الخميس، 18 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2432 du 18.01.2007
 archives : www.tunisnews.net


طلبة تونس: أخبار الجامعة مجموعة من النقابيين الديمقراطيين: التجمعات العمالية ترزح بين المضمون التصفوي والشكل الفلكلوري والمحاصرة الأمنية سليم بوخذير: الحكومة تردّ بطريقة خاصّة جدّا هذا الصباح ، على خبر إيقاف مجلة عماد الطرابلسي بالتزامن مع الأحداث المسلحة د.خالد الطراولي: لم تبدأ سنوات الجمر.. مرسل الكسيبي:السلطة تحت وقع الصدمة وتساؤلات خطيرة تشق الشارع والنخبة صابر التونسي: سواك حـار (13) سفيان الطرابلسي: كف عن البكاء وبادر بالبناء حسين المحمدي: تونس – سلطة العجز..الإسلام المعتدل والجهاديين.. أبو بكر الصغير: اليوم الـثامـن آمـال موسى: ثقافـة الحيـاة الصباح: اليوم الذكرى الـ55 لاندلاع الثورة التحريرية التونسية: معـــركـة حاسمــة مهّــدت للاستقــلال رويترز:انتحار طفل تونسي حاول تقليد اعدام صدام رويترز: طفل مغربي يشنق نفسه مقلدا مشاهد اعدام صدام الأندلس للأخبار: علي بن حاج يتعرض لإنتهاكات صارخة من السلطات الجزائرية القدس العربي: ماذا تفعل اسرائيل في شمال العراق؟  الجزيرة.نت :في المسألة الطائفية.. عود على بدء الجزيرة.نت :من أجل وقف الحشد الطائفي في المنطقة الجزيرة.نت: مقاربة للطائفية في ظل التصعيد الأميركي مع إيران عبد الحميد الحمدي:حقيقة التشيع  (الجزء 3) عامر عياد: حقيقة الشيعة واخلاقهم عباس: يا هاشمي، تستشهد بالمجلسي، فإليك تحريفه للقرآن، بالصورة والصوت الهاشمي بن علي: أفكار حان الوقت لتصحيحها


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

طلبة تونس

WWW.TUNISIE-TALABA.NET

أخبار الجامعة

السنة الأولى:  العدد رقم 15 الخميس 18 جانفي 2007

 

الكاباس:  اعلان النتائج

ينتظر أن يتم الاعلان عن نتائج مناظرة الكاباس في آخر الأسبوع الحالي و معلوم أنه تقدم الى هذه المناظرة أكثر من 58 ألف مترشح من حاملي شهادة الأستاذية في اختصاصات مختلفة وقد حدد عدد الناجحين ب 3100 مترشح سيلتحقون للعمل بالمعاهد الثانوية و المدارس الاعدادية 

و بالاضافة الى تعليق قائمات المقبولين بالادارات الجهوية للتعليم و نشر النتائج على الانترنيت يمكن الحصول على النتائج عن طريق الارسالية القصيرة “اس ام اس” و ذلك ببعث ارسالية قصيرة الىآالرقم 87779 على النحو التالي

كاباس ثم نجمة ثم رقم التسجيل المتكون من حرف و 6  أرقام و سترسل النتائج الى المترشحين الذين سجلوا طلبهم في هذه الخدمة فور صدورها

مناظرة القيمين

نجح في الاختبارات الكتابية لهذه المناظرة 1300  مترشح اجتازوا اختبارات نفسية و تقنية  

 و قد حدد عدد الناجحين ب 900  مترشح من جملة 36 ألف مترشح Test  psychotechnique

تقدموا للاختبارات الكتابية و من ضمنهم عدد كبير من حاملي شهادة الاستاذية

و تعتبر مناظرة القيمين الأولى في تاريخ مناظرات الوظيفة العمومية التي يتم اصلاحها بالاعتماد كليا على جهاز الحاسوب و باعتماد آلية الترقيم بالأعمدة

و الملاحظ أن العديد من المعاهد الثانوية و المدارس الاعدادية تشكو من حالة التسيب و حتى الفوضى بسبب نقص اطار التأطير من القيمين بحيث أصبحت ساحاتها مرتعا للقيم الهابطة من كلام بذيء و عنف و تقليعات في اللباس و المظهرمخجلة و مستهترة و مخلة بالآداب و ما خفي أعظم

نتائج الامتحانات الجامعية على الانترنيت

لأول مرة في تاريخ الجامعة التونسية سيتم الاعلان عن نتائج امتحانات السداسي الاول من السنة الحالية  2006-2007  عن طريق الانترنيت و ستوفرادارات مختلف المؤسسات الجامعية الأعداد التفصيلية       لكل الامتحانات و لجميع الطلبة على مواقعها الخاصة على الانترنيت                 

و يمكن للطالب أن يتحصل على قائمة أعداده فقط بادخال رقم بطاقة تعريفه الوطنية

و قد سبق للمعاهد العليا للدراسات التكنولوجية أن بادرت بوضع نتائج الامتحانات الخاصة بطلبتها على الانترنيت و ذلك بعد نجاح التجربة النموذجية التي طبقت خلال السنة الجامعية 2004-2005 في هذه المعاهد

من ناحية أخرى أتمت وزارة التعليم العالي انجاز قاعدة بيانات معلوماتية لأغلب الطلبة الدارسين في مختلف الجامعات لتسهيل تنفيذ الاجراءات الادارية كما ينتظر خلال السنة الجامعية القادمة انجاز مشروع البطاقة الالكترونية و تعميمها على كافة الطلبة

حصاد الأرقام

استعدادا للسنة الجامعية القادمة 2007-2008 سيتم انتداب عدد كبير من المدرسيين و ذلك حسب الأصناف التالية

مدرسون باحثون             1020

مدرسو تكنولوجيا            290

أساتذة التعليم الثانوي         75

الأساتذة المبرزون           30

و لا زالت نسبة التأطير في الجامعات التونسية بعيدة عن المقاييس العالمية بسبب النقص في الأساتذة كما أن ظروق الدراسة تشكو ترديا كبيرا بسبب قلة التجهيزات و الاكتظاظ و ضياع جزء كبير من الوقت في التنقل بين الكليات و مقرات السكنى

جديد الجامعة:  انطلاق الدروس في بداية سبتمبر

قررت وزارة التعليم العالي أن يكون افتتاح السنة الجامعية القادمة 2007-2008 في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر خلافا لما كان عليه الامر خلال السنة الحالية حيث انطلقت الدروس يوم 15 سبتمبر

و قد وجهت الوزارة منشورا في هذاالصدد الى رؤساء الجامعات و عمداء و مديري مؤسسات التعليم العالي و المديرين العامين لدواوين الخدمات الجامعية و دعت الأعوان المنتمين الى هذه المؤسسات الى التمتع بعطلهم السنوية خلال شهر أوت ومباشرة العمل في أجل أقصاه يوم25  أوت المقبل  

جريمة المعهد العالي للآداب و العلوم الانسانية بجندوبة:  ايقاف الجاني

بأحد الجبال القريبة من مدينة جندوبة تم القاء القبض على شاب في التاسعة عشرة من عمره مختبئا في مكمنه و تقول بعض المصادر أنه اعترف بتسديد عدة طعنات للطالب الضحية في حدود العاشرة من صباح يوم السبت 6  جانفي الفارط لفظ هذا الأخير على اثرها أنفاسه الأخيرة و قد عبر طلبة المعهد عن غضبهم الشديد بسبب انتهاك حرمة المؤسسة الجامعية من قبل الجاني و طالبوا بفتح تحقيق في الموضوع


مجموعة من النقابيين الديمقراطيين

التجمعات العمالية ترزح بين المضمون التصفوي والشكل الفلكلوري

والمحاصرة الأمنية

 

      بدعوة من الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس واحتجاجا على إعدام صدام حسين, انعقد يوم السبت 6 جانفي 2007  تجمّع عمّالي أمام مقر الإتحاد بحضور عدد هام من النقابيين وغيرهم من المهتمّين بالشأن العام.

      وخلال التجمع, رفعت شعارات عبرت بوضوح عن إدانتها للإمبريالية ولاحتلالها المقيت لبلاد الرافدين وللحكومة الإجرامية الرجعية العميلة المنصبة التي تساعدها في تنفيذ مخططاتها الإستعمارية المعادية لجماهير شعبنا داخل الساحة العراقية في محاولة لإخضاعه وتحويله إلى رهينة وإلى وقود لمعارك الإقتتال الطائفي كمقدمة لتحقيق السيطرة على مقدّرات العراق  وتسهيل عمليات نهب ثرواته وفرض مشروع هيمنتها الإمبريالية. وقد هتفت الجماهير بالخصوص:

    – عملاء الأمريكان, شركاء في العدوان. – بوش بوش يا جبان, الشعب العربي لا يهان.

    – شهداء جانفي المجيد, ع المبادئ لا نحيد. – يا حكام عار عار , بعتو الأرض بالدولار.

    – لا صهيوني لا عميل, لا طائفي لا ديكتاتور. – أرض حرية كرامة وطنية. – حق التظاهر واجب…

      وفي المقابل, رفع البعض شعارات تمجّد صدام حسين ونظامه الديكتاتوري الذي ارتكز على الولاء للعائلة والعشيرة والذي كرّس احتكار شريحة برجوازية قرابيّة للسلطة في هيئات الحكم المختلفة وما نتج عن ذلك من احتكار للثروة في أيديها, إضافة لجرّه جماهير شعبنا في العراق إلى حرب تدميرية (انظر حرب الثماني سنوات العراقية – الإيرانية…) يعرف الجميع أنّها كانت بالوكالة عن الأنظمة الرجعيّة الخليجيّة وبتمويلها وبالوكالة عن الإمبريالية الأمريكية بالخصوص وبتسليحها.

      وقد عبّرت تلك الشعارات التصفوية عن افتتان أصحابها بأنظمة الرجعية المختلفة  واصطفافهم وراء مشاريع الإستبداد وفكره السائد. ( لم يقتصر ذلك على النظام العراقي السابق, بل تعدّاه إلى النظام السوري العميل والنظام الإيراني المشارك في احتلال العراق, إلى جانب الترويج لتحالف نصر الله – ميشال عون …).

      وكالعادة, كانت قوّات القمع متأهبة هذه المرة أيضا حيث تمركزت في الأنهج والشوارع المحيطة بمقر الإتحاد للحيلولة دون خروج التجمع النقابي عن المسار المحدّد له سلفا. وهو ما يكشف من جديد وجه هذا النظام القمعي الذي دأب على محاصرة وضرب كلّ حركة جماهيرية وكلّ نفس تحرّري برغم كلّ نفاق خطابه الرسمي وانتهازيّته. وهو ما يؤكد على أهمّية وضرورة ترابط وتلازم النضال من أجل المهام الوطنيّة والقوميّة مع المهام الديمقراطية.

      وفي جانب أخر, فقد كان من الواضح أنّ البيروقراطية النقابية لم تكن تهدف من وراء عقد هذا التجمّع العمالي كسابقيه من التجمعات سوى لاحتواء وضبط حركة الجماهير في حدود الأفق البيروقراطي وحساباته حيث تحوّلت هذه التجمعات عامة إلى عمل فلكلوري فاقد لأيّ مغزى نضالي وبقيت حبيسة التعبير بين جدران مقر الإتحاد وأصبح دورها يتمثل بالخصوص في امتصاص الغضب العمالي الجماهيري وحرف الحركة العمّالية والشعبيّة عن مهامها الحقيقية والترويج للمضامين الشوفينية والتصفوية…

      وقد عبّر العديد عن استيائهم من الإتجاه الذي اتخذته تلك التجمّعات  وخاصة تمييع أساليب النضال والتغييب الواعي لأشكال الفعل النضالي المناسبة واستهجنوا السلوك البيروقراطي الذي يعمّق التوجّه التفريطي والذي ينمّ عن عقلية استبدادية تغلغلت مع مرور الوقت صلب المنظمة النقابية جسّده الكاتب العام للإتحاد الجهوي في أسلوبه المستهجن تجاه النقابيين والمناضلين الذين حضروا الإجتماع المذكور وذلك بتوجيه أقذر الشتائم للمناضلين الذين عبّروا عن الرغبة في تطوير أشكال الإحتجاج والخروج في مسيرة.

      ونحن إذ نعتبر الإتحاد منظمة عمالية نابعة من العمال تدافع عنهم وتحتضنهم حيث لا يمكن لأيّ عمل نقابي أن يكون نضالي دون احترام إرادة القواعد واحترام مبادئ العمل النقابي الديمقراطي, فإنّنا نلفت انتباه الشغالين أنّ تلك الممارسات لم تكن في يوم من الأيام حالة شاذة بل هي في حقيقة الأمر ليست غير حلقة تضاف لعديد المحطات التي تكشف الوجه التعسفي لسلوك البيروقراطية النقابية ورموزها.

      وقد تجلى ذلك  أيضا خلال انعقاد مؤتمر المنستير, فبالرغم من الشعارات المخادعة المرفوعة, برزت تلك الأساليب المتعجرفة لرموز البيروقراطية في مناسبات عديدة. فقد حاولت هذه الأخيرة تمرير نيابة مفبركة لقطاع النسيج بالرغم من بت تقرير لجنة فرز النيابات المنتخبة, كما أصرت على منع النقابيين القادمين من مختلف الجهات والذين تكبدوا عناء السفر واعتداءات قوات القمع وظروف الإقامة والتنقل الصعبة من الدخول إلى النزل الذي يحتضن المؤتمر بادعاء أنّ الموجودين خارجه معادون للإتحاد وهم الذين أفسدوا احتفالات غرّة ماي 2006 بتوزر.

      كما عملت على الإنقضاض على قرار مؤتمر جربة القاضي بتحديد نيابتين متتاليتين فقط لعضوية المكتب التنفيذي الوطني بالضلوع في محاولة الإنقلاب على أغلبية نوّاب المؤتمر من خلال استغلال خروجهم من قاعة المؤتمر للتضامن مع النقابيين الموجودين أمام النزل والذين تمكنوا بتظافر الجهود من الدخول والنجاح في كسر الطوق البيروقراطي المضروب على المؤتمر.

      وفي نفس الإطار, تتنزّل عملية حلّ النقابة الأساسية للصحة الأساسية بصفاقس والقيام بتنصيب نقابة في مناخ سادت فيه تجاوزات خطيرة للنظام الداخلي والقانون الأساسي اعتمد على أساليب لا ديمقراطية وصلت إلى حدّ تعنيف العديد من الرافضين لعملية الإجتثاث والتنصيب وإفراغ المنظمة من مناضليها وضرب مصداقيتها.

      لقد وجد هذا النهج البيروقراطي دعما قويّا من عديد العناصر والأطراف التصفوية والإنتهازية التي دأبت على استغلال القضية الفلسطينية وقضية العراق ولبنان لتمرير مواقف تتنافى والمصالح الجوهرية لقضية التحرر وتدعم في عديد الأحيان خيارات استبدادية ورجعية لجماعات وأنظمة تورّطت في العداء لمصالح جماهير شعبنا وطبقاته الوطنية الكادحة والمضطهدة تحت مسميات لا تخفي طابعها الطائفي والعنصري الواضح في سعي محموم ومتواصل لتخريب وعي الجماهير العمالية وتحويلها إلى ملحق بالطبقات السائدة الرجعية جاعلة من تلك القضايا آلية للإسترزاق ساعية في ذات الحين للتغطية على المسار الطويل لخيانة البيروقراطية وتفريطها في حقوق الشغالين وفي مكاسبهم وتمرير الجزء الأكبر من مشاريع السلطة والدوائر الإمبريالية دون أدنى تنظيم جدّي للتصدّي ولمقاومة تلك المشاريع.

– عاشت وحدة جماهير شعبنا المناضلة من أجل التحرر والإنعتاق تحت لواء الطبقة العاملة وطليعتها الثورية.

– تسقط الإمبريالية وحروبها العدوانية, يسقط النظام الرأسمالي نظام الإستغلال والإضطهاد والهمجية والحرب, يحيى نضال جماهير طبقات شعبنا المستغل والمضطهد ضدّ الإستعمار وكلّ وكلائه المحليين.

– لنقف في صفّ المقاومة الوطنية الشعبية الساعية لتحرير العراق بالنضال ضدّ مشاريع النهب الإمبريالي بالقطر.

– لنفضح المشاريع الإستبدادية لليمين الطائفي باعتباره عجلة احتياطية لنظام الإستغلال الطبقي الراهن.

– نعم لنقابة مناضلة تنحاز فعلا لقضايا التحرّر مستقلّة عن كلّ القوى الرجعية تكرّس في جميع مستويات هياكلها وعملها الآلية الديمقراطية النقابية باعتبارها الضامن الأساسي لتطوّر الممارسة النضالية وبناء الوحدة العمالية الفعلية القادرة على مقارعة الأعداء الطبقيين والقوميين للطبقة العاملة وعموم جماهير شعبنا التواق للتحرّر الوطني والإنعتاق الإجتماعي.

8 جانفي 2007  

مجموعة من النقابيين الديمقراطيين

 

الحكومة تردّ بطريقة خاصّة جدّا هذا الصباح ، على خبر إيقاف مجلة عماد الطرابلسي بالتزامن مع الأحداث المسلحة

 

  باغتتني صباح اليوم الخميس 18 جانفي 2007  شرذمة من أعوان البوليس السياسي  بالزي المدني بالإنطلاق مهرولين نحوي من أحد الأزقّة المجاورة لمقرّ الحزب الديمقراطي التقدمي حين كنت خارجا لتويّ  من مقرّ صحيفة “الموقف” .

  و قد  ظننت في أوّل الأمر أنّ المجموعة كانت تنوي إعتقالي  لسبب مّا ، إلاّ أنّهم كانوا مسرعين في أول الحكاية من أجل اللحاق بي فقط ، ثمّ حين إقتربوا تماما شرعوا في أمر آخر غير الإعتقال فاجأني بحقّ ، فقد إنهالوا عليّ شتما و إتهامات بالعمالة لأمريكا و بالجنون و غيرها من الإتهامات  و أصروّا على ملاصقتي لزهاء 20 دقيقة في عديد شوارع العاصمة و كيل الشتائم بصوت عال دون توقّف إلى درجة أن عديد المارّة الذين كانوا بشارع المختار عطية  و على مقربة من مقرّ الولاية تجمهروا حولنا لتبيّن حقيقة الأمر .

  و طوال الملاحقة كان واحد فقط من المجموعة يُطلق السُّباب و العبارات المتهكمة و البقية يكتفون بالضحك .

و قد تعرّفت منذ الوهلة الأولى على إثنين منهم فالأول{السبّاب} في حدود الخمسة و الأربعين من العمر  ضخم الجثّة أسمر البشرة كنت تعرّضث إلى تعنيف من جنابه الكريم يوم 5 أفريل حين أصريت على الإعتصام أمام مقرّ”الشروق”  و رفضت أوامر البوليس بالمغادرة و قيل لي إنّه مشهور عنه إسم “عبد الحميد” و قد سبق أن لاصقني أنا و الزميل “أيدن وايت” الأمين العام للإتحاد الدولي للصحافيين خلال لقاء لنا في نزل الأنترناسيونال في سبتمبر الماضي ، و أمّا الثاني فقد سبق مثوله مع مجموعة من الأعوان أمام مقرّ “الشروق” يوم إعتصامي هناك ، كما سبق أن رأيته يحضر معنا ندوة صحفية للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في مقرّ القمة العالمية لمجتمع المعلومات في نوفمبر 2005  و ذلك بصفة “صحفي” و ليس بوليس .

 كانت الشتائم هي نفسها طوال الملاحقة من قبيل ” ياخي قداش يعطي فيك السفير الأمريكي يا وحيّد” و ” كي عطاك السفير الأمريكي  الفلوس ما قالكشي تشري منها محفظة تحطّ فيها هاك الجريدة العزيزة اللّي في يدّك يا بيوّع” { كان يعني صحيفة الموقف} و ” يلعن بو الوقت اللي خلاني آنا نخدم على واحد مهبول و ساقط كيفك” و” علاش ما تسلفناش شوية ماللّي تاخذ فيه من الأمريكان راهو شهريتنا ضعيفة و ما تخافش ما نقولوش عليك لحد يا طحّان”  “مسكينة تونس  يطلعلها مجنون كيفك يقوّم فيها الآذان”  “توّا إنتي صحافي و إلاّ مخابرات” ، و كان من الواضح أنّهم حفظوا هذه الجمل نفسها قبل ملاحقتي و لم يحفظوا غيرها و لذلك كرّروها ثم أعادوا تكريرها أكثر من مرّة إلى أن تأكّدوا في نهاية المطاف أنّني مصرّ على عدم الردّ عليهم بأي كلمة ، فتركوني بعد إشباع نهمهم في الشتم  .

  و أنا لا يعنيني في أمر “الهجوم المعاكس” الذي شنّه عليّ صباح اليوم البوليس السياسي  ، أساسا الأعوان الذين إستهدفوني لأنني أعرف أنهم مجرّد دُمى تحرّكها أياد أكبر منها ، و لكن يهمّني أصحاب هذه الأيادي التي حركتهم اليوم في إتجاهي ، لأنتهزها فرصة لأسألهم :  هل مازلتم يا سادة يا مادة بعد كلّ هذه السنوات التي عرفتم فيها إصراري ، تتصوّرون أن محاولات سخيفة مثل التي حدثت اليوم  ستُحرّك و لو قيد أنملة من درجة تعلّقي بما أنا مقتنع به ؟ أ لمْ تفهموا بعد كلّ هذه السنوات  أن مثل  هذه التصرفات ماهي إلاّ مضيعة لوقتكم و لوقت أعوان لكم كان من الأفضل أن توجّهوهم لحماية المواطنين من المجرمين لا لحمايتكم أنتم من قلمي و أقلام أمثالي؟

 ملاحظة في الختام :  . . و رغم  كلّ شيء ، شكرا على المجموعة التي أرسلتموها اليوم فلولاها ما عرفت أنّ مقالي أمس بصحيفة “المصريون” عن إيقاف مجلة عماد الطرابلسي  بالتزامن مع الأحداث الأخيرة{و الذي رددتم عليّ بشأنه بوضوح من خلال إعتداء اليوم}، قد أربككم و لامس فعلا الحقائق الخفية التي لا تريدون أن يذهب إليها  نور الإعلام . . طمأنتموني الله يطمّنكم !

* القلم الحرّ سليم بوخذير


رحل عنا الاستاذ الهادي سلامة وتركنا نبتاع رغيف الخبز المحترق بنار الاسعار

مر الخبر مرور الكرام..وفي هذا العالم الكريه يموت الرجال واقفين ولكن الاخرين مشغولون باشباه الرجال.. رحل عنا الاستاذ الهادي سلامة وتركنا نبتاع رغيف الخبز المحترق بنار الاسعار.. رحل عنا الرفيق الهادي سلامة فيلسوف الشباب وتركنا نتصارع حول ماهية الحجاب والنقاب وعذاب الاخرة.. رحل الهادي والتحق برفاق الدرب الكبار نورالدين بن خذر واحمد بن عثمان الرداوي.. رحل عم الهادي وفي قلبه لوعة حرى واشتياق كبير للحرية والكرامة وترك لنا املا حقيقيا في غد اشتراكي حلم به رفقة شباب برسبكتيف الابطال في سجون بورقيبة زمن الوحدة القومية.

لكل اصدقاء الفقيد الراحل ولكل رفاق الدرب الذين مازالوا واقفين كالجبال تعازينا الحارة وموعد للقاء يوم الاحد القادم حيث يحتفل الاهل والرفاق والاصدقاء في مدينة الشابة باربعينية الفقيد وذلك في مقر الاتحاد المحلي للشغل بالشابة على الساعة الثانية بعد الزوال.. كل الرفاق القدامى والجدد تواصوا بالحضور  في لقاء الاجيال مع شباب الشابة الذين عرفوا الفقيد استاذا للفلسفة في معاهد البلاد ونقابيا طلائعيا في الاتحاد العام التونسي للشغل..
دعوة للجميع ولا عزاء في الرفاق. ابراهيم  عبد الصمد

لم تبدأ سنوات الجمر..  والخلاص ها هنا، الخلاص هاهنا! (3 / 3)

الجـــــزء الثــالث

د.خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr لا يمكن للمشهد السياسي داخل بلدان الاستبداد أو بلاد الحزب الواحد أو أحزاب الديكور، أن يعيش حالة من التجاذب السليم والاختلاف النزيه والتنافس الشريف والمشوّق، ولكن ركودا وسكونا وموتا بطيئا يؤدي إلى لامبالاة الرعية ومللها وانسحابها وابتعادها، خوفا أو مرارة من مكان الحدث. ولا ترتعش الصورة غالبا إلا عبر تدخل عنصر من خارج الإطار، أو منة و كرما من صاحب المقام، أو انتفاضة جماهيرية! والحالة التونسية لا تخرج عن هذا التوصيف، غير أنها في السنوات الأخيرة كان للعنصر الخارجي الدور الكبير في ململة المشهد السياسي وإحداث نوع من الحركية داخله ولو لمدة قصيرة غالبا ما ينتهي دورها وتأثيرها عند نهاية الفعل، فينكمش المشهد من جديد وتعود “حليمة إلى عادتها القديمة” وتنحبس تأثيرات الحدث وتنحسر كل إمكانية للتفعيل والبناء… هذا ما وقع مثلا بعد انعقاد ثورة المعلومات في تونس وما حملته ادى البعض من أحلام وآمال بعد حالة الاضراب الشهير، حيث وقفت السلطة بعيدا عن المشهد وحاولت تهميشه ثم إماتة تبعاته، ولم يقع انتهاز الفرصة لفتح حوار بناء يعالج كل ثغرات المشهد السياسي المحتقن.
هذه العناصر الخارجية التي تدخل المشهد السياسي علنا وبسلمية، أو بقوة وعنف فترجه، تمثل إنذارا مباشرا ورسالة تحمل عنوانا ومحتوى تدعو فاتحيها إلى استيعابها ومحاولة البحث عن أسبابها والدخول في مسار تصاعدي للإجابة على القصور الذي بنت عليه تواجدها وانبثاقها. إن ما وقع هذه الأيام من دخول عنيف لهذا العنصر الأجنبي عن ثقافتنا وعقليتنا وتاريخنا في الداخل التونسي، يتطلب إجابة نوعية عاجلة وتفعيلا سليما لما وراء الحدث، والسعي إلى البناء من جديد لتجاوز الخلل الذي أبرزته للعلن لحظة سقوط وتعرية للصورة، وبداية تشكّل عقلية وثقافة جديدة وممارسة منبوذة، لدى طرف من الشعب التونسي على قلته.
ثلاثة مضارب رئيسية نراها أساسية في تجاوز الأزمة والبناء على عجل وبواقعية وجدية دون السقوط في التهميش أو التلفيق : ·        الانفتاح والحوار ·        المصالحة مع قيم الدين ومظاهر التدين ·        بناء قنوات مفتوحة مع المشروع الإسلامي المعتدل
البديهيات الأولى للحل والتجاوز: الانفتاح والحوار
لن نطيل الحديث وهو قصير وواضح، وبعد تشخيصنا غير الموسّع للحالة التونسية إجمالا عبر بحثنا عن الأسباب والدواعي، والتي شرحناها بتواضع في الجزأين الأولَين من هذه الورقة، فإن ما يجمع عليه القاصي والداني ملاحظة ومراقبة وتتبعا وممارسة للِشأن التونسي، أن هناك احتقانا داخل المشهد السياسي واختناقا متواصلا، وأن صورة التعدد المغشوش، وهيمنة الحزب الواحد، وتهميش الصوت المخالف وردعه، ورفض التحزب لمن يريد، وعدم السعي حثيثا إلى إنهاء حالات السجن التعسفي لمئات السجناء السياسيين وإعادة المشردين إلى ديارهم ووطنهم… إن هذه الصورة المزعجة أضحت تشهد شبه إجماع على تجاوزها وتغيير المشهد الحالي نحو منازل الكرامة للجميع وحق التحزب للجميع وحرية وديمقراطية سياسية سليمة للجميع.
هذا المطلب الذي يتكرر منذ سنين ولعله يلتصق بكل حالة تفرد للسلطة وتغوّلها على حساب المواطن والوطن، أضحى سمة بديهية ومسلّمة لكل فعل سياسي مبدئي ينحو النجاة والخلاص للبلاد، ولذلك لن نعيد تكراره فيما ندعو إليه لتجاوز احتقان اللحظة وتجاوز الأزمة، حتى لا يسقط الوطن في براثن سنوات الجمر ولياليها الطويلة.
فالمعالجة الأمنية، والتي يبدو أن بعض الأطراف في السلطة تطرحها بقوة وبدأت تمارسها، لن تمثل حلا رشيدا وواقعيا، وتجربة التسعينات مع حركة غير متطرفة وذات ثقافة حزبية سلمية وعقلية معتدلة، رغم بعض التجاوزات، لم تستأصل شيئا ولم تحل “مشكلا”! والحلول الأمنية إجمالا أثبتت تجاربها القريبة عقمها على المدى البعيد في توليد الاستقرار والأمن، وإن كانت في ظاهرها الرحمة والسهولة، ولكن في باطنها العذاب ومتاهات سنوات الجمر والدماء! كما أن أي معالجة سطحية لا تبحر نحو الأعماق وترج الساكن وتطيح بالخبيث وتبني على بياض، لن تكون إلا جوابا قشريا وحلا وهميا يؤخر الأزمة ولا يعالجها. إن المطروح اليوم هو الغوص في الأعماق والإجابة المسؤولة والحازمة، إجابة جريئة و هيكلية تسعى إلى بناء مشهد سياسي حي متفاعل لا يموت.
لن يكون الحل مقبولا وسليما إذا لم يمسّ كل أطراف النزاع، والذين يبدو لنا أن جوانب خيط السلامة ينساب بين أيديهم بنسب متفاوتة، ولن يكون الحل واقعيا وذا جدوى ويصبح مسارا حيا إذ لم يسع إلى توليد توازن بين مطالب البعض وواجباته نحو هذا الوطن الأبيّ، إن الجرأة والمسؤولية والوطنية هي الأسس التي يرتكز عليها هذا البناء ويولد وجوبه واستعحاله، وأن أي تلكئ أو تأخير أو تهميش له لن يؤسس إلا للعبث واللعب بالنار.
إن المحطة الأساسية لرأب الصدع وبداية الخطوات الأولى نحو الانفراج والمعالجة الهيكلية للأزمة واستشراف إيجابي لمستقبل لا يهمش ولا يقصي ولا يجور، يبدأ من حالة الانفتاح الضرورية نحو المجتمع المدني بكل أصنافه وتوجهاته، وإعادة صفة المواطنة الحقة المرتكزة أساسا على احترام حقوق الإنسان إلى كل فرد تونسي. وإذا كانت هذه المحطة ضرورية فإننا نراها غير كافية إذ لم تدفع بكل جرأة وتحدي إلى منازل أكثر تشابكا وتعقيدا وأعظم تأثيرا على نجاح مسار التجاوز والبناء… المصالحة مع الدين ومظاهر التدين
لا يمكن المبالغة والحديث عن عداوة متأصلة لدى السلطة في معاداة الدين ومظاهره، ففي داخلها يوجد أفراد يحبون هذا الدين ويعيشونه في حياتهم العادية، لكنه لا يمكن أيضا استبعاد تواجد عقلية وثقافة ومنهجية داخل الحزب الحاكم، تولتها مجموعات متطرفة شكلت في بعض الأزمنة هيمنة على المواقع ومثلت ولعلها لا تزال الخط الرسمي والرئيسي للدولة في علاقتها بالدين ومظاهر التدين. ونحن من باب الأمانة والأخلاق لا ندعي أن هذا الانحراف ينبع فقط من مرجعية أيديولوجية تكره الدين والتدين ولكن نرى أن المواجهة مع الإسلام السياسي قد خندق أطرافا في السلطة في مواقع عدائية تجاه مظاهر التدين بدعوى مقاومة منابع الدين واستئصال كل ما يدفع إلى التقارب والتعاطف مع الحركة الإسلامية.
هذا الانحراف تمثل أولا في مواجهة “قانونية” وغير مباشرة بإصدار منشور 108 الذي يحد من حرية المواطنة التونسية إذا ما حدثتها نفسها بارتياد الحجاب وهي تتمثل دعاوى النظام في تحرير المرأة ونهوضها. ويظهر هذا الانحراف كذلك في محاربة مباشرة وميدانية لمظاهر التدين في البلاد، ممثلا في الاستفزاز المتواصل، والاعتداءات باللفظ والكلمات الجارحة، والاعتقالات، والالتزامات بالإكراه، ومنع ارتياد منازل العلم وإجراء الامتحانات على المتحجبات وبصفة أقل على أصحاب اللحيّ.
لذلك فإن أول ممارسة وطنية ومحطة نوعية وهادفة تظهر حسن النية لتمكين هذا الصلح مع مظاهر التدين في البلاد، هو الإعلان بكل جرأة وبعجالة تنحية المنشور 108 واعتباره خطأ جسيما قد وقع، ولا بد من مسحه والدخول في مصالحة تعطي الاعتبار لكرامة المواطن وهويته أيا كان جنسه وميولاته وأذواقه. ثم سحب الأوامر والتخلص من منهجية الاستفزاز والمواجهة والدخول في علاقة سلم اجتماعية تولّد خطابا يؤسس على حرية المعتقد واحترام الحريات الشخصية للجميع والحريات العامة داخل الوطن. الدور المحوري للمشروع السياسي المدني ذي المرجعية الإسلامية
لم تكن محطة التسعينات في العلاقة بين الحركة الإسلامية والسلطة في تونس إلا مزيجا من المآسي والتعنت والجور البواح، ولكنها كانت أيضا محطة سوء الفهم والتخبط والتجاوزات والمواعيد الخاطئة. ولا يمكن التبرئة الكاملة لأي طرف في هذا النزاع، فإذا كان تورط السلطة واضحا، خاصة في تجاوزاتها وارتكابها لمآسي ومظالم في حق العديد من التونسيين، فإن دور الحركة الإسلامية لا يحمل براءة الذئب من دم يوسف، وإن كانت المستويات تختلف كثيرا وتصعب المقارنة في بعض الثنايا، من هول التجاوزات التي وقعت، ووضع الضحية في مرتبة الجلاد!
إن اليوم ليس البارحة، ومنطق التجاوز والبناء يفرض نفسه على الجميع من منطلق أخلاقي  ووطني خالص، وهذا يتطلب مرونة في التعامل بين السلطة وأصحاب المشروع الإسلامي الإصلاحي، وإذا أريد أن يربح الوطن فعلى الطرفين القبول بنصف الربح كلاهما وإن كان الحمل الأكبر ستقبله الحركة الإسلامية بكل رشد ومبدئية وبراغماتية.
المطلوب من الحركة الإسلامية اليوم أن تنحي من مشروعها ومن ثقافتها وعقلية بعض أفرادها منهجية الاكتساح والقطبية الذي أضرت بالمشروع أكثر مما نفعته، ولتتفهم الأبعاد المنسية أو المغفَل عنها بوعي أو بغير وعي في أجندتها التغييرية، من عوامل دولية وإقليمية ضاغطة، ولتبني على المتاح والمسموح ولو كان قليلا ولا يعبر عن كثير من الحقائق على الأرض. ولتدفع بكل وضوح ودون تردد ولا ازدواجية لبروز منهجية المصالحة والتعايش محددة في مسالك ميدانية معينة. ورغم أننا تعرضتا سابقا لهذا المقترح في مبادرة أطلقناها سنة 2003، فإننا نعيد طرحها مع تحديثها وتدعيمها عسى أن تجد اليوم الآذان الصاغية والعقول الراشدة خاصة وأن الإطار تغير نحو مزيد من الاستعجال والمسؤولية. (انظر الوثيقة التاريخية: حول المصالحة بين المشروع الإسلامي والسلطة في تونس 18 أوت 2003 www.liqaa.net/article.php3?id_article=199) فعلى الحركة الإسلامية المدنية هجرة المساجد كمنابر سياسية، وحكرها على فضاء عبادي شعائري بامتياز، وتحديد مشاركاتها الانتخابية وجعل  سقف معين لتمثيلية برلمانية يتمثل في ثلث مقاعد المجلس، وعدم الدخول في انتخابات رئاسية قادمة، على أنها يمكن أن تدعم طرفا معينا. في المقابل فإن السلطة لا مفر لها من تجاوز المشروع الإسلامي المدني من باب المسؤولية التاريخية والوطنية، وعليها إعطاء التأشيرة لتمثيلية سياسية ذات مرجعية إسلامية وديمقراطية، تكون حصنا أوليا وأساسيا ضد التطرف والمغالاة، ومنبعا لثقافة ديمقراطية ذات أصول إسلامية، تأسس لعقلية الاعتدال والتواصل والسلام. وهو ما يوفره اليوم كلّ من حركة النهضة واللقاء الإصلاحي الديمقراطي. ختــــاما لا تدّعي هذه الورقة في فصولها الثلاث الإتيان بما لم يأت به الأوائل، غير أنها تريد أن تدفع الإحباط واليأس عن أن يستوطن المشاعر والعقول، وأن تساهم من باب المسؤولية التاريخية والوطنية وراحة الضمير ورضاء الله قبل ذلك، في الدفع بهذا الوطن العزيز نحو منازل لمّ الشمل والإحسان المتبادل والعيش الكريم لكل مواطن… شعارنا في ذلك تونس لكل التونسيين دون إقصاء أو تهميش.
إن ما حدث في تونس يعتبر تطورا ملحوظا ولافتا ويشكل منعرجا هاما داخل المشهد العام، غير أن خيوط الحاضر والمستقبل لا تزال بأيدينا، شعبا وحاكما ومعارضة، ولعل السلطة تبقى الأكثر إلزاما بما تحمله من مسؤولية تاريخية أمام شعبها، حيث يتجلى أن لها الخيار التام بين زيادة التأزيم والمعالجة الأمنية وما ينبعث منها من روائح التجاوزات والانحراف، وبين انتهاز هذه الفرصة “التاريخية” لتثبيت تحول حقيقي داخل المشهد السياسي التونسي…وكل إناء بما فيه يرجح!
ـ انتهـــــى ـ المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


تونس:

السلطة تحت وقع الصدمة وتساؤلات خطيرة تشق الشارع والنخبة

مرسل الكسيبي (*) بدا الخوف الشديد مخيما على التونسيين بعد مرور أسبوعبن كاملين على اخر مواجهة أمنية مسلحة بين عناصر سلفية متشددة وقوات الأمن والجيش الوطني بمدينة سليمان التونسية-30 كم جنوب العاصمة تونس-. فوسط تحول أحداث المواجهة الساخنة التي استمرت حوالي ثلاثة أسابيع الى شبه أسطورة روائية وخبرية يتداولها التونسيون في أكثر من ركن وزاوية,بدى المشهد الأمني والسياسي بعد مرور أسبوعين كاملين على الحدث متوترا ومحاطا بكثير من الألغاز والطلاسم التي زادت في تغذيتها الاشاعات , حيث مازالت الكثير من الروايات الشعبية وغير الرسمية وحتى القريبة من أوساط المعارضة تتداول أنباء عن علاقة لبعض أجنحة الحكم بما حدث من مواجهات دموية لم تعرفها تونس منذ عقدين ونصف . ليس للتونسيين من سؤال محاط بكثير من الفضول والخوف في ان واحد سوى سؤال من يقف حقيقة وراء أحداث حمام الأنف وجبل الرصاص وقرمبالية وباب بنات وباب سعدون ومدينة سليمان ؟ لقد سلمت الروايات الشعبية والنخبوية وروايات المعارضة نفسها برواية وقوف عناصر سلفية وصفت بالاجرامية والمتطرفة وراء هذه الأحداث ,غير أن الرأي العام ظل يطرح سؤالين هامين في الظرف الحالي ,تمحور كلاهما حول الجهة التي حركت هذه العناصر أو الجهة السياسية الرسمية التي من الممكن أن تستفيد بشكل مباشر من تطورات الوضع الأمني في تونس؟. ففي الوقت الذي تشهد فيه تونس هذه الأيام حملات تفتيش مكثفة وعمليات مراقبة غير تقليدية لحركة المرور والمارة ,كما حملات اعتقال واسعة في صفوف العناصر الشبابية المشتبه في سلفيتها,وفي الوقت الذي تواترت فيه الأنباء من جهات حقوقية متحدثة عن حالات تعذيب غير معهودة منذ فترة طويلة ,برزت على الساحة مجموعة من المعطيات والأنباء التي تتداول في الشارع التونسي دون تأكيدها من الجهات الرسمية أو من جهات موثوقة ومستقلة,حيث تناقل التونسيون خبر مقتل عقيد من الجيش على يد دورية أمنية , كما أوردت مصادر من جنوب البلاد خبر اعتقال معتمد في جهة بن قردان -أقصى جنوب البلاد ,كما ذكرت مصادر أخرى خبر اعتقال شخص مشتبه في علاقته ببعض المجموعات السلفية بمنزل شخصية مقربة جدا من أعلى دوائر القرار. هذا ولايزال الكثير من التونسيين متسائلا عن الموقف الحقيقي للقوى العالمية النافذة من مستجدات العنف الدموي الذي عاشته تونس أواخر شهر ديسمبر ومطلع شهر جانفي الجاري ,حيث يشكك البعض في مدى قبول الرواية الرسمية الأخيرة من قبل دول عظمى بحجم الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض بلدان الاتحاد الأوربي ,اذ يرى الكثير من المراقبين في تعدد روايات السلطة وتغيرها في ظرف زمني وجيز حافزا أكبر لهذه القوى من أجل متابعة الوضع عن كثب في بلد كثيرا ماافتخر القائمون عليه بالاقتدار الفائق على فرض الأمن واشاعة أسباب استقراره ,ولو دون الخوض في مداخله السياسية والحوارية المتعلقة بجوهر قضايا الحريات وحقوق الانسان. وبلاشك يجمع التونسيون من خلال ملامستهم لهذا الموضوع الخطير الذي صدم شرائح عريضة من المجتمع وجهاته الرسمية ,بأن تونس على أبواب الدخول في مرحلة سياسية غير تقليدية وصفها البعض بالخطيرة في حين رأي فيها البعض الاخر أفقا جديدا من أجل مراجعة سياسات حقبة لم تحض باجماع حتى داخل الدوائر الحكومية الرسمية ,اذ تذكر بعض الروايات وجود حالة من التململ داخل الجهاز الحزبي للدولة على خلفية عدم استساغة الكثير من الكوادر التجمعية لمبررات الحزم الصارم في التعاطي مع المعارضات المدنية التي لم يتجاوز سقف مطالبها قضايا الاصلاح من داخل المنظومة السياسية وقضايا تحسين الوضع الحقوقي ورفع لواء المطالبة بالعفو التشريعى العام أوادخال ديناميكية مقبولة ومعقولة على قطاع الاعلام . وفي سياق اخر على علاقة باستقراء افاق التطورات السياسية الواردة في ظل دخول معطى العنف الدموي الى حلبة الخلافات السياسية التونسية ,يرجح مراقبون ومتابعون عن كثب لتفاصيل الوضع السياسي التونسي بأن البلاد مقبلة على مرحلة قد تكون تاريخية في صورة مااذا تكررت مثل هذه الأحداث الأليمة التي عرفتها البلاد ,خاصة وأن قوى مثل أمريكا وفرنسا وايطاليا ودول الجوار الأوروبي سوف لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه أوضاع قد تهدد مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية ذات بعد استراتيجي قد تخفى في زوايا احصائية دقيقة على معظم التونسيين ولكن لاتخفى على دول كانت تظن في خيار القبضة الأمنية التونسية أسلوبا ناجعا في القضاء النهائي على مخاطر سياسية ودينية واردة ,ولكن بدى من خلال الأحداث الأخيرة بأن العلاج الأمني لايشكل وحده أسلوبا أمثل في التعاطي مع تحديات التحديث والتطوير ومطالب الاصلاح.  (*) مدير الوسط التونسية reporteur2005@yahoo.de (المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الالكترونية بتاريخ 17 جانفي 2007)


سواك حــار (13)

ســواك: صابر التونسي وقال قاسم في ندوة نظمها اليوم التجمع الدستوري الديمقراطي و حضرها عدد من أعضاء الحكومة التونسية، أن التحقيقات مكنت من العثور على رسوم موقعية لبعض السفارات الأجنبية و انه تم حجز وثائق تتضمن أسماء بعض الدبلوماسيين الأجانب المقيمين بتونس من دون تسميتهم و ضبط أسلحة وكمية من المتفجرات محلية الصنع. (وات) قيل أن تونسيا “بوجادي” أراد أن يطبخ “طاجين” ولكنه لم يفلح فراق له أن يحوله في آخر لحظة إلى “كفتة”!!…السيد الوزير لم يفلح في إقناع الرأي العام الوطني والدولي بقصة عصابة المخدرات فحولها إلى إرهاب دولي يستهدف الأجانب!… لمسة “تونسية” لجلب الدعم وإسكات الإنتقاد!!  وأضاف الوزير… أن الأجهزة الأمنية رصدت هذه المجموعة منذ دخولها تونس و تسللها عبر الحدود الجزائرية وأنها ” فضلت متابعة تحركات عناصرها قبل الدخول معها في مواجهة مسلحة، وإلقاء القبض على بعض أفرادها، وذلك لمعرفة بقية عناصرها المقيمة بتونس، وتحديد مخططاتها… (وات) ما قصة الخبز والخباز يا سيادة الوزير؟؟ أم أن القصة تسربت على وجه الخطأ؟ فلا يعقل في دولة “الأمن” أن يُنقذَ “الأمن” بملاحظة خباز؟؟ كما اعرب مناضلو التجمع عن مشاعر الاعتزاز بما تحقق لتونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي الحكيمة من مكاسب رائدة رسخت اركان المجتمع الديمقراطي التعددى المتسامح والمتضامن وعمقت مجالات الحوار والوفاق والمشاركة بين كل الافراد والفئات… (وات) وعلامة تعميق الحوار نفاذ الرصاص إلى الأحشاء وأما الوفاق والمشاركة فتجسّد بوضوح  في التعاون بين “الأمن” والجيش!
كما اعربوا (التجمعيون) عن الاستعداد للدفاع عن استقرار البلاد وسلامة المجتمع مؤكدين لسيادة الرئيس انهم سيظلون دوما الموتمنين الاوفياء على خيارات التغيير وتوجهاته وانهم سيكونون سدا منيعا امام كل التيارات الهدامة والنزعات المتطرفة الغريبة عن تاريخ البلاد وتقاليدها …(وات) وليعلم كل من “شذ” عن سرب “الجوقة العازفة” أنه عضو في تيار هدام متطرف غريب عن تاريخ البلاد وتقاليدها!        
                                                                              كما جددوا (التجمعيون) للرئيس زين العابدين بن علي ابلغ مشاعر الوفاء مناشدين سيادته الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 لمواصلة تحمل الرسالة واداء الامانة والبلوغ بتونس الى ما يصبو اليه شعبها من تطور ونماء ورفاه. (وات) مع تقديري بأن رحم تونس قد عقم عن ولادة مثل “السيد” الرئيس ولكن لي سؤال (مؤدب)، هل ينوون إحالته يوما ما على المعاش؟ أم أن “خيره” لا ينقطع ما دام فيه عرق ينبض؟ وماذا لو حصل له ما حصل لسلفه؟ هل سيفدونه بالدماء والأرواح؟ أم سيقلبون “الفيستة” ويجددون المعزوفة؟ والوجوه هي الوجوه؟؟!! وقد تبين بعد البحث والتحرى أنه لا وجود للتنظيم المزعوم وان هذا البيان تمت صياغته وبثه على شبكة الانترنات وعلى بعض وسائل الاعلام من قبل شخصين مقيمين في تونس وقد تم الكشف عن هويتهما وايقافهما من قبل السلطات التونسية حيث اعترفا أنهما توليا صياغة وبث نص البيان المذكور من باب الدعابة غير المسؤولة والسمجة ومغالطة وسائل الاعلام والرأى العام. (وات) هل للرأي العام أن يعرف أسماء من كتب البيان وجنسياتهم والحال أنه قُبض عليهما أم أن ذلك ليس من مصلحة التحقيق “المستقل”؟؟ وأن الأمر سري للغاية؟؟

والغيبة لمن لا يعرفها هي الاعتقاد بأن الإمام رقم 12 واسمه محمد بن الحسن العسكري ولد منذ أكثر من ألف سنة ثم غاب لأسباب أمنية وهو إلى الآن (حي يرزق) ومختفي وسيعود يوما ما ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وينتظر الشيعة (رجعته) منذ ذلك التاريخ ويدعون الله أن يعجل فرجه بالخروج من سرداب في سامراء بالعراق!!! فهل هناك تونسي عاقل يؤمن بمثل هذه الخرافات والأساطير حتى يقال لنا أن التشيع متأصل في ثقافة  الشعب التونسي وعقيدته؟.(خالد بن سليمان) ما فات السيد بن سليمان أنه منذ اختفاء الإمام الثاني عشر في سرداب سامراء والمنتظرون “لرجعته” يُوقفون على باب السرداب بغلة مُسرّجة وخادما حتى إذا ما خرج الإمام وجد المطية والخادم؟ ولا أدري كم من أجيال البغال المسرجة والخدم قضى على باب السرداب؟!… حريّ بهم أن يواكبوا العصر ويوقفوا “مرسيدس” آخر موديل ومدرعة حتى لا يصل إليه بنو أمية عند خروجه!
….وهذا النقد للنهضة في علاقاتها أيضا لا يدل على إلمام أو معرفة بعلاقات إيران الخارجية مع الصين الشيوعية وروسيا الأورتودكسية وكوبا الشيوعية أيضا وفنزويلا اليسارية وغيرها…فهل يدافع الكاتب عن إيران ويتبنى فكرها وخطها الإمامي وهو لا يعرفها؟.أم هو الاتباع والضياع والحيرة ؟؟. (خالد بن سليمان) يحل “لأتباع” مذهب آل البيت (عليهم السلام) ما لا يحل لغيرهم وهم معصومون يتصرفون وفق إلهام الله وتسديده!!
وهنا المسؤولية تقع على عاتق الحكومة أن تبقى يقظة لمثل هذه الدعوات (التشيع) المغلفة التي يحسبها الظمآن ماء حتى إذاجاءه لم يجده شيئا (عبد الحميد الحمدي) طيّب أنت يا سيد حمدي! فيقظة الحكومة  تتمثل في دعم هؤلاء والتحالف معهم  لضرب من ينافسها ولا “يصفق” لها في المنشط والمكره!   وقال الوزير: إن منفذي العمليات الأخيرة ينتمون إلى تيار “السلفية الجهادية”، وإن ستة منهم دخلوا عبر الحدود الجزائرية بينهم موريتاني واحد…وأضاف أن قوات الأمن وضعتهم تحت المراقبة لتتمكن من الوصول إلى بقية المجموعة، وأن 21 عنصرًا انضموا إليهم بعد عبورهم إلى التراب التونسي. (محمد الحمروني ) وكل شيء بعلمنا والأمور تحت السيطرة! حتى الذين أصيبوا في العمليات من قواتنا كان ذلك بعلمنا وتقديرنا “وتعييننا” لمن يُجرح ومن يموت!! ولا بد للوطن من فداء!  …أما جريدة “مواطنون” المعارضة فتحدثت الأسبوع الماضي عن إمكانية تكوين جهاز أمني جديد مكلف بمكافحة الإرهاب يرتبط مباشرة برئاسة الجمهورية وينتظر أن يعين على رأسه عبد الرحمن الحاج علي سفير تونس بموريتانيا الذي تقلد وظائف أمنية رفيعة قبل تعيينه سفيرا. (محمد الحمروني ) وعلى إثر كل عملية يشكل جهاز جديد بإشراف الرئاسة لينعم المواطنون “بالأمن” والأمان في عهد الأمان! وانتظروا إني معكم من المنتظرين!! ـــــــــــــــــــــــــــــــ النصوص منقولة عن تونس نيوز والحوار نت وإسلام أون لاين  (المصدر: موقع الحوار نت)


 

بسم الله الرحمان الرحيم

كف عن البكاء وبادر بالبناء

قصة قصيرة من سلسلة إصنع حياتك بيديك

 

سفيان الطرابلسي ـ ألمانيا

Sofian2302@hotmail.com

في إحدى الشواطئ الجميلة ذات الرمال الذهبية والمياه الزرقاء الصافية جلس الطفل محود العربي يبني قصرا من الرمال المخاوطة بقليل من الماء كي يشد بعضها البعض وقد أتقن هو ووالده وجده فن هذا البنيان حتى أصبح وكأنه عمل فني لأشهر المقاولين في العالم . إلتف الناس حول هذا البنيان ينظرون إليه بإعجاب وفخر … بجانبه كان الطفل يونغ القادم من اليابان يحاول محاكات محود  في بناء قصرا له ملامحه اليابانية الخاصة به … وما أن أتم يونغ قصره الجميل وبدأ الناس ينظرون إليه بإعجاب  إذ مر عليه  طوم ذلك الطفل الشرير القادم إلى هذه الجزيرة الجميلة من خلف الجبال والصحاري وكله حسد لما وصلا إليه يونغ  و محود من هذا العمل الفني الفريد … فما كان منه إلا أن دمر القصرين بطريقة خبيثة معللا أن هذين القصرين يخالفان الطريقة المتعارف عليها في بناء القصور الرملية على الشواطئ الجميلة … محمود ما استطاع أن يصدق ما رأت عيناه  فطفق يبكي ويصرخ على قصره الذي أصبح خرابا في لحظات قليلة إلى أن سقط مغشيا عليه …. وبعدما استيقظ من إغمائه جلس على أطلال قصره يبكي ويشكو همه وغمه لكل من مر بجانبه قائلا : كان هنا أجمل قصر بني على هذا الشاطئ ويجهش بالبكاء … ومما زاد من حرقته  تطاول طوم في بنيانه الذي شرع  في إقامته منذ أن دمر قصري محمود ويونغ فبنى قصرا جميلا إستعمل فيه كل الوسائل المتاحة …. زاد ذلك في لوعة وحسرة محمود بل وصل به الأمر إلى الإحباط وعدم الثقة في النفس … وشعر بالفشل والعجز والجبن وأنه مغلوب وأن هذا هو قدره وان مجد الأجداد ولى بلا عودة …فمن يعينه على إعادة البنيان من جديد ، لقد ذهب الأب والجد فلا معين  … وفي هذه اللحظات العصيبة  إلتفت ينظر ما فعل يونغ صديقه … فرأى أمرا عجبا يونغ يعيد بناء قصره مرة أخرى بدون مساعدة الأب ولا الجد ويبني قصرا أعظم من الأول بل فاق في جماله قصر الطوم الذي كان يعتقد أنه من المستحيل أن يبني طفلا قصرا مثله بدأ ينظر إليه بإعجاب وبدأ يفكر ويعيد النظر إلى يونغ ثم انتفظ متجها نحو جده الذي كان ينتظره بفارغ الصبر

الجد : مرحبا بك يا محمود أخبرني ماذا فعلت بقصرك ؟

محمود : لا شيء مازال كما كان

الجد : أليس عيبا يا بني أن يكون لكل طفل قصر وأنت مازلت تبكي على قصر قد هدم

محمود : وماذا أفعل يا جدي ؟

الجد :إمسح دموعك  ضع ثقتك في نفسك أنت قادر على أن تبني أجمل منه إذا أردت الأمر بيديك ولا أحد في الدنيا قادر على أن ينزع منك إرادتك …. إنطلق يابني وابن مجدك من جديد  …

عاد محمود إلى مكان القصر وكله عزم وقوة على إعادة بنائه على أحسن وجه …خيرا مما كان بل أفضل من قصر يونغ وطوم وبدأ فعلا في البنيان حاول أن يستفيد من تجربة يونغ وحتى من عدوه الذي حطم قصره بالأمس طوم ، إستنفذ قواه و اعتمد على خبرة آباءه وأجداده ونجح فعلا في إتمام حلمه الصغير وما أن اتمه حتى لاحظ سكان الجزيرة و زوارها يقفون من حوله وتعالت كلمات الإعجاب والتصفيق  فقام محمود يعبر لهم عن شكره وامتنانه وقد ملأت الدموع عينيه العريضتين … هنا اقترب منه جده وهتف في أذنيه ” حبيبي أن أراك تبكي فرحا بنجاحك أحب إلى قلبي أن أراك تبكي عاجزا على أن تصنع حياتك بيديك ” .

 


 

سلطة العجز..الإسلام المعتدل والجهاديين..

حسين المحمدي تونس

17/1/2007

شكرا لمن سعى ويسعى الى الذهاب الى ما يراكم عوامل التغيير الجدي

…سلطة تونس تكذب من اجل المال ومحاسبتها ان خرجت عن اطار ما ضمن لها الى حد اليوم القمع والتسكيت

لكل صوت حر.احزاب المعارضة ولا واحد منها تاسس بعيد عن بوليس البوليس.بل ولا واحد منها يعمل في غيابه ودون عينه.حركة النهضة كما سنرى سارعت الى القول بان ما حدث في23ديسمبر هو من انتاج القاعدة.

…منذ على الاقل2001كلما كشفت خلية ارهابية وفي أي مكان كان زعمائها من التونسيين او في اتعس الحالات شارك بها من التونسيين والتونسيات..الاغرب ان هذه الخلية ضمت من صغار السن..وكشفت في الخارج..وهذين

العنصرين..صغر السن والتواجد في الخارج يدين النهضة الى ابعد مجال.بل اكثر من ادانة السلطة اعتبارا وان الجميع مجمع على افلاسها.النهضة ومثلها حركة الاخوان المسلمين في مصر وفي غيرها من البلدان العربية ماذا

يفعلون مع الاجيال الجديدة؟وهل بروز جهاديين يخدم هذه الحركات اعتبارا وانها معتدلة؟اذا كانت الاجيال الجديدة كلها جهادية؟ماذا يعني هذا؟ام ان هناك حيلة وختلة باتجاه مكاتب الدرايات والامريكان تقول لهم  نحن ارحم من هؤلاء.نحن معتدلون…اليس المساجد والجوامع وبيوت الله عامة بايدي سلطة تونس والاخوان؟اليس للاخوان مال رهيب؟اليس هناك من روج ويروج ان هذه البيوت ممسوكة من الدولة ومن رجال الدين الرسميين ومن رجال النهضة؟هذا كان احرى بالفضائيات العربية ان تنكب عليه وليس تدمير امريكا في العراق وافغانستان ولبنان ودارفور وتونس وليبيا و…الحركات الاسلامية تستغل حكاية الجهاديين(وهي كما سنرى صناعات مخابراتية واخوانية)لتقديم نفسها وسطية ومعتدلة قراءة منها للعوامل الدولية وخاصة لما جرى ويجري في لبنان..الاخوان اجتهادهم قال لهم..حزب الله معه البشر ولكن السنيورة لم يرحل؟لذا وجب مغازلة الأمريكان وعدم مصادمة الطغاة حاليا.

أي الظهور بمظهر المتفرج المراقب والفاتح لثغرات…وإضرابي يدخل في إطار تعرية هذا.وهنا ليكن الجميع على علم.للأحزاب والنهضة أهدافهم واليات تحركهم.وهذا لا يعنينا.نحن أيضا لنا أهدافنا واستراتيجيتنا.وهي تتناقض تماما مع الختلة والحيلة.وحكاية من معه البشر ومن ليس معه كذبة في تونس.كما سنراها خلال المقالات اللاحقة.ولا واحد يملك معه البشر الحر.السلطة غاطسة في الفساد والانهيار والأحزاب غاطسة مثلها.ولهذا بنعلي لا يخافها جميعا.ولهذا أيضا تخاف هذه الأحزاب النشرة والحركة القوية من مواطن معزول؟إضرابنا كشف نوعية وطبيعة الجمعيات والأحزاب في تونس…قال بأنها والسلطة سيان…من أين المرجعيات الديمقراطية؟وما هو الفارق بين بنعلي الذي يريد الكل له؟ومعارضة لأنها فالسة ومفلسة لا تريد من يبرز بعيد عنها؟

…هذه المعارضة تقول بان عمرها40سنة وبأنها منتشرة وبان البشر معها لماذا خائفة مرتعدة؟اليوم وهي لم تصل

السلطة وتتعامل هكذا؟وغدا ماذا تفعل؟لقد طالبت بحوار مباشر مع هؤلاء.ولن نتكلم إلا بالحجة والوثيقة.وأطالب من جديد بهذا.على مراكز الدراسات الوقوف جيدا عند هذا.وإدراك ماذا يعني أن تلتقي بالضرورة أهداف حركات تحمل لواء التغيير وتتحدث لغة الديمقراطية مع الطغاة..فضائيات للإسلاميين..أموال لهم..ونحن؟أين هو التعادل؟

…من دمر امريكا في العراق؟اليس رجال الاسلام السياسي والطغاة؟اليست المعارضات العربية؟التي تستعد لان تسلمها امريكا الحكم هنا وهناك؟كيف تكون سفارات الولايات المتحدة عربيا وما نظم وينظم من ندوات دولية في كل مكان منابر للاسلام السياسي ولما يقال عنها جمعيات حقوقية وأمريكا حيثما تحركت إلا وأهلكها هؤلاء؟أين مؤتمر واحد لليبراليين العرب؟هل يمكن أن يحارب الإنسان التطرف والغلو والكذب والحيلة دون نقيض هذا؟هل عقد مؤتمرا لليبراليين مناصفة مع الإسلاميين ودون عقداو إقصاء أو تجريم وطرح للنقاش الحر الأمل والمستقبل؟

طبعا لا.تبرز من هنا وهناك حفنة من المتطرفين.يتاجر بها الحاكم ورجال الإسلام والاعتدال؟دائما في نفس الحلقة المفرغة.هذا ما نحن ضده.بل هذا ما فركناه ونفركه عبر قلم وليس دبابة أو ختلة أو انقلاب.هنا كانت تحركاتنا…

…كانت الكتابات والشهادات حول الفساد والبطلان في كل مناحيه ومجالاته وصناعات الإرهاب والعيش به ومنه وفيه وعليه واليه يستند رجال سلطة تونس لتبرير وجودهم..وفجأة برز مجرمون خطرون..لينقض الحاجة ولجريدي وعزوز وبن مراد والباهي ودار الصباح ودار الأنوار والأخبار والحرية والرونوفو..في كلمة رجال الإعلام المكتوب المرئي والمسموع والمقروء..رجال المليشيات والجهوية وأصحاب المليارات من القروض التي لا ترجع…ليتحدثوا عن الإرهاب…ظنا منهم إشغالنا وانشغالنا بترهات..

...اضرابناعن الطعام هو حركة من حركات هدفها إعادة الأمور إلى أصلها.حربنا هي مع الفساد والتزوير والقتل والإجرام.وكل واحد بطريقته المدنية والسلمية يعبر ويتحرك ويشعر بأصل الحالة التونسية.من هنا نقول لكل زائر غربي إلى بلادنا..السلطة هي الإجرام والكذب والقتل والتجويع.

…من هنا تنكشف كل الألاعيب والحيل والمداراة على الفساد داخليا وخارجيا.من مع مساعدة التونسيين والتونسيات على التغيير الحقيقي؟ومن مع التسويف وبيع الوهم؟اضربنا وصمة عار على جبين الجمعيات الحقوقية والهيئات الأممية التي تتحدث عن الحق والشفافية ومحاربة الإرهاب.وهو كذلك تعرية لفرنسا وايطاليا واسبانيا على وجه التحديد…لا احد يحدثنا عن الإرهاب.الإرهاب تربته الفساد والباطل والتزوير وغياب المشاركة وغياب فتح المجالات أمام الجديين لكشف ألاعيب هذا وذاك.الارهاب هو سلطة تونس ومن يحميها ويمنعنا من قول الحقائق كما هي منشورة منهم.

…حسنا فعلت تونس نيوز عندما بادرت بنشر كتاب صديقي بنعلي.فهي محاولة ذكية لان يستحضر التونسي حكامنا وافعالهم زمن إعدام صدام واثنين الى حد الآن من أعوانه.وزمن حديث القروي وبن ضياء ومهني والودرني و…عن المجرمين واليقظة والرصد الدقيق(عمل مليشيوي وامني من سياسيين؟وبيان صادر عن اجتماع كل رموز الدولة وليس الحزب الحاكم فقط…راجع شريط الحضور..غاية في الإجرام والتحدي…يعتدون ويقتلون ويمنعون الرزق والعمل والتعبير ويتحدثون عن القانون والوطن والرجعية…هم الرجعية ذاتها والإرهاب في انتن صوره…وقلتها وأعيدها…ليأخذ أي إنسان عاقل ومحايد ما تكتبه صحيفة الصريح..وخاصة ما يرد من مالكها الحاجةومن عطيةوحمدي…وإذاوجدفارقابسيطابين مايكتب هؤلاء ومايردفي كل خطب الظواهري..نتحاسب..لنرى

رأيناهذامنذزمن وكذلك تحركات وردودأفعال سلطةالعجزقبل النطق بهابزمن..

رأيناالانهيارات القيميةوالأخلاقيةوالاجتماعيةوالسياسيةوغيرهامن الأنواع والأشكال التي تتفق بهاقرائح أي مسؤول عندما يفتح فمه أو يعقد جلسة أو يذهب في زيارة.

.من اجل مزيد فضح هذه الذهنيات من جهة.وتذكيرا بان قضاياناالجوهرية هي الشفافية والنزاهة وتسجيل الناخبين ومحاكمة الفاسدين والمفسدين وضمان تطبيق القانون من رجال يحترمون القانون من جهة أخرى.

.قول لكل من حاكم صوريا وقتل وأرعب ودمر ونهب وجوّع وحرم.أمس صدام اليوم برزان والبندر.التاريخ يتحرك

والأمل يزرع من جديد.ولقد رأينا هذا منذ سبتمبر2004 يوم كان الجميع يحلم بنهاية بوش وأمريكا.رأيت هذا في كتاب بعنوان…وثيقة تاريخية حول جمود السياسات التونسية…رأينا هذا يوم كان أهل الطغيان يحاولون حشر بوش في الزاوية والقول له الإرهاب أمامك ونحن وراءك…ناضلنا ونحن مرضى وجوعى والى اليوم؟حتى لا تموت الحرية والدمقرطة والأمل.

.ناضلنا رغم كل السواد والاحباطات وتراكماتها ويمكننا القول مع الإعدامات الثلاث أن بناء جديدا وجد عربيا ولأول مرة في التاريخ.رئيس ورئيس محكمة بدعة ومدير مخابرات ذهبوا إلى المشانق بعد أن نالوا جزاءهم العادل

وكما قلت في بياني بتاريخ 6نوفمبر2006 أن يوم 5نوفمبر تاريخ صدرو الحكم سيكون يوما تاريخيا.وفعلا سيكون

هذا.الطغاة العرب يضربون بالمخابرات المتعفنة وبالقضاء المسيس وبالرئيس الموغل في التلذذ بالقتل والمحاكمات الصورية والمحاصرات والانتقام من كل من يفتح فمه ويرفض التزوير والفساد.وقلت بتاريخ 6نوفمبر2006 .كم من وزير داخلية لم يعرف طعم النوم وكم من وزير عدل وكم من رئيس؟وكم من تافهين اعتبروا السياسات مالا وقهرا وقتلا من اجله.

.من جديد انصح كل هؤلاء تنظيف أنفسهم عبر التخلي عن الحكم وطلب الصفح والتخلي عن منطق الجهوية والعصا والزجر والتجويع والسجن.أمامهم النموذج والتاريخ لا يرحم.ولقد وجهت هذا إلى كل الوزراء في مراسلات الكترونية يوم السبت الماضي…

.الاجتماع الذي عقدبمقرالحزب الحاكم يوم12جانفي2007 هورد حرفي على هذا.وذات الأمر بخصوص زيارة بنعلي إلى الكرم الغربي.وحمل ما يقال عنها أحزاب الديمقراطية إلى إصدار بيان يدين الإرهاب؟والحال أن السلطة هي من صنعت وتصنع الإرهاب في انتن صوره.وبخصوص حديث سلطة العجز عن الإرهاب..أرجو من التونسيين العودة

إلى مقالي بتاريخ 5جانفي 2007جانفي2007 المنشور عبر هذا الفضاء..

ذات التونسي..إنسان مابين 1939و1943..وسمسارفي2007…رسالةإلى روبرت ساتلوف..

وهكذاأخرجناالأرنب..لتنطق كذباوخبثاوقتلا بعدأن أوصدت أبواب المتاجرةباليهودوالأمريكان والفلسطينيين..رأينا

الكثير في خصوص الأمريكان واليهود…لنرى فتح من هي عند سلطة تونس؟والسلام كيف هو؟

.صحيفة الصريح لمالها صالح الحاجة.(ولدت الصحيفة مع العهد الجديد)هي وعلى غرار البقية صحيفة مختصة في نشر الكراهية والتعصب والترويج للقتل والانتقام والتحريض على الأديان..وشيطنة اليهود والأمريكان والفلسطينيين

الرجل استنجب هذا وذاك.والقاسم المشترك بين الجميع…الفساد أمر جميل والحرية خيار أمريكي يهودي والتداول على الحكم جريمة نكراء والشفافية عمل إجرامي خطير والحديث عن الناخبين الفعليين تدمير لدولة…

.في 4جوان 2004 كتب مصطفى عطية حول أول عملية ذبح لأمريكي في العراق..بأنها عملية حضارية وأخلاقية

وأنها ردع للأعداء وقصاص منهم…انظر كتابي المنشور بتاريخ نوفمبر2005 ومقالاتي عبر تونس نيوز..وكتب

بتاريخ12جانفي2007 (وهو خط منتظم ومسترسل)تحت عنوان..فلسطين..من هو المناضل؟ومن هو العميل؟(العميل يا أخ مصطفى هو من تكتب الكذب والإجرام ويستبله ويستغبي الشعوب ويروج للتزوير والفساد والإفساد والجهوية

وكل الروائح المتعفنة.من يحرض على أبناء البشر…)..حاولت حماس أن تصمد متمسكة بشرعيتها ووجدت إسرائيل الفرصة سانحة لتأليب فتح عليها.كما فعلت’تماما عندما استخدمت حماس في بداية تأسيسها لضرب حركة الزعيم ياسر عرفات.فمن هو المناضل الوطني ومن هو العميل؟الجواب هو أن فتح وحماس هما حركتا نضال وطني شعبي مهما اختلفت مرجعياتهما الإيديولوجية ولكنهما يصبحان حركتي عمالة وخيانة عندما يدفعهما اللهاث وراء كرسي السلطة الوهمية والنفوذ المزعوم الى التناحر والارتماء في أحضان العدو….

أليس هذا ما ورد على لسان الظواهري منذ أيام؟رجال فتح عملاء وخونة؟والسلطة تريد أن تتوسط؟وإسرائيل دولة

إرهابية والسلطة ترزح تحت اليهود؟وفق هذه التحاليل اليومية والواردة من رجال السلطة وتحت نظر وإشراف القصركيف لا يولد فغلا الجهاد والتوحيد؟خاصة وان الفساد والجهوية عششت؟كل ما يجعل الإنسان يحمل السلام منتظم البروز يوميا ومنذ دهر؟هل يعلم رجال فتح هذا؟عفوا السلطة تقول لهم ذاك كلام صحف..هو للاستهلاك المحلي؟(هذه السلطة هي الوساطة والسلام والتقريب بين الحضارات؟) المحلي جعل انكشاف أي عصابة وعبر أي مكان من العالم يكون بها تونسيون ومن مواليد الثمانينات أي منتوج العهد الجديد…المحمي من اسبانيا وايطاليا وفرنسا كما يجب…وافق شن طبقة..

وبنفس الصفحة والتاريخ كتب محسن حمدي…أخرجوه من الغياهب...حول الإرهاب الأمريكي والصهيوني..وهكذا..

.صحافة تونس جميعها تقول بان تونس دولة قومية إسلامية وثورية إلى ابعد الحدود.والحال أنها التزوير والفساد

والإجرام والكذب والتطاول على رجال العالم؟بماذا؟من يتستر على هذا الإجرام؟إضرابنا يدخل في إطار تعرية هذا التستر والقول للعالم هذا قليل من الإجرام ومن ذهنيات إرهابية متخلفة ورجعية…أي ما يقال حول السلطة عبر التوثيق وبما هو صادر منها ومن زبانيتها…قاله رجال الحزب الحاكم لنا…هم ليسوا برجعيين..ويعملون للتداول وليسوا متواجدين

بالتزوير ولا ينهبون مالنا ولم يدمروا الدولة والإنسان والقيم…انه ذهن يتعرى مع كل حركة.

الكذاب عندما نقول له يوميا بكذبه..يندفع أكثر نحو الكذب..مع كتاباتنا غاب الأمن والاستقرار..وغاب من قال

لأوروباالإرهاب طوينا صفحته وهو لديكم اليوم…غاب الحديث عن النموذج…افتضح رجال الشهادات من

غربيين..هذا منتوج العهد الجديد بعد 20سنة من الكذب…لنصدق رواية السلطة…القاعدة هنا بعد20سنة من الحكم…هذا كان وسيكون لأننا قلنا الرجال يكذبون وبينا الكذب…ورغم الحصار والمحاصرات كان إصرارنا..بل قطع عنا الأكل والمرتب والعمل والتحرك لان هناك من لا يرد فضح السلطة لأنه يعرفها مجرمة بل موغلة في الإجرام ولكن…

سلطة تونس اكبر كذبة عرفها التاريخ.واكثر مجال تعرى به ومنه وفيه رجال من الغرب.سلطة تونس هي من زرع

عربيا الكذب والتحايل…تحدثنا منذ ماي2005 وقبل هذا من. سنوات عن عشق الرجال للمال…امس مع صدام..بعد

قليل مع ايران…دينهم المال والكذب..منذ ايام فقط تحدث احد المتدخلين عن هذا فكان بعد يوم واحد الحديث عن القاعدة؟

أعلنت إضرابا عن الطعام من20/1الى26/1/2007..حتى نعيد موضوع الحرية والمشاركة والانتخاب الى أصله.

.مع إعلاني عن هذا التاريخ.تحولت مباراة الدربي في تونس من موعدها السابق منذ أسبوعين إلى يوم 20بالذات؟

واختار اتحاد الشغل يومي 19و20 جانفي…وغيرها من الأنشطة..وتأخر اجتماع اللجنة المركزية؟وتكثفت تحركات

المليشيات من كل المرجعيات؟ومن وضع لحراستي قام ويقوم بأشغال مهمة..جرة وجري من ركن الى ركن مضمون

حديث رجاله…أنني هربت إلى سويسرا منذ مدة وأنني غير موجود بتونس..وأنني لا زلت اعمل بوزارة الداخلية وأنني أتمتع بمرتب…وأنني لم أترشح أصلا إلى الانتخابات الرئاسية..وأنني أقوم بتمثيل مسرحية(المجرم يتصور البشر مثله) وأنني لم أتقدم بأي طعن إلى المجلس الدستوري؟استنفر الحزب الحاكم في ولاية بنعروس وتحديدا بالمدينة الجديدة1حيث اسكن ومعه مخبرين اختاروامن مكان يقابل شقتي لممارسةاقذرالادواروانتها…جمع الصبيان والمجرمين لإتيان أقذر النعوت ليلا ونهار..وهناك حوالي 250عمارةولا واحد يتحرك..لا يهمهم الكلام  السوقي؟ الناس ضربت بعصا الذل والإهانة والمهانة والجبن والرعب…وهي حيل مخابراتية بالية ورجعية..من أهدافها القول لمن يريد الحرية…هذا هو الشعب الذي تناضل من اجله..انظر من هو؟وما هي طبيعته؟كما ترجم

الخبث من خلال..

رسالةرجال العجزالى كاربنتر..انتفاضةيوم 8/1/2007 في الكرم..حديث مبالغ فيه عن2009؟والتوحّد الوهمي؟

.تزامن زيارة المسئول الأمريكي مع اجتماع رجال سلطة العجز وتحريك أحزابها وتصريح وزير الداخلية حول طبيعة ونوعية العملية…وهي مخالفة تماما للواقع…وهو لا يتحمل أية مسئولية.بل كل شيء يرد من القصر..من عبقرية القروي وبنضياء والودرني؟إلى جانب حدث هام الغي وهو اجتماع اللجنة المركزية الذي كان مقررا ليومي 12و13 جانفي2007 .وجاء بدله اجتماعا لإطارات التجمع؟وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هكذا اجتماعا.ولم يردماهو رسمي بخصوص تأجيل اجتماع ما يقال عنها لجنة مركزية؟ولو أن وزير داخلية الجزائر قال كلاما ..وذلك يوم السبت13جانفي2007 أي بعد يوم من كلام وزير داخلية تونس؟وأرجو أن يتأمل هذا وذاك في مضمون كلام الوزيرين؟يعني تونس لجأت إلى الجزائر؟ولمن يفهم في لغة ومفردات الأمن لا يستقيم كلام وزير داخلية الجزائر ليوم13جانفي2007 مع إعلان الجزائر يوم30ديسمبر عن إلقاء القبض على إرهابيين تونسيين؟وقبلها بأيام احتجاز طائرة؟

.هذه مجتمعة تقول بنوعيةوطبيعةماحدث.كماتقول بان الجماعة ظنت الترويج لنظرية الإرهاب عفرانا لما لم ينجز في مجالات الحرية والشفافية والمشاركة مستحضرة غطس بوش في العراق؟وتقدم الأمني على الديمقراطي؟فعلا الطغاة فعلوا المستحيل لان تموت أمريكا وليس بوش فقط.

ونقولها بكل تواضع فعلنا ما هدّم برامجهم وما أسقطها.هم بالكذب والقتل والإجرام والتدمير.ونحن بتبيان الحقائق في أخلاق ومسئولية.ناضلنالان لا يهزم الإرهاب كل جميل في الإنسان.

.يعني فريق الاضطراب كان يعتقد أن القول بالقاعدة في تونس ستغلّب التدمير والسلخ على الحرية.لم اطلع على برنامج زيارة السيد كاربنتر وعلى مضمون ندوته الصحفية واتصالاته…لهذا أقول أن السلطة فضحت نفسها من حيث لا تدري؟وقبل هذا ومنذ يوم23ديسمبر2006…

اتبعت السلطات التونسية روايتين في زمن واحد.الأولى تقول أن مجرمين خطرين يشتبكون مع رجال الأمن..

والثانية تقول أنهم من العناصر الجهادية التوحيدية السلفية..

.الرواية الأولى تكفلت بهاالصحف التونسية الداخلية ومليشيات الأحزاب والمخبرين وكان ذلك في كل مكان.والثانية تكفل بها رجال الإعلام والفضائيات والانترنات خارجيا للقول بان السلطة مهددة من تيارارهابي.وبالتالي السلطة مستهدفة ومنخرطة في الحرب على الإرهاب’وقلت هذا حرفيا في 6و9و28  جانفي2006 عبر تونس نيوز واعدت قوله في نوفمبروديسمبر2006…أن النظام مع بداية 2007 سيرفع العصا وسيقول الإرهاب والحال أن السلطة هي الإرهاب عينه’كما ورد هذا بكتابي المنشور بتاريخ 24نوفمبر2005 ..انظر تونس نيوز بتاريخ 27 ديسمبر2005 ..قسم الفرنسية..

.السلطةقالت بان تيارالتوحيد تبنى العملية.ثم تراجعت وأكدت انهاامسكت بعنصرين أجنبيين توليا افتعال البيان’..هذا بعد أن روّجت العربية والمنار والجزيرة وكل الصحف وفضاءات الانترنات وداخل السفارات بتونس…أن العملية من تدبير التوحيد…وهنا قالت السلطة رسميا ما يلي..

تونس(وات)…مايسمى بشباب التوحيدوالجهاد في تونس تنظيم وهمي ولاوجود له….تداولت وسائل الإعلام(القصر هومن يعطي الخبر وكل الصحف مرتبطة به.بل ممولةمن الدولة.والويل لمن يسترجل؟)بياناصادرا عما يسمى بشباب التوحيد والجهاد بتونس(بخصوص المجموعة الإجرامية الخطيرة التي تصدت لها قوات الأمن مؤخرا).وقد تبين بعد البحث والتحري انه لا وجود للتنظيم المزعوم وان هذا البيان تمت صياغته وبثه على شبكة الانترنات وعلى بعض وسائل الإعلام من قبل شخصين مقيمين في تونس وقد تم الكشف عن هويتهما وايقافهما…

.رواية الداخلية قالت بموت موريتاني و…وإيقاف المقيمين يقول العكس تماما.كما يقول بالكذب والعجز والتخبط وإخراج الأمر ونقيضه.وهي حيل العاجز ومحاولة للتشويش على الأصل والحقيقة.وهنا السلطةتناست أن هناك أقماراصناعيةوشهودعيان وعائلات دفعت أرواحا..ورجالا وطنيين من الذين ذهبواللاشتباك مع التوحيد اوالمجرمين.. والحقيقة عكس هذا تماما…ولا متدخل عبر أيةفضائيةأوصحيفة أشار إلى واقع العملية؟

جنابي تقفل في وجهه محلات الانترنات الا واحدة حاليا؟ومن يقترب منه يعذب؟ومراقب بالليل والنهار؟ويسمح رجال المخابرات والمليشيا للسلفية والجهاد بمتابعتي؟والجلوس بنفس مركز الانترنات ولأشهر؟جنابي من منزل الى منزل يجري التحذير من الاقتراب منه؟والسلفية تقترب؟عمليةمخابراتيةوقحة…المراسلات متوفرة؟..لهذاوصفت

الضحايا بالأغبياء.ووصفت المخبرين بالتافهين…نحن ليبراليون مؤمنون بالدين اكثر من الكثير.

.وزيرالداخلية قال يوم 12جانفي2007 أمام مناضلي الحزب الحاكم أن 12قتلوا و15استسلموا.والحال أن هذا غير صحيح بالمرة.وكما قلت يوم 11جانفي2007 وهو اليوم الذي كشف فيه عناصر التوحيد عن بيانهم؟الأرقام اكبر من هذا بكثير…وماوقع لا علاقةله بعصابات إجراميةولا بالتوحيد؟(ودليلي في خصوص التوحيدوالسلفية بسيط جدا…منذخروجي من المنزل أكون محل متابعةلصيقةومراقبةأمنيةومليشيويةشديدة.وداخل محل الانترنات بالمثل.

منذبداية2005 حيثماانتقلت وبالخصوص عندماأتواجد بمركزانترنت..يتبعني ثلاثةأشخاص من أصحاب البنية الضخمةواللحيةالطويلةواللباس الأفغاني…وظل الأمر يتكرر لما يزيد عن العشرة اشهر خلال2005 والى غاية منتصف 2006 ..الأمن لا يسمح لأي كان بالاقتراب مني.فكيف يسمح لهؤلاء؟أهلي يحاسبون على زيارتي..

كمايردعنواني الالكتروني…رسائل طويلةجدا من إمضاء السلفيةومضمونهاكتابات لاذعةجدافي الغنوشي والشابي والمرزوقي وسهام بن سدرين وخميس الشماري...واستمرالامر وقتاطويلا إلى أن أجبت احد المرسلين وكان ذلك مرة..قلت له شخصي ليبرالي ولا يهمني ما تكتبه..ومن تكتب عنهم لهم حق التفكير والعمل بحرية..لست معهم ولا في نيتي ذلك…انامع الغرب الكافر بمفهومكم…سكت الرجال من يومها…وهنا ببساطة القصد معروف…هناك من صنع السلفيةوالتوحيد..ليتاجر بها…ليوقع أغبياء..كل شيء تحت نظرالمخابرات…لهذاأقول بدعةوضحاياومغفلين وهناك من يلعب بأولادناوبأمن العالم..وربمااللافت أكثر أن نفس مضامين كتابات السلفيةوالجهادوالتوحيد هي ذات مضامين ما أرسلت إلى جنابي ما يقال عنهابلادي..وبلادي هذه معروفةالمصدروالمخبرين؟يعني هناك من أراد تنظيف هذا وذاك من رجال الاعتدال مقارنة بهؤلاء؟.الإسلام السياسي له حساباته وإذاوصل إليهاسلميا له ذلك.ونحن لناحساباتنا.يعني لا نتحدث بلغةالإقصاء والإبعادوالنفي كمايفعل النظام ورجال الاعتدال والأحزاب الديمقراطية؟خط نضالي مقابل خط آخر لا غير لمن يفهم في تعدد وتنوع مضامين واليات النضال الحر والمفتوح والمعلن).

وهنا القصرارتكب في نظري افدح الأخطاء عندما قال…كشفنا بحوزة المجرمين خرائط لمقرات سفارات وشخصيات دبلوماسية في نفس اليوم الذي استهدفت فيه سفارة الولايات المتحدة بأثينا؟أي استغلال رخيص جدا وكذب بعيون مفتوحة.ووضعت الحرة الخبر مباشرة قبل خبر استهداف السفارة باليونان؟ثم أضافت إليه خبرا ثانيا يقول بان الجماعة جاءت من الجزائر؟كما وضعت المنار(قناة حزب الله) ذات الخبر وبنفس الكيفية؟وللوقوف عندالرويات منذ يوم 23ديسمبر2006 يمكن الرجوع الى ما كتب على وجه التذكير لا غير..

Par GARÇON José

Libération.. Vincent Geisser

Ben Ali, Islamiste malgré lui

La barbe fait enfin son apparition dans la mode tunisienne Maya Lenoir

.والى البلاغات الرسميةالصادرة بتاريخ24ديسمبر2006 و3جانفي2007 وما قاله وزيرالداخلية بتاريخ 12 جانفي 2007 ..وما قيل ويقال بين هذه التواريخ والى اليوم. .ونترك للقارئ الوقوف عند الاضطراب والردود.

La nomination de ghariani a été vue par ma propre personne depuis mai dernier,voir tunisnews, c’est un des hommes de karoui,…les hommes jouent une dernière carte.

Houcine mhamdi tunisie.
18/1/2007


اليوم الـثامـن

أبو بكر الصغير

“فقط أولئك الذين يغامرون ويخاطرون بالتقدم إلى الامام يعرفون.. إلى أي مدى يمكن لنا أن نصل”

طوماس إليوت

ما بعد 23 ديسمبر :

لا أذهب إلى حدّ القول ان ما حصل يوم 23 ديسمبر بمنطقة سليمان سيشكل تاريخا فارقا في حياة التونسيين . بقدر ما يشكل عنوانا لملفّ يفتح على أسئلة كبرى نتطارحها راهنا بتعقّل وتدبّر، ونتفاكر حولها كمعطى جديد في حياتنا الاجتماعية والسياسية .

تغيّر العالم .. وأصبحنا في مواجهة تحديّات جديدة، خارجة عن نطاق سيطرتنا وتحكّمنا. يكفي ان ننظر إلى تأثير كلّ وسائل الاتصال الجديدة، خاصّة بعض الفضائيات التي تفعل بعقول النّاس ما لا تقدر عليه لا مناهج تربوية أو برامج تثقيفية مدنية أو حتى سلطة الأسرة نفسها حتى نقف على حجم التحولات الراهنة .

حتى الرّأي العام لم تعد تحتكر صنعه وتوجيهه والتأثير فيه لا منظمات أو أحزاب أو هياكل المجتمع المدني بقدر ما تتداخل فيه عناصر خارجية جديدة لا يمكن ان يتصوّر تأثيرها مفكّر أو عالم اجتماع أو حتى مسؤول سياسي .

العالم في بداية هذا القرن الحادي والعشرين غير العالم الذي عشنا وعرفنا منذ سنوات مضت ..

من كان منّا يسمع بهذا التوظيف الخطير لعقيدة أو دين محبّة واعتدال وتسامح ليغدو بمثابة شمعدان تعلّق عليه المخططات والنوايا السياسية المخرّبة .

من كان يسمع حتى بوجود هذا ” التاريخ الأسود المرعب ” من عدوات وخلافات ومجازر في إطار العقيدة الواحدة نفسها ( شيعة وسنّة ). من كان يفكّر في امكانية وجود انتحاريين بهذه الشاكلة يدججون أنفسهم بالمتفجرات ليستحيلوا قنابل تنفجر لتأتي على الأخضر واليابس وتطال أبرياء من أطفال ونساء وشيوخ .. ان الفتنة أشدّ من القتل .. انظروا ما فعل الاقتتال بين لأشقاء أبناء البلد الواحد ( في الجزائر، في العراق، في الصومال، في السودان ) إذا جمعنا عدد الضحايا الذين سقطوا في هذه الحروب الأهلية بين أبناء البلد الواحد أو حتى القبيلة أو العائلة الواحدة .. سيعدّون بالملايين .

نحن في مواجهة وضع جديد أسبابه ودوافعه بالأساس خارجية بعيدة عنّا جغرافيا وثقافيا، ولكنه حاضر بيننا بشكل يومي وحيني بفضل هذه الفضائيات المسقطة من السّماء، وهذه الثورة في وسائل الاعلام ونقل الخبر. وليت الأمر كان خبرا محمولا إلينا بحرفية مجرّدة فقط بل انه ” مغلّف ” ، محمّل بأفكار ومقاربات ايديولوجية لم تعد تخفى نواياها عن أحد بعد أن تحالفت التكنولوجيا ورؤوس الاموال مع التطرّف .

لماذا فجأة .. كلّ هذا الاهتمام بمنطقة المغرب العربي .. ؟ لماذا نستفيق على هذه المكاتب المفتوحة عندنا لقنوات فضائية تخصّص جزءا من اهتمامها وعملها بمنطقتنا؟ وهم الذين تعوّدوا في جلّ برامجهم على تعديل أوقات برمجة الافلام والحفلات على التوقيت المحلي لدول معيّنة، ولم نظفر بفضائية واحدة، تهتم بالتوقيت المحلي للدّول المغاربية، ولمشاهديها .

ألا يندرج ذلك ضمن أجندة أعدّت لنا مسبقا في مخابر لا أعتقد أن روّادها فكروا أو يفكّرون في مصلحتنا، وفي استقرارنا . نحن في مواجهة معطيات مغايرة لما كنّا ترصّدناه واستشرفناه. من هنا فصاعدا لا بدّ من تفكير وتدبّر .. وخلال كلّ ذلك مزيد من اليقظة .

.. وما بعد 12 جانفي

أعتقد ان الندوة الهامّة التي أذن بتنظيمها سيادة رئيس الدّولة وشهدها يوم الجمعة 12 جانفي مقرّ التجمّع الدّستوري الدّيمقراطي والتي تمّ خلالها التطرّق إلى المستجدات الأخيرة التي عاشتها بلادنا تكتسي دلالة سياسية واضحة، وهي المسؤولية الهامّة التي أصبحت ملقاة على حزب الحكم في التعاطي مع هذه التطورات الجديدة وأساسا الدفاع عن استقرار البلاد وسلامة المجتمع .

ليس صدفة ان يتمّ خلال هذه الندوة تناول هذه الأحداث الأخيرة بكلّ جوانبها، بالاضافة إلى تفاصيل ما حصل كما فعل وزير الدّاخلية والتنمية المحلية ومقاربتها من منظور الوضع العالمي الرّاهن وهو ما قام به وزير الشؤون الخارجية، واستبيان ما تطرحه من تحديات سياسية جديدة وهو ما تطرّق إليه النائب الأول لرئيس التجمع وكذلك الأمين العام لقد لوحظ ذلك النقاش الواسع والمستفيض الذي فتح المجال له، وشاركت فيه عدد من الوجوه التجمعية البارزة، قدّم بعضها مقترحات مهمّة .

إن مسؤولية التجمّع اليوم في زمن هذه التحديات الجديدة ستعظم فهو لم يعد مؤتمنا على التغيير ومكاسب البلاد فحسب بل كذلك على استقرارها ومستقبلها .

ولهذا لن تكون الايام القادمة الا تحت عنوان ديناميكية جديدة ينخرط فيها وكذلك تعبئة شاملة من أجل توجيه رسالة واحدة لمن يهمه الأمر الآن.. التونسيين كلّ التونسيين حتى ان تعدّدت مشاريعهم وافكارهم يبقون صفا واحدا في المحافظة على استقلال تونس والذود عن حماها وصيانة مكاسبها .

(المصدر: افتتاحية مجلة “الملاحظ” التونسية بتاريخ 18 جانفي 2007)

الرابط: http://www.almoulahedh.com.tn/iftitahia.php

 


ثقافــــــة الحيـــــاة
بقلم: آمـــــال موســـــى amelmoussa@yahoo.fr أثبتت التجارب الانسانية أن تبني مواقف آحادية والانصات بأذن واحدة والسير على قدم واحدة، لن تؤدي بأصحابها سوى الى طريق مسدودة والى وضعيات عرجاء ومفتوحة على النقائص. فلا الاكتفاء بالنصف الفارغة من الكأس أسلوب متوازن وعاقل ولا تركيز كل ما في حوزتنا من بصر وبصيرة على النصف الممتلئ من الكأس، عين الصواب. لذلك فإن صوت الحكمة يقتضي الجمع في صياغة رؤيتنا ومطالبنا بين الموجود والمفقود وهي طريقة تفتح باب الحوار وتقضم مخالب الرافضين للنقد ولكل من يواجههم بالعيوب والنقائص ومواطن التقصير. ويمكن القول إن المجتمعات العربية اليوم، تعيش أصعب حالات التجاذب بين موقفين اثنين هما: الموقف السلفي الأصولي المنغلق، الذي يشدنا الى ظلمات الوراء والموقف الليبرالي الحداثي المنفتح. وهو تجاذب بسبب الطرف الأول، لم نلمس له من أثر ايجابي حقيقي، ذلك أن كل طرف يحمل مشروعا مختلفا جملة وتفصيلا: مشروع يمجد العنف والموت ومشروع يحلم بتحرير الانسان العربي من كافة القيود. لذلك فإن الملاحظ يرى أننا لم ننجح في انتاج طرف ثالث يتسم برؤية توافقية بعيدة عن خطاب العنف ومتجذرة في القيم الكونية أي أنها تجيد الجمع بين ضرورة المحافظة على الثوابت الايجابية والدفاع عنها وبين وجوب هدم تلك الخصائص السلبية التي أعاقت تطورنا. مع العلم أننا لم نصل الى حد اليوم الى خلق أطراف قادرة على تحقيق التجاذب البناء، ذلك أن التجاذب الذي نحتاجه يجب أن يقوده المعتدلون والليبراليون. وحتى اذا كان الموقف التوافقي غير غائب، فإن وسائل الاعلام لا تكترث به ولا تمنحه المساحة اللازمة. فصحيح الى أبعد حدود الصحة أننا نعيش بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وخصوصا على اثر تاريخ احداث 11 سبتمبر 2001، حربا ثقافية تحاول المس من الدين الاسلامي ومحو المنظومة الثقافية القيمية العربية والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى أو تعد. بل أن حتى أنصار الغرب كثيرا ما يشعرون بالاحباط بسبب ممارسات الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرهما. تلك الممارسات التي تجعل من موقفهم المناصر ضعيفا ورأينا ذلك بوضوح في فضيحة سجن أبو غريب وفي طريقة غزو العراق وغير ذلك. كما أن حملات التطاول على الدين الاسلامي ورموزه لا نعتقد أنها تمت بالصدفة أو أنها افراز طبيعي لبلدان تعيش حرية التعبير على مصراعيها، خصوصا أن عملية تواتر الحملات واتساعها حول بلدان أوروبية كثيرة، ينزع عنها فرضية الصدفة. ومثل هذه المؤشرات والوقائع يحتمان على المنتمين للثقافة الاسلامية وأيضا العربية الدفاع عن تعاليم دينهم الصحيحة والحقيقية وتخليصها من الأفكار المسبقة والمغالطات ومن خطإ الخلط العشوائي بين تعاليم دينية وأخرى تعاليم ذات علاقة بمنظومة العادات والتقاليد (وهي تعود الى الزمن الجاهلي أساسا). فمن المهم الدفاع عن مكونات ثقافتنا الحية ولكن دون أن يقتصر موقفنا على الدفاع فقط وإلا فسيكون حالنا كحال أصحاب الموقف الأحادي. ذلك أن الدفاع والتمسك لا ينطبقان سوى على ما يستحق ذلك، في حين أن الذات العربية في حاجة ماسة اليوم الى نقد ذاتي أيضا كي تتخلص من أمراضها والأسباب البنيوية ذات العلاقة بالعقل العربي وبضميره كي نستطيع أن ننهض بأكثر صحة. فمن يستطيع أن ينكر الأزمة الأخلاقية العميقة التي نعيشها ومظاهر التخلف الشاملة التي تجتاح كافة الأصعدة؟ لذلك فالمطلوب كي نشرع في ترميم حال هذه الأمة، أن ندافع عن تراكمها الثقافي والديني الصحيحين وألا نتوانى عن هدم معوقات الخروج من عنق الزجاجة التي وضعنا أنفسنا فيها ويسعى الخصم الحضاري لنا الى أن يبقينا في منطقة العنق مزيدا من العصور، مستفيدا من جماعات العقول والعيون والآذان المعصوبة.
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18 جانفي 2007)
 

 

اليوم الذكرى الـ55 لاندلاع الثورة التحريرية التونسية:

معـــركـة حاسمــة مهّــدت للاستقــلال

صحيح ان الثورة الحاسمة للشعب التونسي ضد الاستعمار اندلعت في 18 جانفي 1952، في شكلها المنظم ولكن مقاومة الإحتلال كانت في الحقيقة قد بدأت منذ السنوات الأولى لانتصاب الحماية في 12 ماي 1881، إلا أنها كانت مقاومة غير منظمة ولا منسجمة، وبمرور الزمن، وبظهور نخبة من أبناء تونس المتعلمين المثقفين الواعين، بدأ التنديد، في الصحف بسلوك الإستعمار والمطالبة بضرورة إجراء إصلاحات في نظام الحماية تمنح التونسي المشاركة في تسيير شؤون بلاده إلى أن ظهرت التنظيمات، منها حركة الشباب التونسي مع علي باش حانبة وقبلها البشير صفر، ثم الحزب الدستوري سنة 1919، تلاه تأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد في 2 مارس 1934 بزعامة المرحومين محمود الماطري والحبيب بورقيبة ورفقائهما، ومن ذلك التاريخ تغير كل شيء…  لا يسمح المجال في هذا المقال أن أتحدث بالتفصيل عن تلك الفترة الحاسمة، لكنني أنقل بأمانة ما سمعته مباشرة خلال اللقاءات التي سعدت بها مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بحضور المناضل المرحوم البشير زرق العيون رئيس المجلس الاستشاري للمناضلين آنذاك في مناسبتين يوم 3 أفريل 1982 ويوم 10 أوت 1985 فاستمعت إلى الزعيم بكل اهتمام وهو يروي لنا صفحة من نضاله ونضال رفاقه ابان فترة الكفاح التحريري وخصوصا بداية ثورة 18 جانفي 1952. وحول الثورة التحريرية أوضح بورقيبة وهو ينظر في الأفق كأنما يحاول بذلك أن يستعيد ما فات من سنوات أو أن يتذكر أشياء بعيدة ودقيقة حيث قال: «لقد كانت معركة 18 جانفي 1952 ثالث المعارك الكبرى التي خاضها الشعب التونسي ضد الاستعمار الفرنسي، وتم التخطيط لها بمراحل وقرأت لكل شيء حسابه قبل أن أعطي الإشارة بانطلاق المعارك ضد الغاصبين المعتدين المحتلين لأرضنا». أوضح بورقيبة قائلا: «أني اتجهت بكل ما أوتيت من قوة لاقناع الجماهير وحركت الهمم وشحذت العزائم ووحدت الصفوف في اتصالاتي المستمرة والمباشرة بالتونسيين في مختلف أنحاء البلاد» مضيفا «أنني حاولت جاهدا أن استخلص الدروس والعبر من المعركتين السابقتين» (1934 و1939). وبعد أن تنهد الزعيم بورقيبة ونحن على مائدة الإفطار، استأنف حديثه فقال: «ولم يطل مقامي بالقاهرة إلا نصف شهر رتبت فيها كثيرا من الأمور ديبلوماسيا وسياسيا وحتى.. عسكريا… وعدت إلى تونس في يوم 2 جانفي 1952، بعد غياب عن أرض الوطن من أجل مزيد التعريف بالقضية التونسية وكسب الأنصار والمؤيدين. وما إن حللت بأرض الوطن حتى بدأت جولة جديدة في ربوع البلاد أشن فيها حملة على الإستعمار وأعد الشعب لخوض المعركة الحاسمة حتى النصر المبين». «في يوم 14 جانفي 1952، انعقدت دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وكانت تونس قد تقدمت بشكواها، فاهتزت فرنسا وارتبك مسؤولوها، ووجدت نفسها وهي الدولة القوية، تقف فجأة موقف المتهم ليحاسبها الضمير العالمي على ما اقترفته من أعمال ضد الشعب التونسي. وما إن حل يوم 18 جانفي 1952، وأذكر أن الساعة كانت تشير إلى الثالثة صباحا، في ذلك اليوم القاسي ببرد شتائه، داهمني البوليس الفرنسي، في عقر داري، برشاشهم ومصفحاتهم، وحاصروا «معقل الزعيم» حيث كنت أسكن بنهج جامع الهواء بالعاصمة، فما كان مني إلا أن قلت لهم: لقد كنت أنتظركم وارتديت ملابسي، وخرجت معهم وقد قلت لزوجتي سوف لن يطول إبعادي هذه المرة! وانتزعوني من بيتي، وأخذوا معي المناضل المنجي سليم إلى طبرقة وفي نفس الوقت تم نفي كثير من اخواننا ورفاق النضال من الوطنيين الصادقين إلى (جلاّل) ببنقردان في أقصى الجنوب التونسي، وتم تطويق مدينة تونس، وأصبحت العاصمة ميدان حرب وقتال، وكشرت سلطات الاستعمار عن أنيابها، ولكن جماهير الشعب لم ترهب من الأعداء، بفضل ما كنت بعثت فيهم من التوعية والحماس، وتحدوا تلك القوات  وبدأ الاصطدام، في حي باب المناره، أسفر في البداية عن عدد كبير من الجرحى وقتيل، وبدأت المقاومة، ومعها القتلى والجرحى والمعتقلون. وشملت المظاهرات كافة مدن البلاد وقراها، وتأجج الغضب الشعبي واشتعلت نيران الغضب، وبدأت المواجهات وتوالت الأحداث، وبدأت الحركة السرية، وقامت المظاهرات في تازركة والساحل وبالشمال والجنوب، مما اضطر غلاة الإستعمار إلى انشاء «اليد الحمراء» لتغتال المناضلين والزعماء، الذين كان أول ضحاياها الزعيم فرحات حشاد ثم المرحوم الهادي شاكر في 13 سبتمبر 1953، على أني لم أبق مكتوف اليدين في منفاي بطبرقة ولا حتى بجزيرة جالطة ولا حتى بجزيرة قروا الفرنسية. ويضيف بورقيبة «ومن هناك أرجعت للباي «وسام الافتخار» الذي كان قلدني إياه تشهيرا بتنازلاته المتكررة وبضعف إرادته وتنديدا بتهاونه المستمر بمصلحة الوطن. وأقمت الدنيا وأقعدتها بالتصريحات الصحفية، فجاء التأييد من كل جانب، وترددت مواقفي في أنحاء العالم، حتى رضخت فرنسا واعترفت بحق تونس في الإستقلال» إن أهم ما رسخ في ذهني في تلك اللقاءات مع الزعيم بورقيبة هو كيف تمكن من تحريك الشعب في الداخل، والرأي العام في الخارج لمساندة القضية التونسية المشروعة واستعداده لدعمها حيث أن بورقيبة لم يطمئن إلى الوعود اذ بدأ في إعداد العدة للمعركة المسلحة قبل حلولها بسنة ونصف، في الوقت الذي كان فيه الجميع منهمكين في تجربة الإتجاه الفرنسي الجديد ومقتنعين بالحل السلمي، وفي ذلك الظرف بالذات كان بورقيبة يعد قائمات شراء الأسلحة وجمع الأموال لشرائها وضبط أماكن إنزالها وتوزيعها وتنظيم هياكل المقاومة السرية برآسة المناضل البشير زرق العيون ورفاقه في مختلف أنحاء البلاد. كما يتضح أن بورقيبة تفطن إلى أهمية الضغط الأمريكي التي كانت تنوي القيام به على حليفتها فرنسا، لتستجيب إلى طلبات التونسيين فاقتنعت أمريكا بخطورة الأزمة التونسية على مصالحها في نطاق الحرب الباردة وإمكانية خوفا من  استغلال الفرصة من طرف السوفيات. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18 جانفي 2007)


انتحار طفل تونسي حاول تقليد اعدام صدام

تونس (رويترز) – قالت صحيفة محلية يوم الخميس أن طفلا تونسيا أقدم على الانتحار شنقا في محاولة لمحاكاة عملية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. واضافت صحيفة الشروق ان تلميذا عمره 12 عاما من مدينة قفصة الواقعة في الجنوب التونسي توجه الى غرفته بعد عودته من المدرسة لتعثر والدته على جثته تتدلى من حبل مربوط بعقدة مشابهة لتلك التي ظهرت على وسائل الاعلام اثناء اعدام صدام. وقالت ان الام لم تتحمل رؤية ابنها مشنوقا فأغمي عليها. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 جانفي 2007)  

طفل مغربي يشنق نفسه مقلدا مشاهد اعدام صدام

تونس (رويترز) – اقدم طفل مغربي يبلغ من العمر 11 سنة على شنق نفسه مقلدا طريقة اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين منذ اكثر من اسبوعين. وقالت صحيفة الاحداث المغربية يوم الخميس ان الحادث وقع في مدينة الخميسات على بعد 80 كيلومترا شرقي الرباط. وذكرت أن الطفل وهو في الصف الخامس الابتدائي كان يلعب يوم الثلاثاء مع شقيقته الصغرى وعمرها سبع سنوات “مقلدا الطريقة التي نفذ بها حكم الاعدام في حق صدام حسين كما شاهدها على الشريط الذي عرضته القنوات التلفزيونية.” وكان طفل اخر يبلغ من العمر 15 سنة قد اقدم الاسبوع الماضي على شنق نفسه في مدينة الدار البيضاء ورجحت مصادر صحفية ان يكون ذلك تأثرا منه بمشاهد اعدام صدام. وفي تونس ذكرت صحيفة الشروق يوم الخميس إن تلميذا عمره 12 عاما شنق نفسه بينما كان يحاول تقليد عملية إعدام صدام. وتكررت حوادث شنق اطفال لانفسهم في عدد من الدول منها السعودية والجزائر واذربيجان تأثرا منهم بالصور التي تناقلتها القنوات التلفزيونية لإعدام صدام. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 جانفي 2007)


علي بن حاج يتعرض لإنتهاكات صارخة من السلطات الجزائرية

في بيان خطي تم تلقيه في المرصد الإعلامي الإسلامي من الشيخ علي بن حاج كشف فيه غيض من فيض مما يتعرض له من انتهاكات صارخة من السلطات الجزائرية ، وفيما يلي نص بيان الشيخ علي بن حاج:
رسالة مفتوحة الي الرأى العام الحمد لله القائل في كتابه العزيز ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الو كيل ) وهو القائل عز وجل ( وفي السماء رزقكم وما توعدون) والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح (( احفظ الله تجده أمامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا)) وعلى آله وصحبه اجمعين . اما بعد ليكن في منتهى علم الرأي العام داخليا وخارجيا ان المظالم والمضايقات و الاكراها ت التي ما زالت تلاحقني الى يومنا هذا كثيرة ومتنوعة بعضها مباشر وبعضها غير مباشر و لست الآن بصدد عدّها وتفصيلها واحدة واحدة وقد شملت فترة طويلة من حياتي قاربت 19 سنة بعضها قبل دخولي الى السجن و بعضها نزل بي وأنا أقضى فترة العقوبة الجائرة الصادرة من المظلمة العسكرية بالبليدة والتي دامت 12 سنة كاملة وبعضها منذ خروجي من السجن بتاريخ 2/7/2003 وعلى رأسها الممنوعات العشر الجائرة الشهيرة والتي تعد سابقة في تاريخ القضاء الجزائري المدني منه والعسكري ، واعجب العجب ان لب تلك الممنوعات اصبح موجبا في ميثاق السلم والمصالحة الجائر الاَّ وهو المنع من ممارسة الحق في العمل السياسي في المادة26 من هذا النفاق الذي أعطى حصانة قانونية للطغمة العسكرية وللجلادين الذين عاثوا في الأرض فساداً و إفساداً ومنع اصحاب الحق المشروع من ممارسة حقوقهم المشروعة و على رأسها الحق في ممارسة العمل السياسي السلمي . اقول رغم ما سبق ذكره ما زلت ـ والحمد لله ـ صابراً محتسباً لله تعالى ( وأفوض أمري إلى الله والله بصير بالعباد ) ولم يصدر عني طوال هذه المدة رد فعل غيرشرعي أو قانوني يمكن ان يتخذ ذريعة او فخاً لتنفيذ امر ما يخطط له في الخفاء من طرف خفافيش الظلام وبقايا الطغمة المتعفنة في البلاد غير أن الحكمة والروية وبُعد النظر لا تعني الاستسلام للظلم والظالمين . وحسبي في هذه العجالة ان اذكر بعملية اختطاف او اختفاء او استدراج ولدي عبد القهار منذ اول اكتوبر2006 والبالغ حديثاً 18سنة والذي لم أعرف لحد الساعة ظروف اختطافه اواختفائه او استدراجه بطريقة رسمية وها هي بعض الصحف الفرنسية والعربية كالوطن والشروق تطلع علينا بخبر مزعوم مفاده ان ولدي قد التحق بالجبل زاعمة ان اخبر قد اكده تائب سلّم نفسه لقوات الامن مؤخراً ، وكان هذا الاخير مصاحباً لولدي عبد القهار في الجبل وان هذا الخبر اكده مصدر امني مزعوم او مطلع!!! والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح لماذا لم تستدعني تلك الجهات الامنية أو تطلعني على تلك المعلومة الجديدة وتعقد لي مواجهة مع ذلك الشخص المدعو عبد الله والبالغ من العمر 38 سنة في الوقت الذي يبلغ ولدى 18 سنة ؟! ومن أجل تجلية امر هذا الخبر تنقلت الى مركز الشرطة لحى البدر وسألت ضابط الشرطة للمركز قال : ليس هناك اي خبر جديد بالنسبة لولدك ، فعندما قلت له ولكن الجرائد تزعم كذا وكذا قال : هذا مجرد كلام جرائد لا أساس له من الصحة ، وعندما يكون هناك خبر رسمي فسوف نبلغك به فوراً . وعندما قلت له: هل هناك اجهزة امنية متصارعة وبالتالي هل هناك جهاز امني ما يخفي عن جهاز امني آخر ما يقوم به ؟ فإذا كان الأمر كذلك فما علي الا ان اتنقل الى أكثر من جهة امنية للاستطلاع والتأكد من الأمر فقال: “لا” والبحث عن ولدك يشمل جميع القطر كما ينص القانون . وبعد ان تأكدت من انعدام أي خبر أمني رسمي بشان ولدي عبد القهار توجهت الى مركز الصحافة طاهر جاووت لمقابلة صاحبة المقال سليمة تلمساني فاعتذرت وأحالتنى على مدير الجريدة والذي كان بدوره غائبا ثم توجهت إلى جريدة الشروق العربية فحظيت بالاستقبال ومناقشة الأمر من أجل تصحيح الموقف ولكن لم اعرف اسم مصدر الخبر الأمني . وحاصلة القول في شان ولدى عبد القهار انه مهما يكن من أمر ولدى سواء اكان معتقلاً او محجوزاً في مكان ما او مقتولاً أو حتى في الجبل فإنني احمَّل المسؤولية الكاملة للسلطة وعلى رأسها جهاز المخابرات العسكرية ذلك لان قادة هذا اجهاز السرطاني هم السلطة الفعلية للبلاد ، وأما باقي المؤسسات فهي هياكل لا روح فيها او مجرد دُمى وعرائس قراقوز لا تُقدم ولا تُؤخر وبالتالى فجهاز المخابرات بحكم انه السلطة الفعلية في البلاد مسؤول عن جميع اشكال التعبير الساخط والمتمرد على النظام والذين ارتضوا ان يكونوا واجهة لهذا الجهاز السرطاني من رؤساء مؤسسات الدولة يتحملون المسؤولية القانونية ايضاً . و في الوقت الذي ما زلت أتحرى بطريقتي الخاصة واجمع الأدلة والشواهد والقرائن لأقف على الظروف الغامضة التي اختطف او اختفى او استدرج فيها ولدي عبد القهار لاسيما بعد الخبر المزعوم اعلامياً السابق ذكره والذي يحمل في طياته ان محمد كشاد المدعو عبد الله قام بمهمة اوكلت اليه بطريقة ما وعندما نفذ المهمة سلم نفسه لمن كلفه بالمهمة . قلت في الوقت الذي كنت مهتماً بأمر ولدي عبد القهار وإذا بي أصدم بصدمة اخرى ان المحل التجاري الذي كان يقوم بتسير شؤونه أكبر أولادي عبد الفتاح تعرض يوم الجمعة لعملية سرقة وسطو بطريقة فريدة من نوعها تدل على احترافية عالية ، وكأن الذين قاموا بعملية السطو كانت وراءهم جهة تحميهم وهم يقومون بعملية السرقة بحيث افرغ المحل من كل محتوياته حتى الملاعق وأتفه الاشياء سرقت وكأن المحل مُسِح مسحاً وتقدر محتوياته بحوالي 80 مليون بعضها ما زال ديناً ينتظر تسديده في القريب العاجل . ففي الوقت الذي أمنع فيه من العودة الى الوظيفة لاكتساب لقمة العيش يمنع ولدي عبد الفتاح من كسب لقمة عيشه بطريقة صارخة تدل على أن العملية مقصودة ، أشبه ما يكون برسالة مشفرة إليَّ وحتى عندما حضرت الشرطة العلمية لم تعثر على بصمات تدل على الفاعل و بقى رجال الشرطة والتحريات مشدوهين الى الطريقة التى تمت بها السرقة وعملية السطو وسوف اواصل البحث والتحري في هذه القضية كما أنا فاعل بشأن ولدي عبد القهار حفظه الله وسائر أولاد المسلمين. هذا بعض ما أريد ان أطلع عليه الرأي العام داخلياً وخارجياً وهو قليل من كثير . . وأنا لا أنكر انني عارضت النظام أثناءالحزب الواحد ودفعت الثمن 5 سنوات سجن ، وعارضت النظام أثناء التعددية ودفعت الثمن 12 سنة سجناً تامة مع الممنوعات العشر ، وعارضت النظام بعد خروجي من السجن خاصة في طريقة حل الأزمة الجزائرية مصراً على أن الحل يجب أن يكون سياسياً و عادلاً و شاملاً ، وعارضت ميثاق السلم والمصالحة لأنه يعطى الحصانة للطغمة العسكرية التي عاثت فساداً وإفساداً ويمنع اصحاب الحق من ممارسة حقوقهم المشروعة شرعاً ودستوراً وقانوناً وإنسانية ، وألعن ما في الميثاق المادة 26،45،46 وكأن القصد من الميثاق هو حماية المجرمين والإفلات من العدالة والحقيقة وإدانة الذين ثم اختيارهم الشعب بمحض ارادتهم مرتين : مرة في الانتخابات البلدية والولائية ، ومرة في الإنتخابات التشريعية لـ 1991 الملغاة لا بانتخابات مماثلة وإنما بالدبابة والرصاص والقمع والتعذيب .. ان ميثاق السلم والمصالحة يعتبر وصمة عار في تاريخ الجزائر لأنه جعل الجلاد ضحية والضحية جلاداً والظالم مظلوماً والمظلوم ظالماً واعطى حصانة لجرائم لا تزول بالتقادم ولا بمثل هذا الميثاق الجائر . وأخيرا أقول لقد وجهت لى جريدة المنقذ في عددها 12 سؤالاً وهذا بعد أن تعرضّ منزلي لعملية اعتداء واقتحام مفاده ، في رأيكم ما هو المقصود من وراء حادث الاقتحام فقلت : ” المقصد واضح يتمثل في التهديد وشن حرب نفسية يراد من وراء ذلك استفزاز الدعاة ومن ورائهم استفزاز الأمة ثم إحداث موجة من الفزع والهلع وسط الأهل والأولاد علما أن الأهل قد تعرضت الى تهديدات عبر الهاتف كما تعرض ابنى الى محاولة إختطاف مما دعانى الى نقله لمدرسة . والسؤال الآخر هو : هل تتصورون أنه يمكن أن يكون هناك إعتداءات أخرى بعد الذي حدث؟ . الجواب : لاشك ان طريقة الدعوة الى الله ليست طريقاً مفروشة بالورود والرياحين إنما هي طريق مليئة بالأشواك . . فأنا أعدُ هذه العملية بسيطة بالنسبة لما يمكن ان نتعرض له في مستقبل الأيام ونحن على استعداد أن نقدم أنفسنا فداء لهذا الدين . وقلت يومها : موقفي من هذا الحدث هو موقف الشرع الذي الذي خوّلنا الدفاع عن انفسنا وأهلينا وأولادنا . قلت هذا سنة 1990 و اكرره اليوم ليعتبر من يريد العبرة أو كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . . وحسبنا الله ونعم الوكيل نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بن حاج علي وفي الاخير : فإن المرصد الإعلامي الإسلامي إذ يدين ويستنكر الممارسات والإجراءات التي تتنتهجها السلطات الجزائرية بحق المواطنين عامة وبحق الشيخ علي بن حاج خاصة ، يحملها مسئولية سلامة وحياة المواطنين وممتلكاتهم ، ويناشد المرصد السلطات الجزائرية التوقف عن ممارسة هذه الانتهاكات والالتزام بالقوانين والأعراف المحلية والدولية . المرصد الإعلامي الإسلامي الجمعة 23 ذو الحجة 1427 هـ الموافق 12 يناير 2007 م (المصدر: موقع الأندلس للأخبار بتاريخ 13 جانفي 2007) الرابط: http://press.arabandalucia.com/?p=4848
 

ماذا تفعل اسرائيل في شمال العراق؟

صابرين دياب (*) بينما كنت اتحدث الي صحافي اسرائيلي يعمل في صحيفة يديعوت احرونوت في احدي غرف معهد العلوم التطبيقية التخنيون في مدينة حيفا حول البحث البيئي الذي اجريته في وسطنا العربي الفلسطيني خلف الجدار، واذا برنين جواله المزعج يخرج صداه من حقيبته ليلتقطه بسرعة البرق وتسقط منه ورقتان دون ان يشعر وينصرف خارج الغرفة للاجابة علي المتصل به، وبدا لي انه واجه صعوبة للتحدث امامي، غير ان ما همني وشغلني الورقتان الساقطتان فالتقطتهما انا مجازفة وربما قد اسأت الادب في تصرفي، بعد ان لفتت انتباهي خارطة للعراق المحتل مقسمة الي ثلاثة الوان، ازرق في الجنوب، احمر في الوسط، اخضر في الشمال، ولاحظت اشارة X وتحتها كلمة هاولار واشارة Z باتجاه الشمال، وعلي هامش الخارطة لاحظت ثلاث نجوم وقبالة كل كلمة بالعبرية، موطورولا ، ماغيل معراخوت ، و تساهل ـ جيش الدفاع الاسرائيلي ـ ، اما الورقة الثانية كانت خارطة لمدينة كركوك كتب في اعلاها كركوك بالعبرية ولاحظت خطوطا لم اتمكن من احصائها، وثلاث او اربع نقاط سوداء لم افلح للاسف في قراءة بعض الجمل المدونة في اسفل الورقة لسوء الظرف فقد كنت ملزمة لاسقاطهما كيفما كانتا، والواقع انني انشغلت بما رايت فالعراق العربي المحتل تنتهك حرمة اراضيه من كل حدب وصوب واثناء ذلك دخل الصحافي الاسرائيلي لنستمر في الحديث حول بحثي المذكور انفا، دون ان استوضح منه شيئا خاصة بعد ان تناول الورقتين بصورة خبيثة ظنا منه انني لم الحظهما، وبعد انتهاء الجلسة توجهت للبحث في موقع صحيفة يديعوت احرونوت ووجدت تقريرا نشرته الصحيفة منذ خمسة اشهر تقريبا حول النشاط الاسرائيلي في شمال العراق، وبموجب تفاصيل ومعطيات التقرير فان عشرات كثيرة من الاسرائيليين من ذوي الخلفية العسكرية القتالية للفرق المختارة قد ارسلوا من قبل شركات تجارية اسرائيلية الي المنطقة الكردية خلال السنتين الاخيرتين بهدف تدريب واقامة فرق عسكرية كردية خاصة ومختارة لحماية الامن ومحاربة الارهاب !!
وربما هذا يفسر لي وجود وعلاقة شركة ماغيل معراخوت التي اسسها رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية السابق وعضو الكنيست الحالي داني يتوم وشركة موطورولا ، ففي السر قامت الشركات الاسرائيلية ببناء وتجهيز مطار هاولار قرب مدينة اربيل ربما كرمز علي طريق اقامة الدولة الكردية، وربما هي الشركات الاسرائيلية التي تنشئ قاعدة عسكرية في منطقة ما شمال العراق وتعطيها اسما سريا Z وقد تكون هذه المنطقة التي يتم فيها تدريب فرق من الاكراد علي السلاح وطرق محاربة الارهاب وهذا ما يفسر وجود كلمة تساهل علي الورقة، ولا غرابة ان من يقوم بالتدريب فيها طاقم من القادة العسكريين الاسرائيليين وجهاز الموساد، ويدخل خدام استراتيجية التامر علي العراق تحت ستار التخصص وانهم مهندسو شوارع وخبراء زراعيون! وبما يخص خارطة كركوك في الورقة الثانية يزعجني حتي الساعة انني لم اتمكن من فهم الخطوط وقراءة ما كتب في اسفلها، الا ان وجودها مع ذلك الاسرائيلي ـ صحافيا كان ام عسكريا ـ يثير القلق، فلماذا خارطة كركوك؟ وما مدلول تلك النقاط السوداء والخطوط فيها؟ هل للنفط الكركوكي علاقة بالنقاط والانابيب؟ ام لامر ما لا نعرفه؟ ولما لم تنشر يديعوت احرونوت شيئا حول كركوك؟ وفي كل ما ذكرته انفا يحق لي التساؤل لماذا يحتفظ الاسرائيلي بتلك الورقتين ويتعامل معهما بحساسية واهتمام بالغين؟!
ان ما كشفت عنه صحيفة يديعوت احرونوت وما تحمله هاتان الورقتان من دلالات يعكس حقيقة الدور الاسرائيلي في اطار المخطط الاستراتيجي التامري الذي نسجت خيوطه قوي الاحتلال الانجلو ـ صهيوامريكي في العراق المحتل وضد شعب العراق ووحدة العراق الاقليمية، فالحديث واضح وجلي يؤكد بأن هناك محاولة لبلورة البنية التحتية في كردستان العراق لتجسيد تقسيم العراق الي دويلات، كردية في الشمال، شيعية في الجنوب، وسنية في المركز وهذا ما يفسر الالوان الثلاثة في ورقة الاسرائيلي. وتجدر الاشارة المؤلمة الي ان محرك الشر الاسرائيلي ينشط في شمال العراق منذ سنوات طويلة مضت، وذلك في اطار المخطط الاستراتيجي الكولونيالي الامريكي العدواني للمس بسيادة واستقلال العراق وتمزيق اوصال وحدة اراضيه الاقليمية، فمن موقع الحليف الاستراتيجي للعدوان الامريكي برز التدخل الصهيوني في الشأن العراقي الداخلي ابان وبعد حرب الخليج العدوانية الاولي في العام 1991 بعد ان حولت الامبريالية الامريكية كردستان العراق الي منطقة معزولة عن الوطن الام وتحت الوصاية والحماية الامريكيه. ان ما يجري في كردستان العراق من نشاط سري حتي اليوم بين تحالف قوي التامر الامريكي ـ الاسرائيلي مع الحكم الكردي في هذا الاقليم يكشف الابعاد السياسية الخطيرة التي يرسمها الاستعمار الامريكي والتي دمرت سيادة العراق ووحدة اراضيه الاقليمية ـ السياسية، ولهذا فان تصعيد المعركة لانهاء الاحتلال الامريكي للعراق وتقليع خدامه الاسرائيليين يخدم المصالح الحقيقية لشعب العراق بعربه واكراده وجميع الوان طيفه. لن تجد مجموعة دول في معظم ارجاء المعمورة، تهضم حقوقها وتبتلع خيراتها وتعامل بمنتهي الاذلال من قبل امريكا مثل الدول العربية. وانا واثقة ان هذا هو رأي الغالبية الساحقة جدا من الشعوب العربية.
وقلما تجد مجموعة دول فيها هذه الخيرات مثل الدول العربية المنضوية تحت راية جامعة الدول العربية، ودلقت العديد من الشعارات حول الوحدة، والسوق العربية المشتركة والمقاطعة العربية لاسرائيل، ومؤتمرات عربية لمختلف المهن من اطباء ومحامين وحقوقيين واتحاد برلمانيين وخطابات ومزاودات وحتي قرارات. وهي اكبر دول منتجة ومصدرة للبترول، فيها السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات والعراق والجزائر وليبيا.. وهي اكثر دول مستغلة، وهذا النفط بانتاجه وتكريره وتسويقه يصب بمعظمه في الولايات المتحدة، العدو اللدود للشعوب العربية مباشرة وبواسطة اسرائيل، حتي هذه الخسائر في البورصة والاسواق المالية لعدد من دول الخليج هو من صنع امريكي، في هذه الدول اعلي نسبة امية، وتقاطب فظيع بين القلة القليلة والغالبية الساحقة، وهي اكثر دول تشتري اسلحة امريكية لا تصلح ولا تستعمل الا لحماية النظم العفنة، وهذا التكديس للسلاح الامريكي هو مصدر من مصادر الدخل لامريكا وحماية مصالحها، وحبذا لو نتزود اكثر بمعلومات حول عدد الادمغة العربية التي تنقلها امريكا الي بلادها في مختلف المجالات ومنها الذرة علي سبيل المثال لا الحصر.
الاستثمارات العربية في امريكا تصل الي مبالغ خيالية، ولذلك لا نبالغ ابدا اذا قلنا ان هذه الدول وخيراتها هي ركيزة اساسية للاقتصاد الامريكي، وبالتالي للغطرسة والتسلط والاستغلال، والصورة واضحة لا يوجد فيها اي تعقيد، وهي صورة فيها ابشع استغلال وتسلط وهيمنة واذلال واهانة واستعلاء. الحرب علي العراق جريمة من اكبر الجرائم هي وحججها ونتائجها واهدافها. عندما تحذر امريكا من حرب اهلية في العراق علي اساس طائفي، وعندما تحذر من ذلك في لبنان فهي في الواقع تطلق الطلقة من اجل ذلك. في اول ايام عيد الاضحي المبارك تم تنفيذ حكم اغتيال الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، المحكمة والحاكم والحكم امريكي 100%، والادعاء بغير ذلك هو كذب رخيص ودجل واستهبال رغم تكرار هذا الادعاء، فتكرار الكذبة لا يجعل منها صدقا وحقيقة، والمسلمون تأثروا بالتوقيت، في عيدهم الكبير المبارك وكل هذه الامور مأخوذة بالحسبان، ولكن يبقي الامر الاساسي بأي حق تأتي امريكا وتحتل العراق !! وتغير نظام الحكم!! ويجيء التوقيت ليعطي الجريمة الكبري مسحة دنسة من الاذلال والاهانة للمسلمين.
ان جريمة الاغتيال جزء من جريمة اكبر ـ الغزو والاحتلال ـ فقد تمت علي يد مجرمين محتلين امبرياليين اعدي اعداء الشعوب وخاصة الشعوب العربية وبواسطة حكومة حثالة عميلة، وهذا الاحتلال الذي ادعي بانه يجلب الحرية والديمقراطية يودي بحياة مئات الالوف من الشعب العراقي، واعداد هائلة ترحل من وهج هـــذه الحرية والديمقراطية، ان كل نقطة دم تسيل في العراق هي بمسؤولية الغزاة وعملائهم، فأي صمت رهيب هذا في العالم العربي علي امريكا؟ ان من واجب كل القوي التي تتمتع بالكرامة الوطنية والقومية والانسانية في الاقطار أن تنادي بالتصدي لهذا المخطط الاجرامي الامريكي ضد الشعوب العربية وحقوقها وخيراتها ومستقبلها، ويجب ان تبقي هبة الغضب العربية والاسلامية علي اغتيال الرئيس صدام حسين باقية ريثما يزول الاحتلال الامريكي وان تظل رمزا للنضال والكبرياء، فالصحافة الاسرائيلية راهنت علي الغضب العربي الاسلامي ووصفته ـ زوبعة في فنجان ـ وحري بشرفاء واحرار الامة ان يثبتوا لشهدائهم بأن غضبهم سيظل حيا الي ان يزول الاستعمار. (*) كاتبة من فلسطين (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 18 جانفي 2007)  


في المسألة الطائفية.. عود على بدء

  

بشير موسى نافع (*) كل انقسام اجتماعي ينجم عنه مستويات مختلفة من التوتر وفقدان التعقل. وعندما يكون للانقسام طابع ديني -كما هي حالة التدافع الطائفي- يكاد العقل يغيب كلية، فالمعتقدات الدينية تنزع بطبيعتها إلى الإطلاق وتؤسس لشعور مغلق بالصواب، لاسيما لدى عامة الناس. وليس من الصعب ملاحظة ما يثيره تصاعد الموضوع الطائفي من استقطاب وجدل حدي في الساحة العربية، ولكني لم أتوقع أن يصل الجدل المستوى الذي عكسته تعليقات القراء على مقالي المنشور في هذا الموقع نهاية الشهر الماضي. فقد بدا أن أحداً لا يرغب في استماع وجهة نظر الآخر، وأن الكل قد كون قناعات تستحيل إعادة تأمل مصداقيتها أو جدواها، وأن لا مجال تبقّى إلا لتبادل الاتهامات. اليوم، أعود إلى الموضوع ذاته، ليس لرغبة في إثارة المزيد من الجدل، ولكن لقناعتي العميقة بأن هذه المرحلة المظلمة من تاريخ العرب والمسلمين لن تطول، وأن الضمير العربي الإسلامي قادر على تجاوزها. ولكن حتى يتم ذلك لابد أن نحاول التعامل مع الحقائق كما هي، ولابد أن نفتح المجال بلا خوف لتبادل الرؤى والآراء. ثمة عدد من الدعاوى الخاطئة التي يجري استدعاؤها لتفسير حالة التوتر الطائفي الحالية لابد من الإشارة إليها أولاً، حتى يصبح من الممكن تحديد الأسباب الحقيقية والمباشرة لهذه الحالة. إحدى هذه الدعاوى هي الميراث التاريخي، أي الادعاء بأن ما تشهده المنطقة العربية والإسلامية من توتر طائفي هو حصيلة ميراث تاريخي يمتد من السقيفة إلى احتلال العراق. ما يستبطنه هذا التفسير أن لا مخرج من المسألة الطائفية لأنه لا مخرج للأمم أصلاً من تاريخها. وهذا بالتأكيد تفسير زائف وكسول، فبالرغم من أن السردية التاريخية السائدة في أوساط السنة والشيعة هي في جلها سردية أيديولوجية ولا تعكس بالضرورة الحقيقة التاريخية، فقد تعايش الطرفان طوال تاريخهما بقدر قليل من التوتر. وُلد التسنن في منتصف القرن الثالث الهجري، واحتاج التشيع الاثنا عشري قرناً آخر من الزمان قبل أن يتبلور. ولكن تبلور التشيع الاثني العشري وقع في العلن وفي وسط المحيط السني وبالتداخل معه. وفيما عدا الحقبة الصفوية التي اختلطت فيها طموحات الدولة والسيطرة بالتوجه الطائفي الحصري، فإن التدافعات السنية-الشيعية المتفرقة لم تكن تختلف -حجماً ودرجة- عن تلك التي كانت تشهدها الساحة الإسلامية ككل بين أتباع المذاهب المختلفة وبين المتصوفة وغيرهم وبين المذاهب الكلامية. نظر السنة إلى أنفسهم دائماً كأمة لا كطائفة، وقد ساعد التنوع العقدي والفقهي داخلهم على أن يكونوا أكثر تسامحاً وقدرة للتعايش مع الطوائف الأخرى. وإلا فكيف يمكن تفسير استمرار الطوائف الإسلامية -وغير الإسلامية- المختلفة وسط أكثرية سنية ساحقة عبر القرون؟ وليس هناك شك في أن الشعور الإسلامي المتزايد بخطر التحديات الغربية والإمبريالية خلال القرنين الماضيين، وصعود الاتجاهات الإصلاحية في أوساط السنة والشيعة، إضافة إلى ولادة الفكرة القومية والوطنية، قد ساعد مساعدة كبيرة على ردم هوة الافتراق الطائفي. أصبح الزواج المختلط أمراً معتاداً، وتداخل النشطون السنة والشيعة في الأحزاب العلمانية وغير العلمانية، وربطت التحالفات السياسية بين دول وقوى وحركات متعددة ذات توجهات سنية أو شيعية. لكل من السنة والشيعة رؤيته للتاريخ وسرديته التاريخية، ولكن ما نشهده اليوم يسير معاكساً لاتجاه العلاقة التاريخية بين الطرفين، لاسيما منذ القرن التاسع عشر. الدعوى الأخرى التي كثر تردادها مؤخراً تتعلق بأوضاع الأقليات الشيعية أو السنية في بلدان أكثريات مختلفة، والحالتان الأكثر استدعاء هما حالتا الشيعة في السعودية والسنة في إيران. وينبغي بدايةً الاعترافُ بأنه لا سنة إيران ولا شيعة السعودية يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة، وأن مزيجاً من قصر النظر السياسي والحس الطائفي والخوف غير المبرر من الولاءات الخارجية، يساهم مساهمة كبيرة في بقاء أوضاع التمييز التي يعاني منها السنة والشيعة في البلدين. ثمة بدايات لمتغيرات إيجابية في أوضاع شيعة السعودية، ولكن ليس هناك ما يشير إلى متغيرات مشابهة في أوضاع سنة إيران. ولكن المسألة الهامة أنه لا السعودية ولا إيران تقدم تفسيراً مقنعاً لحالة التوتر الطائفي في المنطقة العربية. فأوضاع التمييز في البلدين ليست جديدة أو طارئة، كما أن إيران تتمتع بعلاقات وثيقة مع قوى وشخصيات وعلماء ومفكرين مسلمين سنة كبار، بدون أن يتسبب وضع السنة الإيرانيين في إفساد هذه العلاقات. بل إن العلاقات الإيرانية–السعودية هي في مجملها علاقات طبيعية، تشوبها من الحين والآخر توترات ذات طابع إستراتيجي وسياسي لا طائفي. ما نشهده من احتقان طائفي متصاعد وليد مصدر رئيسي واحد، وبؤرة واحدة، وحاضنة واحدة، هي المسألة العراقية. وعلينا أن نرى حقائق المسألة العراقية، ومتغيرات الوضع العراقي منذ الاحتلال، وقواه المتداخلة والمتصارعة، لنرى الأسباب الكامنة وراء ما يكاد يتحول إلى عاصفة طائفية هوجاء تطال كل المجال العربي الإسلامي. أول أبعاد المسألة العراقية كان تحالف تنظيمات وشخصيات المعارضة العراقية في الخارج -وهي في أغلبيتها الساحقة شيعية التوجه أو الخلفية- مع مشروع الغزو والاحتلال الأجنبي. وقد استمر هذا التحالف مع إدارة الاحتلال، بحيث بدا وكأن هناك بعض الشيعة العراقيين يرتكب خيانة عظمى بحق العراق. وما كانت الدوائر الشيعية العراقية السياسية قد بدأته قبل الغزو من محاولة كتابة تاريخ جديد للعراق، واصلته بعد الاحتلال. حزب البعث الذي ظل قادته لفترة طويلة من الزمن في أغلبهم من العراقيين الشيعة، وكان أغلب أعضائه حتى بداية الاحتلال من الشيعة، صُوِّر باعتباره حزباً سنياً طائفياً. اللحظة بالغة التعقيد لولادة الدولة العراقية، حيث تداخلت التجربة العثمانية الحديثة ورفض عموم الشيعة الانضواء في سلك الدولة، أو افتقادهم الخبرة التعليمية الحديثة، وقد صُورت كلحظة سيطرة سنية طائفية. وجهود الدولة العراقية لإقامة حكم حديث وغير تمييزي، والتي أدت إلى صعود متصل للشيعة في أجهزة الدولة والحكم والجيش، قُدمت كحرمان تاريخي للشيعة. بل لم يتورع حتى قادة وعلماء شيعة من الترويج لموضوع 1300 عام من اضطهاد الشيعة في العراق، وهو بالطبع موضوع بالغ التزييف والشر، لا أساس تاريخياً له. بهذه الرؤية الطائفية المؤدلجة للعراق وتاريخه تم من ناحيةٍ ابتزازُ عموم شيعة العراق، ومن ناحية أخرى تأجيجُ المشاعر الطائفية داخل العراق وخارجه. سُوِّغ للعراقيين الشيعة التعاون مع المحتل، ووضعت أسس محاولة فصلهم عن محيطهم العربي والإسلامي السني. ولكن الأمور لم تتوقف هنا، فقد عادت القوى الشيعية السياسية إلى العراق المحتل في ظل أجواء أميركية تبنت علناً فكرة التحالف الأميركي الإستراتيجي مع شيعة العراق، ليس لمواجهة الراديكالية السنية في المنطقة وحسب، بل وأيضاً لتقويض الحكم الإسلامي في إيران. هذه التوجهات الأميركية عززت لدى القوى الشيعية السياسية الاعتقاد بإمكانية السيطرة على العراق كله. ولكن الأمور لم تسر كما اشتهت هذه القوى، إذ سرعان ما اندلعت حركة مقاومة وطنية -غلب عليها الطابع العربي السني- فشلت قوات الاحتلال في القضاء عليها. لم تدرك القوى الشيعية السياسية معنى المقاومة الوطنية، ولم تدرك عمق جذورها، ولم تدرك حاجة العراق والجوار الإقليمي كله إليها، فكان رد فعلها على المقاومة بالتالي انحداراً أعمق نحو الكهف الطائفي المظلم. شاركت في الحملات العسكرية والدعائية ضد المقاومة، وأدخلت إلى قاموس العراق السياسي لغة اتهامات جديدة، لم يخل بعضها من المدلولات الطائفية. ولكن الأخطر كان التقدم بمشروع الفدرالية، ومن ثم إقراره إلى جانب نظام المحاصصة في الدستور العراقي الجديد، بمعنى أنه ما إن أدركت القوى الشيعية استحالة تحقيق هدف السيطرة على كل العراق حتى دفعت باتجاه تقسيمه. وهكذا اندلعت مذابح التطهير الطائفي. بيد أنه من الصعب تبرئة القوى السنية من المسؤولية، فعندما اتُهمت القوى الشيعية السياسية بالتعاون مع الغزاة تجاهل كثيرون الشخصيات السنية التي اصطفت في ذلك التحالف وهللت هي الأخرى للاحتلال. كما تجاهلوا القوى والشخصيات السنية التي قبلت صيغة مجلس الحكم التقسيمية وشاركت فيه. ورغم تحفظ القوى السنية السياسية على مشروع الدستور، فقد دعا بعضها إلى التصويت على مسودته. وعندما عقدت الانتخابات البرلمانية، تورطت قوى سنية في المناخ الطائفي وشاركت في الانتخابات بما عرف بالقائمة السنية في مقابل القائمة الشيعية. ثمة مليشيات شيعية طائفية تعيث فساداً في العراق منذ لحظة الاحتلال الأولى، ولكن الجانب السني لم يخل هو أيضا من تنظيمات طائفية هوجاء كالقاعدة. هذا الواقع العراقي المتفاقم الذي تحول منذ شهور إلى مجازر يومية، لا يمكن التعامل معه بالبلاغة السياسية أو الإجراءات الترقيعية. ولاحتواء المسألة الطائفية في العراق ومنعها من الانتشار في جوانب المجال العربي الإسلامي، لابد من التعامل مع الخلل البنيوي الذي أوقع بالعراق. لابد من التخلص من نظام المحاصصة ومشروع الفدرالية التقسيمي، لابد أن تقوم القوى والمرجعيات الإسلامية الشيعية بكشف الغطاء السياسي والشرعي عن التنظيمات الإرهابية والطائفية النشطة في الجانب الشيعي، تماماً كما أن أغلب القوى والعلماء السنة قد أعلن تبرؤه وشجبه للتوجهات والنشاطات الإرهابية والطائفية التي تمارسها تنظيمات سنية. لابد من إعادة بناء الجماعة السياسية العراقية على اعتبارات وطنية وخطاب وطني، والتحرر نهائياً من أوهام السيطرة الطائفية لهذا الطرف أو ذاك. لقد انتهت منذ زمن الأجواء الاحتفالية التي أوحت بتحالف أميركي–شيعي، وغرقت فيها قوى شيعية سياسية قصيرة النظر وفاقدة للذاكرة. التوجه الأميركي الإستراتيجي الحالي يشير بوضوح إلى هجمة وشيكة على إيران، لا تستهدف تقويض برنامجها النووي وحسب، بل ودفعها أيضاً نحو حالة من الفوضى السياسية، تمهيداً للدعوة إلى إقامة نظام سياسي إيراني فدرالي. وفي الوقت الذي يستخدم العراق ساحة للتصعيد ضد إيران، فإن حرباً أميركية ضد إيران ستترك أثراً مباشراً على الساحة العراقية. هذا في الوقت الذي تتجه فيه السياسة الأميركية بالعراق نحو رفع وتيرة العنف العسكري المدمر ضد كل القوى التي توصف بعدائها لمشروع الاحتلال. ثمة شهور وسنوات صعبة ستعيشها هذه المنطقة المسكونة بالتاريخ وآمال النهوض. وعلى قادة رأيها وعلمائها وتياراتها الإسلامية والسياسية أن تتحمل مسؤولياتها لكسر هذا الانحدار المتسارع نحو التدافع الطائفي الداخلي، الذي يراد له أن يكون غطاء لكوارث أكبر من التجزئة والانحطاط والسيطرة الأجنبية. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 18 جانفي 2007)  


من أجل وقف الحشد الطائفي في المنطقة

  

  ياسر الزعاترة (*) من المؤكد أن حالة الاستقطاب الطائفي التي تعيشها الأمة هذه الأيام ليست في مصلحة أحد، وحين يستفز ما يجري رجلا من وزن الشيخ يوسف القرضاوي بما عرف عنه من تسامح ورفض للطائفية والمذهبية، ومعه آخرون في الساحة الإسلامية (السنّية) فإن الموقف ينذر بخطر داهم. وحين يخبرنا نوري المالكي أنه استشار مراجع النجف الأربعة في إعدام صدام صبيحة عيد الأضحى، فعلينا أن نستشعر الخطر، فيما سيكون الموقف أكثر سوءًا عندما لا يبادر رجل من وزن السيد محمد حسين فضل الله إلى إدانة ما جرى، لا نعني تنفيذ حكم الإعدام وإنما تنفيذه في يوم العيد وبتلك الطريقة الاحتفالية المخزية التي تسيء إلى صورة الإسلام والمسلمين قبل أن تكون استفزازا لغالبية جمهور الأمة. أما دعوته التالية إلى الهدوء ورص الصفوف فلم تكن كافية، على أهميتها، من أجل تنفيس الاحتقان. نقول ذلك لأن العلماء والمفكرين هم الحصن الذي تلوذ به الأمة عندما تندلع الأزمات وتثور الفتن، وإذا ما فقد بعضهم الصبر وفقد آخرون الرشد فلن ننتظر من الجماهير سوى الحشد الغرائزي الذي سيتحول بالضرورة إلى فتن، تتحول بدورها إلى دماء وأشلاء. حين نتحدث في ملف الاستقطاب السنّي الشيعي لن نستغرب أن يتهمنا كثيرون بالطائفية، لسبب بسيط هو أن بعض دعاة الحشد في الطرف الشيعي لا يريدون الخروج من دائرة العداء النفسي في أقل تقدير للغالبية الساحقة من الأمة لأنهم “نواصب” ينتسبون إلى أبي بكر وعمر، لكأن هذا العداء هو المبرر الوحيد لوجود المذهب، في حين لا نجد أمرا كهذا في الوسط السنّي الذي لا يعترف بكونه طائفة تبحث عن مبرر للوجود بإقصاء الآخر. ودعونا نقول بكل صراحة إن أي شيعي عادي في أي مكان في الدنيا يعرف تفاصيل خلاف الإمام علي كرّم الله وجهه مع الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فضلاً عن بغي معاوية على الإمام علي. ونقول بغي لأننا نؤمن بذلك، لأنه وصف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال “عمار تقتله الفئة الباغية”، كما يعرفون تفاصيل أوفى حول السيدة عائشة والأوصاف التي تتهم بها، ومن ثم مختلف القضايا المشابهة في التاريخ القديم، فيما لا يربط المسلمون السنّة أيمانهم بالله وبكتابه وبرسله بأي خلافات تاريخية. بل إنهم لا يحبون الخوض فيها من الأصل، ولو سألت الغالبية الساحقة منهم لما عرفوا الفرق بين الشيعة والسنة، بل ولا حتى الفرق بين الأشاعرة والسلفية، فضلاً عن المعتزلة والجمهمية والمرجئة، إلى غير ذلك من أسماء الفرق. المصيبة كل المصيبة هي في وضع الدين بل أصوله الثابتة في صلب الخلافات السياسية، واستعادة ثارات القرون كما لو أنها وقعت بالأمس، وهو بالضبط ما جرى في العراق. فقد سعت القوى السياسية الشيعية إلى حصد الشعبية من خلال الحشد الطائفي واكتساب الأنصار من خلال المبالغة في استهداف الآخر بوصفه معاديا للمذهب، وليس بوصفه خصما سياسيا وحسب، وذلك في تجاهل كامل لحقيقة أن الأكراد مسلمون سنّة أيضا، منهم من يعادي إيران، ومنهم من يعادي تركيا، ومنهم من يعادي سوريا، ودائما لاعتبارات سياسية تتعلق بنوايا الانفصال. ونتذكر هنا أن من سقطوا ضحايا اقتتال الحزبين الكرديين الكبيرين هم أكثر من ضحايا صدام حسين، كما نتذكر أن شيعة الأهواز هم عرب شيعة، ومطالبهم وإن انطوت على بعد عرقي فإنها سياسية، بامتياز ولو حصلوا على حقوقهم لما طالبوا بالانفصال، تماما كما هو حال الأسكتلنديين والويلزيين الذين لا يطالبون بالانفصال عن بريطانيا أو الثورة على الإنجليز، لسبب بسيط هو تمتعهم بحقوقهم السياسية والمدنية. مع العلم أن حكاية الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا الشمالية لم تنشأ إلا بسبب مظالم سياسية، وها هي قد حلت بتسوية سياسية أيضا. سيقول بعض إخواننا الشيعة، إن ثمة تحريضا طائفيا وتكفيرا من الطرف السنّي، الأمر الذي لا يمكن إنكاره، لكن رموزه هامشيون في الأمة، كما أن بعضهم لم يتورع عن ممارسة التكفير بحق بعض المسلمين، أما الأهم فهو أنه لم يأت إلا بعد عمليات اغتيال بلا عدد، تمت تحت لافتة محاربة البعثيين (السنة فقط) ومعها عموم مظاهر القوة والسطوة التي أظهرتها القوى الشيعية منذ سقوط الاحتلال، وما انطوت عليه من خطاب طائفي وتحالف مع الاحتلال الأميركي، ونتذكر موقف جماهير الأمة من مقتدى الصدر عندما كان يقاوم الاحتلال، خلافاً لوضعه حين تحول إلى أداة للقتل الطائفي. لقد باتت حكاية الوهابيين لازمة على ألسنة البعض من أجل تبرير خطابهم الطائفي، والأسوأ ممارساتهم الطائفية، وحين يجري التدقيق في تفاصيل الحكاية سنجد أن جميع السنّة قد تحولوا وهابيين، من دون أن يعني ذلك موقفا من الوهابية. وقد سمعت أحدهم في برنامج تلفزيوني يصف عزت إبراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق بأنه زعيم الوهابية في العراق، مع أن هذا الأخير كان من ألد أعدائها بسبب انتمائه إلى إحدى الطرق الصوفية، وهو نفسه الذي كان يشجع السلطات العراقية على مطاردة من تثبت لديهم نوازع سلفية أثناء فترة الحملة الإيمانية خلال النصف الثاني من التسعينيات. ثمة نقطة بالغة الأهمية في سياق الصراع الدائر هذه الأيام تتمثل في وجود دولة تمثل الشيعة من منظور مذهبي، قد تضاف إليها دولة جديدة تحت مسمى الغالبية والأقلية في العراق، الأمر الذي يبدو مختلفا في الحالة السنية، حيث لا تتوفر دولة تدعي تمثيل الإسلام السني، ليس فقط لأن السنّة هم الأمة وليسوا طائفة، ولكن لأن أيا من الدول العربية لا تقول إنها دولة إسلامية بالمعنى الأيديولوجي الذي قامت على أساسه الدولة الإيرانية أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لذلك كله يبدو العتب موجهاً إلى إيران التي تدعي الاستقلالية في قرارها، خلافا لدول عربية خائفة من الولايات المتحدة، وأحيانا من إيران نفسها، وتتحرك على هذا الأساس أكثر من تحركها على قاعدة الدفاع عن الإسلام السنّي في مواجهة الإسلام الشيعي. ولا يمكن القول إن الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات قد تمت على قاعدة الدفاع عن الإسلام السنّي أو المشروع الإسلامي السنّي، أو أن خالد الإسلامبولي الذي أطلق اسمه على شارع في طهران كان شيعيا. السياسة في كثير من الأحيان أقوى من المذهب، بل وتتمرد على الدين أيضا, بدليل وقوف إيران إلى جانب الأرمن ضد أذربيجان الشيعية، وبدليل ما ذكرنا حول شيعة الأهواز، ولو انفصل الجنوب العراقي بدولة خاصة لرأينا اقتتالا بين القوى الشيعية لم يعرف من قبل، ثم ألم يقتتل حزب الله وحركة أمل خلال التسعينيات؟! في المقابل ألم يحارب السودان عندما كان له مشروع إسلامي من قبل أكثر الدول العربية، وهل تقبل الدول العربية أن تنتصر حركة إسلامية هنا أو هناك بما يفتح شهية الآخرين. ألم تتنفس الدول العربية الصعداء عندما انتهت التجربة الجزائرية إلى ما انتهت إليه؟! من هنا نقول إننا حين نتحدث مع إيران ومع السادة المراجع الكبار حول هذا الملف، فإنما نتحدث بوصفنا من أبناء الأمة المناهضين لفساد الأنظمة وتبعيتها في بعض الأحيان. نتحدث باسم من انحازوا للثورة الإيرانية عند انطلاقتها، وللسيد نصر الله عندما قاتل الصهاينة من دون الخوض في سؤال المذهب. لهؤلاء حق على إيران التي تواجه الصلف الأميركي، وعليها أن تلتفت إليهم من أجا أن يكونوا معها في مواجهتها التي لا يستبعد أن تتم في المدى القريب أو المتوسط، الأمر الذي لن يكون فاعلا إذا واصلت سياستها في العراق على ذات النحو القائم، فضلا عن تحريض الشيعة على التعامل مع إخوانهم السنّة بوصفهم أعداء إلى يوم الدين، وأقله بوصفهم ضالين ينتظرون الهداية، أو كفرة لأن أركان الإيمان خمسة، وهم لا يؤمنون سوى بأربعة متجاهلين الركن الخامس (الإمامة). والحال أن إصرار البعض على مسألة التبشير المذهبي لن تكون في صالح الشيعة بحال، ولو كانت المسألة بهذه البساطة لحسمت منذ قرون. وإذا تحولت المعركة إلى معركة تبشيرية فيكفي أن ينشر بين الناس كتاب أحمد الكاتب (تطور الفكر الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه)، والرجل شيعي، كان ولا يزال، كي يدرك الناس كيف جرى تلفيق المذهب في بعده الإعتقادي وليس الفقهي أعني قضية الأئمة وترتيبهم وصولا إلى الإمام الغائب، والذي لم يولد أصلا كما تقول الروايات الصحيحة بحسب الكاتب. ولا تسأل بعد ذلك عن قضية الشيخين، أبي بكر وعمر ومنزلتهما في الوعي الجمعي للمسلمين. أقسم إننا لا نحب الخوض في هذا الأمر، لكننا نشير إليه كي نرد على الذين يبررون الحشد الطائفي في المعسكر السنّي أكثر من أي شيء آخر، ولكي نقول إن مخاطر التشيّع التي يبررون بها ما يفعلون ليست صحيحة، فأن يتشيع شخص هنا أو هناك لا يختلف كثيرا عن يتسنن آخرون، أكان في العلن أم في السر بسبب الحشد الطائفي. من المؤكد أن استمرار الحشد الطائفي على هذا النحو هو المقدمة الطبيعة للتنازع والفشل وذهاب الريح، وليس من سبيل أفضل لاستثمار الخلافات وتفريق الصفوف من هذا النزاع القائم، وإلا فهل يخفى على العقلاء لماذا يدعى عبد العزيز الحكيم وطارق الهاشمي إلى لقاء بوش كل على حدة، ما دام النقاش يخص قضية واحدة؟! لا بد من تداعي العقلاء والحكماء إلى لقاء، بل لقاءات لتدارك الموقف، لكن إيران ستبقى الركن الأهم في كل الجهود. أما جماهير السنّة فموقفهم واضح، إذ إنهم لا يعرفون التكفير العقائدي، وإن مارسوا التكفير السياسي، إن جاز التعبير، وثمة فارق بين النمطين، لاسيما أنه يمارس بحق شيعة وسنة مع أن تحويل النمط الثاني إلى الأول ليس صعباً بحال، الأمر الذي تشتغل عليه بعض الجهات هذه الأيام لاعتبارات سياسية, وإن مارسه البعض بحسن نية. الأكيد أن ثمة دورا للأنظمة العربية فيما يجري، أكان سلبيا أم إيجابيا، الأمر الذي يبدو صحيحا إلى حد كبير، بدليل ما نلاحظه هذه الأيام من ممارسات تساير الحشد الطائفي، بل تحرض عليه، لكننا نتحدث، كما قلنا عن أنظمة خائفة من الولايات المتحدة، فضلا عن خوفها مما تسميه المشروع الإيراني، وإذا ما بادرت طهران إلى طمأنة هذه الأنظمة والأهم جماهير الأمة فإنها ستربح المعركة، لكن ذلك لن ينجح من دون تغيير سياستها في العراق، وبالطبع عبر كبح جماح تلك القوى التي تحرض على حرب طائفية ستشعل المنطقة برمتها. نقول ذلك لأن موقف جماهير الأمة من إيران، وتبعا لذلك الموقف من عموم الشيعة أهم بكثير من موقف الأنظمة التي تحركها حسابات من نوع آخر لا صلة لها في كثير من الأحيان بصورة الإسلام ومصالح عموم المسلمين. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 18 جانفي 2007)


مقاربة للطائفية في ظل التصعيد الأميركي مع إيران

  

أسامة أبو أرشيد (*) التصعيد الأميركي مع إيران الآن هو سيد الموقف في منطقة الشرق الأوسط. فالأمر ليس منحصرا فقط في تصريحات متشددة ومحذرة لإيران من قبيل ما أطلقه الرئيس الأميركي جورج بوش، ونائبه ديك تشيني، ووزيرا الخارجية والدفاع، كونداليزا رايس وروبرت غيتس.. كلا، فالمسألة أعقد من ذلك وأكبر. فالتحركات الأميركية الأخيرة في المنطقة، سواء منها المتعلق بالإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق، أو إعلان واشنطن تزويدها بعضا من الدول من حلفائها في المنطقة بصواريخ باتريوت لحمايتها من هجمات صاروخية محتملة (المقصود إيرانية طبعا)، فضلا عن إرسال حاملة طائرات نووية جديدة إلى الخليج العربي، وزيارة رايس والمؤتمر الذي عقدته في الكويت (يوم 17-1-2007) مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، كلها تدخل في سياق إعادة ترتيب الأوراق الأميركية في المنطقة، خصوصا في الفضاء العراقي، لمواجهة محتملة مع إيران. بل إن الاهتمام بالملف الفلسطيني نفسه والذي شهد تنشيطا أميركيا هذه المرة، يهدف بالدرجة الأولى إلى تخفيف الحرج عن الأنظمة العربية حتى لا تتردد في التحالف علنا مع الولايات المتحدة في أي مواجهة محتملة مع إيران. ولعل فيما كشفت عنه بعض الصحف الغربية عن استعدادات إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ما يؤكد هذا المسعى. فاعتداء إسرائيلي يعني أنه سيكون بعد نيل ضوء أخضر أميركي، وأي رد إيراني على إسرائيل سيعني أيضا تدخلا أميركيا لصالح إسرائيل. أخطاء إيرانية لقد ارتكبت الدبلوماسية الإيرانية أخطاء إستراتيجية كبيرة في الآونة الأخيرة جعلتها مكشوفة لأي اعتداء أميركي إسرائيلي الآن. فإيران خسرت التعاطف الجماهيري العربي والإسلامي معها جراء سياساتها المذهبية في العراق. فدعمها للمليشيات الشيعية وتواتر المعلومات والأنباء عن دورها السلبي في التخطيط لتصفية الوجود السني هناك، بما في ذلك في بغداد، أفقدها التعاطف والاحترام الكبيرين اللذين كانت لتحظى بهما لدعمها جبهة الصمود والممانعة الفلسطينية. وكان أسلوب إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بما فيه من وحشية وغريزة انتقام ألبست لبوسا مذهبيا شيعيا قميئا، ثمّ تناغم التعقيب الإيراني مع الأميركي والإسرائيلي، قد وجه ضربة كبيرة لصورة إيران في المنطقة، ومقاربتها في الوعي الجماهيري الآن على أنها دولة فارسية، وفي أحسن الأحوال صفوية شيعية، تعلي من شأن الانتماء العرقي والمذهبي على الانتماء للإسلام ذاته. دع عنك أيضا ما يحصل في لبنان الآن من تصعيد من قبل حزب الله وحلفائه ضد الحكومة اللبنانية. فعلى الرغم من أن أي منتم لهذه الأمة لن يجد له موقعا في غير صفوف المعارضة اللبنانية ضد توجهات حكومة الحريري السنيورة الإسرائيلية الأميركية، إلا أن حزب الله فشل هذه المرة في إدارة المعركة، كما نجح من قبل في إدارة معاركه السياسية والأمنية والإعلامية والعسكرية مع إسرائيل. للأسف يبدو المشهد في لبنان اليوم على أنه قضم أصابع بين الشيعة والسنة. كما أنه تتم مقاربته أيضا في إطار عملية تشييع المنطقة، سواء أكان ذلك مذهبيا أم سياسيا، وتجيير إنجازات حزب الله التي حققها في سياق صراعه مع إسرائيل لخدمة هذا الهدف. وترسخ هذا المعنى أكثر، وذلك عندما اضطر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن يصدر فتوى خاصة لأعضاء وأنصار حزب الله تجيز لهم صلاة الجمعة خلف المفكر السني اللبناني المتحالف مع خط حزب الله السياسي فتحي يكن، وذلك عندما أمَّ وخطب في جموع المعارضة المعتصمة في شوارع بيروت. فالاحتياج إلى فتوى خاصة في هذا السياق مؤذ أكثر منه مفيد، وجاء بنتائج عكسية رسخت البعد المذهبي أكثر مما أنه أكد على البعد الوطني المصلحي الذي يأخذ في الاعتبار عروبة لبنان ومصالح الأمة. إجهاض جبهة الممانعة الإدارة الأميركية وإسرائيل وحلفاؤهما من العرب في المنطقة، يتآمرون اليوم على محاصرة إيران وقصقصة أظافرها. والهدف الأكبر الذي يطمحون إليه هو إجهاض جبهة الممانعة في المنطقة كلها. ولذلك نجد هذا التصعيد ضد حركة حماس وحكومتها المنتخبة في الأراضي الفلسطينية، وضد حزب الله في لبنان، وضد سوريا، فضلا عن إيران. وما الإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق، والتي ستسمح لها باستهداف المليشيات الشيعية، في الوقت ذاته الذي تستهدف فيه المقاومة السنية، إلا واحدة من الجبهات لقص مخلب إيراني من الممكن أن يدمي المصالح الأميركية. فالكثير من المليشيات الشيعية العراقية هي امتدادات إيرانية بالضرورة في الساحة العراقية. ولما كانت هذه المليشيات قد انشغلت بالفتك بالسنة وتصفيتهم -سواء بدعم إيراني أم برضا وسكوت منها لا يهم- فبإمكانك أن تتخيل حجم التأييد السني -ليس في العراق فحسب بل وفي المنطقة كلها- لمثل هذا أمر.  لقد سقطت إيران في المصيدة الأميركية. وبسبب فعل المليشيات الشيعية الإجرامية في العراق وبسبب طريقة إعدام صدام حسين وتوقيته وما استتبعه من رد فعل إيراني أقل ما يمكن أن يقال فيه إنه غير محسوب، فضلا عن دعم وتمويل عمليات التشييع في المنطقة، أصبحت إيران في الوعي الجماهيري خطرا كأميركا وإسرائيل على المنطقة. بل إن ثمة من يتهمها بكونها ضلعا ثالثا لتحالف يضم أميركا وإسرائيل يستهدف الإسلام السني. ألم تشر الكثير من التعليقات والكتابات التي جاءت بعد إعدام صدام بتلك الطريقة المريبة بأن السنة لن يرمش لهم جفن إذا ما شنت أميركا أو إسرائيل أو كلاهما عدوانا على إيران، من منطلق أن عداوة خصومهم وتدميرهم لبعضهم بعضا مصلحة لهم!؟. من الذي أوصل الأمور والمزاج السني إلى هذه المرحلة؟ للأسف إنها سياسات إيران الخاطئة التي أعلت من شأن الانتماء للمذهب والعرق على الانتماء للإسلام الذي يمثل الناظم الأصلي لهذه الأمة. أليس من المحير في ظل هذه الأجواء التي قد تحمل عدوانا وشيكا على إيران، أن تبادر إيران إلى رفض دخول وفد من المؤتمر القومي الإسلامي برئاسة المفكر الإسلامي منير شفيق، وذلك بسبب وجود المفكر الإسلامي المعروف فيه راشد الغنوشي، احتجاجا على مطالبته إيران بوقف دعم عملية نشر التشيع في تونس ضمن صفقة مع النظام الحاكم، كما يرى هو!؟ أوليس من الخطأ أيضا أن تسكت إيران على تطاولات بعض رموز التيار الشيعي المدعومين من قبلها في المنطقة على السنة ورموزهم، وذلك كما في تطاول المرجع الشيعي محمد باقر المهري، الأمين العام لتجمع العلماء الشيعة في الكويت، على العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وتكفيره واتهامه بمشاركته لصدام في “جرائمه”!! ثمّ أليس إعلاء الراية المذهبية في هذه المرحلة بمثابة قوقعة لإيران على ذاتها وخسرانها بالتالي لتحالف السنة معها على أساس أنها دولة إسلامية قبل أن تكون شيعية!؟ أوراق إيرانية إيران مزقت الكثير من أوراق قوتها في المنطقة بيديها. صحيح أنها تمتلك أوراق قوة أخرى في مواجهة أي عدوان أميركي إسرائيلي من مثل ملفها النووي الردعي واحتمالات نجاحها فيه كبيرة. فورطة أميركا في العراق، وتردد روسيا والصين في عزل إيران، أمور تقوي إيران في مواجهة الولايات المتحدة. كما أن كونها دولة مصدرة للنفط، وقادرة على التحكم في إمدادات النفط إلى الغرب عبر تهديدها لسلامة الملاحة البحرية في مضيق هرمز، فضلا عن قدرتها على تهديد الدولة العبرية عبر حزب الله وصواريخه، وكذلك تهديد القوات الأميركية في العراق عبر حلفائها من الشيعة وأيضا ترسانتها العسكرية.. أشياء كلها تعزز أوراق إيران في المنطقة. إلا أن هذه الأوراق أصبحت الآن موضع شك من حيث فعاليتها المطلقة في حماية إيران. فالإستراتيجية الأميركية تستهدف الآن قصقصة الأظافر الإيرانية في العراق عبر استهداف مليشيات حلفائها من الشيعة. وجراء جرائم هذه المليشيات بحق السنة، وبسبب خطأ الحسابات الإيرانية في دعمها لمثل هذه المليشيات في الوقت الذي ترتكب فيه مثل هذه الجرائم الطائفية، فقد خسرت إيران أي إمكانية للتعاطف معها في هذا الملف. كما أن إرسال حاملة طائرات أميركية جديدة إلى المنطقة والمزيد من القوات وصواريخ باتريوت لحماية دول الحلفاء، كلها جاءت لتهون من شأن القدرات العسكرية الإيرانية وقدرتها على إلحاق الأذى بأميركا ومصالحها وحلفائها بالمنطقة. ولكم أن تتخيلوا لو أن أميركا استهدفت إيران عسكريا في ذات الوقت الذي يتم فيه استهداف حزب الله إسرائيليا ماذا ستكون النتيجة!؟ ليس معنى ذلك هزيمة ساحقة تلحق بإيران والحزب بالضرورة، ولكنها بالتأكيد ستكون على الأقل ضربة كبيرة قد تكون قاصمة لكليهما في ظل لا مبالاة سنية، إن لم يكن -للأسف- تأييدا لضرب “العدو” الثالث الجديد بعد أميركا وإسرائيل، ألا وهو إيران وحزب الله، أو قل “الشيعة”!!. إيران كشفت نفسها إستراتيجيا جراء سياساتها المذهبية والعرقية الخاطئة، والتي غطت على حقيقة كونها ضلعا من أضلاع الممانعة في المنطقة، وضاع دعمها للضلع الفلسطيني المقاوم في أتون دعمها، أو على الأقل تسترها على تصفية السنة في العراق. وفي الوقت الذي انكشفت فيه إيرانيا من ناحية إستراتيجية، وجد حلفاء أميركا من العرب في المنطقة غطاء إستراتيجيا يتلفعون به في تآمرهم على أضلاع الممانعة في المنطقة، بما في ذلك السنية منها، بذريعة التصدي للتوسع الفارسي الصفوي الشيعي الجديد في المنطقة. للأسف لقد ضلت البوصلة الإيرانية/الشيعية الطريق، واختل توازنها، وأعطت لأعداء الأمة ككل (بما في ذلك بعض الدول السنية المتحالفة مع الآخر)، فرصة لتبضيع ما تبقى من هذا الجسد الممزق فعليا. فـ”سكرة” علو المذهب الشيعي في المنطقة وانتصاره، ستكون من حيث أرادت إيران أم لم ترد، الخنجر الذي سيطعن به الإسلام، بجناحيه السني والشيعي!!. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 18 جانفي 2007)


حقيقة التشيع  (الجزء 3)

عبد الحميد الحمدي مواصلة لما مضى عن التشيع وحقيقته , كان لابد من تثبيت شيء مهم , يعتقده أهل السنة والجماعة من المسلمات , وهو تعظيم وتقدير الخلفاء الراشدين بدون إستثناء , واعتبارهم من أفضل الصحابة ,لأن الرسول صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم شهد لهم بذلك , وبشرهم ضمن عشرة من أصحابه بالجنة , والله سبحانه وتعالى قال فيهم ” لقد رضي الله عن المؤمنين إذيبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ” والمقصود بهم من حضروا بيعة الرضوان من الصحابة , ولاشك أن الخلفاء الراشدين منهم , وفي أية أخرى قال “رضي الله عنهم ورضواعنه ” إلى غير ذلك من النصوص التي تثبت هذه الأ فضلية , لكن لو إعتقد مسلما بأن سيدنا علي عليه السلام أفضلهم جميعا بخلاف ما يقوله جل أهل السنة , بأن التفضيل يبدأ من أبي بكر ثم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا , فهذا الإعتقاد لايضر . لكن أيها القارئ الكريم تعالى معي إلى الفريق الآخر , وانظر معي إلى مايعتقده في هذه المسألة , فالشيعة الإمامية يتبرأون من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وينعتوهم بأ قبح الصفات لأنهم ــ كما يزعمون ــ اغتصبوا الخلافة من الإمام علي رضي الله عنه الذي هو أحق منهم بها . جاء في أكبر وأكمل كتبهم في الجرح والتعديل ” تنقيح المقال في أحوال الرجال ” لآية الله المامقاني , سؤال موجه إلى أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى ما نصه : من الذي ينصب العداوة لآل البيت ــ يقول السائل ــ هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت ــ أي تقديمه الشيخين أبي بكر وعمر واعتقاده إمامتهما ــ فجاء الجواب الآتي حسب إدعائهم ــ من كان على هذا فهو ناصب , أي كل إنسان يقدم أبابكر وعمر ويعتمد إمامتهما فهو عدو لآل البيت والعياذ بالله , وتعبير الجبت والطاغوت , يستعمله الشيعة في دعائهم الذي يسمونه ” دعاء صنمي قريش ” ويعنون بهما أبابكر وعمر رضي الله عنهما , وهذا الدعاء في كتابهم ــ مفتاح الجنان ــ ص 114 وهو بمنزلة كتاب ــ دلائل الخيرات ــ عند أهل السنة ونصه ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش , وجبتهما , وطاغوتيهما وابنتيهما , أي أمي المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما , وقد بلغ بهم الحقد على مطفىء نار المجوسية في إيران سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاتح بلاد فارس , أن سموا قاتله أبا لؤلؤة المجوسي ب” أبا شجاع الدين ” ومن أراد التأكد يكفيه زيارة إيران ليجد ضريحا مشيدا هناك لأبي لؤلؤة يزار ويقدس , روى علي بن مظاهر وهو من رجالهم , عن أحمد بن إسحاق القمي الأحوص : أن يوم قتل عمر بن الخطاب هو يوم العيد الأكبر , ويوم المفاخرة , ويوم التبجيل , ويوم الزكاة العظمى , ويوم البركة , ويوم التسلية . في الواقع الشيعة لهم عقدة من حكام المسلمين عبرالتاريخ , وخاصة الذين فتحوا بلدانا كثيرة وادخلوها في دين الله , كل هؤلاء حسب العقيدة الشيعية حكام متغلبون , ظالمون , ومن أهل النار, لأنهم غير شرعيين , ولا يستحقون منهم الولاء , والطاعة الصادقة , والتعاون على الخير , إلابقدر ما تتيحه التقية من مجاملة الحكام لتحقيق بعض المآرب . ومن عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي ــ وهو الإمام الثاني عشر ــ الذي يؤمنون بأنه حي وينتظرون خروجه من السرداب بعد نومة طويلة امتدت ألف ومائة سنة , وحسب ادعائهم سيحي الله له , ولآبائه جميع حكام المسلمين السابقين واللاحقين ,وبطبيعة الحال , أبوبكر وعمر, فيحاكمهم على اغتصابهم الحكم منه , ومن آبائه الأحد عشر إماما , لأن الحكم في الإسلام حسب إيمانهم حق لهم وحدهم منذ إلتحق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالرفيق الأعلى إلى أن تقوم الساعة , وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم , فيأمر بقتل وإعدام كل خمسمائة معا حتى يستوفي قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام , ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي يوم القيامة , ثم بعد موت من يموت وإعدام من يعدم , يكون البعث الأكبر للحشر إما إلى الجنة أوإلى النار , فالجنة لآل البيت وكل من يعتقد فيهم هذه العقائد , والنار والبوار لكل من ليس على مذهب الإمامية , والشيعة يسمون هذا الإحياء والمحاكمة والقصاص باسم ــ الرجعة ــ حاشا لآل بيت رسول الله أن يكونوا بهذا الحقد , فهم من شجرة طيبة طاهرة , بعثها الله رحمة للعالمين , والمسلمين جميعا يتقربون بحبهم إلى الله يطلبون منه شفاعتهم يوم القيامة , علما وللحق والعدل , فإن كثيرا من علماء ومراجع الشيعة يردون مثل هذه الخرافات وخاصة العلامة الشيخ حسين فضل الله حفظه الله , وقد سمعت مرة الشيخ الوائلي رحمه الله يترضى على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , وحين أروي هذا من باب إحقاق الحق وإبطال الباطل لأننا أهل السنة تربينا على هذا الخلق منذ البداية والله يقول ” ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لاتعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى ” صدق الله العظيم .. وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
 

 

حقيقة الشيعة واخلاقهم

عامر عياد اتابع بكثير من النهم مقالات السيد عماد الحمرونى المنشورة فى بعض المواقع الالكترونية لا للتشبع بافكار التشيع انما من باب الاطلاع ورصد ما يعتقدون انه مد شيعى فى تونس وبقدر ترحيبى بنوعية الحوار الراقى الذى دار بينه وبين السيد الطاهر الاسود فقد استهجنت بداية خطابه ضد البعض من اخوته العاملين فى الحقل السلامى ووصفهم بالعمالة للوهابية تارة و بالسلفية الارهابية تارة اخرى (المنتدى الكتابى لموقع الحوار نت ليوم 29-12-2006) مما يشرع للنظام الحاكم لمزيد قمعهم وهم المقموعون اصلا وهى لعمرى اتهامات لا تسعى “للوفاق” الذى ينادى به السيد الحمرونى بقدر سعيها لمزيد زرع بذور الشقاق بين ابناء الشعب التونسى الذى اكرمهم الله بوحدة المذهب والعقيدة والعرق.
قلت استهجنت هذه الاتهامات والتجريحات المتواصلة ضد بعض مشاييخ و علماء تونس والامة من مؤسسى الحركة الاسلامية ابتداء ولكنى باستحضار تاريخهم ومواقفهم من ائمتهم ومن رسول الاسلام زال الاستغراب والاستهجان فالشىء من مأتاه لا يستغرب.
وحتى لا اكون متجنيا عدت الى اهم مراجع الشيعة انفسهم واخترت بعض المؤيدات على تطاولهم على أمير المؤمنين على ابن ابى طالب كرم الله وجهه وعلى الحسين (ع) و افتراءهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض فتاويهم فى اباحة دماء اهل السنة :
*قال امير المؤمنين على كرم الله وجهه:”لو ميزت شيعتى لما وجدتهم الا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم الا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الالف واحد”(الكافى/الروضةص 8/378)
* وقال كرم الله وجهه ” يا اشباه الرجال ولا رجال ،حلوم الاطفال، وعقول ربات الحجال ،لوددت انى لم اركم ولم اعرفكم معرفة حزت والله ندما و اعتبت صدما ..قاتلكم الله لقد ملاتم قلبى قيحا ،وشحنتم صدرى غيظا ،وافسدتم علي رايى بالعصيان والخذلان ،حتى قالت قريش:ان ابن ابى طالب رجل شجاع لا علم له بالحرب ،ولكن لا رأى لمن لا يطاع .”(نهج البلاغةص70-71)
*وقال لهم موبخا :”منيت بكم بثلاث واثنتين :   صم ذوو اسماع ،وبكم ذوو كلام ،وعمى ذوو ابصار ،لا احرار وصدق عند اللقاء،ولا اخوان ثقة عند البلاء..قد انفرجتم عن ابن ابى طالب انفراج المرأة عن قبلها.”(نهج البلاغةص142)
*وقال الامام الحسين (ع)فى دعائه على شيعته: “اللهم ان متعتهم الى حين ففرقهم فرقا،واجعلهم طرائق قددا،ولا ترض الولاة عنهم ابدا،فانهم دعونا لينصرونا،ثم عدوا علينا فقتلونا”(الارشاد للمفيد ص142) *وقد خاطبهم مرة ودعا عليهم فكان مما قال :”لكنكم استسرعتم الي بيعتنا كطيرة الدباء،وتهافتم كتهافت الفرش،ثم نقضتموها،سفها وبعدا وسحقا لطواغيت هذه الامة،وبقية الاحزاب،ونبذة الكتاب،ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا ،الا لعنة الله على الظالمين.”(الاحتجاج 2/24)
 وهذه النصوص تبين من هم قتلة الحسين الحقيقيون..انهم احفاد الصدر والحكيم و اذنابهم من الشيعة الصفويون.ولهذا قال السيد محسن الامين :”بايع الحسين من اهل العراق عشرون الفا غدروا به وحرضوا عليه،وخرجوا عليه وبيعته فى اعناقهم ،وقتلوه”(اعيان الشيعة/ القسم الاول ص34) *وقال الحسن (ع):”ارى والله معاوية خير لى من هؤلاء يزعمون انهم لى شيعة،ابتغوا قتلى واخذ مالى  “.(الاحتجاج 2/10)
* وقال الامام زين العابدين(ع) لاهل الكوفة:”هل تعلمون انكم كتبتم الى ابى و اعطيتموه من انفسكم العهد والميثاق ثم قتلتموه وخذلتموه؟ بأى عين تنظرون الى رسول الله (ص)يقول لكم :قاتلتم عترتى، وانتهكتم حرمتى،فلستم من أمتى”(الاحتجاج2/32) * وقال عنهم ايضا:”ان هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟(الاحتجاج 2 /29) *وقال الباقر(ع):”لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة ارباعهم لنا شكاكا والربع الآخر أحمق”(أصول الكافى ص79) *وقال الصادق (ع):”أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثى ما استحللت ان أكتم حديثا.”(اصول الكافى1/496)
وقالت فاطمة الصغرى (ع)فى خطبة لها فى اهل الكوفة :”يا اهل الكوفة ،يا اهل المكر والخيلاء انا اهل البيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا.. فجعل بلاءنا حسنا ..فكفرتمونا وكذبتمونا ،ورايتم قتالنا حلالا و اموالنا نهبا ..كما قتلتم جدنا بالامس نوسيوفكم تقطر من دماءنا اهل البيت ..تبا لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم ..ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون فى العذاب الاليم يوم القيامة بما ظلمتمونا الا لعنة الله على الظالمين ..تبا لكم يا اهل الكوفة كم قرات لرسول الله (ص)قبلكم ثم غدرتم باخيه على بن ابى طالب وجدى وبنيه وعترته الطيبين .فرد عليها أحد اهل الكوفة فقال” نحن قتلنا عليا وبنى على بسيوف هندية و رماح وسبينا نساءهم سبى ترك ونطحناهم فأى نطاح  (الاحتجاج 2/28)
هؤلاء شيعة على وهذه اخلاقهم فلا غرابة ان يكون احد أجدادهم ابن العلقمى الرافضى الذى فتح اسوار بغداد للمغول واقتدى به أحفاده اليوم فباعوا بغداد العزة ..بغداد الرجولة ..واسباحوا الاعراض والاموال .
أما طعنهم فى رسول الاسلام فتعج كتبهم بها واليكم بعض الامثلة:
نقل الصدوق عن الرضا(ع)فى قوله تعالى”واذ تقول للذى أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله و تخفى فى نفسك ما الله مبديه “الأحزاب 37 قال الرضا مفسرا هذه الآية(ان رسول الله(ص) قصد دار زيد بن حارثة فى أمر أراده ،فرأى امراته زينب تغتسل فقال لها سبحان الذى خلقك)عيون اخبار الرضا ص113 فهل ينظر رسول الله (ص) الى امرأة رجل مسلم ويشتهيها ويعجب بها  ثم يقول لها سبحان الذى خلقك؟!اليس هذا طعنا فى رسول الله؟ وعن امير المؤمنين انه اتى رسول الله(ص)وعنده ابو بكر وعمر قال:(فجلست بينه وبين عائشة، فقالت عائشة:ما وجدت الا فخذى و فخذ رسول الله ؟ فقال:مه يا عائشة)البرهان فى تفسير القرآن4/225 وجاء مرة أخرى فلم يجد مكانا فأشار اليه رسول الله:ههنا-يعنى خلفه-و عائشة قائمة خلفه وعليها كساء:فجاء على فقعد بين رسول الله و بين عائشة فقالت وهى غاضبة ك(ما وجدت لاستك-دبرك-موضعا غير حجرى ؟ فغضب رسول الله وقال :يا حميراء لا تؤذينى فى أخى (كتاب سليم بن قيس ص179)
وروى المجلسي ان امير المؤمنين قال:(سافرت مع رسول الله(ص)وليس له خادم غيري وكان معه لحاف ليس له غيره،ومعه عائشة ، وكان رسول الله ينام بينى وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره ،فاذا قام للصلاة –صلاة الليل-يحط بيده اللحاف من وسطه بينى وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا.)بحار الانوار40/2 هل يرضى رسول الله ان يجلس علي فى حجر عائشة امراته؟ ألا يغار رسول الله على امرأته وشريكة حياته اذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذى لا يعتبر من المحارم ؟ ثم كيف يرتضي أمير المؤمنين ذلك لنفسه؟ قال السيد علي غروي أحد كبار علماء الشيعة:أن النبي(ص) لا بد أن يدخل فرجه النار ، لأنه وطىء بعض المشركات!!!   
   هذا رايهم فى الرسول (ص) أما فى أهل السنة فقد وصفوهم” ب العامة “و “النواصب” واذا شتم احدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له :(عظم سني في قبر ابيك) وذلك لنجاسة السني في نظرهم الى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته. فقد روى الصدوق عن علي بن الاسباط قال :”قلت للرظا(ع) يحدث  الامر لا أجد بدا من معرفته ، وليس في البلد الذي أنا فيه من استفتيه من مواليك؟ قال:فقال:أحضر فقيه البلد فاستفته في أمرك ،فاذا أفتاك بشىء فخذ بخلافه فان الحق فيه )عيون اخبار الرضا ص275 وقال السيد نعمة الله الجزائري :(انا لا نجتمع معهم –اي مع السنة –على اله،ولا على نبي،ولا على امام،وذلك أنهم يقولون :ان ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده ابو بكر. ونحن لا  نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي ،بل نقول ان الرب الذي خليفة نبيه ابو بكر ليس ربنا ولا ذاك النبي نبينا)الانوار الجزائرية 2/278 باب نور الحقيقة
لا حول ولا قوة الا بالله !!!
هكذا هو رايهم في اهل السنة أنجاس ، كفار،يجب قتلهم واخذ اموالهم ، لا يمكن الالتقاء معهم في شىء لا في رب ،ولا في نبي،ولا في امام،ولا يجوز موافقتهم في قول او عمل ، ويجب لعنهم و شتمهم وبالذات الجيل الاول اؤلئك الذين اثنى الله عليهم في القرآن الكريم “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه “
اورد السيد حسين الموسوى احد علماء النجف في كتابه كشف الاسرار وتبرئة الامة الاطهار ص94 ان آية الله الخمينى قال له في جلسة خاصة :”سيد حسين ،آن الاوان لتنفيذ وصايا الائمة عليهم السلام ،سنسفك دماء النواصب ،ولن نترك أحدا منهم يفلت من العقاب ،وستكون اموالهم خالصة لشيعة اهل البيت  و سنمحو مكة والمدينة من وجه الارض لان هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين ، ولا بد ان تكون كربلاء ارض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الائمة عليهم السلام “.
هذا هو دينهم الذى يبشرون اليوم بنشره وهذه هى اهدافهم .وقى الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين الفتن مل ظهر منها وما بطن.  

يا هاشمي، تستشهد بالمجلسي، فإليك تحريفه للقرآن، بالصورة والصوت

 

الهاشمي بن علي، 16 جانفي، تونس نيوز

غير أنه ومن وجهة نظر علمية صرفة نسجل أن ذكر الروايات وتكديسها دون منهج قد يحولنا إلى حشوية العصر

تقول نكدّس الروايات، إذن لا تعترف بها. لنقبل ذلك منك. العجيب أنك تستشهد ببعض قائليها أمثال الخميني (مثلا الهاشمي بن علي، 16 جانفي، تونس نيوز). لنغضّ الطرف عن ذلك أيضا. أوردت طائفة من المشائخ المعتمدة عندك لتثبت لنا أنهم ينكرون تحريف القرآن، وذكرت من بينهم العلامة المجلسي والشيخ الكوراني. لنرى ما قالا

الهاشمي بن علي، 16 جانفي، تونس نيوز

رأي الشيخ علي الكوراني العاملي : وفتاوى علماء الشيعة بعدم تحريف القرآن الذين يمثلون الشيعة في كل عصر هم علماؤهم ، فهم الخبراء بمذهب التشيع لأهل البيت (ع) ، الذين يميزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه . . وعندما نقول علماء الشيعة نعني بالدرجة الأولى مراجع التقليد الذين يرجع إليهم ملايين الشيعة ويقلدونهم ، ويأخذون منهم أحكام دينهم في كيفية صلاتهم وصومهم وحجهم ، وأحكام زواجهم وطلاقهم وإرثهم ، معاملاتهم . . فهؤلاء الفقهاء ، الذين هم كبار المجتهدين في كل عصر ، يعتبر قولهم رأي الشيعة ، وعقيدتهم عقيدة الشيعة . ويليهم في الإعتبار بقية العلماء ، فهم يعبرون عن رأي الشيعة نسبيا … وتبقى الكلمة الفصل في تصويب آرائهم وأفكارهم لمراجع التقليد . وقد صدرت فتاوى مراجع الشيعة في عصرنا جوابا على تهمة الخصوم فأجمع مراجعهم على أن اتهام الشيعة بعدم الاعتقاد بالقرآن افتراء عليهم وبهتان عظيم ، وأن الشيعة يعتقدون بسلامة هذا القرآن وأنه القرآن المنزل على رسول الله (ص) دون زيادة أو نقيصة . . .

هل أصدّقك وأكذّب أذنيّ ، لنستمع إليه

http://www.fnoor.com/media/fn311.ram

الهاشمي بن علي، 16 جانفي، تونس نيوز

العلامة المجلسي – بحار الأنوار – الجزء : ( 9 ) – رقم الصفحة : ( 113 )

العلامة المجلسي : إنا نحن نزلنا الذكر أي القرآن وإنا له لحافظون عن الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف ، وقيل : نحفظه من كيد المشركين فلا يمكنهم إبطاله ولا يندرس ولا ينسى ، وقيل : المعنى : وإنا لمحمد حافظون .

هل أصدّقك وأكذّب عينيّ، اضغط على الرابط لترى الصفحة كاملة مع المرجع 

http://dhr12.com/?wi75

عباس


لتعارفوا (3)

أفكار حان الوقت لتصحيحها

الهاشمي بن علي

Hachemib2007@yahoo.fr

تابعت ما كتبه الأخ الفاضل خالد بن سليمان في مقاله الأخير، وأجدني مدفوعا للقول إن الرجل قد أحرجني بتواضعه وكلماته اللطيفة التي قال فيها إن ما بلغه من سطوري التي حبرتها كانت مسكونة بروح إيجابية.

وأنا أعتقد أن هذا الرد الجميل مكسب ليس من بعده مكسب. وأنا إذ أشيد بروحه السمحة هذه أشير إلى الخلاف بيننا لم ولن يفسد ودا مصونا بين إخوة ربهم ورسولهم وقرآنهم واحد.

ولي بعد هذه الديباجة أن أثمن أيضا الروح العلمية التي تحلى بها والتي لم تمنعه إذ رد نصوصا وناقش أخرى، لم يمنعه ذلك من الاعتراف ببعض ما سقته من نصوص تدور في فلك مناقب ومقامات آل النبوة الأطهار عليهم وعلى نبينا الكريم أفضل الصلاة والسلام.

حمدا لله تعالى أن جاء زمن سمع فيه مسلمون سموا أنفسهم بأهل السنة نصوصا من حديث النبي كاد التاريخ يدرس ذكرها ويكاد أي قارئ من قراء ما كتبته أنا وهو يسمع بها.

سواء دلت على إمامة أهل البيت أو دلت فقط على رفعة مقامهم فإن تلك النصوص (على الأقل ما اعترف الأخ خالد بصحتها) ستترك في النفوس والعقول سؤالا حارقا وهو ما يلي:

ما دام أهل السنة والجماعة أولى الناس بحب أهل البيت وأحرص الناس على إعلاء شأنهم فلماذا لم نسمع بتلك النصوص من قبل؟

لقد ولدت في بيئة سنية وتربيت بين أحضان متدينين وتابعت مئات خطب الجمعة مباشرة وعلى الفضائيات ومع ذلك لم أسمع ولو لمرة من يذكر حديث السفينة أو حديث الغدير أو حديث الثقلين إلا في مقام الرد على الشيعة.

في مقابل آل النبي الأطهار، كان لغيرهم نصيب وافر من الذكر بين أهل السنة حيث لا يكاد يخلو مجلس من بسط مناقبهم بل والغلو فيها أحيانا.

لماذا عندما يتعلق الأمر بفضل أهل البيت يتحول الجميع إلى نقابة يتسقطون كل شاردة وواردة في دحض تلك الأحاديث. يكفي أن يسقط عالم رجال واحد شخصا عن الاعتبار حتى نحكم على الرواية بالوضع وتدخل مجاهل النسيان أو التناسي، بينما نغفل عن طرقها الأخرى الكثيرة وهي صحيحة ونغفل عن تصحيح آخرين كثيرين لنفس الراوية بما يدفعنا للشك في نية من تفرد بالتضعيف ؟

لماذا لا يبدي نفس أولئك الناس نفس المقدار من التسامح مع روايات أخرى خطيرة بنوا عليها أصولا وفروعا ولم يكلفونا يوما من جهدهم العلمي لتبيان منزلة ما  بنوا عليه بنيانهم العقدي أو الفكري؟

هذه أسئلة تتمحور كلها حول المسافة بين إدعاء حب أهل البيت، و بين العمل فعليا على تهميشهم في واقع حالنا وتعويمهم داخل دائرة واسعة اسمها خيرية القرون الثلاثة الأولى.

أترك للقارئ أن يسال نفسه والإجابة لا تتطلب تسليما بإمامة العترة الطاهرة، هي في أقل المقادير تطالب بمعاملتهم على قدم المساواة مع غيرهم (يا للمفارقة).

وفي هذا المقام يهمني من يتابع المقالات بيني وبين غيري من الإخوة المخالفين أن ينتبهوا  إلى ما نراكمه من نتائج علنية أو ضمنية.

فمثلا عاب أحد الإخوة على الشيعة رأيهم في الصحابة وقد بينت بالنص والعقل أن رأيهم في الصحابة هو أنهم ليسوا معصومين وهم تحت قوانين الإسلام وليسوا فوقه. وزدت في ذلك أن جعلهم فوق النقد يمثل نظرة حركية مجتمع الرسالة من سياقه التاريخي لتحوله إلى صورة جامدة غير واقعية.

دل على صواب هذه النظرة واقع التاريخ نفسه وكذلك نصوص نبوية من صحيحي مسلم والبخاري نص فيها نبي الرحمة أن بعض أصحابه يؤخذ بهم ذات الشمال ( إلى النار) يوم يقوم الحساب ونص الحديث أنهم بدلوا وأحدثوا بعده.

وكنت قد قلت إن هذه النظرة المتوازنة لم يمثلها الشيعة فقط وسقت مقتطفا من كتاب للمفسر والمفكر الإسلامي الكبير الشهيد السعيد سيد قطن طيب الله ثراه.

وأسجل هنا أيضا أن أغلب ما نوقشت به نصوص أتيت بها إنما هو طعن في تأويل، والتأويل المخالف وإن عاند في الدلالة على الإمامة وهذا حقه، لم ينكر أن تلك النصوص تدل على مقام عال لأهل البيت يحق للجميع أن يتساءل عن اثآره في حياة الأمة قديما وحديثا.

وليكن واضحا على مستوى منهجي الفلسفة التي تقف وراء استخدام علماء مدرسة أهل البيت لنصوص دون أخرى لدى أهل السنة في مقام الانتصار لمذهبهم فقد أوحى الأخ خالد أن التلفيق والانتقائية صنعة الشيعة ودأبهم في مثل هذا المضمار.

والأكيد أن أقل من له باع في البحث العلمي الاستدلالي يعرف أن المختلفين في الرأي يطلب كل واحد منهم تبيان الحق الذي يزعمه من وجوه عدة. من بين تلك الوجوه المشروعة هي إلزام الخصم بما ألزم به نفسه وإقامة الحجة عليه من كتبه.

فنحن المسلمون نجيز لأنفسنا مثلا في مقام الاستدلال على صحة قولنا بتحريف الإنجيل أن نسوق لذلك أدلة إما

بآيات من الإنجيل نفسه أو بمباحث محايدة أو من مباحث مسيحية والحجة الثانية أبلغ في ذلك.

وأنا أذكر صولات شباب النهضة في حلقات النقاش الجامعية في رد أفكار الماركسيين والقوميين من كتبهم  وقد كانوا  يثيرون الإعجاب لتلك الطريقة القويمة القوية في المناظرة..فلماذا تمنعون غيركم من مائدة أجلتم فيها أياديكم إلى المرافق؟

على كل حال لقد تكدست القضايا المطروحة وهي بحق تحتاج إلى ترتيب حتى لايضيع الخيط الرابط الذي يتبعه القارئ كي يخرج له بمحصلة مفيدة مما سبق.

ولعل أهم ما ينبغي أن يرسخ في عقول الناس وهذه ليست منة من أحد أن أتباع مدرسة أهل البيت هم مسلمون من أهل القبة كما صرح بذلك الأخ خالد وهذا فيه رد شاف كاف لما أثاره هو من أن للشيعة قولا بالتحريف في القرآن إذ كيف يكون مسلما من يعتقد بتحريف القرآن؟

وإذا صحت صفة الإسلام لهذه الطائفة الكبيرة في الأمة مع التسليم جدلا بأن لهم أفكارا منحرفة فإن جهود التقريب يعود لها أساس متين يستحق أن تواصل فيه الجهود. ومن ثمة فلنتجاوز مرة واحدة وللأبد قصة التكفير ولنرفض كلانا و جميعا أي تطرف كائنا من كان الذي يحركه وبأي عنوان كان.

وفي المقابل لنحترم جميعنا كل من يعبر عن فكره بشفافية ووضوح بعيدا عن عقلية المؤامرة والتخوين، إذ ما معنى أن نتتبع كل عثرة أو كلمة غير رصينة أو موقف شذ به أحدهم لنجعله دليلا على عموم التفكير السائد في مذهب ما، في حين نقابل كل من يقدم رأيا إيجابيا في الوحدة والتقارب والتعايش فنتهمه رأسا بأنه يمارس التقية؟

وتحت طائلة قصة التقية هذه نضرب صفحا عن كل التفسيرات لقضية التقية بمعناها البسيط المباشر والمذكور في القرآن والذي يتيح لأي كان أن يحمي نفسه وماله بكتمان ما يعتقد إذا كان إعلان معتقداته يعرضه لخطر محقق كالموت وهو عين الموقف الذي عاشه الصحابي الجليل عمار بن ياسر في الموقف المعروف.

وإن قيل عن موقف عمار رضي الله عنه إنه كان مع كفار فالإجابة هي أن هناك من يدعي الإسلام وفيه من القسوة ما يدفعه لفعل ما هو أنكى مما يفعله الكافر.

وإن ما يعانيه الإسلاميون في البلدان العربية معلوم للجميع.. أنا وأنت  نعرف ما يلجأ له المضطر عندما يكون تحت رحمة الجلاد فليس لدى الجميع نفس القدرة على المقاومة والتصدي لتلك المواقف العصيبة.

أمر آخر أقترح أن نجعله من مكاسب حوارنا هذا وهو أن نقد تاريخ الصحابة شيء وسبهم (حاشا قدرهم المصان) شيء آخر. وإذا كنت من جهة أطالب بفتح كل مناحي التاريخ الإسلامي للنقد العلمي البناء والذي ينشأ بعيدا عن ثقافة التقديس الزائف والمصادرة على البحث، فإنني في المقابل أتبرأ من أي كان يوجه أي سب لأي صحابي ثبت صلاحه وتقواه، بل حتى من كان لنا في سيرته قول فإننا ننقد فعله وليس شخصه.

من حقك أن تقول إن كل الصحابة عدول وان تطلب عدم المساس بذواتهم بالكلمات النابية وهذا عين خلق المسلم، أما أن يصادر علينا القول في سيرهم والنظر فيما يستحقون أن يكونوا لنا قدوة في الدين والدنيا فذاك مما لا سبيل إليه في ظل الثورة المعرفية التي لم تبق مثل هذه المواضيع ملكا للعقل الإيديولوجي.

بل إن من يراقب تطور الحركة العلمية يجد أن هذه المواضيع مفتوحة حتى على غير المسلمين ممن لهم الحق في طرح كل الأسئلة الممكنة سواء بمنطق البحث العلمي أو في إطار الجدل العقائدي أو التاريخي.

ولعل النصوص التي ذكرناها عن النبي تسقط مرة واحدة وللأبد هذا الجدار الوهمي الذي يحول دون نقد التاريخ الإسلامي..وبالنسبة لأحاديث الفضائل فلنا فيها قول بمقاييس القوم أنفسهم حيث أن اغلبها لا يصمد للبحث العلمي.

ثم إن قسما من تلك النصوص التي تمنع سب الصحابة، لا يعني تحريم نقدهم وقد فرقنا بين الأمرين فالمسلم منهي أصلا عن أخلاق السب والشتيمة أيا يكن الهدف منها ولنا في رسول الله قدوة وهو الذي عايش الألوف فلم يتغير خلقه وهو معاملة الجميع بالحسنى والتجاوز الجميل..كان ذلك خلقه مع مردة الكفار وعتاة المشركين فكيف بمن صحبه وإن أخطا وبدت منه تصرفات تدل على أن باعه في الرسالة الجديدة تتنازعه رواسب قديمة ليس من السهل تغييرها بين عشية وضحاها.

وإنني من هذا المنبر أدعو الجميع إلى التعامل مع هذه الخلافات بالعقلية العالية التي تعامل بها الإمام علي مع من نعتقد نحن أنهم سلبوا أهل الحق حقهم فلم يمنعه ذلك من أن يقف معهم ويأتمر بأمرهم صونا لمصلحة الأمة.

وهذا يقودني إلى مفهوم جليل أود أيضا أن يكون واضحا للجميع وهو موجه للشيعة والسنة على السواء والهدف منه هو وضع قضية الإمامة في نصابها الصحيح فهي إن فهمت على نحوها الصحيح ترفع الكثير من اللبس فيما يتعلق بها.

لقد درجت مفاهيم  شيعية وسنية على تصوير الخلاف في الإمامة على أساس أنه صراع من أجل الحكم ، واختزلت تلك الأدبيات القضايا المطروحة في أن الإمام عليا وبنيه كان الأولى بالخلافة وقد سلبت منه و ترسخت ذهنية تشاحن على هذا الصعيد تبدو كما لو أنها تعيش أجواء حملة انتخابية محمومة لم تضع أوزارها إلى حد الآن.

ولقد أعجبني ما كتبه أحد مراسلي الغرب عندما زار العتبات المقدسة في العراق ليقول بعد أن شاهد طقوس إحياء بعض المناسبات إن الشيعة مازالوا يتظاهرون ضد نظام سقط منذ قرون بعيدة.

ومن الأكيد أن الفهم السطحي لدى أنصار المنظور الشيعي وكذلك لدى خصومهم يسقط في هذا المطب حتى أنك تجد الكثير ممن يضيق صدرهم بالجدال في هذا الموضوع يقول لك:  وما نفع الأمة من إيقاظ مثل هذه الخلافات “القروسطية المتخلفة”؟

وبالفعل فإن طرح القضية بتلك الطريقة التي أسلفنا ذكرها يوحي بهذا الانطباع بشكل جلي.

غير أن النظر للموضوع من زاوية أوسع وأعمق يعطيه بعدا مختلفا للغاية.

إن المسألة لا تتعلق بخصوص ما حدث في السقيفة أو بما حدث فيما قبلها من إرهاصات الخلاف محل البحث سواء زمن الخلافة الراشدة أو فيما تلاه من حقب التاريخ الإسلامي البعيد والقريب.

إنها نظرة كاملة للتاريخ ككل وللتاريخ الإسلامي على وجه الخصوص، يتقاطع فيها الديني بالاجتماعي وكل ذلك بالسياسي. ولمن سألنا من هم الشيعة في تونس ومن يتحدث باسمهم؟

أقول له سؤالك مشروع والإجابة المناسبة له في تقديري هو أننا تبع لمدرسة أهل البيت. وكلمة مدرسة تشمل معاني أوسع من الخطوط  السياسية والحزبية التي تستعجلها المهام والأهداف القريبة.

هذا التوصيف يتصل مباشرة بسؤال الوعي وبأولوية الثقافي على غيره من الرؤى التي تجد نفسها في قبضة اللحظة الضاغطة في العالمين العربي والإسلامي.

إن ما تقدمه مدرسة أهل البيت لمن يتبع سبيلها يتجاوز مجرد موقف من صراع تاريخي عفا عليه الزمن من حيث حيثياته الجزئية، إنها تقدم لمن يتبعها رؤية للحياة والكون والإنسان وتسلحه بمفاهيم هي في الخلاصة فهم معين للإسلام.

 وهي من هذه الناحية تجد نفسها مطالبة بخطاب راق يتعايش مع مدارس أخرى تقول هي الأخرى إنها تنطق باسم الإسلام الصحيح، وكما نجد في المدارس الأخرى متطرفين ومعتدلين ومثقفين وساسة وصراعا بين قديم وجديد وتنوير وظلامية، فإننا لا نزعم أن مجرد الاتصاف بالتشيع أو إدعاء الانتساب لأهل البيت  يعطي صكا على بياض لأي كان مهما علا مقامه.

صحيح نحن نعتقد العصمة لأيمتنا بمعنى  سنشرحه لاحقا، لكننا لا نمنح هذه الصفة من عند أنفسنا بل بأدلة نعتقد أنها من عند رب العالمين فسلمنا بها انقيادا للدليل، أما غيرهم من العلماء والمراجع فهم محترمون مقدرون دون يسند لهم أحد العصمة ومن يراجع التراث العلمي للمدرسة سيجد من النفس النقدي ما لم يبق معه أحد من العلماء على رفعة قدرهم بعيدا عن النقد العلمي الصارم.

نقول إذا تأسيسا على ما مرّ، نحن نعتقد أن ظهور الرسالة المحمدية لم يكن في فراغ وإنما داخل مجتمع تراكمت فيه رواسب قرون، وخلافا للنظرة المناقبية للتاريخ نرى أن النبي الكريم خاض معارك كبيرة وشاقة لأجل أن يغير من حال مجتمعه وقد وفق في تلك المعركة بأن أدى ما عليه وبالفعل فقد كان التغيير الذي بدأه وحيدا مظفرا بأن لم يفارق دنيانا إلا وكلمة الله هي العليا.

غير أن هذا النجاح لم  يكن عملية مسقطة تتم خارج إرادات التاريخ ومن ثمة لا نفهم تأكيد القرآن أن أغلب الأنبياء لم  تتبعهم في الغالب سوى القلة، لا نفهم ذلك فشلا للأنبياء حاشا لله.

وإنما نفهم من ذلك أن الله لا يكره الناس على أن يكونوا مؤمنين وأنه لا يقبل منهم مجرد إعلان شكليات الانتساب للرسالة الجديدة دون أن يكونوا قد قاموا بما عليهم وهو تغيير ما بأنفسهم.

من هذا المنطلق نرى أن النبي الكريم أدى الأمانة وبلغ الرسالة لتبق مسؤولية الناس في فهم وتمثل ما بلغهم على يد النبي من عند ربه، فعملية الإيمان والعمل للرسالة والتأسي بها ليست عملية ميكانيكية يصبح الواحد فيها ملائكة بعد أن كان عاصيا مشركا موغلا في المعاصي. لقد أنشأ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مدرسة هي حبل نجاة مد من السماء إل أهل الأرض فدخل فصولها من دخل وامتنع من امتنع وقد أعلن أنه لا إكراه في الدين. وأولئك الذين دخلوا تلقوا الدروس وكان أكثرهم مخلصين في الرغبة في فهم الرسالة وتمثلها في الحياة.

لكنهم وكغيرهم من طلبة العلم والحياة لم يوفقوا في ذلك بنفس الدرجة فبينهم في العلم والسبق في الفضل درجات تكبر وتصغر. إن الموضوع إذن وفي إطاره الصحيح يتنزل في قراءة للتاريخ الإسلامي وللإيقاع الذي انتظم حركته المعقدة والشائكة.

من قال بمثالية ذلك الزمن وألزم نفسه بأن جميع طلاب المدرسة المحمدية نجحوا في الاختبارات التي جرت زمن النبوة وبعده، يقع عليه عبء تفسير العلاقة بين هذه الصورة وبين نصوص ثابتة تنقضها كالتي ذكرنا عن بعض الصحابة الذين أكد النبي نفسه سوء مصيرهم. وكذلك بينها وبين واقع التاريخ حيث يجد المسلم وغير المسلم أن بين الصورة المثالية أوشبه المثالية لمجتمع الصحابة وبين ما شقه من دسائس وحروب وتقتيل مسافة صارخة.

من جهة نسمع عن قصص لأناس لم يتركوا للملائكة إلا النزر القليل من الفضائل، ومن ناحية أخرى نلقى أنفسنا أمام صور لسفك الدم وقد قال ربنا إنه من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا.

فهل ما أتاه الصحابة من حروب وسفك دم بين بعضهم البعض تحت طائلة القانون والعدل الإلهي أم هو فوقه. فإن قلتم لنا لا نخوض في هذا الأمر أذكركم بقول النبي لو سرقت فاطمة بنت محمد قطعت يدها فماذا لو سفكت فاطمة (حاشا سيدتي مولاتي) دما..هل كان سيقول إنها صحابية لا تخضع لقوانين الجرح والتعديل.

في الواقع أخرجت النظرة السنية للتاريخ الإسلامي التجربة الإسلامية من التاريخ وحنطتها بعقاقير مذهبية خلقت في الشخصية المسلمة ازدواجية كريهة بين المنشود والواقع..فنحن نقول ما لانفعل ونحيط أنفسنا بكلمات ورموز براقة ، لكننا في نفس الوقت نفشل في تنزيل تلك الأفكار والرموز إلى أرض الواقع…والتفسير عندي هو أن تلك المفاهيم وتلك النظرة ليست تاريخية وتجافي الواقع، أي أنه تكتنفها أوهام كثيرة تجعلها مجرد تصورات حالمة.

نحن نرى أن الإمام عليا كان من أقرب الناس لنبي الرحمة محمد عليه وعلى آله أفضل السلام فقد قال :” أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد المدينة فليأت الباب”

وقال “أقضاكم علي” وقال “من كنت مولاه فهذا علي مولاه” وقال:

صحيح البخاري المغازي – غزوة تبوك رقم الحديث : ( 4064 )

حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏الحكم ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن رسول الله ‏(ص) خرج إلى ‏ ‏تبوك ‏ ‏واستخلف ‏ ‏عليا ‏ ‏فقال أتخلفني في الصبيان والنساء قال ‏ ‏ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنه ليس نبي بعدي ‏ ‏وقال ‏ ‏أبو داود ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏الحكم ‏ ‏سمعت ‏ ‏مصعبا.

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4064&doc=0

وقال عنه:

( علي ( ع ) مع القرآن والقرآن مع علي ( ع ) )

 عدد الروايات : ( 4 )

مسند أحمد باقي مسند المكثرين – مسند أبي سعيد  – رقم الحديث : ( 10859 )

حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏فطر ‏ ‏عن ‏ ‏إسماعيل بن رجاء ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏(ص) ‏ ‏إن منكم من يقاتل على ‏ ‏تأويله ‏ ‏كما قاتلت على تنزيله قال فقام ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏فقال لا ولكن ‏ ‏خاصف ‏ ‏النعل ‏ ‏وعلي ‏ ‏يخصف ‏ ‏نعله.

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=10859&doc=6

غير أن الأهم من كل هذا وهذا هو محل الشاهد هو أن عليّا كان الأكثر كفاءة وعلما وتقوى بحيث أنه يصلح ليكون المستأمن على مستقبل الرسالة التي ليس من المعقول أن تترك تحت سلطة مجتمع لم تنضج تجربته الوليدة بعد تتربص به قوى داخلية كالمنافقين والمندسين وضعاف النفوس وأخرى خارجية كالمشركين والكفار.

نحن هنا سادتي نتحدث عن مجتمع جاهل أمي له تقاليد راسخة بعيدة عن روح الإسلام وبالتالي كان ما يزال محتاجا لوصاية ربانية تواصل تربيته على مقتضى المدرسة الإسلامية.

نريد أن نقول إن أهل البيت وعلى رأسهم الإمام علي كانوا كما النبي حجة على خلقه تماما كما كانت السيدة مريم حجة على خلق الله لأنها طاهرة مطهرة بنفس المقدار الذي كان في ابنها المسيح عليهما السلام حجة لله على خلقه، فقد كان هو نبي الله وكانت هي من سيدات نساء العالمين.

لقد عبر النبي صراحة عن هذا المعنى في حديث أحاديث صحيحة صريحة من بينها قوله روحي له الفداء:

الذهبي ميزان الإعتدال الجزء : ( 4 ) – رقم الصفحة : ( 127 )

وله إسناد آخر ، فقال إبن زيدان البجلى : حدثنا عبدالرحمن بن سراج ، حدثنا عبيدالله بن موسى ، عن مطر ، عن أنس ، قال : كنت جالسا مع النبي (ص) إذ أقبل على ، فقال النبي (ص) : يا أنس ، من هذا ؟ قلت : هذا علي بن أبى طالب ، فقال : يا أنس ، أنا وهذا حجة الله على خلقه .

 وقوله في موضع آخر:

مستدرك الحاكم كتاب معرفة الصحابة ( ر ) – ذكر إسلام أمير المؤمنين علي ( ع ) – حديث رقم : ( 4624 )

4601 حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، ثنا عبد الله بن عمير ، ثنا عامر بن السمط ، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف ، عن معاوية بن ثعلبة ، عن أبي ذر ( ر ) قال : قال النبي (ص) : يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك يا علي فقد فارقني ، صحيح الإسناد و لم يخرجاه .

الرابط :

http://www.islamweb.net/ver2/archive/showHadiths2.php?BNo=190&BkNo=13&KNo=33&startno=20

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=523544

 وهذا هو المعنى المستفاد من حديث الثقلين حيث أن الملازمة بين القرآن وبين العترة ليس لها معنى آخر خلافا للمعنى الهزيل السطحي الذي ذهب غليه الأخ خالد دفعا لتلك الفضيلة العظيمة والمقام الرباني لأهل البيت

فلنراجع الرواية ونرى ما تقول:

سنن الترمذي المناقب عن رسول الله – مناقب أهل بيت النبي ( ص ) – رقم الحديث : ( 3718 )

حدثنا ‏ ‏نصر بن عبد الرحمن الكوفي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زيد بن الحسن هو الأنماطي ‏ ‏عن ‏ ‏جعفر بن محمد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏قال : ‏رأيت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏في حجته يوم ‏ ‏عرفة ‏ ‏وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد ‏ ‏تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي . قال ‏ ‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏وأبي سعيد ‏ ‏وزيد بن أرقم ‏ ‏وحذيفة بن أسيد ‏ ، ‏قال ‏ ‏وهذا ‏حديث حسن غريب ‏ ‏من هذا الوجه ‏ ‏قال ‏ ‏وزيد بن الحسن ‏ ‏قد روى عنه ‏ ‏سعيد بن سليمان ‏ ‏وغير واحد من أهل العلم ‏.

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3718&doc=2

وفي رواية أخرى

سنن الترمذي مناقب أهل بيت النبي ( ص ) – المناقب عن رسول الله رقم الحديث : ( 3720 )

حدثنا ‏ ‏علي بن المنذر الكوفي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فضيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏عطية ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏والأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏حبيب بن أبي ثابت ‏ ‏عن ‏زيد بن أرقم ‏ ‏( ر ) ‏ ‏قالا قال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف ‏ ‏تخلفوني ‏ ‏فيهما ، ‏قال ‏هذا ‏حديث حسن غريب ‏.

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3720&doc=2

إن هذه النصوص وهي غيض من فيض تشير إلى أن الثقلين لن يفترقا وان من تمسك بهما لن يظل أبدا. فمن هما ولما ربط بينهما وكيف لناس من البشر أن لا ننحرف بمجرد التمسك بهما هكذا وبهذا الإطلاق..هذه ضمانة نبوية نقلها عن ربه في هؤلاء الأطهار الذين هم مرآة صافية تعكس الإسلام في أحسن صوره، تماما كما هو النبي غير أن الفرق بينهم وبين النبي هو أنه يوحى إليه بينما هم لا يوحى إليهم .

هم إذن حجة لله على خلقه، بمعنى أنهم قدوة كاملة لنا في العلم والأخلاق والاستقامة يظهرون للأمة أن دينهم قابل للتطبيق ويقيمون عليهم الحجة فيما ينبغي عليهم سلوكه من السلوك في زمن مليء بالفتن و الابتلاءات..وقد كانوا والله كذلك.

عند هذا المنعرج في طرح القضية تنقلب الصورة أو قل تنقلب زاوية النظر في قضية الإمامة لتتحول إلى خط داخل التاريخ له دور منوط به سواء داخل دائرة الحكم أو خارجها فهم أئمة سواء حكموا أو لم يحكموا وهم حجة على العقول والقلوب قبل أن يكونوا كذلك على الأجساد.

سواء كانوا مبسوطي السلطان أو غير ذلك هم أئمة المسلمين واقعا، ومن ثمة نجيب على من تساءل عن معنى حديث النبي الأئمة من بعدي اثني عشر فقال على لسان الدكتور السالوس كيف يكونون معنيين بلفظة الخليفة أو الإمام ولم يملك منهم إلا اثنان هما علي والحسن عليها السلام؟

سؤال ينبع من نظرة رسمية للتاريخ نسي صاحبها أن المعنى المقصود هو الحجية العامة وهي المعنى الأعمق ولأشمل لمفردة الخلافة والإمامة فالنبي الكريم أراد القول إن الأئمة والخلفاء حقا حقا هم الإثني عشر.

فمن هم إذن؟ لقد حاول علماء السنة تفسير الحديث ووقعوا في تخليط مضحك وهم يسعون لضبط القائمة كي تستجيب لتفسيرهم

ففي إحدى الروايات يقول الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام:

البيهقي دلائل النبوة جماع أبواب غزوة تبوك

2895 وقد قال أبو الجلد وكان ينظر في الكتب ، ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن أبي بحر ، قال : كان أبو الجلد جارا لي قال : فسمعته يقول – يحلف عليه – : إن هذه الأمة لن تهلك حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق ، منهم رجلان من أهل بيت النبي (ص) أحدهما يعيش في أربعين , والآخر ثلاثين سنة قلت : ومعقول لكل من خوطب بما روينا عن النبي (ص) في اثني عشر خليفة , وفي بعض الروايات اثني عشر أميرا ، أنه أراد خلفاء أو أمراء تكون لهم ولاية وعدة وقوة وسلطة ، والناس يطيعونهم ويجري حكمهم عليهم , فأما أناس لم تقم لهم راية , ولم تجز لهم على الناس ولاية وإن كانوا يستحقون الإمارة بما كان لهم من حق القرابة والكفاية ، فلا يتناولهم الخبر ، إذ لا يجوز أن يكون المخبر بخلاف الخبر ، والله أعلم.

الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=626542

فإن فهمنا كلمة الخليفة بشمول يكون الحديث مخطئا لأن الخلفاء كانوا أكثر من اثني عشر كما يخبرنا التاريخ وغن كان بمعنى أن الخلفاء حقا والمستحقين للصفة بعلمهم وعدلهم وأحقيتهم يكون من المشروع للشيعة أن تأخذ به على حيث تقصد من الدلالة على إمامة أهل البيت.

ومن ناحية قرآنية عندنا وقفة أخرى تعطي للموضوع عمقه بعيدا عن الفهم التاريخاني المسطح يواصل البحث في قضية الحجية:

لقد كانت لحكاية القرآن لبداية الخلق  وما تبعها من ملابسات إشارات غاية في العمق لم نجد لها فيما نعلم اهتماما كبيرا عند العلماء خاصة التقليديين منهم ممن عاش قديما أو حديثا.

فلقد تعهد إبليس أن يغوي الجميع من بني البشر مستثنيا عباد الله المخلصين بفتح اللام وهذا أمر في غاية الخطورة.

سادتي إن إبليس يقوم بعملية رسم لملامح المجتمع البشري محددا على ضوء تلك الخارطة دوره المقبل وحدود الدائرة التي سيتحرك فيها. فهو تعهد بإغواء الجميع ما عدا عباد الله المخلَصين أي المصطفين أي الذين اصطفاهم الله بمقاييس معينة جعلت من المستحيل على إبليس غوايتهم “ليس لك عليهم من سبيل”.

فهم إذن معصومون وإلى هذا الحد لم يوضح إبليس إن كان يقصد الأنبياء فقط، أم أن دائرة الذين يستحيل على إبليس غوايتهم تتسع لغيرهم؟

علينا نحن كمسلمين وكجزء من الساحة التاريخية أن بحث عن أولئك المصطفين الذي لا سبيل لإبليس لغوايتهم حتى نتخذهم قدوتنا وعلينا أن نعرفهم بصفاتهم قدر ما نستطيع لأنهم حبال نجاة ممدود من الغيب إلى عالم الشهادة.

ومن المناسب أن ندرك أن هذا المقام السامي لا يتطاول له من كان لإبليس عليهم سبيل طيلة سنوات طويلة، صحيح أن الإسلام يجب ما قبله تفضلا من رب العزة، لكنه لا يضع في نفس المستوى أولئك الذي رتع الشيطان في قلوبهم حقبا وأصابوا من المعاصي ما أصابوا مع غيرهم ممن اصطفاه الله وولد وشب في الحجور الطاهرة لم يقف أحد لهم على كذبة أو معصية.

وبما أن الله هو من يصطفيهم لأنه الأعلم بحالهم وليس بمقدورنا بعقولنا القاصرة المسارعة إلى المظاهر أن ندرك مقاماتهم فن الله عز وجل حكا لنا عنهم ودلنا على صفاتهم ووضح الدائرة التي ينتمي لها أولئك المصطفون المطهرون الذين لا سبيل للشيطان عليهم. 

وإذا كان ولي الله الذي يتقرب إلى الله بالفرائض والنوافل يترقى في مدارج الكمال حتى يصل إلى منزلة  الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، ويواصلون رحلة الكمال إلى حد يقولون فيه للشيء كن فيكون بفضل من الله عظيم.

فكيف إذا بمن اعترف إبليس بأنه لا سبيل له عليهم ..هذا والله لهو الشأن العظيم العظيم. لكن ترى هل هم الأنبياء فقط كما يتبادر لأذهان الكثيرين؟

لا سادتي القرآن هو من يجيبنا: ففي قصة مريم عيها السلام مقياس وفيصل يوضح هذه القضية.

مريم عليها السلام ليست نبيه ولا رسوله ولم يأتها الوحي، لكنها كانت طاهرة مصطفاة مشمولة بصفة المخلصين أي المختارين الذين لا سبيل لإبليس عليهم.

مريم عليها السلام يا معاشر المسلمين كانت محدثة تخاطبها الملائكة وتظهر لها عيانا وتستقي وتأكل إعجازيا و تحبل وتلد خارج قوانين الطبيعة المعتادة.

مريم ودون شك سيدة من نساء العالمين معصومة عن الخطأ مشمولة بعجز إبليس عن إغوائها مما حولها إلى واحدة من حجج الله على خلقه حتى أن النصارى ألهوها (حاشا سيدتي ومولاتي العذراء) فهل تستغني المسلمة والمسلمة عن التأسي بها واتخاذها نبراسا تسمع له وتطيع.

وحتى إن لم تتصد للحكم كما يفكر العقل الرسمي، هل ينزع ذلك عنها وعن ابنها عليه السلام صفة الحجية إلى أن تقوم الساعة؟ أبدا أبدا.

وإذا كان الله قد من على بني إسرائيل وهم قتلة الأنبياء ( طبعا ليس جميعهم بمعنى الاستغراق) بهذه النعم المجسدة في تلك الشخوص النورانية فهل حرمنا نحن المسلمين من مثلها وأمتنا خير أمة أخرجت للناس ونبينا أفضل الأنبياء؟

القرآن مرة أخرى يجيب :

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا

 عدد الروايات : ( 2 )

البخاري التاريخ الكبير الجزء : ( 9 ) – رقم الصفحة : ( 25 )

205 – أبو الحمراء له صحبة ، قال أبو عاصم عن عياد ابى يحيى قال نا أبو داود عن ابى الحمراء قال صحبت النبي (ص) تسعة أشهر فكان إذا اصبح كل يوم . يأتي باب علي وفاطمة فيقول السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.

 وعند النسائي:

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا

 عدد الروايات : ( 3 )

النسائي السنن الكبرى الجزء : ( 5 ) – رقم الصفحة : ( 107)

7169 أخبرنا قتيبة بن سعيد ، وهشام بن عمار قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : أمر معاوية سعدا ، فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ . قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (ص) فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . سمعت رسول الله (ص) يقول له ، وخلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله (ص) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول : في يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا فأتي به أرمد ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ولما نزلت ، زاد هشام : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت دعا رسول الله (ص) عليا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا فقال : اللهم ، يعني هؤلاء أهلي.

الرابط :

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=268973

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا

 عدد الروايات : ( 3 )

إبن عبدالبر – الاستيعاب في تمييز الأصحاب – الجزء الثاني

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

– قال علي ( ر )‏:‏ فوالله ما ولما نزلت‏:‏ ‏إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ‏، ( الأحزاب 33‏ ) ، دعا رسول الله (ص) فاطمة وعليا وحسنا وحسينا ( ر ) في بيت أم سلمة وقال‏:‏ ‏اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا‏.‏

الرابط :

http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=170&CID=40&SW=نزلت#SR1

سنن الترمذي المناقب عن رسول الله – ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد ( ص ) – رقم الحديث : ( 3806 )

حدثنا ‏ ‏محمود بن غيلان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أحمد الزبيري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏زبيد ‏ ‏عن ‏ ‏شهر بن حوشب ‏ ‏عن ‏ ‏أم سلمة أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏جلل على ‏ ‏الحسن ‏ ‏والحسين ‏ ‏وعلي ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏كساء ثم قال ‏ ‏اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم ‏ ‏الرجس ‏ ‏وطهرهم تطهيرا فقالت ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏وأنا معهم يا رسول الله قال إنك إلى خير ، قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ‏ ‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن أبي سلمة ‏ ‏وأنس بن مالك ‏ ‏وأبي الحمراء ‏ ‏ومعقل بن يسار ‏ ‏وعائشة ‏.

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3806&doc=2

ولعل هذه النصوص وفي هذا السياق الذي ندرس يوضح الالتباس في المقصود بأهل البيت فهناك نصوص تورد معنى لأهل البيت يتسع لعوائل كثيرة مثل آل العباس وغيرهم، لكن على ضوء معنى الحجية يصبح المقصود كما تؤكده نصوص أخرى كثيرة الأهل بالمعنى الأخص الذي جعلت أم سلمة على جليل قدرها خارجه.

فأهل البيت هنا ليس المقصود منهم عموم الرابطة الدموية وإلا دخل فيهم أبو لهب بشركه، وليس المقصود منهم آل العباس أو غيرهم لأنهم ليسوا مطهرين بالمعنى الخاص الذي يصطفي به الله أناسا محدودي العدد محددي الصفات بحيث يشملهم عجز إبليس عن أن يكون له سبيل عليهم. 

وإن تاريخهم يدل على ذلك وهم مع دولة قامت لهم لم يدعوا هذا المعنى وإنما قصارى ما تغنوا به هو القرابة وهي بدورها منزلة اجتماعية كريمة تعكس تشرف الناس بقرابة النبي لكنها ليست المنزلة الدينية بالمعنى الأخص.. وهذا المعنى ينطبق حتى على بني فاطمة نفسها إذ أن المفهوم الخاص لأهل البيت المشحون بمضمون ديني لا يشمل كل من مت لها بصلة الدم وقد كان منهم الفاسق والمنحرف كما هو معروف.

ولنا في قصة نوح دليل توضيحي، فعندما أصر ابن نوح على مجافاة الرسالة وكان في المخالفين تحركت عواطف الأبوة في نوح عليه السلام فطلب من ربه الرأفة به لأنه ابنه (بالمعنى الدموي البيولوجي والعاطفي العاطفي العام)، فجاءت الإجابة واضحة حاسمة: “إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح”.

فكل من كان على نهج النبي هو من أهله بالمعنى الخاص، وكل من ابتعد عن نهجه ليس من أهله حتى وإن كان فلذة كبده..أما المقام الأسمى فهم أهله الذين اصطفاهم الله لأجل أن يكونوا استمرارا لخط النبي في إقامة الحجة على الخلق وهؤلاء حددوا بصفاتهم وأسمائهم وبعددهم المحدود فهم الخلفاء والأئمة والأمراء الإثني عشر وليس غيرهم.

بهذا المعنى نفهم كيف أن فاطمة (التي تعاني شخصيتها تعتيما مخزيا لدى المخالفين) هي من سيدات العالمين: سيدة لا يكاد المسلمون والمسلمات يعرفون لها حديثا واحدا ولا يكاد يكون لها ذكر إلا لماما.. نفهم قول النبي فيها:

إبن حجر الإصابة الجزء : ( 8 ) – رقم الصفحة : ( 266 )

وأخرج بن أبي عاصم عن عبد الله بن عمرو بن سالم المفلوج بمسند من أهل البيت عن علي أن النبي (ص) قال لفاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك .

الرابط:

http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=397&CID=111&SW=لرضاك#SR1

وقوله لمولاتي وسيدتي الزهراء:

صحيح البخاري المناقب – مناقب قرابة رسول الله ( ص ) ومنقبة رقم الحديث : ( 3437 )

‏- حدثنا ‏ ‏أبو الوليد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏إبن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال : ‏‏فاطمة ‏ ‏بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.  

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3437&doc=0

 ثم تقول لي  بعد ذلك من ألحق بها الأذى وهي من هي؟

يجيبك البخاري صاحب الصحيح:

صحيح البخارى المغازي – غزوة خيبر رقم الحديث : ( 3913 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

‏- حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏عقيل ‏ ‏عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ أن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏بنت النبي ‏ (ص) ‏ ‏أرسلت إلى ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏تسأله ميراثها من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مما ‏ ‏أفاء ‏ ‏الله عليه ‏ ‏بالمدينة ‏ ‏وفدك ‏ ‏وما بقي من خمس ‏ ‏خيبر ‏ ‏فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏إن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال ‏ ‏لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل ‏ ‏محمد ‏ (ص) ‏ ‏في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فأبى ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏أن يدفع إلى ‏‏فاطمة ‏ ‏منها شيئا فوجدت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏على ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ……...

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3913&doc=0

وكذلك الترمذي في مرويته

سنن الترمذي السير عن رسول…. – ما جاء في تركة… – رقم الحديث : ( 1534 )

‏- حدثنا ‏ ‏بذلك ‏ ‏علي بن عيسى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الوهاب بن عطاء ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن عمرو ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏أن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏جاءت ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏( ر ) ‏ ‏تسأل ميراثها من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقالا سمعنا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول ‏ ‏إني لا أورث قالت والله لا أكلمكما أبدا فماتت ولا تكلمهما ‏، قال ‏ ‏علي بن عيسى ‏ ‏معنى لا أكلمكما تعني في هذا الميراث أبدا أنتما صادقان ‏ ‏وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن ‏ ‏أبي بكر الصديق ‏ ‏عن النبي ‏ (ص) .

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=1534&doc=2

هؤلاء هم أهل البيت الذين جعلهم الله أحد الثقلين وأمرنا أن نحسن خلفه فيهم ففعلنا..آذينا فاطمة وقتلنا عليا ونحرنا الحسين وسممنا حسنا ولم يمت منهم إمام إلا مسموما أومقتولا..وها نحن نواصل التعامل الطيب مع حجج الله على خلقه فنبذل الجهد في إطفاء نورهم تحت شعار الحب لهم..منا من يدعي حبهم وقد أوقف حياته على تفنيد مناقبهم وشواهد مقاماتهم ولم يبذل ولو واحدا على الألف من هذا المجهود فيما يتعلق بمن خالفهم أو ظلمهم..نحن الذين نقول غننا نحب النبي وندعي أننا أهل لسنته ولجماعته.

يضيق المقام عن بسط القول في مناحي أخرى مثارة وتحتاج مجالا أوسع مخصوصا لها أتركها للغد إن تيسر من الله توفيق مع تكرار التحية  للجميع.

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

21 mars 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2129 du 21.03.2006  archives : www.tunisnews.net Tunisie Verte: Lettre ouverte au

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.