الجمعة، 5 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
 ème année, N° 2419 du 05.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


 صلاح الدين الجورشي: “أحداث حمام الأنف.. نريد الحقيقة”

حركة النهضة بتونس: بيان بشأن التطورات الأمنية في تونس

حزب العمال الشيوعي التونسي : من حقّ الشعب التونسي أن يعلم الحقيقة

حزب العمال الشيوعي التونسي: إعدام صدّام حسين:عمليّة همجيّة لن توقف المقاومة بل ستؤجّجها

المنبر الاشتراكي العربي الناصري في تونس: دفاعا عن وحدة العراق وعروبته لا عن صدام

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسانفروع : بنزرت وماطـــر وباجـــة وجندوبة:بيــــــــــان

الحياة : مخاوف من اندلاع موجة من العنف الأصولي … تونس: تحقيق مع موريتانيين واعتقالات واستمرار الإجراءات الأمنية جنوب العاصمة

الوسط التونسية: حالة من الذعر تخيم على الشارع التونسي وطوارئ غير معلنة بالبلاد

مرسل الكسيبي : بيان بشأن الاشتباكات المسلحة بتونس رويترز: استمرار الاحتجاجات في تونس للتنديد باعدام صدام

يو بي أي: سفير أمريكا الجديد لدى تونس يباشر مهماته

وات: وزير الدفاع الوطني يشرف على الاحتفال بالذكرى 40 لتأسيس الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد

وات: محاضرة على منبر منتدى الفكر السياسي حول خصوصيات النموذج التونسي في مجال الديمقراطية

أهم ما ورد في كلمة السيد علي لعريض في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب الديمقراطي التقدمي

أحمد نجيب الشابي: هويدا، يا أخي خالد…

ناجي الجمل: وصفة الدكتور خالد شوكات لإصلاح حركة النهضة

الأستــاذ فتحــي نصري: حوار مع الدكتور خالد شوكات

عبد الرحمان الحامدي:إعدام الرئيس

آدم الصديق: صدام حسين نال ما يستحق  !!

نبيل الفولي: إعدام صدام.. هل هو صفقة سياسية؟

محمد العروسي الهاني: مناطق الظل مازالت تحتاج إلى التعهد والصيانة والمتابعة

حسين المحمدي : ذات التونسي..انسان مابين 1939و1943.. وسمسارفي2007…رسالةإلى روبرت ساتلوف..


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


“أحداث حمام الأنف.. نريد الحقيقة”

صلاح الدين الجورشي – تونس

 

هذا ليس شعار حزب معارض، وإنما “مانشات” تصدّرت العدد الأخير من أسبوعية “أخبار الجمهورية”، الصادرة في تونس يوم 4 يناير 2007.

 

مرة أخرى تندلع في تونس حوادث خطيرة، ويكون التعاطي الإعلامي معها محكوما بندرة المعلومات وإخفاء الحد الأدنى من المعطيات. أكثر من عشرة أيام والتونسيون، بمن فيهم رجال السياسة والصحفيون ونواب في البرلمان وقادة أحزاب ورجال أعمال ومثقفون، وحتى أعضاء الحزب الحاكم، لا يملكون معلومات مؤكّـدة عن حوادث تبادل الطلق الناري التي جدّت في أكثر من مكان من البلاد بين “مسلحين مجهولين” وقوات تابعة لأجهزة الأمن والجيش، وقد فتح ذلك المجال واسعا أمام مختلف الإشاعات، بما في ذلك “الأكثر غرابة وجنونا”، على حد تعبير أحد المعارضين للحكم.

 

بدأ الغموض مع ما أعلنت عنه وكالة إفريقيا تونس للأنباء (رسمية) في برقية لها مساء يوم 23 ديسمبر 2006 الماضي من حدوث مواجهة مسلحة مع مجرمين خطرين، أدّت إلى مقتل اثنين منهم وجرح عونَـي أمن، وظن التونسيون أن المسألة ستقف عند ذلك الحد، مع التطلع لمعرفة هوية هذه العصابة.

 

لكن بعد ذلك، قدمت بعض وسائل الإعلام روايتين مختلفتين، فقد أكدت صحيفة “الشروق” أن العصابة مرتبطة بشبكة دولية لها علاقة بعالم المخدرات، وهي رواية تقبلتها معظم الأوساط بكثير من الشك والحذر، أما الرواية الثانية، فقد كانت أكثر وجاهة، وتبنتهــا صحيفة “الصريح”، التي وصفت العملية بأنها من صِـنف العمليات “الإرهابية”، وقد شكل ذلك، الخيط الذي أمسكت به الأوساط المتعطشة لمعرفة خلفيات الحدث.

 

مواجهة خطيرة

 

ومما دعم هذه الفرضية، نوعية الأسلحة التي استعملها المسلحون (كلاشنكوف، ومتفجرات يدوية حديثة ومتنوعة، وقيل أيضا بعض قطع من صواريخ الهاون)، وكذلك المهارات القتالية التي أظهرها بعضهم، مما ألحق إصابات بالغة في صفوف رجال الأمن، وحتى بعض العسكريين، حسب بعض الروايات غير المؤكّـدة.

 

كما نجحت المجموعة، بشكل مؤقت، في توسيع دائرة المواجهة، وذلك بالانتقال السريع من مكان إلى آخر (حمام الأنف، حمام الشط، جبل الرصاص، مرناق، وأخيرا سليمان)، وهو ما دفع بخلية الأزمة، التي أشرفت على متابعة مجريات هذه العملية، إلى التعاون مع وزارة الدفاع وإعلان التعبئة الكاملة، ووضع الجميع في حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوق، بلغت حد إلغاء الإجازات ومنع الكثيرين من عسكريين ورجال أمن من العودة إلى بيوتهم إلى أن تنتهي العملية.

 

ونظرا لخطورة المواجهة، التي تعتبر الأولى من نوعها، تمّـت الاستعانة أيضا بطائرات مروحية عسكرية ووضع حواجز ونقاط تفتيش بكثافة في جميع الطرقات، الرئيسية والفرعية، الرابطة بين العاصمة تونس ومدينة بن قردان (في أقصى الجنوب)، وبالأخص بين حمام الأنف ومدينة الحمامات.

 

بعد عشرة أيام من تاريخ البلاغ الأول، أصدرت وزارة الداخلية بيانها الثاني، أكّـدت فيه أنه “مواصلة للأبحاث التي انطلقت على إثر تبادل لإطلاق النار ليلة 23 ديسمبر الماضي بين قوات الأمن ومجموعة خطيرة من المجرمين، تمت صباح يوم الأربعاء 3 يناير بالضاحية الجنوبية، مطاردة عناصر متبقية من هذه المجموعة، نتج عنها تبادل لإطلاق النار أدّى إلى مقتلهم”.

 

وبما أنه قد سبق لمصدر حكومي نفْـيَـه بشِـدّة مقتل 25 مسلحا، وهو الخبر الذي أوردته وكالة “رويترز”، نقلا عن مصدر قريب من الجهات الأمنية، فقد عادت الوزارة لتُـعلن عن حصيلة جديدة، تمثلت في مقتل 12 مسلحا واعتقال 15 آخرين، ويُـفهم من البلاغ بأن العملية قد انتهت وأن الملف قد أغلق.

 

ويفيد مصدر طبي أن أحد مستشفيات العاصمة قد تلقى يوم الأربعاء الماضي (3 يناير 2007) تسع (9) جثث لأشخاص مُـصابين بالرصاص، وهو ما يدُل على أن المواجهات التي شهدتها مدينة سليمان كانت ساخنة، حيث استمرت يوما كاملا، حسب روايات بعض الشهود، الذين أكدوا بأن اجهزة الامن حاولت ان تتجنب إطلاق النار بكثافة حرصا على إلقاء القبض على هؤلاء المسلحين أحياء لكن هؤلاء تحصنوا بأحد المنازل طيلة يوم كامل مما أدى في الأخير حسب نفس الشهود إلى اتخاذ قرار بالهجوم على المنزل وقصفه.

 

“الملف أغلق بالكامل”

 

في هذا السياق، وباتصال هاتفي مع الإعلامي التونسي برهان بسيس، أكّـد لسويس انفو أن المجموعة “لها ارتباط بشبكة إرهابية عابرة للحدود”. وفي انتظار استكمال التحريات، فهو يرجّـح وجود عناصر أساسية وثيقة الصِّـلة بمراكز في الخارج، وبالتالي، فهو يعتقد بأن المجموعة “ليس لها وجود طبيعي أنتجه حِـراك داخلي”، لكنه لم ينفِ وجود عددٍ من الشبّـان التونسيين “تم استقطابهم بحُـجّة الجهاد”.

 

وفي إشارة إلى المهارة القتالية، التي أظهرها بعض المسلحين، لم يستبعد السيد بسيس أن “قوة النار المستعملة أكّـدت أن من بين أفراد المجموعة مَـن له تجربة ميدانية سابقة، قد تكون ساحات خارجية قد صهرتها، بينما كان أداء آخرين أقرب على الهواية مما يؤكّـد حداثة انضمامهم لهذا الصنف من الجماعات”. 

وأكد بسيس بالخصوص على أن “التدخل الحازم والناجع لأجهزة الأمن في اللحظة المناسبة وبالدقة المطلوبة قد فوت وقوع ما لا يُـحمد عقباه”. وبناء عليـه، اعتبر أن “التعاطي، سياسيا وإعلاميا، مع هذه القضية ينبغي أن يرتفع عن منطق المزايدة والتهويل والعجلة والاستثمار السياسي الابتزازي لحدث يتجاوز بشكل كبير، طبيعة ورهانات وصراعات الساحة السياسية التونسية في حجمها التقليدي واحتكاكاتها المعروفة، لأن الضرر لا قدّر الله في مثل هذه الحالات يشمل الجميع سلطة ومعارضة”، على حد قوله.

 

وبسؤاله حول ما إذا كانت هذه المجموعة لها امتدادات أخرى، استند في جوابه على ما أكّـدته الأجهزة الأمنية من أن “الملف قد أغلِـق بالكامل”، وأضاف “لكن التحقيقات المفتوحة ستركِّـز على إمكانية وجود امتداد من نوع مغاير لهذه المجموعة، سواء أكان امتدادا في طور الاستعداد أم فيما يُـعرف اصطلاحا بالخلايا النائمة”.

 

أما المؤكد بالنسبة لبرهان بسيس، فهو أن الحادثة “توقفت عند حدود إشعال الضوء البرتقالي أمام التونسيين”.

 

 اختراق سريع.. وقابلية شبابية

 

 تتنزّل هذه المجموعة، التي تجنّـبت السلطات الأمنية تحديد هويتها السياسية والدينية، في سياق عام يتّـسم بانتشار لأفكار التشدد والقراءة السلفية للنصوص المرجعية الإسلامية.

 

فلأول مرة في تاريخ تونس الحديث، يتمكّـن التيار السلفي من تحقيق اختراق سريع ولافت للنظر، خاصة في الأحياء الفقيرة والمناطق المهمّـشة، وقد لعبت عوامل متعددة لدعم مثل هذا التيار، من أهمها ما يجري في العراق وما ترتكبه السياسة الأمريكية من أخطاء فادحة وحمقاء، وانتهاكات خطيرة كان آخرها إعدام الرئيس السابق صدام حسين بطريقة بشعة واستفزازية.

 

كما أن الفراغ الديني وأزمة القِـيم وغياب حوار وطني وعلني وحُـر حول القضايا الأساسية التي تشغل الشباب، قد ساعد كثيرا في توفير القابلية لهذا التحول الفكري والنفسي، الذي يتعرض له قطاع واسع من المواطنين، وبالأخص في صفوف الشباب، فالذين حملوا السلاح خلال الأيام الماضية، تتراوح أعمارهم ما بين عشرين وخمسة وعشرين عاما، بل منهم من هو دون ذلك، حسب بعض الروايات.

 

كما يعتقد كثيرون بأن سوء إدارة العلاقة مع ظاهرة التديّـن الجديدة واللّـجوء إلى الحملات الأمنية العشوائية في محاولة للقضاء عليها – مثلما حصل الخريف الماضي في مسألة الحجاب – قد زاد في الطين بلة، واستثمره البعض للقول بوجود عداء للدين في تونس ومقاومة للمتدينين، وهو ما راج خلال الأشهر الأخيرة في عشرات المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت القريبة من دوائر مجموعات السلفية الجهادية.

 

يضاف إلى ذلك، عودة تركيز تنظيم القاعدة على منطقة المغرب العربي، بعد إعلان أيمن الظواهري رسميا في شهر أكتوبر الماضي عن تكليف “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” الجزائرية بتنسيق العمليات على نطاق إقليمي.

 

هذه الجماعة، التي تشهد أزمة هيكلية وتراجعا ملحوظا وانقساما داخليا حادا، رغم محاولاتها المتكررة لإعطاء دفع جديد لنشاطها، وهي بالتالي، أصبحت في أشد الحاجة إلى استقطاب مزيد من المقاتلين من داخل الجزائر ومن دول الجوار لتخفيف الضغط عليها، على أن تتولى تدريب مئات العناصر الجديدة، واستعمال الخلايا النائمة لتوسيع دائرة المواجهة مع حكومات المنطقة وضرب المصالح الغربية بها.

 

2006.. بداية المنعرج

 ويبدو أن أوساط القاعدة تعتقد بأن تونس تشكِّـل الحلقة الضعيفة في المغرب العربي، نظرا لعدم امتلاكها خِـبرة في مجال مكافحة الإرهاب، لكن بعد حوادث الضاحية الجنوبية من العاصمة التونسية، فإن تنظيم القاعدة قد يُـضطر إلى تغيير أسلوبه وخُـططه دون التراجع عن استهداف المصالح التونسية، خاصة في ضوء ما يُـقال عن إدخال كميات كبيرة من الأسلحة إلى البلاد بوسائل لا تزال محل تساؤل واستغراب الجميع، إضافة إلى تردد أخبار أخرى غير مؤكّـدة تحدثت عن العثور على أسلحة فُـقدت من إحدى الثكنات.

 

ومع أنه من الخطأ، الخلط بين موجّـة التديّـن التي تشهدها البلاد، وبين جنوح البعض من الشبان نحو الخطاب السلفي الجهادي إلا أنه – وفي انتظار أن تفصح الجهات الأمنية عما تملكه من معطيات وبالرجوع إلى عدد من المعطيات المتفرقة – يبدو أن السَّـنة المنقضية قد شهِـدت بداية المُـنعرج نحو تشكيل عدد من الخلايا في تونس، حيث تعدّدت عمليات تسلّـل بعض الشبان في اتّجاه الجزائر.

 

ويبدو أن العديد منهم قد نجح في ربط صلات قوية بالتنظيمين السلفيين الناشطين في هذا المجال، وهما الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، والجماعة السلفية المقاتلة الليبية، ولا يُـستبعد أنه بعد دخول الجماعة الليبية في مراجعات على إثر الحِـوار الدائر بينها وبين نجل العقيد القذافي سيف الإسلام، واحتمال تخلّـيها نهائيا عن الإرهاب، اتّـجه رهان العناصر التونسية على توثيق الصلة بالجزائريين، ولهذا السبب، تعدّدت حالات اعتقال تونسيين من قِـبل حُـراس الحدود الجزائريين، خاصة خلال السنة الماضية، من بينهم ثلاثة اشتُـبه في قيامهم بتهريب أسلحة إلى داخل تونس.

 

وتفيد بعض المؤشرات إلى أن تركيز الخلية التونسية قد قطع أشواطا من حيث الهيكلة وتوفير نسبة عالية من التسلح والمخابئ الآمنة، بما في ذلك إعداد نفق يسمح بالتخفي والحركة وسرعة التنقل، لكن المجموعة فوجئت بالتدخل الأمني قبل أن تشرع في تنفيذ بعض العمليات، التي كانت “حيوية ومن الحجم الثقيل” حسبما يبدو.

 

 ردود أفعال حذرة

 

 في غياب المعطيات الدقيقة، كيف تصرّفت الأحزاب والجمعيات الحقوقية؟ ففي حين اكتفى البعض بانتظار عقد مؤتمر صحفي يسلِّـط الأضواء على الأحداث بشكل رسمي، حاول البعض الآخر الاعتماد على إمكانياته الذاتية ومصادره لجمع المعلومات والإخبار بها مثلما فعل “حزب العمال الشيوعي التونسي” (محظور) عن طريق موقعه الإلكتروني أو “المجلس الوطني للحريات” (محظور) و”الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين” (محظورة) وهي بالمناسبة جمعيات حقوقية بدأت تلفت النظر منذ فترة إلى توسع الإيقافات بشكل غير مسبوق وأن ذلك بدأ قبل عدة أشهر من اندلاع الأحداث الأخيرة.

 

الواضح الآن، أن مختلف الأوساط السياسية والإعلامية أصبحت تعتقد بأن الموضوع لا علاقة له بملف المخدرات، وأن تونس قد انضمت إلى بقية الدول العربية التي تعاني من ظاهرة الإرهاب المنظم.

 

بالنسبة للسيد نجيب الشابي، الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي، فقد انتقد بشدة ما وصفه بـ “التعتيم الإعلامي” الذي تمارسه الأجهزة الرسمية، وذكر بأن الشارع التونسي “يعيش حالة اضطراب وحيرة”، واعتبر أن ذلك من شأنه أن “يزعزع الثقة في الوضع العام بالبلاد، ويغذّي الشائعات الأكثر غرابة، وهو ما من شأنه أن ينعكس بشكل سيّء على قطاعي السياحة والاستثمار الداخلي والخارجي”. وهو إذ يقر بأنه لا يوجد بلد غير معرّض لظاهرة الإرهاب، وأن التونسيين لن يقبلوا أن تتكرر في بلادهم تجربة الجزائر، لكنه حذر مما وصفه بمخاطر الانزلاق الأمني، وعدم الإدراك، بأن هذه الظاهرة تتغذى من “الظلم العالمي، والإقصاء الداخلي، والعوامل الإقليمية”، وألح على المطالبة بإشراك المجتمع في البحث عن طرق المعالجة، ومواجهة كل ما يهُـم البلاد.

 

أما السيد خميس الشماري، الخبير والناشط الحقوقي، فقد شكك في الرواية الرسمية، وأكّـد بأنه لم يستغرب ما حصل “نظرا لانسداد الأفق، وبالتالي، لم يعد بالإمكان استبعاد احتمال انسياق بعض الشباب في المغامرة”، كما أشار في الآن نفسه إلى وجود أكثر من 300 معتقل في السجون منذ أشهر، رغم أن ملفاتهم “خالية من أدلة”، أما الرغبة في التفاعل مع المقاومة “فهي مسألة حقيقية”، واعتبر أن المعالجة الأمنية “قاصرة عن حل الإشكال”، لكنه اعتبر أن ما حدث قد يكون من قبيل رُبَّ ضارة نافعة “لو لجأت السلطة إلى التنفيس السياسي”.

 

بالنسبة لأوساط حركة النهضة المحظورة، فإنها بدورها لا تملك مُـعطيات دقيقة عن الأحداث التي جرت. فلعل أهم ما يُـلفت النظر في ذلك، أن تيار السلفية الجهادية في تونس، ليس هيكلا منظما ولا يملك رؤوسا جامعة ولم تُـعرف له رموز تتحدث باسمه، إنه تيار صاعد وجديد، وليس لأفراده تاريخ أو أثر في مختلف الساحات الدينية أو السياسية.

 

فأوساط حركة النهضة تتعامل بحذر شديد مع هذا التيار، وترى فيه “خطرا عليها وعلى البلاد”، نظرا لاندفاع عناصره نحو المغامرة وتأثر الكثير منهم بنماذج خارجية لها استراتيجيات مغايرة لما تروِّجه قيادة النهضة منذ سنوات.

 

ويعتقد السيد زياد الدولاتلي، القيادي السابق في الحركة بأن “آلاف الشباب في العالم العربي قد أصبح يتفاعل مع خِـطاب بن لادن وأدبيات القاعدة، نتيجة استبداد الأنظمة وانتشار الفساد من جهة، وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة من جهة أخرى”، ويُـقر الدولاتلي بأن المسألة في تونس ليست مجرّد مجموعات صغيرة، ولكنها “ظاهرة منتشرة”، وما يأمله النهضويون، هو أن تُـسفر المواجهة التي تمّـت عن تعديل في سياسة السلطة تُـجاه مساجينهم، وأن تتوقف عن رمي جميع الإسلاميين في سلّـة واحدة.

 

تساؤلات عديدة

 

لا يزال الحدث – في ظل غياب المعلومات الدقيقة والموضوعية- يثير من التساؤلات أكثر مما يقدم من إجابات.

 

فهل يمكن القول بأن خلايا نائمة تابعة للقاعدة قد أصبحت حقيقة ميدانية قائمة في تونس أم أن الحالة لا تزال تمر بمرحلة التشكل؟ وهل يوجد من بين أفراد المجموعة أجانب، خاصة بعد أن تبيّـن أن المدعو “شكري”، الذي اعتبر من أخطر العناصر لم يكن موريتانيا وإنما يحمل جواز سفر مُـزيف؟ وكيف تسلل سلاح متطور ووصل بين أيدي هؤلاء وربما غيرهم؟ والأهم من كل ذلك، هل يمكن القول بأن هذا الملف قد أغلِـق أم أن ما تم اكتشافه ليس سوى قمة جبل الجليد؟

 

وأخيرا، هل ستستخلص السلطة دروسا سياسية مما حدث، وتفتح المجال لصفحة جديد في علاقاتها بالمعارضة ومنظمات المجتمع المدني والإسلاميين، أم أن المشهد العام في البلاد مرشح لمزيد من التصلب والتشدد؟

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 5 جانفي 2006)

الرابط:

http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=7404928&cKey=1168033780000

 


بسم الله الرحمان الرحيم

 

حركة النهضة بتونس

بيان بشأن التطورات الأمنية في تونس

 

شهدت تونس خلال الأيام الأخيرة تصعيدا أمنيا خطيرا، تمثل في  تبادل لإطلاق النار بين أجهزة الأمن من جهة ومجموعات مسلحة من جهة أخرى. وبسبب التعتيم الإعلامي الرسمي المعتاد، وتكتم السلطة على الكثير من المعطيات، فقد  تعددت الروايات في صفوف كل المراقبين المهتمين من إعلاميين ومحامين وأحزاب سياسية، حول حقيقة هذه “المواجهات” التي  خلفت عددا كبيرا من الضحايا،  وتبعتها حملات اعتقال وتمشيط واسعة في العديد من المناطق.

 

ان حركة النهضة وهي تتابع بانشغال كبير هذه الاحداث تؤكد ما يلي:

ـ     ترفض سياسة التعتيم الاعلامي على الاحداث وتطالب بكشف حقيقة ما يجري واحترام حقوق الانسان  ومقتضيات العدل.

ـ    تذكر الجميع بحرمة الدم التونسي وحرمة قتل النفس  وتحت أي مسوغ كان وضرورة تجنب العنف والعنف المضاد وان الاعتماد على المعالجة الامنية لمثل هذه الاحداث لا يزيدها الا تعقيدا واستفحالا وانما المطلوب معالجة شاملة تنصب على نزع اسباب الازمة التي تردت اليها البلاد.

ـ   ان حركة النهضة وقد بذلت الوسع لتجنيب البلاد الانزلاق نحو العنف والعنف المضاد لما يمثله من مأزق خطير فإنها تعتبر ما يجري من أحداث ليس هوإلا أحد إفرازات سياسة الانسداد السياسي ومنع القوى  الفاعلة المعتدلة من ممارسة دورها الوطني والثقافي مما أدى إلى احتقان سياسي وأمني واجتماعي من شأنه أن ينتج مثل هذه الأحداث المؤلمة.

ـ  تدعو جميع الاطراف الوطنية على اختلاف توجهاتها ومواقعها إلى العمل المشترك الجاد من اجل تحقيق الاصلاح الجوهري والضروري لمعالجة حالة الاختناق والازمة التي تشتد في البلاد وتدفعها نحو المجهول.

 

عن حركة النهضة بتونس

الشيخ راشد الغنوشي

 

15 ذو الحجة 1427  الموافق 04 جانفي  2007

 


 

حزب العمال الشيوعي التونسي

من حقّ الشعب التونسي أن يعلم الحقيقة

تكاثرت الإشاعات منذ إعلان السلطة عن حصول مواجهة بين قوات الأمن و”مجرمين خطرين” أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى منذ ليلة 23 ديسمبر 2006 حول حقيقة ما يجري في البلاد. وممّا غذى هذه الإشاعات التعتيم الإعلامي الذي مارسته السلطة حول طبيعة هؤلاء “المجرمين الخطرين”: هل هم من مروّجي المخدّرات كما زعمت بعض صحف التعليمات أم ينتمون إلى مجموعات “سلفيّة جهاديّة” كما يروج في كافة الأوساط الإعلاميّة المستقلة في الدّاخل والخارج وفي الأوساط السياسية؟ وممّا زاد في تساؤلات المواطنين وحيرتهم التعبئة الأمنية المسلحة والغير المعهودة في كافة أنحاء البلاد والتواجد العسكري الواضح على الطريق السريعة من مستوى حمّام الأنف إلى مشارف مدينة الحمّامات وتواتر الأخبار حول تجدّد المواجهات المسلحة في عدّة أماكن أخرى سقط خلالها عدد كبير من الضحايا.
إنّ حزب العمال الشيوعي التونسي، وأمام خطورة ما يجري، خصوصا بعد تأكيد بعض وكالات الأنباء أن عدد القتلى بلغ 25 اليوم فقط واكتفاء القناة التلفزيّة التونسية الرسميّة بإعلان قتل قوات الأمن لـ”مجرمين خطرين” بالضاحية الجنوبية للعاصمة دون أيّ توضيح:
–   يستنكر التعتيم الإعلامي الذي يواصل نظام بن علي ممارسته على أحداث بمثل هذه الخطورة ويؤكد حق الشعب التونسي في معرفة كلّ ما يجري في بلاده وبالتالي في إعلام صحيح. –   يحذر من استغلال السلطة مثل هذه الأحداث لمزيد التضييق على الحريات بما فيها حرية التنقل وإخضاع المواطنين للتفتيش وهو ما يحصل بشكل مكثف منذ انطلاق الأحداث الأخيرة دون أن يعرف التونسيون أسباب ذلك. –   يؤكد أنّ هذه الأحداث تمثل مؤشرا لمرحلة خطيرة في الحياة الوطنية تفنّد مزاعم نظام بن علي حول تحقيقه “الأمن والاستقرار” وتبيّن الفشل الذريع للاستبداد ولسياسة “القبضة الأمنيّة”. –   يدعو كافة القوى الديمقراطية من أحزاب ومنظمات وجمعيات وشخصيات إلى الوحدة من أجل مواجهة استتباعات هذه الأحداث وانعكاساتها على أوضاع الحريات المتردية أصلا.
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 3 جانفي 2007 (المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 5 جانفي 2006)

حزب العمال الشيوعي التونسي
إعدام صدّام حسين:

عمليّة همجيّة لن توقف المقاومة بل ستؤجّجها

أقدمت قوّات الاحتلال الأمريكيّة وعملاؤها في بغداد على إعدام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين فجر يوم السبت 30 ديسمبر 2006 الذي يناسب اليوم الأوّل من “عيد الأضحى” الذي يحتفل به المسلمون في مختلف أنحاء العالم. وفي حين رحّب بوش وبلير والكيان الصهيوني والنظام الإيراني بهذا الإعدام واكتفى معظم الحكام العرب بانتقاد تاريخ تنفيذه، فقد أثار بالمقابل استنكارا كبيرا في صفوف الشعوب العربية التي رأت في إعدام صدّام حسين “عقابا له على عدم خضوعه للإدارة الأمريكية” وفي توقيته استفزازا لمشاعرها وإهانة جديدة لها وفي موقف الحكام العرب الذليل دليلا آخر على عجزهم عن الدفاع عن كرامتها.
إنّ حزب العمال الشيوعي التونسي يعبّر عن الآتي:
1- إنّ إعدام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين، على إثر محاكمة صورية، يمثل اغتيالا سياسيا لا يمكن فصله عن احتلال العراق من قبل الامبريالية الأمريكية وحليفتها الانجليزية وسعيهما المحموم إلى تدمير مقدراته البشرية والاقتصادية والثقافية ونهب ثرواته وتمزيق وحدته وطمس هويّته ودفعه إلى أتون حرب طائفية مدمّرة على يد عملائها من مختلف الطوائف والتيّارات السياسية حتى يسهل إخضاعه وتأبيد السيطرة عليه. 2- إنّ الذين نظموا محاكمة صدّام حسين المهزلة ونفذوا فيه حكم الإعدام هم قتلة مجرمون ولصوص، أعداء لدودون للشعب العراقي كما تدلّ على ذلك الجرائم اليومية التي يرتكبونها في حق هذا الشعب الذي فقد في ظرف ثلاث سنوات فقط من الاحتلال حوالي 700 ألف من بناته وأبنائه علاوة على الدمار المادي وفقدان أبسط مقوّمات العيش بالنسبة إلى الملايين من البشر، وهو ما ينزع عن المحتلين وعملائهم كلّ أهليّة أخلاقية وقانونية وسياسية لمحاسبة صدّام حسين ونظامه. 3- إنّ هؤلاء المحتلين والعملاء، خلافا لما يروّجونه، لم يعدموا صدّام حسين لأنه “طاغية” أو لأنه ارتكب “مظالم في حق جيرانه” بل لأنه لم يخضع لإرادة واشنطن وشكّل خطرا على مصالح الامبريالية الأمريكية في المنطقة. إنّ هذه الأخيرة تمثل السّند الرئيسي لأعتى الدكتاتوريّات في العالم عامّة وفي المنطقة العربيّة خاصّة، وهي توفر لعملائها من الطغاة (بينوشي مثلا) الحماية حتى يفلتوا من العقاب على ما ارتكبوه من جرائم في حق شعوبهم. وهي تريد من خلال إعدام صدّام حسين توجيه رسالة إلى الطغاة العرب خاصّة مضمونها: “كونوا طغاة مع شعوبكم لكن في خدمة مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل”! 4- إنّ شعبا عراقيا حرّا ومستقلا وصاحب سيادة هو الوحيد الذي يحقّ له تقييم حكم صدّام حسين ومحاسبته على ما ارتكبه من أخطاء ومظالم في حقه وفي حق بعض شعوب المنطقة. أمّا المحتلون وعملاؤهم، فالمصير الوحيد الذي هم حقيقون به هو المثول أمام محكمة جنائية دولية للإجابة على جرائم الحرب التي ارتكبوها ويرتكبونها في العراق، دائسين القوانين الدوليّة والمبادئ الإنسانيّة وإرادة المجموعة الدولية والشعوب التي ناهضت الحرب على العراق واعتبرتها غير شرعية. 5- إنّ رياء الحكومات البورجوازية الغربية ونفاقها قد اتضحا مرّة أخرى. فبينما هي تعلن مناهضتها “المبدئيّة” لحكم الإعدام وتقيم الدنيا وتقعدها حين يطول هذا الحكم أحد رعاياها أو واحدا من الموالين لها وحين يقع تصوير إعدامه وبثه، فإنها لم تبد احتجاجا على تنفيذ هذا الحكم الهمجي وغير الإنساني على الرئيس العراقي السابق في يوم عيد ديني وما رافقه من استفزاز وإهانة وتشفّ طائفي وتصوير وبثّ، وادّعت “احترام إرادة الشعب العراقي” هذا إن لم تقل إن صدّام حسين “يستحقّ ما تعرّض له” ممّا يؤكد أنها تتصرّف بمعايير مزدوجة وأنها منقادة بمفاهيم عنصرية وبربرية تجاه العرب وتجاه الشعوب والأمم المضطهدة. 6- إنّ الموقف المخزي لمعظم الحكام العرب الذين لم يعارضوا من العمليّة سوى تنفيذ حكم الإعدام في يوم عيد، إنّما يأتي كنتيجة لتأييدهم، سرّا أو علنا، الحرب على العراق واحتلاله وتنصيب عميل عليه. وهو يعكس تبعيّتهم للامبريالية الأمريكية وخدمتهم لمصالحها في المنطقة وخوفهم من فقدان كراسيهم. أمّا النظام الإيراني، فبتأييده تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس العراقي السابق، فقد وجد نفسه إلى جانب بوش وبلير والكيان الصهيوني، وباعتباره هذا الإعدام “تحقيقا للعدالة الإلهيّة” كما جاء على لسان أحد رموزه، يجعل من مجرم الحرب جورج بوش الابن محقـِّقا لتلك العدالة في الأرض. وقد نسي حكام طهران أنّ هذا المنطق القومي الضيّق الذي يقودهم ويجعلهم يتواطؤون مع المحتلّ في العراق عبر القوى الموالية لهم، قد يجني عليهم هم أنفسهم حيث أنهم أحد الأهداف المباشرة للامبريالية الأمريكية التي تسعى إلى بسط سيطرتها المطلقة على المنطقة. 7- إنّ تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس العراقي السابق لن يكون له، خلافا لما يتمناه المحتلون وعملاؤهم، تأثيرا سلبيّا في مجرى المقاومة التي ستستمرّ متعاظمة حتى دحر هؤلاء وتحرير العراق تحريرا كاملا. كما أنّ قضيّة العراق قضيّة وطنية، ليست مرتبطة بشخص، والذين يخوضون المقاومة لا يخوضونها موالاة لشخص أو حزب بل من أجل العراق، ولا نشك في أنّ الحكماء منهم سيتصدّون بكلّ قوّة للمنحى الطائفي الذي تريد أن تدفعهم إليه قوات الاحتلال وعملاؤها. وإذا كان لأحرار تونس والوطن العربي والعالم من واجب فهو دعم هذه المقاومة والتصدّي للامبريالية والاستعمار وخصوصا لحكومات الدول التي تحتلّ العراق أو تساهم فيه أو تدعمه. وعلينا في تونس مواصلة التنديد بمواقف نظام الحكم الذي ساند سرّا الحرب على العراق واحتلاله، ويقمع الشعب التونسي ويمنعه من التعبير عن مناهضته للامبريالية الأمريكية ومن مساندة المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان والتصدّي للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
–  عاش العراق حرّا مستقلا –  تسقط الامبريالية –  يسقط العملاء
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 31 ديسمبر 2006
(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 5 جانفي 2006)

المنبر الاشتراكي العربي الناصري في تونس   

دفاعا عن وحدة العراق وعروبته لا عن صدام

نجحوا وعكروا علينا عيدنا. نجحوا و ملؤوا عيدنا بروائح الحقد والعفونة  الطائفية نجحوا و بامتياز، بغبائهم السياسي وحقدهم الاعمى ان يدخلوا صدام حسين التاريخ من اوسع ابوابه حيث ارادوا ان يخرجوه رفعوه في اعين العامة الى مرتبة الشهيد حيث ارادوا له ان يكون في نظرهم ديكتاتورا سفاحا, سيناريو جهنمي حاقد اظهرهم بالصورة والصوت في دور شيطان مذموم وكرس في ذاكرة  الشعوب صورة لصدام بطلا شامخا يعلو بثبات منصة المشنقة رافعا صوته الجوهري ليؤكد عشقه لعروبته، لعراقه الموحد، لعروبة فلسطين ثم ينطق الشهادتين. سيناريو لو عهدوا به الى اقرب اتباع صدام واشدهم اخلاصا له، لما نجحوا في اختيار نهاية افضل لبطلهم, فلقد تلحف برداء البطولة و الصمود امام الزحف الاستعماري الصهيوني الامركي الفارسي المهيمن على العراق وشعبه وثرواته، وانتصب وحبل المشنقة يلف عنقه ينفي عن الحشرات الحاقدة التي تحيط به كل معاني الرجولة, ولما اسقط بيدهم وعجزوا عن النيل منه حيا انهالوا عليه ضربا وركلا بعد وفاته. حشرات حقيرة عجزت ان تتحرك وهو يقف بينهم شامخا، اندفعت ترقص حول جثمانه. هناك اكذوبة كادت ان تنطلي، وتدخلنا بغير ارادتنا في دائرة الحقد الطائفي الاعمى. لكنهم اخفقوا. لقد ادعى من حاكموه وصلبوه انهم شيعة مسلمون, وحسبي ان من تشيّع لقوم تخلّق بأخلاقهم… يروى ان سيّدنا علي كرم الله وجهه تبارز في احدى المعارك مع كافرعنيد عتيد،  فهزمه وطرحه ارضا, ولما همّ بقتله، بصق الكافر في وجهه الكريم, فالقى سيَدنا علي كرم الله وجهه السيف وانصرف عنه ولم يقتله. فاحتار بعضهم وسأله لماذا لم يجهز على ذلك الكافر، فقال لهم خفت ان اقتله وفي نفسي شيء من الغيض فيكون مقتله لغير وجه الله, تلك هي اخلاق الاسلام, تلك هي اخلاق آل البيت. ومن تشيَع لآل البيت تخلَق باخلاقهم. فهل كان من اعتدى على صدام وعلى امة الاسلام في يوم عيدهم من شيعة آل البيت؟ لا و الله فاخواننا الشيعة الكرام براء من هؤلاء, ان فرق موتهم التي تجول في العراق وتقتل الابرياء من شيعة وسنة و تفجر المساجد والحسينيات على المصلين تعلن بفعلها عن هويتها الحقيقية, انهم من بقيا المجوس الصفويين. انهم من فلول الفرس الحاقدين على العروبة والاسلام, سيبقى العراق شامخا كبطله صدام حسين وهو يواجه الموت سيبقى العراق موحدا عربيا بكل اطيافه سنة وشيعة واكرادا ومسيحيين، تركمانا واشوريين وكل الوطنيين المخلصين. رحم الله صدام حسين و كل شهداء المقاومة امام جبروت الاعتداء على امتنا العربية.  فيصل الكعبي المنبر الاشتراكي العربي الناصري في تونس   


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

فروع : بنزرت وماطـــر وباجـــة وجندوبة

 

بيـــــــــــــــــــــــان

 

 

إن فروع  بنزرت وماطر وباجة وجندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المجتمعة اليوم الأربعاء 03 جانفي 2007  إذ تؤكد التزامها الكامل بالدفاع عن استقلالية الرابطة وقيامها بالواجب المحمول عليها في نشر ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها قياما تاما تطالب بـ :

 

ــ وضع حد لكل الموانع والتعطيلات التي تحول دون السير العادي لنشاط المنظمة هيئة مديرة وفروعا برفع الحصار الأمني المضروب على المقر المركزي ومقرات الفروع داخل البلاد وعلىالنشطاء الرابطيين .

ــ الكف عن ممارسة التعتيم الإعلامي على أنشطة المنظمة وبلاغاتها.

ــ سحب كل القضايا العدلية المرفوعة ضدها وتلك التي صدرت بشأنها أحكام وعلى رأسها أبطال المؤتمر الوطني السادس.

ــ رفع اليد عن بريدها وعن موقعها على الانترنات.

ــ تمكين الهيئة المديرة من استئناف مختلف صلاحياتها بما في ذلك انعقاد المجلس الوطني حتى تتوفر فرصة حقيقية لفتح حوار رابطي معمق ومسؤول داخل هياكل الرابطة حول الإشكاليات الجوهرية القائمة بما ييسر إخراج المنظمة من الوضع التي آلت إليه ويمحض حلولا مؤسساتية لكل المسائل العالقة.

 

كما تجدد دعوة السلط العمومية إلى فتح باب التفاوض مع الرابطة وفقا لميثاقها بكل شفافية ووضوح حتى تتمكن منظمتنا من القيام بمهامها بكل حرية واستقلالية.

                                

عن هيئة فرع بنزرت :   علي بن ســـــــالم

عن هيئة فرع ماطر:  محمد الصالح النهدي

عن هيئة  فرع باجـة   :   د/ زهير بن يوسف

عن هيئة فرع جندوبة :   الهادي بن رمضان


مخاوف من اندلاع موجة من العنف الأصولي …

تونس: تحقيق مع موريتانيين واعتقالات واستمرار الإجراءات الأمنية جنوب العاصمة

تونس – رشيد خشانة     الحياة     – 05/01/07//
بعدما ظلت تونس على مدى 14 عاماً في منأى عن ظاهرة الجماعات المسلحة والعنف الاصولي، التي سيطرت على الأحداث لدى جيرانها طيلة العقد الماضي، أظهرت الاشتباكات الأخيرة ان البلد مقبل في العام الجديد على أخطار لم يتعود عليها. وألقت التعزيزات الأمنية وحواجز التفتيش في الطرقات، خصوصاً في العاصمة وضواحيها ظلالاً من الترقب والقلق لم تبددها البيانات الصحافية الغامضة التي توزع بين وقت وآخر ولا تحمل أجوبة عن الاسئلة التي ترددها الألسن.
وظلت البيانات الرسمية التونسية تتحدث عن «مجرمين خطرين» لليوم العاشر على التوالي، إلا ان مراقبين رجحوا ان يكون الأمر متعلقاً بجماعات مسلحة تنتمي الى التيار الجهادي. والارجح ان العناصر التي اشتبكت معها قوات الدرك والجيش استطاعت التكتم على وجودها فترة لتجميع أفرادها في المخابئ الجبلية وتأمين الأسلحة اللازمة لها. وافيد ان بينها عناصر جزائرية وموريتانية، وهو الخيط الذي قاد الى ترجيح صلتها بـ «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية التي دربت تونسيين في إطار التفويض الذي تلقته من تنظيم «القاعدة» بصفتها ممثلتها في شمال افريقيا. وفي هذا الإطار أفيد ان طلاباً موريتانيين في تونس تم التحقيق معهم في إطار التحريات الجارية لمعرفة خيوط الجماعات التي شاركت في الاشتباكات الأخيرة مع الجيش. كذلك تحدثت مصادر حقوقية عن «حملة اعتقالات» في صفوف عناصر متدينة في العاصمة وضاحيتها الجنوبية وبنزرت (شمال) ومناطق أخرى للاشتباه بعلاقتها بالعناصر المسلحة.
وبحسب مصادر مطلعة، استمرت المطاردات والاشتباكات، بين رجال الجيش وقوات الدرك من جهة وعناصر الجماعات المسلحة من جهة ثانية، منذ 23 الشهر الماضي حتى صباح أمس من دون ان تعطي وسائل الاعلام الرسمية معلومات عن مواقع الاشتباكات وهوية المهاجمين وأهدافهم. ورغم ان محيط مدينة سليمان (30 كيلومتراً جنوب العاصمة)، خصوصاً الأحراج القريبة منها كانت مسرح المعارك الأعنف أول من أمس، فإن المصادر تحدثت عن اشتباكات في مناطق أخرى، لكن لم يتسن الحصول على تفاصيل عنها. ودل طول سريان المعارك في سفوح المناطق الجبلية جنوب العاصمة، على ان حركات جهادية مغاربية نقلت نشاطها الى داخل البلد.
وأوضحت المصادر ان عدد القتلى في الجانبين تجاوز 25 قتيلاً، بينهم عناصر من الدرك والجيش. ونشرت صحيفة «لابراس» (الصحافة) الرسمية أول من أمس نعياً لملازم أول في القوات المسلحة مع صورته من دون ايضاح ظروف وفاته، فيما نفى مصدر رسمي تصريحاً سابقاً لمسؤول أمني قدر حصيلة الاشتباكات بـ25 قتيلاً. وأكد المصدر ان العدد لم يتجاوز 12 قتيلاً من دون تحديد ما إذا كانوا من القوات النظامية أو من المسلحين.
وكثفت قوات الشرطة الحواجز على الطرقات المؤدية الى منطقة سليمان، وأخضعت الشاحنات والباصات والسيارات الكبيرة للتفتيش. وانتشر الجيش في المناطق الزراعية والجبال المتاخمة للمدينة. كذلك لوحظت ملاحقات وعمليات تفتيش عن عناصر مسلحة في البيوت، خصوصاً في الاحياء المتاخمة للجبال. وسيطر التوتر على مناطق عدة في داخل البلد بالنظر الى الاجراءات الأمنية المشددة التي دفعت اليها مخاوف من ظهور جماعات مسلحة أو أعمال عنف في محافظات أخرى.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 5 جانفي 2007)
 

حالة من الذعر تخيم على الشارع التونسي وطوارئ غير معلنة بالبلاد

مرسل الكسيبي*-الوسط التونسية:
بعد مرور يوم واحد على الاشتباكات المسلحة بمدينة سليمان جنوب العاصمة تونس,عرفت البلاد التونسية حالة من الذعر والقلق غير المسبوقين ,حيث بدى الخوف مخيما على سكان أغلب المدن التونسية كما عناصر مختلف تشكيلات الأمن والجيش الوطني.
وفي اتصالات هاتفية أجريناها مع أكثر من طرف سياسي معارض داخل البلاد ,أكد متحدثون للوسط التونسية على أن ماتعيشه البلاد حاليا من أجواء أمنية وسياسية جد متوترة يعد سابقة لم تعرفها تونس منذ أمد بعيد ,حيث روى الكثيرون أخبارا عن خلو الشوارع التونسية من المارة في ساعة مبكرة من مساء كل يوم منذ تجدد الاشتباكات المسلحة على مدار الأسبوعبن الفارطين,اذ أكد شهود عيان خبر اقفار أزقة وشوارع المدن الكبرى من متجوليها مع حلول الساعة السابعة من مساء كل يوم. وفي سياق اخر أكد معارضون تونسيون على أن البلاد تعيش حالة سياسية انتقالية مفتوحة على أكثر من احتمال ,اذ عبر هؤلاء في محادثاتهم مع الوسط التونسية عن امكانية فتح الباب أمام التدخل الأجنبي في صورة مااذا تردت الأوضاع الى أسوئ الاحتمالات,فيما قدر اخرون امكانية اعلان حالة الطوارئ بشكل رسمي في صورة مااذا عجزت السلطة عن محاصرة شرارة اعمال المجموعات المسلحة ,غير أن اخرين أشاروا الى وجود صراع حقيقي داخل الأجهزة العليا للحزب الحاكم على خلفية احتقان الوضع الأمني والسياسي ,مما يفتح الباب على احتمالات حدوث تغيير من داخل أعلى دوائر الحكم ومؤسساته المدنية والأمنية والعسكرية. من ناحية أخرى أكدت كل المصادر الاعلامية التونسية المستقلة ووكالات الأنباء العالمية على علاقة هذه الاضطرابات والاشتباكات المسلحة التي تشهدها تونس بمجموعات سلفية “جهادية” ذات منشأ مغاربي ,يتراوح جغرافيا مابين موريتانيا وتونس والجزائر. وفي تعليقات حول رواية عصابات المخدرات الاجرامية التي حملتها السلطة مسؤولية الاشتباكات المسلحة والدموية,استهزأ بعض المعارضين بهذه الرواية ونفوا بشكل قاطع أن تكون لبعض العصابات الاجرامية المنظمة ذات العلاقة بقضايا الاتجار في المخدرات مثل هذه القدرة الفاعلة على استعمال السلاح السوفياتي الصنع أو الانتشار اللوجستي في مناطق مختلفة من البلاد. وفيما يعيش أغلب المواطنين حالة من القلق العميق نتيجة ماصارت اليه الأمور بعد عقد ونصف من الانغلاق والتشدد السياسي الرسمي تجاه الجسم المعارض بمختلف ألوانه وتشكيلاته,وفيما تعرف البلاد حالة من الانتشار الأمني والعسكري المسلح في الشوارع والطرقات ومفاصل التنقل بين الولايات والجهات ومختلف الطرق الوطنية والجهوية وخاصة على مستوى الطريق السريعة الرابطة بين تونس العاصمة وجنوب البلاد ,فان جميع المصادر تؤكد مغادرة أغلب السياح الأجانب للبلاد فيما يعد كارثة اقتصادية ستضع اثارها العميقة على الدولة والمجتمع. وفي سياق أخير أكدت مصادر الوسط التونسية داخل تونس على أن البعض من قادة التجمع الدستوري الديمقراطي-الحزب الحاكم- أبدوا خوفهم الشديد على مصائر الأمور بالبلاد كما شعورا بالندم الشديد على تفويت فرص كثيرة للاصلاح والانفتاح السياسي,فيما اتصل اخرون ببعض قادة المعارضة مؤكدين على خطورة تفويتهم في مراحل سابقة لفرص كثيرة أتيحت لهم للتحاور الجاد مع قادة وفعاليات ظاهرة الاعتدال الاسلامي . -تاريخ الخبر 5 جانفي 2007-16 ذو الحجة 1427 -ينشر بالتزامن على جريدة الحقائق الدولية + صحيفة الوسط التونسية. *رئيس تحرير ومدير صحيفة الوسط التونسية/كاتب ومحرر بالحقائق الدولية :  reporteur2005@yahoo.de   


 

مرسل الكسيبي : بيان بشأن الاشتباكات المسلحة بتونس

مرسل الكسيبي ,في 4 جانفي 2004 http://www.tunisalwasat.com
تابعنا في قلق شديد تطورات الأحداث الأخيرة في تونس والتي انطلقت مجرياتها مع انكشاف نواة خلية نائمة اجرامية بتاريخ 24 ديسمبر 2007 عند ضواحي مدينة حمام الشط التونسية ,حيث انطلقت الاشتباكات بعدها بين عناصر هذه المجموعة وعناصر من الأمن الوطني الذين  تصدوا لانحراف خطير لم تعرفه تونس منذ احداث قفصة في بداية الثمانينات من القرن الماضي. واذ تطورت الأمور حسبما بلغنا من معطيات ومن مصادر اعلامية وسياسية متعددة الى مواجهات مسلحة تكررت في أكثر من منطقة قريبة الى العاصمة تونس , بل في أحياء قلب مدينتها كما حصل في باب سعدون وباب بنات ,لنفاجأ بعد أسبوعين بما هو أشنع على مدخل مدينة سليمان القريبة من ولاية نابل التونسية حيث اندلعت يوم أمس الخميس 3 جانفي 07 مواجهات مسلحة أدت الى سقوط عدد غير محدد من القتلى وجرح عناصر من قوى الأمن الوطني … -اننا أمام هذه الأحداث الخطيرة لايمكن أن نكون في موقع المعارض الشامت أو المتفرج السلبي على مايصيب الوطن وأمنه من جراح خطير ,ولذلك فاننا نحرص من موقعنا داخل المعارضة الوطنية على تسجيل مايلي : 1-ادانتنا الكلية والمبدئية لهذه الأعمال الاجرامية الصادرة عن هذه المجموعات المسلحة التي تريد ضرب أمن الوطن والمواطن قبل ضرب أي هدف أمني أو سياسي اخر. 2- وقوفنا المعنوي والأدبي الى جانب عائلات الضحايا أو الجرحى من عناصر الأمن الوطني أو الجيش على اعتبار قيامهم بواجب مقدس هدف الى حماية تونس من انخرام الأمن والاستقرار. 3- نطالب السلطة باحاطة الرأي العام الوطني بحقيقة هذه العناصر الاجرامية وعدم ممارسة شيء من التكتم الاعلامي في مثل هذه القضية التي تمس أمن بلدنا العزيز تونس . 4- ندعو السلطة الى عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية في مثل هذا الظرف السياسي والأمني الحرج عبر تحقيق انفتاح سياسي جاد يهدف الى امتصاص كل ألوان الاحتقان الفكري والسياسي والاجتماعي ومن ثمة يعالج ظواهر العنف والتطرف والارهاب على أساس من توسيع المشورة الوطنية والتقارب والانفتاح على تيار الوسطية والاعتدال . 5-ندعو كل قوى المعارضة الوطنية في تونس الى الوقوف في هذا الظرف الحرج مع مؤسسات الدولة الوطنية على اعتبار خطورة ماتواجهه من تحديات تهدد أمن واستقرار مجتمعنا ,كما نلح عليها بعدم التصرف في الظرف الحالي من منطلق الشامت أو الراغب في تحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء بريئة وشريفة سقطت في معركة صحيحة من أجل التصدي لنار عنف أعمى ومسلح. 6- أخيرا : ان قضايا الدمقرطة والاصلاح السياسي وتحسين السجل الحقوقي لتونس وترسيخ الحريات ,تعتبر مدخلا رئيسا لايمكن التغاضي عنه في تطويق أي ظاهرة من ظواهر الشذوذ الفكري أو السياسي ,وبناء عليه فان حلا راسخا ومتجذرا يتصدى لظواهر العنف الأعمى والمنظم لابد ان يمر عبر تجسير الهوة بين السلطة والمعارضة الجادة وذلك بعد طي سجلات الماضي واخراج البلاد من حقبة الاحتقان التي عرفتها البلاد نتيجة صراع حقبة التسعينات ومن ثمة اخلاء السجون من كافة معتقلي الرأي واستصدار عفو تشريعي عام يغلق ملفا طالما دفعت تونس ضريبته عبر تغذية مناخات الاحتقان التي لن يستفيد منها الا دعاة العنف والارهاب الأعمى الذي بات اليوم يطرق بقوة أبواب تونس. ألمانيا في 4 جانفي 2007 


 

استمرار الاحتجاجات في تونس للتنديد باعدام صدام

 

تونس (رويترز) – واصل مئات التونسيين يوم الجمعة احتجاجاتهم على اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين مرددين شعارات تنادي بالثأر له والسير على دربه.

وتجمع المئات في ساحة محمد علي بالعاصمة بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل ورفعت صور عملاقة لصدام ولافتات كتب عليها “من يكرم الشهيد يتبع خطاه” و”عاش بطلا ومات بطلا“.

وشارك في التجمع الحاشد نقابات وحقوقيون تونسيون رددوا هتافات مثل “لامصالح امريكية ولا ايرانية على الاراضي العربية” و”المقاومة المقاومة لا صلح لامساومة“.

وأعدم صدام في الساعات الاولى من يوم السبت الماضي أول أيام عيد الاضحى وذلك بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال محمد سعد من الاتحاد التونسي للشغل في كلمة امام المحتجين “المقاومة هي الخيار الوحيد لامة صدام حسين وعمر المختار وجمال عبد الناصر.”

واشار الى الاتحاد سيصعد احتجاجاته على اعدام صدام وانه سيتم تنظيم تجمعات اخرى ستدعى اليها ابنة صدام رغد صدام حسين ووزير العدل الامريكي السابق رمزي كلارك.

وقال عبد الستار بن موسى نقيب المحامين التونسين “صدام شهيد وليس بحاجة الى عزاء بل العدل والقضاء في العراق هو الذي يحتاج العزاء.”

واضاف “نحن بصدد تكوين لجنة من المحامين التونسيين لمحاكمة الرئيس الامريكي جورج بوش وكوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة.”

وكان مئات التونسيين نظموا احتجاجا يوم الثلاثاء الماضي في وسط العاصمة تونس على اعدام الرئيس العراقي السابق.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 5 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


قناة الحوار التونسي (الكلمة الحرة ,قوام الوطن الحر) برامج حصة يوم الأحد 07 ديسمبر2007 تبث الحصة من الساعة السابعة إلى التاسعة مساء وتعاد يوم الأربعاء على نفس التوقيت. الأخبار:تقديم لطفي الهمامي  متابعة لآخر الأحداث الاجتماعية والسياسية وللتحركات النضالية الميدانية. أخبار واقع  الحريات تغطية لتجمع النقابيين بساحة الاتحاد العام التونسي للشغل لنعي الرئيس السابق صدام حسين حوار مع العميد بشير الصيد الناطق الرسمي باسم الوحدويين الناصريين الأحداث الاجتماعية:ريبورتاج حول اعتصام عمال “التونسية للحليب”بالمرناقية من إعداد أيمن ألرزقي حوار مع الكاتب حبيب الحمدوني حول كتابه الأخير “رأسمالي رابح” خواطر يقدمها هذه المرة الطاهر بن حسين نقاش لخواطر بين الطاهر بن حسين وإياد الدهماني استمرار عرض القناة لمشهد الاعتداء البوليسي على السيد عبد الرحمان التليلي قناة الحوار التونسي باريس في 05-01-2007  


سفير أمريكا الجديد لدى تونس يباشر مهماته

 

تونس ـ يو بي أي: اعلنت السفارة الأمريكية في تونس ان السفير روبرت ف. كوداك الذي عينه الرئيس جورج بوش سفيرا جديدا لدي تونس خلفا للسفير ويليام هدسون، باشر مهماته الجديدة.

وأوضحت في بيان تلقت يونايتدبرس أنترناشونال امس الخميس نسخة منه أن السفير روبرت ف. كوداك وصل الي تونس في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي علي قرار تعيينه سفيرا في تونس.

 

وأشارت الي أن السفير كوداك سبق له أن عمل قبل تعيينه في تونس نائبا لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، ونائبا لمنسق العملية الإنتقالية في العراق، مكلفا تنظيم الجانب السياسي والعملي لهذه العملية لسلطة الإئتلاف الموحدة، حيث شارك في وضع أسس البعثة الأمريكية في العراق.

 

يشار الي أن العلاقات التونسية ـ الأمريكية التي بدأت عام 1797 بالتوقيع علي اتفاق بين البلدين يتعلق بالصداقة والتجارة والبحرية، شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا، انعكس علي مختلف مجالات التعاون الثنائي. واستفادت المبادلات التجارية بين البلدين من هذا التطور، حيث سجلت رقما قياسيا خلال العام الماضي، بعدما بلغ حجمها الاجمالي 588 مليون دولار (445 مليون دولار صادرات تونسية، مقابل واردات بقيمة 143 مليون دولار).

 

كما ساهم هذا التطور في ارتفاع الاستثمارات الأمريكية في تونس التي بلغ حجمها العام الماضي 600 مليون دولار، حيث تتمركز في تونس حاليا 55 مؤسسة أمريكية أو ذات مساهمة أمريكية تعمل غالبيتها في قطاعات الطاقة وتكنولوجيات الاتصال والتجهيزات الطبية.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 5 جانفي 2007)

 


وزير الدفاع الوطني يشرف على الاحتفال بالذكرى 40 لتأسيس الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد

 

نابل 5 جانفي 2007 (وات) اشرف السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطنى يوم الجمعة بمقر الاكاديمية العسكرية بفندق الجديد على الاحتفال بالذكرى 40 لتاسيس الاكاديمية العسكرية.

وابرز الوزير فى كلمة بالمناسبة النتائج الباهرة التى ما انفكت تحققها الاكاديمية العسكرية من سنة الى اخرى والتى تترجم ما تتميز به من مستوى مرموق فى ميدان التكوين.

 

واشار الى ان قطاع التكوين والتعليم فى الجيش سجل فى السنوات الاخيرة عدة انجازات هامة بفضل العناية الفائقة التى ما فتىء رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة يوليها له والتى تجسمت فى عديد من القرارات السامية جاءت لتدعيم كل ما شهده القطاع من اصلاحات بهدف احداث قفزة نوعية فى مستوى التكوين لتخريج ضباط مقتدرين لفائدة القوات المسلحة والوزارات والهياكل الوطنية الاخرى باعتبار ان الاكاديمية تساهم فى تكوين الاعوان التابعين لوزارات الداخلية والتنمية المحلية والمالية والعدل وحقوق الانسان وكذلك فى مستوى البحث العلمى فى الوسط العسكرى.

 

وعبر الوزير عن الاعتزاز باانطلاق هذه المؤسسة فى تطوير مناهج التكوين وبرامجه ولا سيما التكوين العلمى والتقنى الذى يحث عليه رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة فى كل مناسبة حتى يتكامل مع ما يلقاه التلاميذ الضباط من تكوين وطنى وبدنى واخلاقى وحتى يتم تمكينهم من مسايرة التقدم العلمى والتكنولوجى وتاهيلهم على الوجه الاكمل للتحكم فى استعمال المعدات والاجهزة الحديثة.

 

وبين ان هذا التكوين سيساهم فى اعداد التلاميذ الضباط الاعداد المناسب لتحمل المسؤوليات والعمل مع غيرهم على الذود عن الوطن ودعم اركان النظام الجمهورى وحماية مكاسب الشعب والمشاركة فى مسيرة التنمية وتقديم جليل الخدمات للمواطن فضلا عن نيل شرف المساهمة فى تعزيز مناعة تونس واعلاء شانها بين الامم.

 

ودعا الوزير الاساتذة واطار التسيير والتلامذة الى مضاعفة الجهد من اجل مزيد الرفع من شان التعليم العالى العسكرى واثرائه بالدراسات والبحوث العلمية والى اعطاء ميدان الابتكار والابداع دفعا اضافيا بما يسهم فى مساعدة البلاد على الانضمام بكل ثقة واقتدار الى ركب الحضارة والرقى.

 

(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الرسمية بتاريخ 5 جانفي 2007)


 

رئيس الدولة يحرص على مزيد الارتقاء بالحياة السياسية والتقدم على درب تكريس المسار التعددى وصيانة القرار الوطني

 

قرطاج 5 جانفي 2007 ( وات ) جدد الرئيس زين العابدين بن علي حرصه على مزيد الارتقاء بالحياة السياسية والتقدم علي درب تكريس المسار التعددى وصيانة القرار الوطني.

 

جاء ذلك في تصريح للسيد محمد بوشيحة الامين العام لحزب الوحدة الشعبية عقب لقائه يوم الجمعة برئيس الجمهورية

 

وبين الامين العام ان اللقاء كان مناسبة لابلاغ سيادة الرئيس تحيات ومشاعر تقدير مناضلي واطارات حزب الوحدة الشعبية وعزمهم الراسخ علي الاسهام من موقع المعارضة الوطنية المسؤولة في اثراء المسار التعددى وفي الدفاع عن مكاسب النظام الجمهورى

 

كما كانت مناسبة لاطلاع رئيس الدولة علي اهم انشطة الحزب في المرحلة القادمة وعلي تصوراته بخصوص مزيد دفع المسار التعددى قائلا ” لقد زادنا اللقاء بالرئيس زين العابدين بن علي ارتياحا واطمئنانا علي مستقبل تونس ” .

 

و اضاف قوله ” ان حرص سيادة الرئيس والتمسك بهذه الثوابت يمثل بالنسبة الينا وكل المؤمنين بالديمقراطية والحريصين علي مكاسب النظام الجمهورى والحداثة ودعم دولة الاستقلال ومنجزاتها حافزا اضافيا للارتقاء ببلادنا ”

 

(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الرسمية بتاريخ 5 جانفي 2007)


 

وات: محاضرة على منبر منتدى الفكر السياسي حول //خصوصيات النموذج التونسي في مجال الديمقراطية//

 

تونس 04 جانفي 2007 ( وات )- مثل موضوع //خصوصيات النموذج التونسي في مجال الديمقراطية// محور المحاضرة التي القاها يوم الخميس بدار التجمع الدستورى الديمقراطي بالعاصمة على منبر منتدى الفكر السياسي السيد انطوان صفير الكاتب اللبناني ومدير مجلة /كراسات الشرق/ وصاحب كتاب //تونس ارض المفارقات// .

 

ولدى اشرافه على هذا اللقاء اكد السيد الهادى مهني الامين العام للتجمع ان التجربة الديمقراطية في تونس ليست وليدة الصدفة او حديثة العهد بل ترتبط بفكر اصلاحي متجذر في التاريخ وبارث موءسساتي ودستورى عريق يعود الى اكثر من 3 الاف سنة انطلق مع دستور قرطاج مرورا بعهد الامان /1857/ وباول دستور عرفه العالم العربي الاسلامي وهو دستور المملكة التونسية /1861/ ووصولا الى الدستور الحالي للجمهورية التونسية مشيرا الى ما تميز به القرن 19 من بروز للفكر السياسي الاصلاحي المستنير ومن كبار رموزه خير الدين باشا واحمد ابن ابي الضياف .

 

واوضح ان تحول السابع من نوفمبر كان امتدادا لهذا الفكر الاصلاحي العريق مبينا ان الديمقراطية في فكر الرئيس زين العابدين بن علي خيار ثابت لا رجعة فيه ومسار متصل الحلقات حيث توءسس كل حلقة لاصلاح لاحق حسب متطلبات المجتمع ودرجة تقدمه .

 

واشار الى ان خصوصيات هذه الروءية قد وجدت صداها العميق في النقطة 21 من البرنامج الانتخابي لتونس الغد /الاصلاح السياسي خيار ثابت ومسار لا يتوقف/

 

ولاحظ ان البناء الديمقراطي في تونس يقوم على الشمولية والواقعية عبر تشريك كل التيارات الفكرية والسياسية بالبلاد في بلورة التصورات حول تونس الغد فضلا عن تنظيم استشارات وطنية موسعة حول ابرز القضايا والتوجهات الوطنية مشيرا الى ان الديمقراطية والتعددية في تونس ليست حزبية فقط بل كذلك فكرية في اطار حوار وطني متواصل ومسوءول يكرس المصلحة العليا للوطن وقيم الجمهورية والولاء لتونس ويذود عن استقلالية القرار السياسي الوطني .

 

واثر ذلك تناول الكلمة السيد انطوان صفير الذى صدر محاضرته بتقديم مفهومه للديمقراطية التي قال ان الكثيرين استخدموها في غير محلها سيما أن الديمقراطية تظل /مقصد الجميع/ كل وفق روءيته وحسب غاياته .

 

ولاحظ في هذا المضمار ان //الديمقراطية تمثل تتويجا لمسار طويل من الدربة// وان ارساءها يقتضي اعداد مواطن ديمقراطي عبر نشر التعليم واعادة توزيع الثروات وبروز طبقة وسطى// التي قال انها //تمثل السند المتين والحقيقي لكل ديمقراطية اجتماعية// .

 

وقال الكاتب السياسي ذى الاصل اللبناني أن تونس تتميز اليوم بكونها البلد الذى يوفر الدخل الفردى الاعلى في منطقة المغرب العربي وقد تم تصنيفها موءخرا من قبل الموءسسات والاجهزة الدولية ضمن كوكبة الدول المتقدمة في الميدان الاجتماعي رغم كونها تفتقر الى الثروات الطبيعية .

 

وأوضح في هذا الصدد أن تونس قد نجحت في التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية ومقتضيات العدالة الاجتماعية ومن سماتها البارزة اتساع قاعدة الطبقة الوسطى مشيرا الى //أن المنجز في هذا الباب وان لم يكتمل فان الشواهد والدلائل عليه ملموسة بارزة للعيان// .

 

وثمن السيد انطوان صفير على صعيد اخر بخصوصية النموذج التونسي في مجال تكريس مبدأ التضامن مبينا أن تونس وبالنظر الى طبيعة السياق الاقليمي الذى تنتمي اليه قد نجحت في تحويل //دروس من تعودوا اعطاء الدروس الى دروس تعطيها في هذا المجال// .

 

وأعرب السيد صفير في ختام مداخلته عن اكباره وتقديره للرئيس زين العابدين بن علي مشيدا بالانجازات التي حققتها تونس في المجال الاقتصادى.

 

(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) الرسمية بتاريخ 4 جانفي 2007)

 


 

بقيمة 2 مليار دولار ..

تونس: «قطر للبترول» في قائمة الشركات المتنافسة للفوز بمصفاة لتكرير النفط

وليد الدرعي

اختيرت شركة “قطر للبترول” ضمن القائمة المصغرة للشركات المتنافسة على الفوز بصفقة انجاز مصفاة ثانية لتكرير النفط بتونس صاحبة الشركة البريطانية “بتروفاك” حسب مصادر قريبة من كتابة الدولة لخصخصة في تونس.

وتبلغ تكلفة المصفاة الواقعة بمنطقة الصخيرة في الجنوب التونسي(370كلم عن العاصمة ) نحو 2 مليار دولار وبطاقة تكرير تناهز 120 مليون برميل يوميا.

ووفق مصادر غير رسمية تبدو “قطر للبترول” في طريق مفتوح نحو الفوز بالمصفاة الثانية في تونس بعد مصفاة بنزرت والبالغة طاقتها اليومية نحو 1.7 مليون طن فقط لا تفي بحاجيات الاقتصاد التونسي المتزايدة.

تعتمد هذه التوقعات هذه على المكانة المهمة التي تتمتع بها قطر للبترول في السوق العالمية وما تتمتع به كوادرها بخبرة واسعة في ادارة مثل هذه المشاريع العملاقة.

 

وتفتح المصفاة الجديدة آفاقا كبيرة خاصة أن تونس تقع بين الجزائر وليبيا اللذين يعتبران من أهم منتجي النفط في العالم إضافة إلى البنية الأساسية التي يتيحها موقع الصخيرة الذي يضم ميناء نفطيا بطاقة تناهز 120 مليون طن ، إضافة إلى طاقة الخزن الكبيرة للنفط ومشتقاته الذي يتمتع به الموقع.

 

وفي انتظار الاسبوع الأول من شهر فبراير 2007 للإعلان نهائيا على الفائز بصفقة انجاز مصفاة الصخيرة قالت ذات المصادر إن من المحتمل أن يدخل طرف ليبي مع قطر للبترول لتمويل الصفقة.

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 5 جانفي 2007)


750 مليون دولار عائدات لتونس السنة الماضية…

تراجع إنتاج إسبانيا من الزيت ينشّط صادراته التونسية

تونس – سميرة الصدفي

أدى تراجع منتوج إسبانيا، التي تُعتبر أحد أكبر منتجي زيت الزيتون عالمياً، إلى تنشيط الصادرات التونسية من الزيوت في الموسم الحالي. وأكدت مصادر في «الديــــوان الوطـــني للزيوت» التونسي (قطاع عام) أن الطلبات الخارجية ارتفعت في السنة الجارية قياساً بموسم السنة الماضية، لكن من دون إعطاء تفاصيل.

 

وكان ارتفاع الطلب الخارجي قاد إلى نفاد زيت الزيتون في السوق المحلية في العـام الماضي وارتفاع أسعاره بنسبة قاربت 60 في المئة.

 

وقدّرت إحصاءات رسمية إيرادات صادرات البلد من زيت الزيتون في العام الماضي بـ 900 مليون دينار (نحو 750 مليون دولار)، ما يشكل إيرادات قياسية للقطاع. وأظهرت أن تونس صدّرت 167 ألف طــن من زيت الزيتون ما جعلها تتبوأ المرتبة الثانية عالمياً على صعيد التصدير والرابعة على مستوى المنتوج. وكانت تونس كرّست تحرير أسعار الزيوت اعتباراً من عام1994، بعدما كان «الديوان الوطني للزيوت» هو الذي يُحددها، إضافة إلى احتكاره التصدير.

 

وتوقع مُحللون أن يستثمر المُصدرون التونسيون تراجع المنتوج الإسباني، بهدف تحسين موقعهم في الأسواق الدولية مع زيادة حصة السوق الداخلية، اعتماداً على الزيادة المسجلة في المنتوج المحلي.

 

إيرادات السياحة

 

وفي سياق متّصل أظهرت إحصاءات صدرت في تونس أمس أن أكثر من 6.5 ملايين سائح زاروا البلد في العام الماضي، ما درّ إيرادات قُدرت بـ2.8 بليون دينار تونسي (2 بليون دولار) أي بزيادة نسبتها 6 في المئة عن إيرادات عام 2005.

 

وسُـجــل ارتفــاع في إـــقبـــال السياح على زيــــارة البلد خلال تشرين الأول (أكتـــوبر) وكانون الأول (ديسمبر) الماضيين، في ما تراجع الإقبــــال في تشــرين الثــــاني (نوفمبر) الماضـــي قياساً بالأشهر نفسها من السـنة السابقة.

 

كذلك أظهرت الإحصاءات أن الليبيين احتلوا المرتبة الأولى بين السياح الذين زاروا تونس في العام الماضي، إذ قدّر عددهم بـ 1.5 مليون زائر أتوا للسياحة أو لمرافقة أفراد أسرتهم إلى المصحات التونسية الخاصة، حيث تُعتبر الخدمات أفضل من نظيرتها الليبية.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 4 جانفي 2007)


عام / تونس / صيد بحري

 

تونس – واس– ارتفع انتاج تونس من الصيد البحري الذي يساهم بنسبة 17 في المائة من الصادرات الزراعية لهذا البلد الى 108 آلاف طن عام 2006 في حين لم يكن يتجاوز 84 الف طن قبل عشر سنوات.

واعلن وزير الفلاحة والموارد المائية التونسي محمد الحداد في تصريحات صحفية عن استراتيجية لحماية واعادة اثراء مناطق الصيد المهددة عبر اقامة 2000 حاجز اصطناعي في بعض المناطق ومكافحة الصيد العشوائي وتعميم المراقبة بالاقمار الصناعية ودعم اسطول صيد السمك الازرق.

ويوجد في تونس 11 الف مركب صيد و41 ميناء لهذا الغرض وحجم استثمارات باكثر من 32 مليون دينار تونسي في هذا القطاع الذي يوفر 100 الف فرصة عمل للتونسيين.

وتحتل منتوجات الصيد البحري المرتبة الثانية في قائمة الصادرات الزراعية الى الخارج بعد زيت الزيتون.

 

(المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 5 جانفي 2007)


 

جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الاسلامية

 

تم الاعلان عن فتح باب الترشح لنيل جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الاسلامية في دورتها الخامسة 1428هـ/2007. ومعلوم أن الغاية من هذه الجائزة العالمية تشجيع الباحثين والمفكرين وعلماء الدين على إبراز الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف والإسهام في حوار الحضارات والثقافات والأديان ونشر الفكر الاجتهادي المستنير.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 5 جانفي 2007)


أهم ما ورد في كلمة السيد علي لعريض في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب الديمقراطي التقدمي

بسم الله الرحمان الرحيم السيد رئيس المؤتمر السيد الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي الأستاذ أحمد نجيب الشابي السادة أعضاء الهيئات القيادية للحزب السادة المؤتمرون السادة الضيوف السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يسعدني أن أجيبكم بحرارة و أن أهنئكم بانعقاد مؤتمركم راجيا لكم كل النجاح و التوفيق في الرسالة التي نذرتم أنفسكم لها. و يشرفنا أيها السيدات و السادة أن نتوجه لكم جميعا بكل التقدير و الشكر على الجهود الموصولة و المبادرات المتتالية و النضال المستمر المتصاعد في سبيل الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان و كل القضايا العادلة بالبلاد فلقد كان للأستاذ احمد نجيب الشابي و لحزبكم بصفة عامة دور طلائعي في هذا المجال كما نحييكم جميعا على ما بذلتموه من جهود و نضالات و مبادرات من اجل بناء أرضية العمل المشترك بين أهم أطراف المعارضة الوطنية الجادة كان من أبرزها حركة 18 أكتوبر منذ انطلاقها إلى اليوم و قد شقت طريقها رغم كل محاولات الإعاقة و الإفشال. و قد تحملتم من أجلها ألوانا من المضايقات و الحملات و الضغوط. إننا نكبر حزبكم و نضالكم و تجربتكم و نعتبر ذلك مكسبا للبلاد و لمستقبل النضال الديمقراطي و الحكم الرشيد و التنمية الحقيقية.
أيها السيدات و السادة ينعقد مؤتمركم في ظروف وطنية و دولية دقيقة لعل أهم سماتها على المستوى الوطني هي الانغلاق و احتكار المجال السياسي و الإعلامي بل و كل المجالات و اعتماد الأسلوب الأمني في التعاطي مع الأحزاب و الجمعيات و الناشطين في مجال حقوق الإنسان.
ما يزال العنوان الأكبر في مجال الحريات و حقوق الإنسان هو محنة أفواج المساجين من النهضويين و غيرهم و السجن محنة للسجين و أهله و ذويه تمس الأبدان و الأنفس و العقول و الأصول و الفروع و كل الأقارب, محنة لا نظن أن البلاد شهدت لها مثيلا في طولها على الأقل. كما تستمر محنة أفواج من المسرحين بعد طول سجن يخضعون لألوان من المضايقات تهددهم بالعودة للسجن و تضع أمامهم العراقيل و تمنعهم من التنقل و من تحقيق الحد الأدنى من مواطنتهم كالشغل و الشعور بالأمن لهم و لأهلهم. و ما زال أفواج في المهاجر و المنافي يرقبون اليوم الذي يعودون فيه لوطنهم و أهلهم دون خوف من سجن أو غيره. إن هذه الصورة التي تشمل المتضررين في السجون و المهاجر و في داخل البلاد تعكس البعد الإنساني لهذه المأساة المستمرة كما تعكس البعد السياسي لهذه القضية الكبرى و المتمثل في العمل على إقصاء و استئصال طرف فكري سياسي اجتماعي بكل الوسائل. و إذا كان حال حركة النهضة بالبلاد هو العنوان الأبرز لحالة الحريات و الديمقراطية و حقوق الإنسان و مقياسها بالبلاد قان بقية الأطراف من أحزاب و جمعيات و منها المعترف به فضلا عن تلك التي حرمت حق الاعتراف الداخلي بها ما زالت تعاني من المضايقات و العراقيل و إغلاق المقرات و منع التظاهرات الخ…
إن قضية حركة النهضة و قضايا كل الأحزاب و الجمعيات غير المعترف بها هي جزء لا يتجزأ من قضية الحرية و الديمقراطية بالبلاد و لا تنفصل عنها و لا تحل إلا في إطارها. و نحن و رغم كل ما أصابنا مازلنا متمسكين بثوا بتنا و مصرين على حقوقنا و أداء واجباتنا.  ذلك أننا طرف سياسي  وطني سلمي يناضل في إطار احترام الهوية العربية الإسلامية من اجل تحقيق الحرية و الديمقراطية و التنمية و يتمسك بنهجه السلمي في العمل و النضال و يستمسك باستقلال البلاد و سيادتها و قرارها الوطني الحر و بالانتصار لقضايا الأمة و قضايا العدل و الحرية. إننا ضد منطق التنافي و الحروب و ندعو و نطمح إلى توسيع الثوابت و المشتركات الوطنية بين كل الأطراف. و إننا نتطلع إلى مرحلة يصير فيها التنافس في بلادنا بين مشاريع تنموية و بدائل تخدم مصلحة البلاد و تقدمها لا مكان عندها لمنطق العداء و التنافي و الاستئصال و الاحتكار.
هدفنا أن تسود الحريات و الديمقراطية فيسود النقاش و التفاعل و التنافس بين البرامج بدل مناخ يغذي الحروب و صراع الوجود على أساس الطبقية أو الهوية أو غيرها من عوامل الانكسار التي تميز المجتمعات الخاضعة للانغلاق أو الاستبداد.
أيها السيدات و السادة إن حركة 18 أكتوبر التي انطلقت بحدث واع و هادف و تطورت أرضيتها باطراد كانت و ما تزال محطة مهمة في مسار المعارضة و العمل المشترك بما قامت به من تحركات و ما كان لها و لرموزها من صدى في الداخل و الخارج و نحن نثمن عاليا جهود هذه الحركة و نضالها و نحيي صمودها أمام كل العقبات التي وضعت لإفشال جهودها و التفريق بين مكوناتها. إنها مكسب وطني للنضال الديمقراطي بما حققته من جمع للشمل و استنهاض للهمم و دفع للتردد و توضيح للأهداف و لمسار تحقيقها و تطويرها و توسيعها و الارتقاء بهذه الحركة إلى افضل أشكال العمل المشترك من حيث الأرضية و الآليات و أشكال النضال و مضامينه.
إننا نجدد اليوم التحية لكل مكوناتها و لكل من ساندها و ناضل من اجل الأهداف الوطنية من داخلها أو من خارجها كما نجدد تمسكنا بأهداف حركة 18 أكتوبر و هي حرية الإعلام و حرية التنظم و حرية المساجين و العفو التشريعي العام و بهدفها الرابع المتمثل في دفع الحوار الفكري الوطني لصياغة عقد ديمقراطي يكون افضل أرضية للارتقاء بالحركة إلى مستويات أعلى خدمة لمعارضة مستقلة جادة و صادقة و موحدة تحقق الانتقال الديمقراطي الذي هو مفتاح التصدي لمشاكل مجتمعنا في مختلف المجالات.
أيها السيدات السادة اسمحوا لي في الختام أن اجدد الشكر و التحية للأستاذ احمد نجيب الشابي و لكل المؤتمرين و المناضلين راجيا لكم كامل التوفيق في مؤتمركم و للعمل المشترك و لمشروع 18 أكتوبر الواعد كل حظوظ النجاح.
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. 


هويدا، يا أخي خالد…

أحمد نجيب الشابي ليس من عادتي أن أرد على من يهاجمني، وكثيرا ما رفضت حتى قراءة كتاباتهم لأني آمنت ولا أزال بالآية الكريمة “أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” لكن سبق لك أن كتبت عني باستحسان فرأيت من واجبي أن أجيب عن مقالك المتقد غيضا وخيبة أمل هذه المرة. وأبدأ بالقول: نعم، لو امتدح رئيس الحكومة الأسبانية دكتاتور بلاده السابق الجنرال فرانكو لسقط لتوه… وكذلك كان الأمر ليكون في إيطاليا أو التشيلي أو البرتغال…  لكنك لم تتساءل، وأنت المتابع النبيه لأحداث المنطقة، عن السبب الذي يجعل الأمر خلاف ذلك في بلدك فيعزز السياسي من رصيده الشعبي حين يمتدح دكتاتورا مثل صدام حسين رحمه الله… 
لا شك أنك صدمت بمشهد هذه الجموع الغفيرة من بني جلدتك وهي تخرج، ليومها السابع، في مدن العراق تبكي بالآلاف دكتاتورها الراحل أو تلك التي خرجت تصلى على روحه في عواصم شمال إفريقيا وفي بنغلاداش وكشمير واندونيسيا ومدن الهند وفي عمان وقطاع غزة وصنعاء والقاهرة وغيرها من مدن العالم الثالث ولا أخالك تعتقد أن هذه الجموع غبية أو بلهاء أو أن التعصب الديني أعماها حتى بكت دكتاتورا فاقت جرائمه جرائم فرانكو وهتلتر مجتمعين،،،، أدعوك أخي خالد إلى التساؤل بهدوء وفي شيء من التواضع عن سبب هذه الظاهرة قبل أن تصب جام غضبك على “ديمقراطي” مثلي رثى دكتاتورا…. لم يعرف التاريخ له مثيلا.
 أضنك نسيت ، في وطنك الثاني هولندا… أن استعباد وطنك الأم – تونس- جاء على يد أعرق البلدان وأرسخها قدما في الديمقراطية وأنك لم تنل نصيبك من التعليم وحظك من الصحة إلا بعد أن كسر أهلك السلاسل والأغلال التي كانت تشدهم إلى عواصم النور. وكأني بك أيضا تريد أن تنسى أن إخوانك في فلسطين يموتون كل يوم ألف مرة على يد “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”…
لو استذكرت هذه الحقائق الأولية لاهتديت ببساطة – ولا أضنك تجهل –  إلى أن الصراع في الجنوب معقد أكثر مما هو عليه الأمر في الشمال، هناك الصراع داخلي أهلي مدني لا يشوبه تهديد للوجود القومي ،أما هنا فندافع عن حرية أوطاننا ولو كان يحكمها مستبد لأن العدوان الخارجي لا يبقي ولا يذر ، خبرناه في الماضي ونخبره اليوم في أكثر من بلد وعادة ما كان التهديد ويا للأسف “ديمقراطي” المصدر.
ولو سلمت معي بهذه الحقائق الأولية لنظرت إلى الصراع في العراق على حقيقته، صراع من أجل الاستقلال والسيادة و لوجدت أن صدام، على علاته وأخطائه، يحتل فيه موقع القائد والرمز، صراع ليس فيه لزعم الديمقراطية من دور سوى دور ذلك الخرق العاجز عن ستر بربرية الإنسان ووحشيته.
يمكنك أن تبالغ في تضخيم أخطاء صدام ومساوي حكمه ما استطعت، ويمكنك أن تتجاهل منجزاته ما أردت لكنك لن تفعل “بغلوك” هذا سوى طمس الحقيقة الساطعة: صدام سقط ضحية البطش العالمي والأحقاد الطائفية العمياء، لم يعدم من أجل أخطائه وإنما بسبب مآثره، تأميم البترول وبناء العراق الحديث والانتصار لقضايا العرب العادلة.  لو كان صدام دكتاتورا وحسب ما كان ليبكيه أحد في الدنيا، لكن ولأنه سقط بهمة وكبرياء في معركة شهد العالم أجمع بعدلها فقد بكته أمة بأسرها.
وإن ضللت بعد هذا التذكير المتواضع على خيبة أملك في، فلربما كنت تضنني ديمقراطيا على شاكلة جلبي وعلاوي أو أني جعلت من الديمقراطية ومن مآسي الإنسان في بلدي مصدر ارتزاق أو مطية للسؤدد الاجتماعي، إن كان الأمر كذلك فقد أخطأت لأني آمنت دوما بأن الحر، في بلدي، وطني بالسليقة أو لا يكون ولأني لم أخف ذلك يوما في علاقاتي الدولية بل و تكفلت الدولة التونسية في كل مرة بتذكير مخاطبي الأجانب بذلك فأرسلت الرسل وقدمت النسخ من مقالاتي عن العراق وفلسطين دون أن تفلح في النيل من صدقية خطابي الديمقراطي لأني لم أسع يوما إلى استرضاء طغاة العالم أو التماهي معهم وإنما خاطبت العقل ودعوت إلى الرشاد وسوف أضل على هذه السبيل مكافحا قولا وعملا ما استطعت.

وصفة الدكتور خالد شوكات لإصلاح حركة النهضة

ناجي الجمل
 
قبل التعليق على مضمون ما جاء في مقال الدكتور خالد الموجّه لي ولسائر الإسلاميين بتونس، لي ملاحظة على الشكل. لقد خاطبت، في مقالي الماضي، السيد
شوكات بألقاب دأب على استعمالها وحسبتها مفضلة عنده. فردّ علي بتحية لها في نفوس الإسلاميين عامة مكانة لا تضاهيها ألقاب وتصبغ الحوار بصبغة خاصة، وهي الأخوة. ولا يخف عن القراء الكرام أن الأصل في استعمال خطاب الأخوة أن يكون مقدّمة لحوار تسوده المصارحة والمناصحة وحسن الأدب. وسألتزم بهذا النهج ما استطعت وأرجو أن يلتزم الأخ خالد وكل من يرغب في إثراء هذا الحوار بنفس الأسلوب.

1-   في النقاط السبع الأولى، أطلعنا الأخ خالد عن تجربته القصيرة مع حركة النهضة وما كلفته من تشريد ونفي وحكم بالسجن وأن الظلم الذي لحقه نتيجة هذا الانتماء تعدى شخصه ليصيب عائلته التي لا وزر لها في ما اقترفت يداه من “إجرام” في حق الوطن وحماته. وذكّرنا –في معرض نفيه لوجود مشكلة مع الشيخ راشد- أنه وقف ضدّ اللبراليين المتهافتين لاتهامه بالإرهاب الداعين لمحاكمته. إلى هنا لا تعليق لي عدا شكره على مناصرة الحق في قضية الشيخ راشد وتذكيره بعدم نسيان المتسبّب الحقي والرئيسي فيما أصابه وأصاب عائلته وأصاب الآلاف من التونسيين من سنة تسعين حتى اللحظة.

2-     في الفقرة الثامنة تقول أخي الفاضل أنك توصلت إلى قناعة مفادها أن قيادة حركة النهضة التونسية، وعلى رأسها الشيخ راشد الغنوشي، يجب أن تتغير لتفسح المجال أمام قيادات جديدة لا تحمل في رحلتها أثار المحنة، وذلك كجزء من عملية تستهدف البحث عن حلول للأزمة التي ما تزال مطروحة، فالذين يصنعون الأزمات لا يمكن أن يكونوا جزءا من حلولها،  وهنا لي ملاحظات عديدة عن هذه القراءة.

Ø      تتحدث عن ضرورة تغيير قيادة النهضة. فما هي حدود هذه القيادة؟ هل تشمل المكتب التنفيذي أم تتعداه إلى أعضاء مجلس الشورى؟ إذا كان مصطلح القيادة يعني كل هؤلاء وغيرهم، فممن ستتركب القيادة الجديدة؟ أ من الذين لا تجربة لهم في عمل المؤسسات أم من إخوة الداخل الذين أصابهم ويصيبهم أضعاف ما أصابك وأصابنا من ظلم وحيف؟

Ø       ثم حددت صفة للقيادة الجديدة التي دعوت إليها وهي أن لا تكون حاملة في رحلتها أثار المحنة. فهل تعرف أنت عضوا باق أو حتى منسحبا من هذه الحركة لا يحمل أثار المحنة؟ دلنا عليه. وإلا لا داعي لأنه إن وجد سيلتحق قريبا بقائمة المتمتعين بعدل النظام.

Ø      قلت إن الذين يصنعون الأزمات لا يمكن أن يكونوا جزءا من حلها. هذا صحيح إلى حدّ ما. ولكن من صنع الأزمات في وطننا الحبيب؟ لسان حالك يحمل الحركة هذه المسؤولية، وهذا ظلم. الحركة وقيادتها تتحمل جزءا يسيرا منها وقد اعترفت بذلك ولكن الوزر الأكبر يقع على عاتق النظام. وحتى لو سلمنا جدلا بتساو الحركة والسلطة في تفاقم الأزمة، فإن منطق نظريتك ينفي إمكانية الحل مع بقاء المسؤولين عنها في مناصبهم. فهل تصر على نظريتك وتطالب برحيل الرئيس بن على كما طالبت بتغيير الشيخ راشد؟

3-     تصر على حقك في الدعوة إلى تغيير قيادة الحركة وفي نقد مشروعها وأدائها. وأنا بدوري أقر لك بالحق بل بالواجب في نقد مشروع الحركة وسياستها ورجالها شريطة أن يكون ذلك بالحجة والدليل القطعي وضمن آداب النصح والتقويم. ولكني أختلف معك جذريا في المطالبة بتغيير مسؤوليها.  فليس من حق أي إنسان مهما كانت نيته وموقعه أن يطالب جماعة أو تنظيما أو حركة أن تغير قيادتها أو أن تحل نفسها. هذا الحق حكرا على أعضائها, وحدهم المسؤولون عن اختيار من يترأسهم. وليس للأحباء أو المتعاطفين أو الناصحين – وأنت منهم- حتى وإن كانوا يوما أبناء لهذه الحركة إلا النصح بأدب جم. ويغيب عنك وعن عدد من الإخوة الذين مروا بتجربة مشابهة لتجربتك أنكم بتركيزكم على الدعوة إلى تغيير قيادة الحركة تلتقون مع أعدائها وتدعون بشكل غير مباشر المنتمين لها إلى التشبث بقيادتهم. وتصوّرون أعضاء الحركة، الذين تقول في الفقرة 13 أن فيهم طاقات كبيرة، كأنهم عجينة يفصلها الشيخ راشد كيف ما شاء وأنهم مريدون لا يعصون لأمر قطبهم أمرا. وهذا لعمري ازدراء واحتقار ما بعده احتقار،  لا يقول به إلا جاهل لعمل مؤسسات الحركة ولتربية أبنائها أو عدوّ يريد للحركة خبالا.

4-     أما دعوتك للحركة أن تكون حزبا ، ديمقراطيا، عصريا وحداثيا، وترجمتك لهذه المفاهيم بتغييرات جذرية على مشروعها الفكري والسياسي، وتبديلات جوهرية واضحة وحاسمة على هياكلها ومؤسساتها، كما عليها أن ترسل الشيخ راشد الغنوشي إلى التقاعد لكي يشتغل بالفكر والكتابة، أو بأي شأن آخر يريد، وأن تؤسس لحالة سياسية جديدة قائمة على قيم المحاسبة والمسؤولية والعلنية والتداول على المواقع القيادية، وأن تغادر نهائيا دائرة التنظيمات السرية والأجندات الخفية والأجهزة الخاصة والمجموعات الأمنية والعسكرية، وأن تشجع أعضاءها على الشفافية والتفكير الحر وعدم تقديس الشيوخ وعدم الخوف من التجديد والولاء للوطن، وأن يكونوا مسلمين وتوانسة أولا قبل أن يكونوا أعضاء في حركة سياسية، أي أن يكون ولاؤهم لتونس في المقام الأول. فأغلب هذه اللائحة من المطالب هي في الحقيقة جملة من المغالطات والاتهامات التي عجز النظام على إثباتها. يحز في نفسي أن يكرّرها باحث مثلك يقول أنه كبر ودرس وتأمل في تجربة الحركة.

إرسال الشيخ راشد إلى أي موضع يريد، فيه كثير من قلة الأدب الذي لا يليق بالحوار الجادّ، وقد رددت عليه في الفقرة السابقة. أما التغييرات الجذرية في المشروع الفكري والسياسي والتبديلات الجوهرية والواضحة في الهياكل والتأسيس لحالة سياسية جديدة، فلا أدري ماذا تقصد بها. أنا في انتظار مزيدا من التفصيل لأحكم. أما دعوتك الحركة أن تغادر نهائيا دائرة التنظيمات السرية والأجندات الخفية والأجهزة الخاصة والمجموعات الأمنية والعسكرية. فيبدو أنك كتبتها في آخر الليل وقد أخذ منك التعب حظه. فلقد نسيت وأنت تطالب الحركة بهذا كل ما تعلمته في بحثك الذي تحصلت به على شهادة الدكتوراء. فأن تطالب أحدا بالكف عن أمر ما، يعود إلى إثباته عنه. فهل لك أدلة على امتلاك الحركة لتنظيمات سرية ولأجهزة خاصة ولمجموعات أمنية وعسكرية؟ تعلم أنك بعدم تقديمك لأدلة مقبولة عن هذه الاتهامات تضع نفسك تحت طائلة النعوت التي لا ترضاها.   أنت بادعائك هذا –خاصة مع ما تشهده تونس هذه الأيام- لا تبغي إصلاحا كما تقول وإنما أمرا آخر أقله إعطاء النظام ذريعة وقشة يتعلق بها ليفسر الأحداث الدامية في الداخل وليعيد الكرة على الحركة وأنصارها. سارع يا دكتور إلى إصلاح زلة قلمك إن كانت كذلك قبل أن يسبق السيف العذل.

 

حوار مع الدكتور خالد شوكات

الأستـــــاذ فتحــــي نصـــري
كتب الدكتور خالد شوكات مقاله ” لعن بورقيبة والترحم على صدام ” ، ونشرت صحيفة الوسط التونسية المقال ، وقرأت المقال ، وعادت بي الذاكرة الى قترة الثمانينات وبالتحديد الى جريدة الإعلان التونسية وما كان يكتبه المدعو عبد العزيز الجريدي ، وحتى أكون صادقا مع نفسي وضعت بيان حركة النهضة التونسية أمامي وأعدت قراءة مقال الدكتور خالد شوكات ، فقررت الرد مخافة أن أكون شاهد زور ، الا أن ما ختم به الدكتور شوكات مقاله أقعدني عن الرد ، فخيرت أن أحاوره بكل هدوء و”البينة على من ادعى” ، فأرجو أن لا يبخل الدكتور شوكات بالرد الواضح والمحدد على أسئلتي فيعفيني من الرد على مقاله ، وقد صدرت أسئلتي ببيان حركة النهضة التونسية حتى يكون البيان أمام الدكتور خالد وهو يجيب على أسئلتي
بسم الله الرحمان الرحيم حركة النهضة بتونس بيان
أقدمت اليوم ـ وهو أول أيام عيد الأضحى ـ سلطات الإحتلال في العراق وبطواطىء من أطراف رئيسية في الحكومة العراقية على اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد أن أصدرت في حقه حكم الإعدام ان هذه المحاكمة بالاضافة الى أنها تجري تحت الاحتلال الامريكي فقد شهدت المحكمة الكثير من الخروقات الكبيرة للقوانين المتعارف عليها دوليا ومع قواعد حقوق الإنسان
ان حركة النهضة ـ تدين هذا الحكم الجائر في ظل الاحتلال وكل هذه الملابسات والخروقات ـ تعتبر تنفيذ هذا الحكم أول أيام عيد الأضحى عملية استفزاز لمشاعر كل العرب وكل المسلمين وهي تدفع نحو مزيد تعميق الأحقاد والجروح ـ تدعو كل العراقيين الى الوحدة من أجل الاستقلال وتجنب الفتن الطائفية والمذهبية عن حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي 10 ذو الحجة 1427 الوافق 30 ديسمبر 2006
1 / هذا هو بيان حركة النهضة التونسية حول قتل صدام حسين ، أين هو التباكي بحرقة على صدام حسين ، أم أن ادانة محاكمة في ظل الاحتلال تفتقد لأبسط شروط المحاكمة العادلة يعتبر تباكيا على الشخص المحاكم ؟
2 / هل التنديد بتنفيذ حكم الاعدام في أول أيام العيد واعتباره استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين تباكيا على صدام حسين ؟
3 / ألا يستحق أي مجرم مهما بلغت حدة وفضاعة جرائمه محاكمة عادلة تتوفر فيها جميع الضمانات وفق المعايير الدولية ومواثيق حقوق الانسان ، وألا يستحق أيضا أن يتم تنفيذ الحكم بشكل انساني وفق الاجراءات المنصوص عليها في القانون ؟
4 / هل يعتبر الدكتور شوكات صفقة تسليم قوات الاحتلال الأمريكي أسير حرب لمليشيات جيش المهدي للتشفي منه وشنقه بالشكل الذي شاهده العالم أسمى أشكال الديمقراطية التي يبشر بها الليبراليون الجدد ؟
5 / هل تعتبر المحكمة الجنائية التي أنشأها ” بول بريمر ” الحاكم العسكري الأمريكي لمحاكمة صدام حسين بواسطة عرائس عراقية محكمة قانونية وفق اتفاقية جينيف ؟
6 / ما هي العلاقة بين التنديد بالمحاكمة الصورية وبالشكل المهين للكرامة الانسانية في كيفية شنق صدام حسين وبين ضعف القناعة بالديمقراطية وميل العقل السياسي العربي الاسلامي للمشاريع الشمولية ؟
7 / هل يعتبر الدكتور شوكات أن معركة الحريات التي خاضتها حركة النهضة والشهداء الذين استشهدوا تحت التعذيب والمساجين الصابرين في سجون بن علي والمهجرين قسرا ، كانت من أجل اجبار السلطة في تونس على رفع شعارات شعبوية ” عروبية ودينية ” وما هي حجتك على ذلك ؟
8 / ذكر الدكتور شوكات أن المعيار الأساسي في التقييم هو ما يحققه الحاكم من رفاهية وتنمية اقتصادية واجتماعية وانفاق على التربية والتعليم ، فهل تعتبر أن التنمية السياسية والحريات العامة والخاصة والديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة أمرا ثانويا لا يستحق أن يكون معيارا لتقييم الحاكم ؟
9 / ذكر الدكتور شوكات أن التقييم الأساسي عند رئيس حركة النهضة وبعض زملائه هو ما يرفعه الحاكم من شعارات براقة كاذبة ، وما يقدمه من مخدرات قومية ودينية فتاكة … ، هل يمكن للدكتور خالد أن ينيرنا ويحيلنا على مراجعه ومصادره في ذلك ليتأكد القارىء من حقيقة ما كتبه ؟
10 / قارن الدكتور خالد بين ضحايا صدام حسين وضحايا النظام التونسي ، فهل يزن الدكتور الدكتاتورية بعدد الضحايا ؟
11 / ذكر الدكتور خالد شوكات جرائم من أسماهم بالزرقاويين والارهابيين والبعثيين والقاعدة في العراق ولم يذكر جرائم الجيش الأمريكي ، فهل هو مجرد سهو أم أنه يعتبر جرائم الجيش الأمريكي من قتل للمدنيين وهدم للمنازل والمساجد وانتهاك الحرمات واغتصاب العراقيات والعراقيين وتدنيس القرآن الكريم وفضائح ” أبو غريب ” ونهب ثروات العراق وتدمير معالم الحضارة ببغداد أمرا مباحا يجب السكوت عنه ما دام صادرا عن المبشرين بالليبرالية الجديدة ؟
12 / جاء في مقال الدكتور شوكات أن فضيلة الشيخ راشد الغنوشي وصف الرئيس الراحل بورقيبة بأنه ” ملعون سيدخله ربه جهنم ” ، وحتى يصدق القارىء ما يكتبه الدكتور ، وحتى لا يستحضر القارىء ما كان يكتبه عبد العزيز الجريدي في جريدة الاعلان ، هل يحيلنا الدكتور خالد على المرجع الذي انتقى منه هذه العبارات ؟ ( اذا كنت صادقا يا دكتور فيما نقلته عن الشيخ راشد الغنوشي بأنه لعن بورقيبة فسأندد بذلك علنا ، واذا عجزت عن تبيان مصدر ما كتبته فالقارىء لن يصدقك مستقبلا )
13 / ذكرت يا دكتور خالد أن فضيلة الشيخ راشد الغنوشي يزعم انه لا يخطىء ، فهل تحيلنا على أحد مؤلفات الشيخ أو مقالاته أو حواراته ذكر فيها أنه معصوم لا يخطىء أبدا ؟
14 / كتب الدكتور خالد شوكات عن فضاعة جرائم صدام حسين الذي قتل وعذب وسجن وسحل الآلاف من شعبه وأنا أشاطره الرأي ، فما هو رأيه في جرائم جورج بوش الذي قتل وسجن وعذب واغتصب ودمر ونهب وبشر بحرب صليبية ضد العرب والمسلمين ؟ موقع الحوار نت بتاريخ 5 جانفي 2007
 

إعدام الرئيس عبد الرحمان الحامدي:

بوش…بوش…إسمع زين…كلنا صدام حسين!

تذكرت هذا الشعار و أنا أشاهد مع ملايين البشر من أبناء و بنات أمتنا  والعالم عملية إعدام الرئيس السابق لدولة العراق؛ شعار رفعه حشد من العراقيين و هم يلتفون حول رئيسهم إثر ظهوره المفاجئ في إحدى شوارع العاصمة بغداد بعد فترة إختفاء إثر الغزو الأمريكي البريطاني الثاني للعراق.. و تساءلت في قرارة نفسي  وأنا أرى حبل المشنقة يلتف حول عنق الرئيس عن مدى إيمان الشعب العراقي بهذا الشعار وأنا الذي إعتقدت بسذاجة المواطن العربي الحالم بخلاص الأمة مما هي فيه أن الجيش العراقي ستكون له جولات و صولات في التصدي للغزاة في مرحلة أولى وأن الحرس الجمهوري بولائه المطلق للرئيس  وبما لديه من أسلحة متطورة و بما أنفق عليه حزب البعث العربي في العراق من أموال طائلة لتدريبه أحسن تدريب سيكون الورقة الرابحة في الأخير لتلقين الغزاة درسا لن ينسوه في قدرة الأمة على كبح جماح الغطرسة الأمريكية في المنطقة.
كان هذا حلمي! وتمضي الأيام ويختفي قائد القوات  العراقية  المسلحة و صانع أمهرنخبة قتالية في تاريخ العرب؛  و أعني به الحرس الجمهوري؛   ليقع الإعلان فيما بعد عن العثور عليه في حفرة !! وفي هيئة إنسان العصر الحجري!! و لا أخفي عليكم حينئذ تلك الأحاسيس المتناقضة التي حاقت بي  وأنا أشاهد جنديا أمريكيا     يفحص الرئيس العراقي  كما يفحص شاة!
 و كانت الرسالة وا ضحة للأمة: هذا نبيكم الذي آمنتم بأن يعيد أمجاد أمتكم؛ ها هو اليوم ذليل بين أيدينا؛ نحن سادة العالم؛ فلا نبي لكم بعده!!! لم أستطع حينها أن أميز بالتحديد حقيقة مشاعري لأني و ببساطة لم أجد الكلمات المناسبة للتعبير عنها؛ فأطلقت العنان لعقلي و تساءلت أين الجيش العراقي؟  وأين تلك النخبة  من رجال الحرس الجمهوري المسلحة تسليحا جيدا و الذين روى الناس عنهم الأساطير في درجة  الولاء لصانع عزهم الرئيس صدام حسين؟ أسئلة لم أجد لها سوى إجابة واحدة  من شيخنا راشد الغنوشي   وهي أن السبب قد يكون متعلق بخيانة من لدن هذه القوات؛  وهو ما قوى في ذهني؛ وأنا الجاهل بتعقيدات الوضع في العراق؛ إحتمال و قوع صفقة بين هذه القوات   والقوات الغازية!  خلاصتها  باللهجة التونسية( بينكم و بينو) أي( المشكلة بينكم و بين صدام)        أتركونا بسلام و خذوا ما جئتم لأجله ولكم منا السلام! حقيقة مرة قد لا يقبلها البعض من أبناء الأمة من الذين يعسر عليهم هضمها والتي ذهبت بأحلامنا جميعا أدراج الرياح؛  كما يعسر عليهم بالنتيجة مواجتها  بآثارها المحبطة في النفوس   وهو ما ينبغي  في رأيي أن نفعل عكسه: أي نواجه الواقع بمرارته  حتى نساهم مع الأمة في إستخلاص ما يمكن أن يساعدنا على المضي إلى الأمام !! كان أول محاولة مني لمواجهة هذه الحقيقة المرة وجها لوجه  طرح السؤال التالي ببساطة: ماالذي جعل  قواتنا هذه تتخلى و بشكل غير مفهوم ولأول و هلة عن الزعيم الذي صنعها بيديه؟ مالذي جعل هذه القوات التي يدعو الرئيس الراحل عناصرها  في خطبه ب ’’أيها النشامئ’’ و التي تربت على الولاء المطلق للزعيم  وعلى  معاني الفداء  والبطولة  والرجولة إلى آخره؟ مالذي جعلها تبخل عليه و على العراق بالغالي و النفيس؟! ماالذي جعلها لا تقدم أنفسها فداء لحماية أرض العراق و زعيمها من الغزاة و هو ما فعلته بشجاعة نادرة عندما قلبت موازين القوى لصالح العراق إثر إحتلال القواة الإيرانية لميناء البصرة إبان الحرب الإيرانية العراقية؟ إذ من باب أولى وأحرى أن تقوم بأكثر من ذلك إذا تعلق الأمر بمن صنفتهم النخبة بأعداء الأمة الحقيقيين  وأعني بهم الأمريكان و أذنابهم كما يقال في  لغة التخاطب السياسي!!
الإجابة  الصحيحة والكاملة عن هذا السؤال بيد العليم وحده و قد يكون جزء منها بيد من عايشوا تلك الفترة عن كثب وإطلعوا على خيوط اللعبة كما يقال و تشابكاتها و خفاياها. لن يمنعني هذا من أن أدلي برأي قد لا يوافقني فيه الكثيرون وقد يحتمل لدى البعض وجها من الصدق و يبقى الغرض في الختام مساهمة مني متواضعة في تشخيص بعض مما تعيشه الأمة و فهمه عسى ذلك يساعد قليلا! إذا إتفقنا على أن من بين أسباب المصير الذي لقيه الرئيس العراقي  هو تخلي من و ثق فيهم دوما و حملهم أعباء حمايته الشخصية و حماية البلد في الأوقات الصعبة؛ أمكن لي طرح الأسئلة الإستفهامية التالية؟
أولا:هل أن التخلي عن صدام حسين كان بسبب موقف سياسي  و إنساني  من قبل قيادات القوات المسلحة العراقية هدفه تجنيب البلاد أنهارا من الدماء أمام عاملين إثنين هما:  إختلال موازين القوى مع الغزاة خصوصا بعد حصار شامل للعراق دام سنوات و لم ينج من آثاره المدمرة عراقي    بما جعل  الدفاعات  المعنوية   والروح القتالية  للجيش و نخبته  تصاب بالضمور و الفتورخصوصا بعد تجريد العراق من أسلحته؟ ثانيا تصميم القيادة السياسية الأمريكية هذه المرة على إسقاط النظام العراقي بأي ثمن خصوصا و أنها تراجعت عن ذلك لحسابات؛ ليس هنا المجال للحديث عنها؛ إبان الغزو الأول للعراق عند ما و صلت القوات الأمريكية بقيادة شوارزكوف إلى مشارف بغداد.. بعيدا عن الإيغال في تبني نظرية التآمر لوحدها   والتي إعتادت جملة من النخب العربية تحليل ما يحدث للأمة من خلالها بإعتمادها كقميص الخليفة عثمان إبن عفان في النظر للنكبات و تعليق كل ما يحدث للأمة على شماعة الغرب!!! وبعيدا عن أهمية العراق  والمنطقة عموما من الناحية  الإستراتيجية لضمان تدفق البترول و أمن  الكيان الصهيوني مما جعلها محط الأطماع المتواصلة و خطط الهيمنة. و بعيدا عن ردات الفعل  و لغة  البيانات التنديدية  بعملية الإعدام على أيدي ممن صنفوا بأعداء الأمة  وعملاؤهم بالعراق وبغض النظر عن   توقيتها و كيفيته.  وبعيدا عن لغة الرثاء  والتمجيد لشخص الرئيس الفقيد والتي تندرج في إطار لملمة الجراح  و التنفيس عن الشعور بحالة عامة من المشاعر  إختلط فيها الإحساس بالظلم  والغبن  والقهر واليأس من حكام أصروا على لعب دور المتفرج في حق رجل تجرأ على ما خلنا لعقود أن لن يتجرأ عليه أحد  وهو تحدي الممنوعات الدولية و قائمة الخطوط الحمراء التي   وضعها سادة العالم الحاليين لضمان إستمرار الهيمنة التي يسمونها زورا و بهتانا السلام العالمي أو الإستقرار و السلم الدوليين!!   فصدام حسين عانق بعضا من أحلام الأمة عندما تجرأ على ضرب الكيان الصهيوني بما طوره من صواريخ الحسن و الحسين و العباس؛ في إطار من توازن الرعب؛  وبذالك ضرب  ومن جديد أسطورة الجيش الذي لا يقهر  وسعى لإمتلاك ما يسمى بالأسلحة المحرمة دوليا إلا على الصهاينة من أجل إعادة توازن الأمة عسكريا مع الكيان الصهيوني   وخلط الأوراق من جديد في المنطقة    كما شجع الحركة العلمية و تضامن مع القضية الفلسطينية ومول؛ على عادة الأنظمة القومية  فصيلا  أو فصائل منها؛ مع إقصاء فصائل أخرى؛ ورعى أسر بعض الشهداء؛ ومد يد العون والمساعدة إلى الشعوب العربية؛ و فتح أبواب العراق لكافة العرب ؛ و أمم صناعة النفط في بلده  و حقق نوعا من الرفاهية  لذلك و لغيره كانت ردود الفعل التي أتبعت عملية الإعدام تعبيرا آليا وطبيعيا تجاه رجل بهذا الحجم؛  وهي تندرج ضمن ميكانيزمات التعويض و هو أمر مفهوم من باب ما يسمى ب  Processus de deuil
 بإعتبار حاجة الكثيرين من أبناء الأمة إلى هذا الأمر! إنه موعد  آخر للأمة  مع العزاء  و السلوان  والتي وصمت حياتها  لأحقاب  طويلة من الزمن بدءا بإنهيار الخلافة و ضياع فلسطين و مرحلة الإستعمار و وتعدد نكبات الأمة في  هذا القرن و الذي قبله من البوسنة  و الهرسك إلى الشيشان إلى أفغانستان إلى العراق حاليا؛  والله وحده يعلم على من الدائرة مستقبلا   وبأي حال لن تغادر النكبات الأمة و لن تخرج عن حياضها    ولا يبدو في الأفق القريب أن الأمة ستستريح منها ولو إلى حين!! قلت إذا؛    بعيدا عن هذه العوامل مجتمعة في فهم ما حصل للرئيس و ما حدث   ولا يزال يحدث للعراق و للأمة؛ فإني أرى و الله أعلم؛ أن جزءا كبيرا مما حدث للرجل و للعراق يتحمله حزب البعث العربي الإشتراكي بقيادة قائده صدام حسين؛   وهي تجربة عددت ما لها آنفا    وآن الأوان   أن أعدد ما عليها: لقد كان خطأ حزب البعث إستراتيجيا بكل المقاييس فهو لم يشأ من ناحية الإرتهان  إلى الغرب كلية كما تفعل الإنظمة العربية الحالية بحيث مكنها ذلك من ممارسة  ديكتاتوريتها على شعوبها في مأمن من التدخل الأجنبي  و المحافظة في آن على عروشها بالإبقاء على مصالح هذا الأجنبي فيها. ومن ناحية ثانية؛  وهذا هو الوجه الثاني للمفارقة المضحكة المبكية؛  لم يحسن صدام و حزبه الإحتماء بشعبه   والمراهنة عليه.بصيانة كرامة الإنسان في العراق و حفظ حرماته. و الذين يتحدثون عن الفتنة الحالية في العراق ويردون سبب زرع بذورها  إلى الأمريكان بالتنسيق مع  من يسمونهم بالعملاء  من الطائفة الصفوية  والأكرد  يتغافلون عن حقيقة أن هذه الفتنة زرعت  بذورها منذ مجيئ نظام صدام حسين إلا أنها بقيت نائمة  بحد السلاح و الدكتاتورية و ذلك عندما كان حزب البعث يحكم بتلك الشوفينية المتعصبة للعنصر العربي   والتي جرعت إخوتنا الأكراد الغصص تلو الغصص و شردتهم في بلدهم و في المهاجر شر تشريد  أوعندما كان يحكم بتلك النرجسية و هي الوجه الآخر  للشوفينية   عبرضرب إخوتنا الشيعة   وقتل علمائهم و مفكريهم؛. فالتربة كانت جد خصبة بسبب ثلاثة عقود من الإستبداد لتنتج تلك الأحقاد التي جعلت؛ على سبيل المثال لا الحصر؛ الذين وضعوا حبل المشنقة حول رقبة الرئيس  لم يمهلوه؛ إنتقاما؛ حتى ينهي نطقه كاملا للجزء الثاني من الشهادة في المرة الثانية(لمن تابع شريط الإعدام كاملا يمكن أن يلاحظ ذلك بسهولة)**. إن الإستبداد ومركزية القرارات وحكم العصبيات و غياب الشورى من بين ما أعمى حزب البعث العفلقي* الصدامي  عن إدراك حقائق التوازنات الدولية  وسياسة المراحل في تغيير موازين القوى  والتصدي للمؤامرات بالمناورات الحكيمة  والبحث عن التحالفات الصحيحة وإعطاء الزمن اللآزم لكل ذلك  والمراهنة في الأول و الآخر  على الشعب وهو ما تفعله حاليا ثمان دول في أمريكا اللآتينية  للتخلص رويدا رويدا  ودون حرق للمراحل من الهيمنة الأمريكية   وعبر المراهنة على قيمة العمل وكرامة الإنسان المواطن. لئن كان حزب البعث في العراق قد فهم ما يخطط له الغرب في حق الأمة  وفقه إستراتيجيات الغرب الموضوعة للحفاظ على الهيمنة؛ إلا أنه؛ برأيي؛ لم يحكم إدارة اللعبة السياسية وفنونها   للتصدي إلى مخططات الهيمنة وما تتطلبه من تحالفات و مشاورات و خطط!!  بل و قع فيما هو محظور حقيقة عندما إستنزف شعبه و جيشه و ثروات البلد و لمدة ثماني سنوات في حرب لم أشهد مثيلا لها في الغباء بدعوى مقاومة الفرس و إسترجاع الخليج الفارسي العربي؛   وهو في الحقيقة يخدم أجندة أمريكية في القضاء على الثورة الفتية في إبانها  و التي راح ضحيتها من الجانب الإيراني فقط مليون شهيد! ثم أعاد الكرة بغزوه الكويت وإعتبارها المحافظة التاسعة عشر للعراق؛ و هو ما يفسر إلى حد كبير وبرأيي؛ عزوف الحرس الجمهوري والجيش العراقي عن الدخول في مغامرة ثالثة وإن كانت هذه المرة من أجل حماية الزعيم والقائد صدام حسين!!  إن ثقافة الإستبداد التي تربى عليها أجيال من الأمة  بدءا بالبيت ثم المدرسة ثم مكان العمل   قد ترتبط في ذهنية الإنسان العربي  بالشوفينية والنرجسية إذا إقترنت بسلطة ونفوذ كبيرين فتتحول إلى عمل سادي بشع عبر إستعمال السلاح الكيمياوي في العراق مثلا ضد الشعب الكردي؛ و الإغتيالات السياسية؛ و جدع الأنوف و الآذان؛ والتعذيب حتى الموت وإنتهاك الأعراض  وحفر المقابر الجماعية التي شملت سنة و شيعة وأكرادا مما حدا بأحد المحللين إلى القول بأن الأمة لم تشهد في تاريخها الحديث و القديم ديكتاتورا أكثر دموية من صدام حسين و حزبه!! إن هذه الممارسات في حق شرائح من الشعب العراقي لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا ونحن نستعرض واقع العراق وننعى وفاة الزعيم  لأن التاريخ لن يهملها   وإن تعمد بعض من نخبنا إخفاءها في معرض تعدادهم لخصال الزعيم  وتمجيدهم لسيرته ورثائهم له تأثرا بما يكونوا شاهدوه من كيفية إعدام الرئيس في يوم عيد وعلى أيدي أمريكية و طائفية.!! ممارسات  البعثيين في العراق جعلتني أقول في نفسي:   بأي ثمن و بأي مقابل أنجز صدام و حزبه ما أنجز؟  ثم تساءلت   وأنا أطالع ما كتبه البعض عن الراحل:  لو أن أحد هؤلاء كان له قريب أو حبيب  من ضحايا التعذيب أو الإغتيالات السياسية أو من ضحايا السلاح الكيمياوي أو من ضحايا الأنفال(ردم الآلاف من الأكراد أحياء في خندق محفور خصيصا لهم) أو أو أو  فبماذا كان سيذكر الرجل؟؟؟!
 
أقول؛ و هذا يلزمني و حدي؛  بئس الإنجازات مهما علت إذا  تساوق معها دوس لكرامة الإنسان و إستباحة لدمائه و عرضه و ماله و صدق الله تعالى   عندما قال ’’…من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا…’’ المائدة آية32   و تعسا لإنجازات يكون وقودها  حرمات البشر و كراماتهم! إن لعنة الإنسان المداس ستلاحق أي حاكم مستبد  وتلك؛  والحمد لله؛ من سنن الله في خلقه التي بدأها بنفسه سبحانه و تعالى عندما دمر أقواما بسبب ظلمهم وهو مدار كل قصص القرآن التي لم يستفد منها الظلمة في شرق الأرض و غربها مهما أوتوا من العلو و القوة! فإذا لم يكن الإنسان هو المنطلق و هو الغاية في كل ما ينجز موصولا بالله أولا و أخيرا؛ تكون النتيجة مصداق قوله تعالى’’ فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض’’ صدق الله العظيم.
ذهب صدام و ذهب حزب البعث و إنجازاته! ذهب جمال عبد الناصر و ذهب حزبه و كثير مما أنجز!!
و ستذهب أمريكا و عملاؤها؛ كما سيذهب الكيان الصهيوني بشهادة بعض من إستراتيجيي أمريكا أنفسهم!! إنها ثقافة القرآن التي علمتنا أن عرش الرحمان يتزلزل لظلم الإنسان  أخيه الإنسان.
و أنه لن تبنى حضارة أو تدوم من جماجم المظلومين؛ ودموع الثكالى و آهات المعذبين ودعوات الشيوخ و صراخ الصبية  وإغتصاب الحرائر من بنات أمتنا العفيفات. و لن تقوم قائمة الأمة إلا بأناس يدركون قيمة الإنسان الذي كرمه ربه وعلمنا نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يكون التكريم؛  فيراهنون عليه على أن يكون كل ذلك موصولا بالله حتى لا تكون المراهنة عوراء فنخطئ الطريق الذي أخطأه الأمريكان   والشعوب المتقدمة بمراهنتهم على الإنسان في الغرب  دون وصله بالله  مما يفسر ما هم فيه  من تناقض و تخبط  رهيب بين ما يدعون إليه من حقوق الإنسان في بلدانهم و ما يسمحون به  للأنظمة؛ التي يدعمونها؛ من دوس لهذه الحقوق في حق شعوبها !!  كيف لا و قد إتخذ الغرب من مصالحه ربا    ومن براجماتية  التعامل  غير الأخلاقي  نهجا  و من الميكيافيلية هدفا!! وفي الختام رحم الله كل شهيد عراقي دون إستثناء و دون أن أزكي منهم على الله أحدا  ولله الأمر من قبل و من بعد وحسبنا الله و نعم الوكيل. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. *نسبة إلى ميشال عفلق صاحب نظرية البعث العربي ** لمن فاته مشاهدة شريط إعدام الرئيس صدام حسين كاملا إضغط على الوصلة التالية: http://www.liveleak.com/ لاجئ سياسي مقيم بسويسرا


صدام حسين نال ما يستحق  !!

أخيرا نال صدام حسين ما يستحقه: شرف الشهيد، وهالة القديس، ونهاية تليق ببطل!
كان ثمة أكثر من نهاية ممكنة لرجل خلافي مثله، انقسم فيه الناس بين محبّ وكاره، وقضى حياته متعثرا بين الخطأ والصواب.. وبين التهور والشجاعة .. وبين مجد السلطة وظلمات الأسر، غير أن التاريخ شاء أن ينصفه في بخاتمة يحلم بها كل مجاهد شريف. وإذ لم يتسنّ له أن ينسج كل خيوط أسطورته حين كان جالسا على عرش العراق، فقد قيض الله له أن يكمل نسجها في آخر سنوات حياته من داخل سجون العراق وعلى مشانق عصابته الحاكمة. وبصرف النظر تماما عما حقق الرجل في حياته وعما لم يحقق، فإن أوضح ما يمكن الجزم به هو أن صدام حسين حقق باستشهاده البطولي الذي نقلته شاشات العالم شرفا لم يسبقه إليه أي زعيم آخر وضمن لذكراه خلودا لن ينازعه فيه أحد.  نعم.. لم يستطع صدام حسين في حياته أن يطيح بأطماع الامبريالية الأميركية في المنطقة، ولا أن يحرر الأمة من براثن الغزاة، ولا أن ينقذ فلسطين من ربقة الاحتلال الصهيوني، لكنه استطاع أن يثبت وهو على منصة المشنقة، أنه عاش فعلا من أجل تلك الأهداف، وأنه آمن حقا بشعاراته الأثيرة تلك إلى الحد الذي منحه القوة والقدرة على ترديدها والحبل في رقبته.. قبل أن ينطق بالشهادتين.
لم يكن كغيره من حكام العرب، يزايد بأحلام لا يؤمن بها، ولا كان مثلهم يتغذى بالقضية ويغذي مُلكه بها، بل أثبت إلى آخر لحظة في حياته أنه من طينة الزعماء النادرين الذين يدفعون حياتهم ومُلكهم وفلذات أكبادهم غذاء للقضية. نعم .. لم يستطع صدام أن يحقق كلّ مشروعه الوطني والقومي، فقد تكفلت منظومة الظلم العالمي وأذنابها القذرة داخل العراق وحوله أن تجهض الوليد قبيل ولادته، لكنه استطاع بصموده في الأسر واستشهاده ورفضه المساومة والبيع والشراء، أن يذكي في الأمة جذوة المقاومة ورفض الإذعان لقانون القوة، وأن يزرع فيها بارقة اليقين بأن عصر العظماء لم يولّ إلى غير رجعة، فما زالت العروبة -رغم ما يظهر من جدبها- قادرة على إنجاب عمر مختار جديد سنة 2006 في زمن الاستسلام الشامل، واتفاقيات “السلام” المهزوم ، و”المبادرات العربية” المشبوهة، وثقافة “ضبط النفس”. نعم..لم يستطع صدّام أن يحقق كامل مشروعه الوطني والقومي، لكنه -بالنصيب الذي حققه قبل أن يُجهض- أثبت أنه مشروع قابل للتحقيق، حين تتوفر الإرادة الوطنية الصادقة، وأن بؤس الأمة وهوانها ليس قدرا مسطّرا في السماء، بقدر ما هو خيار من حكّام بائسين يحترفون الهوان ويكتسبون منه “شرعية” وحيدة للحكم.
نعم..لقد خابت مشاريع صدام حسين في جعل العراق قوة إقليمية تحمي أوصال الأمة من التفتت وتسترجع حقوقها السليبة، وتردّ عنها أطماع أعدائها التاريخيين من فرس وروم على السواء، ولكنها إذ خابت فليس لأنها كانت أكبر منه، بل لأنها كانت أكبر من المرحلة…وأكبر من أن تستسيغها عصابة العملاء في كثير من العواصم العربية، وأكبر من أن تصدّقها وتؤمن بها شعوب المحيط العربي التي دجّنها النظام الرسمي ومضامين الإعلام المشبوه على مبادئ “الواقعية” الانهزامية والتسليم بالأمر الواقع.
***
ما الذي خسره صدام حسين بإعدامه؟ لا شيء .. سوى عيوبه وذنوبه! كان بقية من دكتاتور.. فاكتسب هالة قديس.  وكان شخصية خلافية .. فأصبح موضع إجماع. وكان (بسنواته السبعين) في الهزيع الأخير من عمره.. فولد -تقريبا- من جديد!
هذا الحاكم العربي الوحيد الذي خسر عرشه، من أجل ألاّ يخسر مبادئه، وخسر حريته من أجل أن لا يخسر إيمانه بالحرية، وخسر -أخيرا- حياته من أجل أن لا يخسر ما نذر له حياته…استطاع بصموده الأسطوري أمام الإغراءات والتهديدات على السواء أن يُفسد على المنتصرين نشوة انتصارهم، وأن يختلس من سجانيه مفاتيح سجنه، وأن ينتزع من جلاده قدرته على القتل. لقد بدوا جميعا صغارا أمام عظمته، وظلت “انتصاراتهم” و”قوتهم” تزيد في التضاؤل كلما ظنوا أنهم يفضحون “هزيمته” و”عجزه”. لا يجادل أحد الآن في أن هزيمة نظام صدام أمام جيوش الأمريكان، كانت مقدمة حتمية لهزيمتهم أمام بركان المقاومة العراقية، هذه التي هيّأ لها صدام نفسه أسباب النشوء والتواصل، ليس فقط لأنه ألهمها روح الصمود والجهاد طوال أربع سنوات من جهاده وصموده، بل أيضا لأنه هو من سلّح شعبه، ودرّبه، ونظم صفوف جيش شعبي جارف ليس لبول بريمر ولا لأي قرد سواه قدرة على حلّه بقرار.
لا يجادل أحد أيضا في أن مثول صدام أمام محكمة بائسة كتلك، كان أعمق ورطة وقعت فيها عصابة المنطقة الخضراء بأسيادها وعبيدها، ليس لأنها كانت محكمة مهزلة كشفت الانحطاط الأخلاقي والقانوني لمؤسسات نظام عميل جاءت تجره الدبابات، ولا لأنها فضحت عورات النموذج الأمريكي الموعود في الشرق الأوسط الجديد وجلبت عليه سخط المنظمات الحقوقية والقانونية في العالم، ولا حتى لأنها جاءت ملوثة الإخراج رديئة الأداء مكبّلة بقيود التعتيم والانتقائية المتخلفة، بل خاصة لأنها منحت الرئيس الشرعي فرصة للترافع عن شرعية رئاسته، ووفرت لزعيم المقاومة الروحي منبرا لتأجيج روح المقاومة، وفتحت أمام الرجل الذي شيّد صروح العراق “البائد” نافذة يفضح من خلالها خراب “العراق الجديد”. وإذ أرادت المحاكمة أن تلصق بصدام جريمة طائفية لا أحد استطاع أن يثبت صحة أركانها، فقد انتهت بأن كشفت أنه الرجل الوحيد الذي لا يحمل أحقادا طائفية، في بلد يتواطأ جميع حكامه الجدد على ذبحه قربانا للحسين.
ولن يجادل أحد-أخيرا- في أن إعدام الرجل بتلك الطريقة، في ذلك التوقيت، من قبل تلك العصابة، كان أثمن هدية قدّمها لصدام غباء أعدائه! ليس فقط لأنهم منحوه الخلود من حيث شاؤوا أن يضعوا حدّا لذكره، ولا لأنهم كرّموه من حيث شاؤوا أن ينتقموا منه، ولا حتى لأنهم كشفوا عظمة صبره من حيث شاؤوا أن يتشفوا فيه. بل لأنهم منحوه فرصة تتويج عمر كامل من النضال والصمود بأروع تاج يطمح إليه مجاهد مؤمن مثل صدام حسين. *** لقد كان الرجل – حتما- أكثر واقعية من أن يطمح إلى استعادة حكمه في بلد قلب واقع الاحتلال والمقاومة كل معادلاته القديمة، وقوضت تنظيمات الإجرام الطائفي كل مؤسساته السياسية وبناه الاجتماعية، وخربت المخابرات الصهيونية والفارسية جميع حظوظه في استعادة وشيكة لأي قدر من  الاستقرار والتوازن.  كان الرجل أيضا شديد الإيمان بأنه فعل دوما ما كان ينبغي أن يفعله، وأن مصيره الذي آل إليه هو النتيجة الحتمية لخياراته الوطنية ولرفضه العمالة والخنوع في زمن يتنافس فيه الجميع على العمالة والخنوع. وأنه إذ دفع حياة ولديه وحفيده في جملة ما دفع من أثمان قاسية لقاء خياراته الصعبة تلك فإنه لن يكون أقل استعدادا لأن يدفع أيضا ما تبقى من حياته. كان يعلم أيضا أن إعدامه مسألة وقت لا أكثر، وأن محاكمته مسرحية،  وأن قضاتها طراطير، وأن مدعيها العام سمسار مشانق، وأن هيئة دفاعه مهما جهدت لن تحصل من الحق على طائل.  غير أنه كان في مقابل ذلك شديد الحرص على أن يحسن استثمار هذه البقية الباقية من أيامه في تقديم أنقى صيغ الوطنية الصادقة، وأرفع نموذج ممكن لما ينبغي أن يكون عليه العراقي الشهم، المهموم بهموم شعبه، المتفاني في فدائه، المترفع عن ضغائنه الرخيصة، المصوّب كل سهامه وسيوفه إلى الغزاة دون سواهم بوصفهم أصل الداء ومربض كل الأفاعي.
كان شديد الحرص أيضا على أن يثبت للجميع بأن “قيم الرجولة” التي  طالما دعا إلى التحلي بها، لم تكن أبدا خطابا رنانا للتسويق، بل هي سلوك العراقي الشريف الذي ينبغي أن يجسّمه بامتياز رئيس العراقيين قبل أي أحد سواه. لذلك رأيناه يبرّأ رفاقه ويتحمل مسؤولية كلّ الجرائم المزعومة، ويرفض أن يفاوض ولو على حياته، ويظهر الاحترام للموتى من غرمائه القدامى، ويتمسك برفض الاحتلال، ويدعو إلى متابعة المقاومة، وينادى بحياة الشعب والأمة وفلسطين في اللحظة التي أعلن فيها الحكم بإعدامه..بل وفي لحظة إعدامه أيضا.
كانت تلك شهادة انتصار صدام حسين على من توهموا أنهم انتصروا عليه، فقد نجح في أن يأخذ منهم أضعاف ما أخذوا منه، وبدا في عيون الملايين (من أنصاره ومناهضيه) عملاقا في مواجهة حفنة أقزام، ومساحة ضوء ساطعة في بحر من العتمة، ومسيحا نقيا بين أيدي كهنة قذرين. هكذا بعد دهر من التعتيم والتشويه الإعلامي الذي تعرضت إليه صورة صدام حسين طوال ما يقارب العشرين عاما، استطاع أخيرا أن يطلّ على العالم بوجهه الحقيقي..مناضلا كأشرف ما يكون المناضلون، مؤمنا بعدالة قضيته، متفانيا في حب وطنه، صامدا في وجه الغطرسة الأمريكية الصهيونية البغيضة…وأكثر من ذلك شهيدا على مذبح الحرية والانعتاق… لقد عاش صدام قائدا استثنائيا لعراق استثنائي..ثم أسيرا بطلا يقود مقاومة بطلة.. وها هو الآن يرقد في مثواه رمزا خالدا تفتخر به أمة لم يتسنّ لها أن تعرف حقا قيمته إلا..حين خسرته!! آدم الصديق adamseddik@yahoo.fr
 

إعدام صدام.. هل هو صفقة سياسية؟

نبيل الفولي (*)

 

يروي المؤرخون أن “خالد بن عبد الله القسري قتل الجعد بن درهم يوم عيد الأضحى بالكوفة (سنة 124هـ)؛ وذلك أن خالدا خطب الناس فقال في خطبته تلك: أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما… ثم نزل فذبحه في أصل المنبر”.

 

وتذكر صفحة من التاريخ الحديث أن الفرنسيين أعدموا بالمقصلة ملكهم لويس السادس عشر وزوجته الإمبراطورة أنطوانيت سنة 1793م، وأقرب من هذا عهدا إعدام الرومانيين لطاغيتهم نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته إيلينا رمياً بالرصاص سنة 1989م.

 

تاريخ أشبه بالدراما والفن الروائي منه بالواقع العادي، ويبدو اختيار التوقيت في الحالة الأولى عامل الإثارة الأكبر في الحدث، في حين أن موقع الشخصية في الحدثين الفرنسي والروماني أشعل إثارة أكبر في تلافيف “الحكايتين”.

 

سيناريو مثير للريبة

 

وحاكِي التاريخ لا يتوقف عن سرد مفاجآته طول الزمن، وإعادة بث مشاهد من الماضي في الحاضر، فقد اجتمع عاملا الإثارة السابقان في حادث إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين -أقوى زعماء العراق الحديث وأكثرهم تأثيرا في تاريخ المنطقة طوال عقود- صبيحة يوم النحر من حج عام 1427هـ، حتى انشغل العالم به عن أعياده، وتردد الحديث عنه في جنبات الحرم الشريف وفي رحاب الكنائس والكاتدرائيات الكبرى على السواء.

 

لكن لا تخدعنا لغة الحاكي المثيرة وأوجه الشبه هذه عن فروق قائمة بالصورة، حيث إن الجعد بن درهم مثَّل عدوا عقديا لدين الدولة القائمة حينئذ (الأموية)، وكان لابد من التخلص منه؛ تقربا إلى الجماهير والعلماء، أو إخلاصا في المحافظة على نقاء الدين!

 

وأما إعدام الإمبراطور الفرنسي والرئيس الروماني فقد أنتجته تطورات الحدث الثوري الشعبي في البلدين، وقيام الأمتين في وجه الظلم والفساد المستشري والمحبط لكل الآمال.

 

وفي المقابل يقف إعدام صدام حسين على أنه فعل طائفي بامتياز، آثر منفذوه اختيار توقيت مثير للتنفيس الزاعق عن مواقف تنافسية بين أبعاض شعب واحد، ولم يأت ذلك على هيئة ثورة شعبية ضد الظلم، ولكنه توظيف لغزو خارجي وتصالح معه ومع مجموعات طائفية مماثلة؛ أعني أن وراء الحكاية الجديدة صفقة سياسية، كما سيتضح بعد.

 

وبدا في المشهد أن الثوار القادمين في ركاب الأجنبي قد فضلوا الثأر من “خصم لا خطر له في الحال” على مواجهة “عدو تبلغ خطورته تهديد الهوية والذات الحضارية في الحال والمآل”، مما يعني أن هناك أهدافا مريبة وراء السيناريو المفاجئ.

 

لقد عززت عملية الإعدام صبيحة يوم النحر الصورة القاتمة لحاضر العراق الصعب، وزادت من تثبيت واقع الموت والخراب والدمار، حتى صار الأصل في أخبار بلد الرافدين العريق وعاصمتِه “دار السلام!” هو العنف والانفجارات وإزهاق الأرواح مهما كانت العاقبة.

 

وثبت أن “القتل” ليس كما قالت العرب في جاهليتها “أنفى للقتل” على الإطلاق، بل قد يكون القتل بداية لموجة أو سلسلة طويلة من أعمال العنف المدمر، ولا يكبح جماحها إلا منطق عاقل يؤثر التعايش ويقدمه على التصفية التي قد “لا تبقي أحدًا يحكمه المنتصر إلا القبور”، كما علق أحد المحللين على الحرب الأهلية في أفغانستان أثناء عقد التسعينيات.

 

وحقيقةً لم يكن ممكنا لاختيار وقت آخر لتنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين أن يوقف دائرة العنف في العراق، ولكن التنفيذ نفسه يتوقَّع بقوة أن يزيد العنف في الساحة العراقية ضراوة فيما يستقبل، وهو أمر قد بدت “تباشيره” المؤسفة بعد الإعدام مباشرة.

 

والحقيقة أنه لن يوقف العنفَ في العراق إلا عقول تقدم المصلحة العامة على المصلحة الطائفية، وتؤثر التجميع والتلاقي على التفتيت والتقتيل، وتبصر معالم طريقها الصعب إلى مستقبل يحتاج الكثير من الجهد لإصلاح ما أفسده الاحتلال والديكتاتورية، وتعلم أن التدين والتمذهب الديني إذا لم يكونا خيرا لأصحابهما ولغيرهم عامة فإن العلمانية خير للناس منهما!!

 

حقا ليس صدام رمزا للسنة في العراق حتى نفسر إعدامه على أنه فعل طائفي، حيث إن أعماله العنيفة أيام حكمه لم تقتصر على خصومه من الشيعة، كما أن فترة حكمه لم تكن خاصة بالنفوذ السني، فقد شاركت فيه وفي قيادة “حزب البعث العربي الاشتراكي” في عهده بعض الأسماء الشيعية الكبيرة، ولكنه حُكْم العشيرة صيغ في صورة حزبية عجيبة جمعت أطيافا من الانتماء المذهبي والعرقي وحتى الديني، وحاولت في الوقت نفسه الاحتفاظ بالشكل القومي المتطرف للحكم وسط تعدد عرقي ظاهر في البناء السكاني للدولة.

 

مع كل هذه الاعتبارات، فإن إعدام صدام فُهم في التفسير البَعدي للحدث -وبمنأى عن قصد أصحابه ومنفذيه- على أنه جزء من الاغتيال الشيعي للوجود السني في العراق، وأن ضحيته ينتمي إلى سنة العراق، مهما بدا من واقع سيرته السابقة.

 

ولم يكن هناك باب لتفسير حادث الإعدام وسط مصائب العراق الكثيرة والمتتابعة في الوقت الراهن إلا هذا.

 

أضف إلى ذلك كله أن العقوبات التي توقعها الدولة؛ أي دولة، بحق بعض مواطنيها ليست لأجل التشفي والانتقام أبدا، وإنما هي إجراءات لضبط حياة الناس ومنع تعدي بعضهم على بعض، وهذا يعني أن صدام حسين نجح في الإعدام الطائفي الذي جُهِّز له -كما رأى الشارع السني والدولي على الأقل- وسقطت الدولة العراقية المزعومة سقوطا مروِّعا في حمأة الطائفية البغيضة، كما يرى العقلاء.

 

صفقة إعدام صدام

 

لا يخفى على الكثيرين أن عقد الصفقات هو الأساس في دنيا السياسة القائمة في عالم اليوم؛ كما يبدو الأمر في منح النفوذ مقابل تقديم الحماية، وإعطاء خصوصية في العلاقات مقابل مكاسب اقتصادية، وتقديم الدعم الحربي مقابل الأرض، وعقد التحالفات الداخلية بمقابل سياسي ما.. ويبدو لي أن إعدام صدام حسين هو صفقة من هذا القبيل، وهو ما تساعد على فهمه قراءة النقاط التالية:

 

1 – قاطع نواب مقتدى الصدر (30 نائبا) ووزراؤه (6 وزراء) حكومة نوري المالكي بسبب اجتماع الأخير بالرئيس الأميركي جورج بوش في الأردن عند زيارته لها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

2 – هددت المقاطعة الأخيرة الائتلاف الشيعي بالتفتت، مما دفع ذوي النفوذ في الطائفة الشيعية إلى السعي إلى إنقاذ ائتلافهم من الانهيار، وعقدوا لأجل هذا اجتماعات عدة مع الأطراف الشيعية المختلفة، وعلى رأسهم مقتدى الصدر.

 

3 – حضرت عملية إعدام الرئيس العراقي الراحل -كما شاهد العالم وسمع- وجوه كثيرة تابعة لمقتدى الصدر المقاطع لحكومة المالكي أصلا، وهتفوا باسم زعيمهم الشاب وباسم والده المفكر الشيعي الراحل محمد باقر الصدر الذي قُتل في عهد صدام حسين سنة 1984 بتهمة تزعم ثورة في العراق شبيهة بثورة الخميني في إيران.

 

إن إعادة الصدر الصغير إلى الائتلاف -وفق هذه المعطيات- لابد أن يكون لها ثمن، ولعل تسليم صدام حسين إلى ممثلين من فرق الموت الصدرية المقنَّعة لتنوب عن الدولة في تنفيذ الحكم/الانتقام -الذي لم يُتوقَّع تنفيذه بهذه الصورة المفاجئة- ليس إلا عربون التوافق مع الصدر فحسب، على أن يبلغ الانتقام أقصى درجاته بتنفيذ الإعدام في الرجل بصورة مهينة وفي وقت يعتبر مناسبة للفرحة لا للقتل، ويُذاع هذا على العالم بالصوت والصورة في انتهاك رديء لحقوق الإنسان!

 

ومن خلال هذه الصفقة يمكن أن تحافظ حكومة المالكي على الائتلاف قائما؛ حيث إن استمرار الوزارة مرهون ببقائه، وفي الوقت نفسه سيثأر مقتدى الصدر لأبيه المقتول.

 

ولكن أين دور الأميركيين في الصفقة؟ ولم سلموا الرجل في هذا التوقيت؟ ما يهم الأميركيين في الأساس هو أن تخف حدة الهجمات في العراق ضدهم، وأن يقل التقاتل الشيعي السني حتى يتسنى لهم ضبط أمور البلاد، وإخراج العراق إلى واقع مستقر -كدولة أو أكثر- يوقفه في موقع المحايد الضعيف التابع للأميركيين مثل العديد من دول المنطقة.

 

والكثير من هذه الأهداف يمكن أن يتحقق بالتوافق مع الصدر الصغير، الذي إن كان قد ثار على المالكي للقائه ببوش، فإنه يتبنى سياسة فعلية أكثر تشددا مع المسلمين السنة، مما يعني أنه قد يشتري العداوة الأبعد بالأقرب.

 

ولعل مما يدعم هذا أكثر أن نعرف أن أغلب أعمال المليشيات السنية العراقية في الحرب الأهلية الدائرة تستهدف حماية السنة أو الرد على أعمال القتل الطائفي، في حين أن جيش المهدي التابع للصدر يتحمل المسؤولية الكبرى عن هذه الحرب بشهادة أطراف لا يُظَن أنها ذات مصلحة في هذا.

 

فقد صنف تقرير لوزارة الدفاع الأميركية صدَر في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي مليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر على أنها “الخطر الأكبر على أمن العراق”، وحاول الكثيرون من زعماء الطائفة الدفاع عن الصدر ومليشياته في وجه هذا الاتهام، ولكن بدون جدوى.

 

(*) كاتب مصري

 

(المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 5 جانفي 2007)

 


بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

تونس في 05 جانفي 2007  

بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

الرسالة رقم 190 على موقع الانترنات تونس نيوز

مناطق الظل مازالت تحتاج إلى التعهد والصيانة والمتابعة

 

إن المشاريع التي أنجزت في مناطق الظل عبر كامل أنحاء البلاد جنوبا شمالا شرقا وغربا يفوق عددها حوالي 1400 منطقة ريفية نائية أو مناطق شعبية . ومنذ 1993 تاريخ الصندوق الوطني للتضامن 26-26 الذي تم بعثه لمزيد التضامن الوطني حقق إنجازات تذكر فتشكر وأن مساهمة المواطنين داخل البلاد وخارجها كانت إيجابية ورائعة وفي كل سنة  بمناسبة 08 ديسمبر 1993 يوم التضامن الوطني قبل يوم واحد للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان . وفي هذه السنة 2006 على سبيل المثال لا الحصر تم التبرع بأكثر من أربعين مليار في ظرف 3 أيام وأصبح 08 ديسمبر من كل عام هو يوم التضامن الوطني . واستطاعت الحكومة بفضل جمع هذه المبالغ الهامة التي تجمع سنويا من ذوي البر والإحسان وأصحاب القلوب الرحيمة وتضاف إلى هذه المبالغ اعتمادات مالية هامة أحيانا مضاعفة وتضبط البرامج سنويا بما قيمته حوالي 80 مليار تقريبا بين المال المجموع من الشعب واعتمادات الدولة المخصصة للمشاريع في مناطق الظل . وقد تم بفضل هذه الطريقة إنجاز مشاريع هامة في مجال الطرقات والتنوير الريفي وإيصال الماء الصالح للشراب . وبناءا المدارس الابتدائية وبناء المستوصفات والمساكن للعائلات الضعيفة وهذا رائع غير بحق وجه الريف .

مشاريع تتطلب التعهد والصيانة

إلا أن بعض المشاريع التي أنجزت في مناطق الظل تتطلب مزيد الصيانة والتعهد والمتابعة حيث أن بعض المشاريع خاصة في مجال الطرقات التي أنجزها الصندوق الوطني للتضامن 26-26 وأوكل للمقاولين مهمة الإنجاز على حساب 40 ألف دينار  لتعبيد 1 كلم . بعض هذه الطرقات التي أنجزت بطريقة عاجلة وسريعة وغير دقيقة المراقبة أو المراقبة محتشمة وأكتفي بهذه الإشارة فقط ….؟

بعد 6 أعوام برزت عيوب هذه الطرقات وظهر الخلل والحفر وأصبح المواطن يفضل السير خارج الطريق المعبدة خوفا عن تعطيب سيارته . وللتأكيد فإن طريق الحجارة معتمدية الحنشة ولاية صفاقس الذي أنجز عام 1999 نهاية الأشغال هو الآن في حالة رديئة للغاية وغير صالح ومعطب . وقد أشرت في 3 رسائل وجهتها إلى سيادة الرئيس مفتوحة عبر الأنترنات تونس نيوز . ورسالة للسيدة وزيرة التجهيز والإسكان ورسالتين للسيد وزير الشؤون الاجتماعية . ورسالة للسيد وزير المالية من 04 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2006 شرحت فيها حالة الطريق المشار إليه الذي يربط الحجارة بمنطقة بئر صالح والجم كما أشرت في الرسائل إلى عدم إيصال الماء الصالح للشراب إلى 87 عائلة بالحجارة  و 33 أسرة بمنطقة البطاطحة …

وذكرت أن 20 أسرة انتفعت بمساعدة بناء المساكن بجهة الحجارة وخصص الصندوق لكل عائلة مبلغ ألفي دينار لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تكفي لإنجاز بيت واحد بينما الصندوق في عام 2001 قام بالترفيع في قيمة بناء المساكن الفردية إلى حدود 5 آلاف دينار عوضا عن ألفي دينار . وبعض المساكن بقيت إلى الآن غير كاملة ..

وفي مجال مرافق الشباب أنجز الصندوق ملعب رياضي بالحجارة وتوقفت الأشغال عام 2000 دون إتمام الملعب الريفي والأشغال وصلت نسبة 40%  ولحد الآن لم ينجز الملعب الرياضي .  هذه بعض الملاحظات وغيرها أسوقها لعل إدارة الصندوق الوطني للتضامن تعود إلى منطقة الظل المشار إليها وغيرها وتقوم بالصيانة والتعهد والإصلاح وإتمام المشاريع الإجتماعية وقد أشرت في مقالي إلى السيد ة وزيرة التجهيز والإسكان يوم غرة ديسمبر 2006 بأن الطريق الذي أنجزته فرنسا عام 1886 في منطقة بو ثدي من معتمدية منزل شاكر مازال صالحا لحد الآن أما طريق الحجارة الذي أنجز عام 1999 فقد تعطب والخلل واضح نتيجة الأشغال البسيطة والغش من طرف المقاول وحتى المقاول الثاني بمعتمدية الجم فهو الآخر كشقيقه وكلهم نسخة واحدة مطابقة للأصل ، أعتقد أن سيادة الرئيس لا علم له بذلك ولا يرضى إطلاقا بأعمال رديئة وغير دقيقة والخلل بها واضح ، ولا يرضى 110 عائلة لحد اليوم بدون ماء صالح للشراب وبدون ملعب رياضي للشباب .

والمساكن التي انتفع بها أصحابها في الجهة أخذوا مبالغ مالية أقل من 40% من غيرهم عام 2001 .. هذا مع العلم أن هناك طريقة غير دقيقة وغير واضحة في الأذهان . وهي الآتية : عند وضع برنامج لإيصال الماء الصالح للشراب أو النور الكهربائي لمنطقة الظل يقولون أن الرصيد المخصص للتنوير والماء مثلا 120 ألف دينار مخصص من صندوق 26-26 ولكن بعد 8 أعوام على امتداد 32 ثلاثية يدفع المواطن850 دينارا للماء والنور الكهربائي أقساطا مع نسبة فائض تصل إلى 15% : هذه الأموال بعد 8 أعوام هل تعود لمشاريع أخرى بالجهة لبعض الشباب مثلما حصل في الحجارة هناك شبان أرادوا إدخال النور الكهربائي إلى مساكنهم ومحلاتهم المهنية ولكن وجدوا صعوبة وفاتورة الكهرباء والغاز باهضة للغاية فهل من مساعدة لهؤلاء الشبان . هذه أسئلة وملاحظات نرجو توضيحها والإجابة عليها والاستجابة لطموحات الشبان الجدد ومساعدتهم عن طريق الصندوق باعتبار الأموال التي استرجعت والأموال التي تجمع سنويا هامة وأهالي مناطق الظل في حاجة إلى الدعم وهذا ما يريده الرئيس بن علي وما يطمح إليه المواطن في كل مكان في الريف . قال الله تعالى : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا . صدق الله العظيم .

 

محمد العروسي الهاني مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا


ذات التونسي..انسان مابين 1939و1943.. وسمسارفي2007…رسالةإلى روبرت ساتلوف..
حسين المحمدي تونس. تحية طيبة  .تابعت باهتمام مضمون ما تفضلت به في لقائك مع الإعلامي سام منسّى وذلك يوم الخميس28  ديسمبر2006 .الموضوع كان حول كتابك…مع الصالحين…والأسئلة كانت واضحة وإجاباتك مختصرة ومعبرة. .استوقفني ما قلته في معرض حديثك التقديم لكتاب كيف أن تونسيين أعطوا حياتهم من اجل إنقاذ الغير.وهبوا حياتهم من اجل الإنسان الفرد حبا وعشقا في الحياة واحتقارا للموت وفي صانعيه. من ضحى من اجل أن لا يعذب يهودا لم يكن رئيسا ولا وزيرا ولا سلطة جاءت بمساعدة اليهود لتحكم وبالتالي حتى وان تصرفت فإنها تفعل لتبرر وجودها.بل كان من انسان لإنسان وليس من سمسار وكاذب ومخادع. .تعرضت في معرض تقديمك إلى تونسيين ضربا أروع الأمثال في الإنسانية والجدية والذود عن الآخر وكان هذا الاندفاع والتحدي للموت منذ ما يزيد عن 63سنة.وزمن المستعمروزمن النازية. وهذا دليل كبير جدا عن نبل التونسي والتونسية وغياب الجبن لديه وحسه الإنساني الرفيع وإيمانه بان الإنسان هوالإنسان.ليس ديناأو لغة لديه بل هو قيما.كلنا يدرك بطش النازية ومحور فيشي
 

وبقية المستعمرين ومع ذلك برز في تربتنا من أعطى جهده وسخر وقته لحماية انسان.واليوم في 23ديسمبر2006 حديث عن مجرمين خطرين وموتى في الشوارع التونسية؟بين التونسي وأخيه التونسي؟انظر الفارق الرهيب من ذات التربة ومن ذات ألام والأب…

.من أعطى حياته كان فقيرا ولا يعرف دولة إسرائيل ولا سفارات الولايات المتحدة الأمريكية ولا أية سفارة أخرى.كما لا يتقاضى مرتبا ماليا.ولا في نيته أن يقدم خدمة ليصبح رئيسا أو غيره…كان

عملا إنسانيا خالصا ما إن عزم عليه أصحابه وضعوا الموت سبيلهم والبطش قبل ذلك من نازية وفاشية متعددة ومتنوعة.

هنا تكمن قوة الإنسان وقوة ما استندت إليه أخي روبرت ساتلوف..وهذاالاستناد يعطي لشعبنا العظيم

القدروالتقديروالبكاء كماسنرى على ماوصل إليه ونحن نودع2006 ؟

نحن من طينة طيبة.لسنا بمجرمين. ولكن قدر لنا أن نصبح على ما نحن فيه مع العهد الجديد ومع بروز رجال الإسلام السياسي والقومية والشيوعية…إذ بلادنا صارت منذ حوالي عقدين منبتا لتصدير الإرهاب بعد أن كانت منذ 63 سنة منبتا للرجولة والإنسانية وعدم الاهتمام بالدين واللون والجنس…نحن صرنا الإرهاب في أفغانستان والعراق ودارفور والصومال  وايطاليا واسبانيا..نحن عصابات المافيا…أنصفتنا أيها الأخ المسيحي..نبتتنا نقية وطاهرة..

اغفروا على الأقل لرجال صالحين منا قدموا للعالم ذات يوم ما يقول بمعدنا واصلنا…أقول هذا لان

لان سلطة تونس ونحن ودعنا2006 وضعت لأولادنا مناهج تربوية تقول بعكس هذا تماما وجاءت بحنبعل(الرجل كان بطلا ويوم عاد من ايطاليا إلى تونس كان سيموت فهرب)وإعلام تونس وخطب رئيس سلطة تونس ومسئوليه دون استثناء…أمس صالحين أعطوا حياتهم دون طمع في السلطة والثروة والمال..لم يطمعوا في يهود لحمايتهم من بوش ومن الشعب؟بل امنوا بالإنسان لا غير..اليوم

رجال اليهود هذا دينهم ومنتوجهم…هذا ذهنهم…وهذا قليل من كثير…

.فمسيح أمريكاأتعس مسيح في العالم’بل ابعدمسيح عن المسيح في التاريخ والجغرافية.لم يبق مسيح أمريكاسيرةإلهيةأوحتى مثالاإنسانيامتالّها’صارعلامةمن العلامات التجاريةالتي يسوّق لهاعلى الشاشةالصغيرة بين ألف كنيسةوكنيسةأو قل بين ألف متجر وآخر.

وكما ترتكب جميع الخطايا باسم المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية’كذلك ترتكب جميع الآثام باسم الديمقراطية والحرية’فأنت حراخلاقيا حتى الوقوع في اللااخلاق’وحرجنسيا حتى التقاط مرض الإيدزوحرا اجتماعيا حتى السقوط في أخطارالمخدرات المحيقة.ولكنك في المقابل لست كائنا سياسيا حرااذلا يمكنك أن تدين الحرب في زمن الحرب.

الأمريكيون الجدد(يعني البيت الأبيض والخارجيةوالبنتاغون و..رايس رجال النظام وبمالنا شيطنوها بشكل رهيب..لماذا؟لأنه خائف ذليل منها..لأنه يعرف أنها ترفض الكذب والإرهاب..)أبناء جيل لايعرف معنى العائلةوتضامنها مفككون مبعثرون بين أم ثانية أو أب ثان أو إخوة أو أخوات من أم أخرى أو أب آخر هذا التفتت داخل العائلة الأمريكية الواحدة يحمل في طياتها بذار التقهقرلامريكا من حيث تدري أو لا تدري.

وهذه النباغةأخذها رجال الدولة المعتدلة في تونس من. .شوان لاي..وهو يتحدث عن النمر الأمريكي المصنوع من ورق(..)وكان ذلك منذ حوالي 43عاما كاملة ومع ذلك هي برامج لاولادنا؟وذلك حرفيا بما يلي…

-…هذه أمريكا مجرد نمرمن ورق.وقد يكون صعبا على أية دولة في العالم أن تصرع أمريكا أو تغلبها في حرب عالمية.ولكن أمريكا في النهاية ستغلب نفسها بنفسها عندما يبدأ السوس ينخرفي عودها من الداخل.

وعندما يصاب المجتمع الأمريكي بالفساد والانحلال وعدما تضيع العائلة الأمريكية في دخان المخدرات وعندما ينسى الأمريكي كلّ شيء إلا نفسه وجيبه…

ويضيف الكاتب انه تذكّرهذاالكلام سنة1986 وهو يزورواشنطن..ورأى صدق هذاالكلام..كماأورد استغراب شخصية أردنية(لا فائدة من ذكراسمها لان هذارأيها..)القائل…أليس ممّا يدعو إلى الحزن والألم بل والى اليأس والمرارة أن تبقى مثل هذه الدولة هي الحليفة لأكثر من 15دولة عربية؟وان تصبح وحدها هي القوة التي تحمي التيجان المهتزة وتضمن الاستقرار الضائع…

هذا الكلام لشوان لاي سنة 1965وضعه رجال السلطة في تونس(هم من حلفاء اليهود والأمريكان ومن رموز الاعتدال ومن العاملين للسلام و…) حرفياكمقرر تربوي لأولاد تونس منذ2001؟وسفارات غربية تحمي هذه السلطة؟

ورغم كتاباتي حوله مرارا منذ2004وحديث عبدالعزيز بن ضياء ومهني وجل الوزوراء والمسئولين في القصروالدولة والحزب الحاكم في يوم العلم الماضي(جويلية2006) على تغييرات تمسّ المقررات…فانّ كتاب النصوص حافظ على المقرر..وهو مقرر من مقررات أخرى…نوردها زمنا آخر…وكلامي من جديد عن المقرريقول بمن هم رجال السلام والإرهاب؟ومن هو في نظرهم السفير الأمريكي وكل من هو من حوله في تونس؟مثلما هو الحال لبوش ولمساعديه وأي مسئول أمريكي تطأ أقدامه هذه البلاد...؟

.وكلام شوان لاي سنة1965اخذه عن نيتشة حرفيا…

وعباقرة سلطتنا مثلهم  نيتشةفي نهاية2006؟..وسفارات غربية تحمي السلطة؟

.يقول نيتشة وكأنه يصف مدينة نيويرك أو لنقل حالة أمريكا برمتها..أنّ التفتت والانحلال هما طابع هذا الزمن. وكذلك الجهل والمجهول.ولا إنسان قادر على أن يقف بمفرده فوق قدميه أو يستند إلى قوة عقيدته.والناس تعيش من اجل غدها فقط.لأنها تخشى ما بعد الغد.والجليد الذي نقف فوقه ويسندنا أصبح رفيعا كالخيط..وكلنا نشعر بالهواءالساخن من ريح مسمومة تلفح وجوهنا..ومازلنا نسير..وغدا لن يقوى احد منا على المضي في السير…

طبعا الرجال يلعبون على الحبال.فهم ذهبوا إلى الصين والى الاستشهاد بها ظنا منهم أن زمن الحرب الباردة لا يزال هنا.عفوا كل ما صدر ويصدر عن رجال السلطة يقول بأنهم من عهد الحرب الباردة.

.وهنا الفارق كبير بين عمدة تونس مثلا الذي تحدث عنه السيد روبرت ساتلوف وكيف أعطى حياته

وبين رجال يعيشون اليوم رغم جرائمهم البشعةالأخلاقية والمالية بفضل اليهود.وقال لي احد الكبار

كلامانراه زمنه.وأناأقول يفعل الجاهل بنفسه…كمانرى نموذجاممايتكرريوميافي كل صحفنا المسيرة من الدولةوالتي تعيش بمالنا(مايقبضه من منح ومرتبات وهداياوعطاياما يقال عنهم مالكي صحف رهيب..والمقابل شيطنةاليهودوالأمريكان وهذابغاية تجريم كل من يتحدث عن التغيير والحرية)..

واختم بفقرات ممانسربكتابي..مجازرعربية بدم بارد أنموذج تونس.. وذلك بتاريخ نوفمبر2005

هذاجوهرالعمل السياسي وليس شارون..ورد هذا بتاريخ نوفمبر2005..

العالم يسخرمنّاويرى فيناالاميةالسياسيةعندمانتحدث عن العراق ليلا ونهاراوعبرأبواق تزكّر في مصر لاستمرارالطغيان وفي غيرهامن الدول العربية؟نتحدث عن لبنان؟ونهرول لنتظاهرضد شارون؟ولا نموت من اجل صندوق الاقتراع في تونس؟نتحدث عن الشيطان الامريكي في نفس الوقت الذي نسعى فيه للتغييرفي اطارتتكامل فيه المجهودات الداخليةمع رجال الحريةفي الخارج؟

فمنذ1973 لم تقم حركةأوتغييراعبرالجغرافيةالا وكان تلازم الداخل والخارج.ينقصناوضوح الهدف واليات الوصول وعدم الخلط بين المرجع الثابت والتكتيك.

الأحزاب العربيةوحتى الكثيرمن الجمعيات تفتقت كلها من رحم الأحزاب الحاكمة في جزء كبير ومن مرجعيات إسلامية ويسارية.وهي كلهاتقريبامن خرّيجي الستينات.ومن الذين مروابتجارب قاسية جدا.على مرارة ذلك حريّ بهم التلاقي ولولمرةواحدةوان ينظركل واحدمنهم وهويكلّم أويحاور الآخرين في العيون.وان يكون هدف الجميع الإجابة على سؤال واحد..بمانحن فيه وعليه هل يمكننا تغييرالفصول الأساسيةفي الدستورالتونسي خلال سنة2006؟كيف نحقق انتخابات حرةوجديةنزيهة؟ كيف نجندالداخل والخارج لإرساء قائمات انتخابيةحقيقيةمعلومةمن الجميع؟كيف منذسنة2006نبدأفي هذاالعمل؟الإجابةتجعلنانستحضر..

نحن لانحكم بالرّأي العام؟وهوواحد أي لا ينام في حياته اليوميةعلى قيمه ومشاركته ويستيقظ فقط عندما يسمع كلمة أمريكي ويهودي؟المواطن الإنسان ليس محورسياسات دول ..

التونسي اليهودي لا نصنع به ومنه سياسةولاهوشتيمةولاهوورقة.وإقامةسفارة ليس هدفا.. بقدرمن أنت؟ومتى توجّهت نحوي؟وماذاأعددت لتكون هناك سفارة؟زرع الحقدوالرّعب من هنا؟والسعي لاقامةسفارةمن هناك؟الورقةاليهوديةستعزّزالحريةولن تكون عليها..

التونسي اليهودي كان ولايزال وسيظلّ منذأن وجدت هذه الديارالتونسيةله وعليه مالغيره من حقوق وواجبات.سنة67 لم يضرب في تونس.ولااحدفي تونس يثيرموضوع اليهودأويتاجر به.

اليهودي هوكذلك في الجزائروالمغرب وموريتانياواليمن ومصرو.. ليس مزيّة ولاعبقرية من أيّ كان أن يكون المواطن في بلده حرّاوآمنا.

المواطنةلايمنحهاحاكمامهماوتاريخ وجغرافياوعواطف ومشاعروأخلاق وتاريخ وجغرافيا ولغةوعادات وتقاليدوهواءوهذه لايصنعهاملكاأوأميراأورئيسا.ولاينزعهابالمثل أيّ واحد.

تناول موضوع اليهودفي بلدي بهذاالشكل وعبرالعالم إساءةلليهودلامثيل لهالأنّ الأنظمة العربيةمن خلال هذه الحركات تشيطنهم لدى المواطن خاصّةإذاتفنّنت في التّرويج لمساندتهم إنتخاباتناالمزوّرة.

وقمّةمجتمع المعلومات وغياب الحرّيةومساندةشخصابذاته؟الديموقراطي  لا يساند الا الحرية وشروطها.وشارون ذكي وسيدرس جيدا الدعوةوظروفهاالداخليةوالخارجيةومدى  خدمتها السلم والسلام.فقمّة المعلومات ربطت بدعوة شارون.وماي2005زمن البلديات ربط بندوة  دوليةحول الرياضةوالسياحةبمايعنيه ذلك من دعوات وتغطيةعلى الحدث  الانتخابي.وهكذا كل حدث يتم الالتفاف عليه.

التونسي اليهودي تحديدامنذ11سبتمبر2001يحمداللّه أنّّه يعيش في تونس ويمكنه السير .والحال أنّ النّظام يسوّق لثقافة السلم والسلام والحضارات والأديان؟والجالية اليهوديةبايعت الرّئيس المترشّح من جديد؟ترى ماذاكان يحدث لوإنحازت هذه الجاليةإلى مترشّح جدّي آخر؟والله لكانت رأت الاتعس في حياتهاوليعدكل تونسي إلى اضطراب بيرس الطرابلسي عندما أظهرته قناة تونس7وهو يدلي بشهادته في حادثة جربة؟والى اليوم نبحث عن الجناة؟)

 ولكن الصّحافةالتي أوجدهاالنظام  واختارلهااقلامامحددة ومواضيع يومية وصورا بذاتها  وبالمثل نوعيةمفردات وألفاظاوتحاليل..إختصّت في شيطنةوتجريم وتحقيراليهودي والأمريكي..الصهيوني.الغزاة.الدماروالتدمير.القتل.الاغتصاب.الإذلال.التجويع.هدم المنزل بكلّ ما يعنيه ذلك في الثقافةالعربيةوالإسلامية.الصّهيوني(لم تكن العبارةتستعمل إعلاميافي السّابق)وهي عبارات ومفردات لهاكلّهامدلولات دينيةوإجتماعيةوأخلاقيةفي تونس على غراربقيةالدول العربية.(هذا الابداع جاء بفضل رجال اليهود وأمريكا..يا أخ روبرت ساتلوف)..

عبارات تحرّك وتهيّج المشاعروالعواطف والعقول.مضافاإليهاالفقروغياب الحرّيةوالقول للشعوب بأنّ اليهودوالأمريكان لايريدون لكم الحريةوأنّ الحاكم الحالي أفضل ماتسمح به هذه الأطراف؟والذين يتاجرون بفلسطين يمارسون على شعوبهم نفس الممارسات دون أن يكون هناك عراكاعلى ارض.بل على حقّ.اليهودي لايقتل اليهودي ولا يزوّرالانتخابات.

عقل ينشرالسم اليومي والمنظّم عبرالاعلام وفي الخفاء التظاهربالولاء والطاعة؟ولاء وطاعة ماذا؟الشعب لايخيف في الانتخابات ولافي نوعيةالقوانين التي تصدروعكس ذلك عندمالايشتم اليهودوالأمريكان؟السم والعسل من الشخص الواحدلذات الشخص؟

انظركتابات رجال السلطةومنابرالحواروتحديدامنهامابثته حنبعل مساء الخميس4جانفي 2007 .

وفق هذاالسباب اليومي والمحرّمات والخطوط الحمرصاراليهودي والأمريكي بعدفلسطين والعراق حالات تمنح المال والجاه والوجاهة والوطنية والخيانة؟والمعجزات والعمل السياسي أصلا؟وصارالإصلاح التربوي الذي أنطلق منذنوفمبر1987وتداول عليه كوزراء  فقط الشرفي وبوسنينة وبن عثمان والودرني والزواري والرويسي والقربي والنجار..وهذه العناصر كلّها مقرّبةمن اليهود؟بل توجدفي السلطةالباطلة بفضل تدخلات رجال اليهود.عفوا نحن المجرمون.

وجاءت مع العهدالجديدوتوجّهت لصناعةأجيال حرةومتحرّرةوبعيدةعن الحقد والعنصرية؟ كماخصّص الحزب الحاكم لجاناقارة على مدارالسنوات من1989الى جانب لوائح مؤتمراته والمجالس الوزارية التي اشرف عليها شخصيارئيس الدولة والبرنامجين الانتخابيين للرئيس بن علي.

بعدهذاكلّه والحديث عن الفكرالتحديثي والصداقةللغرب انطلاقاممانشترك فيه ومعه من قيم وزيارات لآلاف اليهودإلى بلادنا؟تصدروزارةالتربيةسنة2004كتاب

Lire aussi ces articles

4 décembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2387 du 04.12.2006  archives : www.tunisnews.net CNLT: Graves violation des libertés

En savoir plus +

22 octobre 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1980 du 22.10.2005  archives : www.tunisnews.net الرابطـة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان: أخبار سريعة

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.