TUNISNEWS
6 ème année, N° 2153 du 14.04.2006
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينبــــــيان اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم: الد.بن سالم يوقف الاضراب عن الطعام واللجنة تتعهد بمواصلة النضال المنصف بن سالم: بيان عن تعليق الإضراب محمد بن عمر :المواطنة وأخي حسن المحمدي في تونس عبد الرؤوف المقدمي: عودة الأجنحة وتشكّل مراكز القوى الأستاذ عز الدين شمام: البورنوغرافيا الأمنية علامة سـقـوط مُـدوي الحبيب بسباس. رسالة إلى أعضاء المجلس الوطني للإتحاد العام التونسي للشغل الاستـــاذ فيصل الزمنــى : رابطة حقوق الانسـان …. و الهروب الـى أين ؟ العربية.نت: إضراب أكاديمي ومراسل العربية.نت بتونس عن الطعام يدخل أسبوعه الثاني عادل لطيفي: من تونس الشهيدة إلى تونس السجينة الصباح: الصحافة الالكترونية في تونس: مجال يفتقر إلى إطار قانوني الصباح: الإسطوانـــة المشروخــة.. الشروق: السياسي الفاشل الشروق: جراد حـذّر من المنافقين: المرونة في الاتحاد لا تعني التسيب الشروق: كاميراهات لمراقبة محطات المترو والحافلات وحملات أوقفت 6641 من المخالفين منهم مطلوبون للعدالة! الجزيرة.نت: واشنطن تبقي ليبيا على لائحة الدول الداعمة للإرهاب رويترز: معارض سوري يحث الأسد على “تعويض الضحايا”
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
أنقذوا حياة محمد عبو
أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف: 71.340.860
الفاكس: 71.351831
تونس في: 14 أفريل 2006
بـــــــيان
يتعرض السيد الأسعد الجوهري عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين هذه الأيام الى مضايقات من طرف أعوان أمن الدولة الذين يحاصرون منزله الكائن بالدندان و قد حاولوا خلع باب منزله بالقوة لاختطافه بدعوى أنه مطالب بالمثول أمام رئيس المركز .و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السيد الأسعد الجوهري تقدم بواسطة محاميه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي بشكاية ضد أعوان الأمن الذين حاصروا منزله و أن محاميه تثبت بعد البحث بوكالة الجمهورية من عدم صدور أ ي إذن بالتتبع يوجب إيقاف السيد الأسعد الجوهري أو جره بالقوة لمركز الأمن خاصة و أنه لم يكن بحالة تلبس بأي فعل مناف للقانون .علما بأن عددا كبيرا من الحقوقيين بتونس أصبحوا يترددون على منزل السيد الأسعد الجوهري لمساندته في موقفه الذي اتخذه للدفاع عن نفسه .
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تدعو السلطات الأمنية لاحترام الاجراءات القانونية و وضع حد للانتهاكات الصارخة للحريات العامة و تطالب بالنظر في الشكاية المقدمة من قبل السيد الأسعد الجوهري.
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة محمد عبو
أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف: 71.340.860
الفاكس: 71.351831
تونس في: 14 أفريل 2006
بــــــيان
فوجئت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بأن إدارة أمن الدولة عمدت الى محاصرة منزل المناضل السياسي و الصحفي الأمين العام السابق لحركة النهضة السيد حمادي الجبالي بعدما استبشر كل الحقوقيين و المناضلين السياسيين لإطلاق سراحه في الفترة الأخيرة و أصبح أعوان الأمن يلاحقونه في كل مكان ينتقل إليه داخل مدينة سوسة حيث تقيم عائلته بل و أكثر من ذلك أصبحوا يضايقون زوجته و بناته و يسألونهن عن تنقل السيد حمادي الجبالي و الأمكنة التي يتردد عليها.
و في يوم الاثنين 10/4/2006 تلقى دعوة شفاهية لزيارة مركز الأمن بالجهة التي يقطن بها و بعد استشارة محاميه عن طريق الهاتف استفسر أعوان الأمن عن سبب دعوته للمنطقة و أبدى تعجبه من عدم تسليمه استدعاء رسميا يقع التنصيص فيه عن سبب الاستدعاء و قد أتضح فيما بعد أن السبب الداعي لدعوته لمركز الأمن هو تسليمه قرارا صادرا عن وزير الداخلية يقضي بوضعه تحت الإقامة الجبرية و حسبما أفاده الأعوان فإنه مطلوب منه التردد كل يوم على مركز الشرطة للإمضاء في دفتر خاص يثبت تنفيذه لما هو مطلوب منه من عدم مغادرة المكان.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :
– تندد بهذه التصرفات الأمنية التي تنتهك حرمة و كرامة المساجين السياسيين السابقين
– و تعتبر أنه لا يوجد قانون يفرض على المساجين السياسيين السابقين التردد كل يوم على مراكز الشرطة حيث يتلقون الإهانات و يقع المس من كرامتهم كمواطنين لهم حق الاحترام علما بأن هذا التردد اليومي على مقرات الشرطة يكبل حياتهم اليومية و يحرمهم من حقهم في العمل و يجعلهم رهينة لقرار تعسفي و كأن المطلوب منهم هو الاعتراف بصحة القرار المتخذ ضدهم رغم أنه يضر بحقوقهم و يدخل الاضطراب على حياتهم العادية .
– و تطالب بوضع حد لهذه التصرفات المشينة في حق المواطنين.
و قد علمنا الآن بأن المحاصرة المضروبة على بيت السيد حمادي الجبالي قد خفت .
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
الد.بن سالم يوقف الاضراب عن الطعام واللجنة تتعهد بمواصلة النضال
بيان عن تعليق الإضراب
أخيرا أتوجه أنا وعائلتي بالشكر الجزيل إلى كل المناضلين وأصحاب الضمائر الحية الذين وقفوا معنا في محنتنا هذه قديما وحديثا كما لا يفوتني أن أحيي شجاعة الصحفيين في وكالات الأنباء والفضائيات والصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية فكان بفضلهم تسفيه تأويل السلطة لقضايا حقوق الإنسان في تونس . والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد.
المواطنة وأخي حسن المحمدي في تونس
محمد بن عمر
– تونس
.يوم أصدر
الأخ حسين المحمدي كتابه عبر تونس نيوز كتبت إلى القارئ الكريم بعضا ممّا عاشه الرجل ونحن معه في بنعروس يوم كان كاتبا عامّا للجنة تنسيق بن عروس. والقليل ممّا عانه يوم كان رئيسا لدائرة مكلفا بالعلاقات مع المنظمات والجمعيات.وقلت كيف حضرت عندما جاءه محمود المهيري (مستشار الرئيس بن علي اليوم) ومنذر الفريجي (والي تونس اليوم) وكيف كان يتودد إليه الحبيب عوديدة وفؤاد الحوات وخاصة الحبيب عاشور (هذا الرجل حسين المحمدي هو ولي نعمته. يوم جاء إلى التجمع اتهموه بالانتماء إلى الحركة الإسلامية عندما كان يدرس في فرنسا.ودافع عنه الرجل باستماتة وكنت شاهد عيان.كما دافع عن غيره.)
.ذات يوم كنت بمكتبه سنة1992وجاء وفد من جامعة المحمدية طالبا خلع محمد عويني الكاتب العام للجامعة وقتها.
ورفض السيد حسين المحمدي ودافع عن محمد العويني. بل يوم جاء إلى التجمع كرئيس دائرة وضعه في خلية المحامين.وكل الذين استنجبهم اليوم من رجال الدولة؟ لماذا؟اترك الجواب إلى كل قارئ.
هو رجل يصنع الرجال.
ولهذا يخافه القروي وبن ضياء والودرني والغنوشي وكل المعارضين والطامعين في الكرسي سنة2009واقولها هولا يخدم إلاّ تونس فقط. يكفي أن يقف حسين المحمدي مع بائع خضر وبمجرد انصراف الرجل يأتي هذا المخبر وذاك المليشيا ليمطروا الرجل أسئلة؟ ذات يوم نزلنا عبر القطار وجاءه هاتفا يقول له بمجرد نزولك تجد شرطين وذلك للتخويف؟ الرجل لا يتركون له النفس والتنفس.بينما المعارضين داخل وخارج تونس يجلسون ألاماكن العامة ومعهم البوليس؟يتحركون؟وأحيانا هناك ضجيج.يوم أن نظم بن جعفر شيئا ما في ساحة الاستقلال حضر21فردا ونملك الحجة.وكتب حول مسيرة وعشرات؟ و…. قال لي احد الشيوخ الذين تقزّزوا في البداية من كتابات المحمدي حول أمريكا ومشروعها… مُخبر كبير قال له…الرجال ترتعد منه. وما فعلناه معه منذ1990يساوي ما فعلناه مع المعارضة مجتمعة ولم ييأس؟
كل يوم يكسب أنصارا مهمين خاصّة داخل فرنسا.والنظام خائف ويفعل المستحيل لان لا يبرز إعلاميا.بل غربيون كبار
خائفون من الرجل.وكتاباته عبر تونس نيوز صارت مقلقة عربيا الى حد كبير.تونس نيوز أعطاها الله هدية ثمينة جدا.لقد جرت وتجري محاولات كبيرة لمنعه من الكتابة عبرها.وهو متفطن.
.الرجل في بن عروس وفي التجمع وحيثما ذهب حاصروه.واليوم يرتعدون منه بشكل مذهل.
يوم كتب عبر تونس نيوز لأول مرة ذهبت معه إلى مقر المضربين صحبة الأستاذ مختار العيدودي وبخروجنا من مكتب الأستاذ الهمامي مر أمامه احد الأشخاص بسرعة واسقط ورقة وهو يمشي حملها صديقي وقراها وكتب بها…احذر من هاتفك بالأمس ومن ستلتقيه بعد حين. انه جالس الآن في المكان الفلاني ومعه …فهو كلف بك وبحصر علاقاتك. تفطن.ويريد معرفة موقفك من زوجة الرئيس وإخوتها..
.دار
جدال بيننا ونحن نسير باتجاه احد المقاهي وسط العاصمة.وقبل وصولنا المقهى اعترضنا واحد قال له حرفيا…إنّه مكلّف بمهمّة. إنّهم يرتعدون.إنهم مرعبين من إمكانية تقابلك مع الرئيس…
.شخصي تركتهم ما
إن وصلنا المقهى لالتزام مهني بحت. والجميع علم بما حدث للأستاذ العيدودي يومها. وهي مسرحية صنعت من اجل صديقي المحمدي.كان الهدف منها استفزازه وجرّه إلى منطقة باب بحر وبعدها بمدة تولت شرطة بن عروس الأمر.
.في الليل جلسنا بأحد مقاهي بن عروس.
وتناولنا الموضوع من جميع جوانبه واستقر الرأي على أن يواصل أخي حسين المسرحية مع ملازمة الحيطة واستحضار فطنته المعهودة.وقبل أن نفترق جاء احد رجال التجمع وقال له حرفيا..إنهم ينقّبون عليك ويضمرون لك الشر ويبحثون عما يكون لديك من وثائق؟ وراهي الجماعة خايفة اطرطر ونادمين على النهار الاّ ظلموك فيه….وكلاما آخر..
.الشخص المكلف بمهمّة انتدب معه من الخارج خمسة أسماء….وكنا نضحك منهم.اثنان منهما جاءا الى تونس وتقابلا معه؟
احدهم كان يجلس مع المنتدب ومع المستعملين له. وشخصي لا يفارقهم والى اليوم. أرسلوا للرجل ويرسلون كل أنواع التهديدات وكلها نعلمها لان المخبر لا أمان له.
احد
هؤلاء كتب دعايات وأراجيف حول صديقي زادته قوة وطـُـلـب من ضحية (لها قضايا جنائية) أن يضع هاتفه واسمه أسفل المقال الذي نشرته تونس نيوز يوم23 مارس 2006. ونملك الحجة القاطعة. بل نفس المنتدب حرر رسائل الكترونية لهيئات دولية وشخصيات. بل وجه مقالا لتونس نيوز في نفس الوقت الذي وجّه فيه عشرات تختلف عما هو مضمّن في مقال تونس نيوز. لنفس السبب مواضيع؟ في وقتها جمعنا كل المراسلات عن طريق من توصّلوا بها. وبعد لحظات من توجيه هذه المراسلات كنت مع صديقي متجهين إلى العاصمة تونس من مقرين وإذا بأحد أصدقاء المنتدبين يخاطبه وهو جالس مع المنتدب ومع شخص آخر همه الوحيد والأوحد أن يحرر أخي حسين رسالة اعتذار إلى رموز الفساد ليقولوا لرئيس انظر ماذا نفعل؟ها هو ركع.؟ (وهكذا يزداد خوف الرئيس منهم والحاجة إليهم. وهذا يعرفه الجميع.لكن أخي حسين من طينة أخرى وقرا هو ونحن معه الحساب باكرا.هو يريد التغيير.ولا يوجد لديه طلبا شخصيا واحدا.احد الشخصيات المهمة جدا قال…مصيبة علينا لو يراه بن علي سننتهي. نحن نحاصر زوجة الرئيس ولا نريد أن تراه ولا بن علي بالمثل.ونسعى لإدخال الغرياني الى القصر. ويوم يكتب عبر تونس نيوز ننشرح. ويوم لا يكتب في الرئيس الجماعة لا تنام).
.كان احد
زملائنا ملازما للمنتدب والشخص الآخر والمتحدث مع صديقي عبر الهاتف.وصلنا تونس وتركته يجلس مع الرجل المرسل لوحدهما…جلست على بعد أمتار منهما…وكان الآخرين على بعد أمتار منا يرقبان…. وأتقن صديقي المسرحية غصبا عنه. باختصار شديد الرجل المرسل كان يريد تمرير التهديد والوعيد لشخص صديقي ولزوجته ولأولاده ولعائلته. وعلى ذكر العائلة حاول المكلف بمهمة الإساءة إليها بشكل رهيب.حمل ملفا من هنا وآخر من هناك…ولكنه خاب …عدنا عبر القطار إلى مدينة مقرين…وبعد ساعتين خاطبه صديق المكلف بمهمة ليطلب منه رؤيته على الفور.فقال له صديقي..تهديد ووعيد…إنهم اجبن مما تتصوّر. وخاطب الرجل المكلف بترويض المكلف بمهمة والمنتدب وآخرين في باريس و….ليقول له… لا ترسل التهديدات. وإذا كان لديك شيئا مباشرا تفضل.أنا رجل اعمل في الوضوح.أنكر الرجل أن يكون أرسل تهديدات .غيروا التكتيك فصاروا يرسلون عبر البريد الالكتروني وإشارات أخرى عبر الهاتف نعرف نحن معانيها.الجميع يريد معرفة من نحن؟. تكفل بعدها المنتدب وصناعه بمهمة الاتصال بهذا وذاك داخل تونس لتشويه صورة الرجل؟ من يشوّه؟ الرجل معروف على مختلف المستويات أنظف من البلوّر.ويقول رأيه جهرا. الخلاصة خلال الجلسات التي وقعت بين صديقي والمنتدب وشخصان آخران وضع لها الرجل باتفاق معنا زمنا وإطارا وتوقيتا.
الجماعة ونيتها وحكاية وزارة الداخلية
.الجماعة كانت تنوي معرفة علاقات صديقنا في الداخل والخارج وخاصة الوزراء والمسئولين المهمين وتعطيل نشر
الكتاب في باريس تحديدا. والحلم بإمكانية تحرير رسالة إلى بن علي تطيل عمر رجال السوء والكذب. والهاتف كان ينقل ما يدور من حديث؟ وصديقي يعلم هذا. استعملوا معه أنذل الوسائل …
.الرجال عرضوا
المصالحة بين صديقي والرئيس. وهو سياسي.أجاب بعد استشارتنا مطوّلا وبعد أن عرفنا نوعية الشخص وعمله لصالح من فعلا؟ وحتى لا يكون الأمر شخصيا بحتا من ناحية ولا تقتل المصالحة التغيير في تونس من ناحية أخرى. اقترح أخي حسين على المنتدب (لينقل هو بدوره إلى سيده) أن يتم تعيينه وزيرا للداخلية تعبيرا من بن علي عن حسن نيته ورغبته في التغير أولا وان يعلن أخي المحمدي بعد مقابلته للرئيس عما يلي ثانيا… قابلت الرئيس واتفقنا على أن يكون ما ورد ضمن كتابي الأول وكتابي الثاني وما كتبته عبر تونس نيوز واكتبه إلى حد الآن…برنامج عمل جديد يكون على أساسه الإصلاح والتغيير وان هذا الإصلاح ينطلق منذ اليوم عبر القرارات التالية… (وهو ينفي أي طموح أو هدف خاص لدى الرجل أو رغبة في إزاحة الرئيس الحالي هكذا من اجل المنصب فقط. بل هناك برنامج للرجل.)
1-حل مجلس النواب والإعلان عن انتخابات تشريعية جديدة في ظرف ستة اشهر مع
الحرص على توفير كل مقومات العملية الانتخابية وللجميع.
2-الغاء الغرفة الثانية لأنها بدعة وتكلف المال الكثير للدولة وتونس لا تحتاج لمجلسين.
بل عدد أعضاء مجلس النواب كثير.
3-حل المجالس البلدية والإعلان عن انتخابات بلدية منتصف2007.
4-الإعداد
لانتخابات رئاسية تعددية حقيقية لأول مرة في تاريخ تونس وبمراقبة دولية لها ومرشّحه هو الرئيس الحالي وفق البرنامج الجديد.
هذا
ما أزعج الحاضرين وأربكهم.بل احد المخبرين الحاضرين قال حرفيا…انّه رهيب. وواثق من نفسه.والجماعة أمامه شلايك لذلك يحتقرهم ويراهم من أتفه ما يكون ويعلم عنهم أكثر مما يعلمون عن أنفسهم.
كان هذا
كلامه للجماعة. وخرج المكلف بمهمة ليقول هذا للعموم وليحاول إظهار الأمر وكأنه شخصي مع العلم وان أخي حسين يعرف كل المتواجدين داخل هياكل الدولة والمشكلة لا يراها منحصرة في الرئيس لوحده. وتنحية الرئيس وزوجته (كنا نكرهها. وهو من قال لنا..لا دخل لنا في الصراعات الداخلية.ومصيبة تونس غير صحيح أنها مرتبطة بذهاب بن علي وزوجته. وكتب هذا علنا والحال أن زوجة الرئيس شاركت في ضربه يوما ما ولديه كل المعطيات؟في الداخلية قلت سابقا كان يبكي أحيانا من هول ما رأى؟ ومن وقتها اتخذ قرار الترشح ليقول الكثير وليكشف المسرح. والله لو تعطى له رئاسة الجمهورية مع مال الدنيا لا يقبلها.اعرفه جيدا. وهذا الكلام لا يعجب رجال القصر ولا الحزب الحاكم لان هذا يجعل الرئيس لا يراه منتظرا مكانه ولان الجماعة تعيش بخلق خوف هنا وعدوّ هناك حتى تحافظ على رجال المليشيات.). هكذا هو الرجل وتفكيره.وهل فيه عيب؟ وهذه هي الحقيقة الواجب أن يعلمها الجميع. وأخذت وقتي لأكتب هذا.الحقيقة واحدة. المحمدي إلى حد الآن كشف معدن المعارضة. ورجولة هذا وذاك.ما وقع لكتابه في باريس يندى له الجبين؟
حسين المحمدي من النوع الذي لا يجعل نفسه ابدأ تحت رحمة البيع والشراء والطمع.وهو صاحب
رؤية كبيرة.ومن يريد أن يعرف من هو الرجل رغم المحاصرة الرهيبة مخابراتيا تونسيا وفرنسيا على وجه الخصوص فهو يتمتع بحضور كبير وسط أعدائه وسمعت هذا من تونسيين هنا وفي الخارج. خاصة من الشباب بل المنتدب نفسه قال كلاما كبيرا منذ يومين فقط.واقسم لكم لقد فرح المحمدي يوم انبطح هذا وذاك و ويوم حرر هذا وذاك مقالا في شخص سيدة ما.سألته سبب فرحه أجاب بابتسامة عريضة.الكتابة اكبر سلاح.تعري هذا وتصنع ذاك.في ظرف 5اشهر انظر كيف صار هذا وذاك يجري.كيف سقط هذا وذاك.كيف انقلب هذا وذاك.كيف خاف هذا وذاك.في كلمة اليوم الجميع عاريا عبر القلم تفعل ما تريد.هل تعلم يا أخي محمد لماذا طلبوا من المنتدب الكتابة وعبر تونس نيوز؟
اخرج لي مقالا كتبه منذ بداية جانفي
2006بعنوان شانتاج بن علي…يتحدث فيه عن مال المنتدب وغيره…وأتمنى لو تعيد تونس نيوز نشره؟ المخابرات عندما تعمل بعميل تقوم بحرقه عبر مكان ظهوره أو كتاباته.حتى لا تكون تحت رحمته وينسى انه طلب منه شيئا ما.يعني ورقة محروقة الى الأبد.ورأيت الى حد الآن كم هو عدد الأوراق المحروقة؟ورقات أخرى كانت ترى أمريكا واليهود شياطين ومع بروزي صاروا يتزلفون ويتمسّحون.وهي كثيرة…أحصى لي الضحايا ووقفنا عند 98 ضحية من رجال السياسة.
.كتبت هذا
لأنقل لكل تونسي وتونسية الحقيقة كما هي.ولأطمئن من له نية الترشح في 2009 ان صديقي لا يدور في أيّ فلك.وانّه سيكون له الدور المحدّد في المرحلة القادمة.من يكون رئيسا لتونس؟ وان الأسماء المعلومة لن يكون لها مكانا.وأفضل لها الانسحاب المبكّر.الزمن القادم زمن كشف المستور ومن العيار الثقيل جدا.واطلب من القرّاء العودة إلى ما كتبه ويكتبه الرّجل حول أمريكا والعراق وإيران ومصر ولبنان وسوريا وإسرائيل واللوبيات وحماس و…وسيقف كل واحد عند أفكاره وصدقه ومصداقيته عمله للحرّية فقط. أفكاره تدلّ عليه.وتقول لنا جميعا لماذا الخوف منه؟ والحديث عن هذا وذاك؟ودعوة هذا إلى مركز دراسات لأنه لا يخيف حتى نملة؟النظام في الظاهر يكلف الحاجة وغيره بقول تفاهات في هذه المراة وهذا الرجل.لكن الجوهر من مكان إلى مكان وخاصة في الخارج وعبر الانترنات واتصالات صحفيين يعملون في فضائيات بهذا المسئول الأمريكي وغيره من الاوروبين كلها منصبّة على أخي حسين؟.منذ ما يزيد عن الأربعة اشهر ياتي له ولنا عبر الانترنات ما يلي…
1-لقد تخلت أمريكا عنك لصالحنا؟هكذا بكل وقاحة.
وهم من يخوّن ومن يشتم ويتحدث عن الوطنية؟
2-يرسلون تعليقات وكتابات في أمريكا لاذعة؟
النقيض في نفس الوقت ومن نفس الأشخاص؟ وهو ما يعني أن كلامهم الأول غير صحيح.
3-كتابات من فرنسا خاصة تهاجمه لأنه امريكاني؟
وتطلب منه عدم الكتابة مطلقا حول أمريكا المجرمة واللعينة التي فبركت 11سبتمبر2001؟نعم.وهي كلها موجودة.
4-التركيز على ولاية بن عروس بشكل كبير
تدميرا للرجل وبهدف جرّه إلى قبول شروط رجال اللؤّم والفسق.وقالوا لنا حرفيا…سوف نجعله يموت جوعا..وهناك قضايا بانتظاره.. هناك عملا ماننجزه مع الأمريكان وبعدها سترون ما نفعل معه.
.هنا بالضبط أقول لهؤلاء…قبل جويلية مثلما قال هو..ستهربون من تونس.
وننصح شيراك ومن من الغربيين متورّطين مع النظام أن يرفعوا أيديهم قبل فوات الأوان لانّ ما سيكشف رهيب ومسّ كلّ القطاعات.النظام في تونس مجرم من الصغير إلى الكبير وهو حال الكثير من المتشدقين بالحرية. وكما قال هو منذ أيام…نحن جاهزون للمحاكمة. لكن من سيحاكمنا؟ إذا ما أظهرنا أن النظام برمته منذ يوم 7نوفمبر 1987باطل ولا أساس له؟ كل الحجج التي لا تقبل القدح متوفرة. والمباراة أشرفت على نهايتها. ولا نخاف من تهديدات وصلت عبر الانترنات تقول له ولنا..ايلي حبيقة والقوات اللبنانية و…تهديدات بالتصفية عبر توريط الجانب اللبناني…
كان الرجل ببيتي يوم السبت
(8 أفريل 2006، التحرير) وكنا نتابع كلمة العقيد الليبي في مالي…وأصبنا بالقرف. وهنا تساءلنا عندما يزور أي مسئول غربي هذا الرجل ماذا يتحدثون معه ولماذا يأتون إليه أصلا؟ في تونس ليمكننا العيش وجب علينا ترك السياسة والعمل
لصالح الفساد
وعكس هذا الدمار وأمام أنظار العالم.عندما يعجز النظام يدفع هذا وذاك للكتابة والترويج كذبا عبر كتابات مدفوعة الأجربان اللوبي اليهودي في فرنسا يمسك به.النظام في تونس منهار إلى ابعد الحدود طالما يعمل بعناصر كان فلّقها ومزّقها وهي بدورها تسعى هذه الأيام لبيع بضاعة فاسدة.والسيدة نايلة شرشور واجب فعل معها ذلك حتى تنخرط كما انخرط قبلها العمري والسماتي و…النظام كما قال مرارا أخي حسين يعيش بالمشاكل ومنها.
من هنا يضرب ومن هناك يسجن وغدا
يرضخ لهذا الطلب وذاك من أجانب ويعيد الكرة حاله حال مبارك.ورأينا ماذا فعل مع المحمدي أواخر ديسمبر الماضي وجانفي 2006واليوم.ترهيب الناس ثم اقتيادهم إلى حضيرته وانتزاع منهم تحت الإكراه والتجويع والإرهاب والمنع من كل الحقوق ..شهادات في النبل والشهامة والرجولة؟ وفرنسا تحمي؟ من رضخ يمكنه العمل وصار من الوطنيين بشروط.
رأينا
انه قبل كل زيارة لمسئول أمريكي يحدث هذا. زيارة رامسفيلد ذهب اثنان.والش وغدا رايس عندما تأتي إلى تونس.رأينا ما كتبه الأخ حسين حول قول رجال النظام فيها أشنع النعوت وعبر مناهجنا التربوية.وغدا تأتي إلى تونس؟ويستقبلها الرئيس بن علي وتصرّح انه حليف في الحرب على الإرهاب وان بوش يتطلّع لرؤيته والعمل بأفكاره ويكتب صالح الحاجة وعبد الحميد الرياحي وغيرهم عنها كلاما جميلا بعد أن اضحكوا عليها العالم؟لقد صار بريدنا يمتلئ برسائل معينة… يقف وراءها الحاكم ومرتدين معه.وهنا أريد فك لغزا حيّرني…النظام خائف من أمريكا؟ والمعارضة خائفة من أمريكا؟ الحاكم والمعارضة يتوددون إلى أمريكا؟ المعارضة في فرنسا تلعن أمريكا ليلا نهارا. لماذا برز هذا التناقض فقط مع ظهور أخي حسين؟ ولماذا حضرت جوازات السفر والأموال معه أيضا؟ الم يكن الصحبي العمري والسماتي مرميين منذ سنوات تحت الأحذية البالية؟ لماذا صار فيهم العز عندما ظهر المحمدي واقتربا منه؟ كل الأسماء الأخرى كانت حاضرة منذ 40 سنة والنظام لا يخاف منها. ظهور المحمدي غير الكثير وأياما قليلة سيغير الكثيروالكثير.
قال ذات مرة إلى الآن
لم أخـرج سوى 10 في المائة مما أخـزن.
محمد بن عمر
–تونس
14 أفريل 2006
عودة الأجنحة وتشكّل مراكز القوى
بقلم: عبد الرؤوف المقدمي
مازالت أتذكّر، ذلك اليوم الصيفي الساخن، وتلك الأجواء السياسيّة الصاخبة، التي ميّزت مناقشات مؤتمر الانقاذ. وما زالت ترنّ في أذني تلك الجملة التي قال خلالها الرئيس في خطابه الاختتامي، أنّه لا مكان في المستقبل للأجنحة في الحزب!! وعندما هبّت وقتها تلك العاصفة من التصفيق، وتنامت الى الاسماع جمل متفرّقة تنادي بحياة تونس، وحياة الرئيس، وحياة الحزب. نظرت الى تلك الصفوف الأماميّة، وكنت حذوها، فشاهدت وجوها اصفرّت وامتقعت.. ولكن أيادي الوجوه المصفرّة كانت أيضا تصفق، ثمّ جال بصري فرأيت وجوها سرت فيها الدماء واستبشرت، فكان تصفيق أياديها عاديا، وكانت فرحتها تلقائيّة بطبعها!
كان الرئيس وقتها يوجّه رسالة إلى المؤتمرين، والى المسؤولين، أنّه لن يعلو بعد ذلك اليوم شأن لأيّ شخصية سياسيّة تصنع أو تفتعل مركز قوى داخل الحزب، فتكون من خلاله قوة ضغط، أو تبعث بسببه جماعة من الموالين. فالولاء سيكون بعدها لسياسة الحزب ولسياسة الدولة وليس لأشخاص فيها أو فيه. وقواعد اللعبة السياسيّة القديمة التي أضرّت بالحزب والدولة، وأطلّت بها على الوهن وإمكانية التلاشي، يجب أن تتغيّر وبالعمق صوب انضباط يضمن بقاء جذوة الاثنين، ويكرّس قوّة الطرفين.
وقد كان الرئيس أكثر من محق، فبسبب شيخوخة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، وبسبب جشع خلافته، تكوّنت في الحزب وفي الدولة أجنحة تتصارع بينها، ومراكز قوى كاد سلوكها يسبّب دمارا لتونس، بعد أن نسيت تلك القوى كلّ الاستحقاقات الوطنيّة، وتحوّل ولاء الناس من ولاء وطني صرف إلى ولاء شخصي نفعي!
وقد وصل الأمر في تلك الأيام المنفلتة، وتلك السنوات الصعبة، أن أصبحت كلّ الطبقة السياسيّة في تونس في الحكم وفي المعارضة، وهي التي على الربوة، تراقب الأمور والأشياء وتتصرّف حسب ما تفرضه سلوكيات الأجنحة ومراكز القوى المتعطّشة للحكم والمسرعة نحو الخلافة والمدمّرة لكلّ من يعترض سبيلها حتى اذا كان المعترض المصلحة الوطنيّة العليا ذاتها. وعندما يلتقي الجشع بالطمع والعمى السياسي بالحول، تكون النتيجة ما حصل في تلك الأيام، التي أتى فيها الخلاص، من رجل الدولة الوحيد وقتها، زين العابدين بن علي، والذي بحكم طبيعة تكوينه الوظيفي والوطني، تصرّف على أساس إنقاذ الدولة من ” رجالها ” وانقاذ تونس من براثن الذين اؤتمنوا عليها!
ولأنّ لكلّ قول سبب، فانّني تذكرت هذه الأشياء كلّها، لعدّة أسباب، منها بدايات رصد لأجنحة تتكوّن في السلطة، قد تأتي فرصة قادمة لذكرها كلّها وبالتفصيل، ومنها مقال صادر في الفترة الأخيرة بإحدى المجلات الدوريّة الصادرة في باريس (يبدو أن المقصود هو المقال الذي نشرته جون أفريك حول السيد محمد الغنوشي، التحرير) حول الوزير الأوّل التونسي ومسيرته، وهو مقال من ذلك الصنف الذي أعرف جيّدا كيف يُحبك، بحيث تـُـنـتـقـى كلماته وتُـخـتـار جمله أوّلا في الصالونات السياسيّة، ولا يكون دور الكاتب فيه، سواء خلصت نيته أو هي نوت العكس يتعدّى تنميقه وتزويقه، بحيث يمرّر العسل في الحنظل والسم في الدسم! وهو ما تمّ وحصل في هذا المقال، الذي يوحي بطريقة خفيّة، بأنّ الرجل انتهى أو يجب أن ينتهي عهده!
وحتّى لا تظهر النية واضحة، يركّز المقال في أجزاء منه، على خصال الرجل الذي يبرّر ذات المقال أيضا، أنّه لا يحكم في شيء وأنّ دوره لا يتعدّى دور مدير ديوان!
اختزالا للأشياء، سأقول أنّ هذه الأساليب المهترئة، لم تعد تنطلي، وأنّه من مصلحة تونس أوّلا وأخيرا، وضع حدّ لبدايات انفلات، وأين؟ داخل الدولة ذاتها والحكم نفسه. عيب!
البورنوغرافيا الأمنية علامة سـقـوط مُـدوي
الأستاذ عز الدين شمام – باريس
( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
صدق الله العظيم
في ظل اتجاهه الى مزيد من القتامة والعبثية يبدو المشهد السياسي التونسي في منعطف نوعي بعد تراكم كمي لجملة من الاحداث والصيرورات:
-أول هذه المؤشرات إرهاصات ولادة قطبية جديدة بين قاعدة عريضة من القوى الوطنية السياسية والاجتماعية التي تجاوزت عوائقها الايديولوجية وانتماءاتها السياسية باتجاه بلورة المشترك الوطني كما حدده البيان التأسيسي لحركة 18 اكتوبر الصاعدة في مقابل اوليغارشية السلطة والمال التي حافظت طيلة العقدين على تماسكها القائم على وضع اليد على كل أرصدة الدولة .
-هذا التماسك الظاهري لا يمكن ان يستمر على الدوام فقد بدا النسق القائم والدي توهم العديد حتى من ضحاياه انه من الجبروت والقوة بحيث يصعب تحديه او التفكير في بناء موازين القوى التي ستفرض التغيير فقد بدا النسق في إفراز تناقضاته الداخلية وبدا الحديث عن تبلور اصطفافات وتحالفات قد تؤشر على انطلاق معركة الخلافة.
-هذا المؤشر الأخير لا يعني انشطار النواة الصلبة للنسق القائم. فقد أكدت موجة القمع الاخيرة لوجوه المعارضة الداخلية والرجوع الى اشكال الابتزاز السياسي وتوظيف البورنوغرافيا في ارهاب الخصوم السياسيين والمناورة لإحداث اختراق في جبهة الخارج لجر قطاع منهم على طريق الحلول الفردية التي تفتقد الى الضمانات السياسية والحقوقية فضلا عن انها تحمل الضحايا مسؤولية معاناتهم.
كل هذا يؤكد استمرار النسق القائم على اساس الهوية التي حددها له المؤسس والقائمة على مقاربة أمنية للمجتمع والدولة بشكل صفى السياسة وجعل كل حديث عن الإصلاح هراء.
ان الثنائية القطبية التي اشرنا إليها لا تعني اننا ازاء وضع تتكافىء فيه موازين القوى بل يمكن القول ان سلطة 7 نوفمبر مازالت تتوفر على هامش مناورة داخلية وخارجية للجم قوى التغيير حتى لو كلفها ذلك البقاء جزيرة شد الى الوراء في محيط اقليمي عامر بالتحولات والتجاوزات نحو الاصلح.
– في المقابل يحسن بالطرف الوطني الذي له شرعية امتلاك المستقبل مهما كانت المكابدات والتسويات الممكنة ان لا يستعجل نتائج حركته المتصاعدة وان يحافظ على اغتناءها بكل الوان الطيف السياسي وهدا ما يؤكد بحسب رأيى شعبيتها وتجدرها فعلى عكس ما يظن البعض ينظر الى حركة 18 اكتوبر على انها حركة نخبة وعاجزة عن الاستمرار والتواصل والحال انها قامت على تحالف اغلب العائلات السياسية والفكرية التونسية التي لعبت أدوارها في المجتمع والدولة والنخبة ويحسن في مقابل دلك ان نتساءل عن أية قاعدة جماهيرية او سند شعبي يرتكز النظام القائم ولذلك فضمن شروط القمع والحصار المضروب على حركة المجتمع وتطلعاته من الطبيعي ان يقع تحجيم قدرة قوى التغيير على التأثير ولو إلى حين.
ولذلك مازال امام حركة 18 اكتوبر عملا شاقا وطويلا لاثبات جدارتها بقيادة حركة التغيير على اساس مشروع وطني جامع ويحتاج الى بناء رمزية قيادية للعمل الوطني وتوحيد ذكي لفاعليات الداخل والخارج بشكل يحصنهما ضد مشروع تكسير العظام في مستوى الداخل بكل مفردات مؤسسة الامن المركزية في الترهيب والمحاصرة والاستفراد بالضحية واستحلال آدميته ونهش شرفه وهو قمة لأزمة الاستضعاف الفرعوني وأساليب المناورة والاستفادة من حالة الهشاشة التي يعانيها المهجر لترويج أوهام الخلاص الفردي .
حينما تتمكن الحركة الصاعدة من تجاوز هشاشتها والاستقواء بحضنها الشعبي تواصلا مع مطالبه وخلق دينامية تغيير تتجاوز الاحتجاج الى فرض الإصلاح، عندها يمكن الحديث عن دور للشارع التونسي.
رسالة موجهة من النقابي الحبيب بسباس إلى أعضاء المجلس الوطني للإتحاد العام التونسي للشغل
الأخوة أعضاء المجلس الوطني
الرابطة حقوق الانسـان …. و الهروب الـى أين ؟
الا ستـــاذ فيصل الزمنــى :
عـادت بي الذاكرة الـى مـا نشره مركز دراسـات الوحدة العربية ببيروت عن الدكتور قسطنطين زريق صلب عـدد خـاص تحت عنوان” مــا العمــــــل ؟ ” و قد جـاء ذلك فى قالب حديث الـى الاجيـال العربيـــــة الطـالعة . و قـــد تعرض فيه ” حركية ” اليـــأس عند العرب المعـاصرين … و عقم النخـــب و توقف أو تعطــل عجلـة الخلق و الاتيـان لـدى المجتمع العربي … و قد جـاء فى بـاب تقسيم النخب العربيـة و ترتيبهـا عتد البـاحث المذكور أنه نتيجة للواقع العربي فان النخب قد انقسمت الـى :
1 ـ المهــزومـــــون
2 ـ الغــائبـــــــــون
3 ـ القــدريــــــــــون
4 ـ الهـــــــاربـــــون
5 ـ الندابـــــون و اللوامــون و المستهزؤون
6 ـ المستغلــــــــــــون
7 ـ الملتزمــون
قبل أن يتعرض الـى أنواع القلق و تقسيمه الـى قلق غـائب و قلق سلبي و قلق ايجـابي … و قد أسس دراسته على الواقع الذى يعيشه الوطن العربي من تشرذم مؤسسات المجتمع المدنى و اهتراء الانسجة بـه .. الامر الذى استحـال معه البنـاء .
ان هـذا الواقع و لئن تعود المسؤولية فيه بالاسـاس الـى الحكومـات و النظم التى مسكت بزمـام الامور منذ أن عمت موجة الاستقلال أرجـاء الوطن العربي ..فان وطـأة هـذا الواقع تختلف من بلد عربي الـى أخر … الا أن الاطر الرسمية من أحزاب و منظمـات تلعب دور كذلك فـى تكريس التمشى التهميشي .. لمـا لهـا من أثر مبـاشر على المواطن و على الحياة العـامة .
ان النـاظر لواقع الاحزاب السيـاسية ببلادنـا مثلا و الـى واقع الجمعيات المؤثرة .. لا يمكن ألا يستوقفه مشهد الصراعـات و التشرذم… فهذه نقـابات التعليم العـالي تنقسم على نفسهـا … و هيئة المحـامين يهددهـا الانفجــار من الداخل … فحتى الجمعيات الصغيرة .. صـارت تعــانى من التشتت .. . أمـا الاحزاب السيـاسية فحدث و لا حــــرج … فالعمل السيــــاسي ببلادنـا صـار يصنع كل سنة زعيمـا و يمحى عل سنة زعيمـا أخر … و يخرج من هـــــذا و يدخـــــل فى ذاك مــــــا شـاء من الانسلاخــــات و التجمعـات .
و لنتوقف أمـام مشهد حقوق الانسـان ببلادنـا . اننى لا زلت أتذكر أحد أصدقـائي و هو عضو بالمجلس الوطنى للحريات عندمـا قـال لى بعض الشيئ عن أعمـال المجلس … ( و المجالس بالامـانـات ) فقد أكد لي أن عدد أعضـاء المجلس لم يتغيروا الا بالنقصـان بسبب الوفـاة … هـذا المجلس الذى ليس له اطـار شرعي و قـانونى .. فهو يصدر البيانـات فقط و لا ينشط فعليـا و لا يسـاهم فى النشر و الدفـاع عن ثقـافة حقوق الانسـان ببلادنـا . و سوف لن أقلل من قيمة هـذا المجلس و برغم مـا يتعرض لـه أعضـاؤه فهو لم يخلو من أفة المشـأكل الداخلية … و سوف أتوقف هنـا بخصوص هـذا المجلس .
ان مـا ليس لمجلس الحريات بموجب وضعه هـذا … ليس لرابطة حقوق الانسـان بموجب وضع أخر … فالرابطة فعليـا قد غـابت عن النشاط الجهوى و صـارت تقتصر على البيانات المركزية أو الاتصال بالخـارج فقط . و هو تقريبا حـال مجلس الحريات الذى لا اعتراف قـانوني به .
ان الوجود القانونى الذى تمتاز الرابطة به لا أثر للانتفاع منه على أرض الواقع و اننـا نرى الان الرابطـة و هي تستعد لعقد مؤتمرهـا أيـام 27 و 28 مـاي 2006 قد اختـارت على مـا يبدو أن تعقده فى وقت لم تتمكن فيه بعض فروعهـا من عقد مؤتمراتها … و لم تتمكن القواعد من بيان موقفهـا من قبول الدمج أو رفض الدمج ….
لقد اطلعت على بيـان الرابطة لتـاريخ 06 أفريل 2006 الذى يدعو الى الحضور بمقرهـا قصد الاعداد للمؤتمر مسـاء السبت 15 أفريل 2006 حسب عبـارة الدعوة المنشورة على هـذا الموقع : ” جميع أعضـاء هيئات الفروع ” …. دون بيان مـا تشمله هـذه الدعوة فهل تشمل الفروع المدمجة أم غير المدمجة …؟
ان تعمد الغموض و سلوك نهج الهروب الـى الامـام لا يحل أية مشكلة .. و ان تجـاوز المؤتمرات المحلية فى اعتقادنـا … لن يجدى نفعـا و اننى أسأل مكتب الرابطة الحـالي مثلا عن الحل بالنسبة لفرعي نـابل و الحمـامـات .فهل تم عقد مؤتمر بالحمـامـات ؟ و هل تم عقد مؤتمر بنـابل ؟ و هل تم عقد مؤتمر لفرع مدمج ؟ و هل قرر منخرطو نـابل المصـادقة على الدمج ؟ و هل قرر منخرطو الحمـامـات المصـادقة على الدمج ؟ و من سيحضر عن نـابل و الحمـامـات فى المؤتمر ؟ الخ ؟ الخ ؟
سوف لن أطيل الوقوف هنـا لكون الاجوبة حـاصلة و واضحة و تجـاوز نظـام الرابطة موجود و ثـابت و لكننـى سوف أعود الـى فترة مزدهرة من نشـاط الرابطة عندمـا كـانت تضم الرأي و الرأي المخـالف فى اطـار سلمي و جدى … لم تكن الرابطة غنية بالمـال و لكنهـا غنية بالرجـال…. و نشطت و وقفت الى جـانب القضايا العـادلة و عـالجت المشـاكل الميدانية فى الجهـات و هـذا هو أهم شيئ للعمل الرابطى فالنضـال اليومى و الدفـأع ضد التجاوزات بالجهـات هو المحك الصحيح … و اليوم و أمـام هـذا الوضع الذى يجعل من رابطة حقوق الانسـان مثلهـا مثل جل مكونـات المجتمع المدنى … عـاجزة عن القيام بدورهـا الطبيعى و عوضـا عن التكتل و المضى الـى الامـام بتعبئة و اخترام جميع مناضليهـا .. فهي تسعى و تخلق أسباب تهميشهـا … مستقبلا .
ان البيان الصادر عن الرابطة يطلب من السلطة و من هيئات المجتمع المدنى مساندتهـا فى عقد مؤتمرهـا .. فهل نطلب نحن فى نـابل من هيئة الرابطة و من هيئات المجتمع المدنى و نشطـاء حقوق الانسان مساندتنـا لعقد مؤتمرنـا الذى لم ينعقد ؟ و هل يمكن للرابطة أن تعقد مؤتمرهـا هي و تمنع عنـا مؤتمرنـا القاعدى بنـابل ؟ أم أن هيئة الرابطة تعتبرنـا قـاصرين و قد اتخذت القرار فى حقنـا بدمجنـا مع الحمـامـات بدون حتى رضـاء منخرطي الحمـامـات مقتصرة فى ذلك على عريضة أمضـاهـا البعض من منخرطي الحمـامـات و عبروا فيهـا عن رغبتهم فى الخـــــروج من الفـــــرع و ليس فى حل الفرع و انهـائه من الوجود .
اننـا نعتقد أن سياسة الهروب الـى الامـام التى يسلكهـا مكتب الرابطة الحـالي لم تعد خـاصة به و هي ترد فـى مـا أوردنـاه بأول مقـالنـا أعلاه من دخول فى دوامة اليأس و الشعور بالهزيمة و القلق و الهروب …. لكن الى أين .. ؟؟؟؟
ثم انه لا يمكن ألا نتسـاءل عن عدم وجود هـذه الحـالة لـدى الرابطيين عندمـا لم تكن لهم أموال قـادمة من وراء البحر؟ فهل أن سبب هـذا يعود الـى الرغبة فـى التصرف فى تلكم الاموال ؟ ان كـان الامر كذلك فبئس الدعم و بئس المـال … و ليعد من حيث أتى … فالنضـال لم يكن أبدا مؤسسا على المـال بل على القنـاعـات ….
و ختـامـا لهـذه الكلمة أقول للمؤمنين برسـالة حقوق الانسـان ببلادنـا ان مـا يحصل بالرابطة لا يبشر بخير … و ان عقد المؤتمر فى ظرف رمى بالنظـام الداخلي و بارادة المنخرطين بالجهـات عرض الحـائط سوف يجعــــل من مؤتمر الرابطة كباقى المؤتمرات التى تحصل بين الحين و الاخر ببلادنـا… و سوف يعطينـا رابطة لن يمكنهـا مواصلة الطريق الصحيح …. و دعم النضـال اليومى بالجهـات و لن يعطينـا سوى هيكل يمكنه أن يكون حـاضرا بالخـارج فقط لمسـاندة و الدفـاع عمن يروق لهيئة الرابطـة … و البقية ممن لا يروقون لهيئة الرابطـة يذهبون الـى الجحيم … و هو مـا سوف يدفع بباقى المنخرطين الـى التفكير فى بعث هيـاكل أخرى الـى جـانب الرابطة و الـى جـانب مجلس الحريات … ليصبح لنـا فى كل ” حومة ” رابطة لحقوق الانسـان …
لـذلك فان مجموعة نـابل التى أقصيت من الترشح و التى جـاء فى كلمة أحد الرموز الرابطية أنهـا محسوبة على القوميين … برغم انتمـاءهـا الثـابت للرابطة فهي و لئن تسجل بخيبة أمل مـا وصلت اليه الامور… كمـا تضمنته كلمة السيد رئيس الرابطة فى شهر سبتمبر 2005 ( و التى نشرت على موقع تونس نيوز ) و مـا جـاء بهـا عندمـا توجه السيد رئيس الرابطة الـى المجموعـات الرابطية التابعة للحزب الحـاكم … من كلام واضح … المعـانى .. و الدلالات فانهـأ تسجل رفضهـا فى جميع الحـالات القيام بقضيا أو غيرهـا ضد الرابطة فى الوقت الحـاضر و تمسكهـا بالعمل الديمقراطى و تعتبر أن مـا هو بصدد الانجـاز الان انمـا هو يهدف الـى ايجـاد مصدر و موطن مواجهة لا غير … و سوف يعود بالوبال على الرابطـة لا محـالة .
و فى الوقت الذى نحمل فيه الهيئة الحـالية مسؤولية الاضرار بمستقبل هيكل له مـاضيه النضـالي بالبلاد و وزنه الكبير بهـا …. و ذلك بتجاوز ارادة المنخرطين … فاننـا نعرف أن النتيجة سوف تكون واحدة و هي شل حركة الرابطـة مستقبلا … و الرابح من ذلك معروف … و سوف تضـاف الرابطة الـى قـائمة المنظمـات التى صـارت عظمـا بلا روح و مـا أكثرهـا …
كل ذلك يعيدنـا الـى كلمة الدكتور زريق عندمـا كتب مذكرة : ” مــا العمــل ؟ ” كمـا أوردنـاهـا أعلاه … فالـى اين نذهب بين الهـاربين ..و الـنادبين … و اليائسيــن ؟ الـى أين نذهب ؟ هـذا السؤوال الذى صـار اليوم يلتقى حوله العديد من النـاشطين و حتى المهنيين … فى عديد الميادين ببلادنـا و كل يوم تضـاف أسمـاء جديدة لقـائمة المتسـاءلين … و يبدو أن المرحلة القـادمة سوف تشهد اضـافة أسمـاء مـا تبقى من الرابطيين لقـائمة المتسـائلين …. .
فهل ترانـا نقول مرحبـا بالقـادمين ؟ أم كفى للسـابقين ؟
منظمات عالمية تتضامن معهما
إضراب أكاديمي ومراسل العربية.نت بتونس عن الطعام يدخل أسبوعه الثاني
دبي – العربية.نت
فيما دخل اضراب الأكاديمي التونسي البروفسير المنصف بن سالم، ومراسل “العربية.نت” في تونس الزميل سليم بوخذير الجمعة 14-4-2006 أسبوعه الثاني، توسعت دائرة التضامن من قبل منظمات دولية معهما.
وأعربت المنظمة العربية لحرية الصحافة عن “قلقها العميق إزاء النهج الذى أضحت السلطات التونسية تفرضه على الصحافة والصحافيين وحرية تداول المعلومات بوجه عام، وخاصة فى الفترة الأخيرة التى أعقبت قمة المعلومات وتطالب المنظمة السلطات بمراجعة هذا الموقف والكف عن تلك السياسات التى تهدف إلى تقيد حرية الرأي والتعبير”.
وعبرت المنظمة عن استنكار الموقف الذي اتخذته صحيفة الشروق التونسية بفصل الصحفي ” سليم بوخذير” الأمر الذى اعتبرته انتهاكا صارخا ووأدا لحرية الرأي والتعبير .
وأشار البيان الذي أصدرته المنظمة إلى أن بوخذير واجه فى الآونة الأخيرة “العديد من الانتهاكات منها سحب بطاقته الصحفية وجواز سفره ومنعه من النشر فى العديد من الصحف الأمر الذى يعنى ملاحقته لدى العديد مؤسسات الإعلام وكذلك تعرضه للاعتداء الوحشي من قبل رجال الأمن أثناء توجهه لتغطية مؤتمر صحفي كانت تعقده هيئة 18 أكتوبر / تشرين الأول للحقوق والحريات ،الأمر الذى سبق وأدانته المنظمة العربية لحرية الصحافة فى فبراير الماضى”.
وقالت المنظمة إنها تعلن تضامنها مع سليم بوخذير الذي عبر عن رفضه لتلك السياسات بدخوله اعتصاما بالإضراب عن الطعام، وطالبت السلطات التونسية بسرعة مراجعة موقفها من ” بوخذير ” ورد بطاقته الصحفية وجوار سفره إليه وعدم التضيق عليه عند مزاولته لعمله .
بن سالم يسعى لاستعادة حق السفر والعلاج
ومن جانبها أشارت اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم من جانبها إلى أن مجلس التأديب الجامعي الذي اتخذ قرارا بطرد نجل الأكاديمي التونسي الذي دخل اضرابه عن الطعام يومه الرابع عشر، أصدر قرارا بمراجعة قرار الطرد السابق والذي صدر في حق مجموعة من الطلاب ومن بينهم الطالب أسامة بن سالم ,ليتحول القرار الجديد الى مجرد توبيخ للمجموعة الطلابية التي صدر بحقها القرار الأول.
ونادت اللجنة باستعادة الحق في السفر والعلاج ورفع كل الضغوط الأمنية كما استعادة كل المستحقات المالية التي حرمت منها عائلة البروفسور بن سالم منذ 1987. وقالت المنظمة العربية لحرية الصحافة إن الصحافي التونسي سليم بوخذيرالذي دخل اضرابه عن الطعام يومه التاسع، واجه فى الآونة الأخيرة العديد من الانتهاكات منها سحب بطاقته الصحفية وجواز سفره ومنعه من النشر فى العديد من الصحف الأمر الذى يعنى ملاحقته لدى العديد مؤسسات الإعلام وكذلك تعرضه للاعتداء الوحشي من قبل رجال الأمن أثناء توجهه لتغطية مؤتمر صحفي كانت تعقده هيئة 18 أكتوبر/تشرين الأول للحقوق والحريات.
وكان البروفسير بن سالم أضرب عن الطعام احتجاجا على فصل نجله من الجامعة الأمر الذي اعتبره إجراءا تعسفيا، علاوة على إجراءات أخرى بحقه وحق أسرته، كما دخل الزميل سليم بوخذير من جانبه في اضراب عن الطعام احتجاجا على فصله من صحيفة “الشروق” التونسية، ما عده استهدافا من السلطات له.
وبحسب معلومات تحصلت عليها “العربية.نت”، فإن بوخذير وبن سالم تدهورت صحتهما جراء الاضراب عن الطعام.
(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 14 أفريل 2006)
وصلة الموضوع وتعليقات القراء عليه: http://www.alarabiya.net/Articles/2006/04/14/22849.htm
من تونس الشهيدة إلى تونس السجينة
عادل لطيفي
(*)
“
تونس الشهيدة” كتاب كانت نخبة من رواد الحركة الوطنية التونسية، وعلى رأسها عبد العزيز الثعالبي، قد ألفته مع بداية العشرينيات من القرن الماضي للفت نظر الرأي العام الفرنسي خاصة إلى الحال التي آلت إليها أوضاع البلاد بعد أن خيبت السياسة الاستعمارية الفرنسية ما تبقى من آمال في تحسين أوضاع عيش التونسيين وفي احترام كرامتهم.
هذا الكتاب الحدث، بقي لدى الدارسين التونسيين أحد الرموز التي تحيل إلى تلك الحقبة الاستعمارية كما تحيل إلى البدايات الفعلية للحركة الوطنية التونسية المؤطرة
.
واستحضار هذا الكتاب يأتي في سياق الاستنفار الرسمي في تونس للاحتفال بخمسينية الاستقلال الذي حصلت عليه البلاد رسميا يوم 20 مارس 1956، هذا الاحتفال الذي لم يشذ عن قاعدة الاحتفالات الرسمية الأخرى، فكان شعاره الأساسي الابتزاز اللامحدود للتاريخ، والمغالطة المفضوحة في تصوير الحاضر
.
السلطة بمواجهة ثقل التاريخ وعبء الحاضر
لست أدري إن كان المواطن التونسي العادي متحمسا بنفس القدر الذي استنفرت به مؤسسات الدولة لاستحضار خمسينية استقلال البلاد، ورغم ذلك تجد قلة من التونسيين نفسها مجبرة، على العودة إلى الماضي لمساءلة حاضرها وتقييم ما تحقق خلال خمسين سنة من الاستقلال
.
ماذا حقق الاستقلال، ليس مقارنة بوضع الاستعمار الذي أتى منه بل بالنظر إلى إمكانات المجتمع وإلى طموحاته؟ لقد استقلت تونس الهوية السياسية، ولكن هل استقلت المواطَنة التونسية، أي هل تحقق للمواطن التونسي بالمعنى الصارم مفهوم المواطنة؟
على هذا المستوى ليس بإمكاننا سوى القول إن مسيرة الاستقلال، وبالرغم مما تم خلالها من إنجازات، تبقى في النهاية مسيرة من الفرص الضائعة التي حولتها دولة الشخص الواحد، وليس الحزب الواحد، إلى سراب
.
فمع اقتراب يوم خمسينية الاستقلال، ازداد تفتق قريحة الإعلاميين التونسيين المرتبطين بالسلطة، طوعا أو كرها، فقطعوا رتابة المشهد الإعلامي من خلال إغراقه بسيل من المقالات التي تجهد نفسها في خلق الحدث في بلد توقف فيه التاريخ عند نهايته المحتومة حين ينعدم الحدث وحين ينتهي الإنسان المفكر
.
وبالعودة إلى هذه المادة الإعلامية المهللة المحتفلة يمكننا أن نفهم المنطق الذي تتعامل به السلطة الحالية في تونس مع ماضي البلاد، وهذا يعد في حد ذاته مؤشرا يساعد على تقييم حصيلة نصف قرن من تجربة الاستقلال
.
إن المتابع للخطاب المهيمن على الفضاء الإعلامي حول هذه الخمسينية يلاحظ أنه يركز على نقطتين أساسيتين، تتمثل الأولى في خلق موضع للسلطة الحالية، المنبثقة عن تغيير 7 نوفمبر 1987، في سياق الاستمرارية الطبيعية لتاريخ البلاد المعاصر، أما الثانية فمرتبطة بعلاقة هذه السلطة بمعارضيها
.
فيما يتعلق بالنقطة الأولى، لا نبالغ إذا قلنا إن أغلب الصحف قد نشرت نفس الافتتاحية يوم عشرين من مارس/آذار 2006، وذلك من حيث المحتوى مع اختلاف بسيط على مستوى الإطار اللغوي المستخدم، بالرغم من المحافظة على بعض المفردات الأساسية مثل التغيير والتقدم والحضارة، وهي ألفاظ مرجع للخطاب المبجل للسلطة
.
لم تتطرق هذه الافتتاحيات إلى لحظة الاستقلال في حد ذاتها إلا كمدخل للحديث عن الحاضر، أي حاضر السلطة، حاضر الحزب وحاضر الشخص الذي يختزلهما
.
الهدف واضح، إنه يتعلق بإنشاء شرعية السلطة المنبثقة عن تغيير السابع من نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك في مواجهة الثقل الرمزي والتاريخي للرئيس السابق الحبيب بورقيبة من ناحية، ومجتمع تراجع حماسه المساند من ناحية ثانية، تحت وطأة تراجع المقدرة الشرائية وانتشار البطالة
.
الاحتفال بخمسينية الاستقلال كان مناسبة كذلك لاستحضار صراع السلطة مع خصومها، وبالتوازي مع التوجه لاحتواء التاريخ وتطويعه، لم تغفل المادة الإعلامية عن توجيه سهامها للمعارضين، ذلك النشاز الذي لا نكاد نجد له موقعا في خريطة الولاء الوطني
.
لقد عبرت جريدة الحرية، الناطقة باسم الحزب الحاكم، بكل وفاء عن هذه الصورة المخونة للمعارضة في افتتاحيتها يوم 20 مارس/آذار 2006 من خلال القول إن مكانة تونس في المحافل الدولية “كافية لدحض المزاعم وكل محاولات التشكيك والتضليل التي تروجها بعض العناصر ممن عميت أبصارهم وباعوا ضمائرهم للغير وغابت عنهم روح الوطنية
“.
أي مناسبة أنجع من ذكرى الاستقلال لتخوين جزء حيوي من المجتمع؟ إن أصحاب هذه الأقلام يعلمون أنهم يخونون جمعيات وأحزابا معترفا بها، فليطالبوا صراحة بمحاكمتهم بالخيانة العظمى كي يكونوا منسجمين مع خطابهم
.
أليس التخوين على هذه الشاكلة مرادفا سياسيا لسلاح التكفير لدى المتطرفين الإسلاميين؟ نعم، إن كان التكفير مؤسسا لكليانية (زبونية) ثيوقراطية، فالتخوين لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كليانية مدنية
.
ماذا تحقق من مطالب الاستقلال؟
كي نذهب بعيدا في فهم المعاني التاريخية للاستقلال، لا بد من الخروج من قوقعة الوطنية المؤسسة للذات السياسية بمعناها الأدنى، أي مجرد إنسان يحمل جنسية دولة ما، والتعامل مع مفاهيم الاستقلال والحرية والكرامة خارج الاحتكار السلطوي الذي ينفي استمرارها كمطالب
.
وهذا يعني التعامل مع هذه المفاهيم من خلال عمقها الفلسفي والثقافي العام بالنسبة للواقع الراهن من غير إخراجها عن سياقها التاريخي الأصلي
.
كيف ذلك؟ ورد في برنامج الحزب الحر الدستوري التونسي في مؤتمر نهج الجبل يوم 12 مايو/أيار 1933 العمل على إنشاء برلمان تونسي تكون الحكومة مسؤولة أمامه، والفصل بين السلطات ثم إقرار الحريات العمومية وإجبارية التعليم
.
ويوم 2 أغسطس/آب 1942، رفع المنصف باي، الذي كان قد اعتلى لتوه العرش التونسي، مذكرة إلى الحكومة الفرنسية تضمنت ست عشرة نقطة من بينها الإفراج عن المساجين السياسيين
.
بعد عقود من هذه التواريخ، وفي نفس البلد، تونس، ما زلنا نسمع صدى لجانب كبير من نفس هذه المطالب، إذ ها هي الأحزاب والحركات التي التفت حول مبادرة الثامن عشر من أكتوبر/تشرين الأول (إضراب جوع بعض رموز المعارضة) ومعها العديد من الجمعيات المستقلة، تعيد رفع مطلب إطلاق سراح المساجين السياسيين كحال المنصف باي سابقا
.
نفس هذه القوى تنادي اليوم بحق التونسيين في انتخاب برلمان حر وبالفصل بين السلطات وبإقرار الحريات العامة. فهل توقف التاريخ أم ترانا أمام نموذج مجسد لمقولة “التاريخ يعيد نفسه”؟
قبل كل شيء لابد من التعامل مع هذه المعطيات التي تعود إلى الفترة الاستعمارية في سياقها التاريخي، وذلك بالقول إن هذه المطالب لا تتنزل ضمن قراءة فلسفية عميقة تؤسس لبديل مجتمعي جديد بقدر ما كانت وسيلة لمحاربة الآخر المستعمر وإسقاط شرعية هيمنته على البلاد
.
أي أن مطالب الحرية والمواطنة كانت وسيلة للتعبير عن وجود الأنا الوطني في مواجهة الآخر المستعمر، ورغم ذلك لا يمكننا أن ننكر تواصل نفس هذه المطالب ولكن في سياق جديد، هو سياق معركة المواطنة واستقلالية الفرد عن كليانية السلطة المنبثقة عن الاستقلال التي ترى أن الحرية والعدالة تحققت مع تحقيق الاستقلال، فهي بالتالي ملفات مغلقة
.
قد تكون لهذه المقابلة بين الجذور الأولى للعمل الوطني زمن الاستعمار والمطالب الحالية للمعارضة أبعاد رمزية، لكن ذلك لا يلغي تواصلها الفعلي في سياق حضاري أشمل من المنظور الوطني الضيق، أي مشروع بناء مواطنة حقيقية تجسدها تمثيلية فعلية وتسيير مؤسساتي حديث بالإضافة إلى فتح هامش الحريات أمام المجتمع للتعبير عن ذاته
.
إن مشكل دولة الاستقلال -وهذا ينطبق على العديد من دول العالم الثالث- يتمثل في كونها منبثقة عن دورها التمثيلي لهوية المجتمع السياسية، وهو دور تحول إلى نفي لهذا المجتمع بتحول التمثيل الوطني إلى نظام أبوي يعتمد على المراقبة وعلى العقاب وفيه تفكر الدولة بدلا عن المواطن
.
أي أننا انتقلنا من نفي المجتمع على أساس الهوية الوطنية، زمن الاستعمار، إلى ذوبانه في ظل دولة الأب القائد بعد لاستقلال
.
خمسينية الفرص الضائعة
مقارنة مع العديد من الدول العربية التي انبثقت عن الاستقلال، تبقى تونس بلدا متميزا من حيث الحصيلة العامة للتجربة الاستقلالية، إذ يجب الإقرار بأنه تحققت خطوات هامة على الصعيد الاجتماعي والمؤسساتي وحتى الاقتصادي قد لا نجد لها مثيلا في بلدان أخرى
.
لكن المشكل يتمثل في قواعد هذا التقييم في حد ذاته، إذ ما هي المقاييس التي يمكن اعتمادها لتقييم هذه التجربة؟ هل إن الإنجازات المادية كفيلة وحدها بتكوين حكم موضوعي عن دولة الاستقلال؟
أعتقد أن المقياس الأساسي يجب أن يكون حاجيات المجتمع ذاتها بالمقارنة مع طموحاته، وبالمقارنة كذلك مع ضرورات الانخراط في الفضاء العالمي
.
في هذا السياق أقول إن ما تحقق من إيجابيات في دولة الاستقلال التي تحاول السلطة اليوم أن توظفه لإقناع المجتمع بأن ما تحقق هو أقصى ما يمكن الوصول إليه، هي على العكس من ذلك مؤشرات لمسيرة متواصلة من الفرص التي أضاعتها البلاد بسبب نظام الشخص الواحد
.
فبالرغم مما تم إنجازه في مجال إعادة هيكلة البنية الديموغرافية للمجتمع عن طريق سياسة التنظيم العائلي، حيث تعد تونس من بين الدول القلائل في العالم الثالث التي تمكنت من الضغط على نسب الولادات، فإن الدولة لم تتمكن من الاستفادة من ضعف النمو السكاني مع ما يصاحبه من تراجع في الضغط على المصاريف العمومية وكذلك من قلة الضغط على سوق الشغل
.
فالصورة على أرض الواقع مغايرة لذلك تماما، حيث البطالة في ازدياد مطرد وخاصة لدى حاملي الشهادات الجامعية، مع عجز مستمر في ميزانية الدولة تحاول السلطة الحالية تجاوزه عن طريق موجة خصخصة لم تشهد البلاد مثلها
.
لم تتمكن دولة الاستقلال كذلك من الاستفادة من التقاليد الثقافية التي تبلورت قبل الاستعمار وتواصلت دون انقطاع خلاله، فقد أدت السياسة الثقافية الهجينة التي ترسخت، خاصة منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي إلى بلورة ساحة ثقافية لا علاقة لها بعمق الثقافة التونسية التي كانت تنخرط بالفعل في سياق رؤية النخبة لمشروع مجتمعي قائم على الثقافة العقلانية المنفتحة، ربما عُدَّ الطاهر الحداد، المنادي بتحرر المرأة، من بين أبرز رموزه
.
أما اليوم فإن رموز التواصل الحقيقي لهذه الثقافة النوعية محاصرون من طرف السلطة التي أغرقت سوق المعرفة والذوق بنماذج ثقافية هابطة ودون أية شخصية، مما دفع بالعديد من الشباب إلى العودة إلى المنظومة الدينية، محاولة منهم لإضفاء معنى على وجودهم وفهم واقعهم في ظل استبدال ثقافة العقل بثقافة الاستهلاك والابتذال
.
ألخص فأقول إن هذه السلطة حرمت البلاد من تطوير ثقافتها العقلانية وحرمت العاصمة تونس من أن تكون ملاذا للثقافة العربية العقلانية ومركزا للإبداع، لقد أدت على العكس من ذلك إلى تهيئة الأرضية لنسخ جديدة من التطرف الإسلامي
.
حصار الثقافة المبدعة في تونس ليس إلا وجها من وجوه المراقبة الصارمة التي تفرضها الدولة على المجتمع ككل، وهذا ما يفسر جمود المشهد الإعلامي الحالي ورتابته، ويعطي شرعية لاستمرار مطلب الحريات العامة منذ 1933 إلى سنة 2006 متجاوزا بذلك خصوصية السياقات التاريخ
.
غياب الحريات العامة أضاع على تونس، البلد المهيأ اجتماعيا وثقافيا، فرصة أن تكون تجربة رائدة في مجال الديمقراطية والتداول على السلطة
.
وللأسف فإن دولة الشخص الواحد الأوحد جعلت النخب التونسية تنظر بإعجاب إلى تجارب متميزة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وفي باقي رقاع العالم، في إشارة إلى يأسها من إمكانية تحريك الوضع السياسي الداخلي نحو الديمقراطية الحقيقة
.
إن القيمة المطلقة لمفاهيم مثل الحرية والكرامة الوطنية والاستقلال، غير مرتبطة بالسياق الاستعماري، ذلك أن هذا الظرف يقزم محتواها الفلسفي العميق ويحصرها في قضية الهوية الوطنية ومواجهتها مع الاستعمار
.
في هذا الإطار يمكننا بالفعل القول إلى حد ما إن الاستقلال حقق أهدافه أو بعضا منها
.
أما إذا ذهبنا إلى فضاء أوسع من فضاء الوطنية، ونزلنا قراءتنا في سياق البحث عن مجتمع بديل وعن إنسان جديد يرقى إلى متطلبات الحاضر فلا يسعنا إلا القول إن استمرار نفس المطالب السياسية منذ الفترة الاستعمارية إلى اليوم يطرح على السلطة الحالية في تونس وكذلك في البلدان العربية الأخرى، أسئلة مشروعة حول الجدوى من الاحتفال بالاستقلال في ظل مواجهة مطلب كرامة الإنسان بكرامة أوطان كانت شهيدة الأمس فأضحت سجينة اليوم
.
(*) كاتب تونسي
(المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 13 أفريل 2006)
الصحافة الالكترونية في تونس:
مجال يفتقر إلى إطار قانوني
“مجهولون” يشنون عبر “الصباح” و “الشروق” هجوما شنيعا على الأستاذ نجيب الشابي
الأسطوانة المشروخــة..
مازال السيد نجيب الشابي مصرا وفي كل مرة يظهر فيها على الفضائيات الأجنبية على ترديد نفس الإسطوانة المشروخة التي مجتها الاسماع والتي ظهر زيفها وبطلانها.
وكما عودنا، والشيء من ماتاه لا يستغرب، نفث الشابي سمومه ومغالطاته ورسم صورة قاتمة عن الأوضاع في تونس الى الحد الذي يخيل فيه الى من يستمع اليه انه يتحدث عن بلد آخر غير هذا البلد الذي أتاح له حرية الحركة والقول في الداخل والخارج بل هو تطفل على الاقتصاد محاولا التشكيك في مكاسب شهدت بها كل الهيئات الدولية ذات المصداقية.
تباكى الشابي مرة اخرى عن وضع الحريات في تونس مدعيا انها تراجعت منذ الاستقلال في تجن واضح على كل المكاسب التي تحققت وتهجم على السلطة وعلى المعارضة على حد سواء وتجاهل كل الانجازات التي حققها التونسيون بعرقهم وجهدهم مدعيا انها جاءت بفضل مساعدات الدوائر المالية العالمية ودافع عن سياسات التدخل والضغوط التي تمارسها بعض القوى الدولية لفرض اجندتها في المنطقة.
وبعد كل هذا وذاك لم يتردد الشابي في الدفاع مرة اخرى عن تحالفاته المريبة والمشبوهة مع القوى الظلامية والرجعية مكرسا ما عرف عنه دوما من انتهازية سياسية لا حدود لها ومن عدم الثبات على المبادئ.
ان امعان الشابي في الاساءة الى بلده وتشويه صورته أصبح سلوكا ممجوجا يبعث على الازدراء وسعيه الى البروز وخطف الأضواء على حساب سمعة وطنه لن يذهب به بعيدا اذ ان حبل الكذب قصير وما تحققه تونس من إنجازات في كل الميادين وبشهادة كل المراقبين هو خير رد على هذه الادعاءات الزائفة.
م.ب.م
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 14 أفريل 2006)
الشروق: السياسي الفاشل
أطل علينا يوم أمس سياسي فاشل من على احدى الفضائيات الأجنبية ليشكك في مكاسب الاستقلال وفي التضحيات التي بذلها شعب تونس خلال العقود الخمسة الماضية من أجل تحقيق الرخاء والتقدم.
وحتى بعض المكاسب التي اعترف الشابي عن مضض بأن بلادنا حققتها خلال العقود الخمسة الأخيرة فإنه لم ينسبها إلى جهد هذا الشعب وعرقه وإنما إلى «الدوائر الدولية» حسب قوله.
وزعم نفس السياسي الفاشل بأن دولة الاستقلال صادرت الجمعيات الأهلية وقضت على الحريات. وفي المقابل دافع عن جحافل الارهاب السياسي والظلامية وعن أجندات التدخل الأجنبية معربا عن ابتهاجه بأن «الغرب لم يغمض عينيه عن الوضع في تونس».
وحاول هذا السياسي الفاشل ابراز نفسه بأنه يتحدث باسم «تيار عريض» من المعارضين للنظام، وهو الذي فشل في توسيع رقعة الكمبارس المنتمين إلى زمرته رغم أنه تحالف مع كل من هب ودب من أنصار طالبان وجنكيز خان إلى اتباع المغفور له أنور خوجه والزعيم المحبوب بول بوت.
وهذا السياسي الفاشل لم يحدثنا طبعا عن تحالفه الجديد مع المحافظين الجدد ومع صقور اللوبي الموالي لاسرائيل في واشنطن. فذلك قد يحرج مستضيفيه ويفضح تصرفاته الانتهازية أمام القاصي والداني.
والواضح ان هذا الزعيم الفاشل (الذي مازال مبتدئا بعد أربعة عقود من ركوبه متن السياسة)، تعلم من حلفائه الظلاميين فن الخطاب المزدوج.
فهو على صحيفته يتهم الأمريكان بتدبير المذابح… ولا ينشر حرفا عن علاقاته الجديدة بالمحافظين الجدد.
وعندما يتحدث في أمريكا فهو في المقابل يُعتم على قوماجيته المتطرفة ويصبح يمينيا ليبراليا عال العال.
وتلك حال الحرباء لا تستقر على لون.. ولا تثبت على مبدأ.
(المصدر: صحيفة “الشروق” الصادرة يوم 14 أفريل 2006 )
جراد حـذّر من المنافقين: المرونة في الاتحاد لا تعني التسيب
* تونس ـ «الشروق»:
تحدث الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد في اختتام أشغال المجلس الوطني الذي احتضنته مدينة طبرقة على امتداد أكثر من ساعة بجرأة ملفتة للانتباه.
وقال جراد: «إن اتحادنا ليس له أعداء لأنه منظمة تدافع عن منظوريها وتضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبار».
وبشدة كبيرة قال جراد: «نحن لا نقبل التدخل في شؤون غيرنا لذلك لن نقبل التدخل في شؤوننا والتأثير على قرارنا والمس من استقلالية منظمتنا التي تأسست بدماء شهداء الحركة النقابية والعمالية وشهداء الوطن».
وكان يتخلل كلمة جراد تفاعلا كبيرا في القاعة بالتصفيق والوقوف ورفع الشعارات التي تؤكد على استقلالية الاتحاد.
وقال جراد جئنا إلى المجلس الوطني لمواصلة المسيرة برعاية من اللّه ورعاية الأمانة التي منحتنا اياها القواعد العمالية في كل أرجاء تونس ولابد من الدفاع عن قواعدنا والدفاع عن ديمومة الشغل وكرامة الشغالين وعن وجود تشريعات عمل متطورة دون سمسرة بكرامة العمال.
وأضاف جراد إننا نجتمع في المجلس الوطني لنرتب الأوراق ونعمل على تطبيق قرارات هياكلنا.
جراد قال إن منظمتنا عتيدة وهي منظمة كل الشغالين والاتحاد يبقى العائلة النقابية الموحدة فيها نختلف في الآراء والتقييم من أجل أن نتوحد في الأخير دون أن نهمل اراء الأقلية.
* مجتمع مدني
وبين جراد ان الاتحاد يتفاعل مع مكونات المجتمع المدني على أساس الاحترام المتبادل مذكرا بما قام به الاتحاد لصالح بعض المنظمات والجمعيات أثناء حقبة الاستعمار.
وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل «نحن جزء من المجتمع المدني ونحن نموذج منه لكن لن نقبل بمن يعوضنا أو يتسلط علينا».
وأضاف: «إن جبهتنا الداخلية قوية ومتينة والعمال ملتفون حول منظمتهم».
وقال جراد بحماس كبير «نحن نريد الاحترام ونحترم كل من يحترمنا.. وهذه المنظمة تنادي بالحرية والكرامة للعمال».
* جماعي
جراد أكد ان العمل داخل منظمتنا هو عمل جماعي لا مكان فيه للتسلط والذاتية والشخصنة والانفراد بالرأي.
وقال: «اتحادنا يحافظ على مصداقيته مع قواعده ومع كل الأطراف التي يتعامل معها».
* منافقون
وبصوت عال خاطب جراد أعضاء المجلس الوطني قائلا: «احذروا المنافقين وتقبلوا النقد والاختلاف في الرأي حتى تنجح المنظمة بكل أبنائها الشغالين».
وفي إشارة إلى ما يعتبره البعض بالمرونة التي ميزت عمل القيادة النقابية في الفترة ما بعد مؤتمر جربة قال جراد: «إن ذلك لا يعني التسيب أو الميوعة كما قد يتبادر إلى أذهان البعض».
وقال: «نريد للاتحاد مزيدا من التقدم والنجاح ومزيدا من المكاسب وجميعا نتحمل المسؤولية في ايجاد السبل الكفيلة لحل كل الملفات».
وحيا جراد الجهات والقطاعات التي قال انها ناضلت من أجل ترسيم العمال وتصدت للسمسرة باليد العاملة.
وأضاف جراد: «إننا نرفض المس بأي نقابي ومسيرة الاتحاد ستتواصل ويدنا ممدودة لكل من يمدّ يده إلينا».
* مفاوضات
جراد وصف نتائج المفاوضات بالايجابية رغم دقة وصعوبة المرحلة مؤكدا أن تونس حققت مكاسب وانجازات هامة.
وأكد الأمين العام للمركزية النقابية إن اتحاد الشغل يرفض تدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي والمس بالقرارات الوطنية وبسمعة تونس وعزتها ومناعتها.
وبخصوص موقف الاتحاد من ملف الاعلام قال جراد نحن في اتحاد الشغل مع اعلام حي ونزيه وصادق يقدم الاضافة ولا يؤجج المشاعر والاثارة.
* تسيير ذاتي
وخلال كلمته المثيرة أمام أعضاء المجلس الوطني أعلن جراد انه سيتم اعتماد التسيير الذاتي بالنسبة إلى الاتحادات المحلية في انتظار الفروع والنقابات الجهوية والنقابات الأساسية.
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 14 أفريل 2006)
لأول مرة في تونس:
كاميراهات لمراقبة محطات المترو والحافلات وحملات أوقفت 6641 من المخالفين منهم مطلوبون للعدالة!
* تونس ـ الشروق:
علمت «الشروق» أن شركة نقل تونس ستبدأ غدا تجربة نموذجية لمراقبة محطات المترو والحافلات وذلك بهدف ايقاف كل المخالفين وتوفير المزيد من ظروف الأمن والسلامة للراكبين.
واستفادت «الشروق» من مصدر بالشركة أن التجربة ستبدأ بتركيز 8 كاميراهات مراقبة على مستوى محطة حي الخضراء كمرحلة أولى تجريبية لمدة أسبوع قبل أن يتم بصفة عملية الانطلاق في جميع العمليات المتعلقة بالمراقبة وتنفيذ عمليات التدخل اللازمة في الابان خلال الاسبوع الأخير من الشهر الجاري.
وأكّدت نفس المصادر لـ»الشروق» أن التجربة النموذجية التي ستشهدها محطة حي الخضراء (خط رقم 2) ستتبع بعملية تقييم دقيقة قبل الشروع في تجهيز كامل محطات المترو والحافلات ومحطات الترابط بأجهزة المراقبة اللازمة (كاميراهات)، وقالت نفس المصادر إنه من المرجح ان يتم تعميم هذه التجربة الجديدة على كامل المحطات المذكورة في غضون السنة القادمة (2007) بعد اتمام الاجراءات الادارية اللازمة.
وأكدت نفس المصادر أنه تم الاختيار على محطة حي الخضراء اعتبارا لأنها من أبرز المحطات النموذجية الموجودة حاليا على شبكة المترو في العاصمة بالاضافة الى انها تستقطب يوميا حوالي 17 ألف مسافر وأنها تشتمل على كامل المواصفات والتجهيزات الضرورية بما فيها المقر الذي سيتم عبره تنفيذ مستلزمات عمليات مراقبة.
وذكرت مصادر «الشروق» ان تجربة المراقبة عبر الكاميراهات تندرج في اطار مزيد تدعيم منظومة سلامة وأمن الحرفاء وتنظيم الجولان وضمان سرعة التدخل لتفادي كل العراقيل والصعوبات وانهاء كل مظاهر الاخلال والفوضى التي يعمد البعض الى ارتكابها، كما أن نفس التجربة تعاضد مجهودات الدولة في تدعيم منظومة النقل الجماعي وانجاح اقبال المواطنين عليها للمساهمة في الحدّ من الاكتظاظ واختناق حركة المرور بالعاصمة بسبب كثافة استخدام النقل الفردي (السيارات الخاصة).
وفي نفس الاطار ولمزيد تحسين ظروف السلامة والارتقاء بجودة الخدمات استفادت «الشروق» ان المرحلة الاولى من تنفيذ مقتضيات الاتفاقية التي أمضتها شركة نقل تونس مع مصالح وزارة الداخلية والتنمية المحلية والتي انطلقت منذ شهر أكتوبر 2005 قد أفضت الى نتائج جيدة جدا تمثلت بالخصوص في ضبط حوالي 6641 مخالفا في المترو والحافلات ومحطة «التي جي آم» (TGM) من بينهم عدد كبير من المفتش عنهم والمطلوبين من العدالة. يذكر أن الاتفاقية المذكورة تنصّ على تشكيل فرق مراقبة مشتركة بين أعوان شركة نقل تونس وأعوان الأمن وتجهيزهم بحافلة صغيرة للتنقل عبر مختلف المسالك وخاصة خلال السفرات الليلية التي عادة ما تشهد العديد من التجاوزات منها حتى الخطيرة جدا (الاعتداء بالعنف / السرقة / حالات العربدة والسكر / تكسير واتلاف التجهيزات في العربات والحافلات وداخل المحطات…).
وتُعوّل شركة النقل على تواصل هذا المجهود الثنائي من أجل مزيد توفير الأمن للحرفاء وحثهم على استخدام مختلف آليات النقل الجماعي.
يُذكر أن النقل عبر المترو يعتبر الأول على مستوى جل البلدان المتقدمة بل انه أصبح علامة من علامة التحضر والتطور بالنظر الى سهولته ويسره وسرعة حركته داخل مناطق العمران ووسط المدن.
* خالد الحداد
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 14 أفريل 2006)
“أيام السينما الأوروبية بتونس” تنطلق الأسبوع القادم
ينظم الاتحاد الأوروبي من 19 أبريل/نيسان الجاري وحتى السابع من مايو/أيار المقبل الدورة الثالثة عشرة لمهرجان “أيام السينما الأوروبية بتونس” بعرض 22 فيلما حديثا لمخرجين من دول مختلفة بالتكتل.
وقال منظمون اليوم الجمعة إنه سيتم عرض أجمل الأفلام الأوروبية وأحدثها خاصة الحاصلة على جوائز وتكريمات دولية في أكبر مهرجانات السينما بالعالم.
وينظم الاتحاد الأوروبي المهرجان سنويا منذ 1993 ضمن برنامج لتفعيل البعد الثقافي للتعاون الأورومتوسطي.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أفريل 2006 نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية دي بي أي)
انخفاض العجز التجاري لتونس في الربع الأول
انخفض العجز التجاري التونسي بنسبة 26% إلى 196.27 مليون دولار في الربع الأول من العام الجاري عما كان عليه قبل عام بفضل انتعاش كبير في الصادرات النفطية بالرغم من ارتفاعه في يناير/كانون الثاني.
وقال معهد الإحصاء التابع للحكومة إن الصادرات الإجمالية نمت بنسبة 16% إلى 1.378 مليار دينار (1.02 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة بينما ارتفعت الواردات بنسبة 7% إلى 1.641 مليار دينار بفضل نمو الواردات الزراعية.
وبلغت قيمة صادرات النفط الخام 219.9 مليون دينار في الأشهر الثلاثة الماضية ارتفاعا من 142.9 مليون في الفترة المقابلة من العام السابق.
وكان المعهد قد أشار إلى أن العجز التجاري ارتفع بنسبة 44% ليصل إلى 170 مليون دولار في شهر يناير/كانون الثاني بالمقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي. وأرجع العجز إلى ارتفاع واردات النفط وانخفاض صادرات المنسوجات.
وترى تونس أن الصادرات هي المحرك الرئيسي للاقتصاد وتحاول زيادة القدرة التنافسية لمنتجاتها المحلية.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
تونس تمد أنبوباً لنقل النفط من الجنوب إلى الوسط
تونس – سميرة الصدفي
أعلن مسؤولون في «الشركة التونسية لنقل النفط بواسطة الأنابيب» (سوترابيل)، ان الشركة ستباشر الشهر المقبل، مد أنبوب بطول 177 كيلومتراً لنقل النفط من الخزانات الواقعة في ميناء «الصخيرة» (جنوب) إلى مدن في وسط البلد بطاقة 2.5 بليون طن سنوياً. وتُقدر طاقة خزانات ميناء الصخيرة بـ 800 ألف متر مكعب. وأشار البيان إلى أن مستثمرين أجانب تعهدوا تمويل تنفيذ مشروع الأنبوب الثاني من دون إعطاء تفاصيل.
ويتضمن المشروع، الذي سينتهي العمل به أواخر السنة المقبلة، إنشاء مخازن كبيرة عند الطرف الثاني للأنبوب، في مدينة مساكن (150 كيلومتراً جنوبي العاصمة تونس) بطاقة 45 ألف متر مكعب. واعتمدت «سوترابيل» (قطاع عام) في وضع المشروع على المردود الإيجابي لأنبوب النفط الذي يربط بين مصفاة بنزرت وضاحية رادس جنوبي العاصمة تونس، بطول 70 كيلومتراً. وأتاح الأنبوب الذي أنشئ منذ 20 سنة، توفير نحو 73 ألف طن من مكافئ النفط. وأعلن عن إرجاء مشروع إقامة مصفاة نفط في محيط ميناء الصخيرة، وهي الثانية بعد مصفاة بنزرت في الشمال. وكان أعضاء في الحكومة التونسية اجتمعوا في وقت سابق من السنة مع مستثمرين عرب وأجانب، لدرس تمويل مشروع إنشاء مصفاة بطاقة تكرير 120 ألف برميل من النفط يومياً، ثم إلى 140 ألف برميل يومياً.
وحددت الحكومة أواخر آذار (مارس) الماضي حداً أقصى لتسلم العروض من المستثمرين. وكان يُفترض أن يُباشر بإنشائها في أواخر عام 2008، على أن تنتهي في غضون سنتين، إلا أن العروض لم تكن مطابقة للتوقعات، بحسب مصادر مطلعة، ما حمل الجانب التونسي على صرف النظر عن المشروع موقتاً.
ويُتوقع أن ترتفع واردات تونس من المحروقات من 60 ألف برميل يومياً في 2005، إلى 70 ألفاً في 2010 و100 ألف برميل يومياً في 2020، ما حمل الحكومة على التخطيط لإقامة مصفاة ثانية تؤمن حاجات البلد من المنتجات النفطية، على أن يُصدر الفائض إلى الاتحاد الأوروبي.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 14 أفريل 2006)
العلج.. ليس غريبا عن هزائمنا
احمد حمودة – تونس
حين سقطت الاندلس الفردوس المفقود قال الشاعر صالح بن الشريف المعروف بأبي البقاء الرندي في مرثيته التي بلغت ما بلغته من اثارة الحفيظة وارهاف العواطف فضلا عن ابداع النظم واحسان السبك.
يا رب ام وطفل حيل بينهما كما تفرق ارواح وابدان.. وطفلة مثل حسن الشمس اذا طلعت كأنما هي ياقوت ومرجان.. يقودها العلج للمكروه مكرهة والعين باكية والقلب حيران.
وقبل سقوط بغداد (وما هي غريبة علينا الخيانة).
كان الصحاف يردد العلج والعلوج وكأن الرجل يذكرنا بمواضي الاحداث وسقوط غرناطة، وتشريد ابناء عمومتنا.
كان الرجل يستغيث أدركوا بغداد، فالعلوج علي ابوابها.
كنا نضحك من كلماته ونتسامر بها في المقاهي والحانات لكن الرجل كان صادقا في احاسيسه ان العلج عاد من جديد وحكم العراق بالنار والحديد ونحن نطالب بالشرعية الدولية ونبقي نضحك من العلج والعلوج.
واختم كلامي هذا بصرخة ألم من ابي البقاء الرندي:
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلي واسري فما يهتز انسان.
(المصدر: بريد القراء بصحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 أفريل 2006)
واشنطن تبقي ليبيا على لائحة الدول الداعمة للإرهاب
أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك اليوم أن الولايات المتحدة “ليست مستعدة بعد” لسحب ليبيا من لائحة الدول الداعمة للإرهاب.
وقال المتحدث في مؤتمره الصحفي اليومي “هناك بعض الواجبات التي يتعين على ليبيا القيام بها حسب القوانين والإجراءات التي تحدد وضع” الدولة التي تدعم الإرهاب. وأضاف أن بلاده ليست مستعدة في الوقت الحاضر لسحب طرابلس من اللائحة التي يتوقع الإعلان عنها الأسبوع المقبل.
ولم يشأ المتحدث الأميركي الحديث عن نقاط الخلاف الباقية بين البلدين حول القضية مكتفيا بالقول “لا يوجد تغيير في الوضع القائم”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أدرجت ليبيا في قائمتها لهذه الدول في 29 كانون الأول/ديسمبر عام 1979، بعد قيام متظاهرين ليبيين بتدمير سفارتها في طرابلس مما أدى إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقد أعيدت هذه العلاقات عام 2004 لكن على مستوى القائمين بالأعمال فقط.
وقال ماكورماك “بشكل أعم نلاحظ مسارا إيجابيا في العلاقات بين حكومتي الولايات المتحدة وليبيا في السنوات الأخيرة”.
وأوضح أن “هذا التغيير في العلاقات يقوم على المبدأ المتمثل في أن الولايات المتحدة سترد على الخطوات الإيجابية وحسن النية بخطوات إيجابية وحسن نية”.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 14 أفريل 2006 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)
معارض سوري يحث الأسد على “تعويض الضحايا“
دمشق (رويترز) – وجه معارض سوري بارز نداء الى الرئيس السوري بشار الاسد بتقديم تعويضات لالاف قتلوا أو سجنوا قبل توليه السلطة والا واجه سخطا سياسيا متزايدا.
وقال هيثم المالح لرويترز ان عملية مصالحة على غرار تلك التي جرت في المغرب وجنوب افريقيا هي امر ضروري لطي صفحة ماضي حافظ الاسد والد بشار الذي حكم سوريا بقبضة حديدية لمدة 30 عاما.
وكشفت لجنة شكلها العاهل المغربي الملك محمد السادس في الاونة الاخيرة عن الاف من حالات انتهاك حقوق الانسان شملت عمليات قتل في السنوات التي سبقت وفاة والده الملك الحسن الثاني عام 1999.
واضاف المالح (74 عاما) وهو اسلامي مستقل قاد حملة ضد تسلط الدولة لسنوات وسجن خلال الثمانينيات ان البلاد بحاجة لتوجه مماثل في ظل ما وصفه بحالة احتقان.
وتابع “السبيل الى فك الاحتقان يبدأ من الناس المفقودين.. اطلاق سراح المعتقلين.. الغاء حالة الطوارئ. لا اقول قفزة واحدة..يوجد احتقان داخلي. المفتاح بيد النظام. اذا النظام لديه رؤية عن الناس المفقودين فليعلم اهلهم ويعوض عنهم. لدينا في الميزانية ثلاثة مليارات ليرة سورية (53 مليون دولار) نفقات بنزين سيارات للمسؤولين.”
وتواجه سوريا ضغوطا متزايدة تقودها الولايات المتحدة لاجراء اصلاحات. ودعت جماعات ليبرالية معارضة الى انهاء العمل بقوانين الطواريء خلال اجتماع في دمشق قبل ستة أشهر فيما اعلن زعماء معارضون في المنفى عن خطط الشهر الماضي لتشكيل حكومة انتقالية.
ومنح المالح وهو محام وقاض سابق الشهر الماضي وسام مؤسسة جوزين الهولندية لجهوده من اجل تشجيع الديمقراطية. ولم يستطع المالح تسلم جائزته بسبب حظر سفر فرضته سوريا عليه منذ اعوام.
وذكر المالح انه كتب مرارا للاسد ليدعوه كي يجتمع مع زعماء المعارضة وينأى بنفسه عن ماضي والده.
واتخذ الاسد خطوات لتخفيف القيود على الحياة العامة عندما خلف والده في عام 2000 لكن المالح قال ان هذه الجهود المتواضعة لن تضمن بقاء النظام السياسي بقيادة حزب البعث المهيمن على السلطة منذ عام 1963.
وقال “الناس تنتظر الرئيس لاتخاذ مبادرات ايجابية. السؤال الكبير لماذا فعل القليل حتى الان. ننتظر منذ خمس سنوات ولم يحصل شيء فعلي على ارض الواقع… نخاف ان تسيل دماء في البلد. المفتاح بيدهم. بشار الاسد لا يتحمل ماحصل في السابق بغض النظر كيف جاء الى السلطة فهو كان خارج اللعبة السياسية.”
واشار الى أن “الفساد متفشى.. 60 بالمئة من الشعب السوري تحت خط الفقر و30 بالمئة عاطل عن العمل. هذا كله احتقان لا يراه المسؤولون. انهم يعيشون في نعيم في شقق فخمة وسيارات فارهة والمواطن يدفع غاليا.”
وسجن المالح الذي يدافع عن السجناء السياسيين لسبع سنوات خلال الثمانينيات بعد أن دعا لالغاء قانون الطواريء ونظام الطلائع الذي الزم بموجبه جميع تلاميذ المدارس الانضمام الى منظمة للشبان تابعة لحزب البعث.
وذكر المالح أن حافظ الاسد استورد هذا النظام من كوريا الشمالية خلال فترة حكم كيم ايل سونج مشيرا الى أن هذا كان بداية تدمير البشرية في سوريا.
وقال ان نظام الطلائع لا يزال قائما الى جانب قوانين الطواريء التي تجعل قوات الامن بمنأى عن المساءلة.
واضاف “لدينا عدد من الاجهزة الامنية ..الامن السياسي.. امن الدولة ..الامن العسكري ..المخابرات الجوية. يوجد مخابرات القصر. عندنا اكثر من 15 فرعا للمخابرات كل واحد لديه سجنه الخاص وخارج الشرعية القانونية وخارج رقابة القضاء وخارج رقابة اي جهة مسؤولة في الدولة.”
وقمعت أجهزة الامن التي لا تزال قوية تمردا قاده الاخوان المسلمون خلال الثمانينيات عندما سجن 50 ألف شخص بسبب انشطة سياسية مزعومة. وقتل الاف في هجوم على مدينة حماة الشمالية وحدها.
وقال المالح “ثلث السجناء تم تصفيتهم في السجون اما قتلا واما تحت اسم محاكم مدنية والاكثرية اعتقلوا من دون سبب. هذا البلد دفع ثمنا باهظا في سعيه للحرية والكرامة.”
واشار الى أن الاف الاشخاص الذين قتلوا خلال الثمانينيات لا يزالوا مقيدين في السجلات الرسمية على انهم احياء في الوقت الذي تحتجز فيه سوريا نحو 2500 من السجناء السياسيين وسجناء الضمير.
واضاف “هذا النظام لا يفهم مدى خطورة الوضع. يجب ان يأخذ خطوة رمزية على الاقل… قناعتي ان امريكا ليست قادمة الى هنا عسكريا ولكن ليس بالضرورة ان يكون هذا هو الخيار. يوجد خيارات كثيرة النظام غير قادر على رؤيتها. الوضع الداخلي لا ينبئ بالخير.”
من خالد يعقوب عويس
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 14 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)