المجلس الوطني للحريات بـتونس: اختفاء وليد العيوني بعد مثوله لدى فرقة أمن الدولة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيان تونس الخضراء: بيــــان اعلامي الانترنت جبهة جديدة لصراع الحكومات العربية ضد حرية التعبير تونس في التقرير الثاني عن حرية الإنترنت في العالم العربي نخبة من أبناء الجالية التونسية المقيمة بقطر: المنسق العام للمدرسة التونسية بالدوحة يعيد التمثيل الدبلوماسي التونسي بدولة قطر!!!!! سليم بوخذير: أهالي حمّام سوسة و الكاف يشتركون في فضح أسماء المعتدين على الدكتور المرزوقي و رفاقه و التنديد بهم طلبة تونس: نتائج أولية للانتخابات إسلام أون لاين: غموض حول مقتل مهاجر تونسي بفرنسا رويترز: الابتكار هو وسيلة تونس لمواجهة المنافسة الاسيوية في سوق المنسوجات د ب أ: حسناوات العالم يتسابقن في تونس رسالة من السيد الحبيب بسباس إلى نواب المؤتمر القادم للإتحاد العام التونسي للشغل راشد الغنوشي: 1427/2006 سنة عصيبة خصيبة مرسل الكسيبي: في نقد الحركة الاسلامية : لاهم فراعنة ولا أنتم موسى ! ياسين بن علي: مفهوم الاختلاط أصيل وليس بدخيل
محمد العروسي الهاني: دعم حقوق الإنسان العربي ومزيد فتح مجال الحوار الديمقراطي
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
اختفاء وليد العيوني بعد مثوله لدى فرقة أمن الدولة
الذكــرى السادســة لوفــاة المناضــل الرابطــي الفاضل الغذامســـي
هذه السنة السادسة تمرّ على سفرك الأخير المفاجئ وزملاؤك وأصدقاؤك ورفاقك من أعضاء الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمسؤولون بها والمنخرطون فيها ما زالوا يتمثلون صورتك ويتذكرون مساهمتك الناجعة الفعالة لتبقى الرابطة مناضلة مستقلة وللإحتفال بذكراك يلتئم اليوم 14 ديسمبر 2006 شمل أفراد عائلتك وعديد الرابطيين والأصدقاء حول مثواك الأخير ليعبروا لك عن استحالة نسيانك وعن بقائهم على العهد بعدك. فنـم هانئـا مطمئنـا على مسيرة الرابطة حسب المبادئ التي جمعت بيننا.
الهيئــة المديــرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
الانترنت جبهة جديدة لصراع الحكومات العربية ضد حرية التعبير
الإعلان عن تقرير جديد يكشف المحاولات المستمرة والفاشلة لاحتواء الانترنت وتخويف مستخدميه
توطئة وشكر
هذا هو التقرير الثاني للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن استخدام الانترنت في العالم العربي، يتناول تحديثا لتطورات الصراع بين احد عشر دولة والانترنت تم تناولها في تقريرنا السابق ، ومعلومات جديدة عن سبعة دول إضافية لم نتناولها سابقا ، ليغطي هذا التقرير ثمانية عشر دولة عربية ، فضلا عن لمحة عن مناصر جديد للانترنت في صراعه مع هذه الحكومات ، وهم المدونون العرب الذين استطاعوا في فترة وجيزة أن يلعبوا دورا هاما في كشف المزيد عن هذا الصراع الدائر بين الحرية القمع أو بمعنى أدق بين الانترنت والحكومات العربية .
وقم استند هذا التقرير إلى لقاءات ميدانية مع نشطاء على الانترنت ، واستطلاع رأي أعدته الشبكة والعديد من التقارير الحقوقية والصحفية فضلا عن رسائل متبادلة بين الشبكة وبعض أصدقائها بالعالم العربي.
أعد هذا التقرير ،إيهاب الزلاقي الصحفي بجريدة الدستور المستقلة ، وقام بمراجعته وكتابة التقديم والجزء الخاص بالمدونين العرب جمال عيد الباحث القانوني والمدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، وقامت سالي سامي الصحفية ومديرة البرامج بالشبكة العربية بتحريره وإعداده للنشر ، كما قامت داليا زيادة بترجمته للغة الانجليزية . وبالإضافة إلى من سبق الإشارة أليهم ، فالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تتوجه بالشكر لزملاء متطوعون ساهموا بجزء كبير في إعداد هذه الدراسة ولم يرغبوا في ذكر أسمائهم ، فضلا عن عدد كبير من أصدقاء الشبكة من مختلف الدول العربية الذين لم يدخروا جهدا أو وقتا في الرد على استطلاع رأي قامت الشبكة بإعداده وبلغت الردود عليه 86 ردا.
وبالطبع ، فإن هذا التقرير لم يكن له أن يرى النور لولا الدعم الرائع الذي قدمه الصندوق النرويجي لحقوق الإنسان الذي أعلن عن حماسه للتقرير وقبل بطيب خاطر التأخير الذي تم ، وقدم مثالا رائعا للتعاون ، فله منا خالص التقدير.
تقديم العرب والانترنت
بالنسبة لحكومات تعتبر حرية الرأي و التعبير قيما غريبة وغير مرغوب بها ، تصبح الحاجة لشبكة الانترنت أكثر إلحاحا ووسيلة هامة لجمهور تزداد أعداده يوما بعد يوم يختلفون مع هذا الرأي ، ممن شاء حظهم أن يعيشوا في بلدان تسيطر عليها حكومات وصل أغلبها للحكم بطرق بعيدة عن الديمقراطية .
ولعل هذا يفسر التوسع الكبير في عدد مستخدمي الانترنت بالمنطقة العربية ، حيث كاد الرقم يتضاعف في أقل من ثلاثة أعوام ، حيث بلغ في منتصف يونيو 2004 نحو 14 مليون مستخدم ، ليصل في نهايات هذا العام”2006″ إلى نحو 26 مليون مستخدم كما يشير شريف اسكندر المدير الإقليمي لمجموعة جوجول العالمية في الشرق الأوسط (1).
ولم تكن الحكومات العربية بحاجة للموجة التي اجتاحت أغلب دول العالم من تقييد حرية استخدام الانترنت بزعم “محاربة الإرهاب ” حيث أن التقييد هو سمة أساسية لهذه الحكومات ، لكنها أيضا لم تفوت هذه الفرصة لطرح مزيد من التضييق والتقييد لحرية الرأي والتعبير وضمنه بالطبع حرية استخدام الانترنت .
في الانترنت .. الموقع بعشرة أمثاله !
إلا أنه وبالرغم من ألاف المواقع المحجوبة التي كان للسعودية وتونس وسوريا نصيب الأسد منها ، فقد ظهر للنور مقابل هذه الأعداد الضخمة من المواقع التي تم حجبها ، ألاف من المواقع الجديدة التي يطرح الكثير منها نفس أفكار المواقع المحجوبة ، بل وتتجاوزها أيضا في شدة النقد وغزارة المعلومة . ولعل قيام جماعة الإخوان المسلمين في مصر على سبيل المثال بإطلاق عشرات المواقع التي تعبر عنها ، بعد حجب موقعها الرسمي في مصر وسوريا ، يعطي مؤشرا واضحا للمهمة الصعبة التي تضطلع بها العديد من أجهزة هذه الحكومات لمحاولة الحد من تدفق المعلومات عبر شبكة الانترنت وما تحمله هذه المعلومات من رؤى وأفكار لا ترضى عنها هذه الحكومات ، لا سيما حين تجد هذه الأجهزة نفسها مضطرة لرفع الحجب عن بعض هذه المواقع ، بعد أن أصبح الحجب غير ذي فائدة لنشأة مواقع أخرى تطرح نفس الموضوعات ، وهو ما حدث مع موقع الإخوان المسلمين الذي تم رفع الحجب عنه في مصر ، ليضاف لأكثر من عشرة مواقع تعبير عن الجماعة.
أجهزة الكمبيوتر .. ديكور جيد
لا تدخر حكومة عربية جهدا للإعلان عن دعمها للتقنية الحديثة وتنفيذها لبرامج طموحة “لسستمة” أجهزتها ، وعمل قواعد بيانات حديثة اعتمادا على أجهزة الكمبيوتر وشبكة الانترنت ، ورغم قيام بعض الحكومات لاسيما في منطقة الخليج العربي بقطع شوط كبير في هذا المجال ، إلا أن دول أخرى راحت تتوسع في استخدام هذه الأجهزة وتوزعها على هيئاتها ووزاراتها دون أن تدرب العاملين بتلك الهيئات على كيفية استخدامها تدريب كافي مما جعل الكثير من هذه الأجهزة غير المستخدمة مجرد ديكور على مكاتب هؤلاء الموظفين ، الذي استمروا في العمل بنفس النهج القديم من خلال الأوراق والملفات الكرتونية (2)
وتعد هذه الطريقة في التعامل مكلمة لنفس النهج السائد في البلدان العربية التي تسارع دائما في اللحاق الشكلي بكل جديد دون وجود الرغبة الجادة في التعامل معه ، مثلما هو الوضع بالنسبة للتوقيع على مواثيق حقوق الإنسان أو إعلان الحكومات الاليكترونية أو سن تشريعات للبيئة دون أن تجد هذه المشاريع الطريق للنفاذ الفعلي على أرض الواقع.
وحدة أمنية حكومية .. وحدة اليكترونية شعبية
لم تستمر أي مش مشاريع الوحدة بين الدول التي شهدها العالم العربي بدءا من خمسينيات القرن الماضي حتى تاريخ كتابة هذا التقرير ، إلا أن وحدة أخرى تمت بشكل جزئي ولكن بنجاح فائق وإن لم تعلن ، وهي الوحدة على مستوى أجهزة الشرطة أو وزارات الداخلية العربية ، فاجتماعات وزراء الداخلية العرب تتم دون تأجيلات ودائما ما تسفر عن تعاون وثيق بين أجهزة الشرطة العربية يصل لحد الاتفاق الكامل على أهمية تداول المعلومات وتوزيعها ، حيث يتم استخدام شبكة الانترنت بشكل جيد ، بما يسمح لأي شرطي في أي مطار أن يخبرك بتاريخ حياتك وعدد القضايا التي اتهمت بها ، وأي سجن تم احتجازك به وميولك السياسية والمنظمة الحقوقية أو السياسية التي تنتمي اليها ، سواء كانت سرية أو علنية. (3) ولعل لقاء وزراء الداخلية العرب في فبراير 2006 بتونس يوضح بشدة التوافق الكامل بين هؤلاء الوزراء بشأن أهمية حجب المواقع التي “تشجع على الإرهاب” دون وضع تعريف محدد حول ماهية هذا الإرهاب الذي يقصدونه (4) .
وعلى الجانب الأخر ، فقد أتاح الانترنت لمستخدميه العرب ليس فقط بأن يتواصلوا مع بعضهم البعض بشكل واسع ، ولكن أيضا مع جنسيات أخرى بالطبع ، إلا أن تواصلهم مع بعضهم البعض كعرب خلق ما يشبه الوحدة الإليكترونية ، من خلال المنتديات والمواقع التي تتيح تفاعل بين زوراها وتبادل الخبرات الواسعة ، لاسيما في ظل تشابه الظروف القمعية في الدول العربية ، فنجد أن نشوء حركة كفاية في مصر على سبيل المثال ، قد أعقبه حركات شبيهه في اليمن وليبيا وتونس ، يحمل بعضها نفس الاسم ، ويحمل البعض الأخر أسماء مختلفة ، ولكنها جميعا تصب في نفس الاتجاه .
فضلا عن المدونات العربية التي رغم حداثة نشأتها فقد ساهمت بشكل فعال في وجود كتل متجانسة بين النشطاء العرب وحملات قوية للدفاع عن المستخدمين الذي يتعرضون لانتهاك من الحكومات ، وصولا لأول حالة لجوء سياسي اليكتروني (5) .
قمة المعلومات في تونس .. حين ينقلب السحر على الساحر
ليس اصدق من هذا العنوان الذي استخدمته قناة الجزيرة على موقعها ليصف ما أسفرت عنه قمه المعلومات التي عقدت في تونس في نوفمبر 2005 (6)فهذا الحدث الذي سعت الدول العربية وبخاصة الحكومة التونسية لتحويله إلى بوق دعائي حول انجازات وهمية ، جاء فرصة أحسنت المنظمات الغير حكومية وبخاصة دعاة الديمقراطية استخدامها ليسلط الضوء على حقيقة الأوضاع المزرية التي تخيم على حرية الرأي والتعبير لاسيما في تونس ، التي شهدت إضرابا عن الطعام لثمانية من النشطاء السياسيين والحقوقيين فيما سمي بـ “إضراب الجوع” استطاع لفت الأنظار بقوة لحقيقة الأوضاع السياسية المتدهورة في تونس ن وهو الأمر الذي جعل الرئيس التونسي يفقد أعصابه منتقدا لهؤلاء الذي فضحوا هذه الانتهاكات متهما إياهم بالخيانة ومشككا في وطنيتهم (7) .وكأن الاعتراض السلمي على ممارسات بوليسية قاسية يعد خيانة وطنية ، مما يعد تطابقا مع النمط الشائع من الاتهامات التي توجهها الحكومة السورية لمنتقديها سواء في الصحافة المطبوعة أو الاليكترونية .
المواقع الإسلامية مازالت بالصدارة
وعلى الرغم ظهور العديد من المواقع العلمانية أو حتى اللادينية أو التي تنطق بلسان مجموعات دينية غير إسلامية ، إلا أن الغلبة مازالت للمواقع الإسلامية ، بحيث نجد أنه بين المائة موقع الأكثر شيوعا باللغة العربية ، كانت هناك عشرة مواقع إسلامية متشددة بدرجة كبيرة ، وكما يقول ألبرشت هوفهاينز ، فهذه الظاهرة فريدة من نوعها في العالم ، لأنه لايوجد باللغات الأخرى في المواقع ال 100 الأولى مواقع دينية على الإطلاق. (8)، بالطبع فإن هذه الصدارة تعكس اهتمامات المستخدمين العرب وقراء اللغة العربية ، إلا أننا لا نستطيع إغفال الدور الذي تلعبه التوجهات الحكومية التي تتحكم في الرقابة والحجب ، والذي يتم غالبا ضد المواقع السياسية والعلمانية أو الحقوقية في المقام الأول ، حتى أن موقعا مثل الحوار المتمدن http://www.rezgar.com/debat/nr.asp والمعروف بعلمانيته ودفاعه عن حرية الرأي والتعبير وحقوق الأقليات والمرأة ، قد تم حجبه في أربعة دول على الأقل هي السعودية والإمارات وتونس والبحرين مؤخرا . رغم عدم تضمن هذا الموقع الشهير لأي إساءة أو دعاية كراهية موجهة ضد أي حكومة ، فقط نقد سياسي وتداول للأفكار العلمانية .مما جعله يطلق حملة بعنوان ” الدفاع عن حرية التعبير على شبكة الانترنت , والتضامن مع الحوار المتمدن” (9)
وكذلك العديد من المواقع الحقوقية والسياسية التي تم حجبها في العديد من البلدان العربية إما لتناولها الانتهاكات التي تمارسها حكومات تلك البلدان أو لنقدها السياسي . وهو ما يكشف بوضوح كذب الادعاء الذي تستمر الحكومات العربية في تقديمه حول أسباب قيامها بحجب هذا الموقع أو ذاك ، ولعل قيام الحكومة البحرينية بحجب نحو 17 موقعا في الشهور الأخيرة ، تناولت ما عرف بفضيحة البندر ، بينها موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، يعطي مثالا إضافيا على هذه الادعاءات الكاذبة.
لتصبح الادعاءات بحجب المواقع المغايرة للقيم والأعراف والمناهضة للدين الإسلامي بمثابة إشارة غير صريحة موجهة للمواقع العلمانية والسياسية.
————————— 1-جريدة الوطن السعودية في 25نوفمبر 2006 http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-11- .25/economy/economy04.htm زيارة 25نوفمبر 2006. 2-زيارة لبعض المكاتب في وزارة العدل في مصر قام بها جمال عيد مدير الشبكة العربية وكذلك زيارة أخرى لوزارة الإعلام في اليمن. 3-لقاء ببعض النشطاء الحقوقيين والسياسيين حول توقيفهم ببعض المطارات العربية . فضلا عن تجربة شخصية لكاتب هذه السطور في مطار احد الدول العربية ومنعه من دخولها بحجة عمله في مجال حقوق الإنسان الذي يمثل “خطرا” على الأمن. 4-وزراء الداخلية العرب يسعون لإحكام سيطرتهم على الإنترنت بيان لـ 17 منظمة حقوقية منشور على موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 19فبراير 2006 http://hrinfo.net/press/2006/pr0209.shtml 5-سامى بن غربية، حق اللجوء، مدونة فكرة، http://www.kitab.nl/2005/12/28/haq-alloujou (زيارة 21/6/2006). 6-قمة المعلومات في تونس ..حين ينقلب السحر على الساحر موقع الجزيرة في 17مايو 2006 http://www.aljazeera.net/NR/exeres/169EED60-F7BD-4BA3-869C-C9DCC2351251.htm زيارة 22يونيو 2006م. 7-المصر السابق 8- الانترنت في العالم الاسلامي .حوار في موقع قنطرة بتاريخ 11مايو 2005. . http://qantara.de/webcom/show_article.php?wc_c=471&wc_id=101 زيارة 13 أغسطس 2005. 9-الحوار المتمدن http://www.rezgar.com/camp/i.asp?id=29
** الفصل المتعلق بأوضاع الإنترنت في الجمهورية التونسية
تـونـس
“أغلبية المواقع المحجوبة هى مواقع مجهولة الهوية تهدف إلى تحطيم وتشويه السمعة الشخصية للأفراد وتتضمن تهديدات صادرة من منظمات إرهابية.. والحجب يأتى من رغبة الحكومة فى حماية الشعب من الحض على الشر”.
أسامة رمضانى، المدير العام لوكالة الاتصالات الخارجية التونسية
تعليق أمام لجنة حقوقية دولية حول قيام السلطات بحجب المواقع الإخبارية والحقوقية فى تونس
• نظرة عامة
للوهلة الأولى تبدو تونس دولة عربية عصرية، تطبق مبادىء الليبرالية والاقتصاد الحر وتعطى المرأة الكثير من الحريات والحقوق التى لا تتمتع بها نظيرتها فى أى دولة عربية، ولكن تحت هذا السطح البراق تختفى حقيقة نظام حديدى تعود جذوره لأيام “الحبيب بورقيبة” الرئيس التونسى الأول بعد فترة الاحتلال الفرنسى، وهذا النظام ازدهر على يد إدارة الرئيس الحالى “زين العابدين بن على” الذى وصل للسلطة بانقلاب سلمى على بورقيبة عام 1987 وأوشك أن يكمل عشرين عاما فى السلطة التى يسيطر عليها بكل قوة مع حزبه “التجمع الدستورى الديمقراطى” الحاكم.
الاتصال بشبكة الانترنت
وفى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تسعى تونس بكل الوسائل لنشر هذه التكنولوجيا على أوسع نطاق بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية، وتتخذ هذه الوسائل أشكالا متعددة بداية من إصدار قانون جديد للاتصالات يهدف لتنظيم قطاع الاتصالات وتكريس الانفتاح على القطاع الخاص، ومرورا بإنشاء الهيئة الوطنية للاتصالات، وتحرير السوق التونسية للاتصالات للمنافسة الحرة (1).
أيضا قدمت الحكومة التونسية بعض المبادرات الهامة لنشر الثقافة الرقمية كان من أبرزها انطلاق المشروع الرئاسى للحاسب العائلى فى ابريل 2001 وهو المشروع الذى أتاح لعديد من الأسر ذات الدخل المحدود امتلاك جهاز كمبيوتر بتسهيلات ميسرة، وهذا البرنامج أسفر عن بيع أكثر من 42 ألف جهاز كمبيوتر حتى عام 2004 (2)، بالإضافة إلى ذلك تفخر الحكومة حاليا أن نسبة الارتباط بشبكة الانترنت فى الجامعات، ومختبرات البحث العلمى، والمدارس الثانوية، والمدارس الابتدائية (فى نهاية 2006) قد بلغت 100% (3)، وهو ما يعنى إمكانية اتصال كل الموجودين من طلبة ومعلمين داخل هذه الهيئات بشبكة الانترنت.
وقامت تونس أيضا بتأسيس “مدينة تكنولوجيا المواصلات” فى ضاحية غزالة بجوار العاصمة التونسية وهى المدينة التى تضم مؤسسات تقنية المعلومات والاتصالات ومنها المجمع التكنولوجى للمواصلات، ومركز تنمية الاتصالات، والوكالة التونسية للانترنت، وقد اعتبرت الحكومة أن هذه المدينة “نموذج” من بين 64 مركزا للابداع التقنى فى العالم، كما تسعى الحكومة إلى افتتاح مقهى للانترنت فى كل قرية خلال السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى تقديم منح للشبان الراغبين فى إنشاء مشاريع فى مجال تكنولوجيا الاتصال (4).
وفى مجال الاتصالات ترصد إحصائيات وزارة تكنولوجيات الاتصال أن عدد المشتركين فى خدمة الهاتف الثابت التى تحتكرها “التونسية للاتصالات” بلغ مليون و 262 خط فى يوليو 2006، وأن عدد المشتركين فى شبكة الهاتف الجوال (الذى تقدم خدماته شركتين هما “التونسية للاتصالات، و “تونيسيانا”) بلغ 6 مليون و 477 خط، أما عدد أجهزة الكمبيوتر فى تونس فقد بلغت 568 ألف جهاز وفقا لإحصائيات عام 2005 (5).
وترصد إحصائيات “الوكالة التونسية للانترنات” وهى الهيئة الرسمية المسئولة عن تزويد خدمات الانترنت فى تونس فى أحدث أرقامها المنشورة أن عدد المشتركين فى خدمات الانترنت تجاوز 109 ألف مسترك، وأن عدد المستخدمين بلغ مليون و 148 ألف مستخدم، وأن عدد عناوين البريد الالكترونى المسجلة تزيد قليلا عن 164 ألف عنوان بينما بلغ عدد المواقع التونسية على شبكة الانترنت 4566 موقعا (6)، وذلك مع الأخذ فى الاعتبار أن عدد سكان تونس يبلغ حوالى 10 ملايين مواطن.
الفارق الكبير بين عدد المستخدمين وعدد عناوين البريد الالكترونى الذى يعتبر من الخدمات الأساسية لمستخدم الانترنت يعنى ببساطة أن غالبية المستخدمين فى تونس لا يفضلون الحصول على حساب بريدى من مزود الخدمة المحلية، ويفضلون الحصول على حسابات من مواقع الخدمات المجانية العالمية للابتعاد قدر الإمكان عن الرقابة الحكومية.
فى عام 1991 كانت تونس أول بلد عربى وافريقى يرتبط بشبكة الانترنت العالمية، ولكن دخول الشبكة على المستوى الواسع بدأ منذ عام 1996 مع إنشاء “الوكالة التونسية للانترنات” التى أوكلت إليها مهمة التصرف فى خدمات الانترنت وتكنولوجيا الشبكات وحسن استغلالها وتسويقها (7)، وتقول الحكومة أن شبكة الانترنت حاليا تغطى كامل البلاد، ويمكن الاشتراك فى خدماتها المختلفة عن طريق 12 مزودا للخدمة بينهم 7 شركات لتزويد المؤسسات والهيئات العامة وخمس شركات خاصة لتزويد السوق بالخدمة (8) ولكن جميع الشركات ترتبط بالشبكة العالمية من خلال “الوكالة التونسية للانترنات” بما يعنى أن الوكالة الحكومية قادرة على مراقبة كل تداول للمعلومات يتم عبر الشبكة، الأمر الذى يعتبره المراقبون يؤدى لمردود سلبى ليس فقط على ثقة المستخدمين ولكن أيضا على اقتصاد خدمة المعلومات (9). كما أن اثنين من أكبر شركات تزويد خدمة الانترنت فى تونس يتولاها بعض أقارب الرئيس التونسى (10).
وتقدم الشركات حاليا خدمات الاتصال بالطرق العادية، كما تقدم خدمة الانترنت السريعة عبر خطوط DSL ، وهناك أسعار مخفضة للاشتراكات العائلية ضمن برنامج خاص واسعار مفتوحة للشركات والمواطنين، ويبلغ سعر الاشتراك العائلى فى خدمة DSL العائلية بسرعة 256k 25 دينار تونسى+20 دينار مصاريف التليفون (الدينار= 0.75 دولار)، أما الاشتراك المفتوح فيبلغ سعره 50 دينار شهريا بالإضافة إلى 20 دينار مصاريف التليفون للشهر الواحد (11). بينما يرصد أحد المواطنين أن سعر الاشتراك فى الخدمة العادية يصل إلى دينار ونصف أى ما يعادل 1 يورو وهو سعر مرتفع بالنسبة للمواطن العادى خاصة مع البطء الشديد فى سرعة الشبكة وانقطاع الاتصال المتكرر (12).
• الإطار القانونى
بعد بداية دخول الانترنت لتونس قامت الدولة بإصدار عدد من القوانين التى تغطى الوسيلة الجديدة للاتصال ووضع عدد من الأطر القانونية التى تعمل من خلالها، وتلاحق صدور القوانين والقرارات الوزارية لتحديد أطر عمل مقدمى خدمات الانترنت أو مستضيفى المواقع أو مقاهى الانترنت العامة، ورغم تميز تونس فى محاولة تغطية الفجوات التشريعية الخاصة بهذا القطاع إلا أن العديد من النصوص ضمن الإطار القانونى تمثل فى حد ذاتها قيدا على حرية التعبير وتداول المعلومات.
فى عام 1997 صدر الأمر الرئاسى رقم 501 بتاريخ 14 مارس 1997 والذى يتعلق بالخدمات ذات القيمة المضافة للاتصالات، وهى الخدمات التى حددها الأمر الرئاسى بأنها “الخدمات التى تستعمل شبكات الاتصالات والبرامج المعلوماتية لتقديم خدمات معينة لمعالجة ونشر معلومات ذات طبيعة ومصدر معلوماتى إلى المستعملين”، وهذا التحديد يجعل الأمر الرئاسى والقرارات الوزارية التالية تنطبق على شركات تزويد الخدمة، وشركات الاستضافة وكذلك مقاهى الانترنت العامة. وقد نص الأمر الرئاسى فى الفصل الأول على خضوع “إنتاج وتقديم وتوزيع وإيواء المعلومات …. لقانون الصحافة وللقانون المتعلق بالملكية الأدبية والفنية” (13) وهذه الفقرة تعنى بوضوح خضوع محتوى الشبكة لقانون الصحافة رقم 32 لسنة 1975 وجميع النصوص والتعديلات اللاحقة له.
ونص الأمر الرئاسى فى الفصل (12) على: التزام مزود الخدمة بتذكير مشتركى ومستعملى الخدمة “بمجموع الالتزامات والضغوطات الواجبة عليهم طبقا للتشاريع والتراتيب الجارى العمل بها”، وفى الفصل (13) على “احتفاظ وزير المواصلات بحق القيام بمراقبة احترام شروط واستغلال الخدمات بواسطة مساعدين مفوضين فى كل وقت وبأى وسيلة يملكونها” (14).
وفى الفصل (14) نص القرار على ضرورة وجود مدير مسئول فى الهيئات التى تقدم الخدمات، وأن هذا الشخص سيكون “مسئولا عن محتوى الخدمة المقدمة للمستعملين طبقا لأحكام قانون الصحافة” (15).
وبعد ثمانية أيام فقط من صدور هذا القرار الرئاسى صدر قرار من وزير المواصلات فى 22 مارس 1997 الذى يتعلق بضبط تعريفات الخدمات ذات القيمة المضافة للاتصالات.
وفى ملحق كراس الشروط الخاص بهذا القرار جاء فى الفصل الثامن ضرورة التزام مزود الخدمة بإعطاء “المتدخل العمومى” وهو فى هذه الحالة “الوكالة التونسية للانترنات” قائمة اسمية ممضاة ومختومة لكل المشتركين فى بداية كل شهر وفى موعد لا يتجاوز اليوم الثالث من الشهر الموالى لإعداد القائمة (16).
وفيما يتعلق بمحتوى الخدمة نص الفصل التاسع على أن المدير الذى يعينه مزود الخدمات والذى يقدم اسمه للمتدخل العمومى يتحمل المسئولية حول محتوى الصفحات وموزعى الواب الذين يقوم باستضافتهم فى أنظمته وذلك طبقا لأحكام قانون الصحافة. كما يكون المشتركون فى الخدمات والمالكون للصفحات والموزعين الذين تم إيواءهم مسئولين عن المخالفات لمقتضيات التشريع الجارى (17).
كما يلتزم المدير بضمان مراقبة دائمة لمحتوى الموزعين المستغلين من قبل مزود الخدمات حتى “لا يقع تمرير معلومات مخالفة للنظام العام والأخلاق الحميدة”. ويجب عليه المحافظة تحت مسئوليته على نسخة من محتوى الصفحات ومن الموزعين الذين قام بإيوائهم وذلك فى شكل وثائق مكتوبة وعلى وسائط مغناطيسية مدة سنة بداية من تاريخ توقف إرسالها (18).
نصوص المسئولية الواقعة على المدير أو الشخص المسئول تجاه المحتوى أو الاستخدام تجعله فى أغلب الأحيان يقوم بنوع من الرقابة على المحتوى أو المعلومات التى يتم تداولها حتى لا يتحمل مسئولية ما يفعله المستخدم أمام الجهات المسئولة.
وفى شهر سبتمبر عام 1997 صدر قرار وزير المواصلات بضبط شروط استعمال الشفرة فى استغلال الخدمات ذات القيمة المضافة للاتصالات ونص القرار على ضرورة حصول كل مزود يرغب فى استقبال أو إرسال معلومات مشفرة على رخصة مسبقا تؤهله لاستخدام الشفرة، وللحصول على الترخيص يجب تقديم استمارة مخصصة لهذا الغرض بالإضافة إلى مجموعة المفاتيح المتعلقة بالتشفير محل الطلب، وإذا حصل على الموافقة فلا يمكن لمزود أو مستعمل الخدمة استعمال الشفرة إلا فى الأغراض والحدود المذكورة فى الرخصة، مع احتفاظ وزير المواصلات بحق سحب رخصة التشفير فى أى وقت إذا اقتضت ذلك حاجيات “الدفاع الوطنى” أو “الأمن العام” (19).
وهذا القرار تم تعديله من خلال الأمر رقم 2727 لسنة 2001 حيث تم تغيير شروط وإجراءات استعمال وسائل أو خدمات التشفير عبر شبكات الاتصالات وتحديد لجنة للموافقة على منح الترخيص من عدمه تضم مسئولين من وزارات أمنية إضافة إلى وزارة الاتصالات (20).
أما فيما يخص مقاهى الانترنت فقد صدر قرار وزارى مؤرخ فى 19 مارس 1998 وتبعه قرار آخر فى ديسمبر 1998، وقد استفاض القرار فى وصف شروط هذه المقاهى ومنها تخصيص مساحة لكل جهاز كمبيوتر لا تقل عن 2.5 متر مربع، وغيرها من الشروط التفصيلية، وقد اشترط هذا القرار ضرورة وجود صاحب الرخصة أو أحد معاونيه بصفة دائمة داخل المركز، كما اشترط “أن لا يوفر جهاز الحاسوب استعمالات أقراص مغناطيسية لينة”، مع توفير جهاز مخصص لعمليات “التسجيل” و”طباعة الوثائق” بشرط ألا يتم التسجيل أو الطباعة إلا من قبل صاحب الترخيص أو من يمثله (21).
ونص القرار على ضرورة التزام صاحب الترخيص بإعلام المستخدمين من خلال لوحة بارزة للعيان بالتزاماتهم ومسئولياتهم عن المخالفات لمقتضيات التشريع والتراتيب الجارى بها العمل وخاصة المتعلقة منها بمحتوى الخدمات (22).
ويبدو التضييق واضحا فى هذه الشروط التى تجعل صاحب المقهى أو المختص مسئولا مسئولية مباشرة عن أنشطة الزبائن على شبكة الانترنت، ورقيبا عليهم فيما يقومون بتصفحه أو تسجيله أو طباعته من داخل المقهى.
وهو ما يفسر شكاوى العديد من النشطاء التونسيين من التضييق عليهم اثناء استخدامهم للانترنت في تلك المقاهي.
وبالإضافة إلى هذه القوانين أصدرت تونس مجموعة من القوانين الخاصة بالتجارة الالكترونية مثل قانون رقم (83) لسنة 2000 المتعلق بالمبادلات والتجارة الالكترونية، وقانون رقم (57) لسنة 2000 المتعلق بالمصادقة الالكترونية والمعترف بالوثيقة الالكترونية ومجموعة القرارات المكملة لها (23).
وبعيدا عن قوانين الاتصالات المتخصصة، أصدرت تونس القانون رقم (75) لعام 2003 الذى عرف باسم قانون “مكافحة الارهاب” وهو القانون الذى اتهمه الحقوقيون باستهداف النيل من الحقوق الأساسية للمواطن والنشاط السلمى لمنظمات المجتمع المدنى والنقابات والأحزاب بذريعة مقاومة الارهاب، وضم القانون مجموعة من النصوص العنيفة التى يكون معها إبداء رأى أو استعمال شارة أو صورة أو شعار يرمز لشخص أو تنظيم أو الدعوة لمظاهرة أو اجتماع أو كتابة مقال سبا كافيا لتصنيف الفعل على أنه عمل إرهابى ويعاقب مرتكبه بمقتضى القانون الجديد (24).
الحجب والرقابة والمصادرة
تعرضت الأمم المتحدة لسيل من انتقادات منظمات حقوق الإنسان بسبب اختيار تونس مقرا لاستضافة القمة العالمية لمجتمع المعلومات وهى القمة التى استضافتها تونس بين 16-18 نوفمبر 2005، وارتكزت الانتقادات على سجل تونس السىء فى التضييق المنظم والمزمن على الحريات العامة وعلى حرية التعبير، ولكن “كوفى أنان” الأمين العام للمنظمة الدولية رد على الانتقادات أثناء مشاركته فى القمة بأن اختيار تونس يضعها تحت دائرة الضوء وهذا الأمر من شأنه مراجعة أوضاع حقوق الإنسان بها وبالتالى “إحراز تقدم” (25).
وكان من المستغرب اختيار الدولة المشهورة بعدائها للانترنت مقرا لانعقاد هذا المؤتمر الدولى، ورغم محاولات الحكومة التونسية تجميل صورتها أمام العالم فى هذا المحفل الدولى حيث قامت الحكومة بحملة إعلامية ضخمة نشرت خلالها العديد من الموضوعات التسجيلية مدفوعة الثمن فى الصحف العربية قالت فيها أن الثقافة الرقمية والتكنولوجيا هى ركيزة الديمقراطية فى تونس، وأنه بعد استعراض الجهود التى قامت بها الحكومة لنشر الثقافة الرقمية نصل إلى أن الواقع يشير إلى الانعكاس الإيجابى لهذه الحرية على المسيرة الديمقراطية التى تزداد تجذرا يوما بعد يوم داخل المجتمع التونسى (26)، ورغم هذه الجهود “الدعائية” إلا أن الطبع غلب التطبع، فحتى تحت “الأضواء” والحضور العالمى المكثف للقمة استمرت سياسات تونس القمعية، حيث تعرض عدد من الصحفيين والمراسلين للاعتداء والضرب، وتم منع “روبير مينار” رئيس شبكة “صحفيون بلا حدود” من دخول البلاد أصلا ولم يسمح له بمغادرة مقعده على الطائرة، أما الندوة التى كانت مقررة لمناقشة حرية التعبير فقد تعرضت لمشاكل عدة الأمر الذى دفع بعض المشاركين لاتهام السلطات التونسية بعرقلتها (27)، وهذه المواقف تعطى أبلغ دليل على تعامل السلطات التونسية مع حرية التعبير وحق تداول المعلومات.
تضم القوانين التونسية العديد من النصوص التى تكفل حرية التعبير والحقوق الأساسية، حيث ينص الدستور فى الفصل (5) على “ضمان الجمهورية التونسية الحريات الأساسية وحقوق الإنسان فى كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها” كما أنها تضمن “حرمة الفرد وحرية المعتقد….ما لم يخل بالأمن العام”، وينص الفصل (8) من الدستور على “حرية الفكر والتعبير والصحافة والنشر والاجتماع وتأسيس الجمعيات مضمونة وتمارس حسبما يضبطه القانون” (28).
وفى كلمته فى افتتاح القمة العالمية لمجتمع المعلومات قال الرئيس “زين العابدين بن على” “نرجو أن تؤسس قمة تونس لمجتمع المعلومات إطارا تتكافأ فيه فرص الاستفادة من مزايا تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ويمكن الجميع من النفاذ إلى مصادر المعرفة والمعلومات” (29) وفى برنامجه الانتخابى للرئاسة عام 2004 أكد “بن على” على حق المواطن فى التمتع بخدمة الاتصالات وتأمين سريتها مع وضع الآليات الكفيلة بتمكينه من ممارسة هذا الحق (30).
ولكن هذه النصوص والكلمات جميعا لا تجد مجالا للتطبيق على أرض الواقع التى تشهد حصارا وتضييقا وحجبا للمواقع وبخاصة السياسية والمعارضة منها ويصل الأمر فى الكثير من الأحيان للاعتقال والسجن.
ويرصد مواطن من الداخل الوضع قائلا أن الحجب موجود ويطول بالأساس المواقع السياسية مثل مواقع الأحزاب المعارضة ورابطة حقوق الإنسان التونسية والصحف الالكترونية التونسية مثل (كلمة، نواة، تونس نيوز) وغيرها، بالإضافة لموقع قناة العربية، ويصل الأمر إلى حجب كل المواقع غير المرغوب فيها من قبل الحكومة، وغير المرغوب فيها يعنى المختلفة عن الرؤية الرسمية للدولة بما فى ذلك مواقع بعض الأحزاب الشرعية.. فما بالك بالأحزاب غير المعترف بها؟ (31).
وكشفت دراسة تم إعلانها ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمى أن نسبة المواقع المحظورة فى تونس بلغت 10% من بين 2000 موقع اختبرها القائمين على عمل الدراسة، وأن غالبية المواقع المحظورة هى مواقع معارضة سياسية أو مواقع حقوق الإنسان أو بعض المواقع الإباحية (32).
وقد أكد تقرير تقرير المجموعة التونسية لمراقبة حرية الرأى والتعبير لما بعد القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2005 الصادر فى مايو 2006 استمرار حجب موقعين على الأقل من مواقع أعضاء مراقبة حالة حرية التعبير فى تونس، وهما موقعى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان www.hrinfo.net وموقع www.amisnet.org ورغم ذلك أصر “أسامة رمضانى” المدير العام لوكالة الاتصالات الخارجية التونسية أن “أغلبية المواقع المحجوبة هى مواقع مجهولة الهوية تهدف إلى تحطيم وتشويه السمعة الشخصية للأفراد وتتضمن تهديدات صادرة عن منظمات إرهابية” وأن الحجب يأتى من “رغبة الحكومة فى حماية الشعب من الحض على الشر” (33).
وفى نفس التقرير شكت “نايلة شرشور حشيشة”، مؤسسة حزب الأحرار المتوسطي (تحت التأسيس) من حجب موقع الحزب بعد نشره بياناً صادراً عن حركة 18 أكتوبر. وقد رفع الحجب عن موقع الحزب فقط عندما نشرت عنه الخارجية الأمريكية. إلا أنهم عادوا وحجبوه مرة أخرى مؤخرا (34).
وإضافة إلى حجب المواقع، شكا العديد من النشطاء الذين قابلوا البعثة من عدم توفر خدمة الانترنت لديهم، وعلى الرغم من امتلاك بعض المنظمات لخط رقمي باشتراك DSL مازالوا لا يتمكنون من تصفح أي من المواقع الإلكترونية بجهازهم. وقد حاول بعض أعضاء بعثة إعداد التقرير الدخول على الانترنت من مقر المجلس الوطنى للحريات بتونس، وفشل في تصفح أي موقع إلكتروني، وقد شكا كل من رؤساء تحرير جريدة الموقف رشيد خشانه و نايلة شرشور حشيشة من نفس الأمر (35).
ويطول الحجب مواقع إخبارية عامة غير متخصصة فى الشأن التونسى مثل موقع “العربية نت” الذى قامت السلطات بحجبه نهائيا فى تونس اعتبارا من 12/11/2005، وتواكب الحظر مع صدور قرار يقضى بمنع ذكر اسم الموقع فى أى جريدة تونسية (36)، وبالمثل قامت السلطات بحجب موقع “دنيا الوطن الإخبارى عام 2004 لأسباب غير معروفة (37)، أما أحدث حالات حجب المواقع الاخبارية فقد طالت موقع “المصريون” وهو موقع إخبارى مصرى الذى حجب نهائيا عن المتصفحين فى تونس بدءا من 15/7/2006 دون أى توضيح لأسباب قرار الحجب، وقد جاءت هذه الخطوة بعد ثلاثة أيام من نشر الموقع تقريرا حول اكتشاف الانتربول ليخت فرنسى مسروق فى ميناء تونسى لدى صهر الرئيس زين العابدين بن على (38).
وترفض الحكومة التونسية الاعتراف برقابتها على شبكة الانترنت وتصر على القول إنها لا تحجب سوى الواقع الإباحية أو المواقع الإرهابية، ولكن الواقع يكذب هذه الإدعاءات خاصة مع محاولات تونس تجميل صورتها فى المحافل الدولية فقد قامت السلطات برفع الحجب عن عدد من المواقع التونسية المعارضة قبل أيام من انعقاد القمة العالمية للمعلومات، وشمل قرار فك الحجب موقع جريدة “كلمة تونس” www.kalimatunisie.com الذي تديرها الحقوقية “أم زياد” وموقع “تونزين” www.tunezine.com وهو الموقع الذى أسسه الراحل “زهير اليحياوى” أشهر سجين انترنت فى تونس وقد أعلن الموقع إغلاقه فى بيان على الصفحة الرئيسية له، وأيضا موقع “الحزب الديمقراطى التقدمى” www.pdpinfo.org وموقع “ماى تونزى” وهى المواقع التى ظلت محجوبة طوال أربعة أعوام كاملة (39).
ومع ذلك فقد ظل الحظر قائما حتى أثناء انعقاد القمة العالمية للمعلومات على بعض المواقع المعارضة الأخرى مثل “البوابة” www.fdtl.org التابع لحزب التكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات وهو حزب شرعي، وموقع “النهضة نت” www.nahdha.net التابع لحركة النهضة الإسلامية المحظورة، وموقع “البديل” www.albadil.org التابع لحزب العمال الشيوعى المحظور (40).
كما ظل الحظر قائما على الموقع التونسى الشهير المعارض فى المهجر وهو موقع “تونس نيوز” www.tunisnews.net الذى ينشر منذ عام 2000 كل مايتعلق بتونس كما قال المسئولين عنه، والذين لا يرغبون فى الكشف عن هوياتهم، وقد تجاوز هذا الموقع الحجب الرسمى عن طريق تحويله إلى نشرة الكترونية تصل يوميا لآلاف المشتركين داخل تونس (41).
وترصد الناشطة التونسية “سهام بن سدرين” وسائل الرقابة التى تنتهجها الدولة لحصار المعلومات حيث تقول أن هناك أكثر من 400 موظفا فى وزارة الاتصالات يتلخص عملهم فى تعقب مستخدمى الانترنت ومراقبة ما يتصفحونه، وهذه الشرطة الإعلامية مبثوثة فى كل مكان ولديها أوسع الأطر القانونية والتنظيمية فى المنطقة بما يبيح لها حرية تامة فى ممارسة القمع، فالاتصالات الهاتفية محظورة والتشفير ممنوع، وهذه الشرطة تتقيد بالقانون تماما لأن نظام الاتصالات يجيز اعتراض البريد الالكترونى ومصادرة أى رسالة “تهدد النظام العام أو الأمن القومى” دون اللجوء إلى القضاء. أما المواقع “غير المرغوب فيها” فإنها بكل بساطة تغلق ويقطع طريق الدخول عليها (42).
أول لجوء سياسي الكتروني
وشهدت السنوات الأخيرة بروز ظاهرة التدوين فى المجتمع التونسى، ولكن يد الدولة المعلنة والخفية طالت هذه الظاهرة الجديدة أيضا لدرجة جعلت “مجمع المدونات التونسية” http://tn-blogs.com وهو موقع يضم عناوين ومحتويات هذه المدونات يرفض ضم المدونات المعارضة لـ”بن على” مثل مدونة القاضى مختار اليحياوى، ومدونة المعارض المهاجر “سامى بن غربية (43) وهذا الأمر دفع “بن غربية” لطلب أول لجوء سياسى الكترونى فى التاريخ حيث قبلت انضمامه مدونة www.manalaa.net وهى تجمع للمدونات المصرية (44).
وقد شارك “بن غربية” فى إطلاق أول موقع الكترونى للتظاهر على الانترنت وذلك أثناء انعقاد القمة المعلوماتية فى تونس، وهو موقع “يزى” www.yezzi.org وهى كلمة تونسية دارجة تعنى “يكفى” ويقضى الموقع بمشاركة كل من يرغب فى التظاهر بوضع صورة له وهو يحمل لافتة تدعو “بن على” للتنحى ويمكن للمتظاهر أن يخفى عينيه أو وجهه، أو أن يضع صورة واضحة له كما فعلت بعض رموز المعارضة التونسية، وحقق الموقع رقما قياسيا حيث تم حجبه داخل تونس بعد إطلاقه بـ 18 ساعة فقط، كما أكد القائمين عليه (45).
النشر عبر الانترنت فى تونس عملية محفوفة بالمخاطر، وتؤدى غالبا إلى عواقب وخيمة كما حدث مع الصحفية والمدرسة “نزيهة رجيبة” المعروفة باسم “أم زياد” التى قامت بنشر رسالة مفتوحة عام 2003 إلى وزير التعليم فى مجلة “كلمة” التى تصدر على الانترنت، قامت فيها بانتقاد نظام التعليم فى البلاد وأعلنت استقالتها الشخصية بعد 34 عاما كمدرسة، وأصدرت السلطات حكما عليها بالسجن مع وقف التنفيذ وتغريمها بعد إدانتها بمخالفة أنظمة تبادل المعلومات (46).
وكان من الطبيعى فى ظل هذه الظروف أن تستضيف تونس مؤتمر وزراء الداخلية العرب فى يناير 2006 وهو المؤتمر الذى شهد ترحيبا باقتراح تقدم به وزير الخارجية المصرى يهدف فى ظاهره إلى غلق مواقع الانترنت التى تدعم الإرهاب أو تثير الكراهية، ولم يقدم مجلس الوزراء تعريفا واضحا لماهية الارهاب سوى التعريف الواسع الذى أقر عام 1998 والذى يفتح الباب واسعا لمزيد من انتهاكات حرية الرأى والتعبير وحق تداول المعلومات، وهى حقوق أساسية اعتادت الحكومات العربية على انتهاكها بشكل دائم (47).
وقدم وزير الداخلية المصرى اقتراحا بتوحيد الجهود العربية للعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن بإلزام الدول التى تتبعها المؤسسات والشركات العالمية الكبرى التى تباشر إدارة وتشغيل شبكات المعلومات والاتصالات بإغلاق المواقع التى تبث بيانات ومعلومات تتعلق بتصنيع أو استخدام الأسلحة وكذا المواقع التى تبث بيانات ومعلومات تتعلق بتصنيع المتفجرات أو استخدام الأسلحة، وكذا المواقع التى تروج للأفكار والايديولوجيات المتطرفة (48)، وإذا كان ممكنا تحديد مواقع استخدام السلاح فلن يوافق أحد على إغلاق مواقع “الأفكار” دون تحديد دقيق وقانونى لأن ما يراه وزراء الداخلية العرب “متطرفا” قد لا يراه غيرهم كذلك.
وقد أعلنت 17 منظمة حقوقية رفضها لمحاولة وزراء الداخلية العرب سن تشريعات تمنحهم حق إغلاق مواقع الانترنت تحت زعم مكافحة الإرهاب، لا سيما وأن الحكومتين المصرية والتونسية قد اشتهرتا بعدائهما للانترنت، وقالت المنظمات الحقوقية أن إغلاق أى موقع لا يجب أن يتم دون إجراءات قانونية سليمة (49).
والظاهرة اللافتة للنظر أن مهمة نفى حجب مواقع الانترنت فى تونس قد انتقلت من السلطات إلى بعض الناشطين فى محاولة لمد الجسور مع السلطة، كما صرح المحامى “الحبيب عاشور” رئيس الجمعية التونسية لضحايا الإرهاب الذى نفى أن يكون النفاذ إلى شبكة الانترنت فى تونس “غير حر” وقال أن القانون لم يمنع النفاذ إلى أى مواقع فكرية أو سياسية ولكنه فقط منع النفاذ إلى المواقع التى تحث على العنف أو الكراهية أو المواقع الإباحية، وعندما سئل عن المواقع التى قامت تونس بفك الحجب عنها قبل القمة المعلوماتية وهى لا تندرج تحت أى تصنيف من التى يمنعها القانون قال الرجل أن هذه المواقع “لم تغلق فى يوم من الأيام” (50).
العين بالعين .. والانترنت بالانترنت !
تشتهر تونس بأنها أولى الدول العربية التي التحقت بقائمة أعداء الانترنت ، ويمكننا أن نضيف أيضا أنها كانت اول دولة تستخدم نفس شبكة الانترنت التي ساهمت في فضح الاستبداد بها ، في محاولة النيل من خصومها سواء السياسيين أو الحقوقيين عبر إنشاء مواقع تهدف إلى تشويه سمعة هؤلاء النشطاء والهجوم عليهم عبر هذه المواقع ، التي بالغت في الخوض في حياة هؤلاء النشطاء الخاص وتجريحهم لمحاولة عقابهم على دورهم في كشف المسكوت عنه في تونس ،ورغم أن هذه المواقع التي رصدتها الشبكة لا يكاد يزورها بضع عشرات إلا أن ناشط تونسي قد ذكر للشبكة العربية معلومات حقوق الإنسان أن الحكومة التونسية وهيئة الاتصالات التي يسيطر عليها بعض أقارب الرئيس التونسي، لا تنفك تقدم لهذه المواقع الدعم المالي ولمعلوماتي في محاولة للنيل من هؤلاء النشطاء. (51)
مقاهى الانترنت
منذ أكتوبر 1998 بدأ ظهور مقاهى الانترنت فى تونس، أو ما يطلق عليه هناك “المراكز العمومية للانترنات”، وحاليا يبلغ عدد هذه المقاهى نحو 300 مقهى وفقا للأرقام المتوافرة، بينما ترى تقارير أخرى غير رسمية أن العدد يصل حاليا إلى 400 مركز (52)، وقد ساهمت الدولة فى دعم أول 100 مركز منها تم إنشاؤها فى تونس بنسبة 50% من الاستثمارات فى مصاريف اقتناء المعدات مع تمكين صاحب المشروع من تسديد مبلغ الاستثمار على أقساط خلال سنتين بنسبة فائدة منخفضة، وبعد ذلك تم افتتاح المقاهى كمشاريع تجارية خاصة بأصحابها (53).
وعلى خلاف المنطقي فوضع استخدام الانترنت من المقاهى العامة أكثر صعوبة من التصفح من المنازل، رغم أن المنطقي أن تكون هذه المقاهي تقدم خدمة الانترنت فائق السرعة المعروف بـ ADSL وترصد تقارير غير رسمية أن رواد المقاهى يشكون من “صعوبات بالغة” تواجههم فى هذه المقاهى تتعلق بالرقابة الأمنية وتقييدها الشديد لحرية استخدام المواطنين للانترنت بالمقاهى المخصصة بهدف منع دخول المواقع الإعلامية والسياسية “غير المرغوب فيها” من قبل الحكومة، ووصف بعض الرواد فى مدينة صفاقس الوضع بأن الرقابة البوليسية لمقاهى الانترنت “مباشرة وعلنية” (54).
ورغم ذلك ترى بعض التقارير غير الرسمية أنه فى مقاهى الانترنت تتوسع حرية الاختيار للكبار والصغار، وتزداد حدة النقد للإعلام الرسمى حيث تمثل الانترنت ملجأ للهروب من هذا الإعلام الرسمى التونسى الذى يفتقد المصداقية وأن المواطنين يبحثون عن ضالتهم من خلال الابحار فى المواقع الاخبارية الممنوعة (55). التي قد تكون غابت عن الرقابة .
و تمنح الوكالة التونسية للانترنات التراخيص للمراكز العمومية وتفرض عليها أن تعرض على الوكالة التعريفة إضافة إلى قائمة المشتركين بشكل دورى كل شهر، وتشير الوكالة بتسجيل أو عدم تسجيل المشترك، ويتحمل مالكو المراكز العمومية للانترنت مسئولية محتوى صفحات الويب (56)، وقد أدى هذا الوضع إلى قيام أصحاب مقاهى الانترنت بمهمة الرقابة على المستخدمين أثناء تصفحهم للشبكة حيث يقومون بالإطلاع صراحة على ما يفعله كل مستخدم ويطردونه بالقوة فى حالة اطلاعه أو إرساله لمعلومات ناقدة للحكومة، واتهم مواطنون الدوائر الأمنية بأنها تقف وراء “تسلط أصحاب المقاهى على المستخدمين” (57).
ورغم أن نسبة كبيرة من الشباب والفتيات يركزون اهتمامهم داخل المقاهى على زيارة مواقع الدردشة وبذل المحاولات لإقامة الصداقات عبر الانترنت إلا أن أحد أصحاب مقاهى الانترنت اعتبر أن إغلاق السلطات لبعض المواقع الاخبارية على الانترنت جعل أعداد واسعة تستعمل الشبكة لإقامة الصداقات (58).
ولا يشترط القانون صراحة تسجيل بطاقات الهوية للمستخدمين ولكنه ينص على احتفاظ صاحب المقهى بقاعدة بيانات يتم فيها تسجيل أوقات الاستخدام وأسماء المشتركين، وتتفاوت طريقة التعامل مع المستخدم من مكان لآخر فى تونس، ولكن النص القانونى على مسئولية صاحب المقهى عن أنشطة المستخدم يجعل هؤلاء يتشددون كثيرا، مثلا فى مدينة صفاقس تقول بعض التقارير أن المشرفين على المقاهى يشترطون على المستخدم تسليم بطاقة الهوية وأخذ بياناتها لإطلاع مصالح أمن الدولة عليها حتى إذا تبين أنه من المسجلين كمعارض يتم منعه بالقوة من دخول المقهى لاحقا (59).
ويتهم المواطنون أصحاب المقاهى بالتعاون مع الجهزة الأمنية وأنها فى المقابل توفر لهم الحماية، ويرصدون قيام رجال الأمن الذين يرتدون الزى المدنى بمراقبة بعض الأشخاص وطلب إخراجهم من المقاهى بالقوة (60).
أما فى تونس العاصمة فترصد التقارير وجود تقييد “غير مباشر” لحرية استخدام مقاهى الانترنت، وأن السلطات تقوم بقطع النفاذ مباشرة من مقر المزود المركزى للشبكة فى حالة نفاذ أى مستعمل إلى اى موقع إعلامى ينشر معلومات لا ترغب فيها الحكومة وكذلك مواقع المعارضة (61).
• الإعتقالات [ على خلفية استخدام الإنترنت ]
تصل السلطات التونسية فى التضييق على مستخدمى الانترنت إلى حد اعتقالهم وسجنهم، وفى كل الحالات المتعلقة بالانترنت لم تتم المحاكمات بطريقة “فوق الشكوك” وجاءت الأحكام “مبالغا فيها” ولم يسمح للدفاع عن المتهم بالحصول على كامل حقه القانونى فى تحضير الدفوع والمرافعات، والقائمة التالية بالمعتقلين على خلفية استخدام شبكة الانترنت تم إعداد معلوماتها اعتمادا على بيانات وتقارير المنظمات الحقوقية المختلفة ومنها “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” ومنظمة “مراسلون بلا حدود” و”الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير IFEX ” ومنظمة “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة “العفو الدولية” و “المجلس الوطنى للحريات” فى تونس.
– محمد عبو
استخدم المحامى والناشط التونسى محمد عبو شبكة الانترنت لنشر مقالات انتقدت بشكل علنى قرار الحكومة التونسية دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى “آرييل شارون” لحضور قمة المعلومات العالمية، كما استخدم الانترنت أيضا للتنديد بعمليات التعذيب فى تونس، وعلى خلفية هذه الأنشطة قامت السلطات بإلقاء القبض عليه ووجهت إليه تهما بموجب قانون العقوبات بالإضافة لمواد مختلفة من مجلة “قانون” الصحافة، وفى إبريل 2005 قضت المحكمة بسجن عبو لمدة ثلاثة سنوات ونصف بعد محاكمة شهدت حضور مراقبين دوليين واحتجاجات قام بها المحامون التونسيون ونشطاء المجتمع المدنى وعمدت الشرطة إلى مضايقة المحتجين الذين تعرض بعضهم للضرب على يد أفراد الشرطة الذين يرتدون الملابس المدنية.
وأعلنت الهيئة الوطنية للمحامين أن التجاوزات التى أحاطت بقضية “عبو” بدأت باختطاف المحامى من الشارع ثم توالت المخالفات القانونية بعد ذلك، ولكن السلطات لم ترد على الانتقادات فى هذا الإطار سوى بإصدار بيان وزعته على كل وكالات الأنباء المحلية والعالمية ونسبت معلوماته إلى مصدر قضائى مطلع وجاء فى البيان أن “قضية الأستاذ عبو تتعلق بالعنف الذى مارسه على إحدى زميلاته”.
وحاليا يقضى “عبو” عقوبته فى سجن “الكاف” الذى يبعد 200 كليومتر عن العاصمة التونسية التى تقطن بها عائلته، ورفضت السلطات أكثر من مرة منح الإذن لمحاميه لزيارته.
– شباب “جرجيس” وشباب “اريانة”
ألقت السلطات التونسية القبض على ثمانية شباب من مستخدمى الانترنت فى مدينة “جرجيس” شمال تونس بتهمة الإرهاب، وكان الدليل الوحيد الذى قدمته السلطات عبارة عن مجموعة من الملفات التى قاموا بتحميلها من شبكة الانترنت، واتهمتهم السلطات بـ”تكوين مجموعات لإرهاب العامة، العداء تجاه الأفراد بنية إرهابهم، عقد الاجتماعات دون إذن، السرقة، محاولة السرقة، إعداد متفجرات، حيازة مواد بنية إعداد متفجرات” وقالت منظمات حقوقية أن النيابة لم تقدم أى دليل جاد ضد المتهمين.
وفى 16 ابريل 2004 حكمت المحكمة التونسية برئاسة القاضى “عادل جريدى” على ستة أشخاص بالسجن لمدة 19 عاما وهم: “حمزة محروق”، “عمر فاروق شلندى”، “عمر راشد”، “عبد الغفار قيزة”، “أيمن مشارك”، “رضا بلحاج ابراهيم”، أما السابع “طاهر جويمر” فقد حكم عليه بالسجن 26 عاما لاتهامه أنه زعيم الحلقة، بينما حكمت محكمة الأحداث فى 17 ابريل على المتهم الثامن “عبد الرازق بورقيبة” بالسجن لمدة 25 شهرا.
وبعد الاستئناف تم تخفيض أحكام السجن عن الستة الأول لتصبح فترة السجن 13 عاما، وتم تخفيض حكم بورقيبة ليصبح 24 شهرا.
وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المحامى “مختار الطريفى” أن محاكمة المتهمين قامت على أساس اتهامات باطلة وادعاءات غير دقيقة بتنفيذ مخططات ما، علاوة على ذلك فإن السلطات قامت بتهميش حقوق محامى الدفاع بشكل منظم، كما أن السلطات انتزعت اعترافات من المتهمين تحت التعذيب.
وقد أفرج عن الشباب الستة بموجب عفو رئاسى مشروط فى 27 فبراير 2006، ومع ذلك تواترت التقارير عن تعرض الشباب لتحرشات أمنية ومنعهم من مغادرة مدينتهم والزامهم بالذهاب يوميا للتوقيع فى قسم الشرطة بالمدينة وفقا لإجراءات الإفراج.
وفى قضية مشابهة ألقت السلطات فى فبراير 2003 القبض على مجموعة من الشباب بلغ عددهم 13 شابا فى ساقية “سيدى يوسف” بمنطقة آريانة القريبة من تونس العاصمة، وقد أدينوا فى يونيو 2004 بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية والإعداد لهجمات إرهابية، وكانت الأدلة عبارة عن بعض المواد والملفات المحملة من شبكة الانترنت، وبلغت الأحكام عليهم 16 عاما فى السجن وعشرة سنوات مراقبة، ولكن بعد الاستئناف تم تخفيض الأحكام ليصل أعلاها إلى عشرة سنوات داخل السجن.
وفى 27 فبراير 2006 تم الإفراج عن ثلاثة من هؤلاء الشباب.
– على رمزى بلطيبى
فى 15 مارس 2005 ألقت سلطات الأمن القبض على “على رمزى بلطيبى” داخل أحد مقاهى الانترنت، وحكم عليه بالسجن لمدة أربعة أعوام بتهمة إعادة نشر مقال نشرته جماعة تطلق على نفسها “جند الإسلام الجهادى- لواء عقبة بن نافع” على موقع الكترونى، وتوعدت المقالة بمذبحة دموية فى حال حضور “شارون” قمة المعلومات فى تونس، ورغم إدانة المنظمات الحقوقية لأى دعاوى تحرض على العنف إلا أن حق التعبير يبقى مكفولا خاصة وأن “بلطيبى” لم يكن فى الأصل صاحب الكلمات.
وتم القبض على “بلطيبى” بأسلوب عنيف كما ذكر أخيه، حيث لم يكن هناك أمر من المحكمة بالقبض عليه، واقتحمت الشرطة منزله دون الحصول على أمر بالتفتيش وصادرت الكثير من كتبه واسطواناته المدمجة، وفى 23 مارس 2006 بدأ بلطيبى إضرابا عن الطعام ودخل الحبس الانفرادى، وتتدهور صحته حسب تصريحات أخيه ولا تتوافر له العناية الطبية اللازمة.
———————————— 1-وزارة تكنولوجيات الاتصال، الانجازات، http://www.infocom.tn/index.php?id=206 (زيارة 12/10/2006). 2-المصدر السابق. 3-الوكالة التونسية للانترنات، أرقام مهمة، http://www.ati.tn/Defaultar.htm (زيارة 23/10/2006). 4-اقتصاد الانترنت يزدهر فى تونس والمعارضة تعزز مواقعها، http://www.masrawy.com/News/2005/MidEast/AFP/N ovember/14/0511140930011991137.aspx (زيارة 6/5/2006). 5-وزارة تكنولوجيات الاتصالات، إحصائيات، http://www.infocom.tn/index.php?id=5 (زيارة 12/10/2006). 6-الوكالة التونسية للانترنت، إحصائيات يوليو 2006، http://www.ati.nat.tn/stats/index.htm (زيارة 16/10/2006). 7-الوكالة التونسية للانترنات، تاريخ الانترنات فى تونس، http://www.ati.nat.tn/ar/internet/historique.htm (زيارة 16/10/2006). 8-وزارة تكنولوجيات الاتصال، الانجازات، سبق ذكره. 9-قبل أشهر من قمة المعلومات مئات التقنيين مكلفون بمراقبة الانترنت، الحزب الديمقراطى التقدمى، http://www.pdpinfo.org/articlear.php3?id_article=889 (زيارة 8/9/2005). 10-جمال عيد، الانترنت فى العالم العربى: مساحة جديدة من القمع، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، ص 29. 11-مثال لعروض الأسعار من شركة Global Net http://www.gnet.tn/html/redaction/adsl_entreprise/adsl_entreprise.html (زيارة 2/10/2006). 12-دون اسم، مواطن تونسى، 56 سنة، رسالة بالبريد الالكترونى للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ردا على أسئلة البحث. 13-نص القانون المنشور فى جريدة الرائد الرسمى للجمهورية التونسية، http://www.infocom.tn/fileadmin/Documentation/Juridiques/Jort_Ar/jort_24_25_3_1997.pdf (زيارة 30/9/2006). 14-المصدر السابق. 15-المصدر السابق. 16-نص القرار المنشور فى جريدة الرائد الرسمى للجمهورية التونسية، http://www.infocom.tn/fileadmin/Documentation/Juridiques/Jort_Ar/jort_25_28_3_1997.pdf (زيارة 30/9/2006). 17-المصدر السابق. 18-المصدر السابق. 19-نص القرار المنشور فى جريدة الرائد الرسمى للجمهورية التونسية، http://www.infocom.tn/fileadmin/Documentation/Juridiques/Jort_Ar/jort_76_23_9_1997.pdf (زيارة 30/9/2006). 20-الوكالة التونسية للانترنات، الاطار التشريعى والقانونى لقطاع الاتصالات، http://www.ati.nat.tn/ar/cadre-juridique (زيارة 8/10/2006). 21-نص القرار المنشور فى جريدة الرائد الرسمى للجمهورية التونسية، http://www.infocom.tn/fileadmin/Documentation/Juridiques/Jort_Ar/jort_100_15_12_1998.pdf (زيارة 30/9/2006). 22-المصدر السابق. 23-الوكالة التونسية للانترنات، الاطار التشريعى والقانونى لقطاع الاتصالات، سبق ذكره. 24-تونس: إعلام تحت الرقابة، المنظمة العربية لحرية الصحافة، http://www.apfw.org/indexarabic.asp?fname=report%5Carabic%5C2004%5Cspa1052.htm (زيارة 13/4/2006). 25-ديانا مقلد، تونس مفارقات قمة المعلومات، جريدة الشرق الأوسط، http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=3&article=334230&issue=9854 (زيارة 21/6/2006). 26-نماذج لهذه الإعلانات يمكن العودة إليها فى جريدة الأسبوع المصرية، العدد 452، 21/11/2005، ص21_ ومثال آخر فى جريدة الأحرار المصرية، العدد الصادر 27/10/2005، ص4. 27-ديانا مقلد، تونس مفارقات قمة المعلومات، جريدة الشرق الأوسط، سبق ذكره. 28-الدستور التونسى، موقع مجلس النواب، http://www.chambredesdeputes.tn/a_constit.html (زيارة 24/6/2006). 29-كلمة بن على، موقع القمة العالمية لمجتمع المعلومات تونس، http://www.smsitunis2005.org/plateforme/index.php?lang=ar (زيارة 13/6/2006). 30-موقع الحملة الانتخابية للرئيس زين العابدين بن على، http://www.benali2004.tn/news/processus6.html (زياة 11/4/2006). 31-دون اسم، مواطن تونسى، 56 سنة، رسالة بالبريد الالكترونى للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ردا على أسئلة البحث. 32-تونس تفرض رقابة مركزية على مواقع الانترنت، موقع مفيد كوم، http://news.moffed.com/wmview.php?ArtID=250 (زيارة 7/8/2006). 33-إدعاءات وأكاذيب، الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير IFEX ، موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، http://www.hrinfo.net/ifex/wsis/06/pr0530.shtml (زيارة 24/9/2006). 34-المصدر السابق. 35-المصدر السابق. 36-سليم بوخذير، السلطات التونسية تسمح لأول مرة بذكر اسم موقع العربية، موقع العربية نت، http://www.alarabiya.net/Articles/2006/01/02/19994.htm (زيارة 16/4/2006). 37-حجب موقع دنيا الوطن فى تونس، موقع دنيا الوطن، http://www.alwatanvoice.com/arabic/news.php?go=show&id=3576 (زيارة 22/9/2006). 38-سليم بو خذير، بعد نشرها تقريرا عن ضبط يخت مسروق…..، موقع المصريون، http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=19739&Page=1 (زيارة 21/6/2006). 39-سليم بوخذير، تونس ترفع الحجب عن بعض مواقع الانترنت…، العربية نت، http://www.alarabiya.net/Articles/2005/11/07/18388.htm (زيارة 12/3/2006). 40-المصدر السابق. 41-اقتصاد الانترنت يزدهر فى تونس والمعارضة تعزز مواقعها، موقع مصراوى، http://www.masrawy.com/News/2005/MidEast/AFP /November/14/0511140930011991137.aspx (زيارة 9/4/2006). 42-سهام بن سدرين، الإرهاب البوليسى فى دولة سياحية، موقع CFD ، http://www.wsisarabicnews.org/news/97474.shtml ( زيارة 12/10/2006). 43-قبيلة غربية، مدونة حوليات صاحب الأشجار، http://gharbeia.net/ar/taxonomy/term/108 (زيارة 21/6/2006). 44-سامى بن غربية، حق اللجوء، مدونة فكرة، http://www.kitab.nl/2005/12/28/haq-alloujou (زيارة 21/6/2006). 45-تونسيون يتظاهرون على الانترنت…، موقع CNN العربى، http://arabic.cnn.com/2005/entertainment/10/6/tunis.internet/index.html (زيارة 21/6/2006). 46-تونس: انتهاكات حقوق الانسان……، منظمة العفو الدولية، http://web.amnesty.org/library/Index/ARAMDE300192005 (زيارة 11/4/2006). 47-وزراء الداخلية العرب يسعون لإحكام سيطرتهم على الانترنت، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، http://www.hrinfo.net/press/2006/pr0209.shtml (زيارة 3/3/2006). 48-أحمد موسى، الرئيس التونسى يطالب بتفعيل….، جريدة الأهرام، العدد الصادر 31/1/2006، ص9. 49-وزراء الداخلية العرب يسعون لإحكام سيطرتهم على الانترنت، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، سبق ذكره. 50-سليم بوخذير، تونس ترفع الحجب عن بعض مواقع الانترنت…، العربية نت، سبق ذكره. 51-لقاء مع ناشط تونسي طلب عدم ذكر اسمه في لقاء مع الشبكة العربية .. 14 مايو 2006. وفضلنا عدم ذكر هذه المواقع نظرا لما تتضمنه من افتراءات تتجاوز الخصوصية وتدخل في باب التجريح. 52-أحمد الصالحى، شباب تونسيون يتهافتون على الانترنت….، جريدة الحياة، عدد 15248، 28/12/2004، ص20. 53-تونس: المراكز العمومية للانترنت، موقع تونس نيوز، https://www.tunisnews.net/26mars05.htm (زيارة 31/3/2005). 54-سليم بوخذير، رواد مقاهى الانترنت يشتكون من الرقابة الأمنية، موقع العربية نت، http://www.alarabiya.net/Articles/2006/03/31/22451.htm (زيارة 8/7/2006). 55-كمال بن يونس، عشر التونسيين يبحرون فى الانترنت..، موقع BBC ، http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/in_depth/2003/digital_divide/newsid_4440000/4440114.stm (زيارة 16/4/2006). 56-قبل أشهر من قمة المعلومات مئات التقنيين مكلفون بمراقبة الانترنت، الحزب الديمقراطى التقدمى، سبق ذكره. 57-سليم بوخذير، رواد مقاهى الانترنت يشتكون من الرقابة الأمنية، موقع العربية نت، سبق ذكره. 58-شبان تونسيون يبحثون عن الحب والتسلية عبر الانترنت، جريدة الشبيبة العمانية، http://shabiba.com/newsdetails.asp?newsid=26458&catgid=19 (زيارة 11/7/2006). 59-سليم بوخذير، رواد مقاهى الانترنت يشتكون من الرقابة الأمنية، موقع العربية نت، سبق ذكره. 60-المصدر السابق. 61-المصدر السابق.
(المصدر: تقرير “خصم عنيد: الإنترنت والحكومات العربية” الصادر عن الشبكة العربية لحقوق الإنسان يوم 13 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.openarab.net/reports/net2006/tunisia.shtml
سيادة رئيس الجمهورية التونسية
السيد وزير الدولة للشؤون الخارجية التونسية
السيد رئيس المنظمة التونسية للتربية والأسرة
المنسق العام للمدرسة التونسية بالدوحة يعيد التمثيل الدبلوماسي التونسي بدولة قطر!!!!!
أثار المنسق العام للمدرسة التونسية بالدوحة بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها إلى بعض الصحف القطرية ، حالة من الإستغراب والتساؤلات في أوساط الجالية التونسية بدولة قطر تتعلق بالصفة الجديدة التي يدعيها ويرفق بها تصريحاته وآرائه التي يدلي بها للصحف المحلية و الدوائر الرسمية التي يراجعها بدولة قطر والأشخاص الذين يتعامل معهم بمختلف مواقعهم.
فما نشرته بعض الصحف المحلية القطرية (الشرق و الراية) من تصريحات للمنسق العام للمدرسة ولكن بصفته الجديدة كـ ” منسقا عاما للجالية التونسية بدولة قطر “والتحركات التي يقوم بها بين مختلف أفراد الجالية متحدثا رسميا بإسم السفارة التونسية ومروجا لعديد الأخبار المفبركة عن أسباب غلق السفارة و توقيت إعادة التمثيل الدبلوماسي وهوية السفير الجديد و قائمة الأشخاص المقيمين بقطر محل بحث وتفتيش ومتابعة السلط الأمنية التونسية وغير ذلك من الأخبار الزائفة ، زيادة على إصراره التواجد داخل مكتب المراجعات المؤقت الخاص بالشؤون القنصلية للقيام بتخليص معاملات المراجعين إلى جانب مبعوث السفارة التونسية بمملكة البحرين إلى الدوحة المكلف بقضاء العمليات القنصلية الخاصة بالجالية التونسية بقطر، وذلك بقصد الإيهام والترويج لحقيقة تكليفه مسؤولا عن الجالية التونسية في غياب سفارة الدوحة.
سيدي الكريم ،
إن كان المنسق العام للمدرسة التونسية بالدوحة لا يتورع كما عودنا عن توظيف كل العوامل والظروف لخدمة مصالحه الشخصية سواء بالعبث بمقدرات المدرسة أو بمحاربة منتقديه بكل الطرق والأساليب المشبوهة ضاربا عرض الحائط بكل المثل و الأخلاقيات ، فإنه من غير المقبول أن تطال هذه التصرفات الرعناء ميادين خارجة عن نطاق صلاحياته ويبقى تفكيره البسيط والخبيث أعجز من أن يفهم أهدافها ومعانيها.
سيدي المحترم ،،،،
في انتظار تدخلكم لوقف هذه المهازل التي لا تنتهي تقبلوا منا أجمل التحيات وأطيب الأمنيات لكم بالتوفيق والصحة ……. والسلام .
نخبة من أبناء الجالية التونسية المقيمة بقطر
يواصل مواطنو حمّام سوسة تعبيرهم عن تضامنهم مع الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية إثر الاعتداءات بالسُّباب و الشتم التي تعرض لها صحبة رفاقه يوم الأحد 3 ديسمبر من قبل أعوان ميليشيا الحزب الحاكم الذين استقدمتهم السلطات إلى جوار منزل الدكتور المنصف لمنعه بالقوّة بمصاحبة البوليس من قطع اعتصامه يومها و العودة للحياة العامة.
و قد أبلغ اليوم الخميس مواطنو حمّام سوسة الدكتور منصف بأسماء أخرى إضافة إلى الأسماء السابقة التي أعلموه بها منذ أيام قليلة للمعتدين و ذلك عن طريق شخصيّة حقوقيّة مرموقة اتصلت به، مُجدّدين استنكارهم لهذه المُمارسات التي قالوا إنّها لا تمثّل في شيء سكّان حمّام سوسة الذين يحترموا نضالات د.المرزوقي و رفاقه في وجه نظام سلب الشعب حقوقه .
و ضمّت قائمة الأسماء الجديدة إلى جانب القائمة التي سبق أن نشرناها في “تونس نيوز” ، كلاّ ّ من :
– الطاهر القلّي (عضو مجلس بلدي و عاطل عن العمل في الأساس ).
– مجدي بن حليمة ( طالب تجمّعي) .
– سلوى سليمان زوجة المُعتدي أنور بوعوينة : (يتميّز شكلها بشريط تقويم أسنان برزت به يوم الإعتداء ، وقد ردّدت في وجه الدكتور المرزوقي يوم الإعتداء العبارة التالية: “وُوه على سعدك تحبْ تولّي رئيس” ).
* كما أبلغ مواطنو حمّام سوسة الدكتور المرزوقي بأنّ الذي جمع بنفسه أعداد الميلشيا يومها بالجهة هو ممثّل بن علي في المنطقة و نعني معتمد المكان المدعو عبد الوهاب البرهومي، و أوضح مواطنو حمّام سوسة عن طريق الشخصيّة الحقوقية التي وجّههوها إلى رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، أنّ كلّ المشاركين في إعتداءات الأحد نالوا من المعتمد كمّيات وافرة جدّا من عُلب الطماطم و أكياس”المقرونة “!!!!.
* و في سياق مُتّصل ، عبّر مئات المواطنين في الكاف عن تضامنهم مع الدكتور المرزوقي و السيدة سامية عبو و المحامي سمير بن عمر و كاتب هذه السطور إثر الإعتداءات التي إستهدفتنا يوم الخميس الماضي على يد عشرات أعوان الميلشيات المأجورة من قبل دوائر الحكم ، ذاكرين عن طريق إتصالاتهم برفاق لنا في الكاف أنّهم شديدو الخجل من أفعال الخميس التي لا تمثّل أهالي الكاف غير المساندين لنظام لم يعطهم شيئا تقريبا ، و قد كشف من إتصلوا بنا إسم قائد المجموعة التي إعتدت علينا يوم الخميس و هو المدعو المهدي بن أحمد دوّة ( كاتب عام جهوي لما يُسمّى بإتحاد منظّمات الشباب وهو موظّف بسيط بالصوناد و صاحب محطّة بنزين ورثها عن أبيه بالمنطقة و يُعرف عنه أهل الكاف أنّه تورّط منذ فترة ليست بالقصيرة في قضايا صكوك دون رصيد و لذلك صار يُقدّم عديد الخدمات بالمجان للحُكم لضمان عدم تنفيذ الأحكام الصادرة ضدّه ، و أمّا الذين جمعهم يومها لضربنا فمنحرفون عاطلون من شعب حزب بن علي نال الواحد منهم مبالغ لا تفوق 10 دينارات لأداء مهمّة ضرب و شتم الدكتور المرزوقي و رفاقه ، كما ذكر لنا سكّان الكاف) ! ! ! !
* و من جهة أخرى ، تكثّف بشكل كبير عدد أعوان البوليس السياسي المُرابطين صباحا مساء أمام منزل الدكتور المرزوقي بسوسة إنطلاقا من صباح أمس الإربعاء 13 ديسمبر، وصار الأعوان يُمارسون محاولات إستفزازيّة للدكتور المرزوقي، لكنّ رئيس حزب المؤتمر سخر من هذه المحاولات وتعامل مع وجودهم و كأنّه لم يكن . .
القلم الحرّ سليم بوخذير
نتائج أولية للانتخابات
فاز كل من عبد المنعم خليل و عمر أولاد حمد بن علي في انتخابات المجلس العلمي بكلية العلوم بصفاقس عن المرحلة الأولى. كما فاز الصحبي المختاري عن المرحلة الثانية كذلك فاز وسام لطرش من المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس بالمرتبة الأولى.
و قد شهدت كلية العلوم بصفاقس على أثر الإعلان عن النتائج مهرجانا طلابيا كبيرا بحصول القائمة المستقلة على هذه النتائج الباهرة متفوقة على منافسيها بنسبة كبيرة جدا.
(المصدر: موقع “طلبة تونس” بتاريخ 14 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/
قائمة العدالة ونصرة الحق:
أخي الطالب, أختي الطالبة:
أصبحت الجامعة التونسية بالسنوات الأخيرة و خاصة بعد تضاعف عدد الطلبة الدارسين و تنوع الاختصاصات, حقلا لعدة تجارب وزارية كان منها “الشعبة القصيرة” و “شهائد” لا تمد بصلة للتكوين الأكاديمي و لا لسوق الشغل و آخرها ما يعرف بمنظومة “أمد”, و ما تحويه من لبس و غموض لدى الطالب و الولي و حتى الأساتذة المدرسين دون أن يفوتنا أن نشير إلى ما وصل إليه الوضع الأخلاقي و الثقافي والمعرفي من تدهور و انحلال ساهمت فيه عدة عوامل منها الميوعة الموجهة عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية و ما تروج له من ثقافة تغريب وتهميش متحاملة على هويتنا العربية الإسلامية.
و لئن أضحى النهج الإصلاحي في كلية العلوم بصفاقس عنوانا للتحركات الطلابية و الشعار المرفوع في ساحاتها, فإن الوضع العام في هذه المؤسسة ما زالت تسوده بعض الشوائب تستدعي منا مزيدا من العمل والتكتل من أجل ضمان كل حقوقنا و الدفاع عن حرياتنا داخل الحرم الجامعي و خارجه.
و إيمانا منا بقداسة هذا العمل الإصلاحي ﴿إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب﴾ الآية 88 سورة هود
تقدمنا نحن الطلبة المدونون أسفله للترشح لانتخابات المجلس العلمي قصد تمثيلكم بكل أمانة و إخلاص. وسنطالب بالآتي ذكره:
-الدفاع عن الحرية الشخصية للطالب كحرية اللباس (الطالبة المتحجبة) و التعبير عن الرأي.
-حق الطالب بالانتفاع بخدمات الإعلامية و الأنترنات.
-المطالبة بالشفافية و المصداقية في التوجيه في المرحلة الثانية و الثالثة.
-المطالبة فوريا بمركز صحي داخل الكلية.
-ضرورة تشريك الطالب بصفة جدية في المسائل البيداغوجية و العلمية (امتحانات, سير الدروس, ضبط العطل, روزنامة الفروض…).
-العمل على تحسين وضعية الطلبة في المبيتات الجامعية و المطعم الجامعي.
-التركيز على الأنشطة الثقافية و الرياضية الهادفة والملتزمة.
-نصرة كل القضايا العادلة و على رأسها قضايا أمتنا العربية الإسلامية في فلسطين و العراق و أفغانستان ولبنان…
مرحــــلة أولــــى: مـرحـلـة ثـانية: مرحلة ثـالثة:
عبد المنعم خليل (سليم) الصحبي المختاري بســام الثــابت
عمر أولاد أحمد بن علي
(المصدر: موقع “طلبة تونس” بتاريخ 14 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/
كلية العلوم بصفاقس – الأربعاء 13 ديسمبر 2006
انعقد اليوم بساحة كلية العلوم بصفاقس اجتماع عام دام ما لا يقل عن الساعة والنصف و قد تمحور هذا الاجتماع حول المضايقات التي يتعرض لها طلبة القائمة المستقلة المترشحون لعضوية المجلس العلمي في مختلف الأقطار الجامعية المنتشرة بكامل تراب الجمهورية و مدى تكريس مختلف الأطراف الأخرى المشاركة في الحملات الانتخابية لكل الجهود و المساعي لإسكات هذه الأصوات النقابية المستقلة.
وقد تناول المشاركون في الاجتماع عدة تجاوزات و ممارسات دنيئة و على رأسها الاعتداء و التعنيف المشين الذي لاقاه الطلبة المستقلون بكلية العلوم بالمركب الجامعي بتونس من قبل طلبة يعرفون بـ”النقابيين الراديكاليين”.
كما ندد الحاضرون بالإجراء التعسفي الذي قامت به إحدى فرق البوليس بصفاقس لدى احتجازها للزميل الطالب “وسام لطرش” مرشح القائمة المستقلة بالمعه التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس مما ترتب عنه حرمانه من ممارسة حقه في الحملة الانتخابية ,كما يجدر الذكر أن عملية التحقيق تمت في فترة امتحانات
للزميل وسام.
(المصدر: موقع “طلبة تونس” بتاريخ 14 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/
غموض حول مقتل مهاجر تونسي بفرنسا
الابتكار هو وسيلة تونس لمواجهة المنافسة الاسيوية في سوق المنسوجات
من سونيا ونيسي
تونس (رويترز) – قال مسؤول بصناعة المنسوجات في تونس ان الابتكار ودخول قطاع الازياء الراقية يساعدان صناع الملابس في تونس على مواجهة تدفق المنسوجات الرخيصة من آسيا الي السوق الاوروبية.
وقال نجيب كرافي مدير المركز الفني للنسيج بتونس في مقابلة مع رويترز “نركز على الجودة وفترة التسليم والخدمات. نسعى لزيادة الابداع… كلمة السر هي الابتكار.”
ويقتنص منتجو المنسوجات الاسيويون حصة متزايدة من طلبيات الشراء الكبيرة للملابس الاساسية مع السقوط التدريجي للحواجز امام التجارة العالمية.
ويجد المنتجون في تركيا وشرق أوروبا وشمال أفريقيا صعوبة في منافسة أجور العمال المنخفضة جدا وأحجام الانتاج الضخمة في الصين رغم أن مصانعهم أقرب بكثير الى الزبائن في غرب أوروبا.
وحتى تنأى بنفسها عن منافسيها الاسيويين تريد تونس استغلال مهارات عمالة ذات باع طويل في مجال المنسوجات للفوز بحصة أكبر من صناعة الملابس الجاهزة المجزية مع نقل الشركات الاوروبية الانتاج الى الخارج.
ويوسع المديرون تشكيلة المنتجات ويزدادون ابداعا وتفاعلا ويعملون عن كثب مع الزبائن مقترحين تصميمات وقصات مختلفة.
وقال كرافي “قبل ذلك كنا سلبيين… نلبي ما يطلبه الزبائن… انتقلنا الى الازياء سريعة التغير… نصنع منتجا على الموضة.”
وفي مطلع 2005 كانت 2000 شركة للنسيج في تونس تتأهب للاسوأ مع انتهاء ما كان يسمى باتفاق الالياف المتعددة الذي منحها معاملة تفضيلية في الاسواق الاوروبية.
ومن شأن تدهور حاد في الصناعة أن يمثل انتكاسة كبيرة لاقتصاد تونس البلد الذي يبلغ عدد سكانه عشرة ملايين نسمة وتشكل المنسوجات والملابس والجلود أكثر من ثلث صادراته.
وقال كرافي “صحيح… واجهنا مصاعب خطيرة في 2005. كانت هناك بعض التداعيات القوية لكن الزلزال المتوقع… طوفان المنسوجات الاسيوية… لم يحدث.”
وتراجعت مبيعات المنسوجات التونسية في الخارج بنسبة 0.63 في المئة فقط الى 4.453 مليار دينار (3.465 مليار دولار) في 2005 عن العام السابق.
ولا يزال قطاع المنسوجات التونسي في توسع. فقد اجتذب 59.3 مليون دينار من الاستثمار الاجنبي المباشر في الاشهر العشرة الاولى من 2006 بزيادة 19.5 في المئة عن الفترة نفسها قبل عام.
وأوجدت تلك الاستثمارات سبعة الاف فرصة عمل وساعدت البلاد على تخفيف معدل بطالة يبلغ 13.9 في المئة.
ويبدو أن التحول الى الملابس الراقية يؤتي ثماره. فقد زاد متوسط سعر الوحدة بنسبة 4.8 في المئة مقارنة مع الاشهر التسعة الاولى من 2005 في حين ارتفعت أسعار صادرات تركيا منافس تونس الرئيسي بنسبة 0.9 في المئة فقط وفقا لمكتب الاحصاءات الاوروبي (يوروستات) الذي مقره لوكسمبورج.
وقال كرافي ان قرب تونس من أوروبا وكفاءة قوة العمل لديها تجذب أسماء كبيرة مثل بنيتون الايطالية وأديداس الالمانية للملابس والادوات الرياضية.
واضاف قائلا “القرب من أوروبا هو ميزة تونس الرئيسية. المنتجون المحليون يستوردون الالياف ويعيدون تصدير المنتجات النهائية في غضون أسبوع. تستغرق الصين ثلاثة أشهر.”
ومضى قائلا “بنيتون لا تتصرف عبثا عندما تقرر استثمار 36 مليون دينار لتمويل مصنع” في تونس.
(الدولار يساوي 1.285 دينار تونسي)
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 ديسمبر 2006)
تراجع العجز في تجارة تونس في نوفمبر بفضل زيادة الصادرات
تونس (رويترز) – قال معهد الاحصاء الحكومي يوم الاربعاء إن العجز التجاري في تونس انخفض في نوفمبر تشرين الثاني بفضل نمو الصادرات بنسبة 50 في المئة نتيجة زيادة صادرات المنسوجات والمنتجات الزراعية.
وقال المعهد إن العجز بلغ 414 مليون دينار (322.17 مليون دولار) انخفاضا من 545.8 مليون دينار قبل عام.
وزادت الصادرات الى 1.488 مليار دينار من 989.6 مليون في الشهر نفسه من العام الماضي. وزادت الواردات بنسبة 25 في المئة الى 1.902 مليار دينار.
ويخشى محللون أن تتسع هوة العجز التجاري بسبب ارتفاع تكلفة واردات النفط والمنافسة الشرسة من صادرات المنسوجات الاسيوية للاتحاد الاوروبي وهو سوق رئيسية لتونس.
وأظهرت أرقام المعهد أن مبيعات المنسوجات في الخارج زادت بنسبة 32 في المئة الى 446.3 مليون دينار.
وبلغت المبيعات الزراعية وأغلبها زيت الزيتون والتمر 237 مليون دينار في نوفمبر ارتفاعا من 91.3 مليون دينار في نفس الشهر من العام الماضي.
وتباطأ نمو قيمة الواردات من منتجات البترول بنسبة 29 في المئة الى 215 مليون دينار.
والصادرات هي المحرك الرئيسي للنمو في تونس وتمثل 45 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي في البلاد التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة.
(الدولار يساوي 1.285 دينار)
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 ديسمبر 2006)
حسناوات العالم يتسابقن في تونس
د ب أ – اللجنة المنظمة لمسابقة ملكة جمال العالم لعام 2006 قررت إقامة المسابقة يوم 16 ديسمبر الجاري في تونس عوضا عن الولايات المتحدة بسبب «إشكاليات» حالت دون منح التأشيرة لعدد كبير من المشاركات.
ويشارك في المسابقة 18 حسناء من 16 بلداً هي إيطاليا والسويد وبوليفيا وفنزويلا وجنوب أفريقيا وتونس والمغرب وروسيا وبريطانيا وأيسلندا ومالطا ويوغسلافيا والبوسنة ورومانيا وأوكرانيا وبلجيكا إضافة إلى ملكة جمال العا لملعام 2005 وملكتي جمال كل من أوروبا وشمال أفريقيا اللائي سيشاركن في هذه التظاهرة.
المشاركات يقمن في فندق بمدينة سوسة الساحلية (120 كم جنوب العاصمة تونس) منذ العاشر من الشهر الجاري حيث يخضعن لتمارين رياضية ونظام غذائي صارم من أجل الحفاظ على لياقتهن.
(المصدر: موقع المؤتمر.نت بتاريخ 14 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة DPA الألمانية)
رسالة من السيد الحبيب بسباس إلى نواب المؤتمر القادم للإتحاد العام التونسي للشغل
1427/2006 سنة عصيبة خصيبة
في نقد الحركة الاسلامية : لاهم فراعنة ولا أنتم موسى !
مرسل الكسيبي (*)
عادت بي الذاكرة الى أيام جميلة قضيناها في أواسط الثمانينات وأواخرها بين أحضان حركة تلمذية تنافس الجامعة في حراكها واهتمامها بالشأن العام , وحركة طلابية ثائرة وطموحة الى الحد الذي كانت فيه مصنعا لتخريج قادة الأحزاب وأبرز صناع الحياة من الأطباء والمهندسين والأساتذة وألمع القضاة والمحامين ورجال الفكر والأدب وقادة الرأي.
جمال تلك الحقبة التي تألق فيها قطاع التعليم في تونس الى الدرجة التي كان فيها حامل الأستاذية التونسية يعادل في قيمته المعرفية والعلمية حامل شهادة الدكتوراة في جامعات المشرق ,جمال لم يمنعني من الرجوع بالذاكرة الى مفاصل حياتنا السياسية والفكرية في تلك الربوع من أجل اعادة النظر فيما شق تياراتنا وأحزابنا من “ثورجية” كادت تذهب بالبصيرة والعقول…
اليوم وبعد أن هدأت الخواطر والعقول “نسبيا” في مراجعة مرحلة سياسية وحقبة زمنية من تاريخنا المعاصر ,وبعد أن تحول الحوار الى خيار استراتيجي لارجعة فيه لدى أغلب مكونات الساحة الوطنية, باستثناء أجنحة رسمية نافذة مازالت تعالج مخلفات أزمة التسعينات بنفس الطرق والاليات, فانني أعتبر أنه من الواجب على الجميع مراجعة اليات العمل السياسي والتخطيط والتفكير ضمن أطر التوجيه الحزبي والتفكير المذهبي في اطار نسق عقلاني يعتمد أسلوب النقد الصارم والمراجعة الحازمة لمسببات الأزمة السياسية التي عرفتها البلاد ومازالت تكافح جماعيا ووطنيا من أجل الخروج من تداعياتها ومخلفاتها.
الفشل في الدمقرطة والاصلاح والتفسير التامري :
لعله يكون من السهل على كل المعارضين في بلادنا العربية تفسير أسباب الفشل والاخفاق في تحقيق الدمقرطة والاصلاح والتداول بالرجوع الى نظرية المؤامرة, حيث أن كل تعثر وانغلاق وتفشي للأمراض الفكرية والسياسية والاخلالات الاقتصادية وغيرها من مواطن الخلل في الدولة ,يعود دائما وفي نظر معارضاتنا الموقرة الى رأس الدولة ثم الجهاز الأمني والحزب الحاكم …دون أن نلتفت اطلاقا في تقييماتنا الى جملة من الأخطاء الاستراتيجية التي ترتكبها الأحزاب والحركات والجمعيات في مسار نضال مدني يومي أو الى جملة من الأسباب المباشرة التي تعود الى الثقافة السياسية والفكرية والاجتماعية التي تهيمن على المجتمعات العربية الغارقة في طور من البداوة الذهنية والعلمية والتخلف والسبات والتيه بين دواعي استصحاب الماضي ومقتضيات استحضار فقه ولغة العصر.
مامن شك أن حكوماتنا المبجلة لم تعدم الدهاء والجرأة والاندفاع والهرولة والقساوة باتجاه قمع حركات المعارضة وقوى الفعل والتغيير, ومامن شك بأن بعض قيادات بلداننا تقدم أمن حكوماتها وذوي الشأن فيها على امن مواطنيها أو ربما حتى بلدانها وهو مافعله القائد “المظفر” صدام حسين وجيل سبقه أو لحقه من قادة يفكرون في محاورة الأجنبي والجلوس معه وتبجيله وتوقيره والحفاوة به والتحالف معه من أجل الدوس على كرامة المواطن واستباحة محتملة لسيادة الأوطان.
غير أن الحقيقة تقول بأننا وفي كل الأحوال لابد أن نعالج الظاهرة السياسية العربية والاسلامية في اطار من النسبية وبعيدا عن منطق التامر والتضخيم والنفخ الاعلامي ,حيث انني اقتنعت وبعد أن دخلت العقد الرابع من عمري بأننا أمام حكام لايمكن اطلاقا وصفهم بالفراعنة وأمام معارضات تطمح الى السلطة لايمكن اطلاقا وصفها برسالية موسى …
ثنائية موسى وفرعون في تفكير الحركة الاسلامية :
سبق وأن أشرت في معرض نقد سابق وسريع الى بعض التيارات الاسلامية العربية ,بأن مناهج التربية الداخلية لمناضليها قامت الى حدود فترة جد قريبة على تصوير الحاكم العربي على هيئة فرعون ,وبالمقابل فان نقاوة مناهج التربية وطهريتها داخل هذه الحركات استصحبت وعلى مدى زمني طويل فكرة النموذج الرسالي الذي يقتدي في منازعته للمنكر والمفسدة بموسى عليه الصلاة والسلام في مواجهته لعلو وتكبر فرعون …
ولعلني اكون صريحا وصادقا مع النفس بأن الفرد في مراحل مبكرة من العمر يكون أمام احتمالات قيادة فكرية وسياسية واردة من قبل أبرز الرموز الذين تصنعهم هالة الاعلام ,ولعل ماأحاط بقمع الحركة الاسلامية وسريتها والتعدي المستمر على قادتها ومناضليها جعل امكانيات الانخراط في التيار الاسلامي العربي أورد وأرجح في مراحل عمرية تتراوح مابين نهايات العقد الثاني وبدايات العقد الثالث من مراحل العطاء والتألق الشبابي .
عقد الثمانيانات في تونس وسرية الدعوة !
لازلت أذكر يوما ما حديثا مغلوطا وبشكل قاطع عن واقعنا السياسي التونسي المعاصر ,حيث حصل وأن وجهت لي الدعوة سنة 1986 أو 87 لحضور واحد من ملتقيات شبابية عامة نظمتها حركة الاتجاه الاسلامي ,فكانت الفرصة سانحة لمشاهدة شريط سمعي وبصري للأستاذ راشد الغنوشي عن الهجرة النبوية الشريفة,ولعله من الطريف أن انتبهت يومها الى الحديث عن مرحلتين تمر بهما الدعوة الاسلامية ,وهما مرحلة الدعوة السرية ومرحلة الجهر بالدعوة ,وهو تقسيم تاريخي تحفل به كتب السيرة النبوية في الحديث عن مراحل دعوية عايشها صلى الله عليه وسلم على عهد المرحلة المكية قبل الهجرة أساسا,ومما لفت نظري بوجه خاص في هذا الشريط حديث الشيخ الغنوشي عن أن الحركة يومها مازالت تعيش مرحلة الدعوة السرية التي عاشها النبي صلي الله عليه وسلم في سنوات دعوته الأولى بعد بدايات نزول الوحي.
كان من الممكن جدا الاعتقاد الجازم في كلام الأستاذ راشد يومها ,وهو مارتب واسعا لفكرة سرية التنظيم وعدم علانيته ,ومن ثمة هيأ الأجواء على مايبدو لظهور ازدواجية سياسية ترتب عنها وجود قيادات معلنة وأخرى تحكم في الظل أو تتولى قيادة شؤون الحزب في بعد تام عن الأضواء ,ومن ثمة ظهور تيارين يشقان الجسم العام للحركة ,واحد يتحدث بنغمة الاعتدال والتواصل مع الوسط السياسي والاعلامي ,والاخر كان مجهول الامتداد على مايبدو حتى لأبرز القادة الفاعلين فيها .
ماهية الأزمة في تونس بعيدا عن الاسقاط السياسي:
وفي تقدير سريع للموقف فان انحرافا في قراءة الواقع التونسي من خلال تصويره على انه واقع المجتمع المنبت عن جذوره الدينية أو المنحرف عن قيمه الاسلامية ,هو الذي قاد عن قصد أو عن حسن نية الى تقسيم مراحل النمو السياسي لجسم الحركة الاسلامية التونسية الى مرحلتي سرية الدعوة وعدم جهريتها الى حدود متاخرة في سنوات الثمانينات من القرن العشرين.
اليوم وبعد مرور كل هذه الفترة الزمنية على ذلك التاريخ وبعد أن استقام عود العقل ومتنت اليات التقويم والتحليل ,فانني لا أخجل من القول بأن المجتمع التونسي ظل ومازال وسيظل مجتمعا اسلاميا برغم مايعتريه من محن ومايعصف به من تيارات فكرية تصحبها العولمة وأدواتها الاعلامية, بل انني أذهب الى التأكيد على ان معدن الدولة ورجالاتها يبقى في كل الحالات معدنا اسلاميا أصيلا برغم محاولات اختراق واختطاف التجمع الدستوري الديمقراطي-الحزب الحاكم في تونس- من قبل بعض الأجنحة اللائكية المغالية ,اذ أنه لا مجال لأي كان بأن يتحدث عن الدعوة السرية والجهرية في بلد مثل تونس ,هذا البلد الذي تشرب الاسلام حضارة ومعتقدا أجيالا عن أجيال وكابرا عن كابر,حيث أن المطلوب لن يخرج مستقبلا عن دائرة الاصلاح والتصحيح بالتي هي أحسن وفي اطار من سنن التدافع بين تيارات مجددة وأصيلة تتوق الى التحديث التقني والعلمي والسياسي والنهوض الفكري والحضاري ,وتيارات ترى في التحديث على النموذج التركي والأتاتوركي غاية ووسيلة لاقصاء مرجعية الاسلام عن حراك الحياة الوطنية المعاصرة.
لسنا أمام فرعونية حقيقية وانما أمام غياب قيم العدل والشورى :
ان تونس بلاشك ليست أمام فراعنة بالمفهوم العقدي للكلمة ,حيث قال فرعون مخاطبا قومه “أنا ربكم الأعلى ” ,ومن ثمة دعى كبير وزرائه هامان الى أن يبني له صرحا لعله يطلع الى اله موسى كما ورد في القران الكريم أو لعله يبلغ الأسباب كما ورد في الذكر الحكيم ,انما هي كأي بلد عربي واسلامي اخر أمام ظاهرة غياب حكم القانون والمؤسسات وتوسيع دائرة الشورى واحترام المؤسسة الفقهية المستقلة والسائدة في بلاد عربية واسلامية أخرى ,ومن ثمة احترام قرارها واجتهاداتها الفقهية الراسخة والأصيلة.
لا أشك لحظة بأن أغلب مسؤولي الدولة التونسية والحزب الحاكم هم من الذين يؤدون فريضة الصيام ,أو أن الكثيرين منهم ممن يواضبون على أداء فريضة الصلاة ,وبأن الكثير منهم من سليلي عائلات فكرية تضرب بجذورها الى الجامعة الزيتونية أو الى المدرسة الصادقية العريقة,غير أن مااعترى الدولة التونسية من انحرافات نتيجة بعض الاجتهادات البورقيبية الشاذة أحيانا-برغم الفضائل الكثيرة للرجل على البلاد- هو الذي ساهم في ايجاد حالة من التشوه والتشويش على هوية تونس المعاصرة أو على بعض سياساتها التي استولى الدخلاء والمخترقون من تيارات غير دستورية أصيلة عليها ,ليصروا على معركة باسم الزي الطائفي أحيانا وعلى معركة باسم مكاسب المرأة أحيانا أخرى وعلى معركة باسم مقاومة الارهاب أحيانا أخرى,وكأنهم لايعيشون بذلك الا على اصطناع المعارك التي أحسب أن تونس في غنى عنها وبأن الانفتاح والاصلاح والحرية والمواطنة الحقيقية والاعلام الحر والشفاف هو الكفيل وحده بمعالجة الاختلافات السياسية التي لابد من ابعادها عن مناطق الشحن والتعبئة الدينية عبر تفعيل المؤسسة الزيتونية المستقلة واعادة الاعتبار لها بصفة حقيقية حتى تستعيد دورها الحضاري بتا في قضايا الاجتهاد وتحكيما في القضايا الفقهية أو الخلافية .
وحينئذ فاننا في تونس وسائر البلاد العربية والاسلامية الأخرى لسنا أمام فرعونية بالمعنى العقائدي حتى نشحذ عصا موسى لتلقف ثعابين أنظمة شركية , وانما نحن أمام ظواهر انحراف سياسي عن قيم العدل والاحسان والشورى والأمر بالمعروف والانتهاء عن المنكر من القول والفعل ,وهو مايحتم على الحركة الاسلامية التونسية والعربية والأعجمية أن تراجع نظرتها لموضوعات التغيير والياته ومقتضيات خطابه ووجوه قيادته في اطار من الايمان بما هو قائم وحقيقي ومشترك وهو عنصر الدين والوطن والانسان,وفي اطار التسامح والتدافع السلمي والمدني العاقل والحكيم في ماتبقي من مساحات خلافية تزيد وتنقص بحسب خصوصيات كل قطر.
(*) كاتب واعلامي تونسي، مدير الوسط التونسية: reporteur2005@yahoo.de
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” الألكترونية بتاريخ 13 ديسمبر 2006)
مفهوم الاختلاط أصيل وليس بدخيل
الكاتب: ياسين بن علي (*)
الحمد لله القائل: {وَأمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}، والصلاة والسلام على رسول الله القائل: “الدّين النّصيحة… لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامّتِهِمْ “.
نشر موقع تونس نيوز نقلا عن موقع أخبار العالم مقالا للأستاذ راشد الغنوشي بعنوان: “ما هي حدود العلاقة بين الجنسين في الحركة الإسلامية؟”.(1) وقد تطرق الأستاذ الغنوشي في هذا المقال إلى موضوع الاختلاط بين الجنسين، فعرض رؤيته وبسط تصوره مركّزا على فكرة مفادها أن “مفهوم الاختلاط دخيل”، وهو ما سنناقشه بإذن الله تعالى في هذا المقام ونثبت عكسه من الكتاب والسنة.
1. حول غموض المفهوم وغرابته
قال الأستاذ الغنوشي: “كثيرا ما يتم إيراد مفهوم غامض غريب عن الفقه الإسلامي هو مفهوم “الاختلاط”، وكأنه محظور إسلاميا أن يوجد الرجال والنساء في فضاء واحد، أو تحت سقف واحد، وكأن المطلوب شرعيا بحسب هؤلاء فصل عالم النساء كلية عن عالم الرجال، ضمانا للعفة المطلوبة”.
أولا: الغموض يعني الإبهام، وخفاء المعنى. ومعنى قول الأستاذ الغنوشي: “مفهوم غامض” أي خفيّ مبهم لا يفهم. ووصف الأستاذ الغنوشي لمفهوم الاختلاط بالغموض غير دقيق؛ لأنّ الاختلاط إذا ذكر فهم منه “وجود الرجال والنساء في فضاء واحد”، وفهم منه الدعوة إلى “فصل عالم النساء كلية عن عالم الرجال”، وهو الذي ذكره الأستاذ الغنوشي كبيان لواقع المفهوم. وهنا نسأل: من أين استقى الأستاذ الغنوشي هذا الفهم لمفهوم الاختلاط؟
إن كان هذا فهم دعاة منع الاختلاط وتعريفهم للمفهوم، وقد نقله الأستاذ عنهم، فقد بطلت إذن دعوى الغموض؛ لأن التعريف رافع للإبهام في المعنى وحدّ للماهية بما ينضبط، وهو ما تحقّق بما ذكر الأستاذ. وأما إذا كان هذا الفهم فهم الأستاذ الغنوشي وتعريفه، فقد بطل إذن كل ما بني عليه؛ لأنّ نقض رأي الغير يبنى على فهمه لقضية ما وليس على فهم مخالفه.
ثانيا: قول الأستاذ الغنوشي: “غريب عن الفقه” بمعنى أنه دخيل عنه غير مألوف. وهنا نسأل: ما المقصود على وجه الدقة بالغرابة، هل المراد هنا غرابة اللفظ أم المعنى؟
إن أراد الأستاذ الغنوشي غرابة اللفظ، قلنا: إنّ اللفظ عربي فصيح، وورد في كتب الفقهاء وفق المعنى الذي يفهمه الأستاذ أي بمعنى اجتماع الرجال بالنساء. وهذه بعض الأمثلة:
قال السرخسي (في المبسوط) في بحث اشتراط المحرم للحج: “إلا أن عليها أن تتحرز عن الفتنة وفي اختلاطها بالرجال فتنة…”.(2)
وقال ابن قدامة المقدسي (في الكافي) في بيان الحكمة من انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة: “ولأن الإخلال بذلك يفضي إلى اختلاط الرجال بالنساء”.(3)
وقال ابن القيم (في الطرق الحكمية): “وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال والاختلاط بهم في الطريق، فعلى ولي الأمر أن يقتدي به في ذلك… ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة”.(4)
وقال الشوكاني (في نيل الأوطار) في شرح حديث “ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن”: “وفيه أيضا تمييز مجلس النساء إذا حضرن مجامع الرجال؛ لأن الاختلاط ربما كان سببا للفتنة الناشئة عن النظر أو غيره”.(5)
وقال الحطّاب (في مواهب الجليل لشرح مختصر خليل): “نقل في المسائل الملقوطة عن والده أنه يكره الطواف مع الاختلاط بالنساء”.(6)
وإن أراد الأستاذ الغنوشي غرابة المعنى، قلنا: هذا المعنى أي منع الاختلاط بين الرجال والنساء مستنبط من نصوص الكتاب والسنة القولية والعملية المتواترة، وهو فهم المسلمين قاطبة بمن فيهم الصحابة رضوان الله عليهم وعلماء الملة، وهو الذي نقل إلينا بالتواتر فتوارثته الأجيال علما وعملا حتى زوال الحكم بالإسلام وتفشي المفاهيم الغربية في المجتمع. قال الشيخ محمد الخضر حسين: “وتحريم الدين لاختلاط الجنسين… معروف لدى عامة المسلمين، كما عرفه الخاصة من علمائهم، وأدلة المنع واردة في الكتاب والسنّة وسيرة السلف الذين عرفوا لباب الدين، وكانوا على بصيرة من حكمته السامية”. (7)
2. مفهوم الاختلاط
قال الدكتور عبد الكريم زيدان: “المراد من الاختلاط… اختلاط النساء بالرجال، أي: اجتماع بعضهم مع بعض أو اجتماع امرأة مع رجل. وهذا الاجتماع بين المرأة والرجل (وهما أجنبيان) في مكان واحد يترتب عليه عادة وغالبا مقابلة أحدهما للآخر، أو نظر أحدهما للآخر أو محادثة بينهما”.(8)
وقال الأستاذ الدكتور أحمد الحجي الكردي: “الاختلاط يعني اجتماع الرجال بالنساء الأجانب عنهم في مكان واحد”.(9)
وقال الدكتور محمود الكبيسي: “المراد بالاختلاط في هذا البحث لا يبعد عن المعنى اللغوي ، فهو : اجتماع رجال ونساء ، لا يحرمُ التزاوجُ بينهم حرمةً مؤبدةً ، في مكانٍ واحدٍ، يترتب عليه ـ غالباً ـ مقابلةُ بعضِهِم بعضاً، ونظرُ بعضِهِم إلى بعض، والمحادثةُ بينهم”.(10)
وقال الشيخ عبد الله بن جار الله: “الاختلاط هو الاجتماع بين الرجل والمرأة التي ليست بمحرم، أو اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم، في مكان واحد يمكنهم فيه الاتصال فيما بينهم، بالنظر أو الإشارة أو الكلام…”.(11)
هذا هو مفهوم الاختلاط، وقد اصطلح عليه العلماء لبيان واقع ما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين، وهو يفيد اجتماع الرجال (الأجانب) بالنساء في حالة خلطة.
3. لا مشاحة في الاصطلاح ما لم يخالف الشّرع
من المقرّر أن لا مشاحة في الاصطلاح ما لم يخالف الشرع؛ لذلك فليست العبرة بالمباني إنما بالمعاني. وقد استعمل العلماء مصطلح الاختلاط للدلالة على واقع ما، فوجب النظر إذن في هذا الواقع ومعانيه، وعدم التركيز على المصطلح، سواء قلنا إنه من المصطلحات الحديثة أو قلنا إنه من المصطلحات القديمة.
والمسألة التي نحن بصدد تحرير مفهومها هي مسألة العلاقة بين الجنسين أي بين الرجال والنساء. والذي يعنينا منها بغض النظر عن المصطلح المعبّر عنها هو حكمها أي ما حكم العلاقة بين الرجال (الأجانب) والنساء؟ وهل يجوز اجتماعهما أم يحرم ويجب الفصل بينهما؟
4. وجوب الفصل بين الرجال والنساء
يقول الأستاذ الغنوشي منتقدا حكم الاختلاط بأنه “مطلب غير واقعي ولا هو مطلوب شرعا ولا هو نافع”. وجوابنا عن هذا كالأتي:
أولا: قول الأستاذ الغنوشي “مطلب غير واقعي”، لا يفيد في البحث التشريعي الذي نحن بصدده؛ إذ الإسلام لا يتكيّف مع الواقع، إنما يكيّف الواقع حسب رؤيته وتصوراته ومطالبه. وعليه، فإذا جاء النص الشرعي بطلب معيّن، فعلينا أن نعلم أن الشارع لا يكلّفنا بمحال ولا يكلّفنا إلا بما في وسعنا، وأن مراده تكييف الواقع حسب طلبه. علاوة على هذا فإن طلب الشارع واقعي، وقد تم تطبيقه فعلا لقرون، ولا نظنّ أن مثل هذا يخفى عن مثل الأستاذ الغنوشي.
ثانيا: قول الأستاذ الغنوشي “ولا هو نافع”، لا يفيدنا أيضا في البحث التشريعي الذي نحن بصدده؛ إذ قياس الحقيقة أو الحكم أو العمل بالمنفعة نظرة غربية لا تمتّ إلى الإسلام بصلة. والأصل في المسلم أن يلتزم بالحكم الشرعي متى ثبت بغض النظر عن المنفعة أو المصلحة التي يحقّقها. قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36)} (الأحزاب).
ثالثا: قول الأستاذ الغنوشي “ولا هو مطلوب شرعا”، غير صحيح؛ لأنّ الأدلة على حرمة الاختلاط ووجوب الفصل بين الرجال والنساء كثيرة متواترة. وإليك البيان:
إذا تتبعنا مجموع الأدلة الواردة في الكتاب والسنة، وما روي بالتواتر عن الحياة الإسلامية في ظل المجتمع الإسلامي وفي كنف الدولة الإسلامية، وجدنا أن الإسلام مثلا:
· يحرم على المرأة السفر بدون محرم
· ويجعل صفوف النساء في الصلاة خلف صفوف الرجال
· ويفصل في المسجد بين الرجال والنساء
· ويأمر بخروج النساء قبل الرجال بعد الصلاة في المسجد
· ويمنع دخول الأجنبي البيوت ويوجب عليه الاستئذان قبل دخولها
فهذه الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة تدل على أن الأصل الفصل بين الرجال والنساء. وقد كان هذا الأصل معلوما عند المسلمين زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومما يدل على هذا ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري: “قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن…”، ولو كان الأصل الاختلاط لجمع الرسول صلى الله عليه وسلم النساء مع الرجال في درسه دون أن يجعل لهن يوما، ولو كان أيضا أصل الاختلاط معلوما لكان للنساء أن يطلبن من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يلتحقن بدرس الرجال أو يجلسن معهم.
ومما يدلّ على هذا أيضا ما رواه أبو داود في سننه عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: “لو تركنا هذا الباب للنّساء”، وروى أيضا عن نافع قال: “إن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخل من باب النساء”، ولو كان الاختلاط جائزا لما خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بباب يدخلن منه دون الرجال، ولما نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أن يدخل منه.
ومما يدل على هذا أيضا ما رواه البخاري عن ابن جريج أخبرني عطاء: إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن، وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري، لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال، لا تخالطهم…”. ففي هذه المناقشة نرى كيف أن قضية منع الاختلاط بديهية عند المسلمين فلم يعترض أحد عن أصل حظر الاختلاط، وانصب النقاش على غير الأصل، ولو كان الاختلاط في عرف المسلمين جائزا لانصب الاعتراض عليه مع وجود الداعي إليه. قال الشيخ محمد الخضر حسين: ” فانظر كيف بدا لابن هشام أن يمنع النساء الطواف مع الرجال أخذا بالقاعدة المعروفة في الشريعة من منع اختلاط النساء بالرجال، ولما أنكر عليه عطاء لم يقل له: إن اختلاط النساء بالرجال لا حرج فيه، ولكنه استدل بحديث أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كنّ يطفن مع الرجال، ولما بدا لابن جريج أن طوافهن مع الرجال يقتضي الاختلاط بهم، والاختلاط محظور في الشريعة، قال مستشكلا الإذن لهن في الطواف مع الرجال: كيف يخالطهن الرجال؟ فلم يقل له ابن جريج: وأي مانع من هذا الاختلاط، بل بيّن له أنهنّ يطفن مع الرجال دون أن يخالطنهم”.(12)
والحاصل، فإن حكم وجوب فصل الرجال عن النساء وحرمة الاختلاط من الأحكام القطعية الثبوت القطعية الدلالة، وهو من الأمور البديهية المعلومة من الدين بالضرورة عند المسلمين؛ فلم يكن في يوم من الأيام محل نظر عندهم أو محل خلاف بين العلماء رغم اختلاف مذاهبهم.
5. دفع شبهة
لسنا نعني بوجوب فصل الرجال عن النساء وحرمة الاختلاط الانتقاص من المرأة وحبسها في البيت فلا ترى أحدا ولا يراها أحد. فالمسألة التي نحن بصددها ليست متعلقة بما أقره الشرع من حقوق للمرأة لا ينازع فيها أحد، ولا بما أجازه الشرع للمرأة عموما، إنما نحن بصدد البحث في أصل العلاقة بين الجنسين. فالأستاذ الغنوشي يرى أن الأصل في العلاقة بين الجنسين غير مبني على مفهوم حرمة الاختلاط، ويرى أن الفصل “غير واقعي ولا هو مطلوب شرعا ولا هو نافع”، وقد حصرنا بحثنا في هذا الأصل ولم نشأ الدخول فيما يتفرع عنه مما قد تختلف أنظار العلماء فيه.
فالمسألة إذن غير متعلقة بفرع أو جزئية تخص المرأة من مثل: هل يجوز لها الانتخاب أو لا يجوز، وهل تتولى القضاء أو لا تتولى، وهل يحق لها العمل أو لا يحقّ. فهذه الأمثلة وما شابهها لا تعنينا في بحثنا هذا، وهي محل خلاف بين أهل العلم، وتندرج تحت مسمى الاجتهاد.
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويوفقنا لإتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويعيننا على اجتنابه.
22 ذو القعدة 1427هـ
(*) رئيس تحرير مجلة الزيتونة الألكترونية
(1) ينظر موقع تونس نيوز 11\12\2006م، وينظر أصل المقال بموقع أخبار العالم، يوم 3 ديسمبر 2006م
(2) ينظر المبسوط للسرخسي، ج4 ص111
(3) ينظر الكافي لابن قدامة، ج1 ص253
(4) ينظر الطرق الحكمية لابن القيم، ص326
(5) نيل الأوطار للشوكاني، ج3 ص373
(6) ينظر مواهب الجليل لشرح مختصر خليل للحطاب الرعيني، ج4 ص154
(7) ينظر مقال الشيخ محمد الخضر حسين بعنوان (اختلاط الجنسين في نظر الإسلام) على صفحة مجلة الزيتونة
(8) نقلا عن إسلام أون لاين، ركن الفتاوى: (الاختلاط: تعريفه وحكمه وضوابطه)، بتاريخ 12/04/2004م
(9) نقلا عن الشبكة الإسلامية، ركن الفتاوى
(10) ينظر (حكم الاختلاط)، للدكتور محمود مجيد سعود الكبيسي، شبكة جامعة عجمان، أبو ظبي
(11) نقلا عن (الاختلاط بين الواقع والتشريع)، لإبراهيم بن عبد الله الأزرق، ص11
(12) ينظر مقال الشيخ محمد الخضر حسين بعنوان (اختلاط الجنسين في نظر الإسلام) على صفحة مجلة الزيتونة.
(المصدر: مجلة الزيتونة الألكترونية بتاريخ 13 ديسمبر 2006)
الرابط: http://www.azeytouna.net/Dialog/Dialog001.htm
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
الرسالة 185 على موقع الأنترنت تونس نيوز
|
دعم حقوق الإنسان العربي ومزيد فتح مجال الحوار الديمقراطي
على بركة الله وبعونه وتوفيقه أواصل الكتابة حول عدة مشاغل تهم الرأي العام وقد تحدثت خلال المقالات السابقة من يوم 28/10/2006 إلى يوم 08/12/2006 في عديد القضايا التي تهم مشاغل الناس، وأهم ما يخالج ضمائرهم وقد ساهمت بحوالي 25 مقالا على النحو التالي: 4 رسائل مفتوحة إلى رمز البلاد سيادة الرئيس من 31 أكتوبر إلى 04 نوفمبر 2006 و3 رسائل إلى الأخ الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي و3 رسائل إلى السيد رئيس مجلس النواب و3 رسائل إلى السيد وزير المالية و3 رسائل إلى السيد وزير الشؤون الإجتماعية ورسالتين إلى السيد وزير النقل ورسالتين إلى السيدة وزيرة التجهيز والإسكان ورسالة للسيد وزير الصحة العمومية ورسالة إلى السيد وزير التربية والتكوين ورسالة للسيد وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ورسالة للسيد وزير الفلاحة. وكل الرسائل نشرت بأمانة وصدق من طرف موقع تونس نيوز الموقع الديمقراطي الذي له صدى عالمي ومصداقية لدى كل الإعلاميين والرأي العام العالمي. وقد أنشرت في الرسائل الآنفة الذكر بكل وضوح وصراحة معهودة وبلغة مبسطة وبحرية وشجاعة أدبية كل الإشكاليات بوضوح وصدق وأطنبت في الحديث حول النقاط التي يجب ذكرها والوقوف عندها وإقترحت بعض الإقتراحات عسى أن تكون مدخلا للحوار البناء والديمقراطي …
ولكن رغم التوضيحات الشافية والطرح الديمقراطي والآراء والأفكار المقنعة والنقاط المطروحة بصراحة لم أشاهد ولم أسمع برد أو تعليق أو تعقيب، كما هو بالشأن في البلدان الديمقراطية رأي المواطن محترم ويناقش ويشكر عليه وتقع دعوة صاحبه للحوار التلفزي والدعوة للحوار المفتوح في وسائل الإعلام. وهذا هو المطلوب من الحوار على مواقع الانترنت ليس لمجرد رأي ينشر أو حديث يقرأ أو تعقيب يطلع عليه بل هو حوار وإثراء وفائدة تحصل للجميع وتعاليق من هنا وهناك وردود من السادة الوزراء لتعميم فائدة الحوار وإتساع اطاره وشمولية نظرا لحساسية الطرح وشمولية المواضيع وإلا ما الفائدة في النشر وماهي النتيجة إذا كان التعتيم هو دوما سيد الموقف.
هناك يصبح رأي المواطن غير محترم ومن أسباب دعم حقوق الإنسان العربي هو الإصغاء إليه وفتح مجال الحوار أمامه بكل الوسائل المتاحة من تلفاز وصحف وإذاعة ومنابر حوار وموقع الانترنت.
رأي المواطن لا يكون مفيدا إلا إذا وقع الإهتمام به والإصغاء إليه والإستجابة لما ورد في المقالات والعمل بها.
وفي هذا الإطار لم نسمع لحد اليوم ولم نلمس عناية لكل المواضيع التي طرحت ولم يحرك أي واحد ساكن وكأن المواطن في وادي والمسؤول في واد آخر صامتا إذا أين حقوق الإنسان أين حرية الفكر أين الحوار ولو بواسطة الإنترنت أين إحترام الرأي والرأي الآخر. نرجو مزيد فهم معاني الحوار ومعاني تقديم الخواطر والمقترحات صحيح أن بعض الأحرار من المناضلين أقلامهم حرة لا تريد أن تحلق في فضاء المدح والتجميل، صحيح أن أقلام المناضلين الأحرار تريد حوارا بعيدا على التجميل والمدح وذكر الحسنات فقط، صحيح أن أقلام الأحرار تريد طرح المشاكل والمشاغل بصراحة ووضوح وشفافية، صحيح أن أقلام الأحرار تريد وضع النقاط على الحروف، صحيح أن أقلام الأحرار تريد أن تحلق في الواقع المعاش، صحيح أن أقلام الأحرار تريد الأصداع بالحق، صحيح أن أقلام الأحرار تريد ذكر الحقائق وكشف النقاط السلبية ووضع الأصابع على أصل الأسباب، صحيح أن أقلام الأحرار تريد العلاج بوفاء الصادقين ونوايا المخلصين ووعد العاملين وإنجاز المناضلين، صحيح أن أقلام الأحرار تريد الكشف على مواطن الضعف والخلل ومواطن التجاوزات والتعقيدات، صحيح أن أقلام الأحرار تريد أن تكون على عهد الوفاء للوطن والوفاء للشهداء والوفاء للرموز والزعماء، صحيح أن أقلام الأحرار تريد أن تصل بكلمتها إلى رئيس الدولة حتى يعلم بمواطن الخلل وكثيرا ما يسعون لإخفائها عليه بشتى الطرق، صحيح أن الأقلام الحرة تقلق بعضهم ويحرج البعض الآخر لأنها شجاعة وجرئية وصادقة. كل هذا صحيح مائة بالمائة ولكن ماهو الحل لإبلاغ صوتنا لرئيسنا دون هذا الموقع الحر الديمقراطي المعبر.
ما دامت بقية الوسائل معطلة لا صحافة مكتوبة تنشر الرأي الحر ولا قناة تلفزية تسعى لأخذ رأي المواطن بحرية وحتى إذا فتحت ملنايهم الحياة العامة والإجتماعية كملف السكن مؤخرا فإنها تستدعي الأشخاص التي ترشحهم التلفزة وتعرف مسبقا تدخلاتهم بينما إدارة التلفزة ومديرها العام يقينا أنهم إطلعوا حرفيا على نص المقال الذي نشر في غرة ديسمبر 2006 حول موضوع السكن بكل تفاصيله وجزئياته وتعقيداته والحلول والمقترحات ولكنها تتجنب دعوة صاحبه وتسعى لدعوة آخرين من الذين يتكلمون دقيقة واحدة ويمرون على الموضوع مر الكرام وهذه هي ملفاتنا الحوارية التلفزية محسوبة ومضبوطة ومعدلة ومكيفة ومحبوكة لا زيادة على ما وضعه البرنامج… ولا منابر حوار مفتوحة إلا للمدح والشكر وقليلا من الملاحظات المحتشمة…
وعلى صاحبها توخي الحذر واليقضة والذكاء والفطنة ويستعمل أسلوب الكر والفر. وإلا الأسبوع القادم يحرم من الحضور وهذا ما حصل لصاحبكم المتحدث والحوار الذي جرى بدار التجمع يوم 27/03/2001 مع السيد وزير المالية الأستاذ توفيق بكار محافظ البنك المركزي الحالي خير دليل على صدق ما أقول لولا أطاف الله والرصيد الحزبي والتاريخي طيلة نصف قرن وعامين والحصانة الحزبية والنظافة الشاملة كل هذه العوامل شفعت لي لولا هذه العوامل كلها لأصبحت في نظر أحدهم خارج على قافلة العمل وزاد الطين بلة مشاركتين بحماس الأوفياء وصدق المناضلين وعهد المؤمنين وقناعة الدستوريين وتشبع المخلصين للعهد والتاريخ والزعيم بورقيبة مشاركتي الحماسية جلبت لي المشاكل ودفعت ضريبة الوفاء وكان القرار الحاسم عدم حضوري مستقبلا منابر الحوار حتى في إحياء ذكرى مأوية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بالمنستير أيام 4 و5 أوت 2003 حضرتها تلقائيا وبدون دعوة والمشرف على التنظيم بقى محدقا فيّ أكثر من نصف ساعة لم أطلب الكلمة لأني غير مدعوا للحضور ولم تعطى لي الكلمة لأني عند السيد خارج على قائمة الحاضرين ولم استطع أخذها لأن الخوف هو السائد والعيون كلها طبعا عيون بعضهم نحوي وقالوا كيف حضر وجاء إلى المنستير على بعد 160كلم من العاصمة وليس له سيارة ولم نسخر له سيارة…
حقوق الإنسان العربي لا تشجع على هذا الصنيع أيها الإخوة بل تسعى لتوفير حق التعبير وحق الحضور وحق الحوار وحق النقاش وحق المشاركة خاصة في مناسبة وطنية أذن سيادة الرئيس بإحيائها وتخص الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وإذا لم يحضرها المناضلون الأحرار من سيحضرها يا ترى…
كل هذا وأعتقد أن رئيس الدولة لا علم له بـ 90% مما يحصل ثم نقول في الإجتماعات نحن نتكلم بإسم الرئيس والرئيس قالها في أكبر مناسبة على الهواء يوم 3 ماي 2000 في عيد الصحافة العالمي بصراحة أوصيكم أيها المسؤولون والوزراء والإطارات كونوا أصحاب مبادرة تحملوا مسؤولياتكم كاملة وخذوا قراراتكم بشجاعة بعد تروي وحسب القانون ولا تقولوا للمواطن كل الأمور بيد الرئيس ولا تشير إلى صورته المرفوعة والقرار بيده فقط قالها بوضوح وصراحة وأصبحت الكرة في ملعب السادة الوزراء وكتاب الدولة والسادة الولاة والمسؤولين كما أشار إلى موضوع حرية الإعلام وقال الكرة اليوم في ملعب الساهرين على الصحافة والإعلام ولكن رغم هذا الوضوح والنداء والخطاب التاريخي لم يقع إستعابه ولم تستوعبوا الدرس البليغ.
حقوق الإنسان إذا هي إستعاب مشاغل الناس وإحترام الرأي الآخر وأحيانا نسمع أخذ قرارات تتماشى مع الخواطر والمقترحات التي تم نشرهامؤخرا وخاصة على صعيد التشغيل وقد ورد في حوارنا مع السيد وزير التشغيل إلى عدة نقاط هامة وقد تم يوم 08/12/2006 في يوم التضامن إعتماد أحد العناصرين خصوص الترفيع في قيمة القروض المسندة من طرف بنك التضامن الوطني من 40 ألف دينار إلى 80 ألف دينار وقد ورد هذا الإقتراح في مقالي المتعلق بالتشغيل كما ورد يوم 09/12/2006 في خطاب سيادة الرئيس دعم آفاق التشغيل بالنسبة لمناطق الظل ومناطق الريف بصفة عامة والعائلات الضعيفة والأقل حظا قصد العناية بأبنائها والأولوية في تشغيل أكثر من واحد من هذه العائلات خلال السنة القادمة 2007 إن شاء الله في الوظيفة العمومية وغيرها.
كل هذه المشاغل تطرقت إليها في مقالاتي ولم يقع الإشارة أو ذكر مصدر المقترح والرأي صحيح إن الفائدة والعبرة بالنتائج. ولكن من حقوق الإنسان ذكره وتشجيعه والعناية بأفكاره حتى تكون حافزا مفيدا للغير في بلد ينشد دعم حقوق الإنسان والإنسان فكر وأسلوب ورأي ومشاعر وإحساس ووجدان وكرامة، ويريد نشر ثقافة حقوق الإنسان ومن حقه الإعتزاز بفكره وبأسلوب حواره وبشجاعته ومن حقه أصدقائه وأهله وأحبائه إبراز مواهبه ومن الحقوق الأساسية للإنسان إحترام أفكاره وعدم طمسها أو تهشيمها تلك هي من حقوق الإنسان الذي ينشد رفع كرامة ومنزلة أخوه الإنسان أين ما كان حتى في أعماق ريف بعيدا على حضارة المدينة أو لا يحسن حوار المجاملة والرياء وبضاعة الميل مع الرياح إلا ممن خلال سماعه لأغنية الحاجي على أمواج الأثير. قال الله تعالى:“ يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا“ صدق الله العظيم.
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري