضي الوجه الإسلامي المعروف الفاضل البلدي وتم التنبيه عليه بعدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلان أي مبادرة في الأيام القادمة. كما وقع تهديده بالعقاب في صورة مواصلة اتصاله بالنشطاء السياسيين والاسلاميين.

مشاركة لوحظ مشاركة السادة علي العريض والفاضل البلدي ونورالدين البحيري في المسيرة التي انتظمت بالعاصمة يوم الثلاثاء الماضي والتي جمعت كافة الأطياف التونسية.

تخريب في الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثاء 25 والأربعاء 26 جويلية 2006 تعرضت سيارة الأستاذ صالح الحمزاوي، النقابي المعروف والرئيس السابق لـ »اللجنة الوطنية لمساندة حمّه الهمامي ورفاقه »، للتخريب. فقد عمد « مجهولون » إلى تكسير البلّور الخلفي للسيارة بواسطة حجر كبير. ولم يفقد الأستاذ صالح الحمزاوي أيّ شيء من السيارة. ولا يتردّد الجميع في توجيه إصبع الاتهام إلى البوليس السياسي المعتاد على مثل هذه الممارسات الإجرامية. فسيارات المناضلين التي سُرِقت أو خُرِّبت كثيرة. وهي وسيلة تستعملها الدكتاتورية للترهيب والعقاب.   (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)

هيئة 18 أكتوبر تضع برنامج الحوار للمرحلة المقبلة

 
انعقد الاجتماع الموسع لهيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات مؤخرا في دورته العاشرة وتوقفت الهيئة بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لاعلان الجمهورية عند ما آل إليه وضع النظام السياسي في تونس من وهن وعجز ومن مصادرة للحريات وتزييف للإرادة الشعبية وانفراد للحكم أفقد الجمهورية لبها ومعناها، كما توقفت عند اتجاهات ومعاني خطاب رئيس الدولة بهذه المناسبة التي أكدت مرة أخرى اصرار الحكم على التنكر لمطالب المجتمع في الحرية والديمقراطية. كما تطرقت إلى وضع الحريات في البلاد وبخاصة إلى التعذيب الوحشي الذي يتعرض له عشرات الشبان الذين يحالون على المحاكم وفق أساليب استثنائية كقربان لقانون « مكافحة الإرهاب » سيء الذكر وإلى الظروف السجنية القاسية التي يعانيها كل المساجين السياسيين والتي تشكل مظهرا آخر من مظاهر التعذيب الصارخة.

وسجلت الهيئة من ناحية أخرى انطلاق الحوار الوطني حول القضايا الخلافية داخل تجمع 18 أكتوبر للحقوق والحريات، مؤكدة من ناحية على ضرورة ربط هذا الحوار بالمقتضيات السياسية الوطنية حتى لا يتحول إلى حوار فكري منقطع عن أهدافه، وعلى ضرورة إيلائه كل الأهمية والعناية باعتباره وسيلة حيوية لتعزيز الوحدة السياسية داخل حركة 18 أكتوبر، وأساسا للارتقاء بأرضيتها من ناحية أخرى. كما شددت في هذا السياق على ضرورة إحكام آليات إدارة هذا الحوار والعمل على توسيع دائرة المشاركة فيه حتى يصبح حوارا وطنيا بحق. وأقرت الهيئة رزنامة أولية لهذا الحوار تمتد إلى غاية مارس 2007.

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)

هيئة 18 أكتوبر تطالب بإرساء أسس جمهورية ديمقراطية

 
بعد نصف قرن من إعلان الاستقلال و49 سنة من إعلان الجمهورية تعيش تونس حالة من التخلف السياسي لا يتناسب بالمرّة مع ما قدمه شعبها من تضحيات وحققه من تقدم في عديد المجالات الأخرى. ويرجع هذا التخلف إلى تحجر النظام السياسي الذي صادر الحريات بتعلات شتى كالمحافظة على الوحدة الوطنية وتحقيق التنمية فمقاومة التطرف والإرهاب والذي انتقل بسرعة من نظام الحزب الواحد إلى نظام الحكم الفردي. ففقدت دولة القانون أسسها ومضامينها وتهمشت المؤسسات وضاعت مصداقيتها. وأمام تنامي النضالات الاحتجاجية والانتقادات الصادرة من كل صوب اختار النظام عوضا عن تلبية مطالب المجتمع في الحرية والديمقراطية النهج القمعي معتمدا على جهاز امني في تضخم مطّرد وموظفا القضاء بعد أن فرض كامل سيطرته عليه. إن الجمهورية تفقد لبها ومعناها في ظل الحكم الفردي المستبد والاستخفاف بالإرادة الشعبية من خلال الانتخابات المزورة والالتفاف على الديمقراطية عبر تعددية مغشوشة تثمن الولاء وتجرم الاختلاف وترفض التداول على الحكم. إن تونس وهي تحيي الذكرى التاسعة والأربعين لإعلان الجمهورية في أمسّ الحاجة إلى نظام سياسي جديد يرسي أسس جمهورية ديمقراطية وإلى مشروع مجتمعي يقطع مع قمع الحريات وانتشار الفساد ويجعل من التونسي مواطن كامل الحقوق. ولكل ذلك وانطلاقا من غيرتنا على مصلحة تونس العليا ومن إيماننا بقدرات شعبنا على كسب الرهانات وبناء الأفضل تحمل الهيئة السلطة مسؤولية تدهور الأوضاع وتؤكد على ضرورة إيقاف الانزلاق الذي تردت فيه البلاد عبر الإجراءات التالية: – إطلاق المساجين السياسيين وسن العفو التشريعي العام وذلك لفائدة ضحايا القمع السياسي ووضع حدّ لمعظلة الإفلات من العقاب خاصة بالنسبة لمرتكبي جرائم التعذيب
– وقف العمل بالقوانين الحالية المكبلة للحريات العامة والفردية كمقدمة لإلغائها وتعويضها بقوانين تكفل الحريات وتحميها – وضع الأسس السليمة الضرورية لحياة سياسية تعددية تكفل للمواطن حقوقه وحرياته الأساسية وتضمن حياد الإدارة التام وفصلها عن جهاز الحزب الحاكم وجهاز الأمن السياسي – الاعتراف بكل الأحزاب والجمعيات المطالبة في حقها بالعمل القانوني دون استثناء
وتعلن أن هذه الإجراءات المتأكدة تمثل تمهيدا ومدخلا لسن دستور جديد للبلاد يؤمن دون لبس أو مواربة
1-   احترام الحريات الفردية والعامة 2-   إقرار مبدإ المساواة بين المرأة والرجل تشريعا وممارسة 3-   الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية 4-   إلغاء الحكم الفردي ووضع حدّ للرئاسة مدى الحياة 5-   التداول الديمقراطي على السلطة وحرية الترشح لكل المستويات 
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)

هيئة 18 أكتوبر تطالب بتوفير العلاج لسجناء الرأي

 
إن هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بعد اطلاعها على ما صدر عن الجمعيات والهيئات الحقوقية من بيانات حول تدهور حالة بعض السجناء المضربين عن الطعام ومن بينهم السيد عبد الرحمان التليلي الأمين العام السابق للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ومحمد العكروت المحكوم في مطلع التسعينات من اجل انتمائه لحركة النهضة وزياد الفقراوي الموقوف من اجل ما يسمى بقضايا الإرهاب وعبد اللطيف بوحجيلة المحاكم في قضية »الأنصار » وغيرهم:
– تستنكر الإهمال الصحي والاعتداءات الجسدية والمعنوية التي يتعرض لها هؤلاء السجناء – تطالب بتوفير العلاج لهم وبنقلهم فورا إلى المستشفى حتى تقع معالجتهم من قبل أطباء مختصين – كما تطالب بفتح تحقيق حول الاعتداءات المرتكبة في حقهم وتعتبر أن إطلاق سراح كافة المساجين السياسيين وسن عفو تشريعي
 
عام هو الإجراء الوحيد الكفيل بوضع حدّ لمعاناة السجناء السياسيين وآلاف المسرحين منهم فضلا عن المغتربين بسبب الأحكام الجائرة الصادرة ضدّهم.

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)


الهيأة التونسية لنصرة لبنان تطالب بمحاكمة المسؤولين عن المجزرة

 
طالبت الهيأة التونسية لنصرة لبنان بمحاكمة المسؤولين عن مجزرة قانا. وأكدت في بيان وقعه الناطق الرسمي باسمها الاستاذ البشير الصيد أن الجرائم الصهيونية المتجددة في لبنان بنفس الدموية والبشاعة تنفّذ بتشجيع وغطاء صريحين من الامبريالية الأمريكية التي تعمل على إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط وفق مصالحها وعلى حساب كرامة شعوب المنطقة وسيادتها على مقدراتها. وأضافت « إننا في الهيأة التونسية لنصرة لبنان إذ نندد بشدة بهذه المجزرة النكراء وبمرتكبيها الصهاينة وشريكتهم  الولايات المتحدة الأمريكية ذات التاريخ الأظلم في الهيمنة على المنطقة وفي دعم أنظمتها الاستبدادية فإننا
1- نطالب بإيقاف هذه الحرب القذرة فورا وبمحاكمة الدولة الصهيونية المارقة ومعاقبتها على جرائمها في لبنان وفلسطين 2- نحيي لبنان الصامد ومقاومته الباسلة ونهيب بكل الشعوب والمنظمات المحبة للسلام أن تضاعف من تحركاتها وضغوطها لإيقاف العدوان وملاحقة مرتكبيه 3-    نؤكد أن طريق المقاومة هو الكفيل وحده بتحقيق استقلال الأوطان وحفظ كرامتها وصيانة مقدراتها ».   (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)

مسيرة شعبية حاشدة دعما للمقاومة اللبنانية

 
 تظاهر آلاف المواطنين عشية الثلاثاء الماضي في العاصمة منددين بمجزرة قانا التي ارتكبها الكيان الصهيوني. ورفع النقابيون والسياسيون الذين شاركوا بكثافة في المسيرة شعارات داعمة للمقاومة الباسلة  وفي مقدمتها حزب الله منددين بالصمت الدولي والعربي المخزي أمام وحشية الاعتداءات على المدنيين والأطفال والنساء العزل. وكان في مقدمة المسيرة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وعلى رأسهم الامين العام السيد عبد السلام جراد وممثلو الجامعات النقابية، كما لوحظ مشاركة كل التيارات السياسية وممثلي الجمعيات المستقلة باستثناء الحزب الحاكم. وسار مع المتظاهرين عدد من الدبلوماسيين اللبنانيين الذين عبروا في تصريح لل »موقف » عن شعورهم بالفخر والاعتزاز لموقف الشعب التونسي وقواه الحية المساندة للشعب اللبناني أمام الهجمة البربرية للكيان الصهيوني.  وقدر عدد المتظاهرين بأكثر من خمسة آلاف مواطن بعضهم قدم من داخل الجمهورية. وحوصرت المسيرة بأعداد مهولة من قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها حيث تم إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى شارع محمد الخامس. وعمدت قوات الأمن إلى منع كل من وصل متأخرا ( أي بعد السادسة مساء) من الالتحاق. كما قامت قبل ذلك بإيقاف عدد من الطلبة والنشطاء لمدة ساعات لمنعهم من المشاركة ثم اخلي سبيلهم بعد انتهاء المسيرة.
وعبر المتظاهرون عن غضبهم الشديد من موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لإرهاب دولة اسرائيل. كما نددوا بصمت الحكومات العربية ورفعوا شعار  » يا حكام عار عار… لبنان شعلت نار ». وقام عدد منهم بإحراق علمي أمريكا وإسرائيل وسط هتافات تنادي بالموت لإسرائيل وبانتصار المقاومة. ورفعت صور حسن نصر الله وجمال عبد الناصر وصدام حسين ولافتات تطالب بوقف المجزرة وبمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين. ومن أبرز الشعارات التي رفعت  » شعب حي لا يموت من تونس إلى بيروت » و  » يا نصر الله سير سير جاي النصر والتحرير » و  » لا قواعد أمريكية على الأراضي العربية » و » يا نصر الله يا حبيب دمر دمر تل أبيب » و شركاء في العدوان… الحكام والأمريكان » و » مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة ». محمد فوراتي

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)

في قابس الشرطة تقمع مسيرة مساندة للشعبين اللبناني والفلسطيني

 
تجمع اليوم الخميس 27 جويلية 2006 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بقابس العديد من النقابيين وقوى المجتمع المدني والسياسي للتضامن مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية والتنديد بالمجازر الوحشية و الحرب المفتوحة التي يشنها الكيان الصهيوني تحت غطاء أمريكي و بمباركة بعض الأنظمة العربية على  الشعبين اللبناني و الفلسطيني و قواه المقاومة. و للتعبير عن غضبهم و شجبهم لهذه الجريمة و السكوت عليها حاول المجتمعون الخروج في مسيرة سلمية كان الاتحاد الجهوي قد قدم طلبا في الترخيص لها تجاهلته السلطة فتصدت لهم قوات كبيرة من الشرطة بالزي المدني و الرسمي التي حاصرت مقر الاتحاد و سدت كل المنافذ المؤدية إليه مستعينة في ذلك بسياراتها الكبيرة فلم تتجاوز المسيرة المائة متر رجعت بعدها إلى دار الاتحاد. هذا و قد وقع تعنيف العديد من المناضلين منهم السيد الحبيب الباهي عضو جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي الذي وقع حجز آلة التصوير التي كانت معه و السيد المنجي عبد الرحيم كاتب عام جامعة المهن المختلفة الذي حاول إحراق علم الكيان الصهيوني أمام مقر الاتحاد فاستشرس البوليس في الدفاع عن هذا العلم حيث تدخل بقوة كبرى لافتكاكه و حفظه و اعتقال الأخ منجي حتى آخر التجمع كما أقدم أحد « أشاوس » الشرطة الشبان و بحركة بهلوانية رياضية على لي يد الشيخ عبدالوهاب عمري عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي و إسقاطه أرضا متسببا له في رضوخ و انتفاخ بيده اليسرى. عبدالوهاب عمري    (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد  371  بتاريخ 4 أوت 2006)

 

مُراوحةٌ من جهة وحركيـةٌ من جهة أخرى

 
صلاح الدين الجورشي – تونس
يمكن القول أن السنة السياسية في تونس انتهت دون أي مفاجآت. فخطاب الرئيس بن علي بمناسبة ذكرى إعلان الجمهوريـة تضمّـن تأكيدا على أن « الخيار الديمقراطي يبقى دائما أول مقوِّمات المشروع السياسي » للنظام. لكنه – أي الخطاب – خلا من أي إجراء سياسي، يترجم الالتزام المبدئي إلى ممارسة على أرض الواقع. راجت قبل يوم 25 يوليو الماضي أخبار وعدت بأن الخطاب الرئاسي التونسي سيشكل « خطا فاصلا بين مرحلتين ». وقد أصبح الخطاب السياسي الرسمي يجنح إلى تمجيد المكاسب وإبراز الجهود التي بـُذلت على جميع الأصعدة، خلافا للمرحلة الأولى من حكم الرئيس بن علي. لقد تميّـزت تلك المرحلة بحِـرص رئاسي على تضمين كل خطاب يُـلقى في المناسبات الكبرى، عددا من الإجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ذات المضمون الإصلاحي. ورغم أن المعارضة كانت تصف بعض تلك الإجراءات بـ »الجزئية »، إلا أن ذلك كان يُـوحي بأن النظام يمتلك خطّـة سياسية تعتمد على التدرج والمرحلية. لكن مند بضع سنوات، وبالرغم من ارتفاع سقف احتجاج المعارضة والمجتمع المدني، فقد بدا وكأن مشروع السلطة قد اكتمل أو أن جزءا من مكوِّنات نظام الحُـكم قد أصبح يتمتّـع بقدرة كافية للحيلولة دون تطويره من داخله. في مقابل ذلك، شهدت هذه السنة السياسية مند انطلاقتها حالة من التجاذب والاشتباك بين السلطة وعدد من فعاليات المعارضة والمجتمع المدني.

مواجهة مستمرة مع الحركة الحقوقية

تم منع انعقاد مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. هذه المنظمة الحقوقية التي يُـجمِـع كل التونسيين على ضرورة الحفاظ عليها، وجدت نفسها غير قادرة، قانونيا وسياسيا وأمنيا، على عقد مؤتمرها السادس في مناسبتين. وإذ تنفي السلطة أية صلة لها بعملية المنع، بحجّـة أن الخلاف القائم هو داخلي يخصّ أعضاء الرابطة وحدهم، فإن الهيئة المديرة والجمعيات والأحزاب المساندة لها تُـحمِّـل الحكم مسؤولية المنع، مشيرة إلى دور القضاء من جهة، وتدل الأمن السياسي بكثافة من جهة أخرى، وهو ما تسبب في شللٍ شبه كامل لمُـعظم هياكل الرابطة. ويتّـفق المطّـلعون على خفايا الملف على القول بأن هذه المنظمة الحقوقية العريقة تمر بأزمة حادّة بعد أن أصبحت عاجزة عمليا عن القيام برسالتها. غير أن السلطة في المقابل، تواجه بدورها مأزقا لا يقل حدّة كلّـفها الكثير على الصعيدين، الدبلوماسي والإعلامي. فالاتحاد الأوروبي، رغم لوم المنظمات الحقوقية الأوروبية والمحلية، إلا أنه جعل من ملف الرابطة نُـقطة مطروحة بشكل دائم على جدول الأعمال في مختلف محادثاته مع الحكومة التونسية، مهما كان طابعها، سياسيا أو اقتصاديا أو تجاريا، وهو ما أصبح يشكّـل إزعاجا مُـتواصلا للحكومة التونسية. وتفيد بعض المصادر بأن إلحاح الاتحاد سيزداد خلال الأشهر القادمة من أجل حلّ معضلة الرابطة، حتى لو أدّى ذلك إلى تقديم تنازلات متبادلة. ومن جهة أخرى، عاد الحديث من جديد على مبادرات وساطة قد تتولاّها شخصيات سبق لها أن تحمّـلت مسؤوليات قيادية في الرابطة، ويتمتّـع بعضها بعلاقات جيدة مع السلطة.

مبادرة 18 أكتوبر بين الحصار والفتور

شكّـلت « حركة 18 أكتوبر » محاولة جديدة أقدَمت عليها بعضُ أطرافِ المعارضة من أجل تجاوز الخلافات الأيديولوجية والسياسية التي تشقُّـها، وتوحيد جهودها في سبيل تحقيق حدٍّ أدنى من المطالب التي تلتقي حولها المعارضة. وقد حققت هذه المبادرة في البداية التفافا واسعا، نظرا لطابعها التوحيدي وإرادتها في التحدّي، غير أنها بعد انتهاء الإضراب عن الطعام الذي قام به عدد من رموز الأطراف المشاركة، تراجع نسق الدعم، وكثُـر الجدل داخل الأوساط اليسارية، بالخصوص حول الجدوى من التنسيق أو التحالف مع الإسلاميين وتداعياته المستقبلية على موازين القوى. لكن، رغم الحصار الأمني الشديد الذي اعتمدته السلطة لتحجيم هذه المبادرة وشلّـها، فقد استمرّت وصمدت، وتعزّز إيمان أصحابها بضرورة التمسك بخيارهم، والتقدم نحو إنجاز رُؤاهم المشتركة حول عديد القضايا، الفكرية والسياسية ذات الطابع الخلافي. وقد عقدت أطراف المبادرة اجتماعا في أواخر الأسبوع الماضي، اعتبره أحد الذين حظروا لقاءا هاما وضع « النقاط على الأحرف ». ويُـفترض أنه قبل نهاية شهر سبتمبر تكون الأطراف المشكّـلة لمبادرة 18 أكتوبر قد توصّـلت إلى أرضية مُـشتركة وخُـطّـة تحرّك للسنة السياسية القادمة.

الحركة النقابية في اتجاه مغادرة « بيت الطاعة »

شهدت السنة السياسية المُـنقضية تعدّد المؤشّـرات الدالة على أن شيئا ما قد طرأ على علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل بالسلطة. فبعد الانسجام التام الذي ميّـز علاقات الطرفين طيلة التسعينات ومطالع الألفية الجديدة، أخذ النقابيون يتملّـصون من التحالف مع النظام ويتّـخذون مواقف مخالفة للتوجهات الرسمية، بل ويُـظهرون رغبة متزايدة في استعادة القرار المستقل لمنظمتهم. وقد تجلّـى ذلك في مناسبات عديدة، مثل احتجاج القيادة النقابية على الدعوة الرسمية التي وُجِّـهت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون للمشاركة في الجولة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات. وكذا، رفْـض الاتحاد المشاركة في تركيبة « مجلس المستشارين »، رغم إلحاح الحكومة. كما تصاعدت الحركة المطلبية بشكل غير مسبوق، حيث أقدمت عديد القطاعات المهنية على شنّ إضرابات بتأييد من المركزية النقابية، ونظمت عشرات التجمعات النقابية مُـعلنة بذلك عن عودة الحياة لساحة محمد علي، التي تُـعتبر المعقل التقليدي للنضال النقابي. كما تعدّدت « الضربات من تحت الحزام وتبادل رسائل « الضغط والتهديد » المشفّـرة بين الطرفين، مما جعل البعض يعتقد بأن الحركة النقابية مرشّـحة لمغادرة « بيت الطاعة » خلال المرحلة القادمة، وهو أمر – إذا حدث – ستكون له تداعيات هامة على مُـجمل المعادلات السياسية والاجتماعية في تونس.

رأي عام معادٍ لإسرائيل

أصبحت السلطة ترصِـد بشكل يقِـظ اتِّـجاهات الرأي العام التونسي في القضايا ذات الطابع القومي. ويمكن القول بأنها استخلصت الدّرس من ردود فعل التونسيين على الدعوة السابقة التي وُجِّـهت رسميا إلى أرييل شارون للمشاركة في قمة المعلومات. فقد تحرّك يومها آلاف التونسيين احتجاجا على تلك الدعوة. وبناء عليه، ورغم التصدّي بالعنف لكل محاولات التظاهر دون ترخيص احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين، إلا أنها سلمت بحق التونسيين في التعبير عن غضبهم، وذلك في مناسبتين، تمّـت الأولى بمشاركة الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)، وهو ما أدّى إلى انسحاب عدد من الأحزاب والجمعيات، وجرت الثانية، يوم الثلاثاء الماضي، 1 أغسطس، التي لم تشارك فيها إلا المعارضة ومنظمات المجتمع المدني.

ظهور الصعوبات الاقتصادية

رغم نجاح الاقتصاد التونسي في امتصاص الصّـدمات المُـتتالية، التي تصدّرها أزمة الاقتصاد العالمي، غير أن ذلك لم يحل دون أن تتأثر القدرة الشرائية للمواطنين التونسيين بشكل ملحوظ، ومثير للقلق أحيانا. وازداد الأمر صعوبة بعد الارتفاع الجنوني لسعر برميل النفط في الأسواق العالمية، الذي دفع بدوره الحكومة إلى رفع سعر المحروقات مرّات متتالية خلال الأشهر الأخيرة. إلى جانب ذلك، تفاقمت ظاهرة العاطلين من أصحاب الشهادات الجامعية، وهو ما أدّى حركة احتجاجية لم تعرفها الساحة التونسية من قبل. وقاد هذه الحركة، التي قد تتطوّر خلال المرحلة القادة وتمتلك مقوِّمات حركة اجتماعية تضم ألاف الأعضاء، وتمس قطاعا واسعا من الرأي العام، مجموعة من هؤلاء الخرِّيجين الذين شكّـلوا « اتحاد حاملي الشهادات المعطّـلين عن العمل ». وقد نظم هؤلاء، ولا يزالون، سلسلة من التحركات الاحتجاجية، منها وقوف أحدهم في الشارع الرئيسي بالعاصمة وعرض الشهادات التي حصُـل عليها للبيع!

تحرر إعلامي نسبي

شهدت الصحافة الرياضية خلال الأشهر الماضية قفزة هامّـة ومفاجئة. وانتقلت العدوى من الصحافة المكتوبة إلى القناة التلفزيونية الخاصة الوحيدة (حنبعل)، التي بثت على إثر انسحاب الفريق التونسي من دورة المونديال نقاشات صريحة وجريئة على الهواء، تضمّـنت انتقادات لاذعة للتلفزيون الرسمي، بلغت حدّ مطالبة وزير الشباب والرياضة والتربية المدنية بالاستقالة. كما تطرقت تلك المناقشات إلى إشكالية تداخُـل السياسي مع الرياضي، مما زاد من أزمة النوادي الرياضية وجعل مُـعظمها يعيش حالات احتقان متجددة. وإلى جانب الصحافة الرياضية، بدأت القيود تخف قليلا على الأركان الثقافية بعديد الصحف التونسية، وهو ما سمح « برفع الحظر »، حسب تعبير البعض، عن عدد من الجامعيين والمثقفين الكبار، الذين عادت أسماؤهم وصورهم وأفكاركم لتُـنشر من جديد في الصحف المحلية. كما تراجعت مضايقة صحيفة « الموقف »، الناطقة باسم (الحزب الديمقراطي التقدمي) المعارض، رغم نبْـرتها النقدية العالية.

هل تكون السنة القادمة أفضل من سابقتها؟

تلك أبرز ملامح السنة السياسية المنقضية. أخذ وردّ، خطوات متردِّدة، واستعمال مكثف للأمن في القضايا السياسية، مصحوبة باشتباك متجدّد مع النشطاء. وقد بلغ هذا الاشتباك أحيانا حدّ الإهانة غير المبررة والمس من الشرف، مثلما حصل قبل أيام مع الكاتبة المعارضة (أم زياد)، حسب شهود عيان. لكن، في المقابل، لوحظ حدُوث تراجُـع بلغ ذِروته مع تغيير لافت لمسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، دون أن يتحوّل ذلك إلى تغيير واسع في أسلوب التعاطي مع الخصوم، حيث تواصلت خلال الأشهر الماضية ظاهرة إضراب المساجين السياسيين عن الطعام بشكل مكثف وخطير، دون أن ينجحوا في تحقيق حتى المطالب البسيطة والعادية. ذلك هو المشهد السياسي التونسي مع نهاية هذه السنة السياسية. البعض يتحدّث عن أزمة نظام توقّـف عن النموّ. لكن المؤكّـد، أن تغييرا هادئا يجري، وهو ما يفتح المجال للتكهُّـن بأن السنة السياسية القادمة قد تشهد تدافعا أكثر نُـضجا، يجعل الحُـكم أقلّ تردُّدا وانكماشا.  

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 5 أوت 2006) وصلة إلى الموضوع http://www.swissinfo.org/sar/swissinfo.html?siteSect=105&sid=6941440  

 

الطعام لكلّ فمّ

الرشوة في خدمة العاطلين… والمرضى

لطفي حيدوري تعرض على المحاكم التونسية باستمرار قضايا تتعلّق باستيلاء موظفين عموميين على أموال عمومية أو تورّطهم في الخيانة أو تهريب بضائع وغير ذلك من قضايا الفساد الإداري. ولا تقدم الحكومة التونسية أرقاما رسمية عن حجم الفساد المعشّش في مؤسسات الدولة غير أنّنا نظفر من حين لآخر بتصريح يتيم يتحدث عن بعض حالات تؤكّد الحقيقة ولا تدعمها بالأرقام وبالحجم.
ويتحدّث المواطن التونسي عن تيسير قضاء شؤونه وفكّ عقدها عبر تليين قلوب الموظفين ومبدأ « الطعام لكلّ فم ». ولا يجد التونسيّون حرجا في البحث عن المسوّغات الشرعيّة لممارسة الرشوة والمبررات عديدة ومنها أنّ ذلك الموظف سيقبض من عندي أو من عند غيري. وأنّ ذلك من باب الضرورة أو هو تبادل للمنافع… أي إنّ الوعي السائد صار يقبلها منهاجا صحيحا لنيل المطالب وتحدّي الصعاب !
هذه الآفة الخطيرة يتداول الحديث عنها علنا بين المتقدمين للمناظرات الوطنيّة التي يتقدّم إليها في بعض الأحيان الألوف تنافسا على بضع مراكز شاغرة، وتتمّ عادة بالمناولة، من « الصغير » إلى « الكبير ». فليس غريبا أن توجد سمسرة بمراكز العمل تصبّ في نهاية المطاف في صندوق رجل « واصل »، (مِنّو للْمْعلّـِمْ)
مربّي يعاني من فتق في موضعين مما يتطلب إجراء جراحة كلفتها في مصحة خاصّة تقارب ألف دينار. لجأ إلى إحدى المستشفيات العمومية الكبرى بالعاصمة باعتبار تمتّعه بالتأمين الصحّي فحدد له موعد يطول أمده لإجراء الجراحة. لكنّ آلامه كانت حادة فاتصل بأحد الممرضين الذي توسط لفائدته لدى رئيس القسم الذي حدد له موعدا خلال 3 أيام لإجراء العملية مقابل مبلغ مالي يسلّمه له بعد إجراء العملية عند المعايدة 150 دينار. وقد أجرى العملية رئيس القسم نفسه.
« سمير » عون الحراسة « لَحْول » مكّنه من التجوّل بحرّية في المستشفى مقابل علبة سجائر كريستال وكأس شاي عربي بالنعناع يباع أمام مستشفى الرابطة بـ400 مليم « قوللو لحَولْ توّا يعرف دوزتي. »
« يوسف » تقدّم لوظيفة يتم القبول فيها عبر الملفات دون مناظرة وطنية توسط له أحد معارفه لدى راقصة بنزل. وعندما التقى بها عرضت عليه خيارين، إمّا مبلغ مالي يسلمه لها عند قبوله بالوظيفة، أو أن يدلّها على مواقع كنوز بالتقاط صور للمكان بواسطة كاميرا فيديو رقمية. قالت له إنّ زوجها يعرف الجهة التي يقطن بها جيدا.
كنت امتطي سيارة نقل ريفي عندما عرض علي أحد الأجوار وهو يعمل بفرقة موسيقى شعبية ضارب طبلة أن يتوسط لي في أي مهنة باستثناء التعليم (مانخدموشو) لدى أحد معارفه المؤثرين واستظهر لي ببطاقته فاكتشفت أنّه زميل له في الميدان أي ضارب طبل بطاقة تحمل صورة طبلة وزكرة ولكن على نطاق أوسع.
حارس مدرسة أساسية مهنته الموازية متحيل معروف حاول أن يؤثر على أحد الحاصلين على أستاذية في العربية باستغلال محنته ووعده بأن يتم إدراج اسمه في قائمة الناجحين في شفاهي الكاباس رغم أنه لم يتحصل على الكتابي مقابل مبلغ مالي قدره 1500 دينار. وحتى يثبت له حسن نيته أمده بإقرار معرف بالإمضاء يقرّ فيه أنّه تسلّم هذا المبلغ على سبيل السلفة على أن يرجعه في مدة لا تتعدى غرة سبتمبر كما طلب منه أن يربط له صلة بغيره من طالبي الشغل بالتعليم الثانوي. التضامن
 
لم يكن غريبا أن تتحدث إحدى التقارير الدولية عن وجود فساد في تونس قالت إنّ موطنه هي الحكومة وقطاع الأمن. اجتاز اكثر من 55 الف مترشح هذه المناظرة هناك فساد في الحكومة.
وأعلن وزير الداخلية في 17 مارس/ آذار إنشاء المعهد الأعلى لقوات الأمن والجمارك والذي تشمل مهامه بالإضافة إلى تعزيز حقوق الإنسان ، وتحسين أداء قوات الأمن ، مكافحة الفساد. ولم يكن هناك أي تقارير عامة تفيد بنشاطات المعهد اللاحقة. « هناك حالات صغيرة تفيد بحصول فساد ضمن قوات الأمن وخاصة فيما يتعلق بتلقي عناصر من الشرطة رشاوى على أشارت المرور. »  ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )


حكامنا بين سندان المتهورين ومطرقة المزايدين

صــابر التونسي ولأكون واضحا من البداية على غير عادتي فإنني أقصد بالمتهورين: حزب الله وحماس ومن سار على نهجهم لأنهم جرونا لمعركة مع عدو « مسالم » لا قبل لنا بحربه! وأقصد بالمزايدين عامة الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت للشوارع تغلي منددة بالعدوان وبتآمر الحكام وتخاذلهم عن نصرة إخوانهم على حد وصفهم! إنني وأنا أتابع تطورات الحرب ومجريات الأحداث في لبنان وفلسطين بعيني « التخاذل والهزيمة » أقدر حجم الضغط والعناء الذي يتعرض له حكامنا المساكين بسبب هذه المغامرات « الطائشة » وأرثي لحالهم لأن عناءهم مضاعف أضعافا كثيرة ومن مواقع عدة! مطلوب منهم مناصرة « المعتدين »! مطلوب منهم إعلان حرب لا قبل لهم بها على « إسرائيل » وإن كانت حرب مواقف ومصالح! مطلوب منهم التصدي للدعم الأمريكي اللامشروط للأعداء والإحتجاج عليه على ما في الأمر من هلاك محتم وزوال للعروش والكراسي! مطلوب منهم إرضاء شعوبهم « المزايدة » وإشباع نهمهم في الإنتقام ! ومطلوب منهم في المقابل الصمت والسكوت ومساندة « القاهر الغلاب »! وإن لم يفعلوا مادت الأرض من تحتهم!!! أينا يرضى لنفسه أن يقف هذا الموقف بين الرغبات المتنازعة والأطراف المتجاذبة! إن حكامنا ليس لهم من دنياهم التي زهدوا فيها بالإجماع إلا مطلب وحيد وهو الحفاظ على العرش ودفع الغالي والنفيس في سبيل ذلك وإن استلزم الأمر التخلي عن قليل أو كثير من الشهامة والكرامة وماء الوجه! ولا ضير ما دام المقصد نبيل! فالعرش وسيلة لخدمة الشعب وليس غاية في حد ذاته! وهو تكليف لا تشريف! وحكامنا يعلمون جيدا أن الحاكم أجير عند شعبه بأجر « زهيد » وعقد دائم لا يحل إلا بموت أحد الطرفين! ولذلك تراهم يسوسوننا بما يصلح أمرنا ويحول بيننا وبين المغامرات « الطائشة  » والتهور اللامحدود! إن أمر شعوبنا محير، ينتخبون الحكام باندفاع شديد ولا يتقاعس منهم أحد ومن مات قبل الإدلاء بصوته ترك لنا إبهامه في ثلاجة كي نبصم نيابة عنه لانتخاب الزعماء الملهمين الذين عقمت أرحام الأمة أن تلد أمثالهم! شعوبنا التي « تفصل » الدساتير على قياس الزعيم ثم تعبث بها وتغيرها أخرى إذا أصبحت تشكل عائقا أمام استمرارهم في الحكم! شعوبنا التي تناشد الزعماء البقاء في مواضعهم والحفاظ على عروشهم وهم لها كارهون! ثم إذا ساسونا بما لا نرضى كرهنا سياستهم لنا وزايدنا عليهم! إنه حقا تناقض غريب، إذا لم يعجبكم حكامكم لماذا لا تغيرونهم ولماذا تطالبون باستمرارهم في الحكم؟! وتخرجون في المظاهرات وتكتبون المناشدات على اللافتات باسم الأحزاب والجمعيات مناشدين سيادة الرئيس أن لا يتخلى عنكم ولا يترككم كالأيتام على مأدبة اللئام! وأن البلاد كلها متمسكة بابنها البار وقيادته الرشيدة! وقد يقول قائل بأنه لم يناشد يوما ولم يطالب بتغيير دستور أو يساهم فيه وأنه لم يكتب يوما لافتة أو ينتخب حاكما من هؤلاء! وإنما الأمور لا تعدو أن تكون مجرد « فبركة » وكذب يقوم عليها أبواق الأنظمة وسحرتها! أقول عندها وهل رفعت صوتك محتجا ومستنكرا على التلاعب؟! وهل كذبت الذين تكلموا باسمك وصوتوا بدلا عنك؟! أم أنكم لذتم بالصمت في معظمكم؟! وفاتكم أن طريق الجهاد في فلسطين ولبنان يبدأ من هنا! فلا تلوموا الحكام الآن إن تخلوا عن مناصرة قضاياكم وصمتوا! فهو صمت من صمت وهذه بتلك والبادي أظلم! إن حكامنا عرفوا موقنين أن مصلحتهم وعروشهم ليست بيد شعوبهم وإنما بيد « الأعداء الأصدقاء » فتعقلوا في مواقفهم ولم يتهوروا! وذلك حظهم من الكرامة والشهامة والنجدة، ولو أن الله تعالى أعطاهم أكثر من ذلك لأنفقوه ولكنها « حاجة ربي » وذلك نصيبهم منها. وليس من المعقول أن نطلب منهم أمرا لا يملكونه لأن فاقد الشيء لا يعطيه! وكما قيل من أراد أن يجني العسل من الدبابير اختبل! ولم يكن له من حظ غير اللدغ والألم! يراد منا الآن أن نغير قناعاتنا التي تربينا عليها بعد أن غزانا الشيب ونقبل بأن « إسرائيل يمكن أن تهزم وأن جنودها يمكن أن يغلبوا وأن الرصاص يخترق أجسادهم وأنهم يصرخون ويتألمون بل ويفرون هاربين مذعورين إن وجد « متهورون » مصرون على التصدى لهم! وأعجب من ذلك أن نغير قناعاتنا في نوعية العلاقة التي تربطنا بالإسلاميين ونحولها إلى تغزل بأعينهم الجميلة وعمائمهم السود! سبحان مغير الأحوال يغير ولا يتغير!  
 ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )

 
من فضيلة الدكتور إلى سماحة السيّد….

من ترسيخ ثقافة الهزيمة إلى تأصيل عزيمة النصر ؟؟؟

نصر الدين بن حديد nasrbenhadid@yahoo.fr   قابلت اليوم أحد المعارف ممّن يتأرجحون بين فعل الثقافة وممارسة الصحافة وسألني في لهجة تجمع الغمز بالفكاهة عن «الميليشيا الإعلاميّة لقناة الجزيرة» وأردف عن موقعي ومرتبتي ضمن هذا «التنظيم»، مدلّلا على قوله بـ«الحملة الشعواء» التي نالت الدكتور خالد شوكات ممّن رأى فيهم صاحبي «جند قناة الجزيرة»… خاتمًا قوله بالسؤال إن كان صاحب هذه الأسطر من «نشطاء الحركات الإسلامية أم المقربين منها؟؟؟»
نعلم جميعًا في تونس وغير تونس ـ ربّما ـ أنّ الغمز والفكاهة تحمل وتحيل على أعمق الحقائق، وقد أجبت هذا السائل أن كتابتي نبعت هذه المرّة كما هي دائمًا من قناعاتي ولست ولا أريد ولم أكن أبدًا ضمن أيّ «تنظيم» من أيّ رهط كان… وأضيف أنّني لم أفكر أبدًا في «تجييش» أيّ كان ضدّ أيّ كان، كما لا نيّة ولا قدرة على منع أيّ كان من الكتابة ضدّ أيّ كان… كما أنّ أيّ تلاق بين كاتب هذه الأسطر ومن كان من الكتّاب أو الصحفيين ضمن قضيّة الحال ينبع من تقاطع في المواقف ولا يمكن أن يكون تلاق في المواقع [التنظيميّة] ضمن أيّ منظومة أو بنية أو هيكل، إلاّ إذا استثنينا هذا الموقع الجامع!!!
كما أرفض أن تنزل كتاباتي ضمن مهاجمة الشخص أو نفي حقّه، حين أرى أنّ علاقتي بالسيّد خالد شوكات أو فضيلة الدكتور خالد شوكات تكمن في فكر يعارض فكرًا وكتابة تقف في وجه أخرى، ولو كان صاحب هذه الأسطر ممّن لا يطالعون كتابات فضيلة الدكتور خالد شوكات لما جاءت هذه الكتابة ولو كان المدعوّ خالد شوكات ممّن لا يكتبون أصلا، لما كانت هذه الكتابة أيضًا
المُراجع لمقالنا السابق يلاحظ أنّ اللوم أو الطعن أو الهجوم لم يكن بسبب رأي الدكتور أو موقفه من قناة «الجزيرة» بقدر ما هو موقف من علاقة هذا الدكتور بذاته ومن المشروع الذي ينخرط ضمنه والفكر الذي يقدّمه، حين نعتبر أنّ ما أبداه يمثّل حالة مرضيّة، ذات دلالات عميقة ليس فقط على أنّ «الثقافة الديمقراطية في مجالنا العربي الإسلامي ما تزال غاية في الهشاشة والضحالة»، بل حين نرى أنّ المبدأ لم يعد التأسيس أو الترسيخ أو التأصيل أو التجذير بقدر ما هو محاولة استيلاء أو لصوصيّة مفضوحة بل غبيّة [على قناة «الجزيرة»] إن لن نقل من الكلام ما لا يليق بهذا الموقع وقرائه!!!
كما قلنا ونعيد ولا نملّ القول أنّ فضيلة الدكتور خالد شوكات لا يمكن أن ننظر إليه في صورة «الفرد في صيغة الفرد»، بل هو بحكم ما يعلن ويقدّم وما يصرّح جزء من منظومة بالمفهوم العضوي والميكانيكي، فلا يمكن لأيّ كان مهما كان أن يقنعنا أنّ الجهة أو الجهات [الغربيّة] التي تموّل «مركز دعم الديمقراطيّة» الذي يتولّى الإشراف عليه فضيلة الدكتور، تتولّى هذه المهمّة من باب «ابتغاء وجه الحيّ القيوم» كذلك الأمر بالنسبة لمهرجان السينما الذي يشرف عليه!!! قد ـ ونقول قد ـ يردّ فضيلة الدكتور أنّ هذه التمويلات تتمّ في عزّ الظهر والظهيرة، وأنّها تخضع لضوابط يعيّرنا بها فضيلة الدكتور ويراها تنتفي في عموم البلاد العربيّة أو الإسلاميّة… نعلن من باب الردّ قبل الردّ أنّنا لا نناقش الأدوات أو الآليات بقدر ما ننظر أو نسأل ونتسآل بخصوص المنافع أو «المقاصد» [ضمن مفهوم التشريع الأوروبي] التي تبغيها هذه الجهة أو تلك الجماعة… ضمن إجماع قاطع بأنّنا تجاوزنا جميعًا ـ ومنذ عقود وسنوات ضوئيّة ـ فكرة التمويل المجاني وبالتالي نتّفق ونقرّ بأنّ من يملك المال يقايضه بالسلطة والنفوذ والمنافع…
قد يجيبنا الدكتور أنّه لا ينفي هذه «الرغبة النفعيّة» لدى دوائر صنع القرار في الغرب، وأنّ الأمر لا يتعدّى البحث عن رغبته ورغبة أمثاله في الانتفاع من هامش الحريّة و«فائض القيمة الأخلاقي» [والتعبير للدكتور عزمي بشارة] الذي توفّره المنظومة الغربيّة ضمن سياقها ومجالات تحركها وتموضعها وبالتالي أنّ هذه المنظمومة توفّر «رغم أنفها أو هي مرغبة» هوامش فعل لا يمكن أن نعتبر ضرورة من يتحرّكون ضمنها من «توابع هذا الفكر أو الملحقين به» إن لم نقل من باب الأدب والحياء «خدمه وحشمه وعبيده!!!»
وجود هذا المجال «المنفلت» ضمن هذه الصورة أو تلك عن «السيطرة الكاملة أو الفعليّة» لدوائر صنع القرار في الغرب، لا يمكن بأيّ صورة أن يكون من الشكل والحجم والماهيّة والوظيفة بما يجعل الممارسة العربيّة هناك خارج مجال السيطرة أو في اختلاف وظيفي أو تعارض فلسفي أو ابستيمولوجي إن نقل وجودي مع «الذات الغربيّة»… إنّ حلم أو هوس أو ما يريد فضيلة الدكتور إقناعنا به، هو قدرته أو أنّه استطاع التموقع ـ عن جدارة وقدرة ـ بالكامل والمطلق ضمن المنظومة الغربيّة، وأيضًا أنّه لا يزال على ارتباط وثيق بالعمق العربي والإسلامي ومن ثمّة لا يأتي وجوده أو «تأصله» ضمن المجال الغربي نافيًا لجذوره «الأصليّة»، بل إنّه بجمعه «بين الضفتين» يكون صاحب مهمّة «إستراتيجية» تكمن أساسًا في تمكين «من كان منهم» من تراث «من هو معهم»… يلاحظ القارئ الكريم تسمية «المركز» الذي يشرف عليه فضيلة الدكتور!!!
إذا سلّمنا أنّ المال الذي يتلقاه فضيلة الدكتور يأتي ضرورة في صورة أو على شكل عقد وظيفي تحدّده علاقة صاحب رأس المال بمن يقدّم الخدمة، فيكون من الطبيعي أن تتمّ مراجعة ما يدفعه هذا في علاقة مع ما يبذله ذاك من جهد، لنلاحظ أنّ الفشل قائم ولا جدال بخصوصه وإن اختلفنا بين من يراه مطلقًا أو كاملا أو مطبقًا!!!
المراجع الغربيّة التي تموّل مثل هكذا «مراكز» لا تبغي «ملامسة» بقّال الحيّ أو الحلاق أو عامّة الناس بقدر ما هي أداة تريد «ترويض» النخب وإعادة صياغة معتقداتهم وفكرهم ومن ثمّة فعلهم وتصرفهم… يلاحظ القارئ الكريم أنّ فضيلة الدكتور كتب :«وأما « الإخوان » فلأنني كنت ولا أزال من دعاة دمجهم في السياق الديمقراطي، ومن المؤمنين بأنه لا حل إلا بترويضهم ديمقراطيا بدل تهميشهم ومحاربتهم وإقصائهم» [التشديد من كاتب هذه الأسطر]… لتحيلنا هذه الصورة السرياليّة/العبثيّة على أفلام الصور أو الرسوم المتحرّكة [الكرتون] حين نرى الفأر «جرّي» يركب الفيل ويروّضه!!!
من ثمّة وضمن هذه الرؤية تأتي رغبة أو بالأحرى وظيفة هذه «الأطراف» [بالمفهوم العضوي للكلمة] في أن تتحرّك مجدّدًا بدءًا بعمليّة «الوعي المتبدّد» ووصولا إلى «الوعد الصادق»، حين انتزع سماحة السيّد حسن نصر الله ورقة التوت الأخيرة وعرّى النظام العربي الرسمي الذي لم يعد يملك على مستوى «اللفظ والمنطوق» ـ بعد أن فقد الفعل والممارسة ـ ما يمكنه من «الجمع» ـ في الحدّ الأدنى ـ بين خطاب يرضي «الشرعيّة الدوليّة» وآخر تقبله الشعوب وتستسيغه!!!
وجب عند هذه النقطة التأكيد على أمر على حدّ كبير من الخطورة، حين تتحدّث وسائل الإعلام [بما فيها قناة «الجزيرة»] عن «حلفاء أمريكيا» في منطقة الشرق الأوسط، وقد وجب أن نعرّف مفهوم «الحلف»، الذي يراه صاحب هذه الأسطر، في صورة تلاقي مصالح طرفين أو أكثر، ليبحثا من خلال جمع قدرتهما أو قدرتهم عن تحقيق مصالح مشتركة سواء كانت تحصيل المنافع أو درء الأخطار…
نلاحظ ضمن الواقع العربي أنّ الولايات المتّحدة لا تتوانى عن إذلال «حلفائها»، بل طعنهم، وعلى من أراد أن يبحث عن تفسير لهذا المنطق «الغريب» أن يطالع «كتاب الحرب للصينيين» الذي يعود إلى مئات السنين، حين ينصح من يتعامل مع «عدوّ خائن» أن يعامله من منطق الإذلال والتحقير، وفضحه على الدوام لكي لا يفهم هؤلاء «الخونة» أنهم حلفاء، بل لا يصير أمامهم سوى الارتماء في أحضان «هذا العدوّ [السابق]»…
نفهم حينها ما معنى أن يكافئ «جون بولتون» من وسّموه وجعلوه «بطلا ومنقذًا» بأن أعلن بأنّه «من غير المقبول أخلاقيّا أن تتمّ مقارنة الضحايا اللبنانيين بالضحايا الصهاينة!!!»
نفهم حينها ما معنى أن تدعو رايس «القيادة العامّة» لما يسمّى مجموعة «14 آذار» وتُجلسهم إلى مأدبة فاخرة، حين كانت الطائرات الصهيونيّة تقصف الشعب اللبناني وتمزّق أوصاله وتغتال أبناءه بصواريخ أمريكيّة… ليفهم هؤلاء «الأبطال» أنّ لا مكان لهم للتراجع ولعب «دور البطل» ضمن «الجبهة المقابلة»…
نفهم حينها ما معنى أن يعلن «الريّس» حسني مبارك وملك الأردن أنّ ما قام به حزب الله «مغامرة غير محسوبة»، ونفهم ما معنى أن تتحوّل الحكومة السعوديّة إلى «تنظيم سرّي» يتخفّى خلف «مصدر مسؤول»!!!
نعلم من الأكيد ومن باب التسليم والقناعة أنّ فضيلة الدكتور يملك من العلم والدراية والمعرفة والأسلوب والفكر ما يجعله يفخر بذاته ويمكنّه من الحلم بالقدرة على «ترويض الإسلاميين» من خلال «كومندوس فكري يتولّى عمليّة إنزال على قناة الجزيرة»!!! لكنّه لن يبلغ من القدر والمكانة والقيمة ما «يناله» حسني مبارك أو غيره من أدوات السياسة الأمريكيّة في منطقة الشرق الأوسط، وإن سلمنا أنّ هذه الأدوات لا تعدو أن تكون مجرّد «محارم ورقيّة»، يُرمى بها بعد أن […]، فما مقام فضيلة الدكتور خالد شوكات؟؟؟
يكمن غضب فضيلة الدكتور ورغبته في «ترويض الإسلاميين» من قناعته [أو بالأحرى قناعة المنظومة الغربيّة] بأنّ دخول البلاد العربيّة «بيت الطاعة» لا يمكن أن يتمّ حين يرفض جزء من «الإسلام السياسي» مشروع «الإذلال هذا»، وقد وجب أن نصرّ على القول أنّ منظومة الإسلام السياسي ليست جميعها معادية للولايات المتّحدة، وأيضًا تأتي التنظيمات «العلمانيّة» [المسماة وطنيّة] المعادية للولايات المتّحدة خفيفة الوزن وقليلة الفعل وخفيفة التأثير…
ملخص القول يكمن في أنّ الواقع على الأرض في فلسطين المحتلّة أو لبنان يمسك به بل يسيطر عليه «الإسلام السياسي»، وقد حاولت عديد الأصوات «الحداثيّة» التقليل أو تبسيط إن نقل تحقير النجاحات التي حققتها «التنظيمات الجهاديّة» وقد طالعتنا أصوات عند فوز حماس طاعنة، كمثل ما كتبه «الصحفي» الفلسطيني غسّان نمر على صفحات أسبوعيّة «حقائق» التونسيّة!!!
«ثقافة الهزيمة» التي غرسها عفيف الأخضر وأمثاله وأتباعه وتلامذته وحواريه جعلت من «التطبيع» منّة نحلم بنيلها، ليصير الصهاينة المصدر والأصل والمركز والمرجعيّة، ليس فقط على مستوى التفوّق العسكري الفالق، بل حين وجب أن نتمثّل بهم على مستوى المنظومة الاجتماعيّة والبنى السياسيّة والنظم الفكريّة…
أحد جهابذة هذه الثقافة ـ في تونس ـ فسّر عند الأيّام الأولى للعدوان ملحمة الصمود بأنّ الأمر لا يعدو أن يكون سوى «مسرحيّة فارسيّة/إسرائيلية» تكون المدخل لاتّفاق شامل وتامّ بخصوص الملفات العالقة بين الطرفين، ثمّ عاد وأضاف بعد أيّام أنّ الانكسار الصهيوني لا يعدو أن يكون «مسرحيّة أمريكيّة/إسرائيليّة» هدفها «تضخيم المقاومة الإسلامية» ومن بعد دحرها وتدميرها في دقائق معدودات، لتكون المصيبة ـ لدى العرب والمسلمين ـ كاملة تامّة…
ما يجري في لبنان حطّم النظام العربي الرسمي حين صار وزير الخارجيّة المصري أثناء الندوة الصحفيّة التي تمّت في بيروت في صورة التلميذ الغبيّ الذي يريد صرف التهمة ونفي الذنب، وحطّم كذلك «الحداثة» التي بشّر بها ولا يزال ولا يملّ فضيلة الدكتور خالد شوكات، ليصير البحث عن المنطق الجديد والخطاب الجديد والفكر الجديد، ليس فقط على مستوى الشكل بل في عمق هذا المنطق وهذا الخطاب وهذا الفكر…
كاتب هذه الأسطر لا يرجم بالغيب ولا يدّعي القدرة على «ضرب الرمل» ليقدّم نتائج هذه المعركة في تفاصيلها، بل يمكن الجزم أن ما حققته المقاومة من مكاسب أوّلها تأكيدها أنّ الكيان الصهيوني لم يعد «تلك الفتاة العذراء» التي عجز العرب عن ركوبها… قد تستطيع الولايات المتّحدة رمي عشرات القنابل النوويّة أو الذريّة لتحوّل لبنان بأكمله إلى بحر وتمحوه وشعبه بالمطلق، لكنّها لا تستطيع أن تمحو صور «تلك القوّة العسكريّة التي تُقهر» وهي تنكسر وتتقدّم مترا لتتراجع عشرات…
لا أطلب من فضيلة الدكتور ـ كما فعل غيري ـ توبة أو غيرها، فكاتب هذه الأسطر يرى أنّ «من يركب البحر، عليه أن يتحمّل موجه العاتي»، بل أنصحه بالمجان ـ ولوجه الله ـ أن يبحث لنفسه عن «ملجأ» حين تعيد المنظومة الغربيّة بأكملها طرح أسئلة تخصّ فاعليّة أدواتها وتوابعها ومن هم خدمها وحشمها… إنّ غدًا لناظره أقرب ممّا نتصوّر….   كلمة إلى فضيلة الدكتور خالد شوكات: قلت رأيي في قناة «الجزيرة» أثناء لقاء نظمّه منتدى الجاحظ مع الزميل محمّد كريشان، وقد قلت ما قلته أمام الملإ وقام المشرفون على المنتدى ـ كعادتهم ـ بتوثيق جميع التدخلات، والنصيحة ـ التي لا يبغي من ورائها صاحب هذه الأسطر جزاء أو شكورًا ـ تكمن في أن يتّصل فضيلة الدكتور بالصديق صلاح الدين الجورشي ليمكنه من هذه المداخلة التي لا نراها وثيقة سريّة…
 

 
تونس الديمقراطية
GMT 9:30:00 2006 الخميس 3 أغسطس
 
 د خالد شوكات يزمع الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مالك قناة « الديمقراطية » في لندن، إطلاق برنامج حواري بعنوان  » تونس الديمقراطية » ابتداء من شهر سبتمبر القادم، متطلعا إلى أن يحدث هذا البرنامج بعض الحركية في الحياة السياسية والإعلامية التونسية الرتيبة، فالرتابة بقدر ما يعتبرها النظام الحاكم في تونس ميزة يفتخر بها، باعتبارها دليلا على الاستقرار السياسي الذي تنعم به البلاد، فإن جماعات المعارضة التونسية في الداخل والخارج تعتبرها علامة تخلف ودليلا على حالة جمود وركود لا يمكن إلا أن تكون دليلا على الطابع الشمولي والأحادي الذي يتسم به النظام الحالي.
التحدي المطروح على هذا البرنامج التلفزيوني « الجنين » كبير جدا، خصوصا بالنسبة للجمهور التونسي، والدكتور الحامدي شخصيا يحمل العديد من التجارب في هذا المجال، يراها كثيرون متناقضة، وأراها شخصيا انعكاسا طبيعيا لوضع الانقسام الحاد والاستقطاب الحدي الذي يميز علاقة النظام التونسي بنخب المعارضة، كما أرها أيضا إرثا ثريا قادرا على  إفادة صاحبه في تبين طريق الوسطية، حيث لا يقع مجددا في مطب السب والشتم والعداء شخصي الذي طبع مداخلات بعض رموز المعارضة التونسية في فترة من الفترات على شاشة « المستقلة » شقيقة « الديمقراطية »، وحيث لا يسقط كذلك في وضعية الخطاب الخشبي وسيول المديح والإطراء والمزايدة على الولاء، الذي اشتهرت بعض الوجوه الإعلامية المحسوبة على الحكومة، وأحسب أنها أضرت بها أكثر مما نفعتها.
ثمة في تونس هامش من الوجوه السياسية والإعلامية المتميزة، أعلم أنها لم تستهلك إعلاميا بعد، وأن هذه الوجوه قد تشكل قاعدة جيدة لقناة « الديمقراطية » لرسم خيار تلفزيوني ثالث يتوسط إعلام الحكم الذي يرى كل شيء أبيضا، وإعلام المعارضة الذي يصور كل شيء قاتما، وهو ما سيساعد نسبيا على كسر حالة الجمود المشار إليها من جهة، وسيساعد من جهة ثانية على تجاوز الحاجز النفسي على الأقل، الذي يدفع للنظر إلى نشطاء الحياة السياسية والإعلامية التونسية، إما مداحين وجب حث التراب في وجوههم، أو لعانين وسبابين لا يدفعون بالتي هي أحسن، ويعمقون بخطابهم الاحتقان أكثر مما يساهمون في إزالة وتنشيط حركة الحوار.
شخصيا، تعرفت طيلة السنوات الماضية، على عدد غير قليل من الوجوه التونسية الشابة، التي تضررت كثيرا من وضعية الاستقطاب الحاد الذي يسم الشأن السياسي والإعلامي للبلاد التونسية، والتي لم تجد حظها في التلفزيون والصحافة للتعريف بآرائها وطرح أفكارها على جمهور واسع. هذه الوجوه تنتمي إلى منظمات المجتمع المدني، وإلى قطاعات ثقافية وأدبية وفنية حية ومنتجة، وإلى أحزاب وحركات سياسية اختارت مسارات مختلفة، وأحيانا مبتكرة، قياسا بتلك التي عرفت بها أحزاب المعارضة المعروفة، وغالبيتها تنشط خارج سياق الشرعية القانونية.
 وعندما أشير إلى إمكانية الاستعانة بهذه الوجوه التونسية الجديدة غير المعروفة، لتنشيط وتنمية الحوار التلفزيوني حول الشؤون التونسية، فإن ذلك لا يعني البتة أنني أدعو إلى تجاوز مبدأ حق جميع التونسيين في التعبير سلما عن آرائهم والدعوة إلى اعتناق الجمهور لأفكارهم، فهذا مبدأ إنساني وقانوني ودستوري خالد لا يمكن تجاوزه، غير أن لكل لمرحلة متطلباتها، والقاعدة تقول أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فإذا كان الدفع بجيل جديد من الناشطين الإعلاميين والسياسيين والثقافيين التونسيين، سيحقق قدرا من تفعيل الحوار حول الشأن التونسي العام، فإن ذلك لن يكون مخرجا فقط لمشكلة قائمة، إنما سيكون مطلبا ملحا لا بد من سعي قناة « الديمقراطية » إلى تحقيقه.
الهوة بين خطاب السلطة وخطاب المعارضة في تونس، سحيقة جدا، وأحسب أن جزءا من القضية قد تحول إلى طبيعة نفسية وشخصية، فبعض الزعامات السياسية التونسية فقدت كل حظ في التواصل مع الحكم، وهي تنظر إلى الحالة السياسية الداخلية على أنه ميؤوس من تغييرها، بل إن مجرد ظهور هذه الزعامات على شاشة إحدى القنوات يعد بمثابة إعلان حرب وعداء على الدولة التونسية برمتها، وبالمقابل فإن جماعات المعارضة التونسية الراديكالية ترى في أن كل وسيلة إعلام لا تعود إليها في استقراء وتحليل وتقييم الوضع التونسي، فاقدة للمصداقية، وربما عميلة لأحد الأجهزة الحكومية التونسية. و لأن الهوة كما يلاحظ عميقة، فإن جسرها مسألة في غاية التعقيد والصعوبة، تحتاج الكثير من الذكاء والجرأة والحكمة والصبر وسعة الصدر.
المطلوب إذا من « تونس الديمقراطية » أن يبحث عن وجوه تونسية جديدة، و هي كثيرة كما أعلم، وأن يساهم في مد الحياة السياسية والإعلامية التونسية بطاقات ومواهب تستحق أخذ فرصة لمخاطبة الأجيال الجديدة من أقرانها، وهو أمر إن حدث، سيجنب القناة حرج تكرار التجارب الصعبة السابقة، سواء مع النظام، أو مع الرأي العام والمعارضة.
وكما اعتقد أن ثمة إمكانية لإيجاد حلول مبتكرة من خلال البحث عن وجوه جديدة، فإن الإمكانية نفسها موجودة ومطلوبة على صعيد القضايا والمواضيع الواجب مناقشتها، إذ المعروف أن للنظام والمعارضة معا، هموم خاصة، يسعى كل على طريقته إلى توجيه أنظار الإعلام إليها، ولا شك أن كثيرا من هذه الهموم مشتركة وهامة، لكن للرأي العام في تونس أيضا هموما وقضايا ومواضيع أخرى يود مناقشتها والاستماع إلى رأي المتخصصين والمحللين فيها.
عملية تجديد الوجوه والمواضيع لن تكون سهلة، وستصطدم بلا شك بقدر لا بأس به من الممانعة الرسمية، حيث ما يزال الاعتقاد السائد في أوساط الحكم التونسي بأن أفضل خدمة تقدمها الفضائيات ووسائل الإعلام العربية لتونس، أن لا تتطرق للشؤون السياسية التونسية من الأصل، وأن تكتفي بالتقارير الصحفية حول الانجازات والنجاحات السياحية والاجتماعية والاقتصادية، بينما سترى المعارضة أن إثارة مواضيع وقضايا غير تقليدية، سيكون تمييعا للأولويات والأسئلة الحقيقية المطروحة، والتفافا حول الاستحقاقات الرئيسية الراهنة.
الوسطية بالنسبة لي ليست غاية في حد ذاتها، إذ ليس هدفي إيجاد طريق ثالث بين الحكم والمعارضة، فأنا جزء من المعارضة المطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية والحقوقية على الرغم من استقلاليتي الحزبية، إنما الوسطية التي أطرحها وسيلة مبتكرة تتطلع إلى المساهمة بشكل إيجابي في زحزحة حياة سياسية ميالة للانغلاق والمحافظة، وكذلك إيجاد مساحة للحوار بين أطراف يعرفون بعضهم عن بعد، ويحكمون على بعضهم من بعد، ويصنفون بعضهم عن بعد، على الرغم من أنهم أبناء بلد واحد وقضية واحدة.
ثمة أحزاب يقال أنها إدارية ومن صنع السلطة، من حق المشاهد أن يستمع مباشرة إلى أصحابها والاطلاع على وجهات نظرهم فيما يوجه إليهم من اتهامات، وثمة حكومة تؤكد على أن لديها الكثير من الانجازات لكنها تفضل عدم الدفاع إعلاميا عنها، من حق المشاهد أيضا أن ينظر في خلفيتها ودوافعها وقناعة أصحابها التامة بجدواها، كما ثمة أيضا خلافات ومجادلات و سجالات حادة داخل بعض منظمات المجتمع المدني التونسي، يبدو الشارع التونسي العادي غير مطلع على حيثياتها.
تجربة « تونس الديمقراطية » لن تكون بالتأكيد سهلة، ولعل مخاوف من غضب السلطة والمعارضة معا، ستظل الهاجس الرئيسي للقائمين عليها، غير أن ما يجب التأكيد عليه هو أن حاجة ماسة لدى الحياة السياسية التونسية في ظهور مثل هذه البرامج، وأن عملا تدريجيا هادئا في تناول القضايا والإشكاليات التي تؤرق بال غالبية التونسيين، قد يضيف إلى المشهد الرتيب السائد لوحة مبتدعة غير مألوفة ومفيدة.
إن خصوصية مجتمع من المجتمعات، لا تبرز فقط فيما يميز هويته العامة وحالته السياسية المختلفة، إنما قد تبرز أيضا في ما قد تبلغه بعض عقول أبنائه من طرق ووسائل خاصة تصلح في حالته ولا تصلح في غيرها. وإذا ما وضع في الحسبان المزاج التونسي الصعب، وميل الساسة التوانسة عادة إلى إطلاق الأحكام الحدية القاطعة على أنفسهم وغيرهم وتجاربهم، فإن المطلوب والمتوقع من « تونس الديمقراطية » العمل الدؤوب والصبور على تثبيت قيم حوارية وسياسية جديدة، تدعو للوصل بديلا عن القطيعة، وإلى التعايش بديلا عن الإقصاء والمقاطعة، وإلى الهدوء والعقلانية والمسامحة بديلا عن التشنج والحقد والمحاربة.
لقد عرفت تونس بجغرافيتها السهلة وديمغرافيتها المتجانسة وانفتاحها عبر البحر والصحراء والجبل على غيرها، بقي أن التوانسة الحاليين ليسوا بالسهولة المتوقعة ولا التجانس المأمول، ناهيك عن أن انفتاحهم على بعضهم يكاد يكون حلما ينتظر التحقيق.
كاتب تونسي   (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 3 أوت  2006)

 

علماء وشيوخ الزيتونة يستهجنون ‘مزاعم وافتراءات’ حول تونس

  تونس الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي يُتلى فيها القرآن الكريم ليلاً نهارًا بدون انقطاع في رحاب جامع الزيتونة.

ميدل ايست اونلاين تونس – خاص

استهجنت مجموعة من كبار علماء الإسلام في تونس وشيوخ الزيتونة « الأباطيل والافتراءات » التي وردت في نص في شكل « نداء » يشكك في مدى رعاية تونس للإسلام وتم توزيعه مؤخرا على الانترنت. وأكد في هذا السياق ستة من كبار علماء وشيوخ جامعة الزيتونة أن ما ورد في النداء المذكور إنما « يعكس جهل أصحابه بتاريخ تونس، فكأنهُم يتحدّثون عن بلدٍ غيْرها لا حضارةَ له، ولا اعتصام فيه بالهويّة، وعن شعبٍ نآى عن عقيدته أو تناساها ». وشددوا على أن « النداء » لا يعبر إلا عن « هوى أصحابه وجهلهم ». وتساءل شيوخ الزيتونة: « من مكّن هؤلاء من حقّ التزيّن بصفة ‘العلماء’ دون غيرهم من المسلمين؟ وهل تنطبق عليهم فعلاً هذه الصّفة؟ وأين هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم ‘عُلَمَاءَ للمسلمين’ من الأدب الإسلامي الرفيع، وهم الذين تنكّبوا الحقّ، وجحوده، واحتكروا حقّ تمثيل الإسلام؟ » واعتبر المشائخ التونسيون أن ما تضمنه « النداء » ليس سوى « افتراءات وادّعاءات وأباطيل حول بلدٍ مسلم أشعّ منه نور الإسلام شمالاً إلى أقاصي أوروبا، وجنوبًا إلى أعماق إفريقيا ». وأكدوا في هذا السياق انه « لا يوجد في تونس أيّ تضييق أو حظر على لباس المرأة الساتر، المحتشم » ، واعتبروا بالمقابل أن « الزيّ الطائفيّ الذي قالت بعض التيارات الإسلامويّة المتورّطة في العنف والتكفير والأعمال السريّة أنــــّه رمزٌ لها فهو دخيل وهو احتواء لا مبرّر له لأنّ مقصده لا علاقة له بالشّرع والرسول ». كما أكدوا « ان تونس ماضية في تجسيد شرع الله وحدوده بلباس أهله المتوارث جيلاً بعد جيل، ولا إشكاليّة لدينا من اللباس الساتر » معربين عن استغرابهم من ان الموقعين عن « النداء » المذكور « لم يستنكروا مظاهر العراء والميوعة في القنوات التلفزيّونية التي يقدّمون فيها ما يدّعون أنه علم ويفترون ». واعتبر علماء الزيتونة وشيوخها أن الموقعين على النداء « تحرّكهم أهواءٌ سياسويّة، على تونس التي لم تفتأ تؤكّد عمقَ التزامها بمبادئ الإسلام الحنيف وحرصها على إشاعة قيَمِهِ الزكيّة ». ومن جهة اخرى وصف الشيوخ ما ورد في « النداء » من مزاعم حول « إغلاق الكتاتيب » ومنع « الأمالـي » القرآنيّة « بالخبر المضحك الذي يُفنّده الواقع كليًّا ». وشددوا في هذا السياق على ان « القرآن المجيد هو أساس حضارة تونس، والرّكن الركين في ثوابتها، ويحرص التونسيون على حفظه في الصدور كما في السطور، حيث تترجمه الأرقام الدالّة على تزايد أعداد المقبلين على التعلّم في الكتاتيب التي تطوّر عددها منذ تغيير 7 نوفمبر 1987 من 378 كُتَّابا الى حوالي أَلْفَ (1000) كُتَّابٍ ». وبالتوازي مع ذلك قال علماء الزيتونة إن الإملاءات القرآنيّة تعد من الأنشطة المنظّمة في تونس التي لا مجال فيها للعشوائية والارتجال، والتي يفتخر بها في جامع الزيتونة وجامع عقبة ابن نافع بالقيروان وغيرهما من بيوت الله. واعتبروا من جهة أخرى أن ما ورد من افتراءات حول « تأميم المساجد والجوامع وتحريم التدريس فيها » هو « محض افتراء مفضوح، لا ينطلي على أي عاقل »، لا سيما و أنّ الدولة في تونس هي الراعية لشؤون الدين حيث تُخصّص ميزانية هامة لبناء المساجد والجوامع وصيانتها وتجهيزها حتى ان عددها أخذ في ازدياد من سنة إلى أخرى. أما بالنسبة لما جاء في « النداء » من افتراء حول تدنيس المصحف الشريف فقد شدد شيوخ الزيتونة وعلماؤها على « ان التونسييّن جميعًا هم أحرص النّاس على حماية المقدّسات، وعلى احترام القرآن الكريم الذي هو عصمة أمرهم ومصدر حضارتهم وقوامها » ملاحظين انه « لا يجـوز ترويج الأباطيل أو الإنصات إلى أراجيف المُبطلين، أو افتراءات من في قلوبهم مرض من المنافقين ». وبينوا ان « تونس التي تحتوي مكتبتها الوطنية على أقدم المخطوطات للمصحف الشريف، وأنفسها هي التي أذن رئيسها زين العابدين بن علي بطبع مصحف الجمهورية، لأوّل مرّة في تاريخها. كما تفخر تونس بأنـــّها الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي يُتلى فيها القرآن الكريم ليلاً نهارًا بدون انقطاع في رحاب جامع الزيتونة المعمور من قِبَلِ ثلّة من الحفظة والمقرئين الذين تحرص الدولة على الإحاطة بهم وتكريمهم في كلّ المناسبات. ورفض شيوخ الزيتونة « الانشغال » المزعوم الذي عبر عنه موقعو « النداء » ووصفوه بأنه مجرد إيهام بما لا وجود له إلاّ في مخيّلاتهم ومحض تدخّل مرفوض في شؤون بلد مسلم ينصّ الفصل الأوّل من دستوره على أنّ الإسلام هو دين الدولة ». وطالبوا الموقعين على « النداء » « أن يتّقوا الله في أنفسهم، وأن يحترموا قيم الإسلام الحنيف التي تدعو إلى الصدق وإلى التحرّي في نقل الأخبار وتجنّب التقوّل على النّاس بغير حقّ ». كما طالبوهم « بمراجعة ضمائرهم والتحرّي في أقوالهم خصوصًا وأنّ عددًا منهم نالوا شهاداتهم العلميّة المتخصّصة في العلوم الشرعية من جامعة الزيتونة ويعرفون حقّ المعرفة أنّ ما ورد في النداء الذي وقعوه هو افتراء سافه تكذّبه الحقائق، ويُفنّده تمسّك التونسييّن جميعًا بدينهم ». وشدد الشيوخ على « إنّ الإنصاف يقتضي من كلّ من ينتسب إلى الإسلام وخصوصًا من أهل العلم، أن يكون حكمهم على النّاس والوقائع نابِعًا من الحقائق الموضوعيّة وليس من افتراءات المناوئين ». وقال شيوخ الزيتونة: « إنّه من المخزي أنّ بعض ممّن ينتسبون إلى هذا البلد الأمين، يدّعون أنّهم من بريطانيا أو من فرنسا، متنصلين من أصلهم وهم المعروفون بكونهم من محترفي الإرهاب، وقد فرّوا من بلدهم تاركين العديد من ضحايا فكرهم الظلاميّ المتقلّب الذي لا علاقةَ له بالإسلام، من قريب أو من بعيد ». واختتم علماء وشيوخ الزيتونة بيانهم بالتأكيد على أن واقع الإسلام في تونس ليس في حاجة إلى شهادات من أحد، وهو واقع مشرق تعبّر عنه الأرقام والإحصائيات ويؤكّد عمق انتماء تونس الحضاريّ، وشدّة تمسّكها بالاسلام بعيدًا عن أراجيف المتقوّلين » محذرين في نفس الوقت « المنتسبين إلى صفة « علماء الإسلام » من الوقوع في كبيرةٍ من كبائر الذنوب هي قول الزور وشهادة الزور ».

 
نص بيان شيوخ الزيتونة
 
بسم الله الرّحمان الرحيم والصلاة والسلام على من اصطفاه الله رسولاً للعالمين.
روى أصحاب السنن عن رسول الله (ص) أنــــّه قال: « إنّ الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتّخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ». نتذّكر هذا الهدي المحمّدي ونحن نطالع ما يسمّى عريضة ممضاة من عدد من المنتسبين إلى العلم من المسلمين متوّجهين بها إلى الحكومة التونسيّة عكست جهل أصحابها بتاريخ تونس، فكأنــــّهُم يتحدّثون عن بلدٍ غيْرها لا حضارةَ له، ولا اعتصام فيه بالهويّة، وعن شعبٍ نآى عن عقيدته أو تناساها، والله تعالى يقول في كتابه الحكيم: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ » (الحجرات 6)، كما يقول، عزّل من قائل: « وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً »} (الإسراء 36). الوثيقة المقصودة المعبّرة عن هوى أصحابها وجهلهم عُنْوِنَ لها بأنــــّها: « نداء من علماء الإسلام إلى الحكومة التونسيّة » والسّؤال الذي لا بدّ من طرحه هو: من مكّن هؤلاء من حقّ التزيّن بصفة « العلماء » دون غيرهم من المسلمين؟ وهل تنطبق عليهم فعلاً هذه الصّفة؟ فالعالم المسلم هو وريث النبوّة، وهو الموقّع عن الله، كما يقول ابن القيّم، ويقع عليه من الواجبات والالتزامات ما لا يقع على غيره من الناس « قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ » (الزمر 9)، ومن أهمّ هذه الالتزامات: تحرّي الحقّ، والالتزام بنهج النبيّ (ص) في الدعوة والإرشاد، وتجنّب تجريح الغيـــْر أو اتّهامه باطِلاً وزورًا بما لم تثبت صِحَّتُه فلم يُرْوَ عن الرسول عليه الصلاة والسلام أن توجّه باللائمة إلى أصحابه مُسَمِّيًا إيّاهم بل كان يقول مَا بَالُ أقوامٍ يقولُون كذا وكذا، أو ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا. ولكن أين هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم « عُلَمَاءَ للمسلمين » من هذا الأدب الإسلامي الرفيع، وهم الذين تنكّبوا الحقّ، وجحوده، واحتكروا حقّ تمثيل الإسلام، وظهرَ جهلهم حتّى باللغة العربية وأساليبها في التركيب حين قالوا: « واعتداءات متعدّدة ومتكرّرة… » فالعطف بين الصفات لا يكون بالواو ! !. ثمّ إنّ هذه الفئة من مدّعي العلم يقولون إنّ الخبر تواتــر لديهم بوقوع مخالفات شرعيّة، والتواتر كما نعلم يفيد القطع لأنـــــّه نقلُ جمعٍ عن جمعٍ من أوّل الخبر إلى منتهاه بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب، فهل تواترت الأخبار فعلاً بما وقع ذكره من افتراءات وادّعاءات وأباطيل حول بلدٍ مسلم لسنا الآن إلاّ في مقام التذكير بأنّ الإسلام دخله منذ بداية القرن الأوّل للهجــــــــرة، بلد القيروان والزيتونـــــــة، ومنبت الإمــــــام سحنون وابن عرفة والعلاّمة ابن خلدون، ومدفن الصحابة أبي زمعة البلوي وأبي لبابة الأنصاري وغيرهما، البلد الذي أشعّ منه نور الإسلام شمالاً إلى أقاصي أوروبا، وجنوبًــــا إلى أعماق إفريقيا.

إنّ الأخبار التي تواترت لدى من يدّعون أنـــــّهم « عُلَماء الإسلام »، تتمثّل في: 1) الحظر للباس المرأة الشرعي، 2) إغلاق الكتاتيب ومنع الأمالي القرآنيــــّة، 3) تأميم المساجد والجوامع وتحريم التدريس فيها، 4) تدنيس المصحف الشريف.

ففيما يتعلّق بالعنصر الأوّل، لا يوجد في تونس أيّ تضييق أو حظر على لباس المرأة الساتر، المحتشم، إذ أنّ تغطية الرأس حسب تقاليد البلد وعاداته وموروثاته أمرٌ مُرَغَّبٌ فيه لأنّه عنوان للأدب والعفّة والاحتشام، وهو أيضا أمرٌ تعارفت العائلات التونسيّة على احترامه في ظلّ وفائها لهويتها المتأصّلة، أمّا الزيّ الطائفيّ الذي قالت بعض التيارات الإسلامويّة المتورّطة في العنف والتكفير والأعمال السريّة أنــــّه رمزٌ لها فهو دخيلٌ وهو احتواء لا مبرّر له لأنّ مقصده لا علاقة له بالشّرع والرسول (ص) يقول: « إنــّما الأعمال بالنيّات وإنـّما لكلّ امرئٍ ما نوى ». وقد ثبت، تاريخيـــًّا، أنّ ممارسات هؤلاء المتطرّفين المتستّرين بالدين قد أدّت، في ظرفٍ وَلّى وانتهى ولله المنّة والفضل، إلى أن تكفِّرَ فئةً أخرى وتَحكم عليها بالضلال. وما المانع في احترام خصوصيّات البلدان الثقافيّة والحضاريّة خصوصًا وأنّ الإسلام الحنيف جاء لتحقيق مصالح العباد، وأقرّ مبدأ « العادة محكّمة » التي يقول فيها أحد علماء أصول الفقه المعاصرين: « …أن يكونُ العرفُ ضِمنَ حدود المباحات والحرّيات الشرعيّة، ولا كلامَ في هذا القسم، إذ ما من شكّ أنّ للنّاس أن يمارسوا عاداتهم وتقاليدهم، ما دامت لا تعارضُ أمرًا من أمور الشريعَة الثابتة ». وإنّ تونس ماضية في تجسيد شرع الله وحدوده بلباس أهله المتوارث جيلاً بعد جيل، ولا إشكاليّة لدينا من اللباس الساتر، والغريب أنّ « عُلماء الإسلام » لا يستنكرون مظاهر العراء والميوعة في القنوات التلفزيّة التي يقدّمون فيها ما يدّعون أنــــّه علم ويفترون، في مقابل ذلك، تحرّكهم أهواءٌ سياسويّة، على بلادنا التي لم تفتأ تؤكّد عمقَ التزامها بمبادئ الإسلام الحنيف وحرصها على إشاعة قيَمِهِ الزكيّة. والمنشور عدد 108 الذي أُشِيرَ إليه مثلما يستنكر اللباس الطائفي الغريب عن مجتمعنا فإنـــّه ينصّ كذلك على نبذ اللباس الخليع الفاضح الذي لا علاقة له بتقاليدنا وثقافتنا. وفي هـــــذا المجال يقـــول سيـــادة الرئيــــس زين العابدين بن علي في خطابٍ ألقاه يوم 25 جويلية 2005: « إنّنا في تونس البلد العريق في الحضارة العربيّة الإسلاميّة، نصونُ عاداتنا وتقاليدنا ونعتزّ بكلّ ما هو منها بما في ذلك اللباس المحتشم المعهود في مدننا وأريافنا ولا احتراز أو رفض لدينا إلاّ للباس الوارد عليها من الخارج والذي يُرمَز به إلى انتماءٍ سياسيّ مُعيّن ». ومن جهة أخرى قال مَن نصّبوا أنفسهم « عُلَماء الإسلام » إنــــّه تواتر لديهم: « إغلاق الكتاتيب » ومنع « الأمالـي » القرآنيّة. ولا ندري حقيقة مصدَر هذا الخبر المضحك الذي يُفنّده الواقع كليًّا ، فالقرآن المجيد هو أساس حضارتنا، والرّكن الركين في ثوابتنا، وحرصُ التونسيين على حفظه في الصدور كما في السطور، تترجمه الأرقام الدالّة على تزايد أعداد المقبلين على التعلّم في الكتاتيب التي تطوّر عددها منذ فجر التغيير المبارك الذي شهدته تونس في السابع من نوفمبر 1987. فقد كان عددها 378 كُــــتَّابا ثمّ بلغ عددها الآن حوالي أَلـــْفَ (1000) كُـــتَّابٍ، يتلقّى فيها الأطفال فضلاً، عن كلام الله وتعلّم أدائه مبادئ الحساب والقراءة والتربية الحسيّة والحركيّة والذهنيّة بما ينشئهم معتزّين بدينهم قادرين على الأخذ بأسباب العلوم والمعارف في أفضل الظروف ووفق أنجع الطرائق التـــّربوية الحديثة. وقد سعت الدولة إلى تشجيع المشرفين على هذه الكتاتيب، وعدد هامّ منهم من حاملي الأستاذيّة في العلوم الإسلاميّة من جامعة الزيتونة، وذلك من خلال حفزهم على استعمال الإعلاميّة ومختلف الوسائط الحديثة، ولم تقم الجهات المسؤولة البتّة بغلق أيّ كُــــتّاب أو مدرسة قرآنيّة بل إنّ السعي حثيث إلى أن يتطوّر عدد هذه الفضاءات لتبلغ 1500 كُـــتّابٍ سنة 2009 ولتسهِمَ بفاعليّة في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم مبادئ الدين الحنيف للنّاشئة التونسية. أمّا الإملاءات القرآنيّة فإنــــّها من الأنشطة المنظّمة في تونس لا مجال فيها للعشوائية والارتجال، ونحن نفخر بها في جامع الزيتونة المعمور وجامع عقبة ابن نافع بالقيروان وغيرهما من بيوت الله. وقد تمّ في هذا المجال حفز الجمعيات القرآنية المنتشرة في كلّ المدن والقرى على تنظيم هذه الأنشطة بإشراف شيوخ متخصّصين في القراءات وحُفَّاظٍ متمرّسين. المتواتر الثالث في سلّة أخبار « عُلَماء الإسلام » لا يقلّ غرابة وبعدًا عن الواقع من سابقيْه. وهو المتمثّل في « تأميم المساجد والجوامع » ولا تدعو الحاجة حقًّا إلى التأكيد على أنّ هذا الخبر محض افتراء مفضوح، لا ينطلي على أي عاقل. فلقد أعلن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي منذ بداية التغيير أنّ الدولة هي الراعية لشؤون الدين والقائمة على توفير الظروف الماديّة والمعنويّة ليتمكّن التونسيّون والتونسيات من أداء عباداتهم في أحسن الظروف. ومن أجل ذلك تُخصّص الدولة ميزانية محترمة لبناء المساجد والجوامع وتعهّدها وصيانتها وتجهيزها. وعددها آخذ في الازدياد بصفة غير مسبوقة من سنةٍ إلى أخرى، وتقوم فيها نخبة نيّرة من الأئمّة الذين يجمعون بين عمق المعرفة الدينية، والوعي بمشاغل المجتمع بتقديم خطاب دينـيّ رشيد، مستنير، يختارون مضامينه دون أيّ تدخّل من أيـــّة جهة، وذلك في دروسهم الدينيّة وفي خطبهم الجمعيّة. الأمر الرابع: ادّعاء تدنيس المصحف الشريف في تونس، وكأنّ هؤلاء يتحدثّون عن بلدٍ غير مسلم. إنّ التونسييّن جميعًا هم أحرص النّاس على حماية المقدّسات، وعلى احترام القرآن الكريم الذي هو عصمة أمرهم ومصدر حضارتــــهم وقوامها، ولا يجـــــوز ترويــــــج الأباطيــــل أو الإنصات إلى أراجيف المُبطلين، أو الافتراءات من في قلوبهم مرض من المنافقين، فتونس التي تحتوي مكتبتها الوطنية على أقدم المخطوطات للمصحف الشريف، وأنفسها هي التي أذن رئيسها زين العابدين بن علي بطبع مصحف الجمهورية، لأوّل مرّة في تاريخها، من قِبَلِ الدولة. وهي تشارك في كلّ المسابقات القرآنية الدوليّة التي تُنَظّم في العالم الإسلامي، وتستقبل سنويـــــًّا مشاركين في مسابقتها الدوليّة لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره يتطوّر عددهم من سنة إلى أخرى، لا تتلقّى دروسًا من أحد، بل إنــــّها تعوّل على كفاءاتها وعلمائها لتصحيح مَا يُلاَحَظُ أحيانًا من أخطاء في رسم مصاحف تُنشر في بعض دول العالم الإسلامي، وتنبّه إلى ضرورة إصلاحها في إطار عمل لجنة متخصّصة تعنى بالمصاحف تمّ بعثها منذ سنة 1988، كما تفخر تونس بأنـــّها الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي يُتلى فيها القرآن الكريم ليلاً نهارًا بدون انقطاع في رحاب جامع الزيتونة المعمور من قِبَلِ ثلّة من الحفظة والمقرئين الذين تحرص الدولة على الإحاطة بهم وتكريمهم في كلّ المناسبات. إنّ ما عبّر عنه موقّعو « العريضة » من « انشغال » لا يعدو أن يكون مجرّد إيهام بما لا وجود له إلاّ في مخيّلاتهم ومحض تدخّل مرفوض في شؤون بلد مسلم ينصّ الفصل الأوّل من دستوره على أنّ الإسلام هو دين الدولة. وعلى هؤلاء الذين يدّعون أنـــّهم « عُلَماء الإسلام » أن يتّقوا الله في أنفسهم، وأن يحترموا قيم الإسلام الحنيف التي تدعو إلى الصدق وإلى التحرّي في نقل الأخبار وتجنّب التقوّل على النّاس بغير حقّ، يقول الله تعالى: « وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ » (النور 16-17). كما أنّ المدَّعين مدعوّون إلى مراجعة ضمائرهم والتحرّي في أقوالهم خصوصًا وأنّ عددًا منهم نالوا شهاداتهم العلميّة المتخصّصة في العلوم الشرعية من جامعة الزيتونة ويعرفون حقّ المعرفة أنّ ما ورد في الورقة التي أمضوها هو افتراء سافه تكذّبه الحقائق، ويُفنّده تمسّك التونسييّن جميعًا بدينهم. وإنــــّه من المخزي، حقًّا، أنّ بعض هؤلاء ممّن ينتسبون إلى هذا البلد الأمين، يدّعون أنــــّهم من بريطانيا أو من فرنسا، متنصلين من أصلهم وهم المعروفون بكونهم من محترفي الإرهاب، وقد فرّوا من بلدهم تاركين العديد من ضحايا فكرهم الظلاميّ المتقلّب الذي لا علاقةَ له بالإسلام، من قريب أو من بعيد. إنّ الإنصاف يقتضي من كلّ من ينتسب إلى الإسلام وخصوصًا من أهل العلم، أن يكون حكمهم على النّاس والوقائع نابِعًا من الحقائق الموضوعيّة وليس من افتراءات المناوئين، وإنّ واقع الإسلام في تونس ليس في حاجة إلى شهادات من أحد، وهو واقع مشرق تعبّر عنه الأرقام والإحصائيات ويؤكّد عمق انتمائنا الحضاريّ، وشدّة تمسّكنا بديننا بعيدًا عن أراجيف المتقوّلين، ولْيحذر المنتسبون إلى صفة « علماء الإسلام » من الوقوع في كبيرةٍ من كبائر الذنوب هي قول الزور وشهادة الزور لقوله صلّى الله عليه وسلّم في النهي عن الزّور والبهتان: « يا أيــــُّهَا النــــّاس عدلت شهادةُ الزور إشراكًا بالله، ثمّ قرأ « فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور »، ولقوله أيضًا « أنهاكم عن الزور » وفي رواية « عن قول الزور » أي الكذب والبهتان.

التوقيع: ـ الدكتور محمد جمال: أستاذ بجامعة الزيتونة. ـ الدكتور عبد القادر النفاتي: أستاذ بجامعة الزيتونة. ـ الأستاذ محسن التميمي:عضو المجلس الإسلامي الأعلى والكاتب العام لرابطة الجمعيات القرآنية والإمام الأول بجامع عقبة بالقيروان. ـ الأستاذ الدكتور العروسي الميزوري: عضو المجلس الإسلامي الأعلى وعميد المعهد الأعلى لأصول الدين بجامعة الزيتونة. ـ الدكتور الصادق الحلوي: أستاذ بجامعة الزيتونة. ـ الأستاذ الدكتور محمد العربي بوعزيزي: أستاذ جامعي وعضو المجلس الإسلامي الأعلى ومدير المعهد الأعلى للشريعة.

(المصدر: موقع ميدل ايست اونلاين5 أوت 2006 )


الشباب التونسي والجنس ..وعي جديد أم عودة « التابوهات ».. !
 
  »نحن بنات عائلات محترمة لا دخل لنا في مواضيع الجنس المخلّة بالأخلاق ولا نقبل أن يقلل أحد من احترامنا فيحدثنا فيها »، كذا اتفقت ثلاث فتيات على الإجابة عن أسئلتنا بشأن رأيهنّ في موضوع الشباب والجنس اليوم، فهل يمكن أن نقبل بهذا ونمضي ؟ ربّما يخال البعض أن تطوّر المجتمع التونسي وتعرّضه للمؤثرات المتعاظمة لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة قد أزاح الستار الحديدي الذي جعل هذه القضية في زمن مضى من  »التابوهات » أي المسكوت عنها اجتماعيّا، خاصة أنّ هناك وعيا جديدا بدأ يرتسم لدى بعض شبابنا حسب ما أفادت به بعض الدراسات. كما أنّ التحوّلات التي شهدها المجتمع التونسي خلال العقدين الماضيين وحتى الظاهرة منها للعيان مثل مسألة اللباس أو حتى التمثلات الجمعية للدور الجديد للمرأة في المجتمع الاستهلاكي قد توحي بزوال معظم تلك المقدسات الذهنية، غير أنّ الرفض الاستنكاري لبعض فتياتنا لمجرّد الخوض في موضوع كيفيّة تعامل شبابنا مع الجنس يدفع إلى تجاوز الآراء المسبقة. في هذا التحقيق ندعوكم لجولة في عالم تتقاطع فيه المتعة مع الممنوع… كثيرا ما اعتبرت مرحلة الشباب، في أدبيات علماء النفس الاجتماعي، مرحلة تحوّل مفصلي من عالم الطفولة إلى عالم الكبار. ولئن كانت هذه المرحلة العمرية تشوبها الحركة والتغيير الجذري والميل غالبا إلى خوض تجارب جديدة والرغبة في تأكيد الذات، فإنها تشهد لدى الكثير من الشباب اضطرابا وعدم استقرار، بالإضافة إلى التوتّر والقلق الوجداني. ولذلك قد ترى الشاب يسعى بكل جهد إلى تحقيق استقلاليته عن أسرته ومجتمعه. بعضهن تربط الجنس بثنائية الحلال والحرام من جهة، والعذرية من جهة أخرى كما هو حال أميرة فتاة العشرين. هي طالبة جامعية تظهر عليها علامات الفطنة والرصانة. الجنس كلمة تحمرّ وجنتاها الصغيرتان حين تسمعها وينحني لها رأسها خجلا… هو كذلك موضوع لا ينبغي الحديث فيه خاصة في البيت أو مع الأصحاب لاسيما الذكور منهم، فذاك مدعاة للإهانة وخدش لأخلاقها.. وهذا ما يدفع أميرة إلى الانصراف عن المجموعة إذا ما انقلبت  »المواضيع الجدية » إلى موضوع عن الجنس لأنه  »يقلّل من الاحترام’.  »الجنس عندي مسألة محرّمة لا نقاش فيها، فمنذ صغري تعلّمت من والدتي أن الجنس خارج الزواج يفقد البنت كنزها الثمين الذي يعتبر هدية تهبها المرأة لزوجها ليلة الزفاف وأنا لا أوافق الفتاة المخطوبة التي تمارس الجنس مع خطيبها. كما اعتبر ممارستهما اقترابا من الحيوانية لأنها خارج إطار الشرع وأرى أنّ الخطيب الذي يفكر في الجنس قبل الزواج حتى إن كان عن حبّ لا يحترم خطيبته.. ذلك أنّ كل شيء عندما يكون في وقته المناسب وفي شرعيته التامة يكون حلوا ومبعثا للراحة لأن الجنس يجب أن يكون مؤطّرا ولا يكون على الهامش لأنه في إطاره متعة ومبعث للسعادة والفرحة. وبالنسبة إليّ مثلا لا أتحدّث مع خطيبي عن الجنس، حتى مجرد تلفظ الكلمة أرفضه لأنها سوقية في حين أفضّل تعويضها بكلمة حب، فهناك بون شاسع بين الحب والجنس فالأول عاطفة مقدّسة ومسموح بها خارج إطار الزواج، أما الثاني أي الجنس فهو خطأ فادح تكون الفتاة وحدها مسؤولة عنه في حالة وقوعه » العذريّة والمغامرة في الاتجاه ذاته روت لنا ريم وهي تلميذة تجري مناظرة الباكالوريا العام المقبل أن والدتها كثيرا ما حدّثتها عن مسألة العذرية ».. حذّرتني من المغامرة العابثة بفقدانها، أمّا مع صديقاتي في المعهد فليس لنا باع كبير في هذا الموضوع وبالتالي لا نتحاور بشأنه كثيرا. وبالنسبة إلى بعض الفتيات في الجامعة واللاتي يُعرفن بممارستهن تلك فإنني أرفض قطعيا التحدث إليهن خوفا على سمعتي خاصة أن الكثير من الفتيات في الجامعة هنّ من هذا النوع ». ولئن كشفت الشهادات الحية عن انكماش بعض هؤلاء الشباب على أنفسهم ورفضهم القطعي أو تحرّجهم من الحديث عن الجنس، فإن بحثا ميدانيا قام به الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري تناول محور الشباب التونسي والحياة الجنسية أظهر أنّ عيّنة من 2600 شابة وشابّ تمّ استجوابهم يعتبرون في معظمهم أنّ الخوض في الحياة الجنسية لم يعُد اليوم أمرا محظورا، وأبرز البحث أن الشباب الذين يتمتعون بمستوى دراسي عال نسبيا يعبّرون عن آرائهم عن الجنس بأريحية أكثر من غيرهم وذلك بنسبة تبلغ 61 % من الطالبات ومن ذوات التعليم الثانوي ونسبة 71 % من الطلبة ونسبة 59 % من ذوي مستوى التعليم الابتدائي. والملاحظ أن هذه الأرقام تخص الأشخاص الذين لا يجعلون من الجنس أولى اهتماماتهم، وهي كذلك نسب ترتفع كلما تقدّمنا في مستوى الانتماء الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي. هذا التنوّع في الانطباعات التي تصل إلى حدّ التناقض أضحى أمرا يدلّ على التنوّع في المجتمع التونسي بصفة عامة وعلى أن المسائل التي تخص الإنسان لا تخضع لقاعدة علمية ولا يمكن تنميطها. فلئن كان الجنس عند أصحاب الشهادات يبدو للمرة الأولى مصدرا لخرق العادات والتقاليد ودليلا على سوء نية الطرف المقابل، فإن 68 % من الشباب المستجوب في الدراسة المذكورة يعتبر أن الحياة الجنسية أمر هامّ و14 % منهم يرونها أمرا هاما جدّا مقابل 18 % من الذين لا يرون لها أهمية. فالجنس مثلما يبدو من خلال شهادات بعض الشبان مقدس وممارسة تأتي لتكمل التوافق العاطفي، في حين اعتبره 24 % من الشباب حاجة وضرورة، غير أن 8 % منهم يرون أنه أمر لا قيمة له ولا معنى. في قلب الحـدث… يقودنا هذا التفاوت في تقدير الشباب التونسي لأهميّة الجنس إلى مسألة المصادر التي يعتمدونها في تحصيل ثقافتهم الجنسيّة، ذلك أنّ تحديد رؤية الشباب إلى هذه المسألة ترتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة الاجتماعيّة التي نشؤوا فيها باعتبارها المحدّد إجمالا للمصادر التي استقوا منها معلوماتهم بشأن الجنس. وتفيد إحصائيات الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أنّ نسبة الشباب الذين يلتجئون إلى المحيط العائلي والاجتماعي في محاولة إيجاد إجابات لشواغلهم الجنسية تتراوح بين 35 و43 % وتتفاوت حسب الجهات… بعض الأمهات لا يعرن اهتماما لتلك الإحصائيات المخبرية، بل منهن من يحرصن على أن تكون الكلمة الأولى لهن في أول درس لأبنائهن في الجنس ومشمولاته..  »آسيا » سيدة لم تتجاوز عقدها الرابع من العمر، فلا تخال وأنت ترى شكلها ومظهرها الخارجي أن لها بنتين في سن الخطوبة، عملها كسكرتيرة عند أخصائي في أمراض النساء والتوليد يمكّنها من معرفة المشاكل التي يتعرض لها الشباب في بداية حياتهم الجنسية كما يجعلها تتحدث عن هذا الموضوع بكلّ أريحية، فهي مثلما تقول ضاحكة  »أنا في قلب الحدث »، هي من الأمهات اللاتي لا يجدن حرجا في أن يكسرن الحاجز المتين الذي تشيّده النواميس الاجتماعية حول موضوع الجنس، فهي لا تتوانى عن بثّ المعلومة إلى صغارها وإسداء النصيحة في عصر تساهم فيه عوامل عديدة لترسم في الأذهان صورة نمطيّة عن الجنس.. تقول  »إن وسائل الإعلام وخاصة منها الفضائيات بما تتضمنه من أفلام ومسلسلات تبيح أمورا خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا ولكونها تُعرض بطريقة تشدّ انتباه الشباب التونسي وتقدم أمورا أراها تتلف عقولهم وتفسدها، تراني في بعض الحالات اضطرّ إلى التوغل في الحديث عن الجنس مع أبنائي، ولا أجد حرجا في الإجابة عن أي سؤال يطرحه علي فرد منهم وفي أحيان كثيرة أمرّر أفكارا عن هذا الموضوع دون أن أكون قد سئلت عنها ». وتضيف محدثتنا بثقة  »أنا أفضل أن أكون مصدر معرفة بناتي بخفايا هذه الأمور على أن يعرفن ذلك من صديقاتهنّ ممّن لا خبرة أو معرفة لديهن بالأمر حتى لا تمرّر إليهن معلومة قد تؤدي إلى خلل في تربيتهنّ الجنسية والذوقية. وهذا الذي يجعلني أعمل جاهدة على حماية أبنائي من الأساليب المبتذلة التي يتمّ تمريرها في الأفلام أو في ما يروّج من أحاديث الأصدقاء المراهقين عن الجنس والمغامرات المرتبطة به والتي قد تؤدي بالبعض إلى السقوط في منعرجات لا يعلمها إلاّ الله ». ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أنّ الشباب قد أوجدوا لأنفسهم مصادر أخرى للتثقيف الجنسي بعيدا عن العائلة، إذ تُمثّل وسائل الإعلام حسب ما جاء في الدراسة المذكورة نحو 44 % من مصادر المعلومات الرئيسية حول موضوع الجنس بالنسبة للشباب بينما يبلغ دور الوسط العائلي حوالي 25%. قلّما واجهتنا امرأة تتحدّث عن موضوع الشباب والجنس بمثل هذه الأريحية والمعرفة والثقة في ما تقول وتفعل، إذ أضافت آسيا قائلة :  »حين أتحدث عن الجنس مع أبنائي، أضع في اعتباري أن لا فرق بين الجنسين في التثقيف الجنسي، فقبل أن يأتي سن البلوغ تراني أحرص على أن أفسر لأبنائي التغيرات الفيزيولوجية التي ستطرأ على أجسادهم ذكورا كانوا أو إناثا كي لا يستغربوا في ما بعد حصول ذلك وكي لا يتعرضوا إلى  »صدمة » نفسية فتكون مراهقتهم مضطربة تتخللها أزمات تفرز كهلا مضطربا ومعقدا، غير أني أقوم بتثقيف أبنائي ثقافة جنسية أراعي فيها السن لأنه وحده الذي يحدّد زوايا الحديث عن الجنس. وأحاول في كلّ مرة تقديم الجنس في أحسن صورة من منطلق إيماني أن له سرا خاصا في خلق علاقات متوازنة وبثّ التفاهم. فهو يأتي ليكمل بالضرورة عاطفة الحب. فالجنس -حسب اعتقادي- يجب أن يقدّم للأبناء على أساس أنه شيء مقدس، فهو مصدر وجودهم في الحياة وليس أمرا مبتذلا أو خارجا عن الأخلاق وهنا عليّ أن أوضح أنني أتحدّث عن الجنس داخل إطاره الشرعي ». نمط الحياة تغيّر، والعادات والتقاليد لم تكن تسمح للأم في الماضي بأن تتصرّف مع أبنائها مثلما تفعل السيدة آسيا اليوم. وهي تقول في هذا السياق :  »بالنسبة إليّ لم تكن هذه المواضيع تطرح في صغري أصلا، إذ كانت موضوعا محرّما لا نتحدث بشأنه وإنما نمارسه فقط ليلة الزفاف. لذلك فإني أحاول سدّ الثغرات التي كانت تميّز علاقتي بوالدتي حتى أبني علاقة متينة بيني وبين أطفالي. كل الأشياء التي كنت أتمناها ولا تلبيها أمي جعلتها مواضيع حديث ونقاش بيني وبين أبنائي. ولكن في بعض الحالات -وهذا ما أريد الإلحاح عليه- إن المعلومة التي نقدمها لأبنائنا اليوم لا تفحمهم وإنما تفتح شهيتهم على ما هو أكثر وأعمق ». الجنس هو العذرية… من البديهي أن تبقى هذه الاستنتاجات رهينة التنشئة الاجتماعية التي نشأ عليها الشباب، فمثلا مريم، وهي الآن في عقدها الثالث، فتاة مثقفة تختزل صورة الفتاة التونسية الناضجة والجدية عملا وسلوكا، تحدثنا عن موضوع الجنس. بعيدا عن نواميس المجتمع  »لا نتحدث في عائلتي عن الجنس بصفة مباشرة ومن منطلق حدث أو تجربة ذاتية وإنما نضعه على المحك عندما يكون متصلا بمشكل أو حدث إعلامي من ذلك مثلا البرامج التحسيسية حول مرض  »السيدا ». في هذا المجال يتّسع الحديث عن الجنس خاصة من طرف والدتي، فيكون الحدث الإعلامي وسيلة تمرّر بها والدتي اقتراحاتها وملاحظاتها حول الأمر وتجعلنا مستهدفين نحن البنات في المنزل بطريقة غير مباشرة بتلك الملاحظات مثلما يقول المثل الشعبي  »الكلام على خويا والمعنى على جاري » وقد تربط مسائل متعلقة بالجنس بالدراسة مثل الحمل غير المرغوب فيه أو  »السيدا » لتستغرب وتلعن الشباب الذي لا يطبق -حسب رأيها- ما يدرسه في العلوم الطبيعية ». بدأت الحاجة نعيمة حديثها معنا بطلب الستر من الله  »كنا وإلى الآن لا نحكي في هذا الموضوع، ولا نعرف الجنس إلا قبل أيام معدودات من الزواج. إذ كانت مهمة التوعية الجنسية موكولة إلى  »الحنانة » التي تقدم لنا في احتشام كبير بعضا من خبرتها التي تتصل خاصة بمسألة نظافة جسد المرأة وحسن معاملتها مع زوجها وخاصة طاعته ». تواصل محدثتنا :  »أتذكر شخصيا أن إحدى قريباتي توّلت من خلال تجربتها الشخصية المهمة معي ليلة الزفاف دون أن تدخل في التفاصيل لأن الحديث عن ممارسة جنسية شخصية يعتبر حراما كذلك كان الخجل يمنعني من سماع الكثير عن الأمر. ولما رزقني الله بنتين كان حديثي موجها خاصة إلى نصحهما بالانتباه وأن يفعلا ما يحلو لهما إلا منطقة واحدة محرمة ولا يجب تخطيها، فالفتاة إذا ما فقدت يوما عذريتها فإن عمرها قد انتهى »… هكذا تلخص الحاجة نعيمة الجنس في كلمة عذرية، ففي فقدان البنت عذريّتها تحدث الكارثة، بل الموت المعنوي بالنسبة إلى الفتاة.. استنكرت غاضبةً وعلى سماتها علامات الانفعال الشديد ما تراه من  »فتيات هذا الجيل » ففي رأيها  »فتيات اليوم يصل بهن الجهل إلى حد الكفر ومشاركة الله في تحديد المصير وكتابة القضاء والقدر، فمن مغامرة طائشة أو علاقة حبّ قد تكون عابرة أو علاقة خطوبة تبيح الفتاة لنفسها تسليم جسدها وهدر عذريتها من أجل خطيبها بتعلة أنهما في طريق مآله الزواج »… وهنا تواصل الحاجة كلامها مستغربة  »من منّا يضمن لنفسه شيئا؟ من أدراهن بالمستقبل وهل أنهن سيتزوجن من أقمن معه تلك العلاقات؟ »… وتسترسل محدثتنا في حديثها وتساؤلاتها في الاتجاه نفسه  »لماذا يسقطن أنفسهن في دهاليز من الآلام نهايتها تشرّدهن وتشرّد أطفال أبرياء يملؤون المستشفيات وديار الرضّع ؟. لا أنكر وجود الممارسات الجنسية في جيلنا، لكن الأمر كان مغايرا تماما… كل شيء في جيلنا كان  »بمرونة » أما اليوم فالأمر مستفحل وحتى البنت  »النظيفة » لا تلاقي احتراما كبيرا وإنما تنعت بالمتخلفة والمعقّدة بل والمريضة نفسيا »… وتضيف السيدة نعيمة بكل سخط ولوم وتحسر  »بصراحة الفتيات في تونس تجاوزن كل حدود الدين والأخلاق واللياقة، يتعاطين الجنس بكثرة حديثا وممارسة. قد أُخذت بنات العائلات بذنب البنات الأخريات، الله يهديهن، إذ حطّمن أنفسهن وحطّمن الشريفات. فمن أجل الماديات، تبيع بعضهن جسدها والأدهى والأمر أنهن يعتبرنه مصدر عيش، بئس عيش يكون مقابله شرف بنت وشرف عائلة بأكملها. لذلك أدعو المعنيين بالأمر إن كانوا سلطة قرار أو أولياء أو وسائل إعلام أن يتشدّدوا في الحرص والعقاب ليكفوا عنّا هذا التسيّب الفاضح في الطريق العام ». أحيانا تشعر بأنك تتحدث مع شخص واحد مع أنّك تحدثت في الموضوع نفسه مع العديد. السيدة أمينة مدرّسة في التعليم الابتدائي شارفت على العقد الخامس من العمر وتتشبث بالموقف المحافظ نفسه للحاجة نعيمة، تقول :  »أنا لست ضدّ تحرّر المرأة. بالعكس بعض النساء اليوم نفتخر بمستواهن التعليمي والفكري ولكنني أتحدث عمّن جرفهنّ تيار الغرب ونسين أننا في مجتمع عربي إسلامي له موازينه وخصوصيته، مما جعل الشبان يفقدون الثقة في بنات بلدنا وبالتالي يضربون عن الزواج لذلك أناشد كلّ فتاة ألا تفرّط في شرفها وألا تتساوى مع الرجل في الركض وراء النزوات، فالرجل لا يخسر مطلقا بل هي الخاسرة وحدها »… سنة أولى جنــسا… التجربة الجنسية الأولى لها حكاياتها وأسرارها. عدد من الشباب الذين تحادثنا معهم حاولوا إنكارها أصلا، ولكن في كلّ الأحيان تناقضت التقييمات لهذه التجربة التي بدت للبعض استثنائية نفيسة وللبعض الآخر مؤلمة بطعم الحنظل.. روت لنا سامية بعض تفاصيل تجربتها الأولى، فقالت :  »في العشرين من عمري تقريبا، كان لي أول موعد مع الجنس، أتذكر أني وقتها كنت في قمّة السعادة وفخورة بتجربتي الجنسية الأولى ولا أخفي سرّا أني إلى الآن أحتفظ بنفس الشعور، ولم أندم على ذلك مطلقا بالعكس أنا فرحة لأني وهبت نفسي لمن أحب، كنت أعرفه طيلة سنة كاملة وكنا نتحدث في كل شيء، من ضمن تلك الأشياء كان الجنس موضوعنا كنت طالبة جامعية وكان يكبرني بالكثير الكثير، كان الجنس بالنسبة إلينا موضوعا كسائر المواضيع الاجتماعية والنفسية، وقد فكّرت كثيرا قبل  »الهدية » وفكرنا أكثر. وبعد تردّد دام طويلا وجدتني على اقتناع تام لأهبه عذريتي وأصير امرأة على يديه وخاصة بعد إعجابي الشديد به وثقتي المتناهية فيه. وحسب تجربتي الشخصية، فإن الثقة والإعجاب هما شرطان مهمّان أضف إلى ذلك ضرورة وجود مرحلتين ينبغي المرور بهما وهما الاقتناع الأولي العقلي ثم الاقتناع الفعلي بالممارسة. وفي حضور هذين العنصرين يمكن للفتاة أن تعيش اللحظة قبلها وبعدها في سلم نفسي. العذرية موضوع غير مطروح في عائلتي، لأنّ الأمر يعتبر مسألة شخصية كذلك الجسد هو ملك فردي لا سلطان للغير عليه. كما أنني لم أتربّ على أن العذرية تعتبر مشكلة في حال فقدانها. لذلك كنت مرتاحة البال ليس لي هاجس الخوف من الخسارة ». وعلى خلاف تجربة سامية، فإنه غالبا ما تكون التجربة الأولى لدى الشباب مجرد إرضاء فضول وبحث عن تجربة لم يتم خوضها سابقا، فالشاب قد يتعرض فيها إلى صعوبات ومشاكل ناتجة عن قلة الخبرة وعن رغبة مندفعة في الوصول إلى أقصى حدّ من إرضاء الشهوة. أما الفتيات فهن غالبا لا يحققن في تلك التجربة متعة كاملة حتى في حضور ممارسة مبنية على الحبّ لأنها في مرحلة اكتشاف لجسدها ورغبتها في أن يكون ذلك بالتدرّج. وفي حين يرى بعض شبابنا في أول علاقة جنسية متعة ولذة فإن البعض الآخر يعتبرها مصدر قلق وخيبة أمل ووخز الضمير. كما تعتبر هذه التجربة الأولى في نظر الأخصائيين هامة جدا لأنها ستشكل الحياة الجنسية للكهل مستقبلا بما يدعو إلى الإحاطة بالمراهق كي يعيش التجربة الأولى بطريقة لا تؤثر فيه نفسيا مستقبلا. إحدى الفتيات التي طلبت منا عدم ذكر اسمها أو ربما تكون قد أمدّتنا باسم خاطئ تحدثت عن تجربتها الأولى وقالت إنها لا تتذكر منها سوى شذرات من ألم :  »كل ما أتذكره أن الخوف كان يمزّق أحشائي والشك كاد يقتلني وقتها… كان شكّا في كل شيء وفي لا شيء وبعدها استسلمت إلى الألم الجسدي والنفسي »… الفتيات في هذه التجربة الأولى قلّما يشعرن بالمتعة خلافا للشبان. ذلك أن الجنس بالنسبة للفتيان يمثل وسيلة للتعبير ولإظهار مدى قوّتهم ومكانتهم وخاصة مدى قدرتهم على التحرّر من رقابة الأهل، في حين تعتبر هذه التجربة بالنسبة إلى الفتيات مصدر ألم وانتقال من عالم براءة  »الطفولة » إلى عالم النساء… تلك هي التجربة الأولى يخوضها الشباب التونسي -حسب إحصائيات الدراسة المذكورة أعلاه- في السن المتراوحة بين 16 و17 سنة بالنسبة إلى التجارب الجنسية السطحية و18 سنة بالنسبة للممارسة الجنسية الكاملة. وحتى في هذا الخصوص فإنّ ما يلاحظ أن العلاقات السطحية لا تعدّ مصدر خوف بالنسبة إلى شبابنا، حتى أنّ نسبة هامّة منهم لا تستعمل وسائل الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، إذ أن 47 % من الشباب يعتقدون أن الوسائل الوقائية ضارة بالصحة، وهذا موضوع آخر يستوجب أكثر من مراجعة لمدى جدوى الحملات التحسيسيّة. بقي أن نشير إلى أن 3 % من الفتيان لا يحدّد سن التجربة الجنسية الأولى، في حين أنّ 9 % من الفتيات يتذكرن سنّهن في تلك المرحلة. وهذا في الواقع قد يسلّط بعض الضوء على اختلاف تمثلات الجنسين لمسألة رؤيتهما للجنس والتعامل معه واستبطان ما يمكن نسيانه أو السكوت عنه… المعوق والجنس… لئن تعددت برامج تثقيف الشباب في مجال التربية الجنسيّة والصحّة الإنجابيّة، فإنّها لم تستهدف الشباب المعوق ومنه الأصمّ رغم أنّ هذه الفئة تمثّل 70% من مجموع14 ألف أصمّ من مختلف الأعمار. إذ بالإضافة إلى إعاقة صمتهم فإنّهم يجدون أنفسهم أمام صمت وسائل الإعلام الجماهيري خاصّةمنها المرئيّة والمسموعة من جهة، وصمت المحيط الاجتماعي ووسائل الإيضاح والتثقيف التي تستهدف أغلبها الشباب  »السليم » من جهة أخرى. ولسدّ الثغرة في هذه البرامج، قام الأستاذ عبد الغني الزعزاع المختصّ في التدريب والتثقيف الموجّه للشباب الأصمّ بمبادرة هدفها تثقيف هذه الفئة الاجتماعيّة في مجال الصحّة الإنجابيّة. ورغم فقدان الوسائل الحيويّة للتواصل وهي النطق والسمع، فإنّ هذه التجربة اعتمدت على لغة الإشارات والرسم والوسائل البصريّة لتبليغ المعلومات في مجال مختلف المسائل المتعلّقة بالبلوغ والمراهقة والإنجاب والزواج والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيّا وغيرها من المواضيع التي تشغل بال الشباب بصفة عامّة ويصعب على الشاب الأصمّ إيجاد أجوبة ومعلومات حولها. السلوك الجنسي عن الشباب 3/4 المراهقين (75.8%) يعتقدون أنّ الشباب من سنّهم قد مارسوا علاقات جنسيّة وأنّ هذه الاتّصالات حسب رأيهم تتمّ في 60 من الحالات مع أطراف مختلفة وفي نصف الحالات فقط بصفة محميّة. 37.6% من المراهقين يعتقدون أنّ الذين يقولون إنّهم نشيطين جنسيّا صادقون بصفة عامّة عندما يتكلّمون عن علاقاتهم الجنسيّة. ترتيب لقد رتّب المراهقون أنفسهم وفق نفس السلّم من 0 إلى 4 كالتالي : مواكبون للعصر 3.90 متفتّحون 3.91 أصحاب مواقف توفيقيّة .3.62 – وتعتبر الفتيات أنفسهنّ أكثر مواكبة للعصر من الفتيان. – ويعتبر الفتيان أنفسهم أكثر تفتّحا من الفتيات. – يصرّح الفتيان أكثر من الفتيات أنّ لهم علاقات عاطفيّة مع صديق أو صديقة قارّة 72% مقابل 46.2% ، وتتدنّى هذه النسبة مع السنّ. العلاقات الجنسيّة بين طرفين من نفس الجنس اعتبر المراهقون العلاقة الجنسيّة بين طرفين من نفس الجنس حسب الترتيب التنازلي : مرضا، شذوذا، خيارا، تجربة حريّة أو سلوكا عابرا. – يعتبر ثلث المراهقين أنّ العلاقة بين الذكور موجودة بكثرة. – يعتبر خمس المراهقين فقط أنّ العلاقة بين الإناث موجودة بنسبة أقلّ. إنّ التغييرالت الجمسيّة والنفسيّة أثناء المراهقة تجعل الشاب يعيد النظر في المرجعيّات التي قبلها أو تبنّاها منذ الطفولة. العيّنات المستجوبة ما يفوق 4100 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 12 و20 سنة. – حياة جديدي، كاهية مدير بديوان الأسرة والعمران البشري ومنسقة البرنامج الوطني للصحة الإنجابية والشباب: نحو تبني سلوك جنسي سليم -الدكتورة هالة ونيش بن يحي اخصائية في علم نفس المراهق: الجنس بين الـممنوع والمسموح  الفة جامي (المصدر:  موقع مجلة حقائق بتاريخ 3 أوت  2006 )
 

نصر الله ينزع ورقة توتهم
عبد الباري عطوان
اضافت القوات الاسرائيلية مجزرة جديدة يوم امس الي سجلها الحافل المزدحم بالمجازر التي تستهدف المدنيين العرب والمسلمين، لتؤكد مجددا انها دولة قائمة علي العدوان، وغرور القوة، واستباجة دماء الآخرين واوطانهم، ولهذا يصعب التعايش معها كدولة طبيعية اصيلة في المنطقة العربية. مجزرة القاع في البقاع جاءت، مثل مجازر قانا والضاحية الجنوبية من بيروت، ومن قبلها مجازر صبرا وشاتيلا ودير ياسين والقبية وخان يونس، ليس لها اي مبرر عسكري او سياسي غير ممارسة الارهاب في ابشع صوره واشكاله، ارهاب الدولة الذي يحظي بالدعم الامريكي، والغطاء العربي الرسمي. القادة العسكريون الاسرائيليون افلسوا وفرغت جعبتهم من اي خطط جديدة لمواجهة المقاومة الاسلامية وصمودها غير المسبوق في جنوب لبنان، فتخبطوا وارتبكوا، ولجأوا الي الاسلوب الاسهل، وغير الاخلاقي، وهو قصف المدنيين من علي ارتفاع كبير في معركة غير متكافئة. ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي يدرك جيدا، وبعد دخول عدوانه علي لبنان اسبوعه الرابع، انه فشل في هذه الحرب، وحطم هيبة جيشه، واظهر ضعف اجهزته الاستخبارية، وهشاشة جبهته الداخلية، ولذلك يريد ان ينتقم، وبالسلاح الوحيد الفعال لديه اي سلاح الطيران، من المدنيين السوريين واللبنانيين. انتصار المقاومة الاسلامية بات واضحا للعيان، ولا يحتاج الي خبراء عسكريين، او محللين سياسيين لإثباته، فكون القيادة الاسرائيلية عجزت عن كسر ارادة الشعب اللبناني وعزيمته، وفشلت في تأليبه ضد حزب الله، ودفعه الي رفع الرايات البيضاء، فهذا يعني اهم هزيمة تلحق بها منذ قيام الدولة العبرية بالقوة والتواطؤ علي حساب الأمتين العربية والاسلامية في فلسطين. هزيمة القيادة العسكرية الاسرائيلية تعني ايضا هزيمة الانظمة العربية التي وفرت لها الغطاء الشرعي بصمتها والقاء اللوم علي عاتق المقاومة الاسلامية، وهي هزيمة ايضا لجورج بوش وتابعه توني بلير رئيس وزراء بريطانيا اللذين اعطيا ايهود اولمرت المهلة تلو الاخري لعله ينجز مهمته في دحر المقاومة والقضاء علي حزب الله، واغتيال قيادته. السيد حسن نصر الله، هذا القائد المحنك الداهية، ارتكب خطأ كبيرا في خطابه البليغ الذي القاه مساء امس الاول وتحدث فيه عن سير العمليات العسكرية وصمود المقاومة ورجالها في الجنوب، اخطأ عندما طالب الزعماء العرب، وبالذات في مصر والمملكة العربية السعودية بالتحرك من اجل انقاذ لبنان، والضغط من اجل وقف اطلاق النار، لان نجاح العدوان في لبنان سيؤدي الي هز كراسيهم وضياع عروشهم. السيد نصر الله اخطأ مرتين: الاولي: ان هؤلاء الزعماء العرب الذين ناشدهم التحرك مجرد ادوات تحركها الولايات المتحدة، ولا يملكون القرار المستقل، وفوق هذا وذاك، انهم متواطئون مع العدوان الاسرائيلي، وهذا واضح تماما من المديح المتواصل الذي يكيله لهم اولمرت وصحافته العبرية، ويتباهي بانه يخوض العدوان في لبنان بدعم عربي. الثانية: انتصار المقاومة الاسلامية بصمودها في مواجهة العدوان الاسرائيلي هو الذي سيهز العروش العربية، ويفقدها شرعيتها امام شعوبها، او بالاحري ما تبقي من هذه الشرعية. الزعماء العرب، او معظمهم، متواطئون يحاربون الي جانب الدولة العبرية ضد المقاومة الاسلامية، ويصلّون ليل نهار من اجل انتصار اولمرت وقادة جيشه، ويصابون بالمغص الشديد، مع كل يوم يطول فيه امد الحرب، ويتأكد فيه صمود المقاومة. توقعنا ان تتحرك الانظمة العربية، التي اقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل تحت ذريعة تشجيعها علي السلام، بقطع هذه العلاقات، واغلاق السفارات، فخابت توقعاتنا، ولم تجرؤ هذه الانظمة علي طرد قنصل اسرائيلي ناهيك عن السفراء. كان هوغو شافيز رئيس فنزويلا اكثر وطنية من معظم الزعماء العرب، وبالتحديد من زعماء مصر والاردن والمغرب وموريتانيا، الدول التي فتحت سفارات لاسرائيل في عواصمها، عندما سحب سفيره من تل ابيب احتجاجا علي العدوان الحالي في لبنان. الحكومات العربية المتواطئة مع العدوان الاسرائيلي علي لبنان تتذرع بانها تفعل ذلك، لان الحرب في صميمها ايرانية ـ اسرائيلية، اشعلت فتيلها ايران في اطار مشروعها النووي والاقليمي الطموح. واذا كان هذا صحيحا، فان من حقنا ان نسأل اين المشروع العربي في المقابل، واين قوات المقاومة العربية في لبنان، واذا كانت غير موجودة فلماذا هي كذلك، ومن الذي تآمر علي كل مشاريع المقاومة العربية في لبنان والعراق وفلسطين؟ كان امرا مؤسفا غياب جميع الزعماء العرب عن قمة كوالالمبور الاسلامية التي انعقدت من اجل المطالبة بوقف العدوان علي دولة عربية اسمها لبنان. الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي يخشي الزعماء العرب من مشروعه، كان حاضرا بقوة، مدافعا عن الحقوق العربية، ومطالبا بالتصدي للعدوان الاسرائيلي وتحرير المقدسات الاسلامية. لماذا لم يشارك الزعماء العرب في قمة كوالالمبور الدولة الاسلامية الرائدة التي وقفت دائما الي جانب القضايا العربية، وقدمت نموذجا ناصعا في الديمقراطية، والتنمية الاقتصادية، والثورة الصناعية الحديثة؟ هل لان منظمة المؤتمر الاسلامي التي تأسست بعد العدوان علي المسجد الاقصي هي التي دعت اليها؟ لا نملك اي اجابة عن كل هذه الاسئلة غير الخوف من الولايات المتحدة ورئيسها جورج بوش، وتجنب اغضابه من خلال عصيان اوامره. فالزعماء العرب في حال من البطالة العلنية، لم يقدموا اي نموذج مشرف لا في الديمقراطية ولا التنمية، ولا الخدمات التعليمية والصحية، الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه باعجاز هو اطلاق قواتهم الامنية لقمع مظاهرات الشرف والكرامة التي تنطلق في عواصمهم تضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني. السيد حسن نصر الله زعيم المقاومة اللبنانية، قدم انجازات كثيرة الي هذه الأمة، ولكن ابرزها هو فضحه لهذه الانظمة العربــــية، فضحه لتواطئها مع الدولة العبرية، ووقوفها معها في خندق واحد، ضد المقـــاومة والشعوب العربية بأسرها، وهو يستحق الشكر والثناء لانه ازال ما تبقي من غشاوة علي اعين الشعوب العربية، وقدم لها اولياء امورهم عارين تماما من دون ورقة التوت. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 5 أوت 2006)

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.