السبت، 12 أبريل 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2880  du 12.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


 

المجلس الوطني للحريات بـتونس: أحكام بالسجن دون احترام لحقوق المتهمين ومخالفة للإجراءات القانونية الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: القاضي الهادي العياري يحكم بسجن الشيخ الضرير  الخطيب البخاري مدة .. 3 سنوات ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اطلاق سراح الدكتورعارف العزيزي حــرية و إنـصاف: صدور الأحكام في قضية البخاري مفسر القرآن حــرية و إنـصاف: واقع الحريات في تونس  بين الاعتقالات ..و ..المحاكمات المؤتمر من أجل الجمهورية: برقية تضامن مع قيادة التقدمي وادارة تحرير الموقف شوقي بن سالم :بلاغ موقع « نهضة.إنفو » : المساجين السياسيون وسياسة الموت البطيء:متى ينتهي قبْر المناضلين أحياء في سجون تونس؟ صحيفة « العرب »: تونس: رئيسة حزب معارض تبيع صحيفتها في الشارع تحدياً لمنعها موقع إيلاف: رداً على الحجز المتكرر:الجريبي في شوارع العاصمة …تبيع ‘الموقف’ صحيفة « القدس العربي »:تونس تفرج عن متظاهرين على غلاء المعيشة بعد احتجازهم موقع سي أن أن بالعربية: تونس: اعتصام للعاطلين عن العمل يدخل شهره الرابع صحيفة « الخبر » :نقابة مستخدمي الإدارة العمومية الجزائرية:إدانة اعتقال نقابيين تونسيين في منطقة قفصة يو بي أي: وزير فرنسي يبحث ترتيبات زيارة ساركوزي المرتقبة إلى تونس بنهاية الشهر الحالي يو بي أي:: تونس تقول إن أوروبا تعي أن أمنها مرتبط بأمن دول الجنوب « البديل عاجل »:الرّديف:النضالات تستمر في ظل الانتصار… والآلاف يحتشدون استقبالا للمسرحين « البديل عاجل »: اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي:إطلاق سراح بقية المعتقلين « البديل عاجل »:اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي:ملخص لتقرير عن زيارة لمنطقة الرديف « البديل عاجل »:عندما تنسى اسمك… تذكر الرديف « البديل عاجل »:لا للهمجيّة، لا للبربريّة، نعم لحماية المسؤول النّقابي « البديل عاجل »:إضراب إداري في التعليم الأساسي معز الجماعي :مشاهد من معاناة أهالي الجنوب التونسي جريدة « الصباح »:شريط إباحي راج في مدينة قفصة بطلته زوجة وعشيقها صحيفة « الوسط »:البنك الدولي يحذر شمال إفريقيا والشرق الأوسط من أزمة مياه « الحوار.نت » كلمة حرة على درب جهاد العصر جريدة « الصباح »:الخبير العسكري والمؤرخ الفرنسي بيير رازوك:«هكذا أنظر إلى مستقبل العلاقات بين «حزب الله» وسوريا وإسرائيل» جريدة « الصباح »:البنك الخيري للدّواء … متى يرى النّور؟جمع الأدوية غير المستعملة وتوزيعها على المرضى المحتاجين قد يخفف معاناتهم مراد رقية: مغازة البطل أو شامبيون والبطولة في اغتيال مثال التهيئة العمرانية؟؟؟ مالك التريكي: الإمبريالية الأمريكية: من يبذر الشوك يَجنِ الجراح أحمد فال بن الدين: المعارضة المصرية.. فرار يوم الزحف محمد عبد الحكم دياب: مصر: غياب الإخوان المسلمين أفاد الحركة الجماهيرية وأضر بهم! علياء ماضي: خبير إستراتيجي: إسرائيل تشارك في إعمار العراق! زهير الخويلدي: هل حققت أمريكا أهدافها   بعد خمس سنوات من احتلال العراق ؟ عيد بن مسعود الجهني: هل يفيق العرب على هدير القوة الإسرائيلية؟

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين

 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

 

لمشاهدة لقطات الفيديو التي بثها Freetunisie  على موقع يوتوب حول أحداث الرديف اضغط على الرابط التالي: http://fr.youtube.com/user/freetunisie


سواك حار (76)

بقلم: صابر التونسي http://www.alhiwar.net/pages/index.php?pagess=sec&id=4956


 
المجلس الوطني للحريات بـتونس تونس في 12 أفريل 2008  

أحكام بالسجن دون احترام لحقوق المتهمين ومخالفة للإجراءات القانونية

 
 قضت الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  الهادي العياري  القضية عدد 14985/1 يوم الجمعة 11 أفريل 2008  
 

بالسجن لمدة 8 أعوام

لكل من عبد الجليل العلياوي (24 سنة) و حافظ الصمودي(25 سنة)  ومختار العكوري (23 سنة) و نجم الدين البرقوقي(29 سنة) وسامي القدري(32 سنة)  وعلي العمري (25 سنة)

.

والسجن 6 أعوام

لغسان سليان (21 سنة) و رمزي البريني (23 سنة) و محمد علي الحرشاني ( 36 سنة). والسجن 4 سنوات للحبيب الحفصي(24 سنة) ورمزي الرمضاني(31 سنة) وعلي العافي(31 سنة)

والسجن 3 سنوات

للخطيب البخاري( 53 سنة)

والسجن سنة واحدة

للعيد الجوادي(33 سنة)  وحسيب الشابي (24 سنة) و عبد السلام بالي( 24 سنة) وقمودي حمد (27 سنة) ومراد السعدي (22 سنة).

وإخضاعهم جميعا للمراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات.

وقضت المحكمة بتبرئة أسامة البخاري (ابن الخطيب البخاري) وإطلاق سراحه. وكان قد تم اعتقال أغلب أفراد هذه المجموعة في نهاية ديسمبر 2006 وبداية 2007. وأحيلوا على القضاء بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وقد نبّه المحامون النائبون في هذه القضية أنّ محاضر فرقة أمن الدولة إضافة إلى عدم اختصاصها تضمنت عدة إخلالات كتزوير تواريخ الاحتفاظ حيث تولت هذه الفرقة الأمنية الاحتفاظ بالمتهمين قبل سماعهم مخالفة لأحكام الفصل 13 مكرر من مجلة الإجراءات الجزائية إضافة إلى أعمال التعذيب التي كان ضحيتها المتهمون. كما تم تأكيد عدم الحياد الذي اتسمت به أعمال البحث القضائي لدى قاضي التحقيق ولدى الاتهام، بإجراء أعمال التحقيق دون تمكين المتهم من محام ينوبه. وكانت هذه المحاكمة مناسبة لترسيخ عدم الحياد القضائي ذلك أنّ دائرة الاتهام لم تتعرض أصلا إلى الدفوعات التي تقدم بها الكثير من المحامين واكتفت بالرد على مطالب الإفراج بالرفض. كما لم تلتفت المحكمة إلى طلبات الدفاع في خصوص الإطلاع على دفاتر الاحتفاظ، خاصة وقد قدم المتهمون شهادات كتابية تدحض ما دوّن بتلك المحاضر من تواريخ مزورة. كما تجاهلت المحكمة طلب الدفاع عرض منوّبيهم على الفحص الطبي لإثبات دعاوى التعذيب. وشهدت هذه المحاكمة إدانة الفقيه الضرير الخطيب البخاري من أجل « عدم الوشاية وإعداد مقر لاجتماعات » وقضي بسجنه 3 أعوام مع المراقبة الإدارية 5 سنوات، رغم ملاحظة الدفاع ضعف التهم الموجهة له باعتبار أنّه لم يخض مع أي كان في مسائل تنظيمية أو مشاريع مسلحة وإنّما فقط كان يجيب على مسائل فقهية. كما أنّ مؤلفاته هي من صنف المؤلفات الفقهية وليس له أي مؤلف في الأدبيات السياسية مما يجعل مؤاخذته من أجل عدم الوشاية لا معنى له خاصة وقد أقرّت حيثيات قرار الإحالة أنّه لا انتماء تنظيمي له. كما اعتبر محاموه تهمة الاجتماعات المنسوبة إليه باطلة لأنّه لم يثبت حصول أي اجتماع لديه ولا يعدو ما حصل أن يكون مجرد زيارات يتلقاها بصورة غير مرتب لها. كما أنّ المحل المقصود هو مسكنه بسيدي علي بن عون بولاية سيدي بوزيد في الجنوب التونسي. وطالب الدفاع بإرجاع ما استولى عليه البوليس السياسي في بيته منوحدة مركزية لجهاز إعلامية ومؤلف في تفسير القرآن استغرق إنجازه حسب ما صرح به 6 سنوات ويناهز 4 آلاف صفحة ولم يحرر في شأنها أي محضر حجز. وهو ما يعدّ من قبيل التعدي المادي على عمل فكري لشخص. والمجلس الوطني للحريات يعتبر أنّ هذه المحاكمة تندرج في المسلك الذي عرفته المحاكمات المعروضة على القضاء بموجب قانون مكافحة الإرهاب بعدم النظر في الدفوعات الشكلية التي من شأنها حماية لحقوق المتهم الشرعية وصونها وكذلك عدم احترام الإجراءات القانونية الشرعية. بما يدفع إلى التأكيد أنّ الإدانة في مثل هذه القضايا مقررة من طرف إدارة البوليس السياسي الذي ينصاع لإرادته القضاء التونسي. كما يلاحظ المجلس أنّ إيقاف هذه المجموعة كان في إطار موجة الاعتقالات التي أعقبت أحداث ديسمبر 2006 والتي قصد منها القيام بحملة استباقية. والمجلس الوطني للحريات : –       ينبّه إلى عدم حياد القضاء وتخليه عن دوره ليقوم بإصدار أحكام إدانة وسجن بالرغم من ثبوت التزوير والتعذيب والإيقاف التعسفي، مخالفة للقانون والاتفاقيات الدولية التي أمضت عليها الحكومة التونسية. –       يطالب بإنهاء وصاية الإدارة على القضاء وإطلاق سراح المتهمين الذين لم تثبت المحكمة أية إدانة بحقهم. –       يطالب بإرجاع الكتابات المحجوزة التي تم الاستيلاء عليها إلى صاحبها.    عن المجلس الأستاذ عبد الرؤوف العيادي  


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 12 أفريل 2008

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : القاضي الهادي العياري يحكم بسجن الشيخ الضرير الخطيب البخاري مدة .. 3 سنوات ..!

     

* أصدرت الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  الهادي العياري  في ساعة متنأخرة من مساء أمس الجمعة 11 أفريل 2008 أحكامها في القضية عدد 14985  قاضية بـ   : السجن مدة 8 أعوام  لـ : عبد الجليل العلياوي ( مولود في 27/06/1984 )  و حافظ الصمودي( مولود في 17/05/1983 )  و سامي القديري( مولود في 02/03/1976 )   و مختار العكوري ( مولود في 23/10/1985 )  ، و نجم الدين البرقوقي( مولود في 06/03/1979 )  و علي العمري ( مولود في 09/02/1983 )  . السجن مدة  6 أعوام  لـ : رمزي البريني ( مولود في 30/01/1985 ) و غسان سليان ( مولود في 17/07/1987 ) و محمد علي الحرشاني ( مولود في 04/05/1971 ). السجن مدة  4 أعوام  لـعلي العافي( مولود في 03/06/1977 )   و الحبيب الحفصي( مولود في 12/01/1984 ) ،  و رمزي الرمضاني( مولود في 18/04/1977 )   السجن مدة  3 أعوام  لـ :  خطيب البخاري( مولود في 30/08/1955 ) : من أجل إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و عدم إشعار السلط ذات النظر فورا بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية . السجن مدة عام واحد لـ : العيد الجوادي( مولود في 14/11/1975 )  و حسيب الشابي ( مولود في 06/06/1984 ) و القمودي حمد ( مولود في 16/08/1981 ) و مراد السعدي ( مولود في 15/07/1986 ) و عبد السلام بالي( مولود في 09/06/1984)  : من أجل عدم إشعار السلط ذات النظر فورا بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية . و حمل المصاريف القانونية على المحكوم عليهم و استصفاء المحجوز ، ووضع البمحكوم عليهم تحت المراقبة الإدارية مدة 5 سنوات . و بعدم سماع الدعوى : في حق أسامة بن خطيب البخاري . و إذ  تلفت الجمعية النظر لقساوة الأحكام بالنظر لما بينه المحامون من خلو الملف من أي أدلة اتهام أو محجوزات  فإنها تعتبر الحكم بالسجن لمدة 3 سنوات على شيخ ضرير لم يرتكب أي عمل مادي مجرم  تشفيا غير مبرر ، و تطالب بالإفراج الفوري عنه  كما تجدد الدعوة لإلغاء قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  »  اللادستوري و إيقاف مسلسل المحاكمات اليومية و ما تحمله من انتهاكات للقانون و اعتداءات على الحرمة الجسدية و المعنوية للمواطنين ..!     ·       * كما  نظرت  الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس  برئاسة القاضي  محرز الهمامي اليوم السبت 12 أفريل 2008 في :   القضية عدد 15168 التي يحال فيها كل من : العيدي بن سعيد ( مولود بقبلي في 01 جانفي 1976 ) و خير الدين العجيمي ( مولود بقبلي في 05 جويلية 1979) و عبد الحميد العجيمي( مولود بقبلي في 01 سبتمبر 1976 )  و عمر بلطيف ( مولود بدوز في 26 جانفي 1986) و فريد الناجح( مولود بقبلي في 02 جوان 1987 )  و خالد الماضي ( مولود بقبلي في 01 جوان 1977 ) و مبروك لنور( مولود بقبلي في 13 سبتمبر 1985)  و الجمعي بوزيان ( مولود بقفصة في 03 ديسمبر 1978) و أنور الفرجاني( مولود بالمتلوي في 13 أوت 1985)  و صلاح العلوي ( مولود بالمتلوي في 02 جويلية 1984 ) و محمد العلوي( مولود بالمتلوي في 27 فيفري 1987)  و محمد الخرفاني( مولود بالمتلوي في 09 جوان 1983 )  و أيمن الصويدي( مولود بقبلي في 26 ماي 1985)  ( بحالة إيقاف ) و بلقاسم دخيل( مولود بفطناسة في 06 أوت 1978 )  ( بحالة سراح ) و إبراهيم عزوز ( مولود بقبلي في 25 أوت 1988 ) و إسماعيل قنيفيد ( مولود بمدنين في 20 مارس 1984) و حسان بن جمعة ( مولود بقبلي في 01 مارس 1986 ) و نصر فرح( مولود بقبلي في 10 أفريل 1976 ) ( بحالة فرار )  بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  » و المحكومين ابتدائيا بالسجن لمدد تتراوح بين 5 و 14 سنة سجنا  على خلفية اتهامهم بالتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  عبد الفتاح مورو و سمحمد الفاضل السائحي و شكري بلعيد و عبد الرؤوف العيادي ، و قد قررت المحكمة إثر المفاوضة الحينية تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 19 أفريل 2008 .   * و في القضية عدد 15245 التي يحال فيها كل من :  محمد أمين رحوي ( مولود في 22 جانفي 1975) و رمزي الرمضاني ( مولود في 18 أفريل 1977 )  و مختار النفاتي ( مولود في 28 نوفمبر 1984) و نوران عبد اللوف ( مولود  بمقدونيا في 30 جويلية 1984) و قد قررت المحكمة النظر إثر الجلسة في مطلبي السراح المقدمين من الأستاذين سمير بن عمر و أنور القوصري و تحديد موعد الجلسة المقبلة .   * و في القضية عدد 15344 التي يحال فيها كل من :   رمزي الرمضاني ( مولود في 18 أفريل 1977 )  و الهاشمي العمري ( مولود في 29 مارس 1977 ) و بسام الدريدي ( مولود  في 25 نوفمبر 1981 ) و إثر ترافع الأستاذين سمير بن عمر و منذر الشارني قرر القاضي صرف القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم إثر الجلسة .            عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو  


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 12 أفريل 2008  
 
علمت الجمعية من  السجين السياسي السابق السيد تاج العزيزي
 انه تم اطلاق سراح اخيه  الدكتورعارف العزيزي طبيب الصحة العمومية بمستشفى جلمة بسيدي بوزيد صباح اليوم السبت 12/04/2008 ، علما بأنه قد تعرض للإختطاف بالطريق العام وسط المدينة و أخرج عنوة  من سيارة المستشفى  صباح يوم  الجمعة 04/04/2008 عند عودته من منطقة الفالتة الريفية حيث كان يقوم بعيادات خارجية كما تمت مداهمة بيته بعد ذلك  من قوات البوليس السياسي دون الادلاء بهوياتهم وتمت مصادرة مجموعة من الاقراص المعدنية تحوي حسب عائلته العاب فديو للاطفال واغاني للفنان سامي يوسف كما حجزت الوحدة المركزية للحاسوب و أفاد الدكتور عارف العزيزي بعد اطلاق سراحه ليلة السبت الفارط  انه اقتيد الى فرقة امن الدولة بوزارة الداخلية حيث كان الاستجواب عن مواقع الانترنات التي ابحر فيها ثم اطلق سراحه علي ان يعود الى وزارة الداخلية صباح الاثنين ليتسلم محجوزاته  الا انه اوقف منذ ذهابه الطوعي يوم 07/04/2008   الى حد صباح هذا اليوم ، 
*  كما اعلمنا والد السجين السياسي طارق رجب ( يقضي عقوبة بسنتين سجنا لاتهامه بالانتماء الى حزب التحرير الاسلامي) أن أشخاصا مجهولين اختطفوا ابنه المهندس الفلاحي السيد محرز رجب بحي التضامن تونس العاصمة منذ يوم 25مارس2008  
والجمعية الدولية تستنكر أسلوب الاختطاف والايقاف دون اذن قانوني وتطالب الجهات الامنية المسؤولة باعلام العائلات فورا عن اماكن احتجاز ابنائهم واحترام إجراءات وآجال الايقاف كما تطالب بالإفراج الفوري عن السيد محرز رجب . عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي

 

 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr
تونس في 12/04/2008

صدور الأحكام في قضية البخاري مفسر القرآن

 
أصدرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري حكمها في القضية عدد 14985 بتاريخ 11 أفريل 2008 و ذلك بالإدانة و السجن في حق مجموعة تضم تسعة عشر فردا من بينهم العالم الفقيه و الضرير مفسر القرآن الخطيب البخاري ، و قد جاءت الأحكام كالتالي:

ثماني سنوات في حق كل من:

عبد الجليل العلياوي و نجم الدين البرقوقي و حافظ صمودي و مختار عكوري و سامي القدري و علي العمري

ست سنوات في حق كل من:

رمزي البريني و غسان سليان و محمد علي الحرشاني

أربع سنوات في حق كل من:

علي عافي و الحبيب الحفصي و رمزي الرمضاني

ثلاث سنوات في حق:

الخطيب البخاري مع إخضاعهم جميعا لعقوبة تكميلية بالمراقبة الإدارية بعد خروجهم من السجن لمدة خمس سنوات.

عام واحد في حق كل من:

العيد الجوادي صهر الخطيب البخاري و حسيب الشابي و عبد السلام بالي و قمودي حَمَد و مراد السعدي

عدم سماع الدعوى في حق:

أسامة البخاري ابن الخطيب البخاري الذي بقي بحالة إيقاف مدة سنة و أربعة أشهر.

و حرية و إنصاف إذ تعتبر أن التهم الموجهة للمتهمين ملفقة و مبنية على محاضر مزورة تتضمن اعترافات مشكوك فيها لأنها منتزعة تحت طائلة التعذيب فإنها تدين هذا الحكم الجائر الصادر في هذه القضية و خاصة ما يتعلق بالفقيه و مفسر القرآن الخطيب البخاري الذي وقعت مصادرة مخطوط تفسيره للقرآن ( أكثر من أربعة آلاف صفحة ) و تؤكد ما ذهب إليه الدفاع من عدم وجود أي علاقة تنظيمية بين المتهمين ، كما تنبه إلى أن رفع شعار الحوار مع الشباب هذه الأيام لا يكون بالاعتقالات العشوائية والإدانة الباطلة و التعذيب و تزوير المحاضر فهذه ليست أدوات حوار و إنما هي وسائل خطيرة تنمي لدى الشباب الشعور بالظلم الذي يولد الكراهية و يقتل كل شروط الشعور بالأمان و المواطنة.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 12/04/2008
واقع الحريات في تونس

بين الاعتقالات ..و ..المحاكمات

 
نظرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في جلستها التي انعقدت اليوم 12 أفريل 2008 في القضية عدد 15344 التي أحيل فيها كل من الهاشمي العمري و رمزي الرمضاني و بسام  من أجل الانضمام إلى تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابي و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية  ، و قد قرر القاضي التصريح بالحكم إثر الجلسة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 

برقية تضامن مع قيادة التقدمي وادارة تحرير الموقف

 
الأخت مية الجريبي ـ الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي الأخ رشيد خشانة ـ مدير تحرير جريدة الموقف الاخوة مناضلي الحزب   أتقدم إليكم باسمي الشخصي وباسم مناضلي المؤتمر من أجل الجمهورية بأسمى عبارات المساندة والتضامن على إثر الحجز غير القانوني المتكرر لصحيفتكم الموقرة والتضييقات المتزايدة الهادفة إلى إخماد صوتكم الحر الذي أزعج النظام  بتحاليله الجريئة وأخباره الصادقة.   كما نحيي الخطوة النضالية الرمزية التي أقدمتم عليها صباح الجمعة ببيع العدد الأخير المحجوز من الموقف في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة في تحدي واضح لسياسة المصادرة وتكميم الأفواه وقمع الحريات التي تمارسها السلطة منذ أكثر من عشريتين.   وندعو مناضلينا ومناضلي كل الأحزاب والأطر الأهلية للالتفاف حول منبركم الحر والتجند للدفاع عنه كمكسب وطني مهدد من طرف أجهزة تخشى الكلمة الحرة.   كل تهانينا في الختام لأسرة الموقف بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتأسيسها. والسلام   عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي   باريس في 12 أفريل 2008


بلاغ
 
رغم مرور أكثر من خمسة أسابيع على قرار المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية بتجميد عضويتي ورفيقي عبد الحميد بن مصباح عضو مجلس النواب من الحزب ما زلتُ أنتظر قرار إحالتي على لجنة النظام. وهذا أبسط حقوقي التي يمكن أن أتمتع بها لأدافع عن نفسي.  وقد توجهنا سابقا إلى مناضلي الحزب والرأي العام السياسي بالحجج التي تؤكد الطابع الانتقامي للقرار وعدم استناده إلى أيّ مرجعية قانونية. وكشفنا أنّ الغاية هي دفعنا إلى الاستقالة من الحزب لأسباب تتعلق بالاستحقاق الانتخابي التشريعي لسنة 2009 وأيضا دفعنا إلى الاستقالة من العمل السياسي الوطني. وأؤكد للرأي العام الوطني ولمناضلي حزب الوحدة الشعبية أن الخلاف الحقيقي مع المكتب السياسي هو اختلاف حول برنامج عمل سياسي كنا تقدمنا به للمكتب السياسي وللأمين العام بما يضمن الديمقراطية والشفافية في مستوى تسيير الحزب ويكرس العدالة بين كلّ مناضلي الحزب بقطع النظر عن منطق الولاء المصلحي السائد لدى البعض. وقد رفض المكتب السياسي هذا البرنامج وقام بتجميدنا في ظروف ما زالت تتسم بالغموض. وإننا نؤكد أنّ الوضع الحالي للحزب وسياسة الإقصاء والتهميش وفرض منطق الولاء الشخصي واعتبار الحزب مجرد وسيلة لتحقيق المطامح الشخصية ولو على حساب مبادئه ومقتضيات المصلحة السياسية العامة ستكون له تبعات قاسية على مستقبل الحزب إذا لم يقع الاحتكام إلى منطق العقل. الإمضاء شوقي بن سالم إعلامي ومناضل سياسي


المساجين السياسيون وسياسة الموت البطيء

متى ينتهي قبْر المناضلين أحياء في سجون تونس؟

 
شدد الدكتور زياد الدولاتلي القيادي بحركة «النهضة» في تصريحات «للعرب» على أن «أبناء وقيادات الحركة يتعرضون منذ ما يزيد عن 18 عاما لحملة تنكيل لم يشهد لها تاريخ البلاد مثيلا من قبل».   إن معاناة أبناء حركة النهضة ما زالت متواصلة وما زالت مظاهرها بارزة في العديد من المشاهد التي يجمع بينها خيط رابط: انتهاك أبسط حقوق الإنسان في العيش الكريم، وسلبه أبسط حرياته في التعبير والتنظم والتنقل. ويشترك في ذلك المساجين والمسرّحون من السجن وكذلك أولئك الذين اضطرّوا هم وعائلاتهم إلى الهجرة بحثا عن الحرية والكرامة.   ولكن مأساة المساجين أشدّ وأعتى، لأنها تمثل ظلما مزدوجا. ظلم  المنع من حرية الرأي والتعبير وظلم الحبس في غياهب السجون وظلماتها في ظل سياسة ممنهجة للموت البطئ. وليس هناك أشد على المناضل من فرض القيود عليه والتضييق عليه والتنكيل به وهو يشعر في عمق أعماقه أنه مظلوم وذنبه الوحيد المطالبة بحق التعبير واحترام الحريات العامة. فكيف الأمر بمساجين الرأي مثلما هو حاصل اليوم  لعدد من أبناء حركة النهضة   وقياداتها، الذين طالت بهم محنة السجن منذ بداية التسعينات في ظروف مأسوية، وهم واثقون بأن دورهم الحقيقي هو خدمة المجتمع، وأن مكانهم المناسب بين أفراد أسرتهم وأهاليهم  وليس في غياهب السجون.    ولعل حالات الإصابة بالسرطان والأمراض الخطيرة التي تؤكدها تقارير حقوق الإنسان بالنسبة للمسرحين من السجون دليل على تعمّد  السلطات التونسية انتهاج سياسة الموت البطيء لمساجين الرأي من أبناء حركة النهضة.  وبالرغم من إطلاق سراح مساجين سابقين في دفعات متتالية، فإن النظام ما زال مصرّا على عدم إغلاق هذا الملف ومواصلة سياسة التشفي وعدم طيّ صفحة قمع الحريات، واستغلال من تبقّى في السجن ورقة ضغط سياسية.     إن وضع المساجين السياسيين من أبناء حركة النهضة قد تجاوز الحدّ الأقصى الذي يطيقه البشر. وهناك مآسي يومية إنسانية في ذواتهم وفي عائلاتهم تقتضي الإسراع بإطلاق سراح  هؤلاء المناضلين، وإخراجهم من الحفر التي تم ردمهم فيها. فالصادق شورو الرئيس السابق للحركة الذي يعاني من عديد الأمراض ووضعه الصحي متدهور بعد الإضراب عن الطعام، ورضا بوكادي الذي أصيب بسجن المرناقية بتونس العاصمة بمرض نادر يسمّى syndrome nephrotique ) وهو مرض حاد يصيب الحجيرات الكلوية) اثّر على جهازه المناعي وأضعفه، إضافة إلى عدة أمراض أخرى منها التهاب حاد في القولون وخروج كمية من الدم عند التبوّل و التهاب الحنجرة والأذنين.. والأمثلة كثيرة.   فمتى ينتهي قبر المناضلين أحياء في سجون تونس؟   المحرّر   (المصدر: موقع « نهضة.إنفو » (أوروبا) بتاريخ 11 أفريل 2008)

تونس: رئيسة حزب معارض تبيع صحيفتها في الشارع تحدياً لمنعها

 
تونس – محمد الحمروني    في حركة لا سابق لها، وتنفيذا لما هدّدت به في ندوتها الصحافية الأخيرة، نزلت ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي (معارض معترف به) أمس الجمعة برفقة عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب ورئيس تحرير صحيفة «الموقف» رشيد خشانة إلى شوارع العاصمة التونسية لبيع العدد الأخير من الصحيفة.   وانطلقت الجريبي في هذه الحركة الرمزية من المقر المركزي للحزب وسط العاصمة، وجابت الشوارع الرئيسية للعاصمة من «الحبيب بورقيبة» إلى شارع مرسيليا وشارع باريس. وتجمعت أعداد كبيرة من المواطنين يستكشفون ما يجري، ويتساءلون عن سبب قيام قيادة الحزب بتوزيع الصحيفة بنفسها في الشوارع، وردت الجريبي وخشانة وبقية أعضاء الحزب والجريدة عن استفسارات المواطنين، واستغلوا فرصة الرد للحديث عما تتعرض له الصحيفة من مضايقات ومنع من التوزيع.   وقالت الجريبي في تصريحات لـ «العرب»: «إن المنع المتكرر هو الذي دفعها وأعضاء المكتب السياسي للديمقراطي التقدمي وهيئة تحرير الصحيفة إلى اللجوء إلى هذه الخطوة التي تحمل رسالة خاصة ورمزية للسلطة. وأضافت: «سنقوم بواجبنا في الدفاع عن صحيفتنا وما يشجعنا على ذلك هو تجرّؤ عدد من المواطنين على شرائها منا، في الوقت الذي كانت فيه عناصر الأمن تحيط بنا وتحاول إبعادنا عن المحاور الرئيسية لشارع الحبيب بورقيبة».   وكانت أعداد من عناصر الأمن بالزّي المدني قد أحاطت بأعضاء الحزب والجريدة، وطلبت منهم التوقف عن بيعها في الشارع لأن ذلك فيه «مخالفة صريحة للقانون». كما منعت قوات الأمن الصحافي قناة «الحوار» التونسية ، ومراسل «العرب» وعددا آخر من الصحافيين من التقاط الصور.   وفرض رجال الأمن محاصرة لصيقة على الجريبي ومن معها، ورافقوها حتى عودتها إلى مقر الحزب دون أن يستعملوا العنف ولا الكلام البذيء.   وأكد رشيد خشانة رئيس تحرير صحيفة «الموقف» لـ «العرب» أن قيادة الحزب وهيئة التحرير قامتا بهذه الخطوة «ردا على العقبات التي تضعها السلطة في طريق بيع صحيفتنا بهدف إضعافها ماديا ودفعها إلى الاحتجاب».   وأضاف: «لقينا أثناء التوزيع تجاوبا واسعا من المواطنين بدرجة لم نكن نتوقعها، ونحن على استعداد للعودة إلى مثــــل هــــذه الخطــــوات الرمزية وربما تصعيدها كلما عادت السلطة إلى انتهاج أسلوب الحجز المقنع ضدنا».   وكانت السلطات التونسية قد عمدت إلى حجز صحيفة «الموقف» في ثلاث مناسبات في أقل من شهر، وعقدت هيئة تحرير الصحيفة وقيادة الديمقراطي التقدمي يوم 7 أبريل الجاري ندوة صحافية مشتركة نددتا فيها بحجز الصحيفة، وأعلنتا أنهما ستقومان ببيعها بنفسهما في شوارع العاصمة.   يذكر أن صحيفة «الموقف» الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض تأسست سنة 1984 وبدأت في الصدور في شكل مجلة أسبوعية من 50 صفحة، واحتجبت الصحيفة عدة مرات كان آخرها سنة 1995 بسبب تدهور المناخ السياسي العام في البلاد كما يقول القائمون عليها، ومنذ سنة 2000 أصبحت الصحيفة تصدر بشكل منتظم إلى الآن، ويقوم على إدارة الصحيفة أحمد نجيب الشابي مؤسس الديمقراطي التقدمي ومرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

رداً على الحجز المتكرر الجريبي في شوارع العاصمة …تبيع ‘الموقف’

 
إسماعيل دبارة من تونس: لم تجد الأمينة العامة للحزب الديمقراطي مية الجريبي من طريقة تجابه بها المنع المتكرر والمتواصل لتوزيع الصحيفة الناطقة باسم حزبها ،إلا النزول إلى شوارع العاصمة تونس، اليوم الجمعة، محملة بعدد كبير من العدد الأخير من جريدة  » الموقف  » وبيعها مباشرة للمواطنين برفقة عدد من أعضاء المكتب السياسي للتقدمي و رئيس تحرير الصحيفة رشيد خشانة، وعبر المقاهي و الأماكن العامة كان للجريبي ورفاقها جولة بيع في سابقة هي الأولى من نوعها في تونس.    » المنع المتكرر الذي يهدف إلى خنق صحيفتنا الحرة وإضعافها ماليا، دفعني و أعضاء المكتب السياسي للديمقراطي التقدمي إلى اللجوء إلى هذه الخطوة التي تحمل رسالة خاصة ورمزية إلى السلطة التي تمنع صحيفة قانونية من التوزيع والبيع. » بهذه العبارات عبرت « الجريبي » عن سخطها لإيلاف التي رافقتها جولتها في شوارع العاصمة تونس.   وتضيف « الجريبي » التي تجمهر عدد كبير من المواطنين وأعوان الأمن بالزى المدني حولها: لم نلجأ إلى هذا الأسلوب من قبل ولكن المصادرة المقنّعة التي تستهدف الأصوات الحرة القليلة في تونس دفعتنا إلى ذلك ،سنقوم بواجبنا في الدفاع عن صحيفتنا التي استطاعت أن تكسب تعاطف القراء ،كما أن تجرّء المواطنين على شراءها مني شخصيا الآن و عناصر الأمن محيطون بنا بهذا الشكل لهو دليل على مكانة الموقف و إصداعها بالحق . »   خطوة الجريبي التي تصفها بـ »النضالية » لم تكن متوقعة بالمرة على الرغم من إعلانها عن عزمها القيام ببيع الجريدة بنفسها  في الندوة الصحفية التي عقدتها يوم السبت الماضي بمقر الصحيفة.   إلا أنه واضح أن هذه المرأة التي تزعمت أول حزب سياسي معارض في تونس لا تعترف بالاّ ممكن أو بالمستحيل. يذكر أن صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة قد تم حجزها في 3 مناسبات.فقد عمدت السلطات التونسية إلى مصادرة الإعداد 443 و 444 و 446 من الأكشاك في أقل من شهر.   رشيد خشانة مدير تحرير الصحيفة وصاحب الافتتاحيات المثيرة للجدل و اللاذعة، والتي عادة ما تكون السبب وراء  قرارات المصادرة – على غرار قضية الزيت الفاسد – يقول لإيلاف: قمنا من خلال هذه الخطوة بالالتفاف على العقبات التي وضعتها السلطة في طريق بيع صحيفتنا ودفعها إلى الاحتجاب ، لقينا تجاوبا  وتشجيعا من المواطنين أثناء التوزيع بدرجة لم نكن نتصورهما.   ويختم خشانة الذي كان منهمكا ببيع الصحيفة للمواطنين بالقول:أسرة الموقف التي ستطفئ في 12 مايو المقبل شمعتها الرابعة والعشرين ستمضي في السبيل نفسه دفاعا عن حق المواطن في الإعلام والتعبير وهي الحدود الدنيا التي يطمح لها كل التونسيين.   (المصدر: موقع إيلاف (لندن) بتاريخ 12 أفريل 2008)


تونس تفرج عن متظاهرين على غلاء المعيشة بعد احتجازهم

 
تونس ـ رويترز: قال مصدر نقابي ان السلطات التونسية افرجت عن أكثر من 20 متظاهرا الخميس بعد ان احتجزتهم في منطقة الرديف بمحافظة قفصة التي تشهد منذ اسابيع احتجاجات علي غلاء المعيشة. لكن مصدرا رسميا قال انه بناء علي حدوث اعمال تشويش بالطريق العام واضرار بملك الغير فانه تمت احالة ثمانية اشخاص للمحكمة الابتدائية بقفصة قبل ان يطلق سراحهم بشكل مؤقت . وقال مصدر نقابي طلب عدم نشر اسمه ان أكثر من 20 شخصا اعتقلوا في مدينة الرديف القريبة من قفصة التي تقع علي بعد 300 كيلومتر من العاصمة تونس بعد اعمال شغب اثناء احتجاجات قبل ثلاثة ايام. واضاف ان الاعتقالات جاءت بعد مواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين الذين يطالبون باصلاحات اجتماعية تتعلق بقطاع التشغيل في المنطقة المعروفة باسم الحوض المنجمي والغنية بالفوسفات. وقال ان المواجهات وقعت بعد أن القي متظاهرون مندسون الحجارة علي قسم للشرطة. واشارت مصادر نقابية الي ان مظاهرات اندلعت منذ أكثر من شهر في منطقة الحوض المنجمي التي تضم قفصة والرديف والمظيلة احتجاجا علي غلاء المعيشة وانتشار البطالة. والاحتجاجات أمر نادر الحدوث بتونس.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

تونس: اعتصام للعاطلين عن العمل يدخل شهره الرابع

 
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)–  في الوقت الذي كان عمال مصانع المحلة في مصر يدخلون أسبوعا جديدا من الاحتجاجات المتقطعة، انضمّ عمّال وموظفون في جنوب غرب تونس إلى عاطلين واسرهم في احتجاجات مستمرة منذ بداية العام من دون أن تلقى نفس الأضواء التي لقيتها مثيلتها الجارية في مصر، الدولة الأخرى التي تقع شمال أفريقيا.   وعاد الهدوء في وسط الأسبوع إلى مدينة المحلة الصناعية بعد مواجهات عنيفة وقعت في نهاية الأسبوع الماضي، متظاهرين وقوات الأمن المصرية.   وجاءت الاحتجاجات في خضم محاولة من المعارضة لتنفيذ ما يشبه العصيان المدني، غير أنّ السلطات أحبطت ذلك بنشرها قوات كثيرة العدد من الشرطة وأجهزة الأمن.   ومصر هي واحدة من دول عديدة وقع فيها ضحايا خلال مظاهرات معيشية، فقد شهدت دول أخرى مثل هايتي وإندونيسيا والكاميرون وبوركينا فاسو وساحل العاج والسنغال وموزامبيق مظاهرات مماثلة احتجاجاً على غلاء المعيشة والمواد الأساسية.   وفي تونس، وتحديداً في محافظة قفصة جنوب غربي البلاد، دخلت حركة احتجاج نظمها عاطلون عن العمل بالتنسيق مع لجان محلية لخريجي الجامعة العاطلين شهرها الرابع.   وبدأت الاحتجاجات في الخامس من يناير/كانون الثاني، في مدن الرديف وأم العرائس والمظيلة والمتلوي، وجميعها معروفة باسم « الحوض المنجمي » حيث أنها تحتوي على أغلب مناجم البلاد التي تنتج خاصة مادة الفسفاط.   وسرعان ما توسعت الحركة لينضم إلى المحتجين أغلب سكان المناطق، زيادة على النقابات المحلية وهو ما دفع السلطات إلى التفاوض مع مجموعة من ممثلي المعطلين لم تسفر عن حل، وفقا لمصدر من الحزب الديمقراطي التقدمي في تونس.   وبلغت الاحتجاجات ذروتها، وفق صحفي تونسي اتصلت به CNNبالعربية عندما انضم طلبة المعاهد والجامعات إلى أهاليهم.   وأضاف أنّ جموعا وضعت، في محاكاة لحركة الاعتصامات في العاصمة اللبنانية بيروت، خياما في الشوارع، ومنعوا شركة فسفاط قفصة من مواصلة عملها وسدوا المنافذ لتعطيل قطار الفسفاط عن التحرك.   وبعد أسابيع من انطلاق الحركة، اكتفت الصحافة التي تصدر من تونس بالإشارة تلميحا إلى ما يحدث في محافظة قفصة حيث دعا الصحفي التونسي المعروف برهان بسيس في عاموده على جريدة الصباح اليومية إلى ضرورة اعتبار أبناء قفصة « تونسيين أيضا لهم ما لنا وعليهم ما علينا. »   وخصص الرئيس التونسي سلسلة اجتماعات بوزرائه لمناقشة التنمية في « الجهات الداخلية » ثمّ أقال لاحقا جميع المسؤولين المحليين في المحافظة.   وفي الوقت الذي بدا فيه أنّ الاحتجاجات في طريقها إلى الانتهاء، بعد أن تمّ التوصل إلى اتفاقات منها المحلي ومنها الذي تمّ اتخاذه على صعيد وطني، وفقا للمصدر، شهد عدد من مناطق المحافظة، مع بداية الأسبوع، عودة الاحتجاج إلى ذروته بعد أن تظاهر عاطلون احتجاجا على إعلان شركة فسفاط قفصة على بدء العمل بقائمة المعينين الجدد لديها، دون مراعاة مطالب العاطلين بضرورة إلغائها أو مراجعتها.   وقال الصحفي، الذي رفض الكشف عن هويته، إنّ قوات الأمن داهمت المنازل في منطقتي الرديف وأم العرائس « مستخدمة الهراوات والكلاب وخراطيم المياه، واعتقلت العشرات من المواطنين ومن بينهم عدد من النقابيين وقادة الحركة الاحتجاجية. »   وفيما لم يكن ممكنا الحصول على تعليق رسمي من الحكومة التونسية، قالت وكالة تونس أفريقيا للأنباء، الرسمية، إنّ « أهالي ولاية قفصة من إطارات ومناضلين ومقاومين ونساء وشباب وطلبة وممثلي منظمات وجمعيات المجتمع المدني نظّموا الخميس مسيرة عرفان وتأييد للرئيس زين العابدين بن علي » وعبّروا عن « مشاعر الإكبار لسيادته على رعايته الموصولة ودعمه المطرد لمقومات التنمية بولاية قفصة وحرصه على مزيد الارتقاء بمستوى عيش سكّانها. »   وأضافت أنّ المحافظة « أكّدت التفافها حول رئيس الدولة ووقوفها صفا واحدا في وجه كل من تحدثه نفسه بالإساءة للبلاد وفي وجه كل التيارات الهدامة مجددين التزامهم المطلق بالثوابت الوطنية. »   غير أنّ مصادر معارضة تونسية، قالت إنّ المسيرة ليست عفوية وإنّما نظمها الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) بأمر من محافظ المنطقة الجديد.   ويعاني غرب تونس، على عكس، شرقها، من مستويات بطالة مرتفعة، وقلّة فرص العمل فيها أمام ضعف البنية الاقتصادية هناك، رغم أنّها شكّلت لعقود محور ثروة البلاد سواء بالنسبة إلى الزراعة، في الشمال، أو المعادن من فوسفاط وحديد وزنك، في الوسط والجنوب.   (المصدر: موقع سي أن أن بالعربية (دبي) بتاريخ 11 أفريل 2008) الرابط: http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/4/11/tunisia.strikes/


نقابة مستخدمي الإدارة العمومية الجزائرية

إدانة اعتقال نقابيين تونسيين في منطقة قفصة

 
ندّدت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية  »السنا باب » بحملة القمع التي تشنها السلطات الأمنية التونسية منذ جانفي الماضي على نقابيين من منطقة قفصة، احتجوا على البطالة التي تنتشر في هذه المنطقة الجنوبية من التراب التونسي.   وأفاد بيان وقعه رشيد معلاوي رئيس  » السناباب » تسلمت أمس  »الخبر » نسخة منه أن حملة الاعتقالات شملت يومي 6 و7 أفريل   قيادات نقابية من المنطقة شاركوا في اجتماع تضامني نظم في تونس من بينهم عدنان حاجي، الأمين العام لنقابة التربية لقاعدة رديف بقفصة، والطيب بن عثمان أستاذ ونقابي وبوجمعة الشرايطي الأمين العام لنقابة الصحة في المدينة.   ويعاني، حسب البيان، عدنان حاجي من قصور كلوي. وقد شرعت زوجته مباشرة  بعد تلقيها  خبر اعتقاله في  إضراب عن الطعام امام الفرع النقابي للاتحاد العام التونسي للعمل، كما  شن اساتذة وعمال وتجار من المدينة احتجاجات على توقيف المعنيين ومجموعة من النقابيين والبطالين والشباب الذين يبلغ عددهم 20.    (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)


وزير فرنسي يبحث ترتيبات زيارة ساركوزي المرتقبة إلى تونس بنهاية الشهر الحالي

لي تونس / 12 إبريل-نيسان / يو بي أي: قال وزير الدولة الفرنسي ايريك بيسون، المكلف بتقييم السياسات العامة وتنمية الإقتصاد الرقمي، إنه بحث مع رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي إلى تونس بنهاية شهر نيسان/أبريل الحالي. وأشار بيسون، بعد اجتماعه اليوم السبت في تونس مع الغنوشي إلى أن محادثاته مع الغنوشي تناولت أيضا علاقات التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيات الاتصال والمعلومات والبنية الأساسية والسبل الكفيلة بتنويعها وتعزيزها. وينتظر ان يبدأ الرئيس الفرنسي في 28 من الشهر الجاري زيارة رسمية إلى تونس تستغرق ثلاثة أيام، وذلك تلبية لدعوة كان قد تلقاها من نظيره التونسي الرئيس زين العابدين بن علي. وأضاف بيسون أنه تطرق، خلال محادثاته مع الغنوشي، إلى مشروع الإتحاد من أجل المتوسط الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، بهدف التأسيس لشراكة متوازنة بين ضفتي المتوسط . وكان قادة الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي قد وافقوا في ختام قمة عقدوها في العاصمة البلجيكية- بروكسل- في الثالث عشر من الشهر الماضي على مبدأ قيام اتحاد من أجل المتوسط يضم كافة الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، وباقي الدول المتوسطية غير الأعضاء في المنظومة الأوروبية . وكلفوا المفوضية الأوروبية بإعداد مقترحات محددة حول الآليات اللازمة لإقامة هذا الإتحاد، لتقديمها إلى القمة التي ستعقد في باريس في 13 يوليو/تموز المقبل، والتي ستضم قادة كل الدول المعنية بهذا « الاتحاد من أجل المتوسط ». وكانت تقارير إخبارية فرنسية أشارت في وقت سابق إلى أن الرئيس الفرنسي يعتزم اختيار العاصمة التونسية تونس كمقر دائم لـ »الإتحاد من أجل المتوسط ». ووصفت مصادر فرنسية رسمية اختيار تونس لتكون مقرا للإتحاد إذا تأكد، بـ »الذكي »، واعتبرت أن تونس وحدها « يمكن أن تكون موضع إجماع بسبب الخلافات المستمرة بين المغرب والجزائر والوضع الخاص لليبيا، كما أن موريتانيا « ليست دولة متوسطية بالمعنى الجغرافي للكلمة »  

تونس تقول إن أوروبا تعي أن أمنها مرتبط بأمن دول الجنوب

تونس / 12 إبريل-نيسان / يو بي أي: قال وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله إن أوروبا تعي جيدا أن أمنها وإستقرارها ومستقبلها يرتبط بأمن وإستقرار ومستقبل دول جنوب المتوسط . واعتبر في كلمة افتتح بها أعمال منتدى دولي حول « الدول الأعضاء الجدد في الإتحاد الأوروبي ودول حوض جنوب المتوسط: شركاء أم متنافسون »، اليوم السبت ان التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة « تقتضي مزيداً من دفع الشراكة الأورومتوسطية وفق مقاربة شاملة تقوم على التضامن والتكامل بين هذه الدول ». وأضاف أن هذه التحديات « تستدعي أيضا ضرورة التعامل بإيجابية معها من خلال إعتماد شراكة متضامنة ومتوازنة تأخذ بالإعتبار الأولويات التنموية لدول الجنوب ». ووصف وزير الخارجية التونسي الإتحاد الأوروبي بأنه أحد أبرز التجمعات الإقليمية الفاعلة في الساحة الإقتصادية العالمية،حيث أصبح اليوم يضم 27 دولة « تخوض تجربة إندماجية فريدة من نوعها أسست لكيان إرتقى فوق الصراعات والإختلافات القومية والثقافية ». ويعتبر الإتحاد الأوروبي الشريك الإقتصادي والتجاري الأول لتونس حيث يستأثر بحوالي80 % من حجم معاملاتها التجارية مع الخارج،بينما سجلت الصادرات التونسية نحو دول الإتحاد الأوروبي تطورا سنويا بنسبة 10 % خلال الفترة ما بين عامي 1996 و 2006. و من جهة أخرى،جدد وزير الخارجية التونسي الترحيب بمبادرة الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بشأن الإتحاد من أجل المتوسط، لكنه دعا إلى تعزيز التشاور بهدف رسم معالم وأهداف هذا المشروع. يشار إلى أن المنتدى الدولي حول « الدول الأعضاء الجدد في الإتحاد الأوروبي ودول حوض جنوب المتوسط: شركاء أم متنافسون »، تنظمه مجلة « الإقتصادي المغاربي »،بمشاركة عدة شخصيات سياسية وديبلوماسية منها ايريك بيسون وزير الدولة الفرنسي ،ولاسزو فاركوني وزير الدولة المجري للشؤون الخارجية والحبيب بن يحيى الأمين العام لإتحاد المغرب العربي.

 

الرّديف: النضالات تستمر في ظل الانتصار… والآلاف يحتشدون استقبالا للمسرحين

 
خرج الآلاف من المواطنات والمواطنين بالرديف إلى الشوارع رافعين شعارات الانتصار والفرحة ومردّدين تمسكهم بمطالب منطقة الحوض المنجمي وذلك على إثر إطلاق سراح بقية الموقوفين يوم 10 أفريل الجاري. وتدعّمت هذه الجماهير بالوفود القادمة من قفصة وأم العرايس بعد ساعات من إطلاق سراح النقابيين وقيادات الحركة الاحتجاجية في الحوض ألمنجمي التي انطلقت منذ يوم 5 جانفي 2008. استمرت هذه الاحتفالات طيلة الليلة حيث جابت الجماهير شوارع المدينة صحبة المسرحين وتوجهوا إلى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل. لقد جاء إطلاق سراح الموقوفين إثر حركة إحتجاجية عارمة شهدتها الرديف وأم العرايس نشبت خلالها مشادات بين الأهالي وقوات الشرطة المعززة بمختلف الفرق الأمنية والكلاب وخراطيم المياه، وقد نفذت هذه الفرق جملة من المداهمات والاعتداءات على الأهالي في الرديف وأم العرايس مما جعل العديد منهم وخاصة الشباب إلى مغادرة منازلهم لأكثر من ثلاثة أيام. كما احتشد صباح الخميس 10 أفريل الآلاف من أهالي الرديف أمام مقر المعتمدية مطالبين بإطلاق سراح ذويهم الموقوفين. ولقد تم الاعتداء بكل وحشية على الموقوفين وخاصة خلال اليوم الأول وكذلك عند اعتقالهم ولقد ظل الدّم مرسوما على أدباشهم إلى حدود إطلاق سراحهم يومي 9 و10 أفريل 2008. ولقد تم الاحتفاظ بهم لمدة أربعة أيام متتالية وتم إطلاق سراح الدفعة الأخيرة التي يوجد ضمنها بقية النقابيين (عدنان الحاجي، الطيب بن عثمان و بشير العبيدي) بعد تحويلهم إلى مقر المحكمة الابتدائية بقفصة وإنزالهم إلى غرفة الإيقاف ومن هناك تم من جديد نقلهم على سيارة الشرطة وإطلاق سراحهم بعد ذلك وهو ما يرجح إمكانية توجيه قضايا ضدهم ولكن إلى حدود اللحظة لم يتأكد ذلك. إن هذا الانتصار للتونسيات والتونسيين من أبناء الرديف وأم العرايس وقفصة والمظيلة والمتلوي وزانوش وغيرها من مناطق الحوض المنجمي رفع من معنوياتهم وعزيمتهم وهم إلى الآن متمسكون بمطالبهم وحركتهم مستمرة. إن هذه الحركة النضالية تدلل من جديد على أن أمل الناس في تحصيل حقهم ممكن عندما يجرؤون على رفعه عاليا. وبهذه المناسبة النضالية فان البديل عاجل تحيي المسرحين وتتوجه بتهانيها إلى أهاليهم وأهالي الحوض المنجمي بقفصة وتشد على أياديهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة. (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2008)

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي: إطلاق سراح بقية المعتقلين

 
10 أفريل 2008 علمت اللجنة الوطنية أنه وقع إطلاق سراح بقية المعتقلين اليوم مساء وقد اتصلت بالعديد منهم لتهنئتهم وللتأكد من الخبر. واللجنة إذ تعبر عن ارتياحها لهذا التمشي وتعتبره خطوة هامة في اتجاه التخفيف من واقع الاحتقان فإنها تشكر كل مكونات المجتمع المدني التونسي والعالمي ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة في الداخل والخارج الذين ساندوا أهالي الرديف في هذا الظرف الدقيق. كما تعبر عن تقديرها للسادة المحامين الذين عبروا- بالعشرات – عن استعدادهم للدفاع عن المعتقلين. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2008)

إعـلام
 
10 أفريل 2008 مثل اليوم السادة : –  الشاذلي عكرمي –  وليد عكرمي –  محفوظ قويدر –  عمر قويدر أمام المحكمة الابتدائية بقفصة. وكان قد وقع إيقافهم يوم 27 مارس الماضي بالمظيلة بتهمة تعطيل حرية الجولان وتعطيل حرية الشغل وقد أصدرت المحكمة اليوم حكما عليهم بالسجن لمدة شهرين مع تأجيل التنفيذ. وقد غادروا السجين متجهين إلى المظيلة. وتعبر اللجنة عن تقديرها للسادة المحامين الذين تولوا الدفاع عنهم. وهم الأساتذة: –  العياشي الهمامي –  منذر الشارني –  خالد الكريشي –  منية الفجراوي –  رضا الرداوي –  زهير اليحياوي –  علي كلثوم –  الياس قوادر عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني   (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2008)

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي: ملخص لتقرير عن زيارة لمنطقة الرديف

 
09 أفريل 2009 زار وفد من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي اليوم مدينة الرديف وذلك للوقوف على حقيقة الأوضاع الخطيرة التي تواترت منذ يوم الأحد الماضي. وتكون الوفد من: –  عبد الرحمان الهذيلي، عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي. –  الهادي بن رمضان، رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. –  رشيد الشملي، عضو فرع المنستير للرابطة وعضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي. –  شكري الذويبي وعمر قويدر وعلي الحبيب من فرع نفطة توزر للرابطةالتونسية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. –  مسعود الرمضاني، رئيس فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنسق اللجنة الوطنية للدفاع عن أهالي الحوض المنجمي. وقد كان للوفد لقاء مع المواطنين المتظاهرين بأعداد كبيرة أمام معتمدية الرديف، مطالبين بإطلاق سراح كل الموقوفين – والذين ناهز عددهم عن الثلاثين بين نقابيين وعاطلين عن العمل وتلاميذ. وقد اشتكى العديد من الأهالي من تجاوزات عديدة وخطيرة حصلت في حقهم أثناء مداهمات قوات الأمن لمنازلهم يومي 7 و8 أفريل 2008، نورد بعضها. –  اشتكى السيد الناصر شرف الدين، صاحب مشربة، من العنف الذي طال ابنه البالغ من العمر 9 سنوات وهو مكسور في يديه. –  حسب شهادة بعض الحضور، يوجد التلميذ هيثم الرحيلي، 7 أساسي، بالمستشفى وذلك إثر تعرضه للعنف الشديد من قبل قوات الأمن. –  أعلمنا السيد فيصل النميسي أن أعوان وحدات التدخل الذين داهموا بيته قد هشموا ثلاثة أبواب وتسببوا في ترويع عائلته. –  أعلمنا السيد عبد السلام بن علي بوعوني، عامل حظائر، أن ابنه ياسين بوعوني البالغ من العمر 12 سنة والمريض بفقر الدم قد تعرض للضرب المبرح من طرف قوات الأمن مما نتج عنه كسر في يديه. وقد سجل الحقوقيون حالة الحصار الأمني الكبير الذي عليه مدينة الرديف وحاول التفاوض في ذلك مع معتمد الجهة الذي تراجع بعد أن قبل بالمبدأ. واللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي التي تشكر فرع توزر–نفطة للرابطة لما قدمه من مساعدات بغاية الوصول للمدينة وتأسف لما تعرضت له سيارة السيد عمر قويدر من تهشيم للبلور الأمامي عن طريق عناصر مجهولة-وذلك بينما كان يسعى للتفاوض – فإنها تدعو السلطة إلى: –  رفع الحصار الأمني المفروض على مدينة الرديف. –  إيقاف كل أشكال المداهمات والكف عن ترويع المواطنين ومتابعة كل العناصر الأمنية التي ثبتت مسؤوليتها في التجاوزات في حق المواطنين. –  إطلاق سراح كل الموقوفين وإيقاف كل أشكال التتبع ضدهم. كما تدعو اللجنة لإيجاد حلول عاجلة لمشاكل التنمية بالجهة، ومنها أزمة البطالة وغياب المشاريع التنموية والفقر. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2008)

عندما تنسى اسمك… تذكر الرديف

 
بقلم خيبان مرضت وعجز الطبيب المداوي… وسمعت أن عرّافا يقرأ التاريخ بين العيون ويدوّن ما يراه في رقيا… فتحت الرقيا وجدت مكتوبا فيها « إذا أصابك البلاء فقل سلام على الرديف في الأولين… وسلام على الرديف في الآخرين »… الماء يغلي فوق النار والعجوز تترقب وتعدّ ما يلزم لهذه المناسبة… فسيارة الإسعاف لن تسعف ابنتها إذا جاءها المخاض… لأن أزقة الحي ضاقت هذه الليلة… هجموا وفاض الناس في الإناء والدنيا تحتهم زبد… والحرس الوطني… زبد. والنشيد غير الوطني… زبد… وخراطيم المياه. وفاض الناس… فاضوا كقدر كلما اشتهته النار احتواها.. كانت البلاد ليلتها كخربشة على جدار وتحت الجدار أشباه ناس، يتسلقون لطلاء الخربشات… كل خربشة تكفي لتذهب بعهد جديد… نفذ الطلاء وما نفذ الطبشور الذي يختزل على الجدار تاريخ قرية في تاريخ وطن يحمله رجل ككيس على ظهره ويمضي فوق الأشواك لا يلوي على شيء. ومن خلفه أشقياء الزمان، وقود القصائد والذكريات… تراهم يمشون وهم لا يمشون لأنهم في القصيدة يصعدون… في وسط القرية، تقريبا، حديقة سمتها الدولة حديقة الشهداء. عندما أرادت أن يكون لها شهداء وتستكمل مشهد الساحة حيث البيان معلق من عرقوبه كشاة. هي في الحقيقة مقبرة للشهداء.. حقا هم شهداء.. لا فرق في بلدي بين الحدائق والمقابر كما لا فرق بين البيان وأذان المغرب في رمضان.. فقط هي اللغة تضحك منا وعلينا… هي اللغة تفضح الرقباء في حديقة الشهداء… هي اللغة تقول إن نحو الجملة في البيان مبني على النصب (باللهجة المصرية) لأن من كتبه كان « نصّابا » (باللهجة المصرية أيضا)… لذلك فإن جملة « لا رئاسة مدى الحياة » مثلا تتكون من « لا » نافية للجنس تنصب ما بعدها و »مدى » اسم مقصور مبني على النصب تليها « الحياة » مكسورة دائما… فالنصب هو الأصل في البيان رغم أن الرفع هو الأصل في اللسان والكسر عاهة في الحياة… في تلك الليلة لم ينم الشهداء كما أراد الحزب لهم منذ استشهدوا.. فقد أيقظتهم أحذية الغرباء ونباح كلابهم وموسيقى حراس الحدود… قالوا إن فرقة اسمها الأنياب مرّت من جانب حديقة الشهداء.. والأنياب فرقة كلاب لا تأكل إلا لحم الفقراء لأنه أقل شحما وكاد يصبح قديدا.. بشمنا من القديد وما شبعت كلابهم… وبعد قليل بدأت جوقة الأنياب تتصاعد في الأزقة كأصوات الجنائز… صرخت المرأة الحامل: لقد جاء المخاض… حجرٌ على حجرٍ وهدير حناجر بحت من الحلوزي (تبغ رديء) ووعود المدير ونائبه… « لقد جاء المخاض » قالتها تلك المرأة قبل أن تلد طفلا في فمه شتيمة ولعنة على القادمين سرا تحت الظلام.. لم ينم الشهداء ليلتها تلك.. فالضوء الذي اشتعل فوق حديقتهم أذهب النعاس والعقل.. وكما تعلمون فالشهداء يموتون دائما بعيدا عن الأضواء كي يتيحوا الفرصة « لهواة الرثاء »… كان ذلك بمناسبة عيد الشهداء (9 أفريل)… فللشهداء عيد في بلدي… ولمن لديه مرض في قلبه نقول له إننا في بلد ديمقراطي لا ينسى أمواته الطاهرين.. ولكنه ينسى أحياءه البائسين.. والأحياء شهداء في بلدهم لا يرزقون. مثلما أن « الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون »… تكمّشت الرديف ليلتها كورقة بالية ثم انفرجت دفعة واحدة… وخرج الوليد مقصوص الصرّة كنبي مجنون… وانهمر الغضب من الأفواه والأيدي واقترب الجمعان… جياع وراءهم جياع… وأنياب وراءها كلاب… والكلب من لا يجعل للكلب أربعين نابا… أو بمثل هذا ردّ أبو العلاء على الشريف الرضي ذات غضب.. وبمثل ذاك انكمشت القرية كوجه جدتي قبل موتها ثم تهللت حينما رأت الجنة.. وتكوّم الغضب في الرؤوس كقطعة من سحاب أسود… ثم تكوّر العسس كبطن زعيم مشبوه… وبعدما اطمأنت على صرّة جنينها ولسانه .. صرخت تلك المرأة « أسد علي وفي الحروب نعامة »… وزحف النعام ليلا كالإشاعة… اختلطت الأجيال في نص واحد وساروا بين الأزقة كقافية قصيدة تعاد في آخر كل بيت وفي بداية كل شارع « إن الشعب لا يهان »… هي قافيتهم.. طويلة نسبيا على القصيدة ولكنها في الألسنة رصاصة.. وبعدما عبروا على الخريطة رسموا تلك القافية بقعة حبر تمتد من القبور إلى القصور… قال الشنفرى الصعلوك: وليلة نحس يصطلي القوس ربها …… وأقطعه اللاتي بها يتنبل دعست على غطش وبغش وصحبتي …… سعار وإرزيز ووجر وأفكل تلك لغة الشنفرى حينما هجم على قبيلته ذات ثورة وقالت الجموع في تلك الليلة وبكل بساطة وبعيدا عن غريب اللفظ « يا نظام يا جبان إن الشعب لا يهان »… وجاء الصباح كان فطورهم قليلا من الزيت وجروح الليل ورغوة الحقيقة… بعدها ابتسم ذلك الوليد فزغردت أمه لأنه بقي حيا إلى أن عاد أبوه وأخوه من النص الذي ملأ الشارع المجاور بالمعنى… سأل الولد أباه عن الشعب هل يهان؟؟ تأمّل الأب جرحه من صوانة خدشته وهو يرميها وقال: يا بني لا تهذ فإن الهذيان من عمل الشيطان وهراوات الأمن… خجل الولد وتذكر أن أمه قد ولدت فسألها عن اسم أخيه فنسيت… تكلم الولد في المهد: « أمي إذا نسيت اسمي فتذكري الرديف ». (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2008)

لا للهمجيّة، لا للبربريّة، نعم لحماية المسؤول النّقابي
 
تعرّض الكاتب العام للإتّحاد المحلّي للشّغل بـ » سليمان » وهو معلّم إلى هجوم همجي وعنيف من قبل مجموعة من « العمّال » بساحة المدرسة التي يدرّس بها حيث قدم قرابة 21 شخصا رجالا ونساء يوم السّبت 15 مارس 2008 على السّاعة العاشرة صباحا أثناء تأديته لعمله، وأسمعوه وابلا من الكلمات الجارحة وأهانوه إهانة مقصودة على مرأى ومسمع من زملائه، مهدّدين ومتوعّدين بأنّ المرّة القادمة سيكون حسابه معهم لا مع عرفهم مدير معمل الكوابل الكهربائيّة وروّجوا في مدينة « سليمان » أنّهم « هنتلوه وطيّحولو قدرو باش يتربّى » وأنّهم أيضا صوّروه بالهاتف الجوال أثناء « الغزوة » التي قاموا بها للمدرسة يعني أنّهم وثقوا عمليّة الاعتداء المدبّرة بإيعاز من العرف حتّى يبقى عبرة لمن يعتبر… لسائل أن يسأل لماذا كلّ هذا؟ الجواب هو أنّ هذا المعلّم النّقابي والكاتب العام للإتّحاد المحلّي بمدينة « سليمان » في نفس الوقت، ركّز نقابة أساسيّة للدفاع عن حقوق العمّال في معمل الكوابل الكهربائيّة المذكور والّذي يديره شخص مزدوج الجنسيّة « ألمانيّة – تونسيّة » لا يعترف بالحقّ النّقابي ولم يتوان عن طرد تشكيلة النّقابة الأساسيّة الفتيّة، وأرسل مليشياته لتهديد الكاتب العام للإتّحاد المحلّي لإسكاته… أسئلة تطرح نفسها بإلحاح: هل مازلنا في عصر الهمجيّة؟ هل تصل الشّراسة برأس المال وبأعداء العمل النّقابي إلى هذا الحدّ؟ أين هو دور السّلطات؟ ألا يستحقّ هذا المدير وميلشياته الإيقاف الفوري؟ أين هي وزارة التّربية والتّكوين؟ ألا يعتبرهذا الإعتداء البربري اعتداء على حرمة المؤسّسة التّربويّة والعاملين فيها؟ ألا تتحرّك بكلّ ثقلها أم أنّ الأمر لايعنيها مادام يتعلّق بنقابي؟ أسئلة كثيرة محيرة ظلت بدون جواب… نقول هذا ولا يفوتنا أن ننوّه بموقف كلّ من النّقابة العامّة للتّعليم الأساسي والمكتب التّنفيذي للإتّحاد العام التّونسي للشّغل اللذين تحرّكا، كلّ من موقعه قصد حثّ الأطراف ذات الصّلة من أجل تتبّع الجناة وردّ الإعتبار للنّقابي المعتدى عليه… * ملاحظة: بلغنا أيضا أنّ هذا المدير أُجبِر على إرجاع النّقابة الأساسيّة للعمل وأنّه تنصّل من تبعات تحريضه لمجموعة من « العمّال » على مهاجمة هذا النّقابي داخل حرمة المدرسة . (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2008)

إضراب إداري في التعليم الأساسي
 
وأخيرا أمضيت أمضى مؤخّرا الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العموميّة لوائح الهيئة الإداريّة لقطاع الأساسي ليوم 24 مارس 2008 إثر ما راج من رفض المركزيّة للإضراب الإداري، ومن ضمنها الائحة المهنيّة الّتي وصفت تجاوزات وزارة التّربية والتّكوين وطالبتها بـ: –  الإلتزام بالإتفاقيات والتّشاريع المحلّية والدّوليّة واحترام حرّية العمل النّقابي واعتبار الطّرف النّقابي طرفا فاعلا وطنيّا وجهويّا وشريكا في كلّ ما يهمّ المعلّمين. –  احترام مصداقيّة التّفاوض بتطبيق الإتفاقيات المبرمة سابقا وفتح التّفاوض الجدّي حول مطالب القطاع المادّيّة والمعنويّة في أقرب الآجال. هذا وقد هدّدت الهيئة الإداريّة بشنّ الإضراب الإداري خلال امتحانات الثّلاثيّة الأخيرة إن لم تستجب وزارة التّربية والتّكوين لمطالب المعلّمين المشروعة. تونس في 2 أفريل 2008 الهيئة الإداريّة لقطاع الأساسي تقرّر الإضراب الإداري انعقدت يوم الإثنين 24 مارس 2008 الهيئة الإداريّة لقطاع الأساسي برئاسة عضو المكتب التّنفيذي السيد محمّد المنصف الزّاهي في المقرّ المركزي للإتّحاد العام التّونسي للشّغل – بطحاء محمّد علي – تونس ودامت يوما كاملا لمناقشة الوضع القطاعي والبحث في كيفيّة التّصدّي لتعنّت وزارة التّربية والتّكوين ورفضها للجلوس مع نقابة المعلّمين وإيجاد حلول للمطالب المشروعة لهذا القطاع والمشاكل المزمنة الّتي يعاني منها في بلد تدّعي حكومته ليلا نهارا أنّها وبدون تحفّظ ترعى مصالح الشّغّالين وتنتهج مع منظمتهم النقابية أسلوب الحوار الاجتماعي من أجل تحقيق المكاسب للعمّال والبلاد وآخرها رسالة الشّكر الّتي وجّهها رئيس الدّولة للأمين العام للإتّحاد العام التّونسي للشّغل ردّا على رسالة هذا الأخير بمناسبة عيدي  » الاستقلال والشّباب  » انظر جريدة الشّروق بتاريخ 28 مارس 2008 ص 17 « في رسالة إلى عبد السّلام جراد – بن علي يشيد بعزم الإتّحاد على إنجاح المفاوضات الاجتماعية  » ولكن في الحقيقة قطاع المعلّمين لم يجن من هذا الشّكر المتبادل شيئا يذكر بل وضع على رأس وزارة التربية مسؤولين لا يحترمون الحقّ النّقابي أصلا ويرفضون التّحاور الجدّي مع النّقابة العامّة للأساسي من أجل حلّ الإشكاليّات العالقة وتمكين المعلّمين من حقوقهم الّتي ناضلوا من أجلها. نذكر من أبرز الملفات والمطالب الّتي تناولتها الهيئة الإداريّة بالدّرس: 1 – وضعيّة المتربّصين الّذين عاقبتهم وزارة التّربية الّتي  » تحترم الحقّ النّقابي شديد الاحترام  » على مشاركتهم في إضرابات المعلّمين السّنة الدّراسيّة الماضية وذلك بإطالة مدّة التّربّص. ويبلغ العدد الجملي لهؤلاء المتربّصين 85 منهم 43 من جهة القيروان و12 من جهة القصرين أرسلت لهم أعدادهم القاعديّة أي وقع تفقّدهم ويفترض أن يكون قد تم ترسيمهم. 2 – ملفّ المساعدين البيداغوجيين المشاركين في الإضرابات مازال البعض منهم لم يرجع لسالف خطّته. 3 – الحركات الوقتيّة للمديرين لم يقع الإلتزام بالمقاييس المتعارف عليها : تشريك النّقابات والأولويّة لإبن المدرسة والفيصل بين المترشّحين هو المجموع ، بل سوّت في حق الترشح كل المعلمين من داخل ومن خارج المدرسة لتبيان انها أي الوزارة هي التي تعين المدير الذي يشغل في نظرها خطّة سياسيّة. وما التّجاوزات الّمسجلة في حركة المديرين النّظاميّة أواخر السّنة الماضية إلاّ خير دليل على ما نقول ، وما أكثرها. لقد كاد أن يكون المديرون معينين تعيينا ، يحصل هذا ونفس الوزارة تحجب الإدارات على النّقابيين وتدّعي أنّها تحترم القانون وتحرص على الحوار الإجتماعي ، وتّتهم كلّ نقابي يدافع عن الحقوق ومن أجل المحافظة على المكتسبات السّابقة بأنّ خلفيته سياسيّة ولا علاقة لها بمطالب المعلّمين ، والنّقابي الجيّد في نظر وزارتنا هو ذاك المهادن أو الّذي يقبل بالفتات… 4 – حركة المعلّمين النّظاميّة صيغت من جانب واحد أي من جانب الوزارة دون تشريك الطّرف النّقابي فكانت طبعا غير شفّافة. 5 – تصنيف المدارس الرّيفيّة… إلخ. الملفت للإنتباه في هذه الهيئة الإداريّة أنّ : 1 – المسألة الدّاخليّة أي علاقات الهياكل فيما بينها من ذلك : مسألة التّفرّغات و الإحالات على لجنة النّظام والمنشور عدد 83 لم تأخذ حظّها من النّقاش وكما ينبغي بل تناولتها بعض الجهات فقط . 2 – شيء آخر مثير للجدل هو طرد أحد أعضاء الهيئة الإداريّة من جهة الشّمال الغربي من أجل  » التّطاول و الإعتداء على نقابي  » في جهته ، قرار الإيقاف المؤقّت حتّى الإحالة على لجنة النّظام ( 3 أشهر ) تلاه رئيس الهيئة الإداريّة – بينما أحد الحاضرين نقابته الجهويّة تجاوزت مدّتها القانونيّة ووقع تمكينه من الحضور ، لماذا الكيل بمكيالين ؟ تطبيق للقانون هنا وتجاوزه هناك ، هل في الأمر سرّ ؟ نقاشات كانت ساخنة ، هناك وجهتا نظر: 1 – إضراب بيوم في شهر ماي دافع عنه رئيس الهيئة الإداريّة أساسا. 2 – إضراب إداري في جوان تبنّاه أغلب الحاضرين المشاركين ، ووقع التّصويت على القرار مع اعتراض إحدى جهات تونس الكبرى وتحفّظ جهة أخرى. أمّا المجلس القطاعي الّذي تنادى به الجميع لم يقع إقراره في أيّة لائحة ؟؟؟ تغطية جريدة الشّعب لهذا الحدث المهمّ في عددها 963 ليوم 29 مارس 2008 ص4 كان شاملا لكنّها أهملت أمرا هامّا هو أنّ قرار الهيئة الإداريّة لقطاع الأساسي كان الإضراب الإداري ، هل هناك طبخة في الأفق خاصّة بعد تسريب جريدة الشّروق في أحد أعدادها مايلي :  » هل تمضي المركزيّة على قرار الإضراب؟ » ؟؟؟ عضو في الهيئة الإداريّة لقطاع الأساسي تونس في 29 مارس 2008 (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2008)

مشاهد من معاناة أهالي الجنوب التونسي
 
معز الجماعي (مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي)   *منع:   قامت قوات الأمن بقابس صبيحة يوم الخميس بغلق كل الأنهج المؤدية إلى مقر الولاية ، وجاءت تلك الإجراءات بعد تلقي فرقة الإرشاد معلومة خاطئة تفيد أن أعضاء جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي يعتزمون القيام باعتصام أمام مقر الولاية و مقابلة والي الجهة. و الجدير بالذكر أن أعوان الأمن السياسي قاموا بمنع « معز الجماعي » عضو الجماعي من المرور للالتحاق بمقر عمله القريب جدا من مبنى ولاية قابس و سمح له إلا بعد اقتناع رئيس منطقة الشرطة بان المعلومات المتوفرة لأعوانه حول الاعتصام لا أساس لها من الصحة.   *تهديد:   تلقى المسؤول عن توزيع جريدة الموقف بقابس مكالمة هاتفية من إطار امني تابع لمنطقة الشرطة بقابس تضمنت تحذير و تهديد لكل منخر طي الحزب الديمقراطي التقدمي بالجهة إن حاولوا يوم الجمعة النزول إلى الشارع و بيع « الموقف » و نبه الإطار الأمني بان ذلك يعتبر مخالفا للقانون و يندرج ضمن قضية انتحال صفة شركة توزيع.   *زيارة تضامنية:   قام وفد من مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقفصة بزيارة تضامنية إلى زوجة المناضل النقابي »عدنان الحجي » التي تخضع إلى العلاج في مصحة خاصة بهد الاعتداء عليها بالعنف الشديد من طرف أعوان الأمن أثناء مشاركتها في أحد التحركات النضالية التي شهدها الحوض المنجمي هذا الأسبوع.   *إلغاء اتفاق مع المعطلين عن العمل:   قامت معتمدية « المتلوى » من مدينة قفصة بضبط قائمة من 100 شخص لتشغيلهم في الحظائر المسترسلة . لكن مع تغيير المعتمد تم تجميد العمل بهذه القائمة و هو ما جعل المسجلين يطالبون بمعرفة أسباب التجميد و إلغاء العمل بهذه القائمة خاصة أنها حددت في إطار من الشفافية و دراسة الحالات الاجتماعية.   *منطقة محرومة من الماء الصالح للشراب:   اعتصم متساكني منطقة « الرحيبة » التابعة لمعتمدية قفصة الشمالية أمام مقر المندوبية الجهوية للفلاحة للمطالبة بالتمتع بأهم مرفق من مرافق الحياة و هو الماء الصالح للشراب . لكن للأسف لم يحظى تحركهم بأي اهتمام من طرف السلط المعنية ، و قد أفادنا عدد من المعتصمين أن مماطلة السلطة لمطلبهم غير مبررة خاصة أنه لا يوجد صعوبة في إيصال الماء للمنطقة بعد تهيئة الخط الرابط بينها و بين الطريق الرئيسي.   *تجاوزات تجمعية:   استولى الحزب الحاكم على مقر ودادية عمال السكك بقفصة و خصصها مقر لجامعته بمعتدية « القصر » و رغم مرور أكثر من شهر لم يوفي الحزب الحاكم بوعده لعمال السكك حول منحهم مقر آخر و هو ما أجبر العمال على عقد الاجتماعات في المقاهي لمناقشة أوضاعهم المهنية. فعلا صدق و عد السابع من نوفمبر « لا ظلم و لا قهر بعد اليوم »…..   *معتمدية دون الصرف الصحي:   تعتبر معتمدية « بن قردان » التابعة لولاية مدنين من أهم ركائز الاقتصاد الوطني و رغم ذلك لا يزال متساكنيها محرومين من الصرف الصحي و يعتمدون على استعمال لطريقة التقليدية « الآبار » . و يسأل متساكني الجهة هل يعقل أن تظل منطقتهم محرومة من أبسط ضروريات البنية النحتية و هي التي ساهمت في إنقاذ ألاف العائلات التونسية من الفقر بفضل طبيعة نشاطها التجاري.   *السوق الموازية:   فوجئ تجار السوق الموازية في معتمدية « بن قردان » بقرار بلدي يقضي بترفيع معلوم أداء التراتيب البلدية من 120 إلى 260 دينار في السنة . و أفادنا عدد من التجار أن السوق لا يتمتع بأي خدمات البلدية و أنهم يضطرون إلى غلق محلاتهم حين نزول الأمطار . و للعلم أن هذا السوق يظم أكثر من 1300 محل و بعملية حسابية بسيطة نجد أن البلدية تغنم سنويا أكثر من 200 ألف دينار ، و الأسئلة التي تطرح نفسها هنا ، أين يذهب هذا المبلغ الضخم في ظل خدمات بلدية مزرية بالجهة ؟ و هل يعتبر مطالبة بلدية بن قردان أصحاب المحلات بدفع معاليم التراتيب اعتراف ضمني من السلطة بالسوق الموازية للاقتصاد وطني.   *الهجرة السرية:   رحلت السلطات الليبية هذا الأسبوع قرابة مائتي شاب على تونس بعد ضبطهم يستعدون للإبحار خلسة إلى السواحل الإيطالية . و بعد أن تبين أن المرحلين دخلوا إلى التراب الليبي خلسة عبر منطقة رأس جدير التابعة لمعتمدية بن قردان شكلت مصالح وزارة الداخلية لجنة تحقيق في كيفة تمكن هذا العدد من الشبان من اجتياز الحدود دون أن يقع التفطن لهم ، وتفيد بعض المعلومات أنه يوجد أعوان من الحرس الوطني متورطين في الموضوع.   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 11 أفريل 2008)

شريط إباحي راج في مدينة قفصة بطلته زوجة وعشيقها
 
نظرت الدائرة الجناحية بقفصة الخميس المنقضي (10 أفريل) في قضية أثارت ضجة ابان وقوعها تورطت فيها امرأة وشاب مثلت الاولى بحالة ايقاف في حين تحصن الثاني بالفرار لاتهامهما بكونهما عمدا سنة 2005 الى ارتكاب جريمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة والآداب العامة ويضاف للاولى الزنى والثاني المشاركة في ذلك وذلك طبقا للفصلين 226 و236 مكرر من المجلة الجزائية.   انطلقت الابحاث في هذه القضية اثر تقدم مواطن الى مقر فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بقفصة معلما عن رغبته في تتبع زوجته المتهمة وعشيقها المتهم من أجل الزنا وتصوير شريط إباحي خليع في الغرض.   ويستخلص من ملف القضية أن المتهمة اعترفت بربط علاقة خنائية بالمتهم وتحولت معه الى محل سكناه أين طارحها الفراش وصور مشاهد مختلفة مخلة بالحياء والآداب العامة بواسطة جهاز كاميرا واعد المتهم لاحقا شريطا ذاع صيته داخل مدينة قفصة بأن تم توزيعه على أجهزة الهواتف النقالة ولما وصل إلى أيدي المتضرر هرع لتقديم شكوى.   وذكرت المتهمة في اعترافاتها انها كانت تحت تأثير مخدر مكنها منه المتهم الذي لم يستشرها في عملية تصوير المشاهد الجنسية وانه لما شرع في ابتزازها أحاطت زوجها علما بالموضوع واسقط حقه في تتبعها عدليا وذلك سنة 2006 لكن المتضرر صرح أنه أسقط حقه لأنه تعذر عليه معاينة محتوى الشريط.   وفي سياق دفاعه عن موكلته اعتمد المحامي على كتب الإسقاط الذي قدمه زوج المتهمة مع علمه بمحتوى الشريط وطلب الإفراج عن موكلته وعدم التشهير بها. اما محامي المتضرر (زوج المتهمة) فقد فاجأ الجميع بعرضه لشريط فيديو جديد ليس ذاته الذي ادعت المتهمة قدمته لزوجها فيه مشاهد خليعة للمتهمين وذكر أن زوجها أسقط حقه في تتبعها، وطلب المحامي من هيئة المحكمة الاطلاع على الشريط وطلب تأجيل البت في القضية فقررت المحكمة رفض مطلب الافراج وتأخير القضية.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

 


البنك الدولي يحذر شمال إفريقيا والشرق الأوسط من أزمة مياه
 
الرباط – رويترز – قال خبراء في الموارد المائية والتنمية بالبنك الدولي الخميس إن بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه أزمة مياه حقيقية بحيث سيتراجع نصيب أفرادها من المياه إلى النصف بحلول العام 2050.   وقال الخبراء في ندوة صحافية عقدت بمقر فرع البنك بالرباط إن هذا النقص الحاد في المياه «ستكون له عواقب خطيرة تؤدي إل تفاقم الضغوط الحالية على مكامن المياه الجوفية وأنظمة المياه الطبيعية في هذه المنطقة». وقال مهندس المياه في البنك الدولي والمختص في شمال افريقيا والشرق الأوسط بيير فرانسيسكو مونتوفاني إنه «بالنظر إلى تغيرات هياكل اقتصادات وسكان هذه المنطقة فمن المنتظر أن تتغير أيضاً الطلبات على خدمات إمدادات المياه والري الزراعي». وأضاف أن «ضرورة معالجة تلوث المياه الناجم عن المصانع والمدن في مناطق العمران الحضري ستتغير أيضاً». وقال الخبراء إن «نسبة 60 في المئة من مياه هذه المنطقة هي مياه عابرة لحدود دولية»، ما يزيد تعقيد التحدي الذي تواجهه عملية إدارة شئون الموارد المائية. وتوقعوا تحولات في نمط هطول الأمطار نتيجة التغيرات المناخية تؤدي إلى نقص نحو 20 في المئة من الكمية الحالية في أفق 2050.ومن جهتها قالت المختصة في التحكم في الموارد الطبيعية بالبنك جوليا باكنيل إن دول المنطقة مدعوة إلى «التسريع في وتيرة إصلاحات قطاع المياه وخفض إستهلاكها الكمي منه». وشرحت في التقرير الذي أعده البنك أن دول المنطقة هي الأولى في «الاستغلال السيئ لطاقاتها المتجددة». وأعطت نموذجاً بالمغرب الذي قالت إن مخزون مياهه الجوفية في تناقص مستمر. وأوضحت أن نسبة الإنفاق على الماء في هذه الدول تصل في مصر إلى 2.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحسب إحصاءات العام 2004 وفي المغرب 3.6 في المئة في الفترة ما بين 2000 و2005 وفي المملكة العربية السعودية 1.7 في المئة في العام 2002.   وقالت إن هذا التقرير «ليس متشائماً ولكنه يضع دول المنطقة في حدود إمكاناتها ومواردها المائية المتاحة». وأضافت «نريد فقط أن نقلل من استهلاك كمية المياه في المنطقة خصوصاً في الفلاحة التي تستهلك لوحدها 85 في المئة من مجموع المياه».   وقال المختص المغربي في مجال المياه والأراضي المسقية حسن العمراني إن دولة كالمغرب تعتمد على الأراضي الفلاحية السقوية. واقترح أن تتدخل الدولة «على الأقل للحد من المساحات السقوية الجديدة». وأضاف «سيكون من الصعب التدخل للحد من المساحات الموجودة أصلا».   وأشار الخبراء إلى أن تونس والأردن على رأس دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي لها سياسة رشيدة في مجال استهلاك المياه.   (المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

كلمــة حــــرة « الحوار.نت » كلمة حرة على درب جهاد العصر
 
في مثل هذه الأيام الأولى من نيسان أبريل 05 ولدت هذه اللبنة الجديدة  » الحوار.نت  » مساهمة على درب الإعلام الإلكتروني الذي سماه الإمام القرضاوي  » جهاد العصر  » من لدن جندي مجهول سرعان ما إلتفت حول فكرته كوكبة من النوارس التي تلظت بالإكراه على تكميم الأفواه وإغماد الأقلام طويلا .. نوارس مهاجرة في غير موسم هجرة وإلى غير بلاد هجرة لو أن المكره على ترك تلال الوطن مدفونة فيها ذكرياته يختار مهجره .. نوارس منها من آثر العمل في صمت في ساحة وغى لا مجال فيها سوى للكلمة والحركة والإعلان ولكن أسره الإخلاص أسرا .. ومنها من أكرهها البطش على غير ذلك فتعرضت للسهام.   وبهذه المناسبة فإن أسرة  » الحوار.نت  » لا يسعها إلا أن تحمد الله سبحانه حمدا يليق بجلاله وجماله وكماله لأن ثبتها على طريق الكفاح بالكلمة بعدما فشلت محاولات لا تحصى تبغي وأد تلك الكلمة كما لا يسعنا بهذه المناسبة إلا أن: نزف آيات العرفان لكل من ساندنا في هذا المشروع بالتشجيع والتوجيه والنقد والإنتقاد وفي مقدمة أولئك جميعا أعضاء هذا الموقع والمساهمون فيه بشتى ألوان المساهمة وإننا لنظن اليوم أن أكبر مكسب لهذا المشروع هو إحتضانه من لدن عدد غير يسير من الرجال والنساء من مختلف الإتجاهات الفكرية إذ يشعر كل واحد من أولئك ـ تقريبا ـ بأن المشروع ملك عام مشاع بينهم يشتركون فيه مع بقية القراء والمهتمين.   وهي مناسبة كذلك نهتبلها لنجدد الدعوة إلى كل صاحب قلم وفكرة بأن يكون شريكا لنا في هذه الكلمة الحرة التي لا تقيد نفسها سوى بما تتقيد به الفطر السليمة والعقول الحصيفة : علوية الأديان السماوية التي تحفظ قدسيتها وتحفظ قدسية أنبيائها وكتبها و تعاليمها من ناحية وكرامة الإنسان المستأمن المستخلف المعلم المسؤول من ناحية أخرى فلا يغمض فيه بكلمة خاطئة أو حركة حقيرة وما عدا ذلك فالموقع ساحة حية حرة مفتوحة لتبادل الحوار وإدارة التشاور وتداول النصيحة والتحريض على قيم الخير والحق والعدل والحرية.    » الحوار.نت  » ولد ليملأ فراغا في جهة ما وبطريقة ما وليعضد رسالة القلم رمز العلم ودور الكلمة رمز العرفان ولذلك تجده يركز على منطقتين ما إستطاع إلى ذلك سبيلا : المغرب العربي أو شمال إفريقيا من جهة والمسلمون في أروبا من جهة أخرى.   الحاجة إلى المساهمة في تغطية شمال إفريقيا قائمة لأسباب كثيرة منها أن الإعلام الإلكتروني هناك في بعض بلدانها ( تونس مثلا ) تسخـّر له الدولة جحافل من البوليس خاصة به ولكم إعتقل أولئك وعذب هؤلاء وسجن آخرون بتهمة الإبحار في الشبكة العنكبوتية بدون إذن من الحاكم ولا نظن أن المتابعين تناسوا مجموعة الشباب التي أطلق عليها الإعلام  » شباب جرجيس للأنترنت  » وقد حكم عليهم بأحكام ثقيلة وصلت حد عقدين كاملين من السجن النافذ بعد وجبات دسمة من التعذيب البدني أما الفارس الذي سجن أشهرا عديدة لذات التهمة ( عبد الله الزواري ) فهو أحد محرري هذا الموقع من خلال حلقته الأسبوعية ( حصاد الأسبوع ). تلك حاجة من حاجات كثيرة نظن أن هذا الموقع ساهم في تلبية بعض مطالبها بعد تجربة ثرية لرائد الإعلام الإلكتروني الشمال إفريقي المهجر والممنوع  » تونس نيوز « . وأي ضنك أشد على الإنسان في تلك البلدان ( تونس بصفة خاصة) حين يسجن شعب بأكمله فلا يتمتع بحقه في الإعلام المختلف عن الروايات الرسمية الحكومية الممجوجة في زمن عنوانه الأبرز دون أدنى منازع : ثورة إعلامية هادرة حولت الأرض إلى بيت صغير من زجاج.   أما الحاجة إلى المساهمة من لدن هذا الموقع في تغطية أخبار المسلمين في أوربا فهي أيضا حاجات كثيرة متعددة منها أن أروبا تعيش على نبض صحوة إسلامية لم تشهد لها مثيلا فيما سلف من تاريخها وهي صحوة مركبة : منها صحوة ذاتية تميزت بإقبال كبير على إعتناق الإسلام في قلب أروبا من لدن آلاف مؤلفة في كل عام من النساء والشباب من ذوي الثقافة التعليمية الجامعية العالية ومنها صحوة تميزت بتدين دائب في صفوف الجيل الثاني والثالث وهم من الشباب الذين ولدوا وترعرعوا وشبوا هنا ولكن أصولهم عربية أو إسلامية ومنها صحوة هذا الجيش اللجب من الشباب الذي وفد إلى أوروبا يطلب العيش الكريم أو الحرية التي تضرج على أعتاب أبوابها بالدماء أيد مفتولة أو يطلب العلم. هي حاجة لا بد من المساهمة في تلبيتها لأسباب كثيرة منها أن تلك الصحوة تتعرض في الصباح والعشي من لدن الإعلام الأروبي ـ إلا قليلا جدا ـ إلى حملات قاسية ضارية تستهدف جر تلك الصحوة إلى ساحات العنف والإرهاب فكان لا بد من توفير محاضن إعلامية تنشر ثقافة الحوار وتبث قيم التعدد في كون متعدد ومجتمع متعدد ترشيدا لتلك الصحوة بعضها ببعض.   الإنسان تهديه الكلمة وتضله الكلمة وتأسره الكلمة وهو صانع الكلمة وهو : وسيلتها وغايتها.   لو سألت نفسك مرة : هل تدججت الأديان السماوية التي يدين بها أكثر أهل الأرض اليوم وفي كل يوم .. بسلاح غير سلاح الكلمة؟ من هدى الناس إلى ربهم الحق فظلوا مؤمنين أو مسلمين من ملتزمين و غير ملتزمين؟ أليست هي كلمة جاء بها نبي وزبور؟ هل سمعت بنبي في التاريخ أكره الناس على إتباعه ولو سحرا؟ أليس يتعرض النبي ـ كل نبي إلا النبي الملك ـ لحركات صدود وإعراض وتآمرات تصل حد القتل غيلة حينا وحرقا حينا آخر؟ لو لم تكن الكلمة هي ذلك السلاح الذي يهدي به الله من يشاء ويضل به من يشاء لقاد منطق التدافع ذاك إلى رحيل النبوات بكتبهم وحوارييهم وبقاء معارضيهم؟   ولكنك رغم كل ذلك ستجد من حين لآخر من يشنف أذنك بقالة حمقاء مؤداها أن الإسلام إنتشر بحد السيف. دعنا نطوي التاريخ عن ذلك فبأي سيف ينتشر الإسلام اليوم في صفوف الأروبيين؟ أليس من الحصافة والإربة أن تجعل كارثة سبتمبر 01 وأخواتها في مدريد ولندن وتهديدات سقيمة أخرى كثيرة .. الناس في أمريكا وأوربا يفرون من الإسلام فرار الصحيح من المجذوم؟   أليس تفعل فيك هذه الكلمة  » إقرأ  » فعل الأمل الذي لا ينضب في أن الكلمة التي يصنعها لسان آدمي هي قدر من الرحمان مقدور وهي سنة منه مسنونة وسبب مسبب؟ ألا يجعلك ذلك تفخر بكونك إنسانا حرا مسؤولا مستخلفا مستأمنا مكرما على نحو أن الخلاق العظيم سبحانه من يملكك ملكية تامة لا شريك له فيك .. إنما جاء إليك بالكلمة تتسلل إليك تسلل أشعة الفجر الصادق؟ ولو شاء لسلط عليك السحر فكنت مؤمنا دون إرادة منك ولو شاء لأكرهك على ذلك أو على غيره. ألا تفعل فيك تلك الكلمات وهي من أول ما نزل من السماء فعلا تعجز الألسنة والأقلام عن وصفه :  » إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم  » و  » ن والقلم وما يسطرون » وغير ذلك مما لا تحصيه هذه  » الكلمة الحرة  » بهذه المناسبة؟   أنت إذن إنسان الكلمة وأنت صانعها وأنت وسيلتها هداية وإضلالا ورشدا وغيا وأنت غايتها ومقصدها. أنت كذلك من جانب ربك سبحانه ومن جانب نفسك ومن جانب الناس من حولك. إذا كان ذلك كذلك فكن على ثقة بأن من يستخدم سلاحا غير سلاح الكلمة عاجز طائش ترك مصنعه الطبيعي وذهب يبحث له عن مصنع معد للبهائم ممن يستخدم الناب والمخلب إلا مظلوما أذن له في رد  الصاع صاعا واحدا لا صاعين بمثل ما ورثنا عن الجاهلية العربية.   عندما يلجأ غيرك إلى سلاح القوة ردا على سلاح الكلمة عندك .. فإنك أنت الفائز الغالب ولك أن تنتظر رحيله.   1 ـ عندما أصدر وزراء الإعلام العرب قبل شهور قليلة وثيقتهم الشهيرة .. كان عليك أن تحتفي بالنجاحات العظيمة التي حققتها كلمتك وأنجبتها صورتك بشتى أشكال التصوير الفني .. ذاك برهان ساطع على أن أصحاب تلك الوثيقة هم أهل الباطل والفساد ولذلك ضاقوا بكلمتك ذرعا .. لذلك لا تحقر عشر معشار كلمة بثتها قناة فضائية أو موقع إلكتروني أو إذاعة مسموعة أو حفل بها معرض أو تجمع حولها مواطن عربي أو أروبي واحد في ركن مهجور صغير من حي في زقاق في أقصى غرب قرية هنا أو هناك .. لا تحقر كلمتك تلك حتى لو كانت كلمة صامتة لا تجني منها في رأي المتخاذلين سوى زخات ثلج يسلع ببرده جسمك العليل لسعا .. لا تحقر كلمتك تلك حتى لو جادلك ذلك المواطن العربي أو الأروبي الوحيد الذي إسترعى إهتمامه وقوفك ذاك أمام منظمة حقوقية دولية أو ماخور من المواخير العربية المنتشرة في أوربا تقتات على أخبار المعارضين والمستقلين وتنشر الرعب في صفوف المواطنين الراجعين بالنظر إلى ذلك الماخور المسمى سفاهة  » سفارة « . وهي سفارة إثم وعدوان.   2 ـ عندما ألغى النظام المصري قبل أيام قليلة بث قناة  » الحوار » اللندنية .. كان عليك أن تمتلأ سرورا وإبتهاجا لأن كلمتك التي حبرتها لم تذهب سدى بل وجدت لها آذانا كثيرة إستقبلتها إستقبالا حسنا حتى مع الإختلاف معها ولكن أذنا واحدة أشبعت صمما وآنكا لم تتحمل كلمتك تلك فإستخدمت العصا لحجب كلمتك ولكن فاتها أن الأثير الذي فتحه الرحمان سبحانه تموج فيه الكلمات موجا يسيرا .. يحمل إلى الناس في كل فج عميق ومن كل فج عميق ما يحبون وما يكرهون من الكلمات.   3 ـ عندما تنظم الهجومات من لدن الحكومات العربية ضد مواقع فضائية وإلكترونية ومجلات وكتب وجرائد وإجتماعات وأحزاب وحركات ومنظمات ومساجد .. فتصيب هذا وتقضم ذاك وتعطل أولئك وتحطم هؤلاء .. كان عليك ألا تحزن لأن العقل الأريب الحصيف يقول لك في تلك اللحظة : الكلمة التي أنتجتها أقوى من أسيافهم ودولهم وطغيانهم وبغيهم المدجج بعشرات الآلاف من البوليس السري والعلني وميليشيات الفساد والنهب والسلب وخفافيش الدجى .. كلمتك تلك التي قد تهزأ بها ولا تقرأ لتأثيرها أمدا بعيدا وربما يستهويك الشيطان يوما أو أياما فتتركها .. كلمتك تلك العزلاء إلا من إرادتك الحرة المدججة بعزيمتك وإخلاصك وصدقك وحماستك وحكمتك .. كلمتك تلك التي تلتقي عليها بالصابرين المكافحين مثلك .. هي بذرة صغيرة لو صبرت عليها وسقيتها بماء أملك في الله وفي الإنسان .. ستنبت يوما وتثمر يوما وتزهر يوما وتضحى يوما دوحة دوحاء ظليلة ..   كلمتك أيها المجاهد بالكلمة .. هي كلمة وهي صورة وهي رسم وهي نغم وهي .. فن .. فكن فنانا .. بل كن مقاتلا شرسا.   كثيرا ما يضيق بنا الكون على سعته ورحابته فنختزل الأداء الفني في صورة واحدة هي : الكلمة مكتوبة ومسموعة. مرد ذلك الضيق هو ضيق في أنفسنا يصور لنا أن الظالم إستحوذ على أكثر مساحات الفعل والتأثير ولكن الحقيقة هي غير ذلك بالكلية. الحقيقة هي أن الرحابة والضيق مسألة نفسية خالصة ولقد أحسن أبو ماضي تعبيرا عن ذلك عندما قال : كن جميلا ترى الوجود جميلا. إذا سجل الظالم نقطة ضدنا عنوانها : إستطعت ببطشي أن أفتح الدنيا أمامي فضاقت عليكم بما رحبت ولم يعد لكم من فعل فيها سوى  » كلمة  » يتيمة صغيرة في ركن صغير مغمور .. عندها يكون قد إنتصر حقا إنتصارا مؤزرا معزرا. أما عندما نعتقد أن الكون أرحب مما يظن هو ونظن نحن وأن الإنسان  » جعلت له الأرض مسجدا وطهورا  » وأن  » البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته  » .. عندما نعتقد ذلك نتصرف على أساس أن الظالم هو السجين الحسير وأن المنفي في أرض الله الواسعة الرحبة أوتي فرصة سانحة لا يؤتاها غيره لإثبات جهاديته وكفاحيته ونضاليته فإن قعد هنا فهو جدير بأن يقال له  » أقعد فأنت الطاعم الكاسي ».   لم يكن أبدا مقصودا من العرب ولا من الوحي الكريم ولا من العاقل الأريب .. أن الكلمة التي بنى عليها القرآن الكريم أس الجهاد كله .. تنحصر في الكلمة المكتوبة والمسموعة وإن في الوحي الكريم لدلائل لذلك لا تغيب منها أن الوحي قائم على التصوير الفني وخاصة القصة التي حملها مسؤولية الحوار والجدال ومن بعد ذلك الهداية أو الإضلال ومنها المثل. المصيبة هي أنه لما كنا عربا لا صلة لنا ـ إلا صلة واهية لا تسمن ولا تغني من جوع ـ بلغة العرب .. غفلنا عن كل ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه كما قالت العرب قديما.   لا بد من الإقرار من لدنا جميعا بأن جزء من تراثنا كان مسؤولا عن إعدام القيمة الفنية في الحياة حتى إنك اليوم لا تكاد تغشى طرفا من الصحوة الإسلامية الشابة فتدلي بكلمة من مثل  » ذوق  » أو  » فن  » أو  » عاطفة  » أو غير ذلك حتى تشرئب إليك الأعناق مستهجنة مستنفرة وذلك بسبب أن جزء من ذلك التراث إمتهن الجوانب الفنية والذوقية والعاطفية في الإنسان فأستحالت في النفوس رذيلة من عمل الشيطان. الذوق اليوم مثلا لا ينسب إلا للصوفية نسبة سيئة حتى أفتى بعض المحسوبين على العلم الشرعي بحرمة الشعر على خلفية أن الشعر هو مدخل الوجد الصوفي حالا إلى الإبتداع ولك أن تقيس على مثل ذلك الإفك الآثم المحسوب على الفقه الإسلامي حالات غير يسيرة. أي تنافس الناس في سد الذريعة تنافسا عجيبا حتى إنقلب الميزان الإسلامي إذ بدل أن يكون المباح هو الغالب إلى حد بعيد جدا فينحسر المحرم إلى أدنى مستوى يصبح ذاك هو الحسير ويكون هذا هو الأصل الكبير.   الجهاد بالكملة إذن يشمل كل أنواع التعبير التي يتحملها الإنسان والإنسان متعدد التكوين : يقول فيعرب كلمة مرتجلة أو يحبرها في قمطر فتكون أدبا راقيا وفنا عظيما نثرا وسجعا وشعرا ضم إليه ستة عشر بحرا من الموزون وحده دون إعتبار العمودي الحر. كما يستخدم الإنسان عينه فيستوحي صورة فنية يرسمها بريشته أو يستمع بأذنه إلى رواية أو قصة فيحولها مسرحية أو يستخدم خياله والخيال شرط مشروط لكل عمل فني حتى أن أنجح إنسان هو أكثرنا خيالا والخيال مزعة من الأمل. وقد يستخدم الإنسان خياله ويديه لفن النحت الذي أشاد به القرآن الكريم  » يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات  .. ».   وفي عصرنا تطور الفن ـ فن الكلمة ـ تطورا رهيبا وخاصة عن طريق الأفلام السنمائية التي تجمع بين كل المؤثرات فتحيط بالإنسان من كل جانب : الكلمة التي ينبرها الفنان مناسبة للحال حتى ليخيل إليك في لحظة تأثر وغفلة بأن المشهد حقيقة معيشة لا تمثيلا .. والنغم الذي يوفر لتلك الكلمة بحركتها البدنية الزخم المناسب وليس النغم سوى ذلك الحداء الذي تحتاجه الإبل لقطع مسافات طويلة شاقة مضنية فوق كثبان الرمال فلا تشعر بلهيب الشمس من فوقها ولا بأديم الأرض اللاظي من تحتها وليس النغم سوى ذلك الصوت الجميل الرقراق الذي يصحب شعائر ديننا من مثل الأذان الذي إختير له بلالا ندي الصوت وليس النغم سوى ذلك الغريد الحزين الذي يصنعه عصفور فجع في فلذة كبده ومنه يستوحي الإنسان موسيقى الحزن أو الذي يصنعه عصفور مارح يختال من الحسن ضاحكا ومنه يستوحي الإنسان موسيقى البهجة والفرح.   ليس النغم سوى ذلك الصوت النحاسي الذي لا بد منه في النشيد الذي يحرض على الجهاد والمقاومة في مجال الكفاح أو ذلك الصوت الذي يزف العروسين بعضهما إلى بعض بما يحدث الفارق في المشهد بينه وبينه دفن الموتى.   لا بد لنا من الإقرار بأن الفقه التاريخي من جانب ـ في جزء كبير منه ـ وعقلنا الإسلامي الحاضر ـ في أجزاء كبيرة منه ـ .. كل ذلك ساهم في حصر الكلمة التي هي أساس الجهاد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية .. في الكلمة المكتوبة لصفحي أو الكلمة المرتجلة لخطيب جمعة .. أما الكلمة المصورة والكلمة الصامتة والكلمة النغم والكلمة المتحركة ( الرقص بمثل ما يعرف بالدبكة في الشام ) والكلمة المنحوتة والكلمة القصة والكلمة الشعر والسجع والكلمة السنمائية وغير ذلك مما لا يأتي حتى حصر .. لا بد من الإقرار بأن كل ذلك ساهم في حصر الكلمة أي في حصر مجال الجهاد ومجال الإجتهاد فينا وبذلك أضحى مثلنا كمثل من يحارب بكل أنواع الحرب من رمح وقصف ونصل وسهم ومدفعية وطائرة ومروحية وهجاء وغير ذلك ولكنه لفرط سقمه العقلي لا يجيز لنفسه الرد على محاربيه سوى بآلة واحدة. أبدا لا ينتصر هذا ويسترد حقه السليب حتى يجمع إلى إخلاصه الحكمة فإذا توهم أن تلك الحكمة هي من عمل الشيطان فحي على الشيطان الذي سلبه حتى حق الرد بالمثل.   المجاهد بالكلمة اليوم هو مجاهد ينهل من الأصل القرآني العظيم  » وجاهدهم به جهادا كبيرا  » ومن رحيق النبوة الكريمة  » أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر  » .. وهو بذلك يجب عليه أن يكون فنانا لأن الكلمة فن قال فيها صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام  » وإن من البيان لسحرا  » .. ولكن يجب عليه أن يكون بعد ذلك مقاتلا شرسا لأن المعركة الحضارية الدائرة رحاها اليوم بين الإسلام وخصومه معركة شرسة لا مجال فيها للركاكة والسلبية وسجن العقل بإسم التدين.   وأخيرا … هذه بعض الخلاصات من هذه المناسبة وكلمة المناسبة :   1 ـ الجهاد بالكلمة يستوجب شروطا منها :   … أن تكون الكلمة صادقة مخلصة لا يتبغى منها سوى وجه الرحمان سبحانه.   … أن تكون متنوعة المظاهر متعددة الصور لا تجمد على صورة واحدة لأن الإنسان متعدد المنافذ متنوع الميول.   … أن تكون محتمية بالأسس العليا وهي : فطرة الناس التي فطروا عليها ـ قانون السنن والأسباب الذي عليه فطر الكون بخلقه المادي والمعنوي ـ إرادة الرحمة والهداية قبل اللجوء إلى التأديب والعقاب ..   … أن يكون أهلها على جبال من الصبر والمصابرة لا تلين موقنين بأن الكلمة هي مفتاح كل إنسان مطلقا طرا.   … أن يكون عملهم إما جماعيا أو محل تعاون بوجه ما صرفا لصرائم الفتنة أن تحيق بهم فتنكث الغزل نكثا.   2 ـ حسن فقه الواقع يفضي إلى القول بأن الكلمة ـ بكل صورها ومظاهرها ـ هي جهاد العصر حقا بسبب أمرين كبيرين :   … إندياح للثورة الإعلامية فوق الأرض إندياحا رهيبا لم تشهد له الدنيا من قبل مثيلا أبدا.   … صعود أرصدة حقوق الإنسان وما في حكم ذلك حتى مع قيام أعداء الكلمة الحرة على نقض ذلك والتحايل عليه.   3 ـ أعداء الحرية ـ حرية الكلمة ـ يتألمون ألما مبرحا من كل تلك المعطيات ولذلك يرتكبون الحماقات تلو الحماقات ومؤدى ذلك هو : ثبات الناس على سلاح الكلمة ثباتا فيه التضحيات والمصابرات ولكنه أقصر الطرق إلى بلوغ الأهداف وتحرير الإنسان وعلوية القيم الإنسانية العظيمة .. فإذا تسلل اليأس إليهم من سلاحهم ذاك فإن عدوهم قد إنتصر عليهم بالضربة القاضية.   الحوار.نت   (المصدر: موقع « الحوار.نت) ألمانيا بتاريخ 11 افريل 2008)

الخبير العسكري والمؤرخ الفرنسي بيير رازوك: «هكذا أنظر إلى مستقبل العلاقات بين «حزب الله» وسوريا وإسرائيل»

 
تونس – الصباح: الخبير العسكري والكاتب الفرنسي الكبيربييررازوكس Pierre Razoux من أهم الاختصاصيين في الشؤون العسكرية والسياسية في العالم العربي والصراع العربي الاسرائيلي وشؤون العالم الاسلامي.. عرف بيير رازوكس مؤرخا ومؤلفا لعدد من الدراسات والكتب المعمقة عن اسرائيل والدول العربية والتنظيمات الفسلطينية واللبنانية وعلى راسها « حزب الله » وعن ايران وسوريا والعلاقات العربية الايرانية والاطلسية العربية.. وقد كلف برئاسة قسم الدراسات في مؤسسة الابحاث والدراسات في مقرالحلف الاطلسي بروما.   بييررازوكس زار تونس مؤخرا بدعوة من جمعية الدراسات الدولية حيث ألقى محاضرة مفتوحة للعموم بحضور عشرات من الطلبة والباحثين والاعلاميين والديبلوماسيين عن حرب 2006 بين لبنان واسرائيل وانعكاساتها على « حزب الله » واسرائيل وبقية دول المنطقة سياسيا وعسكريا واستراتيجيا..   بالنسبة للحصيلة السياسية للحرب اللبنانية الاسرائيلية لصائفة 2006 اعتبرالباحث الفرنسي أنها معقدة من بينها بالنسبة للجانب الاسرائيلي  » أزمة معنوية غير مسبوقة منذهزيمة الايام الاولى في حرب 1973..  » كما تسببت تلك الحرب في تغييرات واستقالات شملت أهم المناصب السياسية والعسكرية المهمة في اسرائيل.. مع تعرض رئيس الحكومة أولمرت الى انتقادات لاذعة وهو ما اضعف موقعه ودوره السياسي..كما فجر تنافسا داخل حزبه.. وظهرت رموز منافسة له بينها ليفيني وزيرة الخارجية..   تاكيد دور « حزب الله » لبنانيا وعربيا   أما بالنسبة للبنان فقد كان حسن نصرالله وحزبه المستفيدين الاولين سياسيا من الحرب.. فقد أكد حسن نصرالله موقعه كزعيم وطني وحسن موقع حزبه التفاوضي.. وموقع الشيعة في الخارطة السياسية بعد أن ارتفع وزنهم كسلاح ديمغرافي إلى أكثرمن 40 بالمائة من السكان..وبالرغم من انسحاب القوات التابعة ل »حزب الله » الى شمالي نهر الليطاني (اي ابتعادها عن الحدود الللبنانية الاسرائيلية) مسافة تحوم حول الــ30 كلم ، فان الحزب لم يخسركثيرا سياسيا لأنه سوق الانسحاب باعتبار غالبية سكان الجنوب من بين الموظفين والعمال والاطارات المنتمية الى قواته خارج أو قات عملهم الرسمي.. فضلا عن كونه أثبت امتلاكها صواريخ أكثرتطورا قادرة على ضرب تل أبيب والقدس.. أي أنه لم يعد يحتاج الى مواقعه العسكرية التقليدية في القرى الحدودية..   في نفس الوقت تأكد دخول كوادر « حزب الله » في مسار شراء أراض كثيرة في الجنوب اللبناني ليتمكن الحزب من استغلالها لاحقا (بصفتها ملكيات خاصة) في حربه القادمة مع اسرائيل.. بما في ذلك عبر بناء خنادق جديدة تحتها.. وتوظيف بعضها في مهمات عسكرية وأمنية..   واعتبر رازوكس أن دور « حزب الله » وزعيمه حسن نصر الله برزا لانهما نجحا حيث فشلت القيادات السياسية والعسكرية العربية التقليدية وخاصة في دول الجوار)..في تحقيق أي نصر عسكري يذكرمنذ حرب رمضان 1973.. اذا ما استثنينا الصواريخ التي أطلقتها القيادة العراقية خلال حرب الخليج الثانية في 1991 على أهداف داخل اسرائيل بينها تل ابين وفي القدس الغربية..   خسائر عسكرية   لكن الباحث والمؤرخ الفرنسي يعتبرأن كل الاطراف خسرت كثيرا من الحرب ماديا وعسكريا .واعتبرأن لبنان كان الخاسرالاكبرلأن اعادة بناء ما دمرمن بنيته العسكرية (من ذلك الجسور والطرقات والمطارات والعمارات السكنية والمباني الحكومية قدربمليارات الدولارات)..   وحسب رازوكس فان الحصيلة العسكرية بالنسبة لاسرائيل كانت ثقيلة نسبيا وكانت اكبرمن خسائرها طوال 7 أعوام من عمرالانتفاضة.. ومن بين تلك الخسائرالاسرائيلية ـ حسب الارقام الرسمية الاسرائيلية ـ سقوط 120 عسكريا و45 مدنيا و55 مدفعا و5 آليات عسكرية جوية.. فضلا عن اصابة ضابط كبيرومهم بجروح.. بالرغم من تأكد تسيير قادة الفيالق لقواتهم من خارج الاراضي اللبنانية.. إذ لم يدخل من بين القادة الخمسة الكبار للفيالق الاسرائيلية الا اثنان بينما ظل البقية « مختبئين » وراء الحدود وهذه سابقة ونقطة ضعف عسكرية.. تكشف تراجع المعنويات في صفوف طاقم الحرب الاسرئيلي..   خسائر « حزب الله »   أما بالنسبة للخسائرالعسكرية اللبنانية فسجل المحاضر ان من بينها مقتل 800 من مقاتلي « حزب الله » وحوالي ألف مدني و34 عسكريا نظاميا.. فيما دمرت القوات الاسرائيلية جانبا كبيرا من البينة العسكرية الاساسية في الجنوب وفي بيروت.. وتسببت في ترحيل ما لايقل عن نصف مليون مواطن لبناني..   واورد رازوكس أن البعض يعتبرنشرالقوات الاممية جنوب لبنان من بين خسائر « حزب الله » العسكرية في الحرب.. لكن البعض الاخر يقلل من اهمية ذلك الانتشارمادام « حزب الله » ضاعف عدد صواريخه 3مرات.. واصبح يمتلك صواريخ اطول مدى قادرة على ضرب تل بيب والقدس واهداف عسكرية اسرائيلية بحرا وبرا وجوا..   12 ملياردولار اضافية من « المساعدات الامريكية »   ومن بين الخسائر الحربية غيرالمباشرة بالنسبة لـ »حزب الله » الاستراتيجية الحربية الاسرائيلية الجديدة التي اتسفادت فيها من الثغرات التي كشفتها حرب صائفة 2006.. ومن بينها تقوية « التلاحم بين العسكريين والمدنيين  » وتدريب العسكريين على حرب مدن أخطر بكثيرمن تلك التي تعود عليها العسكري الاسرائيلي في فلسطين المحتلة حيث يواجه بالحجارة او باسلحة تقليدية وليس باسلحة متطورة مثل تلك التي يمتلكها « حزب الله » .. وبميليشيات حرب عصابات غيرتقليدية مستعدين للموت (« للشهادة « ) في كل لحظة.. بخلاف العسكريين الاسرائليين الذين رفض بعضهم تنفيذ أوامر مغادرة دباباتهم المصفحة وخوض معارك الشوارع مع مقاتلي « حزب الله »..   ومن خسائر « حزب الله » غير المباشرة حصول القوات الاسرائيلية على دعم مالي وعسكري امريكي واطلسي كبيرين.. من ذلك أن « المساعدات المالية العسكرية الامريكية للعام الجديد فاقت الـ12 مليار دولار »..   كما ضاعفت القوات الاسرائيلية والامريكية تنسيقها عبررادارات واليات حربية بعضها في قاعدة حربية أمريكية في جبال » الروشاز » بالولايات المتحدة.. مكلفة بحماية المجال الجوي الامريكي.   الغارات ضد أهداف سورية وايرانية ؟؟   ومن بين العناصرالجديدة عسكريا بناء « مدينة عربية « حربية اصطناعية داخل المناطق المتاخمة لاسرائيل يتم فيها تدريب العسكريين الاسرائيليين على حرب الشوارع في المدن العربية استعدادا لاي حرب قادمة في لبنان أو سوريا مثلا..   كما دخلت اسرائيل في مرحلة استعدادات لسينارويهات حربية اقليمية اخطر كان من بينها الغارة الحربية التي شنتها ضد هدف عسكري  » استراتيجي  » في سوريا في سبتمبر2007.. للبرهنة على قدرة اسرائيل على شن غارات « وقائية  دقيقة  » ضد اهداف سورية وايرانية.. (بالرغم من انه وقع الكشف عن كون الطائرات الاسرائيلة انطلقت من تركيا ولم تعبر سوريا مثلما ذكراول الامر..وهو ما احتجت عليه انقرة بشدة لدى اسرائيل والولايات المتحدة)..   وكان من بين مظاهر التصعيد الاسرائيلي حسب الكاتب الفرنسي اغتيال  » الموساد  » الزعيم الثاني ل »حزب الله » عماد مغنية في سوريا لتوجيه رسائل تحذير الى حسن نصرالله وحزبه وقواته والى سوريا وايران (؟؟)   مرحلة انتقالية محفوفة بالمخاطر   واعتبر الباحث الفرنسي أن المنطقة تمر بمرحلة لنتقالية محفوفة بمخاطر كثيرة.. لعدة اسباب « من بينها الملف النووي الايراني وضعف القيادتين الاسرائيلية والفسلطينية وضعف البديل القوي والمقنع لكل من اولمرت وعباس.. فضلا عن تزايد مؤشرات التوترات الاجتماعية والسياسية والامنية والدينية في مصرالتي تزايدت فيها مخاطر الاصولية.. »   واعتبرالباحث الفرنسي أن المستقبل في اسرائيل قد لا يكون لحكومة يرأسها أولمرت.. واستبعد دورا أكبر لحماس أو لقيادات فتح الحاليين ولرموز شابة برزت في الاعوام الماضية مثل العقيد محمد دحلان أو رئيس الوزراء الحالي المستقل سالم فيضا.. ورجح أن يلعب المستقلون لا حقا دورا أكبر » الى جانب شخصيات كاريزماتية مثل الزعيم مروان البرغوثي المعتقل في سجون اسرائيل والذي قد يؤدي الافراج عنه الى اضعاف حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة وبروز قيادة فلسطينية قوية جديدة « ..   وقلل الباحث من خطورة التهديدات النووية الايرانية لاسرائيل واشار الى ان نجاح ايران المفترض في صنع قنبلة نووية لا يعني تمكنها من تهديد اسرائيل التي تمتلك ترسانة ضخمة من السلاح النووي.. تمكنها من تدميركامل ايران في صورة تعرضها لاي هجوم نووي.. شانها شان بقية القوى النووية الكبرى..   واقر بيير روزيزكس ان السلاح النووي الاسرائيلي يشغل اوربا ـ مثلما يشغلها السلاح النووي الباكستاني ـ لكنه قلل من خطورته بحكم ما تتهمه به اوربا عبر قوتيها النووييتين (فرنسا بريطانيا) من قدرة هائلة للدفاع عن كل دول الاتحاد الاوربي من اي تهديد نووي خارجي..   كمال بن يونس   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

البنك الخيري للدّواء … متى يرى النّور؟

جمع الأدوية غير المستعملة وتوزيعها على المرضى المحتاجين قد يخفف معاناتهم

 
تونس – الصباح: يتذمر الكثير من المرضى من عدم توفر أصناف عديدة من الأدوية التي يصفها لهم أطباؤهم في صيدليات المستشفيات وغيرها من مؤسسات الصحة العمومية الأمر الذي يجعل من لا يمتلكون المال الكافي لاقتنائه من الصيدليات الخاصة يصرفون النظر عن تناول الدواء خاصة إذا كان الداء غير موجع..    ويضطر بعض المرضى خاصة المصابين بمرض السرطان إلى التداين وأحيانا بيع ممتلكاتهم حتى يتمكنوا من توفير أسعار الأدوية نظرا لأن هناك بعضا منها باهظ الثمن أو لا يوفره معهد صالح عزيز وغيره من أقسام معالجة مرضى السرطان..   ولئن عملت بعض الجمعيات على غرار الجمعية التونسية للوقاية من مرض السرطان على مساعدة أهالي المرضى على توفير الأدوية فإن مجهودها لا يكفي وهو ما جعل مطلب بعث بنك خيري للدواء أكثر من ملح.. فنظرا لأن الكثير من العائلات الفقيرة غير قادرة على تسديد معاليم الأدوية يجري التفكير حاليا في إحداث بنك خيري للدواء.. وتفيد معطيات وزارة الصحة العمومية أن الهدف الرئيسي من بعثه يتمثل في مد يد المساعدة للمعوزين ومحدودي الدخل بتمكينهم من الحصول مجانا على بعض الأصناف من الأدوية.   ويجدر التذكير بأن الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي تقدم بمشروع لإحداث بنك خيري للأدوية يتولى قبول الهبات وجمع الأدوية غير المستعملة من العموم وتوزيعها على مستحقيها.   وحسب هذا المشروع ستتأتى الهبات خاصة من طرف المصنعين المحليين للأدوية والصيدلية المركزية للبلاد التونسية ومن مؤسسات البيع بالجملة الموزعين في الصيدلة وكذلك المنظمات الدولية.   وعلمنا أن وزارة الصحة العمومية انكبت منذ العام الماضي في إطار مراجعة القانون عدد 55 لسنة 1973 المؤرخ في 3 أوت 1973 والمنظم للمهن الصيدلية على إدراج فصل جديد سيتم التطرق بمقتضاه إلى مسألة قبول الهبات وجمع الأدوية غير المستعملة من العموم من قبل البنك الخيري للأدوية المرخص له من قبل وزارة الصحة العمومية ويكون تحت مسؤولية صيدلي..   وتمت إحالة مشروع القانون المتعلق بتنقيح وإتمام القانون سالف الذكر على مجلس النواب بتاريخ 28 فيفري 2008 وتتمثل اللجان القارة التي تنظر فيه في لجنة الشؤون الاجتماعية والصحة العمومية ولجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية ولجنة التشريع والتنظيم العام للإدارة.   توفير الدواء   لا شك أن بعث البنك الخيري للدواء سيفتح باب الأمل أمام شريحة كبيرة من المواطنين غير القادرين على توفير مصاريف الدواء.. ولكن هناك أدوية باهظة الثمن لا يقدر حتى متوسط الدخل على اقتنائها.. وهو معطى أساسي يجب على وزارة الصحة أن تأخذه بعين الاعتبار وعليها أن تعمل على تزويد صيدليات مؤسستها الصحية العمومية بالقدر الكافي من الأدوية خاصة في الجهات التي تكون فيها نسبة الفقر أرفع من المعدل الوطني.   كما عليها التدخل بالحسنى لتلطيف أجواء الحرب الباردة القائمة حاليا بين مصنعي الدواء في تونس والصيادلة.. إذ يلقي الكثير من مصنعي الدواء باللائمة على الصيادلة نظرا لأنهم لا يساهمون في ترويج الأدوية الجنيسة المصنوعة محليا رغم أنهم يدركون أن لها نفس القيمة العلاجية وأن أسعارها أدنى من سعر الدواء الأصلي بنسبة تتراوح بين 30 و50 بالمائة ولكنهم يبيعون الأدوية الأصلية نظرا لأنهم يربحون أكثر فحينما يبيع الصيدلي دواء أصليا قيمته مائة دينار فإن قيمة ربحه تساوي 30 دينارا وإذا باع نفس الدواء ولكنه جنيس وقيمته مثلا 50 دينارا فإن مرابيحه ستنخفض إلى 15 دينارا.. أما الصيادلة فينفون ذلك ويقولون إن الأطباء هم الذين يقدمون وصفات الأدوية للمرضى وليس هم الذين يختارون الدواء للمريض.. كما يطالب بعضهم بحوافز مقابل بيع الأدوية المماثلة المنخفضة الثمن مقارنة بالأدوية الأصلية..  وفي خضم هذه الحرب الباردة يدفع المريض الفاتورة غالية.. وليس أمامه من خيار آخر.. فالدواء هو المادة الوحيدة التي يقتنيها رغما عن أنفه حتى وإن اضطر إلى التداين فهو لا يختار صنف الدواء ولا سعره بل أنه في أغلب الأحيان لا يبرمج مسبقا ميزانية خاصة بالدواء..   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)


مغازة البطل أو شامبيون والبطولة في اغتيال مثال التهيئة العمرانية؟؟؟

بلدية قصرهلال تغتال الجمالية الحضريةوجودة الحياة من خلال مشروع البطل أو شامبيون؟؟؟  

 
مراد رقية الجميع من أهالي قصرهلال المهتمون بالشأن العام وحتى غير المعنيين يقرّون بالدور المتميز الذي لعبته بلديات قصرهلال غير المنتخبة منذ الاستقلال وحتى اليوم ،في ما عدا التجربة الفريدة واليتيمة وهي »تجربة البلدية المستقلة »سنة1987،في اغتيال القانون وفي الاعتداء على الحقوق،وفي تكريس قانون الغاب وعدم المساواة أمام تطبيق القانون اما لصالح أعضاء البلدية،أو المقرّبين منهم،وخاصة لفائدة بعض المتنفذين؟؟؟ ولقد قال المناضل المرحوم أحمد عيّاد أحد زعماء الحركة الوطنية التونسية ومنذ سنة1949″البلدية مرفوضة لأنها مفروضة »،ومن النتائج المتميزة لهذا الفرض والمقصود هنا بطبيعةالحال »تنصيب » هذه البلديات ديمقراطيا بسلطة الأمر الواقع،وعدم اتاحة اختيارها من قبل المواطنين الدافعين للضريبة الوطنية والمحلية على السواء،وهذا ما يؤدي حتما الى الطلاق والقطيعة بين الطرفين،فتقتصر العلاقة حتما على دفع الجباية لا غير؟؟؟؟ وطالما أن المؤسسة البلدية الحالية العتيدة قد خرجت علينا بمناسبة انتظام الندوة الجهوية للبلديات باشراف كاتب الدولة للجماعات العمومية والمحلية التونسية وهو المعني مباشرة بأمر هذه البلديات التونسية التي ينفق عليها المواطن دون أن تلتزم له بشىء،فنود أن نسأل بهذه المناسبة،كيف يمكن لمؤسسة بلدية هي بلدية قصرهلال في مثال الحال أن تحقق الجمالية الحضرية،وكذلك جودة الحياة  باغتيال مثال التهيئة العمرانية الذي تعتبره وزارة التجهيز من المقدسات التي لا يمكن انتهاكها والتطاول عليها ….الا للقلة المتنفذين ومن لف لفّهم؟؟؟ الموضوع ببساطة يتعلق بظروف اسناد ترخيص مغازة »البطل » أو شامبيون السلسلة التجارية الشهيرة في مدخل المدينة ،وبموازاة الطريق القادمة من مدينة سوسةخلافا لما ينصص عليه قانون مثال التهيئة العمرانية ذلك أن هذا المكان يضيق بالحركة العادية،ولا يمكن أن يصلح طبقا للمواصفات المطلوبة لانجاز مثل هذا المشروع الذي يجب أن يكون على مسافة نحو خمسة كيلومترات على الأقل من وسط المدينة،وأن يتوفر على مستودع ملائم للسيارات والشاحنات،وكذلك على فضاء فسيح يتيح مرونة حركية التزود والتزويد؟؟؟ الجميع يعلم بأن هذا المكان وحتى قبل افتتاح هذه المغازة يضيق حتى بالعدد الحالي  من عربات ومركبات المرور،فما بالك اذا اكتملت المغازة،فما الأمر،هل أن السلطة البلدية احترمت حقا المواصفات المطلوبة وحصلت على ترخيص قانوني مستوفي الشروط في الغرض ومن وزلرة التجهيز طبقا لمثال التهيئة والتراتيب الجارية،أم هل أن المكان المنجز فيه المشروع هو الذي أعطى وحده الترخيص لانجاز مثل هذا المركب في مكان غير مناسب لتسريع استكمال الجمالية الحضرية وضمان جودة الحياة؟؟؟ لقد عودتنا الهيئات البلدية،غير المنتخبة بأن تخالف القانون باطمئنان كامل،وبأن ترتكب التجاوزات العديدة من خلال هدم الجامع الكبير ،واغتيال مدرسة بوزويتة،ومنح الرخص للعديد من المقاهي الموظفة للأرصفة وللطريق العام على حساب حركة مرور العربات والراجلين،وباغماض عينيها عن عديد مخالفات البناء خاصة للمقربين والمرتبطين بالمصالح البلدية ،ولدافعي الهبات والهدايا  لسلك المراقبة صاحب الشأن والمرجع الوحيد في تطبيق القانون  المطوع حسب الظروف وحسب مستوى المانحين؟؟؟ فهل أن رخصة انجاز مغازة البطل هي رخصة محلية بحتة لهذا سمحت البلدية لنفسها بمخالفة مثال التهيئة العمرانية وصولا لتحقيق كل الشعارات المرفوعة والمكتوبة على اللافتات المكتوبة المثبتة بمناسبة الندوة الجهوية للبلديات المنتظمة بمدينة المنستير وخاصة منها الجمالية الحضرية وتحسين جودة الحياة.فمتى يكتسب المواطن الهلالي حقه في اختيار مستشاريه  الذين يمكن متابعتهم ومحاسبتهم على مخالفاتهم المقصودة والمتكررة للقانون الذي أصبح لا يطبق الا على ضعاف الحال،وعلى غير المرتبطين بالمسؤولين ،أو حتى الأعوان الذين يمنعهم زهدهم من مخالفة تطبيق القانون؟؟؟ فهنيئا لنا بهذه الهيئات البلدية الشفافة الأمينة الرصينة الملتزمة بالمساواة في تطبيق القانون والتي ترفع اللافتات المطالبة بجودة الحياة المغتالة في وضح النهار خدمة للمصالح الضيقة المحمية بسلطة القانون الموازي للقانون الساري،فهل نطمئن عامة أصحاب الرخص ،رخص البناء بأنه يمكنهم التلاعب بالقانون دون رادع تطبيقا لمقولة، »اذا كان كبير القوم بالطبل ضاربا….. »؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الإمبريالية الأمريكية: من يبذر الشوك يَجنِ الجراح
 
مالك التريكي (*)   كثيرا ما يقارَن عدوان الولايات المتحدة علي العراق بعدوانها علي فيتنام تأكيدا علي أنها لم َتجْنِ من كل هذا الجموح الإمبريالي في الحالتين سوي الخسائر الفادحة في الأموال والأرواح، وضياع المصداقية بين الأمم، وتيه الضمير الجمعي في ظلمات من عذابات الوعي الشقي… وصدق أبو القاسم الشابي حين قال، قاصدا المستعمر الفرنسي، ومن يبذر الشوك يجنِ الجراح . إلا أن هنالك مقارنة بحرب أوغلَ في التاريخ، هي حرب أثينا علي صقلية عام 514 قبل الميلاد. وقد استخرج الباحث الأمريكي برنت رانالي من عقد هذه المقارنة عددا من وجوه التشابه: حيث يتبين في الحالتين أن الديمقراطية ارتكبت خطأ الدخول في حرب ثانية بالتزامن مع الحرب الأساسية. فهاجمت أثينا جزيرة صقلية قبل أن تنتهي حربها الأساسية مع إسبرطة، أما الولايات المتحدة فقد هاجمت العراق بينما لا تزال حربها الأساسية مستمرة مع القاعدة. وفي الحالتين كانت الأسباب المعلَنة للحرب مغايرة للأسباب الحقيقية: أثينا أعلنت أنها أتت لنصرة أبناء عمومة لها في نزاع محلي، بينما كان السبب الحقيقي هو الرغبة الإمبريالية في سحق سيراكيوز، كبري مدن صقلية، لأنها كانت قوة بحرية مرشحة لمنافسة أثينا إضافة إلي الرغبة في إخضاع صقلية لاستخدامها منطلقا لمزيد من التوسع الأثيني في إيطاليا وإفريقيا الشمالية. أما واشنطن فقد أعلنت أنها أتت لمعاقبة نظام صدام حسين علي استمراره في إنتاج أسلحة الدمار، بينما كان السبب الحقيقي هو فرض السيطرة الاستراتيجية الأمريكية علي كامل الشرق والاستحواذ النهائي علي أغني موارد الطاقة (إضافة إلي طمأنة إسرائيل بالقضاء علي آخر نظام عربي كان يمكن، ولو من الناحية النظرية، أن يمثل يوما ما خطرا عليها). وفي الحالتين كانت العجرفة سيدة الموقف، فأُعلنت الحرب دون إعداد مناسب أو معرفة كافية بالبلاد. حيث يذكر المؤرخ الإغريقي ثوسيديدس أن الأثينيين قرروا الإبحار نحو صقلية دون أن يكون لدي معظمهم معرفة بحجمها أو عدد سكانها سواء من الهللينيين.. أو سواهم ممن يسميهم طبعا بـ البرابرة . وكانت واشنطن تعتقد لاستخفافها أن جنودها سينزلون سهلا ويَحِلّون أهلا يستقبلونهم بالورود، وتظن لسذاجتها أن الأرض العراقية ممهدة لبناء سياسي جديد يخدم المصالح الأمريكية حتي لو كانت أسس هذا البناء هي خلخلة التركيبة السكانية وبث الفتنة الطائفية وتفكيك الإدارة والجيش! وفي الحالتين كان الغزو هيّنا بل موهما، أول الأمر، باستتباب الأمر للغزاة. لكن سرعان ما تبين أن الاحتلال غير الغزو. فمثلما اعتمدت المقاومة العراقية أسلوب حرب العصابات، اعتمد الفرسان الصقليون من أهالي سيراكيوز أسلوب الهجمات الخاطفة، فألفي الأثينيون أنفسهم محاصَرين داخل المنطقة الخضراء التي مثلتها حصونهم المقامة علي عجل. ومن المتوازيات في الحالتين أيضا عجز الغزاة عن تأمين الحدود بقوات محدودة العدد، والعجز عن الحماية الكافية لخطوط الإمداد إضافة لتعقد المشكلات اللوجستية بسبب الفساد وعدم تعاون الأهالي. أما في مجال استمالة القلوب والعقول ، فكما زينت المعارضة العراقية لواشنطن أمر الغزو وهدهدتها بالأحلام والأوهام فقد كان في صقلية قوم ناشدوا أثينا القدوم والهجوم ومنَّوْها الأماني… فإذا بالغزاة يجدون ألاّ أمان لهم أنَّي ذهبوا ومهما وهبوا… لكن أسوأ ما واجه الغزاةَ في الحالتين هو أن العدو الحقيقي، أي القاعدة الآن وإسبرطة آنذاك، قد اغتنم انكشاف ظهر القوة الإمبريالية في الجبهة الثانية (العراق/ صقلية) فانقض عليها يعاجلها بالضرب هناك، دون أن يتوقف عن قتالها في الجبهة الأولي (الأراضي الأفغانية /الضواحي الأثينية)! وقد كانت الهزيمة النكراء في صقلية، بعد حرب لا لزوم لها، إيذانا بقرب نهاية أثينا كقوة إقليمية. بل إن أثينا فقدت الإيمان بمؤسساتها الديمقراطية من قبل حتي أن تستسلم لإسبرطة في نهاية الحروب البلوبونية عام 404 قبل الميلاد، فعطلت دستورها وأقامت نظاما تسلطيا بوليسيا لم يعمر طويلا… غير أن الأمر قد قُضي وداء الوهن قد استفحل فلم يصبح لأثينا، حسب قول رانالي، مُذّاك في المجد نصيب لولا الفلسفة والسياحة! ورغم أنه يري أن الولايات المتحدة لا تواجه الآن احتمال المآل الذي آلت إليه أثينا، أي خطر هزيمة عسكرية كارثية أو خطر تصفية نفسها كديمقراطية ، فإن تكاثر الإجراءات التسلطية السالبة للحريات باسم الحرب علي الإرهاب ، والإثم الناجم عن حرب استباقية شنت علي أساس مزاعم باطلة، والعواقب الساحقة الماحقة من شدة الكرب الإنساني ومن ثقل الديون التي ستنوء بوزرها أجيال تلو أجيال ـ كل ذلك كفيل بأن يقضي علي أي أمة بإظلام الضمير وسوء المصير.   (*) كاتب وإعلامي تونسي   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)


 هل حققت أمريكا أهدافها  بعد خمس سنوات من احتلال العراق ؟  

زهير الخويلدي  » كل إنسان بالطبع وبالضرورة يحتاج الى غيره فهو لذلك مضطر الى مصافاة الناس ومعاشرتهم العشرة الجميلة ومحبتهم المحبة الصادقة لأنهم يكملون ذاته ويتممون إنسانيته هو »                                               ابن مسكويه  تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق كلنا يتذكر ذلك اليوم المشؤوم في التاسع من نيسان حين بثت جل القنوات الفضائية العالمية صورة جيوش تحالف الغربان تدخل بغداد وسرب من الصقور تحلق فوق ساحة الفردوس وتنزل تمثال صدام بالحبال وتنهال عليه ضربا وركلا وتتصاعد الهتافات تهليلا والتغريدات تكبيرا وكأن ذلك نهاية لحقبة من الزمان وبداية لعصر دون سجان فكانت نار دون دخان وخراب للأرواح وللعمران. والغريب أن حشود العربان قالت يا حمد ويا سلام على راحة البال وتغنت جحافل الأمريكان بالديمقراطية وحقوق الانسان وألقت الطائرات باقات الورد وبطاقات الأمان على الأهالي والسكان فتحولت الى مصدر رعب وذل وإذعان. لقد تمت المسرحية ونفذت جميع التهديدات وتحول الخيال العلمي الى حقيقة وجربت أشد أنواع الأسلحة فتكا وأبيدت بغداد عن بكرة أبيها وأنجزت الحملة ما كانت قد تعهدت بالقيام به وهو القضاء على حكم نظام صدام حسين ووقع احتلال القصور الرئاسية والمطارات ومراكز السيادة بعد معارك خاطفة استعملت فيها قنابل غير تقليدية وحلت جميع مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش والشرطة والبرلمان ووقع استباحة مراكز المحافظات الواحدة تلو الأخرى دون مقاومة بما في ذلك تكريت مسقط رأس صدام حيث ولد بني عمومته وأخوته غير الأشقاء. تكاليف هذه الحرب كانت باهضة على الطرفين فقد خسرت الولايات المتحدة أكثر من أربع ألاف قتيل من الجنود إضافة الى عشرات الآلاف من المجروحين والمشوهين والمرضى النفسانيين وكذلك المفقودين ودون أن يدخل ضمن هذا الرقم قتلى الشركات الأمنية من البلاك ووتر وشركات الخدمات. الخسائر المالية فاقت ثلاثة تريليونات دولار و مرغت بعده المقاومة سمعة الجيش الأمريكي في التراب كذبت أسطورة الكوبوي الذي لا يقهر والشعب الذي سيتقبله برمي والورود والترحيب, ان الإحراج الذي وقعت فيه الإدارة السياسية الأمريكية أمام الرأي العام العالمي والرأي العام الداخلي كان كبيرا نظرا لسياسة المكيالين بين العرب وإسرائيل ولاعتدائها على القيم البشرية الكونية وعلى المبادئ التي تسعى الى نشرها في العالم وتحولها من راعي الى السلام الى شرطي العالم تقمصت لباس الاستعمار العسكري المباشر واعتنقت ديانة الإرهاب الدولي إذ هي أضحت تغير الأنظمة بالقوة وتعتدي على سيادة الشعوب وتتحكم في مستقبل الثروات والخيرات. خسائر العراقيين والعرب جسيمة وبالغة ولا يمكن تعويضها الا بعد سنوات كثيرة من إعادة البناء والكدح والإصرار فالأرواح التي أزهقت ظلما من العراقيين فاقت المليون والجرحى والمرضى والأيتام واللاجئين فاقت ثلاثة ملايين والأمن القومي العربي قد تضعضع بفقدانه العراق كقوة عسكرية ضابطة للتوازن في المنطقة ولاستهداف عمقه الاستراتيجي وتفكيكه الى مجموعة من الجزر. الأهداف الأمريكية المعلنة من الحرب على العراق كانت تأديب النظام العراقي على عناده وعدائيته للغرب وإسرائيل وبسبب دعمه لحركات التحرير الفلسطيني ومنعه من امتلاك أسلحة الدمار الشامل ومن إقامة علاقات تعاون مع منظمات إرهابية عالمية مثل القاعدة وبعض الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية وبعض النزعات القومية في روسيا وآسيا الوسطى و البلقان وأوروبا.  أما الأهداف الحقيقية غير المعلنة فهي السيطرة على منابع النفط في العراق وتركيع النظام السياسي العربي وتحويل وجهته من حالة الممانعة والتصدي لإسرائيل الى حالة التعديل والتطبيع معها. النتائج جاءت عكس ما كان متوقعا فحالة العراق بعد الاحتلال هي أتعس من حاله قبل الغزو والعنف لم يتوقف والحرب الأهلية انتقلت من الصدام بين الكتل السياسية الى التقاتل بين المذاهب والأديان ولتتحول الى تصفية الأشقاء في المذهب لبعضهم البعض. الحقيقة أن أمريكا لا تسيطر الا على بعض القواعد العسكرية المقامة على الأراضي العراقية ولا تحكم سوى في الجو وأثناء النهار أما في الأقاصي وأثناء الليل فان الميليشيات وفصائل المقاومة هي التي تصول وتجول، أما الحكومة العراقية المتناسلة من حكم ذاتي سيء السمعة صاغه بريمر فهي فاقدة للمصداقية والشرعية ويدها ملطخة بدماء العراقيين ولا تبرح المنطقة الخضراء وتعاني من عدم اعتراف العرب بشرعيتها وهي متسمرة في استجدائها لقوات الاحتلال من أجل البقاء وعدم الرحيل لكي تؤمن الحماية اللازمة لها ولا تريد أن ينفرط التحالف بين الفرقاء في العرق واللغة والمذهب وفي الولاء وتخشى بروز خلافات بين الأكراد والشيعة والمعدلين من السنة. الغريب أن الذي يحكم في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي هي العمائم ورجال الدين والمرجعيات وأن التيار الديني المحظور في أماكن أخرى من ديار العرب والمسلمين هو نفسه الذي يضع يده مع الأمريكيين من أجل تنفيذ أجندتهم ورعاية  مصالحهم والمشاركة في التخريب والتقسيم لأرض الرافدين. علاوة على ذلك فان النظام البعثي لم يقع اجتثاثه بل تحول قسم هام منه الى المقاومة تحت قيادة عزت الدوري ويونس الأحمد ووقع إدماج قسم هام منه في العملية السياسية وإرجاع العديد من الكفاءات والإطارات السابقة الى مراكز عملها والتحاق البقية بما عرف بميليشيا الصحوات التي تشكلت من أجل التصدي لما تسميه مخربين من المسلحين. لكن المؤسف أن التيار السلفي الجهادي هو الذي سيطر على المقاومة مما أضر بها وجعل اسمها يرتبط بالقتل والإرهاب طالما أن هذا التيار قد تمركز في المناطق السنية التي ألحقت بها القوات الأمريكية الضرر الكبير بعد الحملات الأمنية المتتالية، كما أن الانقسامات الداخلية والنهج التكفيري الاقصائي الذي اتبعه مع المخالفين قد أضعفته وجعلت تأثيراته محدودة ودفعته الى تخليف العديد من الضحايا الأبرياء وأفقده القدرة على الإمساك بزمام العملية السياسية بعد رحيل الاحتلال فرضا ممتنعة. أما التيار الصدري فيتمركز في حي الشعب والمحافظات الوسطى والجنوبية فقد تخلى كعادته في آخر لحظة عن المسيرة المليونية المطالبة بالاحتلال من أجل تفادي وقوع العديد من القتلى ودخول العراق في حالة من الفوضى غير الخلاقة، ويبدو أن الدائرة تضيق بهذا التيار نتيجة الضغوط التي تمارس عليه من طرف قوات الاحتلال الأمريكي والنظام الإيراني ونتيجة الصراع المسلح الذي خاضه مع البعثيين والقاعدة في السابق ومع قوات بدر في البصرة وبعض المحافظات في الأيام الفارطة، هذه الوضعية المزرية التي يعيشها هذا التيار الشعبي دفعت زعيمه مقتدى الصدر الى قطع خلوته واستئناف عمله السياسي بعد أن أعلن الاستقالة والاهتمام بالعلم وذلك من أجل ترتيب البيت وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خدمة للبيت الشيعي واستجابة لنداء الواجب الوطني كما يرى هو ذلك. ان مأزق التيارات والاتجاهات العراقية المشاركة في العملية السياسية أو المنخرطة في مشروع التحرير عن طريق الكفاح المسلح يتمثل في كونها حددت التنظم والتحالف على أساس الانتماء العرقي والمذهبي والطائفي والعشائري وهذا التحديد هو أصل البلاء وسبب التشرذم لأن الحل ليس في الطائفية والتقسيم للجسد الواحد بل في دولة علمانية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة كاملة على أراضيها تضم كل العراقيين على قدم المساواة وتقدس فكرة المواطنة وحقوق الخصوصيات، وهذا المطلب لن يتحقق الا بالصفح والمصالحة بين الفرقاء وبنسيان أحقاد الماضي ونبذ العنف ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والتوجه نحو صنع المستقبل. ما يمكن الانتباه اليه أن أمريكا وقعت في وحل المستنقع العراقي وأنها خسرت العديد من الأشياء الرمزية باحتلال هذا البلد وأضرت بالتوازن الذي كان قائما بين دول المنطقة وأطلقت العنان للمارد الفارسي حتي يبتلع جيرانه العرب دون رحمة أو شفقة ،بل ان النفط الذي جاءت أمريكا من أجل السيطرة عليه وتشرف مباشرة على منابعه لم تتمتع به بحرية ،كما أن أسعاره ما فتئت تتصاعد واحتياطيه لم يعد في مأمن نتيجة تزايد التهديدات وإمكانية اندلاع حرب كارثية تأتي على ما تبقى منه. نستخلص من كل ما سبق أن أمريكا لم تحقق أهدافها الحقيقية من احتلال العراق حتى بعد مرور خمس سنوات وأنها حولته الى مرتع للإرهاب والجريمة المنظمة وأنها زادت من كراهية العرب والمسلمين للغرب ووترت العلاقات بين الثقافات وعطلت أية امكانية للتفاهم والتعاون والعيش سويا، وأن الحل الجذري هو التعجيل بالخروج من العراق وترك أمور إدارته الى أهله، فلننظر مدى تأثير الورقة العراقية في انتخابات الرئاسة الأمريكية ولننتظر القرارات التي سيتخذها الرئيس الجديد حول إعادة الانتشار والرحيل أم البقاء والمزيد من الخسائر والتقتيل،فإلى حد سيتحمل العراقيون وجود مائة وأربعين ألف جندي على أراضيهم يجثمون على قلوبهم ويصادرون حريتهم؟ ومتى يختفي العنف والتقتيل وينتصر السلم والتسامح في أرض الرافدين؟ ·        كاتب فلسفي ·      (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 10 أفريل2008   


المعارضة المصرية.. فرار يوم الزحف
 
أحمد فال بن الدين   دائما ما أقف حيرانَ أمام الوضع المتأزم في جمهورية مصر العربية، فرغم أن بدايات «التحديث» العربي انطلقت من هذه الدولة، ورغم أن أول تلاقحٍ ثقافي معاصر بين الشرق والغرب (البعثات الطلابية بداية القرن 19) حصل فيها كذلك، فإن الأوضاع فيها جدُّ مأساوية ولا تبشر بكبير خير، فالوضع السياسي فيها يتأرجح بين رئيس يحاول توريث ابنه السلطة في نظام جمهوري، وبين معارضة عاجزة لا تتقن إدارة «فن الشغب» وقواعد التغيير. وبين هذا وذاك، يبدو المواطن المصري فريسة لأباطرة المال ودهاقنة الرأسمالية المتوحشة.. وجنون الأسعار. إن معظم المجالات في مصر –للأسف- تسير القهقري.. ابتداء من المجال السياسي وانتهاء بالشأن الثقافي والفني.. لكن آخر فصول «عجائب مصر» تلك، هي خذلان المعارضة لجماهير الجياع التي حاولت أن تضرب يوم 6 أبريل الجاري. فقد أرادت هذه الجماهير أن تنزل إلى الشوارع بعد أن هدّها الجوع وأعياها الحصول على رغيف خبز يسد الرمق، وأضناها تسويف السلطة. لقد صُعقتُ وأنا أتابع مواقف بعض أقطاب المعارضة المصرية -بما فيها الإخوان- من التظاهرات التي قررت بعض النقابات خوضها، وأحسستُ أن هذه «النخب» المعارضة تسدد سهم خيانة نافذا إلى ظهر كل مواطن جائع يحاول أن يحتج لانتزاع حقه السليب. لكن الحقيقة المؤسفة هي أن الترهل الذي يعاني منه النظام المصري تعاني منه المعارضة كذلك.. وإلا فلماذا لم تنتهز هذه المعارضة لحظة غليان الشارع المصري لتُسِّير تظاهرات متزامنة مع مواكب الجياع التي اشتبكت مع الشرطة في شوارع بعض المناطق المصرية؟ لماذا لم يخرج كافة زعماء المعارضة وكوادرها إلى الشوارع ويدخلوا وسط الجياع ويشاركوا في تلك الإضرابات؟ ولماذا تركوا حركة «كفاية» عارية الظهر دون نصير؟ يحزُّ في نفسي أن جماعة الإخوان المسلمين، التي ظلت تحمل همَّ المواطن المصري، بدأت تسري إليها عدوى «الجمود والتقوقع» التي تعم مصر كلها. فقد وقفت الجماعة موقفا متوجسا من هذه الإضرابات، حتى أن أمينها العام، محمود عزت، سوّغ عدم مشاركة الجماعة في تلك الإضرابات بالقول: «إن الفكرة لم تُطرَح على الجماعة من الأساس، وإنما سمعنا عن هذا الإضراب من جهاتٍ مختلفة، وكل الدعوات التي وُجِّهت إلى الجماعة لم نعرفها إلا عن طريق وسائل الإعلام، ولذلك فنحن لا ندري ما الهدف من هذا الإضراب؟ ولماذا اختيار هذا الوقت له؟ وما آليات تنفيذه؟ وهل هناك تنسيق أم لا؟». فإذا كان الإخوان المسلمون لا يعرفون «ما هو هدف الإضراب» -والناس يَصلوْن نار الجوع- ولا يعرفون «لماذا تم اختيار هذا التوقيت بالذات»- والوضع السياسي محتقن- فمعنى ذلك أن المعارضة المصرية أصبحت تتقاطع مع السلطة في نظرتها للأحداث وموقفها منها. فهل نفهم من خذلان بعض أقطاب المعارضة المصرية لهذا الإضراب أن النظام في مصر نجح في تدجين جماعة الإخوان وغيرها من أقطاب المعارضة؟ أحسب ذلك، فرغم أن فكرة الإخوان المسلمين-مثلا- انطلقت من مصر، فإن نجاحات هذه الجماعات كانت خارج الحدود المصرية. أما النسخة المصرية منها فقد جمدت وتدجنت وانطبعت بالطابع المصري العام خلال العقود الماضية. لقد فقدت روح المبادرة وأصبحت مسكونة بالخوف من المجهول، ولعل توجسها من احتجاجات أبريل آخر دليل على ذلك. كان يمكن للمعارضة المصرية أن تركب ثورة الجياع لتقودهم للتغيير الذي يحتاجه المصريون، لكنها للأسف تقاعست لحظة الزحف، وتركت الجياع يواجهون لهب الشرطة ولهيب الأسعار دون تغطية سياسية أو إعلامية.   رحم الله أبا الطيب المتنبي: «وكم ذا بمصر من المضحكات   ولكنه ضحك كالبكا»!   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

مصر: غياب الإخوان المسلمين أفاد الحركة الجماهيرية وأضر بهم!
 
محمد عبد الحكم دياب   أحداث السادس من نيسان/ ابريل 2008 في مصر جعلت منه يوما تاريخيا مشهودا. قدم المصريون فيه أكثر مما هو متوقع، فشعب أعزل، ومدن محاصرة، ومواطن منهك، وفقير جائع، ومع ذلك خرجوا يتحدون الاستبداد والفساد والجوع، لم يثنهم عن عزمهم عنف، ولا بطش ولا موت.   ولم تغط الحرب الضروس، التي أعلنتها أجهزة الأمن والشرطة. ووسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية علي انجازات ذلك اليوم. لم يقل شأنه، ولا نقص قدره، ولم يحل دون تحطيم صور حسني مبارك في الميادين والطرق العامة. إنه النجاح الجماهيري عن جدارة، وبه انتقلت مصر من إرهاصات الحراك الفئوي المتناثر، إلي فضاء العمل الجامع الواحد، الذي احتوي فئات وقوي وطبقات تسعي للتغيير وتعمل من أجله.   والنجاح يمكن قياسه علي عدة مستويات، الأول هو مستوي الاستعداد والدعوة، وتحدي القيود المفروضة، الدعوة وجدت من يتبناها ويجعلها جاذبة لقطاعات عريضة من الشعب، ووجدت من يستجيب لها في كافة أنحاء البلاد. من القادر والعاجز، علي حد سواء، فالقادر بادر وتحمل مسؤولية قراره وشارك، والعاجز تعاطف وحفز الآخرين علي المشاركة.. وجسدت مدينة المحلة الكبري هذا الواقع، فبعد احتلال قوات الأمن للمصانع في الصباح الباكر، وأجبرت العمال علي تشغيل الآلات تحت التهديد، في نفس الوقت كان الأهالي يتجمعون في الشوارع والميادين. ولم يأت منتصف النهار حتي اندلعت المظاهرات بعد أن وصلت الأخبار عما حدث داخل المصانع. وكانت قوات الأمن قد عزلت المدينة عن العالم تماما، وحاصرتها علي النمط الصهيوني مع غزة، وحين أخذت في ترويع الأهالي بوحشيتها المعهودة. قاوموها وتصدوا لها، وسقط قتيلان وعدد كبير من الجرحي، بينهم عدد من جنود الأمن المركزي. وفي المدن الكبري، خاصة القاهرة والإسكندرية. فقد أغلقت منافذها، ومنع الدخول إليها أو الخروج منها، وعزلت وأحكمت السيطرة عليها. وامتد ذلك إلي الأحياء والميادين. فصلتها عن بعضها. وحولت الميادين الكبري إلي ثكنات عسكرية، كان الوجود البارز هو لقوات الأمن المركزي. وأحيطت الأماكن المألوفة للتجمع. كميدان التحرير، وما يعرف بالمثلث المحرر في وسط العاصمة، الذي يضم نقابتا الصحافيين والمحاميين ودار القضاء العالي، بسياج من قوات مقاومة الشغب بدروعها وبنادقها، ورصاصها المطاطي، وطلقاتها المسيلة للدموع، وتحولت القاهرة إلي سجن كبير، مع ذلك تمكن المحامون من كسر الحصار والتظاهر.   والمستوي الثاني كان شمولية المشاركة، وميل ميزان القوي لصالح قوي التغيير، بكافة فصائلها وألوانها، ورغم غياب الإخوان المسلمين والطلاب والفلاحين. جاءت شمولية المشاركة نتاجا طبيعيا لتضافر جهود القوي الجديدة، وكلها قوي محظورة. غير مصرح لها بالعمل العام، من قبل السلطات الحكومية، وكانت مكونة من حركات كفاية وأخواتها، وحزب الكرامة، تحت التأسيس، وحزب العمل المجمد، وجماعات المدونين، وشخصيات من حزب الغد الملغي (جماعة أيمن نور). ولعبت جماعات المدونين دورا مؤثرا في نشر الدعوة والدعاية لها والتعريف بها وبأسبابها ومبرراتها وأهدافها. وهنا أنوه إلي ما نشر علي هذه الصفحة، قبل ثلاث سنوات، في تحليل ظاهرة كفاية، فور ظهورها، كُتِب وقتها أن كفاية كسرت حاجز الخوف، بكل ما ترتب عليه من إلغاء خطوط حمراء، كانت تمنح العصمة للحاكم وتدعو لعبادته، والتحول الثاني هو نزول القوي الجديدة إلي الشارع، الذي صار ميدانا للمنافسة، وأضحي متعدد الألوان والبرامج. والتحول الثالث هو استدعاء الطبقة الوسطي، التي كانت قد أوشكت علي الانقراض. عادت إليها الحياة والفعالية، وانتقلت إليها قيادة الرأي العام، فنما وعيه وازداد نضجه.   وأعطي كثيرون لوسائل الاتصال الحديثة، كشبكة الاتصال الألكترونية (الانترنت) ورسائل الهاتف المحمول، قيمة كبري في الدعوة للإضراب ونجاحه، ولا نجادل في هذا لأنه صحيح، لكن هذا وحده لم يكن كافيا لتحريك جماهير بذلك الحجم، بما تحمل من تعقيدات ورواسب اجتماعية وتاريخية. ولو لم يأت ذلك مقترنا بوجود قوة قادرة علي ترجمته إلي فعل، ما كان الذي حدث قد حدث يوم الأحد الماضي. وكانت كل تلك محفزات أتت أكلها في لحظة مواتية واستجابة واعية. المستوي التالي تمثل في الغياب الكامل للحزب الحاكم، ترك الأمر بيد أجهزة الأمن ورهن استخدامها المفرط للقوة. وكشرت عن أنيابها لتتمكن من السيطرة علي الوضع، وهذا زاد من رسوخ الحل ذي البعد الواحد، أي الحل الأمني. وقد هال المراقبون حجم قوات الأمن المستنفرة في أنحاء البلاد، وأكد لديهم الأرقام التي نشرتها المصادر الأمريكية عن حجمها، ووصولها إلي مليون وأربعمئة ألف، وهو رقم مفزع بكل المقاييس، وكنت من بين من لم يصدقوه، لكن خاب ظني. وحكم يرعي ويمول قوة ضاربة باطشة بهذا العدد، ويستولي علي ثروة البلاد، بالطبع يعجز عن توفير رغيف خبز للشعب. وكان الأهم من ذلك هو التوتر البالغ الذي طبع تصرفات وسلوك المنتمين للجنة جمال مبارك (لجنة السياسات)، ومن تابع ظهورهم علي الفضائيات لم يتوقف كثيرا عند تهافتهم وضعف مبرراتهم، وتوقف أمام انفعالاتهم الزائدة وتوترهم الشديد. فقد كثير منهم أعصابه علي الهواء، وعجز أغلبهم عن الرد علي الأسئلة التي وجهت إليهم. وكان الغياب الآخر هو غياب أحزاب المعارضة الرسمية، فمن حضر منها كان خجولا، ومن شارك جاء فردا. كل هذا لم يثر حفيظة أحد، علي العكس من رد الفعل علي عدم مشاركة جماعة الإخوان المسلمين، فنالوا سخطا كبيرا، كانوا في غني عنه، في ظروفهم الصعبة، وكان منطق محمود عزت عضو مكتب الإرشاد مستفزا، وهو يعرض أسباب عدم المشاركة. وكأن هناك دعوة للمشاركة في العمل الوطني، أو من المفروض أن توجه إليهم الدعوة عن طريق المحكمة، وكما نقول في مصر علي يد مُحْضر . ويبدو أن أصحاب القرار في قمة الهرم الإخواني غلبوا مصالح أثريائهم، المتوائمة مع مصالح رجال الأعمال، الذين يحكمون باسم عائلة مبارك ، غلبوا مصالحهم علي المصالح العامة، فأي تغيير متوقع، إذا أضر بمصالح عائلة مبارك ، وأثرياء الحكم قد يأخذ في طريقه مصالح مالية كبري يديرها أثرياء الإخوان. ورب ضارة نافعة. فغيابهم أفاد التحول الذي انتقلت إليه الحركة الشعبية المصرية، في هذا اليوم. وإن أضرت بهم، وقد تصيبهم بشرخ، مثل الذي حدث مع الضباط الأحرار سنة 1952، ولو شاركوا لنسبت لهم أجهزة الإعلام الرسمية والغربية الفعل والحركة، ضمن نهجها في التضخيم من خطرهم، وتوظيفه كفزاعة لابتزاز الغرب، وترويع مثقفيه ورجاله في مصر. كان غياب الإخوان فرصة لتثبت لقوي التغيير جدارتها وقدرتها علي الفعل والتواصل مع الناس. وفرصة للثقة في النفس وفي المواطن. وهذه من مواصفات نضج الحركة الشعبية وسماتها.   مظاهرات الخبز والجوع طرأت علي المجتمع المصري بعد حرب 1973. قبلها كانت المظاهرات للاحتجاج السياسي. من أجل تعديل مسار أو تصحيح أوضاع. مظاهرات 1968 كانت ردا علي النكسة، وعكست في معالجاتها شخصية الحاكم وطبيعة نظام الحكم. وفيها انحاز عبد الناصر إلي المتظاهرين، قبل بهم. والتقي بقادتهم، وقال فيهم قوله الشهير: الشعب يريد وأنا معه . واستجاب لهم وأعاد محاكمة المتسببين في النكسة. ثم عقد مؤتمرا قوميا لمناقشة أسباب التظاهر وطرق علاجها، واستمع لقادة المظاهرات، من رؤساء اتحادات الطلاب في الجامعات، وتبني مطالبهم وصاغ منها بيان عمل. هو بيان 30 آذار/ مارس، وعرضه علي الاستفتاء الشعبي، وعلي أساسه أعيد بناء المؤسسات السياسية والتشريعية والتنفيذية من جديد. استمر عصر ما قبل مظاهرات الخبز والجوع، فترة محدودة بعد رحيل عبد الناصر. وقبل حرب اكتوبر، ارتفعت الشعارات الوطنية والقومية، وتركزت المطالب حول الثأر، وإزالة آثار العدوان، وتحرير الأرض. وكانت ذروة ذلك مظاهرات 1972، وتحت ضغطها اتخذ السادات قرار الحرب، وبعدها تغير موقفه، واتضح بشكل سافر في انتفاضة 1977. لم يعر مطالب المتظاهرين اهتماما. وإن تراجع عن قرارات رفع الأسعار، المسببة للتظاهر، وأطلق عليها انتفاضة الحرامية ، وهذا المنطق هو الذي يحكم النظرة إلي التحركات الجماهيرية حتي الآن، وأدت إلي تغيير شعار الشرطة، من الشرطة في خدمة الشعب بشعار يعبر عن استعلاء واستبداد بالغ. هو الشرطة والشعب في خدمة القانون . ويحسب للسادات أنه أعد طائرته في مطار أسوان للرحيل، ولما أعادت القوات المسلحة الهدوء إلي الأوضاع تراجع عن قراره، إلا أنه اتخذ من المظاهرات مبررا لزيارة الدولة الصهيونية، والانسلاخ عن العرب، وإلغاء دور مصر القومي والإقليمي.   والجوع الحالي صناعة كاملة الأركان. ممنهجة ومخططة، وليست طارئة علي سياسة عائلة مبارك ، حتي صارت مستعصية علي الحل، لأنها حلقة في سلسلة أزمات متفاقمة وشاملة. ولم يسجل التاريخ علي المصريين أنهم صناع جوع، وهم دائما صناع خير. وخروج عائلة مبارك عن طبيعة الحياة المصرية الحقيقية جاء نتيجة حرصها علي الثراء الفاحش، وتضييقها لفرص العمل، وتوظيف السياسة في تكوين الثروة، وعدائها للشعب وكراهيتها له، ومناصرة طاقم جمال مبارك، ومن معه من رجال الأعمال، الذين أسندت إليهم المسؤوليات السياسية والتشريعية والتنفيذية، فاتخذوها سبيلا لنشر الحرمان وصناعة الجوع.   وكل ما قام به هذا الطاقم هو أن بعث بأحد أعضائه، رئيس الوزراء، إلي عمال المحلة يساومهم، بطريقة غبية معتادة. وينعم عليهم بصرف مرتب شهر، ووعد لا ينفذ. بامتيازات في السكن والمواصلات، وحرص علي إبلاغهم بأنها مكرمة من حسني مبارك، وكأنها من صاحب مزرعة، وليس مسؤولا في دولة. إنه النهج المتدني في النظر إلي العمال والفلاحين والموظفين وأبناء الطبقة الوسطي. يُنظر إليهم كشغيلة وخدم. ليس لهم حقوق، وأقصي ما يحلمون به بقشيش ، من ولي النعم، فالحقوق كلها لرجال الأعمال، والدعم كله للمفسدين، أما المنتجون والعاملون وصناع الحياة، ومنهم شباب وفتيات وأساتذة جامعات مقبوض عليهم، ووضعوا رهن الاعتقال، عقابا لهم علي ممارسة حقهم المشروع في الدفاع عن قوت الشعب وحياته المهددة بسبب فحش الغلاء واستشراء الفساد، وعبروا عن ذلك بالطرق السلمية. كل هؤلاء حرموا من حقهم في الحياة الحرة الكريمة، وهو ما سيبقي المأزق مستعصيا علي الحل، ويستمر بصناعة الجوع نامية ومضطردة.   (*) كاتب من مصر يقيم في لندن   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

خبير إستراتيجي: إسرائيل تشارك في إعمار العراق!
 
علياء ماضي   القاهرة- كشف خبير إستراتيجي مصري عن وجود إسرائيلي مكثف في العراق، حيث تشارك إسرائيل بشكل كبير في « إعمار » ما يسمى بالعراق الجديد. وطرح الخبير ثلاثة سيناريوهات تحدد شكل العلاقة بين إسرائيل والعراق في المستقبل القريب.   وقال الدكتور طارق فهمي الخبير الإستراتيجي في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط في ندوة بعنوان « خمس سنوات على الاحتلال الأمريكي للعراق.. الآفاق والمستقبل »: « هناك وجود إسرائيلي مكثف في العراق على عكس ما يصوره الإعلام العربي، فالإسرائيليون موجودون في كل المؤسسات والشركات من خلال الاستثمارات ».   وأضاف فهمي في مداخلته بالندوة التي عقدت مساء الأربعاء 9-4-2008: « إسرائيل تتحرك وكأنها الحاضر الرئيسي في العراق وفي مقدمة الأحداث وليست في خلفيتها ».   واستند الدكتور فهمي في كلمته إلى دراسة أجرتها وزارة المالية الإسرائيلية ووزارات أخرى قالت: إن الحكومة الإسرائيلية لها استثمارات في إعمار ما يسمى العراق الجديد؛ وهو ما يعطي الفرصة لإسرائيل لإرساء تجارة تحقق منها أرباح كثيرة.   وأشار إلى أن دخول إسرائيل مجال الأراضي والعقارات في العراق هو أحد المحاور التي تسعى إسرائيل من خلالها لفرض نفوذها داخل البلاد.   ولتنفيذ هذا المخطط، أوضح الخبير الإستراتيجي أن إسرائيل تعمل على توظيف رأس المال اليهودي لشراء الأراضي في شمال العراق وتسمح بتسهيلات كبيرة في إعطاء القروض لبعض العراقيين وخاصة الأكراد.   3 سيناريوهات   وطرح الدكتور فهمي ثلاثة سيناريوهات للتعامل بين إسرائيل والعراق في المستقبل القريب:   – السيناريو الأول: هو أن تدخل إسرائيل في علاقات دبلوماسية كاملة مع النظام العراقي الحالي برغم تأكيد الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني عن عدم وجود علاقات قريبة سوف تحدث بين الجانبين.   – السيناريو الثاني: أن تدخل إسرائيل والعراق في علاقات ثلاثية (الولايات المتحدة– إسرائيل- العراق) وربما تدخل الأردن في علاقة دبلوماسية معهم.   – السيناريو الثالث: تأجيل خطوة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين وتكوين علاقات غير رسمية على كل المستويات.   ويرجح الدكتور فهمي حدوث السيناريو الثالث؛ وهو ما يؤكده القادة العراقيين فيما يتعلق بالدخول في علاقات غير رسمية مع الجانب الإسرائيلي.   ووفقاً لمصادر أمريكية فهناك حوالي 210 شركة إسرائيلية تعمل في العراق حتى الآن في مجالات كثيرة منها السياحة والبترول والمنسوجات والإلكترونيات والمياه المعدنية والهواتف.   وحسب تقرير إستراتيجي صادر عن مركز « جافي » في الجامعة العبرية، فإن الإسرائيليين يطمحون في أن يقوم الأمريكان ببناء قاعدة عسكرية لهم في صحراء العراق وهو ما يسمح لإسرائيل لاحقاً بالتواجد العسكري هناك.   عراق إسرائيل   وأكد فهمي على أن هناك إجماعا وطنيا في إسرائيل على أن تقسيم العراق هو الحل الأمثل لحل أزمته. وأوضح أن إسرائيل كلفت وزارة الدفاع منذ 4 أشهر بإعداد دراسة شارك فيها 6 أجهزة أمنية والعديد من الجنرالات في الجيش الإسرائيلي انتهت إلى أن الوضع الراهن في العراق هو أفضل الآن والحل هو تقسيمه.   وأشار فهمي إلى أن المناورات التي تجريها إسرائيل هذه الأيام تضع في اعتبارها عراقا مفتتا لتفرض سيطرتها عليه.   وأقر « مؤتمر الدولة العبرية » الذي يعقد في شهر يناير من كل عام في دورته الأخيرة بأن « العراق المقبل هو عراق إسرائيل ».                 (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 10 أفريل 2008)

 


هل يفيق العرب على هدير القوة الإسرائيلية؟
 
عيد بن مسعود الجهني (*)   إن الدول التي ملكت زمام القوة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بالإصرار والتخطيط السليم والعمل الدؤوب والتضحيات الجسام، ولم تصل هذه القمم السامقة بالخطب السياسية الرنانة والوعود الكاذبة يروّجها الإعلام الرسمي وغير الرسمي، الذي يغلب على معظمه الطابع الرخيص.   وعلى سبيل المثال، فإن إسرائيل على اثر حربها مع فرنسا وبريطانيا على مصر في ما سمي بالعدوان الثلاثي عام 1956 والذي فشل بسبب تماسك العرب آنذاك ووقوفهم بشجاعة ضد العدوان الإجرامي، حتى ان السعودية بسبب تلك الحرب قطعت علاقاتها مع بريطانيا وفرنسا ولم تعدها إلا بعد أشهر من عودة العلاقات المصرية مع تلك الدول، الدولة الصهيونية استوعبت الدروس وبدأت مشروعها الاستراتيجي النووي بمفاعل ديمونة، وسرعان ما أصبحت دولة نووية. وفي الوقت الذي تغطي فيه سماء العالم العربي بأقمار التجسس والصواريخ المدمرة، نجد العرب ملأوا السماء بأقمار اصطناعية تبث الرقص والأكاذيب ويتنافسون أيما تنافس في هذا المعترك.   امتلاك القوة ابلغ وسيلة للحد من استخدام القوة المضادة، فلا يفل الحديد الا الحديد – خصوصاً في الممارسات الدولية – فالقوة ضرورة حتمية لحماية الحق، تفرضها ظروف المتغيرات الدولية، وبذلك نجد ان مبدأ «القوة تحد القوة» لا يزال سائداً في الفكر السياسي الدولي، على رغم المواثيق الدولية التي تدعو الى منع استخدام القوة في العلاقات الدولية، إلا ان الواقع يقول ان القوة أنجع وسيلة وأمضى سبيل وعنصر جوهري لوجود الدولة.   وتبرز أدبيات القوة في كتابات «ماكيافلي» الفيلسوف الايطالي الذي عاش في القرن السادس عشر، ودخل التاريخ عام 1498 عندما تمزقت ايطاليا سياسياً وتحطمت اجتماعياً… فكان هو المفكر الذي ظهر في هذه الظروف الصعبة وأسهم بفكره السياسي في توحيد بلاده بالقوة باعتبارها غاية لا وسيلة، وعبر عن ذلك في كتاباته، وقال ان هدف سياسة الدولة يتمحور في المحافظة على القوة السياسية، والسياسة تقاس بمدى نجاحها أو فشلها في المحافظة على القوة، بل والعمل على دعمها. فالدولة صاحبة السيادة على أرضها تمثل قوة ترعى مصالحها وأهدافها في علاقاتها مع المنظومة الدولية.   ولا شك في ان دول مجلس التعاون الخليجي بطرحها الخيار النووي السلمي في قمة جابر التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، بدأت خطوة الألف ميل التي تبدأ بخطوة، فقرارات المؤتمر نصت صراحة على الأهمية الفائقة لتبني دول المجلس مشروع الطاقة النووية للأغراض السلمية.   ومن المهم تفعيل تلك القرارات المهمة فإصدار القرارات شيء وبدء العمل الجدي في التخطيط يمثل الخطوة الأهم، فإذا أصبحت القرارات حبيسة الأدراج فإن هذا يعني إهمال القوة التي سيطرت عليها الدول الصناعية، وأصبح سيناريو اللعبة الخطرة بأيديها.   وعلى رغم ان الدول العربية ومنها دول مجلس التعاون، باستثناء مصر، موقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، الا ان صدور قرارات القمة يعني ان تلك الدول أدركت حاجتها الملحة للاستفادة من تقنية الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأعلنت عن رغبتها في هذا الخيار الحيوي بلهجة استغربتها الدول الكبرى، بل ان البعض لم يعرها أهمية وعلى دول المجلس إثبات قوتها بتنفيذ تلك القرارات حتى لا ينظر إليها البعض نظرة دونية.   وإذا فعلت دول المجلس وحزمت أمرها بشأن خيار الطاقة النووية للأغراض السلمية، فإنها ستضيف لنفسها قوة تضاف إلى قوتها النفطية والاقتصادية والاستراتيجية، وتمنحها دفعة قوية نحو التغلب على مطالبة إسرائيل وإيران، لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وهذا لن يحدث إلا إذا تأكدت الأطراف الأخرى ان دول المجلس والدول العربية وضعت نفسها على الطريق السليم، لامتلاك ناصية التقنية النووية للأغراض السلمية، وهذا يعني قوة التفاوض وقوة فرض السلام! الذي ينحني للقوة وينظر للدول الضعيفة من عل.   ان كل ما يعانيه العرب من قهر وظلم وعدوان سافر في حروب متواصلة منذ تأسيس إسرائيل عام 1948 على ارض فلسطين، سببه ان القوة العربية لم تتوازن معها حتى في ميدان الأسلحة التقليدية. ويعكس قوة إسرائيل وأطماعها التوسعية تصريح لأرييل شارون قال فيه: «ان منطقة الأمن الإسرائيلي تمتد من باكستان إلى شمال أفريقيا ومن تركيا الى الخليج العربي، ومن حق إسرائيل ان تضرب أية قوة في هذه المنطقة».   فإسرائيل تمتلك قوة ضاربة من الدبابات القتالية المتطورة، إضافة الى راجمات الصواريخ والطائرات المقاتلة والقاذفة وطائرات الهليكوبتر والغواصات النووية وزوارق وصواريخ، ومن الصفقات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لربيبتها إسرائيل 500 قذيفة للإطلاق في الجو بلغت قيمة الصفقة حوالي 320 مليون دولار.   هذه القنابل المتطورة جداً والمقصود منها تأكيد التفوق النوعي لإسرائيل بإمكانها اختراق المنشآت النووية المشيدة تحت الأرض إذ يصل وزن القذيفة الواحدة إلى الطن، وتستطيع الوصول الى أهدافها بواسطة التحكم بإطلاقها عبر الأقمار الاصطناعية أو أشعة الليزر التي تملكها اسرائيل لدعم تفوقها وتضاف إلى ترسانة إسرائيل النووية التي تضم أكثر من 200 رأس نووي وصواريخ لحمل الرؤوس النووية، إذ تمتلك الأسلحة النووية والقنابل النيترونية والانشطارية والقنابل الذكية، وتدعمها ترسانة بيولوجية وكيماوية ضخمة.   وبهذا فإن الدولة العبرية تعتبر خامس دولة نووية في العالم، ويأتي ترتيبها بعد فرنسا التي تحتل المرتبة الرابعة بأكثر من 340 رأس نووي. وتأتي في المقدمة روسيا وأميركا، تليهما الصين بامتلاكها أكثر من 400 رأس نووي، فاسرائيل بـ200 وفي آخر قائمة الكبار نووياً تأتي بريطانيا التي تملك أكثر من 180 رأساً نووياً.   وقد حددت اسرائيل 37 هدفاً في الدول العربية لضربها اذا وجدت نفسها في خانة (اليك) كما يقولون، لكنها لن تجد نفسها في مأزق وحال العرب اليوم في ميدان القوة تبكي الصديق وتطرب له العدو!   إسرائيل التي تمتلك هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة الذرية والبيولوجية والكيماوية والتقليدية المتطورة، لم تأت ترسانتها من فراغ، بل من عمل جاد ومضن عبر أكثر من أربعة عقود بدأتها الدولة الصهيونية بتشييد عدد من المفاعلات النووية يبلغ عددها اليوم ستة مفاعلات اختارت لها مواقع مختلفة هي مفاعلات ديمونة وكفرزكريا وعدوفات وسرويك النحل وبيير يعقوب وعيلان.   وها هي إسرائيل تفرد عضلات القوة في مناوراتها العسكرية التي بدأتها الأحد الماضي وانتهت نهار الخميس، وبالطبع أعلن الجيش اللبناني و «اليونيفيل» حالة التأهب عشية تلك المناورات التي تعد طبقاً للقانون الدولي وقواعد الأمم المتحدة والقرار 1701 عملاً عدوانياً، لكن إسرائيل بقوتها وبدعم أميركي صارخ لا يعنيها الامتثال لقرار او قانون او منظمة دولية كالأمم المتحدة فهي تعتبر نفسها فوق القانون، وتمارس أعمال العدوان والترهيب ضد من تشاء، ومن لا يعجبه فليشرب من البحر والنهر!   وعلى رغم ان الدول العربية ما عدا مصر موقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، فان إسرائيل التي تمكنت من احتكار السلاح النووي في قلب الأمة العربية بجهدها المعرفي المتواصل منذ تأسيسها مدعومة من اللوبي الصهيوني في العالم، خصوصاً في الولايات المتحدة التي تقدم الدعم تلو الدعم للدولة العبرية.   ومع امتلاك إسرائيل السلاح النووي فإن الضغط عليها أصبح معدوماً تماماً للتوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وفي المقابل، نجد الضغوط تتوالى على الدول العربية والإسلامية لمنعها من امتلاك التقنية النووية حتى في الأغراض السلمية!   العجيب الغريب والذي لم يكن مستعجباً ولا مستغرباً على المكر اليهودي انه على رغم هذه الترسانة الضخمة من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية المتطورة التي تفوق وحدها أسلحة العرب التقليدية، تطلق إسرائيل الصرخة تلو الأخرى للتضليل شاكية باكية من التهديد الذي يشكله العرب على أمنها، على رغم ان العرب (الطيبين) لم يضجروا او يشكوا من الخطر المحدق الذي تشكله إسرائيل على أمنهم القومي.   العرب العاربة والمستعربة لم يتّعظوا ولم يستفيدوا من التجارب السابقة، ولم يقرأوا التاريخ، وقبلوا أن يكونوا الأمة الأضعف في ميدان التسليح، بل ان معظمهم انساق وراء الخطب والشعارات التي ينادون بها في شأن القوة، ليسري عليهم المثل القائل «كذب كذبة فصدقها» فأصبح الأمر كلاماً بكلام، وكما يقول الإخوة في مصر «فض مجالس»!   لم يعرفوا ان العبرة بالعمل وبالأفعال وليس بالكلام، فالكلام «ما عليه جمرك» كما يقولون، وها هي إسرائيل بالعمل المعرفي أصبحت خامس قوة نووية في العالم، والعرب عاش معظمهم في الأوهام ولم يستطيعوا منازلة إسرائيل التي قلبت أوضاع الشرق الأوسط رأساً على عقب وجعلته على برميل من بارود، وأصبح مستقبل الأمن القومي العربي في المنطقة على كف عفريت.   وأصبح ضرورة وليس ترفاً استيعاب الدروس والعبر وقراءة المتغيرات والتطورات الدولية المتسارعة والتهديدات الخارجية والمطامع الدولية والإقليمية في المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط، وهذا يتطلب تشييد بنية استراتيجية تسليحية تحفظ الأمن القومي العربي في ظل هذه الظروف والصراعات المتلاطمة على المنطقة برمتها.   (*) مفكر سعودي – رئيس مركز الخليج العربي للطاقة والدراسات الاستراتيجية   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

12 octobre 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3064 du 12.10.2008  archives : www.tunisnews.net     FTCR: Solidarité avec les victimes

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.