السبت، 31 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3175 du31.01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الحوار نت   : تطورات خطيرة في سلسلة الإعتداءات على « كلمة »  حزب العمال الشيوعي التونسي:بيان:تضامنا مع أسرة إذاعة « كلمة » بلاغ صحفي من إدارة صحيفة الطريق الجديد رويترز:تونس تفتح تحقيقا ضد ناشطة بعد اطلاقها محطة اذاعة دون ترخيص الصباح:فتح تحقيق قضائي\في مباشرة بث إذاعي دون ترخيص قانوني الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس :في تونس ممنوع الترخيص، وممنوع العمل بدون رخصة!

إذاعة هولندا العالمية:السلطات التونسية تسكت صوت راديو « كلمة »

UPI:السلطات التونسية تصادر العدد الأخير من صحيفة ‘الطريق الجديد’ المعارضة

رويترز:تونس تصادر عددا من صحيفة معارضة لمخالفته قانون الصحافة

ا ف ب:حجز صحيفة معارضة في تونس بداعي انتهاك قانون الصحافة

UPI:أكاديميون تونسيون يؤسسون مرصدا لمقاومة التطبيع مع إسرائيل

السبيل أونلاين:على غرار سلطة رام الله..السلطة التونسية تحظر التعاطف مع غزة

عبدالسلام الككلي: في اجتماع صاخب للجامعيين الزاهي يقول : لقد اخطأ الاتحاد خطا فادحا

طلبة بكلية العلوم ببنزرت: »كليّة العلوم ببنزرت: عًنف مًتجدّد »

حــرية و إنـصاف:وردت علينا الرسالة التالية من سجين الرأي السابق حمزة الخذيري ننشرها كما هي:

واس: اهتمامات الصحف التونسية

السبيل أونلاين :سيدة تونسية تتبرع بإحدى عينيها وكليتها لجرحى قطاع غزة

عبدالحميد العدّاسي :إعادة الإعمار

أحمد فؤاد نجم :من حسني مبارك .. إلى شعب مصر

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:مواعيد بث برنامج تأملات في الدين والسياسة

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:الشيخ راشد الغنوشي:تداعيات زلزال غزة

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:المنظمة العربية لحقوق الإنسان خيوط من شمس غاربة أم تباشير فجر جديد؟

الرأي :التونسي خميس الخياطي.. التحليل المعرفـي مكّن تجربتي النقدية سينمائياً

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي:توطئة لكتاب المأثورات للإمام الشهيد حسن البنا

آسيا العتروس:مواقـف جريئـة

موقع البشير للاخبار: غَضْبة أردوغان والمعركة إذ تواصل تفاعلاتها

أحميدة النيفر : في الفكر الإصلاحي المغاربي: القضايا والأعلام والمنهج

أبو خولة:الاتجاه المعاكس لتعدد الزوجات

محمد بن نصر:من شظايا الصور

أبي جعفر العويني:مجزرة غزة

الحياة  :صادراتها الصناعية ارتفعت 20 في المئة … تونس: تدابير لحمايةالمؤسسات وتنشيط الاستهلاك

الصباح:قضايا المجتمع:هوى على ابنه بـ«شاقور» فـأرداه قتيـلا


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 05 صفر 1430 الموافق ل 31 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

1) و تتواصل تجاوزات رئيس مركز شرطة واد سوحيل بنابل: لا يزال رئيس مركز شرطة واد سوحيل المدعو محمد نزار بن رحومة مستمرا في سياسة التجاوزات التي يتبعها ضاربا عرض الحائط بكل القوانين التي تنظم وظيفته كحافظ للأمن، إذ عمد مؤخرا إلى استدعاء السيد عبد العزيز الصفاقسي الذي سبق و أن ضايقه في الماضي و حرر عليه بطاقة إرشادات و طلب منه أن يعمل مرشدا لفائدة الشرطة و عينا على الفتيات المحجبات و الشباب المتدين في منطقتي واد سوحيل و سيدي عاشور. 2) اعتقال مجموعة من الشباب المتدين بقربة: اعتقل أعوان البوليس السياسي على الساعة العاشرة و النصف ليلة الثاني من شهر جانفي 2009 من أحد مقاهي مدينة قربة الشبان عماد السالمي ( ممرض ) و عبد الفتاح بوسلامة ( عامل يومي ) و محمد الزكراوي ( عامل يومي ) و ربيع المناري ( بائع أثاث ) و موسى المناري ( عطار ) و ياسر خليل ( طالب بمعهد الفنون الجميلة بنابل )، و حوالي الساعة الواحدة ليلا من نفس اليوم داهم أعوان البوليس السياسي منزل الشاب فتحي صميدة ( بحار ) و اقتادوه إلى منطقة الشرطة بمنزل تميم على الساعة الثانية صباحا و بعد استجوابهم جميعا و تحرير بطاقات إرشادات في حقهم، و في اليوم الموالي أخلي سبيلهم على الساعة التاسعة مساء دون إذن من وكالة الجمهورية. 3) مضايقة السيد عبد السلام حديدان: قام عونان تابعان لفرقة مقاومة الإرهاب بنابل أحدهما يدعى  »معز » باعتقال السيد عبد السلام حديدان ( صاحب محل لبيع الأواني البلاستيكية ) بعد أن اعتديا عليه بالعنف اللفظي و اقتاداه إلى مركز الشرطة أين حررا ضده بطاقة إرشادات و استجوباه عن علاقته ببعض الشخصيات الحقوقية بنابل قبل أن يطلقا سراحه. 4) مضايقة السجن السياسي السابق السيد عماد سلمان: تعرض السجين السياسي السابق السيد عماد سلمان يوم الخميس 30/01/2009 إلى المضايقة من قبل رئيس مركز شرطة سيدي عمر المدعو  » سفيان الخمري  » الذي طلب منه الحضور إلى مركز الشرطة المذكور دون توجيه أي استدعاء قانوني له فما كان منه إلا أن رفض الحضور و أصر على ضرورة تسلمه لاستدعاء رسمي . 5) مضايقة الشاب عثمان الرزقي: حضر الشاب عثمان الرزقي اليوم السبت 31/01/2009 لدى فرقة الإرشاد بمنطقة الشرطة بنابل أين خضع للاستجواب حول علاقاته و نشاطاته و حررت عليه بطاقة إرشادات و لم يطلق سراحه إلا بعد مضي ساعتين.     
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


تطورات خطيرة في سلسلة الإعتداءات على « كلمة »

 
يتعرض الصحافيون العاملون في راديو ومجلة « كلمة » إلى حملة بوليسية متواصلة تهدف إلى إخماد أصواتهم خاصة بعدما أصبح راديو « كلمة » يبث على القمر الصناعي منذ السادس والعشرين من الشهر الجاري وقد تعرض الزملاء في « كلمة » إلى اعتداءات كثيرة منها تهديد السيد عمر المستيري مدير الراديو والمجلة بالسلاح. و تم اليوم 30 جانفي 2009 اقتحام المقر من طرف 20 شرطي بالزي المدني مصحوبين بنائب وكيل الجمهورية (سويدان) ، كما تم حجز كل الأجهزة الموجودة بالمقر (حواسيب، آلات تصوير وتسجيل) بما في ذلك الهواتف النقالة الخاصة بالصحافيين. ووقع تهديدهم  بتهمة « العمل في مؤسسة بدون رخصة ». كما وجهت تهمة « البث على الذبذبات بدون رخصة » للسيدة سهام بن سدرين! هذا وقد بينت السيدة بن سدرين للحوار نت ـ في اتصال هاتفي معها ـ أن الإعتداء على المقر اعتداء فظيع تم خلاله نهب كل معداته وإغلاقه « بالشمع الأحمر » وذكرت أن الصحافيتين فاتن الحمدي وزكية الضيفاوي تتعرضان إلى الملاحقة والمحاصرة. وبخصوص التهمة قالت السيدة بن سدرين،: » هي تهمة باطلة من أساسها فنحن لا نبث على الذبذبات وإنما نبث من قمر صناعي إيطالي والقانون الإيطالي هو الذي ينطبق علينا وأما البث على الإنترنت فليس هناك قانون يمنعه وقد أثبت القاضي المرافق للبوليس جهله بهذا الأمر حين واجهته به إحدى صحفياتنا.  كما منع المحامي السيد عبد الرؤوف العيادي من الشهود على عملية الإقتحام والحجز، ولما سأل القاضي عن نوعية البوليس المقتحم للمقر، تأكد أنهم من الأمن السياسي وأن تنفيذهم لهذه المهمة ليست من وظائفهم لو كان الأمر متعلقا بتطبيق القانون والمحافظة عليه » ولقد أكدت السيدة بن سدرين أن النظام التونسي لن يتمكن من إخماد أصواتهم مهما حاول، وأن محاولاته لن تزيدهم إلا إصرارا.  
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 جانفي  2009)


بيان: تضامنا مع أسرة إذاعة « كلمة »

 

بعد حصار دام ثلاثة أيام، داهم أعوان البوليس السياسي التونسي صبيحة يوم الجمعة 30 جانفي 2009 مقر إذاعة « كلمة » بالعاصمة. وقد حجز الأعوان كل التجهيزات الموجودة بالمقرّ بدعوى أنّ الإذاعة غير مرخص لها. كما أنهم تحرشوا بالعاملين فيها وسبوهم وشتموهم وهددوهم. إن حزب العمال الشيوعي التونسي: 1 – يدين هذه الممارسات المتخلفة التي تؤكد مرّة أخرى مدى ضيق نظام الحكم ذرعا بالكلمة الحرة وسعيه الدائم إلى خنقها ومنعها من الوصول إلى الرأي العام. 2 – يعبّر عن تضامنه الكامل مع أسرة إذاعة « كلمة » ويستنكر السلوك الهمجي لأعوان البوليس السياسي وما ارتكبوه من اعتداء خلال أيام الحصار على السادة عمر المستيري (تهديد بسكين) وسليم بوخذير (مراسل منظمة مراسلون بلا حدود بتونس) وزهير مخلوف (صحيفة الموقف). 3 – يدعو كافة القوى الديمقراطية إلى وحدة الصف في وجه القمع المسلط على الاعلام المستقل وعلى الصحفيين الأحرار وهو قمع لم يستثن أيّ طرف. 4 – يذكّر بأن قمع حرية التعبير والاعلام لئن كان من طبيعة نظام الحكم وثوابته فإن اشتداده في هذا الظرف بالذات أي قبل أشهر من موعد « الانتخابات » الرئاسية والتشريعية، يؤكد اتجاه هذا النظام إلى مزيد لجم الأصوات الحرة والمستقلة كي يجعل من ذلك الموعد تكرارا للمهازل الانتخابية السابقة التي تكرس الاستبداد. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 30 جانفي 2009 (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31 جانفي 2009)  


بلاغ صحفي من إدارة صحيفة الطريق الجديد

على إثر قرار وزارة الداخلية حجز العدد 113 من صحيفة « الطريق الجديد » الصادر بتاريخ 31 جانفي 2009، تتوجه حركة التجديد وإدارة الصحيفة إلى الرأي العام بما يلي: 1. إن وزارة الداخلية قد اتخذت قرار الحجز دون إعلام إدارة الصحيفة بذلك، 2. إن قرار الحجز قد استند – طبقا للبلاغ الرسمي الصادر عن وكالة تونس-إفريقيا للأنباء – على الفصل 63 من مجلة الصحافة، وهو فصل ينص على أنه « يحجر نشر قرارات الاتهام وغيرها من الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية قبل تلاوتها في جلسة عمومية »، 3. إن نص استنطاق أحد المتهمين في قضية الحوض المنجمي، الذي نشرته « الطريق الجديد » في عددها 113 كان قد تم تداوله أمام العموم في الجلسة الأولى للدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة المنعقدة يوم 4 ديسمبر 2008 وقد وقع بناء عليه إصدار الحكم بالسجن في جلسة يوم 11 ديسمبر 2008 لنفس الدائرة بالمحكمة المذكورة، 4. ويستنتج من ذلك أن قرار وزارة الداخلية القاضي بحجز العدد 113 من الطريق الجديد لا أساس قانوني له وأنه قرار سياسي صرف يندرج ضمن التضييقات المسلطة على حرية التعبير وحرية الصحافة، 5. لذا تطالب إدارة الطريق الجديد بوقف تنفيذ قرار الحجز وإلغائه حالا ورفع كل العراقيل عن توزيع الصحيفة، كما تحتفظ لنفسها بحقها في القيام بالإجراءات التي يخولها لها القانون لاسترجاع وحماية جميع حقوقها في التعبير وإعلام قرائها بالنزاهة والجدية التي كانت دوما ولا تزال ملتزمة بها. تونس في 31 جانفي 2009

الأمين الأول لحركة التجديد والمدير المسؤول للطريق الجديد أحمد إبراهيم
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31 جانفي 2009)

 


تونس تفتح تحقيقا ضد ناشطة بعد اطلاقها محطة اذاعة دون ترخيص

 

تونس (رويترز) – قال مصدر قضائي في تونس يوم السبت انه تم فتح تحقيق قضائي ضد الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين كما صودرت تجهيزات بث اذاعي بعد اطلاقها محطة اذاعة « كلمة » دون حصولها على ترخيص قانوني. وبدأ راديو « كلمة » – الذي أطلقته سهام بن سدرين احدى اشد معارضي السلطات التونسية – بثه يوم الاثنين من مقر بوسط العاصمة تونس دون الحصول على ترخيص قانوني من السلطات. وقال صحفيون يعملون براديو كلمة ان رجال شرطة برفقة قاضي التحقيقات اقتحموا مقر الراديو يوم الجمعة وصادروا تجهيزات ومعدات البث الاذاعي. وفسر المصدر القضائي فتح تحقيق ضد سهام بن سدرين بسبب مباشرتها البث الاذاعي دون ترخيص قانوني. لكن سهام بن سدرين وهي رئيسة تحرير مجلة كلمة الالكترونية ايضا قالت انه تم تقديم طلب الى وزارة الداخلية للحصول على ترخيص لكنه تم تجاهله ولم تتسلم حتى ايصالا بتقديم الطلب. وساهم مركز الدوحة لحرية الاعلام الذي يرأسه روبار مينار الامين العام السابق لجماعة (مراسلون بلا حدود) في تمويل راديو « كلمة » الذي بدأ بثه على القمر الصناعي هوت بيرد بمعدل ساعة يوميا. ويثير التمويل الاجنبي الذي يحصل عليه حقوقيون تونسيون سخط الجهات الرسمية في البلاد حيث ينظر اليه باعتباره بوابة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وزعزعة الاستقرار الاجتماعي لتونس. وكان صحفي معارض قد فجر مفاجأة الشهر الماضي حين أعلن ان سهام بن سدرين تتاجر بقضايا حقوق الانسان وحرية التعبير وانها تنال منحا مالية سنوية من الخارج تصل الى مليون يورو. لكن بن سدرين تقول انها ضحية لحملة تشويه مقصودة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 31 جانفي 2009)  


فتح تحقيق قضائي في مباشرة بث إذاعي دون ترخيص قانوني

 
ذكر مصدر قضائي في تونس ان السيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس قد اذن بفتح تحقيق قضائي ضد المدعوة سهام بن سدرين (وكل من عسى ان يكشفه البحث)، وذلك من اجل جرائم لها علاقة بمباشرتها لبث اذاعي دون ترخيص قانوني لذلك. وللتذكير فان المعنية بالامر استغلت لهذا الغرض شقة كائنة وسط مدينة تونس وشرعت في البث تحت اسم «اذاعة كلمة» بداية من يوم الاثنين 26 جانفي 2009، دون الحصول على ترخيص قانوني. وقد بادر قاضي التحقيق المتعهد بالقضية بالتنقل الى المقر المذكور وقام باعمال التفتيش والحجز التي شملت تجهيزات ومعدات لها علاقة بممارسة نشاط الانتاج والبث الاذاعي بصفة غير قانونية. ولازالت الابحاث جارية في انتظار استكمال بقية الاجراءات.  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 جانفي 2009)


تونس تفتح تحقيقا ضد ناشطة بعد اطلاقها محطة اذاعة دون ترخيص

تونس (رويترز) – قال مصدر قضائي في تونس يوم السبت انه تم فتح تحقيق قضائي ضد الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين كما صودرت تجهيزات بث اذاعي بعد اطلاقها محطة اذاعة « كلمة » دون حصولها على ترخيص قانوني. وبدأ راديو « كلمة » – الذي أطلقته سهام بن سدرين احدى اشد معارضي السلطات التونسية – بثه يوم الاثنين من مقر بوسط العاصمة تونس دون الحصول على ترخيص قانوني من السلطات. وقال صحفيون يعملون براديو كلمة ان رجال شرطة برفقة قاضي التحقيقات اقتحموا مقر الراديو يوم الجمعة وصادروا تجهيزات ومعدات البث الاذاعي. وفسر المصدر القضائي فتح تحقيق ضد سهام بن سدرين بسبب مباشرتها البث الاذاعي دون ترخيص قانوني. لكن سهام بن سدرين وهي رئيسة تحرير مجلة كلمة الالكترونية ايضا قالت انه تم تقديم طلب الى وزارة الداخلية للحصول على ترخيص لكنه تم تجاهله ولم تتسلم حتى ايصالا بتقديم الطلب. وساهم مركز الدوحة لحرية الاعلام الذي يرأسه روبار مينار الامين العام السابق لجماعة (مراسلون بلا حدود) في تمويل راديو « كلمة » الذي بدأ بثه على القمر الصناعي هوت بيرد بمعدل ساعة يوميا. ويثير التمويل الاجنبي الذي يحصل عليه حقوقيون تونسيون سخط الجهات الرسمية في البلاد حيث ينظر اليه باعتباره بوابة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وزعزعة الاستقرار الاجتماعي لتونس. وكان صحفي معارض قد فجر مفاجأة الشهر الماضي حين أعلن ان سهام بن سدرين تتاجر بقضايا حقوق الانسان وحرية التعبير وانها تنال منحا مالية سنوية من الخارج تصل الى مليون يورو. لكن بن سدرين تقول انها ضحية لحملة تشويه مقصودة
 
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 31 جانفي 2009)


في تونس ممنوع الترخيص، وممنوع العمل بدون رخصة!

 
قامت قوات الأمن يوم أمس الجمعة بمصادرة معدات اذاعة كلمة – اجهزة حاسوب وآلة تصوير وعدد من الهواتف النقالة – بدعوى مخالفة القانون والعمل بدون رخصة، في حين أن النشاط الإعلامي لإذاعة كلمة في تونس يقتصر على استخدام شبكة الإنترنات، بينما   تقوم ببثها الفضائي من ايطاليا، مما يخضع عملية البث للقانون الإيطالي.   وقد سبق للسيدة سهام بن سدرين رئيسة تحرير كلمة، ان تقدمت بطلب رخصة بث اذاعي منذ سنة 1999، ولكن السلطة رفضت منحها الترخيص القانوني، مما دفعها لإستخدام  شبكة الإنترنات في نشاطها الإعلامي، فقامت السلطة بقطع خط الإنترنات أكثر من مرة، وتم تعنيف بعض الصحفيين فيما خضع آخرون لعمليات اغراء لترك العمل، وحيكت قضية كيدية ضد الصحفية نزيهة رجيبة، وشنت صحافة السلطة حملة تشويه ضد رئيسة التحرير سهام بن سدرين. وعندما نجح فريق كلمة في تجاوز هذه العراقيل وبدأ بثه الفضائي من الأراضي الإيطالية، أقدمت السلطة على محصارة مقر الإذاعة و مصادرة معداتها، وتم تهديد مدير التحريرعمر المستيري بالقتل من قبل أحد أعوان البوليس.   وان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، اذ تكبر في فريق اذاعة كلمة اصرارهم في الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام، وتمسكهم باستقلالية نشاطهم الإعلامي، فإنها تعبر عن مساندتها المطلقة لهم في الدفاع عن حقهم في التعبير والنشر، وتطالب السلطة برفع قيودها عن حق التونسيين في التعبير، والكف عن مضايقة فريق كلمة، ورفع الحصار عن مقرهم، واعادة المعدات المحجوزة، والتحقيق الجدي في الإعتداء الذي تعرض له الحقوقي زهير مخلوف، والتهديد الذي تعرض له مدير تحرير كلمة عمر المستيري.
 
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس


السلطات التونسية تسكت صوت راديو « كلمة »

 
محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية 30-01-2009 صادرت سلطات الأمن التونسية صباح اليوم الجمعة معدات وتجهيزات راديو « كلمة ». وعبرت مصادر صحفية مستقلة من تونس عن استيائها من هذه الإجراءات التعسفية، وتشاؤمها من إمكانية معاودة الإرسال في أجل منظور. وكان صحافيو وتقنيو راديو « كلمة » قد دخلوا في اعتصام داخل مقر الإذاعة بالعاصمة التونسية منذ أول أمس الأربعاء، تحاصرهم عناصر من الشرطة التونسية في زي مدني. وفيما دعا مركز الدوحة لحرية الإعلام تونس إلى الكف عن مضايقة الصحفيين ورفع الحصار عن مقر الإذاعة، أكدت السلطات التونسية أمس الخميس أن « كلمة » إذاعة غير قانونية، ونفت ممارسة أي تضييق عن طاقمها.    سهام بنسدرين رئيسة تحرير موقع « كلمة » حصار أكد الصحفي التونسي المستقل إسماعيل دبارة في تصريح لإذاعتنا أن خطوة مصادرة معدات الراديو، هي تتويج « لثلاثة أيام من الحصار »، وهو ما يدل على أن السلطات التونسية ماضية في تضييق الخناق على كل الأصوات المعارضة للتوجه الرسمي. وأشار السيد دبارة إلى أن وكيل الجمهورية « استصدر أمر مصادرة كل تجهيزات الراديو بحجة أن الراديو غير مرخص له وبالتالي فإن وجوده وعمله وبثه غير قانوني ». وأوضح أن الصحفية والناشطة الحقوقية سهام بن سدرين التي تقف وراء فكرة الراديو، حاولت منذ 1999 الحصول على الترخيص من الجهات الرسمية ولكن دون جدوى.   وكانت إذاعة « كلمة » شرعت في بث برامجها عبر الإنترنيت والقمر الصناعي منذ 26 يناير الجاري. لكنها تعرضت من انطلاقتها لطوق أمني مكثف. ويوضح شريط مصور بثه موقع الإذاعة كيف تقوم عناصر من الشرطة التونسية بطرد الراغبين في الدخول إلى المقر وتعنيفهم وضربهم. ويقول الموقع أيضا إن رئيس تحرير الإذاعة عمر المستيري تعرض أمس الخميس للتهديد بالقتل « عندما واصل تجاهل الاستفزازات الكلامية الموجهة إليه في كل مرة يدخل إلى مقر الراديو، إذ أشهر احد أعوان الأمن المرابطين أمام المقر سلاحا أبيضا في وجهه بعد تلقيه إشارة هاتفية « . ويضيف نفس المصدر أن الفريق الصحفي ما زال معتصما داخل الإذاعة « في ظل ظروف سيئة »، كما تم الاعتداء بالعنف اللفظي و المادي على كل من الأستاذ مختار العرباوي عضو المجلس الوطني للحريات و الصحفيين محمود الذوادي و سليم بوخذير ».   استقلالية تصف الإذاعة نفسها بأنها « أول إذاعة تونسية مستقلة » عن السلطة والأحزاب. وتتلقى دعمها المادي والمعنوي بالدرجة الأساس من « مركز الدوحة لحرية الإعلام » الذي يديره الرئيس السابق لمنظمة ‘مراسلون بلا حدود‘ الفرنسي روبيرت مينار. وكان مركز الدوحة أعلن خلال انطلاقته أواسط شهر أكتوبر من السنة الماضية أن أهداف المركز تتلخص في  » رعاية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في حالات الاضطهاد والملاحقة وفي ظل الحروب والكوارث الطبيعية، والتأكد من تقديم من يتورطون في قتل صحفيين في مناطق مختلفة من العالم للعدالة مهما كانت مكانتهم ».   ومن جهتها أرجعت رئيسة تحرير « كلمة » الالكتروني سهام بن سدرين، في تصريح لإيلاف، أسباب تصعيد المواجهة ضد « كلمة » إلى عاملين اثنين : نجاح الإذاعة في تجاوز « عدد من العقبات و المحرمات ليحافظ على استقلاليته و يضطلع بوظيفته »، والإعلان رسميا عن انطلاق البثّ الفضائي. ويتجلى تجاوز « كلمة » لعقباتها الإدارية والقانونية كونها تبث برامجها عبر القمر الصناعي من إيطاليا مع احتفاظها بهيئة تحرير في تونس، وبالتالي فهي لا تخضع للقانون التونسي المنظم للمجال السمعي.   دعاية مغرضة أكدت جهات تونسية رسمية أمس الخميس أن « كلمة » إذاعة غير قانونية، ونفت أي تحرش بالصحافيين العاملين بها. وقال المصدر التونسي الرسمي إن « هذه الإذاعة المزعومة ليس لها أي وجود قانوني »، و « أن هؤلاء الناشطين يخرقون القانون والمساطر المعمول بها في البلاد »، كما أن الادعاءات بالتضييق والتحرش « لا أساس لها من الصحة ». واعتبرت السلطات التونسية أن سهام بن سدرين،رئيسة تحرير « كلمة » الإلكتروني، « ليست فوق القانون »، وتصفها مع روبيرت مينار، مدير « مركز الدوحة لحرية الإعلام » بالمحرضين، وأنهما اعتادا « التحامل والدعاية الكاذبة » ضد تونس.   قبضة حديدية تفرض تونس ستارا حديديا على الأصوات المعارضة للحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) وللرئيس زين العابدين بن علي. وتتهم المعارضة التونسية بأطيافها، النظام الحاكم بمصادرة حرية التعبير وفرض عقبات لا يمكن تجاوزها لمن يحاول منافسة الرئيس بن علي على منصب الرئاسة. كما تحاول عدة منظمات حقوقية مغاربية وعربية، دون جدوى، كسر الطوق وفتح قناة اتصال مع السلطات التونسية. فقبل أسبوعين رفضت تونس السماح للسيد عبد الحميد أمين، منسق « التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان في المغرب » بدخول الأراضي التونسية وأعادته فورا إلى المغرب على نفس الطائرة. ورغم توسع دائرة انتقادات الحقوقيين لأوضاع حقوق الإنسان في تونس، إلا أن تونس تبدو في منأى من انتقادات الدول الغربية التي تعتبر تونس بلدا مستقرا سياسيا.   معطيات تقنية يبث راديو كلمة على القمر الصناعي « هوت برد » 13 درجة شرقا انطلاقا من يوم الاثنين 26 يناير/كانون الثاني، في الاوقات التالية 07.00 و 13.00 و 20.00 و00.00 للاستماع يمكنكم الضغط على الزر « radio » عوض « TV » Channel Name: Global MIR Satellite: Hot Bird 8 Frequency: 11.541 V Symbol rate : 22.000   ولمشاهدة شريط فيديو حول محاصرة مقر الإذاعة اضغط على الرابط التالي : http ://www.youtube.com/watch?v=AKZxIaacvmk&feature=channel_page (المصدر : موقع إذاعة هولندا الدولية بتاريخ 30 جانفي 2009 .)  الرابط : http://www.rnw.nl/hunaamsterdam/media/30010901
 


السلطات التونسية تصادر العدد الأخير من صحيفة ‘الطريق الجديد’ المعارضة
 
تونس, 31 (UPI) — صادرت السلطات التونسية اليوم السبت العدد الأخير من صحيفة « الطريق الجديد » المعارضة، بحجة مخالفتها قانون الصحافة. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية عن مصدر مسؤول طلب عدم ذكر اسمه قوله إن حجز العدد 113 الصادر اليوم السبت من صحيفة « الطريق الجديد » الناطقة بلسان « حركة التجديد »، وهي حزب تونسي معارض ممثل في البرلمان، جاء طبقا للفصلين 63 و73 من قانون الصحافة. وقال المصدر إن قرار الحجز يعود الى أن الصحيفة « أقدمت على مخالفة مقتضيات الفصل 63 من قانون الصحافة الذي يحظر نشر الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية »، من دون تقديم إيضاحات إضافية. وتعتبر صحيفة « الطريق الجديد » واحدة من سبع صحف معارضة تصدر في تونس هي »الموقف »، و »الوحدة »، و »مواطنون »، و »المستقبل »، و »الأفق »، و »الوطن ». وقال عضو المكتب السياسي لـ »حركة التجديد » عادل الشاوش إن قرار مصادرة العدد الجديد من الصحيفة، اتخذ على خلفية نشرها محضر التحقيق مع عدد من الذين حوكموا في قضية ما بات يعرف في تونس بإسم « أحداث الحوض المنجمي »، منهم بشير العبيدي الذي يقبع حاليا داخل السجن. وقال الشاوش ليونايتد برس أنترناشونال إن السلطات التونسية اعتبرت أن نشر محضر التحقيق « يعدّ إنتهاكا لسرية الإجراءات الجزائية »، وصادرت العدد المذكور. وأضاف أن حركته سارعت إلى رفع شكوى قضائية عاجلة للطعن في هذا القرار ، تقدم بها إلى السلطات القضائية المعنية المحامي المختار الطريفي، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وكانت « حركة التجديد » التونسية استنكرت في وقت سابق الأحكام بالسجن التي أصدرتها محكمة تونسية بحق عدد من الذين شاركوا في التظاهرات الإحتجاجية التي وقعت قبل أشهر في منطقة الحوض المنجمي بجنوب غرب تونس في يناير/كانون الاثني من عام 2008 . وكانت منطقة الحوض المنجمي شهدت حينها تظاهرات احتجاجية تواصلت لعدة أشهر، تخللتها صدامات مع قوات الأمن، ما إستدعى تدخل الجيش التونسي. وأصدرت المحكمة الإبتدائية بمدينة قفصة (350 كيلومترا جنوب غرب تونس العاصمة)، في ديسمبر/كانون الأول الماضي أحكاما بالسجن لمدة 10 سنوات بحق ستة من المتهمين الذين تورّطوا في تلك التظاهرات التي إندلعت على خلفية البطالة وغلاء المعيشة. يشار إلى أن « حركة التجديد » هي التسمية التي إتخذها الحزب الشيوعي التونسي منذ نيسان/إبريل 1993، وذلك في محاولة منه للانفتاح على قوى وشخصيات غير شيوعية. وشاركت الحركة في كل الإنتخابات البرلمانية التي جرت في تونس في سنوات 1994 و1999 و2004، وحصلت على بعض المقاعد البرلمانية. كما شاركت في الإنتخابات الرئاسية لعام 2004، وتعتزم المشاركة في الإنتاخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في خريف عام 2009 .
(20090131United Press International Arabic)


تونس تصادر عددا من صحيفة معارضة لمخالفته قانون الصحافة
 
 
تونس (رويترز) – قالت وكالة الانباء الحكومية التونسية يوم السبت ان السلطات التونسية صادرت العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد المعارضة لخرقه نصا في قانون الصحافة. ونقلت الوكالة عن مصدر حكومي لم تسمه عنه القول انه « تمت مصادرة العدد 113 من الصحيفة بتاريخ السبت 31 يناير كانون الثاني 2009 لمخالفة الفصل 63 من مجلة الصحافة ». ويمنع الفصل 63 من مجلة (قانون) الصحافة في تونس نشر الاعمال المتعلقة بالاجراءات الجزائية. ونشر ضمن العدد المذكور من الصحيفة الناطقة بلسان حركة التجديد المعارضة خبر تضمن محضرا لاستجواب احد المساجين على خلفية مظاهرات جرت العام الماضي بمدينة الرديف بالجنوب التونسي احتجاجا على تردي الاوضاع الاجتماعية وتفشي البطالة.  

 
 
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 31 جانفي 2009)


حجز صحيفة معارضة في تونس بداعي انتهاك قانون الصحافة

 
تونس (ا ف ب) – تم حجز العدد الجديد من اسبوعية « الطريق الجديد » التونسية المعارضة السبت بقرار قضائي وذلك بداعي انتهاك قانون الصحافة وفق ما علم من مصدر حكومي. وجاء في بيان اوردته وكالة الانباء التونسية الحكومية ان الحجز تم « تطبيقا للفصلين 63 و73 من مجلة الصحافة » موضحة نقلا عن « مصدر مأذون » ان « الصحيفة اقدمت على مخالفة مقتضيات الفصل 63 من مجلة الصحافة الذى يحجر نشر الاعمال المتعلقة بالاجراءات الجزائية ». وقال حاتم الشعبوني مدير الصحيفة التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية وهي لسان حال حزب التجديد (معترف به) لوكالة فرانس برس ان العدد المحجوز تضمن نقلا لاستجواب بشير العبيدي احد قادة حركة الاحتجاج الاجتماعي في قفصة (جنوب غرب) والذي تجري محاكمته امام محكمة الاستئناف. واوضح عادل الشاوش رئيس تحرير الصحيفة انه « يمكن نشر محضر استجواب متهم بعد انطلاق محاكمته » على حد قوله. كما اكد احمد ابراهيم الامين الاول لحركة التجديد والمدير المسؤول عن الصحيفة في بيان حصلت وكالة فرنس براس على نسخة منه ان « قرار الحجز استند على الفصل 63 من مجلة الصحافة وهو فصل ينص على انه +يحجر نشر قرارات الاتهام وغيرها من الاعمال المتعلقة بالاجراءات الجزائية قبل تلاوتها في جلسة عمومية+ » على حد قوله. واضاف « ان نص استنطاق احد المتهمين في قضية الحوض المنجمي الذي نشرته طريق الجديد في عددها 113 كان قد تم تداوله امام العموم ». وشدد البيان على ان « هذا القرار لا اساس قانوني له وانه قرار سياسي » دون مزيد توضيح. وطالب « بوقف قرار الحجز والغائه حالا ورفع كل العراقيل عن توزيع الصحيفة ». واكد ابراهيم لوكالة فرانس برس ان « ادارة الطريق الجديد قدمت طلبا استعجاليا الى المحكمة الادارية لايقاف تنفيذ هذا القرار ». وتحظر فصول مجلة الصحافة المشار اليها في قرار الحجز نشر اي مقال يرتبط بالاجراءات الجنائية بدون اذن القاضي ويشير الى عقوبات يمكن ان تصل الى السجن المؤبد. يشار الى ان بشير العبيدي هو بين 30 تونسيا تجري محاكمتهم بتهمة المشاركة في حركة احتجاج اجتماعية في منطقة الحوض المنجمي بقفصة والتي تستأنف محكمة الاستئناف النظر فيها الثلاثاء المقبل. وكانت محكمة الاستئناف بدأت جلستها في القضية في 13 كانون الثاني/يناير وذلك بعد صدور احكام بالسجن بلغت حتى 10 سنوات من قبل محكمة ابتدائية بقفصة في 11 كانون الاول/ديسمبر 2008. وتزامن حجز الصحيفة مع بدء تحقيق للنيابة العامة التونسية في بث اذاعة « كلمة » من دون ترخيص. وكانت هذه الاذاعة التي تديرها الصحافية المعارضة سهام بن سدرين بدأت البث الاثنين قبل تفتيش مقرها وحجز معداتها الجمعة بحسب احد معاوني بن سدرين.

 
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ31 جانفي 2009)


أكاديميون تونسيون يؤسسون مرصدا لمقاومة التطبيع مع إسرائيل
 
تونس, 31 (UPI) — أنشأ أكاديميون تونسيون مرصدا للحيلولة دون التطبيع مع إسرائيل في المجال الأكاديمي تحت إسم « المرصد الجامعي لمناهضة التطبيع الأكاديمي ». ويهدف هذا المرصد حسب القائمين عليه إلى « التصدي لأي إختراق صهيوني للمجال الأكاديمي ،والعمل على كشفه ،إلى جانب ضبط سجل أسود بأسماء الذين يحاولون التطبيع مع الكيان الصهيوني (اسرائيل) ». ولا تقيم تونس علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ، غير أنهما إفتتحت مكتبين »لرعاية المصالح » عام 1994 ،أغلقا خلال أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2000 بقرار من تونس وذلك إحتجاجا على عمليات القمع الإسرائيلية ضد ابناء الإنتفاضة الفلسطينية. ويوجد في تونس حاليا أكثر من جمعية ومنظمة تعني بمقاومة التطبيع مع إسرائيل،منها « هيئة مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني » التي يشرف عليها النقابي أحمد الكحلاوي ،و »اللجنة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ». بشار إلى أن الإعلان عن تأسيس هذا المرصد الجديد لمقاومة التطبيع مع إسرائيل في تونس،يأتي عقب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة التي توقفت في الثاني والعشرين من الشهر الجاري،وفي خضم تزايد التحركات التضامنية مع الشعب الفلسطيني. (20090131United Press International Arabic)


على غرار سلطة رام الله..السلطة التونسية تحظر التعاطف مع غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس   مشاهد تعكس معدل القمع في تونس والذى بلغ حظر التظاهر تضامنا مع غزة الرابط على اليوتوب :   http://fr.youtube.com/watch?v=nsu2hElZLEI على هامش الدعوة إلى مسيرة التضامن مع غزة التى تئنّ تحت القصف الصهيوني الوحشي ، والتى دعى لها » الحزب الديمقراطي التقدمي » ، اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008  ، قامت جحافل من البوليس بإغلاق المداخل الرئيسية للمقر المركزي للحزب ، ومنعت المئات من المناضلين من الوصول ، وكان من بينهم أعضاء من المكتب السياسي ، هما فتحي التوزري ومحمد القوماني . كما منعت أعضاء من اللجنة المركزية في الحزب المذكور من الوصول ، وقامت بتعنيف وضرب كل من رشيد العبداوي و رشاد ناصري ، وأيضا الأستاذ المحامي أحمد العويلي والصحفي إسماعيل دبارة الذى إفتك منه هاتفه الجوال وحافظة أوراقه ، و أوقف وسام الصغيري عضو مكتب الشباب بالحزب وهو إلى حد الآن قيد الإيقاف . كما وقع الإعتداء على السجين السياسي السابق عبد الحميد الطرودي ، ووقع الإعتداء على المحامية سعيدة عضوة « جمعية النساء الديمقراطيات » .   وأثناء محاولة أعضاء الحزب الخروج من المقر إلى الشارع  وقع تدافع كبير بينهم وبين قوات البوليس السياسي التى منعتهم من النزول للشارع الرئيسي للعاصمة ، وقام أحد أعوان البوليس بالإعتداء بالعنف الشديد على عضو المكتب السياسي للحزب الشاذلي الفارح الذى نقل إلى المستشفى ، ودام التدافع حوالي نصف ساعة ، أضطر بعده المناضلون إلى إنهاء المسيرة  .  وداخل المقر قامت الأمينة العامة للحزب مية الجريبي بإستعراض الإنتهاكات التى حدثت في تراتيب المسيرة حيث أكّدت أن حزبها لم يُمكّن من رخصة للتظاهر تضامنا مع قطاع عزة ، رغم إلتزامه بكل التراتيب والآجال ، كما تعرضت إلى الخلفية التى حرّكت السلطة لمنع المسيرة . وفي مدينة قفصة وقع الإعتداء على كل من رشاد المحمدي العضو السابق بجامعة « الديمقراطي التقدمي » بقفصة ، وفاتن خليفة عضو « مكتب المرأة » للحزب ، ورابح التباسي « عضو جامعة قفصة » للحزب ، وذلك على الساعة الثالثة بعد الزوال بدار الإتحاد الجهوي بقفصة حينما هموا مع مجموعة من المناضلين بالقيام بمسيرة وفي مدينة صفاقس خرج اليوم عاملات مصانع النسيج من مقار عملهم  وتحولوا إلى مقر الإتحاد الجهوي للشغل في مسيرة حاشدة ، تضامنا مع قطاع غزة ، وذلك على الساعة منتصف النهار ، وضمت حوالي 300 إمرأة  .   وفي قصر العدالة بتونس خرج المحامون في مسيرة إحتجاجية  تنديدا بالعدوان على غزة وتضامنا مع أهلها الصامدين  ن وأحرقوا العلم « الإسرائيلي » ، وقد تعرضت التظاهرة إلى قمع البوليس الذى فرقها بالقوة .   وفي شأن منفصل وقع تهديد حنان قرمازي « منسقة الشباب بجامعة القصرين » للحزب »الديمقراطي التقدمي »لإجارها على تقديم إستقالتها والكف عن النشاط صلب الحزب المذكور .   أعده زهير مخلوف – تونس   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 30 ديسمبر  2009)


في اجتماع صاخب للجامعيين الزاهي يقول :  لقد اخطأ الاتحاد خطا فادحا
 
 
على اثر إمضاء الاتحاد للاتفاقية المتعلقة بالزيادات الخصوصية للتعليم العالي دون استشارة الهياكل النقابية الجامعية  دعت الجامعة العامة إلى اجتماع احتجاجي يوم السبت 31 جانفي ببطحاء محمد علي.  وكان ذلك بعد أن رفضت قيادة الاتحاد السماح للأساتذة بعقد مجلس قطاعي استثنائي وعاجل لتدارس كيفية الرد على ما يعتبرونه مصادرة لحقهم في التفاوض وإبرام الاتفاقيات التي تهم مطالبهم الخصوصية . وقد لبت مئات من الأساتذة هذه الدعوة فتجمعوا أولا في الساحة التي كانت تغص بمئات من النقابيين من قطاعات أخرى جاؤوا إليها لمشاغل نقابية مختلفة . وبعد مفاوضات  عسيرة سمح الاتحاد بان يخصص للجامعيين إحدى قاعاته الكبرى ولعله بذلك كان يتفادى أن يعبر المدرسون غن غضبهم خارج المقر المركزي وان يتحول الاجتماع الاحتجاجي إلى نوع من المظاهرة الصاخبة وسط البطحاء الضيقة التي يحويها شارع محمد علي وربما أيضا أن يختلطوا بغيرهم من العمال  . ابتدأ الاجتماع في جو ملتهب دون حضور أي مسئول من مسؤولي المركزية الذين فضلوا البقاء في مكتابهم و عدم التعرض إلى غضب الغاضبين . ولكن الأساتذة طالبوا بحضور عضو من المكتب التنفيذي ليشرح لهم أسباب لجوء الاتحاد إلى إمضاء الاتفاقية التي أمضاها بدون مشاورة هياكلهم .وبعد  فترة من الانتظار الذي وصل فيه تشنج الأعصاب إلى أقصاه رضي منصف الزاهي الأمين العام المساعد المكلف بالوظيفة العمومية أن يحضر مع الجامعين اجتماعهم ليوضح موقف الاتحاد من الأزمة . فشرح في جو من الفوضى العارمة ما حققه الاتحاد للشغالين من مكاسب أثناء جولة المفاوضات الأخيرة حيث لم يتحقق لهم على حد قوله أبدا المقدار الذي تحصلوا عليه في هذه الجولة . أما في ما يخص المفاوضات المتعلقة بالزيادات الخصوصية فقال الزاهي إن الاتحاد رضي أن يناقشها ضمن ملف الزيادات العامة وتحصل بذلك على مبلغ 50مليون دينار ليوزعها على مجموعة من القطاعات منها  التعليم العالي الذي كان حظه منها 11.4 مليون الدينار. وربما يكون اخطر ما صرح به الزاهي ربما ليمتص غضب الحاضرين هو أن الاتحاد ارتكب خطا فادحا عندما قبل أن يناقش الزيادات الخصوصية ضمن ملف الزيادات العامة فيكون بذلك قد حل محل النقابات القطاعية .و لم يستطع الزاهي مواصلة الاجتماع بعد أن تبادل مع الأساتذة التهم والشتائم. فقلد اعتبر الجامعيون تصرف الاتحاد خيانة وطعنة في الظهر و أكدوا انه متورط مع  السلطة في تهميش الاكادميين وانه يساهم في الانقلاب على النقابات النوعية التي قد تتصدى في المستقبل  لانقلابات قادمة تعد في الظلام قد يكون لها  صلة بالالتفاف على مقررات مؤتمري جربة و المنستير المرتبطة بتحديد الترشح الى المكتب التنفيذي بنيابتين . أما الزاهي فدعا الجامعيين إلى الخروج من الاتحاد إن لم يعجبهم الحال . وقبل مغادرة عضو المكتب التنفيذي للاجتماع حاول أن يفتك مكبر الصوت من بين أيدهم وقد منعوه من ذلك معتبرين أن مقر الاتحاد ليس ملكا له ولا لأي عضو من المكتب التنفيذي . وتواصل بذلك الاجتماع الذي قلما استمع في مقر  الاتحاد  إلى  مثل ما قيل  فيه على فم الجامعيين المؤدبين عادة من أشكال الاتهامات إلى القيادة النقابية التي اتهموها صراحة بالإثراء على حساب عرق العمال  وبالتلاعب بمصالحهم وبالخضوع لرغبات السلطة تغطية على فسادها وسوء تصرفها المالي . وهو ما يشهد عليه تخليها على نضالات نقابيي الحوض المنجمي والفضيحة المالية التي يعيشها الاتحاد الجهوي بتونس على حد تعبير احد المتدخلين . واعتبر كثير من المتدخلين أيضا أن البقاء في الاتحاد لم يعد يجدي  وان المنظمة استنفدت كل طاقاتها ولم تعد تلائم مرحلة الصراع التي تعيشها البلاد وطالب البعض الآخر بالعودة إلى القواعد من اجل التفكير في تكوين هيكل مستقل  قائلين  إن الاتحاد ليس زاوية يحرم الخروج منها . وقد أعد مجموعة من الكتاب العامين للنقابات الأساسية  لائحة شديدة اللهجة سلمت إلى احد أعضاء المركزية وسنوافي قراءنا بمضمونها حال حصولنا على نسخة منها كما قرئت الخطوط العريضة لمشروع بيان ستعده الجامعة العامة وينشر لاحقا  .وسيتضمن النصان على الأرجح دعوة إلى المكتب التنفيذي لعدم الإمضاء نهائيا على الاتفاق الذي كان أمضاه يوم 23 جانفي بالأحرف الأولى . ويخشى كثير من الجامعيين ألا تستجيب المركزية إلى هذا الطلب وأنها ستمضي قدما في المصادقة النهائية على الاتفاق الحاصل بينها وبين الحكومة  وهو ما ينذر بأزمة خطيرة داخل اتحاد تتناهشه الصراعات الداخلية وضبابية الرؤية وعقلية التنفذّ التي  حولته في نظر كثير من الأساتذة إلى مزرعة خاصة تتوارثها بعض الجهات وبعض الانتهازيين داخله مما يجعل من تحالفهم الموضوعي مع السلطة تأمينا لمستقبلهم الشخصي كما قال أحد الغاضبين نذر أزمة لا احد يعلم بمآلها وقد يكون لها تأثيرات خطيرة سواء على مستقبل نقابة الجامعيين أو الاتحاد لعام التونسي للشغل ككل . عبدالسلام الككلي


بسم الله الرّحمان الرّحيم طلبة بكلية العلوم ببنزرت: »كليّة العلوم ببنزرت: عًنف مًتجدّد »

 

يوم الخميس 29 جانفي 2009 قامت مجموعة من الطّلبة بكلية العلوم ببنزرت بتحرّك نصرة لغزة تمثل في تظاهرة حائطية مرفقة باجتماع عام و قد كًلّل هذا التّحرك بنجاح كبير تمثل في حضور عدد هامّ من الطلبة و تفاعلهم مع الحدث. و لكن مجموعة من الطلبة « النّقابيون الرّاديكاليّون « و هو أحد فصائل الإتحاد العام لطلبة تونس حاولت إفشال هذا التحرك من خلال تمزيق التظاهرة الحائطية و استهدافهم بشكل خاص للآيات القرآنيّة.و لًًًََََََمّا فشلوا في إفساد هذا الإحتفال بنصر المقاومة الباسلة نتيجة التفاف الطلبة و اصتفافهم وراء منظّمي التحرك لجؤوا إلى استخدام العنف متسلّحين بسكاكين و عصيّ.إضافة إلى رشق الطلبة بالحجارة ممّا تسبّب في إصابة بعضهم. وقد تعلّل التّيار « النقابي الراديكلي »بإن أي تحرك لابدّ أن يندرج تحت مظلّة الإتحاد العام لطلبة تونس.وقد صرّح بعضهم أنّه لا وجود للحرّية و لا لمبادىء الدّيمقراطية داخل الجامعة التونسية. ويوم الجمعة 30 جانفي 2009 قامت هذه المجموعة بالتهجّم على بعض الطلبة الذين تفاعلوا مع التّحرك و حذّروهم من مغبّة الإلتفاف حول أي نشاط  خارج إطار الإتحاد العام لطلبة تونس مستخدمين في ذلك أسلحة بيضاء(سكاكين)كما قاموا بتعنيفهم لفظيّا في مشهد أصبح مألوفا و غير مستغرب من هذا الفصيل الرّاديكالي. و نحن طلبة بنزرت نستنكر بشدّة هذه الممارسات القمعيّة و غير المسؤولة و نؤكد على: 1-أنّ هذه سياسة ممنهجة في استخدام العنف الماديّ و اللّفظيّ ضدّ أيّ صوت حرّ يحاول التّعبير عن آرائه و مناصرة قضايانا الوطنيّة و العربية الإسلامية. 2-هذه الممارسات أثبتت فشلها في لجم نضال الأحرار و المؤمنين بعدالة قضاياهم و لم تساهم إلا في مزيد تأزيم و تخلّف واقع الجامعة التونسية. 3-نجدد العهد لكل الطّلبة و أحرار هذا الوطن في المضيّ قًدًما للدفاع عن المصالح الطّلابيّة و تحرير الجامعة التونسية من أتون العنف و القمع وعلى نشر ثقافة الحرّية و حقّ التّعبير عن الرّأي. طلبة بكلية العلوم ببنزرت

أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 05 صفر 1430 الموافق ل 31 جانفي 2009

وردت علينا الرسالة التالية من سجين الرأي السابق حمزة الخذيري ننشرها كما هي:
 
بسم الله الرحمان الرحيم المنستير في 25 جانفي  2009  إﻠﯽ رﺋﻴﺱ ﻣﻨﻇﻤﺔ  ﺤﺭﻴﺔ ﻭﺇﻨﺼﺍﻒ :  السيد ﻤﺤﻤﺪ ﺍﻠﻨﻭري إني الممضي ﺃسفله السجين السياسي السابق  حمزة الخذيري صاحب بطاقة التعريف الوطنية رقم 08298364 شقيق الآنسة رجاء الخذيري صاحبة  بطاقة تعريف وطنية  رقم 08659083 – العنوان: الحلايسية شربان المهدية. وبعد٬ في صباح يوم الاثنين 19/01/2009 على الساعة الحادية عشرة صباحا٬ كانت أختي تسير في طريقها إلى حي ״ سطح جابر״ بالمنستير إذ أوقفتها سيارة شرطة و بها اثنان من الأعوان بالزي المدني(civil)، طلب منها أحدهما بطاقة التعريف الوطنية بحجة ارتدائها لباس طاﺌفي على حد قوله ٬ فما إن أعطتهم حتى طلب منها أن تمتطي السيارة  لكنها رفضت فوقع جدال بينهما إلى أن مرت بجانبها مجموعة من تلاميذ المدرسة فتوقفوا لينظروا ما يحدث عندها قالت: ″ أرأيت كيف ترهبون الناس ″ فما ردا عليها إلا أنه رمياها بالسيارة و اتجها بي إلى ″مركز الشرطة″ قرب ال″marché″ و تم استجوابها هناك و نفس السيناريو﴿ إرشادات٬ منذ متى ترتدين هذا الحجاب٬ منذ متى تصلين٬ هل أخوك يصلي٬ هل والدك يصلي٬ هل تملكين جهاز حاسوب٬ هل لديكم شبكة ”internet“…﴾. فأجبروها على التوقيع على هذا البحث. وبعد حوالي ساعة و نصف٬ اقتادوها إلى منطقة الأمن بسقانص المنستير و معهم البحث الذي وقّعت عليه إلى أن وصلوا إلى مكتب أحد العاملين بالأمن الشرطي السياسي ويدعى ”حبيب“ لكنه لم يكن موجودا آنذاك ٬ فجلست تنتظره٬ و في الأثناء٬ ضل أحد الموظفين هناك يراقبها و يحاول إقناعها بطريقة تبدو هادﺌة بأن هذا اللباس﴿ أي الحجاب﴾ هو دخيل ولا يليق بعاداتنا و تقاليدنا و أن ما تفعله طمس للهوية التونسية.و بينما هم كذلك٬ إذ دخل عون آخر وشارك زميله في التحدث إليها٬ ومرة أخرى و بنفس السيناريو ﴿ إرشادات: منذ متى ترتدين هذا الحجاب٬ منذ متى تصلين٬ ما هي القنوات الفضاﺌية التي تشاهدينها في التلفاز…﴾ وغيرها من الأسﺌلة التي تجعلها تشعر بالقلق∙ وبعدها تفطن أحدهما إلى أنها أخت حمزة الخذيري فقال:״ لماذا لم تخبرينا من البداية بأنك أخت حمزة״ قالت :״ ما الغريب في ذلك ״ أجابها أحدهما:״ لا شيء في ذلك غير أننا سبق وأنذرناك بعدم ارتداء هذا اللباس و أنت تحاولين التمسك به، فنحن نحذرك بأن ما تفعلينه سيحطم مستقبلك و أنت السبب في ذلك״ دون أن أطيل الحديث٬ قارب وقت العصر أي الساعة الثالثة بعد الظهر قضت معهم أربع ساعات بدون موجب قانون ٬ أتى حبيب الذي سبق أن أوقفها مرتين بالسوق الأسبوعي٬ فتحدث إليها بطريقة تجعلها تتحمل مسؤوليتها و سيواصل الإمساك بها كلما رآها هكذا٬ و أن ما يفعله هو تطبيق للقوانين المنصوص بها تجاه ظاهرتي ” اللباس الطاﺌفي“ و ” اللحية“ و أن هذه القوانين وقع التصويت عليها من قبل المجلس التشريعي الذي يحترم رأي الشعب و أن الشعب نفسه طالب بمكافحة هذه الظاهرة التي تسبّب له الخوف٬ كما ألقى اللوم على أبي و أمي اللذين انتخبا و اختارا أن يطبق على أبنائهما مثل هذه القوانين وأن الأمن لا دخل له٬ وأن أخوك حمزة يغلق جواله لأنه لا يريد التجاوب معنا فعليه أن يتصل بنا وإلا سوف أرسل له أعوان يأتون به فإننا نعلم جيدا بذهابه إلى شربان دون إعلام السلطات و نراقبه جيدا في الكلية ولست أدري ما المغزى من كل ذلك و غير ذلك من الكلام ثم أرجع إليها بطاقتها و تركها تخرج٬ أتى إلي عونان من شرطة حي البساتين إلى المنزل يوم الجمعة أخذوا بطاقة التعريف ثم حاولا الدخول و لكني منعتهم من ذلك فطلبوا مني الذهاب معهما و لكني رفضت لأني ذاهب إلى الدراسة ثم قالوا لي إلحق بنا إلى المركز اليوم أو غدا أو متى تشاء فذهبت إليهم يوم الأحد فرفضوا التحدث إلي وقالوا إن اليوم عطلة أسبوعية… و السلام على من اتبع الهدى.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


اهتمامات الصحف التونسية

تونس 5 صفر 1430 هـ الموافقعام /  31 يناير 2009 م واس وجد الموقف الذي سجله رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ضد الرئيس الإسرائيلي والحاضرين في منتدى دافوس الاقتصادي مكانا بارزا بين طيات الصحف التونسية التي وصفت انسحابه من الملتقى بأنه موقف مشرف وواكبت في الأثناء الاستقبال الحاشد الذي قوبل به لدى عودته إلى بلاده . وتوسعت في عرض تفاصيل ما جرى أثناء نقاش حول غزة ضمن منتدى دافوس بحضور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي حاول تبرير العدوان الإسرائيلي على غزة وهو مارد عليه اردوغان بالتطرق إلى مافعلته آلة القتل الإسرائيلية في القطاع منتقدا تصفيق الحضور لمداخلة الرئيس الإسرائيلي. صحيفة الصباح التي امتدحت في افتتاحياتها الموقف الجرئ الذي اتخذه رئيس وزراء تركيا رأت أن الرسالة التي حملها اردوغان واضحة وهي أن احترام الأعداء والأصدقاء على حد سواء لا يتحقق بالاستجداء والمهادنة . بعض الصحف تناولت نشاطات معالي وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني في تونس العاصمة يوم أمس وأوردت في هذا الإطار زيارة معاليه إلى مقر اتحاد إذاعات الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم // الالكسو // ولقائه بكبار المسؤولين فيهما وإشادته في الأثناء بالدور الذي تضطلع به هاتان المؤسستان المرموقتان في دعم العمل العربي المشترك في المجالات الإعلامية والثقافية . ومواكبة للشأن الفلسطيني تطرقت إلى تنديد رؤساء البرلمانات العربية بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودعوة المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي إلى التدخل لاستئناف مسار السلام وفتح المعابر وذلك أثناء اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية الاورومتوسطية المنعقد أول أمس ببروكسل مشيرة في ذات الوقت إلى إعلان مصر استضافتها مؤتمرا دوليا خلال شهر مارس المقبل لإعادة أعمار غزة. وألقت الضوء على تصريحات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل والتي أكد من خلالها حرص الرئيس محمود عباس على المصالحة وإقامة حكومة الوحدة الوطنية في وقت أعلن فيه ميتشيل أن مبادرة الإدارة الأمريكية الجديدة للتوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تواجه عقبات كبيرة متوقعا مزيدا من الانتكاسات. كما اهتمت باستعداد جامعة الدول العربية لدراسة سبل ملاحقة مرتكبي الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان أثناء العدوان على غزة قضائيا . في الشأن العراقي تحدثت اليوميات التونسية عن انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي ستجرى اليوم. وضمن متفرقاتها الإقليمية والدولية أبرزت تأكيدات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن إدارة الرئيس اوباما تلتزم ب// لبنان مستقل وآمن // واعتبار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وصول باراك اوباما إلى السلطة في الولايات المتحدة فرصة جديدة للتعاون . كما أرفقت تقارير حول مطالبة الاتحاد الإفريقي رئيس جنوب إفريقيا السابق برئاسة لجنة للتوفيق بين الحاجة إلى المحاسبة بشأن دارفور والمعارضة للدعوة إلى ملاحقة الرئيس السوداني قضائيا وإصابة أكثر من 60 ألف شخص بالكوليرا في زيمبابوي . (المصدر:وكالة الأنباء السعودية بتاريخ 31 جانفي 2009)  


سيدة تونسية تتبرع بإحدى عينيها وكليتها لجرحى قطاع غزة

 

السبيل أونلاين – غزة اعلنت سيدة تونسية عن تبرعها باحدي كليتيها واحدي عينيها لجرحي قطاع غزة ، وعبرت « ام علاء » في اتصال هاتفي بـ’قناة الجزيرة’ عن استعدادها لتقديم أحدى عينيها للطفل لؤى صبح الذى فقد كلتا عينيه جراء تعرضه لقنبلة فسفورية خلال العدوان على غزة ، وتكفلت بكل تبعات نقل عينها الى الفتى لؤى من الناحية المادية و القانونية . وعن السبب الذى دفعها لذلك قالت أنها أحبت أن ترى الصباح من خلال العين التى ستقدمها للطفل لؤى .   يمكن مشاهدة التقريرالذى أعدته الجزيرة حول الطفل لؤي صبح انقرهنا –  الرابط على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=7ooaBCQ-oRA    (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 31 جانفي 2009)


إعادة الإعمار  
كتبه عبدالحميد العدّاسي   ليس إعمارا ولكنّه إعادة إعمار أو إعادة عِمارة، تنبّه إلى فعل آلة الخراب التي هي بحوزة المجرمين القادمين على الأمّة من شعاب غفلتها على صهوة وعود الرّجل الأبيض النّجس الحاقد على الإسلام والمسلمين وعلى صهوة كراسي ملك تفسد على الجالسين عليها آخرتهم ودنياهم…   وقد كثر الحديث هذه الأيّام عن الإعمار وعن ربطه بالسياسة التي قد لا تعرف الإنسان ولا العَمار، فأطنب النّاس به في الميل عن الحقّ حتّى كادوا يُفقدون المصطلح معناه، ومعناه سهل يفقهه – كما قال الشيخ عبدالمجيد الزنداني حفظه الله – طفل حديث عهد بالدنيا عايش الأسابيع الثلاثة التي أمطرت غزّة بحقد اليهود الدفين المضغوط في أطنان القنابل والقذائف المبيدة للبشر والشجر والحجر!… ولست اليوم هنا بصدد ترجيح رأي على آخر، إذ الرّأي واحد لا يُثنّى إلاّ بفساد الرّأي أوغياب صاحب الرّأي؛ ولكنّي أناقش الفكرة أو هذا الفعل المتمثّل في إعادة البناء!…   فقد كان يمكن الابتعاد عن التخريب الذي هو في أصله ظلم واعتداء وفساد وإفساد وتجبّر وتكبّر وسوء تصرّف يُبغضه الله تعالى ورسله الذين وصّاهم، وتنبذه الديانات السماويّة وعلى رأسها الإسلام الذي جاء للإصلاح والبناء، وتنهى عنه كلّ التشريعات الإنسانية!… بل كان يجب منع هذا التخريب وذلك بواسطة التشريعات والعقوبات، وبالوقوف – قبل ذلك – صفّا واحدا في أرض الإنسانية يُدفَع عن منتسبيها سطوة الأنعام والذين هم أضلّ من الأنعام ممّن نرى فعلهم في غزّة بوجه خاصّ وفي الضفّة وفي العراق وفي أفغانستان وباكستان وفي كلّ رقعة تقريبا من أرض الإسلام والمسلمين؛ فلا ينجم عن ضلال الميّتين بغيظهم دمار كهذا الذي رأينا ولا دماء زكيّة كهذه التي بها غزّة سقينا!… وإنّي لا ألوم أعداء الغزّاويين ممّن ناصر اليهود الصهاينة (ومنهم الرابضون برام الله وبين الإهرامات) على سيرتهم هذه، ولكنّي أتوجّه باللوم الشديد والتقريع الصاخب إلى حكّام العرب والمسلمين وخاصّة الأغنياء منهم وأؤكّد لهم مساهمتهم الفعّالة – شعروا بذلك أم لم يشعروا – في تقتيل أبناء غزّة من الرضّع والولدان والنّساء والشيوخ، ذلك أنّ أصل المشكلة وسبب الحرب على غزّة وعلى فلسطين أمران لا ثالث لهما: الاحتلال وابنه الملازم له الحصار، وإنّ زوال الاحتلال رهين موقف رجولي واحد أقلّ في قيمته بكثير من هبّة « الشارع » في أيّام الحرب وإنّ زوال الحصار رهين دُرَيهمات من فتات بترولهم أو ثرواتهم المتعدّدة لا ترقى بأيّ تقدير إلى قيمة المال المسخّر لإعادة الإعمار؛ وقد رأيناهم يتبارون في توفيره حقيقة أو إعلاما ليجعلوه ربّما بين أيادي تخصّحت في سلخ الذبيحة ودبغ جلدها للاستفادة من ثمنه!…   أبكي على معايشة هذا الواقع الذي يظهرنا (أعني ولاّة أمورنا) خونة أغبياء قاعدين قد تسربلوا بعار لا تمحوه عروبة وإن تعرّبوا ولا يبيحه أو يرضاه إسلام وإن أسلموا، وأحزن شديد الحزن لاقتناعنا (نحن الشعوب) بإعادة الإعمار دون أن نبادر إلى منع المخرّب بالضرب الشديد على يديه!…   ليس طبيعيّا أن يظلّ اليهود يحطّمون كلّ ما نبني ويقتلون كلّ مَن نُنَشِّئ ويُعيقون كلّ من يشبّ ليُعيد وكلاؤُهم إعمار أرض كثيرا ما تقع في أرض أخرى على وجه الخطأ ويتداوى الجرحى في مستشفياتِ نجدةٍ بأرضٍ صديقةٍ سكنتها مخابراتٌ عميلةٌ… ليس من المعقول أن نظلّ في كلّ بلداننا العربيّة والإسلاميّة نرقب عن كثب عمل المجرمين الفاعلين في مختلف القطاعات الثقافية والإجتماعية والتعليميّة وغيرها مرّة باسم التغيير ومرّة باسم الحداثة والتقدّميّة وأخرى بدعوى الديمقراطيّة المتوحّشة التي كان من إنتاجاتها القنابل الذكيّة، دون أن نمنع هذا التخريب الذي سيكلّفنا الكثير من الجهد فيما بعد لإعادة الإعمار… ليس من المفروض علينا أن نقنع أو نعيد في كلّ مرّة إعمار ما يخرّبه المجرمون، بل علينا مقاومتهم ودحرهم وتعرية صنائعهم السود كي نحافظ على عِمارة أنشأها المصلحون وعمرها الصالحون… والله من وراء القصد…             

 

:من حسني مبارك .. إلى شعب مصر
 بقلم : أحمد فؤاد نجم
 
2009-01-31 ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي ياحاطك في جيبي يابن الحلال ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر ياساكن مقابر وصابر وعال ياواكل سمومك يابايع هدومك ياحامل همومك وشايل جبال ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم وفي الفقر عايم وحاله ده حال احبك محشش مفرفش مطنش ودايخ مدروخ واخر انسطال احبك مكبر دماغك مخدر ممشي امورك كده باتكال واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب واحب اللي ينهب ويسرق تلال واحب اللي شايف وعارف وخايف وبالع لسانه وكاتم ماقال واحب اللي قافل عيونه المغفل واحب البهايم واحب البغال واحب اللي راضي واحب اللي فاضي واحب اللي عايز يربي العيال واحب اللي يائس واحب اللي بائس واحب اللي محبط وشايف محال واحبك تسافر وتبعد تهاجر وتبعت فلوسك دولار او ريال واحبك تطبل تهلل تهبل عشان مطش كوره وفيلم ومقال واحبك تأيد تعضض تمجد توافق تنافق وتلحس نعال تحضر نشادر تجمع كوادر تلمع تقمع تظبط مجال لكن لو تفكر تخطط تقرر تشغلي مخك وتفتح جدال وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل وتنكش مسائل وتسأل سؤال وعايز تنور وعايز تطور وتعمللي روحك مفرد رجال ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك وراح تبقى عبره وتصبح مثال حبهدل جنابك وأذل اللي جابك وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك واخلي كرامتك في حالة هزال وتلبس قضيه وتصبح رزيه وباقي حياتك تعيش في انعزال حتقبل ححبك حترفض حلبك حتطلع حتنزل حجيبلك جمااااال

 
مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي www.ghannoushi.net مواعيد بث برنامج تأملات في الدين والسياسة
 
يتناول برنامج تأملات في الدين والسياسية ( قناة الحوار اللندنية) الذي يشارك فيه الشيخ راشد الغنوشي، في حلقة يوم غد الأحد موضوع النصر في غزة والدروس المستخلصة منه، ويمكن متابعة الحلقة في المواعيد التالية:  الأحد الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش (السابعة بتوقيتتونس)  وتتم الإعادة في نفس اليوم على الساعة الحادية عشر مساء بتوقيت غرينتش ( الثانية عشر بتوقيت تونس). ويوم الإثنين الساعة الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش (السادسة بتوقيت تونس) و الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش ( الثانية بتوقيت تونس) كما يمكن متابعة الحلقة على الرابط التالي: http://alhiwar.tv/ar/modules.php?name=Live
 

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي www.ghannoushi.net

تداعيات زلزال غزة
 
الشيخ راشد الغنوشي
الحرب كما يقال هي إستمرار للسياسة ولكن بأدوات أخرى  الحرب أكبر محركات التاريخ ،تسريعا لخطاه. ، وهو ما صنعه هذا الزلزال من تطورات متسارعة وما انحسر عنه إعصاره من انشطار للنظام العربي و من إصطفافات كانت غائمة وتعتمل تحت السطح . تحولات كبرى حدثت خلال الثلاث أسابيع  العاصفة، ومنتظر أن تتلاحق، ما كان يمكن أن تحدث حتى بالخيال  . فما حصل في غزة يعتبر زلزالا كبيرا غير مسبوق   أ- السياق الذي تنزل فيه هذا الحدث – جاءت الحرب على غزة وخط التسوية الذي أدمنه أبو مازن ومعه بقية الدول العربية المسماة معتدلة في حالة موت سريري متراوح بين الفشل والتجميد، وهو ما عزز خيار المقاومة  الذي تتزعمه حماس مستفيدة من الحرب الاسرائيلية الفاشلة على المقاومة في لبنان قبل نحو السنتين بما مثل قيمة مضافة الى جانب شرعيتها الانتخابية المستحقة -.لقد فشلت كل محاولات إحتواء حماس ضمن خط التسوية عبر الضغوط العربية والدولية التي سلطت على حكومتها. ولمّا لم يجد ذلك في إسقاطها بدا التخطيط الثلاثي الامريكي الصهيوني السلطوي في رام الله للانقلاب عليها وتدمير بنيتها التحتية. ولمّا نجحت في إجهاض مشروع الانقلاب عبر الحسم وتقويض بنيانه في غزة وتم إسقاط مشروع الجنرال الامريكي دايتون الذي استهدف  شطب الحركة وتعميم خط أوسلو على القطاع إيذانا بدخول المقاومة مرحلة جديدة من التحدي للمشروع الصهيوني في المنطقة، لم يبق أمام المخطط الصهيوني الذي يجر وراءه إدارة بوش ونظام مبارك ومنعا لقوة حماس المتنامية من الوصول الى مرحلة متقدمة من الاستعصاء ،غير الهجوم على غزة التي مثلت أكبر تحد في الخاصرة الجنوبية للكيان كما مثل حزب الله تحديا في شمال الكيان، لاسيما وقد غدا أكثر من نظام عربي يشارك في النظر الى حماس وقوتها على أنها تحد تجب مواجهته، حتى تحدث  مسؤولون المصريون عن ضرورة تأديب قادة حماس لرفضهم الوساطة المصرية لتجديد التهدئة ، مما لم يعتادوه من فصيل فلسطيني ،علامة أخرى على تجذر الخط الحمساوي وثقته بنفسه – و يأتي في خلفية هذه الهجمة الصهيونية الشاملة والمجنونة سياق الكابوس الاسرائيلي والعربي الرسمي من تكرار نموذج حزب الله في لبنان وصموده الكبير في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية، ما يجعل المعركة بالنسبة لأكثر من نظام عربي لا تجري خارجه وإنما داخله بسبب تصاعد الموجة الاسلامية والدعم المتزايد للمقاومة وبالخصوص لحماس. – فشل الحصار المفروض على القطاع لإخضاع حماس أو دفع الأهالي للإنتفاضة ضد حكومتها، ضيقا بحالة الحصار وفقدان الضروري من الغذاء والدواء , إلا أن الحصار قد تحول  الى ما يشبه الفضيحة بالنسبة للنظام المصري وللكيان الصهيوني وبدأ كثير من البرلمانيين الأوروبيين حملات لفكه والتنديد العالمي بإستمراره – وجود حالة فراغ دولي في الفترة ما بين تنصيب الرئيس الامريكي الجديد وإنتهاء ولاية الرئيس القديم إستغلتها السلطة الاسرائيلية بإطلاق يدها في غزة ب- صمود المقاومة أفشل كل الرهانات على سقوطها بدأت الهجمة الوحشية على غزة بهدف أولي معلن وهو سحق حركة حماس وإنهاء حكمها في غزة وتظافرت على ذلك جهود إقليمية ودولية وحتى فلسطينية ( سلطة رام الله ) إلا أن صمود المقاومة وثباتها جعلهم يغيرون أكثر من مرة  من أهداف الحرب فيتحدثون عن مراحل للهجوم. وتبين لهم بعد ثلاثة أسابيع من القصف المركز من الجو والبحر والبر لم يدخر فيه سلاح ممما جادت به الترسانة الامريكية أنهم عاجزون عن تحقيق أي من أهداف هذه الهجمة، بسبب عجزهم عن اقتحام المراكز الكبرى للتجمعات لما لمسوه من مقاومة شرسة لم يقدروا على زخزحتها عن مواقعها ، فارتدوا على أعقابهم ولم  ولم يفلحوا إلا في تقتيل المستضعفين من أطفال ونساء وعجز ومجردين من كل سلاح ، انسحبوا تلاحقهم فضائحهم الاخلاقية في العالم ، مع صواريخ المقاومة التي حافظت على رباطة جأشها وسيطرتها على الميدان وعلى أرصدتها لم يمسها إلا أذى قليل هذا الصمود الاسطوري في وجه أحدث أرمادا عسكرية واشرسها  ,أشدها إجراما وفتكا بالمدنيين فجر حركة  الشارع  في العالم بشكل غير مسبوق بما عزز من صف المقاومة وأحرج كل المتورطين والمتواطئين واربك العدو الصهيوني وحلفاؤه وبدت قمة الدوحة  تعبيرا عن تصدع النظام العربي لأول مرة فانعقدت ثلاث قمم ، بين داعم للمقاومة ومتواطئ مع العدوان. هذا الصمود الاسطوري وهذه الدماء الزكية غيرت من المعادلة التي كانت تفتقد للتكافىء وجعات المقاومة الرقم الأصعب إلى أن إنتهى الامر أن أوقفت إسرائيل العدوان وكانت المقاومة آخر من أطلق الصواريخ إنتهت الى حين الحرب عسكريا وبدأت المعركة على ترجمتها سياسيا ، كيف تبدو مواقع مختلف الأطراف 1- المقاومة لقد غير زلزال غزة المعادلة القائمة فلسطينيا  فأصبح في وسع حماس التي خرجت منتصرة  ان تطلب الاعتراف بها طرفا أساسيا ناطقا بإسم شعب فلسطين والاعتراف الدولي بها وان الحصار على غزة لم يعد مقبولا بعد ان جفت حلق المقاومة من الصياح قبل الحرب بضرورة رفع الحصار عن غزة العناصر المساعدة: إنتصار على الأرض  بعد فشل الهجمة الاسرائيلية ثم الاستناد الى دعم الشارع العربي والاسلامي ودعم ما عرف بدول الممانعة ، لا سيما مع الصورة المخجلة التي بدات بها رام الله خلال العدوان. وما عليه منظمة النحرير من اهتراء وخواء أما العناصر غير مساعدة: موقف أوروبي وأمريكي معاد ، إحكام سلطة رام الله قبضتها على الضفة وقمعها لكل تحرك شعبي جاد دعما للمقاومة 2- أوضاع العدو رجع العدو عن غزة حسيرا لكنه يملك من القوة والدعم الدولي ما يحمله  على إعادة الكرة ومواصلة حصار القطاع وضرب قوى المقاومة، وذلك إزاء راي عام صهيوني مغرور مريض بكوابيس الخوف والنزوع المتواصل الى العدوان وسفك الدماء طلبا للشفاء.  – و دعم غربي لا حدود وانهيار للنظام العربي ورهانه المطلق على السلام مع الكيان لدرجة التعويل عليه في حمايته من خطر الاسلاميين – عوامل غير مساعدة: تأييد أمريكي متحفظ ليس  كالسابق في دعمه غير المشروط وأيضا إهتزاز صورة القوة الرادعة ثم صعود محور إقليمي معارض له إمتداداته عربيا واسلاميا ودوليا الآثار والتداعيات المتوقعة على المدى القريب : تكريس الانقسام عربيا وفلسطينيا وإستمرار الحصار المخفف إنسانيا إستمرار الضغوط الشعبية على معسكر الاعتدال وخصوصا النظام المصري والسعودي لوقف الانحياز ضد المقاومة إستمرار إنحياز سلطة رام الله الى الاحتلال والدوائر الدولية إنتفاضة في الضفة وإنتفاضة في مصر وتصاعد التصادم التململ في السعودية خاتمة زلزال غزة خطوة على طريق تحرير فلسطين من النهر للبحر وخطوة على طريق تحرير شعوبنا من أنظمة الجور والقهر والولاء للأجنبي وخطوة في تقدم الحركة الاسلامية الى قيادة الامة في طريق النهوض والعزة، بما يجعل القضية الفلسطينية أهم روافع النهوض والنغيير والتوحد في أمتنا وخلاصها على صخرة هذا التحدي من كل الجذوع النخرة إفساحا أمام فرص التجدد والحياة. على نحو أنه لو لم تكن هذه القضية لوجب أن تكون. إن فلسطين تعطي الامة أكثر مما تاخذ منها. « وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثير » – مداخلة في ندوة مركز المنظور للدراسات بالتعاون مع المنتدى الفلسطيني حول الحرب على غزة بتاريح 25 جانفي2009

المنظمة العربية لحقوق الإنسان خيوط من شمس غاربة أم تباشير فجر جديد؟
 
الشيخ راشد الغنوشي قال رسول الله (ص) (إذا رأيتم العالم يرتاد السلطان فاتهموه) سأتناول من هذا المنظور موضوع العلاقة بين الثقافة والسلطة وحقوق الإنسان في اتجاه مقاربة تجعل حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من ثقافتنا  ، تنطق به لغة الجماهير وترتقي به ، وليس بضاعة مستوردة تحتكرها نخبة معينة، حفاظا على مكانة أو سلاحا ضد خصم عقائدي. هل تكون ايديولوجية حقوق الإنسان مشروع لقاء على ارضية الأمة في اتجاه مشروع راشد لثورات بمهامها المعروفة في الإستقلال والحرية والعدل والوحدة وعلى رأسها تحرير فلسطين؟   تلك المهام التي خمدت بسبب نفاذ الوقود الذي حركها فانعطفت الأمة تستنجد بمخزونها التاريخي: الإسلام، هل هي مشروع لقاء للخيرين بالأصالة او التوبة من أبناء هذه الأمة لبعث تيار تحرري جديد عارم وأصيل، يقتلع الطواغيت من ارضنا ويؤنس ويروض دولة توحشت، ويستعيدها خادما لشعبها، ومؤسسة من مؤسساته المدنية، فيستعيد المواطن كرامته المهدورة، والشعب قواميته على دولته، وتستأنف أمتنا دورة حضارية جديدة. أم  أن الدعوة لحقوق الإنسان شيئ غير ذلك، شعار اقصائي وزينة محافل واحتفاظ بمواقع؟ وحتى يكون التصور لحقوق الإنسان هو المقصود، لا مناص من تحليل دقيق لعلاقة المثقف بالسلطة وبحقوق الإنسان، كمدخل رئيسي لتصور مجتمع مدني عربي اسلامي حديث منشود على انقاض مجتمع سلطوي علماني قائم. واضخ إننا لانتحدث عن ثقافة ومثقف وسلطة وحقوق انسان بمفاهيم فلسفية مجردة عن الزمان والمكان، وانما يتنزل حديثنا في واقع حضاري عربي اسلامي يتردى في أزمات مركبة، أهم تجلياتها اغتراب الدولة عن الأمة، الى حد التناقض والتصادم وحتى التقاتل وضياع كرامة المواطن وانهيار بقايا وبدايات المجتمع المدني، واستصراخ الاجنبي للاحتماء به من الجار أو ابن البلد، ودعك من الإنهيار والإفلاس الإقتصاديين وزحف الأمية وتراجع الخدمات الاجتماعية، فهي توابع فضلا عن دخول الامة في الزمن الاسرائيلي، وتنافس النخب والحكام على الإنبطاح أمام عتبة صهيون. نحن اذن لسنا في المطلق ومن موقف فلسفي بارد نجتمع هنا بعيدا عن ارض العروبة والإسلام، وما كان ليطوف بخيار جدودنا حتى في الحلم منذ اربعة عشر قرنا على الأقل ان نجتمع هنا بين مشرد وطريد وخائف يترقب، حقيقة انه أمر لا يمكن تصوره فضلا عن تصديقه لدى اجدادنا ان نجتمع نحن العرب هنا لتباحث حقوق الإنسان العربي، ولكنها الحقيقة المرة، فليكن حديثنا صريحا وان كانت الصراحة غالبا مرة، وهل امر من الإعتراف بأنه ليس في وطننا العربي اليوم مكان يصلح للحديث الصريح لانه لا يوجد فيه مكان لصوت القانون والقضاء والصحافة والمفكر أعلى او حتى في مستوى صوت الزعيم وحزبه وسحرته، لذلك ها نحن بعيدا عن الوطن العربي نتحدث عن حقوق الإنسان العربي في علاقتها بعلمائه ومثقفيه من جهة وبالسلطة من جهة أخرى. أين الخلل ومن اين ينطلق الاصلاح؟ ولأضبط نفسي في فقرات محددة حتى لا تجتاحكم آلام غربتي فليس في نفوسكم متسع للمزيد من الأوجاع 1- نختار من أجل الضبط للمصطلحات المطاطة كالثقافة أحد أهم المعاني المتداولة في علم الاجتماع كما حققها الاجتماعي الجزائري مالك بن نبي في دراساته، فعرف الثقافة بأنها ما يميز أمة عن اخرى، وذلك تميزا لها عن العلم، فقد لا يختلف الطبيب الانجليزي عن الطبيب العربي في شيئ من حيث المادة العلمية التي يتلقاها كل منهما ربما على منضدة واحدة، ولكنهما فيما وراء ذلك قد يختلفان الى درجة التناقض في تصور كل منهما للكون وللإنسان والحياة، ولقيم الخير والشر والجمال والقبح والعادات والتقاليد والفنون والتشريعات وأنظمة الحكم وما الى ذالك، وتلك هي الثقافة، واذا كان لكل ثقافة مرجعية يقاس اليها او يستوحى منه كالفلسفة الإغريقية، والإصلاح الديني، وفلسفة عصر التنوير في الأمم الغربية، التي تأسست عليها ثقافة ونظام الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان، فما هي الأسس المرجعية للأمة العربية، اذا سلمنا بوجود امة عربية تبحث اليوم لتأسيس ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية على اراضيها، وعن دور المثقف فيها ودور السلطة، بصدد اقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق المواطن والإنسان عامة؟ دون خوض في جدل او وقوع في التواء، نقول من موقع المؤمن المطمئن، والدارس المطلع، انه لم يبق ريب  اليوم لدى جمهرة الباحثين في تاريخ العرب وأحوالهم منذ ظهور الإسلام فيهم، أنهم قد امتزجوا به امتزاجا على نحو لم تعد تستبين لهم هوية خارجة، سواء منهم من انخرط فيه بالعقيدة والحضارة وهم الجمهرة الغالبة من العرب منذ حياة قائد الدعوة عليه السلام، او من انخرط فيه بالحضارة دون العقيدة وهم اقليات بعضها دينية وبعضها عقلانية مثل العلمانيين المعاصريين او القدامى ممن لم يعترضوا بالضرورة على البعد العمودي للدين في علاقة الانسان بربه، وانما انصب اعتراضهم على نفوذ الدين في العلاقات الأفقية، العلاقات الإجتماعية. وان كانت هذه حقيقة انتربولوجية، وهي كذلك ،فالحديث عن الثقافة العربية لا يأخذ معناه الحقيقي المحدد دون الأخذ بعين الإعتبار الاسلام كمرجعية أساسية لهذه الثقافة، وهذا التسليم بهذه الحقيقة العلمية قد لا يحسم كل اختلاف، وذلك بسبب قابلية نصوص هذه المرجعية لتأويلات لا متناهية، ولكن يبقى كل ذلك داخل اطار تلك المرجعية، وفق مقتضيات اللغة العربية. واذن فحديثنا عن مثقف محدد في اطار مرجعية اساسية هي الإسلام وسياق تاريخي هو تاريخ الثقافة العربية الإسلامية.   ما المثقف في سياق هذه الثقافة؟ ما علاقته بالسلطة؟ ما علاقته بحقوق الإنسان؟ 2- انه دون الحاجة الى الخوض في متاهة التعريفات، نختار لتعريف فئة المثقفين في امة ما، انهم القائمون على انتاج عالم الأفكار والقيم والمروجين لها، والمؤثرين في تصور الأمة لنفسها ولدورها ولمكانتها وتاريخها وعلاقتها بالأمم الأخرى، ولتصور الإنسان عن نفسه ومكانته في المجتمع الكوني، ومعايير سلوكه وذوقه، واقرب فئة في تاريخنا العربي الإسلامي لهذه الفئة المعروفة في عصرنا بفئة المثقفين هي فئة العلماء، وبالأخص علماء الدين بسبب صلتهم الأوثق بالمرجعية الثقافية للأمة، ثم تليهم بقية فئات المثقفين كاللغويين والأدباء وعلماء الطبيعة وسائر العلوم العقلية، وكلها نشأت في رحاب الدين، بل حتى لخدمته، واتسعت امامها فضاءات رحبة، وما تزال تفخر به هذه الحضارة من انتاج حضاري حتى اليوم.  فماذا كان لهذه الفئة أي علماء الدين بالمعنى الضيق او العلماء بالمعنى المطلق من دور ازاء فئة اصحاب السلطة في موضوع حقوق الانسان المسلم وغير المسلم؟ 3- ونحن مفترضون ان الإسلام لم يتضمن تصورا لحقوق الإنسان مسلما كان او غير مسلم بل انه انما جاء من اجل ذلك اساسا. فالقران أفتتح بالحديث عن الإنسان ( اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق) واختتم بالحديث عن الإنسان ( قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس) والقيمة المفتاح في موضوع حقوق الانسان في التصور الاسلامي هي قيمة العدل ، واقامتها الغاية القصوى لإرسال الرسل ( إنا أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) ( الحديد) والعدل ليس قيمة طبقية أو وطنية، بل هو قيمة انسانية مطلقة ( يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى)( المائدة) ( والسماء رفعها ووضع الميزان، الا تطغوا في الميزان، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) ( الرحمان) وفي الحديث القدسي ( يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) ولأن الإنسان أي جنس الإنسان مكرم من الله، وان الناس جميعا من اصل واحد، فقد أصبح الإنسان من حيث هو انسان لنفخة من روح الله توجب له حقوقا لا يستطيع احد ان ينتقص منها او يسيئ التصرف فيها كحق الحياة ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) (الأنعام 125) ( ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض، فكـأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) ( المائدة 31) كما تجب له  ضمانات العيش والتربية والصحة، وإقامة الأسرة والحماية من الجور والمشاركة في الشؤون العامة ( وامرهم شورى بنهم) (الشورى) ومن ذلك حقه في اختيار عقيدته، والتعبير عنها والدعوة لها، والإنتقال في الأرض واقامة الجماعات السلمية ومقاومة المظالم والشرور، وهي كلها منضبطة إما بأحكام تفصيلية او بأصول ومقاصد كالعدل والمساواة والمصلحة، يمكن ان تتأسس عليها صور لا متناهية من الإجتهادات والمجتمعات، وهي بالنسبة للمسلم دين وثقافة وبالنسبة لغير المسلم من مواطني الدولة الإسلامية ثقافة يتمتع في اطارها بالعدل والمساواة وسائر حقوق المواطنة، وحتى ما اصطلح عليه الفقهاء في العصور القديمة ب (أهل الذمة) من تمييز بين المسلم وغير المسلم، هو تمييز اقتضته اوضاع ظرفية غير ملزمة للأمة مصطلحا ومضمونا، لا سيما مع حصول اندماج في عصر الدولة الحديثة، كما نص على ذلك فقهاء محدثون كبار. واذن ففي اطار المرجعية الإسلامية، والإرث الثقافي العربي ، يمكن ان نستنبت ونطور ثقافة عربية لحقوق الانسان، قد لا تفترق عن مثيلاتها المعبر عنها في الثقافة الغربية بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الا في المراجع والسياق التاريخي، والتقاء فروع الأشجار لا ينفي اختلاف منابتها وأصولها. نعود الى سؤالنا في اطار الثقافة العربية الإسلامية، ما دور العلماء باطلاق وسائر الفئات المنتجة للفكر كالادباء في قيام ميزان العدل في المجتمع، أي حقوق الإنسان بالتعبير الحديث؟ تبدو السلطة في معظم تاريخنا ولا سيما في مرحلة ما بعد الإستعمار بشكل لم يسبق له مثيل، مصدر التهديد الاكبر للعدل اي لحقوق الانسان، الدولة اليوم هي العقبة الأكبر في طريق اي تقدم لإقرار حقوق الإنسان في الواقع العيني. ويمكن في تاريخنا تمييز مراحل بارزة في تطور العلاقة بين العلماء والحكام : ففي صدر الإسلام اي العصر الذي لم يكن هناك تمايز بين الحكام والعلماء، لقد ابتدأ الحكم بقائد الدعوة ذاته عليه السلام، فوزرائه أصحابه الأئمة المجتهدين الذين خلفوه في الحكم وتحققت في عهدهم اول تجربة قصيرة في التاريخ المعروف لتداول سلمي للسلطة بعيدا عن كل توريث، ثم بالإنقلاب الاموي الذي مثل عودة للنظام القديم وانسجاما مع الروح الامبراطورية للعصر كله بدأت زاوية الانفراج تتسع بين العلماء والحكام، وبعد صراع لم تخمد جذوره  قط  حصل نوع من الوفاق على تقاسم السلطة، فاستقل الحكام بسلطة التنفيذ يتوارثونها كمتاع تاركين للعلماء سلطة التشريع والقضاء والتربية والتعليم وانشاء المؤسسات الشعبية من خلال الصدقات، فتكون مجتمع مدني يتمتع بقدر كبير من الإستقلال، ومع تدهور المستوى العلمي وحتى الخلقي للعلماء وجرى كثير منهم وراء الأطماع وانحيازهم الى مكاسبهم الشخصية، ضعفت مكانتهم لدى الأمة فاستضعفهم الحكام، واخذوا يسخرونهم لدعم عروشهم، وهكذا تيتمت الأمة جملة، فلا لسان ينطق باسمها، فاسلمت امرها للدروشة باسم التصوف، وهو ذاته ثقافة اسلامية منحرفة عن الأصل، اشتد الطلب عليها لتعويض الفراغ الذي تركه العلماء الحقيقيون، وهكذا تحول الإسلام من ثقافة ثورة الى ثقافة تبرير للانقلاب عليها باسمها، فأصبح العلم ليس بالتعليم والتفكير في الكون لفقه سننه، وانما بالوجد والكرامات والشطحات والانصراف عن الجهاد والاجتهاد الى المجاهدات الروحية الخالية، حتى اذا جاء الغزاة الأروبيون وجدوا الأمة مخدرة مسحوقة بحكام طغاة وبمثقفين مخبولين او دجالين او مداحين غالبا، واستيقظ العلماء يجددون بضاعتهم ويشحذون اسلحتهم حتى تحرر لهم من الإسلام قدر من الطاقة ولد قوة المقاومة والإقتباس من بعض ما رأوه من علومه وفنونه صالحا لتجديد الإسلام، غير ان المرحلة الاستعمارية هذه المرة لم تكن بدون آثار لا تزال تطبع حياتنا، منها انه لأول مرة في تاريخنا بلغ التميز بين فئة مثقفيها حد التحارب والتقاتل، كذلك الأمر بين حكامنا وشعوبنا لسبب رئيسي هو تباين المرجعيات بما انتجته المدرسة الحديثة التي ارساها المستعمر وتواصلت في عهد الإستقلال من نخبة مثقفة تباينت مع خريجي المدرسة التقليدية، وزاد الأمر حدة بوصول هذه الفئة الى سدة الحكم واستخدامهم لورقة نفوذ الدولة الحديثة في بسط هيمنتهم على الشعب وعلى علمائه التقليديين والمحدثين مستفيدين من الدعم الأجنبي لمواجهة أبناء قومهم، ولم يعدموا انصارا ليس فقط بين فئة المثقفين الحديثين بل ايضا بين فئة المثقفين التقليديين  » فقهاء السلطان » فتألهت الدولة وانسحق المجتمع المدني وضاع العدل اي حقوق الإنسان. أين الخلل؟ واضخ ان الإنحراف في مسيرتنا قديم، يوم أن تنازل العلماء اي المثقفون بلغة العصر عن الموقع القيادي الأول في الدولة، مبررين ذلك باتقاء الفتنة وتلك كانت الفتنة، وكان قبولهم الإكتفاء بأدوار ثانوية بداية الحلف الذي أفضى الى ان اعتلى ولايزال امتنا رؤساء وملوك « الحداثة »، وثورات وايديولوجيات التحرير من التردي في مهاوي العلماء التقليديين، تلذذوا الأكل على موائد الحكام الظلمة، وكثيرا ما تفوقوا على اسلافهم التقليديين  في تزيين عروش الطغاة بشعارات الثقافة المعاصرة كالديمقراطية وحقوق الإنسان، والدفاع عن المجتمع المدني ضد الأصولية، وبعضهم لبس هذه لتوه بعد ان ألقى جانبا بأردية كانت بالأمس صالحة للأكل على موائد حكام الأمس كالعروبة والوحدة والتقدم وتحرير فلسطين ومقاومة الإمبريالية وخدمة الطبقة العاملة. المثقفين التقليديين ام تحديثيين هم الذين اضعفوا روح المقاومة في شعوبنا، هم سحرة فرعون هم الداء وهم الدواء. المثقفون هم طاقة الإقلاع والدفع والتوجيه لتحريك قاطرة أمتنا وهم بقدر ما ينحازون للأمة بقدر ما تحميهم وتحول مغلوبهم الى شهيد وتلعن غالبهم، وهم بقدر ما ينحازون الى الطاغية بقدر ما يحتقرهم ويستفرد بهم لتخلي الشعب عنهم. أما العقبة الكؤود، فالدولة التي أضافت الى الطغيان الموروث التغرب والإستظهار على الأمة ومثقفيها بالأجنبي الأمر الذي يقتضي: 1- مصالحة تاريخية بين فئات المثقفين على اساس:   أ- القبول بالاسلام والثقافة العربية مرجعا أعلى لثقافتنا المعاصرة، مع ضمان حق الإجتهاد ، فلا كنيس في الإسلام ولا ناطق رسميا غير الأمة. ب- نصرة المظلوم بقطع النظر عن جنسه او مذهبه، وذلك جوهر حلف الفضول بين القبائل العربية قبل الإسلام، والوقوف في وجه الظالم أيا كانت ايديولوجيته اسلامية ام علمانية. ت- الإقرار للجميع بحقوق متساوية تضمن حق التعبير والاعتقاد والتجمع والمشاركة في السلطة والتداول عليها عبر صناديق الإقتراع. ث- الدفاع عما تبقى قائما من مؤسسات المجتمع المدني والتظاهر الشامل على النيل من استقلالها أيا كان مذهب المعتدي. ج- الإمتناع المطلق عن استصراخ الأجنبي والإستعانة به على ظالم محلي، مقابل ذلك دعم الوحدة الوطنية وتحريم تعريضها لخطر مهما كانت السلطة الحاكمة. 2- التداعي والتعاون والمشاركة في تنشئة ثقافة عربية اسلامية معاصرة، تؤسس للتسامح والتعددية وتوقر ارادة الأمة وصناديق الإقتراع، والتداول السلمي على السلطة، وتنبذ حكم الفرد والأسرة والحزب الواحد، وكل ضروب الإقصاء والعدوان على حقوق الإنسان. 3- التعاون على تأسيس نواتات لمجتمعات عربية ديمقراطية حقيقية فوق مستوى الأحزاب والايديولوجيات، حتى يتدرب المثقفون من مشارب مختلفة على التسامح والتعددية والتداول على قياداتها عبر صناديق الإقتراع كالنقابات واتحادات الكتاب والمحامين والجمعيات الطوعية، وذلك على طريق جبهات ديمقراطية حقيقية لمواجهة الطغيان والتمهيد لديمقراطيات وطنية على طريق نظام عربي اسلامي ديمقراطي.  وفي تقديرنا سيتحدد مستقبل هذه المنظمة بحسب قربها او نأيها عن هذا التوجه الإستراتيجي والله اعلم. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
– ورقة مقدمة الى ندوة المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع بريطانيا بتاريخ 20 أوت 1994
مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي www.ghannoushi.net


التونسي خميس الخياطي.. التحليل المعرفـي مكّن تجربتي النقدية سينمائياً

 

حاوره في دبي – ناجح حسن – يعد الناقد والباحث السينمائي التونسي خميس الخياطي من ابرز الأسماء العربية التي ساهمت طوال العقود الاربعة الاخيرة في تجديد السينما العربية ورصد حراكها في العديد من البلدان العربية ضمن منهجية نقدية موازية ترنو إلى إبداع يرتكز على عناصر الهوية الاجتماعية والثقافية دون صدام مع نظريات وتيارات السينما المختلفة في أوروبا وأميركا اللاتينية وإفريقيا. اشتغل الخياطي على خطابه الفكري والجمالي داخل العديد من المنابر النقدية سواء في التنشيط السينمائي داخل الأندية السينمائية في تونس أو فرنسا أو من خلال عمله كمستشار ثقافي في مراكز ثقافية عربية بباريس أو في اضطلاعه بمسؤولية تحرير للصفحات الثقافية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية المتخصصة في قضايا الإبداع السينمائي. اقترب الخياطي بحكم تواجده في فرنسا من قامات النقد والفكر بالعالم وحاورهم في إشكالية السينما التي تسود بلدان العالم الثالث واخذ على عاتقه نشر العديد من المؤلفات السينمائية النقدية التي تتناول ظواهر الفن السابع في بيئة عربية مثلما قدم كتابا عن المخرج المصري الشهير صلاح أبو سيف وكتابا آخر حول السينما الفلسطينية وفلسفة جمالياتها بالإضافة إلى كتاب يتضمن حوارات مع ابرز الأسماء اللامعة في فضاء السينما العربية. التقت   الرأي   الخياطي على هامش الدورة الخامسة لمهرجان   دبي   السينمائي الدولي وكان هذا الحوار الذي دار حول مسائل وقضايا تتعلق بالمشهد السينمائي العربي:. هل لك ان تحدثنا عن البيئة التي وجدت نفسك فيها وساهمت في دفعك إلى ممارسة النقد السينمائي؟. * وجدت نفسي داخل بيئة تونسية تحفل بأرجائها شبكة من النوادي السينمائية والتي تأسست منذ العام (1949)، بفعل جهود عشاق حقيقيين للفن السابع في مقدمتهم الناقد والمؤرخ السينمائي المعروف الطاهر الشريعة كنت على مقاعد الدراسة الثانوية في مدينة   الكاف   عندما قررت الانضمام لجامعة النوادي السينمائية ومن خلالها تابعت العروض السينمائية التي كانت تعرض على الطلبة وتجري مناقشتها بعمق واستفاضة ضمن مشروع كان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة كان قد استحدثه يحث على إيجاد ناد للسينما في كل معهد أو مدرسة ثانوية وهو ما اصطلح على تسميته جامعة النوادي السينمائية التي ما زالت تباشر فعالياتها حتى هذه اللحظة فقد كانت أولى محاولاتي في النقد السينمائي عندما قدمت عددا من المساهمات في مجلة تصدر جامعة النوادي السينمائية حيث شاركت التعريف بالأفلام التي استحوذت على إعجابي ثم توجهت إلى صحيفة كانت تصدر بالفرنسية عن واحد من الأحزاب التونسية آنذاك تحمل عنوان   العمل   حيث جرى تخصيص لي زاوية دورية بين حين وآخر تبين حال العروض في الصالات المحلية وإيقاعها وتتوقف مطولا عن واحد من الأفلام اللافتة. لكن ماذا عن أنواع الأفلام الدارجة في تلك الحقبة وكيف كنت تنتقي ما ترغب في مشاهدته؟ *من خلال تلك النوادي تمرست على المشاهدة الفطنة حسب ذائقتي الشخصية آنذاك حيث لا مجال لسعة الاختيار فالهواية والشغف في المشاهدة هي السمة الغالبة لكن ذلك لم يمنع من اللجوء إلى تنويع الاختيار عبر متابعتي لما ينشر في الصحافة عنها حيث حفزني ذلك إلى تقديم قراءة شخصية تجاه الأفلام لانطلق في تقديمها لقراء آخرين عبر اجتهادي في التحليل لمفردات اللغة السينمائية والفكرية للعمل السينمائي دون ان اغفل متابعة تلك الأفلام التي تعرض على شاشات الصالات التجارية حيث كانت تمثل لي زادا إضافيا في المقارنة بين نوعيات ومدارس واتجاهات وتيارات الأفلام وخطاباتها المتنوعة والتي شكلت الآن بعضا من ابرز كلاسيكيات الأفلام العربية (المصرية ) والأمريكية. يبدو انك كنت محظوظا في مشاهدة قامات رفيعة من كلاسيكيات السينما العالمية بحكم قربكم من اسواق توزيعية اوروبية تكفل وجود افلام مختلفة عن السائد في صالات السينما المصرية والمشرقية؟ * لا اعتقد ذلك تماما هي بشكل عام لا تختلف عما هو سائد في الفترة الحالية من افلام اميركية تتبع نتاجات الشركات المعروفة في عالم هوليوود انذاك والكثير من افلام السينما المصرية التي كانت تزخر باسماء تعود الى يوسف شاهين وصلاح ابو سيف وهنري بركات وفطين عبد الوهاب وقس على ذلك افلاما ترتكز شهرتها على نجوم من الغناء العربي كافلام محمد عبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الاطرش بالاضافة الى كوميديات اسماعيل ياسين وغيرها من افلام تخاطب اعمال السينما الواقعية والتشويق كالتي قدمتها افلام ايطالية وفرنسية وايطالية والرومانسيات الهندية الزاعقة. لكنك كنت حريصا على التركيز على تيارات ومدارس سينمائية اخذت تسلكها السينما الاوروبية باندفاع محموم بعيدا عن مفاهيم الفيلم الهوليودي؟ * ذلك ناتج عن قراري بالسفر الى فرنسا لمتابعة دراستي الجامعية في حقل الدراسات الاجتماعية والفلسفية فقد ظللت على التصاق مع السينما التي كانت تزخر في نهاية عقد الستينات من القرن الماضي بالعديد من توجهات الشباب الاوروبي والعالمي الغاضب التي اطلقها الطلبة وجذبني توجهها الجديد المغاير للسائد والجرأة في تناول الموضوعات سواء على صعيد الشكل او المضامين الامر الذي قادني ان اعمل على مواكبتها نقديا في الصحافة الفرنسية. اين هذا كله من مسيرة التجديد التي رافقت صناعة الفيلم التونسي حيث لم تكن تلك المحاولات بعيدة عن مؤثرات اجواء تلك الفترة الخصبة بالابتكار على صعيد اللغة والاساليب السينمائية؟ * اجل في فترة منتصف الستينات لم يتوقف الحديث عن ضرورة ايجاد سينما تونسية وطنية متحررة من قوالب الوجود الاستعماري حيث كانت لقاءات كثيرة تجمع بين الطاهر الشريعة وفريد بوغدير وعمر خليفي صاحب فيلم   الفجر   العام (1966)، وصادق بن عائشة صاحب فيلم   مختار   وهما الفيلمان اللذان شكلا ارهاصات التيار النقدي في تونس حيث انقسم النقاد في بين هذا العمل او ذاك نظرا لاسلوبيتهما المتباينة حيث جاء الفيلم الاول يسير في دائرة التيار السائد من الافلام العربية في حين كان انحيازي الواضح الى فيلم بن عائشة لاصراره العنيد على تثبيت هوية جمالية وفكرية تتشابه مع افلام موجة السينما الفرنسية الجديدة الرائجة انذاك بالعالم. حتى هذه اللحظة لا زلت متمسكا برايي بان فيلم خليفي وتياره لا امل له في مستقبل السينما التونسية ويفتقد الى عنصر التجديد المرتجى الذي كنت انشده في كتاباتي مما استلزم علي ان اقرر السفر الى فرنسا للعمل من جهة ومتابعة دراستي من جهة ثانية والذي عجل بذلك لقائي على هامش ايام قرطاج السينمائية في دورته الاولى العام 1966 بالناقد والمنظر السينمائي الفرنسي جون لوي بويه الذي كان يعمل في مجلة نوفيل ابسورفياتور والذي اشار علي باهمية ان اتابع النتاج الفكري والفرنسي على اسس منهجية بعد ان كنت قد تعرفت على قامات من تلك الرموز المعرفية ابان دراستي في الجامعة التونسية اواخر الستينات من القرن الماضي في علوم الاجتماع. لنتوقف عند فترة وجودك في فرنسا كيف تبلورت تجربتك النقدية هناك وهل اعدت فيها قراءة ما كنت تتناوله من افلام في تونس؟ *لم تكن حياتي في فرنسا سهلة فانا كمهاجر يجب ان ان اشتغل على تحصيل قوتي اليومي الى جانب الدراسة من هنا عملت في مطاعم ومارست مهنا بسيطة قبل ان التقي بواحد من اساتذة السينما والنقد هناك كلود ميشيل كلوني الذي عرفني على مخرجين فرنسيين شهيرين وتوجهت الى الكتابة النقدية في العديد من الدوريات الفرنسية ومن ثم الى العمل كمقدم ومعد برامج سينمائية في احدى الاذاعات الفرنسية بتوصية من اولئك الاصدقاء واثبت موجودية في القدرة على مناقشة واختيار فقرات البرنامج الذي كان يحظى بمتابعين كثر من سائر الجنسيات والهويات العربية والافريقية والفرنسية وذلك من خلال قيامي بالتنويع في فقراته واختيار افلام تتوجه الى تنمية اكثر من ذائقة. وماذا عن المنهجية النقدية التي كنت تسلكها في كتاباتك بغية الاقتراب من تلك الاذواق المتباينة؟. * ادوات التحليل في المعرفة والكتابة مكنتني من اثراء تجربتي النقدية اضافة الى تنويع مشاهداتي في افلام مختلفة عن عروض افلام الصالات فقد كنت متابعا نهما لافلام تشيكيسلوفاكية وبولندية وروسية في تلك الحقبة وضمنتها الى كثير من الافلام الفرنسية وبحثت بشكل جدي على افلام عربية لم يكن بمقدورها ان تعرض في الصالات الفرنسية ولكنها كانت تحضر في مناسبات اقامة اسابيع ثقافية او في مشاركاتها بواحد من المهرجانات الفرنسية   كان   بشكل خاص وهو ما جعلني اتعرف بشكل قوي على ملامح لتجارب عربية مثمرة في فضاء السينما ودعني اشير هنا الى افلام برهان علوية القصيرة والروائية الطويلة التي كان ابرزها فيلمه اللافت   كفر قاسم   الذي استقبل بحرارة نقدية وحضور جارف وكانت هناك ايضا بدايات التونسيين الطيب الوحيشي والناصر خمير والموريتاني محمد عبيدو هندو حيث عرضت باحتفاء في اكثر من مناسبة داخل جامعات ونوادي ومكتبات السينما الفرنسية وادرت نقاشات صاخبة حول صناعة تلك الافلام والقضايا التي تثيرها وهي تعد من اوائل السينمات العربية التي تعرف عليها رواد السينما في المجتمع الفرنسي والاوروبي تجدني عادة أكتب عن تلك الافلام التي طالما رغبت ان اتتبع اعمال صانعيها وكنت متحمسا الى مشاهدتها لما تنطوي عليه من براعة في الاخراج او التقنيات وغالبا ما ابتعد عن تناول افلام عادية ولا تضيف شيئا الى مسيرة الابداع السينمائية وان حصل ان تصديت لواحد من تلك الافلام فانني اعمل على توجيه المشاهد مبينا كوامن الضعف فيها والاستسهال الذي وقع فيها صانعيها والذي ادى في النتيجة الة خواء وفراغ الافكار والجماليات وبالقطع لا اتعالى على ذائقة المتلقي او القارئ فاخاطبه بما يقترب من محيطه وما تشهده من تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وغالبا ما استنجد في عملي النقدي بالكثير من المراجع لاراجع معلومة عن الفيلم او صانعه يستفيد منها المتابع كمعلومة ولا استعمل أي مصطلح اجنبي دون ترجمته الى لغة القارئ فانت تجد في كتاباتي اصراري على استعمال مصطلح التركيب او التوليف بديلا عن تعبير المونتاج الدارج في كثير من كتابات الزملاء وهكذا دواليك.. لكنك برزت كناقد وباحث سينمائي في فضاء الكتابة النقدية السينمائية في منتصف حقبة السبعينات من القرن الماضي عبر مقالاتك ومواضيعك اللافتة في الصحف والمجلات العربية التي قرر القائمون عليها ان تصدر في اوروبا والسواد الاعظم منها كان في فرنسا كما اعتقد؟ * كانت فرنسا في هذه الحقبة تشهد بداية ما اصطلح على تسميته بالصحافة المهاجرة واخذت مجلات مثل:   الوطن العربي   و المستقبل   وصولا الى   اليوم السابع   وسوى ذلك كثير من المطبوعات وهو ما افسح الفرصة لي لان استكتب في العديد منها.. لكن اصطدامي مع رؤى متباينة لما اؤمن به من افكار في النقد السينمائي حال من الاستمرار المتواصل قبل ان اجد يدي مطلقة في الكتابة في   اليوم السابع   حيث كنت اقدم فيها صفحات ثابتة عن السينما تتناول بالحوارات تارة والتحليل النقدي تارة اخرى هموم وقضايا تشغل ليست السينما العربية فحسب وانما السينما العالمية سواء ما كان منها يعرض في الصالات الفرنسية او في المهرجانات العديدة التي تنظم بالمدن الفرنسية وايضا رصدت اخبارا سينمائية تتعلق بقامات السينما الرفيعة والرصينة عربيا او دوليا بالاضافة اليمعاينة النتاجات النقدية في كتب او مجلات وما شابه ذلك لكنني ابقى مدينا الى   اليوم السابع   بانها كانت نوعا فريدا في العمل الصحفي حيث جرى تخصيص نصف المجلة للمواضيع الثقافية التي يشرف على اقسامها نخبة مختارة من افضل الكتاب العرب من اصحاب الاتجاهات المختلفة القاطنين في باريس وكان من المرات النادرة ان تجد مواضيع سينمائية على غلاف العدد في الوقت الذي تعاملت فيه دوريات اخرى مع النقد السينمائي كمجرداخبار دعائية لهذا الفنان او ذاك او تقتصر زوايا النقد فيها على مواضيع خفيفة مزينة بالالوان البراقة ليس اكثر. لماذا اخترت شخصية المخرج صلاح ابو سيف وحده عن سائر ابناء جيله من المخرجين المصريين كمحور لرسالتك في نيل شهادة الدكتوراه وكيف تقبل القراء تناولك لهذا المخرج عقب صدور الرسالة في كتاب صدر داخل مصر؟. * كان اهتمامي بافلام المخرج المصري صلاح ابو سيف منذ وقت مبكر من حياتي عندما التقطت افكاره وحضوره الابداعي المغاير لنتاجات جيله من السينمائيين المصريين في فيلمه المعنون   شباب امرأة   عندها قررت ان اتابع مجمل اعماله وقراءتها نقديا في استكشاف عميق وان اقدم ذلك ضمن محور اهتمام دراستي في علم الاجتماع برسالة دكتوراه اشرف عليها الكاتب والمفكر المصري انور عبد الملك حيث تشتمل افلام ابو سيف صورة موجزة لكنها مكثفة عن الايقاع اليومي في حياة الانسان المصري بكافة شرائحه الاجتماعية ولئن كنت تجد ذلك ايضا في افلام المخرجين يوسف شاهين و توفيق صالح و هنري بركات وسواهم بيد ان اختياري لابو سيف يعود الى كثافة انتاجه السينمائي وتنوعه فقد جاءت الرسالة في 650 صفحة من القطع الكبير وتعذر نشرها كاملة في كتاب ظهر في القاهرة عقب مناقشتها بسنوات الذي اقتصر على التحليل النقدي دون الخوض في غمار سيرته الاجتماعية او الظروف التي احاطت باالمخرج ابو سيف وبيئته الاجتماعية التي حتمت عليه تقديم هذا اللون من المواضيع في افلامه. وماذا عن مؤلفاتك التالية في مواضيع السينما الفلسطينية والعربية التي تتناول مفاهيم ورؤى جمالية تنبض بالابداع؟ * واحد من هذه المؤلفات تضمن على مقالين فقط في موضوع السينما الفلسطينية نشرتهما في اوقات متباينة وكان من رأي الزملاء النقاد في مصر ان يجري وضعهما في كتيب كون القراءة تأتي على عناصر تحاكي مفاهيم جمالية وتعمل على تحفيز خلق رؤى مبتكرة في مواضيع الفيلم الفلسطيني باعتباره حسب وجهة نظرهم يشكل نبوءة لتيار السينما الفلسطينية الجديد التي تنزع عنها رداء السينما التي اشتهرت به في بدايات نضالية وضرورة ان تتوجه الى خطاب سردي روائي عميق على غرار سينمات شبيهة قدمتها افلام اميركا اللاتينية وتقترب من تيارات التجديد في السينما العالمية وان تشتبك مع قضايا الاخر او   العدووالتغلغل في شرائحه الاجتماعية المتباينة وفضح اساليبه في الهيمنة والاحتلال بدراية تنسجم مع خطاب سينمائي جريء ينزع عنها خطابها التعبوي الزاعق. يبدو ان مهرجان   ايام قرطاج السينمائية   الذي يعقد مرة كل عامين في تونس شكل دعامة اساسية لما اصطلح على تسميته   السينما البديلة او الجديدة  ..، الان وبعد مضي هذه العقود الاربعة ويزيد على نشأة المهرجان كيف تقيم مسيرته وسط فيض الاحتفاليات والمهرجانات السينمائية التي يزخر بها المشهد السينمائي العربي من المحيط الى الخليج؟. * برز مشروع ايام قرطاج السينمائية العام (1964)، قبل ان يظهر في دورته الاولى العام (1966)، واستمر دون انقطاع في التوجه الى تقديم سينما تنهض على قواعد واحكام جديدة مغايرة لمفاهيم السينما الدراجة وظل يشار اليه بانه احد منابر السينما المستقلة عربيا وافريقيا لكن احداثا كثيرة عاصرها المهرجان جعلت بريقه يخفت بين دورة واخرى نتيجة لما عايشه من عقبات ومطبات اعاقت محطات رئيسية في بنيانه وهيكلته لكنها بالتاكيد لم تمنعه من الاستمرار في دوره السينمائي الذي اضطلع به رغم الميزانية المتواضعة المخصصة له لكنه بات اليوم بحاجة ماسة الى التجديد في برامجه والمأسسة التي يضعها خبراء ونقاد في استقلالية تامة وان تكتفي وزارة الثقافة بتقديم الدعم التمويلي للنهوض ببرامج المهرجان واهدافه كي يظل محافظا على بريقه الذي تأسس عليه. كناقد ومتابع.. هل من تداعيات ايجابية او سلبية يفرضها غياب وتقلص اعداد الصالات السينمائية العربية مقابل تزايد عروض الافلام على القنوات الفضائية؟. * لا شك ان تقلص صالات العرض رافقه ايضا تعدد الشاشات سواء تلك الصالات السينمائية الصغيرة والمحدودة السعة المنتشرة في المراكز والاسواق التجارية بالاضافة الى ما تقدمه سائر الفضائيات من نماذج فيلمية متعددة الاشكال والاساليب لكنها متخمة بالترفيه والخفيف من المعالجات في مواضيعها حيث حلت محل الكثير من بين تلك العروض التي دأبت على تقديمها الصالات الشعبية وبموجبها اختفت طقوس اجتماعية وسينمائية كثيرة مثل ذلك التزاحم على ابواب الصالات لكن مهمة الناقد تظل دائما في مضاعفة جهوده بالبحث عن الافلام الرصينة التي انجزت بفعل طاقات ابداعية متمرسة تحاكي وعي وذائقة المتلقي بعيدا عن دراما التشويق الزائف والتي تصب في دفع القارئ ان يتجه صوب السينما كفعل حضاري وهي تقدم اعمالا مميزة. ماذا عن تفسيرك لهذا الحراك السينمائي الذي تحفل فيه خريطة السينما اليوم في العديد من البلدان العربية؟. * النتاجات السينمائية العربية للاسف ظلت محصورة في اعداد قليلة لا تتفق والتطور الاجتماعي والتنموي في مجالات الابداع الثقافي.. تصور على سبيل المثال ان مصر اليوم تنتج اقل من 20 فيلما بالعام الواحد في الوقت الذي كانت فيه في عقد الخمسينات من القرن الفائت تقدم الى صالات السينما بارجاء العالم العربي ما يزيد عن معدل الخمسين فيلما كما وانظر ايضا الى الانتاج المغاربي فعلى الرغم من التدفق والانتشار في صناعة الافلام فانه ظل محدود الكم والكيف ولا يتفق مع البدايات التي قادت حركة السينما الجديدة وهذا يندرج بطبيعة الحال على السينما في سوريا ولبنان وفلسطين لكن من الخطأ التقليل من اهمية التطور التكنولوجي اليوم في رفد صناعة الافلام التي حملت بلدانا غير معروفة في خريطة المشهد السينمائي كحال الاردن ودول الخليج العربي على التعاطي في هذا الحقل الابداعي. (المصدر: جريدة الرأي ( يومية – الأردن ) بتاريخ 30 جانفي 2009)  

مراسلة موقع الشيخ راشد الغنوشي www.ghannoushi.net توطئة لكتاب المأثورات للإمام الشهيد حسن البنا
 
الشيخ راشد الغنوشي يظل الرجال العظام في تاريخ الأمم مهما تقادم بهم العهد وبقدر ما يشتد عليها الظلام  وتتعرض هوياتها لخطر الاختراق والتمزيق والانحلال منارات هداية وقوة دفع وركن صمود ووقود للسير وطاقة للتحدي وزاد للإصلاح ودواء للنفوس واسمنت للتوحيد، وحاد للتجديد ومحرض على الثورة والتغيير. وما من شك في أن أحدا من رجال الإصلاح في هذا القرن الذي يلفظ أنفاسه لم يترك في أمة الإسلام من أثر ما ترك ذاك الشاب البطل الشهيد حسن البنا الذي ولئن نجح الطغيان المحلي والكيد الدولي في تصفيته (1947) وهو في ريعان العمر (ولد سنة1906).  لقد سطع كالكوكب الدري في سماء الامة زمن اشتداد الظلمات عليها وغلبة الغرب وسيطرته على كل أرضها والسماء واختراقه لكيانها الفكري والسياسي والاقتصادي في العمق  بعد أن فشلت المعالجات الجزئية التي تقدم بها المصلحون من قبله  في النزول بمشاريع الاصلاح الى الجماهير فظلت نخبوية لا يعرف خطابها له سبيلا لتعبئتها وتجنيدها لمهمة الاصلاح ومواجهة الاجتياح الخارج في كل أبعاده الثقافية والعسكرية والاقتصادية  وتحريرها من أوهام القرون القائمة حجر عثرة في طريق النهوض:من جمود على القديم وتمزق طائفي بسبب العكوف على جزئيات من الدين، والتلهي بها عن مقاصده الكبرى في التقوى والعدل والتحرر والمساواة والعزة، وذلك الذي حاول الامام البنا انجازه وحقق فيه أقدارا مهمة من النجاح، بما توفق اليه من تكوين متنوع وعقلية تركيبية عملية معاصرة ،إذ جمع  في دعوته  ما تفرق في حركات الاصلاح من قبله سواء:  *أكان ذلك من جهة التجديد تجاوزا للتقليد وعودا الى الربط الذي فقد من زمان، وذكر به وركز عليه رجال الاصلاح منذ القرن الثامن عشر بريادة ابن عبد الوهاب والدهلوي والشوكاني إحياء لتراث ابن تيمية والمدرسة السلفية عامة التي تأثر بها المصلحون الكبار في القرن التاسع عشر :مثل الافغاني وعبده ورشيد رضا، أؤلئك الذين أخذوا على عاتقهم إعادة الربط بين ما استجد في حياة الناس من مشكلات ومعارف وبين الوحي بمصدريه لاستلهام حلول لها في ضوئه وذلك هو الاجتهاد:آلية تجديد الدين التي تعطلت منذ قرون فتعطلت الحركة الحضارية في الامة. ولقد كان حسن البنا تلميذا لهذه المدرسة وامتدادا لها مستفيدا من تتلمذه المباشر لرشيد رضا ولوالده محقق موسوعة الحديث :مسند الامام أحمد. إلا أنه يمثل طورا جديدا من أطوار الاجتهاد الكبير أي في تلك المسائل التي كاد الإجتهاد يتوقف فيها منذ انتهاء عصر الراشدين عاكفا على مسائل العبادات والمعاملات الجزئية منصرفا طلبا للسلامة غالبا عن المسائل الكبرى مما تعلق بفقه السياسة وعلاقة الحاكم بالمحكوم وفقه التغيير, والسياسات الدولية..الخ. فكان حسن البنا مجددا ومجتهدا عظيما في فقه السياسة الشرعية، وهي مسائل لا تزال في أشد الحاجة لمزيد من الاجتهاد الجريء *أم كان من جهة التربية والتوجيه فلقد تمكن الإمام البنا مستفيدا من نشأته الصوفية ومن اطلاعه الواسع على تراث كبار رجال التربية الاسلامية مثل حجة الاسلام الغزالي وأمثاله كاطلاعه على طرائق التربية الحديثة بحكم تكوينه كمعلم أن يزاوج بين مدارس في الاسلام لم تكد تعرف بينها لقاء بقدر ما عرفت من خصام وصدام أعني مدرسة الفقه ومدرسة الكلام ومدرسة العرفان أو التصوف، غير أن البنا بأفقه الواسع استطاع أن يدرج هذه المدارس في منظور متآلف ينبع كله من نبع واحد هو الوحي كتابا وسنه. ولنا عود الى هذا الجانب من تراث الرجل التربوي إن شاء الله *أم كان التجديد منصبا على حقل أخطر شأنا من جهة علاقته بالواقع أعني التجديد في فقه الحركة والتغيير وهوغاية كل تجديد جدير بهذا الاسم باعتباره المقصد الاعظم من بعثة الرسل ألا وهو اصلاح حياة الناس بإقامة ميزان العدل بينهم بوصل دنياهم بآخرتهم وأرضهم بالسماء وعمارة هذه الارض مجالا لترقية ملكاتهم وتمحيص معادنهم وتحصيلهم للسعادة اللائقة بهم  في الدارين وإعدادهم للقاء ربهم وهو راض عنهم. ولقد كان تجديد البنا على هذا الصعيد ربما أهم إضافاته في الفكر الاسلامي الحديث، وهو تجديد يتعلق بفقه العمل ويتمثل فيما توفق اليه من تركيبه لآلة تنظيمية مهمتها وضع مشروع الاصلاح موضع تنفيذ والنزول به من مستوى الجهد الفردي  النخبوي  الى مستوى أوسع القطاعات الجماهرية. والتنظيم ولئن أشبه في صورته التنظيمات الحديثة في الغرب التي كانت معروفة في عهد البنا إلا أنها تختلف في المضمون الفكري والروحي وفي المقاصد. فليس التنظيم مجرد آلة للصراع على السلطة وليس هو كما هو الحال عند الصوفية ملجأ للهروب من الدنيا وإنما هو الحامل المادي لمشروع الاسلام في شموله ومختلف أبعاده البنا رجل العمل: ورغم اتساع الافق الاجتهادي التجديدي للبنا إلا أنه يظل قبل كل شيء هو رجل العمل.ولأن العمل لا يستقيم في الاسلام دون أن يتأسس على علم صحيح فقد أتاح للرجل أفقه العلمي الواسع أن يلخص مشروعه الفكري والعملي في أمرين : الاول مجموعة رسائل مختصرة جمعت في كتاب من متوسط الحجم وضمت تصوره العقدي الجامع بين مدرستي السلف والأشاعرة مع ميل الى الأولى كما ضم الكتاب (مجموعة الرسائل )تصوره لنمط المجتمع الاسلامي الحديث في مختلف مركباته السياسية (حيث اعتبر النظام البرلماني الديمقراطي الحديث الأقرب الانظمة للإسلام) والاقتصادية فدعا الى حرب لا هوادة فيها لمختلف ضروب الحيف الدولي على الاقتصاد الوطني وتسلط القلة من الاقطاعيين على أرزاق جمهرة الناس من أجل عدالة اجتماعية حقيقية واقتصاد وطني كما دعا الى الجهاد ضد هيمنة الدول الاستعمارية على أمتنا والشعوب المستضعفة والى وحدة بلاد العرب والمسلمين. وما كان لهذا العقل العملي التركيبي الجامع أن يغفل عن ركن جوهري في التصور الاسلامي  باعتباره المقصد الاعظم لحياة الانسان أعني التربية الروحية بما هي تحرير للعبد من سلطان الشهوات وشياطين الانس والجن ومن نزواته واندفاعاته وتمحيضه عابدا لله وحده مخلصا له الدين بعد أن عرف ربه فأحبه وأطاعه ووثق فيه وتقوى به وأنس له حتى امتلأت نفسه وحياته كلها بالحضور :حضور الله سبحانه في حياته حضورا دائما لا يفارقه أنى توجهت ركائبه (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) سورة الانعام. لقد ضمت الرسائل في جزئها الاخير بابين أحدهما للمناجاة مناجاة الله سبحانه بضروب من الابتهالات ورد بعضها  في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة أو في مأثور الصالحين والصالحات على مر أجيال الامة. أما الباب الثاني في مسألة التربية الروحية فهو المعروف بالمأثورات. وطأ لها الامام بتأصيل للذكر من حيث مكانته في الاسلام وآدابه. ثم كشف لأصحابه ولكل مسلم عما تخيره لهم من وظيفة يلتزمون بذكرها في الصباح والمساء هي عبارة عن آيات وسور وأدعية منتخبة من الكتاب والسنة. وذلك على عادة رجال التربية والتصوف الذين اقترحوا أو ألزموا تلاميذهم بأذكار محددة عونا لهم على الانتظام مع ذكر الله ودوام حضوره. والجدير بالملاحظة في هذا الصدد جمع هذه الباقة بين الدعوة الى التفكر في آيات الله سبحانه (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون..الخ)وبين تعدد مواطن الابتهال والدعاء. وأن هذه الادعية لا تغطي فقط مقاصد العبد في الآخرة كالنجاة من النار والفوز بالجنة بل تغطي أيضا مطالب الدنيا: استعاذة بالله من الفقر ومن الاسبداد ومن الدين ومن القهر بجانب استعاذته من الكفر ومن عذاب القبر بما يجعل الذاكر الاسلامي الصحيح لا ينفصل عن العالم ويهرب من قساوته صوب دفء حياة روحية مقطوعة عن راهن المشكلات فليست التربية على الهروب من الاسلام وانما التربية على الجهاد والمغالبة والاقتحام. إن الذاكر هنا يستمد من حلقة الذكر ومن مناخاته المشرقة قوة على مواجهة تحديات الحياة وما تزخر به من اغراءات, فهي لا تعزله عن مشكلاته بل تعده لمواجهتها في قوة وعزم وثبات ومبدئية .كما أنها لا تعزله عن معارفه وأصحابه في دنيا الله الواسعة بل تنتهي الوظيفة بابتهال الى الله سبحانه يناجي فيه المؤمن ربه ويحاول أن يستحضر أحبابه ليشركهم فيما يرجوه من فضل ربه . أما القسم الثاني من المأثورات فيتضمن وردا من القرآن الكريم، يستهله الامام ببيان فضل القرآن وبركة تلاوته والترغيب في تعلمه فهو مائدة الله المعروضة أطايبها على عباده . ويتضمن القسم الثالث والرابع مختارات من الأدعية المأثورة عن صاحب الدعوة عليه السلام يحتاجها المؤمن في كل ما يعرض عليه ويمر به من مشاهد الكون وحركة الزمن وتقلبات الحياة من صبحه الى المساء. وبذلك تتوثق وشائج العبد الضعيف مع نبع الرحمة والقوة والحكمة والخير والنصرة فيرى لله في كل شيء آية تشهد أنه الواحد وتسبح بأسمائه الحسنى سبحانه  فينخرط المؤمن في هذه السمفونية الكونية علما وعملا وجدانا وسلوكا صبرا وشكرانا جهادا ومجاهدة فردا وجماعة وتفيض نفسه حبا لله سبحانه وأنسا به وشوقا الى لقائه وشكرا على نعماء لا تحصى ومصابرة في جهاد لمنكرات لا يفتر ولا ييأس ، (فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) أما المؤمن غير الغافل الذاكر لمعية الله، لسانه رطب بذكر الله فهو في الدنيا يعمرها بالعدل والذكر ولكنه أكبر منها يسعى لامتلاكها وعمارتها بالايمان ولكنها لا تملكه بل يمشي فيها بين الناس نورا ورحمة وتقويما للمعوج لا يهن عزمه عن غرس فسائل الخير، لا يصرفه عن عمل بدأه حتى نفخ الصور،حتى يلقى ربه وهوكادح اليه كدحا. والصلاة والسلام على سيد الذاكرين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وجدد طريقته وجاهد جهاده من الأئمة الاعلام ومجددي الاسلام على مر الدهور وعلى مجدد هذا القرن نحسبه حسن البنا الامام الشهيد رضي الله عنه وأرضاه.  – توطئة للترجمة النرويجية  للمأثورات  بتاريخ سبتمبر 1999


مواقـف جريئـة
 
بقلم: آسيا العتروس « لست زعيم قبيلة…انا رئيس وزراء تركيا وقد قمت بما كان يتعين علي القيام به »… بهذه الكلمات الغاضبة خاطب رجب طيب اردوغان حشود الصحافيين الذين تجمعوا حوله وهو يعلن انسحابه من مؤتمر « دافوس » احتجاجا على مصادرة حقه في الرد على الادعاءات المطولة للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في تبريره للعدوان الاسرائيلي على غزة بما اثار بالتاكيد غيرة الكثيرين ممن تابعوا الحادثة في عالمنا العربي ولكن ايضا بما زاد في احترامهم للمواقف الجريئة التي ما انفكت تركيا وهي التي ترتبط بعلاقات عسكرية وسياسية متينة مع امريكا واسرائيل تجاهر وتتمسك بها وهي ذات المواقف التي تطلعت اليها وانتظرتها الاوساط الشعبية العربية المحبطة منذ اللحظات الاولى لانطلاق العدوان على غزة في مختلف العواصم العربية ولكنها فوجئت بها تاتي من كاراكاس وليما وانقرة ثم مدريد واوسلو… تحت انظار الامين العام لجامعة الدول العربية الذي يجد نفسه من جديد في موقع لا يحسد عليه وفي حضور الامين العام للامم المتحدة وغيره من الزعماء والمسؤولين الاوروبيين انتفض رجب طيب اردوغان ليعلن في موقف نادر مقاطعته اشغال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس وهو يوجه اصابع الاتهام الى الرئيس الاسرائيلي مرددا بلهجة لم يسبقه اليها احد من المسؤولين العرب  » اعلم كيف تقتلون الاطفال والنساء على الشواطئ »… وبعيدا عن الوقوع في متاهات القراءات والدوافع والاسباب التي تسابق اليها الكثيرون في محاولة لرصد ابعاد مجاهرة اردوغان بهذا الموقف وهو الذي يعلم انه قد يضطر لدفع ثمن باهظ لذلك وسواء تعلق الامر بحسابات شخصية او بحرص اردوغان على تعزيز شعبيته في الاوساط التركية او كذلك بالبحث عن موقع اقليمي جديد لتركيا في المنطقة فان الرسالة التي حملها رئيس الوزراء التركي كانت واضحة وهو ان احترام الاعداء والاصدقاء على حد سواء لا يتحقق بالاستجداء والمهادنة الى درجة التذلّل… طبعا لا احد يتوقع ان تذهب تركيا الى حد قطع علاقاتها باسرائيل وهي تشاهد دولا عربية تحرص على استمرار علاقاتها مع الدولة العبرية ولكن الارجح ان تركيا اختارت بمواقفها الواضحة في مجلس الامن الدولي وفي دافوس ان تصدع بما يتعين عليها قوله فضمنت بذلك الرسالة المطلوبة. ورغم تظاهر بيريز بعدم الاكتراث بالموقف التركي فان الاكيد ان الساحة الاسرائيلية الحريصة بدورها على علاقاتها الاستراتيجية مع احدى اكبر الدول الاسلامية قد اهتزت للحادثة. قبل ساعات فقط على حادثة اردوغان كان القاضي الاسباني فرناندو اندرو يعلن بدوره موافقة القضاء الاسباني على فتح تحقيق بشان ستة من المسؤولين العسكريين الاسرائيليين بينهم وزير الحرب الاسرائيلي الاسبق بنيامين بن اليعازر بشان التورط في ارتكاب جرائم حرب خلال قصف غزة سنة 2002. وقد كشفت حالة الهستيريا في صفوف المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين التي احدثتها الدعوى الاسبانية مدى حساسية الاسرائيليين ازاء هذه المسالة.و لاشك ان في ردود الفعل المسجلة من جانب اثنين من المترشحين للانتخابات الاسرائيلية ايهود باراك وتسيبي ليفني وتعهداتهما باجهاض كل محاولة لملاحقة المتهمين الاسرائيليين فضلا عن المساعي الحثيثة لاستباق الاحداث والتعتيم على اسماء الجنود والضباط المتورطين في الحرب على غزة ما يعكس اعترافا ضمنيا بمختلف الجرائم الاسرائيلية الموثقة. ولعله من المفيد التذكير في هذه المرحلة بان في تلك التحركات والمواقف المسجلة من النرويج الى تركيا واسبانيا ما يعد خطوة مهمة لا يستهان بها مستقبلا في ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين ولكنها خطوة سوف تحتاج الى خطوات اخرى اكثر اصرارا وجراة وحزما من جانب عديد المنظمات والهيئات الانسانية والحقوقية الدولية والاقليمية والوطنية.  
 
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس)الصادرة يوم  31 جانفي2009 )


غَضْبة أردوغان والمعركة إذ تواصل تفاعلاتها

 

لا تتوقف مفاجآت الحرب على غزة وتفاعلاتها، ولا يتوقف حديثُنا في هذا الملف رغم مرور أسبوعين على وقف إطلاق النار، وقد ثبت بالفعل ما ذهبنا إليه منذ البداية، خلافًا لِمَا يعتقد المهزومون أنّ تأثيرات المعركة ستتجاوز قطاع غزة لتطال العالم العربي والإسلامي برُمَّته. وفيما كان رئيس الوزراء التركي أردوغان من الوجوه التي برزت بقوة أثناء المعركة عبر مواقف قوية تنتصر للفلسطينيين، فقد جاء موقفه الأخير في منتدى دافوس ليمنحه مزيدًا من الاحترام في أوساط الجماهير المسلمة في طول العالم وعَرْضه، فضلاً عن تركيا التي تُعَشّش فيها قضية فلسطين رغم عقود التطبيع والعلمنة القَسْرية. وما تلك الآلاف التي تدفقت نحو مطار اسطنبول الساعة الثانية صباحًا لتستقبله استقبال الأبطال سوى دليل على ذلك. في دافوس كان أردوغان يعبر عن ضميره الإنساني وحسّه الإسلامي، عندما حاول الردّ على أكاذيب الثعلب العجوز بيريس بشأن الحرب على غزة، فكانت النتيجة ردًا في منتهى البلاغة رغم عباراته القليلة، ثم ازداد روعةً وبلاغةً عندما فضح كذبة الديمقراطية التي يَدّعيها الغرب عندما يتعلّق الأمر بالكيان الصهيوني، حدث ذلك عندما خرج الرجل مُحْتَجًّا على عدم منحه الوقت المناسب للردّ. أما الجانب المُؤْسِف في المشهد، فتمثّل في بقاء أمين عام الجامعة العربية في مكانه لا يَلْوِي على موقف، وليؤكّد أنه كان أبرز الخاسرين في معركة غزة، تمامًا كما هو حالُ جزءٍ كبير من النظام العربي الرسمي. عندما نُرَحّب بسلوك أردوغان، فإننا نرحّب من خلاله بسلوك الشارع التركي الذي انتصر لفلسطين على نحو دفع سياسييه إلى اتخاذ مواقف مختلفة، مع أنّ ذلك لا يُقلّل من أهمية ما فعلوا؛ لأن آخرين سواهم كانوا يتناقضون في وضح النهار مع جماهيرهم، بل كانوا يسكتونها ويطاردونها كذلك، ويكفي أن يكون من بينهم قادة السلطة في رام الله الذين يحاولون اليوم حجب خسارتهم بتسخيف الانتصار الذي تحقّق تارة، وبالحديث عن أن أهل غزة يعرفون مَن قاوم تارة أخرى. يا الله، من أين يأتي هؤلاء بكل هذه القدرة على الاستخفاف بعقول الناس وتَحَدّي مشاعرهم؟! من الأوراق الجديدة تلك الهبّة السياسية والنقابية التي شهدناها بعد الحرب نصرة لغزة، وقد رأينا نائبًا كويتيًا رائعاً هو وليد الطبطبائي يتسلل عبر الأنفاق إلى قطاع غزة بعد أن منعته السلطات المصرية من الدخول، الأمر الذي انسحب على آخرين، من بينهم أمين عام حزب العمل المصري مجدي حسين الذي أعلن أنه سينضم إلى كتائب القسام إذا منعوه من العودة لمصر. في المقابل مُنِع وفد نقابة المهندسين الأردنيين من دخول مصر، والحجة أن أعضاءه كانوا قد اعتصموا على باب السفارة المصرية، وكأن ما فعلوه جريمة يعاقب عليها القانون، وليس نشاطًا سلميًا تسمح به كل الأعراف والقوانين. ولم يكن الوفد هو أول الممنوعين ولا آخرهم، إذ حتى الذين سمح لهم بدخول مصر لم يسمح لأكثرهم بالعبور إلى القطاع عبر معبر رفح، والحجة معروفة؛ تطبيق بروتوكول المعبر المُوَقّع عام 2005، مع العلم أنه يطبق انتقائيًا كما يعرف الجميع. من جديدِ تداعياتِ الحرب على غزة كلمةُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي عاد فيها إلى اتهام النظام المصري بإغلاق معبر رفح، خلافاً للكلام المُعْلن، وهنا سيعود مسلسل الرَّدْح المُوَجّه ضد الرجل من قبل وسائل الإعلام الرسمية، وكأن ما قاله سرٌّ من الأسرار، وليس سلوكًا تتحدث عنه حتى وسائل الإعلام المصرية المستقلة، في ذات الوقت الذي يؤكّده كثيرون ممن يصلون إلى معبر رفح كل يوم. هذا الملف، ملف المعبر والممارسات التي تقع عنده كل يوم وقصص المساعدات التي لا يصل منها سوى القليل تستحق الكثير من الوقفات، مع العلم أنّ مراسلي وسائل الإعلام لا يمكنهم فضح كل ما يجري خوفًا على وجودهم ودورهم، وقد آنَ أن تحل هذه القضية، وإن بدا ذلك مشكوكاً فيه، وبالطبع لأنّه سيبقى جزءًا من مسار الابتزاز المعروف لحركة حماس وقوى المقاومة. في معركة غزة وتداعياتها شمخ كثيرون، وسقط كثيرون كذلك، لكن الأمة كانت هنا بكل عنفوانها، وتلك لعمري بركة الدم والشهداء، ولكن المنافقين والجاهلين لا يعلمون.
(المصدر: موقع البشير للاخبار بتاريخ 31 جانفي 2009)

في الفكر الإصلاحي المغاربي: القضايا والأعلام والمنهج

 
أحميدة النيفر     الحياة     – 31/01/09// ثنائية السلفية والغرب: إذا كان الفكر الإصلاحي في بلاد المغرب الكبير في الفترة الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية  استقطبه مشروع تحقيق النهضة التي اهتم بها الفكر الإصلاحي في المشرق فإن لإنتاج المغاربة العلمي ميزات خاصة تحتاج الى قدر من الاهتمام. وتعود هذه الخصائص الى عوامل ثلاثة: عامل محلي إقليمي والثاني أوروبي غربي والثالث مشرقي عربي. – في المجال الأول يلاحظ ان أقطار المغرب الثلاثة عرفت في الفترة الحديثة مجال بحثنا حالة من التفكك الاجتماعي مرده تباين المدينة عن البادية في شكل صدامي بين بنيتين اقتصاديتين واجتماعيتين وثقافيتين. هذا التفكك كان يعوض بوحدة موقتة تنشئها ظروف جهادية للدفاع عن الكيان الوطني أو لإنقاذ المسلمين. فالتوحد لا يحصل إلا عند تهديد الدخيل. – مع عام 1830 تأكد التوسع الأوروبي بعد ان أنهى طور صداماته الداخلية باستعمار الجزائر وتونس عام 1881 ثم المغرب عام 1912. ولم يكن لهذا التوسع الاستعماري ان يتحقق لولا التدهور الشديد اقتصادياً واجتماعياً ولولا حالة الجمود الثقافي وتفشي الأمية والتقاليد الفاسدة في عموم الفئات الاجتماعية. وانبثقت من هذا الوضع الاستعماري حركة فكرية متدرجة وإقبال على التعلم واكبهما ظهور أحزاب سياسية وانتشار مهم للصحف ثم قيام بعض الجمعيات الثقافية التي ستتضافر جميعها لانطلاق حركة وطنية على المستوى المغاربي (حركة الشباب التونسي 1908، الحزب الدستوري 1920، ثورة الأمير عبدالقادر 1832 الى 1847، ثورة الريف المغربي 1911). – في المجال الثالث يتبين بجلاء الارتباط مع الحركة السلفية المشرقية أولاً نتيجة التواصل بين النخب المتعلمة والتأثر بالتحولات الكبرى التي عرفتها المناطق التابعة للخلافة العثمانية والتفاعل مع ما كان ينشر في الصحف الكبرى مثل «العروة الوثقى» و «المنار» وما صاحب كل ذلك من حركة أدبية ومسرحية. وفي هذا المستوى يلاحظ ان درجة التفاعل مع التوجه السلفي لم تكن واحدة، ففي حين كان المغرب الأقصى أكثر البلدان تأثراً بالسلفية المشرقية ما جعل التوجه الإصلاحي يتميز بقدر خاص من التركيب بين خطاب الهوية والتحديث لا نجد مثيله في الجزائر على رغم قربها من السلفية. هذا في حين ظلت النخب التونسية الإصلاحية نائية عن التفاعل المباشر مع الخطاب الإحيائي المشرقي. إذا أردنا ان ننظر في المضامين التي يلتقي عليها الإصلاح في المغرب رأينا انه ينطلق من الوعي بالتخلف. ويتمثل تشخيص النخب الإصلاحية لهذا الواقع المتردّي للمسلمين بأن سببه هو تفريطهم في دينهم وأنه ليس هناك من حل إلا تثبيت أسس الإيمان القوي من اجل التصدي الى حملات الغزو والاستعمار والاستلاب الثقافي. وبذلك يكون العنوان العريض للفكر الإصلاحي المغاربي هو: الحل في العودة الى الإسلام. الحقيقة الأخرى التي لم يفتأ الفكر الإصلاحي ملتفتاً إليها هو خصوصية المنطقة المغاربية الحديثة في ارتباطها بالصراع مع الاستعمار الأوروبي في صيغته الفرنسية. لذلك فإن أولى موضوع الاستلاب الفكري والتغريب الثقافي عناية واضحة. من ثم اتجهت اهتمامات الفكر الإصلاحي الى إحداث تفاعل بين أبعاد ثلاثة: التحديات السياسية الملحة والإصلاح الديني وضرورة بلورة حركة فكرية تصلب الهوية وتدعم النضال السياسي وتوجهه. > الآخر والنظرة الى الذات: يمكن ان نعدّ عنوان كتاب شكيب أرسلان (1869 – 1946) «لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟» مفتاحاً يضع امامنا بجلاء طبيعة الفكر الإصلاحي بعامة والنخب المغاربية بخاصة في مواجهتها للتحدي الحضاري الغربي. فإذا كان ظاهر الخطاب الإصلاحي يبين مدى الارتباط بعناصر الهوية التاريخية ومدى التمسك بالأهداف العامة للشريعة فإنه من دون شك يكشف حقيقة لا تكاد تخفى وهي ان الفكر الإصلاحي مسكون بالغرب. اتضح ذلك منذ ان كتب رواد الإصلاح في تونس بأن «التيار الأوروبي تدفق سيله في الأرض فلا يعارضه شيء إلا استأصلته قوة تياره المتتابع فيخشى على الممالك المجاورة لأوروبا من ذلك التيار إلا إذا حاذوه وجروا مجراه في التنظيمات الدنيوية فيمكن نجاتهم من الغرق». حين نربط بين هذا وبين النص النموذجي للفكر الإصلاحي للشيخ سالم بوحاجب التونسي الذي يقول فيه: «إنني بعد ان تأملت تأملاً طويلاً في أسباب تقدم الأمم وتأخرها جيلاً بعد جيل بما تصفحته من التواريخ الإسلامية والإفرنجية… التجأت الى الجزم بما لا أظن عاقلاً من رجال الإسلام يناقضه من أنّنا إذا اعتبرنا تسابق الأمم في ميادين التمدن وتحزب عزائمهم على فعل ما هو أعوَد نفعاً لا يتهيأ لنا ان نميز ما يليق بنا إلا بمعرفة أحوال من ليس من حزبنا… فإن الأمر إن كان صادراً من غيرنا وكان صواباً موافقاً للأدلة، فلا وجه لإنكاره وإهماله». هذا الاعتراف بالآخر قاسم مشترك لرجال الفكر الإصلاحي في المغرب على رغم الصراع الحضاري ومخاطر الاستلاب الثقافي. > السياسة والشريعة – المد والجزر: المؤكد ان التقاليد العلمية والأوضاع الاجتماعية بالمغرب العربي الحديث مكّنت عدداً من رجال الإصلاح من خوض الشأن السياسي. وتقلّب البعض في المناصب السياسية واختلطوا بكبار رجال الدولة وكان للبعض الآخر اطلاع كاف على مجريات الأمور السياسية مما مكّن رجال الإصلاح من نضج فكري ومن استعداد واع لدعم كل توجه إصلاحي عقلاني. وندرك هذا بوضوح في الجهود الوطنية للنخبة الإصلاحية المغربية من امثال أبي شعيب الدكالي (ت. 1937) المعروف بعبده المغربي وتلميذه محمد بن العربي العلوي (ت. 1965) أستاذ علاّل الفاسي. في الجزائر كانت جمعية علماء الجزائر ومنشوراتها الإصلاحية لا تتردد في معالجة الأوضاع السياسية والاجتماعية مما كان يثير حفيظة الطرقيين ورجال الاستعمار الفرنسي. وكان هذا شأن الشيوخ عبدالحليم بن سماية وحمدان الونيسي والطيب العقبي (ت. 1962) ومحمد البشير الإبراهيمي (ت. 1965) ومبارك الميلي (ت. 1945). اما في تونس فإضافة الى ابن عاشور وسالم بوحاجب فإنه ينبغي ان نذكّر بالشيوخ بيرم الخامس (1840 – 1889) ومحمد النخلي والخضر بن حسين ومحمد شاكر. ينبغي في خصوص هذا المبحث السياسي التذكير بأمر أساسي نستوحيه من قضية التنظيمات التي كان لها أثر كبير في السياق المغاربي. ويقول صاحب أقوم المسالك: «ولا سبب لما ذكرناه إلا تقدم الإفرنج في المعارف الناتجة عن التنظيمات المؤسسة على العدل والحرية». وإذا كان هناك نوع من الاتفاق بين الإصلاحيين على ان سر تفوق الغرب هو طبيعة نظام الحكم فيه واعتماده على مؤسسات دستورية فإن هذا لا يجعلنا نظفر في خصوص الشأن السياسي على أي جهد تنظيري يذكر. وما نجده هو في الأساس مقالات وبيانات واهتمام بالجوانب العملية كأهمية التنظيم الحركي والحزبي من اجل استقطاب الجماهير، مع صوغ هذا المطلب بالاهتمام بالجوانب الإجرائية الشكلية. تمكن الفكر الإصلاحي بفضل معايشته للأحداث من التعبير عن مطالب سياسية منهياً العزلة التي كانت تعيشها القيادة الفكرية والدينية بعيداً من القيادة السياسية. حدث هذا لكن من دون ان يتجاوز المشروع السياسي طابع الموعظة والتوصيات الأخلاقية مع بوادر نجدها عند الفاسي وابن عاشور في اعتماد عبارات لم تكن معروفة من قبل مثل: المجتمع الإسلامي والتعليم الإسلامي والاقتصاد الإسلامي. وقع ذلك في سياق سجالي يؤكد ان القرآن أعطى كل مبادئ النظام الديموقراطي الحديث. وهذا المعنى يوحي بأن للفكر الإصلاحي راياً في الإسلام والمسيحية وأنه لا ينبغي المقارنة بينهما بل ينبغي مقارنة الإسلام بالمؤسسات المدنية الغربية. إذا تجاونا هذا فإننا لا نجد أي جهد تنظيري يغيّر الصورة التاريخية للحكم مع ما يلزم لذلك من فكر سياسي واجتماعي ملائم أو يسوّغ مرجعية الشرعي وضرورة توجيهه للحياة العامة.
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جانفي  2009)  
 

الاتجاه المعاكس لتعدد الزوجات
 
أبو خولة   خصص برنامج « الاتجاه المعاكس » بقناة الجزيرة حلقة 9 ديسمبر الماضي لموضوع « تقنين تعدد الزوجات » بناء على مشروع قرار في البرلمان الكردي في هذا الاتجاه. و من المهم التنويه بان المشرف على البرنامج قد عنون الحلقة – و عن استحياء واضح– بتقنين التعدد لا إلغاءه كما حصل في العام 1956 مع صدور مجلة الأحوال الشخصية التونسية، و هي النموذج لما يجب أن تكون عليه القوانين الحامية لحقوق المرأة في ديار الإسلام. و هذا ما حصل أيضا في المغرب بصدور « المدونة » في مايو 2003 ، أي بعد حوالي نصف قرن من التخلف، لكن من الأفضل أن تأتي الإصلاحات الضرورية متخلفة بعض الوقت من ألا تأتي إطلاقا.   كان الأستاذ الأزهري إبراهيم الخولي ضيف البرنامج الممثل للرأي الداعي لتعدد الزوجات بلا حدود – باستثناء الحدود التي وضعها الشرع حسب مفهومه هو و من على شاكلته بطبيعة الحال – ، بينما مثل وجهة النظر المختلفة إقبال بركة رئيسة تحرير مجلة أم الدنيا المصرية. و بالرغم من أن اختيار هذه الأخيرة يمثل هو الآخر محاولة من « الجزيرة » على تقديم وجهة نظر تدعو في أقصى الحالات إلى وضع ضوابط لهذه الممارسة المشينة و المهينة لشعور المرأة و آدميتها، بينما كان من الإنصاف استدعاء احد الأبناء الروحيين لزعيم الحداثة التونسية – الحبيب بورقيبة – مثل العفيف الأخضر أو د. خالد شوكات أو احد ممثلي الحركة النسوية التونسية التي تتصدر الدعوة هذه الأيام إلى المساواة في الإرث بعد أن أصبح إلغاء تعدد الزوجات و الحقوق الآدمية و الاجتماعية و الاقتصادية للمرأة في الربوع التونسية تحصيل حاصل.   و بما أن وجهة نظري تتناقض مع وجهة نظر الشيخ الأزهري أكثر منها مع ما ورد على لسان الأستاذة إقبال بركة، فقد ركزت في هذا المقال على ردي على الأستاذ إبراهيم الخولي، بناء على ما ورد على لسانه في النص الكتابي للبرنامج المنشور على موقع « الجزيرة » على الانترنت.   دشن الأستاذ الخولي مداخلته بالحديث عن علاقة الرئيس ميتران بعشيقته التي كانت « تسكن على بعد أمتار من قصر الايليريه » متسائلا الم يكن من الأفضل (له و لزوجته الرسمية و لعشيقته) أن تكون هذه الأخيرة زوجة (ثانية) و شريكة حياة في الضوء، لو كانت فرنسا تنعم بتشريع الاهي يقر بتعدد الزوجات. و الحقيقية انه بمقدور فرنسا العلمانية و من خلال برلمانها المنتخب ديمقراطيا الأخذ من التشريعات الطالبانية المعمول بها حاليا في كافة أنحاء العالم العربي و الإسلامي التعيس – باستثناء تركيا و تونس – لو رأت الأغلبية البرلمانية الفرنسية مصلحة في ذلك. و السبب الوحيد انه لا ميتران و لا زوجته الرسمية و لا عشيقته و لا الرأي العام الفرنسي قد طالب بتعدد الزوجات كحل لمشاكل الخيانة الزوجية، و هو أن تعدد الزوجات لا يمثل حلا لهذه المشكلة بدليل أن هذه الظاهرة متواجدة بكثرة في جنات تعدد الزوجات – مثل مصر و المغرب و الجزائر – و في دول الخليج حيث تزدهر السياحة الجنسية لبعض الدول الاسياوية لا لغرض آخر سوى ممارسة الجنس.  ثم انتقل الأستاذ الأزهري إلى الشماعة التي يعلق عليها فقه التخلف براهينه على مساوئ إلغاء تعدد الزوجات ألا و هي انتشار العنوسة، مذكرا بوجود 10 مليون عانس في مصر،  ليتدخل مقدم البرنامج بتصحيح الرقم و هو 12 مليون عانس في المحروسة. و هذا بطبيعة الحال دليل على المدافعين عن تعدد الزوجات و لا يصب في صالحهم. فمصر هي احد اكبر جنات تعدد الزوجات في العالم العربي و الإسلامي، و لو كان هذا التعدد حلا للعنوسة لما بلغت هذه الظاهرة هذا الحد. و كما سبق لي أن كتبت في مقال سابق على صفحات إيلاف :  » إن منع تعدد الزوجات لا يمكن اعتباره سببا للعنوسة، حيث أن السبب الأول لهذه الظاهرة في الوقت الحاضر [في الدول التي تقدمت شوطا هائلا على طريق الحداثة مثل تونس] هو مدة الدراسة التي تستغرق سنوات طويلة. لقد سبق و أن طالب راشد الغنوشي [مؤسس حركة النهضة الأصولية و شيخها مدى الحياة] في مقال له بمجلة المعرفة سنة 1980 بعدم ترك الفتاة تكمل دراستها العالية لان « دورها الطبيعي في البيت » و العناية بالأطفال كما قال، تماما كما سبق للزعيم النازي ادولف هتلر  أن حصر دور المرأة « الطبيعي » في الإنجاب ». و أضفت في نفس المقال:  » والاهم أن الادعاء بان منع تعدد الزوجات يسبب العنوسة هو ادعاء خال من الصحة. لقد وفرت  لنا العقود الأربعة الماضية « تجارب مخبرية » ، حيث الغي تعدد الزوجات في تونس و لم يحصل هذا في أية دولة عربي أخرى، لذلك ستكون فرضية الغنوشي صحيحة إذا ثبت بالتجربة أن العنوسة زادت في تونس أكثر منها في الدول العربية الأخرى، و هذا ما لا يؤيده الواقع الإحصائي… في الجزائر، لا وجود لمنع تعدد الزوجات للأسف، و لم يمنع هذا من زيادة عدد العوانس بحوالي 200 ألف سنويا, ليبلغ عددهم الإجمالي 5 ملايين للفئة العمرية 35 سنة فما فوق. فكيف حصل هذا إذا كان تعدد الزوجات الدواء الشافي لهذه الظاهرة كما يدعي فقه التخلف و عداء المرأة الدفين؟   و الأكثر فظاعة في تدخلات الأستاذ الأزهري هو دفاعه المستميت عن جريمة تزويج الفتيات الصغيرات، محاولا في ذلك التستر على فتاوى بعض الشيوخ في المغرب و السعودية و غيرها التي تصب في نفس الاتجاه، أشهرها فتوى الشيخ السعودي عبد العزيز آل الشيخ « إن الأنثى إذا تجاوزت من العمر العاشرة فهي قابلة للزواج ». و كان عذر الأستاذ الخولي أقبح من ذنب عندما أراد تقديم تزويج الفنيات دون ست 18 كحل لمشكلة العنوسة، لان العنوسة تطال الفتيات اللاتي تفوق سن الــ 25 دون أن يحالفهن الحظ في الزواج، و التساهل في السماح بتزويج الفتيات الصغيرات يمثل جريمة مضاعفة في حق الفتاة الصغيرة التي يتم اغتصابها عنونة و جريمة ثانية في حق العانسات لان إمكانية الزواج بالفتيات الصغيرات تمثل منافسا قويا للاتي هن اكبر سنا.   ثم من قال إن العزوبية بالنسبة للمرأة المتحررة لا يمكن أن يكون اختيارا. على سبيل المثال، ورد في تقرير لوكالة رويترز للأنباء منذ سنتين : « عديد التونسيات اخترن بكل حرية حياة العزوبية، و أن 16 ألفا من المتزوجات رفعن قضايا طلاق خلال 2005 من بينها 11 ألفا صدرت فيها أحكام بهذا المعنى. » كما أكد التقرير أن النساء التونسيات تستفدن كثيرا من القانون « الذي يجيز للمرأة التونسية تطليق الرجل حسب ما نص الفصل 30 من الأحوال الشخصية ». و أضاف « إن الطلاق في تونس قضائي، أي انه لا يقع إلا أمام المحكمة، خلافا لما هو معمول به في عدة دول عربية أخرى »، حيث يرمي الزوج زوجته إذا ملها أو شاخت كما يرمي خوذة حذائه البالية!   خلاصة القول إذن، إن تحرير المرأة كما جاء في مجلة الأحوال الشخصية التونسية -و بالأساس منع تعدد الزوجات- لا يمكن تحميله، بأي حال من الأحوال، مسؤولية العنوسة أو الطلاق. و هذا هو الاستنتاج السليم الذي توصل له الملك المغربي الشاب محمد السادس الذي عبر عن شجاعة سياسية خارقة باعتماده للقوانين التونسية عند إصداره « المدونة » اثر تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية في 16 مايو 2003، مستغلا الوضع الحرج الذي وجدت نفسها فيه قوى  التخلف و عداء المرأة (العدل و الإحسان و حزب العدالة و التنمية، أساسا)، و هذا ما شجع على ما يبدو حكومة كردستان العراق على المضي قدما لتقديم مشروع قانون يقنن تعدد الزوجات. و هذه إجراءات متأخرة و قد تبدو محدودة، لكن آثارها المستقبلية على وضع المرأة سيتعزز في كامل المنطقة. و أول الغيث قطر ثم ينهمر…   يمكن الاطلاع على مقالات الكاتب على ارشيف ايلاف ( www.elaph.com ) 


من شظايا الصور

 

محمد بن نصر(*)   بعد العدوان الغاشم على غزّة و ما انكشف منه حتى الآن من خراب و دمار تعجز اللغة عن وصفه سلّطت الكاميرات الضوء على صور الفلسطينيين الذين يبكون فقدان أحبّتهم الشهداء و فقدان ما يملكون من متاع ومن مسكن بعد أن سوت قوى الشر به الأرض وتلك لعمري حالة نفسية لها كل المشروعية للتعبير عن نفسها، فهي تحصل و بحالات متفاوتة لكل إنسان حصل له مكروه ما فما بالك بأولئك الذين اختارهم الله ليبتليهم ويمتحنهم بهذا الحجم من التدمير المبرمج والممنهج. فما حصل لهم قبل العدوان و أثناء العدوان وما يمكن أن يحصل لهم لا سمح الله من مخلّفات العدوان يفوق كل تصور.  ولهذا أودّ قبل أن أسوق هذه الملاحظات المتعلّقة بالصورة وما يمكن أن تخلّفه من دمار في النفس إذا لم تأت في إطار فهم متكامل لكل العناصر المتعلقة بها، أن أعتذر لكل من طالته الآلة الحربية الإسرائيلية المجرمة التي كان لها « شرف الإبداع » في أساليب التدمير والتخريب وذلك للاعتبارات الآتية: أولا لأن الذي  ينظر إلى الجحيم ليس كمثل الذي يُصطلى بناره، وهل يمكن المقارنة بين الذي يجلس إلى مكتبه في بيت مكيّف يقيه لسعات برد الشتاء كمثل حالتي وبين الذين ينامون بالعراء لا مأوى لهم خاويي البطون وفارغي الفؤاد.؟ وثانيا لأن الضحية خاصة عندما تتقطع بها الأسباب وتتحول إلى مجرد رقم من الأرقام ليس أمامها إلاّ أن تندب و تصرخ تعبيرا عن السخط وتنديدا بوحشية المجرم وبتخلف النصير. في هذه الأيام وبعد أن توقفت الحرب على غزّة تلاحقت في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الصور و الاستغاثات التي تعكس حجم المأساة والغرض من ذلك إيقاظ الضمائر الحيّة و دعوة العالم الذي خذل أهل غزّة أيام الحرب إلى تدارك ما فاته ويتحّمل بعضا من مسؤوليته في حقّهم ومدّهم بالعون، لامنّا ولا صدقة يتبعها أذى ولكنّه حقّ للذين دافعوا عن شرف هذه الأمّة . لا شك أنّه غرض نبيل ولكن عندما تُعرض الصور بهذا الشكل دون التذكير بالمسبّبين الحقيقيين، من أعلن منهم عن نفسه و من تقنّع، لهذه الحرب وأهوالها، تلك الحرب التي بدأت حصارا ثم كانت بركانا ودمارا تريد الآن أن تطيح بأركان ثقافة المقاومة، فإن هذا من شأنه أن يصنع حالة من الإحباط و يفقد المقاومة الإطار الحيوي الذي تتحرك فيه. علينا ألاّ ننسى أن العدو فشل على الأرض في تحقيق أهدافه التي عمد إلى إعادة صياغتها مرّات عدّة تحت ضغط المقاومة، وفشل سياسيا حيث لم يستطع حتى الآن أن يفرض شروطه عليها ولكنّه لازال يطمع في تحقيق بعض المكاسب في مستوى علاقة المقاومة بقاعدتها الشعبية. فالهدف الأول والأخير من الحرب التي يشنّها العدو بأشكالها المختلفة هو القضاء على روح المقاومة والترويج لمبررات الاستسلام.  في إطار هذا الوعي ليس من المانع أن تُعرض هذه الصور المعبّرة لا شك عن حالات عابرة أو دائمة لبعض الأفراد وهي من الحالات التي عرفتها كل الشعوب في حالة الشدّ والممانعة كما في حالة الارتخاء والاستسلام ولكن كان من الضروري أن يُصاحب هذه الصور تعليق يذّكر بالسبب الحقيقي لهذه الحرب وأهوالها ومآسيها ويذكّر أن العدو الذي استطاع أن يسوّق في العالم كلّه صورة الشعب الضحية قد أسقط بهذه الحرب -التي لم يحترم فيها الحد الأدنى من أخلاقيات الحرب المتعارف عليها- كل الأقنعة وكشف عن حقيقة الحقد الذي يكنّه لكل فلسطيني بغض النظر عن كونه مقاوما أو مسالما، رجلا أو امرأة، طفلا أو كهلا. هل من مانع أن تتحول الكاميرا فتنقل لنا في ذات الوقت صور الصابرين على الوجع والعاظّين على الجرح، صور الأمهات الثكلى والآباء المكلومين الذين لم تُقعدهم جرائم العدو على التعبير على ثباتهم على المبادئ وعلى مواصلة درب المقاومة والدفاع عن حقهم المشروع بأموالهم و أنفسهم وسيكونون في كل مرّة أشدّ قوّة وأشدّ مراسا وأكثر استعدادا للتضحية بالغالي والنفيس؟ من ناحية أخرى لماذا هذا التوقف الطويل أمام الصورة المعبّرة عن اللحظة التي يجد فيها الفرد بيته وقد تحوّل إلى ركام من الأتربة، بيته الذي هو كسب عمره ورمز ارتباطه بهذه الأرض الطاهرة، من الطبيعي أن يجلس باكيا أمام هذا الحطام، من الطبيعي أن يظهر الأسى و الحزن لما أصابه ولكن هو نفسه سينهض من مكانه وقد أثقله المُصاب ولكنه سيكفكف دموعه ويحبس آهاته ويلتحق بمن سبقه لإزالة آثار العدوان و الإصرار على البقاء متحديا بذلك العدو الذي سعى بفعله الجبان إلى قتل روح التحدي فيه وتحميل المقاومة مسؤولية ما أصابه.  ليس هناك فرق بين أسلحة الدمار الشامل التي يصيب بها العدو المدنيين الأبرياء وبين التشكيك في التضحية و الاستشهاد، فكلّها أسلحة فتّاكة، الأولى تصيب المنشآت المادية وتستهدف الأنفس، والثانية تصيب الروح وتستهدف النّيل من مقومات البقاء والبناء. وما أصعب التئام جراحات اللّسان خاصة إذا طالت المضحّين بأنفسهم وأموالهم في سبيل عزّة هذا الدين والوطن. كل الشعوب التي تنعم الآن بالأمن وتنعم بالحرية عاشت ويلات الحروب وعاشت التقتيل و الحرمان، صحيح أنّها لم تشهد حرب الجبناء الذين من فرط جبنهم لا يتقدّمون خطوة إلاّ إذا جرفوا من أمامهم كل شئ، الشجر والبشر والحجر، ولكن ذلك لم يمنعهم من الصبر على ما أصابهم و مواصلة النضال لتحقيق مطالبهم المشروعة.  الوفاء الحقيقي للدماء التي سالت والأرواح التي صعدت إلى بارئها تشكو ظلم العباد لن يكون بالتنادي إلى سلام مغشوش والرضا بالأمر الواقع وإنّما بمواصلة الدرب الذي مشوا فيه و الثبات على المبادئ التي من أجلها ضحّوا بأنفسهم وبأموالهم. من أكثر الأفكار هدما لروح المقاومة في كل أشكالها، المسلحة والسلمية، فكرة « الخلاص الذاتي » والبحث عن السلامة الفردية الموهومة وحتى وإن كان ذلك ممكنا في بعض الأوقات فإنّها لن تكون بلا ثمن ولن تكون في كل الأحوال دائمة لأن آلة الحرب الإسرائيلية المدمّرة لا تعرف الفرز فهي تتعامل مع كل فلسطيني حتى وإن بدا منه غير ذلك على أنّه مقاوم لا يستحق الحياة.    تلك هي خطورة الصورة وما يمكن أن يُستنتج منها و تأثير ذلك على المتابع لها خاصة و أن المشاهد وبحكم الصور المتراكمة من حوله لم يعد قادرا على التمييز من بينها ويكتفي في الغالب بالانطباع الأول الذي يستقر في ذهنه والقائمون على الإعلام يدركون ذلك جيّدا ومسؤوليتهم كبيرة في الثقافة التي تروّجها الصورة وليعلموا أن أشكال المقاومة متعدّدة ومن الخطأ اختزالها في شكل واحد وإذا كانت هناك معركة لا نستطيع أن نحدّد لها بداية و لا نهاية بل لا نستطيع أن نعرف عدد ضحاياها فهي بلا شك المعركة الإعلامية. المقاومة ثقافة بالدرجة الأولى وثغورها متعددة، فكرا وأدبا وفنّا فلينظُر أصحاب القلم على أيّ ثغر هُم واقفون.؟
 
أستاذ بالمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية
عن الأسبوع العربي

 

مجزرة غزة قصيدة : أبي جعفر العويني  في   31/01/2009
 
أبدا  لا ننسى و لن ننسى، ستعيش بذاكرة البنت والولد الشّعب يعرف كيف يذكره  ,حصار وإجرام  أزهق الكبد معابر قضبان وسجن إذلال النّاس، و ظلم يهودي استبدّ أرهبوا إخواننا زوروا تاريخنا، معروفة  أفعالهم,لا تـعدّ في  شكايات الأيـامى, وأنّات اليتامى,هي أوجاع و كـمد إبادة جماعية ,جريمة صهيونية غربية , و ظلم  لا  يُردّ ذبح شنيع و قتل مريع و برد صقيع,و جوع  ضريع يهدّ يذكّرنا  ما مضى من سنين,بديرياسين وكفرُقاسم واللُـدُّ وقانا بيريز, و حمق موفاز,و بطش النّشاز  جزرا و مدّ جرم مكين, رأيت جنين بحقد دفين,منذ سنين طال الأمـد طال العذاب و طاش الصّواب,وجَلّ المُصاب و جارٌ يصدّ وهذا النّفاق إليهم يُساق,من الغرب حاقَ، و منهم  وَرَد بدون أسف  و سـوء  شرف ,جيلٌُ  تَلف  و ضاعَ  البلـد شعب شريد ,و غزو شديد ,و غرب يعيد, ما ضي  النّكد ماضٍ أليم,و شرّ عميم  بجسم نحيل سقيم, عليل الجسد ستون عاما مضت ,يعاني الفلسطيني  نهب الغزاة الجُدد آه  يا كوشنير ظنّي نسيتَ,لا زلتُ أذكر ما  قد حكيتَ بجِدّ حقّ التّدخّل لكم في العراق,لكن جنين وغزّة لا من رِفـد جمع أرُزًِّ لصومال عزٍّ,و ليسوا إوزّا,نوتم بها غزوالبلد صهاينة كالجراد أتوا وبغوا,ومن كلّ صوب كقيح الغًُـدد و للقدس شوق لهيكلهم , حلم  قديم, لحائط  مبكى  ورد كراهية العُرب إرث قديم, بوناپرت من عكّا نادى استعٍدّ يهودَ أجيبوا واتّحدوا,لغزو فلسطين,أعٍدّوا القوىوالعًدد فأحيا ضغائنهم و استعدّوا و أغروا خليفتنا,بالكنوز مدد فما رضي البيعَ عبد الحميد,فلسطينُ وقفُ الجميع  تُعـدّ أغاظ وفود اليهود تغنّوا خداعا, نشيد العُروبة لحنا يُردّد ملوك الطّوائف أغراهم,عباقرة الرّوم ديك وأفعى الأسد ولورنس قاد جحافلهم فأغار,سايكس و پيكو رسَّما حـدّ ووهن  الخلافة  بان  جليّا  و وعد  بلفور,قد  صار جِدّ إبن سعود بنجد أغارعلى الحرمين,من الغرب لاقى سَنَدٌ مضى آل هاشم نحو الشمال ,وشرقَ الخليلِ و النّهر حدّ ومصرلا عمرو ينجدها,ولا ابن أيّوب يحمي وقطزُالأسد صرنا يتامى بأوطاننا,أرض العروبة, نيرالمذلّة ريعٌ قدد آبارُخام لنفط ثمين, مناجم تبر,فرات و نيل, وشعبٌ رقَد فإن شئت أرضا بسوداننا,يُكفّي الملايين بُرّا و نعما مدد ياغزّة الأمجاد غزّة هاشم, حرن البارك و الطّوق  شَرد يا جُرحنا المفتوح , يعلم ربّنا,لولا خذلانهمُ ما منّا ينفرد فلسطين أرض للرّباط و قدسنا,مسرى النبيّ بذلك نشهد عليه صلاة الله تترى سرمدا, حتّى يرضى النّبيُّ  الأمجدُ
 


صادراتها الصناعية ارتفعت 20 في المئة … تونس:
تدابير لحمايةالمؤسسات وتنشيط الاستهلاك
 
تونس – سميرة الصدفي     الحياة     – 31/01/09// ارتفعت صادرات تونس من المنتوجات الصناعية إلى 18 بليون دينار (نحو 14 بليون دولار) السنة الماضية، بزيادة 20 في المئة قياساً إلى 2007. غير أن وزير الدولة للصناعة عبد العزيز الرصاع، أكد أن نسق الصادرات تراجع في الشهرين الأخيرين بنسبة 1.5 في المئة مقارنةً بالفترة ذاتها من السنة السابقة، بسبب تداعيات أزمة المال العالمية على الاقتصاد المحلي. وأدى الركود إلى إلغاء فرص عمل لم يتسنَّ تحديد عددها. وقال الرصاع إن الخطة الصناعية للسنة الحالية ترمي إلى الترويج للمنتوجات المحلية في قطاعي الصناعة والخدمات في الأسواق الخارجية. واندمجت تونس، اعتباراً من مطلع السنة الماضية، في منطقة مبادلات حرة مع الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق شراكة توصلت إليه في 1995. غير أن الأزمة التي ضربت قطاعي المنسوجات وتصنيع السيارات في أوروبا أخيراً، ألقت بظلالها على المصانع المحلية، ما حمل السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدتها على مجابهة الأزمة. وفي مقدم الإجراءات تكفل الدولة بـ50 في المئة من كلفة تأمين الصادرات ووضع خط تمويل بقيمة 100 مليون يورو لدعم المؤسسات الأجنبية المُصدّرة العاملة في البلد وتخصيص ضمان بقيمة 25 مليون دينار (نحو 20 مليون دولار)  لدعم «المؤسسة الوطنية لضمان التجارة الخارجية» وخفض نسبة الفائدة على القيمة المضافة. ومن أجل تنشيط الاستهلاك، أعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي أخيراً عن زيادة في اعتمادات التنمية بنسبة 20 في المئة لإنجاز مشاريع بنية أساسية في المحافظات الداخلية، تشمل سدوداً وطرقاً سريعة وجسوراً وتهيئة مناطق صناعية. وقررت السلطات تعزيز الاستثمار بضخ مبالغ إضافية في رأس مال «بنك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة» (قطاع عام). ويُجابه التونسيون تلك التحديات بتدابير مختلفة، بينها توسعة النسيج الصناعي بتهيئة 21 منطقة صناعية جديدة خلال هذه السنة، إضافة إلى تحديث المصانع المحلية، فمن المقرر أن تحصل 400 وحدة صناعية على شهادة المواصفات الدولية قبل نهاية السنة، بعدما كانت 900 وحدة حصلت عليها. كذلك طلبت 4145 وحدة صناعية تسجيلها في خطة تطوير القطاع الصناعي المحلي التي انطلق تنفيذها في 1995 ويُمولها الاتحاد الأوروبي، إلا أن 2843 مؤسسة فقط حصلت على التصديق على مشاريع التحديث التي قدمتها إلى اللجنة المعنية. واعتبر مراقبون العدد دون المستوى المأمول لتسريع تطوير النسيج الصناعي المحلي كي يكون قادراً على مجابهة المنافسة الأوروبية والآسيوية المتناميتين.
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جانفي  2009)  


قضايا المجتمع هوى على ابنه بـ«شاقور» فـأرداه قتيـلا
 
نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية جنائية تتعلّق بالقتل العمد المسبوق بإضمار وكانت وقائع القضية انطلقت عندما تم اعلام أحد المراكز الأمنية بجهة السيجومي من قبل أحد المستشفيات بالعاصمة بقبول شخص يحمل آثار اعتداء بآلة حادة وقد تسبّبت تلك الإصابة في وفاته. وبانطلاق الأبحاث اتضح وأنّ المتهم قد ترصّد ابنه الهالك يوم الواقعة لما كان نائما بأحد الغرف بالمنزل وهوى عليه على مستوى رأسه بشاقور مرّتين ومن شدّة الاعتداء تناثرت أسنانه في أرجاء تلك الغرفة وقد أطلق صيحة قويّة من شدّة الألم فتفطّنت والدته وقدم الأجوار وتم نقله إلى المستشفى ولكن ورغم المجهودات التي بذلها الأطبّاء لإنقاذه توفّي وقبل وفاته طلب من والدته والأجوار عدم إبلاغ أعوان الأمن بكون والده هو صاحب الفعلة. وأمّا المتهم فقد اعترف خلال الأبحاث الأولى وذكر أن ابنه كان يسيء معاملته ولا يحترمه فقرّر التخلّص منه واستغل فرصة توجّه ابنه للنّوم وتسلّح بساطور وهوى عليه به. وأثناء التشخيص بدى المتهم في حالة هستيرية وكان ينادي على الهالك ونفى أن يكون قام بقتله. وخلال حضوره في بعض الجلسات أمام أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس كان يردّد أنّه لم يفعل شيئا وبدت عليه علامات الاضطراب العقلي ولذلك الغرض طلبت محاميته عرض منوّبها على الفحص الطبّي. وقد تبيّن أنّ نتيجة الاختبار لم ترد بعد على المحكمة ولذلك قرّرت تأجيل النّظر في القضية. صباح -ش
 
 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس)الصادرة يوم  31 جانفي2009 )

Lire aussi ces articles

1 février 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2446 du 01.02.2007  archives : www.tunisnews.net AISPP: Communiqué Reporters sans frontières:

En savoir plus +

2 février 2005

Accueil   TUNISNEWS   5 ème année, N° 1719 du 02.01.2005  archives : www.tunisnews.net التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.