الخميس، 29 مايو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2928 du 2905.2008
 archives : www.tunisnews.net  

حــرية و إنـصاف:منع محمد العكروت من الدخول إلى المستشفى العسكري بقابس بسبب اللحية

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محكمة الإستئناف تخفض أحكاما بالسجن  في حق 4 متهمين بـ ” الإرهاب “..!

حــرية و إنـصاف : سليم بوخذير يستغيث

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: المساجين المسرحون ..و عائلات المساجين : بين وهم الإندماج ..وواقع التشفي .!

حركة النهضة تطالب بإطلاق سراح شباب الصحوة

شوقي بن سالم : بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

حركة النهضة تنعى وفاة الشيخ العلامة عمر بن جمعة

حامد النفزاوي : الشيخ عمر بن جمعة في ذمة الله

قدس برس : منظمة العفو الدولية: حقوق الإنسان في تونس .. واقع شديد المرارة ومناخ خوف سائد

الصباح : تعديل الأحكام في قضية الخلية الإرهابية المتكونة من 16 شخصا ولها علاقة بمجموعة «سليمان»

يو بي أي : الرئيس التونسي يحذر من مخاطرعودة الجوع  إلى الدول الفقيرة

إيلاف : هل هي مسايرة للثورة المعلوماتية أم تهرّب من المسؤوليات؟ الانترنت في تونس: فضاء للعمل السياسي و الحقوقي

محيط : تونس احتلت المركز الأول – 145 مليون دولار حجم صادرات إسرائيل للعرب

رويترز:تونس تشتري 75 ألف طن من القمح الصلد

الصباح : في يوم دراسي بمجلس النواب: المسألة المائية في تونس والاستعداد لمرحلة ما بعد 2030 محلّ حوار

الصباح : اتحاد الشغل والعضوية في مجلس المستشارين : لا جديد .. وتمسّك بالمواقف الأولى

صالح عطية : في وثيقة حصلت «الصّباح» على نسخة منها: اتحاد الشغل يدعو إلى وضع صيغة جديدة للمفاوضات الاجتماعية

الوطن : الاستشارة الوطنية حول التشغيل:آليات في حاجة إلى المراجعة… وعلى القطاع الخاص أن يقوم بدوره

عبد الرؤوف العيادي : ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء

الشاعرجمال الدين أحمد الفرحاوي: نصي مواطني في النوى

الشاعر بحري العرفاوي : بحري العرفاوي:في المنشور ….والمستور

 محمد العروسي الهاني: الرسالة التي سأتوج بها كتابي الذي عنوانه الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء من شيم المناضلين الذي سيرى النور قريبا جوان 2008

الصباح: قائد قوات «أفريكوم» في لقاء صحفي: «ليست لدينا أجندة خفية و”القاعدة” خطر حقيقي» «أفريكوم» لا علاقة لها  بما يحدث في العراق وافغانسان

القدس العربي : قادة عسكريون في 10 دول متوسطية (من بينها تونس) يتفقون علي تعزيز التعاون  

نورالدين ختروشي: حق العودة:  من هنا نبدأ

خالد الطراولي : صلاح الفتوى والدور الحضاري للفقيه المصلح  

عبدالحميد العدّاسي : الكتابات النّافعة 3 / 3 (الأخيرة)

توفيق المديني:محور الصراع في إيران : ولاية الأمة… أم ولاية الفقيه؟!

صلاح الدين الجورشي : لبنان وأزمة الخطاب السياسي العربي

د. أحمد القديدي : مايو 68 وثوراته الثقافية في ذكراه الأربعين

د. بشير موسي نافع : وفاة لويس كانتوري: علم من أعلام الدراسات العربية والشرق اوسطية

مراد رقية : هيئة بلدية قصرهلال تتآمر وتحتقرالمجتمع المدني الحقيقي والمستقل *الاقصاء السياسي يجب أن يصاحبه اعفاء من الجباية المحلية*

النفطي حولة : بعض من تداعيات موسم الكرة على التلاميذ

الدكتور بشير عبد العالي : مختصر التحرير والتنوير في التفسير- الجزء الثاني

الخبر:دخان في جمهوريتين

العرب: ليبيا تجدد تحفظها على الطرح الأوروبي بشأن مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط

القدس العربي : الجزائر ترفض الدبلوماسية الاعلامية المغربية وتبدي تحفظات بشأن الاتحاد من اجل المتوسط

إسلام أون لاين: حملة في بلجيكا لمناصرة محجبات “إيرسلين”


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29/05/2008 الموافق ل 24 جمادى الأولى 1429

حــرية و إنـصاف:منع محمد العكروت من الدخول إلى المستشفى العسكري بقابس بسبب اللحية

 

 
منع يوم الأربعاء 28 ماي 2008 حراس المستشفى العسكري بقابس السجين السياسي السابق السيد محمد العكروت من الدخول إلى المستشفى المذكور عندما كان يرافق والدته الطاعنة في السن للمعالجة ، و برر الحراس هذا الإجراء بتعليمات صادرة لهم تقضي بمنع الملتحين من دخول هذا المرفق الصحي ، و قد بقي السيد محمد العكروت أمام باب المستشفى وقتا طويلا بانتظار والدته التي سمح لها بالدخول مبديا ممانعة شديدة و مطالبا بحقه في مرافقة والدته التي هي في أمس الحاجة إليه. علما بأن السجين السياسي السابق السيد محمد العكروت هو رئيس سابق لحركة النهضة قضى بمختلف السجون التونسية ما يزيد عن ستة عشر سنة تعرض فيها لشتى أنواع المضايقات و المعاملة السيئة ، و بعد خروجه من السجن تعرض لمضايقات جديدة كغيره من المسرحين من المساجين السياسيين إذ هو محروم من أبسط حقوقه التي يكفلها له الدستور و القانون. و حرية و إنصاف تندد بمنع السيد محمد العكروت من الدخول كمرافق لوالدته المسنة إلى المستشفى العسكري بقابس و تعتبر تعليل هذا المنع بسبب اللحية اعتداء على الحرية الشخصية و تدخل سافر في خصوصيات المواطنين كما تدعو وزارة الإشراف إلى التدخل من أجل وضح حد لهذه الممارسات المخالفة للقانون.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

  ” أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين ”   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري” الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 29 ماي 2008

كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب ” ..! : محكمة الإستئناف تخفض أحكاما بالسجن  في حق 4 متهمين بـ ” الإرهاب “..!

 

 
  * أصدرت  الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الإٍستناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني مساء أمس الإربعاء  28  ماي  2008 أحكاما في القضية عدد 11147 قاضية بسجن كل من : علي القلعي : 4 سنوات (  7 سنوات ابتدائيا ) . وليد الزواغي و الشاذلي العدواني و عادل العابدي  : 3 سنوات (  4 سنوات ابتدائيا ) . *  كما نظرت  الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الإٍبتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد الرزاق  بن منا اليوم الخميس 29 ماي 2008 في : * القضية عدد 15387 التي يحال فيها كل من : شكري تريك و عبد الله المحجوبي و منصور المحجوبي و الحبيب الحفصي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية ، و بعد الإستماع إلى مرافعات الأساتذة سمير بن عمر و الحمادي الحنيشي و الصحبي الدراوي  قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و القضية عدد 15536  التي يحال فيه كل من : رياض الجوادي و إيهاب الجبنوني و موسى العامري و بشير مرعي و منجي العامري و حلمي الرطيبي و ( بحالة إيقاف ) و سالم العوني ( بحالة فرار )  ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : فتحي الطريفي و عبد الفتاح مورو  و سمير بن عمر ، و  قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 19 جوان 2008  استجابة لطلب المحامين .    عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29/05/2008 الموافق ل 24 جمادى الأولى 1429

سليم بوخذير يستغيث

 

 
أعلمتنا السيدة دلندة بوخذير زوجة الصحفي سليم بوخذير التي زارته اليوم الخميس 29 ماي 2008 بسجن صفاقس أنه يعيش حالة من الهلع و يطلب من المجتمع المدني التدخل لرفع المظلمة المسلطة عليه و المتمثلة في المضايقات و التهديدات التي يتعرض لها يوميا في السجن المذكور كان آخرها ما أقدمت عليه إدارة سجن صفاقس من إخراج السجينين اللذين كانا معه من الغرفة و إدخال سجين حق عام آخر يدعى حاتم كحلة الذي ما إن دخل حتى شهر في وجهه سكينا و هدده بالذبح ، و قد أخذ سجين الرأي سليم بوخذير يصيح و يستغيث دون جدوى ، و هو يعتبر أن ما حصل هو تنفيذ لخطة مدبرة للنيل منه و كسر معنوياته و حرق أعصابه. علما بأن حمل السكاكين و الآلات الحادة و لو كانت شفرة حلاقة ممنوع بالسجن و أنه ما كان للمعتدي أن يدخل غرفة القلم الحر سليم بوخذير لو لا أن العونين عماد خلايفية و عدنان المسؤولين عن الجناح الذي يقيم فيه قد أذنا له بذلك. و حرية و إنصاف تندد بلجوء إدارة سجن صفاقس لأساليب  التهديد و الترويع ضد سجين الرأي القلم الحر سليم بوخذير كما تطالب بفتح تحقيق في الموضوع و معاقبة المسؤولين عن أفعال التعذيب في السجون.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين ”   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري” الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 29 ماي 2008

المساجين المسرحون ..و عائلات المساجين : بين وهم الإندماج ..وواقع التشفي .!

 
تعيش ولاية بنزرت حالة من العقوبة الأبدية المسلطة على المساجين المسرحين بموازاة عقوبة جماعية تطال عائلات المساجين الذين يقبع بعضهم في زنزانات مظلمة منذ قرابة العشريتين : أمل الدريدي : محرومة من والدها ..و من حقوق المواطنة .. ! فلم يكف الدوائر الأمنية أن حرمت عائلة إبراهيم الدريدي منه بتلفيق ملف لا يحتوي سوى اعترافات منتزعة تحت التعذيب فقد عمدت الإدارة ، التي يفترض فيها الحياد و معاملة المواطنين على قدم المساواة ، إلى حرمان ابنته من أبسط الحقوق التي يضمنها القانون كالحصول على جواز سفر ، و لم تكلف نفسها عناء تقديم مبررات يقبلها العقل و المنطق السليم  فبعد أن تقدمت أمل إبنة السجين السياسي إبراهيم الدريدي بطلب للحصول على جواز سفر منذ 14 أوت 2007 بمركز أمن حي النجاح بمنزل بورقيبة ، اُبلغت بعد أربعة أشهر أن الملف الخاص بجواز سفرها لا وجود له بمركز الأمن ولا بمنطقة الأمن بمنزل بورقيبة ولا بوزارة الداخلية ..! وحين تقدمت والدتها السيدة مبروكة الطياشي مجددا بطلب تجديد جواز السفر لفائدة إبنتها أمل، رفض طلبها بتعلة ..عدم جواز قبول مطلبين للغرض نفسه..! سجناء ..في الهواء الطلق .. ! يتعرض الشاب محفوظ العياري منذ نحو عام إلى تضيقات أمنية يعاني خلالها هو وعائلته استفزازاً وإزعاجاً غير مبررين بيسببهما إستدعاؤه المتكرر بصورة غير قانونية للحضور إلى منطقة الأمن بمنزل بورقيبة. ويُذكرأن الشاب محفوظ العياري تقني سامي (هندسة أساليب) من مواليد  21 سبتمبر 1981 كان قد حوكم بسنتين ونصف سجنا وسرّح بإنتهاء المدة المقضاة في 14 ديسمبر2007 ويخضع حاليا لعقوبة تكميلية متمثلة في المراقبة الإدارية لمدة خمسة سنوات ويُجبر على إجراء غير قانوني هو الإمضاء اليومي على سجلات الحضور لدى مركز الأمن بحي النجاح بمنزل بورقيبة ويُهدد من حين لآخر بإعادته إلى السجن إن لم ” يواظب ” على موعده اليومي … ! كما يتعرض الشاب مجدي الذكواني منذ نحو عام إلى تضييقات أمنية  طالت أفراد عائلته بإدخال الهلع والخوف في نفوسهم خلال كل زيارة لأعوان الأمن لمحل سكناه لدعوته بصورة غير قانونية للحضور بمركز الأمن . علما  أن الشاب مجدي الذكواني الذي حُوكم بسنتين ونصف سجنا بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 لـ ” مكافحة الإرهاب” وسُرّحَ في 21 نوفمبر2007 بعد إنقضاء مدة الحكم، وأن العقوبة التكميلية بالمراقبة الإدارية لمدة خمسة سنوات لا تبرر مطلقا ، حسب نص القانون ، إكراهه ، على الإمضاء يوميا في سجلات الحضور لدى مركز أمن حي النجاح بمنزل بورقيبة. ويذكرأن الشاب مجدي الذكواني من مواليد 1982.06.13 كان طالباً يدرس بالسنة الرابعة اقتصاد وتصرف بالمركب الجامعي بتونس، حين ألقي القبض عليه في 21 ماي 2005 ويجري الآن منعه من التنقل من منزل بورقيبة إلى تونس قصد الإستعداد للتسجيل بالجامعة .   كما يعاني عدد من شباب منزل بورقيبة هم: نبيل العبيدي و خالد البادي  وأنور الهويشي و وليد العربي  و بشير المهناوي من الملاحقة الأمنية  الدائمة والحرمان من استئناف الحياة العادية بإكراههم  على الإمضاء اليومي تحت طائلة التهديد بإعادتهم إلى السجن بنفس تهم قضاياهم الأولى والتضييق عليهم في الشغل والدراسة ومنعهم من التنقل لأي وجهة قبل الحصول على ” إذن مسبق ” .. !  عن فرع بنزرت عثمــــــــان الجميلي  

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تطالب بإطلاق سراح شباب الصحوة

 

 
لا تزال المحاكم التونسية تنفذ خطة السلطة البوليسية في الانتقام من شباب الصحوة الاسلامية من خلال حملات اعتقال تعسفية واسعة لمجرد تدينهم وتداولهم لبعض الكتابات الاسلامية فتخضعهم لصنوف من التعذيب بلغت حد إصابتهم بإعاقات خطيرة منها فقدان الذاكرة ، لتسلمهم بعد ذلك لمقاصل المحاكم المنصّبة، لتصدر عليهم أحكاما جاهزة بالغة القساوة والتشفي. ومن ذلك ما صدر في حق المجموعة التي عرفت بمجموعة اسد ابن الفرات تلك القضية التي لا يزال يلفها قدر كبير من الغموض والارتباك في رواية السلطة لوقائعها . وكانت تلك الاحكام من القساوة أن كان منها حكم بالاعدام على الشاب الراقوبي أقرته محمة التمييز أخيرا حركة النهضة ـ تشكك في الوقائع التي انبنت عليها الاحكام الصادرة على الآلاف من شباب الصحوة بغرض الاجهاز على هذا التيار، ضمن محاكمات لم يتحقق فيها ولو الحد الادنى من شروط المحاكمة العادلة في كل اطوار القضية ومن ذلك الرفض المتواصل من الحكام في التحقيق في وقائع العذيب الصارخة التي سلطت على المتهمين. ـ تنبه مجددا أن النهج الأمني الانتقامي المتبع مع هذا التيار الفكري الواسع،  والذي أخذت ثماره تتبدى وقائع عنف واختطاف سواح وتفجير ، ما يمثل أعظم التهديد لأمن البلاد واستقرارها ، لن يزيد هذا التيار إلا تشددا ، وتطالبها بالاستعاضة  عنه بالنهج الفكري السياسي التربوي الهادئ ـ تجدد مطلبها بفتح حوار وطني لا يستثني أحد، يخرج البلاد من الاحتقان المتزايد ويفتح صفحة جديدة تتصالح فيها الدولة مع شعبها ـ تساند كل المنظمات الانسانية والحقوقية الشاجبة لهذه المحاكمات والمطالبة باطلاق سراح هؤلاء الشباب لندن في 28 مايو 2008 رئيس حركة النهضة  الشيخ راشد الغنوشي


 
بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــان  
يمرّ شهران على قرار المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية بتجميد عضويتي من الحزب والرفيق عبد الحميد بن مصباح على خلفية اتهامنا بتكرار الإساءة إلى قيادة الحزب عبر الانخراط في ترويج أخبار زائفة والمقالات الممضاة بأسماء مستعارة وعدم الانضباط إلى ما أفرزه المؤتمر الأخير من قيادة منتخبة ديمقراطيا. وقد كنّا بيّنا في بيانات سابقة الطبيعة الانتقامية لهذا القرار الظالم واستناده إلى رغبة بعض الأطراف داخل الحزب في إقصائنا على خلفية استحقاقات الانتخابات التشريعية القادمة. إنّ قرار المكتب السياسي هو في حقيقة الأمر منسوب إلى هذا الهيكل حيث وقع اتخاذه خارج الهياكل الرسمية بشهادة عديد مناضلي الحزب المشهود لهم بالسمعة الطيّبة والنزاهة حيث أنكر العديد من أعضاء المكتب السياسي مشاركتهم في اتخاذ قرار التجميد أو حضور اجتماع تناول بالدرس هذه المسألة. لكنهم بالتوازي أقرّوا بموافقتهم عليه وأعربوا عن مساندتهم له. وقد كنّا طالبنا الرفيق الأمين العام للحزب وأعضاء المكتب السياسي في مراسلات موثقة بإحالتنا على لجنة النظام لنتمكن من الدّفاع عن أنفسنا وهذا أبسط حقّ من حقوقنا لكنّهم آثروا الصمت ورفضوا ذلك متعدين على مبدأ أساسيّ وهو حقّ كلّ متهم في محاكمة عادلة. وقد عبّرنا أكثر من مرّة عن استعدادنا للمثول أمام لجنة النظام والإجابة عن كلّ الأسئلة لكن يبدو أنّ الرغبة المتوحشة في تصفيتنا أكبر من الحقوق الشرعية. إنّ الخلاف الحقيقي مع قيادة الحزب ليس حول التوجهات الكبرى للحزب حيث أعلني تمسكي بكلّ مقررات المؤتمر الأخير للحزب ولوائحه ونضالي من أجل تحقيقها، كما أنّه ليس خلافا حول الشرعية إنّما هو خلاف جوهريّ حول آليات تسيير الحزب. فقوّة الأحزاب ليست فقط في ما تطرحه من أفكار إنّما في قدرتها على ضمان قيم العدالة بين كلّ مناضليها. لكنّ هذه العدالة ظلت غائبة ومهمشة حيث الأغلبية مطالبة بالانصياع لرغبات بعض المتنفذين في الحزب وسعيهم إلى احتكار كلّ شيء حيث وقع الاستحواذ على مهام المجلس المركزي لصالح المكتب السياسي وظلت عديد الجامعات غائبة ولم تقم بعقد مؤتمرها منذ سنوات إضافة إلى الخلاف حول وضع جريدة الحزب. وإنني أجدّد طلبي لقيادة الحزب بإحالتي والرفيق عبد الحميد بن مصباح على لجنة النظام للردّ على كلّ الاتهامات التي طالتنا ومست من سمعتنا. لقد أكدّ المكتب السياسي في بيانه الصادر يوم 3 مارس 2008 ” على أهمية الحوار أسلوبا وحيدا لمزيد الارتقاء بالحياة السياسية ” ثم ّ ختمه بقرار تجميد ظالم ومجحف وظلّ يمارس سياسة الهروب إلى الأمام رافضا الحوار والاعتراف بأبسط حقوقنا. فهل يكون الارتقاء بالحياة السياسية بإقصاء مناضلي الحزب وتجميدهم بناءا على وشايات وتلفيق التهم لهم ومحاولة تصفيتهم سياسيا ؟ شوقي بن سالم إعلامي وناشط سياسي


                 

                                   لسم الله الرحمن الرحيم                    حركة النهضة تنعى وفاة الشيخ العلامة عمر بن جمعة

 

 
بلغنا نبأ وفاة الداعية الكبير والوطني الغيور والشاعر الفحل ، صديقنا العزيز الشيخ عمر بن جمعة الحرايزي بموطنه بقرية نويل معتمدية دوز ، عن سن تستشرف التسعين ، كانت حافلة بالعلم والتعلم والعطاء لبلاده ولقومه ولدينه ، فقد تدرج المرحوم في التعليم الزيتوني حتى الدرجات العلى، وكان مناضلا في صفوف صوت الطالب ضد المحتلين ودفاعا عن الثقافة العربية الاسلامية ، ثم انضم الى صفوف المدرسين متنقلا بين مختلف جهات البلاد حتى استقر به الامر في منطقته مدرسا وإماما خطيبا في قريته فتخرجت على يده أجيال من الوطنيين ومن الشباب الاسلامي حيث كان محضنا للدعوة الاسلامية الجديدة المنبعثة في السبعينيات، معلما ناصحا وذابا عنها ، غير متردد في استضافة واستقبال قادتها . وكنّا من بين من حظي بالتعرف عليه وتوثق العلائق به منذ الفجر الاول للدعوة ، وناله من ذلك يوم تعرضت الدعوة لسنة الله في البلاء قدر غير قليل من الاضطهاد والحصار،على غرار أبناء جيله من شيوخ المنطقة ممن تحملوا أمانة احتضان الدعوة وشبابها، تغمدهم الله بواسع رحمته وخلف فيهم خيرا المسلمين وبخاصة ابناء هذه المنطقة الأصيلة عروبة واسلاما. نافح الشيخ عمر عن دعوة الاسلام بلسانه وقلمه وشعره، فهو الخطيب المفوه والشيخ المربي والشاعر الفحل . من آثاره كتاب في تزكية النفوس وديوان شعر. كما كان راعيا لزاوية سيدي عمران لتحفيظ القرآن الكريم . تغمّد الله علم دعوة الاسلام صدبقنا العزيز عمر بن جمعة بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وأخلف فيه أسرته وأهل نويل والمنطقة كلها وحملة دعوة الاسلام خيرا” ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية” و”إنا لله وإنا اليه راجعون”
 
 راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة 25جمادي الثانية 1429 29-5-2008  

 الشيخ عمر بن جمعة في ذمة الله  

 
ودعت منطقة نفزاوة اليوم شيخا من شيوخها الأفاضل و علم من أعلامها الكبار: الشيخ عمر بن جمعة ، الذي وافاه الأجل صباح أمس الاربعاء 28/05/2008 ببلدته نويل من معتمديّة قبلّي بعد معانات طويلة مع المرض. و كما أن الشيخ غني عن التعريف في منطقته نفزاوة التي عرفته خطيبا في مساجدها و منابرها العلمية و الثقافية و أبا حانيا على الصحوة في بواكيرها الأولى يشد أزرها و ينافح عنها و يوسع آفاقها و يعطيها من حكمته و علمه وتجربته ما هي في أشد الحاجة إليه، فإنه أيضا لم يكن بعيدا عن فضاء الصحوة عامة وانشغالاتها و اهتماماتها. و قد كان الشيخ رحمه الله مثلا في سعة العلم و حدة الذكاء وثراء التجربة. و لم تستثمر بلدته و منطقته من مخزونه ذاك إلا النزر القليل كما هو الشأن مع أمثاله من أعلام الجهة و على رأسهم الشيخ البشير يعقوب رحمهم الله أجمعين . كانوا أكبر من الجهة و كانت هي بعيدة عن أن ترتقي إلى القدرة على استيعاب ملكاتهم وأن تنهل من  فيوضاتهم.  كان محسوبا على اتجاه الأمانة العامة في الصراع داخل الحزب الدستوري في بواكير الاستقلال شأنه شأن الكثير من مشائخ الزيتونة ،بل كان قاب قوسبن أو أدنى من الإعدام و نجا منه بأعجوبة. عرف بمقالاته القوية و شعره البليغ ، و قد سمعت منه مقالة كتبها عند إعلان الاستقلال الداخلي بعنوان : “و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا” و قصيدا عند إعلان تأسيس مجلس الأمن سنة 1958 مطلعها : “و ما مجلس للأمن أمّن روعهم ” فيهما من الوعي و قوة الحجة و ثراء اللغة كما لو أنهما كتبتا في وقتنا الراهن. و قد اضطر في معرض الدفاع عن نفسه ضد الدسائس الكثيرة التي كانت تكاد له أن يكون حاضرا ضمن موكب “العكاضيات” الشعرية التي تمدح بورقيبة و إنجازاته في بواكير الاستقلال و لكنه انقطع عنها مبكرا و بعد مناسبة زيارة بورقيبة لقبلي حوالي سنة 1965 حيث خاطب بورقيبة في آخرها : فاهنأ بشعبك يا حبيب فإنه            يهوى الجديد و يكره الأسمالا و لكن بورقيبة بذكائه كأنما لمح المقصد فقال له هذه كلمة ضامرة. و بمجرد ما شقت فسيلة الصحوة عودها بين الأحراش و الصخور ، حتى أعطاها من جهده و خبرته و علمه ما يساعدها على أن تتمكن عروقها في تربتها الطيبة و أن تمتد بفروعها تعانق الفضاء الرحب و تستنشق الهواء الرطيب ، و هو الذي عشق الأرض وزراعتها ووجد فيها خير مؤنس عندما ضاقت مساحات الدعوة و أكلت السنون من جسمه العليل ما أكلت. و حين اختلف الناس حوله كما حصل مع أمثاله حين يبتلى العالم بأن يغدو عصفورا من عصافير الحي المألوفة التي لا يطرب لحنها ، لازمت الاختلاف إليه أعب من واسع علمه ما قدرت ،و هو يطوف و يغوص بين التفاسير و كتب التاريخ و الأصول و الأدب ، ينتزع أغلى الصدف و أعز الجواهر ، في عمق فهم و دقة حفظ و سردية أخاذة .  لقد كان كـ”الغوطة” بين كثبان البيد القاحلة و كالنبع في صحارى الملح الجافة ، و كان شأننا و إياه كما قال الشاعر في بيته المشهور : كالعير في البيداء يقتلها الضمأ   و الماء فوق ظهورها محمول ودع الشيخ عمر دنيانا و قد ترك مخطوطا جاهزا للطبع يحتوي على قسمين ، قسم يحتوي على تأملات في آيات قرآنية و مسائل عقائدية و فكرية و قسم يحتوي على نخب من مقالاته و شعره . لكم كنت أتمنى أن كان رأى النور في حياته ، نسأل الله أن يكون صدقة جارية له بعد مماته. رحم الله شيخنا الجليل الشيخ عمر بن جمعة و أسكنه فراديس جنانه مع النبيين والصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا و أخلفنا فيه خيرا ، إنه سميع مجيب.   حامد النفزاوي  

بسم الله الرحمان الرحيم ” إنا لله وانا اليه راجعون” “اللهم آجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها”

السيد توفيق الشملي في ذمة الله

 

 
انتقل إلى رحمة الله تعالى السيد توفيق الشملي شقيق أخينا محمد الشملي السجين السياسي السابق… و كانت الوفاة اليوم الخميس 24 جمادى الأولى 1429 الموافق للتاسع و العشرين من شهر ماي 2008… و تتم مراسم الدفن غدا الجمعة بعد صلاة العصر و ينقل إلى مقبرة سوسة الجنوبية..   تغمد الله الفقيد بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته، و رزق عائلته و كافة ذويه جميل الصبر و السلوان…   لتقديم التعازي: الأخ محمد الشملي:0021624225632       جرحيس في:29 ماي 2008 عبدالله الــــزواري  

بسم الله الرحمان الرحيم ” إنا لله وانا اليه راجعون” “اللهم آجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها”

السيد محمد بن النفطي شعيرات في ذمة الله والد أخينا رضا شعيرات

 

انتقل إلى رحمة الله تعالى السيد محمد بن النفطي شعيرات، والد أخينا رضا شعيرات- السجين السياسي السابق- يوم الثلاثاء27 ماي 2008 على الساعة السادسة و النصف مساء، في نفس اليوم الذي أشار فيه الأطباء المعالجون بإخراجه من المستشفى، علما أنه كان يعالج من مرض عضال عافى الله منه عباده… و تم الدفن ظهر اليوم بمقبرة شط السلام بقابس، علما أن المرحوم قد ناهز الثمانين من العمر و لم يقع اكتشاف المرض إلا في وقت متأخر… تغمد الله الفقيد بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته، و رزق عائلته و كافة ذويه جميل الصبر و السلوان…   لتقديم التعازي: رضا شعيرات: 0021622406033     جرحيس في:28 ماي 2008 عبدالله الــــزواري  


بسم الله الرحمان الرحيم ” إنا لله وانا اليه راجعون” “اللهم آجرنى فى مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها”

الشيخ المجاهد عمر بن جمعة في ذمة الله

 

 
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الاربعاء 23 جمادى الأولى 1429 الموافق 28 ماي 2008 الشيخ المجاهد عمر بن جمعة، نويل / دوز.. ويدفن اليوم الخميس على الساعة السادسة مساء بمقبرة نويل.. الشيخ عمر من علماء جامع الزيتونة المعمور، و قد قضى حياته مدرسا واعظا متنقلا بين قرى المنطقة و واحاتها و الكل يقر له بالسبق و العلم و الجهاد.. للشيخ عمر اثنان و ثلاثون ولدا و قد تجاوز التسعين من العمر     تغمد الله الفقيد بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته، و رزق عائلته و كافة ذويه جميل الصبر و السلوان، و قيض لهذا الدين العظيم عظماء يبشرون به، و ينافحون عن بيضته، و يكون أحب إليهم من كل ما سواه، لا يخافون في الله لومة لائم.   لتقديم التعازي: الأبن البكر مختار بن جمعة: 0021696201065   جرحيس في:29 ماي 2008 عبدالله الــــزواري


منظمة العفو الدولية: حقوق الإنسان في تونس .. واقع شديد المرارة ومناخ خوف سائد

 

 
تونس  – خدمة قدس برس  انتقدت منظمة العفو الدولية في تقريرها عن حالة حقوق الإنسان في العالم لسنة 2008 سجل تونس في هذا المجال ووصفته بواقع شديد المرارة. وذكرت أنّها سجلت عدة انتهاكات للضمانات القانونية، وتعرض المشتبه فيهم سياسياً للتعذيب مع بقاء مرتكبي التعذيب بمنأى عن العقاب. وسجّلت المنظمة في تقريرها الذي أطلق أمس الأربعاء (28 ايار/مايو) في جميع فروع المنظمة في العالم بما فيها الفرع التونسي استمرار تشديد القيود على حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات وصدور أحكام بالسجن لمدد طويلة على كثيرين بتهم تتعلق بالإرهاب إثر محاكمات وصفت بالجائرة، من بينها محاكمات أمام محاكم عسكرية. كما ظل في السجون مئات آخرون ممن صدرت ضدهم أحكام بعد محاكمات جائرة في غضون السنوات السابقة، وبعضهم مسجون منذ أكثر من 10 سنوات، ورجّحت المنظمة أن يكون بعضهم سجناء رأي. وقالت المنظمة إنّ “هذا الواقع المرّ تم تغطيته بأداء اقتصادي جيّد وإصلاحات قانونية إيجابية عززت بها الحكومة التونسية سمعتها الدولية”. وجاء هذا التقرير حصيلة رصد عام كامل من قبل المكتب الخاص بتونس في الأمانة الدولية للمنظمة بلندن، إضافة إلى ثلاث بعثات تقصي قام بها مندوبون من منظمة العفو الدولية زاروا تونس، في ثلاث مناسبات والتقوا عددا من المدافعين عن حقوق الإنسان، وبعض الضحايا وذويهم، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين وممثلي حكومات دول في الاتحاد الأوروبي. ونبّه التقرير إلى استمرار التعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة على أيدي قوات الأمن، ولاسيما إدارة أمن الدولة. وكثيراً ما خالفت قوات الأمن الحد الأقصى المسموح به قانوناً لفترة الاحتفاظ المحددة بستة أيام حيث احتجز المعتقلون بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أسابيع. و ادّعى كثيرون أنهم تعرضوا خلال هذه الفترة للتعذيب، بما في ذلك الضرب والتعليق في أوضاع مؤلمة والصعق بالصدمات الكهربائية والحرمان من النوم والاغتصاب والتهديد باغتصاب نساء من أهالي المعتقلين. وفي جميع الحالات تقريبا تقول العفو الدولية إنّ السلطات أحجمت عن إجراء تحقيقات في تلك الادعاءات أو تقديم مرتكبي الانتهاكات إلى ساحة العدالة. ووصفت المنظمة الدولية مناخ العمل الصحفي في تونس بالترهيب والخوف. وأشارت إلى استمرار الرقابة على المطبوعات الأجنبية وتعرّض صحفيين ممن ينتقدون الحكومة لحملات تستهدف تشويه السمعة والمنع من العمل  ومحاكمات جنائية بتهمة القذف وأشير في هذا الصدد إلى حالة الصحفي سليم بوخذير الذي حكم عليه بعام سجنا في كانون الأول 2007. كما تعرض التقرير إلى الانتهاكات التي تتعرض لها السيدات والفتيات بسبب ارتداء الحجاب، كإجبار بعضهن على خلع الحجاب مقابل السماح لهن بدخول المدارس أو الجامعات أو مواقع العمل، وإجبار أخريات على خلع الحجاب في الشارع أو أخذهنّ إلى مخافر الشرطة وإجبارهن على التوقيع على تعهد مكتوب بالكف عن ارتداء الحجاب، واعتداء ضباط الشرطة على بعض من رفضن التوقيع. ونبّه التقرير إلى تعرض بعض المدافعين عن حقوق الإنسان للمضايقة والترهيب، والاعتداءات الجسدية وإخضاعهم وعائلاتهم لمراقبة لصيقة بشكل دائم. وطبع غلاف تقرير المنظمة لهذا العام بلون أسود، وقال الحبيب مرسيط رئيس الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الفرع إنّه تعبير عن حزن المنظمة على حالة حقوق الإنسان في العالم.   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 29 ماي  2008)

تعديل الأحكام في قضية الخلية الإرهابية المتكونة من 16 شخصا ولها علاقة بمجموعة «سليمان»

 

 
مفيدة قررت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس مساء اول امس تعديل الأحكام في حق بعض المتهمين المورطين في قضية ارهابية كما أقرت الحكم في حق البعض الآخر وتتراوح الأحكام بين عامين و3و5 اعوام كما عدلته في حق المتهم الرئيسي من 12 الى 8 سنوات سجنا، مع الاشارة الى ان المتهم الوحيد والذي له علاقة بالجماعة الارهابية بسليمان حوكم في القضية المشار اليها بالمؤبد باعتباره كان ينشط مع «مجموعة سليمان» بالاضافة الى ذلك اندمج مع 15 شخصا اخرين وهم المتهمون في هذه القضية التي نشرت «الصباح» تفاصيلها في عدد أمس.     (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 29 ماي  2008)


 

الرئيس التونسي يحذر من مخاطرعودة الجوع  إلى الدول الفقيرة

 

 
تونس / 28 مايو-أيار / يو بي أي: حذر الرئيس التونسي زين العابدين علي من مخاطر عودة الجوع إلى الدول الفقيرة بسبب إرتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية،ودعا إلى تفعيل التضامن الدولي للتصدي لمثل هذه المخاطر. وقال في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس وزرائه محمد الغنوشي امام المشاركين في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بافريقيا “تيكاد4 ” الذي بدأ اعماله اليوم ،إن إقتران التغيرات المناخية بالإرتفاع الحاد لأسعار المحروقات والمواد الغذائية الأساسية ” يهدد بعودة مخاطر الجوع في البلدان الفقيرة”. وشدد في كلمته  التي وزع نصها اليوم الأربعاء في تونس،على أن  مثل هذا الأمر ” يتطلب أكثر من أي وقت مضى تفعيل التضامن الدولي وترجمته إلى مبادرات ملموسة”. وأعاد الرئيس بن علي التأكيد على أهمية إقتراحه الذي دعا فيه الدول المنتجة للنفط إلى إقتطاع دولار واحد عن كل برميل نفط  للمساهمة في دعم الصندوق العالمي للتضامن الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة بناء على اقتراح كان قد تقدم به ،وذلك لدرء مخاطر التهميش والإقصاء في العديد من مناطق العالم. وأضاف أن كل الدراسات والتقارير الدولية تؤكد أن القارة الافريقية تعد من اكثر المناطق عرضة لتداعيات التغيرات المناخية بما يلحق أضرارا جسيمة باقتصاديات دولها وبمسيرتها التنموية وينعكس سلباً على حياة المواطن الافريقي وصحته فضلا عن اندثار نسبة كبيرة من الاصناف البرية الحية بالقارة. وكانت الحكومة اليابانية أعلنت اليوم عن رصدها اعتمادات بقيمة 4 مليارات دولار بعنوان قروض موجهة لتنمية شبكات الطرقات والبنى التحتية للكهرباء في الدول الإفريقية خلال السنوات الخمس المقبلة .   (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 28 ماي  2008)


 هل هي مسايرة للثورة المعلوماتية أم تهرّب من المسؤوليات؟ الانترنت في تونس: فضاء للعمل السياسي و الحقوقي

 

 
إسماعيل دبارة من تونس: هل يمكن أن ينتقل العمل السياسي المعارض والنضال من أجل تكريس مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية من أرض الواقع المعيشي إلى الشبكة العنكبوتية ؟ وهل يمكن لمن يزعم دفاعه عن المواطنين دون تمييز أن يمرّ من الإلتحام بقضاياهم الشائكة إلى العمل الافتراضي عبر النت؟ الإجابة في تونس ستكون نعم قطعًا. وربما لن يكون الموضوع ذا أهمية كبيرة لو كان اللجوء الى الانترنت للتعريف بفكرة سياسية ما أو لدعم نضالات وتحرّكات حقوقية موجودة فعلاً على الميدان. إلا أن ما يشدّ الانتباه هنا، هو رصد انتقال شبه كامل من العمل السياسي والحقوقي الميداني المألوف إلى ما يشبه اللجوء التام إلى الفضاء الافتراضي العجيب الذي كرّسته الثورة المعلوماتية الهائلة منذ أواخر القرن الماضي ويعيش اليوم أوجه. فالعديد من الأحزاب السياسية المعارضة في تونس وخصوصًا تلك التي لم تتحصّل على التأشيرة التي تجيز لها العمل العلني و القانوني بعدُ، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الحقوقية التي تعنى برصد الانتهاكات والتجاوزات في ميدان حقوق الإنسان وحرية التعبير، اختارت الانترنت وسيلة للعمل والرصد والكشف وأحيانًا للتشهير. وعلى الرغم من أن تونس تضمّ 9 أحزاب قانونية والعشرات من منظمات المجتمع المدني العاملة في إطار القانون، إلا أن إضعافها ينشط وربما بشكل أكثر تأثيرًا من خلال الانترنت والمواقع المختلفة التي يعاني أغلبها الحجب والرقابة. عقود طويلة قضاها الدكتور المنصف المرزوقي في العمل السياسي المعارض، إلا أن لمن ينعم ولو ليوم واحد بعمل ميداني مباشر يمكن أن يلتحم به بالمواطنين التونسيين، فحزب ‘المؤتمر من أجل الجمهورية’ الليبرالي التوجّه والذي يتزعمه الدكتور المرزوقي، يصنّف في تونس على أنه حزب انترنت بامتياز، وصف لم يستسغه الدكتور كثيرًا، ومن منفاه الاختياري بباريس حيث كان لإيلاف اتصال معه ، اعتبر أن الاتهامات التي تصفه وجماعته بالافتراضيين لا يمكن أن تكون سوى ” اتهامات سخيفة تسوقها السلطة لضرب معنويات ومصداقية المعارضة، ولو لم تكن تخشى هذه  المعارضة الافتراضية لما قامت بالمجهودات الهائلة التي تبذلها وتنفق عليها الموارد الضخمة لحجب الانترنت’. ويضيف المرزوقي: “لو لم تكن السلطة تخشى من هؤلاء المعارضين  “غير القادرين على الالتحام بالجماهير”، لما أغلقت سفارتها  في الدوحة على اثر مشاركتي في برنامج حواري عرضته قناة الجزيرة القطرية” وحول مزايا العمل السياسي الافتراضي يوضّح المرزوقي بالقول: “السلطة الاستبدادية تدرك جيدًا أن الالتحام بالجماهير الذي منعته بالقوة يتم عبر وسائل لا تستطيع التحكم فيها، ولا أدل على ذلك من استعمالات الانترنت المختلفة، والتي مهما حاولت ضربها وحجبها وقطع الطريق أمامها، إلا وفشلت نظرا لاستحداث وسائل جديدة تجيز الالتفاف على الرقابة والحجب. وعلى الرغم من توالي الانتقادات للمعارضين الافتراضيين كما يحلو لبعضهم تسميتهم ، خصوصًا لتعمدهم الهروب من المواجهة الحقيقية التي يمكن أن تثمر انتقالاً ديمقراطيًا سلميًا حقيقيًا، يقول الدكتور المرزوقي لإيلاف: ‘ردنا واضح وصريح ، الوضع بالنسبة إلينا بسيط: بلد صغير ومدن توجد على السواحل وفي السهول وسهلة المراقبة وبوليس كالنمل وتقنيات جديدة في شلّ حركة المعارضة بوضع مئات الأعوان وراء كل ناشط…. ما الحلّ إذن ؟ إما العمل السري وهذا مرفوض – عدا أنه ما تريده السلطة- أو العمل العلني ومواصلة إبلاغ الصوت. ففي عهد الاستعمار كانت الوسيلة المناشير عندما لا يمكن تنظيم لقاء ، الآن منشوراتنا بالانترنت تفي بالغرض المهم إجادة استعمال هذه الوسائل الجديدة من انترنت وتلفزيون وربما غدًا الهاتف الجوال لتنظيم الإضرابات القطاعية والإضراب العام الذي يجب أن تقع له بروفات عديدة قبل أن يشن  الفصل الأخير. حزب آخر ذو مرجعية إسلامية واضحة يسمى ‘اللقاء الإصلاحي الديمقراطي’، يعتبره عدد من المراقبين حزبًا افتراضيًا لا وجود له على أرض الواقع وإنما ينشط عبر الشبكة العنكبوتية فحسب، وعلى الرغم من أن ‘إيلاف’ حاولت الاتصال بالسيد خالد الطراولي الأمين العام لهذا الحزب ، إلا أن محاولاتها تلك باءت بالفشل. ويعتمد “اللقاء الإصلاحي الديمقراطي” الذي تقدم بمطلب للحصول على تأشيرة للعمل القانوني دون الحصول عليها، عادة على إرساليات بريدية مكثفة لتمرير برامجه وإصداراته العديدة في الشأنين السياسي والديني. الأمر ذاته بالنسبة إلى حزب العمل الوطني الديمقراطي اليساري صاحب الإصدارات الدورية على النات، وعلى الرغم من أن حزب العمل ينشط عبر بعض النقابات والجمعيات، إلا أن وجوده الافتراضي فاق وفق بعض المتابعين للشأن التونسي تواجده الحقيقي على الساحة السياسية. وكان هذا الحزب اليساري قد تقدم في العام 2004 بملف للحصول على القانونية التي تتيح له العمل العلني، لكنه جاوبه بالرفض من قبل السلط المعنية. السيد زهير مظفر الوزير المكلف بالوظيفة العمومية وعضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم في تونس قال في ندوة له بتاريخ 07/03/2008 الجاري وفي معرض ردّ له عن أسباب رفض الاستجابة لمطالب أحزاب تقدمت بمطالب للحصول على تأشيرة العمل القانوني أجاب بالقول’ إن هذه المعارضة تنقسم غالبًا إلى تيارين: تيار ينتسب إلى المقدسات العقائدية والدينية بما ينفي عنها الصفة السياسية والحزبية التي تفترض أن يجري الحوار حول القضايا السياسية والاقتصادية انطلاقا من مرجعيات بشرية دون السقوط تحت سقف الخلط بين الديني المقدس والبشري وأطراف أخرى لم تحظ بالاعتراف القانوني لأنها تنتمي إلى تيارات يسارية لم تحترم قانون الأحزاب التونسي . من جانب آخر، تعتبر نشرة ‘تونس نيوز’ الالكترونية محملاً طيبًا تستغله المعارضات التونسية المختلفة القانونية منها وغير القانونية للتعريف بتحركاتها والإعلام بها مسبقًا، فهذا الموقع المحجوب منذ الأيام الأولى لانطلاقته يعتبر الأشهر في تونس و الأكثر جذبًا لمتصفحي الانترنت من حيث تلبيته لمطالب الجمهور النخبوي التائق إلى أخبار الأحزاب السياسية والمنضمات الحقوقية. ولا يقتصر الأمر على الأحزاب السياسية فحسب ، بل إن منظمات المجتمع المدني المستقلة على غرار جمعيات ‘حرية وإنصاف’ والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين (مقرهما تونس العاصمة)  تتميز هي الأخرى بعمل إعلامي متسارع عبر النات. ويرفض زهير مخلوف الكاتب العام لحرية وإنصاف في تصريحات لإيلاف أن تكون منظمته معتمدة بشكل كلي على الانترنت على حساب العمل الميداني الشعبي، ويقول:’ البيان الذي نصدره عبر الانترنت هو بالتأكيد تتويج لعمل ميداني شاق وحراك متواصل لمناضلي جمعيتنا، فقبل صدور البيان نكون قد تنقلنا على عين المكان لرصد الانتهاكات أو اتصلت بنا بعض العائلات التي تبحث عن ضالتها لدينا في التعريف بما تتعرض له من تجاوزات ومصادرة لحقوقهم وحرياتهم، ثم إن الاتصال بمنظمتنا ليس اتصالاً غيبيًا أو افتراضيًا نحن نستقبل يوميًا العشرات من المواطنين في مقرنا”. وبخصوص مزايا الانترنت في العمل الحقوقي يؤكد ‘مخلوف’ على أهميتها وعلى قدرتها تسهيل عمل المدافعين عن حقوق الإنسان و في الكشف عن الظلم الذي قد يلحق بعض المواطنين في تونس. ‘كما يجب ألا ننسى أن جمعيتنا تمكنت من الالتفاف على المضايقات التي تستهدفها باستمرار لتوصل صوتها إلى شريحة كبرى من الناس بأكثر مما فعلته بعض الأحزاب السياسية التي تدعي أنها ذات قواعد شعبية عريضة وهذا في حدّ ذاته يعود إلى الإطار القانوني الذي تشتغل فيه المنظمات والجمعيات في تونس، إذ إننا لسنا في حاجة الى ترخيص من الحكومة لمباشرة عملنا الإنساني عكس المعمول به بالنسبة إلى نظام الأحزاب الذي يقوم على الترخيص والتأشيرة’. من جهة أخرى تعتبر ‘لجنة الدفاع عن المحجبات’ نموذجًا جيدًا آخر لجمعية حقوقية لا نشاط لها سوى عبر النات. وتدافع هذه الجمعية على ما تسميه ‘حق المرأة في الارتداء الحجاب بما يتماشى والفصل الخامس من دستور الجمهورية التونسية الذي ينص على أن الدولة تضمن ‘حرمة الفرد وحرية المعتقد وتحمي حرية القيام بالشعائر الدينية’. كما تعمل هذه اللجنة الافتراضية على ‘ تكتيل القوى من أجل الدفاع عن حق المرأة التونسية في ارتداء الحجاب ‘ ضدّ ما يتعرضن له من منع متواصل من ممارسة حرية اللباس في الجامعات والمعاهد ومراكز العمل. إيلاف التقت في إحدى ضواحي العاصمة تونس أحد المؤسسين لهذه اللجنة الفتيّة التي تأسست في العام 2006 ، ويقول المؤسس الذي رفض الكشف عن اسمه لاعتبارات وصفها بالأمنية: ‘كان المنشور 108 الذي أصدرته الحكومة التونسية سببًا في تأسيسنا لهذه اللجنة التي أرادت أن تشتغل في إطار العلنية و الشفافية و الحرية، إلا أن المضايقات التي استهدفت نشطاءها منذ ميلادها دفعنا دفعًا نحو اللجوء إلى فضاء الانترنت الرحب لننشر بياناتنا ومواقفنا ونصدع بكشف الانتهاكات التي تتعرض لها أخواتنا المحجبات في تونس بما يمس بحقهن في اللباس، وهو أمر يتعارض مع فصول دستور البلاد’. وكشف القيادي في اللجنة عن ‘تحركات ميدانية كبيرة ‘ خاضتها الجمعية من أجل تكريس المبادئ التي قامت عليها ومن ذلك إعداد تقرير سنوي نشر بشكل موسّع لكن على الانترنت فقط. كما كشف عن نشاطات أخرى لم تخرج في معظمها عن فضاء النات الذي ساعدهم كثيرًا في إبلاغ رسالتهم التي وصفها بالإنسانية.   (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 29 ماي  2008)

 تونس احتلت المركز الأول – 145 مليون دولار حجم صادرات إسرائيل للعرب

 

 
كشف تقرير لهيئة الصادرات الإسرائيلية أن حجم صادرات إسرائيل للدول العربية خلال الربع الأول من العام الجاري، بلغ 145 مليون دولار بزيادة نسبتها 48% مقارنة بنفس الفترة من عام 2007. ووفقا للتقرير الذي نشره موقع الدراسات الإسرائيلية “N.F.C” احتلت تونس المركز الأول عربيا كمستقبل للصادرات الإسرائيلية، كما اعتبرت الأردن نموذجا للعلاقات الاقتصادية مع إسرائيل. وأكد التقرير على أهمية منطقة الخليج العربي كسوق واعد للمنتجات الإسرائيلية خاصة في ضوء الطفرة الاقتصادية، التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأعوام الثلاثة الماضية جراء تسجيل أسعار النفط مستويات قياسية. وتوقعت هيئة الصادرات الإسرائيلية زيادة حجم التبادل التجاري مع الدول العربية والإسلامية لتصل إلى مليار دولار خلال العام الجاري، وتشمل دولا لم توقع على اتفاقيات تجارية مباشرة مع إسرائيل. هذا وقد وصل حجم التبادل التجاري مع الدول العربية خلال عام 2007 نحو 410 مليون دولار. الأردن واعتبر التقرير المملكة الأردنية شريكا اقتصاديا أساسيا لإسرائيل ونموذجا عربيا جديرا بأن يحتذى على حد وصف هيئة الصادرات الإسرائيلية، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين بـ 85%. وأشار التقرير إلى انه في الربع الأول من العام الجاري وصل حجم الصادرات الإسرائيلية للأردن لـ 102 مليون دولار بزيادة قدرها 62% عن نفس الفترة في العام الماضي، وهو ما يمثل كذلك 40 % من إجمالي صادرات إسرائيل للعالم العربي في العام 2007. ومن أهم الصادرات الإسرائيلية للأردن المواد الكيماوية ومواد التجميل، والمصنوعات الخشبية ، وصناعة الغزل والمنتجات البلاستيكية وبلغ عدد الشركات الإسرائيلية المصدرة للأردن 1050 شركة وهو الأكبر قياسا ببقية الدول العربية. تونس تشهد العلاقات التجارية بين إسرائيل وتونس نموا ملحوظا مقارنة ببقية دول المغرب العربي، ففي 2007 وصل حجم الصادرات الإسرائيلية لتونس 1.8 مليون دولارا، ومن المتوقع أن تؤدي متانة العلاقات السياسية بين الدولتين لزيادة حجم الصادرات – وفقا لما جاء بالتقرير. مصر أشار التقرير إلى زيادة حجم الصادرات الإسرائيلية لمصر حيث بلغت في الربع الأول من العام الحالي 40 مليون دولار بارتفاع نسبته 25% عن نفس الفترة عام 2007 ، وبلغ عدد المصدرين الإسرائيليين لمصر 329 شركة، كما شكلت نسبة الصادرات الإسرائيلية لمصر خلال العام الماضي ثلث الصادرات الإسرائيلية للدول العربية. المغرب بلغ إجمالي الصادرات الإسرائيلية إلى المملكة المغربية في الربع الأول من العام الحالي 3 مليون دولار، مقارنة بحجم الصادرات المسجل عن العام 2007 بأكمله والذي بلغ 16.4 مليون دولار. وأرجع التقرير الإسرائيلي ضعف نمو الصادرات إلى تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في الفترة الماضية.   المصدر: موقع شبكة الاخبار العربية- محيط – بتاريخ 29 ماي 2008  


تونس تشتري 75 ألف طن من القمح الصلد

 

 
هامبورج (رويترز) – قال تجار أوروبيون أن وكالة الحبوب التونسية اشترت 75 ألف طن من القمح الصلد في مناقصة على الكمية ذاتها أغلقت يوم الأربعاء.   وبلد المنشأ من اختيار البائعين لكن من المتوقع توريد الكمية من الاتحاد الأوروبي.   وأضافوا أن الوكالة دفعت 595.28 دولار للطن وذلك للشحن في الفترة من العاشر إلى 25 من يوليو تموز و589.48 دولار للطن للشحن من 25 يوليو الى العاشر من أغسطس اب و597.50 دولار للطن للشحن من أول يوليو إلى 15 منه. والأسعار كلها شاملة تكاليف الشحن.   وفي مناقصتها السابقة لشراء القمح الصلد في 15 مايو أيار دفعت تونس 69 ر547 دولار للطن شاملا تكاليف الشحن مقابل 25 ألف طن من القمح المكسيكي للشحن بنهاية يونيو حزيران و559.77 دولار للطن مقابل 25 ألف طن يرجح أن تأتي من أوروبا للشحن في أوائل يوليو.   المصدر وكالة رويترز للانباء بتاريخ 29 ماي 2008  


 

في يوم دراسي بمجلس النواب: المسألة المائية في تونس والاستعداد لمرحلة ما بعد 2030 محلّ حوار رغم ندرة الموارد المائية والجفاف لم تسجّل حالات تقسيط في توزيع المياه

 

 
منية اليوسفي تونس ـ الصباح: ابدى المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمه امس مركز البحوث والدراسات البرلمانية بمجلس النواب انشغالا واضحا بالمسألة المائية المنتهجة لتأمين حاجيات الاجيال القادمة.. اجيال ما بعد 2030 من الموارد المائية الصالحة للاستهلاك.. ومن خلال الحوار الذي اثثه عديد المتدخلين من نواب واعضاء مجلس المستشارين تعددت التساؤلات حول التوجهات الرامية الى احكام الربط بين  السدود لتوفير تغطية متوازنة من مياه الشرب بين مختلف المناطق وتعهد المنشآت المائية المتقادمة ومدى تحكم السياسة المائية الوطنية في ظاهرة التغيرات المناخية.. كما ركزت التساؤلات على ما بعد سنة 2030.. باعتبار ان الدراسات والخطط الراهنة ترمي الى استشراف واقع امننا المائي الى حين هذا التاريخ وتبدو مؤشراتها مطمئنة.. لكن ماذا عن العرض الذي سيكون متوفرا للـ«15 مليون تونسي بعيد هذا الاجل.. هل تم الاستعداد لهذه المرحلة وبأية آليات وبرامج ومنشآت وأي دور للبحث العلمي في تثمين مواردنا المائية على ندرتها وتوظيف المناهج العلمية لتطويرها.. كما تعلقت بعض التدخلات بالوضع العالمي في مجال المياه وغياب وفاق عالمي حول نصوص قانونية منظمة للموارد المائية.. وما يمكن ان تخلفه من صراعات وحروب ونزاعات بين الشعوب.   موازنة هيكلية برنامج اليوم الدراسي الذي اشرف عليه السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب تضمن ثلاث محاضرات لخبراء تونسيين ضالعين في المسألة المائية بمختلف جوانبها وزواياها. الاستاذ عمر الحرشاني خبير دولي في المياه ويلقب ايضا بأب السدود في تونس قدم محاضرة تناولت بالتحليل التشخيصي مواردنا المائية وتحديد تموقعها بالمشهد المائي العالمي.. اتى في جانب هام منها على ضغوطات الطلب على المياه ومحدودية الاستجابة لها منبها الى ان عديد البلدان تعيش ازمة مائية حقيقية سيتواصل تأثيرها سلبا على الوضع الصحي والامن الغذائي مدة طويلة من الزمن سيما وان التوقعات تشير الى ان نصف المشاكل القائمة في هذا المجال ستجد طريقها نحو الحل بعد عشرين سنة!. ولدى تعرضه للمقاربة المائية الوطنية قال المحاضر «ان السياسة التونسية ركزت على تأمين ثوابت الامن المائي لسائر الاجيال وفي مختلف القطاعات الاستهلاكية لهذا الموارد…» وباستكمال كامل عناصر خطط تعبئة الموارد المائية بعد احكام التحكم في نسبة 95% من الموارد الطبيعية ومع تنمية الموارد غير التقليدية في حدود 7% وبتعزيز جهود الاقتصاد في الماء اصبح في مقدور المنظومة ضمان الموازنة الهيكلية بين العرض والطلب كمّا ونوعا حتى أفق 2030.. بل وكذلك ارساء  منهجية وآليات تستطيع توضيح الرؤى والاستعداد الى أفق سنة 2050.   سقف الفقر المائي من جهته تناول السيد المكي حمزة المدير العام للموارد المائية بوزارة الفلاحة محور الخطط والنتائج التي ترتكز عليها السياسة المائية، مشيرا الى ان طاقة الموارد المائية بتونس تبلغ نحو 860.4 مليون متر مكعب في السنة منها 2700 مليون متر مكعب مياه سطحية و2160 مليون م.د مياه جوفية فيما تبلغ الموارد القابلة للتعبئة 4660 مليون م3. وباعتماد كثافة سكانية تساوي 10 مليون ساكن فان حصة الفرد الواحد من المياه ستكون في حدود 480 م3 في السنة اي تحت عتبة الفقر المائي المقدرة بـ1000 م3 للساكن في السنة ورغم قلة الموارد وبفضل نباهة السياسات المائية والتحكم في الاستعمالات والتصرف  اكد المحاضر ان تونس لم تشهد ندرة او تقسيطا في توزيع المياه رغم حدة الجفاف في بعض السنوات. وخصص الجزء الابرز من مداخلته لاستعراض توجهات الخطط المرحلية المعتمدة في تعبئة المياه والتي تطمح في مرحلتها الثانية (2001-2011) الى رفع نسبة التعبئة الى 95% من الموارد المتاحة وذلك برفع المساحات السقوية الى 405 الف هكتار وبلوغ نسبة 97% لتزويد المناطق الريفية بمياه الشرب وتحسين نوعية هذه المياه بالوسط الحضري.. كما يتم بالتوازي تنفيذ خطط مماثلة للمحافظة على المياه والتربة لمقاومة الانجراف وحماية السدود من الترسبات وتغذية المائدة المائية.   2030-2050 وحول الاستعدادات لتأمين التوازن في العرض والطلب في افق 2030-2050  وضمان الامن المائي في الحالات المناخية القصوى اوضح المتحدث ان وزارة الفلاحة اعدت خطة طويلة المدى تهدف الى تحيين هذه الاهداف وذلك عبر اتمام انجاز برامج تعبئة الموارد المائية والتصرف المندمج والتكامل في هذه الموارد مع حماية المنشآت وللتحكم في طلب المياه بمختلف الاستعمالات الى جانب تنمية تقنيات حصاد المياه.     (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 29 ماي  2008)

اتحاد الشغل والعضوية في مجلس المستشارين: لا جديد .. وتمسّك بالمواقف الأولى كل ما يجري أحاديث جانبية… ولم تطرح مسألة المشاركة داخل المكتب التنفيذي أوالهيئات الإدارية

 

علي الزايدي تونس ـ الصباح: اتجه الاهتمام خلال الايام الأخيرة إلى مجلس المستشارين الذي شهد حركية هامة نتيجة موعد تجديد ثلث أعضائه، وذلك طبقا للقانون الذي ينص على هذا البعد، وبحكم طريقة العضوية والتداول على  المجلس وتجديد أعضائه. وتعتبر هذه العملية التي تمت أخيرا عبر القرعة، وغادر بموجبها  وعلى أثرها عدد من الاعضاء المجلس ضربة البداية التي ستليها نشاطات مختلفة وحملة انتخابية في الجهات وداخل المؤسسات والمنظمات الوطنية ليستعيد المجلس نصابه من الأعضاء، ويواصل نشاطه كالمعتاد. توزيع العضوية داخل مجلس المستشارين واضحة طبقا لقانونه الأساسي، والفصول القانونية الأخرى التي تحكمه، وعملية إختيارالاعضاء  تتم طبقا لهذه المبادئ، حيث تكون التمثيلية داخله موزعة  بين  المنظمات الوطنية والقوى الحية في البلاد، لكن واعتبارا لما تم في السابق من أخذ ورد حول مشاركة المنظمات  ونصيبها، وطرق اختيار اعضائها  داخل المجلس، فقد كان للإتحاد العام التونسي للشغل تباينات أدت الى عدم مشاركته في عضوية المجلس خلال دورته ونشاطه السابق. هذا الموضوع عاد ليطفو داخل الساحة النقابية من جديد، وذلك على إثر الحركية المتصلة بتجديد ثلث أعضاء المجلس. فهل هناك من جديد بخصوص مشاركة الاتحاد في مجلس المستشارين؟ وماذا تعني النقاشات القاعدية التي تجري حول هذا الموضوع؟ وهل طرحت هذه المسألة داخل الأطر الرسمية العليا للإتحاد، وهو الذي ينشغل خلال هذه الأيام، وبشكل رئيسي بالمفاوضات الاجتماعية؟   نقاشات جانبية وليست رسمية موعد تجديد مجلس المستشارين والحركية التي تمت داخله خلال الايام القليلة الماضية، مثلت  على ما يبدو اهتمام وحديث المنضوين  في  المنظمات، واساسا في قواعد الاتحاد العام التونسي للشغل على إعتبار أن المجلس يعنيهم، ولهم نصيب من العضوية فيه طبقا للقانون الذي يحكمه. ويبدو أن هذا الحديث قد دار بين  بعض النقابيين القاعديين  في الاتحاد العام التونسي للشغل، أو حركة بعض الوجوه النقابية التي  كانت تحتل مراكز قيادية في الاتحاد. والثابت أن  البعض في الاتحاد مازال متمسكا بموقف قيادته الذي إعترض في السابق على بعض الجوانب بخصوص المشاركة في عضوية المجلس، وأبرزها تقديم قائمة غير قابلة للتغيير، وليست مضاعفة العدد للتخلي عن نصفها، بينما يرى البعض الآخرـ وأغلبهم من القياديين السابقين للأتحاد، أو في بعض أطره،  إمكانية المشاركة في المجلس الاستشاري، ويعتبرون  موقف الأتحاد قد حرم العديد من الوجوه النقابية من عضوية المجلس في حين أنها تستحق ذلك، ويمكن أن يكون لها تأثير داخله بدل الغياب الكامل للأتحاد، وتعليق عضويته لحد الآن. ولعل هذا الموقف وتحريكه بالذات في مثل هذه المرحلة التي تتسم بانكباب الاتحاد الآن على المفاوضات الاجتماعية في المقام الأول، يمثل ورقة ضغط على قيادة الاتحاد من طرف ممن أشرنا إليهم، نتيجة  أبعاد وأسباب داخلية في الاتحاد، أو أنها ناتجة عن خلافات تعود لمواقف قديمة، خلال المؤتمر الأخير لاتحاد الشغل.   هل هناك من جديد في موقف الاتحاد؟ مصادر عليمة من قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل، أكدت لنا  ونفت قطعيا أن يكون هذا  الموضوع قد طرح من جديد داخل اجتماعات المكتب التنفيذي للأتحاد، أو هيئاته الوطنية الموسعة الأخيرة . وأبرزت هذه المصادر نفيها الكامل لما يتردد بخصوص مشاركة الاتحاد، واعتبرت ما يدور من حديث حول هذا الموضوع مجرد وجهات نظر شخصية لبعض النقابيين القاعديين أو لغيرهم ممن لم تعد لهم مسؤولية داخل الاتحاد أو بعض هياكله. كما أكدت مصادرنا على  تمسك الإتحاد بمواقفه السابقة من مسألة عضويته في مجلس المستشارين، وبينت أنه لا جديد من شأنه أن يغير الموقف. وفي هذا الجانب وبناء على الحركية التي انطلقت داخل مجلس المستشارين لتجديد ثلث أعضائه، فقد تتغير المواقف والشروط التي قدمت للمنظمات بشأن المشاركة في المجلس، ولعل الأشهر القادمة قد تأتي بالجديد.     (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 29 ماي  2008)

في وثيقة حصلت «الصّباح» على نسخة منها: اتحاد الشغل يدعو إلى وضع صيغة جديدة للمفاوضات الاجتماعية

 

 
صالح عطية اقتراح «أنموذج تفاوضي جديد»… وهذه شروطه وآلياته وطريقته   تونس/الصباح: في خطوة هي الأولى من نوعها اقترح الاتحاد العام التونسي للشغل «تجديد الحوار الاجتماعي»، عبر ايجاد صيغة جديدة للمفاوضات الجماعية.. ويأتي مقترح المنظمة الشغيلة، بعد نحو ثلاثين عاما من انشاء الاتفاقية المشتركة الاطارية والاتفاقيات المشتركة القطاعية، ومرور حوالي 18 عاما على الجولات التفاوضية المتتالية منذ العام 1989..   وأوضح اتحاد الشغل في دراسة جديدة حول «نتائج المفاوضات الجماعية في القطاع الخاص وآفاق تطويرها»، حصلت «الصباح» على نسخة منها، أن «المكانة الممنوحة للسياسة التعاقدية في مجال التنمية الاقتصادية غير كافية»، مشيرا الى ان المفاوضات الجماعية، ظلت «مقتصرة على انتاج التشريع الاجتماعي»..   تغيير سياق المفاوضات..   وحذرت المنظمة الشغيلة في هذه الدراسة التي أعدها قسم الدراسات والتوثيق وقدم لها السيد محمد السحيمي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، من استمرار الحوار الاجتماعي «في انتاج  التشريع الاجتماعي فحسب»، واقترحت على الشركاء الاجتماعيين في هذا السياق، «وضع برامج مشتركة ترفّع ادماج الحوار الاجتماعي في واقع عالم المؤسسات والشغل الى الحد الاقصى»…   واعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل بأن التحدي الحقيقي الذي يتوجب رفعه اليوم هو «جعل المفاوضات الجماعية، وسيلة تنتج في الوقت ذاته التشريع الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية» ما يستوجب «تطوير المفاوضات الجماعية على كل المستويات»، بما في ذلك طرق عمل الشركاء وكفاءات المفاوضين التقنية، ووسائل تطبيق الطرق الجديدة وتصرفات الفاعلين..   اللافت للنّظر في مقاربة النقابيين لمسألة تجديد الحوار الاجتماعي وتطوير صيغة المفاوضات الجماعية، قناعتهم بضرورة توفر قواسم مشتركة بين مختلف الشركاء الاجتماعيين، بينها التمسك بحرية ممارسة الحق النقابي داخل المؤسسات، باعتباره ضمان التعبير والحفاظ على حقوقهم بالنسبة للأجراء، وعامل تماسك واستقرار، وبالتالي نجاعة اقتصادية بالنسبة للمؤجرين.. الى جانب ضرورة استمرار «التشاور بين المؤجرين والعمال»، لانه الحل العملي لمواجهة المشكلات التي تخلقها العولمة، والتي كثيرا ما تؤدي الى النزاع..   وألح اتحاد الشغل ـ ضمن تطرقه الى هذه القواسم ـ المشتركة ـ على «مبدأ تنافسية المؤسسة»، لكنه شدد على ضرورة «أن تفهم بمفهومها الواسع، الذي يدمج المعطيات الاقتصادية والاجتماعية على حد السواء»..   أنموذج تفاوضي جديد..   وحتى لا يكون مقترح الاتحاد العام التونسي للشغل نظريا ومن قبيل «تسجيل موقف» يوضع في خانة المزايدة الاجتماعية والسياسية، اقترح التمييز بين ثلاث فترات في عملية التفاوض والحوار الاجتماعي:   * الفترة الاولى تسبق طور مراجعة الاتفاقيات المشتركة.. حيث يدعى الشركاء الاجتماعيون الى اجراء تشخيص متقاسم للمسائل الخلافية من أجل التوصل الى «حلول توافقية»، توضع ـ على اثرها ـ خطة عمل مشتركة لتكريس تلك الحلول التوافقية..   * الفترة الثانية تأخذ فيها الحلول التوافقية التي يتم التوصل اليها، «صفة القانون الاجتماعي رسميا»..   * أما الفترة الثالثة فتخصص ـ وفق مقترح اتحاد الشغل ـ لتطبيق خطة العمل المشتركة، والتقييم الموضوعي لنتائجها وهو ما يفترض حسب المنظمة الشغيلة دائما ـ تجديد مسار التفاوض المشترك»..   شروط وآليات..   ومن أجل انجاح هذه الصيغة الجديدة للحوار الاجتماعي وللمفاوضات الجماعية، وضع اتحاد الشغل في هذا السياق، جملة من الشروط، في مقدمتها القيام بتحليل المشاكل التي تشغل الاطراف المعنية، «ضمن مجموعة عمل ثلاثية».. على أن يتولى الخبراء الذين يتم تجنيدهم لهذا الغرض، القيام بتحليل موضوعي للمشاكل، واقتراح حلول توفق بين مصالح جميع الشركاء، وذلك قبل تحويل هذه المقترحات الى خطة عمل ثلاثية، بدعم من الخبراء..   ويرى اتحاد الشغل ان من شأن هذه الطريقة، «اضفاء شفافية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي»، و«الحصول على تشخيص مشترك للمشاكل وبلوغ حل توافقي لها»..لكنها تتيح ـ في ذات الوقت ـ «الخروج من منطق النزاع الذي لا يزال كثير الحضور في علاقات الشغل»..   وتشدد المنظمة النقابية في هذا الاطار، على ما تسميه بـ«دور الدولة المركزي لمصاحبة الشركاء الاجتماعيين ومساعدتهم على بناء هذا الانموذج التفاوضي الجماعي الجديد» بل ان على الدولة ـ وفق رؤية النقابيين ـ «ضمان تمويل طريقة العمل المقترحة لتجديد مسار التفاوض الجماعي، ومواصلة اعطاء الحلول التوافقية التي ينتهي اليها الشركاء الاجتماعيون، سلطة القانون»، باعتبارها (الدولة) الناظم الوحيد للحوار الاجتماعي.   ولاحظ اتحاد الشغل ان التمشي المقترح لتجديد المفاوضات الجماعية، من شانه «تجنب المعالجة المتسرعة للنزاعات»، و«عدم انطواء المنظمات المعنية بالتفاوض على مواقفها بما يؤدي الى المأزق»..   وأقر الاتحاد في نفس السياق بان «تراكم الحلول غير الملائمة للمشكلات، يفرز الجمود في عديد القطاعات ويضر بالتالي بنجاعة مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية.   والسؤال المطروح بعد هذه المقاربة النقابية لمسألة «الانموذج الجديد» للحوار الاجتماعي الذي اقترحه اتحاد الشغل، هو: كيف سيواجه اتحاد الصناعة والتجارة هذا التصور الجديد للحوار الاجتماعي وللمفاوضات الجماعية؟ وما هو رأي الحكومة؟   الجدير بالذكر ان «الصباح» كانت دعت قبل نحو اسبوعين الى الضرورة الملحة لتطوير اسلوب المفاوضات الاجتماعية، وهو المقال الذي اثار ردود فعل مختلفة في الاوساط النقابية وصلب منظمة الاعراف، بل حتى داخل الحكومة، فيما تأتي مقاربة اتحاد الشغل لتؤكد ما كنّا انفردنا باقتراحه والدعوة اليه..     المصدر جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 29 ماي 2008


 
 

الاستشارة الوطنية حول التشغيل:آليات في حاجة إلى المراجعة… وعلى القطاع الخاص أن يقوم بدوره

 

 
نور الدين المباركي تونس/الوطن تميزت نهاية الأسبوع المنقضي وبداية الأسبوع الجاري بانطلاق الاستشارة الوطنية حول التشغيل على المستوى الجهوي. وكانت هذه الاستشارة انطلقت يوم 25 فيفري الفارط على خلفية “تعميق النظر بغاية استنباط الحلول العاجلة والآجلة لإشكاليات النهوض بنسق إحداث مواطن شغل إضافية في ظل الاقتصاد الجديد..” و”تعميق النظر في آليات الربط الوثيق بين منظومتي التكوين المهني والتعليم العالي من جهة والمؤسسات الاقتصادية من جهة أخرى والبحث عن الصيغ العملية لتفعيل الشراكة بينهما…”. وحسب مصادر في اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة الاستشارة فإنه تم الانتهاء من وضع تقارير أولية وأخرى تأليفية حول هذا الموضوع. من حيث المبدأ لا يمكن إلا تثمين مثل هذه الاستشارة حول موضوع على درجة عالية من الحساسية والدقة ويهم نسبة هامة من الشباب (التشغيل يهم اليوم العاطلين عن العمل التقليديين ذوي المستوى التعليمي المحدود والعاطلين عن العمل الجدد من أصحاب الشهادات العليا).. والأهم من ذلك أن هذه الاستشارة تشارك فيها كافة الأطراف الاجتماعية (الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة الأعراف واتحاد الفلاحين وممثلي الإدارة ومكونات المجتمع المدني…) الخ. يبقى أنه لا بد من الإشارة إلى بعض المسائل الدقيقة التي من المهم الانتباه إليها حتى لا تصبح هذه الاستشارة مجرد رقم جديد يضاف إلى بقية الاستشارات دون أثر حقيقي في إيجاد حلول لتشغيل فئات واسعة من الشباب تبحث يوميا عن مواطن شغل… وتطرق الأبواب صباحا مساء لكن دون جدوى. لا بد من خطاب دقيق وشفاف أولا يجب أن يكون الخطاب الموجه للشباب حول هذا الملف واضحا وشفافا ودقيقا ويقر أن هناك مشكلة حقيقية في تشغيل الوافدين الجدد على سوق الشغل، نشير إلى هذه المسألة لأن هناك تباينا واضحا في تقييم عمق هذه المشكلة، الخطاب الرسمي يحاول التخفيف من حدتها بالتأكيد على أن بلادنا تمكنت من “الحد من آثار هذه المشكلة” أو من خلال مقارنة الوضع في بلادنا بالأوضاع في بلدان أخرى…الخ. وفي الوقت ذاته ثمة أرقام صادرة عن هيئات دولية تشير بكل وضوح إلى أن هذه المشكلة في تونس بصدد التطور وأنها تمثل معضلة حقيقية من ذلك الدراسة الصادرة عن البنك الدولي ووزارة التشغيل عدة أرقام خطيرة حول عدد العاطلين عن العمل ونسبتهم. هذا إلى جانب أن الشباب العاطل عن العمل ذاته يجد نفسه أمام مفارقة بين أرقام رسمية “لا تنذر بالخطر” و”عروض الشغل” يومية في الصحف ومكاتب التشغيل وبين واقع البطالة الذي يعيشه. يجب أن يكون الخطاب الموجه للشباب ولكافة الأطراف الاجتماعية خطابا دقيقا وشفافا… لأننا في مرحلة أصبحت خلالها المعلومة تصل إلى الجميع ومن مصادر مختلفة. إن طرح موضوع التشغيل للحوار مع كافة الأطراف بما في ذلك الشباب يجب أن يتم على قاعدة توفير المعلومة الدقيقة والواضحة حتى يتقدم النقاش وتكون النتائج التي يرغب الجميع في الوصول إليها نتائج إيجابية تساهم في إيجاد الحلول. مراجعة آليات بعث المشاريع النقطة الثانية: هي المسألة الآليات التي بعثتها الدولة لإدماج الشباب في سوق الشغل، ونقصد بذلك البنك التونسي للتضامن وصندوق التشغيل 21/21…الخ. هذه الآليات قامت بدور هام في بعث مشاريع.. وساهمت في تشغيل الشباب، هذا ما لا يستطيع إنكاره أي كان، لكن نعتقد أن الوقت قد حان لمراجعة هذه الآليات وللبحث في سبل تطويرها، تشير بعض الأرقام الصادرة عن البنك التونسي للتضامن أن نحو 30% من المشاريع التي يموّلها البنك تندثر… وتشير أرقام أخرى إلى أن البنك لم يتمكن من استرجاع نسبة هامة من القروض التي قدمها، هذا إلى جانب عدة إخلالات أخرى تم الوقوف عندها من ذلك تعمد عديد الشبان التفريط في الآليات والتجهيزات بالبيع ثم “الفرار”!!! كل هذه المشاكل أصبحت اليوم في حاجة إلى المراجعة والتقييم من أجل أن يواصل البنك التونسي للتضامن القيام بدوره… وكذلك الشأن بالنسبة للصندوق الوطني للتشغيل 21/21 الذي أصبح وسيلة بيد بعض المؤجرين للربح من ذلك أنهم لا يلتزمون بمنح الشباب أجرة إلى جانب منحة الدولة عند إمضاء العقود. هناك عدة مشاكل أصبحت اليوم واضحة ولم يعد من الممكن التغاضي عنها ونعتقد أن الاستشارة الوطنية للتشغيل مناسبة للوقوف عندها والبحث في آليات جديدة. القطاع الخاص يجب أن يتحمل المسؤولية المسألة الثالثة هي دور القطاع الخاص في التشغيل. ونعتقد أن هذه المسألة في حاجة بمفردها إلى استشارة. تقول عديد المصادر المهتمة بالتشغيل أنه لا توجد إلى حد الآن أرقام دقيقة حول “القطاع الخاص في التشغيل وهذه معضلة حقيقية.. القطاع الخاص يتلقى التشجيعات “السخية” من الدولة من قروض ومنح وإعفاءات جبائية، في المقابل عليه أن يقوم بدوره في عملية التشغيل وأن يكون بوابة رئيسية في قبول الوافدين على سوق الشغل.. لكن هذا الأمر مازال دون المستوى ومازال القطاع الخاص لا يقوم بدوره كاملا في هذا الصدد… الجمعيات أي دور في عملية التشغيل قبل أسابيع نظم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي منتدى حوار في إطار سنة الحوار مع الشباب ألقى خلاله الجامعي المنصف وناس محاضرة جاء فيها على وجه الخصوص أن الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في فرنسا تشغل نحو 10 مليون فرنسي. وهو ما يشير إلى أهمية دور هذه الجمعيات في النهوض بالتشغيل. وفي تونس تشير الأرقام إلى وجود نحو 9 آلاف جمعية ناشطة، لكن أي دور تقوم به في عملية التشغيل؟ إنها لا تقوم تقريبا بأي دور رغم المنح والمساعدات التي تتلقاها من الدولة أي من مال المجموعة الوطنية، ونعتقد أنه قد حان الوقت للتفكير في هذه المسألة وتشريك هذه الجمعيات والمنظمات في عملية التشغيل وأن لا تبقى مجرد هياكل (رئيس وسكرتيرة في أغلب الحالات على حد قول الدكتور المنصف وناس”.   *المصدر: الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي)العدد37 الصادر في 30-5-2008


2008/2007 موسم ثقافي بلا حدث ثقافي وتظاهرات تكرّر نفسها وخطابها وعروضها

 

 
محسن الزغلامي  تونس ـ الصباح: مع اقتراب انطلاق موسم المهرجانات الصيفية التي بها ومن خلالها يقع عادة الخروج والانتقال بالعروض الابداعية والفرجوية والفنية من دائرة الفضاءات المغلقة (المسارح وقاعات العرض المختلفة) الى فضاءات مسارح الهواء الطلق والسهرات الفنية الجماهيرية يكون «الموسم الثقافي» في مفهومه الرسمي والاداري قد استكمل مجمل برمجته الثقافية التي تتواصل ـ عادة ـ على امتداد ثمانية اشهر كاملة (اكتوبر ـ ماي) من كل سنة منقضية واخرى جديدة.. الموسم الثقافي الحالي (2007-2008) هذاالذي استنفد بدوره ـ او يكاد ـ مجمل عروضه وانشطته المبرمجة داخل قاعات العروض المغلقة وغيرها من الفضاءات بحسب طبيعة النشاط والتظاهرات كيف تراه بدا وبأي حال عاد وبأي حال يرحل؟.. هل شهدت ـ مثلا ـ فترته الزمنية بروز حدث ثقافي سواء في شكل عرض ابداعي في نوع مخصوص من انواع الابداع (مسرح ـ سينما ـ موسيقى…) او حتى في شكل تظاهرة ثقافية  كان لها الصيت الواسع وطنيا ودوليا أم انه مرّ ـ عاديا ـ بلا أي «مفاجأة» ابداعية ثقافية سارة؟   بين الكمّ والكيف قبل محاولة الاجابة عن هذا السؤال تجدر الاشارة الى ان الموسم الثقافي (2007-2008) بدا ـ وهذه حقيقة ـ حافلا ـ كميا ـ بالأنشطة والتظاهرات وبخاصة منها تلك التي تشرف على تنظيمها مؤسسات وهياكل تابعة لسلطة الاشراف.. فمركز الموسيقى العربية  والمتوسطية (النجمة الزهراء) وكذلك مؤسسة (بيت الحكمة) كانتا حاضرتين بقوة في المشهد الثقافي خلال هذا الموسم وذلك من خلال مجموع الندوات والامسيات والملتقيات التي انتظمت في مواعيد مختلفة في رحابهما كل في مجال اختصاصه.. هذا فضلا هن عروض وانشطة التظاهرات الثقافية والفنية الموسمية القارة مثل عروض وانشطة تظاهرة شهر التراث وعروض وانشطة مهرجان الموسيقى التونسية وعروض  وأنشطة تظاهرة ايام قرطاج المسرحية.. ولكن مجموع هذه الانشطة ـ على أهميتها ـ لم تكن قادرة على صنع «الحدث» بمعنى انها بدت في عمومها مجرد انشطة وتظاهرات موسمية «روتينية» مشابهة ـ في الاصل ـ للنسخ القديمة منها والتي انتظمت في مواسم سابقة!!   من يصنع الحدث الثقافي؟ والواقع ان اللوم ـ هنا ـ لا يمكن ان يوجه الى التظاهرة الثقافية الموسمية في ذاتها ولكن للجهة القائمة على وضع برنامج انشطتها وعروضها وانتقاء الشخصيات الفنية والفكرية الوطنية والاجنبية المدعوة للمشاركة فيها.. ذلك أن الذي يصنع «الحدث» من خلال اية تظاهرة فنية او فكرية انما هي الشخصيات والاسماء الفكرية والفنية المدعوة لتأثيث جلساتها او انشطتها.. فهؤلاء هم الذين يقدمون الاضافة ويحدثون «المفاجأة» ويصنعون «الحدث».. وعندما يصبح الطموح محصورا في مجرد انتظام التظاهرة في حد ذاتها في موعدها المحدد ـ لمجرد ان يقال انها انتظمت ـ فان الجدوى الثقافية تنتفي والاشعاع ينطفئ ولا يكون هناك أي اثر لـ«الحدث» الفني او الثقافي..   وماذا عن الخواص؟! ولكن، أليس مطلوبا ايضا من مؤسسات الابداع والعمل الثقافي المملوكة للخواص (شركات انتاج مسرحي ودور نشر ومبدعون في فضاءات مختلفة..) او حتى تلك التي هي تابعة لسلطة الاشراف (مؤسسة المسرح الوطني ومراكز الفنون الدرامية وغيرها..) ان يكون لها دورها في صناعة «الحدث الثقافي» موسميا؟ فماذا عن دورها في هذا المجال؟ الواقع أن المشهد يبدو ـ هنا ـ مختلفا.. فهناك بالفعل حراك ابداعي بامكان الملاحظ ان يسجله لدى هذه الاطراف و«المؤسسات » الابداعية.. فمؤسسة المسرح الوطني كان لها اسهامها وحضورها البارز خلال هذا الموسم الثقافي وذلك سواء بانتاجاتها المسرحية القديمة او الجديدة وآخرها مسرحية «الحياة حلم» للمخرج حسن المؤذن.. كذلك الشأن بالنسبة لفضاء «التياترو» بادارة الفنان المسرحي توفيق الجبالي الذي احتفل خلال هذا الموسم بالذكرى العشرين لتأسيسه وقدم من جديد مسرحية «مذكرات ديناصور» على اعتبارها باكورة انتاجه الابداعي بوصفه اول شركة انتاج مسرحي خاصة يبعث منذ عشرين عاما.. ايضا شهد موسم (2007-2008) الثقافي خروج مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي للجمهور وقد كادت أن تصنع «الحدث الثقافي» لو لا انها بدت فنيا وابداعيا دون انتظارات النقاد واحبّاء المسرح. ايضا كان هناك خلال نفس الموسم خروج لافلام تونسية جديدة مثل فيلم «هو وهي» لالياس بكار او شريط «الحادثة» لرشيد فرشيو.. كما كانت هناك سهرات تظاهرة مهرجان الموسيقى التونسية ولكنها جميعها لم تسعف الساحة الثقافية بأي شكل من اشكال المفاجأة السارة.. فلا فيلم «الحادثة» لرشيد فرشيو مثل حدثا سينمائيا ولا سهرات مهرجان الموسيقى التونسية كشفت عن اغنية/حدث.. فهل كان الموسم الثقافي (2007-2008) موسما بلا «حدث ثقافي»؟!.. الأمر يبدو كذلك!    (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 29 ماي  2008)


 ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء

 

 عبد الرؤوف العيادي ساعة الحقيقة كانت ليلا هذه المرة سامي بن عبد الرزاق بن محمد غرس الله هذا الذي يملك مقهى بأحد الأحياء الفاخرة والذي سبق أن اعتدى بالعنف الشديد على أحد المحامين في بداية السنة القضائية ثم طارده بمركز الشرطة حيث أوى المعتدى عليه واستمر في ضربه ضربا مبرحا تحت أنظار رئيس المركز المذكور وأعوانه، أحيل مؤخرا على التحقيق ليس من أجل ما اقترفه في حق المحامي وإنّما بسبب “الاعتداء بالعنف الشديد على موظف عمومي حال مباشرته لوظيفته والإضرار عمدا بملك الغير”. فالضحية هذه المرة أعوان المراقبة الاقتصادية، موظفون عموميون استنجدوا بعد الاعتداء عليهم بأعوان الأمن بالمكان إلاّ أنّ هؤلاء رفضوا التدخل. الغريب فيما حصل هو التئام دائرة الاتهام على الساعة الثامنة ليلا وبتركيبة غير عادية إذ تم تسخير فريق الدائرة 14 (استئناف جناحي) برئاسة كمال بن جعفر في حين يرأس الدائرة الفرجاني الحمروني، لتنظر في استئناف محاميه –صاحب نشرية معروفة- لقرار قاضي التحقيق في رفض الإفراج والذي تقدم به يومها أي يوم 20 ماي 2008 ! وبسرعة البرق يصدر القرار في القضية عدد 77902 عن الدائرة العاشرة الملتئمة بصورة عاجلة قاضيا بقبول الاستئناف شكلا ونقض قرار قاضي التحقيق والإذن بالإفراج عن المتهم ! خالة والدي العجوز رحمها الله كانت تحدثنا عن أشخاص زمن الاستعمار يحملون خيطا أحمر يسمّى خيط الدم. وقد ذكرت لنا أنّ من يحمل هذا الخيط “يقتل ويتعدى” دون حسيب ولا رقيب… لكن المتأمل في هذه الحادثة لا بدّ له من أن يتساءل: هل أنّ حامل خيط الدم كان يقدر زمن الاستعمار على الاعتداء على أعوان الدولة ؟ لماذا لا يصمّم زيّ لهؤلاء الذين يحملون خيط الدم حتى لا يشعر قاضي التحقيق المسكين بالإحباط ؟ لماذا لا تستحدث بطاقة في السجل العدلي نسمّيها “بطاقة عدد 4” ينص بها على علاقات المتهم بالعائلة الحاكمة وإن كان يحمل خيط الدم ؟ لماذا لا تعدّ الوزارة خريطة يجسّم فيها مناطق الظل التي لا يطالها القضاء ؟ هي مقترحات نقدمها إلى وزارة العدل وحقوق الإنسان قد تجد الفرصة لعرضها كمكاسب بإحدى جلسات الأمم المتحدة بجينيف. هل بدأت الحملة الانتخابية ؟ علمنا من عديد المحامين أنّ العميد المباشر عبّر لهم عن نيّته في تجديد ترشحه لدورة 2010-2013 وأنّ عليهم الاستعداد للشروع في الحملة الانتخابية، علما أنّه سبق له في مناسبتين التعهد بعدم تجديد ترشحه للعمادة إلاّ أنّه نكث عهده. السؤال الذي يطرح هذه المرة، مرشح من يا ترى سيكون هذه المرة ؟ وتحت أية قائمة ؟ بعضهم أصبح يخشى عودة التشنج والتوتر بين “التجوّعيين” و”المستقلّين” بسبب المنافسة للفوز بقبوله مرشحا لكلّ منهما ! بشرى للمتقاعدين: ستأكلون في صحون طائرة في خطوة مفاجئة قررت هيئة المحامين تحويل أموال صندوق التقاعد إلى خزينة البنك التونسي وقد أقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن الحكمة من هذا القرار، وقد يكون أحدهم تكشّف على بعض الأسرار عندما ربط الإجراء التاريخي بما حصل من تغيير في مجلس إدارة البنك تعزيزا بكفاءات أثبتت قدرتها على تحقيق المعجزات وبقلة ما توفر لها من إمكانيات طارت في السماء بطائراتها. وهكذا تكون المزاوجة بين الفكر صانع المعجزات والمال لإنتاج المزيد من الثروات، فهل يأكل المتقاعدون بعد مدة في صحون طائرة ! نشاط مغاربي للنيابة التونسية نائب وكيل الجمهورية بمحكمة تونس الابتدائية تحوّل في مهمّة خاصة إلى المغرب الأقصى في نهاية الأسبوع الأوّل من شهر ماي. ويعتقد أنّ هذا السفر المفاجئ حصل بعد إيقاف مجموعة من السلفيين التونسيين بالمغرب حيث تولى استنطاقهم رفقة عدد من عناصر أمن الدولة. كما شهد مكتب النائب المذكور جلسات عمل تواصلت لمدة ثلاثة أيام كاملة جلب خلالها عدة مساعدين دفاترهم قصد تحيين المعلومات المحالة إلى السجون بعد أن ثبت أنّ العديد من المساجين تجاوز مدة العقوبة ولم يقع تسريحه ! جهد يذكر فيشكر خاصة وأنّ الجميع أصبح يعمل في ظروف من الاطمئنان والراحة بعد أنّ بشّر سي البشير بأنّ لكلّ سجين سرير. والجميع ينعم بإنجازات التغيير. عندما صاح عون الحرس الوطني: “اخوانجي ! توّ نقعّدك على دبّوزة” مواطن يعمل في مجاله فوجئ بعون حرس اتضح فيما بعد أنّه يتبع لفرقة الأبحاث والتفتيش يقتحم عليه مكتبه ويسأله بنبرة مؤنّبة “أنت أمرت العاملين لديك بتحريك سيارتي من موقعها ؟” فأجابه “نعم اضطررت لذلك لأنّك تركتها في موقع حال دون خروج شاحنة”. فصاح في وجهه “اخوانجي توّ انقعّدك على دبّوزة”. فما كان من المواطن إلاّ أن تسلّح بمكنسة وحاول أن ينهال عليه بها، ففرّ صاحب “الدبّوزة” بعد أن طارده صاحب المحلّ لعدّة أمتار. إلاّ أنّ ذلك لم يمنع رئيس المنطقة للحرس الوطني من استدعائه وتحرير محضر في موضوع الاعتداء بالعنف الشديد. هذه حكاية الدبوزة بتونس ومن جلس على كرسي المسؤولية وإنْ تواضعت سلطته لا يرى خصومه إلاّ جلوسا على الدبّوزة. ولكلّ زمان في القمع ألوان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. أين هي الأولوية : قضاء مستقلّ أو “القضاء المستعجل” عقدت محكمة الاستئناف بنابل ندوة حول “القضاء المستعجل” حضرها كل من رئيس محكمة قرنبالية الابتدائية ومحكمة زغوان الابتدائية ورئيس المعهد الأعلى للقضاء السيدة راضية بن صالح وبعض القضاة والمحامين. وقد فوجئ المحامون بمداخلة رئيس الدائرة المدنيّة بمحكمة الاستئناف بنابل السيد رابح شيبوب الذي تعرض إلى أحوال القضاء وما يخضع له من تدخلات وضغوط واستعمال للهاتف من طرف الإدارة طالبا احترام استقلاليته باعتباره أولوية قبل الخوض في مسائل ثانوية، وهو ما أثار رد فعل رئيسة الجلسة التي حاولت سحب الكلمة منه إلاّ أنّه أصرّ على مواصلتها متوجها لها بالقول “إذا كان تحبّو تخرجوني جيبو البوليس”. طرح السيد رابح شيبوب أعاد الجدل إلى المربّع الأوّل : هل الأولوية للقضاء المستقل أم “للقضاء المستعجل”. وعندما يخوض المرء في الأولويات يقتحم مجال “السياسة” أي المجال المحرّم ! مكتب قضاء أم مكتب ولاء وأنت تدخل مكتب الدائرة 17 بمحكمة التعقيب بتونس التي يرأسها القاضي فتحي بن يوسف تصطدم بعدد صور الجنرال بن علي على أحجام متفاوتة معلقة خلف مكتبه، إضافة إلى بيان 7 نوفمبر ولا أثر لشعار الجمهورية حتى أنّك تتساءل هل هو مكتب قضاء أم مكتب ولاء ! كثرة الضرب تعلّم البكاء وأنا أتابع الجلسة الجناحية بمحكمة تونس الابتدائية يوم 23/5/2008 لاحظت تكرر مشاهد بكاء المتهمين أمام القاضي لإقناعه بالبراءة وبأنّ التهمة كيدية. وهو ما أثار تساؤلي عن هذا السلوك الذي لم يكن شائعا بمثل هذه الدرجة. أحد الزملاء علّق قائلا :” كثرة الضرب تعلّم البكاء”. فإلى متى يتحمل القضاء كثرة البكاء ؟ وللسمسرة دليل ! توجّهت إلى سجن المرناقية خلال الأسبوع الماضي، وبحلولي بمكتب الاستقبال ألفيت الأستاذ عثمان العبيدي في انتظار حصوله على “البادج” (شارة محام) وقد دار الحديث التالي بين عون حراسة (لا تلبس الزيّ) مع زميليها طالبة منهما إن كان أحدهما بحوزته بطاقة زيارة الأستاذة عبيريقة أو الأستاذ حسن بدر، وهي تستعجلهما في تمكينها من بطاقة لأحد المذكورين إلاّ أنّهما أجاباها- ويبدو قد شعرا بالإحراج من حضورنا- بأن ليس لديهما ما تطلبه. فتوجّهتْ بكلّ عفوية إلى الأستاذ العبيدي سائلة هل يكون لديه ما تطلبه فأجابها متعجبا:” أمدّك ببطاقتي أمّا بطاقة زميل لي فكيف لي الحصول عليها ؟” مسكينة المبتدئة في السمسرة لم تتمرن بعد على فنّ تعاطي السمسرة !
المصدر موقع كلمة الإلكتروني بتاريخ 29 ماي 2008


 

الشاعرجمال الدين أحمد الفرحاوي: نصي مواطني في النوى

    

ريح تحاصر غربتي تبعثرها …..فلا مقر أزْوَرٌّ …عنها أجتاحني أبحث في ّعن المفر لا …..لامفر الريح  تجتاح المدى تلج المدار وتشي بصمتي للمسار…… وألمني ………. وأضم في ّتوزعي عسى ما أحار ريح على الريح هناك وهنا تحاصرني دوائر غربتي وتفيض دائرتي بصمتي ويفيض بي عشق الديار صمت على صمت  يؤسس للهوى  والصمت نار وأرى الحروف تعيد نشر خرائطي تنحو بنأيي  لنأيها وتردني نحو الحصار وأرى هناك…..  ما أرى……….. سمت تناءى به القفار واراني  يرحل سمتي والسمت في نأيي يحار وأراني تجفوني حروفي تبني على صمتي جدار وأنا المسافر في الهوى كما تائه فقد الديار نصي مواطني في النوى وحروفي في النص المسار الشاعرجمال الدين أحمد الفرحاوي  لوتن28/05/2008

 
 

بحري العرفاوي:في المنشور ….والمستور
بحري العرفاوي
 1:تقرير إدانة نشر موقع “إسلام أون لاين” تقريرا عن مضايقات كبيرة تتعرض لها فتيات محجبات في عدة مؤسسات تربوية بالبلاد التونسية …. ولقي التقرير اهتماما من قراء كثيرين في أنحاء من العالم مختلفة بما فيها كردستان، ومطالبات مُلحة بتدخل الحقوقيين والعلماء بمن فيهم الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، التقرير يستنتج أن المسالة لا تتعلق بتجاوزات فردية وإنما بتوجه رسمي. 2:المنشور 108 هو المنشور التونسي ذو الشهرة العالمية القاضي بتحجير الحجاب في المؤسسات العمومية إذ يعتبره” طائفيا” وذا دلالة سياسية . وقد سبب تطبيقه الكثير من المتاعب لتونسيات كثيرات من التلميذات والطالبات والموظفات وعابرات السبيل ، كما جلب لواضعيه انتقادات كثيرة من الحقوقيين وعلماء الشريعة في العالم الإسلامي ، والأكثرُ من ذلك أنهُ الحق بصورة الوطن لوثة ولم يُكسبه صفة حداثية كما يشتهي الحريصون عليها. 3: المنشور والمستور واضعو المنشور ليسوا فقهاء شريعة حتى يفتوا في “الحجاب” إن كان بدعة دخيلة أو كان مستحبا ،هم سياسيون ، وهم يبشرون بالحرية وبحقوق الإنسان ومكانة للمرأة رفيعة، هم يؤكدون على احترام الحرية الشخصية في الأبدان الموشومة والمختومة والمسلوخة و يُدينون كل تقي أو تقويم بدافع أخلاقي أو سلطوَي. لماذا يُكرهون فتيات على ترك ما يشتهين وهن تونسيات أصيلات لم يأتين غازيات ولا طالبات لجوء ؟ تلك السياسة إذ تخلطُ  الإشكال بالأشكال وإذ تتسللُ عبرَ شَعَرات الرأس إلى خلجات النفس. هذا المنشور الذي شغل التونسيين عقدين كاملين يحجب عنهم الرؤية وينغصُ على الكثيرات طعم المواطنة ولذة المعرفة ويُلبسُهن خوفا وتوجسا دائمين، هذا المنشور المرفوع دائما كساطور على رؤوس بريئات لا يفقهن في السياسة ولا يُعادين أحدا من الحاكمين أو المُختلفين… فتيات مُهذبات ومجتهدات يتسللن كحمامات يحْذرن أن يُرَين متلبسات بلباس التبس أمرُه (بين السياسة والشريعة).. فتيات تذرفن دموعا كما الجمر   إذ يُخيرن بين غطاء الشعر ومعين الفكر…يستمعن كل صباح إلى النشيد الوطني وَيُحيين العلم مُتخفيات وخائفات يكدن لا يُبصرْنهُ إذ يُرفعُ أعلى من”أحْلامهن…  يستمعن  لدرس في الحرية والمدنية والمواطنة والحوار وآداب الإختلاف وَيُفاجأن بمسؤول إداري يأمرهن بمغادرة قاعة الدرس…هل يُطردُ الوطن بناته ؟ هل يعرف ذو قرار ما يعتمل في أنفسهن وفي انفس زملائهن من ملايين الجالسين على المقاعد شاهدين على عصير الروح دمعا على خدود البنات؟…. أيّ وطن تبكي بناته أيها المنشور النائمُ في الأدراج تلسعُ كما الثعبان زهرات الوطن ؟ وأي حداثة رخوة مهْشوشة تخشى عليها من أن يُعَطلَها غطاءُ شعر؟ وأيّ فكر تبشرُ به إذ تعجز على الإقناع فتعمدُ إلى الإخضاع؟ وأيّ عقلانية تتمطّطُ كما العُقال تشدّ البنات في بيوتهن لا يتعلمن ولا يسلمن ؟ وأي وظيفة شرفتكَ … تحْصي شعْرَ الفتيات تحتاجُ أن يتعرّى….؟ وأي إنجاز تفخرُ به… تُبكي الأنوثة وَتورّث الكراهية والخوف….؟ 3: إطلاق الثعبان  لا علاقة للمنشور108 بالحقل الديني وإنما هو مُستل من عتاد الخصومات السياسية، يُعادُ سنهُ في كل مُناسبة غير مُناسبة لأحلام الحرية و لبشائر الإنشراح الوطني، ولنا أن نسال إن كان ثمة من يُريدُ إدامة القلق وتوتير الأنفس وتعقيد خيوط التواصل كلما بدت علامات معالجة هادئة لمواطن الوحل السياسي والإجتماعي والثقافي ؟ هل ثمة من يحرصُ علي إطلاق الثعبان كل مرة من دُرجه لإشاعة الخوف وإرباك الشارع وتغليق الأبواب فلا يتزاور ناسٌ ولا يتحاورون ؟ لماذا يُستل المنشور في مؤسسات دون غيرها ؟ هل ثمة فعلا من لا ينضبط لأمر وزاري أم إنه اجتهادُ ذوي نزعة إيديولوجية من الكامنين في مفاصل الدولة ؟ على المتابعين لموضوع “الحجاب” في تونس أن يقرؤوا المشهدَ جيدا حتى لا يُفسدوا بسوء تقدير ما يُريدونهُ بحُسن نية… ثمة ما يُؤكدُ أن الشارعَ التونسي بدأ يستعيدُ اطمئنانهُ وأن ظاهرة”الحجاب” في المؤسسات وفي الشارع لم تعُدْ خائفة … وأن الثعبان المذكور إنما يُطلقهُ البعضُ بدافع الوقيعة بين بعض وبعض. 4: تحنيط الثعبان سيسألُ سائل : لماذا لا يقعُ تحنيط الثعبان نهائيا حتى لا يلجأ إليه أحدٌ من مُحترفي إشاعة الخوف ؟ سؤال يحتاجُ أدَب صياغة حتى ينظرَ فيه ذو قرار قادر في لحظة حكيمة على طمأنة الملايين من زهرات الوطن… ينشأن آمنات وَيذكُرْن لمن حَنطَ الثعبان فعلَهُ …. وسيَعْلمُ مُهيجُو الثعابين إنما كانوا يُسمّمُون أنفسَهُمْ……. إذ ْيَجدُون التذاذا في ملح دموع الصغيرات.                            تونس في :28:05:2008


                                                                       بسم الله الرحمان الرحيم                                                                        والصلاة والسلام على أفضل المرسلين   تونس في 03/05/2008 الرسالة 448 على موقع الحرية بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

الرسالة التي سأتوج بها كتابي الذي عنوانه الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء من شيم المناضلين الذي سيرى النور قريبا جوان 2008

 

 
  هذه الرسالة تعتبر الرسالة رقم 448 منذ يوم 25 جوان 2005 إلى يوم 27/05/2008 أي 35 شهرا بمعدل 13 رسالة شهريا. وقد كتبت في حوالي 77 موضوع انطلاقا من الذكريات الوطنية والمحطات السياسية الهامة ومناقب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله وخصاله ونضاله والتضحيات الجسام التي قدمها لفائدة الوطن من توحيد الصفوف إلى التحرير إلى بناء الدولة العصرية إلى بعث الجمهورية واستكمال السيادة بجلاء القوات الفرنسية عن كامل أنحاء الجمهورية وقاعدة بنزرت وواضع ورائد التشريعات الاجتماعية كما تحدثت في كتاب الوفاء عن كل الإنجازات والمكاسب الهامة التي حققها النظام البورقيبي. وأشرت إلى بعض موافق الزعيم التاريخية سواء في إطار القضايا الداخلية أو المواقف العربية والإسلامية والدولية. وخاصة خطاب أريحا يوم 03/03/1965 الذي سيبقى المرجع والوثيقة الهامة لأمتنا العربية ومنطلقا وسندا قويا لطريقة التفاوض والسلم. وكذلك إستراتجية للمقاومة الناجعة بطريقة ذكية، حرب العصابات وقد شرح الزعيم خطة للمقاومة الفلسطينية مع قبول مبدأ التقسيم الدولي حسب الشرعية الدولية. وقد فوت العرب هذه الفرصة. وفي الكتاب أعطيت صورة على خصال ومناقب الزعيم في عديد المواقف.. المحور 2  افتتاحية الكتاب بقلم محمد العروسي الهاني المحور 3 تقديم صاحب الكتاب بإمضاء مسؤول كبير ومناضل قيادي سابق المحور 4: واحتوى الكتاب على عديد المقالات الهادفة حول ذكر مناقب رجال بررة في بلادنا قدموا خدمات جليلة وضحو بكل نفيس وغال من أجل استرجاع السيادة والحرية ووقفوا إلى جانب الزعيم الحبيب بورقيبة وكانوا في مستوى الأمانة العظمى. وتحملوا المسؤولية الوطنية باقتدار ونزاهة ونظافة وحماس. وكانوا عند حسن الظن. المحور 5: موضوع دور الإعلام وحرية الرأي والتعبير. وقد أطنبت في هذا المجال الهام والحيوي بحرية وشجاعة وجرأة وأعتقد أن موضوع الإعلام والحوار وحرية الرأي أخذ نصيب الأسد ومساحة تفوق 42 صفحة. أما المحور 6: التي احتوى عليها كتاب الوفاء الدائم نص الرسائل المفتوحة التي تم نشرها عبر هذا الموقع منذ عام 2005 إلى 2008 إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي. في جميع المجالات في إطار مصلحة الوطن ومشاغل المواطنين وحرية الرأي وتطوير الهياكل التجمعية وكل القضايا التي تهم شعبنا في نطاق الوضوح والصراحة والمرونة والأخلاق والحوار البناء النزيه والصريح. المحور 7 : الرسائل المفتوحة للمسؤولين والسادة الوزراء بالخصوص المحور 8 : الردود والتعاليق على مقالات وتدخلات بعض المسؤولين والمؤرخين خاصة إساءة بعضهم للزعيم الراحل العملاق الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. المحور 9: أكثر من 17 صفحة حول تونسية الإدارة الجهوية  الولاة والمعتمدين ودور هذا السلك وما قام به طيلة 52 سنة وبعض النوادر والمواقف والبصمات. المحور 10: حياتي ومذكراتي طيلة 54 سنة من 1954 إلى 27/05/2008 المحور 11: ثقافة الخوف والوهم السائدة و80 % من باب الأوهام ؟؟؟ المحور 12: رسائل وتهاني للأشقاء وقادة بعض الدول وتعاليق إيجابية خاصة لقادة المملكة السعودية والمملكة المغربية والجزائر وحزب الله في لبنان وسوريا المحور 13: التقشف و التبذير المحور 14: الوفاء للشهداء المحور 15: الحقوق المطلوبة المحور 16: اعتزاز بمكاسب تونس المحور 17: نشاط جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة المحور 18: التحويرات في هياكل التجمع المحور19: التنكر للعهد ردا على مقال راشد الغنوشي المحور 20: الانتماء للوطن المحور 21: مبادرة طبية المحور 22: الذكرى العشرين للتحول ومشاغل وطموحات المواطنين المحور 23: التمسك بالدين الإسلامي المحور 24: ميلاد اتحاد المغرب العربي المحور 25: الفرصة الأخيرة للأمة العربية قمة دمشق المحور 26: الوفاء للأصدقاء نعي المرحوم عمر بن حامد المحور 27: التكريم للعاملين في دار العمل والتعليم المحور 28: أحداث 11 سبتمبر المحور 28: التقسيم الترابي للجمهورية التونسية المحور 29: الأخلاق الفاضلة المحور 30: الذكريات الوطنية والأعياد المحور 31: ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله المحور 32: الذاكرة الوطنية تتحير المحور 33: نخوة الذاكرة المحور 34: خواطر وتعاليق على تصريحات محمد مزالي الوزير الأول السابق المحور 35: لمسة وفاء للمناضل الحسين الحاج خالد مقاوم رقم 1 المحور 36: تعقيبا على الدكتورة منجية السوائحي المحور 37: رسالة شكر للملك محمد السادس عاهد المملكة المغربية على لفتته الكريمة لإسناد الوسام العلوي لنجل الزعيم الحبيب بورقيبة تقديرا لتضحيات الزعيم الأكبر المحور 38: الذكرى الخمسين لمعركة رمادة 25/05/1958   25/05/2008 المحور 39: اللفتة الكريمة الرئاسية التي قام بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يوم 22/05/2008 إلى سجن المرناقية المحور 40: الإهداء المحور 41: كلمة هادفة في خاتمة الكتاب المحور 42: مجموعة من الصور التاريخية والمحطات التاريخية البارزة ويصادف عدد الصور 32 عدد السنوات التي قضاها الزعيم المجاهد الأكبر على رأس الحكومة والدولة الوطنية من 1956 إلى نوفمبر 1987 وعدد الصفحات 384 صفحة عدد الأعوام بحساب الأشهر الميلادية الشمسية. هذا هو محتوى الكتاب الذي سيرى النور في غضون شهر جوان 2008 إن شاء الله تعالى. المحور 43  مقال حول وقائع تدشين ساحة الزعيم بورقيبة بباريس. والفرحة الكبرى يوم صدوره والتفائل كل التفائل ببروز هذا النوع الجديد من كتب الوفاء في عصر قل فيه الوفاء والعرفان بالجميل وقد قلت يوم 29/07/1996. أمام الأستاذ الفاضل محمد جغام عضو الديوان السياسي للتجمع ووزير الداخلية بدار التجمع في اللجنة الوطنية المنبثقة عن التجمع لدرس تقييم النشاط السياسي للتجمع قلت بصراحة الأحرار وصدق المناضلين الأبرار. ردا على تهجم أحدهم وتنكره لماضي الأبطال والزعماء العظام أجبته بحرية ولشجاعة البورقيتين البررة بأن من كان وفيا لصاحب الاستقلال و    الدولة في سنوات قصار فسيكون وفيا للرئيس الثاني باقتدار ومن كان شعاره قلب ال           في مشوار فالأيام تؤكد بأنه يعيد الكرة غدا في واضح النهار. وبدون تعليق كان بهذا التدخل صداه في الدار وتأثر صاحب القرار وصفق الجميع لحرارة الرد في عقر الدار. وغادر المتدخل ولم أشاهده إلى لحظة كتابة آخر كلمة لوضعها خاتمة المشوار الله ولي التوفيق.     محمد العروســي الهانــــــي

قائد قوات «أفريكوم» في لقاء صحفي: «ليست لدينا أجندة خفية و”القاعدة” خطر حقيقي» «أفريكوم» لا علاقة لها  بما يحدث في العراق وافغانسان

 

 
آسيا العتروس تونس ـ الصباح : “نعمل بكل شفافية وليس لدينا اجندة خفية ولا نسعى لعسكرة السياسة الخارجية الامريكية…” بهذه العبارة اختتم الجنرال ويليام وارد قائد القيادة العسكرية الامريكية في القارة الافريقية لقاءه بعد ظهر امس بعدد من ممثلي الصحف الوطنية والمراسلين الاجانب.. وهي عبارة اراد الجنرال ان يقلل بها من شان المخاوف والتساؤلات التي رافقت اعلان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) عن انشاء قيادة عسكرية امريكية في افريقيا.. مضيفا ان خبرته العسكرية على مدى سبعة وثلاثين عاما علمته الحرص على مساعدة الاخرين.. وقد شدد الجنرال وارد على انه جاء ليسمع ويتعلم من آراء ومواقف الآخرين وفهم احتياجات شركاء الولايات المتحدة الامنية وغيرها في القارة الافريقية.. وجاءت تصريحات الجنرال الامريكي من اصول افريقية الذي يتولى القيادة العسكرية الامريكية في القارة الافريقية او ما اصطلح عليه بلفظ “افريكوم” في مقر السفارة الامريكية وذلك عشية مغادرته تونس متجها الى المغرب. وكان الجنرال قام الشهر الماضي بزيارة الى موريتانيا.. وتحدث وارد خلال اللقاء عن اهداف زيارته الى المنطقة كما رد على عديد الاسئلة المتعلقة بالاسباب والدوافع والغايات التي دعت الادارة الامريكية الى انشاء مثل هذا المشروع العسكري في القارة السمراء.. وخلال اللقاء الذي تاخر نحو ساعة عن موعده المحدد بسبب زيارة المسؤول الامريكي الى مدينة بنزرت وصف الجنرال وارد زيارته بالمثمرة نافيا في ذات الوقت وجود أي مشروع لاقامة قاعدة امريكية في بنزرت وقال “لا ليس هناك شيء من هذا القبيل”.. وقد نوه وارد بمهنية القوات التونسية ومهاراتها مشيدا في نفس الوقت باللقاء الذي جمعه بوزير الدفاع السيد كمال مرجان والذي يهدف الى الحوار والاستماع وفهم مشاغل الطرف الاخر.. وقال وارد “جئت لاسمع وافهم واتعلم” من اجل دعم مجالات التعاون الثنائي بين تونس والولايات المتحدة.. وشدد على اهمية العلاقات التاريخية العريقة بين البلدين وما يجمعها من مبادئ وقيم مشتركة والتزامات لدعم التعاون العسكري والتدريبات وتطوير القدرات الامنية.. موضحا ان الاسبوع الماضي شهد انعقاد الدورة الثالثة والعشرين للجنة العسكرية المشتركة بواشنطن.. وشدد المسؤول العسكري الامريكي على اهمية الدور الذي تضطلع به القوات التونسية في عمليات حفظ السلام في عديد المناطق من الكونغو الى البوسنة وقال ان تونس تبقى مثال يحتذى في المنطقة في مجالات عديدة سواء في مكافحة الارهاب كما في نشر التعليم ودعم حقوق المراة او كذلك نشر قيم التسامح وهو ما يساعد على مواجهة التطرف.. وقال ان تونس والولايات المتحدة تعملان من اجل الفائدة المشتركة في مجالات العمل الانساني والتعاون ودور المجتمع المدني.. وقد بلغ حجم هذا التعاون خمسة ملايين دولار خلال ثمانية عشر شهرا في مجالات التعليم والمراة وغيرها.. وقال وارد “جئت الى تونس لدعم التزاماتنا من اجل علاقات جيدة مع الحكومة ومع القوات التونسية لتطوير ودعم قدراتها وقد توصلنا الى مزيد التفاهم من اجل الاستقرار في المنطقة” وعن امكانية نقل قاعدة «افريكوم» من مقرها الحالي بشتوتغارت بالمانيا الى بلد افريقي قال الجنرال وارد ليس هناك مخططات انية وستظل «افريكوم» في مقرها الراهن حتى اشعار آخر وان القيادة العسكرية الخاصة بافريقيا تعمل بالتنسيق مع مختلف المكاتب الادارية المختصة بمختلف انواع التعاون الانساني والعسكري ومن خلال السفارات.. وان بلاده ليست مستعجلة لفتح مقر في افريقيا وان الاهم يتمثل في تحقيق الاهداف المتعلقة بالمتطلبات الامنية وبناء الفريق.. اما عن دور «افريكوم» واحتمالات تدخلها في الصراعات الافريقية كالصومال او السودان لا سيما بعد تجربة القوات الامريكية المهينة في الصومال قال وارد انه كقائد عسكري لا يمكنه اتخاذ أي قرار في هذا الشان وان أي قرار للتدخل العسكري مرتبط بالسياسة الخارجية لبلاده وبالرئيس وبوزيرة الخارجية وقال: حتى الان ليس لافريكوم أي دور في أية نزاعات.. وقال وارد ان قرار “انشاء افريكوم” لا علاقة له بما يحدث في العراق وافغانستان وان عناصر متعددة ادت الى هذا القرار..   تطويق النفوذ الاوروبي وعما اذا كان مشروع «افريكوم» اقيم لتطويق الحضور الاوروبي جنوب المتوسط قال الجنرال وارد انه يعي اهمية الارتباطات القائمة بين اوروبا وافريقيا وان انشاء «افريكوم» لا ينكر هذه العلاقة.. وقال ان جهود الولايات المتحدة ستكون مكملة لجهود كل الشركاء في افريقيا من اجل تحقيق الاهداف المشتركة.. واضاف انه يواصل زيارة الدول الاوروبية ويواصل الاطلاع على اهمية هذه العلاقات.. وعن استبعاد مصر من «افريكوم» قال وارد ان لمصر دورا اساسيا ولا مجال للتقليل منه ضمن برنامج «افريكوم».. وعن مهامه المتعلقة بتدريب وتنظيم القوات الامنية الفلسطينية قال الجنرال ان هذه المهام سبق ان اوكلت اليه ولكن ذلك كان قبل اربع سنوات..   مخاطر القاعدة وعن تقييمه للمشهد الامني في المنطقة وتهديات القاعدة قال وارد “ان هناك تهديدات حقيقية للعنف والتطرف في كل مكان من اوروبا الى افريقيا وامريكا والباسيفيك.. مضيفا ان هذا ما تقوله القاعدة وهي تهديدات سبق لهذا التنظيم ترويجها لتدمير اسلوب حياتنا”.. وشدد على ان بلاده لن تسمح بذلك وستدعم اسباب التعاون لهزم الارهاب والتطرف وقال ان أمن افريقيا يعني ايضا امننا… يذكر ان وزارة الدفاع الامريكية كانت دعت الى تشكيل قيادة عسكرية جديدة للقارة الافرقية وهي فكرة يتردد انها راودت الامريكيين قبل عقود وقد جاءت هجمات الحادي عشر من سبتمبر لتسرع باحداثها وقد تشكلت القيادة رسميا في اكتوبر 2007 بمقر مؤقت في شتوتغارت بالمانيا بكلفة خمسة مليارات دولار في انتظار ان تتوصل الادارة الامريكية الى اقناع القارة السمراء بالسماح باستضافة القيادة وهو الامر الذي لم توفق اليه حتى الان بسبب المخاوف والشكوك التي رافقت انشاء «افريكوم» لا سيما امام التجارب البائسة للقوات الامريكية في العراق وافغانستان.. ويعكس الاهتام بوجود قيادة عسكرية امريكية افريقية تسليم الادارة الامريكية باهمية افريقيا الاستراتيجية وقد اضطرت الادارة الامريكية حتى الان الى التعامل مع التحديات الامنية في افريقيا من خلال ثلاث قيادات عسكرية وهي القيادة الاوروبية والقيادة الوسطى وقيادة المحيط الهادي وهي لا تزال تسعى الى توحيد هذه القيادات الثلاث تحت مظلة واحدة.. وتعد «افريكوم» احد المراكز العسكرية الرئيسية الستة التابعة لوزارة الدفاع الامريكي ومع الاستعداد للاعلان عنه كمركز قيادة موحد في نهاية العام سيتولى مسؤولية ادارة الدعم العسكري المساند لسياسة الولايات المتحدة في افريقيا وستشمل مسؤولياته العلاقات العسكرية مع 53 دولة افريقية وقد خصص للقيادة موازنة بلغت 75.5 مليون دولار سنة 2008 ومن المنتظر ان تطالب وزارة الدفاع تخصيص 392 مليون دولار لتأسيس مركز قيادة «افريكوم»…   آسيا العتروس   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 29 ماي  2008)  


 

قادة عسكريون في 10 دول متوسطية (من بينها تونس) يتفقون علي تعزيز التعاون

 
طرابلس ـ يو بي أي: ناقش رؤساء اركان القوات البحرية في 10 دول متوسطية اليوم الثلاثاء بالعاصمة الليبية طرابلس تنسيق التعاون بين دولهم بما يكفل جعل البحر المتوسط بحيرة أمن وسلام واستقرار خال من أسلحة الدمار الشامل وبحرا للتعاون والترابط بين شعوبه. ويأتي اجتماع كبار قادة القوات البحرية في هذه الدول ضمن الاجتماع الرابع لمبادرة دول 5+1 التي تضم خمس دول أوروبية وهي إيطاليا، فرنسا، اسبانيا، البرتغال، مالطا، وخمس دول مغاربية تقع علي ضفاف شمال المتوسط وهي المغرب، تونس، الجزائر، موريتانيا وليبيا. وتركز هذا الاجتماع علي استعراض أنشطة الدول الأعضاء في مجال التعاون المشترك لقواتها البحرية في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتلوث البحري والانقاذ والمحافظة علي الثروات البحرية المشتركة ومكافحة الأنشطة غير المشروعة مثل الصيد في المياه الإقليمية للدول الأخري. وخلال هذا الاجتماع أكد كبار قادة البحرية في الدول المذكورة علي ضرورة تحقيق تعاون ملح ووضع استراتيجية أمنية مواكبة للتحولات الدولية المعاصرة حتي لا تكون هذه المنطقة معبرا أو مسرحاً للجريمة المنظمة. وشددوا في هذا الخصوص علي ضرورة تكثيف التعاون لمكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة التلوث البحري والصيد الجائر والبحث والإنقاذ وتقوية عناصر المراقبة والاستطلاع. ووفقا لمصادر مقربة من هذا الاجتماع الذي استضافته ليبيا باعتبارها تترأس هذه المبادرة للعام 2008 فإن المجتمعين اتفقوا علي جملة من التوصيات تهدف الي تعزيز التعاون وتفعيل المشاركة المثمرة وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات المختلفة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 ماي 2008)

 

حق العودة:  من هنا نبدأ

نورالدين ختروشي العودة حق الجميع ما يجب ولا يجب أن يستثني أحدا ممن أضطر للمنفى  في إطار ملف الإسلاميين منذ بداية الثمانينات إلى اليوم  تلك هي الرسالة الأساسية من وراء النص الذي نشرناه منذ يومين.  وقد كتبنا ذاك بلغة حميمية وخطابية مقصودة في ذاتها، ليكون النص مقدمة لما يليه من حلقات سنكتبها تباعا حتى نوضح مقصدنا من شعار العودة بدون استثناء.  نتناول اليوم على بركة الله ثلاثة أبعاد أساسية لتلك العودة المنشودة 1 ــ  مشروع العودة للجميع، هو رسالة إخلاقية  إلى الوسط المهجري المناضل،  تقول أن قيمة الأخوّة  وبعد سنوات الجمر هي آخر الحصون  التي بقيت لنا. فمهما اختلفت بيننا مسالك التفكير في مستقبل قضيتنا، تبقى الأخوة في الله رداءنا الذي قدت خيوطه بدماء شهداءنا… أحبتنا الذين قضوا وعلى شفاهم بسمة انتصار على قتلتهم، بسمة تنشد ببراءة  سأرى لحظة الانتصار  ….سأراها بعيني أخي   نشيد كتب بزيت  المشكاة الربانية ليرسم للعالمين ألق الحب في الله  .   العين عيني وعينك وعينه  والقلب واحد هذا ما تعلمناه في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم رباط الولاء أن فقدناه فقدنا الانتماء والمصيبة في الدين، مصيبة في الولاء فإن جف ذلك المعين ماتت الشجرة. ولأنني ممن يحسب أن ما أصاب الشجرة صفرة خريف، يعقبه شتاء ماطر، ومن بعده ربيع زاهر، فأنني أدعو من يشاركني محنة المنفى وقبل التفكير في العودة أن يستحضر قيمة التضامن الأخوي الذي ألتقيناا عليه.  فلا تتخلوا  ــ أيها الأخلّة ـــ عن أخلّتكم، فحرقة الشوق للبلد الطيب، وأهله قمحه الاسمر،واحدة عند الجميع.  وإن كنا لا نبكي فلا يعني إننا لا نتألم، والدمعة التي ستفرح عدو زنيم دونها الموت الزؤام.     فأما عودة كريمة للجميع، نفرح فيها سويا بلقاء الأهل والأحبة وأما فالصبر قدرنا. فلن تفرح أمي برؤيتي إذا لم تفرح كل الأمهات،  لن تزغرد عائشة لتولول فاطمة وقد كنا في حارتنا نلغي أعراسنا و أفراحنا إذا فجعت الحارة في عزيز، فهل نسيتم  جمال وعفوية وبراءة وصدق وحميمية المعنى، أم على  القلوب أقفالها!!!!!!!! 2 ــــ رسالة ثانية موجهة إلى السلطة التي تتعامل مع ملف العودة بمنطق السجان: ّاحكي على روحكّ ” إن أردت الحصول على جوازك  وذلك ما بلغني عن العديد من الاخوة الذين قدموا مطالب جوازاتهم وللمفارقة في هذا الإطار فإن سيادتهم لا يمانعون في أن تتحدث باسم الجميع، إذا تعلق الأمر بتجريم ماضينا  وتشريح جسد النهضة الجريح، فسؤال هل أمضيت على بيان جماعة مايو؟؟ سأله أكثر من موظف في القنصليات عند تقديم مطلب الجواز، فما هو ممنوعا يصبح مستحبا وأحينا شرطا لقبول مطلب إداري بسيط،. ومع ذلك هناك من يحاول أن يقنعنا أن عودة الخلاص الفردي تعكس تطورا ايجابيا في سياسة السلطة تجاهنا  إن الرد الطبيعي على تلك المسخرة هي في ان ندخل عليهم مجتمعين لنفتك حقنا الدستوري في الحصول على وثائقنا المدنية …  أن نسحب منهم المزايدة في الحصول على ذلك الحق ضمن تخطيط حكيم نستجمع فيه كل ممكنات ومقومات افتكاك ذلك الحق   3 ــ  رسالة ثالثة موجهة إلى الرأي العام الوطني وروافده الحقوقية  التي تشاركنا هم النضال السياسي، ومن بعدهم الرأي العام الدولي، بأننا عازمون على فتح ملف المهجرين بعد ملف السجون، وأن لامعنى لأي انفتاح سياسي، دون أن ننهي مأساة المنفى، وعودة كل المهجرين دون استثناء، فمظلمة المنفى  هي الوجه الأخر لمحنة إجتماعنا الوطني في عشريتي الحصاد المر.  سنقبل على الرأي العام الوطني والدولي بخطة شاملة لتحركات إعلامية وسياسية وميدانية، أفقها إفتكاك حق المهجرين في عودة كريمة تضمن لهم جميع حقوقهم المدنية والسياسية . بل وسنطالب كما كل المتضررين من المحاكمات السياسية بحقنا في التعويض عن الضرر المعنوي والمادي الذي لحقنا،  وسنشهد العالم من خلال شهادات حية وموثقة  بالكلمة والصوت والصورة عن مأساة أطفالنا وأمهاتنا وعائلاتنا.  لن نسكت بعد اليوم عن مظلمة لم يعرفها تاريخ البلاد من قبل،  سنبدأ بإحصاء رسمي لكل المنفيين في القارات الخمسة،  وسنبرز تلك المأساة للعالم بكل تفاصيلها سننقلها إلى الأمم المتحدة وإلى كل فضاء حقوقي في البلاد وخارجها وسنضغط بالمتاح لنحقق الطموح أن عاجلا أو آجلا. وأحسب أن ما بأيدينا من شبكة علاقات ممتدة شمالا وجنوبا، تمكننا اليوم إذا عزمنا وتوكلنا في تحقيق القليل أو الكثير من مطالبنا المشروعة. يبقى في الأخير أن أنبه إلى قضية جوهرية على صلة بعودة بعض الأخوة عبر مساك التسوية الفردية. لأقول لهم إن عودتكم قد  أهنأ بعضكم عليها دون أن أغبطهم لأنها ملوثة كما تعلمون وتكابرون ولا تعلنون بلوثة التخلي عن رداء النضال ففي الأخوة العائدين معادن من الرجال(1) لا تخطئهم ا لفراسة، ولكنه الفراغ وحالة البهتة  والتردد هي التي تدفع إلى مثل تلك العودة، فعودتهم  البائسة في الحقيقة،  هي مرآة لبؤس واقعنا، وتردد عجز الجهات المسئولة في أن تحسم في ذلك الاختراق الذي نبه إليه العديد من الأخوة في السنوات الأخيرة… ولكن لا حياة لمن تنادي!!!  ل تثريب ولا لوم على من عاد عبر بوابة الخلاص الفردي، ما لم يعد علينا بقبح  مدح خصومنا، وما لم يتحول إلى عجلة سادسة وبوق  لدعاية السلطة، يمشي في صفوفنا بالغمز واللمز، ويكتب في مواقعنا نصوص التبخيس لتضحياتنا ونضالنا. أبدا لن نحترم أولائك الذين يخاطبون  السلطان بلسان الأرنب الوديع ويزأرون في وجوهنا أزير الأسود المفترسة. وقد نسوا أن سلطانهم أهون على الله من جناح بعوضة ،وهو في عيوننا  فأر نجس.  فليلزم هؤلاء حدودهم، وقديما قيل عاش من عرف قدره، ومن اضطر إلى معصية، فلا أقل من أن يستتر، واللبيب من الإشارة يفهم. ولب المعنى من السابق هو أن نحذر من أن نجعل تلك العودة مقياسا للفرز في صفوفنا. فكما أنه لا بطولة في البقاء في المنفى فلا خيانة في الرجوع للبلاد. بل وأشدد على أن عودة بعض الأخفياء الأتقياء ــ وأظن أن أغلبهم كذلك  ولا أزكي على الله أحدا ــ   يجب أن نعرف كيف نحولها إلى رصيد بأيدينا، قد يعود علينا وعلى البلاد بخير عميم.   يجب أن نعرف كيف نقلب السحر على الساحر، فنحول تلك العودة من عودة مساكين، إلى عودة جزء من الرأسمال البشري لمشروع التغيير يجب أن لانقطع الصلة مع أخواننا العائدين، وأن لا نشيح بوجوهنا عنهم فنعين الشيطان عليهم،  وندفعهم إلى ردود فعل قد تحولهم إلى أدوات بأيدي خصومنا وأعداء مشروعنا. العودة بشكلها البائس بقدر ما ننبه إلى  سلبياتها يجب أن ننتبه إلى إيجابياتها أيضا، وأن نتعامل معها ضمن أفق توظيفها في الاتجاه الصحيح، والرد عليها ليس بتجاهلها، أو تجريمها، بل من خلال منافسة أخرى في الخير. أي من خلال مشروع آخر لعودة أكثر كرامة وعزة  وهذا ما ننشده من خلال ما نحن عليه عازمون ، ما لي أراكم أيها الأحبة تترامون بالحجر، هل نخركم سوس المنفى ونسيتم أنكم تربيتم على رمي خصومكم قبل أصحابكم بالثمر !!!!  أوبوا إلى محاضن النبوة ففي الحلم والتسامح جوامع الخلق استودعكم الله وإلى حديث الغد والذي سيكون موضوعه النهضة وملف العودة نورالدين ختروشي باريس في 29 ماي 2008   (1) أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر السادة بوعبدالله بوعبدالله ولزهر عبعاب ومصطفى لونيسي وشكري الحمروني  نورالدين الجويني كل هؤلاء لن ننسى لهم ما قدموا ـ ومازالواــ  من أعمارهم وأموالهم للقضية وأسأل الله لهم ولنا وللجميع حسن الخاتمة 


 

صلاح الفتوى والدور الحضاري للفقيه المصلح

                  

خالد الطراولي إن عالم الفتوى أصبح اليوم عالما يعتريه الكثير من الغموض والضوضاء والشطط، ولعل الثورة التكنولوجية ساهمت في تعريته وفي زيادة تشتته، وهي غابة الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود. وإني أزعم أن إحدى كبريات القضايا المصيرية اليوم في تحديد هويتنا ونجاح مشروعنا وتنمية مجتمعاتنا ونجاعة علاقتنا بمن حولنا، وحتى في تحديد وجودنا من عدمه أمة تدعو إلى الخير ورفاهية الناس روحا ومادة، تكمن أساسا في ماهية الفتوى وماهية الفقيه والعلاقة المرجوة مع هذا الواقع المتجدد المليء بالتحديات. ذلك لأننا أحببنا أم كرهنا نحمل خاصية لم تجتمع في أقوام غيرنا وهي هذه العلاقة المتميزة مع المقدس هذه العلاقة التي تمثل مرجعية حراكنا، والتي تعتبر عنصرا إيجابيا إذا عرفنا توظيفها كما وظفها الأجداد، علما ودراية وحكمة فبنوا حضارتهم، ثم لما تقاعسوا وركنوا إلى الغوغاء والشطط وسكون المقابر، خرجوا من التاريخ، وتبعناهم وتركوا مفاتيح المنازل لأقوام آخرين استوطنوا المكان بعلم وحكمة إلى حين. ولهذا تطلع علينا بين الحين والآخر فتاوى كالفقاقيع لا تعرف كيف خرجت ومتى خرجت وعن أي واقع تتحدث، يرفعها في بعضها فقيه علَم، أو فقيه نكرة مختف وراء شاشات وأسترة. فترى العجب، هل هو زمن الأمويين أو العباسيين أم زمن بني عثمان؟ هل هي ديار مضر وفقه البادية ورحلة الشتاء والصيف؟ هل هي ديار حرب وسلم وجروح دموع ودماء؟ حتى تسمع من يسأل عن جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، ويتلقفها بعضهم من وراء شاشته ويصر على حرمتها وكأننا لا نعيش مع الجار المسيحي والمواطن اليهودي ولا نعمل في قرية كونية متشابكة. ويصبح من مات غريقا وهو يريد الهجرة للاسترزاق، غير شهيد لأنه غادر موطنه ورمى بنفسه انتحارا، ونسي فقيه الديار الإلمام بكل المعطيات وطرح التساؤلات وإبعاد الغشاوة عن كل الأبعاد. ويتلفظ علينا آخر سامحه الله بنكتة العصر وهو يلوّح لنا بكل جدية بوجوب إرضاع زميلة العمل إذا خيف الاختلاط، وقد نسي صاحبنا الإلمام بكل أبعاد القضية الذي تتجاوز شخصه وحيّه، وترتبط بفلسفة حياة وعلاقة جنس بآخر، لم يتأخر الإسلام في نحت أطرافها بكل دقة، شعارها مسؤولية وحياء وتناسب أدوار. الصلاح والإصلاح مصطلحات تنطلق من نفس الجذع اللغوي، وهذا الارتباط العضوي يجعل من الصلاح هدفا أساسيا للإصلاح، وبدون صلاح يفقد الإصلاح مبررات وجوده ويصبح تخريبا وتدميرا ومنبت سوء وضلال. والإصلاح عملية ومسار متشابك ومعقد رغم بعض التنظيرات المثالية التي تقتصر على الشعار الفضفاض والكلمات الجوفاء. وأطراف الإصلاح متعددة، تبدأ بالفرد لتلامس الجماعة، تعني الحاكم والمحكوم وكل هيئة أو مجموعة أو جمعية داخل المجتمع المدني. من هذا الباب الموسع نجد طرفا هاما في معادلة الإصلاح والتوعية والبناء وهو الفقيه والمفتي، فدور الفقيه محدد في هذا العملية عبر علمه وحكمته، علم بالأصول وفقه بالواقع. وفي تلازم هذه الثنائية ونجاحها أو فشلها تنتج إصابة الفتوى أو خطؤها ومن ورائها نجاح الإصلاح المرجو منها أو فشله. ومن هذه الزاوية يمكن الحديث عن فتاوى صالحة وأخرى غير ذلك… فالفتوى مسار علمي واجتماعي، تحدد كل محطاته نجاح الفتوى أو ضمورها. وهذه العلاقة بين العالم وعالَمه التي تحدد صلاح فتواه وحكمتها أو مجانبتها للصواب متشابكة ومعقدة، وتجمعها ثلاثة أطراف: علاقة مع السلطان وعلاقة مع الجماهير وعلاقة مع المحيط المادي الذي يعيش فيه. فأما العلاقة مع السلطان فهي بين طرفي نقيض وليس من السهل أن يعيشها الفقيه بكل تجرد، فهو إما مساند أو مخالف، إما داخل الخيمة وتابع للحاشية، فتطاله أصابع الاتهام بصواب أو خطأ. وكلما خطا خطوة داخل خيمة السلطان وأدرك أماكنها المرتفعة والمقربة، نضج لدى الجماهير فكر التوجس والريبة، وفقدت الفتوى من مصداقيتها حتى وإن كان حاملها يشار إليه بالبنان في ديار العلم، واقتربت الفتوى من الطلاح لأنها عجزت عن كسب رضا الناس. وفي هذا يقول نجم الدين الغزي أحد العلماء المستقلين في عهد العثمانيين: احذر من الملوك والسلطان *** بحسب القدرة والإمكان لا يجتني مصاحب السلطان *** من قربه سوى العصيان وإما مجاف للسلطان ومتجنب دياره ومعبر عن استقلاليته، وفي هذا الصنف من يتطرف فيظهر سخطه وعداوته ولا يبني إلا على مواجهة وعلى نقيض، ولا يرى في التقرب من مقاربة السلطان ولو كانت سليمة إلا ممرا نحو فقدان المصداقية ومغازلة الشيطان والوقوع في حباله، ومنهم من يظهر استقلاليته دون الخوض المباشر في السياسة والسياسيين، ويسعى لتجنب المواجهة ولو بكثير من العنت. غير أن كلا الصنفين لا يعيش حالة هدوء مع القصر، فتخطي الحدود الحُمْر أو التعاطي مع الفتوى بشكل لا يضمن مصالح أصحاب الشأن، لا يعطي لصاحبها الأمان. وإذا كان الصنف الأول قد حدد بداية مربعه الذي يقف عليه في الصدام والمواجهة، فإن الصنف الثاني رغم محاولته الاعتدال فكثيرا ما يلمسه حنق السلطان لمجرد تجاوز أو عدم اعتبار لخصوصية القصر أو التباعد والتجنب أكثر من اللزوم، مما يظهر للعامة جفاء أو عداء. وهذا ما نراه في علاقة الكثير من الأئمة في التاريخ الإسلامي، فرغم هذه الاستقلالية غير العدوانية تجاه السلطان، فإن بعضهم لمجرد انفلاتة لم تعجب الأمير، ذاق الأمرين فكان نصيب مالك خلع كتفه بعد اجتهاد في طلاق المكره لم يستسغه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسيق الشافعي مكبلا إلى هارون الرشيد من اليمن إلى بغداد بعدما وشى به الواشون ولم يرض الخليفة، وقاسى ابن حنبل الأمرين لرفضه موافقة الخليفة في قضية كلامية خالصة رأى المعتصم أن لها ما بعدها. وهكذا فمن صلاحية الفتوى مصداقية صاحبها، وهذه المصداقية طريق إلى الشرعية في قلوب الجماهير مما يجعلها أقرب إلى التبني والقبول، وأن تتشكل في مسار إصلاحي فردي أو جماعي. إن هذه العلاقة الحساسة مع السلطان ارتبطت غالبا بحالة الأمة في تاريخها بين مد وجزر في مستوى تحضرها وتقدمها، ومن هذا الباب وجب النظر إلى الدور الإنمائي والإصلاحي والحضاري للفقيه وهو داخل خيمة السلطان أو خارجها. واللحظات المعبرة في هذا الشأن كثيرة وتوحي بهذا التلازم بين حضور جريء ومستقل للفقيه وبين تقدم الأمة وصلاحها، وبين غياب الفقيه والتزامه القرب السلبي من السلطان والتواري عن الفعل والنظر وبين السقوط الحضاري. فقد روى ابن حيان في ذكره لحال الفقهاء في البلاط الأموي الأندلسي “والفقهاء أئمتهم صموت عنهم صُدُف عما أكده الله عليهم من التبيين لهم، قد أصبحوا بين آكل من حلوائهم، وخابط في أهوائهم وبين مستشعر مخافتهم آخذ بالتقية في صدقهم”. ولكن هل هذه الاستقلالية ومحاباة الجماهير لكل فتوى لا تخرج من أقبية السلطان كافية وحدها لضمان صلاح الفتوى؟ هذا ينعكس على صنف العلاقة بين المفتي والجماهير! ليس المفتي نجما طارقا يعيش بين جدران مدرسته أو مركزه أو مسجده، ليس المفتي لغزا منغلقا على ذاته، يركن إلى صومعته ولا يتحدث إلا من منطلق العارف المطلق وما سواه العدم، ليس الفقيه درة مصونة تخاف الأيدي ومخالطة الناس حتى لا يقل بريقها ويخفت إشعاعها، ولكنه مواطن قبل ذلك يعيش بين أضلع مجتمع، يأكل خبزهم ويشرب ماءهم، ويمشي في أسواقهم، له ما لهم وعليه ما عليهم. وإذا كانت الجماهير مقتصرة في الأيام الخوالي على أبناء الحي والبلدة والبلاد، فإن الثورة التكنولوجية وتقارب البلدان وانتشار المعلومة تجعل من العالم قرية كونية ومن الجماهير سكان العالم إذا عرف الفقيه عن قرب ولمس بدقة هموم هذا الطرف أو ذاك وفقه واقعه بكل ملابساته. هذا الاختلاط بهموم الناس ومعايشة محنهم ونعمهم، يولدان هذه الاستجابة العينية والمباشرة لكل سؤال أو قضية يتعرض لها هذا الوطن وتعطي للفتوى التصاقا كاملا بمشاغل الناس، فتنطلق منهم لتعود إليهم، ولا تكون مسقطة على حالهم تنطلق من الكتب الصفراء لتعود إليها، وكأنها تستجيب للتاريخ ولا تستجيب للجغرافيا. والفقيه مواقف وممارسة، يمشي بين الناس، يدخل أسواقهم، ويطرق بيوتهم، وهذا النموذج الحي الذي يمشي على رجليه يحمل مسؤولية العلم ولكن أيضا مسؤولية الحب والقرب والتفهم والمعايشة. والفقيه الناجح والصالح هو الفقيه الذي يعتبر النموذج في الفعل والنظر، تتعلق بتلابيبه الجموع، وتتمسح على أطرافه الجماهير، التي ترى فيه قائدا لها ومرشدا، فيصبح ممثلا للأمة في مجموعها، فهي إطاره وهو زعيمها، وهي المدافعة عنه، والحامية لمبادئه وأفكاره. يُروى أن البهلول بن راشد كان من علماء القيروان الأجلاّء، فأراد أمير البلاد أن يحبسه، فخرجت القيروان في عشرة آلاف مقاتل مدافعة عن ابن راشد قائلين للأمير: إياك والبهلول بن راشد فإنه منا بمثابة الرأس من الجسد! كما يصبح دوره الإفتائي إصلاحيا خالصا وحضاريا حاسما وبارزا، يجعل السلطة التنفيذية نفسها، مجبرة على أخذه في الاعتبار. وقد شهد العالم الإسلامي عزل السلطان العثماني سليم الثالث سنة 1807، استنادا إلى فتوى من مفتي البلاد الذي اتهمه بأنه غير صالح للملك، “لأنه فرض على المسلمين أنظمة الكفار وأدخل نظم الإفرنج وعوائدهم، وأجبر الرعية عليها”. لكن في المقابل ليس على المفتي أن يكون جوابا آليا “لما يحبه المستمعون” ولكنه مرشد ومرب ودافع إلى الصلاح، وهذا لا يتأتى إلا بالكلمة الطيبة والمنهج القويم والصبر والمصابرة والتمسك بالحق أينما كان، ومنهجية التدرج والمرونة دون مجاملة أو محاباة. فعلاقة الفقيه بالجماهير هي علاقة إرشاد وتربية وليست علاقة فوقية وأستاذية، هي علاقة مرافقة بناءة وليست علاقة تابع ذليل وقاصر بمتّبَع. ومن أغرب ما قرأت في هذا الباب طلب أحدهم فتوى من فقيه وهو يريد الذهاب لزيارة أحد البلاد حول جواز الابتسامة أو عدمها لأهل تلك الديار، وكأن هذا الدين جاء يحمل شعار الحزن والعداوة والتكشير والعدوان. الجماهير جزء من هذا الواقع المتحرك والمتجدد، وما يعنينا هو هذه البيئة المادية التي تتحرك فيها الفتوى، من علاقات ومعطيات وسلوكيات وثقافة وعقليات وتواريخ ومستويات تنمية، فلا تتساوى فتاوى تتنزل في إطار يعيش الوفرة والسلام والأمن والاستقرار، مع إطار يعيش الندرة والضيق والخوف والرعب، ولا تتساوى فتوى الحي والقرية مع فتوى المدينة والبلاد، ولا تتماثل فتوى يطلبها فرد، مع فتوى تخص جماعة أو تلمس المجموعة. وهذه العلاقة مع الواقع تتطلب ولا شك فقها وعلما وحكمة، فلا يكفي علم الفقيه لاعتبار الفتوى صالحة، ولكن معرفته بإطارها المادي الذي تتنزل فيه، يعتبر مؤشر نجاحها وصلاحها، أو فشلها وطلاحها. ولن نعيد حديثا قتل بحثا وتذكيرا بتغيّر الفتوى بتغيير الديار وتغيّر الزمان، وسنمر مر الكرام على تغيّر فقه الشافعي وهو يغيّر مكان الإقامة من بغداد إلى القاهرة، ولن نعيد التذكير بفتاوى القاضي الحنفي ابن عابدين في ظل الدولة العثمانية وفي إطار المجلة. وإذا ابتعد الفقيه المفتي عن اعتبار الحكمة جزءا أساسيا في عملية اختمار الفتوى وتنزلها، فإنه يقع في مطب التعسف على الواقع وليّ عنقه وإسقاط رأيه عليه دون الإلمام الكامل بمعطياته. وهنا تقع المأساة، فمنها ما كبر فيعصف بكيان أمة ويشوه صورتها وينهي دورها المتميز في هذا الكون، “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”، ومنها ما صغر فيحبط الفرد أو يتطرف فيهلك الحرث والنسل في مستوى أسرة أو مجتمع. (*) كاتب تونسي (المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 ماي 2008
 

الكتابات النّافعة 3 / 3 (الأخيرة) لخّصها ونقلها عبدالحميد العدّاسي

 

 
نأتي اليوم إلى خاتمة سلسلة ما أسميته “الكتابات النافعة” التي لخّصت كتيّب الإمام الشيخ النووي رحمه الله تعالى المعروف بـ”المقاصد”، ونستهلّ الكلام منه عن المقصد الثالث، وهو في أحكام الصلاة… يقول الشيخ رحمه الله: ومفروضُها الخمس على كلّ مسلم بالغ عاقل: الظهرُ، والعصرُ، والمغربُ، والعٍشاءُ، والصبحُ (الفجر). ولا يصلّي ما لا سبب له (قضاء فائتة أو تحيّة مسجد) بعد صلاة الصبح إلى الطّلوع، والعصر إلى الغروب، وعند الطلوع إلى الارتفاع (مقدار رمحٍ في النّظر)، والاستواءِ إلى الزّوال (إلاّ يوم الجمعة، فالنفل فيها جائز عند الاستواء)، والاصفرارِ إلى الغروب. ومسنوناتُها: العيدان، والخُسوفان، والاستسقاءُ، وركعتان قبل الفجر، وقبل الظهر وبعده (ونُدِب زيادة ركعتين قبل الظهر)، وبعد المغرب، وبعد العِشاء، والوترُ (وأقلّه ركعة، وأدنى كماله ثلاث ركعات، وأكثره إحدى عشرة ركعة)، والضُّحَى (أقلّها ثنتان وأكثرها ثمان)، والتراويحُ، وصلاةُ الليل (القيام / التهجّد). وأركانُها النيّةُ، والقيامُ، وتكبيرةُ الإحرام، والفاتحةُ، والرّكوعُ، والاعتدالُ (القيام من الرّكوع)، والسجودُ مرّتين، والقعودُ بينهما، والطمأنينةُ في الكلّ، والتشهّدُ الأخير، والقعودُ فيه، والسلام (التسليمة الأولى)، والترتيبُ. وسننُها: الأذانُ، والإقامةُ قبلها، ورفعُ اليدين مع التَّحَرُّمِ، والرّكوع (وأيضا مع الاعتدال والقيام من التشهّد الأوّل)، ووضعُ يمناه على كوع يسراه، والتوجّهُ (دعاء الافتتاح)، والتعوّذُ، والتأمينُ، والسّورةُ (أي بعد الفاتحة في الأوليين)، والجهرُ (الصبح والجمعة والأوليين من المغرب والعِشاء)، والإسرارُ (الظهر والعصر والثالثة من المغرب والثالثة والرّابعة من العِشاء)، ولا تجهر امرأة بحضرة رجل، والتكبيرُ للانتقال، والتسميعُ للاعتدال (سمع الله لمن حمده، ربّنا لك الحمد)، والتسبيحُ في الرّكوع والسّجود، ووضعُ يديه في التشهّد على فخذيه ناشرا يسراه قابضا يمناه إلاّ المسبّحة (السبّابة)، والافتراشُ في الجلسات (يفترش يسراه وينصب يمناه)، والتورّك في الأخيرة (إلصاق الورك الأيسر بالأرض)، والتسليمةُ الثانية، ونيّةُ الخروج من الصلاة، ومجافاةُ الرّجل مِرفقيه (التفريج)، وإقلال بطنه في السّجود (المجافاة)، بخلاف المرأة فإنّها تضمّ بعضها إلى بعض فلا تفرّج ولا تجافي. وشروطُها: الإسلام، والطهرُ (البدن والمكان)، وسترُ العورة (ما بين السرّة والركبة للرّجل، وللمرأة غيرُ وجهها وكفّيها)، وعِلمُه بدخول الوقت، واستقبالُه (أي القبلة)، وتركُ كلامٍ عمدٍ وفِعلٍ كثيرٍ ومفطرٍ وتغيّر نيّة. ومبطلُها: فواتُ ركن أو شرط. وإن شكّ في عددٍ أخذ بالأقلّ (بنى على الأقلّ) وسجد للسّهو. والجماعةُ فرضُ كفاية يلزمُ المأموم أن ينويَها وأن لا يتقدّم على إمامه وأن يعلمَ بصلاتِه. والقصرُ لصلاةٍ رباعيّة مؤدّاةٍ (فلا تقصر فائتة) ويجوز للمسافر في غير معصية، مسافة 81 كلم تقريبا، إذا نواه مع التحرُّمِ. ويجوز الجمع بين المتجاورتين (الظهر والعصر، المغرب والعِشاء) وذلك في وقت الأولى، أو في وقت الثانية بنيّة في وقت الأولى مع مراعاة الترتيب في الأداء.   وفي مقصد الزّكاة يقول رحمه الله: إنّما تجب على مسلم، حرّ، تامِّ المِلك في الإبل (5) والبقر (30) والغنم (40)، بشرط النّصاب (قلت: وقد نبّهت إليه بالأعداد 5 و30 و40 وهي أقلّ الأعداد التي تجب فيها الزكاة، وأمّا تفصيلها فارجع إليه في كتب الفقه فإنّ هذا ليس محلّه) والحول والسّوم (الرعي في كلإٍ مباح أو مملوك قيمته يسيرة). وفي الذهب (ما يعادل تقريبا 85 غراما من الذّهب الخالص) والفضّة (ما يعادل تقريبا 595 غراما من الفضّة الخالصة) في غير حليٍّ مباحٍ، وفي عرض التّجارة بشرط النّصاب والحول (فيها كلّها ربع العشر). وفي المُقتاتِ اختيارا من زرعٍ (كالحنطة والشعير والأرزّ) ورُطبٍ وعنب بشرط النّصاب، وفيه العشر إن سُقي بلا مؤونة وإلاّ نصفه (1/20). وزكاة الفطر تلزمُ المسلمَ عنه وعن كلّ مسلم تلزمُه نفقتُه، إن فضل عن قوتهم ليلة العيد ويومَه. وتُعطى الزّكاة لثمانيّة أصناف أو مَن وُجد منهم وهم: الفقيرُ، والمسكينُ، والعاملُ عليها، والمؤلّفةُ قلوبهم (ليتقوّى إيمانهم)، والمُكاتِبُ (قد لا يوجد في أيّامنا هذه)، والغارمُ (المدين)، والغازي، والمسافِرُ. ولا يُعطى منها بنو هاشم والمطّلب، وعبدٌ، وكافرٌ، ومَن تلزمُ المزكّي نفقتُه.   وأمّا عن الصوم، فيقول رحمه الله: إنّما يجبُ الصوم على مسلمٍ مكلّفٍ. ويصحّ بالنيّةِ وانتفاء المفطِرِ وهو: ردّةٌ، وحيضٌ، ونفاسٌ، وتعمُّدُ قيءٍ، وجِماعٌ، واستمناءٌ، ووصولُ عينٍ في منفذٍ إلى جوفٍ، كبطنٍ ودِماغٍ ودُبُرٍ ومثانةٍ . وسننُه: تأخيرُ سحورٍ، وتعجيلُ فِطرٍ، وتركُ هُجْرٍ (أي القبيحُ من الكلام). ولا يصحّ صوم العيدين، وأيّام التشريق، ولا يوم شكّ إلاّ أن يصادف عادة له (كصوم الإثنين والخميس مثلا). ويباح الفطرُ بمرضٍ، أو سفر قصرٍ، وخوف حامل ومرضع عليهما، ويجب القضاء. وبخوفهما على ولدٍ القضاء والإطعام.   ويخصّص المقصد السادس للحجّ، وفيه يقول رحمه الله: إنّما يجبُ على كلّ مسلم مكلّف حرّ وجد الزّاد والر ّاحلة (وسيلة النقل) مع أمن الطريق وإمكان السير. وأركانُه: الإحرامُ (وهو النيّةُ)، والوقوفُ بعرفة، والطواف بالبيت سبعًا، والسعيُ بين الصفا والمروة سبعًا، والحلقُ (وهي أركان العمرةِ سِوى الوُقُوفِ). وواجباتُهُ: الإحرامُ في الميقاتِ، ورميُ الجِمار، والمبيتُ (بمنى ليالي التشريق وبمزدلفة ليلة العيد)، وطوافُ الوداعِ. وسنَنُهُ: تقديمُه على العمرة، والتجرّدُ إلى إزار ورداء أبيضين، والتلبيةُ، وطوافُ القدوم، وركعتا الطوافِ. ويجبُ بترك واجب ذبح شاةٍ، فإن عجز فصوم ثلاثة أيّام قبل النحر وسبعةٍ في وطنه. ومبطِلُهُ: عَمدُ الجِماعِ، ويوجِبُ الإتمامَ والقضاءَ وبدنةً (فإن لم يجد فبقرة فإن لم يجد فسبع شياه فإن لم يجد فإطعام بقيمة البدنة فإن لم يجد فصوم بعدد الأمداد). هذا، ويُحرم بكلّ من الإحرام والحرم: قتلُ صيد. ويَحرُم للمُحرِمِ النّكاحُ وقطعُ شجر الحرم. والله أعلم…   وفي الكتيّب مقصد في أصول طريق التصوّف، وخاتمة في بيان طريق الوصول إلى الله عزّ وجلّ قد لا يُحرمهما كلّ من اقتنى الكتيّب من المكتبات، فهو كما قال عنه النّاشر من جواهر المؤلّفات في العقيدة والعبادة في الإسلام… وإنّما دعوت بهذا التلخيص إلى عدم الاكتفاء به، وأردّتُّ به التحريض على طلب الكتيّب وغيره من كتب الشيخ القيّمة رحمه الله ونفع به. والله من وراء القصد، ولا تنسونا من صالح الدّعاء…   انتهى بفضل الله…                

محور الصراع في إيران : ولاية الأمة… أم ولاية الفقيه؟!

 
توفيق المديني يتساءل المحللون ما هو محور الصراع الحقيقي بين التيار المحافظ والتيار الإصلاحي بعد فوز المحافظين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة  ؟ لقد كانت الثورة الإيرانية، في شكلها الخميني على الأقل، ككل الثورات الكبرى التي عرفها القرن العشرون قد عاشت فترة من الصراع بين حالة من النقاء الخالص والبسيط للإيديولوجية وبين السياسة الواقعية التي يكثر فيها الاختلاط والتعقيد حول مسائل داخلية، حيث يدور صراع شديد حول التحديث في بنية النظام السياسي، وموقع الإسلام وعلاقته بالسياسة، بين المحافظين والإصلاحيين. مما لاشك فيه أن الصراع بين المحافظين والإصلاحيين يعود إلى بدايات الثورة الإيرانية، ويتمحور حول نظريّة “ولاية الفقيه” التي تقع في صلب الفكر الخميني. ويقول الشيعة أنّ خلافة النبي محمّد (ص) تؤول إلى صهره عليّ (ر) وورثته، وآخرهم الإمام محمّد “المغيّب” عام 874 م، ليصبح الإمام المحتجب والذي سيعود لإقامة العدل. وبانتظار هذه العودة، من يتولّى أمر المؤمنين؟ يعود الدور وفقاً لآية الله الخميني إلى الملاّ والفقيه، أي ممثّلي الإمام المهدي المنتظر. تمنح هذه العقيدة تالياً، رجال الدين سلطاتٍ كبيرة، وكان يعارضها العديد من آيات الله وما يزالون. فالإمام الخميني من خلال التنظير لولاية الفقيه قد أخرجها من حيز الفقه ومسائله العبادية العملية إلى حيز علم الكلام ووسائله الاعتقادية وجعل منها جزءاً من أصول الدين لا من فروعه، وهذا يعني أنه لا يوجد أي فرق بين ولاية الإمام المعصوم وولاية الفقيه، بل إن الخميني يذهب إلى المطابقة بين ولاية الفقيه وولاية الإمام المطابقة، وهو إنكار يتم داخل المجال الإيديولوجي للثورة الإيرانية نفسها بواسطته. وعلى نقيض ولاية الفقيه التي شكلت الأساس الإيديولوجي الذي يقوم عليه نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية طورت عدة مراجع دينية في إيران نظرية “ولاية الأمة على نفسها”، وتعتمد خط الشورى في المسألة السياسية والتنظيمية المتعلقة بالمجتمع السياسي، باعتبارها دولة زمنية لا يجوز للفقهاء أي رجال الدين أن يتولوا السلطة فيها، أو أن يكون جميع جسمها ولاسيما  جميع مفاصلها وقيادتها مكونة من رجال الدين. بل إن هذه الدولة يجب أن تدار بحكمة عالية، وأن يتولى قيادتها رجال سياسة مختصون، لأن رجال الدين عادة غير مختصين في حقول ممارسة الحكم في الدولة، والحال هذه تصبح الدولة من مناطق “الفراغ التشريعي” المحالة للأمة. فلا مجال لأن يسند بها شخص واحد إذا كان هو الفقيه العادل. وتشكل نظرية “ولاية الأمة على نفسها” لعدة مراجع دينية إيرانية وللرئيس السابق محمد خاتمي نفسه امتداداً طبيعياً للخط الإصلاحي الديمقراطي الذي كرسه الإمام النائيني داخل المدرسة الشيعية الكلاسيكية في مطلع القرن العشرين  والذي انطلق في تنظيره وتأويله لمفهوم الدولة الإسلامية، ليس انطلاقاً من نظرية “ولاية الفقيه” بل انطلاقاً من نظرية “ولاية الأمة على نفسها” التي ترى في الدولة مسألة شورية واختيارية وانتخابية ودستورية بين المسلمين أي مسألة فقهية من الفروع لا كلامية من الأصول. وهكذا تتحدد خطوط التناقض بين نظرية “ولاية الأمة على نفسها” التي تؤكد فيها أن الشريعة الإسلامية أوكلت أمر الأمة، إلى نفسها، مادام منطق الإسلام هو منطق الشورى في المسألة السياسية والتنظيمية، ومنطق الإسلام الفقهي هو منطق كرامة الإنسان وحريته وولاية الإنسان على نفسه، وبين نظرية ولاية الفقيه، التي أولها الإمام الخميني وفق اجتهاده الفقهي، على أساس مناداته بالولاية المطلقة للفقيه بإقامة الدولة الإسلامية تحت قيادته وإمامته. لذلك إن الولاية المطلقة للفقيه تعني قيادة الأمة المتمثلة في نائب الإمام الغائب، الذي اصطلح على تسميته مؤقتاً بالإمام، وهذا يفتح الباب واسعاً لاحتمالات الانزلاق نحو بناء دولة استبدادية تيوقراطية تقوم على نظرية الحق الإلهي للحكم، حيث ينفرد الإمام وحده وبإطلاقية بالرأي من دون منازع، باعتباره قائداً سياسياً، ومرشداً روحياً للأمة، وفارضاً ولايته على الأمة، الأمر التي يعود إلى احتكار السلطة من جانب رجال الإمام أي الفقهاء. وكان الوجه الأبرز بين كبار رجال الدين في إيران آية الله منتظري قد أعاد النظر في الطابع الديني للجمهورية الإسلامية من خلال مؤسسة ولاية الفقيه، وهي أعلى مرتبة سياسية دينية في الدولة. وهو يعتبر أن “الفقيه” أو المرشد الأعلى للجمهورية لا يتمتع بشرعية إلهية ويجب تالياً تعيينه ديمقراطياً لمرحلة محدودة من الزمن على أن يكون قابلاً للعزل، وأن يكون دوره روحياً في الأساس. كذلك يمكن أن يقع الخيار لهذا المنصب على شخص من غير رجال الدين يفرض احترامه بسبب معارفه الفقهية وصفاته الإنسانية، وليس بالضرورة رجل دين أن يكون مجرداً من هذه الميزات. أما “جريمته الكبرى” فهي أن أنه نزع الأهلية عن “الفقيه” الحالي، خليفة الخميني، آية الله خامنئي إذ لا يرى فيه هذه الصفات. و كان الطلاب الذين انتفضوا في بداية صيف عام 1999، وجهوا  نقداً مباشراً إلى مرشد الجمهورية، وطالبوه برفع يده عن قوى الأمن الداخلي وإناطة مسؤوليتها بوزير الداخلية، مما يعني كسر هيبة هذا المقام الذي بقي طوال العشرين عاماً من عمر الجمهورية الإسلامية بعيداً عن أي نقد.فالطلاب يستنكرون الطبيعة التيوقراطية لولاية الفقيه، ويتهمون مرشد الثورة وأهل الحكم باستعادة الممارسة التيوقراطية، و لاسيما بعد إرسال مسلحي حزب الله لمهاجمة الطلاب بطريقة غير قانونية . ويشكل تنظيم “أنصار حزب الله” اليد الحديدية للتيار المتشدد داخل جبهة المحافظين المتمسك بنظرية ولاية الفقيه، والذي يقود المواجهة بواسطة العنف في الشارع وفي الجامعات. وأخيرا ظهر تنظيم “فدائيان إسلام” منضماً في طرحه المتشدد ولجوئه إلى العنف إلى أنصار حزب الله. ويستمد التيار المحافظ المتشدد قوته أيضاً من سيطرته على المؤسسة القضائية التي تحتل حيزاً رئيسياً في المواجهة ضد التيار الإصلاحي، وهي إذ تخضع لسلطة الفقيه على خامنئي فإنها خارج عن رقابة السلطتين التشريعية والتنظيمية. ويشكو محمد انزينفار مدير “همشري” (صحيفة اليمين التحديثي) التي تنشر نصوصاً وتصريحات للعلماء “التحريفيين” أو لرجال الدين المحافظين لكل المؤيدين للحريات وهي أوسع الصحف اليومية انتشاراً، من هذا الوضع، فيقول بمرارة “أن سيف العدالة في أيدي اختصامنا” وما يزيد من ربة هذا السيف إن الله هو من يحركه، إذ يوضح أسد الله بادا مشيان أحد أوسع الزعماء المحافظين نفوذاً: “إن العدالة ذات جوهر ديني”، فيما يقول آية الله محمد يزدي الرئيس السابق للمؤسسة القضائية “لا تستمد العدالة شرعيتها من الشعب بل من الإسلام”. وبينما يطالب التيار الإصلاحي بإزالة “محكمة رجال الدين” و”المحاكم الثورية” باعتبارها أصبحت من الماضي، يعتقد التيار المحافظ بأن الثورة، في حاجة لهذه المحاكم من أجل متابعة المعركة، حيث يقول الدكتور حسن غفوريغارد عضو رئاسة البرلمان القريب من المحافظين “علينا واجب محاربة أعداء الجمهورية في الداخل والخارج وخصوصاً الغزو الثقافي الغربي”. علينا أن نعترف بأن جبهة اليمين المحافظ في إيران ليست متماسكة ولا هي موحدة في رؤاها، بل هي أيضاً تشقها تيارات ثلاثة. الأول متشدد، كنا أسلفنا في تحديد مواصفاته ورموزه، والثاني يمين تقليدي “ارثونكسي” يمثل تحالف برجوازية البازار ورجال الدين التقليديين، والثالث بين معتدل أو محافظ تقليدي. الشيء المؤكد في إيران، أن التيار المحافظ المتشدد  ما زال يتمسك بالمفاصل الأساسية للنظام ويعمل من مواقعه المحصنة على كبح أي إصلاح أو تغيير أو إطلاق حرية التعبير ولو من داخل النظام، نفسه، والقيم نفسها التي انفصلت من أجل الثورة الإسلامية. فالطلاب الذين كانوا رأس الحربة في إسقاط شاه إيران، يوم كان رمزاً للظلم والاستبداد، وناصروا الجمهورية الإسلامية، أصبحوا اليوم يطالبون بالتخلي عن نظيرة ولاية الفقيه، التي باتت تفتقر إلى المساندة سواء وسط الطلاب أو أساتذتهم. وهذا بحد ذاته يعتبر تطوراً سياسياً مهماً وخطيراً، بل إنه أهم وأخطر تطور منذ استلام رجال الدين السلطة العام 1979. ويعتقد بعض المحللين الغربيين أن تبلور التيار الإصلاحي في إيران هي “بداية النهاية” لنظام حكم آيات الله الذي أنشأ عام 1979، وتذهب دومينيك برومبرجر، الخبيرة الفرنسية  البارزة في الشؤون الدولية إلى الجزم بأن “الثورة الخمينية انتهت في طهران ..” بعد أن كسر التيار الإصلاحي “المساكنة على الطريقة الإيرانية” المتميزة بانعدام التوازن البنيوي في المواجهة بين “الفقيه” المطلق مع الشرعية الشعبية. مرة أخرى، يجد التيار الإصلاحي في صراع مع الزمن وأن المبادرة التي دخلها في سبيل تحديث النظام السياسي، وخوض معركة الحداثة في إيران، هي في غاية التعقيد، بعد أن ضيع الفرصة الأخيرة عندما كان خاتمي في السلطة، حيث أن هزيمته أدت إلى انحساره، ولو مؤقتا. ولاشك أن انحسار وفقدان التيار الإصلاحي زمام المبادرة، يخدمان موضوعياً البيروقراطية المحافظة والمتشددة، التي انقضت على المكاسب التي حققها التيار الإصلاحي خلال السنوات القليلة الماضية. ذلك إن نجاح التيار المحافظ المتشدد كان له تأثير كبير في كل العالم الإسلامي. المصدرصحيفة النهار اللبنانية ، قضايا، الإربعاء بتاريخ 28 ماي 2008


 لبنان وأزمة الخطاب السياسي العربي  

 
صلاح الدين الجورشي (*) الخطاب السياسي العربي مصاب بالفقر الشديد. هذه الملاحظة ازدادت وضوحا خلال السنوات الأخيرة بشكل مثير للقلق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالخطابات الرسمية. فهي توصف في الغالب بكونها خشبية في مفرداتها وبنائها الأسلوبي. وهي بشكل عام لم تعد قادرة على إثارة اهتمام الشعوب أو إنتاج مفاهيم ومصطلحات جديدة. حتى الشعارات التي تملأ جدران المدن العربية وشوارعها اختلفت شكلا ومضمونا عما كانت عليه خلال الستينيات، حيث تبدو أحيانا بلا طعم ولا رائحة. أزمة الخطاب السياسي لا تقف عند المستوى الرسمي، وإنما توسعت لتشمل أيضا الخطاب المعارض. فالمتأمل في معظم بيانات الأحزاب وتصريحات قادتها، والمطلع على أدبياتها وشعاراتها، يلاحظ كم هي متشابهة وفاقدة لسند فكري وثقافي صلب وعميق ومؤثر. لا يعني هدا التوصيف أن خطابات المرحلة السابقة كانت بالضرورة ناضجة وحاملة للتغييرات الجذرية، لكن الكثير منها كان له طعم مختلف عما هو سائد الآن. كان العديد منها يُحدث صدى جماهيريا واسعا، كان الرأي العام ينتظر سماع زعمائه، ويتسمر الملايين حول الراديوهات لمتابعة خطابتهم. وفي الغد كان من لهم حظ ولو قليل من التعليم يقبلون على صحف الصباح لإعادة التأمل فيما سمعوه بالأمس، ومنهم من يتطوع لقراءة تلك النصوص وشرحها للأميين من أفراد أسرهم وأبناء أحيائهم. أما المعارضون للأنظمة فقد كانوا يشعرون بلذة خاصة وهم يحترقون بسبب النصوص التي سهروا الليالي لكي يصوغوها، ويوزعوها بعيدا عن عيون الأمن السياسي. كانت تشغلهم المطارحات الأيديولوجية، وتمزقهم الخصومات بسبب شعار أو تعديل في نص مرجعي كان يعتبر مقدسا. لكن رغم ضخامة التضحيات كانت للمعارضة قيمة رمزية عالية لدى أصحابها، تجعل الكثير من أبناء وطنهم يحترمونهم حتى وإن أشفقوا عليهم، وتظاهروا بالتبرء منهم خشية القمع. أزمة الخطاب السياسي العربي هي في النهاية أزمة قيادات، وأزمة المشروع الوطني، وانعكاس لمرحلة تبدو بلا أفق. استحضرت هذه المعاني وأنا أتابع الكلمات الثلاثة التي ألقيت تحت سقف البرلمان اللبناني. خطاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي حاول فيه أن يطابق بين الدلالات والحاجات، ويقلل من حجم الفجوة بين المأمول والمعيش. خطاب بُذل فيه جهد لغوي وسياسي وقُرئ بنبرة صادقة وحازمة من أجل إعادة الوحدة للبنانيين، عبر إحياء رمزية الوطن رغم أزمة الوطنية، مع تجديد الأمل في إمكانية بناء الدولة المدنية الجامعة، والمتصالحة مع المقاومة باعتبارها خيارا استراتيجيا. وخطاب نبيه بري التصالحي الذي حاول أن يطوي صفحة مؤلمة لمواجهة كادت أن تفتح أبواب جهنم على البنانيين. وخطاب أمير دولة قطر، الذي أخرج فيه الخطاب الرسمي العربي من دائرته الجوفاء، وأظهر أنه عندما تتوفر الإرادة السياسية، ويتراجع الضغط الدولي، يمكن أن تعالج أخطر الملفات، ويقع تجاوز أعقد الأزمات. ما حدث في لبنان يؤكد مدى الحاجة إلى خطاب سياسي عربي جديد، يتجاوز هشاشة الأنظمة ومأزق النخب. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 ماي 2008)  

مايو 68 وثوراته الثقافية في ذكراه الأربعين

 

 
د. أحمد القديدي (*)           تحيي البلدان الأوروبية هذا الشهر الذكرى الأربعين لمايو 1968، ذلك الشهر الذي شكل منعرجا في تاريخ الغرب وكذلك الشرق كما سنرى وهو شهر مهم وحاسم على جميع المستويات تزامنت فيه أحداث غريبة ومتعاقبة وأحياناً لا رابط بينها كان لها في ابانها تأثير عميق على العقل الغربي وعلى العلاقات الدولية وعلى مسار الشرق كأنما اتفقت عديد التفاعلات العالمية لتجعل من ذلك الشهر محطة أساسية في التاريخ الحديث. ارتبط مايو 1968 بجامعة السربون بباريس في أول انطلاقاته من خلال ثورة طلابية عارمة واضرابات عمالية جارفة واتسع المد الثقافي والسياسي والنقابي ليشمل فرنسا ثم أصابت عدواه القارة الأوروبية وتزعزع جدار الجليد الذي كان يقسم القارة العجوز إلى دول ليبرالية ودول شيوعية وبلغت أصداء ثورته إلى كل من الصين وروسيا ولكن الأعجب في أمر هذه الهزات الحضارية أنها تحولت إلى الولايات المتحدة وذلك عبر تنظيم مهرجان عملاق لموسيقى الروك وفلسفة الهيبيز في بلدة «وودستوك» ولم يسلم العالم العربي من آثار هذه الموجات أيضاً بفضل اتساع البث الاذاعي والتلفزيوني. الدليل على أن روح مايو 68 ما تزال حية إلى اليوم بعد أربعين سنة هو أن أحد شعارات الرئيس ساركوزي التي رفعها أثناء حملته الانتخابية كان «أعدكم بتصفية تركة مايو 68» وكان الرئيس يعني بذلك العودة بالمجتمع الفرنسي إلى قيم تقليدية مسيحية قائمة على احترام السلطة بمعناها القانوني والأبوي كان ثوار مايو 68 نسفوها قبل أن يشيدوا فوق أطلالها قيما أخرى. والدليل الثاني هو أن كل وسائل الاعلام الأوروبية والأمريكية خصت ذكرى هذا الشهر بتحليلات ضافية امتزج فيها الحنين لتلك المرحلة مع البحوث الاجتماعية والفكرية والتربوية لفهم أسبابها واستخلاص عبرها. ماذا حدث في العالم للتمهيد لثورة مايو 68؟ وكيف تأثر الشباب الفرنسي بأحداث عالمية هزت الضمائر بفضل انتشار الصورة في ذلك العهد؟ كنا نحن الشباب العربي ندرس في باريس في نفس الجو الجامعي الذي أتقن وصفه الكاتب اللبناني الراحل سهيل ادريس في روايته «الحي اللاتيني» ونتفاعل في مايو 68 مع نفس تلك الأحداث الكبرى والتحولات العميقة التي نشاهدها لأول مرة على شاشات التلفزيون الأبيض والأسود وعلى شاشات السينما وعلى صفحات مجلات أسبوعية مثل «جون أفريك» و«باري ماتش» و«لكسبريس» وكان رئيس جمهورية فرنسا آنذاك هو الجنرال ديجول بطل التحرير الوطني من النازية والرمز الحي للقيم التقليدية العريقة مثل حب الوطن وهيبة فرنسا واستقلال قرارها السياسي واحترام العائلة وتعليم الواجبات المدنية، أي أن المجتمع الفرنسي كان محكوما في قمته بروح التقاليد والطاعة والرضا بنواميس رأس المال والمؤسسات الدستورية والانضباط الأخلاقي. لكن العالم من حولنا في تلك الأيام العصيبة كان يتمخض عن ميلاد قيم جديدة كانت تنبئ بقلق عميق في نفوس الشباب وتطلع لعالم أفضل وأعدل. كان الشعب الفيتنامي يقاوم الاحتلال الأمريكي الشرس وعشنا في باريس ليلة 30 يناير 68 بداية ما كنا نطلق عليه «معركة سايغون» حيث تقدمت قوات الفيتكنغ الوطنية في احتفالات عيد «التيت» نحو مدن جنوب فيتنام المحتلة وشرعت تغتصب حقوق الشعب بقوة العزيمة الفولاذية التي فشلت في سحقها ملايين الأطنان من قنابل النابلم الأمريكية الحارقة ومئات الالاف من أطنان المواد الكيمياوية المبيدة التي كانت طائرات بي 52 تلقيها على مزارع الشعب الفيتنامي لتقتل الحرث والنسل. «لاحظوا يا قراء العرب من الشباب أننا لا نطلق نعت الكيمياوي على الرئيس نيكسن والرئيس جونسن بينما أبادت أسلحة كيمياوية أمريكية ما يزيد على مائة ألف فيتنامي من 1964 إلى 1973 بشهادة تقرير أممي». ثم ان المجتمع الأمريكي بدأ ينتفض في الستينيات لمقاومة العنصرية ضد المواطنين السود وانتشرت الحركة من أجل الحقوق المدنية بقيادة الزعيم الشهيد مارتن لوثر كنغ الذي قتله العنصريون يوم الرابع من أبريل 68 في مدينة منفيس بعد أن قال كلمته التاريخية: لدي حلم أريد تحقيقه! وفي براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا التي كانت تحت نير الطاغوت السوفييتي تحرك عام 68 مثقفون أحرار يتزعمهم الراحل «دوبشاك» الأمين العام للحزب الشيوعي وبدأت طلائع ما كنا نسميه «ربيع براغ» لكن تلك الحركة تم سحقها تحت الدبابات السوفييتية «الصديقة» ولكن صور الشباب التشيكي المتمرد والرافع لرايات الحرية في ساحة «فنسسلاس» وصلت إلى باريس حيث كنا نتظاهر لتأييدهم في ساحة السربون، ونكتب في الصحف لمناصرتهم. وفي العراق وصل البعثيون إلى السلطة بعد سلسلة انقلابات وتأسست منظمة التحرير الفلسطينية في عدة بلدان عربية منها الكويت ولبنان ومصر والأردن وسوريا وكان المرحوم جمال عبدالناصر صوت العرب من المحيط إلى الخليج. وفي بلدان افريقيا تم اغتيال المناضل باتريس لوممبا مما أشعل حركات التحرير لاستكمال استقلال القارة السمراء. أما الصين فقد دشن فيها زعيمها ماو تسي تنغ ثورة سماها ثقافية وهي في الحقيقة تصفيات حسابات بين الفصائل النافذة واستطاع الكتاب الأحمر أن يعوض لدى جزء كبير من الشباب الغربي كتاب رأس المال لكارل ماركس، بل ان الجامعة الفرنسية كانت أشبه بثورة ثقافية مصغرة بنفس الشعارات. هذه بعض التحولات الكبرى في العالم في مايو 1968 منذ أربعين سنة تشابكت فيها أحداث في كل اقاليم الدنيا لتعلن عن ميلاد تيارات فكرية جديدة في باريس والعالم ترفض المظالم القديمة وتنادي بانتشار لقاح الحريات والمحبة. لكن هذه التيارات لم تقرأ حسابا لردات الفعل العنيفة المناوئة والتي كانت تتشبث بالنواجذ بالنظام العالمي الجائر كما هو الأمر في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان. لكن هذه ملفات اسلامية وهي في صلب واجبات الشباب المسلم. فهل من مايو يحرك في عالمنا بعض المياه الراكدة؟ (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 ماي 2008)


 
 

وفاة لويس كانتوري: علم من أعلام الدراسات العربية والشرق اوسطية

 
د. بشير موسي نافع (*) انشغلت كما أغلب العرب خلال الأسابيع القليلة بالشأن اللبناني، وما كان يمكن لأزمته المتفاقمة أن تترك من أثر علي المنطقة العربية. وقد تسبب هذا الانشغال في تأخير صدور هذه الكلمات، التي أسطرها وفاء لذكري صديق عزيز وعلم من أعلام دراسات الإسلام الحديث والشرق الاوسط: الأستاذ لويس كانتوري، الذي توفاه الله في الثاني عشر من ايار (مايو) الحالي عن 73 عاماً. وعذري في هذا التأخير أنه لو كان لويس ما يزال حياً فلربما انشغل هو الآخر في متابعة الشأن العربي ـ اللبناني كما انشغلت أو أكثر. طوال أكثر من ثلاثين عاماً، عمل لويس كانتوري أستاذاً للعلوم السياسية في حرم مدينة بلتيمور لجامعة ميريلاند، حيث تركز اهتمامه، بحثاً وتدريساً، علي المنطقة العربية من الشرق الأوسط. وقد تخرج عليه جيل وراء جيل من طلاب العلوم السياسية ودراسات الشرق الأوسط. وكان قد انتقل لجامعة ميريلاند بعد ست سنوات من العمل في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، استمرت من 1966 إلي 1972. ولكن دوره التعليمي لم يقتصر علي منصبه في جامعة ميرلاند؛ فعلي مر العقود الثلاثة الماضية، قام لويس كانتوري بتدريس قضايا الشرق الأوسط كأستاذ زائر في جامعتي قوات البحرية والقوات الجوية، في الأكاديمية العسكرية بوست بوينت، في جامعة بنسلفانيا، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي معهد ماكورماك للدراسات الثيولوجية، كما كان أحد المجموعة التي أسست جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في ليسبرغ لبولاية فرجينيا. وإلي جانب مساهماته المتكررة في مؤتمرات وندوات رابطة دراسات الشرق الأوسط بأمريكا الشمالية، والرابطة الأمريكية لدارسي العلوم السياسية، فقد شارك في تأسيس المجلس الأمريكي لدراسة المجتمعات الإسلامية. في 1997، كان لي شرف العمل معه، إلي جانب مجموعة من الأكاديميين وأهل الرأي المسلمين وغير المسلمين، في تأسيس حلقة التراث والتقدم، التي قصد بها أن تصبح منتدياً فكرياً لأولئك الذين يؤمنون بضرورة إعادة التوازن في الحياة المعاصرة بين المواريث الكبري للأديان التوحيدية والثقافات التقليدية، من ناحية، وسعي الإنسان الحديث إلي التقدم، من ناحية أخري. ولد لويس كانتوري لأسرة أمريكية كاثوليكية في هارفهيل بولاية ماساشوستس، وبها نشأ. لم تكن طفولته سهلة، كما أخبرني مرة. خلال الفترة من 1951 ـ 1955، خدم في قوات البحرية الأمريكية، التي تركها برتبة سيرجنت؛ وقد ظل دائماً فخوراً بفترة خدمته العسكرية، التي لم تفتح له بعد ذلك أبواب المعاهد الجامعية العسكرية وحسب، بل وسلحته أيضاً بمصداقية أمريكية وطنية عندما بدأت آراؤه وقناعاته حول قضايا الشرق الأوسط تثير بعضاً من الجدل، داخل الحرم الجامعي وخارجه. والحقيقة أن لويس كانتوري لم يكن يحتاج سجل الخدمة العسكرية ليحتمي به من عواصف الدوائر النافذة التي كان يزعجها تصوره لقضايا الشرق الاوسط الشائكة وموقفه منها؛ فالذين عرفوه عن قرب سرعان ما عرفوا فيه شجاعة نادرة، ومدافعاً صلباً عن قناعاته، مهما بلغت دائرة المعارضين. بين 1962 ـ 1966، التحق لويس كانتوري بجامعة شيكاغو، حيث حصل علي درجتي البكالوريوس والدكتوراة في العلوم السياسية، وهي ذات الفترة التي تخرج فيها بعض من أبرز المحافظين الجدد من الجامعة نفسها. ولكن الحساسية الإنسانية البالغة لدي لويس كانتوري وبوصلته الأخلاقية الحادة، ما كان لها أن تأخذ طالب العلوم السياسية الشاب إلي المسار الذي سلكه بعض من زملاء تلك الحقبة. ففي ذروة الحكم الناصري وذروة التوتر في العلاقات المصرية ـ الأمريكية، استفاد لويس كانتوري من منحة من مؤسسة فولبرايت ليقضي الفترة بين 1963 ـ 1966 في القاهرة، حيث درس العربية والتحق بجامعة الأزهر لدراسة الفلسفة الإسلامية، وعمل علي البحث الميداني لرسالة الدكتوراة. ولم تكن تلك نهاية زياراته للمنطقة العربية؛ فقد أمضي في المنطقة علي فترات متفرقة زهاء السنوات السبع من حياته الأكاديمية، متنقلاً من مصر إلي المغرب، ومن العراق إلي فلسطين المحتلة، باحثاً ومراقباً، وإلي حد ما شريكاً في حياة الناس وتحولات السياسة والاجتماع. وكان أحد الأمريكيين القلائل الذي عاشوا الأيام الأولي لأزمة احتلال الكويت في صيف 1990. بين 1979 و1985، تولي لويس كانتوري رئاسة قسم العلوم السياسية بجامعة ميريلاند. وخلال حياته الأكاديمية الطويلة، نشر عشرات الأبحاث في عدد من أبرز الدوريات الأكاديمية، ونشر أو حرر أربعة كتب حول بلدان وقضايا الشرق الوسط الحديث. ولكن كتاباته لم تقتصر علي الحقل الأكاديمي، فقد ساهم أيضاً بتعليقات ومقالات رأي في عدة صحف امريكية، كما في الدوريات المتخصصة في شؤون العالم الثالث والشرق الأوسط. ولكن لويس كانتوري لم يكن مستشرقاً بالمعني التقليدي للاستشراق، وربما لم يكن يعرف علي وجه اليقين كيف هو المستشرق. تدريبه الجامعي الأساسي في العلوم السياسية شمل جرعة ثقيلة من دراسة النظرية السياسية والفلسفة. وإلي جانبه الإنكليزية والعربية، كان يقرأ الألمانية بكفاءة؛ وقد انصب اهتمامه علي الفلسفة الألمانية طوال حياته الأكاديمية، لاسيما الفلسفة الهيغيلية. ولأنه لم يأت من دوائر الاستشراق التقليدية، التي كانت قد تراجعت إلي حد كبير في الجامعات البريطانية والأمريكية في عقد الستينات، فقد بنيت معرفته الأكاديمية بالمنطقة العربية عبر ما يعرف الآن بدراسات المناطق، حيث يدرس الطالب سياسة واقتصاد وتاريخ الشرق الأوسط من خلال مساقات تخصصية لا تختلف كثيراً عن مناهج دراسة السياسة والتاريخ والاقتصاد الغربية السائدة. وكما أغلب الباحثين الأمريكيين في تلك المرحلة، كانت نظرية التنمية كما تبلورت فيما بعد الحرب الثانية، هي مربع انطلاق دراسات لويس كانتوري المبكرة والمنظار الذي رأي من خلاله دول ومجتمعات الشرق الأوسط الحديث في حقبة ما بعد الاستعمار المباشر. ولدت نظرية التنمية وتبلورت خلال عقدي الخمسينات والستينات في ظل الحرب الباردة، وكمرجعية فكرية لمقاربة دول المعسكر الرأسمالي، لا سيما الولايات المتحدة، للعالم الثالث. بينما بشر الاتحاد السوفييتي بجنة التحول الاشتراكي، نادي عدد من خريجي جامعات الساحل الشرقي للولايات المتحدة، سواء في وكالات الحكومة الأمريكية أو دوائر سياستها الخارجية، بتنمية اجتماعية واقتصادية شاملة في دول العالم الثالث. لم تختلف نظرية التنمية في اعتمادها علي فكرة التقدم عن الرؤية الاشتراكية أو الماركسية؛ ولكنها افترضت المحافظة علي الملكية الفردية وقدر من الحريات، كما افترضت الارتباط الوثيق بدول المعسكر الرأسمالي ـ الليبرالي. وفي أغلب الحالات، لم تتردد المقاربة الأمريكية لدول العالم الثالث عن دفع المؤسسة العسكرية لاستلام زمام الأمور، علي اعتبار أن تقاليد الانضباط والتفاني العسكري وخلو المؤسسة العسكرية من الفساد وتوجهاتها التحديثية، يؤهل الضباط لقيادة مشروع التنمية وانقاذ البلاد من الوقوع في براثن المد السوفييتي. بيد أن اهتمامات لويس كنتوري التنموية سرعان ما تراجعت. أولاً، لأن عقد الستينات سرعان ما تكشف عن مناخ مد إسلامي سياسي واسع النطاق في العقد التالي. وقد ساعد اقتراب لويس كانتوري الحميم من المجتمعات العربية، (بل ومن بعض من أبرز رجالات الفكر والسياسة في بعض من الدول العربية) في إدراك عجز فكرة التقدم ونظرية التنمية عن تفسير التحولات المتسارعة في هذه المجتمعات. وثانياً، لأنه أدرك أن منظار شعوب المنطقة للخطر التي يتهددها يختلف اختلافاً جوهرياً عن المنظار الأمريكي؛ فإن كانت واشنطن تري الشر الداهم في التوسع الشيوعي، فإن الشعوب العربية تري الشر في التوسع الإسرائيلي، وتراه في دول مركزية تحكمية، عجزت عن إنجاز وعود التنمية وعن الحفاظ علي الاستقلال علي السواء. خلال السبعينات، بالطبع، برزت التيارات الإسلامية السياسية باعتبارها قوي المعارضة الرئيسية والأكثر جماهيرية؛ ومع نهاية السبعينات، كان الإسلام السياسي في إيران يطيح بواحد من أكثر النظم الصديقة للولايات المتحدة رسوخاً. لم يقع لويس كانتوري في قراءته للصعود الإسلامي السياسي في فخ المصالح الأمريكية؛ لم يكن شغله قياس عداء الإسلام السياسي للسياسة الأمريكية في إيران أو تحالفه مع هذه السياسة في أفغانستان، بل قراءة ما يعنيه صعود القوي الإسلامية السياسية للمجتمعات العربية والإسلامية ذاتها. وبحكم عمله البحثي السابق، انصب اهتمامه علي مصر والمغرب، وإن لم يقتصر دائماً عليهما. قابلت لويس كانتوري في عدد من المؤامرات وورشات العمل في نهاية الثمانينات، ولكن علاقتنا لم تتوثق إلا في مطلع التسعينات. كانت اهتماماته البحثية حينئذٍ قد أخذت في التوجه نحو مسألة الدولة في السياق العربي ـ الإسلامي، وهي المسألة التي بدأت تشغلني كذلك. في بداية تصديه للمسألة، أكد علي أن المجال الإسلامي عرف دائماً نموذج الدولة القوية، متأثراً كما يبدو بمناهج العلوم السياسية ومستلهماً الثنائية المعروفة لدولة قوية ـ مجتمع ضعيف، أو العكس. وقد خالفته في رؤيته تلك، مرتكزاً إلي دراستي للتاريخ العربي ـ الإسلامي، واقترحت أن الأقرب للميراث العربي ـ الإسلامي هو نموذج دولة قوية ـ مجتمع قوي. وكعادته، لم يتردد في إعادة النظر في استنتاجاته الأولوية، وقد بدأ خلال السنوات الأخيرة محاولة مبتكرة وغير مسبوقة للمقارنة بين السياق الألماني للتحديث، حيث تبلورت مؤسسات مالية وصناعية تكافلية وتضاءلت التناقضات بين العام والخاص، وبين مواريث الاجتماع الإسلامي التي تستبطنها ظاهرة الإحياء الإسلامي الحديث. وكان آخر ما استلمته منه قبل شهور إطار مشروع بحثي كبير حول ما أسماه Islamic Republicanism. ولا أعرف إن كان قد قطع فيه شوطاً ما، وقد تدهورت صحته سريعاً. كان لويس كاثوليكياً ـ أزهرياً، إن صح التعبير (بل واعتاد الشيخ راشد الغنوشي مناداته تحبباً بحجة الإسلام كانتوري)، وفياً لقيم الميراث الإنساني الكبري. ولكن محافظته تلك لم تستطع دائماً إخفاء نزوع يساري كامن، ولا منعته من التصويت للديمقراطيين في السياسة الأمريكية. عارض غزو العراق واحتلاله، ورأي في سياسة إدارة الرئيس بوش الإبن توجهاً عالمياً استبدادياً؛ وأصيب بخيبة أمل عميقة عندما نجح بوش في الفوز بفترة رئاسة ثانية في 2004. كان لويس كانتوري في التعبير الأمريكي الشائع أكبر من الحياة ، يضحك بأعلي صوته لأقل المفارقات وأخفاها؛ وإلي جانب تفانيه الأكاديمي، كان سباحاً ومجدفاً محترفاً. رأيته قبل أكثر من عام بقليل للمرة الأخيرة وقد بدأ المرض يثقل عليه، وفي النهاية لم يستطع قلبه تحمل أعباء الحياة. (*) كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 ماي 2008

هيئة بلدية قصرهلال تتآمر وتحتقر المجتمع المدني الحقيقي والمستقل *الاقصاء السياسي يجب أن يصاحبه اعفاء من الجباية المحلية*

 

 
مراد رقية لقد حزنت حزنا كبيرا عندما طالعت المقال الأخير في مدونةضفاف للزميل الأديب والناقد المتميز،المناضل المجتمعي المتألق الأستاذ فوزي الديماسي باطلاعي على وجه آخر أو خصلة أخرى من خصال سلطة الانتداب البلدي لمدينة قصرهلال التي أثبتت من خلال هذه الخطوة بأنها صنيعة وملكية حصرية للتجمع الدستوري الديمقراطي واحدى أدواته المكرّسة للتصحر والفراغ وتعجيل السقوط،وليست كما يدّعى ملك للمواطنين دافعي الجباية المحلية؟؟؟ صورة الحادثة أوقل الفاجعة المعبّرة والتي مرّت مرور الكرام برغم خطورتها ورمزيتها في الكشف عن الأفق الضيّق بل المسدود ،والممارسات الشائبة والشائنة للهيئة البلدية العتيدة أن الأستاذ رشيد الشملي الأستاذ في كلية الصيدلة بالمنستير،والمناضل الحقوقي والمجتمعي،المنتسب الى احدى الحركات السياسية الممثلة في البرلمان وهي حركة التجديد،المسؤول عن فرع رابطة حقوق الانسان بالمنستر والمعروف بمواقفه المتميزة عبر مسيرته المهنية والنضالية على حد سواء والذي يفتخر به كل أهالي قصرهلال لأنه علم من الأعلام المشهود لها داخليا وخارجيا تقدّم للهيئة البلدية بطلب الحصول على قاعة الجلسات البلدية بتاريخ يوم25 ماي2008 لتنظيم ندوة أو نشاط يحمل عنوان أزمة الغذاء العالمي وانعكاساتها على المقدرة الشرائيةفلم تكلّف هذه الهيئة برغم رفعها لذلك الاطار الذهبي المتوفر في بهو ومدخل كل الادارات التونسيةادارة تلتزم بخدمة المواطن لم تكلّف نفسها لكثرة مشاغلها ومشاريعها التي لا تدخل تحت حصر بجوابه عن مطلبه،واعتبر الأمر كما لم يكن.ولعل صاحب الامتياز في هذا الموقف هما عديلتا هذه الهيئة وهما معتمدية المكان وخاصة جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال التي تريد الرجوع بمدينة2مارس1934 الى عصور ما قبل التاريخ والى العصر الحجري؟؟؟ والمضحك المبكي بامتياز في هذه الفضيحة أو المؤامرة أن هذه الهيئة المنصّبة من قبل التجمع الدستوري قد عيّنت نشاطا لذات اليوم وفي ذات القاعة من خلال دعوة فوج الكشّافة بقصرهلال برغم وجود ناد للكشّافة يمكن أن يحتضن النشاط ،دعوته لتنشيط ورشة رسم تحت عنوانالنظافة جهد يومي متواصل،ونقول لهذه الهيئة البلدية المشحونة المواقف الكترونيا من جامعة التجمع بقصرهلال أن نظافة الشوارع والساحات والأرصفة ومداخل المدينة لم تعد مشكلة لدينا لأننا تعودنا اهمالها والتفويت فيها لبعض مقاولي التنظيف غيرذوي ضمير،ولكن المشكلة كل المشكلة هي نظافة العقول التي تشرّع اقصاء الآخر وتحرمه من النشاط في مرفق بلدي عمومي هو ليس ملكا لجامعة التجمع الدستوري بقصرهلال بل هو ملك لدافعي الضرائب بكل ألوانهم  حتى تلك التي لا يرضى عنها التجمع ؟؟؟ وطالما أن هذه الهيئة التي لا يتحمّل أهالي قصرهلال وصولها الى مكانها ولا مسؤولية أخطائها وانحرافاتها وزلاتها المشحونة تجمعيا فان المطلوب من هذه الهيئة البلدية العتيدة ونسجا أو تناغما مع موقفها المشين والمهين وغير المبرّر،المطلوب منها تقسيم مواطني قصرهلال بحسب انتماءاتهم السياسية فلا تطالب سوى التجمعيين وحدهم بدفع الجباية المحلية طالما أن التجمع الدستوري وجامعته بقصرهلال هما صاحبي الامتياز في استغلال المرافق العمومية؟؟؟ان هذه الحادثة التي يمكن أن يعتبرها بعضكم من ضمن المتفرقات غير المثيرة للانتباه فهي تكشف برغم ذلك عمق النكبة والأزمة المفروضة،وعمق ورسوخ التحجر وخطورة الاقصاء الذي يمارسه الثالوث الماسك بزمام الأمور والذي لايلتزم حتى باللوائح والخطب الرسمية المعلن عنها في مختلف المنابر مما يكشف عن تعددية خطيرة للمعايير لدى هذه الأطراف المكرّسة للجمود والتصحر والسقوط الذي لارجعة بعده؟؟؟ هذه الحادثة على سلبيتها  وقبحها هي فرصة للمجتمع المدني الحقيقي  حتى يشمّر عن ساعد الجد وينفض عنه غبار التواكل والخوف والقبض على زمام المبادرة استعدادا للانتخابات،الانتخابات التشريعية لسنة2009 والانتخابات البلدية لسنة2010 ليكوّنهيئة انقاذية لمدينة قصرهلال تشمل مثقفي ومبدعي قصرهلال ،ومناضليها الحقوقيين والمجتمعيين حتى لا تبقى الساحة حكرا على مكرّسي الاقصاء الغاء للآخر أي حكرا على جامعة التجمع بقصرهلال الملتزمة على الدوام بتكريس الرأي الواحد واللون الواحد ،فحبّذا لو وزعت علينا بطاقات هوية جديدة موحّدة،وألزمتنا بلباس واحد مرخّص له مسبقا حتى لا نقع في المحظور،حتى نصبح جميعا رعايا لجامعة التجمع بقصرهلال دون غيرها من القوى الحية من البلاد حتى تلك المعترف بها والممثلة في البرلمان الذي لا تعترف بتعدديته جامعة التجمع وعديلتيها -ملحقتيها معتمدية وبلدية قصرهلال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


 

 بعض من تداعيات موسم الكرة على التلاميذ

 

 
النفطي حولة بدأ التلاميذ يستعدون لامتحانات آخر السنة الدراسية 2007- 2008منذ الأسبوع الثالث من ماي 2008 وكالعادة تزامنت مع نتائج تصفيات الكرة. فالكل مشغول بناديه  ولا تسمع غير أخبار هذا الفريق أو ذاك ولربما تشتد لغة الكلام في بعض الأحيان نتيجة الوفاء والحب الأعمى للنادي المفضل . فأنت تقرأ على الجدران والكراسات  والصبورات  شعارات عن الفريق  المحبذ والتزام في غاية من الانضباط بحيث ترى التلاميذ يحرصون على متابعة كل المباريات  أكثر مما يحرصون على متابعة الدروس والمشاركة الايجابية أثناء التدريس. ففي هذا الأسبوع توجهت أنظار التلاميذ إلى نتائج تصفيات آخر الموسم الكروي بشكل منقطع النظير يدعو للوقوف على أسباب هذا التوقيت بالذات الذي اثر سلبا على سلوك التلاميذ من جهة فتضاعفت ظاهرة التسيب في المدارس الإعدادية  والمعاهد فبين الساعة والأخرى تسمع من حين لآخر التصفير وشعارات هذا الفريق أو ذاك  وكأنك في ملعب. بل وصل تحمس التلاميذ إلى الاستعداد لذلك حيث جهزوا أنفسهم بالطبل والأعلام  أمام ساحات المعاهد والشوارع المؤدية لها  رافعين أصواتهم عاليا بحياة فريقهم  وفيهم من هاج وماج  وخلع ثيابه يصيح عاريا.والأساتذة بقوا مشدوهين لهذه المظاهر التي لم يتعودوا عليها في المعاهد وأمام ساحات المدارس  وإذا ما قدر لأحدهم أن يخرج فلا بد أن يأخذ حذره جيدا  حتى لا يناله  وسط هذه الهستيريا بعض من الكلام   والأحسن هو أن يتجنب الخروج وسط هذه الضوضاء والصخب الملتهب .لقد عاشت الأسرة التربوية في اغلب المدارس والمعاهد على وقع احتفالات التلاميذ بتصفيات الموسم الكروي بالرغم من أننا نمر بأسبوع الامتحانات الوطنية . ألا يكفي الأسرة التربوية ما تعانيه خلال السنة الدراسية من مظاهر تسيب مفزعة  وسلوك لا يليق  بأطفالنا  التلاميذ  حتى تزداد معاناتها في آخر هذه السنة خاصة مع تزامن تصفيات الموسم الكروي ؟ ألا يكفي الأسرة التربوية ما تتعرض له من عنف لفظي ومادي نتيجة   التسيب المفرط الذي أصبح عليه التلاميذ في هذه المرحلة ؟                                        ألا يكفينا ما نعانيه داخل القسم والمدرسة والمعهد من مشاكل يومية في المظهر والسلوك التربوي ؟                                                                                                     فما ذنب التلاميذ إن هم رقصوا وغنوا للكرة  وأحدثوا ما أحدثوه من هرج ومرج وفوضى عارمة  إذا كانت الجهة المنظمة اختارت هذا التوقيت المتزامن مع الامتحانات ؟                ولنتساءل هل كان بقصد أم بغير قصد ؟ وفي كل الحالات لا بد من مراعاة المحيط التلمذي إذا كنا غيورين على أبنائنا التلاميذ من اجل التحصيل العلمي والمعرفي  ونجاحهم في مستقبلهم الدراسي .                                                                                        ولعلنا  في مثل هذا المناخ الذي يسود فيه التسيب نتساءل هل مازالت الأسرة التربوية تحضى  بالاحترام اللازم والتقدير كما كنا في السابق في سائر الأيام ؟ لماذا كثرت ظاهرة العنف المدرسي ؟ ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا التسيب المفزع ؟ وما هي الدوافع ؟ لماذا تتساهل الإدارة كثيرا في إعطاء بطاقات الدخول؟                                                     لماذا أصبحت السياسة التربوية في بلادنا تفتقد أكثر فأكثر إلى منهجية واضحة وبرامج مدروسة لا تسقط في الإصلاح وإعادة الإصلاح وإصلاح الإصلاح في حركة ماراطونية شكلية ربما انعكاساتها أضرت بالمردود العلمي والمعرفي أكثر مما فادت  ؟ لماذا تهمش سلطة الإشراف العملية التربوية بترسانة من المناشير والأوامر التي بالمقابل ألغت الدور الذي كان يلعبه المربون في الشأن التربوي حيث أصبح العنف سائدا أكثر من قبل وبدل أن تكون العلاقة بين المربي والتلميذ علاقة احترام متبادل أصبح يعتريها نوعا من الخلل ؟ هذه أسئلة نطرحها على الجميع لما لهذا الموضوع من انعكاسات خطيرة على المستوى الوطني .إنها باتت قضية وطنية حساسة تهم مستقبل البلاد والعباد وتدق ناقوس الخطر على جيل أو أجيال بكاملها . ربما تكون ضحية بعض البرامج أو الاختيارات  فوجب علينا التصحيح وتدارك الوضع .و بالمناسبة لماذا لا يطرح ملف السياسة التربوية والتعليمية  كملف وطني وحساس على الاتحاد العام التونسي للشغل ؟ فأهل مكة أدرى بشعابها لان المدرسين عبر نقاباتهم الوطنية في التعليم الأساسي أو الثانوي هم الماسكين على الجمر  وهم المعنيون بذلك أكثر من غيرهم .فالواجب الوطني يدعونا إلى التشريك الفعلي لنقابات التعليم  وكل القدرات الوطنية التي ترى في نفسها الكفاءة من منظمات مجتمع مدني ممثلة وأحزاب مستقلة  وجمعيات ديمقراطية .    30 ماي 2008                              


 
 

السبيل أونلاين مختصر التحرير والتنوير في التفسير- الجزء الثاني

 

 
أعدّه : الدكتور بشير عبد العالي تفسير سورة الفاتحة بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ البسملة اسم لكلمة باسم الله صيغ هذا الاسم على مادة مؤلفة من حروف الكلمتين ( باسم ) و ( الله ) على طريقة تسمى النحت وهو صوغ فعل مضي على زنة ” فعلل ” مؤلفة مادته من حروف جملة أو حروف مركب إضافي مما ينطق به الناس اختصارا عن ذكر الجملة كلها لقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة . فأصل بسمل قال : بسم الله ثم أطلقه المولدون على قول : اكتفاء واعتمادا على الشهرة وإن كان هذا المنحوت خليا من الحاء والراء اللذين هما من حروف الرحمان الرحيم فشاع قولهم : بسمل في معنى قال : واشتق من فعل بسمل مصدر هو ” البسملة ” كما اشتق من هلل مصدر هو ” الهيللة ” وهو مصدر قياسي لفعلل. والأفعال التي نحتت من أسمائها سبعة : بسمل في بسم الله وسبحل في سبحان الله وحيعل في حي على الصلاة وحوقل في لا حول ولا قوة إلا بالله وحمدل في الحمد لله وهلل في لا إله إلا الله وجيعل إذا قال جعلت فداك وزاد الطيقلة في أطال الله بقاءك والدمعزة في أدام الله عزك ولما كان كثير من أئمة الدين قائلا بأنها آية من أوائل جميع السور غير براءة أو بعض السور تعين على المفسر أن يفسر معناها وحكمها وموقعها عند من عدوها آية من بعض السور . وينحصر الكلام عليها في ثلاثة مباحث: الأول في بيان أهي آية من أوائل السور أم لا . الثاني في حكم الابتداء بها عند القراءة . الثالث في تفسير معناها المختص بها . و المبحث الأول في بيان أهي آية من أوائل السور أم لا: أن لا خلاف بين المسلمين في أن لفظ { } هو لفظ قرآني لأنه جزء آية من قوله تعالى : { إنه من سليمان وإنه } [ النمل : 30 ] كما أنهم لم يختلفوا في أن الافتتاح بالتسمية في الأمور المهمة ذوات البال ورد في الإسلام ، وروي فيه حديث : ” كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه فهو أقطع ” لم يروه أصحاب «السنن» ولا «المستدركات» ، وقد وصف بأنه حسن، (1) وقال الجمهور إن البسملة رسمها الذين كتبوا المصاحف في أوائل السور ما عدا سورة براءة، ولم يختلفوا في أنها كتبت في المصحف في أول سورة الفاتحة وذلك ليس موضع فصل السورة عما قبلها ، وإنما اختلفوا في أن البسملة هل هي آية من سورة الفاتحة ومن أوائل السور غير براءة ، بمعنى أن الاختلاف بينهم ليس في كونها قرآناً ، ولكنه في تكرر قرآنيتها، فذهب مالك والأوزاعي وفقهاء المدينة والشام والبصرة وقيل باستثناء عبد الله بن عمرو ابن شهاب من فقهاء المدينة إلى أنها ليست بآية من أوائل السور لكنها جزء آية من سورة النمل، وذهب الشافعي في أحد قوليه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وفقهاء مكة والكوفة غير أبي حنيفة ، إلى أنها آية في أول سورة الفاتحة خاصة ، وذهب عبد الله بن المبارك والشافعي في أحد قوليه وهو الأصح عنه إلى أنها آية من كل سورة . ولم ينقل عن أبي حنيفة من فقهاء الكوفة فيها شيء ، وأخذ منه صاحب «الكشاف» أنها ليست من السور عنده فعَدَّه في الذين قالوا بعدم جزئيتها من السور وهو الصحيح عنه . قال عبد الحكيم لأنه قال بعدم الجهر بها مع الفاتحة في الصلاة الجهرية وكره قراءتها في أوائل السور الموصولة بالفاتحة في الركعتين الأوليين . وأَزِيدُ فأقول إنه لم ير الاقتصار عليها في الصلاة مجزئاً عن القراءة . أما حجة مذهب مالك ومن وافقه فلهم فيها مسالك : أحدها من طريق النظر ، والثاني من طريق الأثر ، والثالث من طريق الذوق العربي . فأما طريق النظر : فللمالكية فيه مقالة فائقة للقاضي أبي بكر الباقلاني وتابَعَه أبو بكر ابن العربي في «أحكام القرآن» والقاضي عبد الوهاب في كتاب «الإشراف» ، قال الباقلاني : «لو كانت التسمية من القرآن لكان طريق إثباتها إما التواتر أو الآحاد ، والأول : باطل لأنه لوثبت بالتواتر كونها من القرآن لحصل العلم الضروري بذلك ولامتنع وقوع الخلاف فيه بين الأُمَّة ، والثاني : أيضاً باطل لأن خبر الواحد لا يفيد إلا الظن فلو جعلناه طريقاً إلى إثبات القرآن لخرج القرآن عن كونه حجة يقينية ، ولصار ذلك ظنياً ، ولو جاز ذلك لجاز ادعاء الروافض أن القرآن دخله الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف» ا ه وهو كلام وجيه. زاد أبو بكر بن العربي في «أحكام القرآن» فقال : يكفيك أنها ليست من القرآن الاختلافُ فيها ، والقرآن لا يُختلف فه ا ه . وزاد عبد الوهاب فقال : «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القرآن بياناً واحداً متساوياً ولم تكن عادته في بيانه مختلفة بالظهور والخفاء حتى يختص به الواحد والاثنان؛ ولذلك قطعنا بمنع أن يكون شيء من القرآن لم ينقل إلينا وأبطلنا قول الرافضة إن القرآن حِمْل جَمَل عند الإمام المعصوم المنتظر فلو كانت البسملة من الحمد لبيّنها رسول الله بياناً شافياً» ا ه وأما المسلك الثاني : وهو الاستدلال من الأثر فلا نجد في صحيح السنة ما يشهد بأن البسملة آية من أوائل سور القرآن والأدلة ستة : الدليل الأول : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” قال الله تعالى قسمت الصلاة نصفين بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل ، يقول العبد:{ الحمد لله رب العالمين }، فأقول: حمدني عبدي..” ، ووجه الدليل منه أنه لم يذكر (2). الدليل الثاني : حديث أُبيّ بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ” ألا أعلمك سورة لم يُنْزَل في التوراة ولا في الإنجيل مثُلها قبل أن تخرج من المسجد ” ؟ قال : بلى ، فلما قارب الخروج قال له : كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال أبيٌّ فقرأت { الحمد لله رب العالمين }(3) فلم يذكر أنه قرأ منها البسملة . الدليل الثالث : عن أنس بن مالك قال : صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون ( ) (4) ، لا في أول قراءة ولا في آخرها . الدليل الرابع : حديث عائشة قالت : كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءةَ بالحمد الله رب العالمين (5). الدليل الخامس: عن عبد الله بن مغفل قال : صليت مع النبي وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلم أسمع أحداً منهم يقول : ( ) ، إذا أنت صليت فقل { الحمد لله رب العالمين }(6) الدليل السادس: عمل أهل المدينة، فإن المسجد النبوي من وقت نزول الوحي إلى زمن مالك صلى فيه رسول الله والخلفاء الراشدون والأمراء وصلى وراءهم الصحابة وأهل العلم ولم يسمع أحد قرأ ( ) في الصلاة الجهرية ، وهل يقول عالم أن بعض السورة جهر وبعضها سر ، فقد حصل التواتر بأن النبي والخلفاء لم يجهروا بها في الجهرية ، فدل على أنها ليست من السورة ولو جهروا بها لما اختلف الناس فيها . وهناك دليل آخر لم يذكروه هنا وهو حديث عائشة في بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتبر مرفوعاً إلى النبي ، وذلك قوله : «ففَجِئَه الملَك فقال : اقرأ قال رسول الله فقلت ما أنا بقارىء إلى أن قال فغطني الثالثة ثم قال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } (7) [ العلق : 1 ] فلم يقل فقال لي { اقرأ بسم ربك }. وأما المسلك الثالث وهو الاستدلال من طريق الاستعمال العربي فيأتي القول فيه على مراعاة قول القائلين بأن البسملة آية من سورة الفاتحة خاصة ، وذلك يوجب أن يتكرر لفظان وهما { الرحمن الرحيم } في كلام غير طويل ليس بينهما فصل كثير وذلك مما لا يحمد في باب البلاغة ، وهذا الاستدلال نقله الإمام الرازي في «تفسيره» وأجاب عنه بقوله : إن التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن وإن تأكيد كونه تعالى رحماناً رحيماً من أعظم المهمات . وأما حجة مذهب الشافعي ومن وافقه بأنها آية من سورة الفاتحة خاصة فأمور أظهرها أمران : أحدهما أحاديث كثيرة منها ما روى أبو هريرة أن النبي عليه الصلاة والسّلام قال : ” فاتحة الكتاب سبع آيات أولاهن { } ” وقول أم سلمة قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاتحة وعدَّ : { الحمد لله رب العالمين } آية . الثاني : الإجماع على أن ما بين الدفتين كلام الله . والجواب : أما عن حديث أبي هريرة فهو لم يخرجه أحد من رجال الصحيح إنما خرجه الطبراني(9) وابن مردويه (10) والبيهقي(11) فهو نازل عن درجة الصحيح فلا يعارض الأحاديث الصحيحة ، وأما حديث أم سلمة فلم يخرجه من رجال الصحيح غير أبي داود وأخرجه أحمد بن حنبل والبيهقي ، وصحح بعض طرقه وقد طعن فيه الطحاوي بأنه رواه ابن أبي مليكة ، ولم يثبت سماع ابن أبي مليكة من أم سلمة ، يعني أنه مقطوع (12) على أن شيخ الإسلام زكرياء قد صرح في”حاشيته على تفسير البيضاوي” بأنه لم يرو باللفظ المذكور وإنما روي بألفاظ تدل على أن { بسم الله } آية وحدها ، فلا يؤخذ منه كونها من الفاتحة. وأما عن الإجماع على أن ما بين الدفتين كلام الله ، فالجواب أنه لا يقتضي إلا أن البسملة قرآن وهذا لا نزاع فيه ، وأما كون المواضع التي رسمت فيها في المصحف مما تجب قراءتها فيها ، فذلك أمر يتبع رواية القراء وأخبار السنة الصحيحة فيعود إلى الأدلة السابقة . وهذا كله بناء على تسليم أن الصحابة لم يكتبوا أسماء السور وكونها مكية أو مدنية في المصحف وأن ذلك من صنع المتأخرين وهو صريح كلام عبد الحكيم في «حاشية البيضاوي» ، وأما إذا ثبت أن بعض السلف كتبوا ذلك كما هو ظاهر كلام المفسرين والأصوليين والقراء كما في «لطائف الإشارات» للقسطلاني وهو مقتضى كتابة المتأخرين لذلك لأنهم ما كانوا يجرأون على الزيادة على ما فعله السلف فالاحتجاج حينئذٍ بالكتابة باطل من أصله ودعوى كون أسماء السور كتبت بلون مخالف لحِبْر القرآن ، يرده أن المشاهد في مصاحف السلف أن حبرها بلون واحد ولم يكن التلوين فاشياً . وقد احتج بعضهم بما رواه البخاري عن أنس أنه سئل كيف كانت قراءة النبيء؟ فقال كانت مدًّا ثم قرأ { } يمد { بسم الله } ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم، ولا حجة في هذا لأن ضمير قرأ وضمير يمد عائدان إلى أنس ، وإنما جاء بالبسملة على وجه التمثيل لكيفية القراءة لشهرة البسملة . وحجةُ عبد الله بن المبارك وثاني قولي الشافعي ما رواه مسلم عن أنس قال : «بينا رسول الله بين أظهرنا ذات يوم إذْ أغفَى إِغفَاءَةً ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال : أنزلت عليَّ سورة آنفاً فقرأ { إنا أعطيناك الكوثر } [ الكوثر : 1 ] السورة ، قالوا وللإجماع على أن ما بين الدفتين كلام الله ولإثبات الصحابة إياها في المصاحف مع حرصهم على أن لا يدخلوا في القرآن ما ليس منه ولذلك لم يكتبوا آمين في الفاتحة . والجواب عن الحديث أنا نمنع أن يكون قرأ البسملة على أنها من السورة بل افتتح بها عند إرادة القراءة لأنها تغني عن الاستعاذة إذا نوى المبسمل تقديرَ أستعيذ باسم الله وحذَفَ متعلق الفعل ، ويتعين حمله على نحو هذا لأن راويه أنساً بن مالك جزم في حديثه الآخر أنه لم يسمع رسول الله بسمل في الصلاة . فإن أبوا تأويله بما تأولناه لزم اضطراب أنس في روايته اضطراباً يوجب سقوطها . والحق البين في أمر البسملة في أوائل السور ، أنها كتبت للفصل بين السور ليكون الفصل مناسباً لابتداء المصحف ، ولئلا يكون بلفظ من غير القرآن . وعلى أن البسملة مختلف في كونها آية من أول كل سورة غيرِ براءة ، أو آية من أول سورة الفاتحة فقط ، أو ليست بآية من أول شيء من السور؛ فإن القراء اتفقوا على قراءة البسملة عند الشروع في قراءة سورة من أولها غير براءة، فتكون قراءتهم البسملة في أول السورة عند الشروع في القراءة تُعلَّل بالتيمن، فتكون قراءتهم البسملة أمراً مستحباً للتأسي في القراءة بما فعله الصحابة الكاتبون للمصحف ، فقراءة البسملة عند هؤلاء نظير النطْق بالاستعاذة ونظير التهليل والتكبير بين بعض السور مِن آخر المفصَّل، وبهذا تعلم أنه لا ينبغي أن يؤخذ من قراءتهم قولٌ لهم بأن البسملة آية من أول كل سورة كما فعل صاحب «الكشاف» والبيضاوي. واتفق المسلمون على ترك البسملة في أول سورة براءة، ووجَّهه الأئمة بوجوه تأتي في أول سورة براءة . وإذ قد كنا قد تقلدنا مذهب مالك واطمأننا لمداركه في انتفاء كون البسملة آية من أول سورة البقرة كان حقاً علينا أن لا نتعرض لتفسيرها هنا وأن نرجئه إلى الكلام على قوله تعالى: { إنه من سليمان وإنه } (النمل 30 ) غير أننا لماّ وجدنا من سلفنا من المفسرين كلهم لم يهملوا الكلام على البسملة في هذا الموضع اقتفينا أثرهم إذ صار ذلك مصطلح المفسرين . واعلم أن متعلق المجرور في { بسم الله } محذوف تقديره هنا أقرأ ، وسبب حذف متعلق المجرور أن البسملة سنت عند ابتداء الأعمال الصالحة فَحُذف متعلق المجرور اعتماداً على القرينة ، وقد حكى القرآن قول سحرة فرعون عند شروعهم في السحر بقوله : { فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون } [ الشعراء : 44 ] وذكر صاحب «الكشاف» أن أهل الجاهلية كانوا يقولون في ابتداء أعمالهم : «باسم اللاتتِ باسم العُزَّى» ولأن مقصد المبتدىء بالبسملة أن يكون جميع عمله ذلك مقارناً لبركة اسم الله تعالى فلذلك ناسب أن يقدر متعلق الجار لفظاً دالاً على الفعل المشروع فيه . ولذلك كان تقدير الفعل هاهنا واضحاً . وفائدة هذا الحذف وهي صلوحية البسملة ليَبتَدِىءَ بها كلُّ شارع في فعل فلا يلجأ إلى مخالفة لفظ القرآن عند اقتباسه. والباء باء الملابسة أو المصاحبة ، أو الإلصاق فهذه مترادفات في الدلالة على هذا المعنى وهي كما في قوله تعالى : { تنبت بالدهن } [ المؤمنون : 20 ] وهذا المعنى هو أكثر معاني الباء وأشهرها. والاسم لفظ جُعِل دالاً على ذات حسية أو معنوية بشخصها أو نوعها ، وجعله أئمة البصرة مشتقاً من السمو وهو الرفعة فإن أصل الاسم في كلام العرب هو العلم ولا توضع الأعلام إلا لشيء مهتم به غالبا. وذهب الكوفيون إلى أن أصله وِسْم بكسر الواو لأنه من السمة وهي العَلامة، وكأنهم رأوا أن لا وجه لاشتقاقه من السمو لأنه قد يستعمل لأشياء غير سامية، وزعم ابن حزم في كتاب «الملل والنحل» أن كلا قولي البصريين والكوفيين فاسد افتعله النحاة ولم يصح عن العرب وأن لفظ الاسم غير مشتق بل هو جامد . وإنما أقحم لفظ اسم مضافاً إلى علم الجلالة إذ قيل ( بسم الله ) ولم يقل بالله لأن المقصود أن يكون الفعل المشروع فيه من شؤون أهل التوحيد، فلذلك تقحم كلمة اسم في كل ما كان على هذا المقصد كالتسمية على النسك قال تعالى : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } [ الأنعام : 118 ] وقال : { وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه } [ الأنعام : 119 ] وكالأفعال التي يقصد بها التيمن والتبرك وحصول المعونة مثل : { اقرأ باسم ربك } [ العلق : 1 ] فاسم الله هو الذي تمكن مقارنته للأفعال لا ذاته، فقوله تعالى:{فسبح باسم ربك العظيم } [ الواقعة : 74 ] أَمْرٌ بأن يقول سبحان الله ، وقوله : { وسبحه } [ الإنسان : 26 ] أمْرٌ بتنزيه ذاته وصفاته عن النقائص، والخلاصة أن كل مقام يقصد فيه التيمن والانتساب إلى الرب الواحد يعدى فيه الفعل إلى لفظ اسم الله كقوله : { وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها } [ هود : 41 ] وفي الحديث في دعاء الاضطجاع : ” باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك أرفعه “(13) وكل مقام يقصد فيه طلب التيسير والعون من الله تعالى يعدى الفعل المسؤول إلى علم الذات باعتبار ما له من صفات الخلق والتكوين كما في الحديث : ” اللهم بك نصبح وبك نمسي ” (1)أي بقدرتك ومشيئتك. فمعنى ( ) أقرأ قراءة ملابسة لبركة هذا الاسم المبارك . والكلام على اسم الجلالة ووصفه يأتي في تفسير قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم } [ الفاتحة : 2 ، 3 ] . ومناسبة الجمع في البسملة بين علم الجلالة وبين صفتي الرحمن الرحيم ، قال البيضاوي إن المُسمِّي إذا قصَد الاستعانة بالمعبود الحق الموصوف بأنه مُولي النعم كلها جليلها ودقيقها يذكر عَلَم الذات إشارة إلى استحقاقه أن يستعان به بالذات ، ثم يذكر وصف الرحمن إشارة إلى أن الاستعانة على الأعمال الصالحة وهي نعم ، وذكر الرحيم للوجوه التي سنذكرها في عطف صفة الرحيم على صفة الرحمن . وقال الأستاذ الإمام محمد عبده : إن النصارى كانوا يبتدئون أدعيتهم ونحوها باسم الأب والابن والروح القدس إشارة إلى الأقانيم الثلاثة عندهم ، فجاءت فاتحة كتاب الإسلام بالرد عليهم موقظة لهم بأن الإله الواحد وإن تعددت أسماؤه فإنما هو تعدد الأوصاف دون تعدد المسميات ، يعني فهو رد عليهم بتغليظ وتبليد. وإذا صح أن فواتح النصارى وأدعيتهم كانت تشتمل على ذلك إذ الناقل أمين فهي نكتة لطيفة . وعندي أن البسملة كان ما يرادفها قد جرى على ألسنة الأنبياء من عهد إبراهيم عليه السلام فهي من كلام الحنيفية ، فقد حكى الله عن إبراهيم أنه قال لأبيه : { يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن } [ مريم : 45 ] ، وقال : { سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً } [ مريم : 47 ] ومعنى الحفي قريب من معنى الرحيم . وحُكِي عنه قوله : { وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم } [ البقرة : 128 ] . وورد ذكر مرادفها في كتاب سليمان إلى ملكة سبأ : { إنه من سليمان وإنه } [ النمل : 30 ، 31 ] . والمظنون أن سليمان اقتدى في افتتاح كتابه بالبسملة بسنة موروثة من عهد إبراهيم جعلها إبراهيم كلمة باقية في وارثي نبوته ، وأن الله أحيا هذه السنة في الإسلام في جملة ما أوحى له من الحنيفية كما قال تعالى : { ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل } [ الحج : 78 ] . (البقية في العدد القادم إن شاء الله ) ———————————————————— الهوامش : 1. قال الإمام النووى فى ” الأذكار ” 1 / 94 : و قد روى موصولا كما ذكرنا و روى مرسلا و رواية الموصول جيدة الإسناد . ** تعقيب : قال عبد القادر الأرناؤوط 1 / 94 : أخرجه ابن السنى فى عمل ” اليوم و الليلة ” عن أبى هريرة و إسناده ضعيف . و رواه بنحوه الحاكم و الترمذى و البيهقى فى ” شعب الإيمان ” عن ابن عباس رضى الله عنهما و فى سنده يمان بن المقبرة و هو ضعيف . ورواه الخطيب والحافظ عبد القادر الرهاوي ) +++بسند ضعيف جدا وقد رواه السبكي في ” طبقات الشافعية الكبرى ” ( 1 / 6 ) من طريق الحافظ الرهاوي بسند ضعيف جدا أيضا آفته ابن عمران هذا ويعرف بابن الجندي ترجمه الخطيب ” في تاريخه ” وقال ( 5 / 77 ) : ” كان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه ( يعني التشيع ) قال الأزهري : ليس بشئ ” ثم رواه السبكي من طريق خارجة بن مصعب عن الأوزاعي به إلا أنه قال : ” بحمد الله ” بدل ” ” وخارجة هذا قال الحافظ : ” متروك وكان يدلس عن الكاذبين ويقال : إن ابن معين كذبه “. والصحيح عن الزهري مرسلا كما قال الدارقطني وغيره . وقد روي موصولا من طريق قره عنه عن أبى سلمة عن أبي هريرة باللفظ الثاني. ومما سبق يتبين أن الحديث بهذا اللفظ ضعيف جدا فلا تغتر بمن حسنه فإنه خطأ بين . 2.مالك في الموطأ كتاب الصلاة ، باب الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الإِمَامِ فِيمَا لاَ يَجْهَرُ فِيهِ بِالْقِرَاءَةِ. حديث رقم:188، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة باب وُجُوبِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ فِى كُلِّ رَكْعَةٍ وَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يُحْسِنِ الْفَاتِحَةَ وَلاَ أَمْكَنَهُ تَعَلُّمُهَا قَرَأَ مَا تَيَسَّرَ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا.حديث رقم:904 . 3.مالك في الموطأ كتاب الصلاة ، باب ما جاء في أم القرآن، حديث رقم:186 ، والبخاري في صحيحه، كتاب التفسير، (سورة الفاتحة)باب ما جاء في فاتحة الكتاب حديث رقم: 4474. 4.أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة باب حُجَّةِ مَنْ قَالَ لاَ يَجْهَرُ بِالْبَسْمَلَةِ. حديث رقم :916، والنسائي فيء سننه، كتاب الافتتاح، باب ترك الجهر ب()، حديث رقم: 915 . 5. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 29 ماي 2008


 

دخان في جمهوريتين

 
كم من مدينة يجب أن ”تهرس”، وكم من طريق ستغلق بالمتاريس، وكم من عجلة مطاطية يجب أن تحرق حتى تصل رائحة الدخان إلى أنف الحكومة لتصحو من نومها وتعلم بأن اللون الأسود الغامق للدخان المنبعث والمتنقل من مدينة لأخرى ومن ولاية لأخرى هو علامة من علامات ”الضيقة” والاختناق ومؤشر لدى المختصين في علم الإشارة (المورس)، بأن صورة ما يحدث فيها شبه كبير بما حدث في أكتوبر   نهاية الثمانينيات، مع فارق له أكثـر من دلالة أن الغضب الشعبي والتذمر بالأمس سببته الخزينة الفارغة للدولة، ولكن اليوم التدافع والانتفاضات المتكررة يوميا تحدث والخزينة العمومية مملوءة، وهو التناقض الذي يقتضي من السلطة أن تبحثه وتدرسه بعيدا عن التقارير المفبركة التي تصلها من هذه الوزارة أو تلك الهيئة أو ذلك الجهاز. لكن المعطيات الأولية تشير إلى أن السلطة لم تغير منطق تفكيرها وطريقة تعاملها مع هذه الأحداث، ولذلك ما يزال الحديث لدى المسؤولين يرمي باللوم على الغاضبين باتهامهم تارة بوجود جهة تحركهم، أو بأنهم شباب مزطولين ومن الذين يشربون ”الكاشيات” أو من الذين يحبون الاصطياد في المياه العكرة، وما إلى ذلك من الأوصاف التي تكشف أن السلطة لا تفرق بين لون دخان العجلات المطاطية وبين بخاخة قارورة ”الديودوران” المغشوش الذي يباع في سوق الـ”دي .”15 عندما تشعل مدينة من حجم وهران بسبب مقابلة في كرة القدم، وهو رأس الخيط فقط، وتلهب ولاية مثل الشلف لرفض محاكمة مواطني شاليهات زلزال الأصنام في الثمانينيات، ولما تخرب مدينة سياحية جميلة على غرار بريان بسبب مفرقعات المولد النبوي الشريف والقائمة طويلة، فهذا معناه أن البركان قادم، ولم يعد هناك مجال أمام تجربة الحلول الترقيعية، ومعناه أيضا لمن يريدون تغطية الشمس بالغربال، أننا نعيش في جمهوريتين، واحدة نشاهدها كل مساء في نشرة الثامنة للتلفزيون وكل تصريحات أبطالها من الوزراء والمسؤولين تقول كل شيء على ما يرام أو ”تو فا بيان”، والأخرى نشاهدها في الهواء الطلق وسط المتاريس ودخان العجلات المحروقة تصب جام غضبها على رموز الدولة ومؤسساتها التي يتسابق الشباب لرجمها بالحجارة كطريقة لإسكات ”الجنون” الذي بداخلها. ورغم هذا الفرق الظاهر والباطن، فإن الحكومة وإن لم تقف كالعادة تتفرج فإن دورها لا يتعدى اقتفاء آثار رجل المطافئ المصدر جريدة الخبر الجزائرية بتاريخ 29 ماي 2008


ليبيا تجدد تحفظها على الطرح الأوروبي بشأن مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط

 
 
القاهرة – العرب  جددت ليبيا أمس تحفظها بشأن الطرح الأوروبي الخاص بمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط وقالت إنه لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض. وقال أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية-الليبية للصحافيين عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له أمس في القاهرة إنه «لا يزال هناك غموض يكتنف الكثير من جوانب هذا الطرح الأوروبي عن هذا الاتحاد». وأضاف: «يجب أن يكون لنا رأى في هذا الطرح لأننا لسنا متلقين فقط ولقد سبق أن نادينا بأن يكون البحر المتوسط بحيرة للسلام وخاليا من الأساطيل الحربية».. مشددا على ضرورة أن يكون للقارة الإفريقية والجامعة العربية رأى في هذا الشأن كما هو الأمر بالنسبة للقارة الأوروبية. ومن المقرر أن يقام الاتحاد الأوروبي المتوسطي والذي من المتوقع إطلاقه خلال قمة تحتضنها باريس في 13 يوليو، على الشراكة الأوروبية المتوسطية القائمة الآن التي أطلقت عام 1995 في برشلونة، وأصبحت تعرف منذ ذلك الحين بعملية برشلونة. وعقد اجتماع وزاري عقد في القاهرة 24 مايو ضم عشر دول عربية بدعوة من وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط لبلورة رؤية عربية مشتركة من مشروع إنشاء الاتــحـاد الـمتوسطي. وإلى جانب أبوالغيط شارك في الاجتماع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية تونس وليبيا والجزائر والأردن وفلسطين والمغرب ومثل سوريا مساعد وزير الخارجية، كما مثل السفيران اللبناني والـمـوريــتــانــي بــلــديــهــمــا في الاجتماع. وقال قذاف الدم إن لقاءه مع الرئيس المصري تناول الطرح الأوروبي بشأن موضوع الاتحاد من أجل المتوسط، وتنسيق المواقف حول هذه المبادرة، وتم أيضا استعراض نتائج اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المطلة على المتوسط والذي عقد بالقاهرة مطلع الأسبوع الحالي.. مؤكدا استمرار التشاور والتنسيق بين مصر وليبيا حول مختلف القضايا للتوصل إلى توافق بشأنها كما هو الحال دائما بين البلدين. وشدد أحمد قذاف الدم على ضرورة أن يكون هناك اتصال بين شمال وجنوب المتوسط، وهذا ما تؤيده ليبيا، بما في ذلك العمل على وجود اتفاقيات تحمى البحر المتوسط من التلوث والأساطيل.. بحيث تكون في خدمة القارتين الإفريقية والأوروبية والدول المطلة عليه من أجل التعاون والاستثمار وتحقيق فائدة اقتصادية. وأردف منسق العلاقات المصرية الليبية قائلا: «إن التشاور مستمر مع أوروبا والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن هذا الموضوع وعلينا ألا نستبق الأحداث. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 ماي 2008)


الجزائر ترفض الدبلوماسية الاعلامية المغربية وتبدي تحفظات بشأن الاتحاد من اجل المتوسط

 

 
الجزائر ـ القدس العربي من مولود مرشدي: أبدت الجزائر تحفظات علي إقامة الاتحاد المتوسطي الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمنتظر الإعلان عنه شهر تموز / يوليو القادم. وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في تصريحات للاذاعة الجزائرية امس الاربعاء ان الجزائر ما زالت تهتم بهذا المشروع ولكنها في نفس الوقت تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الفكرة التي لم تجد لها إجابات شافية . ولم يغلق المسؤول الجزائري الباب كلية امام انضمام الجزائر الي هذا المسار الجديد لتحديد التعاون بين ضفتي المتوسط. وقال في حال توضيح مضمونه، سيكون الاتحاد وسيلة للتعاون كونه يكمل مسار برشلونة رغم النقائص التي اعترت هذا المشروع منذ ميلاده قبل اكثر من 15 سنة . وقال مدلسي: ما يزال هناك شهران قبل الوصول الي نقطة انطلاق المشروع، ولكن تحتاج لشهور اضافية حتي نعطي له مضمونه النهائي . وقال ان لقاء القاهرة الذي ضم الاسبوع الماضي وزراء خارجية الدول العربية المطلة علي المتوسط اثار بعض التحفظات ازاء المشروع لعدم اتضاح مفهومه والمغزي من إقامته. وينتظر ان تشهد العاصمة الجزائرية يومي الخامس والسادس من الشهر القادم اجتماعا لوزراء خارجية 13 دولة متوسطية سيخصص جانبا من جدول اعماله لمناقشة الاتحاد المتوسطي. وعاد المسؤول الجزائري الي العلاقات الثنائية مع المغرب مجددا التأكيد علي موقف بلاده المعروف، وقال ان للجزائر طموحا لاعادة فتح الحدود مع المغرب ولكنه ربط ذلك بعدد من المعطيات والملفات الاخري ذات الصلة التي يتيعن تسويتها . واوضح مدلسي ان الجزائر لا تؤمن بـ دبلوماسية التصريحات الإعلامية في رد علي الدعوات المتكررة التي ما انفك يوجهها مسؤولون مغربيون باتجاه الجزائر في المدة الأخيرة لإعادة فتح الحدود الثنائية. وقال ان الدبلوماسية الجزائرية تتعامل بالاتصالات الرسمية في تلميح واضح الي رفض الجزائر طريقة تعامل المغرب مع الملف من خلال تكثيف التصريحات الاعلامية. وشدد الاشارة الي ان العلاقات الثنائية مع المغرب جيدة باستثناء خلافاتهما حول كيفية حل النزاع في الصحراء الغربية والتي هي بين ايدي الامم المتحدة التي يتعين عليها الحسم فيها، كما قال. وبخصوص تهديدات جبهة البوليزاريو بالعودة الي حمل السلاح، قال مدلسي ان الجزائر آمنت وما زالت تؤمن بان كل القضايا الخلافية يجب ان تحل بالطرق الدبلوماسية، ولكنها لا يمكن مساومتها في مبادئها او التنكر لها في اشارة الي مساندة حركات التحرر في العالم التي ما انفكت الحكومة الجزائرية تكررها. واضاف: ولذلك يتعين احترام ارادة الشعوب بما فيها الشعب الصحراوي الذي ينتظر إنصافه. وفي سياق العلاقات المغاربية قال مدلسي ان الجزائر ليس في نيتها الخروج من الاتحاد المغاربي بدليل علاقاتنا مع جيراننا في مجال الطاقة ووجود خطوط الضغط العالي لنقل الكهرباء الي تونس وأنابيب النفط والغاز العابرة لأراضي الدولتين الجارتين تونس والمغرب، بالإضافة الي حركة الأشخاص ومئات الاف الجزائريين الذين يتوجهون سنويا الي هذين البلدين . وقال ان هذه العلاقات يجب ان تراعي توازن المصالح ، وأشار في ذلك الي رغبة الجزائر في رؤية مغاربة وتونسيين يتوافدون علي الجزائر بمثل تدفق الجزائريين علي الدولتين الجارتين. من جهة أخري استبعد وزير الخارجية الجزائري انضمام الجزائر الي منظمة الدول الفرانكفونية في الوقت الحالي بمبرر أنها تكتل لغوي ولا يتضمن برامج تعاون اقتصادية . وقال مدلسي الجزائر شاركت في اكثر من لقاء للمنظمة، ولكن تري انه من الواجب ان يكون ما يجمعنا التعاون في المجال الاقتصادي وليس اللغة فقط . والجزائر ليست عضوا في منظمة الفرانكفونية رغم رغبة فرنسا في انضمامها كونها ثاني بلد بعد فرنسا من حيث استخدام اللغة الفرنسية. وجاء رد مدلسي بعد يومين من زيارة قامت بها مونيك غانيون ترامبلي وزيرة العلاقات الدولية والفرانكفونية لحكومة الكيبيك الي الجزائر، التقت خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسلمته دعوة لحضور القمة المزمع عقدها بمقاطعة الكيبيك شهر تشرين الاول/أكتوبر القادم. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 ماي 2008)
 


 

 حملة في بلجيكا لمناصرة محجبات “إيرسلين”

 

 
هادي يحمد     باريس – أطلقت محجبات معهد “إيرسلين” الإعدادي والثانوي في العاصمة البلجيكية بروكسل حملة لإلغاء قرار من قبل إدارة معهدهن يمنع ارتداء الحجاب ابتداء من السنة الدراسية المقبلة، على الرغم من أن المعهد يضم غالبية من المسلمين، ويقع في حي تقطنه أغلبية من أصول مهاجرة . هذه الحملة بدأتها التلميذات بوقفات احتجاجية أمام المعهد، ثم تدشين حملة لجمع التوقيعات على عريضة تطالب بوقف قرار منع ارتداء الحجاب. و85% من طالبات معهد “إيرسلين” مسلمات، ويقع المعهد في منقطة “مالونبيك”، التي تحتوي غالبية سكان من أصول مغاربية وتركية.   توازن القوى مسألة الحجاب في بلجيكا يعتبرها كريم شملال رئيس رابطة مسلمي بلجيكا في تصريحات لشبكة “إسلام أون لاين.نت”: “مشكلة معقدة؛ بالنظر إلى أنه ليس هناك قانون أو قرار حكومي يمنع ارتداء الحجاب بالمدارس والمعاهد العمومية”. وأردف موضحا أن “الحجاب خاضع لتوازن القوى في كل معهد وفي كل مدرسة، فالمدارس والمعاهد التي يكون فيها عدد المسلمين كثيرا تكون فيها جمعية أولياء التلاميذ قوية؛ وبالتالي فإن مثل هذه المعاهد والمدارس تسمح بارتداء الحجاب، أما المدارس والمعاهد التي يكون فيها عدد المسلمين قليلا، فإن مديريها يمكنهم منع ارتداء الحجاب”. الأمر الملفت للنظر في معهد “إيرسلين” أن غالبية التلميذات مسلمات، وجمعية أولياء التلاميذ، التي لها دور في قرارات المعهد، تم تجاهلها تماما. ففي صدر العريضة التي توزعها التلميذات المحجبات، والتي جمعت حتى الآن نحو ألف توقيع من مختلف أرجاء أوروبا، تقول التلميذات: إن “قرار منع الحجاب تم في معهدنا دون سبب، ودون أي تفسير من إدراة المعهد، ولم يؤخذ في الاعتبار لا رأي الأساتذة ولا رأي جمعية أولياء التلاميذ”. وأكدت التلميذات أن “هذا القرار غير مقبول، ويتعارض مع حرية المرأة، وخاصة أنه لم يلاحظ في المعهد أي مظاهر مخلة بالنظام من جانب المحجبات”. ولفتن إلى أن “هذا القرار يشتت تركيزنا، خاصة أننا في فترة امتحانات، كما يهدد المصير الدراسي لعشرات المحجبات السنة المقبلة”. وطالبن الرأي العام البلجيكي بمساندة عريضتهن، مشيرات إلى أن المعهد في طبيعته ليس مؤسسة علمانية كالعديد من المدارس، لكنه مؤسسة “كاثوليكية” من المفترض أن تكون متسامحة مع المظاهر الدينية .   “ابن سينا” وفي اتصال لـ”إسلام أون لاين.نت” رفضت إدارة المعهد الحديث عن أسباب اتخاذها هذا القرار، في حين اعتبر رئيس رابطة مسلمي بلجيكا أنه “من المؤسف أن معظم المدارس والثانويات التي دفعت بقرارات لمنع الحجاب هي مدارس وثانويات تقع في المنطقة الفرانكفونية من بلجيكا (التي تنقسم لمنطقتين فرانكفونية (والون) وناطقة بالهولندية (الفلامون)”. وأضاف كريم شملال: “من الواضح أن تأثير القرار الفرنسي بمنع الحجاب كان في منطقة بروكسل، وخاصة جنوب بلجيكا، أي المناطق المحاذية لفرنسا”. وبالتوازي مع قرار منع الحجاب أعلنت الأقلية المسلمة في منطقة “مالونبيك” عن ميلاد مشروع “مدرسة ابن سينا”، وهي مدرسة مفتوحة أساسا للفتيات المحجبات؛ وهو الأمر الذي أثار حفيظة بعض الأحزاب السياسية البلجيكية، وخاصة بعد أن راج أن هذه المدرسة سوف تفرض الحجاب على التلميذات.   “التنفيذية” غائبة وفي خضم مشكلة الحجاب التي تعيشها العديد من المؤسسات التربوية في بلجيكا، تبدو “تنفيذية مسلمي بلجيكا”، والتي تعتبر الممثل الرسمي للمسلمين، غائبة تماما عن الأحداث بالنظر إلى الأزمة التي عاشتها في الأشهر الأخيرة، والتي تسببت في استقالة رئيسها ونائبه ومعظم أعضاء مجلس الإدارة . واعترفت بلجيكا رسميا بالإسلام في عام 1974، ويضمن دستورها العلماني -كغيرها من دول الغرب- حرية المعتقد الديني، غير أن الدولة تتحمل نفقات موظفي الهيئات الممثلة للطوائف الدينية المعترف بها. ويعيش في بلجيكا حوالي 450 ألف مسلم من أصل 10 ملايين نسمة، ويتوزع المسلمون بين 250 ألفا من أصول مغربية، و130 ألفا من أصل تركي، و30 ألفا من أصل ألباني، أما البقية فمن أصول فلسطينية وجزائرية وتونسية وبوسنية.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين. نت بتاريخ 27 ماي  2008)  

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

4 septembre 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la

En savoir plus +

5 janvier 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2054 du 05.01.2006  archives : www.tunisnews.net LTDH – Section de Bizerte:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.