الخميس، 27 أغسطس 2009

                       

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3383 du 27.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:الاعتداء على سجين الرأي رمزي الرمضاني

الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين:السيد شكري سلمان …وغربال العودة

حــرية و إنـصاف:اعتقال السيد شكري سلمان عند عودته إلى أرض الوطن

رد الأستاذ مكرم محمد أحمد على تساؤلات صحفيي تونس المرسلة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

الصباح:الرئيس بن علي يقدم ترشحه للانتخابات الرئاسية

رياض حجلاوي:متى يصدقك الناس يا صحب القصر

قدس برس:تونس: الرئيس زين العابدين بن علي يرشّح نفسه لولاية خامسة تستمر حتى 2014

بقلم: حكيم غانمي:عفوا.. سيادة الرئيس.. أبثكم حرماننا من الحقيقة..

معزّ الجماعي:الجمعية التونسية للمحامين الشبان تزكي الرئيس بن علي للإنتخابات الرئاسية

 الصباح:أحزاب معارضة تثمّن ترشح الرئيس بن علي

الصباح:بوشيحة يقدم غدا ملف ترشحه الى المجلس الدستوري..الاينوبلي في أول سبتمبر.. والتجديد لم يقرر بعد

حوار الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي لمجلة حقائق

المختار اليحياوي:هلاّ تساءلت: أي تونسي أنت؟

محمد بوسنينة: بعد أيام يتذكر النائب وجود الناخب …ويتذكر الناخب أن له نائبا بالبرلمان

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت:دعــــــــــــــــــــــــوة

قدس برس:وحدة من القوات الخاصة التونسية تشارك في احتفالات الفاتح بليبيا

خطير : زوجة أمين عام (*) لحزب رسمي تنادي بالتعددية الزوجية (**)و جريدة حزب آخر تصبح منبرا للدفاع عن الفكرة

د.خـالد الطـراولي:رمضـان وناسك المدينة

عبدالحميد العدّاسي :لسان يحكي عن ألسنة

النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف

الصباح:مؤتمر صفاقس والحسم لبورقيبة ضد بن يوسف

مرسل الكسيبي:د.بشير التركي يكشف قبل وفاته عن نسف المؤسسات العلمية والاعتداء على العلماء للحيلولة دون تطوير تونس لقدرات نووية

قدس برس:تونس: انتحار شاب بجرعات من مبيد الفئران بسبب هزيمة ناديه المفضّل

د رفيق عبد السلام:حول رؤية الشيخ الغنوشي للعلمانية

دنيا الوطن:ملك المغرب يتعرض لالتهاب فيروسي

احميدة النيفر:كنوز التراث: الحدود والحروف (2/4)

بشير موسى نافع:ديمقراطية حمل العبء وشعور الغرب بالرضا

ابراهيم يسري:في مصر: إصلاح ام محرقة

أحمد عبد الجواد :اختطاف إمام بريطاني لمنع المسلمين من إقامة الصلاة

العرب:البيرو: اعتقال قاضٍ إسرائيلي سابق متهم بالفساد


 

 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة “حرية وإنصاف” حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 رمضان 1430 الموافق ل 27 أوت 2009

الاعتداء على سجين الرأي رمزي الرمضاني


تعرض سجين الرأي رمزي الرمضاني المعتقل حاليا بسجن المرناقية للاعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان السجن المذكور، حيث حاول أحد الأعوان منع سجين الرأي من أداء صلاة التراويح ولمّا واصل سجين الرأي صلاته لكمه العون لكمة قوية وأسقطه أرضا مما تسبب في سقوط المصحف من يديه على الأرض، ثم دخل بقية الأعوان وانهالوا عليه ضربا وركلا وقيّدوه بالأغلال. وفي الغد تم اقتياد سجين الرأي رمزي الرمضاني إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية أين تم الاعتداء عليه بالعنف الشديد وتعذيبه تعذيبا قاسيا باستعمال التيار الكهربائي وهددوه بالقتل ”كما يموت الكلب في الزبالة” ، كما هددوه بتقديم قضية ضده بتهمة الاعتداء على أحد أعوان السجون، وهددوه أيضا بحرمانه من حقه في الزيارة إن هو اتصل مجددا بالمنظمات الحقوقية. وفد هيئة الصليب الأحمر عاين آثار التعذيب: وقد عاين وفد هيئة الصليب الأحمر بتونس الذي زار مؤخرا سجن المرناقية آثار التعذيب البادية على جسم سجين الرأي رمزي الرمضاني وعلق أحد أعضاء الوفد على ما رأى ”هل ما زالت هناك دولة تمارس مثل هذه الممارسات؟” معاناة مستمرة: بلغت جملة الأحكام الصادرة ضد سجين الرأي رمزي الرمضاني من أجل نفس التهم 29 عاما نتيجة محاكمات مكررة لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة. ولم تقف المعاناة عند حدود المظلمة القضائية المسلطة عليه بل تجاوزتها إلى الاضطهاد اليومي الذي يعيشه سجين الرأي على أيدي أعوان مختلف السجون التي حل بها، والاعتداءات المتكررة التي تعرض لها، والتهديدات التي يعيشها يوميا. وحرية وإنصاف: 1)    تدين بشدة الاعتداء على سجين الرأي رمزي الرمضاني كما تدين الاعتداء على حرية أداء الشعائر الدينية وحرمان المساجين من حقهم في أداء الصلاة (الجمعة و العيدين و التراويح..). 2)    تطالب السلطة بفتح تحقيق في الموضوع وتقديم المعتدين إلى القضاء مهما كان موقعهم، كما تدعو إلى الالتزام بتطبيق القانون. 3)    تدعو إلى وضع حد لكل أنواع التعذيب في كل مقار الاعتقال، وفتح تحقيق في ملفات التعذيب وتقديم المسؤولين عنها إلى القضاء باعتبار أن جريمة التعذيب لا تسقط بالتقادم.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 27 أوت  2009

السيد شكري سلمان …وغربال العودة


أوقف أعوان للأمن يوم الأربعاء 2009.08.19 السيد شكري بن المنصف سلمان لدى وصوله مطار تونس قرطاج الدولي، وإقتادوه إلى جهة غير معلومة، ولا تعلم عائلته إلى اليوم عن مصيره شيئاً. والسيد شكري بن المنصف سلمان من مواليد 07 ماي 1972 بسان سانت دينيس، بفرنسا حامل للجنسيتين، التونسية والفرنسية،وهو أب لطفلين: أيمن (5 سنوات- 2004.02.12) و بدر (4 سنوات- 2006.05.26) من أمّ مغربية الأصل، ( توفيت في 26 ماي 2006 على إثر ولادة إبنها بدر). ولا تعلم عائلة سلمان عن إبنها شكري تورطه في ما من شأنه أن يَضعه موضع اشتباه سواء من جهة السلطات الفرنسية أو من جهة السلطات التونسية،غيرأنه متدين و ملتحي و” ربما ” على جبينه علامة السجود و” قد” يكون يرتدي قميصاً عربياً..!! والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، التي تدعو السلطات الأمنية في تونس بالكشف عن مصير السيد شكري سلمان الموقوف لديها منذ أسبوع، تلفت المتابعين للشأن الحقوقي في تونس، أن السلطات الأمنية التونسية مثلما ظلت تكثـّف مراقبتها على حركة مغادرة المواطنيين التونسيين إلى الخارج منذ سنين فإنها شددت الرقابة، في الآونة الأخيرة، على التونسيين القادمين إلى بلادهم، حيث يمكن ملاحظة أعوان للأمن السياسي بزي مدني منتشرين بين أركان مطار تونس قرطاج الدولي وعند بوابات وصول المسافرين،  بين أيديهم أوراق بها قوائم يبدو أنها لمطلوبين لديهم، وتجدرالملاحظة أن الرقابة الأمنية على أعتاب المطارات التونسية تستهدف في تونس على وجه الخصوص، (1)- فئة السياسيين المهاجرين أوالمهجّرين و (2)- فئة المتدينين ممن بلغت إفادات أمنية مغرضة في حقهم من الخارج، و(3)- فئة الحقوقيين من التونسيين ومن غير التونسيين. ففي شهر جوان 2009 تعـَرض حقوقيون تونسيون من قبل أعوان أمن بزي مدني إلى مضايقات وتعنيف ( الأساتذة عبد الرؤوف العيادي وراضية النصراوي وعبد الوهاب معطر و محمد النوري وسمير ديلو) لدى وصولهم إلى تونس قادميين من جينيف، كما تم إيقاف السيد رضوان الهمامي في 11 جويلية 2009 بُعيد وصوله إلى تونس قادماً من دولة قطر ولم يخلّى سبيله إلا في 28 جويلية 2009 أي  بعد 18 يوماً أمضاها رهن الاحتفاظ التعسفي ، وأوقف أيضاً الدكتور أحمد العش وهوعضو في عمادة الأطباء النفسيين بفرنسا يوم 30 جويلية 2009 فور وصوله إلى مطار تونس قرطاج قادماً من فرنسا بعد غياب دام 25 عاماً، ليَصدر ضده حكم بالسجن النافذ مدة 4 سنوات. لجنة متابعة السجناء السياسيين المسرحين  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 رمضان 1430 الموافق ل 27 أوت 2009

اعتقال السيد شكري سلمان عند عودته إلى أرض الوطن


اعتقل أعوان البوليس السياسي بمطار تونس قرطاج يوم الأربعاء 19 أوت 2009 السيد شكري سلمان عند قدومه من فرنسا، واقتادوه إلى جهة مجهولة. وقد أخبرنا والده السيد منصف سلمان أن العائلة تعيش حيرة شديدة خاصة وأنها تجهل سبب ومكان اعتقاله، وأصبحت تخشى على حياته بعد أن فقدت الاتصال به لليوم التاسع على التوالي. والسيد شكري سلمان يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية، مقيم بفرنسا ومولود بها يتاريخ 7 ماي 1972، تزوج من مغربية، توفيت بعد أن أنجبت له ابنين هما أيمن (12/02/2004) وبدر (26/05/2005). وحرية وإنصاف
1)    تدين بشدة اعتقال السيد شكري سلمان وتدعو إلى الإفراج الفوري عنه وتطالب السلطة الأمنية باحترام القانون وتطبيقه في مادة الاحتفاظ وذلك بوجوب إعلام عائلة المعتقل بمكان وسبب اعتقاله وعدم تجاوز المدة القانونية للاحتفاظ وضمان سلامة المعتقل الجسدية. 2)    تدعو الأصوات الحرة وكل المنظمات الحقوقية في الداخل والخارج للتدخل من أجل الإفراج الفوري عن السيد شكري سلمان وضمان سلامته الجسدية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


رد الأستاذ مكرم محمد أحمد على تساؤلات صحفيي

تونس المرسلة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان


تلقت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الرد التالي من الأستاذ مكرم محمد أحمد عبر الايميل ، ننشره كاملا ، ونضيف في نهايته تعقيب الشبكة العربية عليه : السيد الأستاذ/ جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تحية طيبة وبعد ،،، تابعنا ما جاء على موقعكم بشبكة الانترنت بشأن ما جرى مؤخرا في تونس وانعقاد المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحفيين التونسيين وانتخاب مجلس إدارة جديد للنقابة .. ولن نعلق على بعض العبارات المتجاوزة فيما تضمنته النشرة .. ونعرض عليكم حقيقة الأمر كما حدث بالضبط .. وكمشاركة مهمة وفعالة لاتحاد الصحفيين العرب الذي لم يمت وما يزال قويا وقادرا على خدمة الصحافة والصحفيين بالوطن العربي بكل شفافية و حيدة . واليكم الآتي: خاطبنا الزملاء الفرقاء في تونس منذ بدء الأزمة .. الزميل الأستاذ ناجي البغوري النقيب السابق ومجموعته .. وعدد من الزملاء الأساتذة من المكتب التنفيذي الموسع .. حاولنا التوفيق بينهم وأرسلنا عدة مكاتبات للطرفين منها رسائل للزميل البغوري للوصول لرأي موحد بالنسبة لموعد عقد المؤتمر الاستثنائي المتفق عليه كأمر إلزامي بعد أن فقد المكتب التنفيذي للنقابة مشروعيته باستقالة أكثر من ثلاثة من أعضاءه ، وتطلب الوضع عقد مؤتمر استثنائي وانتخاب مجلس جديد .. كان التدخل من جانب اتحاد الصحفيين العرب للوصول إلى موعد واحد يتفق عليه الطرفان لدرجة أن الأستاذ إبراهيم نافع رئيس الاتحاد عرض عليهما أن يقوم هو بنفسه بصحبة الأستاذ مكرم محمد احمد الأمين العام للاتحاد بزيارة سريعة إلى تونس لإصلاح ذات البين .. ولكن كان هناك اتفاقا على ألا يتفقوا .. ووجهت إلينا أكثر من دعوة لحضور المؤتمر الاستثنائي المحدد له 15 أغسطس .. اشترطنا لحضورنا أن يكون الحكم القضائي في القضية التي رفعها الزميل ناجي البغوري لصالح المكتب التنفيذي الموسع ليكتسب المؤتمر مشروعيته القانونية .. وهذا ما حدث وصدر الحكم قبل ظهر الجمعة 14 أغسطس .. ووصلنا إلى تونس في الحادية عشرة مساء نفس اليوم .. وقد قضى الحكم القضائي بأحقية المكتب الموسع في الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي للجمعية العمومية خصوصا وان أكثر من 600عضو من بين مجموع أعضاء النقابة التونسية الذي يبلغ عددهم800عضوا كانوا قد وقعوا على عريضة بطلب عقد المؤتمر الاستثنائي لم تلقي اهتماما كافيا من النقيب ، كما يقضي الحكم بأحقية الجمعية العمومية للصحفيين التونسيين في اتخاذ ما تراه من قرارات تحقق صالح الصحفيين التونسيين باعتبار أن الجمعية العمومية هي صاحبة الولاية ومصدر شرعية كل قرار يتعلق بشان النقابة الوطنية . وقد حضر وفد الأمانة العامة المؤتمر الاستثنائي الذي اكتمل حضور أعضائه في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت بحضور 470عضوا وقعوا في دفاتر الحضور وبدأت أعمال المؤتمر بدعوة أمين عام اتحاد الصحفيين العرب إلى إلقاء كلمة الاتحاد التي أكدت على عدد من الحقائق أهمها :- أن اتحاد الصحفيين العرب كان حريصا على أن يبذل وساطته الحميدة من اجل لم شمل النقابة التونسية وتجنب الانقسام في صفوفها شريطة أن لا تخرج وساطته عن حدود اللوائح والإجراءات التي ينظمها قانون النقابة التونسية ، كما عرض رئيس الاتحاد إبراهيم نافع على النقيب التونسي ناجي البغوري أن يحضر إلى تونس وبرفقته مكرم محمد احمد أمين عام الاتحاد لتولى أمر هذه الوساطة لكن النقيب السابق لم يبد حماسا للمهمة. أن اتحاد الصحفيين العرب لا يملك بعد صدور حكم القضاء التونسي سوي مساندة هذا الحكم حتى إن كان الحكم موضع ملاحظة أو اعتراض بعض الزملاء التونسيين ، خصوصا وان الحكم كرّس شرعية الجمعية العمومية في اتخاذ ما تراه أغلبيتها الصحيحة . أن اتحاد الصحفيين العرب مع مساندته لحكم القضاء التونسي ، يري أن من واجب الأغلبية أن تستوعب الأقلية وان يتجنب المؤتمر العام الاستثنائي توسيع الشرخ القائم ، ويتجنب محاولة تدخل أطراف خارجية تسعي لاستثمار الموقف من اجل إنشاء ثنائية نقابية سوف تكون نتائجها الوحيدة إضعاف وحدة الصحفيين التونسيين . أن على الأغلبية أن تتجنب أية محاولة لتكميم حق الأقلية في التعبير عن نفسها احتراما لحرية التعبير . وقد القي الزميل يونس مجاهد نقيب الصحفيين المغاربة ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين كلمة توافقت في خطوطها العريضة مع كلمة الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب تؤكد عدم انحياز الاتحاد الدولي لأي من الجانبين. كما جرت الانتخابات في جو هادئ وبدون أي مصادمات ، حيث بلغ عدد من أدلوا بأصواتهم 412 عضوا ، وبلغ عدد الأصوات الباطلة 30 صوتا والصحيحة 382 صوتا . وأسفرت الانتخابات عن فوز الأساتذة التالية أسماؤهم بعضوية المكتب التنفيذي: جمال الكرماوي 198 صوتا و سميرة الغنوشي 180 صوتا وعادل السمعلي 174 صوتا وسفيان رجب 170 صوتا وبشير الطمباري 159 و رشيدة الغريبي بـ 158صوتا والحبيب الشابي 157 صوتا وعبد الكريم الجوادي 149 صوتا وشكري بن نصير 147 صوتا . وانضم إليهم في المكتب التنفيذي الموسع الثلاثة التاليين لهم في الأصوات وهم الزملاء الأساتذة : نجم الدين العكاري 141 صوتا و ومحمد بن صالح 139 صوتا والهاشمي نويرة 128 صوتا . وفي أول اجتماع له قرر المكتب التنفيذي المنتخب الجديد توزيع المسئوليات داخله على النحو التالي : الأستاذ/ جمال الدين الكرماوي نقيبا للصحفيين التونسيين الأستاذ / عادل السمعلي كاتبا عاما ( أمين السر ) الأستاذة / سميرة الغنوشي أمينا للمال الأستاذ / سفيان رجب مكلفا بالنظام الداخلي الأستاذ / البشير الطمباري مكلفا بالشئون الاجتماعية الأستاذ / حبيب الشابي كاتبا عاما مساعدا ومكلفا بشئون الحريات الأستاذة/ رشيدة الغريبي أمينا مساعدا للمال الأستاذ / عبد الكريم الجوادي مكلفا بالشئون المهنية الأستاذ / شكري بن نصير مكلفا بالعلاقات الخارجية الأعضاء المناوبون الأساتذة نجم الدين العكاري ومحمد بن صالح والهاشمي نويرة وينضمون للمكتب التنفيذي الموسع . مكرم محمد احمد تعقيب الشبكة العربية على رد الأستاذ مكرم محمد أحمد : تشكر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان للأستاذ مكرم محمد رده على التساؤلات التي طرحها الاخوة الصحفيين التونسيين عبر بيان الشبكة العربية ، وتطرح فيما يلي تعقيبها ، مع إتاحة نفس الحق للأخوة الصحفيين التونسيين ونقيب الصحفيين السيد ناجي البغوري في التعقيب على رد الأستاذ مكرم محمد أحمد. تعقيب الشبكة العربية: وجه المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الدعوة بالفعل لمؤتمر استثنائي في 12 سبتمبر 2009 ، اي قبل المدة التي حددها القانون الأساسي للنقابة بنحو عشرة ايام ، وهو ما يثير التساؤل حول قانونية المؤتمر الذي دعا اليه بعض الصحفيين وتم في 15غسطس ، وحضره الأستاذ مكرم محمد أحمد. أنه لم يثبت حتى الآن أن المكتب التنفيذي للنقابة الشرعية قد خالف اي بند من بنود القانون الأساسي للنقابة ، وبالتالي لم يكن هناك أي مبرر لعقد المؤتمر الذي عقد في 15 أغسطس ، يصبح باطل كل مايسفر عنه. أن القانون ينص على أن يكون النصاب القانوني للانتخابات التي يدعى لها أي طرف غير المكتب التنفيذي لا يقل عن الثلثين ، وهو ما لم يتم في المؤتمر الذي حضره الأستاذ مكرم محمد أحمد ، حيث كان إجمالي الحضور 471صحفي ، في حين أن عدد الأعضاء المنخرطين هو 797 ، أي ما يقل عن الثلثين ( يكتمل النصاب بحضور 532عضو). ترى الشبكة العربية وحتى لو افترضت جدلا استقلالية القضاء التونسي ، فإن الحكم الذي استند إليه الصحفيين الحكوميين الذي أعدوا المؤتمر الانقلابي ليس حكم نهائي ، حيث ما زال القضاء التونسي ينظر في قانونية هذا الاجتماع ومحدد للجلسة شهر أكتوبر أي بعد المؤتمر القانوني الذي دعا إليه المكتب التنفيذي. إن الشبكة العربية وهي تكرر شكرها على توضيح الأستاذ مكرم ، تؤكد أن حرية التعبير وحرية الصحافة لن تتحقق على يد نقابة جاءت عبر إجراءات معيبة ، وبالتالي يبقى المؤتمر الذي دعا اليه المكتب التنفيذي في 12 سبتمبر 2009 ، هو المؤتمر الشرعي وأن ما يسفر عنه هذا المؤتمر هو ما يعتد به. الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لقراءة بيان الشبكة العربية : صحفيو تونس ينتظرون توضيحا من نقيب الصحفيين المصريين  بأي صفة شاركت في تغييب الديمقراطية عن نقابة صحفيي تونس؟ http://www.anhri. net/press/ 2009/pr0822. shtml القاهرة في 27 أغسطس 2009. المصدر  :  إعادة نشر منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p   
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
 

الرئيس بن علي يقدم ترشحه للانتخابات الرئاسية:


على العهد معكم جميعا سنحرص على أن تضل تونس على الدوام وطن الجد والاجتهاد والوسطية والاعتدال باردو (وات) تحول الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس الاربعاء الى مقر المجلس الدستوري بباردو حيث تولى تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 25 اكتوبر 2009.  واستقبل رئيس الدولة لدى وصوله الى مقر المجلس بحفاوة وترحاب كبيرين من قبل جمع غفير من المواطنين ومن اطارات التجمع الدستوري الديمقراطي ومناضليه الذين جددوا خلال هذا الاستقبال مساندتهم للرئيس زين العابدين بن علي وتمسكهم بتوجهات التغيير وبرامجه وسياساته من اجل رفع التحديات وكسب الرهانات. كما كان في استقبال رئيس الجمهورية رئيس واعضاء المجلس الدستوري.  وبعد ذلك تولى الرئيس زين العابدين بن علي تقديم ملف ترشحه الى المجلس الدستوري وفقا لاحكام الدستور.  ومن شرفات بناية المجلس توجه الرئيس زين العابدين بن علي بالتحية الى المواطنين والاطارات والمناضلين. وألقى فيهم الكلمة التالية: «بسم الله الرحمان الرحيم أيها المواطنون أيتها المواطنات توليت منذ حين على بركة الله ووفقا لاحكام الدستور تقديم ترشحي لرئاسة الجمهورية تلبية لنداء الواجب وتجديدا للعهد معكم. فانتم الذين احطتموني بكل التاييد والمساندة. وانتم الذين عبرتم لي بحماسكم الفياض ووفائكم الدائم عن اصراركم على مواصلة مسيرتنا الموفقة معا نحو المستقبل. لذلك سأجدد العهد معكم تكريسا للثقة التي غمرتموني بها منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 ويسعدني ان اعرب عن بالغ ارتياحي وفائق اعتزازي لهذه الثقة الغالية المتبادلة بيني وبينكم وان اتوجه في هذه المناسبة بجزيل الشكر:  ـ الى الاحزاب السياسية والمنظمات المهنية ومكونات المجتمع المدني.  ـ الى اسرة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي.  ـ الى اهل الثقافة والابداع والاعلام والاتصال.  ـ الى الشغالين والفلاحين والصناعيين والتجار واصحاب الاعمال عامة.  ـ الى المراة التونسية عنوان الحداثة والتقدم في مجتمعنا.  ـ الى شبابنا المتحفز دائما الى العلم والعمل.  ـ الى رياضيينا من كل الاختصاصات الفردية والجماعية المتالقين في سائر البطولات الاقليمية والدولية.  ـ الى جاليتنا بالخارج المتعلقة بوطنها والغيورة عليه. انني على العهد معكم جميعا.  انني على العهد معكم لتحقيق المزيد من المكاسب ولتسجيل المزيد من النجاحات. انني على العهد معكم لتامين اكثر ما يمكن من مقومات التطور والنماء لكل الفئات والجهات والاجيال.  انني على العهد معكم لنثابر على اعلاء شان بلادنا في مختلف التجمعات الاقليمية والمؤسسات الدولية.  لقد راهنت دائما على وعي شعبنا ونضجه وعلى ذكائه ووفائه في قطع كل مرحلة من المراحل السابقة ونعول عليه اليوم في هذه المرحلة لقطع خطوات اخرى حاسمة نحو مراتب العزة والمناعة.  وسنحرص على ان تظل تونس على الدوام وطن الجد والاجتهاد والوسطية والاعتدال وطن الحوار والتسامح والتضامن والوفاق تحتضن كل ابنائها وبناتها في الداخل والخارج ترعاهم وتحميهم تصون حقوقهم وتوفر لهم الامان واسباب العيش الكريم. وسيكون من اوكد واجباتنا جميعا في المرحلة القادمة التحلي بعزيمة أمضى واصرار اقوى على خدمة بلادنا واثراء مكاسبها والدفاع عن مصالحها والتضحية في سبيلها. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وقد حضر موكب تقديم ترشح الرئيس زين العابدين بن علي الوزير الاول ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ورئيس واعضاء المرصد الوطني للانتخابات الرئاسية والتشريعية. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27  أوت  2009)  

بسم الله الرحمٰن الرحيم متى يصدقك الناس يا صحب القصر


رياض حجلاوي صاحب القصر: كنية لكل حاكم عربي اعتلى السلطة في بلاده ثم زيف الانتخابات وغير القوانين وحتى الدستور ليصبح جبة على مقاسه ويبقى هو في السلطة مدى حياته. وأصحاب القصور ليسوا أصحاب الشعوب. لم يبقى لموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبرمجة للخريف القادم في تونس سوى مدة قصيرة، ومع ذلك فإن الشروط الدنيا التي من شأنها أن تجعل هذه الانتخابات حرة ونزيهة غير متوفرة و نتائج هذه الانتخابات محسومة مسبقا فهي شكل من أشكال المبايعة كما عبر عنها البعض ولا نترقب منها الجديد. وقد قدم صاحب القصر /72 عاما/ وبشكل رسمي ترشحه إلى هذه الانتخابات وخاطب ” أنصاره” قائلا سأجدد العهد معكم تكريسا للثقة التي غمرتموني بها منذ تحول السابع من تشرين ثان/نوفمبر1987وأتعهد بـتحقيق مزيد من “المكاسب” و”النجاحات”. إن السامع لهذا الخطاب لا يجد فيه فرقا كثيرا مع الخطاب الأول يوم 7/نوفمبر1987 فهو كلام يحترم إرادة الشعب ووعيه ويبشر بالديمقراطية والتعددية… ولكن إذا نظرنا إلى حصائل حكم صاحب القصر خلال الفترة السابقة على مستوى الممارسة فإننا سنجد تناقضا صارخا بين القول والفعل وينطبق عليه الخطاب القرآني الذي حذرالله فيه المؤمنين من هذا السلوك.  يقول تعالى بسم الله الرحمٰن الرحيم يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. فأول ممارسة خالفت قوله عدم احترام إرادة الشعب عبر تزييف انتخابات 1989 ثم محاكمة من شارك في هذه الانتخابات من أنصار القائمة المستقلة ومن ورائها الحركة التي ساندتها وهي حركة النهضة. وكانت البداية مع محاكمة وسجن الرمز العلمي البروفسور منصف بن سالم سنة 1989 من اجل مقال صدر في صحيفة جزائرية ثم معاقبته بمنعه من الشغل ومن السفر وبذلك عطل طاقة علمية وحرم البلاد من إمكانياته. وقد شهدت محاكمة أنصار القائمة المستقلة وأنصار حركة النهضة ممارسات التعذيب التي طالت الآلاف وذهب ضحيتها وضحية الإهمال الصحي العشرات. وقد بقي في السجن من أنصار حركة النهضة المئات لمدة أكثر من 15 عشر سنة. والى اليوم لا يزال الرمز الوطني الدكتور الصادق شورو في السجن وقد بقي أطول مدة في تاريخ تونس القديم والحديث. وقد التحق به الدكتور احمد العش الذي حوكم أخيرا لمدة أربع سنوات. طول هذه المدة من المحاكمات والهر سلة يعبر عن فشل هذا الحكم في إيجاد حلول سياسية تحترم إرادة فئة من الشعب وتعطيها حقها في التنظم وممارسة نشاطها السياسي الذي يكفله الدستور. عل المستوى الاجتماعي نجد إن ممارسته انقسمت بين تدجين الاتحاد العام التونسي للشغل و”ترويض قيادته” مع إهمال لقطاعات وجهات مما اضطر أبناء الحوض ألمنجمي إلى المطالبة بحقوقهم فكان حل السلطة كما عودتنا بالقمع والهر سلة. كذالك تعبر قوارب الموت التي تطال العشرات من الشباب العاطل عن العمل والذي لا يجد منفذا للخروج من أزمته إلا المخاطرة في البحار عن أزمة اجتماعية تمس فئات عديدة من الشعب. من ألازمات الأخرى التي عجز النظام عن إيجاد حل لها وجود المئات من أبناء تونس في التهجير ألقصري خارج الوطن لأكثر من عشرين سنة لبعضهم فمات منهم من مات في الهجرة وفقد منهم من فقد من أهله دون رؤيته. هذه الممارسات في الفترة السابقة من حكمك يا صاحب قد أضرت بالعديد من الفئات وكانت كابوسا على فئات أخرى وربما انتفعت بها فئات من المقربين والوصوليين لا تعبر عن حكم رشيد يتمناه الشعب بل تعبر عن استبداد. إن استمرارك بهذه الأساليب سيزيد البلاد مزيدا من ألازمات ويقودها نحو المجهول.  وباعتبار أن نتائج الانتخابات مقررة وستبقى في قصرك فانك إن لم تقطع مع هذه الأساليب الأمنية التي غولت البوليس السياسي الذي يعتبر نفسه فوق القانون ويعتدي على المواطنين دون محاسبة وتفتح البلاد نحو إصلاحات حقيقية فان طبيعة نظامك ستترسخ داخل وعي الشعب كنظام استبدادي وبوليسي يعمل باستمرار على احتكار الحياة العامة. هذه الإصلاحات طرحها الدكتور الصادق شورو وتتلخص في الأتي: إن أي إصلاح سياسي في تونس لن يكون له أي نجاح إلا إذا وقع إنجاز حوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تحترم الحريات المدنية والسياسية احتراما فعليا و حقيقيا وان تطبق العدالة الاجتماعية التي لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الاعتراف بحق التنظيمات الوطنية والإسلامية في الوجود القانوني و التنظيم السياسي. ومن مقدمات هذا الإصلاح السياسي سن العفو التشريعي العام بإطلاق سراح المساجين السياسيين وأصحاب الراى وسجناء الحوض ألمنجمي وعودة المغتربين.  


تونس: الرئيس زين العابدين بن علي يرشّح نفسه لولاية خامسة تستمر حتى 2014


تونس – خدمة قدس برس شرع المجلس الدستوري أمس الأربعاء (26/8) في قبول طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين أول (أكتوبر) المقبل، حيث كان الرئيس الحالي زين العابدين بن علي أول مرشّح يودع أوراق ملفه بمقر المجلس، الهيئة المخول لها النظر في صحة تلك الطلبات. وقد حشدت بساحة المجلس الدستوري وفي محيطه آلاف من أنصار الحزب الحاكم “التجمع الدستوري” الذي يرأسه بن علي نفسه. وشدد بن علي في كلمته أمام أنصار حزبه على أن ترشّحه جاء “تلبية لنداء الواجب” الذي أعربت عنه الأحزاب السياسية والمنظمات المهنية ومكونات المجتمع المدني وأسرة التربية والتعليم وأهل الثقافة والإبداع والإعلام إضافة إلى العمال والفلاحين والصناعيين والتجار وأصحاب الأعمال والمرأة والشباب وأبناء تونس بالمهجر، والتي أبدت “بحماس فيّاض ووفاء دائم إصراراً على مواصلة مسيرته الموفقة نحو المستقبل”، حسب تعبيره. ويترشح بن علي بحظوظ وافرة لخلافة نفسه لولاية رئاسية خامسة حتى سنة 2014 هي الأخيرة حسب الدستور الحالي. لكن معارضي الرئيس بن علي ينتقدونه بشدة لكونه كرس الرئاسة مدى الحياة بفرض أمر واقع شرّعته التعديلات المتواترة على الدستور. فبعد عام من إطاحته بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة سنة 1987 أجري تعديلاً على الدستور يحدد ولاية الرئيس بثلاث فترات متتالية على أقصى تقدير، لكن استفتاء نظّم عام 2002 قبل انتهاء الولاية الأخيرة لابن علي ألغى شرط تحديد الولاية وربط الترشح بالسن على أن لا يتجاوز 75 سنة. وهو ما اصطلح عليه في الجزائر بالسيناريو التونسي لدى منتقدي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تمكّن عبر تعديل دستوري أجري العام الماضي من الترشح لولاية جديدة، فاز بها في أبريل (نيسان) الماضي. وسيبلغ الرئيس الحالي 78 عاماً عند انتهاء ولايته سنة 2014 ويكون قد حكم البلاد مدة 27 عاما دون انقطاع. وتشتكي أبرز أحزاب المعارضة من أن حملة الدعاية لترشيح بن علي انطلقت منذ عدة سنوات تحت شعار “بن علي خيار المستقبل” وهو عنوان معظم اللافتات التي تكتسح أبرز الساحات العامة في البلاد، والتي تعضدها برقيات وجهت إلى رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة سابقة من عدة أطراف تناشده تجديد الترشح سنة 2009، كان أبرزها منظمات كبرى مثل اتحادات الأعمال والفلاحين والعمال والجمعيات الرياضية، وبعض أحزاب المعارضة التي توصف بالموالاة. ويأتي ذلك حسب بعض المعارضين في الوقت الذي يحرمون فيه من عقد المؤتمرات والاجتماعات وتوزيع منشوراتهم بشكل عادل على غرار ما يتمتع به الحزب الحاكم. لكن السلطات عادة ما تردّ بأنّ “إجماعا وطنيا على أنّ الرئيس بن علي هو الأقدر على قيادة البلاد”، وأن تلك الانتقادات تخفي ضعف هذه الأحزاب ومحدودية برامجها وقدرتها على استقطاب المواطنين. جدير بالذكر أنّ الرئيس زين العابدين بن علي كان قد فاز في الانتخابات السابقة بنسبة 94.5 في المائة أمام ثلاثة من المنافسين، بعد أن فاز بنسبة 99.4 بالمائة سنة 1999 أمام اثنين من مرشحي المعارضة. ومن المنتظر أن يقدّم خلال الأسابيع الأربعة المقبلة أربعة مرشحين للانتخابات الرئاسية طلباتهم إلى المجلس الدستوري. وكان الحزب الديمقراطي التقدمي قد أعلن عشية تسجيل الترشحات مقاطعته للانتخابات الرئاسية لكونها “فاقدة لأبسط مقومات المنافسة الانتخابية وأقرب إلى المبايعة منها إلى الانتخابات الحقيقية”، حسب تعبير الأمينة العامة للحزب مية الجريبي.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 أوت 2009)


عفوا.. سيادة الرئيس.. أبثكم حرماننا من الحقيقة..


بقلم: حكيم غانمي لأني واثق بفوزكم دونما شك في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية التي إنطلقت فعليا اليوم 26 اوت 2009 بأولى خطواتها الفعلية من خلال تقديم المترشحين مطالبهم رسميا للمجلس الدستوري كما ينص عليه القانون.. ولاني مواطن تونسي لا يهمني ان يرى البعض فيما أكتب من حقائق قد لا تعجب البعض.. مع يقيني أن ما أكتب ينال اعجابكم يا سيادة ريئس بلادنا منذ فجر التحول.. ومع إعترافي بأنه من حقي كمواطن أن يعرف حقائق الأمور سيما بما يتصل بسير المرافق العمومية.. ومن منطلق أن معرفة الحقيقة في الشأن العام بتونس.. وضرورة ان تصل المعلومة للمواطن.. كحق مكتسب.. فاني أخصكم يا سيادة الرئيس بوقفة تأملية.. مردها أن حجب المعلومة مما يتجه معها الاقرار بوجود تعتيم اعلامي يسيطر عن الاحداث التي تجري ببلدي.. بلدي تونس التي للاسف ما تزال تسيطر عليها سياسة التعتيم الاعلامي بما يوضح حقائق الامور انطلاقا مما يحدث من احداث ووقائع تدفع للتأويل.. وتزيد التخمين.. إقالة مدير قناة تونس 7.. انهاء مهام المدير الجهوي للتعليم ببنعروس.. طرد حنان من وكالة تونس افريقيا للانباء.. عينة من حالات التعتيم الاعلامي.. ومن باب حرصي على أن المدة الأخيرة شهدت إقالات وطرد من داخل بعض مؤسساتنا العمومية.. دونما توضيحات للاسباب.. ولا حتى للمسببات.. وعليه اني أستوقفكم لحظة من لحظات الفرح العارم الذي يحاصركم بنخوة اقدامكم على فترة رئاسية جديدة حتما الفوز فيها لشخصكم دونما شك.. ومن هنا أشير صراحة الى أن التعتيم الاعلامي لا يخدم صالح بلادنا ولا عبادها.. وعلني أستشهد بما يلي: أخيرا تم إعفاء البشير كريم من مهامه كمدير عام مكلف بخطة المدير الجهوي للتربية والتكوين ببنعروس دون أدنى مبررات ماعدا خبر نشر في شاكلة بلاغ عن وزارة التربية والتكوين.. إضافة الى ان خلال بداية شهر رمضان الجاري تمت إقالة لطفي بن نصر من مهامه كمدير للتلفزة الوطنية الفضائية تونس 7 .. ودن توضيحات تذكر.. في حين ان الأقاويل والشائعات انتشرت هنا وهناك.. علاوة على انه ومنذ اشهر تناقلت المواقع الالكترونية خبر طرد تعسفي تروجه حنان قم.. فيه تتحدث عن طردها تعسفيا من طرف المدير العام لـ “وات”.. والقيل والقال ايضا تعزز بروايات لا تطاق في حق المؤسسة العمومية.. ولا من مجيب.. ولا من ردود رسمية ها هنا كما ها هناك.. التعتيم الاعلامي.. جريمة في حق الوطن.. أستبيح لنفسي قولا بأن التعتيم الاعلامي ببلادنا هو جريمة في حق مؤسسات البلاد على الرغم من دستوريتها وشرعيتها القانونية وما تكتسيه من صبغة عمومية.. وهو جريمة لا دخل للمواطن فيها.. ولا لرئيس البلاد.. وربما أصحاب المعالي الوزراء برئاسة وزيرهم الأول هم من لهم النصيب الاكبر من هذا الجرم في حق بلدنا العزيز.. وفي حقي كمواطن تونسي بات من واجب الجهات المعنية تبرير أسباب الإقالات أو انهاء المهام في الشان الاداري العمومي.. حتى لا تتكاثر الاشاعات وتتزايد التخمينات.. مما يلحق حقيقة الأذية المعنوية ببلادنا التي لن أصمت أبدا في الدفاع عنها طبقا لمقتضى الدستور.. ولا عاش في تونس من خانها.. (المصدر: “تونس أونلاين.نت” (أليكترونية – أوروبا) بتاريخ 27 أوت 2009)  

 

الجمعية التونسية للمحامين الشبان تزكي الرئيس بن علي للإنتخابات الرئاسية


الجمعية التونسية للمحامين الشبان تصدر بيانا تزكي فيه الرئيس بن علي للإنتخابات الرئاسية 2009 ومعارضة العضوين البارزين خالد الكريشي وضياء مورو بعد إجتماع عاصف اليوم 6 رمضان 1430 ه بقصر العدالة. معزّ الجماعي   www.pdpinfo.org  

أحزاب معارضة تثمّن ترشح الرئيس بن علي


تونس ـ الصباح كان الحزب الاجتماعي التحرري إلى جانب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الخضر، من أبرز المناشدين لترشح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية القادمة، والمساندين لهذا الترشح. وقد بين الأمناء العامون للأحزاب الثلاثة أمس أن مساندة أحزابهم لترشح الرئيس بن علي نابعة من إيمانهم بأن خيار بن علي هو خيار من أجل المستقبل وهو نابع من قناعة بأن الرئيس بن علي هو رجل الوفاق.  للانتخابات المقبلة المنذر ثابت (أمين عام الحزب الاجتماعي التحرري): وعي بدقة المرحلة الحزب الاجتماعي التحرري كان اول القوى الوطنية التي دعت الرئيس زين العابدين بن علي الى الترشح لانتخابات 2009. وصدرت هذه الدعوة عن وعي حاد بدقة المرحلة واهميتها على المستوى الوطني والدولي والاقليمي من حيث صراع القوى العظمى والازمة الاقتصادية والمالية وتصاعد القضايا الاجتماعية ذات الاولوية. وبالطبع هذا ينضاف الى الرصيد الهام الذي تحقق لتونس بفضل سياسات عقلانية وواقعية كان الرئيس بن علي واضعها الاول منذ 1987. تغيير في منهج الحكم وفي آلياته لمزيد من النجاعة ومزيد من المسؤولية.. والنتيجة كانت مرتقبة. استقرار سياسي لافت  وغير مسبوق، سلم اجتماعية تجسدت من خلال التواصل الدائم بين السلطة والنقابات وكذلك مأسسة للتعددية تعد سابقة في تاريخ تونس الحديث. إسماعيل بولحية (أمين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين): مواصلة مسيرة البناء والتحديث من البديهي أن يرتاح كل تونسي شهد ما تحقق في تونس منذ التحول لقبول الرئيس بن علي مواصلة تحمل أعباء الدولة، وتكريس مسيرة الإصلاح التي أرسى دعائمها منذ 7 نوفمبر 1987. إن ذلك نابع من عزم كل التونسيين على مواصلة مسيرة التنمية والتطوير. وقد قررت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين خلال مؤتمرها المنعقد في أوت 2008 مساندة ترشح الرئيس بن علي خلال الانتخابات القادمة، انتصارا للمبادئ المشتركة وللانجازات التاريخية ومواصلة لمسيرة البناء والتحديث. المنجي الخماسي أمين عام حزب الخضر للتقدم: اعتراف  بالجميل يعتبر تقديم سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ترشحه للانتخابات الرئاسية وفق ما يقتضيه القانون حدثا تاريخيا يستجيب من خلاله لنداء التونسيين الذين ناشدوه مواصلة المسيرة. ويعبر حزب الخضر عن ارتياحه لهذه المبادرة، وفقا لما نادى به مناضلوه الذين ناشدوا الرئيس بن علي تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية خلال مؤتمرهم المنعقد في شهر ديسمبر من العام الماضي وهو اعتراف بالجميل للرئيس بن علي، ولما بذله من جهد في سبيل نماء تونس وتطورها.  
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27  أوت  2009)

بوشيحة يقدم غدا ملف ترشحه الى المجلس الدستوري.. الاينوبلي في أول سبتمبر.. والتجديد لم يقرر بعد


تونس/الصباح   يقدم يوم غد السيد محمد بوشيحة، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر القادم. وتعد هذه المرة الثانية التي يترشح فيها بوشيحة الى الانتخابات الرئاسية بعد مشاركته في الاستحقاق الانتخابي السابق (2004)..    وذكرت مصادر من الحزب ان مرشحه للرئاسية سيحضر مقر المجلس الدستوري بباردو، رفقة اعضاء المكتب السياسي وعدد من كوادر الحزب ومناضليه، بالاضافة الى شخصيات سياسية وطنية ومثقفين واعلاميين.   وشهد مقر الحزب حراكا لافتا خلال اليومين الاخيرين على خلفية الاستعداد لتقديم اوراق ترشح الأمين العام للحزب للرئاسية.   وكان بوشيحة (61 عاما) التحق بحزب الوحدة الشعبية منذ العام 1980، وهو عضو في المكتب السياسي منذ سنة 1981، قبل ان يصعد الى دفة الامانة العامة سنة 2000.   تحصل على الاجازة في التاريخ والجغرافيا، لكنه امتهن العمل الصحفي مبكرا، انطلاقا من صحيفة (لابريس) ثم صحيفة (الوحدة» التي يشغل مديرها المسؤول حاليا..   وكانت لبوشيحة اسهامات صحفية في جريدة «الصباح» خلال فترة السبعينات من القرن المنقضي.   توقيت مختلف..   من جهة اخرى، قرر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تقديم ملف مرشحه السيد أحمد الاينوبلي الأمين العام للحزب، خلال الاسبوع الاول من شهر سبتمبر القادم، على الرغم من ان ملف الترشح جاهز، لكن الحزب فضل التريث سيما وان مدة تقديم الترشحات ما تزال مفتوحة..   وكان السيد نجيب الشابي مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي التقدمي اعلن أول أمس انسحابه من الانتخابات الرئاسية وقراره عدم تقديم ترشحه.   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 27 أوت 2009 )

 نص الحديث الصحفي الذي أدلى به الأمين العام للحزب لمجلة “حقائق” العدد 95 / من 24 أوت إلى 6 سبتمبر

حوار الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي لمجلة حقائق

 


أدلى الأمين العام للحزب الأخ أحمد الإينوبلي بحديث لمجلّة “حقائق” أكّد فيه حرص الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على انجاح المسار الديمقراطي التعددي والتقدم بالمشهد السياسي الوطني . وقال إن الحزب سيعمل ببرامجه المتميّزة وبدائله الواقعية على جعل محطة الانتخابات مناسبة لتعزيز حضوره وتحقيق نتائج تؤهّله لمساهمة أكثر إيجابية في التقدم بالبلاد وفيما يلي النص الكامل للحديث.       رشحكم حزبكم للانتخابات الرئاسية المقبلة ، ما هي دلالات هذا الترشح من جهة حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي و أيضا من الناحية الشخصية؟   أعتقد أن الدلالة الأساسية لترشح الحزب ممثلا في شخصي للإنتخابات الرئاسية المقبلة يكتسب أولا وقبل كل شيء دلالة وطنية لأن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يهتم  بمصلحة البلاد في الدرجة الأولى ثم يخوض في المصلحة الحزبية ونحن حريصون كغيرنا من الأطراف الوطنية على إنجاح المسار الديمقراطي التعددي والتقدم بالمشهد السياسي الوطني لما فيه خير لمستقبل الأجيال وخصوصا منها أجيال الشباب القادم . من جهة أخرى فإن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وأنا شخصيا كمرشح لتمثيله في الانتخابات القادمة نطمح من خلال الخوض في هذه المحطة السياسية  لتحقيق مزيد التعريف بخياراتنا وبدائلنا الوحدوية التي نقترحها على الشعب في إطار التفاعل مع مجمل انتظاراته و قضاياه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونأمل في أن نساهم في تعميق ثقافة البرامج كأساس للتنافس السياسي بين الأحزاب ومقياس للفرز الانتخابي الذي يقبل عليه المواطن وهذا ما نعتقد أنه يرتقي بالحياة السياسية وطنيا وحزبيا  ويعمق المشاركة العامة للشعب في إدارة البلاد.   ما هي الرهانات  السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة؟   رهاناتنا محكومة من جهة بقراءتنا للمشهد السياسي الذي تعيشه البلاد ويميّز الوضع العربي والعالمي ومن جهة أخرى بأهداف وإمكانيات حزبنا الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ولذلك فإن أول ما نراهن عليه هو نجاح الانتخابات في الانتقال بالحياة السياسية الوطنية إلى أفق أوسع من حيث حضور البرامج والبدائل ومن حيث المشاركة الشعبية الواعية والفاعلة ومن حيث التزام جميع الأطراف المتدخلة كالإدارة والإعلام بالحياد والنزاهة واحترام القوانين تفعيلا لثقافة المواطنة وتشجيعا للشباب خاصة على مزيد الانخراط في الشأن العام والمشاركة الإيجابية في إدارة الدولة ونعتبر أن تحقق هذا الرهان هو في حدّ ذاته نجاح للبلاد ولجوهر العملية السياسية كما نراها بدون حساب لنتائج الإنتخابات. من جهة أخرى سيعمل حزبنا ببرامجه المتميزة وبدائله الواقعية الراشدة على جعل محطة الإنتخابات مناسبة له حتى يعزّز حضوره ضمن الساحة السياسية ويحقق نتائج تؤهله لمساهمة أكثر إيجابية في التقدم بالبلاد وترتقي به إلى مستوى ما حققه من نضج وتوسع.   ما هي أهم ملامح البرنامج الانتخابي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ؟   لقد فرغت اللجان المكلفة بإعداد تصور نهائي للبرنامج الانتخابي في مجمل عناصره ويمكن الإشارة  في هذا الصدد و بصفة عامة إلى أن  البرنامج يسعى لتوفير أجوبة   عن أهم القضايا والشواغل التي تطرحها ملفات تنمية البلاد في المرحلة القادمة من ذلك تثبيت الدعائم السياسية للنظام الجمهوري وتعديل خيارات التنمية بإعادة الاعتبار لمكانة القطاع العام ودوره كقاطرة للاستثمار والتشغيل وضمان الأمن الغذائي لأجيال الحاضر والمستقبل إلى جانب إعطاء الأولوية للعدالة بين الجهات والفئات في رسم برامج التنمية وتوزيع عائداتها. وبخصوص التربية والتعليم والثقافة فإن البرنامج يتناول تأصيلا لمقاربتنا الوطنية وتثبيت دعائمها في مرجعية عربية إسلامية متجذرة تكون قاعدة وأساسا لكل البرامج التفصيلية الخاصة بالتأهيل وإعادة هيكلة هذه القطاعات.  كما تجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج في خطوطه العامة تمّت صياغته وفق رؤية استشرافية لمستقبل تونس أساسها قراءة وحدوية لتاريخ البلاد وانتمائها الحضاري والجيو سياسي مع استفادتنا من دروس العولمة الراهنة ومخاطر أحكامها الاقتصادية غير العادلة خصوصا على مستقبل دول الجنوب  ولهذا فإن البرنامج يطمح لرؤية بديلة متطوّرة في كيفية التواصل مع قضايانا العربية وعلاقاتنا بمحيطنا الإقليمي والدولي.   رغم أهمية  الانتخابات المقبلة فإن هناك من يعتبر  أن هناك ترشحات جدية و أخرى غير جدية خاصة للاستحقاقات الرئاسية …كيف تقيمون هذه الآراء؟   الصواب في السؤال أن نتساءل عن جدية برامج المترشحين لأننا نعتقد أن ما يحدّد جدية الترشحات ليس الأشخاص المترشحين على أهمية ذلك بل برامجهم التي يعرضونها على الشعب وإذا كان هناك في الساحة من يربط الجدية بالطموحات الشخصية وأمراض الزعامة فإننا نعتقد أن مرجع ذلك يعود إلى غياب البرامج الواقعية البديلة وضيق الأفق السياسي لأصحاب هذا الرأي وكذلك إلى تأثيرات الارتهان لأجندة التداول على السلطة المحمولة على استحقاقات خارجية معلومة وبدون مفارقة للحقيقة السياسية يمكن القول أننا إلى جانب الحزب الحاكم نمثل برنامجا ورؤية للمجتمع والدولة ثم إننا أخيرا نرى أنّ الاحتكام إلى الشعب عبر آلية الانتخابات هو المدخل الصحيح للحسم في موضوع الجدية ومسؤولية الترشحات .   قمتم خلال المدة الأخيرة بسلسلة من الزيارات الميدانية شملت أغلب جهات البلاد …البعض اعتبر ذلك بمثابة الحملة الانتخابية السابقة لأوانها؟   موعد الحملة الانتخابية كما هو معلوم  يضبطه القانون أمّا زياراتنا للجهات ولقائنا بهياكلنا ومناضلينا في أعماق البلاد فهي مهمة سياسية دائمة لقيادة الحزب تسمع فيها شواغل المناضلين وتخاطبهم في مجمل الاستحقاقات الداخلية والخارجية التي يطرحها واقعنا الراهن وعلى رأسها الاستعداد المادي والسياسي لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقد كانت هذه اللقاءات والزيارات مفيدة لنا لنقف عند حقيقة إمكانيات الحزب في الجهات ونستمع لمقترحات المناضلين وآرائهم في سبل إنجاح مشاركتنا السياسية القادمة واستكمال مشاريع  البرامج المقترحة والقوائم المزمع فرزها بروح نضالية وانضباط حزبي كما وفرت هذه اللقاءات مناسبة لتحفيز مشاركة الشباب والمرأة في قضايا الشأن العام وانخراطهم في إنجاح مبادرات الحزب .   من وجهة نظركم ما هي  الملفات و الرهانات التي ستكون مطروحة  بعد الانتخابات المقبلة؟   نعتقد أن الملف الاقتصادي ومعالجة تأثيرات الأزمة العالمية على النسيج الوطني وتفعيل آليات الاندماج المغاربي وإعادة التوازن لمنظومات التربية والتعليم والثقافة والنهوض بأدوار سياسية و وطنية جديدة للشباب والمرأة تعتبر من أبرز ملفات ومهمات مرحلة ما بعد الانتخابات كما أننا نعتقد أن هذه الملفات بالنظر إلى أهميتها في رسم المستقبل الذي نريده جميعا لتونس ستلقي بظلالها السياسية على الإنتخابات القادمة التي نأمل من خلالها توفير مزيد الشروط السياسية للنهوض بتحديات هذه الملفات والقضايا. لذلك فإن الرهان على تعزيز آليات النظام الجمهوري وثقافة المواطنة والمشاركة الشعبية الفاعلة ودعم مؤسسات المجتمع السياسي والمدني يعدّ من صميم إنتظاراتنا القادمة لمعالجة تلك الملفات.   هل من الممكن أن تقدم إلينا فكرة عن مشروع الحوار الوحدوي في تونس والخطوات التي قطعت في هذا الصدد؟   بداية لا بدّ من الإشارة إلى أن الحوار يمثل قاعدة تأسيسية لمشروع الاتحاد الديمقراطي الوحدوي منذ نشأته وهو من صميم آليات تقدمه وتطوره داخليا وخارجيا وعندما يكون هذا الحوار مع أطراف تنتمي للعائلة الوحدوية ويجمعها المشروع القومي الديمقراطي فإنه يصبح أكثر أهمية وإلحاحا مما يجعل تفعيله على ذات الدرجة من الأهمية والإلحاح وبما أن الحوار يقوم على  طرفين أو أكثر فإن نجاحه معقود دائما بمدى استجابة كل طرف أو جهة لمطلوبات العملية السياسية الوحدوية وعناصر نجاحها وكذلك بمدى توفّر الأرضية السياسية المشجعة على التقدّم بالحوار وإنجاح مداولاته ونحن نعتقد أنّه رغم المكاسب التي تحققت في مسيرة الحوار الوحدوي في تونس بانضمام عديد المناضلين وانخراطهم في هياكل الحزب ونهجه السياسي إلا أننا نراهن أكثر على مستقبل الحوار الوحدوي والاستفادة من التجارب السابقة التي خاضتها الأطراف المتحاورة في بحثها عن التقدّم نحو دائرة العمل السياسي الميداني الذي يمثل أساس البناء الحزبي والتواصل السياسي مع الواقع ونعمل على أن يكون المستقبل أكثر نجاحا في إدارة هذا الحوار لتحقيق نتائج أرقى في العمل الوحدوي على مستويين الوطني والقومي خاصّة وأن الساحة الوحدوية تتميّز بالمراجعة الدائمة لآليات عملها السياسي وأساليب تفاعلها مع التحديات المصيرية التي تواجه الأمة العربية في جميع أقطارها.   دائرة الإعلام والاتصال للإتحاد الديمقراطي الوحدوي


هلاّ تساءلت: أي تونسي أنت؟

بقلم: المختار اليحياوي قد تباعد بيننا المشاغل وتخالف بيننا القضايا و الآراء و لكن مهما اختلفت مشاغلنا ومهما تغيرت مناهجنا و أفكارنا في النظر لقضايانا يبقي موضوع يكاد يكون وحيدا نسلم به ولا نختلف عليه وهو كوننا تونسيون نتقاسم نفس الوطن نعيش على ترابه ونجتمع تحت سمائه نشرب من مائه ونأكل من زرعه ولا نختلف في ذلك حتى مع من حكمت عليهم ظروف الحياة بالغربة بأننا لا نرضى وطنا غيره. وليس الكلام في حب الأوطان خاصية فينا بل تراث شائع لدى البشر في كل قطر وبر. ولكن ليست بعض الأوطان ككل الأوطان في بعض الأحيان و خاصة عندما يسكنها “الثعبان المقدس” على قول شاعرنا الكبير أبو القاسم الشابي ” لا رأي للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ،  الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ” وشتان بيننا و ما يتجلى من حقيقة واقعنا و كم نحن بحاجة اليوم إلى لحظة صدق يطرح كل واحد فيها على نفسه هذا السؤال: أي تونسي أنا؟ هذا السؤال حاولت دوما طرحه على نفسي حتى لا أخطئ فينالني الشطط وأتيه في أوهامي أو أماري فاسقط في النفاق وتضطرب السبل أمامي حتى رأيت أن الوطن ليس لنا جميعا سيان.. ذلك أن الوطن عندما يصبح بالنسبة للبعض تركة موقوفة يغترفون منها دون حياء من سرعة و فحش الثراء فيعربدون غير آبهين بالمحرومين حتى أصبحت البطالة قدرا لأبنائنا و الضيق والخصاصة طبيعة لحياة أغلبية مواطنينا. فعندما يستبد النّافذون ويغتصبوا على النهب المقنن تصبح صورة الوطن مشوهة تحتاج إلى إعادة نظر و تقويم.. لقد عرفنا نحن التونسيون على مر تاريخنا الطويل صنوفا لا تحصى من الإستغلال و القهر والإضطهاد في وطننا على أيدي جحافل لا تحصى أيضا من الغاصبين دون أن يختلف الحال بين غاصب وآخر على اختلاف مللهم و نحلهم حتي أمسوا من بني جلدتنا يحكمون علينا بالصمت وإن نطقنا يشككون في وطنيتنا. وكما هو الحال اليوم فقد كان هناك دائما نوعان من التونسيين: –    صنف انحاز للغاصبين و الطغاة و المستبدين يتملقهم و يستجدي عطائهم طمعا في فتاتهم. يمدحهم في ظلمهم و يفاخر لهم بقسوتهم و بطشهم و يؤلبهم على مزيد التنكيل ببني وطنه و جلدته. –    و صنف لم تردعهم صولة المتجبرين و لم تخدعهم ثروات نهبهم. بقوا على العهد صابرين لخلاصهم و تحرر وطنهم منتظرين. كما لم تختلف قط نظرة الغاصبين لنا و لا خوفهم منا. و كم برعوا في تلك الأوصاف التي لا يزال ينضح بها خطابهم في استغبائنا واستغفالنا و في تمجيد شأنهم و تعظيم وسداد حكمهم حتى وهم في أسفل السافلين كما برعوا في تلك الألفاظ الجوفاء حول رسالتهم في تحضيرنا و تنميتنا والرقي بنا. لذلك لم نعرف لحد اليوم دولة تنتسب فعلا لنا و تبني سياستها على ما نري فيه خيرنا تصادق من يصادقنا و تعادي من يعادينا. و لعل الحال لا يختلف اليوم عندنا نحن التونسيين بين من يقاسون كيد ونهب الغاصبين لوطننا و بين تلك الشريحة من الأنذال من بني جلدتنا ممن ركنوا دوما للطغاة المتجبرين و كانوا و لا يزالوا حزب الموالاة للمتسلطين أعداءا لحقنا في الحرية و كرامة الحياة. لذلك عندما ننظر في أنفسنا ثم نتطلع إلى بعضنا لا يمكن أن يخفى على أحد منا الحد الفاصل الذي بيننا و الذي يفرقنا بكل وضوح كاختلاف البياض على السواد. هناك تونسيو الإستبداد و الظلم و القهر و النهب والإضطهاد المتملقون الساجدون للأسياد و هم أعوان الغاصبين حكامهم و مستشاريهم و هم سفهائهم و كذّابيهم وهم سياطهم و أدوات العذاب التي تحركها أيديهم، هم إرهابييهم. و لهؤلاء نقول كما كنتم خدما و عبيدا لظلم البايات و كما تحولتم وشاة وأعوانا وسفاحين للمستعمرين لازلتم أداة ذليلة كريهة في أيدي المستبدين، أعوانا للغاصبين و الناهبين ناكرين للحق شهودا على الباطل، أعداءا للأحرار ولكل التونسيين. لذلك كم هو حري بنا اليوم أن نعلن الإنفصال على المارقين فينكشف صفهم ويدركوا أنهم ليسوا منا وأننا لسنا منهم و لا من طبعهم اللعين. فالتونسي اليوم لا يمكن أن يكون عدوا للحرية يضجره خطابهم و تشدقهم صباحا مساءا بقيم جمهوريتهم المكذوبة و بديمقراطيتهم الرخيصة المزورة و تفوقهم على كل دول العالم في نسب نمو نصبهم و احتيالهم. و التونسي اليوم لا يمكن أن يكون عدوا للعدالة و المساواة في الحقوق و الواجبات أمام القانون و أين هذا من جور عدالتهم و فحش امتيازاتهم و صلف محاباتهم. و ما هذا إلا فيض من غيض من شناعة ما يقترفون. لذلك قبل أن نتناول السياسة و قبل أن نتحدث في الديمقراطية و قبل كل إنتخابات علينا أن نحدد قبل كل شيء من هم أولائك الذين ضلوا على سبيل الوطن و معايير الوطنية ومن هم أولائك الذين عبثوا بمؤسسات الدولة و قيم الجمهورية و من هم أولائك الذين أجهضوا الإستقلال و يعربدون خارج السرب منتهكين القيم و المبادئ و القانون… (المصدر: مدونة “تونيزيا ووتش” (محجوبة في تونس) بتاريخ 25 أوت 2009)

الإنتخابات التشريعية لم تنقطع في تونس منذ الإستقلال 

بعد أيام يتذكر النائب وجود الناخب … ويتذكر الناخب أن له نائبا بالبرلمان

 *شعبية التجمع يكتسبها من شعبية رئيسه.. ورهان المعارضة على “قوة القانون” يفسر حدة الصراع داخلها   بقلم: محمد بوسنينة- صحافي –   تشتد هذه الأيام المنافسات الخفية والظاهرة بين الكثيرين من أجل أن يتم إدراج أسمائهم ضمن قائمات الترشيح التي تتبناها الأحزاب السياسية لعضوية التركيبة الجديدة لمجلس النواب. ولأن التنافس مشروع والطموح أيضا مشروع فإن كلا من هؤلاء الراغبين في تلك العضوية يبذل قصارى جهده للإستفادة من مقتضيات القانون التونسي في كيفية الترشح والوصول لمقعد النيابة.   الدولة: تأمين الإنتخابات وسلامتها والحياة النيابية في تونس مرتبطة بأربعة أطراف رئيسية هي: الدولة، والأحزاب والنواب والناخب. كل منها يتحمل دورا محددا فيها. فبالنسبة للدولة يذكر لها أولا أنها جعلت من تونس من بين البلدان القلائل في العالم الحديث والتي لم تتخلف فيها مناسبة واحدة من مناسبات إجراء الإنتخابات التشريعية. فمنذ الإستقلال وإقرار الإنتخابات لغضوية مجلس النواب جرت كل الإنتخابات النيابية في مواعيدها وانتخب النواب لدوراتهم في آجالها، ولم يسبق أن حدث فراغ في هذا المجال الدستوري. ويحسب للدولة أيضا أنها طوعت نصوص الدستور والقانون الإنتخابي لما يقتضيه تطور المجتمع وتدرجه في ممارسة الشأن السياسي، فأدخلت عليهما تعديلات وتغييرات واسعة أو ضيقة بحسب ما تطلبته الظروف السياسية، خاصة في عهد الرئيس بن علي، مما غير من طبيعة التركيبة البرلمانية سواء من حيث تواجد أحزاب المعارضة أو من حيث تواجد الفئات المهنية والإجتماعية. ويحسب للدولة أخيرا، وليس آخرا حتى لا نطيل في هذا الجانب، أيضا سهرها على تنفيذ القانون وتوفير مختلف مقومات وضمانات إجراء العمليات الإنتخابية ونجاحها من النواحي الترتيبية والمادية والإتصالية وحياد الإدارة وغيرها.   المعارضة وإشكالية الشعبية أما الأحزاب فإن دورها يتمثل من جهة في توفير عدد من المرشحين لإدراج أسمائهم ضمن قائماتها والحرص على أن لا يقع إسقاطهم لأسباب قد تتعلق بالآجال أو بعدم توفر الشروط القانونية مثلا، ومن جهة أخرى في صياغة بياناتها الإنتخابية والتي يتقدم مرشحوها على أساسها للحصول على أصوات الناخبين من المواطنين. ونظريا فإن تلك البيانات هي التزامات بالتطبيق على المستوى البرلماني من طرفها ومن طرف نوابها في حال وصولهم إلى العضوية البرلمانية. وهي تتولى من جهة ثالثة تأمين حملاتها الإنتخابية وتحمل كلفتها في الجهات التي تقدم بها مرشحين، والتي تعتقد أن لها بها ناخبين. واعتقادي الشخصي أن موضوع “الناخبين” هذا فيه نظر ويحتاج لشيء من التدقيق. فهذه هي الإنتخابات التشريعية الرابعة التي يعدل فيها القانون لإدخال جرعة النسبية المعدلة من أجل وصول نواب من المعارضة إلى البرلمان. وهي حالة ارتأت فيها الدولة أن إثراء المشهد السياسي للبرلمان، والحفاظ على مدّ المسار التعددي في البلاد ما يزال يقتضي اعتماد هذا الخيار الإنتخابي للحفاظ على تلك المكاسب. والتي هي مكاسب حقا. وهكذا وكما حدث في الدورات الثلاث الماضية سيصل مرشحو أحزاب المعارضة إلى عضوية مجلس النواب بقوة القانون وليس بأصوات الناخبين. من هنا تبرز شراسة الصراع بين المتقدمين منهم لترشيح أحزابهم لاسيما بالنسبة لرؤساء القائمات والتمسك باولوية الترتيب. فكلما كان الترشيح متقدما في القائمة كلما كان الإحتمال أقرب لأن تشمله قائمات التوزيع على المستوى الوطني من فواضل الأصوات. وأعتقادي الشخصي أن أحزاب المعارضة غير قادرة في المطلق، وفي المرحلة الحالية، على الحصول على مقعد واحد في أي دائرة من الدوائر الإنتخابية سواء تقدمت فيها منفردة أو مجتمعة. وهي تدرك ذلك ولا أعتقد أنها تكابر بإنكاره، وإلا لما كانت تتمسك بالحرص على الإستفادة من هذه الآلية الإنتخابية التي وفرها لها النظام الإنتخابي على مدى عقد ونصف من الزمن. والواقع أن هذه المسألة تثير بالنسبة لأحزاب المعارضة تساؤلات أكثر مما تقدم لها أجوبة. وإذا كان بعض هذه الأحزاب ما زال حديث عهد في تجربته السياسية، فإن وجود بعضها الآخر يمتد من حيث النشأة إلى عقود مضت واكتسب من حيث الممارسة على الساحة السياسية تجربة فعلية، لكنه على الميدان وعلى مستوى الإمتداد الشعبي لا يبدو متمكنا، فلا يستطيع القول إن “قواعده” الشعبية يمكن أن تدفع به إلى النيابة في مجلس النواب عبر الإنتخاب وبأصوات منتسبيه حتى لا نقول منخرطيه. قد يثير البعض جدلا في هذا الأمر، ويطرح حكايات العراقيل و”الصعوبات” وما شاكل ذلك من أسباب، لا ترقى في الواقع إلى مرتبة الحجة على قلة – أو حتى انعدام – “قواعد” شعبية حقيقة له، رغم أنني لا احب هذه الكلمة التي تنطبق، في معناها الأصلي، على وضعية بعض أحزاب المعارضة في تونس.   التجمع: لماذا يحصد الجهات؟ أما بالنسبة للحزب الحاكم، التجمع الدستوري الديموقراطي، فإن الحديث عن شعبيته ومدى تجذره قابل أيضا للنقاش والتقييم. صحيح أنه وريث لحزب عريق في التاريخ، وله دور لا جدال فيه في صيرورة الأحداث الوطنية كبيرها وصغيرها. ويحسب له أنه حافظ إلى جانب الدولة في تأمين انعقاد كل محطات الإنتخابات التشريعية، فلم ينقطع انعقادها ولا تخلفت عن آجالها. وصحيح أنه مرّ بتعديلات وتغييرات هيكلية وتنظيمية وفي خطابه السياسي لاسيما في العقدين الماضيين، لكن كل ذلك لم يغير من واقع شعبيته الشيء الكثير. واعتقادي الشخصي أن شعبية التجمع مرتبطة وثيق الإرتباط بشعبية برئيسه. بمعنى أن الرئيس بن علي هو الذي يتمتع عمليا بالشعبية الحقيقية والواسعة والممتدة في مختلف المكونات المجتمعية، وأن الحزب لاحق ومستفيد من ذلك المدّ الشعبي للزعيم وليس العكس. لذلك نرى أن منهج التعبئة والتحرك الذي يتبعه الحزب وثيق الصلة والإرتباط بالفعل السياسي والجماهيري لرئيسه الرئيس زين العابدين بن علي، وحضوره الكاسح على الساحة الوطنية. في ظل هذا الوضع تتضح صورة وضع المرشحين للإنتخابات لتصبح حالة إنتخابية في تونس. فالقانون الإنتخابي يشترط التصويت على القائمات ولا يسمح بالمزج ولا بالتصويت للأفراد. لذلك فإن الواقع يجعل القائمات التي يرشحها التجمع الدستوري الديموقراطي قادرة على الحصول على كامل الأصوات، أو أغلبيتها المطلقة، في كل الدوائر الإنتخابية. والسبب أن الناخب يختزل في إدراكه الواعي أو الباطن، أن هؤلاء هم بالضرورة مرشحو الرئيس بن علي. لذلك هو ينتخبهم، ولا ينتخبهم لذواتهم ولا لشعبية اكتسبوها أو لتأثير لهم في الجهة أو في مجال من المجالات أو في الشأن العام الوطني، أو لمجرد انتمائهم للحزب الحاكم… مطلقا. ينتخبهم فقط لأنهم حظوا بموافقة الرئيس بن علي على ترشيحهم. أما أحزاب المعارضة وزيادة على الضعف الجماهيري الذي تتصف به، فهي غير قادرة أيضا على مواجهة حقيقة المدّ الشعبي الذي اكتسبه الحزب الحاكم نتيجة زعامته، لأنها لم تتمكن من أن توفر لنفسها الأسباب لا من حيث الزعامة ذات الكاريزما والحضور المميز، ولا من حيث البرمجة والتصور البعيد المدى للعمل السياسي والمتجاوز لظرفية الحدث إلخ. لهذا بقي أمامها الرهان الوحيد وهو الوصول للنيابة بالمجلس عبر الآلية التي وفرها لها النظام السياسي وهي نظام النسبية المعدلة. وهذا ما يبرر حدة التنافس والصراع – الذي برز هذه السنة للعلن بشكل أوضح من قبل – داخل الأحزاب للحصول على الترتيب الأفضل في القائمات المرشحة. يتضح إذن مما تقدم أن دور الأحزاب في الإنتخابات التشريعية يمتد من تأمين قائمات انتخابية إلى تقديم برامج تكون هي محور التنافس الإنتخابي على أن تتحول لاحقا إلى التزامات سياسية تمكن المحاسبة عليها، إلى السهر على إنجاز حملاتها الإنتخابية وصولا إلى صناديق الإقتراع. لكن في كل ذلك أين هو دور الناخب؟ وأين هو دور المرشح ؟   مجال حرية الناخب بالنسبة للناخب فقد منحه القانون الحرية في التحرك وفي الإختيار. وهذه ميزة من ميزات القانون الإنتخابي. فمن حق الناخب الإستماع لمختلف القائمات ودراسة برامجها والموزانة بينها للمفارنة والإختيار، وعليه بعد ذلك أن يقرر لمن سيمنح صوته من بين القائمات المرشحة في دائرته الإنتخابية. لا أقول هنا الإختيار بين المترشحين فليس هناك ترشح فردي إلا إن كان ضمن قائمة مستقلين، أما قائمات الأحزاب فهي قائمات تم ترشيحها من الأحزاب ولم يتقدم فيها أحد باعتباره مترشحا باختياره الشخصي. أما جانب الحرية الآخر الممنوح قانونا للناخب فهو حقه في إجراء عملية التصويت ذاتها من عدمها. فالقانون لا يلزمه بها لكن المشرع عوّل في هذا الأمر على الوعي المدني للمواطن، وإدراكه لأهمية المسؤولية التي يتحملها حتى يقبل على العملية الإنتخابية التي تتحول من هذا المنظور إلى واجب وطني دون أن تكون واجبا محمولا عليه بقوة القانون.   المراحل الثلاث أما النائب فله دور آخر يستحق حديثا آخر. فالباحث عن النيابة في مجلس النواب يمر بثلاث مراحل هي: مرحلة الباحث عن الترشيح، ثم مرحلة المرشّح وأخيرا مرحلة النائب. ففي المرحلة الأولى يعمل على تسويق نفسه والتعريف بخدماته وقدراته للحزب الذي ينتمي إليه بحثا عن قرار من الهيئة السياسية للحزب لإدراجه ضمن قائماته في الدائرة التي ينتمي لها جغرافيا أو مهنيا. وفي صورة القبول، وباستثناء الحزب الحاكم الذي لا يحتاج مرشحوه لأي ترتيب، تتحول المنافسة للبحث عن المراتب المتقدمة في القائمة لضمان أفضل الحظوظ للإستفادة من فواضل الأصوات عند التوزيع على المستوى الوطني. وفي المرحلة الثانية يتذكر المرشحون أن هناك مواطنا وأن هناك أصواتا لناخبين عليهم النزول إليهم ومحاولة كسب أكبر عدد من أصواتهم. وبنفس المناسبة يتذكر المواطن أن له نوابا بالبرلمان وأن المرشحين الجدد هم نواب الدورة الموالية. فتتوالي الإجتماعات واللقاءات والمآدب والخطب والوعود والتعهدات، وتقديم البرامج الإقتصادية والإجتماعية وغيرها مما يضمه البرنامج السياسي العام لكل حزب. ويقترب المرشحون بعض الشيء في تلك المرحلة من مشاغل كثيرة للناس وللمواطن العادي … إلى حين ظهور النتائج. وعند ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والحقيقية في حياة النائب والذي يتحول من طالب للصوت الإنتخابي خلال الحملة إلى طرف مقابل لما كان صوتا إنتخابيا له. ذلك ان العلاقة التي تربط الطرفين مباشرة لا تتعدى أسبوعي الحملة الإنتخابية الرسمية، ليغيب النائب لمدة خمس سنوات عن ناخبيه، إذ تأخذه منه مستلزمات النيابة من اجتماعات ولقاءات ومدد نيابية وحضور تظاهرات، وسلاسل الإتصالات مع مسؤولي الدولة والتنظيمات المختلفة ومستلزمات العمل وغير ذلك كثير.   المعايير الأخرى، لماذا تنسى؟ تلك هي تقاليد العلاقة بين النائب والناخب في تونس. فليس من تقاليد تلك العلاقة تثبيتها بين الطرفين خلال المدة النيابية، والذي هو واجب على النائب لا على الناخب. كما أنه ليس واجبا على الدولة، وإن كانت مسؤولية محمولة على عاتق الأحزاب التي لا تتولاها كما يجب لأنها لا تحاسب النائب على أدائه. فطوال الدورة النيابية باعوامها الخمسة تكاد الصلة أن تكون منعدمة بين النائب والناخب، لأن الأول يصبح منشغلا بدوره الجديد الذي لا يشمل العناية بالمواطن والعودة للإتصال به والإستماع لمشاغله وحاجياته وطموحاته وآماله، والمساعدة على تسوية قضاياه الحياتية وتفهم طلباته، بل وحتى المجيء إليه لتنفيذ أو شرح اسباب عدم تنفيذ الوعود التي قطعت له خلال الحملة الإنتخابية. يغيب النائب، وهو العنصر المتحرك في العملية، ويبقى الناخب، وهو العنصر الثابت فيها، في انتظار حملة تشريعية أخرى يتذكر فيها المرشحون أن له صوتا فيذهبون إليه. هذا الواقع في طبيعة تلك العلاقة له سبب قانوني أيضا وهو أن النائب ينتخب على أساس القائمة الإنتخابية وليس على اساس ما حصل عليه من أصوات الناخبين. ولو كان أمر النيابة مبنيا على أساس حصول كل مرشح، أو مترشح، على العدد الأعلى من أصوات الناخبين لتغيرت طبيعة تلك العلاقة، ولكان للصوت الإنتخابي وزنا أثقل في ميزان تلك العلاقة. لهذا لا نجد أن للنواب مكاتب لاستقبال ناخبيهم والتحدث إليهم والإستماع لمشاغلهم والتدخل لفائدتهم كما يحدث في بلدان أخرى ذات برلمانات. بل إن الكثير من الناخبين في الجهات وفي المدن لا يعرفون حتى النواب الذين قدموا وانتخبوا عن دائرتهم الإنتخابية. وأنا أحد هؤلاء. ولربما أستثني من النواب الذين انتهت مدتهم أحدا، لا تربطني به علاقة ودّ بسبب موقف مني ضد ممارسة غير سليمة جعلته يكن لي بعض “الحقد”، ولكنه في هذا المجال يستحق كلمة تنويه، لما أعلم عنه من نوعية علاقته بناخبي دائرته وما يحمله من ملفات للتدخل لفائدتهم وقضاء شؤونهم بقطع النظر عن الأسباب التي تدفعه لذلك حتى لو كانت العصبية. لهذا أسمح لنفسي بأن اتوجه لمختلف الأحزاب السياسية التي تستعد للدخول للتنافس الإنتخابي في الأيام القريبة القادمة، وبالخصوص للحزب الحاكم، أن لا يكون اختيارها لمرشحيها مقتصرا فقط على توفر الشروط القانونية فيهم أو قربهم من قيادات تلك الأحزاب ومدى خصوصية العلاقة بهم كالصداقة مثلا أوالقرابة أوالمصالح المشتركة أو الرغبة في تقديم وإبراز فلان أو علان أو ما شابه من الأسباب، ولكن أن تبحث عن معاييرترشيح تكون أكثر موضوعية وفاعلية وأقدر على إثراء الحياة السياسية. من ذلك مثلا التدقيق في ماضي وممارسة الحياة الإقتصادية والإجتماعية للمرشح، فلا يكون مطلوبا بديون للدولة أو لأحد الأجهزة كالبنوك أو ديوان الحبوب، أو سبق له استغلال موقعه النيابي بشكل ما، وان ينضاف لذلك مدى اقترابه من ناخبيه إن كان من العائدين أو اشتراط ذلك إن كان من الوافدين الجدد. وما دامت القائمات لم تغلق ولم تقدم رسميا والتعهدات لم تحسم فإمكانية إحكام الإختيار ما زالت قائمة وممكنة، وربما كانت حدة التنافس عاملا مساعدا للأحزاب لا يكبل أيديها في تحديد نوعية مؤشحيها. فمن المهم أن يكون الناخب والوطن محور العملية الإنتخابية، لا النائب وما ينتظره من منافع. تونس في 21/08/2009 

الحزب الديمقراطي التقدمي   جامعــــــة بنــــــزرت 40 نهـــــج بلجيـــــــــكا دعــــــــــــــــــــــــوة

 


تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الاجتماع العام الذي تعقده تحت عنوان : الحزب الديمقراطي التقدمي والانتخابات   بحضور الأمينة العامة للحزب السيدة مية الجريبي وعدد من أعضاء المكتب السياسي وذلك يوم الجمعة 28 أوت 2009 على الساعة التاسعة والنصف ليلا بمقرها.   حضوركم إثراء للنقاش.

وحدة من القوات الخاصة التونسية تشارك في احتفالات الفاتح بليبيا

تونس – خدمة قدس برس أعلن مصدر رسمي في تونس أن وحدة من حوالي 60 فرداً تابعين لفيلق القوات الخاصة بالجيش التونسي سافرت يوم الثلاثاء (25/8) إلى طرابلس بدعوة من السلطات الليبية للمشاركة في الاستعراض العسكري الذي سينتظم في العاصمة الليبية بمناسبة الذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر. وقال المصدر نفسه إنه رافق هذه الوحدة طاقم الموسيقى العسكرية للمشاركة في المهرجان الدولي للموسيقى العسكرية الذى سيتم تنظيمه بالمناسبة حتى الرابع من أيلول (سبتمبر). (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 أوت 2009)  

خطير : زوجة أمين عام (*) لحزب رسمي تنادي بالتعددية الزوجية (**)
و جريدة حزب آخر تصبح منبرا للدفاع عن الفكرة تونس في 27 أوت 2009


نورالدين الورتتاني ورد في جريدة الموقف الصادرة غدا 28 أوت 2009 و على الصفحة 3 بركن أخبار الحريات ما يلي :  
 
صمت !!  
 
 طالبت زوجة الأمين العام للحزب الإجتماعي التحرّري (و هي مسؤولة في الحزب) في كلمة خلال اجتماع بمناسبة عيد المرأة بمراجعة منع تعدّد الزوجات، و ليس في الأمر غرابة ( الشيئ من مأتاه لا بستغرب !! : التعليق و الـتأكيد لي و ليس للموقف) ،  لكنّ الغريب أنّ غلاة  الإستئصاليين الذين اتّخذوا من ” الدفاع عن مكاسب المرأة” مصدر عيش و علّة وجود لاذوا بصمت القبور و لم ينبسوا ببنت شفة، و هم الذين ” يتخمّرون” كلما بدا لهم أنّهم لمحوا ظلّ تشكيك في المكاسب الحداثيّة و التقدّميّة. (*) ابتدأ حياته السياسية بالنشاط في تيار سياسي تروتسكي لكي ينظمّ بعد 1987 إلى حزب يدافع عن الليبيرالية المتوحّشة (**) نرجوا العودة للمقال الآتي الذي نقدم رابطه على شبكة الأنترنات : Un possible retour à la polygamie inquiète les Tunisiens http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/fr/features/awi/features/2009/08/14/feature-01        و نظرا لخطورة الأمر فإنّني أنتظر التأكّد من الخبر و من هويّة المرأة المطالبة بتعدّد الزوجات و أعد بنشر مقال للردّ و في انتظار ذلك أكتفي بالتعليق التالي :  على متن سفينة نوح / أو الديمقراطي التقدمي هل أكل ذئب الإسلاميين السلفيين حمل اليساريين من المؤسسين الأصليين للحزب لتتحوّل الموقف لمنبر للقروسطيين المنادين بتعدّد الزوجات ؟ المصدر : الموقف ليوم الجمعة 28 أوت 2009 المصدر  :  منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


رمضـان وناسك المدينة


د.خـالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr   كلما حال الحول ودلف رمضان الكريم بردائه المضيء، انتبه الغافل، وتردد المستخف، وتوقف المتحامل…لا يستطيع أحد تجاوز هذه المحطة السنوية في حياة الفرد المسلم، والتي تكاد تنعدم فيما سواها من الأديان والثقافات. الجميع، بين مهرول وماش ومسرع، يتجه بماضيه السنوي نحو حاضر جميل، تحتمله محطة شهر قمري قصيرة، لتجديد آفاق مستقبله ومراجعة أيامه الخوالي، وشحن بطاريات الصمود والتقوى والمقاومة الإيمانية والعمل الصالح. رمضان عبادة حضارية بامتياز، وهي وإن كانت محطة طقوسية وشعائرية هامة وركنا أساسيا للإسلام، فهي تنتقل من عالم الشعيرة الضيق إلى رحاب تنزيلها في عالم السلوك والممارسة. ليس رمضان ـ كما هو معروف ـ كف عن الأكل والشرب والجماع فقط، ولكنه حياة أخرى، تخيط ملبسها على وقائع شهر كريم مليء بعناصر التقوى والإيمان، حياة أخرى في صلب المجتمع وبين أطرافه، فمن يصوم لا يصعد صومعته ويمكث فيها ناسكا متعبدا إلى أن يرى هلال العيد، ولا أن يعتكف في محرابه شهرا كاملا بعيدا عن الناس، ولكنها حياة مدنية متميزة بلبوس إيمان وتقوى من الطراز الرفيع. رمضان سلوك يومي لإنسان عادي، في إطار من الروحانيات والإيمانيات الطاغية والمهيمنة على كل جوانب الحياة، من ذكر واستشعار متواصل لهذا العلاقة الخاصة مع الله، والتي تحدد مسار حراك الفرد والمجموعة، وتذكّر الغافل والجاهل أنها الأساس المنسي في حياتنا الخاصة والعامة، حيث تبدو كل لمسة أو قولة أو وقفة أو حراك في رمضان وفي غير رمضان، مشدودة إلى الخيط الحريري مع السماء. الصائم رجل عادي، ناسك في المدينة وبين الناس، حتى إذا سابه أحد أو شتمه قال إني صائم إني صائم، ويواصل طريقه، فهو بين الناس يتحمل قربهم وأذاهم، ويربيهم ويربي نفسه بينهم بسلوكه ومواقفه… فحراكه عبادة، وفعله عبادة، وصمته عبادة، نصيحته عبادة وانسحابه عن مواطن اللجج والمجادلة العقيمة عبادة. محطة رمضان ليست انزواء عن مناطق الفعل والممارسة، بدعوى شحن البطاريات والابتعاد عن إثارات الدنيا وتحدياتها، ولكنها حياة مسترسلة، لا تتوقف، بين عبادة المحراب وعبادة السوق، لا يلزمها انقضاء النهار وحلول الليل بالتوقف والاسترخاء، فهي عبادة مسترسلة أطراف الليل والنهار، تتنقل بين الشعيرة، وما يلفها من صيام وذكر وصلاة، ولعله يحملها الليل أكثر من النهار، وبين هذا اللقاء اليومي بين الناس، وفي صلب هموم المجتمع، والذي يتطلب تنزيل هذه الشحنة الإيمانية الغزيرة التي امتلأت ليلا وتجربة تأثيرها بين الناس. وإذا كانت الأفضلية تعود دائما إلى ناسك المدينة على ناسك الصومعة في ديننا، حيث لا رهبانية، فإن رمضان يمثل ولا شك، هذه الملامسة الحضارية والمتوازنة بين مطالب الروح ومطالب الجسد، بين حقوق الفرد الروحية والإيمانية، وواجباته العينية نحو مجتمعه وأسرته وما يدور في فلكه. فرمضان وإن كان محطة روحية بامتياز، فإنه يمثل الحالة المثلى للفرد المسلم، الذي يستشعر دوره المجتمعي في إطار من الإيمان والتقوى. وهي الحالة النموذجية التي يجب أن تكون عليها حياة الفرد، حيث يكون العامل الإيماني محددا في سلوكه العام، وليس فقط محددا لعلاقته الشعائرية. فالحبل الذي نسعى إلى ربطه بالسماء، لا يجب أن يتخلف عن دوره الأرضي، و عن العلاقة المباشرة مع الناس، وهو في الحقيقة الهدف الأساسي لهذا الدين، وهو إصلاح العلاقة مع الله وتثبيتها عالية، وإصلاحها بين الناس، والعمل على صلاحهم وإصلاحهم في رمضان وفي غير رمضان. وفي هذا الباب يقبل علينا تاريخ الأجداد مجيدا، فلم يكن رمضان شهر السكون العملي والانسحاب عن مواطن الحدث، بل ظل طيلة فترات حضارتنا في أيامها المشرقة، يصنع الحدث ويغير التاريخ والجغرافيا على السواء، فكانت الانطلاقة المباركة لنزول الوحي، وهو الحدث الأكبر الذي تشهده البشرية، لما له من تأثير مباشر على فلاحها في الدنيا والآخرة، فكان رمضان الإطار الزماني الطيب لهذا الحدث الفريد والموعد الخاص. وتواصل تباعا هذا المنهج السليم منذ الأيام الأولى لبناء أصول الدعوة وأسس الدولة، فكانت موقعة بدر، شرارة البدء الصحيح لهذه العلاقة بين السماء والأرض وكانت أياما من أيام الله الخالدة في رمضان، وتبعها بعد مدة فتح مكة، وتثبيت الدولة الإسلامية، ودخول الناس أفواجا في الإسلام. وفي رمضان الفعل والحراك وصنع الحدث والاستجابة للتحدي، فتحت الأندلس وبلاد السند وبلاد المجر، وفتحت عمورية على صوت امرأة مسلمة يتيمة مرمية، نادت بأعلى صوتها وامعتصماه… وفي رمضان البناء والتعمير، شُيّدت أكبر المساجد وأهمها تأثيرا وفعلا، فكان مسجد القيروان منارة الدعوة، وأذانا بتواصل المد الإسلامي نحو أراضي جديدة في إفريقيا وبلاد المغرب، وكان جامع الأزهر منطلقا لتثبيت الحضارة الإسلامية كحضارة علم وتعمير. هذا هو رمضان الذي نريد، ورمضان الذي سطره الوحي علاقة بين الأرض والسماء، وإطار تاريخي وجغرافي يصنع الحدث، في ظلال متينة من الإيمان والتقوى، من أجل صلاح الفرد والمجموعة في الدنيا والآخرة. ورمضان كريم للجميع. أوت 2009 / رمضان 1430


لسان يحكي عن ألسنة

  لمّا راجعت هذا المقال الذي كتب ونشر بصحيفة تونس نيوز الغرّاء بتاريخ 16 ديسمبر 2004، وجدته شاهدا على أنّ الأمور لا تتغيّر بسرعة نحو الأفضل في بلادي وفي العالم، ووجدت موضوعه معيشا وقضيّته قائمة، فرجوت إعادة نشره للمقارنة بين ما كنّا عليه سنة 2004 وما صرنا إليه سنة 2009.   عبدالحميد العدّاسي   لمّا قرأت الخبر الوارد بـ” الصباح الأسبوعي ” التونسية الصادرة بتاريخ 13 ديسمبر 2004 والمتحدّث عن إقدام فتاة من منطقة السواسي بالبلاد على قطع لسان شاب حاول تقبيلها بالقوّة، خطر أمامي حديث الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم: “من قُتِل دون دينه فهو شهيد ومن قتِل دون دمه فهو شهيد ومن قتِل دون ماله فهو شهيد ومن قتِل دون أهله (وفي رواية: دون حرمته) فهو شهيد” . فهَمَمْتُ بالحديث عن النفس والديـــــن والمال والعِرض وعن أهميتهم في حياة المسلمين وكيف أنّ الدفاع عنهم واجب مقدّس وكيف أنّه يؤول إلى إحدى الحسنيين فإمّا كرامة وعزّة وإمّا شهادة وجنّة. غير أنّي خيّرت التوقّف عند الواقعة ومناقشتها بطريقة قد لا تستهوي الكثير من “المتنوّرين”. مجتنبا الإطالة مكتفيا بالتلميح مستأنسا بوجود اللبيب الذي لا يزيد على الإشارة.. فإقدام الشاب على تقبيل الفتاة بالقوّة يكشف عن عدّة أمور لعلّ منها:   -ضعف الوازع الديني والتربوي لدى الشاب، وحيازته على جانب كبير من قلّة الحياء والشذوذ الذي جلب إلى البلاد طوابير طويلة من المصابين بفقدان المناعة الذاتية. -تمتّع تلك البنت بجانب كبير من الجمال (أحسب) – وهو ما أفقد هذا الشاب الذي يعيش في بلاد الفتن و”التجارة” الرخيصة وجعله يُقدم على فعلته دون ضبط أو تقدير للعواقب الاجتماعية ودون تفكير في كرامة البنت وحرمتها، ما يكشف عن أساس خَرِبٍ للتربية في الكثير من العائلات التونسية – لم يفتنها ولم يدفعها إلى رهن نفسها سلعة بخسة يروّجها فاقدي الشرف والمروءة.   – أنّه مهما عمل الفاسدون على إذابة الذات، فإنّ تونس ستظلّ تحكي عن عفّة حرائرها ووقوفهنّ ضدّ ما يريده لهنّ الساقطون من التمرّد على الأخلاق والعرف والدين. وأحسب أنّ تصرّف البنت – وإن تميّز بـ”عنف” (قابَلتْ به عنفا) – يبرهن على أنّ في بناتنا قوّةً تمنع وحِدّةً تقطع الألسنة السليطة، ما قد يجعل المتهوّرين يقرؤون ألف حساب مستقبلا قبل إقدامهم على مثل هذه الأفعال السيّئة التي لا تلقى رواجا حتّى في البلاد التي سوّقت لنا “الحضارة”. -فساد القضاء وغياب العدل والعدالة بالبلاد (واسألوا عن ذلك القضاة إن شئتم) وانكماش الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عوامل أساسية في جعل المتضرّر يبادر بأخذ حقّه بيده وبصورة آنية. ما يؤكّد ضرورة المبادرة السريعة بإصلاح كلّ ما فسد في الجانب الأخلاقي والتربوي والتعليمي والقضائي والسياسي ..     بعد هذا، لا بدّ لي أن أشدّ على يد هذه البنت، لأنّها دافعت عن نفسها وعن دينها وعن حرمتها وشرفها وعن أبيها وأمّها واخوتها وعشيرتها (أتمنّى أن يكون ذلك كذلك فأنا لا أعرف البنت غير أنّ انتسابها لتلك الجهة قد يوحي لنا بهذا الزعم). وهنا لا بدّ أن أتحوّط لنفسي من ردود أفعال دعاة “حقوق الإنسان” الذين قد يؤلبّهم لسان الشاب، فيعلنوها عليّ حربا تنسيهم فلسطين والعراق. فأنا والله لم ولن أشجّع على قطع الألسنة رغم قناعتي بالحاجة الضروريّة لذلك في حقّ بعض “الحقوقيين” من أمثال هذه التي قدمت علينا من أرض الكنانة وفي كنانتها الكثير من قول الزور الذي ما يقوى على إشاعته إلاّ فاقد ضمير أفّاك أثيم باع آخرته بعَرَضٍ قليل من الدنيا زائل، أو هذا الوافد من بلاد الإبادات الجماعيّة الناطق باسم الجمعيّة الروسية للتضامن والتعاون، أو ممثّل المعهد البرتغالي العربي، وقد تواطأوا ثلاثتهم وغيرهم من المداهنين على قطع ألسنتنا وقطع حرّياتنا وقطع حججنا دون أن يرقبوا فينا إلاّ ولا ذمّة بما حملوا معهم من دروع وميداليات اقتنوها من سوق النخّاسين، ضاعفت كثيرا من اعتزاز الظالم بظلمه. ولقد عجبت للإنسان يتعامل مع أمثال هؤلاء المنافقين ولحقوقه تُترَك بين مثل هذه الأيادي القذرة. وإذ أقول هذا الكلام، فإنّي أنحني أمام الحقوقيين من أبناء بلدي ومن مختلف بقاع العالم – وهم من فضل الله كُثُر – إكبارا لما ظلّوا يقومون به من مجهودات تنوء بحملها الجبال، في عالم دقّ فيه الخيط الفاصل بين الحقّ والباطل وبين الصلاح والفساد وبين النافع والمضرّ. وفي عالم أوخِذ فيه الضعيف بجرم القويّ ودُك فيه دكّا إشباعا لرغبة جامحة في الانتقام من حضارة نبّهت إلى ضرورة محاصرة الشرور ودعت إلى إشاعة الخير بين الخلائق، آمِلا أن يجدوا المخارج ممّا أوقعهم فيه تصرّف أمثال “الحقوقيين” الذين أعيتهم الحيلة في ردّ “الفاتحين” عن قتل الإنسان والتنكيل به والعبث بمقدّساته وحقوقه في العراق الشهيد وفي فلسطين الذبيحة المحاصرة وغيرها من البقاع، فدعته إلى التوجّه إلى دارفور السودان لحماية “الإنسان” فيه!!..  


النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف العدد 15 –  حصاد شهر شعبان 1430

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يسر موقع الشيخ عبد الرحمن خليف – رحمه الله – أن يهنئكم و كافة المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك – شهر القرآن و العتق من النيران – شهر الصيام و القيام و الجود والإحسان . و نسأل الله أن يجعله شهر خير و رفعة و سؤدد و أن يبارك فيه الأعمال و أن يوفقنا للطاعات و عمل الصالحات و نسأله أن يعز الإسلام و المسلمين الموحدين و أن يجمع كلمتهم و يوحد صفهم . كلمة الموقع : تهنئة بحلول رمضان – تحذير: هل تشيع القوم ؟ خطب الجمعة : خطبة جمعة مقروءة ( 1412-1992 ): أغبياء و عن مقصد الصوم غافلون http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=12&k=124 خطبة جمعة (28 شعبان 1421 / 24-11-2000 )صوت و صورة : استقبال رمضان http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=229 خطبة جمعة ( 21شعبان 1421/17-11-2000 )صوت و صورة : حكم البكاء في الإسلام http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=230 خطبة جمعة ( 1979- 1399 ) : غرائب النساء في رمضان http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=12&k=129 خطبة جمعة ( 1 رمضان 1425/ 15 -10-2004  ) صوت و صورة : أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض ؟الخزي و العذاب لمن يصوم و لا يصلي . http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=233 خطبة جمعة ( 20 ربيع أول 1421/23-6-2000  ) صوت و صورة :التحذير من ادعاء محبة الرسول بالتزوير. http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=236 خطبة جمعة ( شعبان 1421 /29 -12-2000 )صوت و صورة : من مظاهر الدلالة على عظمة الله . http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=news&n=238 محاضرة: مسامرة ليلة 27 رمضان 1404( ب د ف )  : القرآن العظيم المعجزة الخالدة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=15&l=39 دروس تفسير القرآن : تفسير سورة البقرة : الدرس التاسع عشر http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=267 تفسير سورة البقرة : الدرس العشرون http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=266 دروس سلسلة حوار الحضارات : الدرس التاسع : هل يجوز للمسلم الانتقال من هذه الديانة إلى أخرى http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=17&d=262 الدرس العاشر : بطلان الديانة اليهودية http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=17&d=263 الدرس الحادي عشر  : بطلان الديانة النصرانية http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=17&d=264 الفتاوى : درس خاص بالفتاوي المختلفة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=16&d=265 فتاوى مفرغة و مقروءة : ما حكم الشرع في المذهب الصوفي ؟ http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=1&f=117 وسوسة الشيطان عند عدم استجابة الدعاء http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=1&f=119 ساعة حائطية بها تماثيل . هل يجزي تشويهها؟ http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=7&f=118 اللباس غير المحتشم للاستحمام في البحر http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=7&f=121 عدم نظر الله للصفوف المعوجة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=13&f=120 أتتها العادة الشهرية و هي بالمسجد http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=13&f=122 يأتين المسجد بالمساحيق و الألبسة الضيقة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=13&f=123 المقاطع المتميزة : بئس لأهل القيروان و لنسائهم في رمضان http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=259 وهل ينفع المقبور تجميل قبره °°° إذا هو في القبر الجميل يعذب http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=261 قضى الله بقطع الصلة بيننا و بين تاركي الصلاة http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=260 فائدة لغوية : حالا و حالاّ http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=270 هل النظر إلى مُحَرم صغيرة أم كبيرة ؟ http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=268 رأي الشيخ في متصوفة هذا العصر http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=269 و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته  


مؤتمر صفاقس والحسم لبورقيبة ضد بن يوسف

اعداد: محمد علي الحباشي من البديهي انه لا يمكن تدوين وقائع اولى سنوات الاستقلال على أساس انها كانت وحدة زمنية متجانسة، ولابد اذن منهجيا من تجزئة تلك المرحلة انطلاقا من سنة ابرام اتفاقيات الحكم الذاتي او الاستقلال الداخلي يوم 3 جوان 1955 والتي أفضت الى بروتوكول الاستقلال التام يوم 20 مارس 1956، ومن ثم تدوين مستجدات الفترة التي سبقت اعلان الجمهورية يوم 25 جويلية 1957 والانطلاق بعد ذلك في تدوين وقائع اولى سنوات الجمهورية حتى 1959، سنة اصدار الدستور وضبط النمط الذي ستباشر به الدولة الحكم وهو ما سيبلوره في مرحلة لاحقة اول مؤتمر يعقده الحزب الحر الدستوري التونسي في عهد الاستقلال وهو مؤتمر سوسة الذي انعقد يوم 2 مارس 1959 تحت شعار «من نصر الاستقلال الى نصر الازدهار». لاجدال في أهمية الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي أقدمت عليها حكومة الاستقلال رغم الصعوبات التي جعلت النظام يفضل التعامل معها بمنطق الحزم، لاسيما وان الغلبة كانت لانصار تعزيز صلوحيات السلطة التنفيذية منذ انكباب المجلس التأسيسي على صياغة نمط الحكم المناسب. واذا كانت طبيعة المرحلة هي التي املت على حكومة الاستقلال النهج الذي انتهجته لمجابهة العديد من الوضعيات الشائكة كتصفية المعارضة اليوسفية او فرض الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي كان من الصعب على بعض الفئات او العقليات قبولها باللين والاقناع، فانه منذ انتخابات المجلس القومي التأسيسي يوم 25 مارس1956 كان هناك اتجاه واضح لاحتكار السلطة وتجميعها بين يدي الرئيس الحبيب بورقيبة، حتّي قبل تكليفه برئاسة الجمهورية يوم 25 جويلية 1957، اي في الفترة الانتقالية التي تولى فيها رئاسة الحكومة يوم 14 أفريل 1956 في عهد الأمين باي الذي ظل جالسا على العرش الحسيني رغم تجريده من كل صلاحية ذات بال قبل خلعه يوم 25 جويلية 1957.  
المسك بزمامالأمور ومنحى التشديد بالرجوع الى الملابسات التي عاشتها تونس في تلك السنوات، يمكن ايجاد ما يبرر حرص الحزب الحر الدستوري التونسي على ان يمسك هو والحكومة بزمام الأمور لكثرة الضغوطات والخصوم في الداخل والخارج (اليوسفيون – الشيوعيون – العائلة الحسينية – اصحاب الحنين الى فرنسا – غلاة الاستعمار من بقايا المعمرين – احتضان تونس للثورة الجزائرية وانتهاك حرمة حدودنا في أكثر من مرة من قبل القوات الفرنسية بدعوى ملاحقة الثوار الجزائريين الذين اتخذوا من المناطق الحدودية قواعد خلفية آمنة – انحياز المشرق وخاصة القاهرة الى الزعيم صالح بن يوسف واطلاق العنان لحملات دعائية تشهيرية بالزعيم الحبيب بورقيبةالخ).. كانت هناك العديد من الجبهات التي كان انصار الزعيم الحبيب بورقيبة يبترون بها سياسة القبضة الحديدية ووضع كل الصلاحيات بين يدي رجل واحد “والحقيقة ان دستور 1959 كان وضع بالقياس الى رجل له في الأمة منزلة غير عادية، وبالفعل فان النص الذي اعد يومئذ ليكون دستورا للدولة، إنما كان مرتبطا بجملة من الظروف التاريخية تميّزت بها تلك الفترة من حياتنا القومية، فتونس إذّاك لاتزال حديثة العهد بالاستقلال، لم يمض وقت طويل على خروجها من غياهب الاستعمار، فهي لاتزال تكافح من أجل تجسيم استقلالها والقضاء على مخلفات الاستعمار في مختلف المجالات وقواعد الدولة لاتزال هي ايضا حديثة العهد، محتاجة الى مزيد من التدعيم في حين كانت الدولة تواجه مسؤوليات كبرى في الداخل والخارج على السواء، واذا اضفنا الى كل ذلك انعكاسات حرب الجزائر، أدركنا ما كان عليه الظرف من دقة وما تكتسيه مسؤوليات الدولة من تعقّد، وبذلك ندرك ايضا الأسباب التي من أجلها أسند الدستور الى رجل واحد هذه السلطة الواسعة التي يتمتع بها رئيس الدولة” (من التقرير العام الذي قدمه نويرة الأمين العام للحزب الاشتراكي الدستوري الى مؤتمر الحزب يوم 11 اكتوبر 1971). “النظام؟! أنا هو النظام!” غير ان التمادي في سياسة التشدد حتى بعد تجاوز عراقيل اولى سنوات الاستقلال هو الذي استرعى اهتمام العديد ممن انكبوا على دراسة مراحل تطور النظام السياسي في تلك الفترة. وكثيرا ما تردد في أكثر من مرجع، التصريح الشهير الذي ادلى به الرئيس الحبيب بورقيبة في بداية الستينات الى الكاتب الصحفي الفرنسي جون لاكوتور في اجابته عن سؤال يتعلق بطبيعة النظام السياسي في تونس “النظام؟! انا هو النظام!” واكثر من ذلك، فقد بدات مسألة الرئاسة مدى الحياة تشق طريقها في الأذهان منذ امد يعود الى بداية الاستقلال وانتخابات المجلس التأسيسي فيما يخص رئاسة الدولة، والى مؤتمر سوسة عام 1959 فيما يخص رئاسة الحزب مدى الحياة وهو ما أكده الرئيس بورقيبة نفسه في كلمة القاها اثر انتخابه بالاجماع رئيسا للحزب في مؤتمر 1959 “… منذ حين اعلمني رئيس المؤتمر ان هناك اقتراحات عديدة قدمت اليه تهدف الى منحي خطة رئيس الحزب مدى الحياة كما ان اقتراحات مماثلة قدمت للمجلس القومي التاسيسي بخصوص البند الوارد في الدستور عن رئاسة الجمهورية وطالب اصحابها بانتخابي رئيسا للجمهورية مدى الحياة لكني أجبت رئيس المؤتمر السيد المنجي سليم الآن، مثلما أجبت منذ اسابيع رئيس المجلس القومي التاسيسي السيد جلولي فارس باننا ندخل اليوم عهدا جديدا لوضع اسس الدولة، فلا نريد ان نستهل اعمالنا بتدبير لا يخلو من شذوذ، والأفضل ان أكون رئيسا مثل كل الرؤساء حسب القواعد القانونية المتعارفة، سواء بالنسبة للحزب او الدولة فأكون رئيس الحزب حسبما ينص على ذلك النظام الداخلي اي للمدة القانونية التي ما بين المؤتمر والمؤتمر المقبل وأكون ايضا رئيس الدولة حسبما يقتضيه الدستور” (مؤتمر النصر – نشر كتابة الدولة للشؤون الثقافية والأخبار 1971) على عكس ما هو شائع في بعض المصادر التي تناولت تلك الفترة من تاريخ تونس، فإن تباين المواقف ووجهات النظر بين مناضلي الحزب حول نسق الحريات داخل الجهاز، وطبيعة نظام الحكم، لم يكن وليد موتمر  1971، وانما ظهرت البدايات منذ مؤتمر 1959، وان كانت محتمشة خلافا للضجة التي ستحدث في مؤتمر 1971 عند تفجر الخلافات وخروج الانشقاقات حول المسألة الديمقراطية الى العلن ــــــــــ أول حكومة بعد إعلان الجمهورية عقد الرئيس الحبيب بورقيبة يوم 29 جويلية 1957 ندوة صحفية بقصر السعادة بالمرسى اعلن فيها عن التشكيلة الحكومية الجديدة “لقد تمكـّنا من فض الأزمة الوزارية في أمد قصير وتقرّر ان يكون المسؤولون عن الوزارات كتاب دولة مسؤولون مباشرة لدى رئيس الجمهورية وأحدثنا كاتب دولة للرئاسة مكلفا بتنسيق اعمال بقية كتاب الدولة وكذلك بشؤون الدفاع الوطني وهي الخطة التي سيضطلع بها السيد الباهي الأدغم”. * كاتب دولة للشؤون الخارجية الصادق المقدم * كاتب دولة للعدلية، احمد المستيري * كاتب دولة للداخلية الطيب المهيري * كاتب دولة للمالية الهادي نويرة * كاتب دولة للتجارة والصناعة عزالدين العباسي * كاتب دولة للفلاحة مصطفى الفلالي * كاتب دولة للأشغال العامة والاسكان والتعمير اندري باروش * كاتب دولة للبريد والبرق والهاتف رشيد ادريس * كاتب دولة للثقافة الوطنية الأمين الشابي * كاتب دولة للصحة احمد بن صالح * كاتب دولة للشؤون الاجتماعية محمد شقرون * وكيل كاتب دولة للارشاد والاخبار البشير بن يحمد * وكيل كاتب دولة للشباب والرياضة عزوز الرباعي * وكيل كاتب دولة للمشروع والتصميم عبد السلام الكناني * ادارة ديوان رئيس الجمهورية عبد الله فرحات (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 27  أوت  2009)  

د. بشير التركي يكشف قبل وفاته عن نسف المؤسسات العلمية والاعتداء على العلماء للحيلولة دون تطوير تونس لقدرات نووية سلمية


مرسل الكسيبي (*) في كتاب لم يسبق له نشره من ذي قبل , كان قد ألفه سنة 2001 م , تحدث الرئيس الراحل والأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والعضو المؤسس للجامعة التونسية وأول أستاذ فيها عن أسرار هامة بخصوص مشاريع نووية تم إجهاضها على عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة , كما وجه الاتهام الى مسؤولين من الدرجة الأولى في هياكل “دولة تونس العهد القديم بالقيام بأعمال اجرامية ضد الدولة وضد الانسانية , فقد منعوا أن يرفع علم تونس في المحافل الدولية ونسفوا المؤسسات العلمية واعتدوا على العلماء والخبراء بفصلهم ظلما من عملهم , وأحرقوا الملفات والمعدات ..” .. واتهم العالم التونسي الراحل , والذي وافته المنية يوم 13 أغسطس من السنة الجارية  أسماء : محمد على العنابي ومحمود المسعدي وأحمد بن صالح ومحمد مزالي بالتورط في إجهاض تطلعات علمية وتقنية تونسية في مجال استخدام الطاقة الذرية لأغراض سلمية .. وذكر المهندس البشير التركي الحاصل على شهادة الدكتوراة في الفيزياء النووية بأن الذين حالوا دون تطلعات تونس العلمية وجهات مختلفة في الأمة العربية يمثلون على حد قوله ” عملاء الصهاينة عمدا أو غفلة ” على اعتبار أنهم “اشتركوا معهم ولفائدتهم” في ارتكاب ما أسماه ب”جرائم ضد الانسانية غير قابلة للتقادم” … وذهب العالم التونسي في كتابه الذي حمل عنوان ” الجهاد لتحرير البلاد وتشريف العباد ” الى التبشير بزوال الصهيونية فكتب قائلا ” وبات متأكدا أن الصهيونية ليست فقط زائلة مثل النازية والشيوعية وغيرها , بل أيضا انها اليوم لاتقدر أبدا , لا بقذائفها النارية ولا بصواريخها النووية على النيل بالفكر والفضيلة اللذان هما من الأصول الأساسية للإسلام , الذي بفضله عاش اليهود بأمن في ظل تسامحه منذ العهد الأول للرسالة المحمدية ” . سيرة ذاتية زاخرة بالأمجاد : المهندس والدكتور البشير التركي كشف في كتابه المذكور عن سيرة ذاتية زاخرة بالألقاب والأمجاد , فقد قضى مابين 1950 و1959 بفرنسا , ليتحصل هناك على اجازتين في الرياضيات والفيزياء وشهادة مهندس وشهادة الدكتوراة . وقد شغل الدكتور التركي مابين 1956 و1959 منصب المساعد لرئيس المؤسسة الفرنسية للطاقة الذرية الاستاذ فرانسيس بيران بمخبره في كولاج دي فرانس. كما عمل في المعهد القومي للبحوث النووية في صاكلي بفرنسا وبالمركز الأوروبي للبحوث النووية في جنيف . رجع الدكتور التركي الى تونس سنة 1959 ليشارك في تأسيس جامعة تونس وليكون أول أستاذ بها, وقد فصله من التدريس  فيها سنة 1960 -كما يذكر في كتابه الهام- الراحل محمود المسعدي الذي شغل انذاك منصب كاتب الدولة للتربية القومية . وعمل العالم التونسي الراحل مابين سنة 1961 و1962 بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا – النمسا – , ثم طلب منه من قبل الرئاسة العودة الى تونس سنة 1962 , ليقوم بتكوين المؤسسة التونسية للطاقة الذرية ومركز تونس قرطاج للبحوث النووية السلمية ,حيث أنجز دراسة علمية لانجاز مفاعل بطاقة 75 ميقاواط في قابس وخطط لتنفيذه بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي . وفي سنة 1963 انتخب العالم التونسي الراحل وبالاجماع رئيسا لمركز تطبيق النظائر المشعة للدول العربية في الدقي بالقاهرة , ودرس فيه لطلبة وافدين من مختلف الدول العربية . وسنة 1966 انتخب الدكتور التركي نائبا لرئيس مجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية , ثم رئيسا للوكالة وبمعارضة ممن سماهم ب”المنحرفين في تونس العهد القديم ” سنة 1969 . مفاجآت تونسية واستئناف لرحلة هجرة الأدمغة: تم فصل الدكتور البشير التركي بتونس من نشاطه العلمي مباشرة بعد رجوعه من مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكتوبر 1969 , وفوجئ بالغاء مشروع مركز البحوث النووية وبعثرة خبرائه في مصالح أخرى مع حرق لملفات المركز ومعداته الالكترونية , وهو مااعتبره في تعليق له بالكتاب ” حرب ابادة للبحث العلمي نشبت بالبلاد ” . بعيد ذلك هاجر  البروفسور .التركي الى ليبيا لينشئ بين سنتي 1973 و1974 المؤسسة الليبية للطاقة الذرية ومركز تاجورة للبحوث النووية السلمية .., وقد طلبت منه كما يشير في الكتاب خدمات علمية بحتة من أعلى الهيئات المشرفة على شؤون الطاقة بالباكستان وتحديدا من زميله العالم الباكستاني د.منير خان المشرف آنذاك على حظوظ بلده في مجالات الطاقة النووية السلمية . ولقي الدكتور التركي الترحيب من قبل الرئيس بومدين وساهم في السبعينات الى جانب ثلة من الخبراء التونسيين في تكوين طلبة جزائريين في كل ميادين الطاقة الى غاية تأهيلهم نيل درجة الدكتوراة كما الاعتماد على الامكانات البشرية الجزائرية المستقلة . قادرون على الالتحاق بالركب في أقل من 10 سنوات! ويقول الدكتور التركي في كتابه الذي لم ينشره وتسنى لنا الاطلاع على نسخة نادرة منه , بأنه ” اذا حجر علينا استعمال هاته المعدات بتعلة أنها صالحة ايضا للتطبيقات العسكرية , سنبقى في حالة انسان العصور الحجرية , وهذا ما يراد بنا نحن العرب , رغم أننا قادرون على أن نلتحق في أقل من عشر سنوات بركب الحضارة التي كان العرب سبب تأسيسها ” . ويوضح الدكتور التركي بأنه في ” تونس العهد القديم ” تم نسف كل المؤسسات العلمية التي تهتم بالطاقة النووية , ويذكر بهذا الصدد المراكز الآتية : – مؤسسة الطاقة الذرية . -مركز تونس قرطاج للبحوث النووية . – معهد الفيزياء النووية بالجامعة التونسية . – كل المحطات التطبيقية للتفتيش عن المواد الذرية ومحطات اصلاح الماء المالح . هذا علاوة على فصل كل خبرائها عن العمل بها , مع احراق ملفاتها ومعداتها الالكترونية , ويؤكد في كتابه المذكور على أن ذلك قد وقع ” باذن من مسؤولين تونسيين ” سابقين … محاولات لاغتياله : في جزء من الكتاب يذكر العالم التونسي والفيزيائي الراحل بأنه تعرض لمحاولات اغتيال عديدة من طرف من وصفهم ب”الصهاينة” , وقد أشار الى ثلاث محاولات بالخارج منها واحدة بالمغرب سنة 1979 , وثانية بفرنسا سنة 1981 , وثالثة بالسينغال سنة 1991 . أما في “تونس العهد القديم” فقد ذكر بأنه تعرض الى محاولات عدة “بالتعاون مع خونة محليين” وهو ما يشير اليه في الصفحة الرابعة والثلاثين ويتوسع فيه لاحقا بالتفصيل في مواضع أخرى من الكتاب. (*) رئيس تحرير “الوسط التونسية” (المصدر: “الوسط التونسية” (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 24 أوت 2009)

تونس: انتحار شاب بجرعات من مبيد الفئران بسبب هزيمة ناديه المفضّل

تونس – خدمة قدس برس أقدم شاب تونسي على الانتحار داخل منزل عائلته بمدينة جبنيانة من محافظة صفاقس (270 كلم جنوب العاصمة تونس) إثر هزيمة ناديه المفضّل “الإفريقي التونسي” يوم 9 آب (أغسطس) الجاري في الجولة الثانية من الدوري التونسي لكرة القدم أمام النادي البنزرتي. وذكرت أسبوعية “الأخبار” في عددها اليوم الخميس (27/8) أنّ الشاب كان في جلسة غاضبة مع أقرانه من محبي نفس النادي إثر هزيمته غير المتوقعة، قبل أن تنتبه عائلته على صياحه طلبا للنجدة بسبب آلام مبيد الفئران الذي تجرعه. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الضحية ظلّ عدة أيام يصارع أوجاعه ثم فارق الحياة. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 أوت 2009)

حول رؤية الشيخ الغنوشي للعلمانية


د رفيق عبد السلام  
كتب الاستاذ غازي التوبة على صفحات الجزيرة نت ردا على مقال الشيخ راشد الغنوشي “الإسلام والعلمانية”، وقد جاء هذا الرد طافحا بالاختزال والتعميم، فضلا عما خالطه من تبن لتصورات أقل ما يقال عنها أنها مضرة بالإسلام ومهددة لاستقرار المجتمعات الإسلامية في الصميم، فقد أراد د.غازي التوبة أن ينقض  المقدمات النظرية المركبة التي بنى  على ضوئها الشيخ  الغنوشي مقاربته للعلمانية لينتهي به المطاف إلى بناء مقدمات هشة والوصول إلى نتائج ضعيفة لا تصمد أمام البحث العلمي الرصين.   ·   لم يكن غرض الغنوشي من كتابة هذا المقال تقديم قصيدة مدح في العلمانية والعلمانيين، فالرجل لا ينتظر منه ذلك وهو الذي  أمضى ما يربو عن ثلثي  عمره في تصدر المعركة ضد ما أسماه بالتسلط العلماني في تونس وفي غيرها من البلاد العربية، وكتاباته شاهدة، بل كان غرض المقال واضحا  في تقديم رؤية اجتهادية جادة  لقضية كانت ومازالت تشغل قطاعا واسعا من النخب العربية والإسلامية، وأن يصدر مثل هذا المقال عن أحدى الشخصيات الفكرية والزعامات السياسية الإسلامية مثل الشيخ الغنوشي فهو أمر يستحق الثناء بدل هذا التحامل والقذف في وجهه بتهمة العلمانية، أو إثارة هذه الشبهة أصلا. ·   ما ذهب إليه الشيخ الغنوشي من أن العلمانية كانت في أصلها عبارة عن تسوية سياسية وحلا إجرائيا هو عين الصواب، وليس الامر كما ذهب اليه الاستاذ التوبة من كون البعد الفكري والفلسفي كان مزامنا للعلمانية ابتداء، فذلك ادعاء لا تشهد عليه معطيات التاريخ الغربي وسياقاته العامة. لقد تبين لي فعلا من خلال بحثي لأطروحة الدكتوراه التي استغرقت ما يزيد عن سبع سنوات متتالية والتي نشرتها فيما بعد تحت عنوان “في العلمانية والدين والديمقراطية” أن  العلمانية  كانت فعلا عبارة عن حل عملي فرضته أجواء الحروب الدينية التي شقت عموم القارة الأوروبية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ولم تكن منتج  نظريات فلسفية جاهزة ، أي هي في أصلها  محاولة للسيطرة على داء الانقسام الديني والأفكار الفتنوية التي مزقت النسيج الديني والسياسي لعموم القارة الأوروبية قبل أن تكون مشروعا فلسفيا أو نظرية محددة في الدين والعقائد وإن أخذت هذا المنحى في بعض الوجوه لاحقا. مرت أوروبا وعلى امتداد مائة وثلاثين سنة متتالية ( 1559-1689)  أي منذ ظهور الحركة البروتستنانتية في الشمال الأوروبي، ومنه محاولة التمدد نحو الوسط، بحالة واسعة من الاضطرابات السياسية والحروب الدينية المفزعة. ففرنسا مثلا امتدت حروبها الدينية زهاء ست وثلاثين سنة تقريباً (ما بين 1562 إلى 1598) قبل أن تتجدد مرة أخرى في القرن السابع عشر، مخلفة وراءها ركاماً هائلاً من القتل والتدمير والانتقام المتبادل بين الأغلبية الكاثوليكية والطائفة البروتستانتية الكالفينية. أما ألمانيا فقد  امتدت حربها الدينية هي الأخرى ما بين 1618 إلى 1648 في إطار ما عرف وقتها  بحرب الثلاثين سنة. ورغم أن حروب بريطانيا وثوراتها الداخلية لم تكن لأسباب دينية محضة، إلا أن العامل الديني لم يكن غائباً عنها تماماً، سواء أكان ذلك فيما عرف وقتئذ بالثورة الطهورية التي امتدت ما بين   1660 إلى غاية 1688، أم ثورة المجد ما بين سنتي 1688-1689. وقد مرت  اسبانيا والنمسا وأغلب ممالك أوروبا الغربية بأجواء مشابهة تقريباً. وفي مواجهة ذلك حاولت الكنيسة الكاثوليكية منذ أواسط القرن السادس عشر وإلى غاية منتصف القرن السابع عشر استعادة وحدة المسيحية البابوية بكل ما هو متاح من أدوات القتل والانتقام وألوان التنكيل ولكن مع ذلك ظل الشرخ عميقاً ولم تقدر على رأبه أو إلغائه، بل زادت الكنيسة من استفحال الأزمة بدل مداواتها. وتبعاً لذلك فقدت الكنيسة قدرتها على ضمان التوحّد الاجتماعي و السياسي.   لقد انتهى الحل العلماني هنا إلى إفراز حقيقتين أخذتا  في التبلور إن على صعيد الفكر أو الممارسة السياسية في عموم القارة الأوروبية، أولهما إحلال سلطة الدولة فوق سلطة الكنيسة  في إطار مقولة أن الدولة تقع فوق الكنيسة والكنيسة تحت طائلة الدولة، ثانيا تبلور ما يمكن تسميته بالحل الهوبسي (نسبة إلى الفيلسوف الأنجليزي هوبس في القرن 17 والذي عاصر الحروب الدينية) القائم على تجريد الناس من كل ما بين أيديهم من أسلحة وأدوات قوة ووضعها تحت تصرف الدولة باعتبارها حامية ما يسمى بالسلم المدني،  في إطار ما صار يعرف فيما بعد الاستخدام المشروع للعنف من طرف الدولة الحديثة، وقد أدى ذلك فيما أدى إليه إلى تشكل الممالك الإطلاقية المرعبة.   ·   إذا تجاوزنا المصطلحات المستخدمة أو طبيعة النموذج النظري الذي استند له الغنوشي فيما يتعلق بمقولة العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة والذي استعاره من المرحوم المسيري، فإن الأهم من كل ذلك هو أنه أراد أن يخرج من دائرة التعميم إلى التدقيق والتفصيل في هذا المبحث (ولا علم إلا بالجزئيات والتفاصيل)، فيلفت انتباه القراء (ومنهم الاستاذ غازي التوبة) إلى  كون العلمانية ليست على نمط واحد أو صورة واحدة بل هناك علمانيات متنوعة ومتعددة، بعضها شمولي متطرف، وبعضها الآخر معتدل، مثلما أن هناك علمانيات تصالحية وتوافقية مع الدين  وعلمانيات أخرى ذات نزوعات دهرية جذرية ومعادية للدين وأهله ، وحتى لا يعسر الأمر أكثر على أحد يكفي أن يقارن بين العلمانية الدهرية السوفييتية واللائكية الفرنسية  مع العلمانية الأمريكية مثلا، حتى يدرك حجم المسافات والفوارق، فبينما عملت العلمانية  الفرنسية والشيوعية على إخلاء المجال العام من كل مظاهر الحضور الديني لصالح تصورات دهرية ومادية جامحة سواء أكان ذلك على صعيد الوعي الفردي والجماعي أم على صعيد الفضاء العام اكتفت العلمانية الأمريكية بإقامة ما أسماه الدستور الأمريكي بإقامة جدار جفرسون الفاصل بين الكنيسة والدولة، بل إنه لا يمكن تصور ظاهرة المحافظين الجدد مثلا من دون الدور المتعاظم الذي تمارسه الكنائس الانجيلية خاصة في الحزام  الجنوبي الأمريكي. وقد  سبق  للمؤرخ الفرنسي ألكسيس دي توكفيل الذي عاصر وأرخ للثورة الأمريكية أن نبه إلى حقيقة مهمة ومازالت ماثلة إلى يومنا هذا وهي كون الكنيسة تعد أهم مؤسسة سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية. طبعا لا السيد غازي التوبة ولا  الغنوشي قد طالب بتبني نموذج العلمانية الجزئية أو اعتبارها الحل السحري أو المثالي لأوضاعنا، فإحدى آفاتنا الكبرى تعود إلى التعلق بالنماذج الجاهزة، ولكن ما هو مطلوب منا جميعا هو فهم الظواهر الكبرى في تعقيداتها وألوانها المختلفة قبل التسرع في إطلاق الأحكام وبناء النتائج الخاطئة. إنه لأمر مفزع فعلا أن يتم تحويل دائرة النقاش حول قضايا فكرية شائكة إلى ضرب من  التقابل الثنائي والحدّي بين من يدافع عن الدين والشريعة من جهة، وبين من ينافح عن العلمانية واللادينية من جهة أخرى، فما عرف الشيخ غازي التوبة بأكثر حمية على الدين من الشيخ الغنوشي، ولا الشيخ الغنوشي بأكثر إسلامية من الشيخ غازي التوبة، القضية المطروحة هنا وتتعلق بمدى تدخل الدولة في الشان الديني، تظل في نهاية المطاف موضع اجتهاد وتقدير في الرأي وليست موضعا للحل والحرمة على نحو مما ذهب إلى ذلك الاستاذ غازي التوبة.   ·   القضية الأخرى التي توقف عندها الاستاذ غازي التوبة وأراد أن يجعل منها أم معاركه ومنازلاته الكبرى ، هي كون الغنوشي قد ميز بين الديني والسياسي ومن ثم اتهامه ضمنا أو صراحة  بالدعوة إلى الحل العلماني، والجواب على ذلك هو أن التمييز لا يعني الفصل ضرورة، ولا هو يعني تبني الرؤية العلمانية، فكل المجتمعات، وخصوصا في عصرنا الراهن، تقوم على التمييز الوظيفي بين حقول اجتماعية وسياسية مختلفة، وخاصة في ظل حالة التركيب والتعقيد التي باتت تطبع الاجتماع السياسي الحديث. لم يعد من الممكن اليوم الجمع بين كل الوظائف والمهام في شخص واحد أو هيئة واحدة،  فليس مطلوبا من المشايخ والعلماء أن يتولوا مهام رجال الدولة وبيروقراطها، ولا هو مطلوب من هؤلاء أن يحلوا محل رجالات الفتوى والفقه ، كل ميسر لما خلق له. بل إن وضعنا الراهن في العالم الإسلامي أدعى إلى رفع الصوت عاليا في المطالبة بإبعاد الدولة عن التحكم في الدين وتوظيفه في التسلط على المجتمع ، وذلك بالتمييز ما أمكن بين مختلف المجالات والحقول درءا لشر هذه الدولة وآفة تسلطها على الدين وعلى كل شيء، بدل المناداة بجمع كل شيء تحت سلطة واحدة أو إمرة رجل واحد (ولو كان الخليفةالفرد العالم المجتهد الذي يحلم به البعض) وهب أن الدولة الإسلامية تطبق أحكام الشريعة فهل يعطيها ذلك عصمة أو قدسية خاصة على نحو ما توحي بذلك قراءة الأستاذ غازي التوبة. الخشية هنا  أن يتم تحت عنوان شمولية الإسلام وعلاقة الدين بالسياسة  إكساء الدولة طابعا قدسيا، إذ يغدو وقتها معارضة هذه الدولة ضربا من محاربة الدين والتطاول على المحرمات، وهو ما نبه إليه الشيخ الغنوشي فعلا. يجب أن يتم التخلي  فعلا عن هذا التصور المثالي للدولة الإسلامية  الذي يرى فيها مجالا لتجسد الفضائل الدينية والروحية، مقابل التأكيد على كونها وأيا كان شكلها ولونها تميل بطبعها إلى الانفراد والهيمنة بحسب القاعدة الخلدونية الذهبية (الملك يميل للمجد والانفراد)، وأن تطبق هذه الدولة أحكام الشريعة على النحو الذي يتصوره أو يختزله غازي التوبة في “أحكام الحدود والمال والأسرة” فلن يجعلها ضرورة مبرأة أو محصنة من آفة الاستبداد والانزلاق نحو التسلط سواء باسم الدين أو باسم أي إدعاءات أخرى، فالتزام دول الاسلام قديما وعلى نحو ما حديثا بذلك لم يمنعها غالبا من الاستبداد والعدوان باسم الدين على الأنفس والأعراض والأموال. بل أقول هنا إن هذه النزعة الدولتية (أي التعلق بالدولة) مدمرة للدين ومفسدة للسياسة على السواء  والمطلوب  الحذر منها اليوم  قبل الغد حتى لا نتمادى أكثر في التعلق بالأوهام والأحلام الكاذبة. الشريعة ليست إيديلوجيا دولة ولا هي مدونة ضبط قانوني وعقابي بل هي أولا وقبل كل شيء خطاب الأمة والمجتمع ومصدر قيمها العام ونهجها الأقوم لتحقيق العدل.   ·   التاريخ ليس مجالا لتجلي الرغبات والأماني الفردية أو الجماعية على نحو ما يتصور ذلك الأستاذ غازي التوبة من خلال تشبثه بما يجب أن يكون لا بما كان فعلا ، بل يجب أن يدرس بأكبر قدر ممكن من التجرد وإرادة الفهم والاعتبار ، وما ذهب إليه الشيخ الغنوشي هو الأقرب إلى الحقيقة التاريخية، فقد تبلور في تاريخنا الإسلامي ضرب من التمايز بين الدين والدولة أو بصيغة أكثر وضوحا ودقة تبلور نوع من تقاسم الوظائف بين ما سمي بأهل السيف وأهل القلم أي بين وظائف الحكام والسلاطين  ووظائف الفقه والعلم الشرعي ، وقد كان العلماء والفقهاء قبل غيرهم هم من طالب بكف يدي الدولة عن التدخل في الحقل الديني مكتفين بحملها على الالتزام بأسس الشريعة وعدم التدخل في شؤون الاعتقاد والخيارات الفقهية والمذهبية، وقد كان من نتائج ذلك تبلور مجتمع أهلي إسلامي بالغ الثراء والتنوع والاستقلال قوامه شبكة واسعة من الأوقاف والمدارس والمساجد والأسواق  بعيدا عن أهواء الحكام ومفاسدهم، ولعله لهذا السبب بالذات أمكن ضمان استقرار المجتمعات الإسلامية وانتظام وظائفها وحركة سيرها بمعزل عن تقلبات السلاطين والأمراء والسلالات الحاكمة المتقلبة والمتنازعة فيما بينها، ولو ترك مصير المجتمعات الإسلامية لأهواء هؤلاء لما بقي لنا ما نحفظه من ميراث تاريخنا السياسي غير أخبار صراعات السلاطين والأمراء وسل السيوف في وجه بعضهم البعض.  ومن المهم لفت انتباه الأستاذ غازي التوبة بأن تاريخنا السياسي لا يقرأ من خلال مدونات الآداب السلطانية التي هي في جوهرها إعادة إنتاج لمرايا ونصائح الملوك المنحدرة من الآداب الساسانية الفارسية والرومانية القديمة ولا صلة لها بفلسفة الإسلام السياسية من قريب أو بعيد. وهب أن ما قاله أسلافنا من رجال السياسة الشرعية والآداب السلطانية هو عين الصواب، فالحق أن واقع الدولة الحديثة التي نعيش تحت ظلالها اليوم وربما نكتوي بنارها لا صلة لها  من قريب أو بعيد بمدونات الأسلاف، ولا بواقع الدولة السلطانية القديمة. يجب أن نكف عن هذا الإسقاط التاريخي الذي لا يسمح لنا بفهم تجربتنا التاريخية  ولا بحسن قراءة  واقعنا السياسي الراهن. وإذا كان ابن حنبل قد اعترض على المأمون لأنه أراد فرض عقيدة فاسدة ورأي خاطئ على الأمة فماذا يقول الاستاذ في الأمام مالك ابن أنس الذي رفض اعتماد الخلافة موطإه  رسميا في مختلف الأمصار شريعة لها، هل كان يعتقد هو الآخر بفساد رأيه وانحراف فقهه؟   ·   وأخيرا يمكن القول أن عصارة ما طرحه الأستاذ غازي التوبة يتلخص في شن حرب لا هوادة فيها على أي صورة لحياد الدولة، باسم تطبيق الشريعة ، حرب على أي شكل من أشكال التمييز بين الوظائف والحقول السياسية والاجتماعية، حرب ضد نسبية الحقيقة باسم تطبيق الرأي الصحيح، أما البديل  الذي يبشرنا به أو يريد إقناعنا به فهو الدولة التدخلية باسم تطبيق صارم للشريعة،يصادر كل معنى للحرية وللتعددية وللتعايش مع القوى الحديثة في مجتمعاتنا بل حتى مع المذاهب الاسلامية المخالفة التي نجحت مجتمعاتنا التقليدية في احتضانها ضمن تصور رحب للشريعة أفسح المجال أمام بسبب تمايز نسبي بين السياسي والديني.  ولعل هذا ما يسمح بالقول بأن الخشية الزائدة على مجتمعاتنا لا تتأتى فقط من العلمانية والعلمانيين، بل قد تتأتى أشد من ذلك من مثل هذه الأطروحات التي تريد أن تجعل من الإسلام أقفاصا حديدية وباعثا على الشقاق والانقسام، وهو ما يؤكد صحة ما ذكرناه في مقال سابق بأن التشدد الديني هو المغذي الأكبر للحل العلماني في منطقتنا. وتقدّم الحالة العراقية تحت حكم الاحزاب الاسلامية وكذا الحالة الافغانية تحت حكم أحزاب المجاهدين سابقا شواهد حية على عجز التصورات الدينية المغلقة عن توليد الاجماع، بما ينادي الى الحل العلماني في غياب تصور اسلامي كفيل باستيعاب ما تحفل به مجتمعاتنا من تنوع وتعدد.   د رفيق عبد السلام  

ملك المغرب يتعرض لالتهاب فيروسي

غزة-دنيا الوطن أعلن في الرباط أمس أن العاهل المغربي الملك محمد السادس تعرض لالتهاب واضطرابات في الجهاز الهضمي، مما يتطلب فترة راحة مدتها خمسة أيام، وقال بيان أصدرته وزارة القصور الملكية والتشريفات إن الحالة الصحية للعاهل المغربي مطمئنة ولا تدعو للقلق. وذكر البيان، الذي أصدره البروفسور عبد العزيز الماعوني، الطبيب الخاص لملك المغرب، ومدير عيادة القصر الملكي، أن الالتهاب الذي تعرض له العاهل المغربي فيروسي ويعرف باسم « روتا فيروس»، وأدى إلى حالة جفاف حادة تتطلب فترة نقاهة مدتها خمسة أيام. وذكر مصدر طبي أن «روتا فيروس» يؤدي إلى حالات إسهال بسبب اضطرابات في المعدة كما يؤدي إلى التقيؤ، وهو مرض فيروسي يكون عرضة له الصغار في الغالب الأعم، ويتسبب في حالة إسهال حادة، كما يصيب الكبار لكن بنسبة محدودة. وقال الدكتور نجيب شقوري، وهو أخصائي في أمراض الجهاز الهضمي في الرباط لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا المرض يصيب عادة الأطفال، وإذا ما أصاب شخصا بالغا فذلك يعني بالضرورة أنه اكتسبه عن طريق انتقال العدوى من طفل. ومع تكرار المرض تتقوى المناعة الذاتية وبالتالي يصبح تحت السيطرة ولا يشكل أي خطورة. وأشار الدكتور شقوري إلى أن هناك سبعة أنواع من هذا الفيروس، وهي تصنف طبقا للحروف الأبجدية اللاتينية « إيه بي سي دي إي إف جي»، موضحا أن فيروس « جي» هو الأكثر انتشارا، ويتسبب في أكثر من 90 في المائة من الحالات، وينتقل بالطرق التقليدية خاصة عبر الهواء، وعن طريق الفم أو المصافحة. وينتشر عبر خلايا الأمعاء مما يتسبب في اضطرابات المعدة والأمعاء. واكتشف هذا الفيروس عام 1973، وتطورت بعدها وسائل علاجه والتحكم في أعراضه. وتطلق عليه عدة أسماء منها: «الإسهال الطفولي» و«إسهال الشتاء» و«إنفلونزا المعدة» و«الالتهاب المَعِدي المعوي» و«الالتهاب المعدي المعوي الفيروسي الحاد». وعند الإصابة بالمرض يكون الهدف الأساسي هو معالجة التهاب الأمعاء الفيروسي، أما الهدف الثاني فهو المحافظة على التوازن الغذائي للمريض. (المصدر: موقع “دنيا الوطن” الإلكتروني (غزة – فلسطين) بتاريخ 27 أوت  2009)  

كنوز التراث: الحدود والحروف (2/4)

  احميدة النيفر      يعتبر عبدالرحمن بن خلدون الحضرمي الأصل، التونسي الولادة (سنة 732هـ) المغاربي النشأة والأندلسي الهجرة صاحب سبق في وضع أساسيات لنظم العمران. ما يلفت النظر في توجهه العمراني هو الموقع الذي يوليه للتربية في الظاهرة العمرانية بما يتيح القول إن أحد أبرز وجوه التمدن في الحضارة الإسلامية مرتبط عنده بصورة عضوية بالنظام التربوي. بذلك جاز أن نقول إن المؤسسة التربوية تعدّ عامل مناعة وإبداع في كل تجمع متمدن واعٍ بأهمية المؤسسات المجتمعية والثقافية ومقدّر لخطورتها عند مواجهة المصاعب الكبرى والتصدي بنجاح للتحولات التاريخية. من ذلك الوعي وما يستتبعه من تنظيمات وإجراءات تتولد فاعلية الأفراد وحيوية الجماعات وتتمكن النخب من الإجابة السديدة عن التساؤلات العميقة التي لا تفتأ تُطرح عن الهويّة الفردية والجماعية وعن عوامل التوقف الإبداعي الذي يهدد الكائنات البشرية. كانت هذه المعاني التي قد تبدو معاصرة وغير متاحة للقدامى حاضرةً بشدة لدى ابن خلدون لجملة من الاعتبارات من أهمها منهجه الاستقرائي الطبيعي والعمراني الذي مكّنه من الوقوف على خصائص التركيب الإنساني وعلى دواعي تمدن المجتمعات الإنسانية. إلى جانب ذلك استفاد ابن خلدون ممن سبقه ممن اعتنوا بالمعضلة التربوية من علماء الأندلس خاصة ومن أهمهم القاضي أبو بكر بن العربي الذي كان قد خص منهاج التعليم لدى الأندلسيين بالبحث والتحليل. أشار إلى ذلك ابن خلدون في «المقدمة» حين قال: «لقد ذهب القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب رحلته إلى طريقة غريبة في وجه التعليم وأعاد في ذلك وبدأ وقدّم تعليم العربية على سائر العلوم كما هو مذهب أهل الأندلس». ذكر القاضي ابن العربي في كتاب «أحكام القرآن» أن لأهل الأندلس خاصية تميّزهم عن سائر المغاربة في تعليم الصبيان. قال: «وللقوم في التعليم سيرة بديعة وهو أن الصغير منهم إذا عقل بعثوه إلى المكتب»، أي أنه لم تكن هناك سنّ محددة لتلقي العلم, بل الأمر يظل متروكا لنضج الصغار وتقدير آبائهم حرصاً على نجاعة المؤسسة التربوية وسعيا إلى أمثل انتفاع بها. يضيف ابن العربي بعد ذلك ما يزيد في تبيان الخصوصية الأندلسية في التعليم زمن الرقي, موضحا ما تواضع عليه القوم من منهج يربي العقول أساسا. يقول: «فإذا عبر (الصبي) المكتب أخذه بتعلم الخط والحساب والعربية فإذا حذقه كلّه أو حذق منه ما قُدِّر له خرج إلى المُقري فلقّنه كتاب الله فحفظ منه كل يوم ربع حزب أو نصفه أو حزبا حتّى إذا حفظ القرآن خرج إلى ما شاء الله من تعليم العلم أو تركه». ذلك كان القدر المشترك بين صغار الأندلسيين في طور التمدن وذلك بالحرص على إيلاء العلوم العقلية منزلة متقدمة عن العلوم النقلية. هذا ما يعلن عنه صاحب «أحكام القرآن» حين يقول بعد ذلك: «ومنهم (صغار المتعلمين) وهم الأكثر، من يؤخر حفظ القرآن ويتعلم الفقه والحديث وما شاء الله فربما كان إماما وهو لا يحفظه وما رأيت بعيني إماما يحفظ القرآن ولا رأيت فقيها يحفظه إلا اثنين». ثم يقدم ابن العربي محصلة كل هذا المنهج معروضا إلى جانب المعضلة التربوية كما آلت إليها الأحوال في عصره قائلا: «ذلك لتعلموا أن المقصود (عندهم) حدودُه (القرآن الكريم) لا حروفُه وعُلِّقت القلوب اليوم بالحروف وضيعوا الحدود خلافا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم». ينطلق ابن خلدون من هذا التشخيص الذي يحدد طبيعة المعضلة التي واجهها المسلمون زمن التراجع الحضاري والمتمثلة في تعلق النظام التعليمي بالعرضي وإهمال الجوهري. يرى صاحب المقدمة أن في ذلك مؤشرا قويا ينذر بخلل فادح في سلّم القيم التربوية والحضارية لذلك خصه بعناية في الشرح والتحليل. يبدأ بالتعرض لما كان سائدا لدى أهل المغرب من اقتصار على تعليم القرآن فقط وما يرتبط به من رسم وما تتفرع عنه من مسائل، «لا يخلطون ذلك بسواه»، أي أن الرؤية المؤسسة للتعليم عندهم تعتبر حفظ القرآن أصل المعارف وغايتها. من ثم كان اهتمام الصغير بالفقه والشعر والحساب محدودا أو منعدما مما يؤدي بالمتعلم الذي اقتصر تحصيله على حفظ القرآن ورسمه عند انقطاعه عن التعلم إلى أن ينقطع عن العلم بالجملة. ثم يقارن هذا التوجه بما ساد لدى الأندلسيين الذين لا يختلفون عن المغاربة في اعتبار القرآن أصل التعليم وأساسه, إلا أنهم لهذا السبب بالذات لا يقتصرون عليه فقط «بل يخلطون في تعليمهم للولدان روايةَ الشعر في الغالب والترسل وأخذهم بقوانين العربية وحفظها وتجويد الخط والكتاب». من هذا التوجه التعليمي المتكامل الجامع بين العلوم الدينية والعلوم اللغوية والآداب والفنون تتسع آفاق المتعلم وتتنوع ملكاته واستعداداته. أما أهل إفريقية فمذهبهم التعليمي أقرب إلى ما درج عليه الأندلسيون لأن «سندَ طريقتهم في ذلك متصلٌ بمشيخة الأندلس الذين أجازوا عند تغلب النصارى على شرق الأندلس واستقروا بتونس وعنهم أخذ ولدانهم بعد ذلك». هذا التنوع في مناهج التعليم في زمن ابن خلدون أدّى به إلى ترجيح المنهج الأندلسي لأن الاقتصار على حفظ القرآن يفضي إلى «القصور عن ملكة اللسان جملة» وإلى قلة الحذق في العلوم المختلفة وقصور الهمة المبدعة في الفنون والمعارف. يدعم صاحب المقدمة هذا الرأي بقوله إن «القرآن لا ينشأ عنه في الغالب ملكة لأن البشر مصروفون عن الإتيان بمثله» فلا ينشأ نتيجة ذلك إلا الاحتذاء بأساليبه «ولا يحصل لصاحبه ملكة في اللسان العربي وحظه الجمود في العبارات وقلة التصرّف في الكلام». هذا ما يجعل النص الخلدوني التربوي موجها إلى تقديم الحدود والمقاصد على الحروف والأشكال وما يستتبعه ذلك من تكامل المعارف الدينية مع غيرها من العلوم. هو من هذا الوجه يعد نصا معاصرا لأنه يلتقي مع ما أصبح يعرف اليوم بالتكامل المعرفي الذي يتيح للمتعلم رؤية أوسع للعالم, وعمقا أكبر في الوعي بالذات, وحذقا أشد عند مواجهة غربة الإنسان في عالمه, وما ينجم عن ذلك من المعضلات المؤذنة بزوال الحضارة.    ( المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 27 أوت 2009 ) 

 ديمقراطية حمل العبء وشعور الغرب بالرضا  

 بشير موسى نافع (*) عندما كتب الشاعر الإنجليزي كيبلنغ مقطع قصيدته الشهير الذي تحدث فيه عن عبء الرجل الأبيض لم يكن يعبر عن مجرد شطحة شاعر أو غرور إمبريالي أيديولوجي. كان كيبلنغ يعكس المناخ الثقافي السائد للإمبراطورية في لحظة ذروة صعودها ونضوج رؤيتها لذاتها وللعالم. بُنيَت الإمبراطورية بقوة التنظيم العسكري الأوروبي الحديث، وبنيت بتفوق النيران، كما بنيت بسفن آلة الدفع الذاتي السريعة، المسلحة بالمدافع الثقيلة. ولكن ليس ثمة إمبراطورية في التاريخ إلا واستظلت بخطاب تسويغي، مبرر وجود يستجيب لنزعة توكيد الذات الإنسانية، يستند إلى مقولات عقلانية أو شبه عقلانية، حقيقية أو مزيفة. ولم يكن غريباً أن توفر الدارونية، منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، المسوغ الأيديولوجي «العلمي» للتوسع الإمبريالي. في الأيديولوجيا الدارونية لم يكن المهم إمبريالياً الجدل حول «أصل الأنواع»، بل المتعلقات اللاحقة حول تراتبية النوع الإنساني واعتبار العرق الأبيض، والإنجلو-ساكسوني على وجه الخصوص، ذروة هذه التراتبية. ولأن فكرة التقدم تقع في القلب من التصور الجديد للعالم والتاريخ، أصبح الأخذ بيد البشرية إلى الأمام مسؤولية الرجل الأبيض، العبء الذي ألقاه التاريخ على عاتقه. صحيح أن عملية إخضاع الهند بعد انتفاضة منتصف القرن التاسع عشر كانت في جوهرها سلسلة من المجازر الدموية، وأن احتلال الجزائر ومصر أُنجز على أرضية من الخداع وباستخدام أقصى درجات العنف. ولكن هذه هي طبيعة التحولات التاريخية، التي لا يمكن أن تتحقق بدون قدر من الألم. خلف الإمبراطوريات الأوروبية المتسعة أبداً، كان النبل الإنساني للرجل الأبيض هو محرك التاريخ، وليس قوى النهب والسيطرة. أو هكذا رأت الإمبراطوريات الغربية نفسها. بعد أقل من قرن على ولادتها، كانت الإمبراطوريات الغربية تؤسس لميلاد نقيضها التاريخي: حركات التحرر الوطنية في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية. ومنذ نهاية الحرب الثانية كانت الجيوش الاستعمارية ترحل وتترك خلفها الكيانات القومية أو شبه القومية (التي رسمت الإدارات الاستعمارية حدودها من قبل) دولاً مستقلة. وقد تغيرت معادلة القوة في العالم كذلك. فقدت بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ممتلكاتها الآسيوية والإفريقية، وصعدت الولايات المتحدة إلى مقدمة العالم الغربي، وخضعت لقيادتها، بصورة أو بأخرى، الإمبرياليات السابقة، عسى أن تصبح شريكاً في معادلة القوة الجديدة. لم يعد من الممكن، حتى في ظل علاقات الهيمنة والسيطرة الجديدة، إعادة بناء الإمبراطوريات التقليدية، ولكن شيئاً من روح الحقبة السابقة ظل حياً في عقل وخطاب القوى الغربية وقيادتها الجديدة: الغرب هو مركز العالم، هو طليعته المتقدمة، ومعيار الحضارة يتعلق في جوهره بمقدار الاقتراب من والتماثل مع قيم الغرب السياسية وأنظمته الاجتماعية وثقافته. خلال سنوات الحرب الباردة، ولاعتبارات التنافس والصراع بين المعسكرين الكبيرين، لم يكن ممكناً دائماً أن يعود الرجل الأبيض إلى تحمل أعباء نشر قيم الحضارة والتقدم، سوى في حالات استثنائية، أخذت في أغلب الحالات طابع الانقلاب العسكري. ولكن ما أن انتهت الحرب الباردة حتى انطلقت الجيوش الغربية، أو استخدمت وسائل الحصار الاقتصادي والضغوط الدبلوماسية الهائلة، لتحقيق رغبة الرجل الأبيض الطاغية في إرضاء الذات، بنشر قيم وأنظمة الحضارة، أو حتى فرضها، على الشعوب التي لم يحالفها الحظ في الالتحاق بقاطرة التقدم الغربي. ثمة أسباب عديدة يمكن أن تقرأ خلف غزو أفغانستان والعراق، بينها بالتأكيد في الحالة الأفغانية الهجمة الإرهابية على واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001. ولكن في كلتا الحالتين، كما في مجمل الحرب العالمية التي قادتها إدارة بوش، لم تعد الأسباب الأولية للحرب ذات أهمية في خطاب التسويغ وأيديولوجيا الاحتلال. المهم، والذي سرعان ما سيحتل المساحة الأكبر من الخطاب، هو نشر الحريات بمفهومها الغربي وإقامة الديمقراطية. من فوهة البنادق وعلى دوي الطائرات القاذفة، بدأ التأسيس للديمقراطية في العراق وأفغانستان، وفي ظل من الضغوط السياسية والتدخلات الخارجية المباشرة وغير المباشرة، عقدت الانتخابات اللبنانية الأولى بعد الانسحاب السوري، ودفع محمود عباس دفعاً لعقد انتخابات المجلس التشريعي لسلطة الحكم الذاتي. ولكن أياً من هذه الديمقراطيات لم ينعكس إيجاباً على الشعوب وحياتها. الانتخابات الفلسطينية، كما هو معروف، جاءت بحكومة غير مقبولة غربياً، وسرعان ما فرض عليها حصار دولي وإقليمي، في توجه لا يخفى لتعليم الفلسطينيين درساً لن ينسوه في أن المقصود بالديمقراطية ليس انتخاب من يراه الشعب الأصلح، بل من تراه القوى الغربية الأفضل والأكثر جدارة بأن يحكم. والتجربة الفلسطينية، على أية حال، لم تدم طويلاً، وانتهت إلى انقسام الفلسطينيين بين غزة ورام الله. الديمقراطية اللبنانية كرست الانقسام اللبناني السياسي الداخلي، وأضافت إلى الطائفية اللبنانية، المؤسسة منذ مطلع لبنان الانتدابي، تدافعاً سنياً-شيعياً. وسرعان ما أنتجت التجربة اللبنانية الديمقراطية الأولى بعد الخروج السوري ما يشبه الحرب الأهلية الجديدة، عندما بسطت قوات حزب الله سيطرتها على بيروت بالسلاح. ولولا الحكمة العربية التي دفعت الأطراف اللبنانية المتصارعة إلى اتفاق الدوحة، لتحول انفجار الأسبوع إلى حلقة أخرى في حرب أهلية طويلة. أما الانتخابات اللبنانية الثانية، التي عقدت قبل أكثر من شهرين، فقد عجزت حتى الآن عن تشكيل حكومة مستقرة، وأصبحت نتائجها في مهب الريح، بعد انقلاب جنبلاط على حلفائه. في العراق، الذي يعيش منذ أربع سنوات في ظل حكومة أفرزتها أول انتخابات برلمانية بعد الاحتلال، تحول نموذج التحول الديمقراطي إلى كابوس حقيقي، تصعب رؤية نهايته، من الموت اليومي، النهب المنظم واسع النطاق، والاستباحة غير المسبوقة منذ قرون لمقدرات البلد الاستراتيجية وثرواته وسيادته. لا يعيش العراق في ظل احتلال أجنبي وتدخلات إقليمية وحسب، بل وانقسم على نفسه طائفياً وقومياً، بحيث بات مشروع إعادة بناء وحدته ودولته المركزية بعيد المنال. وخلال الأيام القليلة الماضية، احتلت الانتخابات الأفغانية صدر صفحات اليوميات والنشرات الإخبارية في كبرى العواصم الغربية. هناك، بالطبع من شكك في مصداقية هذه الانتخابات. ولكن الأجواء السائدة كانت أقرب إلى تهنئة الذات والشعور بالرضا، وكأن كل هذه التكاليف المادية والبشرية الهائلة والمتصاعدة للحرب في أفغانستان، لم تذهب سدى. قلة أشارت إلى حجم الفساد المستشري في حكومة كرزاي وطبقته الحاكمة (الفساد الذي لا يقل درجة، وإن قل حجماً، عن الفساد المستشري في العراق الجديد). وقلة أشارت إلى فقدان المعنى لانتخابات تجري بين متنافسين على الحكم بينما البلاد كلها تعيش حالة من الدمار وانتشار العنف والموت، وقد تحول معاشها إلى أسير لإنتاج المخدرات أو المساعدات الأجنبية. ليس ثمة من يمكنه الجدل حول تكريس حق الشعوب في اختيار من يحكمها وإخضاعها لحكم استبدادي أو شمولي، ناهيك عن المفاضلة بينها. السؤال ليس هنا. السؤال أن الديمقراطيات التي ولدت من رحم الغزو والاحتلال والضغوط والحصار الأجنبي تعبر عن رؤية الغرب لذاته ودوره وموقعه أكثر مما تعبر عن رغبة أو أماني الشعوب. توفر الانتخابات الاحتفالية المتلاحقة من العراق إلى أفغانستان غلالة التسويغ الأخلاقية للغزو والاحتلال، بينما تنقلب وبالاً على الشعوب. ولكن غلالة التسويغ هذه، على أية حال، ليست بالكثافة الكافية لتغطية الواقع الملطخ خلفها. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 أوت 2009)  

في مصر: إصلاح ام محرقة

ابراهيم يسري انتهت زيارة الرئيس حسني مبارك لواشنطن اي انه ليس هناك ما يبرر العجلة في الاصلاح السياسي، وأنه من الأفضل الحفاظ على الإستقرار في مصر تحت الحكم الشمولي الحالي وما يلح به من فساد سرطاني زرعه رجال الأعمال في سد الأمة. غير أن واقع الحال يؤكد قصور ذلك التقدير لتجاهله لعوامل التفجير الكامنة في الساحة السياسية المصرية مما يدمر الاستقرار ويستبدله بفوضى عارمة ودمار هائل. وكانت الحاجة الى الإصلاح السياسي قد بزغت في أعقاب حراك بدت بوادره مع بداية هذا القرن، حيث انطلقت دعوات في الوطن العربي لإصلاح سياسي يتيح الخروج من حالة التدهور والإحباط التي تعم مصر والدول العربية. وقد تجسد هذا الفكر في الندوة التي عقدت في مكتبة الإسكندرية برعاية الرئيس مبارك في آذار (مارس) 2004 صدر بيانها الختامي ليرسم مبادئ وخطوات الإصلاح السياسي في الوطن العربي لتحقيق الديموقراطية والحرية. وتوالت بعد ذلك المناقشات والحوارات بين الأحزاب في ما بينها، وبين الأحزاب والحزب الوطني الحاكم دون أن تسفر عن أي نتائج إيجابية. وفي 29 تموز (يوليو) 2008 صدرت وثيقة مستقبل مصر بعد اجتماعات ومناقشات دارت بين النخب السياسية وانتهت الى أهمية إرساء نظام ديموقراطي في مصر يحقق الفصل بين السلطات وتداول السلطة ويضمن الحفاظ على حرية وحقوق الإنسان المصري. وتوالت بعد ذلك الحوارات والمحاولات فشهدنا ائتلافات حزبية تقوم وتنفض وعادت الحياة السياسية الى حالة من الجمود المقلق في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد لأخطار كبيرة وتقبل على مستقبل يسوده الغموض، ولم يخل الأمر من إسهامات هامة لكبار الكتاب والمفكرين المصريين والعرب حاولوا فيها رصد معالم الفساد السياسي على مستوى العالم العربي كله والبحث عن منهجية وآلية لاصلاح سياسي منشود. وفي آذار (مارس) نيسان (أبريل) الماضيين كتب الراحل العزيز الكاتب الصحفي صلاح الدين حافظ سلسلة مقالات حول الإصلاح السياسي وقال: تظل مصر نموذجا مثاليا للدولة الإقليمية الكبيرة، التي تتعرض هذه الأيام لاحتقان سياسي واضطراب اجتماعي، نتيجة التحولات المتسرعة في التوجهات الاقتصادية، وأن الأمر يتعلق بقضية وطن يعيش أزمات طاحنة، وبالتالي فإن الإنقاذ يجب أن يبدأ الآن وفورا في إجراء إصلاحات حقيقية واسعة. واقترح أن نخطو خطوة عملية جديدة، وأن تتكون لجنة تحضيرية للمشروع الوطني الجديد للإصلاح والإنقاذ، حدد مهمتها بدقة. وبدأ بترشيح خمسين شخصية مصرية كبداية لتحقيق المشروع الوطني للإصلاح. وإحساسا بخطورة الوضع الداخلي، وفي آب (أغسطس) 2007 أعدنا اطلاق دعوة كنا قد وجهناها للقوى الوطنية في خريف عام 2006 من أجل ضرورة بدء حوار وطني فاعل للنظر في منهجية وآليات الإصلاح السياسي، وأوجزت الموقف آنذاك بأننا لم نعد نملك ترف الخلافات والمنازعات بين الأحزاب والنخب، ولا نقبل استئصال أو عزل أي تشكيل سياسي أو اجتماعي، ومن ثم فلا بد أن نرسي وحدة وطنية جماهيرية تقود عملية الاصلاح السياسي حتى نستطيع أن نحقق الهدف الكبير وهو إنشاء نظام ديمقراطي ننعم فيه بالحرية والشفافية وكرامة الإنسان المصري. وأشرت إلى انه قد تولد توافق عام بين النخب السياسية والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني أن الوطن يحتاج لتحقيق إصلاح سياسي شامل قبل أن يسقط وينهار، في الوقت الذي تمضي فيه السلطة في طريقها نحو تنفيذ مخططاتها ورؤيتها العبثية في الإصلاح السياسي غير عابئة برؤى القوى السياسية المعارضة، وأن الت وريث وغيره مما بشرت به السلطة قادم لا ريب فيه برغم كل هذا الضجيج الذي سمحت لقوى المعارضة أن تشنه. وأن السلطة لا تسمح بالتغيير بالوسائل الديمقراطية بالنظر إلى القدرة القمعية الهائلة والسلطات غير المحدودة التي تتمتع بها أجهزة الأمن الداخلي، وأن كل الحراك السياسي الذي شهدناه ليس من شأنه أن يحدث تغييراً جوهرياً، ولا يضعف من قبضة النظام ولا يزحزحه عن سياساته الشمولية قيد أنملة، الأمر الذي سادت بسببه قناعة عامة في الأوساط السياسية بأننا نعاني من حالة انسداد سياسي لا تسمح بالتغيير بالمقالات والندوات فقط، وأننا لا بد أن نستخلص من ذلك أن منهجيات وأساليب التحرك أو الحراك السياسي قد فشلت بجدارة في الفترة الماضية في الضغط على النظام وفي إحداث أي تغيير أو تحديث ملموس في التطبيق الديمقراطي. ووصفت موقف النخب بنوع من الرومانسية السياسية لأنه مع وضوح هذه المعطيات ودلالاتها، فإن بعض النخب السياسية الوطنية المخلصة والنشطة لم تستطع توقي الإغراق في رومانسية عميقة وهي تتناول بالتحليل التدهور السياسي الحالي، وقد استمرأت النخب الظهور في الفضائيات والصحف التي فتحت أبوابها لها في الداخل والخارج، فأصب ح بعض أشخاصها نجوماً إعلاميين أمطرونا بتصريحات وأحاديث تبشر بالقدرة على تغيير النظام، وهو أمر متفق عليه بين النخب، كما أصبح الاصلاح مطلبا جماهيريا قويا، ولكنه حتى الآن يبقى في مصاف الأماني الوردية ويفتقد القدرة والقوة على التحرك نحو إصلاح سياسي فاعل. وفي ضوء المعطيات السابقة تصبح كل تحركات الأحزاب السياسية او النخب السياسية والمدنية بلا مردود، ويصبح مخطط السلطة في التعديلات الدستورية والتوريث نافذاً، ويصبح دخول الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات الوطنية في هذه اللعبة العبثية لا طائل من ورائه إلا تكريس مخطط السلطة، حيث لا توجد لديها آليات فاعلة تضغط بها على النظام ولا قادرة على تنظيم ما يشبه عصياناً مدنياً ومن هنا يبقى أمامنا عدة بدائل: البديل الأول: هو تقبل الأحزاب والنخب السياسية المنهج الإصلاحي التدريجي للنظام والذي يعتبر الديمقراطية منحة تعطى بالتدريج حسب تقديره وهذا ما ترفضه كل القوى على اعتبار انه يؤجل عملية الاصلاح عشرات السنين وقد يقضي عليها. البديل الثاني: أنه في غياب قدرة الأحزاب والنخب السياسية على تنظيم وقيادة حملة جماهيرية مؤثرة للضغط على النظام بما في ذلك تنظيم نوع من العصيان المدني في إطار المشروعية الدستورية والقانونية فلا مناص من أن تجمع الأحزاب والقوى السياسية على البقاء خارج لعبة السلطة وعدم المشاركة في أي انتخابات أو ممارسات في غياب نصوص واضحة تضمن سلامة الممارسة السياسية تحاشياً لتمكين السلطة من التستر وراء غلالة من المشروعية لتنفيذ مخططها ولمواجهة السلطة بفراغ دستوري يكشف حقيقة توجهاتها. البديل الثالث: وعليه فمع استبعاد البدائل والحلول المقترحة لافتقادها للآلية ولانها غير مواتية في ظل تشرذم النخب والاحزاب السياسية، فإنه في حالة الرغبة والقدرة على تنظيم ضغوط جماهيرية قوية تصل إلى البديل الثالث، وهو أمر حتمي وهو الإعداد لمرحلة العصيان المدني في إطار المشروعية الدستورية والقانونية في مواجهة قوة القمع التي يستند عليها النظام تبرز الحاجة لانتهاج اسلوب يمكن ان تتجمع حوله الاغلبية الصامتة من جماهير الشعب الغارقة في السلبية والاحباط. وقد يتطلب هدا النهج مخاطبة الجماهير باسلوب مختلف يأخذ في الاعتبار شخصانية الشارع المصري الذي ثار وراء سعد زغلول بكل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي فقد انضم للحركة الوطنية اقطاعيون و مثقفون الى الزعيم قبل المبدأ، صحيح أن الهدف قد توحد في معركة التحرير من المحتل الأجنبي غير أن مفجر طاقة الثورة هو شخص سعد زغلول، وتكرر الأمر بصورة أخرى عندما استقطب جمال عبد الناصر كل القوى الجديدة في مسيرته نحو استكمال جلاء المحتل وبدء مرحلة هامة من التنمية قادت الى تغييرات جذرية مجتمعية وسياسية واقتصادية. ومن هنا نؤكد دعوتنا إلى توحيد جميع القوى الوطنية خلف زعامة شخصية وطنية كاريزماتية بدلاً من تشرذم القوى الوطنية، من منطلق ان شعوبنا في هذه المنطقة من العالم تشخصن السياسة ولا تتحرك ولا تثور إلا في ظل قيادة كاريزمية يتولاها زعيم قوي مقبول من الشعب، وفي هذا السياق فان على القوى السياسية والشعبية ابتداع آليات اختيار ذلك الزعيم وأن تمنحه كل الأحزاب والنخب السياسية دون استثناء أو استئصال تأييدها المطلق وتعبئ قواها من ورائه في شبه وحدة شعبية كاملة لتحقيق هدف محدد وهو تحرير الوطن من ربقة الشمولية وما يلحق بها من فساد.. وفي هذا الاتجاه أصدرت بعض النخب البيان التأسيسي لائتلاف التغيير الذي أكد أنه لا حل لأزمة مصر بغير الإنهاء السلمي للنظام القائم، والتحول إلى حكم الشعب مقترحا خطوات تنفيدية منها وضع فترة انتقالية لمدة سنتين، تدير البلاد خلالها رئاسة محايدة وحكومة ائتلاف وطني، والإعداد لدستور ديمقراطي شعبي جديد يجري إقراره في نهاية فترة الانتقال بجمعيةٍ تأسيسية منتخبة. وتحذر من انزلاق البلد إلى نهاياتٍ مفزعةٍ، أو إلى انفجارٍ تلقائي بتكلفة دمٍ ودمارٍ لا يريدها أحد. وتواصلا مع ذلك طرح عبد الحليم قنديل في ‘القدس العربي’ يوم 13 تموز (يوليو) اقتراحا طلب فيه إدارة حوار واسع مع كافة أطراف المعارضة السياسية والاجتماعية الجدية، وكلها ـ بالطبع ـ في وضع الحركات المحظورة رسميا، وبقصد التشاور والتجهيز لإعلان بديل رئاسي وحكومة ائتلاف وطني، بهدف صياغة بديل معلن للرأي العام، وإعداد البلاد لمرحلة انتقالية تعقب الإنهاء السلمي للنظام الحالي، وفي المشاورات المبدئية، يجري التركيز على اختيار شخصية عامة تصلح لدور الأب أو الرئيس الانتقالي، ومن خلفية قانونية أو علمية محايدة لا تستثير استقطابا سياسيا. وتعاصر مع ذلك مقال كتبه محمد حماد يحبذ فكرة اختيار شخصية وطنية تقود العمل النضالي المصري في هذه المرحلة الحرجة بغية ضمان انتقال سلمي للسلطة وإقامة نظام ديموقراطي مؤسس على الحرية. ولدى ما شهدناه من تدهور خطير في كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل اصبح يهدد كيان الوطن، اجتمعت بعض النخب يوم 22 تموز (يوليو) 2009 لتدارس آليات مقترحة لبداية التحرك الجاد نحو الإصلاح الناجز. وذلك في حدود الدستور والقانون. وتحقق العدالة الاجتماعية وتمنع سيطرة راس المال على الحكم. وتشير المبادرة التي طرحت الى انتهاج آلية مناسبة للعمل الوطني تستشرف فيها اختيار وتكليف شخصية وطنية توافق عليها كل القوى وتتولى زعامة وقيادة العمل الوطني وتلتزم كل القوى بطاعتها والاستجابة لإرشاداتها، على أن يترك لها تحديد آليات ومراحل العمل وفقا لما يستجد من أوضاع، دون تحديد شكل أو أسلوب بعينه توفيرا للفاعلية ومرونة الحركة، غير أن الأمر الوحيد الذي ترتبط به هذه الزعامة هو وقتية دورها وانسحابها من العمل الرسمي والسلطة بعد سنوات قليلة بعد انجاز واستكمال خطوات الاصلاح السياسي والدستوري المنشودة. وأخيرا أشارك في تساؤل مطروح بشدة على العمل السياسي هو هل يمكن أن تتم تعبئة النخب والجماهير للخروج من ‘عنق زجاجة الاستبداد والدخول في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية’، وهنا اشي ر الى ما حذرت منه في مقال بـ’القدس العربي’ في 2006 من أن النظام يراهن على ارتباك النخب وصراعاتها الجانبية من جهة وعلى سلبية الشعب من جهة أخرى لكي ينفذ مخططه مستندا الى قوته القمعية. وكل أملي الآن هو أن تخرج الزعامة المرتقبة بهذه الآليات جماهيرنا من سلبيتها وإحباطها. والخلاصة انه ليس أمامنا متسع من الوقت، وأن خطورة الوضع في الوقت الراهن تتطلب العمل السريع والمنظم والفاعل لتفادي كارثة متوقعة تطيح بالأخضر واليابس وتجهز على هويتنا بل ووجودنا، فهل تنتظم النخب في خط واحد، وهل تتجاوب الجماهير؟ ‘ كاتب ودبلوماسي مصري (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أوت 2009)  

حزب يميني متشدد يقول إنه سيعمل على وقف الزحف الإسلامي اختطاف إمام بريطاني لمنع المسلمين من إقامة الصلاة


أحمد عبد الجواد في إطار حملة الكراهية التي تشنها، اختطفت مجموعة عنصرية تابعة للحزب الوطني البريطاني اليميني المتشدد، إمام أقلية مدينة لوتون البريطانية المسلمة من منزله تحت تهديد السلاح، وأمرته أن يتوقف عن إمامة المسلمين في الصلاة. وأفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، اليوم الخميس، نقلا عن نور رمجانالاي (35 عاما) إمام أقلية مدينة لوتون شمال شرق لندن، أنه قال: “تعرضت للاختطاف تحت تهديد السلاح من قبل رجلين سلطا سكينا تجاه بطني، ثم أخذاني في سيارة حتى وصلا بي إلى غابة بمقاطعة إسيكس غرب بريطانيا”. وأضاف رمجانالاي الذي تعرض منزله لتفجير عنصري الشهر الماضي: “بعد أن توقفت السيارة بالغابة انتابني الرعب أن يقتلوني، خاصة أنهم قالوا: دعونا ننهي الأمر هنا”. وأردف قائلا: “ظننت حينها أنهم سيقتلونني بعد أن توجهوا بي في أعماق الغابة، إلا أنهم توجهوا إلي وحدثوني قائلين: نحن لا نريد مسلمين في لوتون”، مضيفين: “إن لم تتوقف عن إمامة المسلمين سنعود إليك مجددا، ثم تركوني”. وأوضح إمام المسجد أنه “منذ تلك الحادثة التي وقعت الإثنين الماضي وأنا وعائلتي نعيش في رعب.. نخاف أن يتكرر ما حدث، خاصة أنهم قد أخبروني أنه إذا عدت لإلقاء خطبة الجمعة فسوف يقتلونني”. ومنذ أن بدأ يؤم الناس في الصلاة في مارس الماضي، تلقى رمجانالاي رسائل كراهية تهدده وتهدد عائلته بالقتل، بالإضافة إلى إحراق منزله. وتتهم السلطات الحزب الوطني البريطاني اليميني المتشدد الذي يطالب بترحيل المهاجرين والمسلمين من بريطانيا، بارتكاب هجمات عنصرية في المدينة بعدما وزعوا منشورات عنصرية مثيرة تهاجم الأقلية الإسلامية في لوتون. “شرعية لكن غير مفيدة”      المنشور العنصري وينفي الحزب البريطاني اتهامات السلطة له بارتكاب جرائم عنصرية وكراهية، لكن رمجانالاي أوضح أنهم هم الفاعلون ولا أحد غيرهم يفعل ذلك. وأشار إمام المسجد: “نحن مسالمون ونحترم الثقافات والأديان الأخرى، كما أن الصلاة تتم في المساجد والقاعات المخصصة كما يحدث في سائر أنحاء بريطانيا”، مضيفا: “إذا لم نصل في المدينة فسنقطع 4 أميال للصلاة في مدينة مجاورة”. من جانبه، قال قائد بشرطة المدينة: “نحن نحقق في الاعتداءات، ونأخذ الأمر على محمل الجد”، مضيفا: “في الوقت ذاته نعمل على تأمين سكان المدينة وحرية ممارستهم للعبادة”، وتصنف الشرطة منشورات الحزب الوطني اليمين المتشدد بأنها “غير مفيدة لكنها شرعية”. وهاجم الحزب في آخر منشور له تم إرساله إلى عدد كبير من سكان لوتون، رمجانالاي؛ لأنه يؤجر مكانا يؤدي فيه صلاة الجمعة ساعتان أسبوعيا. ويقول المنشور الذي تم توزيعه ويحمل اسم “لا مساجد في لوتون”: “الحزب الوطني يحب لوتون، وسيبذل ما في وسعه لمنع انتشار الزحف الإسلامي في المدينة”. وصَعَدَت أحزاب اليمين المتطرفة في أوروبا في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت يونيو الماضي، كما حققت أحزاب متطرفة أخرى تقدما في هذا الاقتراع، فللمرة الأولى في بريطانيا انتخب نائبان أوروبيان ينتميان إلى الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف. وكان حزب جيرت فيلدرز (الحرية) المعادي للإسلام فاز في هولندا بـ17% من الأصوات ليشغل أربعة مقاعد، وفي المجر يمكن أن يشغل حزب يوبيك اليميني المتطرف مقعدا أو مقعدين، بينما حصل القوميون المتشددون في سلوفاكيا على أول مقعد لهم في البرلمان الأوروبي، وفي رومانيا سيحصل حزب رومانيا الكبرى على مقعدين. ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا حوالي 2.5 مليون مسلم طبقا لآخر الإحصاءات الرسمية، من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 60 مليون نسمة. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 27 أوت 2009)  

البيرو: اعتقال قاضٍ إسرائيلي سابق متهم بالفساد

 


2009-08-27 AFP  أعلن مصدر قضائي في البيرو أن القاضي السابق ورئيس شركة الكهرباء الإسرائيلية سابقا المشتبه به بالفساد وطلبت إسرائيل ترحيله من البيرو اعتقل الثلاثاء في ليما بانتظار قرار من السلطات حول مصيره. وقال المتحدث باسم محكمة ليما لويس غالاردو لوكالة فرانس برس إن دان كوهين (66 عاما) «معتقل في مركز اعتقال مؤقت تابع للسلطة القضائية بانتظار قرار من القضاء بشأنه» مضيفاً أن «قاضيا سيقرر ما إذا كان سيتم نقله إلى السجن». وأوضح المتحدث أن القاضي لاقى صعوبة في البدء لإيجاد مترجم لأخذ إفادة كوهين. واعتقل كوهين الاثنين في ليما بعد صدور مذكرة توقيف من الانتربول بحقه بطلب من وزارة العدل الإسرائيلية. وكان كوهين فر قبل أربع سنوات إلى البيرو عندما كان يشتبه بأنه حصل على عشرات الملايين من الدولارات بمناسبة تسليم سيمنز توربينات عندما كان مديرا لشركة الكهرباء الإسرائيلية. وكشفت القضية مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية التي قالت إن دان كوهين حصل على أموال من طريق شركات وهمية في دول عدة. كما يشتبه بأن دان كوهين باع أراضٍ للشركة في ظروف احتيالية. وقبل تعيينه مديرا لشركة الكهرباء مارس دان كوهين المحاماة وشغل لثلاث سنوات منصب قاضٍ في محكمة بئر السبع (جنوب إسرائيل). وقال متحدث باسم الانتربول في البيرو إن كوهين اعتقل الاثنين «بدون أية مقاومة» فور خروجه من مطعم في حي الأعمال بسان اسيدرو حيث يقطن. وأضاف غويليرمو سولاري «كنا نبحث عنه منذ شهر»، مشيرا إلى انه كان بمفرده عند اعتقاله. وأضاف «شرحنا له السبب وقال إنه سيتبعنا». وأوضح أن كوهين قال لهم إنه سافر مطلع أغسطس إلى بنما وكوستاريكا وهو «لم يواجه أية مشكلة للخروج والعودة» إلى البيرو. ولم توقع البيرو وإسرائيل اتفاقا لتبادل المطلوبين. ولكن الصحف في ليما ذكرت الثلاثاء أن كوهين قد يرحل كونه «مواطنا غير مرغوب فيه». (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 أوت  2009)  
 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

30 octobre 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2352 du 30.10.2006  archives : www.tunisnews.net L’option Kamel Morjane se «

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.