السبت، 25 سبتمبر 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°3777 du25. 09 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


رويترز:معارض تونسي بارز يضرب عن الطعام احتجاجا على حجب صحيفته
كلمة:تضامن حقوقي مع مدير جريدة الموقف

الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس :رســـــــــــالة دعــــم و مســـــاندة مع الحزب الديمقراطي التقدمي

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –   فرع القيروان:رسالة إلى السيد أحمد نجيب ألشابي ، المدير المسؤول لجريدة الموقف

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:من يوميات …..عنابر الموت لا لسياسة التنكيل و التشفي ….. لا للعقوبات الجماعية

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:مضايقات بوليسية لا تنتهي..!

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــــــــــــــــــلام

كلمة:12 سنة سجنا نافذة لجلاد تونسي

كلمة:سوسة: طلبة يحتجّون على اعتداء بالسلاح الأبيض على زملائه

كلمة:مفاوضات بين النقابة وأحد مراكز النداء الفرنسي .

الطاهــر العبيدي :بيــــان للرأي العـــام النقابي:لا بد لأي محاولة إصلاح أن تبدأ من هنا

فرج الشباح:الجدل حول الفصل العاشر:مؤتمرا جربة و المنستير وما بعدهما

الوطن:صالح عطية:الإصلاح من الداخل.. الإصلاح من الخارج ؟!

الصباح:ـ 1425 مركز عمل معظمها في الفرنسية والإعلامية والعربية والرياضيات ـ

الصباح:من الذاكرة الوطنية :سياسة التعاقد الاجتماعي أو ميثاق الرقـي الشامل

الأستاذ رابح الخرايفي :المعارضة ترفض مشروع استمرار الرئيس زين العابدين بن علي في الحكم :2014-2019.

مرسل الكسيبي:بين الصناعتين : تونس تبحث عن الطريق الثالث…

الوطن:نورالدين المباركي :الحوارات التلفزية و الإذاعية مع أعضاء الحكومة  فكرة ثمينة ..شوّهها خطاب “كل شي لاباس” وغياب الجرأة في طرح الشواغل

الأستاذ رابح الخرايفي : التونسيون لا  يقرؤون  الوطن:بحري العرفاوي

:في التطويع السّياسي والتطبيع الثقافي

الوطن:هشام العلاني:التطبيع و ضرورة مقاومته

الوطن:نادر الحمدوني:الشّباب ما بين السّياسي وفخ العولمة

 عبد الحميدالعداسي:حلاوة الإيمان

الشيخ راشد الغنوشي: التحدّيات التي تواجه الحركة الإسلامية

الوطن:عبدالكريم عمر:في ذكرى رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر:عاش لنا، ومات من أجلنا

القدس العربي:مسلسل ‘لجماعة’ ومباركة التصرف القمعي للدولة

عبد الباري عطوان :سورية و’الغزل الامريكي’ المتصاعد

القدس العربي:البرلمان الجزائري يتراجع عن طرح قانون يجرّم الإستعمار ويستهدف فرنسا

القدس العربي:الاردن يفرض شروطا جديدة على دخول السياح الاسرائيليين

الجزيرة.نت:عباس: واشنطن عارضت المصالحة


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أوت 2010

https://www.tunisnews.net/20Septembre10a.htm


معارض تونسي بارز يضرب عن الطعام احتجاجا على حجب صحيفته


تونس (رويترز) – بدأ نجيب الشابي المعارض البارز والقيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي يوم الخميس اضرابا عن الطعام لاجل غير مسمى للاحتجاج على ما يصفه بتضييق السلطة على حرية التعبير ومحاولاتها اخماد صوت الصحيفة الناطقة باسم الحزب. وقال مسؤولو صحيفة (الموقف) ان العدد الذي لم يطبع اصلا تضمن مقالا عن محاولة تونسيين يعيشون في فرنسا سرقة نسخ من تسجيلات لحوارات قامت بها قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية في باريس مع مسؤول امني تونسي سابق. وتصدر صحيفة الموقف التي تعتبر من اكثر صحف المعارضة انتشارا وانتقادا للسلطات كل يوم الجمعة ويتم طبع حوالي خمسة الاف نسخة منها اسبوعيا وقال الشابي ان استمرار صحيفة الموقف التي نشأت منذ 25 عاما اصبح مهددا بسبب التضييقات المستمرة. وأضاف ان المطبعة اعتذرت عن طبع النسخة الاخيرة بسبب ما وصفه بعطل فني مفبرك لكن مدير المطبعة منصف بن حليمة قال ان “العطب حقيقي” مضيفا انه ابلغ مسؤولي الصحيفة بذلك يوم الاربعاء وقال ان ادارة الصحيفة رفضت قبول الطبع لدى مطبعة اخرى اتصلت بها مطبعته مقابل كلفة أعلى واعتبر ان رفض اقتراحه ينم عن محاولة ” لتسييس الامر”. ومضى الشابي يقول “ليس هناك قضاء نزيه لينصفنا امام هذا التحدي..منذ هذه الساعة اعلمكم اني دخلت في اضراب جوع غير محدد احتجاجا على اسكات صوت صحيفتنا.” وشدد الشابي على انه يعرف انعكاسات الاضراب على صحتة لكنه قال ان حرصه على انتزاع حقه وحق حزبه في حرية التعبير دفعاه للاقدام على هذه الخطوة. واضاف انه مستعد للتضحية واستطرد “لا حاجة لي لهذه الطرق للبروز سياسيا واعلاميا عبر اضراب الجوع.” وقالت مية الجريبي الامين العام للحزب “انا شديدة القلق على الشابي لانه حقيقة في خطر لكننا متحمسون للخطوة كلفنا ذلك ما كلفنا”. وتنفي السلطات باستمرار التضييق على الصحافة وتقول انها تكفل حرية التعبير وتقدم دعما ماديا لصحف المعارضة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مصادر حكومية لكن السلطات عادة ما تتهم الشابي وحزبه بانهما يسعيان للبروز والاستعراض. آخر الأنباء من رويترز » معارض تونسي بارز يضرب عن الطعام احتجاجا على حجب صحيفته (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 سبتمبر2010)


تضامن حقوقي مع مدير جريدة الموقف


حرر من قبل معز الباي في الجمعة, 24. سبتمبر 2010 شهد اليوم الثاني لإضراب الجوع الذي يخوضه مدير جريدة الموقف المعارضة الأستاذ أحمد نجيب الشابي توافد عدد من الشخصيات الوطنية التي عبّرت عن مساندتها له وللجريدة التي تتعرّض لما أسماه المسؤولون عنها بالمصادرة مقنّعة.

وقد زاره وعدد هام من النشطاء السياسيين والحقوقيين، كما تلقّى مكالمات هاتفية مساندة من كثير من الوجوه التونسية السياسية والحقوقية والإعلامية الناشطة خارج البلاد.  وكان الأستاذ نجيب الشابي قد أعلن يوم الخميس 23 سبتمبر الجاري ـ كما أشرنا في نشرتنا السابقة ـ عن دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ما وصفه بالمصادرة المقنعة لجريدة الموقف بعد أن امتنع صاحب المطبعة عن سحب العدد الأخير منها بحجّة عطب في الآلة يحتاج قطع غيار غير متوفّرة. 

من جهته صرح صاحب المطبعة لوكالات أنباء أجنبية أنه أعلم إدارة الموقف بالعطب منذ يوم الإربعاء، وطلب منهم أن يقوموا بالسحب لدى مطبعة أخرى.  في حين أكّدت هيئة تحرير “الموقف” أن المطابع ترفض سحب الجريدة بتعليمات من وزارة الداخلية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 سبتمبر 2010)


رســـــــــــالة دعــــم و مســـــاندة مع الحزب الديمقراطي التقدمي


تعـبّر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس عن و قوفها وتضامنها و مساندتها المطلقة لإضراب الجـوع الإحتجاجي الذي يخوضه المناضل السياسي الأستاذ أحـمد نجيب الشابي  المدير المؤسس لجريدة الموقف المـعارضة لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمـي مــن تـضيــيقات متتاليـة عـند إـصداإصدار صحيفــته  ، لذلــك                                تــجدد كـنفدرالية الشغل بتونس مطالبـتها السلطـة المسؤولة الكف عن تلك الممارسات التي لا تخدم البلاد في شئ و الإذن مجدّدا للجهات المعنية برفع يدها نهائيا عن حرية الإعــــــلام  و الكلمة  حتي تستعيد كل الأطراف المعنية حقها في إصدار صحفها بكل حرية  من أجل الدفع وإلي الأمام و بصفة نهائية  بتحرير  المشهد الإعلامي الراهن و المتردي في البلاد  منذ زمن بعيد  نحو الأفضل  .      

 

خليفة مبارك   تونس


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –   فرع القيروان القيروان في 24 سبتمبر 2010 رسالة إلى السيد أحمد نجيب ألشابي ، المدير المسؤول لجريدة الموقف


السيد أحمد نجيب الشابي: تحية وبعد،

علمنا بدخولكم في إضراب مفتوح عن الطعام بعد قرار المنع المقنع الذي اتخذته السلطة ضد جريدة الموقف. إننا ندعو السلطة للكف عن مضايقة صحيفة الموقف وكل صحف المعارضة المستقلة واحترام مبدأ حرية التعبير. و نعتبر أن الصحف التي اختصت في النيل من النشطاء وهتك إعراضهم بشكل مخجل  ومستفز هي الأحق بالمنع، بقرار قضائي ، لإساءتها  للقيم النبيلة للصحافة ولسمعة بلادنا. كما نعبر عن تضامننا معكم ومع جريدتكم التي تمثل أحد المنابر القليلة التي تتسع  لتعبيرات مكونات المجتمع المدني وتعكس مشاغل المواطنين الحقيقية  بمسؤولية. تأكدوا من مساندتنا لكم وتقبلوا فائق تقديرنا .

عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس/ تونس في 24 سبتمبر 2010 من يوميات …..عنابر الموت لا لسياسة التنكيل و التشفي ….. لا للعقوبات الجماعية


رغم كل الوعود التي قطعتها السلطات التونسية على نفسها  بتحسين الأوضاع داخل السجون ، فان الشكايات العديدة التي ترد على الجمعية من عائلات المساجين السياسيين تؤكد أن دار لقمان بقيت على حالها و أن الأوضاع في مختلف السجون تسير من سيء الى أسوء ، اذ أن السلطة مازالت مصرة على انتهاك قوانين البلاد و المواثيق الدولية التتي تتبجح السلطة بالمصادقة عليها و ذلك من خلال مواصلة سياسة التنكيل و التشفي بالمساجين السياسيين . و نكتفي في هذا الاطار بالتعرض الى الحالات التالية :

1 – وضعية السجين محمد المحمودي  :            

   مودع حاليا بسجن المسعدين  بسوسة لقضاء عقوبة بالسجن مدة 9 أعوام ، و قد نقل من سجن الهوارب الى سجن المسعدين منذ حوالي سنتين و ذلك بعد تعرضه الى كسر على مستوى الحوض ، و قد أعلمت الادارة عائلته أن الكسر ناتج عن …سقوط سرير عليه !!!!!… ، و قد استوجبت حالته نقله الى سجن المسعدين لوجود مراكز استشفائية بجهة سوسة ، و لكن ادارة سجن المسعدين لم لم تقم بنقله الى المستشفى لحد اليوم و اكتفت بتمكينه من بعض المهدئات لتخفيف حدة الألم ، علما و أنه مصاب بطلق ناري اثر عملية القاء القبض عليه سنة 2006 و لم يتلق العلاج اللازم كذلك مما ضاعف من حدة آلامه و أدى الى مزيد تعكير حالته الصحية .

و لم تقف سياسة التنكيل عند هذا الحد ، اذ أفادت عائلته أن ادارة السجن عمدت مؤخرا الى وضعه مع مساجين حق عام قاموا بالاعتداء عليه بالعنف الشديد ، و قد زارته والدته و شقيقه يوم 13 سبتمبر المنقضي لتهنئته بعيد الفطر فصدما لحالته الصحية المتدهورة اذ فضلا عما يعانيه من اصابات و أمراض كان مصابا اصابة بليغة على مستوى الرأس و قد عزى أعوان السجن ذلك الى قيامه برطم رأسه على الحائط في محاولة للانتحار !!!!!… . كما أفادت عائلة الشاب محمد المحمودي أن الرسائل ( و هي الوسيلة الوحيدة للتواصل مع ابنها و اقتفاء أخباره نظرا لبعد المسافة بين السجن و بين مقرهم الكائن ببنقردان ) ، التي تبعثها الى ابنها أو التي يبعث بها هذا الأخير تلقي بها ادارة السجن بسلة المهملات و لا تسمح بوصولها الى مستحقيها و ذلك منذ ما يزيد عن السنة  .

2 – و ضعية الشاب محمد أنيس باجويا :

يعتبر الشاب محمد أنيس باجويا من أوائل ضحايا قانون مكافحة الارهاب سيء الذكر ، و هو بصدد قضاء عقاب بالسجن مدة عشرين عاما من أجل ….. التفكير في الالتحاق بالمقاومة العراقية  و قع نقله في رمضان 2009 من سجن الناظور الى سجن القصرين بسبب اصراره على أداء صلاة التراويح  أفادت عائلته أنه يعاني من سوء المعاملة داخل السجن كما أن العائلة لم تتمكن من زيارته مدة ثمانية أشهر نظرا لبعد المسافة الرابطة بين سجن القصرين و مقر سكناهم الكائن بتونس العاصمة ، و قد أوصاهم ابنهم بعدم زيارته مستقبلا لتجنيب والديه مشقة السفر لساعات طويلة و تكبد مصاريف لاقبل لهم بها من أجل زيارته لمد لا تتجاوز … عشر دقائق !!!!!…  و في ظروف قاسية . و بالاضافة لكل ذلك فان زوجة الشاب محمد أنيس باجويا الذي وقع ايقافه في غمرة احتفاله بزواجه تتعرض الى مضايقات أمنية شديدة  اذ أجبرتها الشرطة على عدم مغادرة منطقتها  لأي غرض كان قبل اعلامهم بذلك و هو ما يعني اخضاعها لعقوبة المراقبة الادارية خارج نطاق القانون . 

3 – وضعية السجين توفيق الصالحي :

السجين توفيق الصالحي بصدد قضاء عقاب بالسحن مدى الحياة و ذلك في اطار ما يعرف بقضية سليمان ، و هو مودع حاليا بسجن صفاقس . و جدير بالذكر أن الشاب توفيق الصالحي أصيب أثناء أحداث سليمان برصاصة ، و هو يعاني من وضع صحي حرج الا أن ادارة السجن ترفض تمكينه من العلاج الذي يصفه له طبيب السجن كما تعمد ادارة سجن صفاقس الى منعه من زيارة أسرته بشكل مباشر خلافا لبقية المساجين كما تعمد الى حرمانه من الحوالات التي ترسلها له عائلته و تكتفي بتمكينه من بعض الدنانير التي لا تكفي لسد رمقه .

والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، و اذ  تنبه إلى ما يعانيه المساجين السياسيون من سياسة الموت البطيء ، و التي أدت خلال العامين الماضيين الى وفاة ما لا يقل عن سجينين سياسيين ، وما يكابدونه من عقاب وتشفي غير مبررين ، فإنها :

-تذكر السلطة بالتزاماتها القانونية و الأخلاقية من أجل الحفاظ على السلامة الجسدية للمساجين و تمكينهم من جميع حقوقهم المخولة لهم قانونا . – تحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن مختلف التجاوزات المرتكبة في مختلف السجون .

– تطالب السلطة باحترام تعهداتها الدولية و ضمان تطابق خطابها مع الواقع الذي يعيشه المحتجزون و عائلاتهم و تؤكده تقارير المنظمات الحقوقية  المستقلة . – تطالب بفتح تحقيق جدي و نزيه و محايد حول الأوضاع داخل السجون كما تطالب بفتح السجون أمام المنظمات الوطنية و الدولية ومسؤوليها عنه – تدعو الناشطين في مجال حقوق الإنسان إلى إتخاذ السبل الكفيلة لمعاينة حقيقة ما يعانيه عدد من السجناء ضحايا قانون مكافحة الإرهاب من تضييقات داخل السجون التونسية و الى العمل معا .من أجل وضع حد لهذه المأساة التي طالت أكثر من اللازم .

عن الجمعية الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر مــلــحق: القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء وثيقة المباديء الأساسية لمعاملة المسجونين لعام 1990 قواعد عامة من الضروري احترام المعتقدات الدينية و المباديء الأخلاقية للفئة التي ينتسب اليها السجين أماكن الاحتجاز

10 – توفر لجميع الغرف المعدة لاستخدام المسجونين ، و لا سيما حجرات النوم ليلا ، جميع المتطلبات الصحية مع الحرص على مراعاة الظروف المناخية و خصوصا من حيث حجم الهواء و المساحة الدنيا المخصصة لكل سجين و الاضاءة و التدفئة و التهوية

11 – في أي مكان يكون على السجناء فيه أن يعيشوا أ – يجب أن تكون النوافذ من الاتساع بحيث تمكن السجناء من استخدام الضوء الطبيغي في القراءة ، و أن تكون مركبة على نحو يتيح دخول الهواء النقي سواء وجدت أم لم توجد تهوية صناعية

الخدمات الطبية – (24)  يقوم الطبيب بفحص كل سجين في أقرب وقت ممكن بعد دخوله السجن ثم يفحصه بعد ذلك كلما اقتضت الضرورة ذلك ، و خصوصا بغاية اكتشاف أي مرض جسدي أو عقلي يمكن أن يكون مصابا به و اتخاذ جميع التدابير لعلاجه. (25) يكلف الطبيب بمراقبة الصحة البدنية و العقلية للمريض ، عليه أن يقابل يوميا جميع السجناء المرضى ، و جميع أولئك الذين يشكون من اعتلال ، و أي سجين استرعى انتباهه . (65) على الخدمات الطبية في مؤسسة السجن أن تحاول رصد أي علل أو أمراض جسدية أو عقلية لدى السجين ، و أن تعالجها حتى لا تكون عقبة دون اعادة تأهيله, و يجب على هذا أن توفر للسجين جميع الخدمات الطبية و الجراحية و النفسية الضرورية


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 شوال 1431 الموافق ل 22 سبتمبر 2010 أخبار الحريات في تونس


1) متى يتم الفصل بين مساجين الحق العام ومساجين الرأي ضحايا قانون ”الارهاب” اللادستوري: لا يزال سجين الرأي كريم العياري عرضة للمضايقات والمعاملة السيئة بسجن المسعدين، ولا تزال إدارة السجن المذكور تصر على حشره مع مساجين الحق العام في غرفة مكتظة لا تتوفر بها أبسط متطلبات العيش الكريم، علما بانه يعاني من عديد الأمراض وهو مرشح لتدهور وضعه الصحي نتيجة التدخين وكثرة الأوساخ بالغرفة، بالاضافة إلى سماع الكلام البذيء والفاحش وسب الجلالة…الخ. كما لا تزال عائلة الشاب كريم العياري التي زارته مؤخرا ووجدته في حالة يرثى لها تطالب بنقله إلى غرفة أخرى تناسب وضعيته الصحية المتدهورة في انتظار إطلاق سراحه.  2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  منظمة حرية وإنصاف


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail:aispp.free@gmail.com تونس في 25 سبتمبر 2010 مضايقات بوليسية لا تنتهي..!


لا يزال السجين السابق أيمن الدريدي عرضة لشتى أنواع المضايقات و الاعتداءات الجسدية و المعنوية و آخرها ما تعرض له يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2010  حيث أوقفه أعوان بالزي المدني  يُعتقد أنهم تابعون لمركز المنيهلة، بينما كان يزور شقيقته المقيمة بتلك المنطقة . ثم جرى اقتياده إلى إقليم تونس حيث تم استجوابه حول مسائل متعلقة بالمذهب الذي يعتنقه..!.. وعن طريقة أدائه الصلاة ..! وعن سبب قدومه من منزل بورقيبة إلى العاصمة ..!، وسبب مغادرته مدينة منزل بورقيبة دون إعلام المنطقة الأمنية..!،  كما أكد أنه تعرض للاعتداء بالضرب و الشتم و السب، و أنه أبلغ الأعوان بأن مدة المراقبة الإدارية المحكوم بها عليه قد انقضت فردوا بأنه من الصنف الذي لا تنقضي عنهم المراقبة الإدارية..!، وأنه وأمثاله من السجناء المسرّحين لا يستحقون الحياة ..!، وقد ظل أيمن الدريدي محتجزاً مدة أربع ساعات و لم يخلّ سبيله إلا  حوالي الساعة الثامنة ليلاً..

ويذكر أن أيمن الدريدي كان حوكم بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 لـ ”  مكافحة الإرهاب” وقد تعرض خلال إقامته بسجن الرومي للإعتداء من قبل مدير السجن عماد العجمي خلال صائفة 2006، وتعرض رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السيد علي بن سالم فور إصداره بيانا حول الإعتداء، إلى الإيقاف و الإحالة على وكيل الجمهورية بتهمة ترويج أخبار زائفة.

والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تذكر بما نبهت إليه في بياناتها و تقاريرها من  المخاطر الكبيرة التي يمثلها التطبيق التعسفي لعقوبة المراقبة الإدارية بشكل يعتدى فيه على الحريات الفردية المكرسة دستوريا فإنها تطالب باحترام حق المساجين المسرحين في استئناف حياتهم بشكل عادي و محاسبة كل من يخرق القانون و يمعن في اضطهادهم  بتعلة ..تطبيق التعليمات ..!

عن الجمعيـــة نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 25 سبتمبر 2010 إعـــــــــــــــــــــلام


أطلق ظهر اليوم   سراح سامي بن احمد  العمايدي  الذي اعتقل هذا الصباح بعد أن تمّ بحثه في منطقة الحرس  بالمتلوي حول قضية تتعلق بأحداث الحوض ألمنجمي سنة 2008. تعبّر اللجنة الوطنية عن ارتياحها لهذا القرار وتتمنّى أن يكون بداية لإطلاق سراح بقية مساجين الحركة، حسن بنعبدالله والفاهم بوكدوس.

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي


12 سنة سجنا نافذة لجلاد تونسي


حرر من قبل طـه البعزاوي في الجمعة, 24. سبتمبر 2010 أصدرت محكمة الاستئناف بمدينة نانسي الفرنسية يوم أمس الجمعة 24 سبتمبر 2010 حكما غيابيا ب 12 سنة سجنا في حق نائب القنصل التونسي السابق والمسؤول الأمني خالد بن سعيد.

وكانت النيابة العمومية الفرنسية قد استأنفت الحكم الصادر ضده في سنة 2008 من المحكمة الإبتدائية بستراسبورغ والقاضي ب8 سنوات سجنا غيابيا بتهمة المشاركة في التعذيب.

وكانت السيدة زليخة الغربي زوجة اللاجئ السياسي بفرنسا السيد مولدي الغربي قد تقدمت بدعوة للقضاء الفرنسي ضد بن سعيد في سنة 2001 عندما كان نائبا للقنصل التونسي بستراسبورغ، تتهمه فيها بأنه أشرف على تعذيبها وإهانتها رفقة مجموعة من عناصر الأمن التابعة له في أحد مراكز الأمن بولاية جندوبة سنة 1996 بهدف الضغط عليها لتقديم معلومات عن زوجها اللاجئ السياسي بفرنسا والمطلوب من الأمن التونسي على خلفية انتمائه للنهضة.

وقد صدرت في حقه على إثر ذلك بطاقة إيقاف دولية في سنة 2002، بعد أن غادر إلى تونس.  

وأفادت مصادر حقوقية أن السلطة التونسية بذلت جهودا كبيرة من أجل تبرئة مسؤولها الأمني، واعتبرت أن إدانته هي إدانة لجهاز الأمن التونسي برمته.  كما كذب ممثلو السلطة التهمة، وأنكر بن سعيد ما نسب إليه عبر محاميه الذي ناب عنه في القضية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 سبتمبر 2010)


سوسة: طلبة يحتجّون على اعتداء بالسلاح الأبيض على زملائه


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 24. سبتمبر 2010 انطلقت تحرّكات طلاّبية احتجاجية بمبيت سهلول بسوسة مساء يوم الجمعة 24 سبتمبر 2010 وذلك على إثر الاعتداء بالعنف وبالسلاح الأبيض الذي تعرّض له ثلاثة طلبة من قبل مجهولين مساء اليوم نفسه.

وقد اعتصم الطلبة بإدارة المبيت مطالبين بضمان أمنهم وإيقاف ظاهرة الاعتداءات على الطلبة من قبل مجهولين. 

وحسب المعطيات المتوفّرة لدينا، فإن اثنين من الطلبة المصابين إصاباتهم خطرة حيث أصيب أحدهم على مستوى الخاصرة ووقع الاحتفاظ به في المستشفى في حين أصيب الثاني على مستوى الوجه أما الثالث فأصيب على مستوى اليد اليسرى.  

جدير بالذّكر أن ظاهرة السرقة بالإكراه والاعتداءات على الطلبة تكرّرت في الفترة الأخيرة، فقد شهد المبيت الجامعي بسهلول في الليلة السابقة لحادثة الحال تحرّكا طلاّبيّا، على إثر عملية اعتداء مماثلة تعرّض لها طالب في نفس اليوم، وقد تحرّكت قوّات الأمن لمحاصرة التحرّك، في حين لم تحرّك ساكنا إزاء الاعتداءات المتكرّرة على طلبة المبيت. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 سبتمبر 2010)


مفاوضات بين النقابة وأحد مراكز النداء الفرنسي .


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 24. سبتمبر 2010 من المنتظر أن تنظم خلال الأسبوع القادم جولة جديدة من المفاوضات بين مؤسسة “تلي برفرمانس ” والطرف النقابي ممثلا بالجامعة العامة للبريد والاتصالات وقسم القطاع الخاص، ومن المنتظر حسب السيد الأمجد الجملي الكاتب العام للنقابة أن تشهد المفاوضات بحث عدد من المطالب النقابية التي تهم أكثر من 6000 عامل. وتتمثل المطالب حسب الطرف النقابي في إحداث تصنيف مهني للعمال و الزيادة في الأجور ومراجعة مكونات الأجر.  جدير بالذكر أن كاتب الدولة المكلف بالتشغبيل الفرنسي لورون ويكياي انتقد الشركات الناشطة في مراكز النداء بسبب هجرتها من فرنسا للانتصاب في تونس والمغرب.  ومن المنتظر أن تنعقد جلسة أواخر الشهر الجاري بين وزارة التشغيل الفرنسية وشركات مراكز النداء الفرنسية المنتصبة خارج فرنسا للبحث حول مستقبل فروع الشركة في كل من المغرب و تونس. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 سبتمبر 2010)

 


بيــــان للرأي العـــام النقابي: لا بد لأي محاولة إصلاح أن تبدأ من هنا


لما نقرأ الواقع النقابي هذه الأيام بجدية وفي هدوء تاركين المزايدة والتوظيف جانبا نعتبر أن هذا الواقع يتسم باضطراب فكري وأخلاقي شديد ويتجلى فيه إفلاس نقابي متعدد الأوجه وعجز عملي على جميع الأصعدة في منتهى الخطورة أديا إلى تفشي موجة جشعة من الإنتهازية والفساد والإرتداد .هذه الموجة استولت على جميع الرؤوس حيث قل النقابيون اللذين حافظوا على صوابهم وتمسكوا ببوصلتهم النضالية ولم تعد إمكانية ربط الأفعال بالأقوال متاحة. إن البحث عن الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الواقع المتردي والتصدي لها ومقاومتها يعتبر أساسا لأي محاولة إصلاح نقابي ومبادرة لأي عملية استقطاب جماهيري مناضل يمكن أن يفرض حراكا قادرا على التقويم والتغيير.في هذا الإطار بالذات ، أقدم بعض المظاهر السلبية التي استفحل انتشارها في هرم قيادة الإتحاد من الأعلى إلى الأدنى وأدى ذلك إلى تراجع دور هذه المنظمة وأصبحت متذيّلة. لمــــاذا يرفــــع النقابيون شعــــار الواقعيـــة ؟ وجب عليهم أولا معرفة معنى هذا الشعار وكيف ولماذا رفعه النقابيون من قبل داخل المنظمات النقابية عبر التاريخ. إن الواقعية تعني في ذهن أولئك القادة: القراءة العلمية والدقيقة للواقع .التقييم الموضوعي والفعلي للقدرة الذاتية على التحرك وتحقيق المطالب .تجنب التهور والمغامرة في علاقة بواقع الخصوم والأعداء مقاومة الاستسلام وقيادة العمال وتوعيتهم بقوة وحدتهم .وضع الخطط العملية قصيرة المدى التي تنمي وعي الشغالين والقدرة على الصراع لتحقيق الأهداف طويلة المدى اجتماعيا وسياسيا .إدخال التعديلات اللازمة في مستوى المسلكية والشكل في علاقة بالواقع المتحرك دون المساس بالمطالب أو ضربها.في حين تعني الواقعية عند جل الهياكل النقابية الحالية داخل الإتحاد العام التونسي للشغل : * الاستسلام لإملاءات الدوائر المالية العالمية .- مرونة التشغيل وضرب المكاسب الإجتماعية .- الخصخصة وتخريب المؤسسات العمومية .- سياسة التعاقد في المفاوضات الإجتماعية مما أدى إلى شل الحركة النضالية .- التخلي عن قوانين الشغل .* التعاون الطبقي : – التخلي عن النضال السياسي للعمال .- التخلي عن الإضرابات والاجتماعات العامة وتعويض هذه الأشكال النضالية بنهج بيروقراطي .* التفريـــــــط : في ما حققه العمال من مكاسب اجتماعية وسياسية .حق العمل النقابي، الصحة المجانية، التعليم المجاني.* الحياد عن المبادئ:- عدم التمسك بنهج القياديين المناضلين .- عدم التصدي للتيار التصفوي .- ترك بروز أرستقراطية نقابية متعاونة مع الدوائر المالية والأعراف لاعبة دور الحارسة لمصالحهم. 2) لماذا يرفع نقابيو الإتحاد شعار الظرفية ؟ أيطرح ذلك من أجل : – التخاذل وعدم مقاومة سياسة النهب والتجويع .- فرض اتفاقات هزيلة تارة ومفلسة تارة أخرى .- إمضاء سلم اجتماعية من جانب واحد مما أدى إلى تجويد الأجور وتحرير الأسعار . بينما يعد الظرف في تقديري عملا علميا وضروريا من أجل: – تحديد الصعوبات.- رصد مواطن الضعف لدى الأعراف وتجاوزاتهم لتحقيق أكبر نسبة من المطالب .- التعبئة الدائمة ورصد المناسبات للقيام بتحركات ناجعة وإيجابية .3) كيف يعتبر نقابيو الإتحاد أن فك المواقع هدف أساسي؟ ومن أجل بلوغ ذلك يقع اللجوء إلى: – تزوير عدد المنخرطين وعدم الإلتزام بالشفافية في تطبيق القانون الاساسي والنظام الداخلي .- الحصول على تزكية القادة المركزيين والمخابرات العامة والإستعانة بهم في دعايتهم للضغط والترهيب للقاعدة العمالية المنخرطة .- قيام تحالفات مشبوهة وغير مبدئية بدون مضامين ولا برامج .- التواجد في عدة قوائم انتخابية بدون حياء ولا أخلاق.- تصفية النقابيين المناضلين وإقصائهم. كان من البديهي أن يخوض النقابيون الإنتخابات ويتواجدوا في هياكل من أجل : * التأطير والتوعية. * إدارة المفاوضات بكل أمانة وحنكة .* تنمية الوعي الوطني والطبقي والإرتقاء بمطالب الشغيلة كما ونوعا ، اجتماعيا وسياسيا . لكن في الواقع نلاحظ ان الفائزين في الإنتخاب يجمدون النضالات والتحركات ويترقبون التعليمات والأوامر.إني أتوجه إلى كل ثوري رافع لراية النضال … إلى كل وطني حامل هموم وطنه وشعبه … إلى كل نقابي غيور على منظمته … إلى كل من ظل ولازال أمينا لمبدأ الكفاح الوطني والصراع الطبقي والتضامن الأممي… إلى كل المتواجدين في المنظمات والحركات والأحزاب والنقابات أن يتمسكوا بفضائل الموقــع والواقعــية والظرف ويقاوموا بكل ثبات الانحرافات التي عصفت بمنظمتنا بدون أن يفرزوا نفس الممارسات ونفس القيادات . لــــذا، أقول لهؤلاء المناضلين أن عملية الإصلاح لا بد أن تستقطب بالضرورة النقابيين غير المورطين في ممارسات مشبوهة أو غير مبدئية. أحييـكم و أشــد علــى أياديكم النقابي: الطاهــر العبيدي /سبتمبر 2010  التعليم الثانوي بنزرت — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux

 


الجدل حول الفصل العاشر:                  مؤتمرا جربة و المنستير وما بعدهما               


                           بقلم فرج الشباح * لم أكن أتصور حين كنا نخوض  في مسألة الدورتين خلال مؤتمرجربة 2002 أن ينقلب مبدأ التداول الديمقراطي على المسؤولية النقابية إلى معظلة ، كما لم يدر بخلدي انه   سيؤدي كلما  اقتربنا من المؤتمر القادم  في 2011 إلى حالة من الانقسام تشق  الصف النقابي والى وضعية من  الاستنفار الشديد  تضع وجها لوجه  المدافعين عن قوانين  المنظمة وأولئك الذين يعدّون في   العلن و الخفاء للانقلاب على القانون .   لم أكن حينها واهما أو ثملا بنشوة الديمقراطية بل  لآن المسألة حين طرحت في مؤتمر جربة 2002   وتم إقرارها جاءت في سياق تاريخي محدد وهو ما كان يسمى” بالتصحيح النقابي” الذي رفع عدة شعارات استهوت النقابيين وشدتهم . ولم تكن  “قيادة التصحيح”  قادرة آنذاك على كبح جماح النقابيين أو لجم  إصرارهم على “تصحيح الأوضاع النقابية”  بعدما   علم الجميع  بشتى أنواع  التجاوزات والخروقات التي أتاها الأمين العام السابق بسبب التفرد بالرأي وغياب الديمقراطية وانعدام الشفافية… لم يكن عبدالسلام جراد يدري  هو وفريقه النقابي حينها  أنهم كانوا يمارسون  لعبة قد لا يكونون قادرين على التحكم فيها في المستقبل  وربما تقضي  على أحلام البقاء لديهم حين ينقلب السحر على الساحر.   فركبوا الموجة وسبحوا مع التيار  وقبلوا  بالطرح الديمقراطي ولكن بعقلية  ” عديلي البوم ويرحم ربي غدوة” وتم اتخاذ عديد القرارات ومن أهمها تسقيف تحمل المسؤولية النقابية بالمكتب التنفيذي بدورتين متتاليتبن لا أكثر . …حسم الأمر أو هكذا ظن الكثير منا .  لقد اتخذ الجدل الدائر  حول الفصل العاشر منحى خطيرا مند مدة. وخطورته تكمن في أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي تجرؤوا على التشكيك في جدوى الفصل  وكذلك في مدى مشروعيته وهي سابقة خطيرة تنم عن عزم على النيل منه. إن الادعاء على المؤتمر بما لم يأخذه من القرارات رغم وجود لوائح رسمية متاحة لكل النقابيين   لتسويق  إلغاء او تعديل الفصل المذكور لا معنى له غير  عزم  القيادة  على ليّ ذراع النقابيين وإلقاء  الحركة النقابية في أتون صراع شديد يؤزم الأوضاع النقابية قبل الموعد القانوني للمؤتمر. وهو ما يفسر إلى حد بعيد النية المبيتة للتسريع بعقد مؤتمر استثنائي بتبريرات متعددة  وهذه فرضية تروج بكثرة داخل الساحة النقابية . ولعل من مستتبعاتها  ان  تشرع القيادة النقابية( ان لم تكن شرعت بعد )  اثر ظهور معارضة قوية لفكرة تنقيح الفصل 10 في الضغط على النقابيين الملتزمين باللقاء النقابي  وتأليب الرأي العام النقابي ضدهم بدعوى الخيانة وبتعلّة ضرب الوحدة النقابية …  لمحاولة تصفية أي معارضة تقف في طريق المجموعة المهددة بالرحيل  والطامحة   إلى اعتلاء  سدة المكتب التنفيذي من جديد.  وهكذا  تبدو القيادة مصممة على البقاء ولي عنق قانون المنظمة خدمة لمصالح متعددة كما أن المعارضة  مصممة بدورها على خوض المعركة إلى نهايتها .  وإنه  وبالعودة إلى قضية الفصل العاشر نتبين بجلاء  انه كان ثمرة صراع مرير ليس بغاية إزاحة أطراف محددة  أو تصفية هذا أو ذاك أو إفراغ المنظمة من كوادرها الأساسية “المحنكة” كما يزعم البعض بل إرساء لقاعدة ديمقراطية تنضاف إلى جملة من المبادئ  أرادها النقابيون في ظل الأوضاع المعروفة التي عاشها الاتحاد في 2002 وما قبله   أن تكون صمام الأمان ضد الفساد المالي ونهب عرق العمال و التفرد بالرأي وعقلية التسلط  التي نخرت كيان الاتحاد.  وإنني أضعه في سياق    تضحيات العمال والنقابيين التي عرفت أوجها في أزمة جانفي 1978 من أجل فرض الاستقلالية النقابية عن السلطة إذ أن  النضال ضد تدخل السلطة  هو بلاشك ركن من أركان العمل النقابي المستقل والديمقراطي المحتكم إلى إرادة العمال لا إلى إرادة أخرى من خارجه تملي عليه مواقفه وسياساته.  وجاءت معركة التداول على المسؤولية النقابية لتترجم بدورها معركة الديمقراطية نفسها باعتبارها مطلبا داخليا أيضا .   إن الاستهانة  بكل ما راكمته الحركة  من رصيد نضالي من اجل فرض الاستقلالية والديمقراطية  هو ضرب من الاستخفاف بالمبادئ الأساسية للاتحاد وبتضحيات النقابيين خاصة حين يصدر التشكيك من المسؤول عن النظام الداخلي. وهنا لابد من توضيح ثلاث مسائل أساسية : أولا  :  ان القول بوجود تفويض ( انظر تصريح علي رمضان للصباح 13 أوت 2010)   قول لا أساس له من الصحة وهو محض افتراء لن أضيع الوقت في تفنيده إذ تكذبه أوراق المؤتمر  نفسه إذا ما احتجنا إلى العودة إليها .  وأضيف أن صمت علي رمضان وسكوته عن الموضوع في تصريحه المطول  لجريدة الشروق ( 25 اوت 2010 )لا بعني البتة التراجع عن القول بوجود هذا التفويض   بل ترك الأمر إلى حين يقع الاستعداد للانقضاض على القانون بشكل أفضل.  إذ لا احد  يشك اليوم   في أن القيادة النقابية لاتزال مصرة على فرض موقفها على النقابيين . وحجتنا على ذلك  هو أن توضيحات علي رمضان ” وضّحت ” الواضح  وسكتت عن الغامض   فلا الصحفي سأله عن مسالة التفويض   ولا هو أجاب على السؤال المعظلة  وهو : هل أن مؤتمر المنستير أوكل للمجلس الوطني للاتحاد صلاحية النظر في الهيكلة ومراجعة الفصل العاشر أم لا؟  إننا مع التصريح الثاني لجريدة الشروق  أمام مجرد مناورة نقابية مفضوحة المعالم تؤكد تصميما على خرق القانون مع سبق الإصرار ونية الإساءة ثانيا :  لم يتردد عبد السلام جراد وعلي رمضان من بعده في الترحيب والتصفيق لقرار الدورتين  على  اثر مؤتمر جربة.  ومن آيات ذلك  تنظيم الاتحاد  مباشرة بعد المؤتمر  مائدة مستديرة لتمجيد مكاسب التصحيح النقابي في خطوة عدها النقابيون حينها  التزاما بمقررات جربة ومراكمة لروح “التصحيح النقابي” في صلبه. لكن سرعان ما خفت البريق  وزال الحماس  في مؤتمر المنستير إذ  لم يتجرأ إي من القياديين  على   إبداء الرأي في مسألة الهيكلة والفصل العاشر أثناء النقاش العام.   وهو أمر  عده أصحاب النوايا الحسنة  التزاما من القيادة بالفصل العاشر . ولكن الناظر بعمق يكتشف   أن  غياب عرض الهيكلة النقابية على النقاش العام ليس صدفة . كما يمكنه  أن يستنتج الكثير من امتناع  القيادة  عن إدارة دفة  النقاش في المؤتمر بجرأة ووضوح . كانت القيادة  حسب ما يبدو تتهيب  من التصريح برغبتها  في التراجع عن الفصل العاشر  وتأمل أن تصل من خلال نواب المؤتمر نفسه  إلى مبتغاها  الذي لعلها أعدّت له في الخفاء  .   كانت أجواء المؤتمر  توحي بالتحفز والترقب لشيء لم يتحدد بعد . ولكنه سرعان ما انكشف   إذ انتهى الأمر  بحملة ضغط شديدة على االنواب كي يقبلوا برفع موضوع الهيكلة إلى مؤتمر استثنائي يعقد للغرض في ظرف 06 أشهر أو سنة للنظر في الهيكلة   ومن ضمنها  الفصل العاشر وبنفس النواب ؟؟؟؟ كان ذاك مقترح الأمين العام   أما المقترح الآخر فهو  التصويت على مشروع الهيكلة مع إقحام الفصل العاشر بالتوازي مع انتخاب المكتب التنفيذي؟؟؟؟ وخاب المسعيان معا….اذ لم تتمكن القيادة من افتكاك الموافقة على  المقترحين  رغم كل الضغوط   التي مورست  في جو ينذر بانهيار المؤتمر كله. و تم المرور إلى عملية التصويت لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذ  بعد أن بقي الفصل على حاله.  ثالثا : إن فشل القيادة في تمرير مراجعة الفصل  العاشر  في المؤتمر نفسه كما ينصّ على ذلك قانون المنظمة  هو الذي   يبرر بلا شك  حملة ملاحقة وتصفية النقابيين المعارضين بشكل  فيه انتقام لما قد حدث ولكن فيه تحسب أيضا للجولة القادمة   و لقد   أخذت  هذه  الحملة أشكالا مختلفة تراوحت بين تلفيق التهم لبعض النقابيين وإحالة  البعض الآخر على لجنة النظام مرورا  بالتجميد عن النشاط النقابي ووصولا إلى إنهاء التفرغات و محاولة  إبعاد  كل من  أبدى مقاومة للمشروع الانقلابي بالمنستير .    نقول في الأخير إن من يدعي أن بعض “الفاشلين” يريدون اختزال الاتحاد في الفصل العاشر لا يريد في آخر الأمر غير اختزال المنظمة في ذاته. غير أنها اكبر من الناجحين والفاشلين معا لأنها  خلاصة النضال الديمقراطي داخلها  بكل ما فيه من فشل ونجاح.   * الكاتب العام السابق للنقابة العامة للتعليم الثانوي. من مؤسسي” اللقاء الديمقراطي”.  من العدد  الاخيرالمصادر   من جريدة الموقف


الإصلاح من الداخل.. الإصلاح من الخارج ؟!


بقلم صالح عطية   تعيش الساحة النقابية وضعا غير مسبوق منذ عشر سنوات على الأقل.. فالتجاذبات التي تهيمن على ساحة محمد علي، والتي بلغ مداها الكثير من الجهات الداخلية، تعكس وجود “تيار لا يمر” بين نفر من النقابيين وقيادة الاتحاد..

ولا يخفى أن سبب هذا التجاذب، التباينات حول ما بات يعرف بـ “قضية الفصل العاشر” من القانون الأساسي للإتحاد العام التونسي للشغل، الذي يحدد المدة النيابية لعضوية المكتب التنفيذي، وبالتالي ينظم ما يسمى بـ “التداول” على المسؤولية النقابية، وهو الفصل ذاته الذي يفترض أن ينهي عضوية عدد من الأعضاء الحاليين مع اقتراب المؤتمر القادم.

فقد عرفت الأسابيع القليلة الماضية، حراكا نقابيا مكثفا، أثمر “أرضية نقابية”، وقّع عليها نحو 800 نقابي تطالب بعدم الالتفاف على الفصل العاشر، بعد أن ترددت أنباء عن وجود “نوايا” لقيادة الاتحاد الحالية (لم يفصح عنها إلى حدّ الآن)، بتعديل الفصل العاشر باتجاه السماح لبعض أعضاء المكتب التنفيذي لتجديد ترشحهم، ومن ثم تمكينهم من عضوية المكتب التنفيذي لاحقا، وهو ما اعتبره هؤلاء غير قانوني، بل غير مسموح به في منظمة مشهود لها بالديمقراطية داخلها..

وتشكلت في الآونة الأخيرة أيضا، ما يعرف بـ “اللجنة الوطنية لإنقاذ الاتحاد”، والتي تتحرك لذات الغاية والهدف، من خارج “أسوار” المنظمة الشغيلة..

بالتوازي مع هذه التحركات، التي يقول أصحابها، أنهم لجأوا إليها من خارج هياكل الاتحاد، باعتبار أن المنظمة قد ضاق صدرها لسماع مثل هذه الأصوات، وفق ما يزعمون، فإن ثمة نفر آخر من النقابيين الذين يطالبون بسقف لا يقل أفقا عن هؤلاء، لكنهم اختاروا خوض “المعركة”، معركة التداول على قيادة الاتحاد، من داخل المنظمة..

وإذا كان تيار “اللقاء النقابي الديمقراطي”، قد اختار “الإصلاح” من خارج الاتحاد، أي بالاعتماد على تشكيل “معارضة” نقابية تمارس الضغوط على القيادة النقابية الحالية، وتضطرها ـ ربما ـ إلى مراجعة موقفها بهذا الشأن، (إذا ما كانت قررت المضي في هذا الخيار فعلا، وهو ما لم يثبت إلى حدّ الآن)، فإن الشق المقابل، يفضل “التغيير” أو “الإصلاح” من داخل الاتحاد، أي من خلال هياكله ولوائحه ومقرراته التي ترفض خيار التعديل قلبا وقالبا، كما يتحدثون استنادا إلى قرارات مؤتمر المنستير الذي نجح بعض المعارضين النقابيين في إجبار المؤتمر على عدم المساس به..

نحن حينئذ، أمام صراع بين موقفين متنافرين في الأسلوب، لكنهما متفقين في الهدف.. موقف يريد التغيير من خارج الاتحاد ويدفع باتجاه ذلك عمليا، وموقف لا يرى مندوحة عن الإصلاح، لكن لا يراه إلا من الداخل، وبآليات الاتحاد وميكانيزماته وقوانينه، مع أن الاثنين على قلب رجل واحد فيما يتعلق بمهمة الإصلاح هذه، لا بل إن الطرفان يشددان على ضرورة التمسك بالاتحاد وهياكله، ولا يحاولان القفز عليه بأي حال من الأحوال..

في مقابل كل ذلك، لا تبدو القيادة النقابية متأثرة شديد التأثر بهذه التطورات والمواقف، إذ لم نلمس منها تذبذبا في مواقفها أو خياراتها، ربما لأنها تتعامل مع هذه التباينات بعقل براغماتي، يحاول الاستفادة منها قدر الإمكان..

ومع أن هذا التفكير غير مطمئن من الناحية الإجرائية، سيما وأن المعارضة النقابية تتسع تدريجيا، إلا أن ذلك لا يمنع من القول أن بيد القيادة النقابية الالتفاف على هذه التطورات بشكل “ديمقراطي” أيضا.. فما ضر السيد عبد السلام جراد، لو دعا إلى ما يشبه الاستفتاء على جميع النقابيين، تحت إشراف لجنة رقابة قانونية (تتشكل من محامين وحتى قضاة)، على أن يكون تعديل الفصل العاشر من عدمه، هو المحور الرئيسي للاستفتاء..

لا شك أن الأمر ليس هيّنا على وجه الإطلاق، لكنه سيضع الاتحاد ـ بالتأكيد ـ أمام مسار جديد: فإما التعديل والتداول والإصلاح.. وإما الاستمرارية في سياق سياسي واجتماعي مختلف عن المرحلة السابقة..

فما رأي قيادة الاتحاد؟ (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 156 بتاريخ 24 سبتمبر2009)


وزارة التربية تفتح مناظرات الكاباس ـ 1425 مركز عمل معظمها في الفرنسية والإعلامية والعربية والرياضيات ـ


وأخيرا تم اصدار القرار المتعلق بتنظيم مناظرات «الكاباس»، المناظرة التي ينتظر موعدها سنويا الآلاف من خريجي التعليم العالي، والتي تحقق ارقاما قياسية من حيث عدد المترشحين إليها من حملة الأستاذية نظام قديم والإجازات نظام جديد. فقد أصدر وزير التربية قرارا مؤرخا في 20 سبتمبر الجاري بفتح مناظرات الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوي بعنوان السنة الدراسية 2011 ـ 2012، لانتداب 1425 أستاذا للتعليم الثانوي والتعليم الثانوي التقني، والتعليم الفني، ومدرسي السلك المشترك للغة الانقليزية والإعلامية العاملين بمؤسسات التعليم التابعة لوزارة التربية وبمؤسسات التعليم العالي والبحث التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. الجديد في مناظرات «الكاباس» مقارنة بنسختها في السنة الماضية هو زيادة طفيفة في الحجم الجملي للمراكز المفتوحة بواقع 25 مركزا، وتزايد عرض المراكز المفتوحة خاصة في مواد الفرنسية، والإعلامية، والرياضيات. في حين انخفض العرض في مواد أخرى مثل التقنية، والتاريخ والجغرافيا. واستقر العرض في مادة الانقليزية في حدود 105 مركز فقط (كانت 110 في العام الماضي) رغم حاجة وزارة التربية الماسة لأساتذة من هذه المادة. وتتوزع مراكز العمل حسب المواد (23 اختصاصا) حسب كل مادة على النحو التالي: عربية 155، فرنسية 250، فلسفة 5، تربية وتفكير إسلامي 30، تربية مدنية 40، تاريخ وجغرافيا 40، رياضيات 140، علوم فيزيائية 130،علوم طبيعية 70، تربية تقنية 60، المواد التقنية : اختصاص آلية 15، المواد التقنية : اختصاص كهرباء 10، تربية تشكيلية 20، تربية موسيقية 30، مسرح 30، اقتصاد 5، تصرف 30، ألمانية 10، إيطالية 23، إسبانية 17. كما تم تحديد عدد المراكز المفتوحة للتناظر في مادة الانقليزية 105 مركز موزعة بين 90 مركزا لوزارة التربية، و15 لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، و210 مركز في مادة الإعلامية موزعة بين 150 لوزارة التربية، و60 لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. حدد تاريخ إجراء جميع المناظرات ليوم 20 نوفمبر المقبل والأيام الموالية علما أن قائمة الترشحات للمناظرات تختتم يوم 16 أكتوبر المقبل.  ويتعين على كل مترشح أن يقوم بالتسجيل عن بعد عن طريق الشبكة التربوية التونسية ثم يودع ملف ترشحه لدى الإدارة الجهوية للتربية الراجعة بالنظر إلى الولاية التي ينتمي إليها المترشح حسب عنوانه المذكور ببطاقة التعريف الوطنية. يذكر ان مناظرات «الكاباس» تسجل في تونس أعلى نسبة من المترشحين، إذ تجاوز عددهم في مناظرة السنة الماضية سقف الـ 101 الف مترشح، اجتاز حوالي 89 ألف منهم المناظرة. ومن غير المستبعد أن يتحقق نفس عدد المترشحين في نسختها الجديدة. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 سبتمبر 2010)


من الذاكرة الوطنية سياسة التعاقد الاجتماعي أو ميثاق الرقـي الشامل


دعا الهادي نويرة منذ تعيينه وزيرا أول إلى سياسة تعاقدية بين الأطراف الاجتماعيين تكون بمثابة الميثاق الضامن في النمو الاقتصادي والرقي الاجتماعي. وتم إبرام اول اتفاقية إطارية عام 1973 قبيل انطلاق المخطط الرابع وانعقاد مؤتمر الوضوح للحزب الاشتراكي الدستوري في سبتمبر 1974 والذي تعزز فيه نفوذ الوزير الأول والأمين العام للحزب، الهادي نويرة وقد أوضح لدى عرض المخطط الرابع أمام مجلس الأمة يوم 27 جويلية 1973.

«ان ابرام اتفاقية إطارية مؤخرا بين الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بادرة مباركة جديرة بالتنويه فقد أكدت هذه الاتفاقية الإطارية العزم المشترك على السعي من أجل تنمية الإنتاج الاقتصادي والتوزيع العادل للدخل القومي مما يضمن للشغالين تحسين مستوى عيشهم وقسطا عادلا من مداخيل الموسسات يكون متماشيا مع التوسع في الإنتاج وتحسين الانتاجية».

ومن جهة أخرى فإن الطرفين، يلتزمان بالعمل معا للاهتداء إلى ضبط أجور الشغالين على أساس تعاقدي وتعتبر في ذلك معطيات الاقتصاد الوطني ونتائج المؤسسات والوضع الاقتصادي العام.

كما سوف تسمح اتفاقيات اطارية قطاعية ومهنية باتمام الاطار الذي يرجع اليه عند وضع القوانين الأساسية وتراتيب الأجور في المؤسسات العمومية والخاصة. منظمات قوية وذات تأثير.

على أن احترام الاتفاقية الجماعية الإطارية والاتفاقيات الجماعية القطاعية والنظم الأساسية في منطوقها ومدلولها، يتوقف بمقدار كبير على درجة تأثير ونفوذ الاتحاد العام التونسي للشغل وكذلك الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية على الشغالين والمستثمرين لرؤوس الأموال من الخواص في كافة القطاعات. وتدعو الحاجة إلى إقامة مزيد من البراهين على أن الاستقرار والسلم الاجتماعية والتوسع الاقتصادي المنظم، كل ذلك متوقّف على قوة تداخل الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وقدرتهما على الإحاطة بالشغالين وأصحاب أموال الاستثمار واستعدادهما للتطور… مثل الحزب ـ بكسب الحركية والتفتح على القواعد وتجديد هياكلهما ولهجتهما عند مخاطبة شباب العمال بالنسبة للاتحاد العام التونسي للشغل وشباب المستثمرين بالنسبة إلى الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وأن يكون بذلك الاتحادان منظمتين قويتين محترمتين على أساس الحركية والتفتح.

ويجب أن تكون الهياكل المركزية والجهوية والمهنية للاتحاديين متينة ومرنة ولامركزية.

عملة الفلاحة

يبقى بعد ذلك القطاع الفلاحي الذي يخلو من أي اتفاقية إطارية ومن كل تنظيم محكم لشروط الانتاج وهذا يشكّل نقصا يتعين تلافيه لاسيما وأن خمسين بالمائة من اليد العاملة تشتغل في الفلاحة ويجب أولا وبالذات إعادة النظر في الاتحاد القومي للفلاحين وتغيير أجهزته ودعم كيانه ويجب ان يبرم اتحاد الفلاحين مع الاتحاد العام التونسي للشغل اتفاقية اطارية وأن يظفر العملة الفلاحون بقانون أساسي بعد انتظارهم الطويل».

الاضرابات

وأوضح نويرة في التقرير الاقتصادي الذي عرضه في مؤتمر الوضوح المنعقد في سبتمبر 1974 «لئن كان شعار الاجراء هو الرقي الاجتماعي المتزايد يوما بعد يوم، فذلك أمر طبيعي، على أنه لا يمكن المطالبة بترفيع الأجور وبتحسين ظروف العيش والاقدام في الآن نفسه على تعطيل الانتاج الذي هو مصدر الرقي المتواصل وشرطه الأساسي. إن حق الاضراب اعترف به الدستور، وضبطه القانون ونحن نحترم ذلك لكن هناك اضرابات مخالفة للقانون، بل هي غير مشروعة وليس من حق أي كان أن يحرم مثلا المستشفيات من التيار الكهربائي او الأطفال من الخبز او المواطنين من وسائل النقل.

إن تصوّر العقد الاجتماعي يقتضي وجود أطراف متعاقدين الطبقات اجتماعية متصادة، فالعقد الاجتماعي هو قبل كل شيء عقد تقدم، مشروع مشترك يرمي إلى خلق الثروات فأطراف العقد الاجتماعي ملتزمون ازاء بعضهم البعض ـ إن المنظمات القومية هي المعنية أساسا بالأمر، ولا سبيل الى إقامة اقتصاد مبني على التشاور من دون مؤسسات منظمة قوية مستقرة متمتعة بقيادة بصيرة. يتبع محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 سبتمبر 2010)


الأستاذ رابح الخرايفي :المعارضة ترفض مشروع استمرار الرئيس زين العابدين بن علي في الحكم :2014-2019.


يتكون الفريق المعارض لمشروع استمرار زين العابدين بن علي في الحكم :2014-2019 من الحزب الديمقراطي التقدمي وهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات ونشطاء حقوقيون وسياسيون وتحالف المواطنة والمساواة.  1- الحزب الديمقراطي التقدمي: ترفض المعارضة استمرار زين العابدين بن علي في الحكم لمدة رئاسية سادسة 2014-2019.فاصدر الحزب الديمقراطي التقدمي يوم 08/08/2010  بلاغا يرفض المناشدات مبينا أن النداء”يتعارض وأحكام الدستور التونسي ويضرب في الصميم تطلع التونسيين إلى التغيير الديمقراطي ويرسخ نظام الرئاسة مدى الحياة …” .        2- هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: في ذات السياق عبرت  هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات[1] عن رفضها لأي مشروع تمديد للرئيس زين العابدين بن علي أو لتوريث الحكم لأحد أقاربه ودعت الشعب التونسي للتصدّي لتلك المناشدات في  بيانها[2] الذي صدر يوم السبت 14 أوت 2010 والمنشور على عدد من المواقع الإلكترونية . وقد اكتفى هذا التحالف بهذا البيان فلم يعقبه أي نشاط ميداني سياسي أو إعلامي أو ندوة فكرية أو تجمع.  3- نشطاء حقوقيون وسياسيون : كما رفض نشطاء حقوقيون وسياسيون هذا النداء بعرضهم على العموم عريضة[3] وطنية  يوم 15/08/2010  للإمضاء عبر عنوان الكتروني ترفض التمديد لبن علي وأنشئوا على الموقع الاجتماعي  الفيسبوك مجموعة “نداء المائة ألف تونسي ضد التمديد والتوريث” ومجموعة “الجمعية الوطنية لحماية الجمهورية” شعارهم “لا للتمديد لا للتوريث” . وتعمل الجمعية الوطنية لحماية الجمهورية على الشبكة الاجتماعية “الفيسبوك ” ويطمح أعضاؤها إلى الخروج من العمل الافتراضي والنزول إلى الأرض.إن أهم أدوات عمل الجمعية هو نشر الأغاني والأفلام والمقالات قصد خلق حالة وعي لدى التونسيين للوقوف أمام خطورة مشروع التمديد الذي يعد مدخلا للتوريث وهذا إمعان في تخريب الجمهورية وتحويلها الى “جمهورية وراثية “وهذه من البدع الدستورية  لا مثيل لها في تاريخ القانون الدستوري والنظم السياسية. 4- تحالف المواطنة والمساواة: أما تحالف المواطنة والمساواة [4] فقد اصدر بيان بتاريخ 17/08/2010 جاء فيه أن “الولاية الحالية للرئيس بن علي  هي ولاية أخيرة بمقتضى الدستور بما يجعل البلاد في مرحلة انتقالية .وان الأولوية الآن وقبل ما يزيد عن أربع سنوات من الاستحقاق الانتخابي القادم ليست مناشدة الرئيس الحالي بالتمديد واستسهال تحوير الدستور…”. أما بقية الأحزاب التي توصف بالموالاة والمساندة لبرنامج السياسي لبن علي رغم حملها لصفة المعارضة فلا تزال صامتة، فلم تبد موقفها من مناشدات الرئيس بن علي الاستمرار في الحكم 2014-2019 إلا الحزب الاجتماعي التحرري فقد  صرح بألفاظ عامة إيحائية في بيانه الصادر بتاريخ 20/08/2010 بأنه متمسك  ببن علي مرشحا فجاء فيه أن تونس اليوم في حاجة “أكثر من أي وقت مضى للقيادة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي …”[5]. [1]   يراجع :بيــان هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات ،www.anhri.net [2] يراجع المواقع التالية : www.albadil.org،www.tunisalwasat.com [3] بسام بونني : حرب عرائض في تونس ،حالة استثناء ،جريدة الأخبار اللبنانية،25/08/2010. [4] يضم تحالف المواطنة والمساواة :حركة التجديد والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وحزب العمل الوطني وتيار الإصلاح والتنمية ومناضلين مستقلين . التقوا على مشروع أرضية فكرية  اتفقوا عليها بتاريخ 10/06/2010. [5] جريدة الصباح التونسية :22/08/ 2010. كما يراجع موقع  http://www.akhbar.tn/   تاريخ الاطلاع 22/08/2010.


بين الصناعتين : تونس تبحث عن الطريق الثالث…


مرسل الكسيبي*-صحف-الوسط التونسية:

حين كتبت في الأسابيع الأخيرة عن أسس النظام الجمهوري وعن دولة القانون والمؤسسات وعن ضرورة التمسك بروح الدستور والتداول السلمي على السلطة كطرائق معبدة للاصلاح والتغيير في واقع يعطله الفساد والاستبداد وطنيا , وحين خصصت حديثي لموضوعات المناشدات الرئاسوية وقضية التمديد والتوريث وخطورتها على مستقبل الوطن تونس , كنت أدرك حينها جيدا بأن الجهات المنزعجة من هذا الحديث سوف تشرع في حملة تشويهية تستهدفني , قصد اخماد صوتي ودفعي الى الحديث في قضايا غير وطنية , غير أنني ماكنت أتصور بأن السفالة في الرد قد تصل بأصحابها الى درجة القذف الفاحش والحقير بمستويات لاتعبر عنها الا ألفاظ سقط الزند والمتاع … كنت قد طرحت بلاشك فكرة تأسيس جمعية وطنية لحماية الجمهورية , على خلفية تطورات وقعت في صلب السلطة تمهيدا للتمديد في دورة رئاسية سادسة يقضي معها الرئيس الحالي بعد ذلك أكثر من ثلاثين سنة في سدة الحكم ! , ولم يكن عجيبا لدي بعد ذلك توصيف المشهد الحالي بأنه انتقال بالدولة من حكم الحزب والمؤسسات الهشة ,الى حكم العائلة والأصهار بعيدا عن كل أشكال المأسسة ومقتضيات النص الدستوري … يقينا بأن استهدافهم لي , كان يهدف فيما هدف الى تعطيل مشروع الجمعية الوطنية لحماية الجمهورية , فالعمل الجماعي المنظم من شأنه أن يصيب الاستبداد والفساد في مقتل , بل ان مختطفي الجمهورية يدركون جيدا أهمية تحقيق أمانيهم في كنف صمت القبور , وهو مالن يفوزوا بتحقيقه طالما وجد في تونس أحرار وشرفاء على مر الدهر والزمان … يدرك مختطفو الجمهورية جيدا , بأنهم دخلوا في مشوار الربع الأخير من الليل , فساعة الرئاسة الأبدية قد ولت وانتهت حين أعلن الرئيس نفسه يوم 7 نوفمبر 1987 عن نهايتها , بل ان اعادة اخراجها للوجود ستكون ميتة بأحكام السياسة والأخلاق , بل بمعايير اعلان الجمهورية الصادر سنة 1957 ومقدمات الدستور التونسي التي تقول بصريح العبارة : “تونس دولة حرة مستقلة , لغتها العربية ودينها الاسلام ونظامها الجمهورية .” وحينئذ , لم يبق أمام مختطفي الدستور والجمهورية , الا اعتماد الأساليب القذرة في مواجهة الحق والقانون وتوافقات النخب والجماهير بعد الغاء نظام البايات ووضع حد لمفهوم الايالة التونسية … انه عصر الجمهورية , وزمن السيادة للشعب , وتوقيت تصحيح مسار الانحراف بالبلاد الى مزالق أهواء الحكم الفردي والشمولي … عشرون سنة من عمر التجربة , كانت كافية للحكم عليها , ومحصلتها مابين ثلاثين وأربعين ألف معتقل سياسي , علاوة على الاف المنفيين , والاف من الأدمغة المهاجرة , والمئات الذين أكلتهم أعالي البحار وهم يحلمون بالفرار من “بلد الفرح الدائم” الى القارة العجوز , عساها تنصفهم في لقمة العيش ومتطلبات الكرامة والحرية … اخر مااهتدى اليه مختطفو الدستور والقانون والجمهورية , بعد فشلهم الفطري والجبلي في بناء صرح المؤسسات والحريات والاعلام الحر… , هو احياء بعض النشريات القذرة كي تنسج القصص والأوهام والخيالات وخيوط القاذورات بمثل مانسجته من أباطيل وأكاذيب وافتراءات فاحشة قبل عقدين تقريبا … فقد تمت العودة الى نفس الفريق , ليتم تنشيطه عبر بعض المواقع العنكبوتية وعلى الفايسبوك بهويات منتحلة أو مستعارة , وحتى على اليوتوب في شكل منتجين لكليبات تعبر عن سفالة وحقارة منتجيها … انه الوجه الاخر لسلطة تتحدث في التلفزيون عن احترام القانون والديمقراطية والمؤسسات وعن سنة الحوار مع الشباب … , وبالمقابل تعمد الى صناعة وفبركة مشاهد دعارة وشذوذ قذرة لمعارضين بارزين , ثم تعمد الى نشرها على شبكة اليوتوب … تصوروا أن نفس الجهة وهي جهة معلومة لدينا جميعا : = مختطفو الجمهورية والدستور , نفس الجهة عمدت الى نشر كليبات فيديو لي , مع مونتاج لصوري على شخصيات طالبانية وقاعدية !!! … اخر مايمكن أن يصدقه العقل والمراقب ! , فلطالما عدني البعض من الاسلاميين : ليبراليا علمانيا , ولطالما وصفني علمانيون بأنني جناح اخر من اليسار الاسلامي , ولطالما ذهب البعض الاخر الى الاعتقاد بأنني جناح تجديدي داخل تيار الوسطية الاسلامية… من أطرف وأقذر وأعجب مانشره أعداء الجمهورية والدستور , وخفافيش الظلام على شبكة اليوتوب قبل أسبوع فقط , تزامنا مع نفس الحملة المنحطة ضد شخصي , كليبات مرئية مفبركة تصور قادة وصحفيين وحقوقيين ونشطاء سياسيين في مشاهد شذوذ جنسي!!! , أو مشاهد دعارة!!! , أو مشاهد ساقطة.. , وقد استهدف بهذه الكليبات المخلة والساقطة كل من السادة والأساتذة : منصف المرزوقي , مية الجريبي , سهام بن سدرين , العياشي الهمامي , راشد الغنوشي , سليم بقة , مرسل الكسيبي , توفيق بن بريك , نزيهة رجيبة , راضية النصراوي , خميس الشماري , محمد جمور , عفاف بن ناصر , نجيب الشابي , مختار اليحياوي , محي الدين شربيب , محمد عبو , عمر المستيري , وطارق المكي … افلاس واسفاف وسفالة , عبر عنها أعداء الدستور والجمهورية عبر حقد مافي الصدور على كل ماهو معارض , فالذي خون المعارضة الوطنية وأصدر قانون الأمن الاقتصادي وألقى بالدكتور صادق شورو والفاهم بوكدوس والتوفيق بن بريك وزهير مخلوف ومحمد عبو …والالاف الاخرين وراء القضبان , هو نفسه اليوم يرشح بما في انائه من سقط وتفاهة , بل انني أجد نفسي مضطرا في هذا الموضع الى تصديق الدكتور المرزوقي حين يتحدث عن “عصابة حق عام” …! علي أن أقول في مواجهة هذا الواقع المرير بأن تونس اليوم أمام صناعتين : صناعة اليأس والتسلط والفساد والقاذورات الاعلامية وتزييف الأرقام والاحصاءات …, وصناعة الأمل والحياة والمقاومة السلمية المدنية والصمود في مواجهة شمولية الدولة ومخاطر الحكم الفردي وكوارث التمديد والتوريث في الأفق المنظور … صناعتان مختلفتان من حيث المنشأ والرائحة والمذاق , فبين سواد الفحام , وعطر العطار لشعبنا المبتلى في كرامته وحريته أن يختار , غير أن الكرة تبقى في سلة المعارضة فقد ولى زمن التذمر والقلق والرفض , وهو المسلك الثاني في مواجهة زقاق السلطة ومسلكها الخانق . هناك مسلك ثالث بين مسلك الاستبداد ومشتقاته وتمثله السلطة , وبين مسلك الاحتجاج والرفض وتمثله المعارضة , مسلك ثالث تطرح فيه المعارضة نفسها بديلا أو شريكا اصلاحيا حقيقيا في معادلة السلطة والتغيير … مسلك ثالث تخشاه السلطة وترتعب منه , غير أنه سيضع حدا لجراحاتنا وماسينا , فقد ولى زمن المطالبة باطلاق سجين رأي , ليدخل بعده السجن عشرة أو مئة , وقد ولى زمن مطالبة سيادتهم بعودة منفي ليغادر الوطن بعده ألف … على المعارضة بوضوح أن تجتمع في اطار جبهة وطنية للتغيير , وأن تعلن عن مرشحي الأمر الواقع للرئاسيات القادمة , ولابأس أن تتعدد الترشحات , ليقع الحسم في الساعة الأخيرة من الليل , أي قبيل موعد رئاسيات 2014 بسنة أو سنتين  … أثناء ذلك , أي في الأفق المنظور علينا أن نقول للسلطة ولأعداء القانون والجمهورية والدستور , لاعبث بمستقبل البلاد ولاعودة بها الى لحظة الانقلاب , فقد سئم التونسيون الطريق الأول , وأصبحوا يشاطرون المعارضة تشخيص معالم الطريق الثاني , أما الطريق الثالث فهو من مسؤوليات النخبة الشجاعة , وللشعب أن يقول كلمته حين ساعة الفصل … كتبه مرسل الكسيبي* بتاريخ 24 سبتمبر 2010 *اعلامي ومعارض تونسي .


الحوارات التلفزية و الإذاعية مع أعضاء الحكومة   فكرة ثمينة ..شوّهها خطاب “كل شي لاباس” وغياب الجرأة في طرح الشواغل


إعداد نورالدين المباركي   تونس/ الوطن   عندما تم الإعلان عن انطلاق الحوارات التلفزية  والإذاعية مع أعضاء الحكومة خلال شهر جوان الفارط  قُدمت كالتالي :”…تهدف هذه الحوارات إلى مزيد تعزيز منابر الاتصال بين الهياكل الحكومية والمواطنين وتوفير معلومات شاملة ودقيقة ومواكبة مشاغل المهتمين والمعنيين بكل القطاعات والإجابة عن استفساراتهم. وتجسد مثل هذه البرامج التلفزية والإذاعية، التي تكرس نمطا جديدا ومتينا من التواصل بين الحكومة والرأي العام الوطني بمختلف مكوناته..”

و لعل هذا من أسباب تثمين  فكرة هذه الحوارات لقناعة الجميع أن  التونسي سيجد فيها  إجابات واضحة ومحددة عن تساؤلاته وهواجسه وشواغله ..

ومما لاشك فيه أن نجاح هذه الحوارات وقدرتها على احترام مضمون الفكرة التي بنيت على أساسها مرتبط بعدة عوامل منها حسن اختيار الضيوف الذين يلعبون دورا أساسيا من حيث تنوع توجهاتهم وارتباطهم بمواضيع المناقشة. فأي مناقشة” ديمقراطية ” تبغي الوصول إلى نتائج تقتضي استضافة شخصيات من كل التوجهات.وطرح الأسئلة التي تشغل بال الجميع .

لكن  هل تمكنت هذه الحوارات من احترام الفكرة التي بُنيت على أساسها ؟..هل ساهمت حقا  في توفير “المعلومة الشافية و مواكبة مشاغل  المهتمين والمعنيين بكل القطاعات والإجابة عن استفساراتهم”.

عدد من الإعلاميين أجابوا عن هذه التساؤلات من خلال متابعتهم لمختلف الحلقات التي بُثت إلى حد الآن   جمال العرفاوي ( الصحافة)   الحوارات تحتاج إلى  الحبكة و حدّ أدنى من الجرأة   أعتقد أن الفكرة جيدة جدا في منطلقها ولكن بعد تتبع كل الحوارات التي بثت إلى حد الآن فإننا نجد أنفسنا أمام عنوان كبير بلا محتوى من حيث الشكل والمضمون فالكثير من الأسئلة كانت بلا معنى تطغى عليها المجاملة أو أنها مكررة أو خارجة عن النص ليس الا.

وقد أتساءل عن جدواها حتى ان المرء قد يضطر إلى التساؤل ان كان متفق عليها مسبقا

وأتمنى أن يخبرونا عن طريقة اختيار المدعوين وان كان هذا الخيار يضع لأسس علمية متعارف عليها دوليا في مثل هذه الحوارات المفتوحة سواء من حيث أعمار المشاركين أو الجهة التي يمثلها جغرافيا أو فكريا ومهنيا لأن غالبية من شاركوا كانوا أشبه بذلك الطير الذي يغني وجناحو يرد عليه , الحوارات بكل بساطة لا تشجع على الفرجة لأنها بلا حرارة تذكر أملي أن تتم مراجعة كل هذه الهنات في الوقت المناسب قبل أن يدب فينا اليأس.

فالحوارات التلفزيونية تحتاج إلى حبكة وحد أدنى من الجرأة والاختلاف والمحاججة فضلا عن ضرورة تمكن المشاركين من الموضوع الذي يخوضون فيه .

وهناك مسالة لا بد من التنبه إليها وهي شائعة في مختلف برامجنا الحوارية فجل القضايا والاشكاليات التي تطرح تحوم حول العاصمة دون انتباه إلى أن قضايا التعليم و النقل والصحة في الشمال الغربي تختلف عن الجنوب الشرقي مثلا.   شكري الباصومي ( الشروق) حوار الصمّ ولغة” نقار الخشب”   ” تعزيز منابر الحوار”وتمتين التواصل بين الحكومة والرأي العام الوطني بمختلف مكوناته تلك هي ابرز ما بشر به باعثو هذه الحوارات على تونس سبعة المقصد شريف والدعوة نبيلة فهل كانت الحوارات السبعة أو الثمانية في مستوى ما بشر به؟ ودون الدخول في متاهة التفاصيل كنت في ريب كبير وشك بل يقين بأن تونس سبعة لا تتحمل الحوار الذي يتطلب تعددية ولا يخضع لمنطق الطير الذي يغني ليرد جناحه عليه. وزاد في حيرتي النص الذي أشار إلى عبارة ” مختلف مكوناته” أي مكونات الرأي العام الوطني

فهل تتحمل تونس سبعة”حماقات ” بعض المكونات المزعجة التي لا يستسيغها الطائر المغرد وجناحه الذي يرد عليه؟؟؟؟؟؟

ومع ذلك ظلت “لعل” تراودني وتدفعني للتلصص ولو على الخفيف كما يقال وبعد بضعة حوارات ازددت يقينا بأني اعرف تلك الشطآن مع الاعتذار لأبي علي رحمه الله فقد مر نقا ر الزهواني من هناك مرات…نقار الخشب استوطن تلك الحوارات وعشش لغة خشبية واسئلة بدت معدة سلفا وحضور منضبط يوحي بأن الميسترو قد أعدهم إعدادا جيدا وأحسن اختيارهم  شكرا” للكاستينغ مان”..وشكرا للمايسترو الذي أمن البروفات بما يضمن عدم الوقوع في الأخطاء.

يقتضي الحوار أطرافا متعددة كما يتطلب مصارحة ومكاشفة وتشريك كل القوى الفاعلة بشكل مباشر بعيدا عن لغة الجلم وتشطيب القلم والحوار يقتضي أذانا كثيرة…إذن واحدة لا تكفي ضاعت باختصار فرصة الحوار هنيئا لنقار الخشب,,,,,,   وليد أحمد الفرشيشي (موقع بزنس نيوز)   طغيان خطاب “كل شئ لاباس” الذي يغذي حالة الرضا عن النفس   اللقاءات التليفيزيونية التي تضع السادة الوزراء أمام أسئلة عينة منتقاة من المواطنين- و التي لا تمثل في أغلب الأحيان جميع الحساسيات- في الأصل فكرة جيدة لكنها مرت بجانب الحدث. و بعيدا عن أية محاولة للتقييم، لأنه في اعتقادنا من المبكر جدا تقييم تجربة مازالت في حلقتها السابعة، إلا أنه من المهم بمكان التأكيد على جملة الهنات التي تعرفها التجربة سواء على مستوى الشكل أو المضمون.

و في الحقيقة، ثمة جملة من الملاحظات الأولية التي نأمل أن يأخذها القائمون على هذه العملية بالجدية المطلوبة حتى تتخلص هذه اللقاءات من الجانب الفرجوي و الاحتفالي بالمنجزات و تتحول إلى “أغورا” (Agora) حقيقية تطرح فيها الأسئلة التي تحرك الجدل العمومي و لا تحتويه.

أولا، نتساءل لماذا تحتكر القناة العمومية بث هذه اللقاءات التليفيزيونية؟ تساؤل قد نجاب عليه بالنظر إلى طبيعة القناة و هي حكومية، و لكننا نرى في المسألة إقصاء لجماهير أخرى قد لا تتابع هذه اللقاءات على القناة العمومية(وليست الوطنية كما يروج لها) عدا أنها تعيدنا إلى النقطة الصفر فيما يخص تحرير المشهد الإعلامي و الإنفتاح على بقية الأصوات.

ثانيا، المكان الذي يتم فيه تصوير اللقاءات يحيلنا على أجواء الجامعة بمدرجاتها و كأننا بصدد تقديم “دروس” للمتلقي، و هو ما يحصل في الواقع من خلال تعداد المنجزات و كأننا بالسادة الوزراء بصدد تقديم تقارير عن نشاطات وزاراتهم، ليفتح بعد ذالك باب النقاش (حوالي ما نسبته 80 بالمائة من مدة اللقاء) الذي يستغل في إعادة إنتاج الخطاب الرسمي و ان كان بصيغ مختلفة.

ثالثا، و إن كنا لا نشك في سلامة نوايا القائم بهذه العملية، فإنه من المربك حقا أن تكون أغلب الأسئلة المطروحة، و نعتقد أنها منتقاة، “وديعة جدا” و غير محرجة في معناها الإيجابي. بمعنى طغيان خطاب “كل شئ لاباس” الذي يغذي حالة الرضا عن النفس في حين أن الأسئلة التي يجب طرحها حقيقة يقع التغافل عنها و لعل أبرز مثال على ذالك اللقاء الذي أمنه وزير الشؤون الإجتماعية و الذي مرر فيه، بطريقة ذكية، مشروع الحكومة حول إصلاح منظومة التقاعد دون أن يحرك ذلك في الحاضرين شهية طرح الأسئلة الحارقة التي تشغل حاليا بال المواطن.

 

رابعا، نعتقد أن عدم الانفتاح على مختلف الحساسيات الوطنية خاصة الأحزاب إضافة إلى عدم تشريك الصحفيين مثل النقطة السوداء التي قلصت للأمانة من فعالية هذه اللقاءات و فوتت على التونسيين فرصة الاستماع إلى أصوات مغايرة بما قد يشكل دافعا لإنشاء فضاء عمومي تونسي قوامه خطاب الحرية و الشفافية و الصراحة. و يقينا أنّ التجربة تستحق الاهتمام غير أنها بحاجة إلى جملة من التعديلات التي نراها ضرورية حتى يقع الالتزام بالهدف الأصلي الذي أنشئت من أجله.   توفيق العياشي (الطريق الجديد)   غياب صبغة تفاعلية حية وجادة بين الوزراء والمواطنين   فكرة إجراء حوارات وزاريّة في وسائل الإعلام في حد ذاتها فكرة ايجابيّة كان يمكن فعلا أن تقرّب الهياكل الحكومية من شواغل المواطن وتمكن الوزراء من تحسس مواطن الخلل في سياسات هياكلهم والتفاعل بشكل مباشر مع تطلعات المواطنين وانتظارات القطاعات التي تعود لهم بالنظر . لكن ومن خلال ما تم عرضه إلى حد الآن من حوارات بدا واضحا أن الأهداف الكبيرة للفكرة قد طمست وتوارت خلف المنحى الدعائي التقليدي الذي يميز ظهور المسؤولين الرسميين في وسائل الإعلام عادة وقد برز  ذلك من خلال الآتي:

– غياب صبغة تفاعلية حية وجادة بين الوزراء والمواطنين إذ تعرض الحوارات بعد تسجيلها، وهو ما فوّت إمكانيّة تقبل نسبة من استفسارات المواطنين وتطلعاتهم بواسطة الهاتف مباشرة إلى جانب اقتصار التدخلات على بعض المسؤولين على القطاعات والهياكل التابعة للوزارات الذين طبعت تدخلاتهم بالكثير من التحفظات وعدم الوضوح والعمل قدر الإمكان على عدم إحراج الوزراء المستجوبين.

– جنوح الحوارات مع الوزراء إلى شكل النقاش الذي يقوم على الاستفسارات حول خطابات الوزراء وما يعرضونه من بيانات ومعطيات، وهو ما فوت فرصة إجراء حوارات متكافئة وتفاعلية بين جميع المشاركين بما يتيح تطارح عدد أكثر من القضايا المتعلقة بكل قطاع بكل جرأة وحريّة  وعمق دون التقيد بما تم عرضه من محاور في مداخلة الوزير.

– عدم قدرة الوزراء على تجاوز صيغ الخطابات الدعائية التقليدية التي تتسم بالمبالغة في استعراض الانجازات وتذليل المصاعب والإخفاقات، وهو ما يفوت فرصة تحسس مواطن الخلل في كل قطاع، وبالتالي العمل على معالجتها وتجاوزها. وقد امتد هذا النفس الدعائي الاستعراضي إلى تدخلات عدد كبير من المسؤولين على الهياكل والقطاعات التي تعود بالنظر للوزراء.

– عدم انفتاح الحوارات التلفزية والإذاعية للوزراء على أغلب مكونات المجتمع المدني من منظمات وأحزاب وصحافة وشخصيات، واقتصار المشاركة على السلطة ومحيطها المقرّب، وبالتالي فقد تدنت بذلك جدية هذه الحوارات التي انصبت على محاور ثانوية لم تمس السياسات العميقة للوزارات والهياكل التي تستوجب النقد والإصلاح. لكن جدير بالملاحظة أن الحوار الوحيد الذي نجح في تجاوز ما تردت فيه أغلبية تدخلات الوزراء هو تدخّل وزير الصحة العمومية الذي اتّسمت تدخلاته بقدر من الصراحة والجرأة مما مكن من تطارح عديد الملفات الملحة التي تهم قطاع الصحّة، وتجيب بقدر كبير على تساؤلات المواطنين، وهذا قد يعود الى تقاليد الانفتاح التي تتميز بها وزارة الصحة العمومية على وسائل الإعلام مقارنة بغيرها من الوزارات.  ثامر الزغلامي ( إذاعة الكاف)   تقليد جديد في التلفزة التونسية يجب المحافظة عليه و استثماره نحو تطوير الخطاب الإعلامي   إن هذا التقليد الجديد في التلفزة التونسية يجب المحافظة عليه و استثماره نحو تطوير الخطاب الإعلامي بما يخدم مصالح المواطن و التجربة في بداياتها مازالت تحتاج إلى مزيد التصحيح على مستوى الشكل و المضمون استجابة لمقتضيات الإعلام المهني الذي تتوفر فيه شروط الموضوعية و الحرية، يجب التفكير في تشريك عدد اكبر من الصحفيين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام و الانفتاح أكثر على كل مكونات المجتمع المدني حتى يكون الحوار أكثر جرأة و حرية يضع الاصبع على الانشغالات الحقيقية للمواطن ……على مستوى الشكل و بالنسبة لطريقة طرح الأسئلة أرى انه يجب الاعتماد على المكرفون المتنقل –micr baladeur– حتى تستجيب الحصة لشروط البث الإذاعي كما أن الإخراج في حاجة إلى حركية أكثر بتنويع زوايا التصوير و مراجعة شكل الديكور هذا البرنامج هو خطوة تنتظرها خطوات أخرى لتحقيق الأهداف المرجوة منه و لا يتحقق ذلك الا بفسح المجال للرّأي المخالف ليكون حاضرا في الأسئلة التي تطرح على أعضاء الحكومة

نجلاء بن صالح ( مجلة حقائق)

حتى لا تكون هذه الحوارات شبيه بركن “على باب مسؤول”  في الصحافة المكتوبة

لقاءات الوزراء على شاشة التلفزة مع المواطنين هي خطوة استبشر بها كثيرون ومنّوا أنفسهم بلقاءات ثرية قد تخرج التلفزة من النسق الروتيني القاتل خاصة أن اغلب المواطنين يرون أنها تلفزة ناطقة باسم مواطني المريخ او الموزمبيق كما قال بعض الحانقين على تونس 7.وبعد سلسلة من لقاءات جمعت بعض الوزراء مع مواطنين خفّت حدّة الحماس خاصة ان اغلب الحوارات كانت “مسيّرة” حيث شكّك في الأسئلة المطروحة والتي يبدو انّها اعدّت سلفا. ولا ندري هل ان فتور” الحوار” ان صح التعبير سببه ” فبركة “من التلفزة أم أن التونسي لم يتعود على طرح مشاكله أمام مسؤول بحجم وزير ؟ تجربة الحوارات او اللقاءات المباشرة مع الوزراء يمكن ان تخرج التلفزة الوطنية من غرفة الإنعاش إذا أعطي للعفوية مكان في هذه اللقاءات “التفاعلية” لان هدفها الأول هو إيصال مشاغل المواطن الذي اتعبته” الحواجز” المفروضة على باب المسؤول.فهل ان المواطن “قاصر” عن الحوار أم أن التلفزة الوطنية هي القاصرة عن استيعاب هذا المفهوم ؟ ما نتمناه هو ان تخرج الحوارات من فتورها “المفروض” لتكون أكثر حرارة حتى لا تكون شبيه بركن “على باب مسؤول” .

عايدة الهيشري ( صحيفة المستقبل)

ننتظر أن تكون هذه  الحوارات  فرصة للوقوف على النقائص والإشكاليات

عند الإعلان عن انطلاق بث الحوارات التلفزية المباشرة بين السادة الوزراء وعموم المواطنين، تفاءل الرأي العام وانتظر نفسا جديدا في مثل هذه الحوارات عساها تكون منابر لحوار عميق وجدي يتطرق الى مجمل القضايا الوطنيه التي تشغل المجتمع التونسي بعيدا عن اللغة التسويقية التي تعتمد الأرقام واستعراض الانجازات. وكنا ننتظر أن تكون منابر الحوار هذه فرصا للوقوف على النقائص والإشكاليات قصد العمل على إصلاحها وتجاوز مكامن الخلل وكل ما يقف أمام النجاح الحقيقي في مختلف قضايا الشأن الوطني.

إلا إننا لاحظنا أن السمة الغالبة على هذه الحوارات اقتصارها على عروض مطولة من السادة الوزراء لم تخرج في شكلها ومضمونها عما تعودناه منهم في مناسبات حواريه أخرى او لقاءات إعلاميه مما جعلها تصنف في خانة التقارير الجاهزة .

ولم ترتق عموم التدخلات من خلال الأسئلة المطروحة إلى المستوى المأمول فبدت كأنها مفبركة أو معده مسبقا مع غياب أو تغييب واضح لأطراف هامة وفاعله منها ممثلي الأحزاب الوطنية ومكونات المجتمع المدني ومختلف الأسماء والنخب الفاعلة من أهل الثقافة والإعلام والتخصصات ذات الصلة بمواضيع الحوار مع الوزير.

وحتى تتمكن هذه الحوارات من الخروج من شكلها الحالي الذي فشل في استقطاب اهتمام الرأي العام بها؟، يكون من الأجدر على سبيل المثال بالإضافة إلى تشريك أهل الرأي والاختصاص، تخصيص فقرة مصورة يتوجه عبرها المواطن بأسئلته وملاحظاته مباشرة إلى الوزير دون أدنى تغيير في محتواها. (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 156 بتاريخ 24 سبتمبر2009)


الأستاذ رابح الخرايفي :

التونسيون لا  يقرؤون


كشفت الاستشارة الوطنية[1]  حول المطالعة والكتاب في تونس التي انطلقت بتاريخ 25 افريل 2009 واختتمت بذات التاريخ 2010 عن أزمة ثقافية كبرى في تونس تنذر بالخطر ،فقد أقر 22.74٪ من المستجوبين بأنهم لم يقرؤوا كتابا في حياتهم بينما تمثل نسبة الذين لا يحبون الكتاب 18٪. أما من حيث المصروفات  المرصودة  لشراء الكتاب فإنّ 44٪ من القرّاء لا ينفقون أكثر من ثلاثين دينارا في السنة لاقتناء الكتب وانّ أكثر من 50٪ يشترون كتبهم خلال معرض تونس الدولي للكتاب وبالنسبة للأماكن التي يحبّذ التونسي القراءة فيها فإن الاغلبية بنسبة 94.19٪ تفضّل القراءة بالمنزل مقابل 22٪ في العمل و 18.049 في الجامعات ونسبة قليلة لا تتجاوز 13.15٪ في المكتبات العمومية. تدل هذه الأرقام على ضعف كبير في إقبال التونسي على القراءة وهو ما ينذر  بتفشي الجهل والأمية. إن الأسباب التي تفسّر هذا الوضع الخطير عديدة أبرزها عدم تأصّل عادة قراءة الكتب في سلوك التونسيين .  أضف إلى ذلك  سياسة الحكومة  التربوية  تقوم على التلقين لا تربي الناشئة على قيمة الكتاب والقراءة ،انها سياسة فاشلة في هذا المجال. ورغم الفشل  تزال تصر على الاستمرار في سياستها تلك. يتعزز هذا الخلل بوجود مناخ سياسي عام مغلق يحاصر الرأي والفكر فلا توجد منابر للحوار والتعريف بالكتاب السياسي والفكري والثقافي فما يعرض على الناس من كتب إلا كتب المدح والتمجيد لأشخاص لا صلة لهم بالفكر  والثقافة


في التطويع السّياسي والتطبيع الثقافي


بقلم:  بحري العرفاوي     “التطبيع” مفردة تعني في عموم دلالتها العودة بالعلاقات إلى طبيعتها وتستعمل عادة إثر الحروب أو الخصومات بين الدول وما يترتب عنها من قطع للعلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية وغيرها.

وفي البلاد العربية نشأت مفردة “التطبيع” أساسا في علاقة بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس سنة 1977 وما استتبعها من تنشيط مسالك التواصل والتزاور والتبادل. ورغم ما انجر عن تلك الزيارة من عزل مصر عن محيطها العربي بقرار من الجامعة العربية التي انتقل مقرها وأمانتها العامة إلى تونس،فإن الكيان الصهيوني ظل يحرص على أن يصير التطبيع حالة عربية شاملة، كان يحرص على أن يصبح مكونا أساسيا من النسيج الجغرافي والسياسي والإقتصادي للمنطقة. يعرف أي مراقب بأن العدو الصهيوني لا يؤمن قط بالتطبيع مع العرب لطبيعة عقيدته التوراتية ولكنه يُخاتل من أجل استدرار مزيد من التعاطف الدولي معه ومن أجل تحييد أكبر قدر ممكن من المدخرات المقاومة لدى الأمة .

لم يكن من اليسير على أي حاكم عربي ـ ما عدا السادات ـ أن يتجرأ على إعلان نية التطبيع مع العدو رغم الضغوطات السياسية والاقتصادية التي تمارسها الدوائر الغربية على العديد من الزعماء العرب ورغم تكرر مسلسل المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ورغم الوعود التي لا تتحقق “بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”.

تتعرض أنظمة عربية عديدة إلى محاولات تطويع عبر ربط مساعدتها الاقتصادية وربط حصولها على قروض من بنك النقد الدولي بمدى إبداء استعدادها للتطبيع مع العدو ومدى إسهامها في “عملية السلام”.تلك الضغوطات أربكت وتربك الصف العربي الرسمي وتوقع دائما القمم العربية في حالة من عدم التوافق حتى انقسم العرب سابقا إلى “جبهة الصمود والتصدي” وإلى حلفاء أمريكا والغرب حتى وإن لم ينخرطوا في عمليات تطبيع. اليوم وبفعل التحولات الدولية سياسيا واقتصاديا وعسكريا خاصة بعد تفكك “الإتحاد السوفييتي” تغير المشهد كثيرا وتغيرت التشكلات وتغيرت أيضا مشاريع التطبيع ضمن محاولات “العولمة”

أو ليس “الشرق الأوسط الجديد” يُراد به أن يتحول الكيان الصهيوني ورغما عن الجميع إلى مكون جغرافي وسياسي واقتصادي من بين مكونات المنطقة بحيث لا تكون عربية إنما “شرق أوسطية” منفتحة بالأساس على “إسرائيل” وتركيا.

يعرف الكيان الصهيوني وحلفاؤه الغربيون أن التطبيع السياسي مع بعض الأنظمة ليس إلا حركة شكلية لا يمكن الاطمئنان إليها ولا يمكن أن تتأسس عليها علاقات متينة ولا أن تقام عليها مشاريع مستقبلية بعيدة المدى كما يفترض واقع الدول.

يعرف “الكيان” أن تلك الخطوات المحتشمة أو السرية التي تقدم عليها بعض الأنظمة إنما هي بدافع ضغوطات غير مقدور على تحملها وأن لا علاقة لإرادة الأمة بها. يعرف الكيان ذاك أين تكمن “إرادة الأمة” إنها ليست بين أيدي أي حاكم يريد أن يكون زعيما عربيا في مشاريع التسويات المائلة. تكمن إرادة الأمة في مخزونها الثقافي المؤسس على “عقيدة التحرر” وعلى الكرامة والعزة ورفض كل أشكال التسلط والإذلال. يعرف “الكيان” أن الذي يتهدده ليس القدرات العسكرية لدول الجوار وإنما الذي يتهدده هي تلك العقيدة إذا ما استمرت عبر الأجيال في تعبيرات ثقافية متنوعة تحاصر “العدو” فلا يتمدد لا في السياسة ولا في الأفكار ولا في الذائقة والعادات الاستهلاكية. لذلك يظل غير آمن ويظل يبحث عن “ضمانات” ثقافية تكسبه بعض أمان وانشدادا للمستقبل. ولذلك هو لا يكف عن محاولاته باتجاه بعض من النخب والمثقفين والجامعيين العرب يستدرجهم بأساليب شتى نحو تطبيع تحت عناوين مختلفة أكاديمية وعلمية وإنسانية وغيرها.

لا خوف مما قد تتعرض له بعض الأنظمة العربية من محاولات تطويع وابتزاز قد تخضع لبعضها تحت عناوين المناورة أو دفعا لمخاطر أكبر … ولكن علينا الإنتباه إلى محاولات “التطبيع الثقافي” وما يمارسه بعض الماكرين من تجريع ناعم لسوائل ثقافية تضليلية وتحريفية تمهد لاختراق الوعي وإعداد الأنفس للتعايش مع المغتصبين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأنبياء… مثقفون وجامعيون وإعلاميون وباحثون عرب ومسلمون يشتغلون كاسحات ثقافية تمارس التجريف الدائم لمقومات الأمة الحضارية والثقافية ويمهدون مسالك تسرب العدو في الفكرة وفي الذائقة وفي الجغرافيا… لا يجهر أنصار التطبيع بما يفعلون ولا يجدون ما يكفي من الشجاعة والجرأة لكشف أنفسهم أمام الرأي العام المشحون دائما بقدر ما من “عقيدة التحرر” يظلون يخاتلون كما اللصوص ويطّوّفون عبر المفردات اللزجة والشعارات الغائمة لا يُبينون ولا يُواجهون، ولا يستحون من دماء الشهداء ومن دموع اليتامى والثكالى ضحايا الإجرام الصهيوني إنهم”عُقبانُ الثقافة” ينقرون في أجساد الموتى وجراحات الضحايا.وحتى يسهل علينا كشفهم والتعرف عليهم ننظر في الذين يواجهون ثقافة المقاومة وفي الذين لا ينصرون ثقافة المقاومة وفي الذين يزينون ثقافة الهزيمة وفي الذين يروجون خطابا ثقافيا عقيما في المسلسلات والأفلام والأغاني يعتدون على مقومات الهوية وعلى المشترك من القيم وعلى الرموز التاريخية والحضارية  فأولائك هم المنخرطون في مشاريع التطبيع يجب كشفهم والتصدي إليهم والتضييق عليهم في كل مجال وفي كل منشط ولا مُجاملة لمن يهزأ من سيادة الأمة ومقوماتها ومن دماء الشهداء وأرواحهم ولا يمكن أن تتحول “الخيانات” إلى وجهات نظر تُحترم بدعوى قبول المختلف.   التحولات العميقة التي تحصل اليوم في المنطقة وفي العالم كله تؤشر على أن القضية العربية تجاوزت مرحلة التهديد الجدي وأن الكيان الصهيوني يُقيمُ في قلق وخوف دائمين … وأن أنصاره في المنطقة من دعاة التطبيع السياسي والثقافي ليس لهم من مستقبل ولم يعد لهم من شأن.                                    “إنّ المطبّعين كــ” عقبان الثقافة” ينقرون في أجساد الموتى وجراحات الضحايا” ” يوجد مثقفون وجامعيون وإعلاميون وباحثون عرب ومسلمون يشتغلون كاسحات ثقافية تمارس التجريف الدّائم لمقومات الأمّة الحضارية والثقافية” (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 156 بتاريخ 24 سبتمبر2009)


التطبيع و ضرورة مقاومته


بقلم هشام العلاني      التطبيع ببساطة هو الاعتراف بدولة اللصوص المسماة “إسرائيل” و ذلك بفتح أبواب العلاقات الثقافية و السياسية و الاقتصادية معها.

الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ليس من جنس المنطقة العربية, غريب عنها و متناقض بالمطلق مع حقائقها الثقافية و البشرية و الدينية و التاريخية و الجغرافية , فهو كيان مصطنع صنعته المنظمة الصهيونية العالمية بالتحالف مع الإمبريالية العالمية المتمثلة آنذاك ببريطانيا العظمى و فرضته على الأمة العربية بمنطق القوة الغاشمة ليكون خنجرا في قلب وطننا العربي الحبيب و ليقطع أوصاله و لقد قامت هذه القوة الغاشمة باقتلاع أصحاب الأرض الحقيقيين و تشريدهم و استجلبت مكانهم مستوطنين من أصقاع الأرض بالبواخر و الطائرات و بالجسور الجوية والبرية والبحرية و أخذت تلقي بهم في موانئ فلسطين  سرًا و علانية حتى اكتمل المشهد على ما نراه اليوم.

   في مواجهة هذا  الكيان تراكم الرفض الشعبي في  كامل أرجاء الوطن العربي وفي تونس  لأي شكل من أشكال التطبيع مع المعتدين ولعل أبرز دليل على هذا الرفض الشعبي في تونس للتطبيع ما عبر عنه آلاف المدونين ومستعملي شبكة الانترنت والصحافيين  ونشطاء المجتمع المدني من رفض واستهجان وإدانة  لمجموعة من الفنانين التونسيين و هم يغنون لجمع من الصهاينة في منطقة “إيلات” داخل الكيان الغاصب, رفض وصل حد المطالبة بسحب الجنسية عن هؤلاء المغنين .

  لكن هذا الرفض الشعبي للتطبيع بشتى أوجهه يصطدم في عصرنا بواقع العولمة المقامة على أساس ضرب الحدود و إعلاء شأن السوق و آليات و فرص حرية انتقال رؤوس الأموال و الاستثمارات و السلع و الخدمات دون قيود أو عقبات  و لعل ذلك يمكن تلمسه من خلال انتشار عديد  الشركات و الماركات العالمية المشهورة في أسواقنا و فضاءاتنا التجارية والخدمية مع ما توفره تلك الشركات من دعم للكيان الصهيوني  وسياساته الاستيطانية حيث تضخ جانبا كبيرا من أرباحها المالية في اقتصاد هذا الكيان مع مساندتها التامة للسياسة والدعاية الصهيونية ضد العرب و حرصها المتزايد على تركيز و دعم التفوق التكنولوجي لدولة الصهاينة في فلسطين. ورغم معرفة المستهلك العادي لذلك فهو يجد نفسه في أغلب الحالات مضطرا لشراء منتوجات هاته الشركات أو حتى الاستفادة من الخدمات التي تقدمها خاصة أنه وللأسف لا يجد البديل لتعويض حاجته و لا الحماية من الانسياق وراء إغراءات دعايتها خصوصا وان الكثير من الأسواق العربية باتت مفتوحة أمام البضائع الصهيونية بأشكال متفاوتة ولا يقتصر الأمر على الدول الموقعة على معاهدات سلام مع الصهاينة بل تجاوزها إلى الدول التي لا تعترف بدولة “إسرائيل” حيث يشير تقرير حول المعاملات التجارية لدول عربية و إسلامية مع الكيان الصهيوني أعدته جمعية “إعمار” للتنمية و التطوير الاقتصادي في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 و هو منقول عن معلومات من دائرة الإحصاء الصهيوني أن قيمة الصادرات الإسرائيلية لتونس مثلا بلغت 1.927.00 دولار سنة 2008. من هنا فإن التصدي و رفض التطبيع  مع العدو الصهيوني يتطلب إلى جانب التحسيس والدعوة للمقاطعة تطويرا ذاتيا للميدان الاقتصادي داخل كل قطر عربي  وخاصة في ميادين الصناعة و الزراعة و اعتماد سياسة التشجيع على الاستهلاك المحلي تقليلا من الاستيراد و تطوير السياسات الحمائية  التي تنهض بالاقتصاد الوطني و ذلك بالتنسيق  مع جميع الدول العربية  خاصة و أن مسألة نجاح مقاطعة  الكيان الصهيوني هي شأن عربي بالدرجة الأولى  فالمقاطع إن لم يجد البديل الوطني والعربي لما تعود على استهلاكه فسيضطر  إلى استيراد ما لا ينتجه من الأسواق العالمية.

 إن دور مكونات المجتمع المدني بشتى أطيافها  ضروري لإنجاح برامج المقاطعة ومقاومة التطبيع وذلك  من خلال القيام بحملات تحسيسية و توعوية جدية تعتمد على أساليب و آليات متطورة  تكون أكثر إقناعا للمتلقي  مع الاعتماد  أكثر فأكثر على تنسيق الأنشطة والحملات بين كل القوى الفاعلة وطنيا وعربيا لتكون أكثر إشعاعا و تأثيرا. (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 156 بتاريخ 24 سبتمبر2009)


الشّباب ما بين السّياسي وفخ العولمة


نادر الحمدوني  مما لا شك فيه أن كل ظاهرة داخل المجتمع لا تفلت من القانون الذي يحكمها ويفسرها. ولعل عزوف الشباب عن الاهتمام بما هو سياسي يعدّ ظاهرة ملفتة للانتباه وتمثل حالة و مشكلة وجب التفطن إليها وقراءتها قراءة جادة لما لها من استتبعات خطيرة تضع الشباب في حالة استقالة تامة. فالشباب في زمن العولمة أصبح ينظر للسياسي بكل خوف وريبة وارتباك وشك فهو لا يعدّ مدار تفكيره واهتمامه، وزاوية النظر هذه لم تنبن من فراغ بل  نجد ما يفسرها ويبررها موضوعيا، فالهزائم والنكسات التي تعرضت لها المشاريع السياسية وفشلها في إرساء بدائل مغايرة، كذلك خفوت ضوء الإيديولوجيا التي مارست سحرها عدة عقود والتي اتجهت صوب الشباب الذي أضفى عليها نصغا جديدا بما يملكه من طاقة ثورية ترنو للتجديد والتغيير. فهذا البريق الوهاج للايدولوجيا أضحى ضوءا خافتا بعد أن عجز عن حسم جملة المعارك والمهام التي طرحتها خلال العقود الأخيرة، ولقد كان من وراء أفول صوتها العالي  صعود نظام عالمي جديد وتبلور فكرة العولمة كنسق تفكير لها مسارات متشعبة على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومحمولة بجملة من المهام الخطيرة هدفها الانزياح بشبابنا نحو طرق مظلمة لا أفق لها. لقد عجزت البنى السياسية والفكرية والثقافية  التقليدية على وضع برامج مقاومة لهذه العولمة و فهم  آليات اشتغالها و وضع بدائل حقيقية في مواجهتها وفقا للمستحدثات الثقافية الجديدة، ولا يخفى أن من بين أهداف العولمة ضرب الخصوصية الثقافية وتنميط الشخصية على مقاسات النموذج العولمي اللبرالي وتصديع جانب الهوية الذي يمثل آخر حصون المقاومة. لقد استطاع هذا النّسق الثقافي أن ينفذ إلى دواخلنا وان يحدث انزلاقات خطيرة في نظامنا السياسي والفكري والثقافي و يؤسس لنفسه أرضية وان يحقق جملة من أهدافه المستقبلية الخطيرة وان ينزاح بخيرة شبابنا من مواقعه الحقيقية والنضالية إلى تخوم مشبوهة لا علاقة لها بقضايا الشباب وتطلعاته. فالسياسي كان هو الضمانة الحقيقية وغيابه وتلاشيه عمّق الهوّة وأصبح شبابنا هشّا فاقدا لكل أشكال المقاومة والتحصين وأضحى أرضية خصبة لكل المشاريع المشبوهة واللامعقولة والتي يجب الانتباه إليها. فسياسة التدجين من جهة ومنطق الهروب من جهة أخرى  لم تفرز إلاّ شبابا عاجزا خالي الوفاض من أي تصورات وبرامج، ونحن نريد لأنفسنا كشباب أن نسترجع مواقعنا الحقيقية في الفعل والتأثير وان نكون  صمّام الأمان وقوة دفع حقيقية لحركة البناء والتشييد في تونس وهذا لا يتم إلاّ عبر حل المشكل. فدورنا في هذه اللحظة يكمن أساسا في تحيين وعينا و برامجنا وإيجاد سبل ومنافذ ذكية نستطيع من خلالها الولوج إلى عمق تفكير الشباب وهذا يكون عبر الحوار الهادئ والمتزن والابتعاد عن أي لغة خشبية وشعارات جوفاء وانجاز تصورات عقلانية لها مسارات واضحة تتماشى مع تناقضات الواقع كذلك إيلاء المنظمات الشبابية أهمية ورفع الوصاية عنها لتكون شريكا فاعلا في تحديد الخيارات الوطنية المستقبلية. إن السنة الدولية للشّباب مساحة متاحة تدعونا للتفكير في مستقبل الشباب عبر حل مشاكله لأننا على وعي تام بأن حركة البناء بدون حلّ المشكل الشبابي وتداعياته هي تقدم نحو طريق مسدود واستنزاف للقوى. (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 156 بتاريخ 24 سبتمبر2009)


بسم الله الرحمن الرّحيم

 حلاوة الإيمان


 

عبد الحميدالعداسي

 

يقول الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، في ما رواه عنه أنس بن مالك رضي الله عنه: “ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: مَن كان اللهُ ورسولُه أحبّ إليه مما سواهما، ومن أحبّ عبدا لا يحبّه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار“… حديث استفتح به الشيخ أبو أحمد، ثمّ انطلق معرّفا الإيمان بما أجاب به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على سؤال جبريل عليه السلام الذي جاء يعلّم الصحابة – بأسئلته – دينهم كما بيّن ذلك رسول الله، فقد أجاب صلّى الله عليه وسلّم لمّا سئل: فأخبرني عن الإيمان: “أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ“… والإيمان كما عرّفه علماؤنا هو قول باللسان وتصديق بالجنان (أي القلب) وعمل بالجوارح والأركان… فمن قال بلسانه واكتفى كان جهميا، ومن قال وصدّق دون عمل كان مرجئا، والصواب أن يتحقّق الإيمان – كما رأى وأجمع عليه أهل السنّة والجماعة – بثلاثة عناصر هي قول وتصديق وعمل… والإيمان يزيد وينقص كما بيّن العلماء، فهو يزيد بالإحسان وينقص بالعصيان…

 

وأمّا حلاة الإيمان فهي تتحقّق بما جاء في قوله صلّى الله عليه وسلّم:

 

حبٌّ لله ولرسوله لا يضاهيه حبّ لغيرهما: فقد روى البخاري وغيره عن عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلّا من نفسي، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحبّ إليك من نفسك“، فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحبّ إليّ من نفسي. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر“، أي لا يتحقّق حبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ بغياب الندّ في حبّه، وأنّ حبّ الرّسول من حبّ الله تعالى… وحبّ الله تعالى يكون باتّباع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، بتنفيذ الأوامر واجتناب النّواهي… والوقّاف يرى الأوامر والنّواهي خمسا: نهي عن حرام ونهي عن مكروه وبالوسط مباح يليه مستحبّ (وهو من مقتضى الإيمان) ثمّ واجب (وهو من مقتضى الإسلام)

 

حبّ المرء لله: فـ”إنّ أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله“، كما بيّن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم… وفي الحديث الآخر: “من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه“… وفي الحديث الصحيح المشهور عن أبي هريرة رضي الله عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “خرج رجل يزور أخا له في الله عزّ وجلّ في قرية أخرى فأرصد الله عزّ وجلّ بمدرجته ملكا فلما مر به قال: أين تريد؟ قال: أريد فلانا. قال لقرابة؟ قال: لا. قال: فلنعمة له عندك تربها؟ قال: لا. قال: فلم تأتيه؟ قال: أني أحبه في الله. قال فإني رسول الله إليك أنه يحبك بحبك إياه فيه“… وعلامات الحبّ تتلخّص في النصرة وعدم الخذلان مهما كانت الملابسات والظروف والمواقف والفتن المعترضة…

 

الكره الشديد للكفر وللعودة فيه: ولعلّ موقف سيّنا بلال بن رباح، وما لاقاه من عنت وتعذيب وإيذاء وثباته على “أَحَدٌ… أَحَدٌ” يغنينا عن كلّ تفسير وبيان…

 

نسأل الله زيادة الإيمان وحلاوته، ونسأله أن يثبّت قلوبنا على دينه…

 

 

كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس…   

 

بسم الله الرحمن الرّحيم

 

عن مجاهد أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال: “يا أبا هر“. قلت لبيك يا رسول الله قال: “الحق“. ومضى فاتبعته، فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح، فقال: “من أين هذا اللبن؟“. قالوا أهداه لك فلان أو فلانة. قال: “أبا هر” ! قلت: لبيك يا رسول الله. قال: “الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي“. قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن. ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: “يا أبا هر“. قلت: لبيك يا رسول الله! قال: “خذ فأعطهم“. قال: فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: “أبا هر“. قلت: لبيك يا رسول الله… قال: “بقيت أنا وأنت“. قلت صدقت يا رسول الله. قال: “اقعد فاشرب“. فقعدت فشربت. فقال: “اشرب“. فشربت فما زال يقول “اشرب”، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا! قال: “فأرني“، فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.

 

يقول الشيخ أبو أحمد أنّه كان بصدد النظر في تفسير قوله تعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ“، وكان النّظر فيه بمناسبة عزمه على الكلام عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر… وقد وجد فيما وجد أنّ الخطاب خاصّ بجيل الصحابة عليهم الرضوان، فيما قال الرأي الثاني أنّ الخطاب للصحابة ولعموم المسلمين المنتسبين للأمّة… وقد حرّضه الرّأي الأوّل على تصفّح سيرة صحابة كانوا خير أمّة أخرجت للنّاس!… فوجدهم قد ملكوا الدنيا فوضعوها في أيديهم دون أن تعمر قلوبهم، فكانوا يطوّعونها لخدمة أغراض آخرتهم ولنشر رسالتهم في دنياهم… وقد توقّف بالمناسبة مع أبي هريرة راوي الحديث أعلاه وموضوعه. فقد كان جائعا رغم أنّه كان من ملاّك الدنيا…

 

وقد توقّف الشيخ مع عناصر مهمّة في الحديث أجملها فيما يلي:

 

معرفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه ولظروف أصحابه، فقد كان يفهمهم دون حاجة إلى كلام منهم، كما ظهر هنا جليّا مع أبي هريرة رضي الله عنه، فإنّ أبا بكر وعمر لم ينتبها إلى مقصده من السؤال عن آية في القرآن يعرف هو معناها، ولكنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بادره باستدعائه إلى البيت وهو يرى ما به من جوع ألجأه إلى اعتراض المارّة من إخوانه…

 

“يا أبا هرّ”، ترخيم (وهو أن تحذف من الاسم حرفا أو أكثر) فيه ملاطفة من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، تُشعر المخَاطب بالقرب والأمن والمحبّة… ونظير ذلك كثير عنده صلّى الله عليه وسلّم كما في الحديث الذي رواه محمد بن قيس بن مخرمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ألا أحدثكم عني وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى. قالت: لما كانت ليلتي التي هو عندي – تعني النبيّ صلى الله عليه وسلم – انقلب فوضع نعليه عند رجليه ووضع رداءه وبسط طرف إزاره على فراشه فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ثم فتح الباب رويدا وخرج فأجافه رويدا، وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري وانطلقت في أثره فجاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات وأطال القيام ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت وهرول فهرولت فأحضر فأحضرت وسبقته فدخلت. فليس إلا أن اضطجعتُ فدخل فقال: “مالك يا عائش حشيا رابية“؟! قالت: لا. قال: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير! قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخبر. قال: فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قالت: نعم. فلهدني في صدري لهدة أوجعتني. ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قلت: مهما يكتم الناس فقد علمه الله. قال: نعم! فإنّ جبريل أتاني حين رأيت ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيت منك وظننت أن قد رقدت وخشيت أن تستوحشي فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم… وفي الحديث، “مالك يا عائش حشيا رابية“؟! ولم يقل يا عائشة… وقد يلتي الترخيم للزجر والتوبيخ!..

 

“من أين هذا اللبن؟”:دقّق أيّها المسلم في مصادر رزقك فلا تأكل إلاّ حلالا!.. فإنّ الله لا يستجيب لدعاء آكل الحرام والواقع في الشبهات… ولقد وجدنا آثار هذا الخلق عند صحابته الأجلاّء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر وما هو؟ قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه… رضي الله عنه وأرضاه.

 

“الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي”.. ليست هذه الأولى في مواقف الرّسول صلّى الله عليه وسلّم المعبّرة عن عنايته بإخوانه (رعيّته)، فهو لا يأكل صلّى الله عليه وسلّم حتّى يأكلوا ولا يشبع إلاّ إذا شبعوا، ولعلّكم تذكرون قصّة العناق أيّام الخندق فقد أخبر سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبيّ صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا؟ فأخرجت إليّ جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه. فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك. فصاح النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: “يا أهل الخندق إنّ جابرا قد صنع سورا فحيّ، هلا بكم“. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تنزلنّ برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء“. فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي. فقالت بك وبك (أي لامته) فقلت قد فعلت الذي قلتِ، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال: “ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها“. وهُم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإنّ برمتنا لتغط كما هي وإنّ عجيننا ليخبز كما هو… رواهالبخاري ومسلم وخيرهما من الصحاح.

 

–  “اقعد فاشرب“، في هذه لمسة بيانيّة!… فقد أشار الشيخ أنّ القعود يكون من وقوف وأمّا الجلوس فيكون من اتّكاء أو اضطجاع!… فمن كان واقفا قعد، ومن كان مستلقيا أو متّكئا جلس، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟!”. (ثلاثا)… قالوا بلى يا رسول الله. قال: “الإشراك بالله وعقوق الوالدين – وجلس وكان متكئا فقال – ألا وقول الزور“. قال: فما زال يكررها حتى قلنا ليته يسكت!…

 

–  فحمد الله وسمى وشرب الفضلة: فيها فضائل الأخلاق وفنون الإمرة والإمارة، فبعد أن شبع قومه (رعيته)، وتمتّع بهم يراهم يشبعون، حمد الله على ذلك وعلى أن جعله رسولا، له من الكرامات ما بها الله أطعم رعيّته من جوع، علّمنا صلّى الله عليه وسلّم البدء باسم الله، وعلّمنا كيف تكون الإمارة والقيادة… فقد شرب صلّى الله عليه الفضلة، ولم يشرب ما في الإناء ليترك لرعيّته الفضلة!…     

 

مراكب السير إلى الله

 

شهادة التوحيد [لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله] تقتضي العبادة والاتّباع: عبادة الله القائل: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ“، واتّباع الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم الذي ارتبطت طاعة الله ومحبّته باتّباعه كما في قوله جلّ وعلا “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ“… والإنسان أو المسلم على وجه الخصوص وهو يكدح إلى الله ويحثّ الخطى باتّجاهه كما قال ربّ العزّة تعالى: “يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ” يركب – كما قال الشيخ أبو أحمد حفظه الله – مراكب ثلاثة، إمّا مركب الخوف وإمّا مركب الرّجاء وإمّا مركب الحبّ، وقد رأى راكبِي مركبَي الخوف والرّجاء قد ركبا مركب الطمع في الله – والجميع يطمع في الله سبحانه وتعالى، فإنّه لا يدخل أحدٌ الجنّة بعمله كما بيّن ذلك محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وسلّم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما منكم من أحد ينجيه عمله) فقال له رجل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ولكن سددوا) – وهو مركب أقلّ قيمة من مركب الحبّ… فإنّ راكب مركب الطمع شديد الاتّصال بالفرص الموسميّة، فتراه مثلا يُقبل على الله في رمضان بالصلاة والقيام ومختلف الطاعات حتّى إذا انقضى الشهر، أقلع أو ضمر مردوده. وأمّا راكب مركب الحبّ فأداؤه لا يتغيّر، ذلك أنّه يعبد معبودا أحبّه في رمضان وفي غير رمضان… فمقام مركب الحب أعلى وأجلّ من مقام الخوف والرجاء، وإن كان حال السواد الأعظم من النّاس إن لم نقل كلّ النّاس قد وقع بين الخوف والرّجاء!… قال عمر رضي الله عنه: لو نادي مناد من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجنة إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو، ولو نادى مناد من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون النار كلكم إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون أنا هو…

 

قال الشيخ أبو أحمد، وكما أنّ سفر الرّجل في الدنيا يقتضي منه التزوّد في المحطّات بما يساعد مركبه على الحركة، كالبنزين والزيوت وغيرذلك ممّا تتطلّبه الصيانة، فإنّ مركب السير إلى الله يحتاج  كذلك إلى محطّات تزوّد يتمّ بفضلها ضمان الوصول إلى الله – إن شاء الله – وقد يمّن كتابه ورجا يسر حسابه، قال جلّ وعلا: “فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا“… وقالت عائشة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: “اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا”، فلما انصرف قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال: “يُنْظَرُ فِي كِتَابِهِ، وَيُتَجَاوَزُ عَنْهُ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يا عَائِشَةُ هَلَكَ”… وإنّ من أهمّ تلكم المحطّات – كما قال الشيخ – التوبة المتجدّدة والاستغفار المستمرّ، فإنّ “كل بني آدم (وفي رواية كلّ ابن آدم) خطاء، وخير الخطائين التوابون” كما جاء في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسّنه الشيخ الألباني رحمه الله… وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ عبدا أصاب ذنبا فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال له ربه: علم عبدي أنّ له ربا يغفر الذنوب ويأخذ به فيغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر ودعا قال: ثم أذنب ذنبا آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي قال له ربه: علم عبدي أنّ له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال: ثم أذنب ذنبا آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال له ربه: علم عبدي أنّ له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء… وليس معنى هذا أن يتواكل العبد فيستهين بكرم ربّه، فقد كان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم – وهو الذي قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر – يجتهد في الطاعة ويقوم الليل حتّى تتورّم قدماه. فقد جاء في الصحيح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى تورمت قدماه، قالوا (أو قالت له عائشة): قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! قال: أفلا أكون عبدا شكورا!.. ثمّ أفاد الشيخ بأنّ التوبة قد يصرف عنها غفلةٌ وجهلٌ مفضٍ إلى القنوط، فمن جهل كرم الله وعفوه وصفحه ومغفرته قنط من رحمته فأعانه ذلك على الاستمرار في معصيته، وذكر هنا قصّة ذلك الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا، وكيف أيأسه الرّاهب بجهله في التوبة فأكمل به المائة فقتله، ثمّ استشار عالما فرغّبه في التوبة مبيّنا له أنّ الله يغفر للعبد ما لم يغرغر مشيرا عليه ناصحا بمغادرة البلدة التي هو فيها لما فيها من السوء وأهل السوء، وفي هذا تأصيل إلى الهجرة بمعنييها الأوّل (قبل الفتح) والثاني (بعد الفتح)، وقد جاء في سنن البيهقي ما رواه معاوية رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها”… وأمّا الذي يشجّع على التوبة فهي المحاسبة المستمرّة للنّفس، فمن حاسب نفسه بالنظر في نِعَم الله وما قابلها منه من شكر، أدرك لا محالة تقصيره فتاب منه وتاب من كلّ ما ترتّب عليه، وأمّا الذي فرح بعمله فقد صعّب عليه المحاسبة وجعل نفسه تتخلّص من قيودها حتّى لتكاد ترديه عياذا بالله تعالى!…

 

يتبع بإذن الله تعالى…  


 التحدّيات التي تواجه الحركة الإسلامية


الشيخ راشد الغنوشي

 

يندرج تحت هذا المفهوم طيف واسع من الجماعات والشخصيات وحتى الدول، الذين يؤمنون بالإسلام عقيدة وشريعة شعائر وأخلاق دين ودولة، ويعملون بذلك في أنفسهم وفي محيطهم الخاص والعام حتى يسود هذا التصور ويعلو باعتباره كلمة الله الأخيرة ودينه الأمثل وصراطه المستقيم الهادي من اتبعه الى السعادة في الدارين، أوجبه سبحانه على عباده وهداهم بكل الرسل اليه وآخرهم النبي العربي محمد رسول الله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه. فكل المنتسبين لهذا التصور والناذرين حياتهم ليسود في أنفسهم ومحيطهم أفرادا وجماعات جزء مما يعرف بالحركة الإسلامية. فما هي التحديات التي تواجه هؤلاء؟ كثيرة ولا شك، لأن أهدافهم جسام أن يغيروا عالما لا يسير في معظمه وفق هذا التصور بين قوى معادية له عن علم أو جهل وبين أخرى لا مبالية به،قوى لا يقتصر نفوذها على بلاد غير منتسبة للإسلام بل يتعداها الى معظم البلاد التي تنتسب اليه جهلا أو نفاقا فتشارك في الكيد له ولدعاته، وهو ما جعل الإسلام يعيش نوعا من اليتم والغربة بعد انهيار الكيان السياسي العقدي الجامع للأمة والناطق باسمها الذاب عنها يستمد من ذلك شرعيته. لقد نجح أعداء الإسلام في الإطاحة بذلك الكيان، فتشظى الإجتماع الإسلامي وتمزق شر ممزق، فتم اختراق الجامعة الإسلامية على كل المستويات وخصوصا في مستوى النخبة التي أمكن لأعداء الإسلام تنشئتها على أيديهم ومكّنوها على قلتها بالقياس لعامة الجماهير المؤمنة من مفاصل ومراكز القوة والنفوذ في عالم الإسلام فهي في واد والجماهير في واد آخر، وهذا هو التحدي الأول :انتاج نخبة اسلامية على كل صعيد، نخبة مؤمنة بالإسلام عقيدة وشريعة ناذرة نفسها لرسالته فكرا وعملا، بما يكفل استعادة الإجماع الغائب في الأمة في مجتمعات الإسلام بين النخبة والجماهير، فتكون القيادة في كل المستويات من الأمة تحمل تصوراتها وهمومها، فتطيعها عن وعي وحب لأنها تطيع نفسها، تطيع خالقها الذي أمرها أن تطيع قيادة منها”وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ” وهي اليوم ليست منا بل علينا. إن من أكبر التحديات أمام الحركة الإسلامية انتاج نخبة اسلامية واسعة تغطي كل المجالات على أساس التصور المذكور حاملة لرسالة الإسلام في بسط هذا الوعي برسالته وتعبئة أوسع قطاعات الأمة وتوحيد صفوفها وراء الهدف الاعظم: تحكيم الإسلام في بلاد الإسلام بما يكفل ردم الهوة السحيقة القائمة في معظم بلاد الغسلام بين الدولة والأمة، وبما يحقق أقدارا ومستويات من الوحدة ومن التمثيلية الشعبية والتطبيق الإسلامي باعتبار الإسلام ووحدة أمته إيدولوجية الدولة والأمة. مشكلة الامة الكبرى والأولى اليوم أن الدولة ضد الامة كما ذكر أحد المفكرين. غياب دولة الامة بمعنيين: الدولة التي تحمل فكرتها والتي تمثل إرادتها، فلا تكون قطرية ولا علمانية ولا منافقة بالإسلام تستخدمه بدل تخدمه. يقف في طريق هذا الهدف الكبير ميزان قوة دولي متغلب، بعد أن نجح في هدم آخر كيان تمثيلي للأمة يقف حارسا بأساطيله الضخمة للحؤول دون قيامه مجددا، والامة منذ قرنين وهي تصارعه وتقاومه ولا تستسلم له رغم ميلان ميزان القوة المادية لصالحه ولكن بقوة معنوية تعززها قوى مادية بسيطة أمكن للامة أن تطرد من أرضها جحافل العدو المدججة بأعتى الأسلحة وشبابها المجاهد يطارد بقاياه، ولن يلبث حتى يدحرها بإذن الله . فالحرب قبل كل شيء صراع إيرادات واستعدادات للتضحيات، وإيرادات الأمة واستعداداتها للبذل في تصاعد وعلى الضد من ذلك معنويات العدو. ومن التحديات الفكرية الداخلية فشو مذاهب التشدد في بعض أوساط الحركة الإسلامية بأثر رد الفعل والفقه البدوي الزاحف من الصحراء على الحقول الخضراء، ينشر التكفير والضيق بالخلاف والتعدد وما ينتج عن ذلك من تمزيق للإجتماع الإسلامي وتحارب أهلي بين المذاهب سنة وشيعة صوفية وسلفية، بما لا تبقى معه فضل طاقة لمحاربة العدو، ولطالما ما حذرنا صاحب الدعوة عليه السلام من تكفير المسلم وقتاله. ومذاهب التشدد منذ الخوارج ما كان له قتال معتبر وإثخان إلا في المسلمين. ومع أن التشدد صوته عال بفعل نفخ أبواق العدو فيه يبقى أقلية وسط التيار الإسلامي الواسع المعبر عن عموم الأمة بكل مذاهبها. – نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية بتاريخ 18 سبتمبر 2010


في ذكرى رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر:عاش لنا، ومات من أجلنا


عبدالكريم عمر

في الثامن والعشرين من سبتمبر أيلول العام 1970، فجعت الأمة العربية بفقدان جمال عبد الناصر الذي انتقل الى رحاب ربه بعد قيامه بوداع آخر الحكام العرب الذين حضروا اجتماعات مؤتمر القمة العربية الطارئ الذي دعا لانعقاده جمال عبد الناصر حقنا للدم العربي ودفاعا عن الشعب الفلسطيني وحماية لحركة المقاومة الفلسطينية.

“عاش لنا، ومات من أجلنا”

ولنردد جميعا وبصوت عال قول الشاعر العربي:

“وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر”.

تمر في مثل هذا اليوم ،الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول، الذكرى الأربعون لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي قاد الأمة العربية في أصعب الظروف التي عاشتها وأكثرها خطورة وتأثيرا في إطار التحولات الكبرى التي كانت تمرّ بها البشرية، حيث المعاناة والآلام التي يعجز عنها الوصف نتيجة للاستعمار واستنزاف ثروات الشعوب وآمالها، والحروب العالمية والصراعات الدولية، والآثار الخطيرة للتطور المتسارع في الأسلحة والوسائل غير التقليدية.. والآمال التي راودت الإنسانية مع التقدم العلمي والفكري، وإنشاء الأمم المتحدة وما تضمنه ميثاقها من مبادئ وقواعد خصوصا ما تعلق بالسلم والتعاون الدولي وتصفية الاستعمار، والتطلع إلى الانعتاق من ربقة الظروف المادية والمعنوية السلبية التي كانت ترزح تحت وطأتها شعوب العالم الثالث خاصة، وفي مقدمتها الأمة العربية بحكم موقعها ودورها الأكثر أهمية في قلب العالم، تاريخا وجغرافيا وإستراتيجيا وحضارة ..

لقد أمسك الزعيم الخالد بكل مفاتيح الوعي المبكر بحقائق ومحددات هذه الظروف الداخلية والخارجية، راسما في ضوئها إستراتيجية تحرك ونهوض عربي شامل بنيت منطلقاتها ومبادئها وقواعدها وأهدافها على التحليل المعمق للواقع والانهماك فيه، والتوصيف العلمي للمعطيات والوسائل والإمكانيات، ومتابعة الأهداف القريبة والبعيدة ووضع خطط النهوض والتنمية البشرية والمادية والحضارية بناء على ذلك كله، والانحياز الاجتماعي والسياسي إلى العدالة الاجتماعية والعدالة السياسية، والرؤية المنفتحة على التجارب الإنسانية والواقعية في تحليل طبيعة العلاقات والصراعات الدولية المبنية على حقائق القوة والمصالح وحاجة البشرية إلى التحرر والسلم والأمن والرخاء المشترك والتعددية القطبية والحضارية.. ليؤسس بذلك نسقا أيديولوجيا وفكريا وفلسفيا وحضاريا مفتوحا على المستقبل ومستجيبا للظروف المتغيرة، وهو “المشروع القومي التقدمي”.

هذا المشروع القومي الذي أفرز مع التطور والظروف المتغيرة بعد رحيل عبد الناصر، عربيا وعالميا، محاولات منهجية وفكرية وتنظيمية جادة لبلورة الإطار العام لهذا المشروع كنظرية وحركة سياسية لتغيير الواقع العربي باتجاه بناء قطب عربي سياسي واقتصادي وحضاري واحد  بمضامين سياسية واجتماعية وروحية وإنسانية تقوم على الديمقراطية كنظام وآلية للعدالة السياسية بجوهريها المركزيين التداول السلمي للسلطة والمواطنة، والاشتراكية كرؤية ومنهج وتخطيط للعدالة الاجتماعية ببعديها الأساسيين: الكفاية في الإنتاج والعدالة في التوزيع، وعلى الإسلام كعقيدة وشريعة وحضارة تؤمن بالله الواحد وملائكته ورسله ورسالاته السماوية المقدسة، وعلى المواطنة  في التعامل مع جميع الأقليات التي تعيش في الوطن العربي كمواطنين من الدرجة الأولى في الحقوق والواجبات والمساواة أمام القانون والمشاركة في القرار والسلطة والثروة.. ورؤية إنسانية للتحرر من الهيمنة وتعديل موازين القوى لهيكل النظام الدولي باتجاه عالم أكثر عدلا وإنسانية ومساواة بين البشر.

وتمرّ ذكرى رحيل الزعيم، في مرحلة أشد وأقسى على الأمة، حيث التحديات الداخلية المتراكمة المتمثلة باستمرار منحى ضعف النظام العربي والصراعات العربية ـ العربية وسياسات المحاور وتزايد رقعة التوترات السياسية والاجتماعية والطائفية والعرقية بسبب تراجع الإصلاحات وتعثر التداول السلمي للسلطة والفساد المالي والإداري والرؤية الإقصائية والقمعية لدى كثير من الأنظمة، وتشظي الوعي بالمصالح العربية العليا في صفوف الحكام والمحكومين والأنظمة والمعارضة معا، والغياب العام لمعنى وحدود المعارضة في مواجهة الخارج لدى الكثير من ممثلي المعارضة العربية الذين مازالوا يصرون على فرض وجودهم الذي تقادم دورا وعمرا، وأصبح بعضهم نموذجا لفساد الذمة المالية والأخلاقية، بل أصبح رافعة للمشاريع الإقليمية والدولية والتعامل مع الخارج، في الوقت الذي يطالبون فيه الحاكم بالتغيير والتداول السلمي للسلطة والشفافية المالية ويتهمونه بالارتهان للخارج، بحيث أصبح المواطن العربي يعاني الأمرين من بعض الأنظمة ومن بعض المعارضة معا.. وحيث المخاطر الخارجية، المتمثلة بالتحالف الأمريكي الصهيوني، الذي اخترق واستلب الكثير من المفاصل الحساسة في أعمق دفاعات الأمة، الهوية والتاريخ والجغرافيا والمصالح العليا والنسيج الوطني والقومي والمجتمعي والمصير، خصوصا في العراق وفلسطين ولبنان والصومال والسودان واليمن وغيرها من الساحات العربية، بهدف إلغاء العرب كمجموعة بشرية من الخريطة التاريخية والجغرافية للعالم، الأمر الذي فرض على العرب مجتمعين -إذا أرادوا الحياة- أن يستجيبوا لقدرهم في الدفاع عن مربعهم الأول، وجودهم، وليس ثمة خيار ثان.

فما أحوجنا إلى استنطاق عبد الناصر ورؤيته التوحيدية الاستراتيجية، وطنيا وقوميا، في ظل هذه التحديات الداخلية والمخاطر الخارجية، وتلك مهمة القوى القومية التقدمية والوحدوية والعروبية الحقيقية التي ما زالت ممسكة بجوهر وثوابت وخط الناصرية والعروبة، في إعادة الزخم إلى فكرة القومية العربية والمصير العربي الواحد والتأكيد على الخيار الوحيد المتاح لنا كعرب في ظل العولمة وصراع المصالح والقوة، وهو خيار طرح العرب لأنفسهم كتلة سياسية وأمنية وحضارية واحدة، لمواجهة كل المخاطر الخارجية، والتأكيد على ضرورة التصدي لقضايا التغيير والإصلاح والتنمية والعدالة السياسية والاجتماعية والمواطنة وضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة ومكافحة كلّ أشكال الفساد السياسي والمالي والإداري، وذلك من أجل تفكيك كل أسباب التوترات الداخلية وسحب البساط من تحت أقدام التحالف الأمريكي الصهيوني ومعتمديه المحليين وبضاعتهم التشكيكية والطائفية والعرقية والانعزالية والتقسيمية.

لقد كانت فجيعتنا نحن جماهير الأمة العربية في فقدان جمال عبد الناصر لا حدود لها ولا وصف. وليس أمامنا إزاء مثل هذه النازلة إلا أن نواصل الصمود والنضال والحفاظ على مبادئ آمن بها وطالما دعا لها جمال عبد الناصر وأن نحافظ على ثوابت وطنية وقومية اتفقت إرادتنا مع إرادة عبد الناصر بشأنها حتى إتمام رسالة علّمنا إياها عبد الناصر. ونحن اليوم نتشبث بشعار رفعناه يوم رحيل جمال عبد الناصر.

“عاش لنا، ومات من أجلنا”

ولنردد جميعا وبصوت عال قول الشاعر العربي:

“وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر”. (المصدر: صحيفة ” الوطن” لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 156 بتاريخ 24 سبتمبر2009)


مسلسل ‘لجماعة’ ومباركة التصرف القمعي للدولة


عبدالسلام بنعيسى

الانطباع الذي خرج به العديد من المشاهدين لحلقات المسلسل الذي عرض في شهر رمضان تحت عنوان (الجماعة) يتلخص في أن الهاجس الذي كان يسكن وحيد حامد، وهو يكتب حلقاته، كان هاجس الإدانة. كاتب (الجماعة) ظل شغله الشاغل، في أغلب حلقات المسلسل، إدانة حركة الإخوان المسلمين منذ نشأتها، وعلى امتداد تاريخها، إلى اللحظة الراهنة.

لقد كان المسلسل مكتوبا بلغة، أقرب في العمق، إلى لغة البيانات السياسية التي تستعمل في المناكفات، والنزاعات بين الأحزاب والهيئات السياسية، عندما تتبادل الاتهامات، حول وقوع اضطرابات اجتماعية، أو اصطدامات بين عناصرها، بحيث يلقي كل طرف اللوم على الطرف الآخر، ويحمله تبعات ما وقع من خسائر وما سقط من جرحى. لقد كان المسلسل أقرب في الكتابة التي احتوته إلى نص توثيقي منه إلى عمل درامي..

لم يُكثف وحيد حامد جهده في الكشف عن الدوافع الموضوعية التي كانت وراء ظهور جماعة الإخوان المسلمين، وما هي الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي أدت إلى بروزها وانتشارها بسرعة مهولة، واكتساحها لقطاعات واسعة جدا من طبقات المجتمع المصري، وكيف استحوذت على عقول الناس وقلوبهم وانخرطوا فيها، ثم انتشرت لاحقا في عموم العالم العربي والإسلامي. لم يفعل ذلك بلغة درامية تنهل من الواقع الاجتماعي حكايتها الأساسية، لتطل منها بطريقة غير مباشرة على حركة الإخوان المسلمين لحظة تأسيسها، وما أعقب التأسيس من أحداث مؤلمة ومفجعة.

لقد تجاوز الكاتب هذا الأمر، لأنه ربما كان يفكر بمنطق إصدار حكم قيمة على الإخوان المسلمين، حكم لا يكتفي بتجريدهم كجماعة من أي قيمة إضافية يمكن أن يكونوا قد ساهموا بها في مجتمعهم، بل إن المشاهد يشعر بأن وحيد حامد لا يخفي في سياق سرده لتاريخ الجماعة تأييده ودعمه لكل الأساليب القمعية والبوليسية التي تعاملت بها الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين في لحظات المواجهة بينها وبين الدولة.

نص المسلسل مكتوب بنزعة فيها استلذاذ بالقمع والاضطهاد وتجاوز كل القوانين التي وضعتها الدولة حين كانت تحارب الجماعة. فطرد الطالب من المعهد، أو الكلية، والموظف من العمل، والعامل من المصنع، لأنه عضو في حركة الإخوان المسلمين، رغم أن العضو ليست له أي علاقة بالتفجيرات، والأفعال الإرهابية المرتكبة، والاعتقال الجماعي، والتعذيب القاسي والمؤذي الذي يلحق حتى أقرباء الأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين.. هذه الممارسات المرفوضة قانونا وأخلاقا، لم نشعر كمشاهدين أن الكاتب كان يوحي لنا، بطريقة ما، أنه يعترض عليها، ويرفضها.

في خضم الحديث عن تلك الممارسات الفظيعة، وفي أوجها، كان تركيز الكاميرا يصوب على مرشد الجماعة، في مسعى واضح للقول إن كل ما يتعرض له أعضاؤها على أيدي أجهزة الدولة، من قمع واستباحة لكافة حقوقهم الآدمية، تقع المسؤولية فيه على كاهل مرشدها الذي كان يُقدم للجمهور في أقصى درجات ضعفه الإنساني.. إذا كانت قراءة الوقائع التاريخية تستهدف، من ضمن ما تستهدفه، استخلاص العبر والدروس من هذه الوقائع، لكي لا تتكرر ولا يعاد إنتاجها من جديد، فإن الطريقة التي قدم بها مسلسل ( الجماعة)، تبدو وكأنها طريقة كانت ترنو صوب تزكية ومباركة التصرف القمعي للدولة المصرية.

إذا تجاوز الإسلاميون أو غير الإسلاميين القوانين، وارتكبوا أعمالا إرهابية، فإن الدولة الساهرة على تطبيق القانون يتوجب عليها ألا تجاريهم في أفعالهم بممارسات تبزهم في تجاوز القانون، إن عليها مهمة التصدي لهم في إطار القانون، وبما لا يتنافى مع قيم حقوق الإنسان.

حين تضع الدولة النصوص القانونية التي سنتها بأيديها على الرف، وتوغل في تجاوزاتها على حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا، فإن وظيفة الفن والكتابة والإبداع تتجسد في التأكيد على هذه القيم النبيلة والحث على التقيد بها، لا تجاهل الأمر، كما فعل وحيد حامد، وكأن التجاهل تشجيع للسلطات على الضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط، وعدم الاكتراث للدوس عليها.

الفنان الحقيقي يتعين عليه أن يكون ضميرا للأمة، ويشكل جهازا أعلى للرقابة على السلطة، يحرص على إعادة بوصلتها إلى الوجهة السوية حين تكون قد انحرفت عنها. الفنان يفترض أنه يعبر عن الوجدان الأسمى للشعب، ويترجم الحاجة في أن تكون له سلطة تحكمه وهي تقدم المثل الأعلى في الانصياع إلى القانون والالتزام ببنوده.

وحيد حامد تصرف بخلاف ذلك في مسلسل (الجماعة)، لقد سرد علينا بدم بارد تاريخ قمع الحركات الإسلامية من طرف السلطات في العشرينيات والثلاثينات والأربعينيات من القرن الماضي، وكأن قمعهم خارج القانون أمر لا يعنيه.

الأكثر من هذا هو أن وحيد يتحدث في مسلسل (الجماعة) عن جهاز البوليس المصري في الوقت الراهن وتعامله مع الإسلاميين حاليا، وكأنه جهاز سويدي أو سويسري أو فنلندي، جهاز لا يبادر، لا إلى القمع، ولا إلى التعذيب، ولا إلى انتزاع الاعترافات بالقوة والإكراه من المتهمين بارتكاب أعمال إرهابية..

كل شيء في مصر، وفقا للمسلسل المذكور، كان في تلك المرحلة البعيدة يمضي على أكمل وجه، مصر في حركية سياسية طبيعية، النزاعات والخلافات السياسية بين القصر وحزب الوفد تُحل في الأطر الدستورية، المواطنون يعيشون دون أي مشاكل. ينعمون بحياة هادئة مستقرة، تتوفر لهم كل مستلزمات العيش الكريم، لا وجود لأي شيء يعكر صفو عيشهم، ويشوش عليهم حياتهم الطبيعية والتلقائية، بما في ذلك الاحتلال الجاثم على صدورهم. تدخلُ السفارة الإنكليزية في كيفية تشكيل الحكومات المصرية وكيفية إدارتها للشأن العام، يقدَم في سياق كأنه أمر مقبول واعتيادي.

المشاكل والهموم والتفجيرات والموت الزؤام بزغ فجأة على أيدي حسن البنا، وتحديدا حين اشتد عود جماعة الإخوان المسلمين، وصارت قوية. طيب، أين كانت الدولة المصرية غائبة بكافة أجهزتها المخابراتية الأمر الذي سمح لجماعة لإخوان المسلمين بالكبر، والنمو، والتعملق، والحصول على المسدسات، وعلى القنابل والديناميت، وكل أدوات العنف التي يفترض أنها محتكرة من طرف الدولة؟

ألا تقع على الحكومات المصرية المتعاقبة وقتها هي أيضا مسؤولية التقصير في مراقبة الوضع الأمني وضبطه، ومنعه من الانفلات إلى تفجيرات ذهب ضحيتها مواطنون أبرياء؟ أسئلة من هذا النوع لم يستفزها في المشاهد مسلسل الجماعة.

العيب الكبير الذي عانى منه المسلسل يتحدد في كون مؤلفه وحيد حامد لم يترك أي مسافة بينه وبين الموضوع، لقد كُتب المسلسل بصيغة تتضمن انحيازا واضحا، وحماسا بينا ضد الإخوان المسلمين. كان من الأفضل لو أن الكاتب سعى لأن يكون محايدا، وموضوعيا، وغير متحامل، وأن يدفع الجمهور للوصول بشكل تلقائي إلى الأفكار والقناعات المراد تمريرها عن الإخوان المسلمين في المرحلة المتناولة. أما الإلحاح من طرف الكاتب على مناهضة الإسلاميين، والوصول في بعض الفقرات من المسلسل إلى حد المباشرة والتحريض عليهم، فإن ذلك أخل بالقيمة الفنية لخطاب المسلسل وأضعفها بشكل واضح. ونتج عن ذلك تعاطف مع الجماعة..

نحن مع وحيد حامد في ضرورة التصدي للإرهاب ومحاربته، ولكن التصدي للإرهاب يتعين أن يتم في إطار القانون، ودون التجاوز والتعدي على حقوق المتهمين، خصوصا من جانب أجهزة الدولة. كما أننا معه في ما يخص رفضه لاستغلال الدين في السياسة، ونحن جميعا ضد الأصولية، والتطرف، والتعصب، ومع الديمقراطية، والتعددية، والتداول السلمي على السلطة، والحق في الاختلاف، وحرية الصحافة والتعبير، وأن نعيش في قلب مستجدات عصرنا، وننعم بالتقدم الذي أنجزته البشرية في مختلف المجالات والأصعدة..

إلا أن وصولنا إلى هذا الهدف الإنساني النبيل والسامي ينبغي أن يتم بالطرق المشروعة، وأن يكون نتيجة لصراع ديمقراطي نعتمد فيه على طاقاتنا النضالية الخاصة بنا التي يجب أن نستمدها من قدرتنا على حشد جماهير شعوبنا خلف برنامجنا الديمقراطي والحداثي، لكي ننتصر بها ومعها، وبإمكانياتنا الذاتية المستقلة، على القوى الرجعية، ننتصر بالديمقراطية، وليس اعتمادا على وسائل الإكراه، والعنف، والاغتصاب التي تمدنا بها السلطة.

العنف السلطوي الممارس منذ عقود طويلة من الزمن ضد الحركات الإسلامية أبان عن عجزه وفشله في الحد من الانتشار المهول لهذه الجماعات واكتساحها واستقطابها لقطاعات واسعة من الرأي العام، إذ بقدر ما تتضخم عصا السلطة، وتضرب دون هوادة ولا تمييز، بقدر ما ينمو في مقابلها التطرف، وتزدهر الأصولية.

للأسف وحيد حامد بدا في مسلسل (الجماعة) في موقف المؤيد للسلطة والمتحالف معها والمحتمي بها، حتى في تجاوزها للقانون، وفي استعمالها للعصا الغليظة، وذلك درءا على ما يبدو، لما يعتبره خطرا للجماعات الإسلامية. لا شك أنه ككاتب كبير ينتقد في لقطات محددة من أعماله ممارسات السلطة غير السوية وفسادها، ولكن نقده هذا يكون في الغالب نقدا هامشيا يتم على حواشي الموضوع الذي يتناوله، حيث ينتقد بشكل ممنهج، وأساسي ورئيسي الإسلاميين.

لو كنا في أعمالنا الدرامية، ومعنا السلطة القائمة، نخصص 10 في المائة من الجهد الذي نبذله في صراعنا مع الأصولية والحديث عنها، لمواجهة الفساد المالي الذي يضرب بأطنابه في مؤسسات دولنا، لو كنا في كل سنة نزيد مترا واحدا في حبل إشراك المواطن في اتخاذ القرار، وفي مراقبة السلطة ومحاسبتها على أفعالها، لاستطعنا تجفيف المنابع التي تتغذى منها مختلف الحركات الأصولية، ولما كنا نكتشف في كل يوم خلية إرهابية، ولما كان الإسلام السياسي يكبر ويكبر كل لحظة وحين، إلى أن كاد أن يصبح بحرا يوشك على ابتلاعنا جميعا..

كاتب وصحافي من المغرب

 

(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 سبتمبر  2010)


سورية و’الغزل الامريكي’ المتصاعد


عبد الباري عطوان 2010-09-24 ظلت الجمعية العامة للامم المتحدة ميدان حرب شرسة بين العرب والاسرائيليين لسنوات عديدة، ولكنها تتحول، وبشكل متسارع الى جسر للتطبيع المباشر، وغير المباشر بين الجانبين، تحت غطاء احياء مسارات السلام، وتسوية الصراع العربي الاسرائيلي. فالزمن الذي كان يهيمن فيه العرب على اجتماعات الجمعية العامة، ويخوضون مواجهات مع الاسرائيليين وانصارهم الامريكيين طوال فترة انعقادها السنوية، ويستصدرون قرارات بادانتهم كممثلين لدولة عنصرية، هذا الزمن الجميل ولى الى غير رجعة، وانقلبت الآية، واصبحت اسرائيل نفسها تطالب بالاعتراف بها كدولة لليهود، وتجد دعما من الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي لم يتردد في وصف فلسطين بانها الارض التاريخية للشعب اليهودي وسط تصفيق المندوبين العرب، او عدم اعتراضهم. الذين باتوا يدافعون بشراسة عن الحقوق العربية، ويدمغون اسرائيل بالارهاب وجرائم الحرب في غالبيتهم من غير العرب، مثل عبدالله غول رئيس تركيا، واحمدي نجاد رئيس ايران، واورتيغا رئيس نيكاراغوا، اما الزعماء العرب فيتحدثون عن السلام والحوار، والتعايش لاظهار حضاريتهم، وانقلاب مواقفهم. فبينما كان مسؤولون عرب، وفلسطينيون على وجه الخصوص، يصافحون المسؤولين الاسرائيليين، ويعقدون لقاءات مطولة مع شمعون بيريس الذي مدد فترة اقامته متعمدا لتلبية طلبات عربية في هذا الخصوص، نجد الرئيس التركي يلغي لقاء مع الرئيس الاسرائيلي، تحت ذريعة ازدحام جدول اعماله، بينما يتسع هذا الجدول للقاء مطول مع الرئيس الايراني احمدي نجاد. ومن غرائب الصدف ان الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة للامم المتحدة تزامنت مع اصدار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة لتقرير لجنة التحقيق المكلفة بجمع الحقائق عن العدوان الاسرائيلي على قافلة سفن الحرية، وهو التقرير الذي ادان اسرائيل واكد استخدامها المفرط للقوة في الاعتداء على نشطاء عزل وقتل تسعة منهم جميعهم من الاتراك، وخرقها الفاضح للقانون الدولي، وارتكابها جرائم حرب. معظم المتحدثين العرب تجاهلوا هذا التقرير للاسف، خشية اغضاب الرئيس باراك اوباما، والوفد الاسرائيلي الضخم المشارك الذي يضم بيريس وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، ولتأكيد نواياهم السلمية تجاه الجار الاسرائيلي الذي قد يتحول الى حليف في حال عقدت اسرائيل والولايات المتحدة العزم على توجيه ضربات عسكرية لتدمير المنشآت النووية الايرانية. الرئيس اوباما بشر العرب برؤيته في وجود دولة فلسطينية تنضم الى عضوية الامم المتحدة، ويكون وفدها بين حضور الدورة المقبلة للجمعية العامة، دون ان يحدد طبيعة هذه الدولة، بينما حرص على تأكيد الهوية اليهودية للدولة الاسرائيلية، وطالب الدول العربية، غير المطبّعة بخطوات تطبيعية سريعة مع الاخيرة، والاعتراف بهويتها اليهودية. * * * ما يشغل الادارة الامريكية حاليا ليس موضوع الدولة الفلسطينية على اهميته، ولكن البرنامج النووي الايراني، ولذلك تتركز جميع جهودها حاليا على عزل ايران، ونقل الفتنة المذهبية التي اذكت نارها في العراق بغزوها واحتلالها، الى باقي انحاء الوطن العربي، ومنطقة الخليج وشبه الجزيرة على وجه الخصوص. الاجتماع الذي سيعقد الاثنين بين السيد وليد المعلم وزير خارجية سورية ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع الجمعية العامة سيكون على درجة كبيرة من الاهمية لما يمكن ان يترتب عليه من نتائج. الادارة الامريكية ‘تغازل’ السلطات السورية منذ اشهر، وتلوح لها باغراءات عديدة، من بينها احياء المسار التفاوضي الاسرائيلي ـ السوري، وايصال رسائل عن وجود استعداد قوي لدى حكومة نتنياهو لتقديم تنازلات ‘مؤلمة’ في هضبة الجولان. ولهذا اوفدت السناتور جورج ميتشل مبعوثها في الشرق الاوسط قبل ايام الى دمشق، وحملت العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز رسائل الى الرئيس الاسد في الاطار نفسه اثناء زيارته الى دمشق، ومن ثم الى بيروت على طائرة واحدة مع الرئيس السوري. المطلب الامريكي واضح، وهو خروج سورية من ‘حلف الشر’ الايراني، والتخلي عن دعمها السياسي والاعلامي لفصائل المقاومة الفلسطينية، وحماس والجهاد الاسلامي على وجه التحديد، وتقليم اظافر وانياب حزب الله في لبنان، وتحويله الى حزب سياسي اسوة بالاحزاب والكتل الاخرى. ايران تراقب هذا ‘الغزل الامريكي’ عن كثب ويبدو انها بدأت تشعر ببعض القلق، وما الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس نجاد الى العاصمة السورية وهو في طريقه الى نيويورك الا احد اوجه التعبير عن هذا القلق. من الصعب التكهن بما سيدور في لقاء المعلم والسيدة كلينتون او اصدار احكام مسبقة حول نتائجه، ولكن ما يمكن قوله ان وزير الخارجية السوري دبلوماسي محنك، وينتمي الى المدرسة الواقعية في السياسة ويعارض كليا اساليب المواجهة، ويؤمن بالحلول السلمية اذا كان ‘الثمن مناسبا’. نجاح الضغوط الاسرائيلية ـ الامريكية في الغاء صفقة صواريخ اس 300 الروسية المضادة للطائرات التي كان من المفترض ان تسلم الى ايران قبل اشهر هو رسالة الى سورية ايضا، فالاخيرة تنتظر تسلم صفقة صواريخ اخرى مضادة للسفن، واسرائيل لمحت الى انها قد تنجح، بدعم امريكي، في الغاء هذه الصفقة ايضا. الحكومة السورية ابقت الباب موارباً امام الغزل الامريكي، وتجاوبت، مع دول اخرى، مع تمنيات ادارة الرئيس اوباما في عدم التصعيد ضد استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة التي عارضتها القيادة السورية. كما عملت مؤخراً على تهدئة التوتر في لبنان. وكان لافتاً ان السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة ‘حماس’ لم يعقد مؤتمرات صحافية في قلب دمشق تعارض هذه المفاوضات بالقوة المتوقعة، وتغطيها قناة ‘الجزيرة’ الفضائية بكثافة مثلما جرت العادة في احداث مماثلة. القيادة السورية تعرف متى تصعّد وكيف، ولعب كل الاوراق التي تملكها بدقة متناهية، مثلما تعرف كيف تلجأ الى التهدئة والانحناء امام العاصفة اذا تطلبت مصالحها ذلك. حالة الاستقطاب الطائفي التي نرى ارهاصاتها في بعض بلدان الخليج العربي مثل الكويت والبحرين، هي مؤشر على تصاعد احتمالات الحرب، ومرور سبعة اشهر على عقد الانتخابات النيابية العراقية دون تشكيل حكومة، او انعقاد البرلمان، هو مؤشر آخر. *** دبلوماسيون عرب في الامم المتحدة يتحدثون عن سيناريو جديد للحرب على ايران، يقول بأن الدول العربية ‘المعتدلة’ اقنعت الادارة الامريكية بعدم المشاركة في اي ضربة لايران، وترك المهمة بالكامل لسلاح الجو الاسرائيلي، لقطع الطريق على اي انتقام ايراني من هذه الدول والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية على وجه الخصوص. وهذا ما يفسر قرار تسليم الولايات المتحدة طائرات ‘اف 35’ المتطورة التي لا ترصدها الرادارات الى اسرائيل قبل الموعد المقرر. والتسريع باقامة القبة الصاروخية الحديدية لحمايتها، اي اسرائيل، من اي صواريخ ايرانية او من حزب الله في جنوب لبنان. سورية تقف حالياً امام خيارات مصيرية، فالتجاوب كلياً مع الغزل الامريكي المباشر والاسرائيلي غير المباشر، والخروج من تحالف ‘دول الممانعة’، تماماً مثلما فعلت اثناء حرب عاصفة الصحراء عام 1991 لاخراج القوات العراقية من الكويت، قد يؤدي الى احياء المسار التفاوضي حول الجولان، ولكن دون ضمانات مؤكدة، فصحيح انها حصلت على نفوذ اكبر في لبنان، ومساعدات مالية مكافأةً على هذا الدور، ولكنها لم تستعد الجولان، واضطرت اخيراً للانسحاب من لبنان، وخسرت فوق كل هذا وذاك العراق البعثي القومي العلماني الموحد. ربما يكون من الصعب ان تنجح المغريات الامريكية في اقناع سورية بفك تحالفها مع ايران، والتخلي عن حزب الله حليفها في لبنان، والدخول في عملية تطبيع كاملة وترتيبات امنية معقدة مع اسرائيل. فالثمن باهظ جداً، والنوايا الاسرائيلية في هذا الاطار تعرضت للاختبار مرتين: الاولى اثناء اجتماع الرئيسين الاسد الاب وكلينتون الزوج في جنيف، والمرة الثانية في مفاوضات واي بلانتيشن. الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة هي دورة الشرق الاوسط بامتياز، فقد جرى في دهاليزها الكثير من اللقاءات السرية، ربما تكون تمخضت عن ‘طبخات’ غير شهية بالنسبة الينا على الأقل، على ايدي الطباخين الامريكي والاسرائيلي، واذا كان الرئيس اوباما يبدو واثقاً من انه سيرى دولة فلسطينية ممثلة في الجمعية العامة في دورتها المقبلة، فاننا لا نبالغ اذا قلنا اننا ربما نكون امام شرق اوسط جديد مختلف ايضاً بخريطة جديدة، وربما بوجوه جديدة ايضاً، اذا ما اندلعت الحرب ضد ايران سواء بمشاركة اسرائيل وحدها او مع الولايات المتحدة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 سبتمبر  2010)     

 


البرلمان الجزائري يتراجع عن طرح قانون يجرّم الإستعمار ويستهدف فرنسا


الجزائر- تراجع البرلمان الجزائري عن مناقشة مشروع قرار لتجريم الإستعمار كان يستهدف فترة الإستعمار الفرنسي التي استمرت 132 عاماً (1830-1962).

وقال رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة السفلى في البرلمان) عبد العزيز زياري في حديث مع إذاعة الجزائر الحكومية السبت إن مشروع القانون المجرم للاستعمار لن يكون مطروحا على البرلمان خلال دورته الجارية ولا الدورة القادمة وذلك لاعتبارات دبلوماسية (العلاقات مع فرنسا) وقانونية.

وأوضح زياري أن مشروع القرار يتطلب الكثير من التفكير ويطرح أيضا بعض المشاكل التي يتعين حلها” من دون أن يحدد ماهية هذه المشاكل.

وشدّد المسؤول الجزائري على أن بلاده تبقى صارمة في موقفها وتطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها المقترفة في مستعمراتها السابقة ولاسيما منها الجزائر.

وكان المجلس الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني، حزب الغالبية البرلمانية الذي ينتمي إليه زياري، وهو حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دعا أوائل العام الجاري إلى سن قانون يجرّم الاستعمار ردا على قانون فرنسي صدر في العام 2005 يمجد الاستعمار الفرنسي.

وقد وقع نحو 50 برلمانيا من الحزب عريضة تدعو إلى وضع هذا القانون انضم إليها لاحقا عشرات النواب، وهي عريضة مقبولة قانونيا بما أن النصاب المطلوب لاقتراح مشروع قانون في البرلمان محدد بعشرين نائبا.

وكان سفير فرنسا في الجزائر كزافيي دريانكور حذر أخيراً من أنه في حال المصادقة على مشروع قانون تجريم الاستعمار فلن تكون إشارة إيجابية بالنسبة لفرنسا. ويأتي إعلان زياري مخالفا لرغبة سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين الجزائريين (قدامى المحاربين) المنظمة القوية المتوغلة في أجهزة الحكم، الذي صرح بأن طرح قانون تجريم الاستعمار، أمر طبيعي، مؤكدا دعم المنظمة لهذا المسعى كأحسن رد لقانون تمجيد الاستعمار. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 سبتمبر  2010)


الاردن يفرض شروطا جديدة على دخول السياح الاسرائيليين


2010-09-24 رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: اكدت مصادر اسرائيلية الجمعة أن السلطات الاردنية فرضت شروطا جديدة على السياح الاسرائيليين، الامر الذي حد من عدد الذين دخلوا للاراضي الاردنية لقضاء عطلة الاعياد اليهودية هناك.

واوضحت الاذاعة الاسرائيلية أن العديد من السياح الاسرائيليين الذين ارادوا قضاء ايام عطلة الاعياد في الاردن اضطروا الى العودة ادراجهم بسبب شروط جديدة وضعتها السلطات الاردنية على دخولهم.

وحسب الاذاعة الاسرائيلية فان السلطات الاردنية باتت تلزم السياح الاسرائيليين بالدخول في مجموعات مكونة من 5 اشخاص على الاقل وباستئجار خدمات الادلاء السياحيين المحليين. واشارت المصادر الاسرائيلية الى انه تم ابلاغ وزارة الخارجية الاسرائيلية بالشروط الاردنية الجديدة الا ان الوزارة لم تعقب حتى الآن على ذلك.

وقالت سلطة المعابر الاسرائيلية مع الاردن انها لا تنوي في الوقت الراهن اعادة رسوم العبور التي تمت جبايتها من السياح الاسرائيليين وهم في طريقهم الى الاردن. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 سبتمبر  2010)


عباس: واشنطن عارضت المصالحة


 

أقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوجود معارضة من قبل الولايات المتحدة الأميركية توقيع ورقة المصالحة التي تقدمت بها مصر, وقال إن واشنطن عارضت توقيع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على الورقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال عباس -في كلمة له خلال لقائه مع الجالية الفلسطينية بالولايات المتحدة الأميركية بمقر إقامته في نيويورك، ونشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية- “لقد وقعت فتح على الورقة المصرية رغم معارضة الولايات المتحدة لها”. وواصل عباس حديثه -الذي تزامن مع اجتماع قيادي بين حركتي حماس وفتح في دمشق الليلة الماضية، قائلاً “لو إن حماس وقعت على ورقة المصالحة, لشكلنا حكومة وحدة وطنية، تقوم بعملين، وهي حصولها على المبلغ المالي المقر في مؤتمر شرم الشيخ، ومن ثم تقوم الحكومة الموحدة بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حتى ينتهي هذا الوضع القائم”. كما أشار عباس إلى أن فكرة زيارته لغزة ما زالت قائمة، قائلا إنه وقع على الورقة المصرية رغم الرفض الأميركي. لقاء دمشق

كانت فتح وحماس قد اتفقتا في لقاء “ودي” بدمشق على حل عدة قضايا عالقة بينهما، وأعلنتا التوصل لخطوات معينة نحو المصالحة الفلسطينية. وبحسب إعلان مشترك تلاه موسى أبو مرزوق -نائب رئيس المكتب السياسي لحماس- فإن الحركتين اتفقتا على الكثير من نقاط الخلاف بينهما، وعلى عقد لقاء قريب بين الحركتين للتفاهم على بقية النقاط، والوصول إلى صيغة نهائية لهذه التفاهمات الفلسطينية مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية. وذكر أبو مرزوق أنه تم الاتفاق على التوجه إلى القاهرة للتوقيع على ورقة المصالحة، واعتبار هذه التفاهمات ملزمة وجزءا لا يتجزأ من عملية تنفيذ ورقة المصالحة وإنهاء حالة الانقسام. جاء ذلك بعد أن التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة السورية وفدا قياديا من فتح برئاسة عزام الأحمد، وتركز اللقاء -الذي استمر أربع ساعات- على سبل الخروج من الانقسام الفلسطيني الحاد. المصدر:قدس برس+وكالات (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 25 سبتمبر  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

28 mars 2008

Home – Accueil –   TUNISNEWS  8 ème année, N°  2865 du 28.03.2008  archives : www.tunisnews.net   Luiza Toscane: Les

En savoir plus +

12 octobre 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année, N° 3794 du 12.10.2010  archives : www.tunisnews.net  Radhia Nasraoui:Communiqué AISPP: Procès du 11

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.