TUNISNEWS
9 ème année, N 3334 du 09 .07.2009
الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين:تجديد النداء من أجل منع تسليم طارق الحرزي المحتجز بسجن كروبر ببغدا
السبيل أونلاين :فيديو:مشاهد من مسرح الإعتداء على رموز الحزب الديمقراطي التقدمي
ظـاهر المسعـدي:العصابات الخضراء في تونس الخضراء
المرصد الوطني :الحكم على جامعية بالسجن 8 أشهر من أجل إعادة نشر مراسلة على منتدى “فايس بوك”
ا ف ب:القضاء التونسي ينفي وجود تخطيط لشن هجوم على اميركيين
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : بلاغ صحفي
عادل القادري:الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية: هيئة تنفيذية جديدة لمرحلة جديدة
قدس برس:تونس: استقالة صحفي بعد اكتشاف تورطه في افتعال حوار مع فنان عالمي
أ ف ب:ازنافور ينفي مجددا عزمه الاعتزال لكنه يعمل اقل من السابق
صابر التونسي :البهتان السياسي
كلمة:أساتذة التعليم العالي يرفضون تهميش العلوم الإنسانية
تونس: وطن وبوليس ورشوة (3):في منطقة الأمن الوطني بباجة
محمد المنصف بن مراد: السياسة والذّاكرة
الشروق:أحمد بن صالح لـ «الشروق»: هكذا سرقنا آلة الطبع والسحب من مقرّ الحكومة بالقصبة… سنة 1944
العرب أونلاين:علي البلهوان: زعيم شباب تونس
الصباح:مطار النفيضة و صادرات زيت الزيتون
خميس الخياطي:العين بصيرة…ما كل عمل يستحقه المتخرج يدركه… والخطأ خطؤه
كلمة:شواطئ خاصة في تونس تعتدي على الحق في الأصطياف
تعيين مدافع عن حقوق الإنسان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مكلف بحقوق الإنسان و الديمقراطية .
الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بوقف الممارسات القمعية ضد الإعلام المستقل في اليمن: بيان
محمد أمجد الشايبي :هل من تسوية بين المثقف العربي ووظيفة النقد؟
توفيق المديني:خطاب أوباما والاختبار النوعي للعلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية
القدس العربي:قضية اغتيال مروة الشربيني في الصحف المصرية
اسلام اولاين:ذكرى استشهاد مروة.. يوم عالمي للحجاب
‘القدس العربي’:تقرير اسرائيلي: مبارك قد يعلن قريبا تبكير الانتخابات الرئاسية لتوريث جمال
العرب:مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن قرب تنحي مبارك ونقل الحكم لنجله
اسلام اولاين:تجديد حبس أبو الفتوح والتحقيق مع 14 شركة للإخوان
صالح النعامي:لماذا يسكت عن هذه الفتاوى ؟
القدس العربي:ناشطة سعودية تهدد بمغادرة بلادها. وتطلق حملة لإلغاء قانون المحرم
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 09 جويلية 2009
تجديد النداء من أجل منع تسليم طارق الحرزي المحتجز بسجن كروبر ببغدا
تتابع الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بإنشغال حالة الشاب طارق بن الطاهر العوني الحرزي ، المحتجز منذ يوم 18 ماي 2008 بسجن ” كروبر” في مطار بغداد الراجع بالنظر إلى إدارة قوات الإحتلال الأمريكية بالعراق، وقد أستفادت عائلة الحرزي مؤخراً بطريق منظمة الصليب الأحمر بتونس أن إبنها، محتجز فعلاً بسجن كروبر، وتجدر الملاحظة أنه في ظروف غير معلومة لدى الجمعية جرى قطع الرِجل اليمنى للشاب طارق الحرزي وتعويضها برجل اصطناعية…وقد إنقطعت إتصالاته بوالده منذ الأول من ماي 2009. والشاب طارق بن الطاهرالعوني الحرزي تونسي الجنسية من مواليد 03 ماي 1982، غادر البلاد التونسية نحو العراق سنة 2004 ووقع في أسرالقوات العراقية حيث تعرض للتعذيب قبل ترحيله إلى سجن كروبر، وتخشى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من أن تقوم القوات الأمريكية بتسليمه إلى السلطات العراقية أو ترحيله ليسلم إلى السلطات التونسية ، وهو ما سيهدد سلامته الجسدية وسيمنعه من متابعة العلاجات الضرورية التي تستدعيها حالته، والقوات الأمريكية حينئذ، التي تعمل حكومتها الجديدة على تحسين سمعتها، ستتحمّل المسؤولية الأكبر لتعريضها الشاب طارق الحرزي إلى أصناف من التعذيب والتشفي قبل إحالته على قضاء لن يوفرله الشروط الدنيا لمحاكمة عادلة. كما تدعوالجمعية ، المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى الوقوف ضد موجة تسليم مواطنين تونسيين إلى السلطات التونسية التي أصدرت في حقهم إثر محاكمات صورية، أحكاماً قاسية وظف فيها القضاء واعتدي فيها على أحكام القانون. كما تذكر أن “الضمانات الدبلوماسية” التي يمكن أن تقدمها تونس لم تكن أبداً تمنع حدوث التعذيب، وأنه كان تعرض مواطنون تونسيون عند التسليم لإنتهاكات قانونية متحققة من بينهم على سبيل المثال : حسين طرخاني(سلمته فرنسا) أيمن الحكيري ( سلمته مصر) وفؤاد بن الشريف الفيتوري ( سلمته إيطاليا) بدرالدين الفرشيشي( سلمته جمهورية البوسنة والهرسك.. ، و تجدد الجمعية نداءها إلى كل الأحرار من مسؤوليين سياسيين وشخصيات ومنظمات حقوقية وإنسانية محلية و دولية إلى بذل الجهد لإسناد السجين التونسي طارق الحرزي ومنع تسليمه إلى السلطات التونسية. لجنة متابعة المحاكمات السياسية
فيديو:مشاهد من مسرح الإعتداء على رموز الحزب الديمقراطي التقدمي
السبيل أونلاين – تونس – خاص الرابط على اليوتوب :
http://www.youtube.com/watch?v=epj52hIanCM تعرضت يوم الإثنين 06 جويلية 2009 ، الأمينة العامة “للحزب الديمقراطي التقدمي” مية الجريبي بمعية أعضاء من المكتب السياسي للحزب وهم : الدكتور أحمد بوعزي ، وعصام الشابي والمولدي الفاهم والمنجي اللوز ، وكذلك بعض أعضاء الحزب بولاية سيدي بوزيد ، إلى إعتداءات من طرف ميليشيات الحزب الحاكم “التجمع الدستوري الديمقرطي” ، حينما كانوا في زيارة مساندة وترحيب بالسجين السياسي عضو الحزب وحيد براهمي ، بعد إطلاق سراحه .
ووقع الإعتداء بمنطقة الهيشرية من ولاية سيدي بوزيد . وقد تعرض الدكتور أحمد بوعزي إلى اصابة بليغة في يده اليسرى إثر رميه بحجارة من طرف المعتدين ، كما تعرض لسعد البوعزيزي إلى إصابة خطيرة في فمه إثر رميه بحجارة أيضا ، وقد تضررت سيارة الأمينة العامة للحزب حيث هشم المعتدون بلوري الواجهة الأمامية والجانب الأيسر ، كما تهشم البلور الأمامي لسيارة الدكتور أحمد بوعزي ، ولحقت أضرار عديدة بسيارتي كل من الأمين العام المساعد عصام الشابي ، و علي بوعزيزي . وقد تمت كل هذه الإعتداءات على الأشخاص والممتلكات الخاصة أمام أعين قوات البوليس ، التى لم تحرّك ساكنا مما شجع المعتدين على التمادي في جريمتهم . ونشير إلى أن الأمينة العامة مية الجريبي قد إتصلت هاتفيا بمقر وزارة الداخلية لإبلاغ المسؤولين الأمنيين من أجل التدخل لوقف الإعتداءات ، إلا أنها أُبلغت أن الوزارة لا تعمل بعد التوقيت الإداري الصيفي والذي ينتهي الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت تونس . وتؤشر هذه الممارسات الهمجية الى الطبيعة العدوانية لعناصر الحزب الحاكم ، والتى تهدف السلطة من خلالها إلى مواجهة “الحزب الديمقراطي التقدمي” ، خلال الأسابيع القليلة القادمة ، في حملاته الإنتخابية وبمثل هذه الطريقة المنفلتة يبدو أن السلطة تريد أن تشحن أجواء الإنتخابات القادمة بمناخ من الإحتقان والترهيب خاصة وأن الحزب قرر المشاركة فيها بندية ضد الحزب الحاكم . فأين الأمن والأمان الذى صدّعوا به رؤوسنا ؟؟؟؟
من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 07 جويلية 2009)
العصابات الخضراء في تونس الخضراء
العصابات الخضراء هي ميليشيات سرية نشطت في مدينة شنغهاي الصينية مطلع القرن الماضي ، وكانت تستهدف كل أنواع الأنشطة السياسية والنقابية وخصوصا منع عمليات الإضراب عن العمل ، معتمدة في ذلك أساليب الخطف والقتل والترويع ، ومن أشهر وأبشع أعمال هذه العصابات ما قامت به في الثاني عشر من أفريل عام 1927 حيث أقدمت على قتل ما يقارب خمسة آلاف عامل ذو ميول شيوعية كانوا مضربين عن العمل وذلك بأمر من زعيم حزب الشعب الوطني تشانغ كاي تشك. في تونس الخضراء ” بلد الأمن والأمان ” اعتقدنا أن مظاهر العصابات والمليشيات قد اندثرت وولت بلا رجعة بعد أن سجلت انتعاشتها الكبرى عشية الاستقلال على يد ” لجان الرعاية ” وهي المليشيات المكلفة بتصفية كل خصوم الحبيب بورقيبة ، وعلى رأسهم اليوسفيين بما في ذلك زعيمهم الأول صالح بن يوسف الذي اغتيل مطلع شهر أوت 1961 في مدينة فرانكفورت الألمانية من قبل أجهزة الاستخبارات التونسية في أول حادث اغتيال سياسي تعرفه تونس بعد الاستقلال، وهو ما أشاع مناخ الخوف والرعب في كل المدن والقرى والأرياف التونسية. واليوم يبدو أن الساحة الوطنية بدأت تسجل عودة بعض أنواع العصابات/المليشيات وهي وإن اختلفت على العصابات الخضراء في المعدات والأدوات التي تستعملها ضد ضحاياها وحجم الأضرار التي تلحقها بهم، إلا أن هدفها واحد وهو إلحاق الأذى بالآخر وإحداث الشر ونشر الخوف والرعب في النفوس، ولعل ما تعرض له وفد من قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي يوم الاثنين 6 جويلية الماضي بمنطقة الهيشرية من ولاية سيدي بوزيد يعد شهادة حية على ما أسلفنا ذكره. الهيشرية هي منطقة ريفية ، والريف التونسي معروف بدفء وطيبة أهله ومسالمتهم وإكرامهم للضيف وعابر السبيل، ومعروف بجهل جل سكانه لكل أحزاب المعارضة وللشأن السياسي، فكيف يصدّق عاقل أن يقدم أهالي الهيشرية على مهاجمة قيادة الديمقراطي التقدمي بوابل من الحجارة والهراوات وبعض الأسلحة البيضاء وبطريقة منظمة أثناء الهجوم وعند الانسحاب، أليس من يقف وراء هذه العملية مليشيا من المليشيات الخضراء ، وهل أن أهالي الهيشرية هم من أحرقوا مكتب المناضل الحقوقي العياشي الهمامي ؟ وهل أن أهالي الهيشرية هم خلعوا وانتهكوا حرمة منزل المعارض حمى الهمامي ؟ وهل أن أهالي الهيشرية هم من هشموا سيارة المناضل زهير مخلوف ؟ وهل أن أهالي الهيشرية هم من هشموا سيارة المناضل الحقوقي كمال الجندوبي عام 2005 ؟ وهل أن أهالي الهيشرية هم من اعتدوا بالعنف الشديد على مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي في قرية الزرايبية عام 2008 وقاموا بتهشيم سيارة المحامي رابح الخرايفي ؟ وهل أن أهالي الهيشرية هم من يقفوا وراء الاعتداء على الشاعر عادل المعيزي الذي دخل على إثره المستشفى الشهر قبل الماضي أو هم من اعتدوا على المناضل عاطف الزايري السنة الماضية أو هم من حاولوا اغتيال عميد المقاومين السيد علي بن سالم في وضح النهار؟ وهل أن أهالي الهيشرية هم من خلعوا منزل المناضل رياض لحوار وتركوا له رسالة تهديد بالقتل ؟ …..؟ بُعيد أحداث سليمان المسلحة في موفى ديسمبر2006 ألقت السلطة باللوم على أحزاب المعارضة بدعوى تقصيرها في تأطير الشباب وتربيته على ثقافة العمل القانوني والسلمي حتى لا يرتمي في أحضان الجماعات الإرهابية المتطرفة والغريبة على عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا وأطنبت في تنظيم الاستشارات الشبابية لمعالجة الأسباب دون تشخيص صادق وشجاع لهذه الأسباب ، ولعل أبرزها أن العنف لا يولّد إلا العنف ، فأيّ شباب هذا الذي سيقتنع بجدوى العمل السياسي السلمي بعد رأى الأمينة العامة ( وهي امرأة ) لأحد أكبر الأحزاب السياسية القانونية في بلادنا تتعرض إلى هجوم مليشيّاتي بربري ووحشي وجبان ؟ أهذه هي المكانة المرموقة والعناية الفائقة التي أولاها الحكم للمرأة التونسية كما يجعجع المجعجعون وينظّر الوصوليون ؟ من الذي يسيء إلى سمعة تونسنا الخضراء في الخارج ، هل هي أحزاب المعارضة كما يقول الحكم ، أم هي مليشياتها الخضراء كما يقول الواقع ؟ ظـاهر المسعـدي
المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر والإبداع: تونس في 8 جويلية 2009
الحكم على جامعية بالسجن 8 أشهر من أجل إعادة نشر مراسلة على منتدى “فايس بوك”
قضت المحكمة الابتدائية بتونس يوم 4 جويلية (يوليو) 2009 بالسجن ثمانية أشهر نافذة للأستاذة الجامعية خديجة العرفاوي الناشطة في جمعية “نساء تونسيات من أجل البحث والتنمية” بتهمة “نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام” طبق الفصل 49 من مجلة الصحافة. وقد أحيلت على القضاء بحالة سراح. وكانت السيدة خديجة العرفاوي قد أعادت نشر معلومات تلقتها بالبريد الالكتروني على صفحتها بالمنتدى الاجتماعي “فايس بوك” وتتعلق بحادثة خطف أطفال في تونس. وقد قامت بذلك في سياق حصول تداول واسع في الشارع التونسي وعبر وسائل الإعلام لـ”إشاعات” عن اختطاف أطفال لحساب شبكة دولية لتجارة الأعضاء البشرية خلال شهر ماي (آيار) الماضي، وهو الأمر الذي قام بتكذيبه رسميا وزير الداخلية في ندوة صحفية. وعلى إثر ذلك التصريح الرسمي أعلن في جميع الصحف الحكومية وشبه الحكومية عن توجيه الاتهام إلى الأستاذة الجامعية لمسؤوليتها عن “ترويج إشاعات كاذبة”، كما أعلن عن التاريخ الذي ستحال فيه على القضاء. وبحسب إفادات محاميي الدفاع في هذه القضية فإنّ الدكتورة خديجة العرفاوي لم تكن تعلم عند الإعلان عن توجيه نلك التهمة أنّها هي المقصودة في تصريح الوزير، فقد تلقت الخبر مثل سائر المواطنين عبر الصحف يوم 31 ماي 2009، ولم يصلها الاستدعاء للمثول أمام القضاء إلاّ يوم 5 جوان (يونيو). كما أكّد الدفاع أنّه لم يحصل على ملف القضيّة إلاّ يوم جلسة 27 جوان، وحتى الحكم الذي صدر بجلسة 4 جويلية تم تسريبه للصحافة قبل اطلاع المحامين عليه. والمرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر والإبداع: -يعتبر الحكم الصادر ضد الدكتورة خديجة العرفاوي جائرا ولا يتناسب مع حيثيات ما نسب إليها، فالمراسلة موضوع الاتهام تم توزيعها على عدد محدود من أصدقائها المشتركين بمنتدى “فايس بوك”، وفي مقابل ذلك كانت صحف عديدة تتداول أنباء تلك “الإشاعات” دون أن يقع لومها. كما أنّ أركان الجريمة لم يتم إثباتها من حيث إقامة الدليل على الارتباط بين ما نشر على الموقع المذكور وبين “الإشاعات” المتداولة في كامل البلاد. -يعتقد أنّ هذا الملف وقع توظيفه سياسيا وأنّ استهداف الأستاذة العرفاوي لا يعدو أن يكون تقديم “كبش فداء” تلقى عليه المسؤولية لوقف سيل الشائعات المروّجة من مصادر أخرى والتي شغلت الرأي العام وتتكتم السلطات على حقيقتها، رغم اتخاذها لإجراءات أمنية خاصّة تلك الفترة. -يعتبر أنّ تهمة “ترويج أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام” لا مستند لها باعتبار متلقي الخبر هم نخبة محدودة من الأصدقاء على المنتدى المذكور. -يطالب بوقف التتبعات القضائية ضد خديجة العرفاوي، ويعبّر لها عن تضامنه الكامل معها. – يطالب بإلغاء عقوبة الحبس في جرائم الصحافة. عن المرصد الكاتبة العامة سهام بن سدرين
القضاء التونسي ينفي وجود تخطيط لشن هجوم على اميركيين
تونس (ا ف ب) – نفى مصدر قضائي تونسي تورط عسكريين تونسيين في التخطيط لشن هجوم على ضباط اميركيين كانوا يزورون تونس في اطار التعاون العسكري بين البلدين. وقال المصدر في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه الخميس 9 جويلية 2009 ان “القرار القضائي بفتح البحث في الرابع من تموز/يوليو الجاري ضد مجموعة اصولية متطرفة تضم 14 شخصا من بينهم 6 اشخاص في حالة فرار لم يتضمن اية اشارة الى الاعداد لاعتداءات عن عسكريين اجانب”. وكان المحامي التونسي سمير بن عمر افاد الاثنين ان ضابطين تونسيين مثلا السبت 4 جويلية امام قاضي التحقيق في تونس للاشتباه في قيامها بالتخطيط لهجوم على ضباط اميركيين كانوا يزورون تونس في اطار تعاون عسكري تونسي-اميركي. وقال بن عمر لوكالة فرانس برس ان الضابطتين يعملان في سلاح الجو ويتمركزان في قاعدة بنزرت الجوية على بعد 60 كلم شمال تونس. واوضح المصدر القضائي “ان الإستنطاقات التي شرع فيها قاضي التحقيق منذ ذلك التاريخ ضد الاشخاص الموقوفين بمن فيهم عسكريون تونسيون لم تثبت تورطهم في أفعال تستهدف النيل من عسكريين أجانب” متهما المحامي “بتحريف المعطيات”. وافاد بان “خمسة اشخاص من بين الموقوفين الثمانية تم اطلاق سراحهم”. واوضح انه تم توقيفهم “للاشتباه في انتمائهم لمجموعة أصولية متطرفة كانت تعد لارتكاب جرائم ضد الأشخاص والممتلكات” وفق ما اوضح المصدر القضائي الذي لم يكشف المزيد من التوضيحات. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 9 جويلية 2009)
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي
ينطلق الأمين العام للحزب الأخ احمد الاينوبلي مصحوبا بأعضاء من المكتب السياسي بداية من يوم غد الجمعة 10 جويلية 2009 في سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من جامعات الحزب في الجهات وذلك استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وستشمل هذه الزيارات في مرحلة أولى جامعتي القصرين وقفصة (يوم الجمعة 10 جويلية 2009) وجامعتي قبلي وقابس (يوم السبت 11 جويلية 2009) وجامعتي مدنين وتطاوين (يوم الأحد 12 جويلية 2009). على أن تشمل في مرحلة لاحقة عددا من الجامعات الأخرى. وتأتي هذه الزيارات للأمين العام للحزب في إطار الإعداد العام للانتخابات التشريعية والرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحرصه على الاتصال بالجهات والاطلاع على استعداداتها. عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام
الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية: هيئة تنفيذية جديدة لمرحلة جديدة
انعقدت يومي 4 و5 جويلية الجاري بفضاء التياترو بتونس العاصمة الجلسة العامة السنوية للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية تحت شعار ” جميعا من أجل الدفاع عن الكرامة الإنسانية” . وذلك بحضور بعض الضيوف من الأمانة الدولية (السيد خافيير زونيغا) ومن فروع المنظمة بالمغرب وهولندا وفرنسا بالإضافة إلى عدد من ممثلي المجتمع المدني التونسي من بينهم السيد المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية، إلى جانب كلمات الضيوف مداخلة حول “استراتيجية الشراكة في أمنستي” و فقرة موسيقية قدمتها مجموعة الحمائم البيض، وقد ألقى بالمناسبة السيد الحبيب مرسيط رئيس الفرع عن الهيئة التنفيذية المتخلية كلمة أوضح خلالها أن هذه الجلسة العامة غير عادية لاعتبارين الأول دولي يهم المنظمة التي تمر بمرحلة انتقالية مع استعدادها لمخطط جديد (2010 ـ 2016) يتمحور حول الكرامة الإنسانية ويهتم بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفقر بعد أن كان المخطط السابق تحت شعار “عولمة العدالة”، تتزامن مع الفراغ الوشيك الذي ستتركه الأمينة العامة السيدة ايرين خان على رأس المنظمة بعد أن قدمت خدمات جليلة لمدة سنوات طويلة لفائدة أمنستي. أما الاعتبار الثاني فيهم الفرع التونسي الذي يمر منذ الجلسة العامة الفارطة بأزمة ناجمة بالخصوص عن الطعون المتعلقة بانتخاب الهيئة التنفيذية وشرعيتها (3 أعضاء من مجموعة واحدة) واستقلاليتها بدعوى أن أحد الأحزاب السياسية المحظورة (حزب العمال الشيوعي التونسي) له نفوذ وتأثير على الفرع. وبيّن أنه إثر توصيتين من المجلس الوطني للفرع ومن الوفد الدولي الذي أجرى تحقيقا في الغرض، تمت الدعوة إلى جلسة انتخابية سابقة لأوانها. وقد تم عرض هذه المسألة التي لا ينصّ عليها القانون الأساسي ولا يمنعها، للنقاش ثم التصويت في اليوم الثاني للجلسة العامة التي ترأسها السيد جمال مسلّم، وحظيت بالموافقة من أغلبية النواب مع احتفاظ البعض بأصواتهم ولم يسجل أي اعتراض. وفي هذا السياق تم اقتراح مشروع لائحة خاصة بتنقيح النظام الداخلي لتلافي الإشكال القانوني المتعلق بحالة تخلي الهيئة التنفيذية قبل نهاية مدتها النيابية المضبوطة بسنتين، ولكن تم تأجيل النظر في هذا المقترح. وبعد المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي وتلاوة تقرير مدير الفرع وتقرير مراقبي الحسابات والاستماع إلى شكوى إدارية واختيار مكتب الجلسة العامة القادمة التي سيترأسها السيد الهاشمي بن فرج، وقع التثبت في النيابات التي بلغت 199 (134 بالحضور و 65 بالتفويض) ليفتح إثرها باب الترشحات التي بلغت تسعة، انتخب من بينها الأعضاء السبعة للهيئة التنفيذية الجديدة (للمدة النيابية 2009 ـ 2011) كما يلي حسب عدد الأصوات المتحصل عليها: ـ السيد رضا الرداوي (من قفصة): 151 صوتا ـ السيد الحبيب مرسيط (من تونس): 127 صوتا ـ السيد عبد العزيز عبد الناظر (من صفاقس) : 125 صوتا ـ السيدة أحلام بن جفال (من سوسة): 115 صوتا ـ السيد نجاة حسني (من حي التضامن): 109 ـ السيد العماري العوايطي (من سبيطلة): 98 صوتا ـ السيد شكري بن جنات (من منزل بورقيبة): 77 صوتا وقد ساد العملية الانتخابية نوع من الوفاق الذي يبدو حسب النتائج أنه تمحور بالأساس حول الأسماء الستة الأولى، بينما انحصر التنافس على المقعد السابع بين السادة شكري بن جنات و محمد الريغي (من سوسة ـ 66 صوتا) ومحمد الخميلي (من قفصة ـ 52 صوتا). وقد آلت الكلمة في النهاية لعضو مجموعة منزل بورقيبة الذي سبق له رئاسة الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية. ومن المنتظر أن يتم توزيع المهام داخل الهيئة التنفيذية الجديدة (التي تتضمن ثلاثة أعضاء من الهيئة السابقة) يوم السبت 11 جويلية الجاري. والجدير بالملاحظة أن الأجواء الإيجابية نسبيا التي جرت فيها هذه الجلسة العامة الانتخابية قد تشكل منطلقا جديدا رغم الصعوبات للفرع التونسي الذي أصبح أعضاؤه مقتنعين، مثلما أكد السيد الحبيب مرسيط، بضرورة العمل أكثر من أجل توسيع قاعدة العضوية في كنف الاستقلالية وتمتين استراتيجية الشراكة مع مكونات الحركة الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني حتى يعود للفرع إشعاعه ومكانته في منطقة (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) ما زالت ضعيفة “أمنستيا” رغم أنها تحظى باهتمام خاص من قبل الأمانة الدولية. عادل القادري ـ جريدة الوحدة
تونس: استقالة صحفي بعد اكتشاف تورطه في افتعال حوار مع فنان عالمي
تونس – خدمة قدس برس استقال رئيس قسم الشؤون الثقافية في يومية “الصباح” التونسية بعد أن كشف تورطه في نشر حوار صحفي زائف مع الفنان الفرنسي “شارل آزنافور”. وعلمت وكالة “قدس برس” أن الصحفي محسن بن احمد اختار الاستقالة بعد مساءلته يوم الأربعاء 8 يوليو (تموز) بخصوص الحديث الصحفي المزعوم، وقد تمت تسوية وضعيته المالية وانسحب بهدوء. وكان الفنان المذكور قد نفى في تصريحات صحفية بفرنسا يوم الثلاثاء (7/7) أن يكون أدلى بحديث لأي صحيفة تونسية، وأكد أنه لم ير الصحفي ولم يتحدث إليه عبر الهاتف. وجاء ذلك بعد أن نشرت صحيفة “الصباح” في عددها ليوم (4/7) حواراً مع النجم العالمي “آزنافور” بتوقيع الصحفي محسن بن أحمد أكد فيه هذا الفنان أنّه اختار مهرجان قرطاح بتونس ليعلن اعتزاله الفن. وذكر ابن أحمد أنه أجرى ما وصفه “سبقاً إعلامياً” لصحيفته عبر الهاتف وأنّ شارل آزنافور أجاب عن أسئلته والمرح يغمره، حسب تعبيره. واعتبر آزنافور ما نسب إليه “تم عن سوء نيّة وأنّه لا ينوي التوقف عن الغناء”. وأفاد مصدر صحفي فضل عدم ذكر اسمه لـ “قدس برس” أن إدارة التحرير بالجريدة قامت بتحقيق من جانبها واعتبرت ذلك الصحفي قد مرّغ سمعة الجريدة في التراب وأنّ ما نشر كان فضيحة، بحسب قوله. وأضاف المصدر نفسه أن محسن بن أحمد الذي لم يمض أسبوعان على تعيينه في منصب رئيس قسم التحرير، تم تخييره بين جملة حلول لمعالجة “الفضيحة” وعرضت عليه الاستقالة ففضّل ذلك. ولم يستبعد المصدر أن يكون هذا الصحفي قد تورّط حقا في سلوك مخلّ بأخلاقيات المهنة الصحفية. يشار إلى أنّ الفنان الفرنسي شارل آزنافور (85 عاما) سيحيي سهرة فنية بمهرجان قرطاج الدولي يوم 21 من الشهر الجاري، وقد بلغت تكلفة هذا الحفل 354 ألف يورو (490 ألف دولار). (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 9 جويلية 2009)
ازنافور ينفي مجددا عزمه الاعتزال لكنه يعمل اقل من السابق
ريتا الحاج بيروت (ا ف ب) – اكد المغني الفرنسي شارل ازنافور الذي يزور لبنان للمشاركة في مهرجان بيت الدين، انه يعمل اقل بكثير من السابق لكنه جدد نفيه القاطع لما نسبته اليه صحيفة تونسية عن عزمه اعلان اعتزاله خلال حفلة يقدمها في مهرجان قرطاج في 21 تموز/يوليو الحالي. وقال ازنافور في مقابلة مع وكالة فرانس برس في احد فنادق بيروت حيث يحيي مساء الخميس حفلة ضمن مهرجان بيت الدين ن ما اشيع في هذا الشأن “كذب متعمد”. واوضح زنافور (85 عاما) “لا اساس لما ورد في هذا الشأن، وما ورد في الصحيفة ليس كذبا فحسب، بل ينسب الي كلمات وعبارات بشعة، فيدعي مثلا اني قلت أمورا تتعلق بالمال مع اني لا اتحدث اطلاقا عن المال وهو آخر أمر افكر فيه”. واضاف “كل ما حكي حتى الان عن اعتزالي اخترعه صحافيون، وبعض ما كتب في السابق كان نتيجة التباس قد اتفهمه، ولكن ما كتب في الصحيفة التونسية امر فظيع وكذب متعمد”. وتابع “قد يكون صحيحا أنني ابطىء وتيرة عملي واعمل اقل بكثير من السابق، ولكني لم اقل يوما انني ساعتزل”. وبعد حفلتيه في مهرجان بيت الدين اللبناني، ومهرجان قرطاج التونسي، يحيي ازنافور حفلة في كولمار (فرنسا) في السابع من آب/اغسطس ثم يبدأ في ايلول/سبتمبر جولة في اميركا الجنوبية، بحسب مكتبه الاعلامي. ويصدر ازنافور البوما جديدا من موسيقى الجاز في 30 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. لكن ازنافور قال انه لن يقدم في مهرجان بيت الدين ايا من اغنيات الجاز التي يتضمنها الالبوم الجديد. واوضح ان “النسخة الخاصة بالمسرح من هذه الاغنيات غير جاهزة بعد، وبالتالي لن اغني الجاز”. واضاف “بعض الناس قد يحبون الاسطوانة الجديدة، وثمة من قد يحبها كثيرا، ولكنهم قد لا يكونون راغبين في ان يستمعوا الى هذه النسخة من الاغنيات على المسرح، او ربما يهمهم ذلك في مهرجان للجاز”. وشدد ازنافور في حديثه الى وكالة فرانس برس، على أنه لم يأت الى لبنان “بدافع المشاركة في مهرجان بيت الدين فحسب، بل لان الامر يتعلق بلبنان”. وتابع ازنافور، الذي يزور بيروت للمرة الثامنة “احب لبنان كثيرا، وهو بلد يتمتع بمميزات كثيرة، منها انه بلد شرقي تعيش فيه مجموعة ارمنية كبيرة، وفي الوقت نفسه الشعب اللبناني يتحدث الفرنسية، وهذا امر مهم جدا”. وقالت السيدة آني قصارجيان، وهي لبنانية مقربة من ازنافور “انه رجل عظيم. رغم سنه، لا يزال مستمرا، لكنه يختار القيام بما يحبه ويرغب به فقط. لم يعد يرغب بان تكون لديه التزامات وواجبات”. واوضحت قصارجيان، وهي من اصول ارمنية كأزنافور “عندما وصل الى بيروت قبل يومين، قال لي انه يشعر انه في ارمينيا، لكثرة ما كان محاطا بارمن لبنانيين”. وقدم ازنافور في 26 حزيران/يونيو الفائت في مقر الامم المتحدة في جنيف اوراق اعتماده ممثلا دائما لأرمينيا لدى المنظمة الدولية، علما انه يمثل أرمينيا أيضا لدى سلطات الاتحاد السويسري في برن. وشغل ازنافور منذ العام 1995 منصب سفير ارمينيا لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، وفي كانون الاول/ديسمبر 2008 منحه الرئيس الارميني سيرج سركيسيان الجنسية الارمينية. وقبل ذلك، منح ازنافور في العام 2004 لقب “بطل قومي” في ارمينيا، بعدما اطلق اسمه على ساحة في العاصمة الأرمنية يريفان في العام 2001، واقيم فيها تمثال له. وقال ازنافور “مهمتي في الامم المتحدة دبلوماسية لا سياسية. لا اعرف بعد كيفية القيام بهذه المهمة، ولا استطيع ان احدد من الآن ما سافعله، لكني فخور بهذا الشرف”. وردا على سؤال عن رسالته الى اللبنانيين والى الارمن في لبنان والشرق الاوسط، قال ازنافور “رسالتي هي السلام، والدعوة الى تفهم الطوائف والمجموعات بعضها لبعض”. واضاف “انا اعيش راهنا في سويسرا حيث توجد اربع مجموعات، والامر يسير بشكل جيد ولا مشاكل، وآمل ان يحصل الامر نفسه هنا، كبداية، ثم في العالم كله”. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية( أ ف ب ) بتاريخ 9 جويلية 2009)
البهتان السياسي
صابر التونسي حن صاحب المستقلة لحلقات النقاش وصخرة سقراط، ولصولات وجولات كان فرسانها من هذا الطرف أوذاك! … بقيت الصخرة شاهدة! … وتشتت الفرسان! سقط بعضهم ضحايا في معارك لم يدربوا عليها! … وطحن بعضهم الآخر في ميادين لم يكن يدور بخلدهم أنهم سينزلونها! قفزت فئة أخرى إلى المائدة الأدسم مديرة ظهرها إلى “البروليتاريا” المسحوحقة ونضالاتها من أجل التحرر! موضوع حلقة نقاشنا اليوم والتي خلت من التدافع أو الوثوب على منبر الصخرة لمخاطبة أكبر عدد من الجماهير الطلابية ، أو التجاذب وتقطيع الملابس، موضوع عن أسباب التخلف في العالم الإسلامي! وقد كان المسيس المخضرم يتحدث عن الزعيم الراحل وعن جرائم الإبادة الدموية التي ارتكبها في حق خصومة والتصفيات الرهيبة التي مارسها ضدهم! … مُدِينا لها مُثنيا على الخلف الذي يحكم بالعدل والأمان والذي يفتح للخصوم قلبه قبل سجونه! … ويطلق عليهم كلابه قبل رصاصه! المسيس يتحدث عن تونس اليوم والديمقراطية والوليدة من رحم الإستبداد المقبور! بعد مسحة النكد والشتم والثلب للعهد البائد الذي اعترف له بالأبوة رغم بطشه! …. يقول مبشرا المشاهدين بعد ما نفرهم من الإستبداد وتصفية الخصوم تصفية دموية رهيبة بأن المشهد قد تغير! وتونس اليوم غير تونس الأمس! …. ذاكرا بالحرف أن “تونس اليوم بها رئيس جديد”! …. إبن اليوم! …. “جديد يقربع”! فما أقرب أمسه وما أقصر يومه! … يومه بمقدار واحدا وعشرين سنة مما نعد! وتلك هي أيام الأستبداد يوم ـ قد يطول ـ ثم يطوى! ويطوى معه المطبلون والمنافقون! أو يغيروا جلودهم كالأفاعي ـ إن استطاعوا ـ قبل أن تداس رؤوسهم! سؤال ودعوة، السؤال للمسيس: “متي سيصبح رئيسك الجديد قديما؟” وأما الدعوة فهي لصاحب المستقلة أن يستظيف نفس الفريق في العهد “الجديد” القادم إن مد الله في عمره وأعمارهم! (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جويلية 2009)
أساتذة التعليم العالي يرفضون تهميش العلوم الإنسانية
sihem يقوم أساتذة الجغرافيا في مختلف المؤسسات الجامعية هذه الأيّام بترويج عريضة موجهة إلى وزير التعليم العالي رفضوا فيها قرار دمج إجازة الجغرافيا مع التاريخ معتبرين ذلك تهديدا للبحث العلمي وتهميشا للعلوم الإنسانية. واعتبر الأساتذة أن هذه القرارات مسقطة ولم تحترم الهياكل الجامعية المعنية خصوصا وأن هذه الإجراءات جاءت متناقضة مع أسس منظومة إمد التي وضعتها الوزارة. ودعا الأساتذة الوزارة إلى التراجع عن هذا القرار، معربين عن استعدادهم لتنظيم التحركات المشروعة اللازمة. هذا وعلمت كلمة انه وقع تنظيم اجتماع عام يوم 4 جويلية في كلية الآداب 9 أفريل ضم عددا مهما من أساتذة التاريخ من مختلف المؤسسات الجامعية بحثوا خلاله إمكانية استقالات جماعية من رئاسة الأقسام والمجالس العلمية كرد على قرارات الوزارة التي اعتبروها مسقطة.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جويلية 2009)
تونس: وطن وبوليس ورشوة (3)
في منطقة الأمن الوطني بباجة
بقلم: جيلاني العبدلي في أواسط السنة الدراسية 1981- 1982 عرف المعهد الثانوي المختلط بباجة، على غرار بقية معاهد الجمهورية، إضرابا عنيفا تدخلت على إثره قوات البوليس لقمع المضربين، فشرّدتهم في اتجاهات التلال والغابات المتاخمة للمدينة شرّ تشريد، واعتقلت البعض منهم، وبذلك توقفت الأنشطة الدراسية، وعاد جميع التلاميذ إلى منازلهم . ولمّا كنت خلال اليوم الموالي للإضراب مغادرا لمنزل أحد أقاربي في اتجاه وسط المدينة، استوقفني في منطقة سيدي بوتفاحة على غرار السنة الماضية أربعة أعوان في سيارة مدنية، وأجبروني على امتطائها، فحشروني بينهم، وشملوني بأدبهم المألوف في العنف الجسدي واللفظي، وانطلقوا بي إلى منطقة الأمن الوطني حيث مقر فرقة الأبحاث، وأودعوني غرفة العادة أين أشبعوني ضربا، وصمّوا أذنيّ بألفاظ سمجة، موجّهين إليّ تهمة التحريض على الفوضى وتهديد الأمن، وكانت الساعة وقتها تشير إلى الحادية عشرة والنصف. في تلك الآونة أقبل عليّ رئيس الفرقة حمادي بلعربي مصحوبا بأحد الأعوان، وخاطبني بخشونة وسوقية فجّة أنّني لم أكن رجلا، وأنّني كنت دائما دون المستوى، وأنّه سيجعلني “فأر حبس ” على حدّ تعبيره، وأقبل عليّ يعنّفني قائلا لزميله : “حرّروا ضد هذا الكلب محضرا في التحريض وإثارة الشغب، وسنتولّى إحالته على القضاء”. وبعد ذلك انصرفا، وأغلقا باب غرفتي خلفهما، وبقيت أعدّ الثواني، وأفحص الجدران البائسة، مخمّنا في ما قد تسفر عنه الساعات القادمة، مستسلما للأمر الواقع. حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر قطع عليّ أحد الأعوان وحدتي وشرودي، حين فتح الباب بخشونة وأنا مسند ظهري إلى الحائط، واتجه إليّ يصفعني، ويدفعني أمامه بغلظة إلى مكتب التحقيق، وهو يهدّدني بتحويلي إلى مكان خاص للتعذيب، إذا لم أعترف بالحقيقة، ثم انصرف. استرسل المحقّق في أسئلته التي تركّز أغلبها على دوري في التخطيط للإضراب، وعلى من كان يشاركني فيه ؟ وأين كنا نجتمع؟ وما هي الشعارات السياسية التي كنّا نرددها؟ ورغم أنّ إجاباتي كانت تميل إلى التعميم، وتجانب جوهر الأمور، فقد دوّن ضدي ما كان يحلو له، مستهزئا بإجاباتي، متّهما لي بأنّني أنا الذي كان يردّد شعار “يسقط حزب الدستور، يسقط جلاّد الشعب”، معتبرا إيّاي خطرا على الأمن الوطني، وأجبرني على إمضاء المحضر دون أن أقرأ تفاصيله، وفي خاتمة المطاف احتفظ ببطاقة تعريفي الوطنية، وأخلى سبيلي حوالي الساعة السادسة مساء، مطالبا إياي بالعودة إلى منطقة الأمن في اليوم الموالي، لإجراء مكافحة مع أحد التلاميذ الذين اُعتقلوا قبلي، وصرّح بمعطيات ضدّي حسب ما قال. وغادرت وأنا في حالة يُرثى لها جوعا وإنهاكا وإذلالا، وتحصّنتُ بمنزل أحد أقاربي بمدينة باجة، دون العودة إلى مقر فرقة الأبحاث وفق ما طلب منّي، ثم التحقت في حذر كبير بالمعهد الثانوي المختلط عند عودة الأنشطة الدراسية، وأخبرت زملائي بقسم السنة السابعة آداب 2 الذين تحرّكوا على الفور، وطالبوا إدارة المعهد بالتدخل لدى المصالح الأمنية لتمكيني من بطاقة هُويّتي، ولوّحوا بالإضراب في صورة عدم الاستجابة، وفعلا وعدت الإدارة بمعالجة الأمر في أسرع الأوقات، غير أنّ أحد زملاء الفصل من أبناء إحدى العائلات الثرية بباجة تمكن بما لعائلته من علاقات ونفوذ من استعادة بطاقتي. وهكذا نجوت من كابوس ظلّ يلاحقني أياما وليالي، ومن حسن حظيّ أنّني حصلت على شهادة البكالوريا ودفتري المدرسي الذي خُطّ عليه ملاحظة ” يُرفت في حالة الإخفاق” بدون مبرّر قانوني، وانطلقت إلى العاصمة بفرحتين، فرحة انتقالي إلى الجامعة وفرحة خلاصي من قبضة منطقة الأمن بباجة. – يتبع جيلاني العبدلي: كاتب صحفي ناشط حقوقي وسياسي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com
السياسة والذّاكرة
بقلم: محمد المنصف بن مراد انطلقت صحيفة «الشروق» المحترمة في نشر ذكريات الوزير السابق أحمد بن صالح الذي كان مهندس الاشتراكية في تونس خلال السبعينات… ولما كنت عشت هذه الفترة، أعترف بأني شاهدت أشياء كثيرة لا يمكن نسيانها… ـ لقد سلب العشرات والآلاف من الفلاحين والتجار ممتلكاتهم وأصبحوا موظفين وعمالا يتقاضون رواتب محتشمة، أو أعضاء تعاضديات ممنوعين من التمتع بأرزاقهم. وكان من نتائج ذلك أن صدم العديد من التجار والفلاحين ومنهم من أصيب بمرض ومنهم من توفي حسرة تحت تأثير القهر والغبن.. ـ لقد عرف قطاعا الفلاحة والتجارة ركودا لا مثيل له بينما كان المسؤولون الجهويون يمدون الوزارات بأرقام مزيفة ويعبرون عن اعتزاز المواطنين بالاشتراكية! وفضلا عن ذلك، كان بعض المسؤولين الجهويين يقمعون ويظلمون وينهبون المواطنين حتى ساد الخوف وانعدمت الطمأنينة. ـ لقد فرض التعاضد على العباد، وإن لم يكونوا مقتنعين بهذا التوجّه، ولكن الخوف من البوليس أجبرهم على الصمت. لقد كان الوزير أحمد بن صالح المسؤول الأول عن التعاضد الاجباري وتقهقر الاقتصاد. ومع هذه المظالم الفادحة وفي ظلّ هذه الأجواء المشحونة خوفا وتسلّطا، كانت للسيد أحمد بن صالح مواقف إيجابية، نذكر منها خاصة الاهتمام بالتعليم والصحة وبعض المشاريع الكبرى. ـ لقد صدعتُ بأفكاري بكل شجاعة في اجتماع شعبي مفتوح في مدينة حمام الانف حيث قلت للسيد أحمد بن صالح أمام مئات من المواطنين إنّ التعاضدية الحقيقية يجب أن تكون تلقائية ولا تفرض من الإدارة على الشعب… وقد علّق السيد نجيب بن ميلاد على موقفي بعد الاجتماع قائلا: «خفت عليك يا منصف.. قلت ايهزوكشي تبات في الحبس!» فأجبته:«إني لا أخاف السجن وسأواصل إبداء رأيي وسأنتقد النظام التعاضدي الاجباري..» ومع كل هذا سعدت برجوع السيد أحمد بن صالح إلى بلاده وتمكينه من كل مستحقاته المالية من قبل الرئيس بن علي وبالمناسبة أرجو للسيد أحمد بن صالح صحة جيّدة وأعتقد أنه من الأمانة والصدق، أن يعترف بالمظالم التي سلطت في تلك الفترة على المواطنين الأبرياء والاعتذار لكل ضحايا التعاضد البيروقراطي… من جهة أخرى راسلني من قرية العيون من معتمدية القرين من ولاية القصرين قارئ كريم، اسمه حسن الكرتلي، وقد ذكر لي في رسالته أنه يعيش ظروفا اجتماعية في منتهى القسوة (أفراد عديدون في غرفة واحدة) وأنه لم يجد شغلا رغم أنه حاصل على شهادة في شبكة الاتصالات (communication réseaux)لأنّ كل شركات الاتصال التي كاتبها، اشترطت توفر الخبرة! فهل هناك حل لهذا المواطن الكريم الذي يعمل الآن بنّاء لضمان العيش الكريم لعائلته؟
(المصدر: صحيفة “أخبار الجمهورية” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 9 جويلية 2009) الرابط:
http://www.akhbar-aljoumhouria.com/artrub.asp
أحمد بن صالح لـ «الشروق»: هكذا سرقنا آلة الطبع
والسحب من مقرّ الحكومة بالقصبة… سنة 1944
* حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي مجموعات المناضلين ضمن حركة التحرّر الوطني في تونس، تنوّعت أنشطتها وتنوّعت كذلك إسهامات كل عنصر من عناصرها… فهذه إذاعة «هنا تونس الحرّة» التي أسّسها د. الحبيب ثامر، وكان لصاحب المذكّرات فيها برنامج يعنى بما يُنشر في الصحافة التونسية (زمن الاستعمار وتحديدا أواسط الأربعينات). وهذه مجموعة المناضلين التي يتحرّك معها أيضا الشاب أحمد بن صالح، والتي أصدرت جريدة «الهلال» وكان الشباب يطبعون هذه الجريدة ولمدّة عام، بمطبعة حجرية ينغمس كل منهم على ركبتيه لتأمين هذه النسخة… لكن هذا الحلّ لم يكن كافيا، ولم يكن الطبع بتلك الطريقة، مجديا… في اجتماع دار النيفر، بين الناشطين المناضلين، «اقترحت أن نتدبّر أمر «اقتناء» آلة طباعة لسحب جريدة الهلال، هكذا قدّم «سي أحمد» لموضوع الآلة الساحبة مضيفا أنه تعهّد شخصيا بالمسألة… في ذاك التاريخ (سنة 1944) لم تكن أيّة جهة غير الحكومة، يمكن أن تكون فيها آلة طباعة للغرض! لكن كيف سيكون سبيل المناضلين الشبان الى آلة سحب وطبع تيسّر سحب وترويج جريدة «الهلال»، التي يتخذونها منبرا وطنيا لمقارعة الاستعمار، وإعلام التونسيين ممّن توزّع عليهم، بمواقع البلاد في ذاك الزمن؟ قرّر «سي أحمد» والمجموعة أن «يسرقوا» الآلة من احدى وزارات الحكومة… «وفعلا قمت بجولة في ذاك الوقت، في وزارتين: التربية القومية والمالية… فأما في وزارة التربية، وما إن ولجت الوزارة، في وقت خارج توقيت الادارة، حتى طالعني الحارس، وكان طويل القامة فخاطبني بلهجة حادّة: ماذا تفعل هنا؟ ارتبكت ولم أعد أعرف ماذا أقول له… فقلت له: أنا تهت عن هدفي… حدث هذا في الممرّ الطويل جدا، والذي به مكاتب على اليمين وعلى اليسار… فشلت في مهمّتي ولم أعثر على غايتي، فغادرت مقرّ الوزارة، ولكن قبل أن أواصل مهمّة البحث عن الآلة ورصدها، حتى يتسنّى وضع خطّة لسرقتها، قال والد نورالدين القماطي، الذي كان يشغل موظّفا في الكتابة العامة للحكومة (بالقصبة دائما) لابنه إن الآلة موجودة في المكان كذا والمكتب كذا، بمقرّ الكتابة العامة للحكومة، وهنا يشدّد «بن صالح» أنه توجّه فعلا الى وزارة المالية المحاذية لمبنى الحكومة، ولم يجد فيها ضالته أيضا… وقبل أن يروي القصّة المثيرة للمغامرة التي قام بها بنجاح، للتمكّن من آلة الطباعة والسحب التي كانت في مقر الكتابة العامة للحكومة، شدّد بن صالح على كشف النقاب حول شخصية، لم يكن يعلم أنها كانت وراء تدبّر أمر هذه الآلة التي سرقها من مقرّ الكتابة العامة للحكومة… «فقد كان علي الزليتني هو السبب في الحل الذي مكّننا من آلة السحب موضوع البحث، وذلك من خلال كتاب حول حياته، كتبه شقيقه حفظي الزليتني وبعث لي بالنسخة الأولية ما قبل الطبع، مؤخرا، لكي أصحّح معلومات فيه…». إذن ما فهمه بن صالح بعد كل هذه السنين ومن خلال الكتاب المذكور، أن علي الزليتني كان وراء العثور على «الكنز» المتمثل في آلة الطباعة والسحب… فقد مدّ محمود القماطي، المجموعة، بالمعلومة حول وجود ومكان الآلة، والفريق تدبّر الأمر «حيث ذهبت أنا وسي عبد الحميد الفقيه (مهندس الاشغال العامة فيما بعد) آخر أيامنا بالصادقية (القسم النهائي) الى مقرّ الكتابة العامة، بعد أن أشار علينا كيف الولوج الى المقر التابع للحكومة وأين سنجدها أي في أي مكتب من المكاتب». بدأت المغامرة ذات البعد الوطني، فقد كانت الحركة الوطنية السياسية والشبابية محتاجة الى صوت الاعلام، فكانت صحيفة «الهلال» التي استعصى طبعها بتلك الطريقة والتي ظلّت لوقت معيّن، تطبع وتسحب بمجهودات المجموعات الشبابية المناضلة، في بيت نورالدين القماطي… توجّهنا في اليوم الموعود، أنا وعبد الحميد الفقيه الى مقر الكتابة العامة للحكومة، حتى نأخذ الآلة المطلوبة، بعد أن كشف لنا محمود القماطي، والد نورالدين، أن الدخول يكون من جهة القصبة فيما الخروج يكون عبر سوق التّرك…» توجّه الشابان، كما يروي «صاحب المذكّرات» الى سوق «سيدي محرز» «فاشترينا قفّة قاعها عميق، ودخلنا مقرّ الكتابة العامة للحكومة، ونحن نتحدّث بلغة فرنسية فيها حذق… دلفنا المكتب المقصود، في المرّة الاولى، ووجدنا ضالتنا كما المكان المؤشّر لنا عليه، حسب القماطي، في مكتب صغير، لكن القفة كانت متوسّطة العمق، أي أنها لا يمكن أن تسع الآلة بالشكل الذي يخفيها، فعاودنا الرجوع الى «سيدي محرز» واشترينا قفّة عملاقة، دخلنا المكتب وأخذنا الآلة ووضعناها في القفّة… في تلك اللحظة التي أمنّا فيها آلة السحب والطباعة داخل القفّة، سمعنا خطوات الحارس الليلي، فقد تمّت العملية ليلا، تجمّدنا وتسمّرنا في مكاننا، فكنت من شدّة الخوف أسمع دقّات قلب عبد الحميد الفقيه وهو يسمع دقّات قلبي…» ولكن الشابين تمكنّا من الخروج من جهة سوق التّرك… (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 09 جويلية 2009)
علي البلهوان: زعيم شباب تونس
بقلم: حسونة المصباحي “إن تونس لا تطلب من أبنائها المفكرين والعلماء ان يتخلوا عن حرية تفكيرهم حرية كاملة لا شوبها شائبة ولا يقيدها قيد، بل تطالبهم بتوجيه تفكيرهم نحوها لإعانتها على حلّ مشاكلها”. علي البلهوان في كتابه عن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي صدر مؤخرا عن “دار الجنوب” يروي السيد الباجي قائد السبسي أنه في صبيحة يوم 10 ماي 1958، انعقدت بقصر الحكومة بالقصبة جلسة ترأسها الحبيب بورقيبة، وحضرها كل من الباهي الأدغم والطيب المهيري وعلي البلهوان. وكان هذا الأخير قد انتخب قبل ذلك بسنة واحدة، وتحديدا في شهر ماي 1957، رئيسا لبلدية العاصمة. والواضح أن بورقيبة لم يكن راضيا عن اختيار علي البلهوان للسيد الهادي الرياحي كاتبا عاما للبلدية مفضلا عليه حسان حشيش. لذلك كان الجلسة صاخبة ولعل الحوار الذي دار بين بورقيبة المشهور بسورات غضبه الشديدة التي يصح عاجزا فيها عن التحكم في أعصابه وبين زعيم الشباب علي البلهوان المعروف بصراحته وقوّة شخصيته كان ساخنا وحادا. وقد يكون بورقيبة تلفظ بكلمات نابية جرحت كرامة علي البلهوان، لذا خرج هذا الأخير من تلك الجلسة وهو غاضب وحزين وموجع. وقبل أن يغادر مكتب السيد الطيب المهيري، أمسك بذراع الشاب الباجي قائد السبسي وقال له: ” يا ابني.. الحياة دون كرامة فالموت أفضل.” عند ظهر نفس اليوم في الساعة الثالثة، رحل علي البلهوان عن الدنيا بسبب سكتة قلبية. وفي اليوم التالي شيّع جثمانه الى مقبرة “الجلاز ” بحضور الرئيس الحبيب بورقيبة وبقية الشخصيات السياسية التي كانت على رأس دولة الاستقلال الفتية. وبذلك فقدت تونس وهي تضع الدعائم الأولى للنظام الجمهوري الجديد، واحدا من ألمع مثقفيها، ومن أبرز زعمائها السياسيين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل استقلالها وعزتها… يبدو ان سنة 1909 كانت سنة مباركة بالنسبة إلى البلاد التونسية، ففيها ولد شاعران سوف يكونان من أهم وابرز شعرائها خلال القرن العشرين، أعني بذلك أبا القاسم الشابي ومصطفى خريف، ورائد القصة القصيرة علي الدوعاجي. وفيها ولد أيضا علي البلهوان الذي سيكتسب عقب أحداث 9 أفريل 1938، لقب” زعيم الشباب”. وسوف يظل محتفظا بهذا اللقب حتى وفاته. وكانت ولادته بتونس العاصمة في 13 أفريل/ نيسان من السنة المذكورة. وخلال سنوات طفولته الأولى، وعلى عادة أبناء أغلب العائلات التونسية في ذلك الوقت، التحق علي البلهوان بإحدى المدارس القرآنية ليحفظ فيها القرآن الكريم، ويتعلم مبادئ اللغة وقواعد الدين. وفي عام 1917، وكان آنذاك في الثامنة من عمره، انتقل علي البلهوان إلى مدرسة خير الدين الإبتدائية، ومنها أحرز على الشهادة الابتدائية وذلك عام 1924، ويشير كتاب سيرته الى أنه كان تلميذا ذكيا، فطنا، ومتزن العقل، وسريع الحفظ. لذا اكتسب تقدير معلميه وأساتذته. ومن المؤكد أن علي البلهوان تعرف على بعض من الأحداث التاريخية الكبيرة التي عرفتها تونس خصوصا منذ احتلالها من قبل فرنسا في عام 1881. فهو ينتمي الى عائلة عرفت بحبها للعلم، ولا بد أن البعض من أفرادها حدثوا الطفل الفطن الصغير، الذي هو علي البلهوان، عن فظائع الاستعمار، وعن المعمرين الفرنسيين الذين اغتصبوا أفضل الأراضي وأخصبها في مختلف مناطق البلاد، وعن الزعماء الوطنيين الذين تصدوا للاحتلال، وقاوموه بشدة من أمثال علي باش حامبة، والبشير صفر، والشيخ عبد العزيز الثعالبي. ولا بد أن الطفل الصغير علي البلهوان استمع الى أفراد عائلته وهم يتحدثون عن أحداث “الجلاز” التي اندلعت عام 1911 بسبب رفض التونسيين دفن المتجنسين بالجنسية الفرنسية في المقابر الإسلامية، وأيضا عن “ثورة بني عسكر” بالجنوب التونسي وذلك عام 1915. ولعل علي البلهوان أقبل وهو لا يزال تلميذا على مطالعة الصحف التونسية، متابعا من خلالها أخبار بلاده، ومتعرفا على وجوه ورموز الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار. لذلك سوف ينمو وهو متعطش لأن يكون ذات يوم في قلب المعركة التي يخوضها شعبه ضد الاستعمار وضد الجهل والتخلف. في خريف عام 1924، انتسب علي البلهوان إلى “المدرسة الصادقية” التي أنشأها الوزير المصلح خير الدين باشا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بهدف تكوين نخبة تونسية متطلعة إلى الإصلاح والتحديث. وفي هذه المدرسة سوف يلتقي الشاب علي بلهوان المتقد حماسا وذكاء بالعديد من الذين سوف يكونون إلى جانبه خلال سنوات النضال الوطني. كما أنه سيستمع إلى أساتذة أجلاء، فرنسيين وتونسيين يتحدثون عن الحضارة الأوروبية، وعن الدساتير والبرلمانات وعن ابن رشد والغزالي، وعن فولتير وروسو وديدرو، وعن أوغست كونت، وعن فيكتور هوغو الذي عاش منفيا طيلة 18 عاما بسبب دفاعه عن حرية الفكر والرأي. ومن الأكيد أن علي البلهوان تأثر كثيرا بما كان يستمع من محاضرات في هذا المجال أو ذاك، وبما كان يقرأ من كتب في التاريخ أو في الفلسفة، أو في الأدب. وهذا ما سيبدو جليا في كتاباته ومواقفه اللاحقة، السياسية منها والفكرية. ومن الأكيد أيضا ان كل هذا سوف يجعله يختار “الطريق الصعب”. وهذا ما سوف يعبّر عنه في احدى رسائله حيث كتب يقول: “أني اعلم كل ذلك علم اليقين، ولقد اخترت السبيل الصعب الذي تحفه الأخطار، وتمنعه العراقيل، ويكون السير فيه مؤلما معذبا، ولكني أعلم أيضا أن الفرح العميق والسرور الكلي لا يوجد إلا في القيام بالواجب وان اللذة الزائلة تتضاءل قيمتها لمن رام النعيم الأبدي، وسعى الى ارضاء الخالق فتمرّ الشدائد والمصائب فلا يخفت ايمان النفس، ولا ينقضي يقينها، بل تزيدها قوة وصلابة، وتوجد فيها إرادة جبارة، وتصقل صقلا فتصفو النفس كما يصفو الماء الكدر، فيصبح عذبا زلالا كالبلور، ويسهل الصبر والجلد”. في فترة شبابه المبكر عاش علي البلهوان احداثا سوف تذكي فيه نيران الحمية الوطنية. ففي عام 1924، اندلعت مظاهرات صاخبة في العاصمة احتجاجا على نصب تمثال ” الكردينال لا فيجيري” في مدخل المدينة القديمة حيث الجامع الأعظم، والعديد من المعالم الكبيرة الأخرى التي تجسد عظمة الحضارة العربية ـ الاسلامية. وفي عام 1925، وجهت السلطات الاستعمارية ضربة موجعة للحركة النقابية التي انشئت عام 1924، وذلك باعتقال زعيمها محمد علي الحامي ورفاقه. وفي عام 1930، تحدت السلطات الاستعمارية المشاعر الوطنية التونسية مرة أخرى، وأشرفت على تنظيم ما أصبح يسمى بـ”المؤتمر الافخارستي” الذي دعت إليه كبار رموز الكنيسة المسيحية. وقد تصدى التونسيون لهذا المؤتمر، وقاوموه بشجاعة وحدة. والواضح أن هذه الأحداث جعلت الشاب علي البلهوان يعجل باختيار منهجه في الحياة، وهو منهج سوف يكون قطبه النضال الوطني من أجل التحرر والاستقلال. في عام 1932، وبعد احرازه شهادة الباكلوريا، سافر علي البلهوان الى باريس ليدرس هناك الفلسفة والآداب العربية، غير أن ذلك لم يمنعه من مواصلة اهتمامه بالقضايا الوطنية. فنحن نجده يقف مساندا للشيخ أحمد بيرم، شيخ الاسلام الحنفي الذي نظّم في تونس عام 1932 ” مؤتمر اللغة العربية”. وكان هدفه الأساسي من هذا المؤتمر الرد على مزاعم وليام مرساي الذي كان يحتقر اللغة العربية معتبرا إياها، “لغة ميتة”. لذا هي “عاجزة” حسب رأيه عن ” القيام بوظيفتها الاجتماعية كلغة علم وتقنية” وعندما شن المحافظون والسلفيون هجومات عنيفة ضد الطاهر الحداد بسبب كتابه:” امرأتنا في الشريعة والمجتمع”، لم يتردد علي البلهوان في مناصرته. وما أظن أنه كان رافضا لثورة الشابي الشعرية، بل كان من أكثر المتحمسين لها. وعلى المستوى السياسي، عاضد علي البلهوان بقوة جماعة الحزب الحر الدستوري الجديد بقيادة الحبيب بورقيبة. وفي العاصمة الفرنسية، كان دائم التردد على مقر طلبة شمال افريقيا بجادة سان ميشال حيث كان يلتقي المناضلون الوطنيون المغاربة والجزائريون والتونسيون ليناقشوا قضايا بلدانهم في حاضرها ومستقبلها. ومن الأكيد ان علي البلهوان كان يساهم بحماسه المعهود في النقاشات، ويدون في دفاتره ما كان يسمع من أفكار، ويدلي بآرائه في هذه القضية او تلك بكامل الصراحة والوضوح. وفي الاجتماعات العامة يقف خطيبا مهاب الجانب، ليقدم الدليل القاطع على أنه سوف يكون زعيم الشباب بلا منازع، ومن المؤكد أن السنوات التي قضاها علي البلهوان في فرنسا سمحت له، بالتعمق في فهم الحضارة الغربية من خلال ما كان يقرأ من كتب، وما يستمع إليه من آراء أو أفكار كما أنه زادته تشبثا بهويته العربية الإسلامية وجعلته يدرك أكثر من أي وقتا مضى بأن المثقف المنبت، والمقطوع الجذور لا يمكن ان يكون مفيدا، لا لنفسه، ولا للآخرين. بعد عودته الى تونس، عين علي البلهوان أستاذا في “المدرسة الصادقية” وسرعان ما أصبح واحدا من ألمع وأشهر هذه المدرسة العريقة وذلك بسبب سعة معارفه، وفصاحة لسانه، وجرأته في التطرق الى المواضيع المحرمة، وأسلوبه البارع في مواجهة خصومه المفكرين والسياسيين. لذلك كانت دروسه ومحاضراته تستقطب أعدادا وفيرة من التلاميذ. وقد أشاعت الحيوية الكبيرة التي أشاعها الأستاذ الشاب الذي هو علي البلهوان الخوف لدى السلطات الاستعمارية، فشرعت تراقب حركاته وسكناته وأقواله. وقد ازداد خوفها منه لما انضم الى صفوف الحزب الحر الدستوري الجديد عام 1936 ليصبح من اكثر مناظليه حيوية ونشاطا وأقداما على خوض المعارك. وظانّة إنها ستكبح جماحة، وتثنيه عن عزمه قامت السلطات الاستعمارية بطرد علي البلهوان من وظيفته كأستاذ غير أن هذا القرار الجائر لم يزده إلا تعلقا بالقضية الوطنية وتمسكا بمبادئها السامية، غير أن الولادة السياسية الحقيقية لعلي البلهوان تمت خلال أحداث 9 أفريل 1938. وقد سبقت هذه الأحداث أحداث أخرى كانت لها تأثيرات حاسمة على مسيرة النضال الوطني ففي شهر ماي 1933 نظم الحزب الدستوري التونسي مؤتمرا بنهج الجبل بالعاصمة أفضى الى ضبط برنامج يقوم على العديد من النقاط الأساسية منها استرجاع سيادة الشعب التي يحاول الاستعمار دوسها وتقويضها باستعمال سياسة القوة وإقامة برلمان تونسي منتخب بالاقتراع العام و تفريق السلط وإعادة الحريات العمومية واجبارية التعليم، وفي فاتح شهر جوانا حزيران من السنة المذكورة شن عمال الرصيف إضرابا عطل الحركة بميناء العاصمة وفي نفس اليوم اضرب جميع التجار التونسيين في المدن الكبيرة و لمواجهة هذه الموجة من الاضطرابات قامت السلطات الاستعمارية بتعيين مقيم عام جديد معروف بميله إلى “سياسة الحزم والقوة” وهو مارسال بيروطون وكان ذلك في 29 يوليو/تموز1933. وفي شهر مارس 1934 انشق الحبيب بورقيبة والعديد من رفاقه عن الحزب الدستوري القديم بزعامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي ليؤسسوا ما أصبح يسمى بـ”الحزب الحر الدستوري الجديد ” ولأنهم كانوا رافضين للأساليب النضالية القديمة فان الزعماء الجدد بقيادة الحبيب بورقيبة ابتكروا طريقة جديدة في النضال الوطني سموها “الاتصال المباشر بالشعب ” و هكذا راحوا ينتقلون بين المدن والقرى ناشرين أفكارهم بين الناس داعين الى الوحدة الوطنية لمواجهة الاستعمار. وخلال عام 1934 هزت البلاد التونسية اضطرابات جديدة ضحت بالمقيم العام الجديد بيرطون الى اتخاذ اجراءات قمعية ضد المناضلين الوطنيين فتم ابعاد البعض منهم الى الجنوب التونسي وفي عام 1936 ازدادت الأوضاع تأزما فاندلعت مظاهرات عارمة بالعاصمة وبالمدن الداخلية الكبيرة مثل صفاقس و سوسة والقيروان وقابس وقصر هلال…. ولأن السياسة القمعية لم تكن مثمرة فان فرنسا أزاحت بيروطون من منصبه وعينت مكانه أرمان قيون الذي سارع إلى اطلاق سراح بعض المساجين السياسيين و الافراج عن المبعدين الى الجنوب التونسي واعادة حرية الصحافة و الاجتماع و ذلك في صيف عام 1936. وقد استغلت الحركة الوطنية التونسية الانفراج السياسي الذي عرفته فرنسا عقب”صعود الجبهة الشعبية ” بزعامة بلون يلوم إلى الحلم لتوسيع نضالاتها و كسب المزيد من الانصار و المؤيدين في كامل انحاء البلاد، لكن بعد الفشل الذريع الذي منيت به “الجبهة الشعبية” والذي ادى بها الى التخلي عن الحكم في صيف عام 1937 اختارت السلطات الاستعمارية انتهاج سياسة القوة مجدداء ليس في تونس فقط وانما في الجزائر و المغرب أيضا، غير أن الزعماء الوطنيين بقيادة بورقيبة قرروا التصدي للسياسة الاستعمارية بالمواجهة الشعبية، وهكذا تم الاعلان عن الاضراب العام في 8 أفريل /نيسان 1938 وفي نفس اليوم المشهود قاد علي البلهوان مظاهرة صاخبة انطلقت من ساحة الحلفاوين وعند وصول المتظاهرين الى باب بحر وقف علي البلهوان على أكتاف بعض الشبان ليرتجل خطابا حماسيا قال فيه “جئنا في هذا اليوم لاظهار قوانا قوة الشباب الجبارة التي ستهدم هياكل الاستعمار الغاشم وتنتصر عليه ياأيها الذين آمنوا بالقضية التونسية.. ياأيها الذين آمنوا ببرلمان تونسي إن البرلمان التونسي لا يبنى إلا على جماجم العباد ولا يقام الا على سواعد الشباب ثابروا جاهدوا في سبيل الله حق جهاده “. في اليوم النالي اعتقل علي البلهوان فخرج آلاف التونسيين الى الشوارع و الساحات العامة للتعبير عن سخطهم و احتجاجهم مرددين” برلمان تونسي …برلمان تونسي…” وأمام ذلك السيل الجماهيري العارم أمرت القوات الاسعمارية جنودها ورجال شرطتها باطلاق الرصاص على المتظاهرين فسقط عشرات القتلى و الجرحى وكانت دماء الشهداء لا تزال تلطخ الشوارع و الساحات لما قامت السلطات الاستعمارية بإلقاء القبض على الزعيم بورقيبة و رفاقه في الحركة الوطنية و كانت تلك المجزرة التي ارتكبت في يوم 9 أفريل 1938 واحدة من أفظع المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في البلاد التونسية. خلال الحرب الكونية الثانية وبعد اطلاق صراحه عاد علي البلهوان الى سالف نشاطه السياسي وقد كلفه الحزب باجراء اتصالات واسعة مع الجماهير في كامل مناطق البلاد. و في تونس العاصمة دأب على إلقاء محاضرات ثقافية وفكرية بهدف التوعية و التوجيه، و أغلب هذه المحاضرات ألقيت في “الخلدونية ” وفي جمعية “قدماء الصادقية ” وفي أغلبها كان علي البلهوان يؤكد على دور المثقف داخل المجتمع اذا أنه كان يرى أن مسؤولية المثقف تضاعفت في عصرنا الحاضر الذي تقاربت فيه الأفكار والقارات لسرعة أدوات النقل وتعدد وسائل المخابرات و تنوع طرق انشر و الدعاية ” وكان يعتقد أن المثقف لابد أن يكون في قلب المعارك التي يخوضها المجتمع الذي ينتسب اليه أما أن ينعزل عن معترك الحياة” و “يعيش في برجه العاجي ” فهذا أمر غير مقبول على الاطلاق. وفي المقالات التي كان ينشرها في الجرائد الوطنية مثل “الحرية” و”لواء الحرية” كان يدافع عن اللغة العربية و المبادئ الوطنية جاعلا من الشباب القوة الفعالة القادرة على دحض الاستعمار و بناء المجتمع الجديد الذي سيتطلع إليه التونسيون بجميع فئاتهم ومشاربهم. وبعد انتخابه عضوا في الديوان السياسي للحزب اثر المؤتمر الذي انتظم يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1948 ازداد نشاط علي البلهوان توسعا وعندما شعر السلطات الاستعمارية ترغب من جديد في اسكاته وشل نشاطاته سافر الى القاهرة بأمر من الحزب وذلك عام 1951 وهناك كتب في الجرائد و خطب في الأندية و تحدث في الاذاعات مدافعا عن القضية الوطنية التونسية ومعرفا بها. وكان يتردد على “مكتب المغرب العربي” حيث كان يجتمع المناضلون الوطنيون القادمون من المغرب والجزائر وتونس وفي عام 1952 انتقل علي البلهوان الى العاصمة العراقية بغداد ليقوم بنفس المهمة أي التعريف بالقضية التونسية و الدفاع عنها. وهناك أقام سنة كاملة قدم خلالها العديد من المحاضرات في جامع بغداد حيث تم انتدابه للتدريس فيها. أما السيدة زوجته فقد درست اللغة الفرنسية للطلاب العراقيين. وخلال اقامته في بغداد ألف علي البلهوان كتاب “تونس الثائرة” وبعد حصول تونس على استقلالها الداخلي و تحديدا يوم 6 فيبراير /شباط 1955 عاد علي البلهوان الى تونس لينضم الحكومة الجديدة برئاسة الحبيب بورقيبة وخلال المؤتمر الذي انعقد في مدينة صفاقس في عام 1955، اثر اندلاع الخلاف بين الزعمين الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف، وقف علي البلهوان مساندا للأول تماما مثلها هو الحال. بالنسبة إلى الطبيب المهيري والمنجي سليم، وآخرين من أبناء العاصمة. وكان ضمن الوفد التونسي الذي حضر دورة الأمم المتحدة السنوية التي انعقدت عام 1956. كما أنه كان ضمن الوفد التونسي الذي ساهم في ” المؤتمر الإفريقي ـ الآسيوي” الذي انعقد في عام 1957. وكان ضمن الذين كلفوا بإبلاغ قادة المغرب العربي بقرارات مؤتمر طنجة الذي انتظم في ربيع عام 1958 وكان يود أن يكون أول وزير للتربية والتعليم في النظام الجمهوري الجديد غير أن بورقيبة فضل عليه محمد الأمين الشابي ثم محمود المسعدي، ويقول المقربون منه أن حرمانه من حقيبة وزارة التربية والتعليم حزّ في نفسه كثيرا. وقد يكون عمق الجفوة بينه وبين بورقيبة الذي كان يبعد عنه كل الذين يتحلون بالكاريزم وبقوة الشخصية. ولعل أدوارا كبيرة أخرى كانت في انتظار المناضل الفذ علي البلهوان، غير أن الموت كان له بالمرصاد. هكذا رحل تاركا تراثا فكريا وسياسيا يجدر بالأجيال الجديدة أن تعود إليه وتنفض عنه غبار الإهمال والنسيان. المراجع: 1ـ علي البلهوان، حياته وآثاره ـ رشيد الذوادي – دار عطارد ـ 1974 2 – حصاد العمر ـ المجلد السادس ـ أبو القاسم محمد كرو – دار المغرب العربي ـ تونس ـ 1998
(المصدر: موقع “العرب أونلاين” بتاريخ 9 جويلية 2009) الرابط:
http://www.alarabonline.org/
مطار النفيضة و صادرات زيت الزيتون
مطار النفيضة
تزايد الحديث في الفترة الاخيرة حول فرص التشغيل الضخمة التي سيوفرها مطار النفيضة او كما يحلو للبعض تسميته ببوابة افريقيا ولعل عديد الاشكاليات كطرق الانتداب والتركيز على اصحاب الشهائد العليا تظل مطروحة للنقاش في عديد الاوساط. صادرات زيت الزيتون بلغت صادرات زيت الزيتون التونسي الى موفى جوان 2009، 110 آلاف طن من جملة 120 الف طن مبرمجة الى نهاية اكتوبر المقبل وبخصوص اعتماد مبدأ الترخيص للتصدير داخل الحصة المخولة من قبل الاتحاد الاوروبي فقد بين وزير الفلاحة في مداخلته امس في مجلس النواب ان ذلك يعود الى ضرورة متابعة الايفاء بالاقساط الموزعة على عدة اشهر للحصة التي يبلغ مجملها 56700 طن. حيث لا يخضع التصدير خارج هذه الحصة الى ترخيص. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 جويلية 2009)
العين بصيرة… ما كل عمل يستحقه المتخرج يدركه… والخطأ خطؤه
خميس الخياطي لا أعرف مدى صدفية نادرة سمعتها ولكن ما أعرفه هو أنها دالة أصدق دلالة على ذهنية أصبحت متفشية في بلادنا منذ عقدين على الأقل وتخص التعليم ونتائجه. يحكى، والعهدة على من حكى، أن في ولاية داخلية من الولايات التونسية التي لم يسعفها حظ البحر والسياح ولم تتفطن إليها التنمية المستدامة إلا مؤخرا، تعيش عائلة تحت متوسط الدخل وفوق متوسط الأفراد… من بين الأبناء الذكور- لأن البنات تزوجن في أول خطوبة “شيلة بيلة”- شاب كما يقال عندنا “ناقص غلوة” أو بلغة حقوق الإنسان، له عاهة ذهنية. هذا الشاب لم تمنعه “احتياجاته الخاصة” من أن يدبر رأسه في القرية التي يعيش بها و”يصور خبزته” اليومية وخبز أهله… أحد إخوته أحب العلم فطلبه. عمل فنجح في جميع الامتحانات التي أقيمت في وجهه إلى أن وصل إلى رتبة ما يقارب “ماستار” هذه الأيام… طيلة دراسته التي تطلبت إمكانيات مالية ؟ ولو محدودة- للاستثمار في العلم والمعرفة، كان الأخ ذو الاحتياجات الخاصة هو الممول الرئيسي والوحيد للأخ الطالب للعلم… كان يرسل إليه بين الفينة والأخرى مبلغا ماليا يكون الأخ الأكبر قد ادخره لأخيه الأصغر من الـ”شانطيات”… وكان الأخ الأصغر يحافظ على المليم الأصغر من مال أخيه… وحينما حصل الأخ الأصغر على الشهادة وكله أمل في تنفس الصعداء والحصول على عمل ينفخ منه على عائلته وعلى نفسه البعض من عطور مجتمع الاستهلاك، وقف في وجهه عفريت لم يكن يتوقعه حيث كان كله أمل في الشعارات والخطب والمخططات الرئيسية والظرفية… بعث وأودع المطالب المضمونة الوصول والمدعمة بنسخة من الشهادة وبالـ”كيروكولوم فيتاي” إلى عديد المؤسسات العمومية والشركات الخاصة والمعولمة… ولكن رسائله لم تجد نفعا… توجه مرارا نحو وكالة التشغيل، فوجد أهلها عاطلين عن العمل وينشون الذباب، تشاجر معهم وحلف اليمين ألا يلقاهم مرة خامسة وسادسة… حاول أن يلتقي رئيس الشعبة أو النائب في البرلمان أو المعتمد، فلم يجد لهم طريقا، فما بالك بالوالي… وكل مرة والأخ الأكبر يقدم ثمن الرسائل مع أثمان القهاوي والسقاير بالكعبة إضافة على نتائج طرح الشكبة أو الرامي دون أن ننسى مصاريف الرحلات بحثا عن عمل… هذا يعمل صامتا والأخر يغلو صامتا. ومرت الأسابيع والأشهر وبعض السنوات… وجاء أن حصلت مشاجرة بين الأخوين لسبب تافه ونفساهما مشحونتان غيضا… وجاءت قضية التسكع والمقاهي والوقت الضائع و”التار بوفلس” التي اتهم بهم الأخ “القارئ”، فما كان من الأخ الأكبر، ودون سابق إضمار، إلا أن نظر إلى أخيه ووالديه ومن تبقى من العائلة وقال لهم في صمت كمن يقرأ صلاة : “الحمد لله إللي ماقريتونيش”… ولا داعي للتعليق, لقد أصبحت ردة الفعل هذه عنوانا لذهنية بعينها متفشية لدى البعض من أهل الذكر في بلادنا.
“البطالة وهم أو هاجس” هذه الحكاية حضرت في ذهني إزاء برنامج الرابعة الذي يعده وينشطه الأستاذ وليد الزراع على الفضائية “حنبعل” والذي تطرق في عدده الأخير إلى موضوع البطالة بين أصحاب الشهائد العليا ودعا إلى ذلك كلا من الزملاء الصحفيين : علي الزايدي (الصباح)، لطفي بن صالح (الصريح)، الهادي الجربي (الخبير) والاستاذ الجامعي المختص في اللغة العربية السيد رضا السوسي (صفاقس) وتم بث بعض أجوبة الشارع التونسي والتحقيقات الميدانية… الملاحظة الأولى تتمثل في حسن اختيار الموضوع ،لا سيما ونتائج الباكالوريا جعلت البعض “يحج” والبعض الآخر “يعوق” فيما بدأت دفعة جديدة من متوجي التعليم العالي تضع أقدامها على عتبات الحياة الشغلية وكلها امل في جني ثمار سنوات من التعب والمساهمة في الثروة الوطنية… أما الملاحظة الثانية فهي غياب العنصر النسائي وكأن الموضوع لا يهمهن ، والحال أن عديد الدراسات الميدانية بينت أن الضحية الأولى لأزمة البطالة هي المرأة والشغل النسائي. إن المرأة التونسية تتمتع بمزايا التشغيل بنسبة 35 في المائة والرجل بنسبة 51 في المائة. ثم، مجرد سؤال: لماذا دعي أستاذ لغة عربية عوض باحث قي علوم اجتماع التشغيل أو اقتصادي أو ما شابه من الميادين التي لها علاقة عضوية بالتشغيل أو عدمه؟ القسم الأكبر من البرنامج قضاه الجميع في البحث عن “كوجيتو” البطال. هل البطالة وهم؟ أعطى سيد “الخبير” درسا في هذا للعاطلين عن العمل أو المبتدئين في الدراسة الجامعية وفي طيات كلامه اتهام بأنهم المسؤولون عن وضعيتهم… قال: ” الطالب ما بداش الجامعة وبدى يخمم في التشغيل ويحكم على نفسو بطال قبل حتى ما يتخرج. فعلى الشاب مسؤولية الدراسة والبطالة وهم”… وأنت تستمع إلى مثل هذه المواقف والأفكار المتناقضة مع الواقع، تتساءل هل السيد الهادي يتكلم عن تونس أم عن السويد أو الدانمارك. وأمام صمت او موضوعية الزميل علي الزادي و”تسخين” معد البرنامج وخروج السيد الأستاذ الجامعي عن اللعبة، كان دور الزميل لطفي بن صالح واضحا إذ لم يترك الاتهامات تمر دون أن يقف أمامها مشيرا إلى “أن الواقع هو سيد الموقف. علاش الطالب ما يخمم إلا في الناس الفاشلين عن وجود عمل لأنو ما نلقاوش في تونس عائلة مافيهاش اثنين ولا ثلاثة بطالة”…وهو أمر تؤكده انشغالات المجتمع وخاصة الحكومة التي هي المسؤولة الأكبر في ما يخص صناعة ما أسمته إحدى الدراسات بـ”القنبلة الموقوتة”. وهو موضوع نقاش عابر حيث اتهم البعض سياسة الحكومة بصناعة البطالة لعدم وضع خطط أكثر نجاعة من سياسة الترقيع أو فرجة التضامن التي تعمل بهما دائما… البوصلة وضعها الزميل زياد في إشارته لمسألة التكوين الخفيف وضعف المتخرجين مع كثرة الشعب الجامعية وقلة نجاعتها… ورغم أن قسما من البرنامج ذهب نحو غرس عقدة الذنب في نفسية العاطل عن العمل وإعطاء صورة غالطة عنه كما لو كان من أحباء المقاهي والتواكل، فإن مثل هذه المواضيع وصراحة الطرح أو لنقل جدليتة هي التي تصنع جاذبية قناة حنبعل أمام “سيلوفانية” القناة العمومية…
سفيان وزمن السيلوفان من برامج الهجالة السيلوفانية ?نسبة إلى ورق السيلوفان ? والتي هي مجبرة على احتوائها وتبنيها في أوقات الذروة، برامج شركة “كاكتوس برود” ومنها “رائعة” سفيان الشعري “سفيان شو” التي بث آخر عدد منها يوم الأحد الفارط وكان ضيف الحلقة الفنان المصري هادي شاكر، عفوا هاني شاكر، الذي لا يكف عن التغني “مجانيا” ببلادنا، لحد أني أقترح تأميمه وتونسته، فعلى الأقل سننتفع من ضرائبه… لجنة التحكيم مكونة من أعضائها الثابتين عبد الحميد قياس وجلول الجلاصي والسيدة كوثر الباردي -المعجبة حتى النخاع بالسيد منتج البرنامج الذي هو “روعة والمصريون واللبنانيون مايلاعبوش” بحسب تصريح لأسبوعية سيارة… وداخل الحلبة المفتعلة الممثل سفيان الشعري، مؤدي شخصية “السبوعي” الشهيرة التي بني على شهرتها “سفيان شو” ، دون أن تحصل الهجالة ولا صاحب فكرة “شوفلي حل”-بحذافيرها- المنتج عبد العزيز بن ملوكة ولا كاتب السيناريو الزميل حاتم بلحاج على أدنى مليم عن هذه الإفتكاك الثقافي… برنامج “سفيان شو” أثار الكثير من الحبر حتى أن كاتبة الدولة للأسرة والمرأة والمسنين وما إلى ذلك كاتبت الوزير الأول في شأنه مستاءة منه ومن تعديه على شخصيات الأطفال ، لا سيما ونحن في بلاد تفتخر في مناسبة أوبغير مناسبة بامتلاكها مجلة لحقوق الطفل. ولعمري فإن المجلة تسري على البعض ولا تسري على الآخرين… موضوع الرمانة هو النزعة التي يقوم عليها “سفيان شو” في التعامل مع الأطفال في تنمية حاسة التقليد الظاهري عندهم، أي أنهم يقلدون الفنانين في هيئتهم ومظهرهم قبل تقليدهم في أدائهم لأغانيهم… والمسألة الثانية تتمثل في إلزام الأطفال على المنافسة وهم في الأساس شخصيات غير متكاملة لا تقبل بنتائج المسابقات لأنها قائمة على المقارنة. والطفل عالمه واحد. الحلقة الأخيرة لم تختلف عن سابقاتها لا لسبب إلا لأن البرنامج لا يقوم على تطور متكامل بقدر ما يقوم على عفوية مدروسة) ورغم دراستها، فقد تخرج عن الخط مثلما حدث مرة مع جلول الجلاصي الذي قال عن طفلة تونسية/صينية أنها “صينية… بقلاوة”… وهي قلة ذوق وعدم احترام .( كل الشخصيات الفنية التونسية والعربية والأجنبية تم تقليدها صورة وصوتا مثل مادونا ووردة وأمال بنت ورامي عياش وهيفا وهبي وإيليسا وترافولتا وكذلك أم كلثوم… وإن كانت هناك إيجابيات في هذا البرنامج فعلينا ان نذكر منها ثلاث: الثالثة تبين لنا مدى نرجسية أولياء الأطفال في الحضور والتغني بالخصال الصوتية او “التمثيلية” لأبنائهم وبناتهم وكأن البرنامج مقدم لهم اساسا… الإيجابية الثانية هي أن الجمهور المحب لهذا البرنامج وجد في شخصية “السبوعي” شخصية تافهة وغبية وحمارة أعطته هو الشعور بالذكاء والفطنة والحنكة. والإيجابية الأولى هي الإعلانات. ففي كل عرض، هناك أكثر من عشرين إعلانا بمعدل 15 أو 20 ثانية للإشهار وتمر الإعلانات ثلاثة مرات على الأقل… ولو ترجمناها ماليا، لوجدنا ان سر إهتمام “كاكتوس برود” بأطفال تونس هو اعتبارهم طعما لجلب “الحوت”… أين التلفزة العمومية من هذا؟ بهذا البرنامج، هجالتنا تشجع السيلوفان على الواقع لأنه، وإن لا يخفي شيئا، فهو يعطي بريقا يسلب الأنظار و”بالفارغ”، وهي وظيفة التلفزات التجارية والخاصة أساسا… لقد انقلبت الآية في بلادنا!
(المصدر: “الطريق الجديد”، لسان حال حزب التجديد (اسبوعية – تونس) بتاريخ 4 جويلية 2009) الرابط:
http://attariq.org/spip.php?article757
شواطئ خاصة في تونس تعتدي على الحق في الأصطياف
لطفي حيدوري انتشرت في هذه الفترة التي تشهد إقبالا على الاصطياف وورود البحر ظاهرة خوصصة الشواطئ والاستيلاء عليها من قبل الفنادق السياحيّة، حيث يعمد موظّفون مسلّحون بالعصيّ والصفّارات إلى طرد المصطافين بدعاوى من قبيل أن الشاطئ والمياه التي أمامه، خاصّة بروّاد النزل، هذا إضافة لانتشار الأكواخ والخيام الخاصّة بالنزل على الشواطئ في انتصاب فوضويّ وفي مخالفة واضحة للقوانين والأعراف الجاري بها العمل في البلاد التونسيّة، الأمر الذي أثار استنكار بعض الصحف المحلّيّة خاصّة مع تفنيد عديد الجهات القانونية والإدارية العمومية لوجود “شواطئ خاصة في تونس”. علما وأنّ 81 فضاء مصنفا سياحيا يحيطون بالشواطئ حسب تصريح مسؤولين في وزارة السياحة من بينها 51 وقع تاجيرها من قبل الوزارة إلى البلديات التي أجّرتها بدورها إلى متعهدين سياحيين.. والبقية تشرف عليها مباشرة المصالح السياحية الرسمية.. وتكلفها سنويا 500 ألف دينار لصيانتها. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جويلية 2009)
تعيين مدافع عن حقوق الإنسان مساعد وزيرة الخارجية
الأمريكية مكلف بحقوق الإنسان و الديمقراطية .
وفي بيان صحفي نشر في الموقع الرسمي للبيت الأبيض بتاريخ 7 جويلية 2009 مساعد وزيرة الخارجية المكلّف بحقوق الإنسان و الديمقراطية المقبل هو الرئيس الحالي لمنظمة “حقوق الإنسان أولا “. الدكتور مايكل بوسنر المحامي و الجامعي و ناشط الحقوقي الذي و على مدى ثلاثون سنة كان مدافعا عن حقوق الإنسان و في أي جزء من العالم في : روسيا و زمبابوي و إيران و كوبا و دارفور و الصين و هايتي و الفيليبين و مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية و مصر و سلفادور … عندما تلقيت الخبر في نشرة المنظمة البارحة شعرت أن الرئيس أوباما لم يشرف الدكتور مايكل وحده بخدمة أمريكا و الحرية في العالم بل شرفني لا بإعتباري عضو في منظمة” حقوق الإنسان أولا ” بل لأن الدكتور مايكل كان صديق لكل المدافعيين عن حقوق الإنسان في العالم . و في رئاسته للمنظمة و في عهد إدارة الرئيس السابق بوش كانت الحملات ضدّ التعذيب في سجن غونتنامو و وكالة الاستخبارات المركزية. و في عهد إدارة أوباما وقعت المنظمة على الرسالة الشهيرة التي تطالب الإدارة الجديدة بمواصلة الإلتزام بدعم الجهود من أجل الديمقراطية و مساعدة المنظمات غير الحكومية في العالم العربي و الإسلامي. تعيين الدكتور مايكل بوسنر في هذا المنصب يعني أن أي نشاط حقوقي و مدافع عن حقوق الإنسان و في أي مكان من العالم له زميل في موقع صناعة القرار الدولي و تأثير في السياسة الدولية و صدى لصوته في أقوى دولة في العالم , مبروك لكل المدافعيين عن حقوق الإنسان .
للإطلاع على بيان البيت الأبيض : http://www.whitehouse.gov/the_press_office/President-Obama-Announces-More-Key-Administration-Posts-7-7-09/ عدنان الحسناوى
الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بوقف الممارسات القمعية ضد الإعلام المستقل في اليمن
بيان صحفي 9 تموز / يوليو 2009
طالب الاتحاد الدولي للصحفيين اليوم السلطات اليمنية بالكف عن تصعيد المضايقات تجاه العاملين في قطاع الإعلام ، بما فيه من سجن الصحفيين و رفع قضايا طائشة ضدهم و فرض غرامات باهظة التي تُهَدِّدُ بقاء بعض وسائل الإعلام المستقلة في البلد. و قال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة: “نحن نشجب هذا الهجوم على الاعلام اليمني المستقل. ينبغي على النظام إنهاء ممارساته القمعية التي أدت إلى انتهاك فظيع لحرية الصحافة في اليمن.” و بحسب نقابة الصحفيين اليمنيين ، العضوة في الاتحاد الدولي للصحفيين، وقع الإعلام المستقل تحت حصار السلطات التي التي اطلقت حملة واسعة تستهدف الصحفيين المستقلين. و أضافت النقابة أنه تم توقيف عدد من الصحفيين، من ضمنهم فؤاد راشد، رئيس تحرير موقع المكلا برس الإخباري و صلاح السقلدي، رئيس تحرير شبكة خليج عدن الإخبارية، و اللذان يقبعان حاليا بسجن الأمن السياسي بصنعاء. و انتقدت نقابة الصحفيين اليمنيين وزارة الإعلام اليمنية المسؤولة عن رفع المئات من القضايا ضد الصحفيين، و انتقدت النظام القضائي الذي فرض عقوبات فادحة مثل منع الصحفيين من ممارسة مهنتهم و سحب رخص بعض الجرائد لمدد طويلة و تهديد مصادر عيش الصحفيين و الصحف المعنية. و يساند الاتحاد الدولي للصحفيين مطالب نقابة الصحفيين اليمنيين من أجل القيام بإصلاحات طال انتظارها في ما يخص قانون الصحافة في اليمن، خاصة بعد أن لقيت هذه الإصلاحات تأييدا من طرف الرئيس علي عبد الله صالح خلال مؤتمر نقابة الصحفيين اليمنيين الرابع الذي عقد في شهر ايار الماضي. و تتضمن الاصلاحات القانونية نقاط تتعلق بترخيص الصحف و مؤسسات قطاع الاعلام السمعي البصري المستقلة. و اكد الرئيس علي عبد الله صالح على دعمه لحق الصحفيين في الوصول الى المعلومات و في تسريع إجراءات منح الرخص الجديدة و اعادتهم للصحف الموقوفة.و أضاف بوملحة: “ندعو الرئيس صالح إلى الوفاء بالتزامه بهذه الإصلاحات و إلى إدماجها في المشاريع القانونية بشكل عاجل. إن النهج الحالي للحكومة يتعارض مع سياساتها المعلن عنها داعمة للإعلام، و ينبغي إطلاق سراح زملائنا حالا و سحب كل التهم الموجهة إليهم.” من أجل المزيد من المعلومات، المرجو الاتصال بالاتحاد الدولي للصحفيين على الرقم: + 32 2 235 2207 يمثل الاتحاد الدولي للصحفيين 000 600 صحفيا من 123 جولة عبر العالم. لقراءة المزيد من أخبار الاتحاد الدولي للصحفيين بامكانك زيارة موقعنا باللغة العربية:
http://mena.ifj.org/ar For English:
http://mena.ifj.org/en/articles/ifj-calls-for-end-to-repression-of-independent-media-in-yemen عن زياد الهاني
هل من تسوية بين المثقف العربي ووظيفة النقد؟
محمد أمجد الشايبي إن القيام بعملية المراجعة الفكرية من الأمور الدافعة لحركة الإبداع الإنساني ولجهد التنوير، إذ قد يكون لتقدم السن والخروج من أتون الأنسِقة الأيديولوجية المغلقة أثر عميق ومباشر للوصول إلى استخلاصات موضوعية تتعارض كلية أو تبعيضا مع أطروحات الشباب المُتَّسمة بعقلية الفارس الجامح. ويتنزل المقال الصادر بجريدتكم بتاريخ 02-07-2009، للسيد محسن مرزوق والمعنون بـ “من أجل تسوية تاريخية بين الإسلاميين والعلمانيين” ضمن أفق “خطوتان إلى الأمام”. لقد وقف صاحب المقال على جملة من العوامل المتسببة في انحطاطنا اتسمت بالتجريد دون تشخيص وضرب للأمثلة، والحاصل عند الكاتب أن الأنظمة الحاكمة أو “السلطة السياسية” تتحمل انتكاس وضعنا الحاضر، كما انحرف كاتب المقال إيجابيا على عادة “يسار السلطة” من وضع الخطاب الإسلامي في سلة واحدة، إذ استثنى تصريحاً الواقع في تركيا وماليزيا والمغرب، وهذه الطفرة موصوفة بالنوعية, إذ لم نعهدها عند المسوقين للتفسير المادي للتاريخ في البلاد العربية وتخصيصا في تونس. وبدون إيغال في المصطلحات والمؤسسات الفكرية المستخدمة من قبل السيد مرزوق، كاستخدامه الآلي لمصطلح “اليسار” مقابلة للطرح الإسلامي والطرح القومي، فقد استنفد هذا المصطلح بحق أغراضه التاريخية والأداتية في البلاد العربية وذلك بعدم الإجابة عن السؤال الإشكال والمتلخص في: يسار لمنْ أو لصالح مَن؟ ليفسح السؤال، لانعدام الوقوف على إجابة، لإشكال يتمخَّضُ عنه ألا وهو: يسار من؟ والمقال على ارتباكه المنهجي وأهميته باعتباره خطوة مراجعة اختزلت السبب وبسّطت التجاوز: فاختزالها للسبب كامن في التغاضي عن عدم تفكيك مكونات “السلطة السياسية” المتسبِّب الأساسي في انحطاطنا، إذ لم يعد مخفيّا انخراط “المثقف اليساري” في صلب هذه السلطة الفاسدة، فقد تخلَّى هذا الأخير عن شعارات الأمس في الانحياز لطبقة البْرُولِيتَارْيَا المقهورة، وقلب الجدل الاجتماعي السائر على رأسه ليستوي على رجليه. لقد خان بحق هذا المثقف خط “يسار التاريخ” القائم على مؤسسة “المثقف العضوي” والذي باستطاعته حسب “غرامشي” أن يقلب معادلة “الكتلة التاريخية”. لقد أصبح الهم الوحيد لهذا “المثقف اليساري” المصلحة الذاتية المحضة حتى وإن تم سحق آلاف المقهورين وإلقاء الأبرياء في غيابات وزارات التعذيب ومقابر الحياة المتمثلة في السجون التي لا يحكمها لا قانون ولا عرف!. لقد تحول هذا “المثقف اليساري” بحق إلى أحقر من كلب حراسة “بول نزان” ليُسَوِّقَ لثقافة التفاهة وليصبح جزءا من تركيبة العصابات الحاكمة. فوراء كل انتكاسات الأُمَّة يَثْوِي رفيق: وراء تنظيرات الكتاب الأخضر يوجد “الرفيق بودبوس” “الماركسي الفوضوي” ووراء “البعث” رفيقهم “ميشيل عفلق” ووراء فترة الانحباس والتهميش في تونس يبرز “أستاذنا” محمد الشرفي، بل الأدهى والأمر أن يتحول من كان حاملا لتمثيلية الفكر النقابي اليساري المطلبي إلى حامل حقيبة دبلوماسية يَتَغَنَّى بِليلى وهُيَامِهَا. وكاتب المقال متلبس بجبّة هذا الذي ينقد!. قطعاً إن من مكونات الفساد السياسي للنظام العربي “المثقَّفَ اليساري” والذي يمثل بحق “يسار السلطة”. لقد تخلى هذا الأخير عن وظيفة النقد فتحول إلى آلة حقيرة بيد طبقات آيلة إلى الفناء. أمَّا تبسيطها لإمكانات التجاوز ففي اقتراح الكاتب بإحداث ميثاق جامع بين الفرقاء، وهذا الحل قد يكون من المتممات، فهي من “البنى الفوقية” المتوصل إليها إثر تأسيس “للبنى التحتية” والكامن في عودة المثقف العربي عموما و “المثقف اليساري” تخصيصا إلى القيام بالوظيفة النَّقدية وتخليه عن مواكبة العصابات السياسية الحاكمة لجزء من وطننا العربي والتي سيكون مآلُها قَدَراً مزابل التاريخ. فهل بالإمكان أن يعود أخونا محسن مرزوق بمراجعاته كما كان ناقدا في مساجلات كلية 9 أبريل؟
المعهد السويسري للفكر الإسلامي الأوروبي
ispie.suisse@gmail.com (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 جويلية 2009)
خطاب أوباما والاختبار النوعي للعلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية
بقلم: توفيق المديني يستعيد الكاتب في هذه المقالة رؤيةً انطلقت إثر انهيار الإتحاد السوفييتي في بداية تسعينيات القرن الماضي، والقائلة بتراجع دور الدولة اليهودية الوظيفي في حسابات الإدارة الأمريكية التي ستدفع نحو إيجاد تسوية متوازنة بين العرب وإسرائيل. وهذا ما يراه الكاتب قائماً في سياسة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما في الشرق الأوسط. فهل يمكن لهذه الرؤية أن تحظى بصدقية عملية في المستقبل القريب أو البعيد؟.. هذا ما يشكّك به الكثيرون. الخطاب المفعم بروح التصالح الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس 4 حزيران الجاري إلى العالمين العربي والإسلامي من جامعة القاهرة مهد العلمانية والليبرالية المصرية، يعتبر أحد المعالم المهمة لإستراتيجيته من أجل تخفيف حدة التوترات في الشرق الأوسط. غلب على خطاب الرئيس أوباما الطابع الفكري ـ الثقافي أكثر من الطابع السياسي المباشر، وهذا أمر مفهوم. فهو خطاب ثقافي يتعلق بالمفاهيم على غرار الخطاب الذي ألقاه أوباما في فيلادلفيا سنة 2008حول المسألة العرقية في الولايات المتحدة، أو خطاب براغ، بداية نيسان 2009، «حول عالم خال من الأسلحة النووية»، لكنه خطاب احتوى أيضاً على ثلاثة محاور أساسية بدت واضحة فيه: هي الواقعية البراغماتية، والبعد الديني، والنظرة التسامحية، وتضمن قضايا أساسية تنوعت ما بين أفغانستان والعراق والصراع العربي ـ الإسرائيلي والملف النووي الإيراني والديمقراطية وحقوق المرأة، إلى مشكلة الأقليات الدينية في الدول العربية متوقفاً خصوصاً عند المسيحيين الموارنة في لبنان والأقباط في مصر، عابراً على ظاهرة الصراع المذهبي المستجد بين المسلمين السنة والشيعة. لماذا اختار أوباما القاهرة ليس من قبيل المصادفة أن يختار الرئيس أوباما مدينة القاهرة لإلقاء خطابه الموجّه إلى العالم العربي والإسلامي ليمد يد المصالحة نحو مليار ونصف مليار مسلم، فهي لا تزال تمثّل نبض «الشارع العربي»، والمدينة العريقة التي تعتبر منارة ثقافية للشرق الأوسط، حتى وإن كانت النزعة المناهضة للسياسة الأمريكية قوية، والحرية السياسية محدودة جداً. ويأتي اختيار مصر في الوقت الذي أصيب دورها في منطقة الشرق الأوسط بتعثّر كبير على المستويين الإقليمي العربيّ والإسلاميّ العالميّ لصالح تنامي الدور الإقليمي لدول مثل إيران وتركيا بفعل نشوء حالة فراغ في الوضع العربي. وتحلل صحيفة «نيويورك تايمز» على موضوع اختيار أوباما لمصر لمخاطبة العالم العربي والإسلامي بقولها: «أنّ قرار أوباما قد قدّم تشجيعاً مهماً إلى حليف قوي، كان إحباطهُ قد تزايد مؤخراً حيال تضاؤل نفوذه الإقليمي، وعدم قدرته على تقديم تفسير لمواطنيه حول سبب بقائه ملتزماً بعملية سلام في الشرق الأوسط فشلت في إنتاج حياة أفضل للفلسطينيين». وفي السياق ذاته شنت صحيفة «الغارديان» البريطانية هجوماً عنيفاً على أوباما، واعتبرت في مقال لها بعنوان «أوباما في القاهرة ضربة للديمقراطية»، أنّ زيارة أوباما مصادقة على الدكتاتورية المصرية الوحشية، مشيرة إلى أنه طيلة ثلاثين عاماً راقب الشعب المصري الغاضب خلالها بقلق بالغ تحوّل بلاده، المرشد السابق للقومية العربية، إلى مراقبٍ تابع للسياسة الغربية، وأداةٍ لقمع الديمقراطية السياسية. وبحسب الصحيفة؛ فإنّ اختيار أوباما لمصر يُشكّل تبنياً ضمنياً ومصادقة على دكتاتورية النظام، ويُعيد إلى الأذهان ما يقوله العالم الإسلاميّ بأنّ الولايات المتحدة إنما تقدم مصالحها السياسية على الديمقراطية وحقوق الإنسان»(1). التصالح مع الإسلام لقد اتّسم خطاب أوباما بعبارات منمقة، وفصاحة لغوية وتعبيرية، واقتباسات من الكتب السماوية، ولاسيما من القرآن الكريم، في تناقض كلي مع خطاب الرئيس السابق جورج بوش الذي كان خاضعاً لمعايير المحافظين الجدد الأيديولوجية، والتبشيرية بتصدير الديمقراطية إلى المنطقة العربية بواسطة الغزو العسكري لتغييرها وفق المسار الأمريكي. وقال أوباما «جئت سعياً إلى بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم ترتكز على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل وعلى حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يقصي أحدهما الآخر ولا يحتاجان إلى التنافس». وأضاف أنهما «يتقاسمان المبادئ نفسها مبادئ العدالة والتقدم، التسامح والكرامة لكل البشر». وأكد أوباما أن «أمريكا ليست في حرب مع الإسلام ولن تكون كذلك أبداً»، مؤكداً في الوقت نفسه «لكننا سنواجه المتطرفين العنيفين الذين يشكلون خطراً على أمننا». وأضاف «نرفض الأمور نفسها التي يرفضها كل الناس من كل الديانات: قتل الأبرياء من رجال ونساء وأطفال». وأكد أن «حلقة الشكوك والخلافات ينبغي أن تنتهي»، ووعد بمكافحة «كل الأفكار المسبقة السلبية عن الإسلام، أينما برزت»، لافتاً إلى أن «المبدأ نفسه ينبغي أن ينطبق على نظرة المسلمين إلى أمريكا أيضاً». كما دعا في خطابه الموجه لـ 1,5 مليار مسلم إلى احترام الحريات الدينية، وقال إن «الحريات الدينية أساسية لكي يتمكن الناس من العيش معاً ويتعين علينا دوما بحث السبل لاحترامها». الرئيس أوباما ليس مفكراً، لكنه يمتلك رؤية ثقافية تتوخى إعادة تنظيم العالم على أُسس أكثر عدالة وتوازناً، والبدء بذلك في الشرق الأوسط. فقد قام بمراجعة نقدية لسياسة الولايات المتحدة حيال الإسلام ، من خلال رفضه للمفهوم المغلوط السائد والمقبول في أمريكا وأوروبا من أن الإسلام والغرب هما كيانان مختلفان مع تمتع كل منهما بقيم مختلفة عن الآخر بصورة عميقة. هذه الرؤية الثقافية للرئيس أوباما المتميزة عن العديد من الرؤساء الغربيين، هي التي جعلته ينتقد العلمانية الأيديولوجية الفرنسية (كما التركية) التي تحظّر على المرأة وضع الحجاب على رأسها. إنه بذلك، يعكس في داخله روح الثقافة الأمريكية التي تتبنى علمانية منفتحة ومختلفة عن العلمانية الفرنسية، وتؤمن أن الحرية الدينية تشكل مكوناً أساساً للديمقراطية السياسية. تجنب استخدام مصطلح «الإرهاب» في خطابه الأخير، حقق الرئيس أوباما تصالحاً مع الإسلام من خلال الرؤية التي قدمها عنه، أما التصالح مع المسلمين فتلك هي المشكلة الأصعب، لأن ذلك يتطلب منه تقديم مقاربة أخرى لموضوع الإرهاب، والمقاومة الفلسطينية من أجل التحرر. على الرغم من أن مصطلح «الإرهاب»يعتبر مكوناً أساساً في الخطاب السياسي والأيديولوجي الأمريكي، فإن الرئيس أوباما تجنّب طوال خطابه استخدام تعبير«الإرهاب» في نعت أي جماعة مسلحة في العالمين العربي والإسلامي، بل إنه حينما تحدث عن حركة «حماس» اعترف بأنها تنظيم «يحظى بالدعم من بعض الفلسطينيين» ولكن «يتعين على تنظيم حماس حتى يؤدي دوره في تلبية طموحات الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني أن يضع حداً للعنف وأن يعترف بالاتفاقات السابقة وأن يعترف بحق إسرائيل في البقاء». فالرئيس أوباما لم يستخدم طوال خطابه مصطلح «الإرهاب»، بل استخدم بدلاً منه مصطلحات أكاديمية مثل العنف والتطرف، في إشارة واضحة منه إلى أنه ليس من دعاة ما يسمى «الحرب على الإرهاب»، التي رسخت صورة سلبية في ذهنية المسلمين والعرب طيلة السنوات الثماني من رئاسة بوش على أن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل دولة غازية عسكرياً وثقافياً ومعادية للمسلمين وتطلعاتهم. بل إن خطابه عكس نظرية «السياسة الناعمة»، وهي النظرية التي يستخدمها معظم الرؤساء الديمقراطيين، في تمايزهم عن الرؤساء الجمهوريين، لكنه والحق يقال حمل في سيرورته رؤية جديدة تعتبر العرب والمسلمين متساوين في القيم الإنسانية، وتتشابه مصالحهم مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية. بكل تأكيد لم يكن مطلوباً أو منتظراً أن يشكّل خطاب أوباما خطة سياسية شاملة لحل أزمات الشرق الأوسط المعقدة، فهذا ما سيفقد هدف هذا الخطاب الثقافي ـ الفكري، المتمثل في تغيير نمط الحوار مع العالم الإسلامي. لكن يمكن للمتفحص في جوهر الخطاب أن يلمس الصلة الوثيقة بين الرؤية الثقافية للرئيس أوباما وبين الإستراتيجية السياسية التي ستتمخض عنها هذه الرؤية. العالم العربي وانتظار موقف أوباما من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي العالم العربي، أكثر من العالم الإسلامي هو الذي كان ينتظر خطاب الرئيس أوباما، ولاسيما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. في هذا الملف الشائك، بدأ الرئيس أوباما بالحديث عن إسرائيل، حيث أكد أن «الصلات القوية بين أمريكا وإسرائيل معروفة وهذه الصلات لا يمكن زعزعتها»، ثم تطرّق للمحرقة النازية التي حضرت وجداناً وسياسة، لكنه لم يتطرق لعمليات التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني طيلة واحد وستين عاماً، وليس آخرها محرقة غزة. وقال أوباما إن «الوضع بالنسبة للفلسطينيين غير مقبول» مشدداً على أن أمريكا لن تدير ظهرها للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني إلى دولة خاصة به».. وأكد أن «الولايات المتحدة لا تعتبر استمرار بناء المستوطنات (في الأراضي الفلسطينية) شرعياً». وتعهد بأن «يتابع شخصياً» الجهود من أجل تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين. لم يقل الرئيس أوباما في خطابه إن «القدس عاصمة للدولتين» في سياق تأكيده على حل الدولتين. وبهذا المعيار ما زال موقفه سياسياً دون موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي دعا بوضوح وعلى منبر الكنيست الإسرائيلي إلى جعل المدينة عاصمة للدولتين: إسرائيل وفلسطين. كما أن الرئيس أوباما الذي سعى إلى إقامة جسر مع العالم العربي والإسلامي، حدّد موقفاً بارزاً في خطابه، حين أعلن فيه أن «الولايات المتحدة الأمريكية لا تقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية»، أي رفض استمرار الاستيطان كلياً. الموقف من إيران لقد طرح الرئيس أوباما الموضوع الإيراني مباشرة بعد الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وحين تحدث عن الملف النووي الإيراني، دعا إلى «نزع التسلح النووي» لكل دول المنطقة، واضعاً بذلك إسرائيل في خانة واحدة مع سائر دول المنطقة، وعلى رأسها إيران. وأكد أوباما على حق إيران بامتلاك القدرة النووية للأغراض السلمية، لكنه أصرّ على ضرورة أن تعمل جميع الدول وفقاً لميثاق حظر نشر السلاح النووي. وهذه رسالة إلى إسرائيل حتى لو لم يسمّها بالإسم مباشرة. السؤال الذي يطرحه المحللون، هل يستطيع خطاب أوباما أن يغير سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إسرائيل، لجهة أن يفرض تسوية سياسية عليها كي تقبل بحل الدولتين، وبالتالي يكون بذلك في وضعية كمن يسبح ضد التيار، لجهة الالتزام بأهداف الإستراتيجية الأمريكية ووفق مصلحة الأمن القومي الأمريكي، ووفق مصلحة الأمن الإسرائيلي؟. لقد تميز خطاب أوباما برؤيته الجديدة التي تقوم على حل المشكلات المزمنة بواسطة الحوار والدبلوماسية والعودة إلى قواعد التعامل الدولي، أي القبول بالتسوية. وهذا هو جديدُه. فالرئيس أوباما يريد التسويات الآن لحزمة الأزمات المعقدة في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. في سؤال وُجِّه للرئيس أوباما عقب إلقاء خطابه، هل ثمة مهلة زمنية وضعت لإنجاز كل المشاكل التي تحدثت عنها وفي مقدمتها الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي؟ أجاب أوباما: هناك مشكلة عمرها 60 سنة هل تريدون أن أحلها في أشهر؟ وأضاف «من السابق لأوانه أن اذهب الآن إلى أبعد مما ذكرت في الخطاب الذي ألقيته قبل قليل.. إن إسرائيل تعرف والفلسطينيون يعرفون أن الحل في مصلحتهم جميعاً. نحن لن نفرض حلاً لأننا لسنا، وعلى الرغم من كل اهتمامنا، من صميم حميمية الموضوعات والعواطف المتأججة عند كل الأطراف. أما عن المهلة الزمنية “Time frame” لانجاز حل وخصوصاً على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فإنني لم أحدّد ولن أحدّدها. أنا لست مع التوقيت الاصطناعي. لدينا حس من تجاربنا السابقة أن الأمور في هذه المنطقة تتقدم ثم تتعقد فتتوقف. ومنذ مدة طويلة هناك حكي، ولكن ليس هناك عمل. أريد عملاً وإحساساً بالتقدم. اعتقد أن ذلك قد يكون ممكناً»(2). اختلاف في الأولويات بين أمريكا و إسرائيل عندما زار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واشنطن في 18 أيار الماضي تساءل المحللون في الولايات المتحدة الأمريكية هل أن الرئيس باراك أوباما الذي توضّحت الخطوط العريضة لدبلوماسيته في الشرق الأوسط ، عندما أعلن أمام البرلمان التركي أنه من المؤيدين «بشدة» لقيام دولتين: إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب بموجب خريطة الطريق في مؤتمر أنابوليس سيتمكن من فرض حل الدولتين على بنيامين نتنياهو، الذي يعطي أولوية أساسية لمواجهة التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني، واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، إضافة إلى استمراره في بناء المستوطنات في القدس و الضفة الغربية، ورفض الانسحاب من الجولان؟. في رأي المعلق في صحيفة «هآرتس» 12 أيار الماضي، يوئيل ماركوس: «أن على نتنياهو أن يدرك أن الخريطة السياسية الجديدة في الولايات المتحدة قد تغيرت، حيث كتب: «من المبكر أن نعرف إذ ا كان بنيامين نتنياهو تغير، لكن الكثير من المؤشرات تدل على أنه مازال متهوراً جداً. فهو يصرّح باستعداده للسلام مع سورية، ولكن لا يمضي وقت قصير حتى يعلن أنه لن ينسحب أبداً من الجولان. وأي غبي يعرف أن لا سلام مع سورية من دون الانسحاب من الجولان. والأخطر من ذلك أنه يقول هذا الكلام من دون معرفة موقف إدارة أوباما من سورية»(3). من الواضح جداً أن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط ، التي تركز على محورية الصراع في منطقة قوس الأزمات (باكستان و أفغانستان ) المصدر الرئيس للإرهاب الدولي من وجهة نظر واشنطن التي تعتبر أيضا أنه حان الوقت لإيجاد تسوية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والسوري-الإسرائيلي.وهذا ما يفسره المراقبون بالأداء الأمريكي الجديد لإدارة أوباما المتمثل بالحوار الأمريكي –السوري القائم منذ شهرين، حيث تستشرف الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الزيارة الثانية التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو لدمشق في 6 مايو الماضي، فرص معاودة المفاوضات بين سورية وإسرائيل. أما فيما يتعلق بالإستراتيجية الأمريكية الجديدة المتبعة من قبل إدارة الرئيس أوباما تجاه إيران، فهي تختلف عن إستراتيجية الرئيس السابق بوش الذي صنف إيران في بلدان «محور الشر». فالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في عهد إدارة الرئيس أوباما لم تعد تخضع لمعايير المحافظين الجدد الأيديولوجية، والتبشيرية بتصدير الديمقراطية إلى منطقة الشرق الأوسط بواسطة الحرب الشاملة، بل أنها تخضع لمعايير الواقعية البراغماتية. فإيران الدولة الإقليمية القوية تحتاج إلى شريك دولي، وهذا الشريك هو أمريكا بقيادة الرئيس أوباما، الذي اعترف لمرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا فرق من يقف على رأس السلطة المتشدد أحمدي نجاد، أو أي إصلاحي آخر تأتي به الانتخابات المقبلة. أما إسرائيل نتنياهو، فإن أجندتها الرئيسة، تدعو إلى مواجهة ما تسمية «الخطر النووي الإيراني »الذي يشكل أزمة وجودية للدولة الصهيونية. من هنا تكمن صعوبة اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما، جراء التناقض في الرؤى بين الطرفين. فبينما يصر نتنياهو على فرض أولوية المواجهة للتهديد الإيراني والتصدي لما تراه إسرائيل أنه مسعى إيراني للحصول على أسلحة نووية، أكثر أهمية من إعطاء أولوية للسلام مع الفلسطينيين، فضلاً عن رفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية لأنه حسب وجهة نظره، يمكن أن تتحول إلى «حماستان»، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة وترفض الاعتراف بإسرائيل. وأقصى ما يمكن أن يقدمه نتنياهو هو حكم ذاتي للفلسطينيين على مدى سنوات عدة يجري البحث بعدها فيما إذا كان يجب الدخول في عملية تفاوضية. في المقابل، يصر الرئيس الأمريكي أوباما على حل الدولتين، هذا ما قاله نائبه جو بايدن مؤخراً أمام مؤتمر منظمة «إيباك» في واشنطن بعد ساعات من خطاب لنتنياهو أمام المؤتمر عينه «إن على إسرائيل القبول بحل الدولتين طريقاً إلى السلام في المنطقة». يقول الكاتب والصحافي الإسرائيلي ألوف بن: «من أراد أن يفهم أوباما فإننا نوصيه بقراءة كتاب هنري كيسنجر «الدبلوماسية». إن كيسنجر كمقدر لمترنيخ وبيسمارك وستالين هو نبي الواقعية في السياسة الخارجية الأمريكية. والمنتقد الشديد لمدرسة «نشر القيم» وهي من ابتداع وودر و ويلسون، وجيمي كارتر وبوش الشاب. يسعى أوباما مثل كيسنجر إلى تقديم «المصلحة القومية» الأمريكية وإلى إقرار ميزان قوى دولي تكون فيه أمريكا الأولى بين متساوين. في نظر الواقعيين هذه هي السبيل المبرهن عليها لإحراز فترات طويلة من السلام والاستقرار. إن التوجه الواقعي هو مفتاح لقاء أوباما ونتنياهو. عرّف الرئيس سلم الأولويات في محادثاته مع رئيس الحكومة تعريفا صحيحا: إيران أولا والفلسطينيون في النهاية لكن مع صلة واضحة بينهما. أولاً منع حرب إسرائيلية – إيرانية قد تورط أمريكا أو تأجيلها؛ وبعد ذلك مسيرة سياسية تصوغ الائتلاف الإقليمي بقيادة أمريكا إزاء إيران. هذه حقاً كلاسيكية دبلوماسية القوة(4). الرئيس أوباما يرى أن إحراز تقدم في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يخدم قضية السلام في المنطقة، ويحسّن صورة الولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي، ويحتوي إيران، ويقنع الدول العربية المعتدلة المتخوفة من البرنامج النووي الإيراني، ومن دور إيران الإقليمي في المنطقة، بالانضمام إلى جبهة موحدة ضد إيران. انتقاد الاستيطان يعمق هوة الخلاف بين أمريكا وإسرائيل في زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن، سمع كلاماً من الرئيس الأمريكي باراك أوباما جوهره، أنه يتعين على إسرائيل «أن تتوقف عن توسيع المستوطنات». وفيما يتعلق بالمسار الفلسطيني، فإن أوباما يؤيد مسار أنابوليس وحل الدولتين، لكنه يعارض فكرة الحوار مع «حماس» قبل تبني الحركة شروط «اللجنة الرباعية». أما النقطة المفصلية فقد بدأت تظهر ملامحها بين أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية. فالأول الذي أدلى بتصريحات دعا خلالها إسرائيل لوقف «الاستيطان» وإخلاء المستعمرات ومنح تسهيلات للفلسطينيين، وأقر مؤخراً في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض «بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لن تجعل السلام أكثر سهولة مع الفلسطينيين»، مضيفاً: «ما نعرفه هو أن الوضع القائم لا يطاق»، محذراً نتنياهو من أن «الولايات المتحدة ستمارس ضغطاً لصالح قيام دولة فلسطينية أرادت الحكومة الإسرائيلية ذلك أم لم ترد». وقد ركز أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون على انتقاد أعمال الاستيطان الإسرائيلية والمطالبة بوقفها، وهي مطالب تؤشر لاحتمال مواجهة بين إدارة أوباما والحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامبن نتنياهو. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الالتفاف على موضوع وقف الاستيطان في القدس والضفة بحركة مناورة باتت مكشوفة، إذ يقول لإدارة أوباما أن إسرائيل تقوم بإزالة ما يسمى «المستوطنات العشوائية»، التي لا تلقى معارضة من شركائه في الائتلاف الحكومي، في حين يستمر في توسيع الكتل الاستيطانية الموجودة فعلاً تحت غطاء ما يسميه الإسرائيليون «النمو الطبيعي للمستوطنات». وترى الحكومة الإسرائيلية المتشددة أن الإدارة الأمريكية ستجد صعوبة في معارضة مثل هذه الخطوة. لقد تطرقت وزارة الخارجية الأمريكية لتصريحات نتنياهو في نهاية شهر أيار الماضي، والتي جاء فيها أن «القدس لن تقسم ثانية أبداً»، وأوضحت بأن مكانة القدس ستتقرر في إطار المفاوضات على التسوية الدائمة. وجاء في بيان وزارة الخارجية أن «إسرائيل والفلسطينيين اتفقوا على حل المسألة من خلال المفاوضات. ونحن سندعم مساعيهم للتوصل إلى اتفاق في كل مواضيع التسوية الدائمة». أما نتنياهو من جهته فأعلن في جلسة الحكومة بأنه لن يجمد البناء في المستوطنات تجميداً تاماً قائلاً: «ليس نزيهاً عدم توفير جواب للزيادة الطبيعية. أما القدس فليست مستوطنة وسنواصل البناء فيها». هل تتصادم إسرائيل مع السياسة الأمريكية؟ بداية لا بد من التأكيد أن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني تتسم بنوع من الفرادة، وفرادتها تكمن في أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أول دولة بادرت إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني في عام 1948، ومارست ضغوطاً دولية لتقبل تلك الدولة الصهيونية في عضوية الأمم المتحدة. وفي المنظور التاريخي، لم يكن إعلان قيام إسرائيل بوصفها تجسيداً مادياً للمشروع الصهيوني، سوى عملية استبدال العلاقة مع الدولة الاستعمارية الأم(بريطانيا) في الحالة الأولى، لتدخل في مرحلة جديدة من العلاقة التبعية مع المركز الإمبريالي الحديث ألا وهو الولايات المتحدة الأمريكية، ولاسيما أن هذه الأخيرة ظهرت بمظهر المدافع عن إسرائيل في المحافل الدولية، أكثر من غيرها من الدول الاستعمارية الأخرى، من أجل أن تكون إسرائيل قاعدة إستراتيجية متقدمة تقوم بدور وظيفي يخدم الأهداف والمصالح الإستراتيجية للإمبريالية الأمريكية. على الرغم من الانخراط الكلي لإسرائيل في الإستراتيجية الأمريكية، ومن توطد علاقة اليهود مع الرؤساء الأمريكيين الذين تعاقبوا على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الدور الذي يلعبه اللوبي الصهيوني «إيباك» في السياسة الخارجية الأمريكية، فإنه عندما تبرز تناقضات بين إسرائيل وأمريكا الشريكين في المشروع الصهيوني، سواء أكانت تكتيكية، أو ثانوية، بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أو إستراتيجية أو رئيسية بالنسبة لإسرائيل، فإنه لا إسرائيل، ولا اللوبي الصهيوني، يستطيعان طرح سياسة بديلة تتعارض مع الإستراتيجية الأمريكية، لأن الطرف المحدد والمهيمن في هذه العلاقة غير المتكافئة هي الولايات المتحدة الأمريكية. لكن لسائل أن يتساءل ما هي الدوافع التي جعلتنا نتطرق لهذا الموضوع الآن؟. بكل تأكيد، إنه الخلاف الذي برز بين الحكومة الأمريكية في عهد إدارة أوباما والحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، حول مفهوم«حل الدولتين ». والحقيقة الماثلة للعيان، أن الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة نتنياهو ليست مقتنعة بضرورة إنشاء دولة فلسطينية. فحوى ما أصبح يُعرف بـ«حل الدولتين» على الضفة العربية – الفلسطينية هو قبول النظام الرسمي العربي ومعه السلطة الفلسطينية، بالاكتفاء بما بين 20% إلى 22% من أرض فلسطين التاريخية هي الضفة الغربية على «خطها الأخضر» الذي نشأ بعد حرب 1948 وقطاع غزة وطبعاً القدس الشرقية التي تضم القدس القديمة. لكن الدارس لتاريخ العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، يلمس بوضوح أن هذا التناقض الأخير في الرؤية حول «حل الدولتين »الذي برز مؤخراً بين إدارة الرئيس أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو، ليس هو التناقض الأول. فقد عرفت العلاقات الأمريكية –الإسرائيلية محطتين كبيرتين استثنائيتين من حيث ظهور تناقض كبير ولكن تكتيكي في المواقف بين واشنطن وتل أبيب. المحطة الأولى عام 1956 العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أثار سخط إدارة إيزنهاور، التي وقفت موقف الرافض للعدوان في الأمم المتحدة اعتقاداً منها أن في ذلك رد فعل طبيعي إزاء فرنسا وبريطانيا اللتين اتخذتا قرار العدوان دون استشارة واشنطن ودعت رعاياها إلى مغادرة مصر سريعاً، وأصدر الرئيس الأمريكي (أيزنهاور) بياناً يقول فيه: «إن بلاده لا تقرّ العدوان بل وتراه خطأً فادحاً»، ذلك رداً على سلوك بن غوريون الرامي إلى فرض إسرائيل على واشنطن، وكيلاً وحيداً في الشرق الأوسط، وإلى الحؤول دون انضمام الدول العربية إلى الأحلاف الغربية في الخمسينيات. وهذا ما جعل الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت تفرض على إسرائيل الانصياع لقرار مجلس الأمن القاضي بسحب قواتها من صحراء سيناء وقطاع غزة، لأن في ذلك مصلحة إستراتيجية أمريكية، حيث كانت الإمبريالية الأمريكية تريد فعلياً أن ترث تركة القوتين الاستعماريتين الأوروبيتين، ناهيك عن صراع الوجود الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ممثلة للعالم الغربي وبين الاتحاد السوفيتي ممثلا للعالم الشرقي. المحطة الثانية عام 1991 عقب حرب الخليج الثانية، دعا الرئيس بوش الأب إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، في مدريد خريف عام 1991. ففي ذلك العام، مارس جورج بوش الأب بصفته رئيساً للولايات المتحدة، ضغوطاً شديدة على إسحق شامير كي ينضم إلى مؤتمر السلام في مدريد. ثم انهارت العلاقات إلى الحضيض عندما قال جيمس بايكر جملته الشهيرة عن داعمي إسرائيل في أوساط اليهود الأمريكيين: «تباً لليهود، حتى إنهم لا يصوّتون لنا». عندما قررت الولايات المتحدة – عبر إدارة الرئيس بوش الأب – ما اسماه في مذكراته المشرف الفعلي على تلك العملية السياسية يومها وزير خارجيته جيمس بايكر «خلق المفاوض الفلسطيني». كانت العملية تقضي عبر صدام سياسي معلن بين بوش الأب واسحق شامير كرئيس لوزراء إسرائيل تأمين موافقة إسرائيل على وفد أردني فلسطيني مشترك إلى مؤتمر مدريد، يوافق الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على أسماء الجانب الفلسطيني فيه. عارض شامير بداية، ثم كبرت معارضته عندما تحولت الخطة الأمريكية إلى مرحلتها الثانية وهي استقلال الوفد الفلسطيني عن الوفد الأردني إلى أن رضخت الحكومة الإسرائيلية وقبلت بمفاوضات ثنائية إسرائيلية – فلسطينية في إطار صيغة مؤتمر مدريد. كانت اجتماعات أوسلو السرية الوجه الآخر الذي بلور مضمون التسوية، فيما كانت اللقاءات الثنائية المعلنة في واشنطن تبلور الوجه الشكلي (وهو جوهري) لاستقلالية الوفد الفلسطيني اي لـ«خلق المفاوض الفلسطيني».(5). لقد منع بوش وبيكر تحويل ضمانات إلى إسرائيل، بقيمة عشرة مليارات دولار، تهدف إلى استيعاب الهجرة من روسيا ومن رابطة الدول المستقلة، لأن حكومة شامير رفضت وقف الاستيطان. ولم تمنح إدارة بوش الضمانات إلا بعد أن اعتلت سدة السلطة حكومة حزب العمل برئاسة إسحاق رابين. اليوم في عام 2009، تحول «حل الدولتين» إلى شرارة للخلاف بين نتنياهو وأوباما، جرّاء الهوة العميقة التي تفصل بين النظرتين الأمريكية والإسرائيلية إلى التسوية مع الفلسطينيين واستطراداً مع سوريا، هوة جدية عندما تتبنى تماما إدارة الرئيس باراك أوباما لـ«حل الدولتين»المسلّم به فلسطينياً وعربياً وأوروبياً وعالمياً (والذي أهمله طويلاً جورج بوش الابن على الرغم من تأييده فكرة إنشاء «دولة فلسطينية» منذ عام 2002، وترفض حكومة بنيامين نتنياهو – أفيغدور ليبرمان هذا الحل بوضوح وبصلافة (ومعه حتى الآن الانسحاب من الجولان) حتى لو أن هيلاري كلينتون وجورج ميتشل وصفا الحل بأنه «مصلحة قومية أمريكية». هل سيتمكن الرئيس الأمريكي من فرض شروطه على إسرائيل للمضي قدماً في عملية التفاوض وفقاً لتسوية أمريكية تفضي في النهاية إلى اتفاق نهائي مدعوم من المجتمع الدولي للوصول إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، تجنباً لانتفاضة فلسطينية ثالثة؟. الرئيس الأمريكي يريد أن يتقدم على جبهة الصراع العربي ـ الصهيوني، ولاسيما الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي منه، إيماناً منه أن لا أزلية لأي صراع مهما كانت تعقيداته. وقد أوضح الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذه المسألة لبنيامين نتنياهو في لقائه الأخير معه، وفتح بهذه المناسبة مشهداً من رؤيته للتسوية في الشرق الأوسط لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، التي أطلقها أوباما في خطابه إلى العالمين العربي والإسلامي في القاهرة في الرابع من حزيران الماضي. الإدارة الأمريكية الجديدة المنكبّة على معالجة ملفات الشرق الأوسط المعقدة، تريد أن تضطلع بدور الوسيط ـ الحكم، في قطيعة مع سياسة إدارة الرئيس بوش السابقة، التي كانت منحازة بشكل مطلق لحليفها الإسرائيلي. غير أن إدارة أوباما الحذرة من جراء التضاريس الوعرة لأزمات الشرق الأوسط، تأخذ على عاتقها مهمة خلق انتظارات حقيقية لدى الشعب الفلسطيني، من خلال الرؤية الجديدة التي ستطرحها. على الرغم من أن الرئيس أوباما لم يطرح مبادرة سياسية في القاهرة، فإنه يستشف من خطابه أن رؤيته فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية تمزج بين بنود «خريطة الطريق»، ومبادرة السلام العربية، ورؤية الرئيس بوش لحل الدولتين لشعبين.وهي رؤية تحرص في الوقت عينه على ضمان أمن إسرائيل، وذلك من خلال الحيلولة دون أن يكون للدولة الفلسطينية جيش مستقل، إضافة إلى منعها من إقامة أحلاف عسكرية مع دول أخرى. الملف الفلسطيني تحول إلى ماكينة جهنمية من الإخفاقات والإحباطات منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، مروراً بالوعود حول إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، التي أعلنتها «خريطة الطريق» (مبادرة الرباعية سنة 2005)، ومؤتمر أنابوليس في نهاية سنة 2007، التي لم تجد ترجمتها على أرض الواقع، جراء عدم رغبة الإدارات الأمريكية السابقة في الضغط على إسرائيل من أجل إيجاد تسوية عادلة. اللقاء بين نتنياهو وأوباما، وخطاب أوباما كشفا عن عمق الخلافات بين الرؤية الأمريكية والرؤية الإسرائيلية، لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، الذي فقدت مشاريع تسويته السابقة كل مصداقية، جراء تعاظم واستمرار سياسة الاستيطان الجارية على قدم وساق بمعدل 12000 مستوطن سنوياً، وهيمنة أيديولوجية نتنياهو ـ ليبرمان التي تفضح عقلية المجتمع السياسي الإسرائيلي العنصرية، والقائمة على مبدأ التنظيف العرقي لإسرائيل من المواطنين العرب، إضافة إلى رفض إسرائيل الربط بين التقدم في المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، والتقدم في معالجة السلاح النووي الإيراني. لقد نجحت إدارة أوباما حتى الآن، في اختبار العلاقات العامة في المنطقة العربية. فالرئيس الأمريكي أوباما بوصفه سياسياً براغماتياً ينسجم كلياً مع العقلية الأمريكية لاسيما حين «وقع العالم أجمع تقريباً في حبه»، امتلك الشجاعة الأدبية والسياسية لاتخاذ بعض القرارات السياسية الصعبة من بينها معارضته لحرب العراق منذ 2002، ودعوته للحوار مع دول مثل إيران وسوريا، من دون أن يعني ذلك تغييراً جوهريا من التزام إدارته بأمن إسرائيل وتقدمها ورفاهيتها. بيد أنه يريد أن يغير الصورة التي تبدو فيها الولايات المتحدة وكأنها تلهث وراء إسرائيل. كما أن الرئيس أوباما يتميز عن الرئيس السابق بوش، كونه يمتلك «هامشاً مهماً» من الشعبية ليس على صعيد أمريكا فحسب، بل على صعيد عالمي، ومن المواصفات الشخصية والسياسية، إضافة إلى أن أسلوبه في التعاطي مع قضايا الصراع العربي- الصهيوني قريب جداً من أسلوب بيل كلينتون.. إذا كانت إدارة أوباما تريد إحياء الأمل بحل الدولتين، فإن ذلك يقتضي منها إحداث تغيير جذري في السياسة الأمريكية الخاصة بالقضية الفلسطينية، لجهة فرض تسوية حقيقية في منطقة الشرق الأوسط، حتى لو أدى الأمر إلى الاصطدام باللوبي الإسرائيلي في الكونغرس. وتسعى إدارة الرئيس أوباما، إلى استعادة الشرعية السياسية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط. هذه الشرعية التي تآكلت جداً بسبب الحرب ضد العراق وأفغانستان، وبسبب الانحياز المطلق لإسرائيل. فتحت غطاء الحروب ضد الإرهاب، التي ما زالت مستمرة، وبسبب ميلها لتأييد مواقف إسرائيل بشكل مطلق، خسرت الولايات المتحدة مكانتها كوسيط نزيه وكمن يقدر ويريد أن يفحص بصورة متساوية حاجات إسرائيل وحاجات الفلسطينيين والعرب بشكل عام. إسرائيل ينبغي لها أن تشجع على ترميم مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتطلع إلى تعزيز تأثيرها في هذا الجزء من العالم. فالولايات المتحدة التي تستطيع أن تُحرك بقوة عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن تخلق قاسماً مشتركاً من المصالح بينها وبين الأنظمة العربية التي تحارب الإرهاب المحلي، وستُقيم تحالفاً إقليميا وتعمل لصد التهديدات الإستراتيجية مثل التهديد الإيراني، هي الولايات المتحدة التي سيكون جدول أعمالها الجديد المناسب لإسرائيل وكذا للدول العربية والإسلامية. هذه ليست رؤية يتعين على إسرائيل الخضوع لها تحت الضغط والخشية على علاقاتها بواشنطن، بل هي رؤية يتعين عليها تبنيها باعتبارها بشارة تحمل الأمل. فالصداقة الأمريكية ـ العربية والإسلامية من شأنها أن تتبين كذخر استراتيجي بالتحديد. التوقع من واشنطن الآن هو أن المطلوب بعد خطاب أوباما في القاهرة ولقائه مع الملك السعودي عبد الله، مطلوب عرض خطة سياسية قابلة للحياة، تفتح المرحلة العملية للرؤية الأمريكية(6). إسرائيل التي لعبت دوراً وظيفياً في إطار الصراع بين الشرق والغرب زمن الحرب الباردة، حيث كانت الإمبراطورية السوفييتية تخوض صراعاً تنافسياً مع الإمبراطورية الأمريكية على مستوى كوني، ليس بمقدورها أن تلعب الدور عينه الآن، بعد انهيار نظام القطبية الثنائية، وبروز النظام الأحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. فعندما ينتفي المبرر الرئيس للعب هذا الدور الوظيفي، يصبح بإمكان حكومة الولايات المتحدة الأمريكية – أياً تكن – قدرتها أن تجبر الحكومة الإسرائيلية الحالية على تغيير وجهتها الرافضة فعلاً لحل نهائي مع الفلسطينيين، وهذه قدرة أظهرتها الولايات المتحدة الأمريكية في عدة محطات من تاريخ العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية. لا شك أن إدارة الرئيس أوباما ستضغط على حكومة نتنياهو في المرحلة الراهنة بعدم اتخاذ قرار بضرب إيران بشكل منفرد. فهذه مسألة من المستحيل تصور قدرة إسرائيل على بتها منفردة. ولكن حجم التحول اليميني في المجتمع الإسرائيلي وداخل النخبة الإسرائيلية نفسها التي تبدو الآن قواها الحيوية منقسمة داخل إطار اليمين وليس بين يمين ويسار، هذا التحول يجعل المهمة صعبة جداً على أوباما لإقناع إسرائيل بقبول حل الدولتين ، و بالترابط بين الدولة الفلسطينية و حل الأزمة النووية الإيرانية. يقول الكاتب ريتشارد سيلفرشتاين في صحيفة «الغارديان»: «يعرف الإسرائيليون بالتأكيد أن إدارة أوباما لن تخوض أبداً حرباً ضد إيران. وفي الواقع، يعرفون أن أوباما لن يوافق على شن إسرائيل مثل هذه الحرب. لكن من خلال الأبحاث التي أجريتها والأحاديث التي تبادلتها مع مصادر موثوقة، بات لدي اقتناع بأن إسرائيل جاهزة لمهاجمة إيران في وقت ما في المستقبل القريب، حتى خلافاً للرغبات الأمريكية.لا شك في أن هذا سيضع أوباما في موقف يتعذّر الدفاع عنه: هل تهاجم القوات الأمريكية الإسرائيليين (فتكون بذلك وكأنها تدافع عن الإيرانيين) وتجازف بمواجهة التداعيات التي يمكن أن تترتب على العلاقات بين الإدارة الديمقراطية واليهود الأمريكيين؟ أم هل يسمح أوباما للإسرائيليين بأن يسيروا في اتجاه تحقيق أهدافهم ويقصفوا إيران، فيقبل بذلك إراقة الدماء والفوضى اللتين ستقعان لا محالة؟ إذا كانت إسرائيل تريد النتيجة الأخيرة، ينبغي عليها أن ترسي الأسس هنا في الولايات المتحدة للحصول على موافقة الشعب الأمريكي الضمنية على هجوم يشنّه طرف ثالث على إيران»(7). إسرائيل تخوض الآن معركتها أصلاً في واشنطن سواء بين الإدارة الأمريكية بزعامة أوباما واللوبي الإسرائيلي «إيباك» أو داخل «الإيباك» نفسه الذي تشكلت أكثريته المسيطرة في العقود الثلاثة المنصرمة من مؤيدي اليمين الليكودي أو بين تجمعات يهودية أخرى ليبرالية ومع «حل الدولتين» وضد «الإيباك»… الهوامش: (1)- مقتطفات مقتبسة من مقال محمد حلمي عبد الوهاب،«حول زيارة أوباما لمصر»المنشور في صحيفة المستقبل – السبت 6 حزيران 2009 . (2)- تقرير لسركيس نعوم من القاهرة: أوباما: هناك مشكلة عمرها 60 سنة هل تريدون أن أحلها في أشهر؟ صحيفة النهار اللبنانية ،6/6/2009. (3)- صحيفة هآرتس، 12آيار 2009 (4)- ألوف بن، أوباما الواقعي في مصر، نص إسرائيلي نشرته صحيفة النهار بتاريخ (28/5/2009)، نقلاً عن صحيفة، “هآرتس” ترجمة “المصدر” – رام الله (5) جهاد الزين- 1956، 1991، 2009المحطات الخلافية الكبرى في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، صحيفة النهار اللبنانية، تاريخ 28/5/2009 (6)- ( افتتاحية”هآرتس” 28/5/ 2009) (7)- ريتشارد سيلفرشتاين، اللوبي الإسرائيلي: تحضيرات ضد «السياسة الإيرانية» لإدارة أوباما،”الغارديان” ترجمة نسرين ناضر صحيفة النهار 28/5/2009مدوّن يهودي على موقع Tikun Olam المتخصص في الكتابات عن تسوية الصراع العربي-الإسرائيلي.
(المصدر:مجلة الوحدة الإسلامية ،السنة الثامنة ـ العدد الواحد والتسعون ـ رجب ـ شعبان ـ 1430 هـ ـ (تموز) (يوليو) 2009 م)
قضية اغتيال مروة الشربيني في الصحف المصرية
القاهرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسنين كروم: .. ونشرت الصحف مقالات عن جنازة مروة الشربيني في الاسكندرية وقيام السفير الالماني في القاهرة وقنصل المانيا في المدينة والمحافظ بزيارة اسرة الشهيدة وتقديم العزاء لها… … وإلى بعض ردود الأفعال على اغتيال السيدة المصرية مروة الشربيني في المانيا على يد متعصب الماني من أصل روسي في ساحة محكمة دريسدن، والاستياء الواسع من عدم اهتمام الإعلام الألماني والأوروبي بالحادث، مما اعتبره الكثيرون هنا دليلا على ان هذه البلاد، خاصة المانيا وفرنسا تروجان للتعصب ضد المسلمين. فقال زميلنا وصديقنا محمد فودة في ‘المساء’ يوم الثلاثاء 7 يوليو: ‘لو أن امرأة يهودية إسرائيلية تعرضت للقتل على يد إرهابي ألماني مثلما حدث مع مروة الشربيني المصرية المسلمة لأقامت إسرائيل مناحة كبرى هزت بها ليس ألمانيا وحدها بل أوروبا والعالم بأسره! كانت إسرائيل ستتهم ألمانيا بالعداء للسامية، وتعيد للأذهان عقدة المحرقة التي أقامها الزعيم الألماني النازي هتلر لليهود في الحرب العالمية الثانية والمسماة بـ’الهولوكست’ حيث ادعى اليهود أنهم فقدوا في هذه المحرقة الملايين منهم! ولا شك أن فرائص الألمان كانت سترتعد خوفا وهلعا من آثار هذا الحادث وتسارع المستشارة الألمانية ‘ميركل’ بالاعتذار لإسرائيل وكل يهودي في العالم علناً، وتصدر ألمانيا بيانا رسميا بهذا الاعتذار ويبدي كل مسؤول ألماني الندم على هذه الفعلة الشنعاء التي وقعت في حق اليهود. الشيء الذي يثير الدهشة حتى الآن هو الموقف ‘الناعم’ لوزارة الخارجية المصرية، لم نشعر بموقف صلب ولا بأي إجراء قوي يشد الانتباه وصمتت أيضا وزارة العدل المصرية والمجلس الأعلى للقضاء باعتبار أن مجرما متعصبا ومتطرفا انتهك حرمة دار العدالة وطعن سيدة مصرية أمام القاضي. أتخيل لو أن السفير محمد العرابي كان ما زال في منصبه بالمانيا ووقع هذا الحادث لكان هناك رد فعل قوي تهتز له ألمانيا فمثل هذا السفير الهمام لا يتكرر كثيرا’. طبعا، طبعا، وقد أكمل هذا الهجوم في نفس اليوم الثلاثاء زميلنا مجدي سالم رئيس تحرير ‘عقيدتي’، التي تصدر عن نفس المؤسسة التي تصدر عنها ‘المساء’ و’الجمهورية’ و’حريتي’: ‘علينا أن ندرك ونفهم أن ما حدث في المانيا ليس إلا شرارة صغيرة خرجت الى السطح الذي يعلو بركانا هائلا من الحقد والكراهية والغل والعنصرية، وعلينا ان نستعد من الآن لمواجهته. هذه الشرارة لم تختلف أبدا عن غيرها مثل التي حدثت من قبل في فرنسا وهولندا وما يتعرض له العرب والمسلمون في مختلف المدن الأوروبية وخاصة تلك التي أعلنت تحالفا ضد الإسلام والمسلمين. ابحثوا وراء سياسات المانيا تحت قيادة ميركل وحزبها وابحثوا وراء سياسات ساركوزي في فرنسا ونفس الشيء في هولندا والدنمارك وإيطاليا وباقي الدول الغربية وبعد ذلك لا تتساءلوا عن اسباب كثرة شرارات التعصب والغل والحقد، لا تتساءلوا عن أسباب فشل محاولات الحوار الذي يهدف الى التعايش بين البشر حتى لو كانوا مختلفين في العرق أو اللون أو الدين، لا تتساءلوا عن كل هذا لأن الإجابات سوف تكون واضحة للجميع’. ونظل قليلا في ‘عقيدتي’ لنقرأ لزميلنا بسيوني الحلواني قوله عن هكذا جريمة بشعة: ‘لا ينبغي أن يتعامل العرب والمسلمون مع هذه الجريمة على أنها حالة فردية أو سلوك شاذ من مواطن ألماني متعصب، بل علينا أن نتعامل مع هذه الجريمة بما تستحق من اهتمام وأن نأخذ منها منطلقا للدفاع عن حقوق المسلمين الضائعة في هذه المجتمعات التي تدعي الحضارة والتقدم وتتشدق كل يوم بالدفاع عن حقوق الإنسان بصرف النظر عن عقيدته أو جنسيته. مظاهرات العرب والمسلمين وأبناء الجالية المصرية في ألمانيا لا تكفي، بل لا بد من تحرك مصري رسمي وشعبي للمطالبة بحق هذه الشهيدة وحقوق هذه الأسرة التي ضاعت على يد متطرف ألماني. المصريون تربطهم علاقات مودة مع الشعب الألماني وهم في بلادنا يلقون كل ترحيب وحفاوة منا ولم يعتد مصري على ألمانية لأنها تكشف عن عوراتها أو مفاتنها بل نحترم ثقافتهم وقناعاتهم الشخصية ونوفر لهم الأمان في بلادنا وكل ما ننتظره منهم هو المعاملة بالمثل. التسامح مع هذا العنصري الألماني البغيض سيضاعف من موجات العنف ضد المسلمين والمسلمات في كل الدول الأوروبية خاصة في ظل مواقف وتصريحات عنصرية مرفوضة من بعض السياسيين والمسؤولين الأوروبيين، علينا أن نرفض تصريحات الرئيس الفرنسي ساركوزي ضد الحجاب والتي لاقت ترحيبا وتأييدا من المستشارة الألمانية ‘ميركل’ لأن هذه التصريحات والمواقف العنصرية هي التي تغذي التطرف والإرهاب ضد المسلمات في الغرب’. كما شارك في الحملة زميلنا محمد حسن الألفي رئيس تحرير ‘الوطني’ الناطقة بلسان الحزب الوطني الحاكم والتي تصدر كل ثلاثاء، بقوله: ‘لو كان القاتل مصريا والمواطنة ألمانية أو إسرائيلية أو أمريكية، لانعقد مجلس الأمن ولأصدر قرارا بالحرب وبالحصار وبالتنديد وبوصم المصريين بالإرهاب. جريمة مروة الشربيني انها محترمة مرتدية الحجاب، ولا يجوز بحال فصل هذا التفكير الانغلاقي العقائدي لذلك الإرهابي الألماني عن مجمل التصريحات العدائية للحجاب وللنقاب في البلدان الأوروبية، وبالذات التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي ساركوزي، التي وصف فيها المرأة وراء النقاب بأنه استعباد. حدث ذلك رغم ان البيت الأبيض الجديد برئاسة باراك أوباما يستعين بسيدة مصرية محجبة هي داليا مجاهد، ورغم ان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون استخدمت مسلمة من كشمير لشؤون شرق آسيا تستشيرها وترجع إليها وتستفسر منها. لماذا العداء للمسلمين الآن في أوروبا الحرة؟’. أما آخر مشاركين في هذه القضية، فهو جحا الذي توقع الأحرار باسمه على بروازها في الصفحة الأولى وقوله أمس: ‘قلبي مع أسرة الشهيدة مروة، غير أن التعبير عن الغضب لا يجب أن يتعدى الوقوف ضد الإرهاب، ويجب التفريق بين الشعب الألماني العظيم وواحد ينتمي الى تنظيم القاعدة المسيحي’. طبعا، فالتطرف لا دين له، ولهذا سنصل الى المشارك الثاني وهو زميلنا الرسام بجريدة ‘روزاليوسف’ شريف عرفه وكان رسمه عن متطرفين احدهما يسأل الثاني: ‘لو شفت واحد مش مؤمن، المفروض اقتله باليمين ولا الشمال؟’. (المصدر: صحيفة “القدس العربي”، (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جويلية 2009)
ذكرى استشهاد مروة.. يوم عالمي للحجاب
القاهرة/ باريس- على خطى سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام، حظيت مروة الشربيني المصرية المقيمة بألمانيا بلقب “شهيدة الحجاب” الأولى بأوروبا، إثر مقتلها على يد ألماني على خلفية ارتدائها الحجاب وتمسكها به، ما حدا بجمهور إسلام أون لاين.نت لاقتراح الأول من يوليو الذي يواكب ذكرى “استشهاد” مروة، يوما عالميا للحجاب، الأمر الذي قوبل بتأييد واسع من قبل جهات وشخصيات إسلامية أوروبية وعربية. الدعوة أطلقتها قارئة أسمت نفسها “أمينة”، وقالت في تعليق على أحد التقارير الخاصة بالحادث “فليكن يوم استشهادها (مروة) يوما عالميا للحجاب.. ولتخرج المسلمات فيه في كل عام ليعلن تمسكهن بحجابهن وبإسلامهن”. وفي استجابة سريعة لهذه الدعوة رحب التجمع العالمي لنصرة الحجاب ومقره بريطانيا بتغيير اليوم العالمي للحجاب الذي أط لق عام 2004 لمواجهة التشريعات الفرنسية التي حظرت ارتداء الحجاب بالمدارس، وحدد له السبت الأول من شهر سبتمبر في كل عام، لتصبح ذكرى “استشهاد” مروة هي اليوم العالمي للحجاب. شاهد: وقالت عبير فرعون رئيسة التجمع في تصريحات خاصة لـ”إسلام أون لاين.نت”: “أحكي وقلبي يتقطر دما، فهي ليست شهيدة الحجاب فقط، بل شهيدة الإسلاموفوبيا التي نعانيها في أوروبا، وتجاوز الأمر مع أختنا مروة حتى وصل للتضحية بحياتها ثمنا لتمسكها بحجابها، وهذا بالطبع قد أصبح الشأن الأهم والحدث الأبرز الذي يستوجب أن يؤرخ به اليوم العالمي للحجاب، ولذا نؤيد الاقتراح بقوة، ونعد حاليا لبعض الفعاليات الأخرى ردا على ما جرى”. وأسلمت الزوجة (32 عاما) الروح بعد أن طعنها مواطن ألماني بـ18 طعنة في قاعة محكمة “لاندس كريتش” في دريسدن، أمام طفلها البالغ من العمر 4 سنوات، كما أصيب زوج مروة التي كانت حاملا في الش هر الثالث بعدة طعنات خلال محاولته إنقاذها وبطلق ناري من قوات الشرطة التي حاولت التدخل، ولكنها أصابته “بطريق الخطأ”، بحسب رواية الشرطة. وأكد شهود عيان أن الشرطة ظنت بسبب الملامح العربية لزوج مروة أنه الذي يطلق النار، على خلفية الصورة السلبية النمطية عن العرب والمسلمين في الغرب منذ أحداث سبتمبر 2001. وقام الألماني أليكس (28 عاما) بالاعتداء على مروة بعد أن قضت المحكمة لصالحها في القضية التي رفعتها ضده على خلفية مشادة بينهما وقعت منذ عام تقريبا بحديقة أطفال سبها ألكس خلالها واتهمها بأنها “إرهابية” ونزع الحجاب عن رأسها. أولى شهداء الحجاب سامي دباح الناطق الرسمي باسم الائتلاف ضد الإسلامفوبيا بفرنسا أعرب عن تأييده للفكرة قائلا لـ”إسلام أون لاين.نت”: “كنا نتوقع أول شهيدة حجاب بأوروبا.. وها هي جاءتنا من ألمانيا.. وما حدث لمروة هو أمر في غاية الخطورة، يجب ألا نسكت عليه، ولذا فإننا نساند كل ما يرمي إلى تخليد ذكرى هذه الشهيدة ومن ضمنها جعل يوم 1 يوليو من كل عام يوما عالميا للحجاب”. وأضاف “منذ ثلاث سنوات حذرنا خلال مؤتمر لمناهضة العنصرية عقد بالعاصمة البولونية فرسوفيا من تنامي حوادث الاعتداء على المحجبات بأوروبا، وقلنا إننا بانتظار أول قتيلة حجاب، وبالفعل فإن هذا التوقع لم يكن مبالغا فيه، ما يؤكد أننا عندما نقول للرأي العام الأوروبي إن المسلمات المحجبات أصبحن خائفات في الشوارع فنحن لا نبالغ، فالوقائع اليوم تؤكد مشروعية هذا الخوف”. واتفقت مع سابقيها رواء العابد مسئولة القسم النسائي باتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا، قائلة: “نؤيد تماما جعل ذكرى استشهاد مروة يوما عالميا للحجاب، وإن كنا لا نتوقع أن يأتي هذا بمردود في كل الدول الأوروبية، ومن جانبنا ندعو كل المعنيين بألا يقتصر الأمر على هذا اليوم العالمي، وإنما تستمر الدعوات القضائية والفعاليات التوعوية بحقوق المسلمات في أوروبا، وفي مقدمتها ارتداء الحجاب”. رسائل للغرب الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر رحبت بالفكرة مؤكدة بدورها أنها “رد عملي على العداء غير المبرر للحجاب”، وأضافت “أنها فرصة أن نتخذ من هذه الجريمة صورة حية نوضح فيها عظمة هذا الدين الذي دفعت ثمنه هذه السيدة، ونجعله يوما نذكر به كل الغرب بالظلم الواقع على المسلمات لكونهن يحتفظن بحجابهن”. وأشارت إلى ضرورة أن تكون هذه الحادثة “منطلقا لإطلاق رسائل إسلامية للغرب، أولاها توضيح إيمان الإسلام بالتعددية بنص كتابه الكريم الذي جاء فيه قوله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”. أما الرسالة الثانية –بحسب د.آمنة- “فلابد أن نوضح للغرب أن الاحتشام للمرأة حق أودعه الله لجميع البشر، وأن العقائد السماوية الأخرى تحترم ا لاحتشام، بدليل أنه إلى الآن لا زالت المرأة في العقيدة الأرثوذكسية تدخل الكنيسة وهي تغطي شعرها وترتدي زيا محتشما، وعليه فالإسلام ليس نشازا في هذا الإطار”. ورأت د.آمنة أن الرسالة الثالثة مطلوبة من مسلمي الغرب “أريد من المسلمات والمسلمين في أوروبا أن يكونوا إسلاما يمشي على الأرض؛ لأنهم سفراء لهذا الدين بتلك البلاد”. الدكتور محمد فؤاد البرازي رئيس الرابطة الإسلامية بالدنمارك اعتبر أن فكرة اليوم العالمي للحجاب “شيء طيب لأنه سيذكر الغربيين جميعا أن من حق المرأة المسلمة أن تخرج بالزي الذي تريد، كما تخرج المرأة غير المسلمة في بلاد الإسلام بالأزياء التي تريدها”، مشددا على أن “من يطالبون بحقوق المرأة في الغرب عليهم ألا يمتهنوا المرأة المسلمة بنزع حقها في الحجاب”. وأعرب د.البرازي عن تعجبه من “تلك الحملة الشرسة على قطعة قماش تضعها المرأة المسلمة على رأسها” قائلا: “إن هذا أمر مؤسف، وهو إن دل على شيء فإنما يدل ع لى ضيق الصدر وعدم التسامح من قبل بعض الغربيين”. من جانبه قال د.محمد علي الزغول عميد كلية الشريعة بجامعة مؤتة بالأردن: “أؤيد جعل هذا اليوم يوما عالميا للحجاب، وأعتقد أنه سيكون آلية للحديث مع الغرب لرفع الظلم عن المحجبات، ولنذكرهم بأن القتل حدث بسبب خطيئة الغرب تجاه المسلمين”. تأييد القراء وكانت إحدى قارئات إسلام أون لاين وتدعى أمينة قد قالت في تعليق على إحدى التقارير التي تناول حادثة استشهاد مروة: “أدعو إسلام أون لاين إلى تبني حملة كبيرة لجعل يوم 1-7- 2009 وهو يوم استشهاد الشهيدة مروة يوما عالميا للحجاب، ولتخرج فيه المسلمات في كل العالم ليعلن على الملأ تمسكهن بحجابهن، وليرفعن صور أول شهيدة للحجاب في عصرنا الحديث”. وأردفت: “وفي هذا أبلغ رد على أعداء الإسلام العنصريين في أوروبا، وأيضا أفصح رد على من قمن بتمزيق الحجاب في مظاهرات نسائية أوروبية في عيد المرأة العالمي في مارس الماضي، يجب أن يكون لنا جميعا موقف، وإلا نلنا مزيدا من الاحتقار والاضطهاد”. وفور نشر التعليق توالت تعليقات باقي القراء تعرب عن تأييدها القوي للمقترح ومن بينها تعليق من يدعى “آدم” الذي قال: “أؤيد بعزم وقوة فكرة فيها من العقل والحكمة خير من ألف كلمة من قلب”. وأكد قارئ آخر وقع تعليقه باسم “محمد”: “أؤيد ما قيل بخصوص يوم الحجاب العالمي، وأرجو أن ننشر هذا الموضوع في جميع المنتديات حتى يعلم الشاهد الغائب، وندعو لها بالرحمة، ولا تكون مجرد ثورة عارمة نهدأ بعدها كما في كل مرة تمر فيها الأمة بمصيبة”. على الجانب الآخر عارض الدكتور صهيب حسن عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث جعل يوم “استشهاد” مروة يوما عالميا للحجاب، قائلا: “لا أرى داعيا لذلك، فقد تستفز هذه الخطوة الناس الذين لا يريدون الحجاب في الغرب، ومن الأفضل أن نبحث عن بدائل، وأفضل بديل في رأيي أن تتناول خطب الأئمة هذا الحادث”. (شارك في التغطية: هادي يحمد – هبة زكريا- صبحي مجاهد) (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 9 جويلية 2009)
زعم انه لن يستطيع اكمال ولايته وان وفاة حفيده اضعفته كثيرا واقنعته بالتنحي تقرير اسرائيلي: مبارك قد يعلن قريبا تبكير الانتخابات الرئاسية لتوريث جمال
الناصرة ـ رام الله – ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس ووليد عوض: اكدت مصادر امنية فلسطينية رفيعة المستوى لـ’القدس العربي’ الاربعاء بأن الساحة السياسية والامنية في اسرائيل تشهد منذ فترة اهتماماً واسع النطاق بوراثة الرئيس المصري حسني مبارك وامكانية نقل سلطاته الى ابنه جمال مبارك الذي يتولى منصباً قيادياً في الحزب الحاكم. وحسب المصادر فان الاجهزة الامنية الاسرائيلية تتابع الحالة الصحية لمبارك وانها اطلعت القيادة السياسية الاسرائيلية مؤخرا على تقديراتها بشأن تخليه عن منصبه لصالح نجله. واشارت المصادر الى ان اسرائيل تعمل من خلف الكواليس وخاصة مع الادارة الامريكية لنقل السلطة من مبارك لابنه جمال او احد اركان النظام المصري الحالي بصورة سلمية مع الحفاظ على العلاقات الجيدة بين القاهرة وتل ابيب. وقدرت المصادر بان تعمل اسرائيل على ضمان الموافقة الامريكية على تولي جمال مبارك منصب الرئيس المصري، وان تشعره بأنها ساعدته في الوصول الى ذلك المنصب لضمان التزامه بالعلاقات المصرية الاسرائيلية. وقالت المصادر بان هناك متابعة حثيثة على المستويين الامني والسياسي في اسرائيل لوضع النظام المصري وضرورة انتقال السلطة في مصر الى خليفة مبارك بشكل سلمي. وقالت صحيفة ‘معاريف’ الإسرائيلية في صفحتها الرئيسية إنّ تقديرات إسرائيلية رسمية تشير إلى أن الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، سوف ينهي مهام منصبه قبل انتهاء ولايته وأنّه يعمل الآن على التحضير لتوريث ابنه جمال لمنصب رئيس الجمهورية. ونقل محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، جاكي حوغي، عن مسؤولين إسرائيليين رسميين كبار قولهم إنّه ضعيف، وإنه ليس مبارك الذي كان، وانه لن يتمكن من إنهاء مدة ولايته في الرئاسة. كما كتبت أن التقديرات تشير إلى أن مبارك، الذي يبلغ من العمر اليوم 81 عاما، ينوي تعجيل عملية التوريث قبل نهاية ولايته بعد سنتين. كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه التقديرات قد عرضت في مباحثات إسرائيلية أجريت مؤخرا بشأن مستقبل النظام في القاهرة. وزادت المصادر عينها قائلة إنّ القشة التي قصمت ظهر البعير كانت حادثة وفاة حفيده، محمد، قبل شهر ونصف الشهر، الذي كان في الثالثة عشرة من عمره إثر مرض. وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنّ وفاة الحفيد أضعفت الرئيس المصري كثيراً، وبسبب الحالة الصحية التي ألّمت به بسبب وفاة حفيده فإنّه فقد الحيوية، وهو الأمر الذي شجعه على اتخاذ القرار باعتزال الحياة السياسية، على حد قول المصادر الإسرائيلية عينها. وزادت نفس المصادر قائلة إنّ الرئيس مبارك شوهد في الفترة الأخيرة ضعيفاً للغاية، يتكلم ببطء شديد، وأنّه يقوم بالظهور أمام الجمهور بشكل وكأنّه مجبر على فعل ذلك. وزادت المصادر: صحيح أنّ الرئيس مبارك يقوم بواجباته، واليوم الخميس سيسافر إلى إيطاليا في جولة سياسية، ولكنّ وضعه مقلق، وهذا ليس مبارك الذي كان، على حد وصف المصادر. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنّه في الآونة الأخيرة قام الرئيس المصري بإرسال نجله، جمال، للمشاركة في حدث رسمي، بدل أن يصل هو بنفسه، وفي مرات أخرى ظهر الرئيس مبارك بنفسه أمام الجمهور ولكنّه لم يمنح الانطباع بأنّه جيد. يشار إلى أنّ الرئيس مبارك تسلم الحكم قبل 28 عاماً، أي في العام 1981، بعد اغتيال الرئيس المصري السابق، محمد أنور السادات، وفي شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2005 تمّ انتخابه لفترة ولاية أخرى، والتي من المقرر أن تنتهي بعد حوالي عامين، وبموجب التقديرات الإسرائيلية فإنّ هناك شكوكاً كبرى في أن يصل إلى نهاية الفترة الرئاسية الحالية. وزادت الصحيفة الإسرائيلية قائلة نقلاً عن قادة الدولة العبرية إنّ الرئيس المصري سيُفضل أن يراقب عملية تسليم السلطة إلى نجله جمال وهو على قيد الحياة، وذلك بهدف زيادة الاحتمالات بنجاحه في مهمته القاضية بتوريث ابنه الحكم، على حد قول المصادر السياسية في تل أبيب، لافتة إلى أنّ هناك العديد من المعارضين لعملية التوريث، خصوصاً في المؤسسة الأمنية المصرية، وذلك لأنّ جمال مبارك لا يملك ماضيا عسكريا، خلافاً لرؤساء مصر الثلاثة الذين سبقوه. وساقت المصادر الإسرائيلية قائلة إنّه وفق السيناريو، الذي رسمه صنّاع القـــرار في تل أبيب، فإنّ الرئيس المصري مبارك سيُعلن عن اعتزاله الحياة السياسية وتبكير موعد الانتخابات، ولكنّ المصادر ذاتها رفضت التعهد متى سيحصل ذلك، واكتفت بالقول إنّ الأمر سيحدث في المستقبل القريب، كما أكدت الصحيفة العبرية. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 09 جويلية 2009)
خبراء: التقرير محاولة لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن قرب تنحي مبارك ونقل الحكم لنجله
القاهرة – فاطمة حسن
نفى صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري، الأمين العام للحزب الوطني الحاكم، ما نشرته «معاريف» الإسرائيلية أمس بشأن قرب إعلان الرئيس المصري حسني مبارك تنحيه واستعداده لنقل الحكم إلى نجله جمال. وذكرت صحيفة معاريف أن دوائر استخبارية إسرائيلية رفيعة المستوى تعقد، منذ فترة، سلسلة من جلسات النقاش وورش العمل بالمشاركة مع القيادة السياسية الإسرائيلية لبحث قضية انتقال السلطة في مصر، ومستقبل نظام الحكم في القاهرة بعد الرئيس مبارك. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية، شاركت في الجلسات قولها إن: «الرئيس مبارك قرر التقاعد قريبا، واعتزال العمل السياسي، والدعوة لانتخابات مبكرة قبل أن تنتهي ولايته عام 2011». ونوهت معاريف إلى أن التقديرات التي تنشرها هي حصيلة سلسة جلسات النقاش وورش العمل التي تبحث قضية مستقبل السلطة في مصر، زاعمة أن معظم المشاركين في الجلسات توصلوا إلى أن الرئيس مبارك لن يكمل مدته الرئاسية الخامسة، خاصة أنه «يمر بمرحلة شديدة القسوة على المستوى الشخصي والإنساني في أعقاب وفاة حفيده الأكبر محمد علاء، 12 عاما، منذ 6 أسابيع تقريبا. وهو الأمر الذي قد أثر بشدة في الحالة المعنوية للرئيس، وشجعه على اتخاذ قراره باعتزال العمل السياسي». وأشارت الصحيفة إلى القيادة السياسية في إسرائيل تعتقد أن: «الرئيس مبارك سيشرف بنفسه على عملية نقل السلطة لابنه جمال، في حياته، لكي تزداد فرص النجل في الوصول إلى مقعد الرئاسة». وتضيف المصادر نفسها، أن جمال يواجه بعض «جيوب المعارضة» في صفوف المؤسسات الأمنية، بسبب افتقاره للخلفية العسكرية، على النقيض من رؤساء مصر السابقين. ووصف صفوت الشريف هذا التقرير بأنه «كاذب»، و «سخافات» لا أساس لها من الصحة، ولا يستحق التعليق أكثر من ذلك عليها. فيما اعتبر خبراء أن ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية هو محاولة لشغل الرأي العام المصري والعربي والدولي بعيدا عن القضية الفلسطينية التي تلعب فيها مصر والرئيس مبارك دورا رئيسيا. وقال اللواء عادل سليمان المدير التنفيذي لمركز الدراسات المستقبلية لـ «العرب»: ما نشرته معاريف ليس بالأمر الجديد، فقضية توريث الحكم متداولة في الصحافة المصرية. وأضاف: لكن اللافت في الأمر هنا هو توقيت النشر، ومدى ارتباطــــــــــه بالمتغيرات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط خاصة تلك التطورات في القضية الفلسطينية، والتي تضع إسرائيل في موقف حرج مع الولايات المتحدة وأوروبا. وأوضح سليمان أن الرئيس مبارك يتخذ موقفا حاسما وواضحا وصريحا، بضرورة حــــــل القضية الفلسطينية، وأنه عبر عنه خلال لقائه أمس الأول بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. وأشار إلى أن إسرائيل كعادتها دائما عندما تجد نفسها في موقف حرج في قضية ما، تحاول لفت الأنظار بعيدا عن صلب القضية الرئيسية المطروحة وهي القضية الفلسطينية، حيث تواجه مطالبات أميركية وأوروبية بوقف الاستيطان. وقال: لذلك فإن ما نشرته معاريف هو نوع من الألعاب الإعلامية وموضوع صحافي «خايب». وأضاف: هم يريدون شغل الرأي العام المصري والعربي والدولي بعيدا عن القضية الفلسطينية التي تلعب فيها مصر والرئيس مبارك دورا رئيسيا. وأكد السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الشؤون العربية والأمن القومي بمجلس الشورى، سفير مصر الأسبق في إسرائيل، أن ما نشرته «معاريف» يعد تدخلا في الشؤون الداخلية لمصر، ويسبب نوعا من التوتر. وقال بسيوني لـ «العرب»: ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية لا أساس له من الصحة، فمصر بخير والرئيس مبارك بخير. وطالب بسيوني بضرورة عدم الانسياق وراء ما تنشره الصحافة الإسرائيلية. واتفق الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مختارات إسرائيلية، مع الرأيين السابقين، بشأن أن ما نشرته «معاريف» ليس أمرا جديدا، حيث إن مسألة خلافة الرئيس مبارك في الحكم هي مسألة تتكرر كثيرا في وسائل الإعلام المصرية وتسبب حالة من الجدل الداخلي في مصر. واستبعد جاد أن تكون لدى الاستخبارات الإسرائيلية أية معلومات حول مسألة خلافة الرئيس مبارك طبقا لما نشرته الصحيفة الإسرائيلية. وقال: من الوارد أن تكون المسألة مجرد «تخمين» وهم قدموها في صوره معلومات. وأضاف: الاستخبارات الإسرائيلية فشلت من قبل في توقع حرب أكتوبر، وكذلك فشلت في اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس. وتابع: من الممكن أن يكون التقرير مجرد خبر «مدسوس». وأشار جاد إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تناولت من قبل مسألة خلافة الحكم في مصر. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 09 جويلية 2009)
تجديد حبس أبو الفتوح والتحقيق مع 14 شركة للإخوان
أمرت نيابة أمن الدولة العليا المصرية بتجديد حبس 6 من قياديي جماعة الإخوان المسلمين من بينهم عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب إرشاد الجماعة وأمين عام اتحاد الأطباء العرب لمدة 15 يوما أخرى على ذمة القضية المعروفة بـ”الاتصال بالعالم الخارجي وإحياء التنظيم الدولي للجماعة”. جاء هذا في الوقت الذي سمحت فيه النيابة لوحدة مكافحة غسل الأموال التابعة للبنك المركزي بفحص أوراق 14 شركة تابعة للمتهمين فى القضية، لاستبيان إذا كانت هناك مخالفاتً مالية، بحسب صحيفة المصري اليوم. وذكرت وكالة “أنباء الشرق الأوسط” الرسمية المصرية أن النيابة جددت الأربعاء 8-7-2009 حبس أبو الفتوح، وخمسة من قيادات الجماعة المحتجزين وفي مقدمتهم الدكتور جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب 15 يومًا على ذمة التحقيقات. وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض الشهر الماضي على القياديين الستة في قضية تضم حتى الآن 27 من أعضاء الجماعة بتُهم تتعلق بتلقي أموال من الخارج لتمويل أنشطة الجماعة تحت ستار إقامة مشروعات استثمارية أجنبية داخل مصر وكذلك الاتصال بالعالم الخارجي وإحياء التنظيم الدولي للجماعة. ويواجه المعتقلون تهما بـ”إدخال مبالغ كبيرة من العملات الأجنبية، وغسيل أموال تم الحصول عليها من تمويل الإرهاب، والانضمام لجماعة محظورة غير مشروعة الغرض منها منع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها وتعطيل أحكام الدستور والقانون وكذلك حيازة مطبوعات وأوراق تنظيمية تروج لفكر الجماعة”. لكن جماعة الإخوان تقول إن الاعتقالات تهدف إلى الضغط عليها قبل الانتخابات النيابية المزمعة العام المقبل، حيث تهدف إلى إقصاء الجماعة من الحياة السياسية. ونقلت الصحيفة عن عبد المنعم عبد المقصود محامى الجماعة قوله إن القضية سياسية وسبق اتخاذ مثل هذه الإجراءات منذ عامين فى قضية النائب الثاني لمرشد الجماعة خيرت الشاطر. التحقيق مع 14 شركة وعن آخر تطورات القضية، فقد سمحت نيابة أمن الدولة أمس لوحدة مكافحة غسل الأموال التابعة للبنك المركزى بفحص أوراق 14 شركة تابعة للمتهمين فى القضية، لاستبيان إذا كانت هناك مخالفات منها عمليات غسل الأموال كما ورد فى محضر تحريات مباحث أمن الدولة في القضية التي تنظرها النيابة حاليا. وذكرت صحيفة المصري اليوم (خاصة) اليوم الخميس أن الوحدة أخطرت المتهمين بضرورة إبلاغ مديري هذه الشركات من أجل الكشف عن الأوراق والمستندات بداخلها، وعما إذا كانت هناك أموال تم تحويلها من الخارج، ومقدارها، ومن أي دولة، والأشخاص الذين قاموا بتحويلها، والأعمال التي تقوم بها هذه الشركات بعيدا عن الأغراض المعلنة لها. وأكد القيادي الإخواني أسامة سليمان والمتهم الرئيسي بغسل الأموال فى القضية أن جميع شركات الصرافة التى يمتلكها تخضع لتفتيش البنك المركزي. وقال في التحقيقات إن آخر تفتيش قام به البنك المركزي كان يوم 23 من الشهر الماضي؛ أي قبل تحرير محضر تحريات أمن الدولة فى القضية بيوم واحد، موضحاً أن حجم أعماله يصل لنحو نصف مليار جنيه (100 مليون دولار)، بحسب الصحيفة. وفي الإطار ذاته ستنظر اليوم الخميس محكمة جنايات جنوب القاهرة في قضية التحفظ على أموال أسامة سليمان. وكان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قد أصدر قرارًا الثلاثاء الماضي بمنع سليمان من التصرف في أمواله، وشمل قرار المنع زوجته وأولاده القصر. واعتقلت أجهزة الأمن “سليمان” صاحب شركات الصرافة وأغلقت فروع شركته الأربعة وصادرت ما يقرب من 2.7 مليون يورو الأسبوع قبل الماضي، وأدرجت اسمه في قضية “التنظيم الدولي للإخوان”. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 9 جويلية 2009)
لماذا يسكت عن هذه الفتاوى ؟
صالح النعامي أقامت المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة مؤخراً الدنيا ولم تقعدها أثر ما اعتبرته صورة من صور معاداة السامية عبر عنها استاذ الفكر العربي في جامعة كولومبيا جوزيف مسعد لانتقاده ممارسات القمع التي تقوم بها اسرائيل ضد الفلسطينيين. هذه المنظمات ومعها عدد كبير من وسائل الإعلام الامريكية المنحازة لا تقبل غير اقالة مسعد من الجامعة ليكون عبرة لمن يعتبر، على الرغم من أن لجنة شكلتها الجامعة توصلت الى استنتاج مفاده أن مسعد لم يتجاوز دوره كمحاضر جامعي. الذي بات واضحاً أن المنظمات اليهودية تحاول بسط أجواء من الرعب على كل محافل البحث العلمي في الولايات المتحدة واوروبا لمنع تطور أي اتجاه لادانة الدولة العبرية وفضح جرائمها. ودائماً تكون التهمة جاهزة: المعاداة للسامية. ليس هذا فحسب، بل أن الجرأة على انتقاد اسرائيل قد يؤدي الى قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على دول بعينها. ” ميمري ” تفعل فعلها في أروقة مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين تتراكم حالياً العديد من مشاريع القوانين الداعية لفرض عقوبات على مصر تحديداً بسبب ” مظاهر اللاسامية ” التي تعبر عنها وسائل الاعلام المصرية كما يزعم اعضاء الكونغرس الأمريكي، مع العلم أنه لا علاقة تربط الدولة المصرية بمعظم وسائل الاعلام المصرية ” المتهمة باللاسامية “. المفارقة أن أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في واشنطن يعتمدون على التقارير التي تقدمها مؤسسة ” ميمري ” الإسرائيلية التي تعنى بتتبع ما تنشره وتبثه وسائل الاعل ام العربية، وتفحص مظاهر ” اللاسامية “. تقارير ” ميمري ” أصبحت المقياس الوحيد الذي تقيس به الولايات المتحدة الأمريكية مظاهر اللاسامية في العالم العربي. والى جانب الكونغرس، فأن تقارير هذه المؤسسة تلقى اهتماماً خاصاً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. الطرف الذي ” تدينه ” تقارير ” ميمري عليه ألا يستهجن أن تقوم الادارة الامريكية بفرض عقوبات اقتصادية عليه، وذلك بعد أن وقع الرئيس السابق بوش في نهاية ولايته الأولى على مرسوم رئاسي يقضي بمعاقبة الدول التي تشجع على اللاسامية. الذي يثير الاستهجان هو حقيقة أن الذي يقف على رأس مؤسسة ” ميمري “، هو ضابط الموساد الأسبق يغآل كرمون، وهو شخص يحمل آراء يمينية عنصرية و متطرفة جداً، فضلاً عن ذلك فقد ثبت بالدليل القاطع أن موظفي هذه المؤسسة يقومون بترجمة النصوص العربية للإنجليزية والعبرية بشكل غير أمين. ومع كل ما تقدم، فأن أحداً لا يبدي اهتماماً بمظاهر فتوى لإبادة الفلسطينيين التحريض العنصري ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين التي تزخر بها وسائل الاعلام الإسرائيلية. قبل ثلاثة أسابيع قامت الصحف الإسرائيلية بابراز فتوى أصدرها الحاخام مردخاي الياهو، الحاخام الأكبر السابق للدولة العبرية، وأهم مرجعية دينية للصهاينة المتدينين، وتدعو الفتوى لابادة الفلسطينيين بشكل كامل. مردخاي قال في فتوى تم تعميمها على جميع وسائل الأعلام، وحظيت باهتمام خاص من قبل وسائل الاعلام الدينية والمئات من المطبوعات التي توزع داخل الكنس اليهودية في الدولة العبرية أنه يتوجب قتل جميع الفلسطينيين حتى أولئك الذين لا يشاركون في القتال ضد الاحتلال. لم يكتف الحاخام البارز بذلك، بل اعتبر أن هذه ليست مجرد فتوى، بل ” فريضة من الرب يتوجب على اليهود تنفيذها “. بعد ذلك بأسبوع قام أحد كبار الحاخامات اليهود بإصدار فتوى تبيح لتلاميذه في احدى المستوطنات اليهودية شمال الضفة الغربية بسرقة محاصيل المزارعين الفلسطينيين، على اعتبار أنهم جزءاً من ” الأغيار الذين يجوز لليهود استباحة ممتلكاتهم “. وبالفعل فقد تم تطبيق فتوى الحاخام وقام تلامذته بنهب المحاصيل الزراعية للفلسطينيين في شمال الضفة. دوف ليئور الحاخام الأكبر لمستوطنة ” كريات أربع “، شمال شرق مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، أصدر فتوى تبيح للمستوطنين تسميم مواشي ودواب المزراعين الفلسطينيين في البلدات والقرى المجاورة للمستوطنة. وأيضاً هنا لم يتردد المستوطنون في تنفيذ الفتوى، فلا يكاد يمر يوم دون أن يستيقظ سكان هذه البلدات والقرى، إلا ويجدوا الكثير من دوابهم قد نفق بفعل السموم التي يرشها المستوطنون على المراعي التي تقصدها ماشية الفلسطينيين. والى جانب تلك الفتاوى المجرمة، فأن هناك التحريض الفج على الفلسطينيين والعرب والتحقير من شأنهم وشأن دينهم. فهاهو الحاخام عفوديا يوسيف، الزعيم الروحي لحركة ” شاس ” أكبر حركة دينية يهودية ذات ثقل سياسي، يصف العرب ب ” الثعابين ” ويدعو الى عدم الوثوق بهم على الاطلاق. التهجم على نبي الإسلام أما الحاخام ايلي الباز، الذي يعتبر من أبرز الحاخامات الشرقيين، فلا يفوت فرصة دون التهجم على دين الإسلام والتعرض لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالذم. ليس هذا فحسب، بل أن هذا الحاخام المجرم يصر على التندر امام مستمعيه بترديد النكات التي تمس بالمسلمين والفلسطينيين ويستخدم عبارات نابية في مهاجمة المسلمين. أما الحاخام الياهو ريسكين من كبار حاخامات المستوطنين فيسخر من الدعوات لاجراء حوار بين حاخامات اليهود والقائمين على المؤسسة الدي نية الرسمية في العالم العربي. ويرى ريسكين أن لغة الحوار الوحيدة بين المسلمين واليهود هو ” الرصاص “، معتبراً أنه بدون اقناع العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص أنه لا يمكن فرض تسوية على ” إ سرائيل ” بالقوة، فأنه لا طائل من مثل هذه الحوارات. اللافت للنظر أن مؤسسات حفظ القانون والنظام في الدولة العبرية لم تحاول ولو مرة واحدة التعرض لهؤلاء الحاخامات أو مساءلتهم على هذا التحريض العنصري الذي لا يوازيه تحريض. ليس هذا فحسب، بل أن الحاخامات المتورطين في هذا التحريض يحظون بثقل متزايد في السياسة الاسرائيلية، ويتنافس صناع القرار السياسي في الدولة العبرية على استرضائهم والتقرب منهم، والتزلف اليهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين الموقف الأمريكي من هذه الصور البشعة من صور التحريض، ولماذا هذا الصمت ازاء هذه الفتاوى القاتلة، ولماذا الكيل بمكيالين؟. الذي يثير المرارة أن أحداً في العالم العربي لم يحاول الاهتمام بما يصدر عن المرجعيات الدينية الكبرى في الدولة العبرية من فتاوى ويحاول اطلاع الرأي العام والعربي و العالمي على هذا النبع الآسن من الكراهية. لماذا لا تكون هناك مؤسسة عربية على غرار مؤسسة ” ميمري ” لفضح الاعلام الإسرائيلي المتجند لصالح الرواية الرسمية للدولة العبرية، والذي ينضح بالتحريض العنصري على الفلسطينيين والعرب والمسلمين. طالع بقية المقالات على موقع صالح النعاميwww.naamy.net بريد الكتروني Saleh1000@hotmail.com هاتف: 00970599404726
ملايين النساء شؤونهن متعطلة.. واعضاء في الاسرة الحاكمة مع حرية المرأة ناشطة سعودية تهدد بمغادرة بلادها. وتطلق حملة لإلغاء قانون المحرم
لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: مازلات قضية حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية تثير الكثير من الجدل بين اوساط رجال الدين والمثقفين والناشطين، ناهيك عن اعضاء الاسرة الحاكمة هناك، خاصة في ظل تأييد البعض منهم ومعارضة البعض الاخر. وجاءت اخر الحملات المنادية بحرية المرأة من قبل الناشطة الحقوقية وجيهة الحويدر التي اكدت مؤخرا أن العديد من الناشطات السعوديات في المجال الحقوقي قمن مؤخرا بحملة تهدف إلى إلغاء شرط المحرم من حياة المرأة السعودية، مشيرة إلى أن هذه الحملة تهدف لإلغاء قانون المحرم والتعامل مع المرأة الراشدة كراشدة، وليس فقط في حالة السفر. وأوضحت الحويدر التي افتتحت هذه الحملة بالذهاب إلى جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بمملكة البحرين لطلب السماح لها بالمغادرة من غير أن تحمل معها إذن المحرم وقالت سأستمر في هذه المطالبة حتى يُسمح لي بالسفر ويُلغى قانون المحرم، مبينة أن هذه الحملة تأتي استمراراً لحملة سابقة كانت بعنوان ‘لا لقهر النساء’ التي ظهرت نواة فكرتها عندما تعرضت للإهانة وسوء المعاملة من جمارك جسر الملك فهد لأنها لم تكن تحمل معها سوى صورة من تصريح السفر ولم تحمل الأصل، وكانت وقتها ذاهبة إلى امريكا عن طريق مطار البحرين لحضور حفل تخرج. وأكدت الحويدر أنها ستتجه كل عطلة نهاية أسبوع يومي الخميس والجمعة إلى جسر الملك فهد وإلى مطار الدمام للمطالبة بحقها وإلغاء قانون المحرم. وقالت ان الوزيرة الجديدة السيدة نورة الفايز مصيرها الآن في يد زوجها، فهي لا تستطيع أن تتخذ قرارا سوى بموافقته. وقالت ان هناك الملايين من النساء شؤونهن متعطلة بسبب القانون المعني، فهناك ملايين من النساء حبيسات في البيوت، أما المرأة السعودية الراشدة العزباء فمهما بلغت من العمر لا تستطيع أن تزوج نفسها لذلك هناك مئات الآلاف من النساء العازبات المحرومات من حق الزواج بسبب المحرم. وأوضحت أن المرأة السعودية الراشدة المواطنة محرومة من حرية الحركة باستخدام وسائل التنقل المتاحة ولا بد من رجل ينقلها من مكان إلى آخر فهناك ملايين من المتضررات من عدم القدرة على التنقل بسيارتهن الخاصة وحان الوقت أن تقول النساء السعوديات بأعلى أصواتهن ‘إما أن تعاملونا كمواطنات راشدات أو دعونا نغادر البلد’. ياتي ذلك فيما اكدت زوجة رجل الاعمال السعودي الامير الوليد بن طلال انها مستعدة لقيادة سيارتها في السعودية في حال سمحت السلطات للنساء بذلك، وفق ما نقلت عنها صحيفة سعودية في وقت سابق. وقالت الاميرة اميرة الطويل في حديث الى الصحيفة ردا على سؤال حول ما اذا كانت مستعدة لقيادة السيارة ‘اكيد انا جاهزة لقيادة السيارة، ولدي رخصة دولية واقود السيارة في كل دول العالم التي اسافر اليها’. واضافت تعليقا على تصريحات سابقة لزوجها انه سيكون اول من يسمح لزوجته وابنته بقيادة السيارة في حال سمحت السلطات بذلك، ‘افضل قيادة السيارة وبجانبي اختي او صديقتي على ان اكون مع سائق غير مُحْرم لي’، في اشارة الى آلاف السائقين الاجانب الذين يعملون لدى الاسر السعودية. ونشرت الصحيفة صورا للطويل ســـواء منفردة او مع زوجها الامير الوليد، وهو امر نادر الحدوث مع احد افراد الاسرة الحاكمة في السعودية. وكانت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز كريمة العاهل السعودي طالبت الشهر الماضي بضرورة الإسراع باعتماد الرياضة البدنية في مدارس البنات بالتعليم الأهلي والعام، وذلك من خلال الرياضات الإحمائية اليومية الخفيفة واللياقية البعيدة عن الخشونة. وجاءت هذه التصريحات الصادرة عن اعضاء في الاسرة الحاكمة، بالرغم من عدة فتواى من رجال دين سعوديين حرموا الرياضة، وقيادة السيارة، او الغاء قانون المحرم، مما يجعل مراقبين يرون ان هناك تيارا في العائلة الحاكمة السعودية بات متأكدا ان المرأة السعودية اصبحت جاهزة لنيل حريتها اسوة بقريناتها في العالم. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 09 جويلية 2009)