الجمعة، 27 فبراير 2009

TUNISNEWS

8 ème année, N 3202 du 27 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الصباح : المؤتمرالجهوي للشغل بقفصة:جراد: إمكانية وجود أخبار سارة حول المحكوم عليهم في الأحداث في المستقبل القريب

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــلام

وردت على اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي  الرسالة التي تقدمت بها عائلات  المسجونين إلى المؤتمرين …

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: تضامنا مع النقابي كمال نصر

سعـــــاد القوســــامي:ارفعوا الحصار عن المناضل علي بن سالم

التكتل الديمقراطي من أجال العمل و الحريات :بيان

يو بي أي:حزب تونسي معارض يدعو العرب والمسلمين للتصدي للاجراءات الاسرائيلية في القدس

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:مهاجران سريان ماتا اختناقا ودفنا دون تحديد هويتهما

زياد الهاني : التقرير الأمريكي حول حقوق الإنسان: هل يردّ «عمّار» على الطريقة الصينية!؟

قدس برس : قناة فرنسية تتهم فضائية تونسية خاصة بسرقة أحد برامجها وتطالب بوقف البث

حــرية و إنـصاف:الخبر اليقين عن  قافلة  » تحيا فلسطين  »

العرب :فرض عبورها البلاد في جنح الظلام :الأمن التونسي يمنع الترحيب بقافلة غزة وكتابة رسائل لأهلها

قدس برس:تونس: نشطاء يتهمون السلطات التونسية يمنع استقبال شعبي لقافلة « شريان الحياة » البريطانية

ميدل ايست :قافلة شرايين الأمل تتوقف بالجنوب التونسي

لمياء بن حمزة :حين يخالف بعض الصحفيين شرف المهنة

صابر التونسي :توضيح واعتــــــــــــــــــــذار

صابر التونسي: سواك حار : سياسة « تونسية »

إيلاف:أعمال شغب ووفاة مشجعين في الدوري التونسي

بسام بونني:حـــــــــــــــــــديث الجمعة

الراية:أكبر حملة علي المهاجرين السريين تشنها السلطات التونسية:المحللون: المقاربات الأمنية زادت في تنامي الهجرة

عادل الثابتي:الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الجليل البدوي في حديث  لـ « مواطنون: النيوليبيرالية  في طريق مسدود

يو بي أي:الرئيس التونسي يصف إتحاد المغرب العربي بصمام أمن المنطقة المغاربية

رويترز: البنك الإفريقي للتنمية يمول انجاز مطار بشرق تونس

إيلاف:تونس تحتضن مؤتمرًا لجمعيات طلبة الطب

وات :صدور العدد الأول من مجلة /المغرب الموحد/

محمـد العروسـي الهانـي: عـيــد مـيــلاد

فائزة عبد الله:موتوا بغيظكم.. يعيش جمال عبد الناصر: رسالة الى أحمد  » مسعور » المفتري على العصر,  الحاقد على التاريخ

التيجاني بالطيب:’روائح ماري كلير’ للحبيب السالمي: هشاشة الحب والعلاقة بالآخر من خلال التفاصيل

 عبدالسلام الككلي:جامعيون فرنسيون  :  »   لا بدّ من وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب  »  

منير شفيق : العلاقات الأميركية – الصينية

الطاهر بن يحيى :حين تتحول العقلانية الى بضاعة     اديولوجية 

مصطفى الخلفي الحركات الإسلامية ودراسة استعدادات التدين

د. راغب السرجاني:الحركة الإسلاميّة في تركيا.. من النورسي إلى أربكان وأردوغان


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 ربيع الأول 1430 الموافق ل 27 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)    طلب تعيين جلسة استئناف سجين الرأي الدكتور الصادق شورو:  تقدم اليوم الجمعة 27 فيفري 2009 الأستاذ محمد النوري محامي سجين الرأي الدكتور الصادق شورو رئيس حركة النهضة السابق المعتقل حاليا بسجن الناظور بطلب للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف لإحالة الملف على المحكمة للنظر في الاستئناف المقدم من قبل منوبه طعنا في الحكم الابتدائي الصادر عن الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس بتاريخ 13/12/2008 في القضية عدد 39848 و القاضي ابتدائيا بسجنه مدة عام نافذ من أجل التهمة الموجهة إليه و المتمثلة في الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها. علما بان الدكتور الصادق شورو قضى بالسجن إلى حد الآن ما يزيد عن الثلاثة أشهر و تم اعتقاله على إثر التصريح الذي أدلى به لكل من قناة الحوار التي تبث من لندن و لموقع إسلام أون لاين. 2)    اعتقال السيد عبد المطلب بن مرزوق: تم يوم الخميس 19 فيفري 2009 بمنطقة الشرطة بقابس اعتقال السيد عبد المطلب بن عمر بن محمد بن مرزوق بعد طلبه بالهاتف ، ثم تم نقله إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس العاصمة ، و قد قدمت محاميته الأستاذة راضية النصراوي شكاية لوكالة الجمهورية بتونس تعلمه بتجاوز مدة الاحتفاظ في حق منوبها. و السيد عبد المطلب بن مرزوق أصيل مدينة دوز بولاية قبلي، متزوج و له بنت لم تتجاوز الثلاثة أشهر، يعمل بشركة خاصة لبيع بطاقات الشحن بالجملة.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


 المؤتمر 23 للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة: التنمية الجهوية.. الوضع التربوي وأحداث الحوض المنجمي جراد: إمكانية وجود أخبار سارة حول المحكوم عليهم في الأحداث في المستقبل القريب

 
قفصة ـ الصباح: انعقد يوم الاربعاء 25 فيفري الجاري بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة المؤتمر العادي الثالث والعشرون للاتحاد الجهوي تحت اشراف الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيد عبد السلام جراد وبحضور اغلب اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وعدد من الضيوف ووسائل الاعلام. انطلقت اشغال المؤتمر في حدود الساعة العاشرة صباحا وافتتح المؤتمر السيد عبيد البريكي الكاتب العام المساعد للاتحاد المكلف بالتكوين النقابي، ثم تولى السيد عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي تلاوة التقرير الأدبي. التقرير الأدبي تضمن التقرير قراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي الوطني والجهوي وركز على خصوصية جهة قفصة من حيث التشغيل وتأخر نسق التنمية بها وتراجع الخدمات وهو ما ادى الى وقوع احداث المناطق المنجمية كما اشار التقرير الأدبي الى تراجع قطاع التربية بالجهة وهو ما تدل عليه نتائج الباكالوريا غير المرضية وارتفاع نسب الاخفاق المدرسي وهو ما يستدعي اياما دراسية للتقييم بمشاركة كافة المهتمين بالسلك التربوي والوقوف على الاخلالات للمعالجة واتخاذ التدابير اللازمة. كما اشار التقرير الى صعوبات القطاع الصحي بالجهة خاصة على مستوى طب الاختصاص الى جانب ضرورة دعم الجهة بالمعدات الطبية ووسائل العمل الضرورية وتأهيل البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية بالجهة. وقد افاض التقرير الادبي بالتحليل واقع المناطق المنجمية وخاصة منها واقع البطالة الذي نتج عن عدة اسباب اهمها تراجع عدد العمال بالمناجم من 14 الف الى 5000 عامل حاليا فقط نتيجة برامج اعادة الهيكلة للمؤسسات العمومية التي انطلقت اواخر الثمانينات مما دفع عديد العائلات الى النزوح الى المناطق الساحلية والاستقرار بها وارتفع عدد المتقاعدين بمعتمديات الحوض المنجمي واستفحلت المشاكل الاجتماعية. ورغم تدخل الاتحاد الجهوي للشغل بدعوته بعث مشاريع وابرام اتفاق يقضي بانتداب شركة فسفاط قفصة بنسبة من العمال على كل ألف عون يحالون على التقاعد وتمكنت النقابات الاساسية من الانتداب وفق مقاييس حجبت كل مظاهر التوتر ونالت في مجملها وضع الجميع الا انه سنة 2002 وقع خلاف حول التشغيل بين النقابات والشركة دام حوالي السنتين صيغ على اثره محضر يقضي بانتداب الشركة لألف عون وفق مناظرة تم انجازها فعلا سنة 2006 واعلن عن نتائجها سنة 2008، والتي اندلعت على اثرها عدة احتجاجات وتحركات للمطالبة بالتشغيل في معتمديات الحوض المنجمي ومعتمدية السند على اثرها قام الاتحاد الجهوي بعقد مجلس جهوي وثلاث هيئات ادارية جهوية وصدرت عدة لوائح تضمنت تقييما لواقع التنمية بالجهة والحلول العاجلة وبعيدة المدى للحد من ظاهرة البطالة الى جانب تقييم موضوعي للأحداث الي شهدتها المناطق المنجمية. وتم التأكيد في التقرير على اطلاق سراح كافة المساجين بالحوض المنجمي. وثمن القرارات التي اتخذت على اثر المجلس الجهوي باشراف سيادة رئيس الدولة من اهمها بعث الوحدة الثانية لمعمل ثالث للفسفاط الرفيع بالمظيلة ومعمل الاسمنت بالرديف ومعمل الكابل «يازاكي» بقفصة ومعمل سوموسار بالمتلوي الى جانب بعض المشاريع الأخرى ويناشد الجميع للعمل على انجازها. مقران جديدان في المظيلة والمتلوي واستعرض التقرير الادبي انجازات المكتب التنفيذي الجهوي المتخلي وعلى رأسها انهاء بناء المقر الجديد للاتحاد المحلي بالمظيلة واستكمال بناء الاتحاد المحلي بالمتلوي كما تم تأسيس نقابات جديدة بالجهة وهي نقابة البنكية للخدمات ـ نقابة الفلاحة بسيدي عيش والقصر ونقابة مقطع موائد المتلوي، ونقابة البنوك بقفصة ونقابة المغازة العامة ونقابة اساتذة التعليم الثانوي هذا اضافة للتظاهرات والبرامج التي انجزها المكتب المتخلي. ثم تمت احالة الكلمة للأمين العام للاتحاد. كلمة جراد ركز السيد عبد السلام جراد في كلمته على النقاط التالية: * العدالة الاجتماعية: دعا الى تكريس لامركزية التنمية للقضاء على التفاوت بين الجهات والمناطق من حيث بعث المشاريع الاستثمارية والتشغيل وفي هذا السياق، دعا الى تكوين صندوق اجتماعي يتكفل بالتغطية الاجتماعية للعاطلين عن العمل واسناد منح للبطالة كما دعا الاتحادات الجهوية لفتح ملفات المطرودين ومد المكتب التنفيذي بها. وأكد في هذا السياق على ضرورة النهوض بجهة قفصة من حيث الرفع من اداء القطاع الصحي والتربوي اللذين يعانيان عديد الصعوبات والمشاكل. * مواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية: اكد الأمين العام على ضرورة التنبه لمخاطر الازمة العالمية وعدم الاستخفاف بتأثيراتها على بلادنا وذلك عن طريق التشخيص الدقيق للأزمة وتأثيراتها ووضع البرامج الملائمة لمواجهتها واعلن في هذا النطاق على تكوين لجنة صلب المكتب التنفيذي للاتحاد تعنى بالتقييم والتشخيص. الحوض المنجمي وقد افرد الأمين العام للاتحاد جزءا هاما من خطابه لأحداث الحوض المنجمي بقفصة واكد وقوف الاتحاد الى جانب القضايا الاجتماعية العادلة ودعا الى مواجهة ازمة البطالة في هذه المناطق. كما دعا الى اطلاق سراح المحكوم عليهم في احداث الحوض المنجمي وابدى تفاؤله في خصوص هذا الموضوع في ضوء المجهودات التي قام بها الاتحاد العام التونسي للشغل لاطلاق سراحهم واشار الى امكانية وجود اخبار سارة في هذا الموضوع في المستقبل القريب. تجديد الثقة في اعضاء المكتب التنفيذي القديم وبعد كلمة الأمين العام تم تشكيل اللجان من اجل صياغة اللوائح ثم فتح المجال لمداخلات المؤتمرين التي تركزت على احداث الحوض المنجمي وضرورة اطلاق سراح المساجين وكذلك الوضع التربوي بالجهة وخاصة اثر الاحداث الأخيرة. وفي ساعة متأخرة من مساء يوم الاربعاء تم التصويت ليفرز النتائج التالية: اعضاء المكتب التنفيذي الجدد: ـ عمارة العباسي ـ نور الدين روابح ـ علي ماجدي ـ أحمد المغزاوي ـ محمد الصغير الميراوي ـ بشير بركوس ـ مصباح الراقد ـ محمد هنيشري ـ الحبيب بوذياب. متابعة: رياض بدري (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 27 فيفري 2009)


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 27 فيفري 2009 إعــــــــــــــــــــــــــــلام
 
علمت اللجنة انه وقع  إطلاق سراح مجموعة من مساجين الحوض ألمنجمي في إطار « السراح الشرطي » وهم: ·       الناصر بن صالح ، محكوم بعامين وشهرين ·       العيد الرحالي ، ستة أشهر ونصف ·       الطاهر بلخيري ، 6 أشهر ·       الهادي بوغرارة ، 6 أشهر ونصف ·       عصام رحيلي ، عامان ونصف مع العلم ان هذه المجموعة ليست ضمن قضية » الوفاق » التي حوكمت فيها قيادات الحركة الاجتماعية السلمية بالرديف. اللجنة الوطنية التي تهنئ أهالي المسرحين ، تتمنى أن يطلق سراح كل موقوفي الحوض المنجمي وان تطوى نهائيا صفحة المحاكمات، وان تفتح السلطة صفحة جديدة في العلاقات مع الأهالي هناك،  قوامها الحوار والتفاوض لحل كل المشاكل الاجتماعية القائمة. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني و عبد الرحمان الهذيلي  

 


وردت على اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي  الرسالة التي تقدمت بها عائلات المسجونين إلى المؤتمرين بالاتحاد الجهوي للشغل بقفصة يوم الأربعاء  25 فيفري 2008 بـــيـــــان

ينعقد مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة يوم 25 فيفري 2009 والجرح في منطقة الحوض المنجمي لا يزال نازفا ، والآلام لا تزال حيّة موجعة لعشرات العوائل المحرومة من أبنائها وآبائها وإخوانها الذين زجّ بهم في السجن بتهم أجمع كل المنصفين على صبغتها الكيديّة وبعد محاكمات سيحكم عليها التاريخ.  ينعقد مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة والنقابيين في غياهب السجون يعانون من المعاملة القاسية واللاإنسانية في عنابرهم ، وأهاليهم يقاسون عذابات التنقل في زياراتهم لسجون قفصة والقصرين وسيدي بوزيد ، وتشهد على ذلك حالة النقابي بشير لعبيدي المقيم منذ أسابيع بمستشفى الأمراض الصدريّة بأريانة وحالة عدنان الحاجي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف وعضو الإتحاد المحلي للشغل المبعد قصرا بالسجن المدني بالقصرين وطارق حليمي عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف وعادل الجيار عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي القابعان بالسجن المدني بقفصة والطيب بنعثمان عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف المبعد قصرا بالسجن المدني بسيدي بوزيد وغيرهم من شباب مدن الحوض المنجمي. يأتي هذا المؤتمر وهؤلاء النقابيين الصادقين والأوفياء لقيم التضحية التي تأسس عليها الاتحاد العام التونسي للشغل يسامون سوء العذاب عزلة ومرضا وبردا وإهانة جسديّة ولفظيّة في سلوك ممنهج يستهدف كرامتهم وشموخهم لا ذنب لهم إلاّ أنّهم ناصروا المظلومين في مدن الحوض المنجمي الذي شهدت أغلب القوى الحقوقية الوطنية والدوليّة على سوء أوضاعها  وفداحة معاناتها الاجتماعية رغم الخيرات التي تستخرج من باطن أرضها. ينعقد مؤتمركم بعد مرحلة اتسمت باللامبالاة بأوضاع المساجين رغم أنّ القيادة النقابيّة قد تبنّت قضيّتهم وأقرّت عدالتها وتعهّدت بالعمل على رفع المظلمة ، ولئن كان إطلاق سراح السجناء ليس بيدها فإنّ بأيديكم أيها النقابيون الأحرار وأنتم تساهمون في بلورة مقررات مؤتمركم أن تساهموا في رفع هذه المظلمة ونحن ننتظر منكم أن تكونوا كما عهدناكم في مستوى المسؤولية المناطة بعهدتكم واعلموا أنه  » إذا ما أردتم أن تقوموا بعمل ما  » لدعم الحق،  » فسوف ينتصب ضدكم كلّ الذين أرادوا عمل عكسه والأغلبية الساحقة من الذين لا يريدون فعل أي شىء «  الإمضاء عائلات النقابيين الذين يفترض أن يكونوا بينكم في مؤتمركم هذا

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 27 / 02 / 2009

تضامنا مع النقابي كمال نصر

وقعت إحالة النقابي كمال نصر عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتطاوين على لجنة النظام الجهوية بتهمة المس من كرامة الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين وهي التهمة التي ينفيها النقابي كمال نصر جملة وتفصيلا وقد اتخذت هذه اللجنة قرارا بتاريخ 18 /02 / 2009 بإعفائه من تحمل المسؤولية النقابية لمدة سنتين. ان المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يعبر عن تضامنه اللامشروط مع النقابي كمال نصر وهو يأسف على تواصل حملة تجميد النقابيين وإعفائهم من المسؤوليات النقابية رغم نداءات المرصد المتكررة لإيقاف هذه الحملة لما تمثله من خطر على مستقبل العمل النقابي في تونس وما تسببه من تفريغ للاتحاد من خيرة إطاراته النقابية. إن المرصد يأمل مجددا أن يتصدى النقابيون الديمقراطيون والأحرار وكل الإطارات النقابية الصادقة إلى هذه الحملة حفاظا على وحدة العمل النقابي وارتقاءا بالعمل النقابي عن الصراعات الهامشية وتركيز كل الجهود والطاقات لخدمة قضايا الطبقة العاملة. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://nakabi.unblog.fr                    عن المرصد المنسق محمد العيادي

 


ارفعوا الحصار عن المناضل علي بن سالم

 
في مدينة بنزرت حوالي مائة وعشرين ألف ساكن. وفي مدينة الجلاء تستطيع أن تدخل بيوت كلّ هؤلاء عدا بيتا واحدا هو بيت عميد المقاومين التونسيين ورئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المناضل علي بن سالم. فعم علي – كما يحلو للجميع أن يناديه- ليس له الحق كبقية التونسيين في استقبال من يريد ومتى يريد.. لا حق له في تهاني العيد.. ولاحق له في العيادة إذا مرض..الطبيب لا يدخل إلى بيته إلا بإذن أمني.. قصة عم علي مع النضال طويلة.. ومع الحصار أطول.. ومع الحرمان أشدّ طولا. هو من حرم من حقه في الحياة إبان الاستعمار الفرنسي لتونس حين حُكم عليه بالإعدام نظرا لمشاركته في عمليات فدائية للحركة الوطنية.. نجا من الإعدام حين تمكن من الهجرة إلى ليبيا ليعود بعد الاستقلال، لذلك فهو يعتبر نفسه من باب التندر مع أصدقائه أنه « عائش في الفائدة » منذ ذلك التاريخ. وهو من حُرم دفء العائلة منذ شبابه حين قضىّ سنوات طويلة بالسجون التونسية في قضية ما يُعرف بالمحاولة الانقلابية على بورقيبة سنة 1962 وحُكم عليه فيها بالمؤبد وقضى 11 سنة في السجن منها ست سنوات في زنزنات برج الرومي تحت الأرض في ظروف لا يمكن أن توصف حسب معايير حقوق الإنسان. وهو من حُرم من جراية تقاعده بغير وجه حق إلا عقابا له على مواقفه بعد أن أمضى أعواما في الكد والعمل. وعلى الرغم من أن جرايته ضعيفة لا تكفي تكاليف علاجه ولكنه في أمسّ الحاجة إليها. وهو من حُرم من بطاقة علاج مجانية من المفروض أن تُعطى له مكتوبة بماء الذهب لما قدّمه من أعمال جليلة لتونس وأبناء تونس، ونظرا أيضا لكبر سنه وتعدد الأمراض التي تستوجب رعاية طبية مستمرة . وهو من حُرم من حقه في قضاء عادل منصف فيما تعرّض له من اعتداء إجرامي فظيع سنة 2000 خلّف له سقوطا دائما على مستوى ظهره يُعاني منه إلى الآن ويزداد استفحالا مع تقدمه في السنّ وقسوة شتاء هذه السنة، رغم أنّ قضيته لاقت تجاوبا لدى منظمة الأمم المتحدة ودانت المنظمة تونس في ممارستها التعذيب على علي بن سالم . إن الحصار المفروض على منزل عم علي هو خرق واضح للدستور وللقوانين والأعراف الدولية. فالبيت تحاصره قوى أمنية ليلا نهارا وعلى مدى الأيام منذ سنة 2005 . لا أحد يستطيع أن يدخل بيت عم علي. وكثيرا ما حدث صدام عنيف بين هذه القوات التي تتكاثر بسرعة غريبة كلما اقتضت الحاجة، وبين النشطاء الحقوقيين الذين يتمسكون بحقهم في معايدة عم علي أو عيادته في مرضه. وعندما تسأل عن سبب هذا الحصار، لا أحد يعطيك جوابا. والمسؤولون الأمنيون أنفسهم يكتفون بالقول إنها التعليمات. في حصار منزل عم علي خلط كبير وواضح جدا: بين مقر فرع الرابطة في الطابق الأرضي للبناية والذي يستقلّ بمدخله وببابه وعليه اللافتة، وبين بيته الذي يوجد في الطابق الأوّل والذي له مدخله الخاص وبابه الخاص أيضا. فلماذا هذا المنع وهذا الحصار؟ إنه لا معنى له سوى أنّ السلطة تمعن في التشفي من هذا الشيخ المقاوم الذي عرف بمواقفه الوطنية والقطعية في مجال حقوق الإنسان والتي لا يعرف فيها المهادنة أو التردد. وجميع أهالي بنزرت يعرفون جيدا أنه يهبّ لنصرة المظلوم في أية لحظة يطلب منه ذلك. فإذا كانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان محرومة من فتح مقراتها والقيام بنشاطاتها بدعوى وجود حكم قضائي ضدها، وهو الحكم المطعون فيه من الهيأة المديرة للرابطة التي تعتبره محاولة من السلطة لشل نشاطها، إذا كان الأمر كذلك ، فما ذنب عم علي في كل ها التنكيل؟ وما ذنب أصدقائه وأقاربه في هذا الحرمان من زيارته؟ ارفعوا حصاركم عن عم علي وعن منزله وأعطوه حقوقه كاملة واحترموا شيخوخته ومرضه وحافظوا على كرامته.. وإذا كانت السلطة تخشى أن يساهم نشاط عم علي في فضح خرقها لحقوق الإنسان فان هذا الفضح قائم وزاده انتشارا التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات الذي لا تستطيع الحكومة إيقافه مهما فعلت ومهما أحكمت وسائل الرقابة. فلماذا التشفي إذن من شيخ ناهز الثمانين من عمره؟ أليس من الأجدى أن تجنّد هذه القوى الأمنية وما تهدره من طاقة (مال ووقت وبشر..) في خدمة أمن المواطنين فعلا فتنقص السرقات والجرائم التي ما فتئت تتكاثر؟ أليس من الأجدى على السلطة أن تتخلى عن مثل هذه الأساليب المعيقة للعمل الحقوقي والسياسي وأن تعمل على بعث جوّ من الانفراج السياسي ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية وتشريعيّة؟ أخيرا كلمة لعم علي دُمت رمزا للنضال والصمود. فسجلك كتاب مفتوح يشهد على ما قدمته للوطن ولا يستطيع أحد أن يخفيه مهما كثر عدد حراسك. سعـــــاد القوســــامي


 التكتل الديمقراطي من أجال العمل و الحريات
بيان
 
26 فيفري 2009
 
 استدعت الإدارة الجهوية للتعليم بالقيروان يوم الخميس 26 فيفري 2009 الأخت زكية الضيفاوي المناضلة و المسؤولة بجامعة القيروان للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات و عضوة المجلس الوطني للحريات والكاتبة الصحفية و مراسلة جريدة « مواطنون  » لإعلامها بقرار الرفت الذي اتخذه ضدّها وزير التربية. و من المعلوم أن الأخت زكية الضيفاوي ، حوكمت في 15 سبتمبر 2008 على خلفية مشاركتها بمدينة الرديف في مظاهرة سلمية جمعت يوم 27 جولية مئات من النساء  تضامنا مع أبناء الجهة المساجين المعتقلين بسبب التحركات الاحتجاجية التي شهدتها منطقة المناجم العام الماضي. .وكانت النيابة العموميّة قد وجهت إليها وإلى من معها في نفس القضية و أغلبهم من أسرة التربية والتعليم – تهم  ‘ تعطيل حريّة الجولان، والإضرار بملك الغير، والعصيان الواقع من أكثر من عشرة أشخاص بدون سلاح، وهضم جانب موظّف أثناء مباشرته لوظيفته، والاعتداء على الأخلاق الحميدة…’. وقضت محكمة الاستئناف بالسجن النافذ بأربعة أشهر ونصف في حق الأخت زكية الضيفاوي. وللتذكير أيضا كانت الأخت زكية الضيفاوي تتولى يوم 27 جويلية 2008 تغطية تلك المسيرة الاحتجاجية لفائدة جريدة ‘ مواطنون ‘ . وأثناء جلستي 14 أوت و 10 سبتمبر تعاقب على الترافع أكثر من عشرين محاميا، كان على رأسهم العميد عبد الستار بن موسى، فأوضحوا تهافت أركان التهم المنسوبة إلى الأخت زكية الضيفاوي ومن معها، من النواحي الإجرائية والأصلية، وندّدوا بما تعرض له الأخت زكية من سوء معاملة و تحرش جنسي و تهديد بالاغتصاب,  و قد أثارت قضية الأخت زكية موجة من التضامن لدى الرأي العام الوطني و الخارجي من منضمات غير حكومية و نقابات و أحزاب  و برلمانيين و شخصيات اعتبارية.    و منذ خروج الأخت زكية من السجن تواصلت محاصرتها و مضايقتها بشتى الأساليب  منها ما تعرضت له ظهر الاثنين 9 فيفري قرب مقر إقامتها بالعاصمة. وتم اقتيادها إلى مركز الشرطة بنهج يوغسلافيا واحتجازها لمدة ثلاث ساعات، حيث تم تفتيشها وتهديدها بإرجاعها إلى السجن في صورة مواصلة نشاطها و إقامتها في تونس و منها ما تعرضت له يوم 10 فيفري. بالقرب من المقر المركزي لحزب التكتل من اختطاف و تحويل وجهة من طرف  أعوان الأمن اقتادوها إلى مركز الشرطة بنهج شارل ديغول. حيث انفردت بها موظفتان قامتا بنزع ملابسها عنوة بدعوى تفتيشها.  إن رفت الأخت زكية الضيفاوي جاء ليؤكد أنها منذ البداية ضحية عملية انتقامية موجهة  و مبرمجة ضد امرأة مناضلة و نشيطة تجرأت على اقتحام حدود مدينة الرديف المحظورة من أجل التعبير على تضامنها. فلم يكف ما تعرضت له من اعتداءات وما عانته من سجن بل جاء قرار حرمانها من مورد رزقها يعكس إرادة واضحة للتنكيل بها و تجويعها إن التكتل الديمقراطي من أجال العمل و الحريات يعبر عن احتجاجه الصارم و إدانته لكل هذه التجاوزات بما فيها الإجراء الرفت الذي وقع اتخاذه خارج القوانين المعمول بها حيث لم تعرض الأخت زكية على مجلس التأديب و لم يفتح لها المجال لتقديم حججها و الدفاع عن حقها. كما يطالب وزارة التربية بمراجعة قرارها و إرجاع الأخت زكية الضيفاوي إلى سالف عملها في إطار عملية تضميد لجراح و رفع مظلمة كان من الأحرى أن لا ترتكب في دولة القانون و المؤسسات المطالبة باحترام الحرّية الشخصية و المعنوية و المادية للأفراد عامة و للنشطاء السياسيين و الصحفيين و الحقوقيين خاصة.
 
 الأمين العام  د. مصطفى بن جعفر


حزب تونسي معارض يدعو العرب والمسلمين للتصدي للاجراءات الاسرائيلية في القدس

 
تونس, تونس, 27 (UPI) — دعا حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي المعارض الشعوب العربية والإسلامية للتصدي للمحاولات الاسرائيلية لتهويد القدس، والدفاع عن المسجد الأقصى بكافة الأساليب المتاحة. وحمّل الحزب في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشونال اليوم الجمعة نسخة منه، الحكومات العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والسلطة الفلسطينية، مسؤولية عدم التحرّك لمواجهة المخططات الاسرائيلية في فلسطين. وطالب الدول العربية والإسلامية بتحمّل مسؤولياتها « إزاء القرار الإسرائيلي بتهجير العشرات من العائلات الفلسطينية المقدسية »، وإلى وقف كل أشكال التفاوض والتنسيق مع الإسرائيليين. وكانت 88 عائلة من سكان حي البستان في بلدة سلوان شرق مدينة القدس تسلمت في الأيام الماضية إخطارات إسرائيلية بهدم منازلهم، في إجراء إسرائيلي من شأنه تشريد أكثر من 1500 مقدسي وسحب حقهم في الإقامة بالمدينة. يشار إلى أن حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي هو حزب معارض يحمل لواء القومية العربية.
 
(المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 27 فيفري  2009)

 

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826   مهاجران سريان ماتا اختناقا ودفنا دون تحديد هويتهما

 
 دفنت في مدينة غلاسغوا الاسكتلندية جثتان لتونسيين ذكرت جهات أمنية أنها تجهل هويتهما وإن كانت متأكدة من جنسيتهما التونسية بعد العثور على بطاقة الهوية التي لم يتبين من خلالها اسم صاحبها.  وقد عثر عمال ميناء آير باسكوتلندا على الجثتين في سفينة الشحن باسكال وهي سفينة ألمانية تقوم برحلاتها بين ايطاليا واسكوتلندا مرورا بصفاقس في تونس واسبانيا وتنقل بعض المواد الكيمياوية والأسمدة. وكانت الجثتان في حالة تحلل كامل اذ دامت الرحلة أكثر من 12 يوما، ويسود الإعتقاد ان التونسيين توفيا بعد ساعتين فقط من اختبائهما في السفينة بسبب الإختناق، وقد ارسلت بطاقة الهوية الى السفارة التونسية في لندن للتعرف على اصحابها منذ شهر ماي الماضي دون جدوى، و دفن التونسييان أخيرا في مدينة غلاسغوا الاسكتلندية  يوم الإربعاء الماضي دون ان تحدد هويتهما.   وإن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس اذ تؤكد عزمها على مواصلة جهدها من أجل تحديد هوية التونسيين وإبلاغ عائلتهما، فإنها تدعو السفارة التونسية في لندن الى تحمل مسؤولياتها و التعامل الجاد مع هذه القضية بالتعاون مع المصالح الأمنية من أجل تحديد هوية التونسيين وإعادة رفاتهما الى أرض الوطن. وتدعو السلطة التونسية الى مراجعة سياساتها الإقتصادية والإجتماعية لمواجهة ظاهرة الهجرة السرية، بدلا من المعالجات الأمنية التي اثبتت فشلها.     الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة لندن   27 فيفري 2009  


التقرير الأمريكي حول حقوق الإنسان: هل يردّ «عمّار» على الطريقة الصينية!؟

الصين ردّت على إصدار الخارجية الأمريكية لتقرير حول أوضاع حقوق الإنسان فيها، بإصدار تقرير مضادّ تناول انتهاكات حقوق الانسان في بلاد العمّ سام. الرقيب «عمّار المقصّ» الشهير «عمّـار 404» ردّ من جهته على قيامي بنشر الجزء الخاص بتونس من نفس التقرير، بحجب النسخة الثامنة من مدوّنتي بعد أن سبق له أن حجب السّـبع السابقات!؟ وطالما كانت يد عمّار الطّولـى مقتدرة عليّ أنا المواطن البسيط لهذا الحدّ، فلماذا لا يظهر فحولته في المصدر ويحجب موقع الخارجية الأمريكية فيريهم كيف تكون الرّجولة والبطولة!؟ لماذا لا يصدر بدوره تقريرا عن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة تماما كما فعلت الصين، ويكون بذلك قد حقق النصر المؤزّر والمُــبين!؟
 
(المصدر: موقع مدونة زياد الهاني الإلكتروني بتاريخ 27 فيفري 2009 )


قناة فرنسية تتهم فضائية تونسية خاصة بسرقة أحد برامجها وتطالب بوقف البث

 
تونس – خدمة قدس برس
وجّهت إدارة القناة الفرنسية « تي أف 1″، إشعاراً إلى فضائية « حنبعل » الخاصة، بضرورة إيقاف بثّ برنامج تلفزي أسبوعي بعنوان « عن حسن نيّة » نهائياً، باعتباره « مستنسخاً دون ترخيص » عن برنامج بثته القناة الفرنسية. ونقلت تقارير صحفية أنّ إدارة القناة الفرنسية أكّدت في خطابها الموجّه إلى رجل الأعمال العربي نصرة، مالك قناة « حنبعل »، أنّ حق بثّ هذا البرنامج قد مُنح حصريا لشركة الإنتاج التونسية « كاكتيس »، التي تقوم بإعداده لفائدة التلفزة الحكومية بعنوان « الحق معاك » يقدمه صحفي سابق بقناة « حنبعل ». ونُقل عن الجانب الفرنسي قوله إنّ قيام القناة التونسية الخاصة ببثّ البرنامج المذكور « يدخل تحت طائلة السطو والمنافسة غير المشروعة »، وفي صورة عدم الامتثال لطلب التوقف عن بثه ومراجعة إدارة « تي أف 1 » سيرفع الأمر للقضاء. وترجّح مصادر خاصة تحدثت لوكالة « قدس برس »، أن تكون التطوّرات الأخيرة حلقة من صراع غير معلن يدور بين قناة « حنبعل » الخاصة وشركة الإنتاج « كاكتيس »، المملوكة لصهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، بعد أن انسحب أبرز صحفيي هذه القناة من عملهم والتحقوا بشركة الإنتاج الخاصة. كما عرفت الصحف التونسية تبادل اتهامات بين الجانبين، وقد وصل النزاع إلى رفع الأمر إلى القضاء، للفصل في تخلي صحفي عن عمله.
(المصدر: وكالة (قدس برس) بتاريخ 27 فيفري 2009)


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 ربيع الأول 1430 الموافق ل 27 فيفري 2009

الخبر اليقين عن  قافلة  » تحيا فلسطين  »

 
غادرت قافلة  » تحيا فلسطين  » مدينة قابس على الساعة العاشرة و الربع من صباح اليوم 27 فيفري 2009 في طريقها إلى مدينة مدنين ، و قد فوجئ المشاركون فيها بمنعهم من دخول المدينة و الالتحام بالمواطنين رغم طلب بعض أفراد القافلة السماح لهم بأداء صلاة الجمعة بأحد مساجد المدينة إلا أنهم منعوا من ذلك ، فاضطروا لأداء الصلاة خارج المدينة بإمامة بريطاني من أصل هندي خطب بالإنكليزية و قام مشارك آخر ليبي الجنسية بالترجمة باعتبار أن عددا كبيرا من المواطنين التحم بالقافلة و شارك في صلاة الجمعة و قد تم رفع عديد الشعارات المعبرة عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد في غزة مثل  » غزة غزة رمز العزة  » و  » من مدنين حتى غزة المطالب لا تتجزأ ». ثم أعلن مسؤول في القافلة عبر مكبر الصوت أن القافلة ستبيت هذه الليلة في مدينة بنقردان و أنهم لن يدخلوا ليبيا إلا في صباح الغد ثم غادرت الشاحنات مدينة مدنين عبر طريق حزامي في اتجاه مدينة بنقردان. و تجدر الإشارة إلى أن نائبة رئيس القافلة السيدة إيفون ريدلي تخضع لمراقبة لصيقة في كل تحركاتها من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي الذين يمنعون المواطنين من الاقتراب منها.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
 


فرض عبورها البلاد في جنح الظلام الأمن التونسي يمنع الترحيب بقافلة غزة وكتابة رسائل لأهلها

 
تونس – محمد الحمروني

منعت قوات الأمن التونسية قبل يومين نشطاء سياسيين وحقوقيين من الالتقاء بأعضاء قافلة «خط الحياة» البريطانية المتجهة إلى غزة ببادرة من النائب العمالي البريطاني جورج غالاوي. وكان متوقعا أن تصل القافلة إلى تونس العاصمة يوم الثلاثاء الماضي آتية من الجزائر، حيث كان من المفترض أن يلتقي النائب غالاوي مع منظمات المجتمع المدني خاصة الاتحاد العام التونسي للشغل، إلا أن ترتيبات مع الحكومة التونسية حالت دون ذلك، إذ تم الاتفاق على أن تدخل القافلة إلى الأراضي التونسية عبر المركز الحدودي بوشبيكة في ولاية القصرين (الوسط الغربي لتونس) لتسلك طرقا غير رئيسية وصولا إلى الحدود الليبية، وهو ما يعني أن القافلة لم تمر بأي من المدن الكبرى بالبلاد. وذكر شهود عيان من المنطقة الحدودية بوشبيكة أن القافلة تألفت من 105 شاحنات كبيرة مُحملة بالمؤن والأغطية والأغذية و5 سيارات خفيفة منها سيارتان للإسعاف. ورغم الحصار حظيت القافلة باستقبال لافت واهتمام كبير منذ عبورها للحدود خاصة في منطقة فريانة التابعة لمحافظة القصرين (350 كلم جنوب غرب العاصمة تونس) حيث منعت قوات الأمن التي رافقت القافلة أعضاء من «الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض» من الاقتراب من القافلة أو الترحيب بالقائمين عليها علاوة على أخذ صور لها. وتمكن نشطاء من المجتمع المدني من الاتصال بالقائمين على القافلة عبر الهاتف, الذين اقترحوا على مستقبليهم من المجتمع المدني في مركز بوشبيكة كتابة رسائل على الشاحنات إلى أهل في غزة، إلا أن أعوان الأمن التونسي منعوهم من ذلك. وقال مسؤولون في الحزب الديمقراطي التقدمي إن إجراءات العبور استغرقت وقتا طويلا وإن الهدف من ذلك كان تفويت الفرصة على القافلة للدخول إلى المدن التونسية نهارا. وشكل هذا السلوك، وفق تصريحات هؤلاء، تعبيرا إضافيا «على إصرار الحكم في تونس على منع الشعب التونسي من حقه في التعبير عن مشاعره القومية في إطار قانوني وسلمي وحرمانه من الحد الأدنى الذي «تمتع» به أشقاؤه في البلدين الجارين المغرب والجزائر من اتصال بالقائمين على القافلة بشكرهم على مبادرتهم وتحميلهم رسائل إلى أهالي غزة». (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 27 فيفري 2009)


تونس: نشطاء يتهمون السلطات التونسية يمنع استقبال شعبي لقافلة « شريان الحياة » البريطانية

 
تونس ـ خدمة قدس برس اتهم نشطاء تونسيون السلطات الرسمية بمنع الجماهير الشعبية من استقبال قافلة التضامن البريطانية التي يقودها النائب البريطاني جورج غالوي باتجاه قطاع غزة. وعلى الرغم من أن محافظ جهة قابس استقبل قافلة « شريان الحياة » البريطانية المتجهة إلى قطاع غزة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إلا أن عناصر الأمن من مختلف الفرق قد ضربت حصارا على المكان الذي نزل فيه المشاركون في القافلة، مانعة المواطنين من تنظيم أي شكل من أشكال الاستقبال الرسمي الذي يليق بالرسالة النبيلة لقافلة « شريان الحياة »، حسب تعبير أحد النشطاء. ونقل موقع الحزب الديمقراطي التقدمي أن قوات الأمن منعت عددا من الطلبة والنشطاء الحقوقيين من اللقاء بأعضاء القافلة، كما جرى منع الاتحاد العام التونسي للشغل من حشد الجماهير لاستقبال القافلة، ما اضطره لاستقبال القافلة بحوالي عشرة أشخاص. هذا واتهم النشطاء التونسيون السلطات الرسمية بتحويل وجهة القافلة بعيدا عن المدن الكبرى، للحيلولة دون خروج الجماهير لاستقبال القافلة.
 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 27 فيفري 2009 )  

قافلة شرايين الأمل تتوقف بالجنوب التونسي
 
ميدل ايست اونلاين قابس (تونس) – توقفت القافلة البريطانية التضامنية شرايين الامل الخميس بمدينة قابس بالجنوب التونسي في طريقها الى غزة عبر القطرين الليبي والمصري. وكانت القافلة التي قوامها اكثر من مائة شاحنة محملة بالادوية والمعدات الطبية والمساعدات الغذائية محل حفاوة من قبل جموع من المواطنين رفعوا العلمين التونسي والفلسطيني معبرين عن مشاعر التضامن مع سكان غزة. وأكد مصدر رسمي في تونس أنه « تأكيدا لتضامن تونس الدائم مع الأشقاء الفلسطينيين تم تدعيم هذه القافلة بشحنة من المساعدات تتمثل في 12 طنا من المواد الغذائية المختلفة. » وقد جرى استقبال المتطوعين بالقافلة من قبل محافظ قابس. وكان الوزير الاول التونسي محمد الغنوشي استقبل الأربعاء جورج غالاوي بوصفه رئيس القافلة. وعبر عدد من المتطوعين المشاركين في القافلة عن مشاعر الارتياح لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظوا بهما منذ دخولهم التراب التونسي مبينين أن الغاية من تنظيم هذه القافلة هو تفعيل التضامن مع سكان غزة ومساعدتهم على تجاوز الماسي التي خلفها العدوان الإسرائيلي. واستغرب الملاحظون في تونس خبرا بثته إحدى وسائل الإعلام الإيرانية مفاده أن السلطات التونسية أوقفت ناشطين من المشاركين في القافلة. ويقول مصدر إعلامي في تونس أنه « لم يحدث بتاتا إيقاف أي متطوع من أفراد القافلة » مضيفا « ان كافة الهيئات الرسمية والأهلية لم تدخر جهدا خلال الأيام الأخيرة لتسهيل مرور القافلة في أحسن الظروف رغم أنها غيرت مسارها بشكل فجئي قبل الدخول إلى تونس لتتدارك التأخير الذي سجلته في رحلتها نحو غزة. » واضاف المصدر « ان بعض العناصر المشاركة في القافلة زادت في تعقيد النواحي الترتيبية عندما زاغت عن مسار القافلة لأسباب غير مفهومة وغير مبرمجة في زيارات سياحية ».
(المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 26 فيفري 2009)

حين يخالف بعض الصحفيين شرف المهنة

 
أسفي أن هذا المقال لم يلق حظه من النشر في صحيفة الموقف رغم انه رد على مقال أثار جدلا في الأوساط الحقوقية والإعلامية والسياسية التونسية  وحق الرد مكفول ومضمون على ما أعلم  ما حز في نفسي أكثر هو اكتفاء الصحيفة بتصويب تحت إمضاء المحرر لا يليق  بسمعة الجريدة التي أكن لها كل الاحترام غير أن ذلك لا يمنع عتبي عليها وتنبيهها إلى أن مراعاة العلاقة المهنية مع صحفي من الجريدة لا يمنع من التفاعل معه أو نقده أو محاجته فيما أثاره من جدل ، ويظهر أن الصحفي المعني بالرد لم يستوعب إلى حد الساعة الخط التحريري للصحيفة . وعلى كل حال واحتراما للعلاقة التي تربطني بصحيفة الموقف التي فتحت لي صفحاتها للكتابة والنشر واعتبارا لما تبذله من جهد في سبيل إنارة الرأي العام أكتفي بنشر نص المقال كما أرسلته إلى السيد أحمد نجيب الشابي المدير المسؤول والى السيد رشيد خشانة رئيس التحرير مستفهمة دائما عن السبب في الامتناع عن نشره  راجية أن يلقى التفاعل المطلوب  وممتنعة عن نشر تفاصيل اكثر تكشف خفايا مخالفة الصحفي صاحب المقال خط تحرير الجريدة. الأستاذ المحترم أحمد نجيب الشابي وبعد طالعت بكل أسف ما كتبه الصحفي بجريدتكم سامي نصر حول مصداقية  التقارير الدولية في الميزان الوارد بالصفحة الرابعة  في العدد 486 و ساءني ما جاء فيه من تجن واضح على الناشطين الحقوقيين ومساندة واضحة لموقف السلطة من هذه التقارير لذلك تأسفت لأنني اعرف خط الجريدة و أعرف موقف الحزب من مثل هذه القضايا وخاصة  تجنبه تصفية حسابات واختلافات شخصية على حساب أخلاقيات المهنة والعمل الصحفي والمبادئ العامة لجريدة تقف إلى جانب نصرة الحق والدفاع عن المظلومين سواء اتفقنا معهم أم اختلفنا ، وهذا ما حاد عنه صاحب المقال الذي عمد إلى الغمز ضد حقوقيين عمل معهم فترة من الزمن لا بأس بها فلما اختلف معهم وظن أنكم تختلفون معهم و أنكم  لن تفوتوا الفرصة لتصفية الحسابات معهم عمد إلى تسريب هذا المقال الذي أصفه مع احترامي لكم بأنه معرة في تاريخ صحيفة الموقف فكيف يتهم منظمة هيومن رايتس وتش بأنها تخلط في مفهوم العزلة السجنية ويدعي ان هناك غرف عزلة في السجن تتميز بالهدوء مستندا في كلامه إلى حالة شاذة هي حالة السجين عبد اللطيف بوحجيلة الذي طلب العزلة لفترة محددة ولأسباب صحية ونسي عديد الإضرابات التي شنتها قيادات نهضوية داخل السجون من اجل إخراجها من العزلة و إدماجها بالمساجين رغم حالة الهدوء المزعومة التي يتحدث عنها من يقدم نفسه أحيانا خبيرا في السجون . ولم يكفه هذا التجني على الحقوقيين فعمد إلى منظمة العفو الدولية وشكك في تقريرها حول التعذيب في تونس وهو هنا يتماهى مع موقف السلطة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حين صدر التقرير المذكور وليت الأمر اقتصر على هذا التشكيك بل إن صاحب المقال شكك دون أن يعلم في مصداقية منظمات حقوقية وطنية كحرية وأنصاف  ومجلس الحريات اللتين اعتمدت على تقاريرهما منظمة العفو قائلا بأن تقارير هذه الأخيرة كان عبارة عن جمع لبيانات هاتين المنظمتين أفلا يكون هنا عذره أقبح من ذنبه ؟ أم أن هناك ما وراء الأكمة ما وراءها خاصة إذا استحضرنا إن صاحب المقال هو عضو في المكتب التنفيذي لحرية وإنصاف وأنه كان عضوا في مجلس الحريات قبل أن يتخذ هذا الأخير قرارا بفصله.وفي الأخير تجرأ صاحب المقال إلى اتهام احد الحقوقيين بأنه  يتمعش من عمله الحقوقي ويدعي التعرض إلى الاعتداء حين يقترب موعد المنحة التي يتلقاها من بعض الجهات. هل هذا هو دورنا نحن المدافعين عن حقوق الإنسان ، نعم يمكن أن تنتقد أعمال الحقوقيين فليسوا في منأى عن الخطأ ولن بأسلوب بعيد عن تصفية الحسابات وهو ما عودتنا عليه جريدة الموقف التي ارج وان تتفضل بنشر هذا التوضيح برغم ان صاحب المقال هو صحفي يعمل لحساب الجريدة.
لمياء بن حمزة باحثة في العلوم القانونية والسياسية

 

توضيح واعتذار
 
نقلت تونس نيوز عن مجلة كلمة، « القديد المالح » بعنوان « وصايا 2  » وقد أوردت فيها الوصية الخامسة والسادسة والسابعة نقلا عن « الوصايا السبعة أو لزوم ما لا يلزم » للشاعر بحري العرفاوي، وقد أشرت إلى صاحب الوصايا في الجزء الأول « وصايا 1 » وسهوت أن أشير إليه في الجزء الثاني « وصايا 2 » وقد تمت إذاعة الجزئين على راديو « كلمة » في مناسبتين مختلفتين. فوجب التصحيح والإعتذار. السلام صابر التونسي
 

سواك حار :

سياسة « تونسية »

 
المشكلة: بعد « حوار » السلطة التونسية مع الشباب تبين لها أن 80 % من شبابها عازف عن السياسة وغير مبال بالشأن العام وهو ما « أساءها » فهي طبعا لا تعرف الأسباب ولذلك هي لن تجد حلا للمشكلة!

الرأي المعارض:
بعض الذين لا يجدون طعما للحياة من غير معارضة السلطة يقولون بأن السلطة حريصة على تحييد الشباب واشغالهم بالأمور التافهة وإزهاق أرواحهم فيها كما حصل في كارثة « ستار أكاديمي ». ويقولون إن اهتمام الشباب بالسياسة يعني الإنشغال بالشأن العام، ويعني التنبه للفساد ومحاربته … يعني مقاومة الظلم … يعني رفع الصوت في وجه الفساد! … يعني التظاهر والخروج للشوارع! … يعني المصادمة مع الإستبداد والبوليس والرصاص والكلاب « بأنواعها » والغاز المسيل للدموع! ذلك ما يعنيه اهتمام الشباب بالسياسة ـ من وجهة نظر المعارضين ـ الذين يرون أن من الأسباب التي تجعل الشباب يعرض عن السياسة مرابطة أعوان « الأمن السري » أمام مقرات الأحزاب المعارضة والمنظمات المستقلّة ، لإرهابهم وتخويفهم! فالعمل السياسي المتباين مع « التجمع » جريمة ومقدمة للسجن والاعتقالات و التنكيل! سلطة تبتز المخالفين ومن كان له يوما اهتمام بالشأن العام لجلد ماضيه وإعلان توبته على رؤوس الأشهاد وعلى « النت » لذم السياسة ولعنها وإعلان شفاءه منها كأنها جرب مُعدٍ، بل تُعدُّ لهم نصوصا لنشرها من هذا القبيل:
توضيح (1) اننى الممضى أسفله (**************) أعلن واجدد تأكيدى على انه لم يعد لى صلة بأيّة جهة سياسيّة او حزب او جمعية منذ أوائل التسعينات كما أعلن عدم إنخراطى فى أي نشاط سياسى أو جمعياتى و السلام توضيح (2) إنّي الممضي أسفله السيّد (********) بتونس و المقيم (*****), أعلن أنّني ليست لي صلة بأيّة جهة سياسيّة منذ سنة 1992 . بل وتتغير صغة النصوص وعناوينها حسب الظرف وما يقتضيه الحال! وأغرب من ذلك هوسها في التعامل مع من كان له يوما رأي مخالف! … لم تبرئهم ولم تأمن جانبهم وحرصت على تكبيلهم بأحكام تنم عن حقد دفين على ما كان منهم من عمل سياسي معارض لنهجها، وحتى لا ينقلبوا أو يحنّوا إلى ماضيهم! بل يقول أصحاب هذا الرأي بأن السلطة كانت على درجة من الغباء ـ لا تحسد عليها ـ في إدارتها لتلك « المعركة » ذلك أنه كان بإمكانها أن تستفيد من الذين كتبوا فيها معزوفات المدح والثناء و »تطوعوا » للذّبّ عنها وتجريم ما كان منهم ومن رفاق دربهم، وعرض خدماتهم المجانية! … حتى أنهم صوروا تونس على أنها واحة للأمن والأمان وورشة للبناء والتعمير، لينقلب الأمر بمجرد أن وضع القيد (مينوت) في اليد « بحماقة » من السلطة إلى أرض الإنغلاق والإنسداد وتحولت « الورشة » إلى أرض القذورات والأوبئة والسرطان الذي يفتك بالمواطنين! وهكذا سدت السلطة كل الأبواب عن المعارضين والتائبين على حد السواء كما يرى أصحاب الرأي الأول.
أما الرأي « الموالي »: (وهو رأيي):
السلطة حريصة جدا على أن يعيش الشباب حياته ولا ينغصها بـ « ساس ويسوس » فالسياسة « بوليتيك » بالمفهوم التونسي أي كذب ودجل والسلطة لا ترضاه لشبابها ولا تريد لهم أن يتلوثوا! وهي لهم في ذلك فداء! … تريدهم أن يعيشوا أيامهم ويفرحوا بحياتهم! … وهي تكفيهم شر السياسة ودنسها في تحمل العبء عنهم! وليس صحيح أن السياسة تُدرّب، وأن السّاسة ينشّؤون! فالسياسة لا تحتاج إلا إلى جهاز قوي وعصا غليظة، وهذا يحسنه كل من أراد، ولا يحتاج في ذلك إلى دربة وإنما إلى بنية جسدية سليمة! … ومصداق قولي أن الذين درسوا السياسة والحقوق وعلوم الإجتماع مهمشون في عالم السياسة ولا كلمة لهم، وأما الذين أخفقوا في مسيرتهم التعليمية، وعاشوا حياة الإنحراف و »البلطجة » ثم التحقوا بـ « الأمن » وتملقوا أصحاب « الأقدمية » وداسوا على رقاب مواطنيهم صعدوا بسرعة وحكموا وساسوا ونكلوا بمن ظن أن علمه سيرفعه!! السياسة تمارس ولا تُدرس، وحين يأتي دور شبابنا لممارستها سيقدرون عليها فلا تهتموا وتتباكوا لأجلهم وهم في « لذتهم ساهون »! ثم ما هو مفهوم السياسة؟… أليس حكم الناس وتسيير حياتهم بشكل ما؟ السلطة تفعل ذلك وتمارس السياسة « بجدارة » و »اقتدار »! أليس دفع الناس للعن ماضيهم وإعلان توبتهم عمل سياسي؟ أليس الزج بالمعارضين في السجن عمل سياسي؟ أليس إخراج الدكتور الصادق شورو من السجن عمل سياسي؟ … وكذلك إعادته اليه؟ أليس حصار عبد الله الزواري وحيدا بعيدا عن أهله وتفريغ مجموعة من « رجال » الدولة « لحراسته » عمل سياسي بامتياز؟؟!! أليس تسخير كل أجهزة الدولة وآلياتها لملاحقة كل من تسول له نفسه المعارضة قول: « لا » عمل سياسي؟ أليس تسليط أعوان الضرائب على المعارضين، كما في قضية الحال التي تستهدف الأستاذ عبد الوهاب معطر لتشريده وإخراجه من بيته عمل سياسي ينم عن خبرة ودهاء لا يعلمه من درس السياسة والحقوق؟؟ وأما حصار الإعلام والكلام فذلك من صميم السياسة! ولكل سياسته وتبقى السياسة سياسة! باعد الله بيني وبينها!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * من أراد أن يتطلع على هذه التوضيحات فليعد إلى تونس نيوز بتاريخ 18 فيفيري 2009 وما قبله وقد أخذت عينة منها وحذفت الأسماء وأماكن إقامتها، فهي لا تعنيني وليست محل ردي إنما حديثي عن الظاهرة وليس عن الأشخاص. سـواك: صابر التونسي المصدر: الحوار نت


أعمال شغب ووفاة مشجعين في الدوري التونسي

 
آمال الهلالي من تونس لا تزال أحداث الشغب والإضرار بالملك العمومي الرياضي نقطة سوداء في  تاريخ الرياضة التونسية وتحديدا كرة القدم ورغم العقوبات المالية التي تسلطها الرابطة التونسية لكرة القدم على الأندية من حين لآخر بسبب أحداث العنف التي لا تستثني الجماد والأحياء إلا أن تصرفات محبي الأندية  تتكرر في كل مرة وبشكل اعنف .  وقد شكلت أحداث الشغب الأخيرة  خلال لقاء  الترجي  وحمام الأنف  المتمثلة في  رمي أنصار الترجي   الحجارة  والمقذوفات البلاستيكية على الميدان محور القرارات المتخذة من قبل الرابطة حيث تمت تخطية الترجي بألفي دينار.  كما تمت معاقبة قوافل قفصة بألفي دينار بسبب رمي القوارير والمقذوفات في أعقاب مباراة القوافل والنادي الرياضي الصفاقسي وتغريم مستقبل المرسى بألفي دينار بسبب رمي القوارير بعد مباراة مستقبل المرسى والنادي الإفريقي. أما بالنسبة للنادي الافريقي فقد وجهت له الرابطة توبيخا وغرامة مالية بـ 500 دينار تونسي بسبب تفوه جماهيره بألفاظ نابية في مباراة مستقبل المرسى والنادي الافريقي حسبما ورد في تقرير مراقب من جهة أخرى، وصل تعادل الترجي  أمام  حمام الأنف في إطار بطولة  الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم  والتي خسر بمقتضاها فريق باب سويقة نقطتين هامتين وتقلص الفرق بينه وبين ملاحقه في البطولة الإفريقي  إلى  نقطة وحيدة إلى حد النكبة والمأساة  في إحدى العائلات التونسية حين  تحوّلت حسرة احد الأحباء إلى نوبة قلبية قاتلة .  رياض شعال شاب في عمر الزهور 17 سنة  أصيل حي  سيدي البحري بتونس العاصمة  كان من المتيمين بحب فريق الأصفر والأحمر ولم يستسغ المسكين خسارة فريقه أمام مستقبل  حمام الأنف فانتابته هستيريا من البكاء ثم نوبة قلبية حادة ، مما حتم نقله إلى المستشفى إلا أن المنيّة لم تمهله ليفارق الحياة في الطريق، مخلّفا لوعة وحسرة في قلب عائلته وأصدقاءه. وقد شيّع رياض إلى مثواه الأخير وسارت في جنازته جموع غفيرة من أنصار الترجي الرياضي، ومرّ الموكب من باب سويقة حيث مقر الترجي الذي توقفت أمامه الجنازة. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 27 فيفري 2009)

 


حديث الجمعة  بسام بونني bbounenni@yahoo.fr
 
نعم أنا منحاز إلى وطني. ولكن ماذا لو باسم حسن الضيافة تداس كرامتنا ؟ ألا يستحق ذلك التنبيه بل والردّ، أمام تهاون البعض ؟ إليكم الوقائع. منذ أيام، جرت في القاهرة انتخابات الاتحاد العربي للجيدو. ولكي يتخلص المصريون من المنافسة التونسية، حُرم مترشح تونسي من التأشيرة، بينما حصل عليها أعضاء آخرون من الجامعة التونسية لنفس الرياضة في ثوان معدودات. في نفس الفترة تقريبا، استقبلت تونس الحارس السابق لمنتخب مصر وعضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني الحاكم، أحمد شوبير، بحفاوة لا يلقاها حتى في بلاده – فأعداء الرجل بالملايين هناك – انطلقت من القاهرة، حين قيل له في سفارتنا إن أمثاله لا يحتاجون إلى تأشيرة – رغم أنّ المعارضين والحقوقيين ومن تبعهم يعانون الأمرين للحصول عليها -. عاد شوبير إلى مصر بعد تكريمه في قناة تونس 21 ليكيل لنا الاتهامات بالتعصب والوقوف – ركزوا مع هذا النقطة بالذات من فضلكم – وراء العنف المستشري في الملاعب المصرية من خلال رابطات المشجعين المتعصبين المعروفة بالultras .. وكتب شوبير يقول : « ظاهرة الألتراس دخلت مصر بسبب علاقة مشبوهة بين بعض جماهيرنا المهووسة وبعض الجماهير التونسية »، علما وأن هذه الظاهرة رأت النور في البرازيل، في أربعينيات القرن الماضي. أيام فقط بعد هذا المقال، وعلى إثر مباراة الأهلي المصري والنادي الرياضي الصفاقسي الذي استعمل مشجعوه الشماريخ قبل أن يتعرضوا لقمع مريب من رجال الأمن المصريين، شبّه شوبير تلك المشاهد بغزة !!! لا أطلب المعاملة بالمثل، هنا، ولو أنه حق لأيّ بلد، لكن من الشرعي أن أسأل هنا وأنا أراهن أنّ جماعة الجيدو، في مصر، أو حتى شوبير نفسه، لو قرّروا كلهم القدوم إلى تونس مع التعهد بتقديم الشكر والثناء حيال « السياسة الرشيدة التي ساهمت في إشعاع هذه الرياضة أو تلك »، سيستقلبون بحفاوة، من حقي أن أسأل: كيف لنا أن نفتح بيوتنا لمثل هؤلاء ؟ أين عزة تونس وكرامتها ؟ أين ردّ السفارة التونسية في القاهرة التي لا تتوانى في رفع القضايا والمطالبة بحق الردّ على الصحف المصرية التي « تسوؤها إنجازات تونس » ؟ هل الوطن لعبة في يد من هبّ ودبّ ؟ للأسف، هذا هو التعامل الرسمي، اليوم، مع الخارج: أعداء أجانب افتراضيون تُجيّش لهم جيوش من الصحافيين للتنكيل بهم وأصدقاء زائفون يُستقبلون استقبال الأبطال! والخاسر، طبعا، هو الوطن !!! (المصدر: صحيفة « الموقف » (اسبوعية – تونس) العدد 487 بتاريخ 27 فيفري 2009)


أكبر حملة علي المهاجرين السريين تشنها السلطات التونسية يركبون قوارب الموت نحو المجهول ويموت العشرات غرقاً من أجل أوروبا

المحللون: المقاربات الأمنية المتشددة زادت في تنامي الهجرة غير الشرعية

 
 تونس – الراية – إشراف بن مراد: سيارة فخمة، رصيد بنكي، منزل عصري فاخر، رحلات، مواكبة آخر تقليعات الموضة، الابتعاد عن حرّ الصيف والجري وراء سيارات الأجرة والحافلات وصعوبة العيش، الهروب من البطالة أو من « مهية » لا تسمن و لا تغن من جوع.. هذه أحلام جلّ شباب اليوم، تراودهم ليلا ونهارا. هذه الغاية فكيف السبيل إلي تحقيقها أمام قلّة ذات اليد، خاصة مع انعدام الكفاءة التي يمكن أن تخوّل له الحصول علي أجر يلبي حاجاته. هو ينظر إلي أخيه الطبيب وابن جيرانه الأستاذ وابن عمه المحامي العاطلين عن العمل. فكيف سيجد السبيل إلي الحياة التي يتمناها وهو لم يتخط فصول المدرسة الابتدائية؟ لابدّ من مغامرة تحلق به بعيدا تأخذه من الحاجة إلي الخير،إلي الجنة، فقط سيختبر مهارته في السباحة وعليه أن يعثر علي « قبطان حرّاق »ماهر يشهد له بالخبرة في تخطي خفر السواحل مع بعض التنسيق مع مجموعة من الأشخاص يشاركونه الهاجس، ليتحلّي بالعزيمة والإصرار: هذه تأشيرة بلوغ ما وراء البحار دون جواز سفر. سيختبئ بين سلات القمامة، سينام علي قارعة الطريق ربما سيتسول أيضا لكنّ الحياة ستبتسم له بمجرد أن يعثر علي من ستضمن له الإقامة القانونية. لا يهمّ إن كانت عجوزا،لا يهم التجاعيد في وجهها ولا وزنها المفرط، لا يهمّ….المهم أنها ستضمن له الإقامة في بلدها ثم سيتخلص منها، سيتزوج ابنة جيرانه التي طالما حلم بها… هكذا فكروا جميعا وهكذا يفكر من يراوده هاجس « الحرقة » (كما يقول التونسيون أي الهجرة السرية عبر البحر)، لقد ركبوا البحر »حارقين » فحرقوا أعمارهم وقلوب من يحبونهم ليعودوا جثثاً هامدة في توابيت مغلقة. لقد اعتقدوا أنهم تحّروا جيدا الوقت المناسب، فرئيس الرحلة السرية قد طمأنهم بنجاح كل رحلاته السابقة. لكن الرياح اختارت أن تكّذب مزاعمه هذه المرة فعصفت بأحلامهم جميعا وقلبت زورقهم الصغير، صارعوا الأمواج لكن يا للحسرة خابت الآمال وتهدمت قصور الأحلام التي لم تكن سوي قصور أوهام رملية هبّت عليها رياح الخريف فعبثت بها في السماء ولم تترك لها أثرا، لتكون نسيا منسيا. تركوا الوطن « حارقين » في عتمة ليلة ظلماء، ممّنين أنفسهم بمعانقة شمس الغد في بلاد الرجل الأبيض.لكنّهم عادوا إلي أرضهم السمراء في توابيت، مخلفين وراءهم أمهات ثكالي وقلوبا متحسرة و دموعا لا تكف. هكذا يحلم الحارقون (المهاجرون سرا) وهكذا يكون مصير جلّهم. أّما البعض الآخر فيعودون بهم بعد مرمطة في سجون ما وراء البحار، تجعلهم يتمنون يوما من أيام الوطن الحبيب، مصدقين الشاعر القائل: بلادي و إن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام. آخر وقائع الحرقان ليست هذه إحدي حكايات شهرزاد الجميلة تحكيها لشهريار لتنقذ نفسها من سيف يترصدها كل ليلة،لكنها الأخبار التي أصبحت تتصدر الصحف والمجلات التونسية عن شباب « حرقوا » وعزموا علي الهجرة سرّا…حكايات أصبحت تشغل الجميع خاصة بعد الحادثة الأليمة التي جدت مؤخرا قرب شاطئ الضاحية الشمالية لتونس العاصمة بجهة المرسي عن شباب استقلوا قارب الموت دون رجعة. وقد أحيل مؤخرا علي قاضي التحقيق في العاصمة تونس 11متهما بحالة سراح بالإضافة إلي أربعة آخرين بحالة إيقاف وهم حصيلة الناجين من حادثة غرق المركب بالمرسي والتي جدت وقائعها خلال الليلة الفاصلة بين 18 و19 جانفي الماضي.حيث اتفق 35 شابا علي الإبحار خلسة إلي ايطاليا واتصلوا بمنظم عملية « الحرقان » وساهم كل منهم بمبالغ مالية تراوحت بين 1000 و2000 دينار تونسي. وفي الموعد المتفق عليه، صعدوا المركب إلاّ أنهم وبعد توغلهم في البحر مسافة الساعة والنصف بدأت المياه تتدفق إلي المركب نظرا لصغر حجمه مقابل ثقل الحمولة التي كانت عليه ولما شعروا بالخطر وبكون المركب بدأ يغرق سارعوا برمي أنفسهم وسط المياه محاولة منهم  العودة سباحة إلي اليابسة. وفي هذا الإطار قالت جريدة الصباح إنّ وحدات من الحرس الوطني وجيش البحر والحماية المدنية قامت بتركيز خلية متابعة علي عين المكان. كما وفرت طائرة مروحية عسكرية وعدد من الخافرات والزوارق السريعة وفرق غوص بالإضافة إلي دوريات راكبة ومترجلة بهدف تمشيط الشريط الساحلي وتمكنوا من انتشال بعض الناجين كما نجح بعض الحارقين وهم 5 في النجاة سباحة، فيما تمّ انتشال جثث البعض من المفقودين وعددهم 18. وعادة ما يبحر المهاجرون غير الشرعيين من السواحل الشرقية والجنوبية الشرقية لتونس باتجاه جنوب أورووبا، وخصوصا الجزر الإيطالية. إذ تعد إيطاليا قبلة رئيسية للمهاجرين السريين القادمين من تونس أو من بقية بلدان المغرب العربي. وللحدّ من ظاهرة الهجرة غير الشرعية تقوم ايطاليا بتزويد السلطات التونسية بالزوارق والأجهزة وتشرف علي تكوين أفراد خفر السواحل التونسية. ويذكر أنّ وزير الداخلية الإيطالي روبيرتو ماروني قد أقّر-خلال زيارته الأخيرة إلي تونس عزم بلاده ترحيل خمسمائة مهاجر تونسي علي مدار الشهرين المقبلين بموجب اتفاق توصلت إليه الحكومة الإيطالية مع تونس. وللإشارة فإنّ ما يقارب 1600 مهاجر من أصل مغاربي -محتجزون حاليا في معتقل بجزيرة لامبيدوزا الإيطالية- يواجهون خطر الإعادة القسرية إلي بلدانهم، وذلك طبقا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية. وبالرغم من أن المصادر الرسمية التونسية تتكتّم علي الإحصاءات المتعلقة بتدفق المهاجرين السريين، إلاّ أنه كثيرا ما تكشف الصحف التونسية عن العديد من الحوادث. وقد أطلقت السلطات التونسية حملة تعتبر الأكبر من نوعها علي المهاجرين السريين،مّما أدي إلي إحباط عدة محاولات تسلّل من مدينتي نابل (شمال شرق) والمهدية (وسط) باتجاه جزيرة لامبيدوزا، أقرب نقطة ساحلية أوروبية لتونس. وتجدر الإشارة إلي أنّ تقريرا صادرا عن المرصد الوطني الإيطالي للهجرة السرية عام 2008 كشف أن نسبة الهجرة إلي الشواطئ الإيطالية ارتفعت بحدود 21%، وأن المغاربة (المنتسبين إلي دول المغرب العربي) يتصدرون قائمة المهاجرين السريين إلي إيطاليا. وكان وزير الداخلية الإيطالي قد أكد في وقت سابق أن أكثر من 99% من المهاجرين السريين ينطلقون من السواحل الليبية، وذلك علي الرغم من طول المسافة الفاصلة بينها وبين السواحل الإيطالية. أهم الأسباب: البطالة والتشدد في منح تأشيرة العبور ولتناول موضوع الهجرة السرية من وجهة نظر المختصين في علم الاجتماع، اتصلت  الراية  بالدكتور المهدي مبروك وهو دكتور في علم الاجتماع بالجامعة التونسية.ويذكر أنّه صاحب  دراسة كاملة عن ظاهرة الهجرة السرية. وفي هذا الجانب قال الدكتور المهدي مبروك عن دواعي و أسباب تفشي ظاهرة الهجرة السرية في السنوات الأخيرة إنّ هناك أسبابا كلاسيكية و مألوفة مثل البطالة التي تصل إلي 15 بالمئة علاوة علي الانقطاع المبكر عن الدراسة و تنامي أعداد المتحصلين علي شهادات جامعية، هذا بالنسبة إلي الدول التي ينطلق منها المهاجرون غير الشرعيين.أما بالنسبة إلي دول الاستقبال فنلحظ اتساع السوق السوداء للعمل وصعوبة الحصول علي تأشيرات قانونية للهجرة وهو ما يشجع علي « الحرقان ». وأشار الدكتور المهدي مبروك إلي أنّه رغم عدم توفر المعلومات الإحصائية الرسمية إلاّ أنّ اليقين بتفشي ظاهرة الهجرة السرية أو ما يعرف بالحرقان ثابت. وهو ما يؤكد فشل الإجراءات الأمنية الزجرية أو القوانين المتشددة. وقد بلغ عدد الذين أوقفوا بتهمة الهجرة السرية خلال سنة 2007 حسب قوله مايناهز ال3500.أما الذين تم ترحيلهم بعد ايقافهم من السلطات الليبية سنة 2007 فقد فاق ال1300 شخص من بينهم 6 نساء تتراوح أعمارهم بين 20 و26 سنة. ويؤكد أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية المهدي مبروك أنّه في البداية كانت ظاهرة الهجرة السرية مقتصرة علي الذكور .لكن آخر المعطيات تؤكد أنّ الشريحة العمرية بصدد الاتساع فهي تصل إلي سن 15 سنة وأيضا ترتفع باتجاه الكهول وإلي سنّ 52 سنة.كما لوحظ تأنيث الظاهرة فقد تم إيقاف 10 فتيات كن ينوين الهجرة سرا. وقال إنّ القانون التونسي بعد تنقيح 2004 و المتعلق بتنظيم الدخول والخروج من البلاد يعتبر الأكثر تشدّدا في العالم إذ ينصّ علي تجريم الهجرة غير الشرعية بمختلف مراحلها واعتبارها جناية ومع ذلك تنامت الهجرة غير الشرعية بشكل ملفت وهو ما يؤكد محدودية المقاربة الأمنية وهو ما يستوجب البحث عن مقاربات أخري خاصة في ظل اتفاقية الشراكة بين تونس دول الاتحاد الأوروبي.ومن ثمة،من الضروري جدّا أن يتمّ اقحام مسألة الهجرة السرية إلي طاولة الحوار. ويذكر أنّ ظاهرة الهجرة السرية العالمية تعود إلي بداية التسعينيات و ترتبط  بالقانون السياسي الذي فرضت علي إثره ايطاليا التأشيرة علي الأجانب لدخول أراضيها نظرا لالتزامها باتفاقية شنقان في 1985 و التي انطلق العمل بها في 1990 كما رافق هذا القانون صعوبات اقتصادية ارتبطت بالباست البرنامج الإصلاحي الذي انطلق في نفس الفترة و الذي يقضي بإيقاف الانتداب في الوظيفة العمومية. مقاربات أمنية متشددة دون نتائج تذكر وبدوره يقول الدكتور حسان القصار أستاذ الديمغرافيا والعلوم الاجتماعية بجامعة تونس: »لقد تنامت ظاهرة الهجرة وتغيرت مواصفاتها.إذ يقدر عدد التونسيين خارج حدود الوطن بأكثر من مليون مهاجر أي مايعادل 10 بالمائة من مجموع الشعب 870 ألف منهم يتواجدون في اوروبا و600 ألف مهاجر شرعي في فرنسا.ويشكل التونسيون ثالث جالية طلابية أجنبية في فرنسا مع عشرة آلاف طالب مسجلين وفق أرقام رسمية. ويضيف القصار: » في أواخر الخمسينيات لم يكن في فرنسا أكثر من 4800 مواطن تونسي اغلبهم طلبة ومن الجالية اليهودية التونسية مع العلم أن تونس لم توقع أي اتفاقية مع أي بلد إلا سنة 1963 وهو أول اتفاق يتعلق ببنود الهجرة القانونية وهو اتفاق تونسي فرنسي ثم تتالت الاتفاقيات مع بلجيكا وألمانيا وايطاليا ثم الأقطار العربية ليبيا والسعودية والعراق. وانطلقت الهجرة الرسمية بشكل مكثف لفرنسا بداية من سنة 1967 لكنها توقفت رسميا سنة 1974 بعد أن أوقفتها فرنسا اثر أزمة البترول بعد حرب أكتوبر ولم تستأنف قانونيا منذ تلك التاريخ لكن الهجرة التونسية تواصلت عمليا أما الهجرة إلي ايطاليا فقد برزت أواخر الثمانينيات لعدة أسباب أبرزها العامل الاقتصادي وصعود الليرة الإيطالية وانخراط ايطاليا في منظومة الاتحاد الأوروبي ». وقال القصار إنّ تونس وفرنسا وقعتا في شهر ابريل الماضي علي اثر زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي لتونس اتفاقا أطلق عليه اسم « ادراة متفق عليه « لتدفق المهاجرين وهو أول اتفاق بين باريس ودولة مغاربية وسيفتح هذا الاتفاق سوق العمل الفرنسي أمام العمال التونسيين والذي حسب النص « يتمتعون بمهارات عالية أو يتقنون مهنا تنقصها اليد العاملة بفرنسا.كما ينص الاتفاق علي « تسهيل مرور حركة الأشخاص »بين البلدين من خلال إعطاء « عدد كبير »من تأشيرات الدخول الفرنسية مابين عام وخمسة أعوام. ويري الدكتور حسان قصار أنّ اتفاقية ساركوزي الأخيرة بتونس هي اتفاقية تنظيم للهجرة وليست تشجيع وهي محاولة لإيجاد قنوات للحد من ظاهرة » الحرقان ». (المصدر: صحيفة  » الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 26 فيفري 2009)


الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الجليل البدوي في حديث  لـ « مواطنون  » حول المنتدى الاجتماعي العالمي :

السياسات التي اعتمدتها النيوليبيرالية  في طريق مسدود ،والحركات الاجتماعية في تونس تعاني من حصار السلطة و استقالة النخبة و مرض الزعامتية والشخصنة لدى بعض مسؤولي منظمات المجتمع المدني …

 
التقاه :عادل الثابتي
انتظم أول مؤتمر للمنتدى الاجتماعي العالمي  في الفترة ما بين 25 و30 جانفي 2001 في مدينة بورتو أليغري بالبرازيل وقد أشرفت على تنظيمه مجموعات مشاركة في حركة العولمة البديلة وكان هذا النشاط بمثابة رد الفعل المنظم من قبل جمعيات المجتمع المدني في عديد بلدان العالم ضد تغول العولمة ومحاولة فرض إرادتها على العالم .خلال الشهر الفارط انعقدت الدورة الثامنة من دورات المؤتمرات التي يعقدها هذا المنتدى في مدينة بيليم البرازيلية في تزامن مع انعقاد مؤتمر دافوس بسويسرا للدول الرأسمالية لمزيد الإحاطة بمسار المنتدى الاجتماعي العالمي وأجندة العمل التي يتبناها الآن ،ومعرفة مدى انخراط العرب بصفة عامة  والمغاربة بصفة خاصة في هذا المسار، كان لنا الحوار التالي مع الدكتور عبد الجليل البدويعضو المجلس الإفريقي للمنتدى الاجتماعي الذي قدم مساهمات ممتازة في إطار الحوار الداخلي للمنتدى الإجتماعي العالمي والذي يعتبر أبرز الخبراء الأكاديميين الذي واكبوا –ولا يزالون – نشاطات وفعاليات هذا المنتدى سؤال :كيف تقيّمون مسار المنتدى الاجتماعي العالمي  إلى حد الآن ؟ جواب :أنا أعتبر أن مسار المنتدى الاجتماعي العالمي شهد تطورا هاما من الناحية الكمية والنوعية ،  فمن الناحية الكمية نرى أن أول منتدى اجتماعي عالمي قد انعقد سنة 2001 حضره ما بين 10 و15ألف مشارك في حين حضر آخر مؤتمر وهو الثامن في آخر شهر جانفي 2009 حوالي 133 ألف مشارك قادمين من 142 دولة أما من الناحية النوعية فإن هذا المنتدى تحصل على مصداقية هامة جعلت إثنين من المتحصلين على جائزة نوبل يحضران مؤتمر المنتدى في بومباي بالهند سنة 2004  وهما شرين عبادي الإيرانية  وخاصة الأمريكي جوزيف ستيغليتس المتحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد سنة 2001 وهو الذي كان رئيس مستشاري كلينتون ورئيس فريق الاقتصاديين في البنك الدولي والذي أصبح يكشف منذ 2001 –من خلال كتاباته –عن الدور السلبي للمؤسسات العالمية كالبنك الدولي (BM ) وصندوق النقد الدولي (FMI) وخاصة البرامج التي يقدمانها للبلدان النامية والمتسببة في كوارث كبيرة  وخلال سنة 2004 حضر أيضا مدير عام المكتب العالمي للشغل (BTI ) جيوان سوموفيا ( Juan Somovia ) وأخر من حضر في بيليم سنة 2009كان خمسة رؤساء لدول في أمريكا اللاتينية  هوغو تشافيز من فنزويلا  وايفو مورالس من بوليفيا ورفائيل كوريا من الإكوادور وفرنندا ليقو من البرغواي ولولا من البرازيل وتجدر الإشارة أن الرئيس البرازيلي حضر رغم عدم دعوته لحضور المؤتمر من قبل المنظمين لأنه يعاب عليه عدم التقدم في الإصلاح الزراعي  .كما ازدادت مصداقية المنتدى الاجتماعي العالمي من خلال الحضور المكثف للصحافة العالمية إذ حضر حوالي 6500 صحفي سنة 2005 في بورتوا ألاغري بالبرازيل الذين مثلوا وسائل الإعلام المرئية والسمعية وكذلك حضور رجالات السياسة بصفتهم الشخصية من نواب برلمانات ووزراء ورؤساء حكومات وكان آخرهم سيغولان روايال في بيليم بالبرازيل جانفي 2009    وتدعّمت أكثر مصداقية المنتدى الاجتماعي العالمي من خلال الأزمة الاقتصادية العالمية التي أعطت الحق للحركة الاجتماعية العالمية فيما يخص مسؤولية الإيديولوجية الليبرالية الجديدة  .واختياراتها في انهيار الاقتصاد العالمي الأخير الذي يذّكر بأكبر أزمة عالمية شهدتها الرأسمالية سنة 1929 تطور مصداقية هذه الحركة جعل دور المنتدى الاجتماعي العالمي يمر بمرحلة انتقالية والوضع الحالي يجعل الحركة الاجتماعية العالمية في فترة انتقالية فيما يخص أهدافها وعلاقاتها بالسياسة ونظرتها لعلاقة المشاغل والمتطلبات الحينية بالأهداف الاستراتيجية . سؤال : ولكن أقطاب الرأسمالية العالمية الذين اجتمعوا مؤخرا في منتدى دافوس  قالوا بأن الرأسمالية لازالت  قادرة على قيادة العالم نحو الرفاه ؟ جواب :هذا ادعاء قديم وليس جديدا ودائما النيوليبيرالية كانت تدعي أنها النظام القادر على نشر الرفاه في العالم ولدى جميع الشرائح الاجتماعية لكن قراءة حصيلة هذا الادعاء على أرض الواقع تنفيه تماما ،حيث أن السياسات التي اعتمدتها النيوليبيرالية أدت إلى ارتفاع البطالة وارتفاع التهميش والتراجع في جميع المكاسب الاجتماعية    وتفاقم التوزع غير العادل للثروة بين البلدان وبين الفئات الاجتماعية ،كما أن هناك تكرارا يكاد يكون مسترسلا للأزمات الاقتصادية المنتقلة منذ سنوات من قارة إلى قارة والتي أصبحت عامة منذ 2007 والتي تسببت في انهيار كلي للقطاع البنكي والمالي ولبعض القطاعات المنتجة كقطاع صناعة السيارات والبناء إلخ…. رغم هذه الحصيلة الادعاء ما زال قائم الذات فيما يخص نشر الرفاه.وهذا النشر يعتمد سياسات قائمة بالأساس على تأميم الخسائر وخوصصة الأرباح بما يعني أن المجموعة الوطنية في أي بلد مدعوة لتحمل ودفع تكلفة أزمة الرأسماليين من خلال تقديم الدعم المالي للبنوك والشركات المنتجة وعندما تكون هناك مرابيح فإنها تبقى لفائدة الخواص الذين عرفوا ولمدة فترات الانتفاع بعديد المنافع الجبائية والمالية والقمرقية والتي جعلت مسا هاماتهم في مداخيل الجباية للدولة دائمة التقلص منذ عشرين عاما .إذا اعتبرنا هذا تعميما للرفاه فبئس الرفاه، وهذا ما يجعل للحركة الاجتماعية تحديات جديدة وأمام نقلة نوعية في أهدافها وبرامجها لمواجهة هذا التمشي المعتمد من طرف كل البلدان المصنعة والنامية للتصدي للأزمة على حساب الشعوب . سؤال :ماهي هذه النقلة النوعية ؟ جواب :لمعرفة النقلة النوعية يجب التذكير بأهم المراحل التي مرّت بها الحركة الاجتماعية العالمية .بين 1999 تاريخ أحداث سياتل التي عرفت مواجهات بين مناضلي حركة المنتدى الاجتماعي الدولي والبوليس الأمريكي بمناسبة اجتماع مؤسسات عالمية (منظمة التجارة العالمية OMC )  و سنة 2001. كانت الحركة في هذه الفترة (1999-2001) حركة مناهضة للعولمة ورافضة لللبيبيرالية الجديدة وبرامج المؤسسات العالمية   وانطلاقا من 2001 تاريخ انعقاد أول منتدى اجتماعي في بورتو ألغري في البرازيل أصبحت الحركة تسمىiste Alter .Mondial(حركة بديلة للعولمة )قائمة على شعار « عالم آخر :ممكن  » « un autre monde est possible  »  وبين 2001 و2008 عاشت هذه الحركة فترة بوش وأوج النيوليبيرالية ،هذه الفترة جعلت الحركة الاجتماعية الدولية نشاطها على ثلاثة أهداف : 1- مواجهة اختيارات النيوليبيرالية والمؤسسات العالمية حيث ووجهت كل اجتماعاتها بالمظاهرات 2- مواجهة الحروب التي تسببت فيها ، فكل سنة أو سنتين يقود بوش حربا أو يساند حربا (إسرائيل – أثيوبيا – كوسوفو ) 3- تراجع المسألة الاجتماعية بصفة عامة على كل المستويات البشرية والبيئية الغذائية في خصوص العلاقة مع الجانب السياسي ،الحركة في صلب الفضاء السياسي دون ممارسة السياسة والنصوص المؤسسة للحركة الاجتماعية العالمية كالميثاق الصادر 2002/2003  والبيان الصادر سنة 2005 توضح التوجهات العامة لأن المنتدى الاجتماعي العالمي  لا يأخذ قرارات فهو ليس حزبا أو جمعية أو منظمة بل هو حركة وعملها استراتيجي (على المدى الطويل ) ولا يسمح للأحزاب بالحضور  على أساس عدم ممارسة السياسة لكي يكون عملا مشتركا ولا تقع الهيمنة عليه من قبل تيار سياسي .وهذا المنتدى هو شبكة توفر فضاء حوار والتقاء مواقف وبرمجة تحركات وتعبيرات .ويتمّ تنسيق فعاليات حول ملتقيات ستقع مستقبلا وليست هناك قرارات ملزمة .فالعمل على مدى طويل (استراتيجي) وليست هناك مواقف ملزمة لجميع المشاركين . أما الآن فالمسألة هي بصدد التغير بحكم : 1_  الأزمة الاقتصادية الحالية وقضية الخروج منها تتطلب من الحركة  تقديم مقترحات عملية عاجلة والدفع في اتجاه تبنيها وتكريسها .وهذا يجعل الأمر يتطلب إيجاد هدف آني بحكم انهيار الإيديولوجية النيوليبيرالية الجديدة باعتراف رؤساء عديد الدول الغربية التي تتكلم على مشروع إعادة بناء الرأسمالية هذه الفترة هي فترة مقترحات عملية بديلة نظرا لانهيار المنظومة التي كنا نناهضها ،فالهدف الاستراتيجي هو البديل الذي أصبح مسألة عاجلة 2_ المسألة الثانية التي تحتم النقلة النوعية هي أن بعض المنظمات غير الحكومية البارزة في الحركة الاجتماعية العالمية لعبت دورا سياسيا أساسيا في السنوات الأخيرة لتمكين بعض الحركات السياسية من اكتساب السلطة وهي تتعامل معها خاصة في أمريكا اللاتينية  وقد ربطت علاقات وثيقة مع الأنظمة الجديدة لدفعها نحو إصلاحات جوهرية تقطع مع الاختيارات النيوليبيرالية وهذا ما جعل المسألة السياسية تطرح بحدّة في السنوات القليلة الأخيرة وتتطلب إعادة النظر في علاقة المنتدى بالمسألة السياسية التي تطرح قضايا الدولة والتحالفات وافتكاك السلطة واعتماد البرامج التي تقطع مع أهم الاختيارات النيوليبيرالية .
 

عن مواطنون
 


الرئيس التونسي يصف إتحاد المغرب العربي بصمام أمن المنطقة المغاربية

 
تونس, تونس, 27 شباط-فبراير (يو بي أي) — وصف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إتحاد المغرب العربي بأنه خيار لشعوب المنطقة وصمام أمان لها، مؤكد أنه حتمية تاريخية وضرورة حيوية ومصيرية . واعتبر الرئيس التونسي في حديث نشرته اليوم الجمعة مجلة المغرب الموحد في عددها الأول الصادر بتونس، أن الأقطار المغاربية تواجه جميعها تحديات داخلية وخارجية، و أنها لا تقدر على التعامل مع المتغيرات الدولية من موقع الفعل والمبادرة إلا وهي موحدة ومتضامنة. وتأسس إتحاد المغرب العربي في السابع عشر من فبراير/شباط 1989 ليكون تكتّلا اٍقتصاديا،وهو يتألف من خمس دول هي تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا. وتعطلت مسيرة هذا الإتحاد منذ العام 1994،ولم تُعقد قمة لرؤساء دوله منذ ذلك التاريخ بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء، وبشكل خاص الخلاف المغربي-الجزائري حول الصحراء الغربية. واعترف الرئيس بن علي بأن مسيرة البناء المغاربي تعرضت إلى شيء من التعثر نتيجة بعض العوامل الظرفية،ولكنه اعتبر أن ذلك لا يجب ألا يحجب حقيقة الخطوات الكبيرة التي تم قطعها منذ إعلان قيام إتحاد المغرب العربي وفي مقدمتها الهياكل السياسية والمؤسسات التي وقع تركيزها في المجال. ودعا إلى تضافر الجهود من أجل إدخال المواثيق والاتفاقيات المغاربية حيز التنفيذ حتى يقوم البناء المغاربي الموحد بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية، ويتسنى الانتقال إلى طور جديد يُزال فيه القائم من الحواجز. وحذر من أن أي تأخير في استكمال بناء إتحاد المغرب العربي له كلفته على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ذلك أن استقرار الدول ومناعتها وازدهارها تتوقف إلى حد كبير على مدى اندماجها في محيطها. كما أن عدم بروز تكتل مغاربي قوى ومتماسك يحد من قدرة الدول المغاربية على مواجهة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، ومن تأثيرها الإقليمي والدولي، باعتبار أن عدم الاندماج يضعف قدرتها التفاوضية مع بقية التكتلات الأخرى. أما بالنسبة إلى الكلفة الاقتصادية، فقد أشار الرئيس التونسي إلى أن غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي يفوت علي دول المنطقة فرصة نمو سنوي في حدود 2%، إلى جانب بقاء نسبة المبادلات التجارية بين الدول المغاربية ضعيفة حيث لا تتجاوز حاليا 4% من مجموع المبادلات مع الخارج. يشار إلى أن مجلة المغرب الموحد التي صدر عددها الأول اليوم ، هي فصلية مستقلة جامعة تصدر من تونس عن دار النشر للمغرب العربي، ويرأس هيئة تحريرها اسماعيل بولحية الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين التونسية المعارضة. وتعتبر فصلية المغرب الموحد المجلة الثانية التي ترخص لها السلطات التونسية خلال هذا الشهر، بعد مجلة رؤى الثقافية التي أصدرها الإعلامي والبرلماني التونسي رضا الملولي.
(المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي) بتاريخ 27 فيفري 2009)
 


البنك الإفريقي للتنمية يمول انجاز مطار بشرق تونس
 
تونس 27 فبراير شباط /رويترز/ قال البنك الافريقي للتنمية اليوم الجمعة انه أقرض شركة تاف التركية 70 مليون يورو لتمويل انجاز مطار بشرق تونس. وفازت تاف التركية العام الماضي بعقد بناء واستغلال مطار النفيضة الواقع على بعد 40 كيلومترا بين مدينتي سوسة والحمامات وهما من ابرز اقطاب السياحة في البلاد بتكلفة تبلغ 540 مليون دولار. وقال البنك الافريقي للتنمية ان //المشروع يتمثل في بناء واستغلال مطار النفيضة الدولي الذي ينتظر ان تبلغ طاقة استيعابه 7 ملايين مسافر سنويا اضافة الى استغلال وتحسين مطار المنستير أيضا//. وقالت مصادر حكومية هذا الاسبوع انه من المنتظر ان يكون مطار النفيضة جاهزا للاستغلال خلال شهر اكتوبر تشرين الاول هذا العام. وتتوقع تونس ان تبلغ طاقة استيعاب مطار النفيضة خلال عام 2020 نحو 20 مليون مسافر سنويا. ويتكون المطار من محطة جوية تبلغ مساحتها المغطاة 75 الف متر مربع ومدرج للطائرات طوله 3600 متر وعرضه 60 مترا مما يساعد على استقبال الطائرات كبيرة الحجم و32 مربضا للطائرات.
(المصدر: وكالة (رويترز) للأنباء بتاريخ 27 فيفري 2009)
 
 


تونس تحتضن مؤتمرًا لجمعيات طلبة الطب

 
أمال الهلالي من تونس:تحتضن تونس من 3 لغاية 9 مارس المقبل المؤتمر السنوي الثامن والخمسين للجامعة الدولية لجمعيات طلبة الطب وتعد تونس ثاني بلد عربي وإفريقي ينال شرف تنظيم هذه التظاهرة العالمية بعد جمهورية مصر العربية. وقد أعلن القائمون على هذه التظاهرة وعلى رأسهم الشاب محمد علي بن شهيدة رئيس الجمعية التونسية للأطباء الداخليين وطلبة كلية الطب بتونس أن تونس ستستضيف 800 طالب من 80 دولة في العالم من خمس قارات سيلتقون في اكبر تجمع للطلبة لمناقشة عدة قضايا تخص ميدان الطب ومناهجه التعليمية. من جهته بين ملحم أبو علاون رئيس الاتحاد الدولي لروابط طلاب الطب لإيلاف أن الجامعة الدولية التي اتخذت من جنيف مقرا لها تهدف منذ تأسيسها سنة 1951 هدفها ربط الصلة بين طلاب العالم بعد الحرب العالمية الثانية وينضوي تحت لوائها حاليا مايزيد عن المليون ومائتي ألف طالب طب من 95 دولة من العالم. من بينها 14 دولة عربية على غرار تونس وليبيا ومصر والسعودية والكويت وفلسطين ولبنان والإمارات… وفي مايتعلق بنشاطات الجامعة الدولية بين أبو علاون أنها تندرج ضمن 6 لجان أساسية: لجنة الصحة العامة وتقوم بنشاطات تحسيسية ووقائية عامة على غرار مكافحة التدخين عند الشباب والأمراض المعدية وغير المعدية ولجنة الصحة الجنسية ومرض السيدا وهي لجنة حديثة التأسيس بالنظر لتفاقم حجم وانتشار المرض في العالم وتعنى أكثر بالوقاية وتوعية طلاب المدارس والجامعات بخطورة هذا المرض وآثاره المدمرة والصحة الجنسية بشكل عام كذلك لجنة التعليم الطبي وتهتم بدراسة وإعادة صياغة المناهج الدراسية المتبعة في كليات الطب في العالم ومحاولة تقريبها ولجنة حقوق الإنسان تهتم أكثر بحق الإنسان في الحياة بدون الدخول في الشق السياسي ولجنتان تعنيان بالتبادل الطلابي في العالم حيث يفوق عدد طلاب الطب الذين يسافرون في مابينهم ال 10 آلاف طالب ويزاولون نشاطهم الطبي في مستشفيات متفرقة من العالم. ويقومون ببحوث على نطاق عاملي كما يقع نشر بحوثهم في مجلات طبية معروفة. موارد الجمعية متأتية من الاشتراكات التي تدفعها كل دولة مشاركة و عضوة في الجمعية تدفعها حسب الدخل القومي لكل دولة فضلا عن تلقيها لمساعدات في شكل هبات من جمعيات ومنظمات عالمية غير حكومية على غرار منتدى الأطباء العالميين ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف واليونسكو. وبخصوص المشاركة السعودية لطلبة كليات الطب بالمملكة العربية بين محدثي انه رغم حداثة انضمام هذه الأخيرة سنتين فقط للجامعة الدولية غير أن عدد كليات الطب السعودية بلغ 11 جامعة ممتدة على كامل أرجاء السعودية ويقومون بنشاطات هائلة على مستوى الصحة العامة فضلا عن إقامتهم للتبادل الطلابي. وفي مايتلعق بالدور الطبي للجامعة خاصة في ظل استمرار العدوان الاسرائلي على القطاع بين محدثي أن كل لجنة طبية متواجدة في كل دولة من العالم تقوم بتبرعات مادية يقع إرسالها لصندوق المنظمة العالمية لجمعيات طلبة الطب التي ترسلها بدورها لمنظمة الاونوروا مبينا أن الحملة لازالت مستمرة من طلاب كليات الطب. ولاسيما طلاب كلية الطب الإسرائيليين والفلسطينيين الذين عملوا على التنسيق في مابينهم بهدف ضمان إدخال ووصول المساعدات إلى غزة. (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 27 فيفري 2009)


صدور العدد الأول من مجلة /المغرب الموحد/

 
تونس 26 فيفري 2009 (وات) –صدر العدد الاول من مجلة « المغرب الموحد » الفصلية المستقلة الجامعة التي تصدر من تونس عن دار النشر للمغرب العربي. وقد وشحت المجلة عددها الاول بصورة الرئيس زين العابدين بن علي الذى خص هذا المولود الإعلامي بحديث أكد فيه بالخصوص ان اتحاد المغرب العربي خيار استراتيجي بالنسبة الى تونس وهو كذلك خيار شعوب المنطقة وصمام امانها في خضم ما يحدث في عالم اليوم من تحولات ومتغيرات لا تقدر دول المنطقة على التعامل معها من موقع الفعل والمبادرة الا وهي موحدة متضامنة. وخصصت المجلة حيزا هاما للحديث عن مسيرة البناء المغاربي سيما منذ بعث الاتحاد والانجازات التي تحققت على درب بناء هياكله ومؤسساته مقدمة لمحة عن اعلان مراكش وعن الاتفاقيات والبروتوكلات المغاربية . كما تضمن هذا العدد ملفات اخرى حول « اوروبا والمنطقة المغاربية: مصالح قوية تدعم المشروع المغاربي » و »الشراكة التركية المغاربية:الواقع والافاق » و »إدارة أوباماك: آفاق علاقة الولايات المتحدة الامريكية مع العالم العربي » الى جانب لقاءات مع مسؤولين من مختلف البلدان المغاربيين وورقات تحليلية تناولت حصيلة مسيرة الاتحاد المغاربي وآفاق تقدم البناء المشترك. وتضم هيئة تحرير المجلة التي يراسها السيد اسماعيل بولحية مجموعة من الشخصيات السياسية والفكرية الوطنية. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – حكومية) بتاريخ 26 فيفري 2009)

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 557 على موقع تونس نيوز  عـيــد مـيــلاد
بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي في أعز الذكريات وأعمقها في نفسي ووجداني وأسرتي، أواصل نضالي الوطني بنفس العزيمة  
 
لكل إنسان على وجه الأرض منذ أبونا آدم عليه السلام إلى آخر حياة الإنسان ونهاية الدنيا لكل إنسان ذكريات ومواعيد ونجاحات وأعياد وأفراح وطبعا نكسات وإخفاقات وأطراح ومحن وشدائد. وتلك سنة الله في خلقه. قال الله تعالى وتلك الأيام نداولها بين الناس صدق الله العظيم. وقد عشت شخصيا 6 عقود و8 أعوام، 68 سنة مليئة بالمحن والشدائد والنضال والتضحيات والكر والفر وكذلك بالنجاحات والأفراح والانتصارات والمواقف وأجواء الأفراح لنجاحات الأبناء في تعليمهم العالي. واليوم 27/2/2009 نحتفل بذكرى عزيزة من حصاد العمر ونراجع فيها النتائج والحصاد وما حصل طيلة هذه المدة التي مرت بسرعة من الطفولة إلى الشباب والكهولة واليوم في مرحلة الشيخوخة المعافاة والحمد لله، حصاد ونتائج على كل عاقل وصاحب عقيدة أن يستخلص العبر وماذا قدم للوطن وللشعب لأن الحياة رسالة ونضال وجهاد ومواقف وتضحيات وصمود وصبر ومحن وأيادي بيضاء. وصدق رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى الذي قال المرئ حديث بعده أي ما قدمه من أعمال خيرية وخدمات اجتماعية وانجازات ومنافع للناس وخدمة لضعاف الحال والفقراء وبصماته في شتى مجالات فعل الخير والواسعة والغزيرة والمتنوعة والشاملة. وكم من صديق وأخ وقريب وصهر وابن العم وزميل غادر الدنيا ورحل وترك مشاريع وبصمات وأعمال خيرية وذكر طيب وخصال حميدة ومواقف خالدة لن تمحى أبد الدهر وتلك هي الأعمال الخالدة والتي تبقى راسخة في العقول والقلوب وتدوم بعد رحيل صاحبها، ولماذا لم نفكر في هذا الحصاد والنتائج التي لن تنمحي بعد الرحيل نرجو من الأعماق أن نتدبر ما جاء في هذه الرسالة رقم 557 المؤرخة في 27/2/2009 بعد كتابة 556 رسالة سابقة لها أكثر من معنى ومغزى وبعد أخلاقي وسياسي واجتماعي وثقافي وديني ووطني ووضعت جلها في كتابي بعنوان الوفاء الدائم كمرجعا هاما ومفيدا لأبنائي وأحفادي وأسرتي الواسعة وأهلي وأقاربي وأصدقائي وأحبائي وكل المناضلين الأوفياء المخلصين وعددهم هام على وجه الأرض. وكتابي المحبوس هو مرجع هام لماذا نخفيه ولماذا نسعى لحجزه وحبسه طويلا وعندما نطرق الأبواب لم نسمع النداء ولم نسمع الجواب ولم نظفر بالإجابة، ختاما نطرق أبواب كبرى ونبادر بتوجيه الرسائل العميقة والنبيلة والجريئة لرمز البلاد طبعا بعد أن طرقنا كل الأبواب…. وبعد التجربة والخبرة طيلة 55 سنة في مدرسة النضال الوطني والتشبع بروح الوفاء والنضال والروح الوطنية العالية والاقتداء بسلوك الزعماء وعقيدة الشهداء وأخلاق الأوفياء وصمود الأبطال وجرأة الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة رحمه الله والرجال البررة بعد هذه الجولة التاريخية النضالية قررت أن أطرق أبواب رئاسة الجمهورية أملا أن أظفر بالعناية وكريم الرعاية واللفتة لمشاغل هامة طالما انتظرت تحقيقها وهي كما أسفلت في مقدمة الرسالة وهي من أعماق الإنسان المؤمن بخدمة الشعب والذي له رسالة إنسانية في هذه الحياة الدنيا وقد استعملت كل الوسائل العصرية النظيفة لإبلاغ صوتي بحرية وكان خياري الأول توجيه رسائل عن طريق البريد المضمون لكن دون جدوى… ثم اخترت طريقة المراسلات السريعة عن طريق الفاكس العصري الرقم الذي يعطيك في الختام رقم 7. لكن منذ عام 1998 لم أظفر على رد أو إجابة لحد الساعة 10 أعوام كاملة من 1999 إلى 2009. وبعد أن اخترت نشر رسائل مفتوحة هامة للتاريخ وكانت على غاية من الوضوح والصراحة والشفافية والتربية والأخلاق والوطنية والشجاعة والجرأة والاسم الكامل وطرح كل المشاغل بطريقة حضارية متطورة وآداب ولطف وشمولية وأخلاق عالية ومشكورا موقع تونس نيوز أتاح لي الفرصة الثمينة كي أكتب وأقترح وأوضح وقد نشر كل الرسائل المفتوحة بصدق وأمانة صحفية وبوضوح تام لكن هذه الرسائل الهامة والتاريخية لم أحصل وأظفر بأي رد أو تعليق أو دعوة أو إجابة خاصة الرسائل الأخيرة من 516 إلى 556 فضلا على الرسائل التي نشرتها في كتابي بعنوان الوفاء، الدائم للرمز والزعماء والشهداء وأهديت منه نسخة إلى سيادة الرئيس يوم 29/70/2008 وختاما أهديت كتابا يحتوي على سبعة مقالات من 550 إلى 556 وسلمتها مباشرة إلى المصلحة المكلفة بقبول الرسائل الموجهة إلى سيادة الرئيس بقصر الجمهورية بقرطاج وذلك يوم السبت 21/02/2009 في يوم 7777 على التغيير وبعد هذا السرد لوقائع محاولاتي قصد الاطمئنان على رسائلي هل وصلت إلى رمز البلاد أم ماذا ومع ذلك فإني بعد هذه الخطوات والمحاولات أعتقد بكل صدق أن حيرتي تتضاعف وقلقي يزداد يوما بعد يوم نتيجة هذا الصمت الرهيب وعدم الرد عن الرسائل التي هي مظهر حضاري من حقوق الإنسان وفي العالم المواطن محترم في أمريكا وفرنسا وكندا وألمانيا وبلجيكا وقوله مسموع وصوته قوي ورسالته تصل إلى أعلى الهرم بأمانة ويقع الرد عليها وهذا حصل لي وتلقيت الرد من رئيس جمهورية فرنسا على حقوق والدي المرحوم رحمه الله. لماذا في بلادي الرسائل معتمة والصمت هو سيد الموقف ولماذا هذا التجاهل من طرف من يسعى إلى إخفاء الحقائق على رئيس الدولة وهذا نتج عنه أشياء خطيرة عدم الرد من طرف المسؤولين في المراكز الهامة وإن الشكوك تخامرني بأن رسائلي لم تصل إلى، رئيس الدولة مباشرة وخاصة الرسائل الأخيرة من 550 إلى 556 وقد عودنا الرئيس منذ عام 1992 إلى 1999 بالعناية والاهتمام برسائلنا وهذا ما عشناه، لغز سر إخفاء الرسائل لا أفهمه لكن قلمي لم يشيخ ولم يرتاح بعد مرور 68 سنة على فترة حياتي نحقق ما كتبته طيلة أعوام في 557 مقالا ورسالة مفتوحة من الوجدان والأعماق وما جاء في الرسالة 555 فيه الكفاية ولا نحتاج إلى إشارة من الخارج وأبناء الوطن هم أولى وأجدر بالنصح والإرشاد والإشارة و لأنهم أصحاب الدار ولهم رأس مال كبير في الدار. قال الله تعالى :  » وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » {صدق الله العظيم}. محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي والتنموي الهاتف : 22.022.354  

 


موتوا بغيظكم.. يعيش جمال عبد الناصر رسالة الى أحمد  » مسعور » المفتري على العصر,  الحاقد على التاريخ :

فائزة عبد الله / تونس  

 
وعندما يسألنا أولادنا من انتم ؟ في أي عصر عشتم في عصر أي ملهم نجيبهم : في عصر عبد الناصر اللّه . . . مااروعها شهادة ان يوجد الانسان في زمان عبد الناصر – نزار قباني – من الجناح الغربي للوطن العربي , ومن تونس العروبة تحديدا . اخط اليك هذه الرسالة التي استهلها بداية باحاطتك علما أني والميئات ان لم اقل الالاف من الجماهير العربية في تونس قد قررنا مقاطعة برنامجك نهائيا , بعد ان تأكد لدينا وبما ليدع مجالا للشك , مدى الشبهة التي تحوم حول ماتطرحه من مواضيع موصوفة بالكذب والافتراء والبهتان . فعدى عن كونها تمثل أفكا واعتداءا صارخا على منارة تاريخية مثّلت علامة فارقة في تاريخ امتنا الحديث , فهي عدوان أثيم على فكرنا ومشاعرنا ووجداننا وانتمائنا القومي الأصيل الى الأمة التي أنجبت   – جمال عبد الناصر –  الابن البارّ والقائد الفذ الذي قدم لها من العطاء والنضال والكرامة والعزة والتقدم , وفي ظرف لايتجاوز العقدين من الزمن , مالم تستطيع كل الجهات التي تقف خلفك مجتمعة ان تقدمه ؟ وقد مضى على تاريخ  » إنشائها  » مايقارب القرن من الزمن ؟ ولاغرابة ان تتناسق وتتقاطع أطروحاتها الحاقدة التي بدت جليّة من خلال توظيفك في هذا الإطار, وأنت تتعرض  » لقراءة  » مرحلة يشهد العدو قبل الصديق إنها مثّلت نقلة نوعية بكل ماتعنيه الكلمة , ليس في تاريخ – مصر – فقط , ولافي تاريخ الأمة العربية فحسب , وإنما في تاريخ الكثير من شعوب العالم ولك ان تبحث في ذلك من أقصى الهند .. الى تخوم إفريقيا .. حيث كانت ثورة 23 يوليو المجيدة الشعلة التي أوقدت وهج التحرر من الاستعمار والرجعية والتخلف والجهل في أكثر من مكان ¸ وكانت تلك الثورة بحق مقدمة لانتصار الأمة على أعدائها , لولا ماتعرضت له من عدوان وغدر وحصار وانقلاب على يد أعوان الاستعمار وعملائه من الخونة والمرتزقة والمرتدين وضعاف النفوس ( ولنا الاسماء كاملة ) بما فيهم بعض مجنّديك , لما تجرأت أنت وغيرك على الافتراء والتطاول على حرمة التار يخ , ومقام الشهداء , ممن قدموا جهدهم وفكرهم ونضالهم وحياتهم مهرا وضريبة غالية لحرية وطنهم وامتهم , وحين قضوا وغادروا هذه الدنيا , قضوا وهم وقوفا كالاشجار, لم يهنوا , ولم يتنازلوا , ولم يساوموا على حريتهم , ولم يستسلموا لعدو, لم يصالحوا , ولم يفاوضوا, ولم يعترفوا , ولم يطبعوا معه. لذلك كله بقوا حاضرين في حياتنا أكثر مما كانوا أحياء, ولذك كله  لم ولن تفلح كل الحملات المأجورة والمسعورة في النيل من مسيرة نضالهم ومن نقاء تاريخهم وسموّ عصرهم , وعلى راسهم جمال عبدالناصر الذي تبكيه جماهير أمته اليوم بدل الدموع دماء . واني اتحدّاك يا احمد يا………. ان تقوم باستفتاء على الهواء مباشرة ؟ تترك فيه للمشاهد ليس في الوطن العربي فحسب , ولاحتا في المهاجر , ولكن حيث  يوجد أحرار العالم , من فنزويلا حيث  » تشافيز » الذي كان أشجع من كل الحكام العرب بما فيهم من طبلت لهم في برنامجك سيّء الذكر , وهو القائل باعتزاز وفخر :  » لقد تربيت على صوت عبد الناصر.. أنا عربي ناصري  » ووصولا الى لندن حيث تتصدر صورة لعبد الناصر(أطول من قامتك ) منزل البرلماني والمناضل الحر  » جورج غالوي » الذي قال ذات مرة في حديث متلفز :  » إنني انحني إجلالا لصاحب هذا الاسم  , وكان يقصد جمال عبد الناصر, لأنه رجل خدم أمته , عاش حرا ومات حرا « , ان يقول رأيه بحرية  , ودون ان تقصيه من جهتك اوتتدخل بتلك الطريقة الفجة واللغة المتخشبة التي تتعامل بها مع « ضيوفك وكأنهم تلاميذ عندك في الصف الأول ؟؟ . وسوف تدرك آنذاك ماذا يعني جمال عبدالناصر القائد والإنسان والمشروع , بالنسبة للشعب العربي , ولكل أحرار العالم . ومع ذلك دعني أقدم لك ولأمثالك كشف الحساب هذا, لعلك تتعلم وتعرف ان كنت لاتعرف , ولا يعرفون ؟؟ ماذا قدم عبد الناصر لامته , وماذا قدمت ثورة 23يوليو لنا كجماهير عربية من المحيط الخليج : – لقد عاش جمال عبد الناصرارهاصات النضال في وطنه منذ ان كان طفلا في الصف الا عداي وهو يرى المستعمر يدوس على حرمة أرضه ويسفك دماء شعبه ويغتال فيه الأمنيات الجميلة , وحين شب عن الطوق , حضرت فلسطين في خاطره وفي فكره وفي  دمه بقوة , وفي الفالوجة وهو محاصر هناك تعلم ووعى مامعنى ان يكون الوطن كله محاصرو مستباح ,بين عدو خارجي يغتصبه وينتهك حرماته ومقدساته وبين عدو مستبد في الداخل غارق في بحر ملذاته وأهوائه , والشعب بين هذا وذاك يعاني من العبودية والحرمان والقهر والتخلف . فكانت تلك التجربة بكل ماحملت من معاناة مؤشرا على بداية الطلق  في انتظار ان تدق ساعة الولادة , ومن رحم الأمة ولدت ثورة 23 يوليو سنة 1952 بقيادة جمال عبد الناصر وكوكبة من الضباط الأحرار, وتقدمت على طريق التحرير والنصر , وخاضت المعارك تلو المعارك . فكانت معركة الثورة ضد الاستعمارواعوانه أولى المقدمات التي قادت الى ماتلاها من حلقات . – معركة حلف بغداد , ومعركة الحلف المركزي , ومعركة إيزنهاور, ومعركة الحلف الإسلامي المزيف . – معركة استخلاص الإرادة القومية والتصميم على تحطيم مناطق النفوذ الاستعماري والخروج بالأمة العربية الى المجتمع الدولي  » شريكا في صنع الحرية  » وما تلاها من دخول في معركة كسر احتكار السلاح سنة 1955 , ومعركة التنمية من اجل الحياة التي قادت الى تأميم قناة السويس وخوض معركة بناء السد العالي , وأنجزت بنائه ودحرت العدوان الثلاثي سنة 1956 , وأممت جميع الممتلكات الفرنسية والبريطانية بعد العدوان لصالح الشعب العربي في مصر, وأنجزت أول وحدة حقيقية في التاريخ العربي الحديث , ووضعت قانون الإصلاح الزراعي الذي أعاد للفلاح المصري حقه في امتلاك أرضه .   ولم يكن ذلك المدّ النضالي في داخل القطر – مصر- ونتائجه البيّنة , ليمنع ان تتوسع دائرته وتشمل عمقه العربي الذي كان إعلان استقلال السودان أول بشائره. وعلى اثر ذلك تصاعد المد القومي وشهدت حركة التحرر العربي قمة ازدهارها وانتشارها , فتأجّجت الثورة في الجزائر بدعم ومساندة من مصر الدولة المركزية , وفي اليمن كانت الثورة ضد التخلف والرجعية قد بلغت مداها بخروج الانجليز من جنوبه وتحرير عدن وطرد بريطانيا من كل الأقطار العربية شرق السويس , وتصفية القواعد الأجنبية من جميع الارض العربية . حيث طالب عبد الناصر بأن تكون ارض العرب للعرب, وبان تكون ثروات العرب للعرب, ونفط العرب للعرب. وكان تأميم قناة السويس بداية ليؤمم العرب بترولهم .. ولم تتوقف معارك عبد الناصريوما واحدا في الدفاع عن شعبنا العربي عموما , وجماهير امتنا في فلسطين على وجه الخصوص . كان عبد الناصر يخوض المعارك تلو المعارك وفي كل ذلك الخضمّ كان دائما يمتلك القدرة على ان يقول لا , وقد قال لا رفضا لشروط الرأسمالية الأجنبية حين أرادت ان تقرن مساعدتها له في بناء السد العالي بالتبعية , وقال : لا في معركة كسر احتكار السلاح رفضا لانحيازه  ضد المعسكر الاشتراكي . ولم يكن عبدالناصريقول لا  » مشاغبة  » ولكن لان ثورة 1952 التحررية التي كان يقودها كانت في مرحلة مواجهة الاستعمار الجديد (التبعية ) وكانت كل قيمتها كثورة تحرريّة متوقفة على مقدرتها على ان تقول (لا) رفضا للتبعية وقد قالها عبد الناصر , ولم يتوقف عن قولها حتى في أحلك لحظات العدوان سنة 67 لم تستطيع « الهزيمة » وخسارة تلك الجولة من المعركة ان تكسر إرادة القائد الذي تحمل بشجاعة الفرسان وأخلاقهم النبيلة , مسؤولية ما حدث . وقدم نفسه للجماهير مسئولا عن ما حصل متحملا وزر الخطأ , وقابلا بحكمها عليه وهي سابقة لم يحدث ان حصلت لا في التاريخ العسكري ولا في التاريخ السياسي  كله . ولم تكن تلك الجماهير اقل نبلا وشجاعة من قائدها التي خرجت في أمواج بشرية عارمة يومي 9 و10 حزيران  1967 لتعيده بكل الوفاء والحب والاقتناع الى مركز قيادتها إدراكا منها انه القائد الوحيد  القادرة ان تواصل معه خوض معارك تحرّرها . وبالفعل , كانت معركة إزالة آثار العدوان هي المحكّ الصحيح التي اثبت للأعداء قبل الأصدقاء, ان العدو قد ينال منك ويهزمك في حالة واحدة , حين يتمكن من كسر عزيمتك او احتلال إرادتك , وعبد الناصر كان من صنف الرجال الذ ين ليكسر لهم عزم ولتحتل لهم إرادة . وهو مااثبتته الوقائع , وحفره التاريخ بين دفات  تلك المرحلة من العصر التي لتترك  من جهتك « فرصة  » تمر الا وتنتهزها بالإساءة إليها تقوّلا وافتراءا الى درجة الحقد , وهي ملامح نلحظها كمشاهدين مبثوثة على وجهك كلما ورد على لسانك ذكر عبد الناصر الى درجة إني صرت المس ان المسالة باتت متعلقة بعقدة لديك , الشيء الذي أفقدك نزاهة وحياد  » الصحفي ومقدم البرامج  » الذي من ابسط أبجديات عمله , ان يكون نقطة وصل , لا أكثر بين الموضوع وإطرافه وعناصره . وهوماتقوم أنت بعكسه تماما الى درجة انك جعلت من ضيفك الذي بدا هو الأخر مأزوما كمن يبحث عن التوبة في الربع ساعة الأخير من حياته ,  شاهد زور, يكاد يردد بالحرف الواحد ما تستبقه به من قول وإيحاء ؟  فمرة تحاول ان توحي ان عبد الناصر مسئول عن كل كوارث الدنيا ,  » بمافيها توسع ثقب الأوزون ؟؟  » ومرة اخرى تصفه بالدكتاتور المستبد بخصومه السياسيين (وان كنا نعرف مراميك ومن وضّفوك لهذا الدور) وثالثة تنكر وتتنكر بكل صلفك البائس , الموقع الأثير الذي يتبوأه هذا القائد الانسان  في فكر ووجدان الملايين من أبناء أمته وأمم اخرى لتربطه بها علاقة عرق أودين , ولأتذكر له شيئا من مزاياه الكثيرة . واني أذكرك هنا فقط , ان كنت قد نسيت او تتناسى , انه لولا عبد الناصر ولولا ثورة 23 يوليو المفترى عليهما , لما تمكنت أنت وغيرك من أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة , ليس في مصر فقط , ولكن في كل الوطن العربي من حق مجانية التعليم وحق امتلاك الارض  وحق مجانية العلاج والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن البسيط  والغلبان الذي أنصفه عبدا لناصر وانحاز إليه ورفع رأسه , وهاهو اليوم يعود الى القاع , حيث تقف – مصر- على حافة الانفجار ,  وهي تحلم مجرد حلم ان تعيش مجدّدا يوما واحدا من أيام الثورة وأيام عبد لناصر؟ والله لقد سمعت هذه الأمنيات تتردد على لسان اغلب من التقت بهم من أبناء الشعب هناك حين زرت مصر في السنة الفارطة , من أول سائق سيارة الأجرة .. الى الدكتور المدرس في الجامعات , كلهم تأكلهم الحسرة , ويهزهم الحنين الى عصر عبد الناصر. فهل أنت في علاقة بشعبك ومواطنيك ؟ أم انك تغمض عينيك عن هذه الحقائق ولتفتحها الا على رؤية شبيهة بما ينضح به الفكر والصلف والحقد الصهيوني على هذا القائد الرّمز , لقد ذكرني ما دارفي  » برنامجك شاهد على العصر  » بمعية  » جمال حمّاد  » بما قالته « غولدمائير رئيسة حكومة الكيان الصهيوني سابقا  » ذات مرة :  » أمران يقضّان مضجعي , وجود عبدا لناصر , وسرعة النموّ الدّيمغرافي لدى العرب ؟؟  » .. وسيبقى عبدا لناصر على الدوام  شئت أم أبيت , القائد والتاريخ  والمستقبل الذي يقض مضاجع الأعداء ومن تبعهم ومن والاهم . ورحم الله ذلك الرجل الأشم ورفيق درب عبد الناصر – حسين الشافعي  – الذي عرف كيف يضعك في حجمك الحقيقي ويحشرك في الزاوية كتلميذ خائب , عندما حا ولت ان تتطاول في حضرته على بناة التاريخ  وتتقوّل على عصر الثورة وقائدها ومنجزاتها الرائدة , ناهرا إياك ومحذرا لك من ان تتمادى في وقاحتك , فانحسرت أمامه وأمام ملايين المشاهدين , مطلقا تلك الضحكات الصفراء , كأفكاركم وكتبكم وبرامجكم وأوراق خريفكم الذي لم ولن يزهر أبدا لأنه مبني على الافتراء والكذب. وكم كانت خيبتك شديدة آنذاك  » يا احمد………… » لكنك اثبت في كل مرة انك لاتتعلم من أخطائك , لأنك لا تقرأ التاريخ , وحتى ان قرأته ,  » فانك تقرأه بعيون وفكر وفهم صهيوني محض » .


‘روائح ماري كلير’ للحبيب السالمي: هشاشة الحب والعلاقة بالآخر من خلال التفاصيل

 
التيجاني بالطيب (*)

تحتمل ‘روائح ماري كلير’ للروائي التونسي الحبيب السالمي (دار ‘الآداب’ بيروت) وهي الرواية المغاربية الوحيدة التي نجحت في دخول القائمة القصيرة للروايات المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)، اكثر من قراءة وذلك لثراء عالمها وتنوع مناخاتها واشكالية الثيمة التي تقاربها. وبالرغم من ان موضوعها كما ورد على الغلاف هو ‘قصة حب في كل مراحلها منذ لحظة تبادل النظرات الأولى وصولاً الى الانفصال مروراً بما يحكم العلاقة بين رجل وامرأة من غموض وتعقيدات وارباكات تفضح هشاشة هذه العلاقة’ وبالرغم ايضاً من ان الروائي والناقد صلاح الدين بوجاه بنى قراءته للرواية التي نشرها في مجلة ‘الحياة الثقافية’ عدد ايلول (سبتمبر) 2008 على ثيمة الجسد وحضوره ودلاته وعلى ما يسميه ‘المناطق المبهمة في كيان الذات البشرية’ الا ان ثيمة الهوية التي سبق ان اشتغل عليها السالمي في بعض رواياته وخصوصاً في ‘حفر دافئة’ و’متاهة الرمل’ تشكل في رأيي قاعدة ‘روائح ماري كلير’ وعمودها الفقري. ان اشكالية الهوية وكل ما يتعلق بها محفوفة بـ’المخاطر’ ومشحونة بشتى الآراء والمواقف والتساؤلات المتضاربة لأهميتها وثرائها من جهة ولتشعبها وتعقيداتها من جهة أخرى. لكن السالمي يقاربها مقاربة جديدة تنأى بها عن الاندفاع والتحمس والتشنج مخرجاً إياها من الدائرة التقليدية للصراع بين الشرق والغرب وكل ما اتسم به هذا الصراع من تهويمات وأفكار جاهزة. تتناول ‘روائح ماري كلير’ قصة حب بين محفوظ وهو شاب من احد ارياف تونس وماري كلير وهي فتاة فرنسية ولدت ونشأت في حي مينلمنتون الشهير في باريس. محفوظ يشتغل حارساً ليلياً في فندق لأنه لم يشأ ان يعود الى بلده بعد اكمال دراسته خوفاً من ان يبقى محبوساً في تونس فقد كانوا يحجزون جوازات كل الذين يعودون الى تونس بعد فترة طويلة من الاقامة خارجها للتأكد من ‘ان عقولهم لم تتلوث’ وهو يفضل العمل في الفنادق لأنه يؤمن له كل ما يحتاج اليه فضلاً عن انه يمكنه م ان يلقي كأستاذ متعاقد بعض الدروس. اما ماري كلير فهي تشتغل موظفة صغيرة في مؤسسة البريد في مونبارناس بعد ان انقطعت عن دراسة التاريخ والجغرافيا في الجامعة. وقد اختارت هذا العمل الذي لا علاقة له بما درسته في الجامعة لأنه ثابت وغير متعب وخصوصاً لأنها تحب الرسائل وكل ما له صلة بالبريد منذ ان كانت طفلة. فالرسائل تثير فيها احساساً بالدهشة حين تتخيلها تسافر في اتجاهات الريح الأربعة وتعبر الفضاء والبحار والمحيطات والبلدان والقارات. الشخصيتان اللتان ستقوم عليهما كل الرواية عاديتان في الظاهر وقريبتان جداً منا، اما الأحداث فهي ليست كثيرة. لكن السالمي سيبني من ذلك عالماً خاصاً متكاملاً كما فعل في اغلب رواياته السابقة وخصوصاً في ‘عشاق بية’. كل رواية ‘روائح ماري كلير’ تنهض على رصد دقيق لتطور هذه العلاقة التي تقوم على الجذب والتوافق والانسجام تارة وعلى الشد والتنافر والاصطدام تارة اخرى وذلك عبر تراكم مدروس لتفاصيل الحياة اليومية ووقائعها الصغيرة وعبر بناء شبكة غنية ومعقدة من الاحاسيس والانطباعات والرؤى والتمثلات والتصورات التي تتولد تدريجياً من نسيج هذه الوقائع والتفاصيل. لأول وهلة تبدو هذه العلاقة طبيعية. ولكنها إذ تنمو تشي باختلافات عميقة في الرؤية والتقييم عند كلتا الشخصيتين. اختلافات ما ان تختفي حتى تظهر من جديد وتفاصيل صغيرة ما تلبث ان تطفو على السطح ينجح السالمي في التقاطها وتوظيفها عبر ثنائيات الحضور والغياب، الاندفاع والتراجع، الانفراج والتأزم.. ولكن هل يتعلق الأمر بصراع بين ثقافتين وبالتالي هويتين عبر علاقات قوة خفية حينا وظاهرة حيناً آخر؟ في ‘روائح ماري كلير’ يخرج الحبيب السالمي عما هو مألوف ومتداول من ابجديات ‘صراع الهويات’ في هذا النوع من الروايات التي تناولت موضوعة الشرق والغرب او ما يعبر عنه امين معلوف بـ’الهويات القاتلة’ ذلك ان الشخصيتين الرئيستين تأبيان التنميط وتنموان على نحو يتجاوز ما يسمى بأفق انتظار القارئ. نحن ازاء رؤية طريفة تتجاوز التصنيف المانوي بمعناه المعياري للشخصية إذ لا يتعلق الأمر هذا بهويات ثابتة. ثمة تداخل وتمازج بين الشخصيتين يتعدى النموذج المعهود. شخصية محفوظ وهو الراوي تفاجئ القارئ منذ بداية الرواية بسرعة تأقلمها مع واقع جديد ومختلف حضارياً وثقافياً عن بيئته الريفية التي تحدر منها ‘كنت احاول ان اظل حذراً في كل ما افعله ودائم الانتباه لكل ما يبدر منها. اتطلع طويلاً الى حوض المرحاض لأتأكد من انه نظيف. وقبل ان أغادر المكان ابخره بمزيل الروائح. اضع الزجاجة التي املؤها بالماء لتنظيف نفسي في الزاوية لكي تستطيع ماري كلير ان تسحب بدون عناء ما تشاء من لفة ورق المراحيض. لا أترك الحذاء في المكان الذي اخلعه فيه مثلما كنت افعل عندما كنت اقيم وحيداً وانما اضعه حيث ينبغي ان توضع الأحذية. استحم كل يوم تقريباً. وحالما انتهى من ذلك افتح الصنبور على آخره ليجرف الماء المتدفق بقوة كل الشعر الذي تساقط مني. اغير كل يوم كل ملابسي الداخلية وهو ما لم افعله أبدا من قبل. اقلعت ايضاً عن عادات لها متعتها الخاصة. لم اعد أدس اصبعي في انفي. لم اعد اتجشأ. لم اعد اضرط بحرية وأينما اشاء. لم اعد اتمطق. لم اعد امخط انفي بصوت عال. لم أعد أهرش جلدي خوفاً من ان تظن اني لا اغتسل بما فيه الكفاية..’. ولا تظهر خلال الأشهر الأولى من العلاقة وفي وهج حميميتها أية بوادر للصراع، إذ يبدي محفوظ او يحرص على ان يبدي تكيفاً تاماً مع عادات ماري كلير. وهو يقر بذلك إذ ان ماري كلير تمدنه وتحضر سلوكياته اليومية. انه يسلم زمام امره لمحبوبته الفرنسية التي تعلمه كل شيء حتى الجنس وفنونه. بفضلها يكتشف جسده اكتشافاً حقيقياً. هنا يعكس السالمي المعادلة التي تعودناها في الروايات العربية والتي يبدو فيها العربي دائماً متفوقاً جنسياً. انه يحطم بذلك صورة الشرقي ‘الفحل’. بفضل ماري كلير يسستعيد ثقته بنفسه والأهم من ذلك ثقته بجسده ‘الهش’ كما يقول ويتغلب على عقده النفسية القديمة’ كان جسدي يولد من جديد. أحسه يتخلص من كل ما كان يكبله ويشله. والحرمان الذي تراكم في طوال اعوام أشعر به يذوب كالثلج. الا ان المثير حقاً هو اني صرت ارى جسدي بشكل مختلف. اتلمسه بدون اي احساس بالحرج. انظر اليه بدون خجل. اتحدث عنه بجرأة وبدون مواربة.. قبل ذلك كنت معقداً بسبب هذا الجسد النحيل الرقيق الهش. لا انتظر منه الكثير. ولا اعول عليه في اللحظات الحرجة والحاسمة’. وبمرور الزمن تستقر الرتابة وتظهر النزاعات والتصادمات الصغيرة كما يحدث في كل علاقة بين رجل وامرأة. اسبابها كثيرة ومتعددة وفي اغلب الأحيان تبدو بسيطة. ومن بينها تقييمات مختلفة لبعض العادات الشخصية والطقوس الاجتماعية مثل عادة الاحتفاء بالأكل التي تبدو لمحفوظ غريبة ومبالغاً فيها وهو الذي تعلم من امه ان ‘الطعام نعمة ربي’ تعلم التواضع وتبتعد عن كل احتفالية وكل مظهرية نرى تجلياتها بوضوح في المجتمعات الغربية وخصوصاً في فرنسا التي تجعل من تناول الطعام سواء في البيت او المطعم طقساً مهماً ‘كم هو جميل ان تشاركني فطور الصباح تقول بفرح. تضيف هل تعرف انه لا شيء افضل من فطور الصباح؟ اهز رأسي انا الذي ولدت في دوار لا يتحدث فيه الناس عن الطعام الا ليقولوا انه نعمة ربي’. هذا الاختلاف في تقييم امور الحياة اليومية يتجلى ايضاً في العطلة التي تنفرد بفصل كامل يعد من اجمل فصول الرواية الى جانب فصل الحلم الذي تلتقي فيه كل من ام محفوظ المتوفاة وأم ماري كلير التي تقيم بمفردها في قرية نائية بعد وفاة زوجها. فبينما يرى محفوظ ان العطلة ليست سوى التوقف عن العمل والبقاء في البيت للاستراحة والاسترخاء او التجول في الشوارع والحدائق العامة ترى ماري كلير ان ‘لا عطلة بدون سفر وبدون مغامرة وبدون تعب’ فالعطلة بالنسبة اليها هي فرصة رائعة للاكتشاف والبحث والمعرفة. شيئاً فشيئاً تتأزم علاقة محفوظ بماري كلير. ويؤدي هذا التأزم برغم محاولات رأب الصدع والمصالحة الى القطيعة. هل هو تسليم اذن بالمقولة الواردة على لسان محفوظ: ليس هناك ما هو اكثر هشاشة من علاقة حب بين رجل وامرأة؟ ربما تأتي هذه الهشاشة التي اخفتها عنا علامات كثيرة توهم بالانسجام والتوافق من ‘تفاصيل قاتلة’. ولكن هل تشي هذه التفاصيل برؤيتين مختلفتين لا يمكن تجاوزهما بأية حال من الأحوال وتحت اعتبارات انسانية عامة تعكس هي الأخرى رؤية تفاؤلية للعلاقات البشرية؟ قد يرى القارئ في هذه القطيعة تجسيداً لفكرة حتمية الفشل والاخفاق في مثل هذه العلاقات. وتؤدي هذه الفكرة الى ترسيخ مفاهيم الاختلاف وبالتالي الى الاقصاء إذ ان الهوية تظل هنا مفهوماً ثابتاً جاهزاً غير شامل لأي بعد انساني كوني فـ’الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا’. لكن رواية ‘روائح ماري كلير’ لا تنحو هذا المنحى فالفشل في علاقة محفوظ بمحبوبته الفرنسية يتجاوز هذه الاعتبارات اذ يتأتى، فيما يتأتى، من تعقد الأنا في علاقته بالآخر وفي تضخم الفردية والنرجسية في العلاقات الانسانية بالاضافة الى عوامل اخرى لها اثرها في حياة الناس مثل الرتابة التي ما ان تستقر في حياة محبين حتى تطفئ اوار حبهما. ولا بد من ان نشير في النهاية الى ان قراءة ‘روائح ماري كلير’ توفر لنا متعة هائلة. فالرواية تشد انتباهنا منذ الصفحات الاولى بالرغم من بساطتها الظاهرية فهي مكتوبة بلغة سلسة شفافة دقيقة خالية من الزخارف اللفظية والتعقيدات البلاغية التي نجدها في الكثير من الروايات العربية. ——————————- (*) باحث تونسي مقيم في فرنسا (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 27 فيفري 2009)


جامعيون فرنسيون  :

 »   لا بدّ من وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب « 

   

 
أصدر أكثر من مائة وخمسين جامعيا فرنسيا في قائمة أولية ومفتوحة ) يوم 15 فيفري الجاري نداء يمثل حدثا داخل الوسط الجامعي الأوروبي وقد امضي على هذا النداء كثير من الأكاديميين من أصول يهودية ومن بينهم خاصة أندري نوشي الأستاذ الشرفي في جامعة نيس  ويلتزم الممضون على هذا النص بإيقاف أي تعاون مع المؤسسات الإسرائيلية المشاركة في الاحتلال و يعلنون مساندتهم لكل من يناضل بشجاعة من اجل حقوق الفلسطينيين الإنسانية والاجتماعية والسياسية. وقال الجامعيون الممضون على الوثيقة المذكورة أن الشهادات التي تتراكم تظهر بشكل بديهي أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب حقيقية  ضد شعب  لا قدرة له على الفرار أو المقاومة وذلك بتجويعه وحرمانه من العلاج ثم بتقتيله بعيدا عن أي رقابة إعلامية . وأضاف النداء  » أن الصور والحكايات التي تصل إلينا مرعبة .و أننا لسنا أمام أخطاء قد يتحمل مسؤوليتها بعض العسكريين وإنما أمام سياسة متعمدة هي من نوع التطهير العرقي ». وذكّر أيضا بنداء آخر سابق كانت نشرته مجلة  » الغواردن  » البريطانية يوم 16 جانفي الماضي وأمضي عليه ثلاث مائة شخصية من الوسط الجامعي البريطاني الذي يؤكد أن هدف إسرائيل هو القضاء على الفلسطينيين كقوة سياسية قادرة على مقاومة النهب المستمر لأرضهم ومواردهم ودعا الجامعيون الفرنسيون أيضا إلى وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب . وأكدوا انه لا المساعدات الإنسانية تكفي ولا التمديد في وقف إطلاق النار » إذ المطلوب هو رفع الحصار عن غزة ومحاكمة إسرائيل ومعها المسؤولون الإسرائيليون بتهمة اقتراف جرائم حرب « . وطلبوا في الأخير من الحكومة الفرنسية ومن المواطنين الفرنسيين أن يتخذوا الإجراءات الضرورية  لاجباراسرائيل على الإيفاء بالتزاماتها وخاصة لتفعيل برنامج مقاطعة لها وإيقاف أي تمويل لمشاريعها واتخاذ عقوبات ضدها  . عبدالسلام الككلي


العلاقات الأميركية – الصينية

 
منير شفيق أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في زيارتها الأسبوع الفائت إلى بكين -وبعد لقائها الرئيس الصيني هو جينتاو- عن رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما في لقاء نظيره الصيني على هامش قمة مجموعة الدول الـ20 المقررة في 2 أبريل المقبل في لندن. وتوقعت من لقاء القمة الأميركي- الصيني أن يعلن فيه بدء حوار استراتيجي وسياسي بين دولتيهما. كانت كلينتون قد أشارت في صدد تعليقها حول زيارتها للصين إلى أن تعاون البلدين مهم جداً للعالم. لندع جانباً جملة القضايا التي تم التطرق إليها بين الطرفين الأميركي والصيني ونبتعد ولو مؤقتاً وليس زهداً بسبب شُح التفاصيل حول ما دار في تلك القضايا. لنلحظ أن العلاقات الصينية- الأميركية اتخذت طريقاً ودية وإيجابية وتعاونية واعدة بتفاهمات استراتيجية مستقبلاً. وذلك بفضل الموقف الأميركي أكثر منه بفضل الموقف الصيني الذي كان يتطلع دائماً إلى مثل تلك العلاقات فيما كان التوتر أو التوتير يأتي –كالعادة- من جانب أميركا. فأميركا كانت طرفاً في الحرب الأهلية الصينية بين الحزب الشيوعي وحزب الكومنتانغ. ثم اندلعت الحرب بين الطرفين على الأرض الكورية بين 1950 و1953 ثم كانت قطيعة وحرباً باردة بلا وفاق دولي لمدة عام آخر تقريباً. وعندما تحسنت العلاقات في عهد الرئيس الأميركي نيكسون وقد أراد استغلال ما نشأ بين الصين والاتحاد السوفييتي من تناقض عدائي، بقيت الضربات الأميركية مستمرة تحت الحزام من خلال دعم تايوان وتشجيع المعارضات وإبقاء الحصار الجزئي على عدد من المواد الاستراتيجية، بل حتى بعد انتهاء الحرب الباردة استمرت الضربات الأميركية تحت الحزام الصيني بهدف أن يحصل في الصين ما حصل للاتحاد السوفيتي من تفكك وانهيار ومجيء أنظمة تقطع مع الماضي «الشيوعي» وكان موضوع الديمقراطية كما ظهر من الدعم الأميركي لتظاهرات ساحة تيان مين العدائية للنظام الصيني واحداً من تلك الضربات تحت الحزام. خرجت الصين نهائياً منذ بداية التسعينيات الماضية من أي مواجهة مع أميركا خارج القضايا التي تهم الصين مباشرة، وبعضها إقليميي ضيق جداً، أي بحذر شديد، فيما راحت تركز على تطوير اقتصادها والدخول إلى السوق العالمية بلا ضجيج. وعندما أخذ الاقتصاد الصيني ينمو بوتيرة أعلى من %13 جعلت الضغوط الأميركية تشتد على ما سمَّته أميركا تلاعب الصين بأسعار عملتها أو انحراف الأسواق بتجارتها، فضلاً عن مشاريع تسليح تايوان وإعادة إحياء العسكرية اليابانية وصولاً إلى تحالفات مع الهند. وعليه فإن التطور الراهن في العلاقات الأميركية- الصينية وانتقاله إلى المستوى الذي عبرت عنه هيلاري كلينتون وما تعد به قمة أوباما- جينتاو المقبلة يكون قد جاء بمبادرة أميركية تتضمن تراجعات عن السياسات التي انتُهجت قبل انتهاء الحرب الباردة وحتى بعدها إلى أمد قريب جداً وقد بدأه عهد أوباما، وكانت له مؤشرات أو إيحاءات في أواخر عهد بوش الابن. ثمة سببان رئيسان لهذا التطور السياسي الأميركي إزاء الصين، الأول يمكن أن يُعزى بسهولة إلى الأزمة المالية الخطيرة التي ضربت الاقتصاد الأميركي، فألقت به أرضاً، وإذا بالصين التي تملك أصلاً سندات خزينة أميركية بقيمة تزيد على 696 مليار دولار تتحول إلى مُنقذ أساسي وكبير للاقتصاد الأميركي إذا ما استمرت في شراء سندات خزينة وتعاونت مع إدارة أوباما للخروج من الأزمة الطاحنة التي لم تصل قعرها بعد. أما السبب الثاني فهو القرار الاستراتيجي الذي اتخذته إدارة أوباما بوضعها البرنامج النووي الإيراني (حتى في حدوده السلمية) ووقف إيران دعم المقاومتين في لبنان وفلسطين في أولوية الاستراتيجية الأميركية السياسية- العسكرية للسنتين المقبلتين على الأقل، الأمر الذي يتطلب من جهة استبعاد الصين أو روسيا أو كلتيهما من أولوية الاستراتيجية الأميركية رغم كون روسيا منافساً عسكرياً كبيراً وكون الصين منافساً اقتصادياً خطيراً مع امتلاك قدرة عسكرية وعلمية وتقنية عالية. كما يتطلب من جهة أخرى المساومة معهما للضغط على إيران وربما اتخاذ قرارات عقابية ضدها. إذا كان العامل الأول «معالجة الأزمة المالية» قد عظّم من حاجة أميركا إلى التعاون مع الصين فإن العامل الثاني المتعلق بإيران لا يقل أهمية، إن لم يزد بسبب موقعه في الأولوية الاستراتيجية، بدليل أنه شمل روسيا أيضاً من دون أن تكون مؤثرة مثل الصين في معالجة الأزمة المالية. هذا الانتقال بالعلاقة الأميركية بالصين إلى هذا المستوى، وكذلك بالنسبة إلى العلاقة بروسيا سيتيح للدولتين فرصاً ثمينة إضافية لتعزيز وضعهما الاستراتيجي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً علماً بأنهما –أي الصين وروسيا- هما المنافسان الفعليان لأميركا إن لم يكن اليوم ففي الغد القريب. ومن ثَمَّ ما كان لإدارة أوباما أن تكرر ما فعلته إدارة بوش في تحديد هذه الأولوية الاستراتيجية الأميركية، لولا الأزمة المالية من جهة، ولولا النفوذ الصهيوني- الأميركي في مركز القرار الاستراتيجي من جهة أخرى وهذا الثاني أشد تأثيراً من الأول. (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 27 فيفري 2009)


حين تتحول العقلانية الى بضاعة اديولوجية

 

 
قد تنتابنا مشاعرالاستغراب ونحن نقرأ ما نشره بعض الجامعيين الغربيين من   مقالات حول الحرب الأخيرة على غزّة ،تكاد تتماهى في لغتها وعباراتها وأهدافها مع تصريحات السّاسة الإسرائيليين الأكثر تطرّفا وبيانات العسكريين الأكثر دمويّة .فلا حديث في خطاب هؤلاء « الوجهاء » إلّا عن حماس ،وقذائف حماس، وإرهاب/أصوليّة حماس،و محورالشّر الّذي تنتمي إليه حماس…إلى غيرها من الرّموز المشخّصة والمركّبة التي ألفها المخاطَب الغربي، والتي من شأنها أن تخلق لديه روابط وهميّة بين قضايا وأحداث لا علاقة جوهريّة بينها.ومن ثمّة تغيب من قاموسهم كلّ المفردات التي تذكّر بفصول المأساة الفلسطينية. و مع ذلك فيمكن أن نتفهّم شروط صناعة هذا الخطاب في ظلّ هيمنة شبه مطلقة للدّوائر الصهيونيّة على وسائل الإعلام. لكن ما لا يمكن تفهّمه ولا تبريره أن يستنسخ هذا الخطاب في أوساط عربيّة مهاجرة أو محليّة،كثيرا ما رفعت شعار العقلانيّة والعلمانيّة وحقّ الاختلاف عنوانا لكتاباتها وأنشطتها « التّحديثية ». ويبدو أنّ التّرويج لمثل هذا الخطاب- بعد تنقيته من شوائب الاستنساخ و الامتداد- أصبح ظاهرة مزامنة وملازمة لكلّ حرب تشنّها إسرائيل على هذا الطّرف العربي أو ذاك.. فلنتذكّر ما قرأناه في عزّ حرب تمّوز على لبنان سنة 2006  من مقالات تحمّل حزب الله المسؤوليّة الكاملة عن الحرب ونتائجها،دون إبداء أيّ إدانة ولو خجولا  لمن شنّ الهجوم وقتّل ودمّر وهجّر وشرّد . ولنتذكّر أيضا أنّ بعض الأقلام الجامعيّة العربيّة اختزلت الصّراع العربيّ الإسرائيلي بكلّ تعقيداته السّياسيّة والقوميّة ،الإقليميّة والدّوليّة في بضع ثنائيّات بنيويّة فجّة من قبيل: ثقافة الحياة ضدّ ثقافة الموت/ والتفكير العقلاني في مقابل التفكير الأصولي/ رسالة السّلام والحريّة في مواجهة إيديولوجيا الموت والإرهاب. ومن الغريب حقّا بل من المريب أن نقرأ العبارات نفسها وأن نعثر على الثّنائيات ذاتها في مقال نشرته أخيرا الجامعيّة العربيّة من أصل سوري السيّدة وفاء سلطان. فمن جديد تختزل السيدة سلطان كلّ مشاهد التّقتيل و التّدمير والإبادة في ثنائيّة الصّراع بين « ثقافتين متناقضتين كلّ التّناقض: ثقافة الحياة وثقافة الموت والاستشهاد ». فحماس »المنظمة الإرهابية » التي ترفع شعار المقاومة ليست إلّا « إفرازا » لفكر أصوليّ وعقيدة دينيّة جعلت من « التّقتيل » و »الغزو » و »الفتوحات » شرطا لوجودها وعنوانا لمجدها. إنّ « القتل » و »التّقتيل » بالنّسبة إلى المسلمين كلّ المسلمين ،سلوك لا يمكن تفسيره في ضوء قوانين التّدافع أو التّوسع أو السيطرة بين المجتمعات بل هو من منظور « الباحثة » مسألة ترتبط بالتّركيبة النّفسيّة للإنسان المسلم اولا. ثم ثانيا  بعاهة أصلية ومرض جذري ضاربين في عمق التاريخ الاسلامي  فــ »القتل مصدر انتشاء ومتعة لدى المسلم » كما تقول، و »حين لا يجد المسلمون عدوّا يقاتلونه يتقاتلون فيما بينهم ». ولا يخفى ما وراء هذه الكلمات والعبارات من استعارة قديمة جديدة ( بعض تاريخ  الاستشراق مليء بمثلها ) تحاول أن تصوّر المسلمين في تاريخهم القديم والحديث « وحوشا مفترسة » تنتشي لمنظر الدّماء ويحكمها قانون الغريزة ولا شيء غير قانون الغريزة. وبناء على ذلك فهي تسخر من مشهد أمّ فلسطينية بثّته إحدى القنوات التّلفزيّة ، وفيه تصرخ : » ما الّذي فعل أطفالنا حتّى يقتلوا بهذه الطريقة؟ ». وتعلّق الكاتبة: « لعلّها  هذه المرأة هي نفسها التّي كانت قبل سنتين تحتفل بعمليّة تفجير أقدم عليها أحد أبنائها في مطعم من مطاعم تل أبيب ». وتمعن  السيدة سلطان في السّخرية حين تنصح إسرائيل بالكفّ عن مواجهة الفلسطينيين وحين تنصح الولايات المتحدة الأمريكية بسحب جيوشها من العراق وأفغانستان، لا تعاطفا مع الضحايا أو إدانة للاحتلال، بل إيمانا منها بأنّ المصير الحتمي للمسلمين سنّة وشيعة هو الإبادة المتبادلة. وللصراحة فضائلها ! قد نصف هذا الخطاب بالهذر و التّجني والعنف والسّادية والحضّ على الكراهية العنصرية وتبرير جرائم القتل، لكنه رغم كل هذه الأوصاف  لا يخلو من فضيلة قلّ أن تتوفّر عليها خطابات شبيهة، هي فضيلة الوضوح بل الإمعان في الوضوح. ففي مقالها تصبح « المقاومة »و »الأصولية » و »الاستشهاد » و »الإسلام » و »الإرهاب »و »معاداة السامية » كلمات مترادفة ومفاهيم متطابقة. أما أمثالها من « الجامعيين » في البلاد العربية فكثيرا ما يختفون وراء عبارات « خطر الأصوليّة » و »نشر مبادئ العقلانيّة » لترويج البضاعة الإيديولوجية نفسها. ولا شكّ أنّ الأصولية خطر يتهدّد مجتمعاتنا، ولا شكّ أنّ الأصوليّة نهج في قراءة الإسلام ونهج في التّعامل مع الواقع المحلّي والدّولي مغامر وقائم على جهل « بأبجديّات القراءة »و »طبائع العمران ». لكنّ الأصوليّة لا يمكن أن تكون مجرّد لعنة قذفت بها أجرام السّماء إلى أراضينا ومجتمعاتنا. الأصوليّة إفراز لعوامل متعدّدة ومتشابكة، منها ما يتعلّق بطبيعة بعض الأنظمة الملوكيّة الاستبداديّة التي غذّت وما زالت تغذّي روح التّطرف والانغلاق عبر وسائلها الإعلاميّة ومناهجها التّربويّة، ومنها ما يتعلّق بالطّبيعة المحافظة و التقليدية لثقافة الأغلبيّة السّاحقة « لرعايا » الممالك العربيّة، ومنها ما يتعلّق بفشل الكثير من الأنظمة العربيّة في خلخلة البنى القبليّة والعشائريّة والطائفيّة لمجتمعاتها و تطويرها وتحديثها ، ومنها أخيرا ما يتعلق بتعثّر « الجهد التّنويري » الّذي تضطلع به قلّة من الدّارسين والباحثين، جهد ما زال حبيس أسوار الجامعة وأروقة المنتديات كما يقول محمّد أركون. ومع ذلك فلا نجد أيّ مسوّغ « معرفي » أو « منطقي » يفسّر لنا سبب تصيّد البعض فرصة شنّ إسرائيل لهذه الحرب أو تلك ليرفعوا الصّوت عاليا ضدّ الأصوليّة وليصمّوا آذانهم عن أصوات المدافع والطّائرات التي تفتك بشعب أعزل يصارع منذ ستين سنة من أجل البقاء وضدّ الاضمحلال والفناء كما تتنبّأ « عالمة الاجتماع » وفاء سلطان. نقد الأصوليّة في هذا النمط من الخطاب مدخل وواجهة لتجميل ما لا يمكن تجميله. فالمسؤوليّة الأخلاقيّة للمثقّف تقتضي أن يدين أعمال القتل ضدّ الأبرياء والمدنيين مهما كانت هويّة الفاعل ومهما كان دين الضحايا ولونهم وجنسهم،يهودا كانوا أو مسيحيين أو مسلمين. أمّا أن يستغلّ بعض المضاربين في « المال الأكاديمي » مشاهد الخراب في غزّة وفلسطين ولبنان لينتجوا خطابا بل « حفلة شتائم » تتراقص أفكارها على إيقاع عويل الأمّهات وصراخ الأطفال وأزيز الطّائرات ، فذلك وجه من وجوه « الجريمة الأخلاقيّة المنظّمة » التّي تديرها أكثر الإيديولوجيات عنصريّة في التّاريخ : الصّهيونيّة. إنّ ما نشير إليه أبعد ما يكون عن التّخمين والاتّهام والافتراض، بل هو تشخيص دقيق لحقيقة بعض « المؤسّسات البحثيّة » وبعض « المواقع الإلكترونيّة » التي بدأت تغزو عالمنا العربيّ منذ سنوات قليلة. ولا نذكر أنّ أحدا من كبار المفكّرين  والمثقّفين العرب من شبلي شميل ،إلى فرح أنطون ،إلى الرّاحل الكبير محمود أمين العالم ،إلى حسين مروّة، إلى عبد الله العروي، إلى محمد أركون ،إلى محمد عابد الجابري ،إلى هشام جعيّط ،وإلى كلّ الّذين نذروا حياتهم لتحديث الثّقافة العربيّة تورّط يوما في تبرير سياسة الاحتلال و أعمال الإبادة و تقديم حجّة الحجج في مثل هذا السّجال الّذي نحن بصدده . الطاهر بن يحيى جامعي- آداب منوبة


الحركات الإسلامية ودراسة استعدادات التدين

 
مصطفى الخلفي لعل من المفارقات الكبيرة في الواقع الحركي الإسلامي المعاصر هو حالة التقوقع السلبي في وضعية المستهلك لما ينتج حول واقع التدين ومؤشرات الصحوة الدينية في محيطها المجتمعي للحركات الإسلامية، وذلك عوض أن تكون المؤسسات البحثية أو الفكرية ذات العلاقة بالحركات الإسلامية هي المنتج والرائد لهذا النوع من الدراسات، خاصة أن التنبيه على هذه الحاجة برزت منذ بدايات السبعينيات من القرن الماضي، واصطدمت بالتوجس من المناهج الاجتماعية ذات الخلفية الغربية وعجزها عن استيعاب أبعاد الظاهرة المادية، رغم التطور الذي سجلته المدرسة السلوكية في الموضوع. للأسف، فإن الحركة الإسلامية اليوم لم تتجاوز شرنقة الموقف السلبي من «المناهج الوضعية»، كما لم تتقدم نحو طرح خياراتها البديلة للتقدم نحو فهم مجتمعاتها والتحولات الاجتماعية والقيمية المتسارعة داخلها، والأكثر من ذلك أصبحت عالة على ما ينتجه غيرها من دراسات يطبق فيها ما يراه من مناهج ويحدد لها أجندتها وشروطها، بل ولا تتردد في الاحتفاء ببعض هذه الدراسات التي تكشف عمق الأساس الديني للسلوك الاجتماعي والثقافي والسياسي للمجتمعات العربية والإسلامية. يمكن هنا الوقوف عند الحالة المغربية، والتي تبدو متقدمة بالمقارنة مع غيرها من حيث كثافة ما ينتج في رصد مؤشرات التدين واستعداداته وسماته، وذلك بالنظر للتراكم الذي سجل في السنوات العشر الأخيرة، منذ صدور المؤلف الجماعي لمجموعة باحثين في علم الاجتماع بالمغرب حول الشباب والقيم الدينية في سنة 2000، وانتهاء بالمسح العالمي لمعهد «غالوب» الصادر أخيرا، وطيلة هذا المسار كانت النتائج تسير في خط تصاعدي للكشف عن استعدادات متنامية للتدين في المجتمع، مقدمة وفرة من المؤشرات الدالة على ذلك. بغض النظر عن التقييم المطلوب لهذه الدراسات، فإنها من الناحية الإجمالية تستحق التأمل لاتفاقها على نفس الخلاصات والنتائج رغم الفروقات الجزئية، لاسيما عند الأخذ بعين الاعتبار تعدد الجهات القائمة وراء هذه الدراسات، ونكتفي هنا بذكر أهم الدراسات التي أنتجت في ظرفية زمنية محدودة للدلالة على حيوية هذا الحقل، فبالإضافة للبحث المشار إليه آنفا، صدرت نتائج «البحث الوطني حول القيم» في بداية 2006 والذي خصص محورا وازنا للقيم الدينية في المجتمع المغربي ارتكز على بحث ميداني أنجز في خريف 2004، ثم تلاه البحث الميداني حول «الإسلام اليومي» في بداية 2008، وأشرفت عليه تقريبا نفس المجموعة التي اشتغلت على إنجاز البحث الوطني حول القيم، وعلى المستوى الخارجي برزت هنا البحوث الميدانية التي أنجزت في إطار المؤسسة الأميركية المعروفة بـ «بيو للأبحاث» والتي أطلقت مشروعا خاصا برصد تحولات التوجهات العالمية، ووضع المغرب ضمن مجال اشتغالها منذ سنة 2004 وما تلاها، ثم جاء تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2004، والذي أحال على نتيجة لمسح القيم العالمي صدر في سنة 2004 وأجري في 96 بلدا ضمنها خمس دول عربية هي الأردن والسعودية ومصر والجزائر والمغرب، وأخيرا الدراسة التي أنتجت من قبل معهد «غالوب» والتي وضعت المغرب ضمن أكثر الشعوب تدينا في العالم. عند العودة إلى هذه المسوح الميدانية نجدها تقدم معطيات ذات دلالة، فدراسة مسح القيم العالمي أكدت أن المؤسسة الأولى التي يثق فيها المغاربة هي المساجد، وذلك من ضمن ستة مؤسسات هي المساجد، والبرلمان، والأحزاب، والنقابات، والتلفزيون، والصحافة، وجاء موقف المغاربة بالمقارنة مع كل من السعودية ومصر الأردن والجزائر متقدما، أو ما أكدته كل من دراسة الشباب والقيم الدينية في سنة 2000 أو دراسة معهد بيو في 2005 من أن تأكيد المستجوبين أن الهوية الأهم بالنسبة إليهم هي الهوية الإسلامية وذلك بنسبة %70.3، و%14.6 أجابوا أنها هوية مغربية، و%5 هوية عربية، و%2.5 هوية أمازيغية، بحسب دراسة سنة 2000 وهي معطيات لا تختلف كثيرا عن معطيات دراسة 2005 لمعهد بيو. أما بخصوص البحث الوطني حول القيم لعام 2004 فقد قدم المسجد باعتباره المصدر الأول للأخبار متقدما على القنوات التلفزيونية وغيرها من المصادر الحديثة، وحملت دراسة الإسلام اليومي لعام 2008 مؤشرا دالا قال بوجود رغبة عند %16 من المغاربة للانتماء إلى جمعية دينية. ليس ما سبق سوى مؤشرات على ثراء كبير في المؤشرات، ورغم أن نتائجه أخذت تظهر في السياسات المتبعة في تأطير ما يسمى بالحقل الديني فإن واقع تعاطي الحركات الإسلامية معه لم يتجاوز بعد حدود المتفرج وفي أحسن الحالات المستهلك، دون أن يكون له أثر فعلي على برامجها، فبالأحرى أن تتجه هي لدعم إنتاج الدراسات المطلوبة لتطوير برامج عملها في المجتمع. elkhalfi2000@yahoo.fr (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 27 فيفري 2009)


الحركة الإسلاميّة في تركيا.. من النورسي إلى أربكان وأردوغان
 
بقلم: د. راغب السرجاني
لعل من أكثر الأمور عجباً أن نشهد صحوة إسلامية حقيقية في بلد شديد العلمانية مثل تركيا، فالعلمانية في تركيا غير العلمانية في أوربا ذاتها, لأن الأوروبيين في علمانيتهم أرادوا فقط فصل الدين عن السياسة، بينما العلمانيون في تركيا لم يكتفوا بذلك، بل بنوا علمانيتهم على محاربة الدين في أصوله وفروعه، وفي جوهره ومظهره، وهذا من أيام أتاتورك إلى زماننا الآن، ويتولى كبر هذا الأمر الجيش التركي. كان سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924م مروِّعاً وكارثيّاً، ولم يعد هناك صوت مسموع إلا أصوات القوميين والعلمانيين، ليس في تركيا فقط، ولكن في كل بلاد العالم الإسلامي بدون استثناء. الشيخ سعيد بيران ومع هذا فلم يكن هذا السقوط بلا مقاومة، فقد ظهرت في تركيا رموز إسلامية رائعة حرصت على حمل اللواء في أشد عصور الظلام والقهر. لقد قامت حركة الشيخ سعيد بيران للمناداة بعودة الخلافة الإسلامية، ومناهضة القوانين العلمانية التي شرعها أتاتورك وحزبه، ولكن للأسف الشديد فإن الطاغية أتاتورك جابه هذه الحركة بأقسى درجات العنف، وأعدم الشيخ سعيد بيران وعدداً كبيراً من أتباعه، ونفى آخرين إلى خارج البلاد, ليحافظ على علمانية الدولة منذ أيامها الأولى. كان الشيخ سعيد بيران رحمه الله صوفياً من أتباع الطريقة النقشبندية، وكان يفهم واقعه، ويعرف أمور السياسة وكيف يجابه الطغاة الظالمين، ويقول كلمة الحق، ويقود تمرداً مسلحاً، ويُقبِل على الإعدام بشجاعة، ولا يُظهِر اعتزالاً أو بُعداً عن قضايا أمته.. وليس عجيباً أن نعرف أن كبار سلاطين الخلافة العثمانية مثل محمد الفاتح ومراد الثاني وبايزيد الصاعقة وسليم الأول وغيرهم كانوا من أتباع الطرق الصوفية، والواضح أن الصوفية في تركيا هي مرادف لكلمة الإسلام، وليس مقصوداً منها البدع والمنكرات، تعني تزكية النفس وتطهيرها من الآثام، والاتّباع الكامل لرسول الله. بديع الزمان النورسي ولم تَمُتِ الحركة الإسلامية بإعدام الشيخ سعيد بيران، بل ازدادت قوة بظهور نجم صوفي جديد من أتباع الشيخ سعيد بيران، هو العلاّمة المجدِّد بديع الزمان سعيد النورسي، الذي أعلن رفضه لمبادئ العلمانية التي أتى بها أتاتورك، فنُفِي إلى مدينة أورفة، وظل في المنفى طيلة حياته حتى مماته، وذلك من سنة 1925م إلى سنة 1960م، ومع ذلك فرسائله إلى أتباعه داخل تركيا لم تنقطع، ومؤلفاته لم تتوقف، وكانت كلماته تنفذُ إلى القلب والعقل، فتثبِّتُ المسلمين في تركيا على الرغم من القهر الشديد لأتاتورك وأتباعه.. وفي خطوة لترسيخ العلمانية بشكل أكبر قامت الحكومة الأتاتوركية سنة 1930م (بعد سقوط الخلافة العثمانية بست سنوات) بإغلاق مدارس الأئمة والحفّاظ التي كانت منتشرة أيام الخلافة الإسلامية، وكانت تقوم بتخريج الطلبة المتخصصين في العلوم الشرعية، لكن بعد وفاة مصطفى كمال أتاتورك سنة 1938م عادت المطالبة من جديد بفتح هذه المدارس، خاصة في القرى التي ما زالت تحتفظ بشيء من تراثها الإسلامي الأصيل، وتم ذلك بالفعل سنة 1947م، وفي نفس السنة أنشئت بعض الجمعيات الإسلامية على استحياء لتنادي ببعض المظاهر الإسلامية البسيطة، وذلك مثل جمعية الإسلام، وجمعية التطهير. في سنة 1950م حدث تغيرٌ مُهِمٌّ في الحكومة التركية صعد على إثره عدنان مندريس إلى رئاسة الحكومة في تركيا، وظل في منصبه إلى سنة 1960م، ولم يكن عدنان مندريس إسلاميّاً ولكنه كان وطنيّاً يُظهِر إمكانية التعامل مع كافة القوى من أجل مصلحة تركيا. وفي هذه الظروف نشط الاتجاه الإسلامي نسبيّاً، وبدأت المطالبة بحريات أكثر، وزادت أعداد مدارس الأئمة والخطباء، وبرز دور علماء الدين بشكل أوضح. لم تكن هذه التغيرات خافية عن الجيش التركي الذي يقوم بدور حامي العلمانية والأتاتوركية، فقام الجيش بانقلاب دموي رهيب سنة 1960م، ونفذ حكم الإعدام في عدنان مندريس، وأبعد رئيس الجمهورية جلال بايار وجرى التصدي بمنتهى العنف للتيارات الإسلامية المتنامية، وكانت هذه صدمة كبيرة للحركة الإسلامية في تركيا، خاصةً أنها تزامنت مع وفاة بديع الزمان النورسي في منفاه بمدينة أورفة. ولكي ندرك مدى الحقد الذي كان في قلوب العسكريين ضد النورسي، يكفي أن نعلم أنهم هجموا على قبره، وأخذوا جثته حيث دفنوها في مكان غير معلوم، ولا يعرفه أحدٌ من الأتراك حتى يومنا هذا! قيادة نجم الدين اربكان ظل الوضع على هذه الصورة القاتمة إلى أن ظهرت شخصية البروفسور نجم الدين أربكان، الذي قام بتأسيس حزب السلامة سنة 1972م، وكان ينادي بإقامة «النظام العادل»، ويبرز آفات العلمانية التركية المتشددة، وكان حزبه الأول «السلامة» ووطنياً واصلاحياً لكي لا يُقتل في مهده. لم تكن هذه التحركات بعيدة عن أعين النظام التركي العلماني، فقام بحل حزب السلامة سنة 1980م، لكن أربكان أنشأ حزباً آخر سنة 1983م سمّاه حزب الرفاه، وكانت توجهاته إسلامية بشكل واضح.. في هذا الحزب الجديد لمع نجم طيّب رجب أردوغان بسرعة، وصار أردوجان رئيساً لفرع الحزب في إسطنبول سنة 1985م (وكان عمره آنذاك 31 سنة فقط). انتشرت فروع حزب الرفاه بسرعة في تركيا، وبدأت صحوة إسلامية حقيقية في ربوع هذا البلد الإسلامي العريق، وأصبحت السيطرة الكاملة لهذا الحزب الإسلامي في أهم مدينتين في تركيا: إسطنبول وأنقرة. وفي سنة 1994م حقق الحزب مفاجأة كبيرة بفوزه في انتخابات البلدية، والأعظم من ذلك هو فوز أردوغان بمركز رئيس بلدية اسطنبول! وحقق أردوغان في منصبه الجديد إنجازات هائلة, ففي خلال أربع سنوات (من سنة 1994م إلى سنة 1998م) استطاع أن ينتشل المدينة من الانهيار، وأن يحلَّ مشكلات كثيرة مثل انقطاع الكهرباء والمياه، واستطاع أن يحوِّل المدينة من مدينة تتفشى فيها القذارة والإهمال إلى واحة خضراء متميزة، وعندما سألوه عن السرّ وراء هذا النجاح قال: «لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه، إنه الإيمان، ولدينا الأخلاق الإسلامية، وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام». وفي سنة 1995م حدثت مفاجأة كبرى بفوز حزب الرفاه بأعلى المقاعد في الانتخابات البرلمانية في تركيا (158 مقعداً من أصل 550)، ولكن الرئيس سليمان ديميريل عهد إلى الأحزاب العلمانية بتكوين ائتلاف ضد حزب الرفاه، ومع ذلك شاء الله عز وجل أن ينهار هذا الائتلاف ليصعد نجم الدين أربكان إلى منصب رئيس الوزراء سنة 1996م، ويصبح أول رئيس وزراء إسلامي في تركيا منذ سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924م. حدثت أزمة كبرى في داخل الجيش التركي، وفي داخل المؤسسة العلمانية، وكان من رأي بعض قادة الجيش أن يتركوا أربكان في منصبه حيث كانوا يتوقعون فشله، وعدم نجاح مشروعه الإسلامي، وبذلك تصل رسالة سلبية إلى الرأي العام في تركيا، لكن حدث ما لم يتوقعوه، ونجح أربكان في خلال عام واحد من خفض ديون تركيا من 38 مليار دولار إلى 15 مليون دولار، واقترب من حل المشكلة الكردية العويصة، ونجح في إقامة علاقات دبلوماسية قوية على الساحة العالمية، وتقدم الاقتصاد التركي خطوات واسعة، وبات واضحاً تماماً أن السر في هذا النجاح هو الإسلام! شعر الجيش التركي بالخطر فبدأ الضغط على حكومة أربكان، ونزلت الدبابات إلى شوارع أنقرة وإسطنبول، وأجبر أربكان على الاستقالة، كما تم حل حزب الرفاه، وقُدِّم أربكان إلى المحاكمة العسكرية بتهمٍ أهمها انتهاك علمانية الدولة، وصدر القرار بمنعه من مزاولة النشاط السياسي لمدة خمسة سنوات، وفي نفس الوقت قُدِّم أردوغان رئيس بلدية إسطنبول إلى المحاكمة بتهمة إثارة الفتنة، وكان من أدلة الحكم ضده أنه أعاد بعض الأبيات الشعرية في إحدى خُطَبِهِ وفيها «المساجد ثكناتنا، والقباب خوذاتنا، والمآذن حِرابنا، والمؤمنون جنودنا». وصدر القرار بسجنه عشرة أشهر، كما تم منعه من مزاولة النشاط السياسي خمس سنوات. أسس أربكان حزباً جديداً أسماه حزب الفضيلة سنة 2000م، وجاء على رأسه رجائي قوطان، وانضم إلى هذا الحزب أردوغان وعبد الله غول (الرئيس التركي الحالي). أردوغان وحزب العدالة والتنمية لكن أردوغان وغول أسسا حزباً جديداً سنة 2001م، هو حزب العدالة والتنمية، ونفّذا فيه مشروعهما الإصلاحي، ووجد هذا الحزب قبولاً واسعاً في الأوساط التركية الشعبية, مما أدى إلى مفاجأة كبيرة سنة 2002م حيث فاز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية، حيث حصل على 368 مقعداً من أصل 550 مقعداً، وأوكل إليه تشكيل الوزارة برئاسة عبد الله غول, لأن رئيس الحزب أردوغان كان في فترة المنع من مزاولة النشاط السياسي، وبعد قليلٍ وصل رئيس الحزب أردوغان إلى منصب رئيس الوزراء في تركيا عام 2002م. وفي سنة 2003م زال الحظر عن أربكان، فأسس حزباً جديداً هو السعادة، لكن العلمانيين كانوا له بالمرصاد، حيث اعتقلوه بتهمة اختلاس أموال حزب الرفاهّ، وصدر الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين، مع أنه كان قد تجاوز السابعة والسبعين من عمره! وفي سنة 2006م أكد أردوغان شعبيته بالفوز مرة أخرى في الانتخابات النيابية، بحصوله على 331 مقعداً من أصل 550 مقعداً, مما يثبت أن الشعب التركي أصبح طالباً للإسلام، ساعياً إلى إعادته ليحكم المجتمع.
(المصدر: موقع تيام تورك (تركيا) بتاريخ 27 فيفري 2009)

Lire aussi ces articles

29 décembre 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année,N° 3142 du 29.12.2008  archives : www.tunisnews.net   Liberté et Equité : Mohammed Rahmani harcelé

En savoir plus +

1 février 2003

Accueil   TUNISNEWS 3ème année, N° 987 du 01.02.2003  archives : http://site.voila.fr/archivtn LES TITRES DE CE JOUR:   AISPP:CAMPAGNE

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.