الثلاثاء، 28 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2653 du 28.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع المهدية: بيــــــان الإتحـاد الجهــوي للشـغل بقــــفــصة: لائـــــحـــــــة يو بي أي :حزب تونسي معارض يجدد رفضه لكل مظاهر وأشكال التطبيع مع إسرائيل يو بي أي: تونس ترسل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني
الوطن (السعودية): فصل جنديتين هولنديتين من الناتو لزواجهما من مسلمين (من تونس ) رويترز: شركة اسبانية تقيم مصنع اسمنت بتونس باستثمار قدره 200 مليون يورو رويترز: وفاة الشاعر الغنائي التونسي حسونة قسومة رويترز: حوادث السير في تونس قتلت اكثر من 1500 شخص العام الماضي وكالة تونس افريقيا للأنباء:1516 قتيلا و15147 جريحا جراء 10980 حادث مرور خلال سنة 2006 جريدة “الصباح” :حول قضية الصيادين التونسيين السبعة الموقوفين في ايطاليا
جريدة “الصباح” :ماذا في توصيات ندوة فروع المحامين؟ جريدة “الصباح” :دراسة تشمل 3 آلاف طالب تونسي بفرنسا … ونتائجها موفّى السنة جريدة “الصباح” :أحزاب ومنظمات تنوي تعديل قوانينها لمحافظة بعض الأجنحة على مواقعها وتجديد ترشحاتها صحيفة “الشرق”:نحو خمسين ألف سائح يأتون إلى تونس لممارسة رياضة الغولف سنويا.. الوطن: إلى التونسيين المشاركين  في شريط يسيء للشهيد صدام حسين:أ بهذه السهولة تسقطون في الفخاخ الصهيونية ؟ الوطن: 13 أوت: عيد المرأة الوطني: من إلهة الحلوى إلى الإنسان الحر  الوطن: حق المرأة في الحرية عبدالله الــزواري:حصـــــاد الأسبــــوع خميس الخياطيّ:لا للمقاومة الافتراضية ونعم للحوار العربي/الإسرائيلي. سلوى الشرفي: وردة إلى الأخت أم عمر د. سلوى الشرفي: خطاب الفتوى على الإنترنت: في العلم اليقين عبد الحفيظ خميري: الدكتورة سلوى: لماذا الافتراء فهذه “شَـنْـشَـنَةٌ نعرفها من أخزم” ؟ عبدالحميد العدّاسي :أفكار قتلتها الأفعال الأستاذ عبد الجليل التميمي:سمينار الذاكرة الوطنية (الحلقة الأولى) حول :دور الجنوب في المقاومة المسلحة ومسارات الحركة الوطنية بين الاعتراف والجحود  د. محمد الهاشمي الحامدي:خالد بن الوليد خميس قشة الحزامي:هل تفشل سياسة العداء للأجانب لليمين المتطرف صالح عطية:بعد أن صنفت لعقود ضمن «دول الهامش»: موريتانيا في «النادي الديموقراطي» العربي… سليم الكراي: المغرب العربى فى مفترق الطرق رويترز: حركة مصرية تسعى لوقف الخصخصة إسلام أونلاين: مشروع سني/ شيعي لجمع الأحاديث المشتركة رويترز: جول يؤدي اليمين رئيسا لتركيا والجيش يغيب عن التنصيب صحيفة “الحياة”:غُل ينتخب رئيساً لتركيا اليوم والجيش يحذر من «مخططات خبيثة» صحيفة “الشرق الأوسط”:خير النساء غل سيدة تركيا الأولى المقبلة محور كراهية العلمانيين بكر صدقيهل يطلق أردوغان عملية الانتقال إلى الجمهورية الثانية؟  


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

 قناة الحوار التونسي

الكلمة الحرة قوام الوطن

برنامج يوم الاربعاء29جويلية 2007

الملخص الإخباري الأسبوعي

 حكاية مواطن : “جودة الحياة ” تحقيق يتطرق الى المأساة التي يعيشها تجمع سكني في ولاية القيروان والذي حرمته السلطات من ماء الشرب وأبسط مقومات العيش بسبب انتماء بعض سكانه إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين سابقا..

 التحقيق سوف ينقل صورة للعقاب الجماعي المنصب على سكان دوار أولاد خذر التابع لمعتمدية” بوحجلة” من ولاية القيروان.

لقاء مع أعضاء اللجنة الوطنية لأصحاب الشهادات المعطنين عن العمل بعد خوضهم لإضراب جوع بيوم داخل مقر مكتب تشغيل الإطارات بتونس العاصمة..

ومضات حرة في زمن صعب :   مجموعة قصصية   تأليف وإلقاء الناشطة زكية الضيفاوي

تتخلل البرمجة بعض الفواصل الموسيقية الملتزمة

تبث قناة الحوار التونسي برامجها يوم الأحد والاربعاء انطلاقا من الساعة السابعة مساء على الاحداثيات التالية :

ARCIRISTV FREQUENCE 11541 POLARISATION VERTICALE S.R 22000 SEC 5/6

ملاحظة:

توقيت بث برامج قناة الحوار التونسي يوم الأحد والأربعاء من كل أسبوع انطلاقا من الساعة السابعة مساء إلى حدود التاسعة ، وذلك منذ تاريخ انطلاق البث يوم 6ماي 2006 

قناة المستقلة تبث يوم الأحد انطلاقا من الساعة السابعة مساء برنامجها الجديد فضاء ديمقراطي ، وقد قررت إدارتها مؤخرا برمجة إعادة بث” الفضاء الديمقراطي” يوم الأربعاء انطلاقا من الساعة السابعة مساء.. 

الأكيد أنها محض صدفة لا غير والشيء من مأتاه لا يستغرب…؟؟؟

قالوا القرين إلى المقارن ينتهي  

حسنا فعلت فلست من أقراني..

الطاقم الحر المستقل لقناة الحوار التونسي

 

تابعوا سليم بوخذير على قناة “الحوار” اللندنية مساء الإربعاء

 

  ألقى برنامج” حقوق الناس” على قناة “الحوار” اللندنيّة الضوء في حلقته الجديدة على موضوع منع فارس الحرية محمد عبو من السفر و محاكمة الإعلامي التونسي عمر المستيري و الإعتداء على مراسل قناة “الحوارالتونسي” أيمن الرزقي و المضايقات التي تعرّض لها عمر المازني في مطار تونس قرطاج .   و قد إستضاف البرنامج الصحفي التونسي سليم بوخذير لمناقشة هذه الأحداث .  يُبثّ برنامج “حقوق الناس” على قناة “الحور” اللندنية مساء الإربعاء 29 أوت على الساعة التاسعة مساء بتوقيت تونس .   و يُعاد بثّ الحلقة الخميس 30 أوت على الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت تونس و يوم الجمعة و في نفس التوقيت يوم الأحد .


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع المهدية المهدية في 16-07-2007 بيــــــان  
 
علمت هيئة الفرع بقلق شديد بحادثة الاعتداء الفظيع الذي تعرض له الشاب حلمي بوعجيلة يوم 30ماي 2007بمدينة المهدية. و تتمثل وقائع الحادثة كما رواها المعتدى عليه في نص الشكوى المقدمة إلى الفرع بتاريخ 08جوان 2007 والمرفقة بشهادة طبية أولية سلمت للمعني بالأمر يوم 01جوان 2007 من المستشفى الجامعي بالمهدية في إقدام مجموعة من أعوان الأمن عددهم ستة يرتدون جميعا ملابس مدنية على مهاجمة الشاب حلمي بوعجيلة في الطريق العام عندما كان يمشي بمفرده على الساعة السادسة والنصف مساء في اتجاه منزل أحد أصدقائه.و دون إعلان صفتهم أو حتى التثبت من هويته طرحوه أرضا وانهالوا عليه ضربا بالهراوات وقذفا بألسنتهم البذيئة. ورغم أن الضحية لم يبدي أي مقاومة فإن المعتدين أمعنوا في التنكيل به و كأن المر يتعلق بثأر شخصي. ثم ألقوا به داخل سيارة مغلول اليدين و اقتادوه إلى منطقة الشرطة حيث تم عرضه على إحدى النساء للتعرف عليه. ولما نفت معرفتها به تخلوا عنه بعد أن ألقوا به في قاعة الانتظار غير عابئين بجراحه النازفة و انهياره النفسي. وبعد فترة طويلة من الانتظار اتخذوا قرار بنقله إلى المستشفى للإسعاف بتبرير حريمتهم الشنيعة بأنها خطأ.       إن هيئة الفرع بعد اطلاعها على وقائع هذه الحادثة الغريبة و على الشهادة الطبية التس تشخص الأضرار البدنية الفظيعة الناتجة عن الاعتداء بالعنف الشديد (رضوض وجروح في الرأس أحدها طوله 10صم استوجب الرتق،كدمات في أنحاء مختلفة من الجسم،راحة مدتها 21يوما تتطلبها الحالة الصحية للمتضرر ) فضلا عن الأضرار النفسية غير المشخصة (إرباك نظام المراجعة الشخصي للمتضرر استعدادا لامتحان البكالوريا واضطراره إلى اجتياو الامتحان معصوب الرأس…. ) لا تملك إلا ان:                   1. تدين بأقصى شدة هذا العمل الإجرامي الصادر عن جهاز يفترض أن يسهر أعوانه على حفظ الأمن الشخصي للمواطنين لا أن ينتهكوا حرمتهم الجسدية في تجاوز سافر لقوانين البلاد والمواثيق الدولية و في مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.                   2.تعبر عن تضامنها المطلق مع الشاب حلمي بوعجيلة و عائلته، وتعلن عن تبنيها الكامل لقضيته في إطار الدفاع عن حق المواطن في الحرية و الكرامة الإنسانية ضد كامل أشكال الانتهاك.                  3.تطالب بفتح تحقيق قضائي مستقل وتتبع المعتدين قضائيا و معاقبة من تثبت إدانته منهم، وتنبه إلى أن الصمت على مثل هذه الجرائم المتكررة هو في حد ذاته جريمة لا بد من استهجانها على نطاق واسع والتصدي لها بكل حزم بكافة الأشكال القانونية.                                               هيئة فرع الرابطة بالمهدية   

 

 

الإتحاد العـام التونسي للشغـل

الإتحـاد الجهــوي للشـغل بقــــفــصة

 

قفضة  في 15  أوت 2007 

إلى الأخ الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي

إلى الإخوة أعضاء لجنة النظام الوطنية

 

لائـــــــحـــــــة

 

         نحن النقابات الأساسية بجهة قفصة و بعد وقوفنا على مسلسل هرسلة النقابيين و تخويفهم و محاولة تكميم أفواههم و قمع آرائهم الحرة و إسكات أصواتهم المنادية دائما بمطالب الشغالين و حقوقهم و ذلك بدعوة مجموعة من النقابيين للمثول أمام لجنة النظام . نعبر عن :

         رفضنا القاطع لاستعمال لجان الإتحاد ضد منخرطيه و مناضليه.

         تمسكنا بديمقراطية منظمتنا كشرط من شروط استقلاليتها.

         تأكيدنا على حق الإختلاف و حرية التعبير و الرأي في صلب الإتحاد.

و نطالب ب :

– إيقاف هذه المهزلة فورا و الكف عن محاولة تكميم الأفواه في ظل تراكم المشاكل و عشية إقدام الإتحاد على جولة جديدة من المفاوضات الإجتماعية.

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل

حرا ديمقراطيا مناضلا مستقلا

الإمضاءات  :

1) عن النقابة الأساسية للبريد بقفصة , الهادي قايد

2) عن النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بأم العرائس , الهادي قاسمي

3) عن النقابة الأساسية للصحة بأم العرائس, منذر عمار

4) عن النقابة الأساسية لمنجم كاف الدور الغربي , عبد

الله مبروكي

5) عن النقابة الجهوية للمياه بقفصة , صالح هلال

6) عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالرديف , حسين مبروكي

7) عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالرديف , الكاتب العام : عدنان الحاجي

8) عن النقابة الأساسية للصحة بالرديف , الطاهر خليفي

9) عن النقابة الأساسية للفلاحة بالرديف , محمود ساعي

10) عن الإتحاد المحلي للشغل بالرديف , الكاتب العام : علي الرحيلي

11) عن النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بالقطار , صلاح الدين الشابي

12) عن النقابة الأساسية لبلدية الرديف  , عثمان بنرابح

13) عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالمظيلة , بوعلي رابح

14) عن النقابة الأساسية لبلدية أم العرائس  , الزبير سعيدي

15) عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بقفصة المدينة, محسن عبدالله

16) عن النقابة الاساسية بمنجم أم  العرائس , مسعود مبروكي

17) عن النقابة الأساسية لعملة التربية بأم العرائس , أحمد بن محمود

18) عن النقابة الأساسية للصحة بالمظيلة , الكاتب العام : راشد قوادر

19) عن النيابة الأساسية لأعوان الصحة بقصر قفصة , محمد الطاهر قوادر

20) عن النقابة الأساسية للسكك الحديدية بقفصة , الكاتب العام : عبد الحكيم سليم

21) عن النقابة الأساسية لمحطات السكك الحديدية بقصر قفصة , الكاتب العام : أنور خلفلي

22) عن النقابة الأساسية لمحطات السكك الحديدية بقفصة, الكاتب العام

23) عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالمظيلة , الكاتب العام : رضا رباح

 

24) عن النقابة الأساسية للمالية بقفصة , الكاتب العام المساعد : خالد عمراني

25) عن النقابة الأساسية للتجهيز بقفصة , الكاتب العام : محمد الزياني العسكري

26) عن النقابة الأساسية لأعوان الصحة بالقطار, الكاتب العام : حسين شعبان

27) عن النقابة الأساسية لعملة التربية بالقطار , الكاتب العام : صالح طيب

28) عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقطار , الكاتب العام : محمد عمار

29) عن النقابة الأساسية للعدلية بقفصة , الكاتب العام : طارق فراد

30) عن النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بالسند , الكاتب العام

31) عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بقصر قفصة , الكاتب العام : إبراهيم ساعي

32) عن النقابة الأساسية لعملة التربية بالسند , الكاتب العام : الحبيب الناصري

33) عن النيابة الأساسية لأعوان المالية بالرديف , موهوب بوعروج

34) عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بقفصة الشمالية ’ طارق قمودي

35) عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالسند, الكاتب العام : أحمد سالم

36) عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالسند ’ الكاتب العام : صالح رداوي

37) عن النقابة الأساسية للمجمع الكيمياوي التونسي معمل المظيلة بقفصة ’ الكاتب العام

38) عن النقابة الأساسية لمعمل المفرقعات بقفصة ’ الكاتب العام

39) عن النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بالرديف ’ الكاتب العام : زين العابدين بوعوني

40) عن النقابة الأساسية لعملة التربية بالرديف , الكاتب العام : محمد الجوهري

41) عن النيابة الأساسية للبريد بالرديف , عبد الله الذوادي

42) عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بأم العرائس , الكاتب العام : علي عيساوي

 

 

حزب تونسي معارض يجدد رفضه لكل مظاهر وأشكال التطبيع مع إسرائيل

تونس / 27 اغسطس-اب / يو بي أي: جدّد حزب الوحدة الشعبية التونسي(حزب سياسي معارض ومعترف به) التّأكيد على رفضه القاطع لكل مظاهر وأشكال التطبيع مع إسرائيل.

وأكد في بيان حمل توقيع أمينه العام محمد بوشيحة وزّعه اليوم الإثنين،تمسكه “بثقافة المقاومة بما تقوم عليه بمواجهة الإحتلال بعيداً عن الأساليب الإرهابية الجبانة التي تسيء للقضايا العادلة”.

وأعرب بالمقابل عن إنشغاله العميق إزاء تردي الأوضاع الفلسطينية، والمخاطر التي تتهدد لبنان،وإستمرار معاناة الشعب العراقي.

واعتبر حزب الوحدة الشعبية التونسي أن الإنسحاب الأمريكي من العراق “أصبح مسألة لا تحتمل الإبطاء والإنتظار”، ودعا إلى تحرك ديبلوماسي عربي “يؤكد مطالب العراقيين في التحرر والتّخلص من الإستعمار وعملائه،وفي الحفاظ على الوحدة الترابية لبلادهم”.


 

حوادث السير في تونس قتلت اكثر من 1500 شخص العام الماضي

 تونس (رويترز) – كشفت احدث الارقام الرسمية يوم الاثنين عن ان اكثر من 1500 شخص قتلوا وجرح نحو 15 ألفا آخرين بسبب حوادث السير في تونس عام 2006.

 وبينت احصائيات للادارة العامة للحرس الوطني نشرت يوم الإثنين ان “مجمل الحوادث التي بلغت خلال السنة الماضية 10980 حادثا نتج عنها 1516 قتيلا و15147 جريحا”.

 واشارت الى أن معدلات الحوادث تراجعت بنسبة 55 بالمئة مقارنة بعام 2005.

 ورغم تراجع المعدلات فما زالت مرتفعة بسبب رعونة القيادة وسوء حال بعض الطرق.

 واوضحت الاحصائيات ان مسؤولية سائقي السيارات ومستعملي الدراجات النارية والمترجلين في هذه الحوادث بقيت مرتفعة بنسبة 64 بالمئة من مجموع الحوادث.

 وقالت الادارة العامة للحرس ان اغلب الحوادث تقع خلال فصل الصيف حيث يتدفق على مختلف المدن التونسية عشرات الآلاف من التونسيين المقيمين بالخارج بسياراتهم.

 (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 أوت 2007)


1516 قتيلا و15147 جريحا جراء 10980 حادث مرور خلال سنة 2006

 تونس 27 أوت 2007 (وات) أصدرت الإدارة العامة للحرس الوطني التابعة لوزارة الداخلية والتنمية المحلية كتيبا حول إحصاء حوادث المرور لسنة 2006 تضمن توزيع الحوادث المسجلة على كامل التراب الوطني في جداول ورسوم بيانية حسب الولايات والتاريخ والتوقيت.

 وافادت مصالح الحرس الوطني ان مجمل الحوادث خلال السنة المنقضية بلغت 10980 حادثا نتج عنها 1516 قتيلا و15147 جريحا مسجلة انخفاضا في عدد الحوادث ب55 حادثا(نسبة صفر فاصل 50 بالمائة) مقارنة بسنة 2005 .

 كما بينت ان حوالي 45ر39 بالمائة من الحوادث سجلت باقليم تونس مخلفة 06ر19 بالمائة من المجموع العام للقتلى و 77ر36 بالمائة من المجموع العام للجرحى.

 ويتضح بالرجوع الى هذه الارقام الاحصائية ان الجهات الاكثر حركية اقتصادية واجتماعية عرفت اكبر عدد من الحوادث اذ سجل بولاية نابل 939 حادثا خلف 110 قتيلا و1540 جريحا تليها ولاية صفاقس بعدد 864 حادثا خلفت 156 قتيلا و1173 جريحا ثم ولاية القيروان بعدد 527 حادثا خلف 121 قتيلا و740 جريحا.

 وتؤكد الاحصائيات ان السرعة تمثل العنصر الاساسي من حيث خطورة الحوادث.

 وقد تسببت بنسبة 79ر25 بالمائة في المجموع العام للقتلى و10ر20 بالمائة في المجموع العام للجرحى لسنة 2006 .

 وتلاحظ مصالح الحرس الوطني ان مسؤولية سائقي السيارات ومستعملي الدراجات النارية والمترجلين في هذه الحوادث بقيت مرتفعة رغم الحملات التحسيسية والتوعوية اذ بلغت 39ر63 بالمائة من المجموع العام للحوادث بالنسبة الى السيارات الخفيفة و15ر25 بالمائة بالنسبة الى الدراجات النارية و41ر42 بالمائة بالنسبة الى المترجلين.

 ويحتل فصل الصيف الصدارة في وقوع اكثر الحوادث وذلك بنسبة 91ر17 بالمائة من مجموعها.

 وتسجل ايام السبت النسب الاكبر ب77ر15 بالمائة من المجموع العام. اما الفترة الزمنية التى تتزايد فيها هذه الحوداث فهي المترواحة بين الساعة منتصف النهار والثامنة مساء بنسبة 32ر49 بالمائة.

 (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (رسمية) بتاريخ 27 أوت 2007)


تونس ترسل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني

تونس / 28 اغسطس-اب / يو بي أي: أعلن مصدر رسمي تونسي عن إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني “تضامناً معه” في هذا الظرف الصعب الذي يتسم بتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية داخل الأراضي الفلسطينية. وقالت الإذاعة الحكومية التونسية مساء اليوم الثلاثاء إن هذه المساعدات التي هي عبارة عن كمية من الأدوية “تعكس حرص تونس الثابت على مساندة القضية الفلسطينية العادلة”. وأشارت إلى أن عملية شحن هذه المساعدات تمّت بحضور سلمان الهرفي سفير فلسطين لدى تونس الذي نقلت عنه قوله “إن تونس كانت دوما سباقة لدعم الشعب الفلسطيني الصامد ومؤازرته في نضاله من أجل قضيته العادلة وصون كرامته والدفاع عن مقدسات بلاده”.


إحداهن رفعت دعوى ضد حكومتها معترضة على الإجراء التعسفي فصل جنديتين هولنديتين من الناتو لزواجهما من مسلمين

 

لاهاي: فكرية أحمد استبعدت وزارة الدفاع الهولندية جنديتين من الخدمة في قاعدة لحلف شمال الأطلسي لزواجهما من شابين مسلمين من تونس. وقال تقرير للاستخبارات الهولندية إن المجندتين تعملان في موقع حساس يحتوي معلومات هامة يمكن استخدامها في عمليات إرهابية، وإن زواجهما من مسلمين يتعارض مع وظيفتيهما، مشيرا إلى أن زواجهما من مسلمين ليس له صلة بمخاوف إرهابية، لكن هذا الإجراء نوع من الوقاية والحذر داخل الوزارة والحلف. وأوضح التقرير أن المجندتين تعملان في مجال المعلومات لطائرات الأواكس التابعة للحلف وتتمركز بقاعدة على الحدود الهولندية ـ الألمانية، وهذه الطائرات ترتبط بالتحركات الدولية لمحاربة الإرهاب في العالم، وبذلك تقع تحت أيديهما معلومات خطيرة وحساسة. ورفعت إحدى المجندتين دعوى عاجلة ضد الحكومة الهولندية ووزارة الدفاع للمطالبة بإعادتها إلى موقع عملها، كما اعترض على عملية الاستبعاد أحد القادة العسكريين بالقاعدة، الذي أكد أن المجندتين معروف عنهما حرصهما على سرية العمل ولم يرد مطلقا في ملفيهما بالخدمة أخطاء أو حتى لفت نظر على أدائهما، مبينا أن إحداهما تقوم بأعمال السكرتارية العسكرية. وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ وزارة الدفاع الهولندية وحلف الأطلسي التي يتم فيها استبعاد جنود بسبب ارتباطهم أو زواجهم بمسلمين أو عرب. ولم يصدر حلف الأطلسي أي تعقيب رسمي، فيما تواردت الأنباء بأن قيادة الحلف على علم وتأييد لهذا الاستبعاد لاعتبارات أمنية. *المصدر: صحيفة “الوطن” (يومية – السعودية) بتاريخ الثلاثاء 28 أوت 2007 الرابط http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2524&id=19440


حول قضية الصيادين التونسيين السبعة الموقوفين في ايطاليا:

سفارة تونس بايطاليا تتدخل لإثبات براءة الصيادين والإفراج عنهم في أقرب الآجال

على اثر حجز مركبي صيد تونسيين «مرتضى MO 865» ومحمد الهادي MO 768» من طرف السلطات الايطالية وايقاف البحارة الذين كانوا على متنهما وعددهم 7 بتهمة المساعدة على تيسير عملية هجرة غير شرعية، تدخلت سفارة تونس بروما وقنصلية تونس ببالارمو لدى السلطات الايطالية المعنية، وهما تتابعان ملابسات القضية لحظة بلحظة وذلك حالما علمتا بالحدث.

وطالب الجانب التونسي خلال اتصالاته المكثفة بضرورة اخلاء سبيل البحارة التونسيين الذين قاموا بعمل انساني بحت يستحق الشكر والتنويه، تمثل في انقاذ 43 نفرا من جنسيات مختلفة كانوا على وشك الغرق في عرض البحر. وقامت سفارتنا بروما بمساعي حثيثة لدى وزارات الخارجية والداخلية والدفاع والعدل بايطاليا ولدى السلطات القضائية المحلية بـAgrigenti للتدخل قصد اثبات براءة البحارة التونسيين من هذه التهم والافراج عنهم في اقرب الاجال.

كما تم تنظيم جلسة عمل في الغرض مساء يوم 24 اوت 2007 بمقر وزارة الشؤون الخارجية الايطالية مع المكلف بالادارة العامة للشؤون القنصلية. وقامت السفارة باتصالات مع عدد من البرلمانيين الايطاليين من اصدقاء تونس الذين تفاعلوا بصفة تلقائية مع وضعية البحارة التونسيين مقتنعين ببراءتهم.

كما قامت المصالح القنصلية التونسية ببالارمو بزيارة البحارة السبعة للتأكد من ظروف ايقافهم والاحاطة بهم والحرص على تأمين حقوقهم في اطار الاجراءات القانونية المعمول بها بالتنسيق مع المحامي المكلف بالدفاع عن البحارة التونسيين. وتواصل بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية متابعة تطورات هذه القضية بكل اهتمام تكريسا للعناية الموصولة التي ما فتئ يوليها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للمواطن التونسي والدفاع عن حقوقه ومصالحه اينما تواجد.

 (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


عرفة مشاغلهم وظروف دراستهم وإقامتهم:

دراسة تشمل 3 آلاف طالب تونسي بفرنسا … ونتائجها موفّى السنة

10آلاف طالب تونسي حاليا في الجامعات الفرنسية… 50% منهم في المرحلة الثالثة

 تونس ـ الصباح

متابعة لمراحل انجاز الدراسة الميدانية حول الطلبة التونسيين بفرنسا التي شرع المرصد الوطني للشباب بالتعاون مع مرصد الحياة الطلابية بفرنسا في انجازها منذ شهر مارس الفارط، علمنا انه تم الانتهاء من مرحلة تعمير الاستمارات التي تم توزيعها في فرنسا ويقوم حاليا خبراء مرصد الحياة الطلابية بفرنسا بتجميع الاستمارات وتخزين المعطيات للشروع في استقراء النتائج الاولية قبل اعداد مشروع التقرير النهائي الذي سيخصص له لقاء بين المرصدين لوضع صيغته النهائية وتم طبع نتائج الدراسة في تونس من طرف المرصد الوطني للشباب وينتظر ان تكون الدراسة جاهزة مع موفى السنة الحالية.

مشاغل الطلبة في المهجر

تجدر الاشارة الى ان هذه الدراسة تعتبر الاولى من نوعها التي يقوم المرصد  الوطني للشباب بانجازها خارج ارض الوطن بعد سلسلة من الدراسات اهتمت بالمشاغل المحلية للشاب التونسي. والهدف من وراء انجاز دراسة حول الشباب الطلابي في المهجر هو التعرف على وضعية اقامته والاشكاليات التي تواجهه. نذكر في هذا الاطار ان الاستبيان شمل كافة الجوانب المتعلقة بحياة الطلبة التونسيين بفرنسا بدءا بالتسجيل الاولي في المؤسسات الجامعية مرورا بعلاقتهم مع محيطهم في الخارج وكذلك ظروف عيشهم واقامتهم وصولا الى علاقتهم بوطنهم الام.. علما بان الاستبيان وزع على 3 الاف طالب.

ويأتي اختيار الطلبة التونسيين بفرنسا لاجراء دراسة حول مشاغلهم وتطلعاتهم بالنظر الى العدد الكبير للطلبة التونسيين في فرنسا الذي يناهز حاليا 10 الاف طالب وهو في تطور مستمر من سنة الى أخرى ذلك ان عددهم كان في حدود 6 الاف سنة 2000

الطلبة التونسيون في فرنسا

ويتوزع الطلبة التونسيون بفرنسا بين 60% ذكورا و40% اناثا ووفق اختصاصات الدراسة نجد 34% في مجال العلوم و21% في الاداب والعلوم الانسانية و21% في العلوم الاقتصادية والاجتماعية و16% في العلوم الطبية و6% في مجال الحقوق.. كما نجد 50% من مجموع الطلبة التونسيين في الجامعات الفرنسية يزاولون تعليمهم بالمرحلة الثالثة.

بالنظر الى كل هذه المعطيات الاحصائية نجد انه من الضروري الاهتمام بهذه الفئة لمعرفة مشاغلهم حتى يتسنى ضبط برامج واجراءات لفائدتهم تيسر تحصيلهم العلوم ولكن الاهم توفر ارضية ملائمة لعودتهم الى ارض الوطن في اطار السعي للحد من هجرة الكفاءات او ما يصطلح على تسميته «هجرة الادمغة» لا سيما ان الكثير منهم لا يخفون رغبتهم في البقاء خارج تونس بعد انهاء دراساتهم العليا.

منى اليحياوي

(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


ماذا في توصيات ندوة فروع المحامين؟

 

تونس ـ الصباح

أصدرت ندوة فروع المحامين التي التأمت نهاية الاسبوع المنقضي جملة من التوصيات التي تهم قضايا المهنة، بينها التأمين الصحي والاشتراكات وطابع المحاماة والنظام الداخلي ومواجهة قضايا السمسرة وأخلاقيات المهنة وملف التمرين وغيرها.. وكان عميد الهيئة الوطنية للمحامين دعا الى هذا الاجتماع الذي حضره اعضاء مجلس الهيئة واعضاء الفروع.

وأوضح السيد البشير الصيد أن لقاءه في الآونة الاخيرة بوزير العدل عكس «وجود بوادر ايجابية لاصلاح بعض الجوانب في القطاع».

ودعا العميد الى مواصلة الحوار والتفاوض مع الهياكل الرسمية بوصفه «الخيار الأفضل والأصح لتحقيق مطالب المحامين» على حد تعبيره، وهو ما ألح عليه المحامون في تدخلاتهم خلال الندوة. وتناولت توصيات الندوة التي جاءت اثر نقاش مستفيض جملة من القضايا أهمها:

التأمين الصحي

ضمانا لاستمرارية وديمومة صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والتأمين الصحي للمحامين فإن ندوة الفروع أوصت مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بالعمل على تحقيق وفرض وجوبية مساهمة جميع المحامين في تمويل الصندوق وذلك بتعميم وضع طابع المحاماة في جميع أعمالهم وترتيب الجزاء الحازم ضد كل من يخالف ذلك.

الاشتراكات وطابع المحاماة

نظرا لتنامي ظاهرة تخلف العديد من المحامين عن دفع اشتراكاتهم وعدم وضع طابع المحاماة على أعمالهم واعتبار أن مداخيل الطابع هي المصدر الوحيد حاليا لتمويل صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والتأمين الصحي للمحامين فان ندوة الفروع ناشدت جميع هياكل المهنة بالعمل على تحسيس كافة المحامين بدفع اشتراكاتهم المتخلدة بذمتهم ووضع طابع المحاماة على جميع اعمالهم طبق القانون، وتطالب باتخاذ الاجراء اللازم ضد كل متخلف عن وضع التامبر وضد من يتخلف عن دفع اشتراكه في موعده.

النظام الداخلي

اعتبارا لأهمية النظام الداخلي في ترتيب شؤون المحامين وتنظيم العلاقات بينهم وسد الثغرات التشريعية فإن الندوة دعت مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بالتعجيل في توزيع مشروع النظام الداخلي المنقح على الفروع وكافة المحامين لإبداء ملحوظاتهم وآرائهم حوله ثم عرضه على جلسة عامة خارقة للعادة للمصادقة عليه خلال أجل لا يتجاوز موفى شهر ديسمبر 2007.

الممارسة اليومية للمحامين

بعد استعراض جملة من المشاكل والعراقيل التي يعاني منها المحامون يوميا أثناء ممارستهم لمهنتهم مع كتابات المحاكم ومختلف الادارات والتي تصل أحيانا الى بعض التجاوزات غير المقبولة فإن ندوة الفروع طالبت العميد ومجلس الهيئة بالسعي الى وضع حد لهذه المعاناة المستمرة بإيجاد حلول لهـــا حتـــى يــــؤدي المحامي مهامه بما يضمن حقوق المتقاضــــــــين.

السمــســـرة

نظرا لما لظاهرة السمسرة واستجلاب الحرفاء بطرق غير مشروعة من قبل بعض المحامين من خطورة على مهنة المحاماة واخلالها بقواعد التنافس الشريف بين المحامين، وبناء  على ما يلاحظ من تجاوزات من قبل المحامين تتنافى وشرف المهنة، دعت الندوة جميع هياكل المهنة لمقاومة هذه الظاهرة بحزم بالتعاون مع هياكل المهنة للتصدي لها.

مسألة المباشرة

وبغاية حماية المهنة من استفحال ظاهرة عدم المباشرة الفعلية لبعض المحامين المرسمين بالجدول والذين يتمتعون رغم ذلك بمنافع صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والحال أنهم يتعاطون انشطة اخرى داخل البلاد وخارجها فإن الندوة طالبت جميع فروع الهيئة بالقيام بجميع الاجراءات المدققة والتنسيق مع مجلس الهيئة وفيما بينها واتخاذ الاجراءات اللازمة المنصوص عليها بقانون المهنة.

تقاليد وأخلاقيات المهنة

بناء على أن مهنة المحاماة أساسها الاحترام بين المحامين فيما بينهم واحترام هياكلهم التي تمثلهم وترعى شؤونهم وتدافع عن مصالحهم، ونظرا لما لوحظ من تجاوزات من بعض المحامين تخل بأخلاقيات المهنة وتنال من اعتبار الهياكل فقد أوصى المحامون باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية تقاليد المهنة وأخلاقياتها وضمان هيبة هياكلها.

التـــمريـــن

وبالنظر لوجود بعض الاخلالات في العلاقة بين المحامي المشرف على التمرين والمحامي المتمرن فإن الندوة أوصت مجلس الهيئة بتذكير المحامين المشرفين على التمرين ببذل العناية المطلوبة بالمحامين المتمرنين وتوفير الظروف المناسبة لهم لقضاء فترة التمرين طبق تقاليد المهنة وأصولها.

ودعت ندوة الفروع مجلس الهيئة الوطنية للمحامين الى تركيز نظام اعلامي يوفر المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب ويحقق التواصل الايجابي والمفيد بين مختلف الهياكل

(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


المعركـة

 

ماذا جرى لجماعة «ح-د-ش» حتى يفقدوا ما تبقى لهم من الصبر… نار تتقد داخل الحزب ولا حديث إلا عن الخيانة والغدر.هذا يسب وذلك يشتم وواحد يذم والآخر يتهم.

ولا أحد واع بأنّ الحزب إنما بعث للعمل السياسي… لا ليتخاصم أعضاؤه ويتعاركوا بالكراسي.

محمد قلبي

(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


ظاهرة جديدة في المشهد السياسي:

أحزاب ومنظمات تنوي تعديل قوانينها لمحافظة بعض الأجنحة على مواقعها وتجديد ترشحاتها

تونس – الصباح

تسربت أنباء خلال الفترة الأخيرة، حول نوايا بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، تعديل قوانينها الأساسية وأنظمتها الداخلية، تمهيدا للمرحلة القادمة، وبخاصة استعدادات هذه الفعاليات، إلى المواعيد الانتخابية الحزبية  والجمعياتية المقبلة..

وتشمل هذه التعديلات التي يجري العمل على إدخالها على هذه القوانين، البنود والفصول التي تهم الطريقة الانتخابية وشروطها، إلى جانب اعتماد تنقيحات تمس مسألة التداول على المسؤوليات صلب الحزب أو المنظمة، أو تمكين بعض القيادات من فرصة جديدة للترشح للمناصب القيادية المتقدمة..

محاولة من داخل المنظمات

فقد أفادت أنباء من داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، وجود اتجاه بين بعض أعضاء المكتب التنفيذي، لتعديل القانون الأساسي بغاية تمكين تسعة أعضاء من الترشح إلى عضوية المنظمة في المؤتمر القادم المقرر للعام 2012، على اعتبار أن بنود القانون الأساسي الحالي، كما تم تعديله في مؤتمر المنستير، يحدد الترشح لهذا المنصب بمدتين نيابيتين فحسب، وهو ما يجعل المؤتمر القادم أمام حقيقة أساسية، تتمثل في تجديد أكثر من نصف أعضاء المكتب التنفيذي..

اللافت في الأمر، أن بعض هؤلاء الأعضاء، يقدمون هذه التعديلات التي ينوون إدخالها على قوانين المنظمة، ضمن حرصهم على “عدم إفراغ المنظمة”، وبأن من بين القيادات التسع المعنية بمغادرة المكتب التنفيذي، أسماء ما تزال قادرة على العطاء وإدارة الشأن النقابي، فيما أن انسحابهم بشكل جماعي، سيؤثر على المنظمة التي قد تفقد الكثير من بريقها ودورها، على اعتبار أن هؤلاء الأعضاء من الكفاءات الهامة وذات التجربة النقابية الواسعة..

من ناحيتها، أفادت معلومات موثوقة من داخل المكتب الوطني لمنظمة الدفاع عن المستهلك، وجود نية أيضا لدى عدد من أعضائها، لتمرير تعديل قانوني، يسمح بإبعاد بعض العناصر الفاعلة في المنظمة، خصوصا تلك التي تتميز بإشعاع محلي وجهوي كبير من ناحية، أو تلك التي تبدو مشاكسة بعض الشيء لقيادة المنظمة وبعض مسؤوليها، من ناحية أخرى، حتى وإن كانت هذه المشاكسة من قبيل الحرص على المنظمة والرغبة في تطويرها واضطلاعها بالدور الموكول إليها في البلاد..

وتتحدث بعض الأوساط داخل منظمة الدفاع عن المستهلك في هذا السياق، عن أسماء محددة يجري العمل على إقصائها خلال المؤتمر القادم، المقرر بعد نحو شهر ونصف الشهر من الآن (أكتوبر المقبل)..

المعركة صلب الأحزاب

من جهة أخرى، طالب بعض أعضاء المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، بتعديل النظام الداخلي للحزب، بشكل يسمح بتوفير آليات لـ “خلافة” الأمين العام في حالات المرض أو العجز أو الغياب المطول عن الحزب، وذلك من أجل ضمان استمرارية الحركة، وعدم تعطل نشاطها وتحركاتها واجتماعات مكتبها السياسي بشكل دوري..

لكن هذه الرغبة الإيجابية في التعديل، ورغم أنها تهدف إلى تدشين نوع من التداول على المسؤولية صلب الحركة، على الأقل في الحالات العصيبة، فإنها اصطدمت برفض كبير من قبل عدد من أعضاء المكتب السياسي، ممن اعتبروا ذلك مساسا بوجودهم ومصيرهم وربما مصالحهم، بل إن الذين رفعوا شعار تعديل القانون الأساسي، كادت تصيبهم تهمة “الخيانة العظمى” للأمين العام الحالي، رغم أن هؤلاء كانوا الأكثر إصرارا أن يبقى الرجل أمينا عاما للحزب إلى غاية المؤتمر القادم المقرر في النصف الأول من العام المقبل..

وكانت حركة التجديد، واجهت خلال مؤتمرها المنعقد في شهر جويلية المنقضي، مشكلات كبيرة، عندما تم طرح تعديلات جديدة على القانون الأساسي للحزب ونظامه الداخلي، حيث لم تستسغها بعض الأطراف، باعتبارها تمس جوانب فكرية وسياسية وتنظيمية لم يكن البعض مستعدا لها، ولولا حرص “المستقلين” وعدد غير قليل من قيادات حركة التجديد ممن كانت تدفع باتجاه “التغيير الديمقراطي” صلب الحزب، لتوقفت مساعي التوحيد التي كانت العنوان الأبرز للمؤتمر..

ولا شك أن مثل هذه “الممارسات”، تعكس وجود أجنحة صلب بعض الأحزاب، لا تريد ضخّ دماء جديدة داخل مكوناتها فحسب، بل هي تمنع أية محاولة في هذا الاتجاه، ليس من باب الحفاظ على المؤسسة الحزبية أو الجمعياتية، وإنما في سبيل الحفاظ على بعض المصالح، أو في سياق تصفية بعض الحسابات مع عضو ما أو تيار ما في هذه الجمعية أو ذلك الحزب..

المشهد التونسي هو الخاسر

ومن المؤكد، أن أكبر الخاسرين في جميع هذه المحاولات، هو المشهد السياسي ومناخ الجمعيات والمنظمات، بل من شأن ذلك، تهديد دور الأحزاب والمنظمات، وإفقادها لوظيفتها في التأطير الاجتماعي والشبابي بالبلاد، إلى جانب الإبقاء على المشهد السياسي والجمعياتي في شكله الراهن، الفاقد لأية فاعلية، قياسا بما هو موجود في بعض البلدان التي يفترض أن تكون التجربة الحزبية التونسية، الأنموذج الحري بالإقتداء بالنسبة لها، بالنظر إلى تراكمية التجربة وتنوعها..

وتكشف هذه النوايا من ناحية أخرى، أن ثمة ثقافة خطيرة “تعشش” صلب الأحزاب والمنظمات التونسية، هاجسها الأساسي تكريس حالة من الجمود، وعدم فسح المجال أمام قيادات ومسؤولين جدد بذرائع مختلفة..

ويخشى المرء أن تلجأ أحزاب ومنظمات أخرى إلى تعديل قوانينها الداخلية، سيما في ضوء اقتراب الاستحقاق الانتخابي القادم المقرر للعام 2009، ونعني بذلك الانتخابات البرلمانية، التي قد تحرك هذه الأجنحة صلب الأحزاب باتجاه “فبركة” تعديلات على مقاسها لضمان استمرارها في مواقعها..

لكن المهم رغم كل ذلك، هو وجود تيار متيقظ لمثل هذه التحركات والهواجس والنوايا، وثمة عزم من قبله على مقاومة ما يسمونه بـ “الحرس القديم” في هذه الأحزاب والمنظمات..

فهل تنجح رغبات التعديل للقوانين والأنظمة الداخلية لهذه الفعاليات، أم يتوفق التيار الرافض في تحجيم هذه الجهود باتجاه وضع حدّ للتعامل مع هذه الأحزاب والمنظمات، وكأنها “تركات” خاصة؟؟

صالح عطية

(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


ينعى الاتحاد الديموقراطي الوحدوي بكل الحزن والأسى المناضل القائد:

 

محمد البصيري العكرمي

 الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الأحد 26/08/2007 بقفصة

 إن الاتحاد الديموقراطي الوحدوي يتوجه بأصدق التعازي إلى عائلة الفقيد وإلى عائلته السياسية الواسعة راجيا من الله عزّ وجل أن يسكنه فراديس الجنان وأن يمتع أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

 إنا لله وإنا إليه راجعون.

 إبراهيم حفايظية

عضو المكتب السياسي المكلف بالإدارة

 (المصدر: صفحة الوفيات بجريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


نحو خمسين ألف سائح يأتون إلى تونس لممارسة رياضة الغولف سنويا..

لتجاوز النمط السياحي التقليدي …الجولف.. الحل التونسي للهروب من السياح الشعبيين

تونس – صالح عطية

قرر المسؤولون عن القطاع السياحي في تونس، أن تكون المرحلة القادمة مرحلة التعويل على منتجات سياحية جديدة، تتجاوز تلك الصورة النمطية التي ارتبطت خلال العقود الخمسة الماضية، بالجوانب الطبيعية التقليدية على غرار البحر والشمس والعوامل المناخية المتميزة التي يتصف بها الوضع التونسي…

وتأتي ملاعب الغولف في مقدمة اهتمامات المعنيين بالسياحة بغاية تنويع المعروض السياحي المحلي، على اعتبار أن رياضة الغولف تستقطب أكثر من خمسين مليون سائح في العالم، بينهم نحو ستة ملايين سائح من أوروبا..

وقال مصدر مسؤول في القطاع السياحي التونسي، أن التفكير في ملاعب الغولف، يندرج ضمن سياق البحث عن معروض سياحي قادر على توفير نفقات مهمة، لاسيما وأن أكبر مشكل تعانيه السياحة التونسية، يتمثل في كون السياح المُقبلين على تونس، هم عادة من فئات محدودة الدخل، وبالتالي فهي قليلة الإنفاق، باعتبارها تصنف ضمن ما يعرف بـ “السياحة الشعبية”، والتي تأتي عادة عبر الرحلات الجماعية المعروفة بمراهنتها على نوعية معينة من السياح..

ويعدّ ممارسو رياضة الغولف، من أكثر السياح إنفاقاً، باعتبارهم ينتمون إلى فئات ثرية وميسورة لا تتردد في الإنفاق من دون تلك الحسابات التي يقوم بها السياح العاديون..

وتتوفر في تونس حالياً ثمانية ملاعب غولف موزعة بين المناطق السياحية الأكثر شهرة في البلاد، مثل تونس والحمامات وسوسة والمنستير وجربة وطبرقة.. ووضعت الدوائر السياحية خطة لإنشاء عدة ملاعب غولف في أفق السنوات القادمة، تزامنا مع المحطات السياحية التي تتجه النية لإحداثها..

وتم الشروع في هذا السياق، في بناء ملعبين جديدين الأول في ضاحية قمرت السياحية، شمال العاصمة، والثاني في محافظة توزر الصحراوية على جنبات الواحات الغنّاء لهذه المنطقة…

تحركات من أجل “الغولف”..

ونشطت في السنوات الأخيرة مكاتب سفريات تونسية تتمركز في أوروبا، باتجاه تنظيم رحلات جماعية للمولعين برياضة الغولف، انطلاقا من إيطاليا، فيما تم تنظيم رحلات أسبوعية خاصة لسياح ألمان نحو منتجعات مختلفة في البلاد، في مقدمتها منتجعات طبرقة والحمامات..

وشرعت تونس منذ فترة، في استضافة منافسات في لعبة الغولف، بينها الدورة المفتوحة التي تُقام سنوياً في ملعب “القنطاوي” القريب بالساحل التونسي، بمشاركة لاعبين دوليين بارزين من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا.. كما استضاف ملعب “القنطاوي” في الآونة الأخيرة، بعض فصول الدورة الإيطالية المعروفة بـ “دوري بيروني” الذي يقام في ملاعب غولف إيطالية، قبل أن تختتم المرحلة الحاسمة في منتجع القنطاوي…

وتفيد بيانات حكومية، أن معظم مرتادي ملاعب الغولف من ألمانيا، ثم يأتي الفرنسيون والبريطانيون قبل النمساويين.. لكن السنوات القليلة الماضية، عرفت استقبال لاعبين من أميركا وكندا واليابان وكوريا، وإن بأعداد ضئيلة، فيما بدأ الخليجيون يسجلون حضورهم في هذه اللعبة في بعض منتجعات الغولف التونسية..

(المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 أوت 2007)


 

وفاة الشاعر الغنائي التونسي حسونة قسومة

 

تونس (رويترز) – نعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس يوم الثلاثاء الشاعر الغنائي حسونة قسومة أحد أبرز شعراء الاغنية التونسية والذي نال في حياته تكريما وجوائز ومنحه الرئيس زين العابدين بن علي الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي.

 

ولم يعلن عن سبب وفاة قسومة (55 عاما) الذي كتب أغان ميزت فترة الثمانينات المعروفة بالفترة الذهبية للموسيقى التونسية حيث شكل الراحل مع الملحن عبد الرحمن العيادي والمطربة الراحلة ذكرى ما يطلق عليه الثلاثي الذهبي للاغنية التونسية.

 

وكانت البداية الفنية لقسومة من البرنامج التلفزيوني (نجوم الغد) ثم انتقل الى المجموعة الصوتية لفرقة الرشيدية التراثية بادارة الراحل عبد الحميد بلعلجية.

 

وكتب الراحل أغنيات لأمينة فاخت منها (انت مرادي) و(الحياة صعبت علينا) كما كتب لذكرى 20 أغنية منها (لمن يا هوى) و(الى حضن أمي) وهما من الاعمال التي مهدت لانتشار ذكرى عربيا.

وقال العيادي رفيق درب قسومة ان “شعره وقلبه يتسعان لكل الفنانين المعروفين وغير المعروفين… عرفت عديد النجاحات معه في بداياتي الفنية

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 أوت 2007)


 

شركة اسبانية تقيم مصنع اسمنت بتونس باستثمار قدره 200 مليون يورو

 

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الثلاثاء ان مجموعة اريكام الاسبانية بدأت بالاشتراك مع تونس انجاز مشروع مصنع للاسمنت بمبلغ استثماري قدره 200 مليون يورو (300 مليون دينار تونسي).

وقالت وكالة الانباء الحكومية ان مشروع مصنع “اسمنت قفصة اريكام” يقام في “اطار شراكة اسبانية تونسية بمحافظة قفصة في الجنوب التونسي.”

واضافت انه من المنتظر ان تبلغ طاقة انتاج المصنع الذي يمتد على مساحة 170 هكتارا قرابة 3 ملايين طن سنويا سيخصص 70 بالمئة منها للاستهلاك المحلي و30 بالمئة للتصدير.

وقد خصصت مجموعة “اريكام” الاسبانية استثمارات قدرها 200 مليون يورو (300 مليون دينار) لانشاء المصنع.

وسيمكن المشروع من تنويع القاعدة الصناعية بجهة قفصة ومن خلق فرص عمل جديدة.

ويأتي انطلاق مصنع الاسمنت في وقت تتزايد فيه الاستثمارات في تشييد العقارات في تونس بشكل واضح.

واعلنت شركة سما دبي الاماراتية في وقت سابق هذا الشهر انها ستنفق 14 مليار دولار لانشاء مدينة ضخمة في ضاحية البحيرة الجنوبية بتونس تتضمن مسارح وملاعب وعمارات سكنية ضخمة ومحلات تجارية ومواقع ترفيهية على مساحة 2092 فدانا.

ويشتمل المشروع على فنادق سياحية راقية ومسالك مطلة على البحر بطول 14 كيلومترا

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 أوت 2007)

 


إلى التونسيين المشاركين  في شريط يسيء للشهيد صدام حسين: أ بهذه السهولة تسقطون في الفخاخ الصهيونية ؟

 
حين كنا ننشط في حركة نوادي السينما في العقدين السابقتين ، كنا نعيش أجواء النضال التحرري في وطننا العربي من خلال الأشرطة الروائية و الوثائقية المبرمجة في عروضنا السينمائية . و كنا نعيش أحلام انتصار قوى التحرر العربية و هزيمة العدو الصهيو أمريكي في حصص النقاش فقط على أمل أن تتوفر ظروف للأجيال القادمة تسمح لها بمعايشة انتصارات فعلية و حقيقية . لكن القدر أبى إلا أن يمنحنا فرصة تذوق طعم الانتصار ، فعشنا مع المقاومة اللبنانية هزيمة العدو الصهيوني في احدى واجهات المواجهة في لبنان ، و ها  نحن نعيش تباعا مع المقاومة العراقية و نتلذذ نكهة انكسار الامبراطورية الأمريكية على أيدي أبطال بلاد الرافدين . و لا يمكن الحديث عن انتصارات المقاومة العراقية دون الحديث عن الرئيس المجاهد صدام حسن الذي احتل مكانة خاصة في قلوب كل العرب و المسلمين لسببين ، أولهما كونه مهندس الثورة العراقية المسلحة ، و ثانيها لأنه جسد أرقى قيم البطولة و التضحية و الفداء التي لخصها في ابتسامة الشموخ لحظة إعدامه . ففي الوقت الذي وقف صدام على منصة الإعدام متحديا جلاديه كانت مئات الملايين من العرب و المسلمين يذرفون الدمع سخطا على تقاسم الادوار بين امريكا و إيران و تعمدهما استفزاز مشاعر الملايين بإعدام قهرا و ظلما واحدا من  أعظم الرموز الوطنية في هذا العصر و إصرارهما على ارتكاب جريمتهما في يوم عيد الإضحى المبارك.. هذا هو المشهد الذي بقي عالقا في ذهن مناصري الحق في كامل أرجاء المعمورة . كيف تريدون أن يكون رد فعلي بعد كل هذه المشاعر التي رتبتها الاحداث و أنا أطالع خبرا ثقافيا صدر في جريدة الشروق يوم الأحد 05 – 08 – 2007 في الصفحة 19 تحت عنوان ” ممثل إسرائيلي في دور صدام  حسين “؟  قبل التعليق على هذا المقال أقدم للسادة القراء معطيات حول هذا الشريط . الشريط هو مسلسل بعنوان ” بين النهرين ” من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي  بمساعدة شركة سندباد للإنتاج الفني من تونس ، اخراج الانكليزي اليكس هولمز. الذي سيتقمص دور الرئيس صدام حسين هو “الاسرائيلي ” يغال ناؤور مثّل في العديد من المسرحيات “الاسرائيلية ” و أفلام مشتركة “سرائيلية ” – أمريكية . و تقوم في هذا المسلسل بدور ساجدة زوجة الرئيس الشهيد الممثلة الإيرانية الأصل “شهرة أغداسلو” . يتم تصوير هذا المسلسل حاليا في تونس و يشارك فيه ممثلون تونسيون كهشام رستم و محمد علي النهدي  و وليد النهدي ” أن تقوم شركة بريطانية بانتاج شريط لتشويه صورة الشهيد صدام حسين فهذا مفهوم إذ يأتي في إطار توظيف آلة السينما الرهيبة لخدمة النوايا الاستعمارية عبر التهجم على رموز الأمم المناهضة للامبريالية و تجميل الوجه القبيح للقوى الاستعمارية و الصهيونية. لكن أن تشارك شركة انتاج سينما تونسية و ممثلون تونسيون  في عمل يقوم فيه ممثل صهيوني بالقيام بدور الرئيس المجاهد صدام حسين فهذا و الله استفزاز لمشاعرنا في حجم الاستفزاز الذي أقدم عليه الاحتلال الأمريكي – الإيراني في العراق يوم عيد الاضحى حين أقدم على إعدام الرئيس الشهيد. هل أصبحت قيمنا تباع رخيصة على مكاتب الشركات السينمائية العالمية ؟ هل يعلم ممثلونا أنهم مجرد أداة انتقام تنفذها أجهزة النظام الصهيوني الاستعماري في مجال السينما لأنها في الميدان و على أرض الواقع عاجزة على تحقيقها بعد أن تلقّى الجهاز الاستعماري العسكري في العراق أكبر صفعة و أعظم إهانة رتبها لهم رجال العراق الأشاوس أبناء القائد المحنك صدام حسين الذي هيّأ  ما يجعل الأعداء بنتحرون على أسوار بغداد ؟ نحن نعرف منطلقات سينمائيينا الذين كانت لنا معهم نقاشات و صراعات طويلة في إطار حركة نوادي السينما ، و نعرف جيدا مصدر أفكارهم التي ساعدت المقاومة العراقية على كشف كامل خيوطها الخفية ، لكننا نطلب منهم فقط احترام مشاعر و قيم هذا الشعب العربي الأصيل الذي امتنع جزء كبير منه عن الاحتفال بعيد الاضحى حزنا على إعدام القائد العظيم صدام حسين. ونحن نقول لهم : إن كنتم لا تؤمنون بانتصار الحق فاتركونا نفرح به نحن . و ليعلم جميعكم أن من أهم أسباب إعدام صدام حسين هو موقفه المبدئي و الثابت من الكيان الصهيوني . أيها الممثلون الأفاضل إذا كنتم قررتم أن تبيعوا احترام جمهوركم و شعبكم لكم فإننا نرفض تشويه و لو شعرة واحدة مما أنجزه شهداء هذه الأمة العظام.  
محمد نجيب القلال (المصدر: جريدة”الوطن”(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 11 بتاريخ 24 أوت 2007)


 

13 أوت: عيد المرأة الوطني من إلهة الحلوى إلى الإنسان الحر

 
بقلم سعاد نصيري درجت تونس على الاحتفال بذكرى 13 أوت من كل سنة عيدا للمرأة التونسية سنه الرئيس السابق الحبيب بورقيبة عشية الاستقلال، دشن به ملامح مشروعه الليبرالي الفرنكفوني للدولة التونسية العصرية الحداثية. بعد أن أقر مجلة الأحوال الشخصية 3 أوت 1956. إن مثل هذه المناسبة تثير قضية المرأة وتعيدها للطرح والحوار من جديد. فهل يقف المجتمع العربي عموما والشعب التونسي خصوصا مع حرية المرأة؟ ستختلف التحاليل حد التباين بل التناقض إلا أن ما يهمّنا هنا هو هل حققت المرأة حريتها رغم رفع الزعماء والمثقفين والنخب شعار حرية المرأة؟ بل لعل السؤال الأخطر هو لم تحرير المرأة؟ وبصيغة أخرى هل يجوز الحديث عن حرية المرأة دون حرية المجتمع رجالا ونساء؟ إلخ… يذهب البعض إلى تحميل الرجل وزر تخلف المرأة ويرد البعض الآخر بتحميل المرأة أوزار تخلف المجتمع. فنقع في تلك المغالطة السفسطائية من الأول؟ البيضة أم الدجاجة؟ ما من شك في أن تخلف المرأة بعض من تجليات تخلف المجتمع. أما المسؤول عنه فالصراعات الاجتماعية والحروب والاستعمار والاستغلال والتجهيل إلخ … ولكن ما الذي يجعل المرأة متخلفة أكثر من الرجل بما يستدعي تحريرها. لا أظن أن الرجل وحده هو المسؤول. وإنما المسؤول فعلا هو التربية والثقافة المهيمنة على المجتمع والتي تتوارث جيلا بعد جيل فتعشش في العقول الواعية عامة وغير الواعية خاصة. ولقد شاءت الظروف التاريخية ولا أقول الصدف أن تسود ثقافة ذكورية رجالية في مجتمعنا العربي منذ لحظة ما “في الجاهلية” حكمت على المرأة  بالوأد المادي حفاظا على الشرف أمام ظاهرة السبي وتلويث العرض. ولقد حاول الإسلام أن يصلح الأمر ويضع حدا للوأد المادي غير أن هيمنة البنية الثقافية التقليدية في اللاوعي عمل على وأد المرأة رمزيا ولنا أن ننظر في الأخبار والتاريخ الإسلامي لنكتشف انغلاق المجتمع وانحصاره في الرجل والمؤمن والحاكم والعالم والمجاهد وتهميش المرأة والمؤمنة والحاكمة والعالمة والمجاهدة… بالرغم من توجه الإسلام الإنساني والتحرري الهادف إلى المساواة بين الجنسين مساواة نوعية وعميقة الأبعاد والمقاصد لا مساواة شكلية ترتضي بتشبه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة. وما إن ارتد العرب المسلمون إلى كهف الانحطاط بفعل الاستبداد المحلي والاستعمار الأجنبي حتى عدنا إلى احتقار المرأة ووأدها ماديا ورمزيا. ومع هبوب رياح النهضة العربية الحديثة على المنطقة بفعل السعي الذاتي للنهوض وتأثير الثورة الفرنسية على العالم طالب مصلحون ومفكرون وساسة بإصلاح وضع المرأة وتحريرها. ولكن ما محتوى هذا التحرير وما مداه؟ لقد مر على النهضة العربية الحديثة أكثر من قرن وتحرر البلدان العربية أكثر من نصف قرن لم تتغير الأوضاع تغييرا جذريا، فمازالت حرية المرأة بين الإباحة والمنع، ومازالت مشاركة المرأة الفعلية والمؤثرة في تغيير المجتمع وإصلاحه ضعيفة جدا بل إننا بدأنا نشهد لحظة تراجعات خطيرة تنادي بحجب المرأة في البيت وفصلها عن الرجل باسم الدين ردا على سفور المرأة ومبالغة بعضهن في العراء والاستهتار متذرعات بالحرية المكتسبة. إننا في تونس نفتخر بمكاسب المرأة في التعليم والثقافة والتشغيل والمشاركة في الحياة الاجتماعية والمدنية والسياسية إلا أن القاسم المشترك للمرأة التونسية مع المرأة العربية أنها لا تزال إنسانا غير حر فهي إما تابعة للدعوات الليبرالية الفجة وإما خاضعة لدعوات الكهونتية المتخلفة. لقد غابت المرأة كقوة اجتماعية هائلة تأخذ أمر حريتها بيدها ولا تعول على أي رجل. إن المرأة اليوم في أحسن الأحوال إله ولكن من حلوى. فكلما أردنا الحديث عن حرية المرأة ألّهناها، ولكن حينما نريد تغييبها نأكلها كما أكل الجاهلي آلهته المصنوعة من الحلوى. ولم يزل المجتمع العربي عامة متخلفا وسيظل مادام نصفه مغيبا. وإذا عرفنا خطورة دور المرأة في التنشئة والتثقيف والتغيير الاجتماعي فإن سلبية المرأة وتبعيتها للرجل أو ثقافة المجتمع المتخلفة أمور لا تبشر بخير وإنما تؤكد أننا مجتمع يتناسخ عاداته البالية وخوفه وجبنه وقعوده وتجنبه المغامرة بل المخاطرة والتجاوزات الإيجابية البناءة التي تعلم النشء الإبداع والمبادرة والإرادة الحرة لا الخنوع والخضوع. ولكي تصبح المرأة إنسانا حرا عليها أن تخلع جبة الحرية المزيفة والتأليه الكاذب وأن تطّرح برقع التخلف والانحطاط وأن ترتدي ثوب العزة والكرامة والاعتماد على الذات. (المصدر: جريدة”الوطن”(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 11 بتاريخ 24 أوت 2007)


حق المرأة في الحرية

د. لحبيب المخ قال الكاتب الفرنسي شارل فورييه عن المرأة ما يلي: “إن درجة تحرير المرأة تصبح بكل بداهة مقياس التحرر العام”. لا يزال الحديث قائما هنا وهناك ومن خلفيات متناقضة حول واقع الاضطهاد الذي تعانيه المرأة عموما وتتفاوت الجهود من أجل البحث عن أسبابه لدى هذا وذاك. إن أسباب هذا الاضطهاد ليست راجعة ولو بصورة جزئية إلى تفاوت بيولوجي جنسي بقدر ما هو راجع إلى واقع تاريخي اجتماعي.  يدعي بعض المثقفين والمثقفات من المنظرين والمنظرات لهذا الاضطهاد أن النساء مشكلة “طبقة” أو “طائفة نوعية” وهذا مؤداه خطأ في فهم طبيعة النظام الاشتراكي الحقيقي فتسقط هذه التنظيرات في اعتبار أن عدو المرأة ليس النظام الرأسمالي الذي جعل منها بضاعة استهلاك وإغراء وإشهار بل هو الرجل في المطلق. والحقيقة أن أصل القضية يرجع إلى الرأسمال. لم تمثل النساء على الدوام جنس المضطهد (بفتح الهاء) فهي “الجنس الأخر” أو “الجنس الثاني” (بتعبير الفيلسوفة الوجودية الفرنسية سيمون دي بوفوار رفيقة درب سارتر) . فالانثروبولوجيا أو دراسة ما قبل التاريخ تفيد عكس ذلك. فعبر دراسة ما قبل التاريخ (عصر القبيلة) كانت النساء متساويات مع الرجال  وهذا مقبول من الرجل ولا حرج فيه إذاك. لقد تقهقر هذا الوضع المرأوي وأخذ يتفكك بالانتقال الاجتماعي إلى مجتمع الطبقات مع ما جاء به من مؤسسات كثيرة من الأسرة الأبوية إلى ظهور الملكية الخاصة إلى مؤسسات السلطة كالدولة (لان مفهوم السلطة أوسع من مفهوم الدولة) …الخ. يظهر الدور القيادي الذي اضطلع به الرجل في الاقتصاد الزراعي على نطاق واسع في الري والبناء والتعمير وتربية المواشي، وبالتطور الاجتماعي التاريخي رويدا رويدا أقامت مؤسسات الزواج والأسرة لتثبيت الواقع الذي بات يتمتع به الرجال وحق توريث أموالهم وظهر الزواج الأحادي ليضع المرأة تحت السيطرة المطلقة للزوج الذي كسب من ذلك حق توريث أملاكه إلى أبنائه الشرعيين وهذا ما أيده الإسلام من الأعراف. ومن هنا بدأ دور المرأة في الانزواء شيئا فشيئا وتكريس أنفسهن لسلطة الذكر والأب. في العهد الاسلامي (لقد كان الإسلام في الفهم التاريخي الحقيقي محرر المرأة بلا منازع) بدأ تكريس مفهوم الإسلام للمرأة بأنهن شقيقات الرجال غير أن ذلك لم يمنع على المستوى الاجتماعي الثريات من النساء الانعتاق من أداء المهمات المنزلية الشاقة إلى الفقيرات ليصبحن مقيدات تحت هذا العمل الشاق المرهق. أما في النظام الليبرالي فإن المرأة شهدت اضطهادا لم تعهده من قبل. وانقلبت المفاهيم في ظل انقلاب القيم وما الحقوق الهامشية التي “بشّر” بها الليبراليون المرأة إلا تعميقا وتأبيدا لاضطهادها. فليست الحرية في تقليد أعمال الرجل أو وضعها أمام صراع أبدي معه بل في تحقيق إنسانيتها. الحرية الحقيقية أو التحرر الحقيقي هو التكامل الإنساني بين الرجل والمرأة. الحرية كما قيل مع الاختلاف في المهام. (المصدر: جريدة”الوطن”(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 11 بتاريخ 24 أوت 2007)


 

بسم الله الرحمان الرحيم حصـــــــــــاد الأسبــــــــــــــوع للصحفي المنفي في وطنه: عبد الله الزواري

في ذكرى استشهاد من عاش سيدا و قضى سيدا و بقي سيدا: سيد قطب يـــــا شهيـــــدا رفع الله بــه جبهة الحق في وجــــــه الردى سوف تبقى في الحنايا علما حاديا للركب رمزا للهـــــــــدى مـــا نسينا أنت قــــــد علمتنـا بسمة المؤمن في وجه الردى غـــالك الحقــد بليل حـــــــالك كنت فيه البدر يهـدي للهـدى نسي الفجـار في نشوتـــهم أن نــور الحق لا لـــن يخمدا  

1) علمت:

هو سيد قطب ابراهيم ولد في صعيد مصر في قرية موشة من محافظة اسيوط في التاسع من أكتوبر 1906، تخرج من دار العلوم حاصلا على الإجازة في الآداب ، اشتغل بالتدريس، و في سنة 1948 أوفدته وزارة المعارف المصرية إلى الولايات المتحدة للاطلاع على مناهج التعليم و نظمه لديهم، و بقي هناك إلى يوم 20 أوت 1950، حيث عين في مكتب الوزير بصفة مراقب مساعد للبحوث الفنية إلى ان استقال في 18 اكتوبر 1952، ثم انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، و رغم أنه لم يتبوأ مواقع قيادية في الجماعة إلا أنه أصبح من أبرز مفكريها، اعتقل ثلاث مرات، الأولى بشهرين و الثانية بعد مسرحية المنشية يوم 26 أكتوبر 1954، و قدم إلى المحاكمة في أقل من شهر حيث مثل يوم 20 نوفمبر 1954 أمام هيئة محكمة متكونة من جمال سالم و أنور السادات و حسين الشافعي أصدرت عليه حكما بالسجن لمدة خمسة عشر سنة، ثم و بتوسط من الرئيس العراقي آنذاك عبدالسلام عارف تمتع سيد بعفو صحي في ماي 1964… لكن سرعان ما يقع اعتقاله من جديد (9 اوت 1965) اثر توجيهه رسالة إلى المباحث العامة احتجاجا على إيقاف أخيه محمد يوم 30 جويلية 1965، و تم التحقيق معه في السجن الحربي بداية من يوم 19 ديسمبر 1965 لمدة ثلاثة أيام، و صدر عليه الحكم بالإعدام يوم 21 اوت 1966، و رغم تدخل العديد من قادة الدول العربية و الأسلامية ( أحدهم بورقيبة) من أجل عدم تنفيذ حكم الإعدام فقد نفذ الحكم فجر يوم الاثنين 29 اوت 1966 الموافق ل 13 جمادى الأولى 1386…  

2) تدبرت:  

” ما كان الله لينصر نا في حرب قادها قاتل سيد قطب” المرحوم علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال المغربي.. 3) سمعت: مع اننا خصصنا هذا العدد للشهيد سيد قطب فإن ذلك لا يمنع من الإشارة باختصار لبعض ما جد الأسبوع المنقضي: 1- المضايقات التي تعرضت لها جيل كارول عند زيارتها لي تواصلت إلى ساعة مغادرتها الجنوب باتجاه العاصمة، و قد كنا متفقين على الالتقاء مجددا يوم الاثنين صباحا على الطريق المؤدية إلى جربة، غير أن أعوان الأمن- و لهم شيء من علم الغيب النسبي- منعوها من التوقف في الطريق… 2 – الأستاذ محسن الربيع المحامي بجرجيس في حالة حرجة و هو يقيم في مصحة الزيتونة اثر عودته من العاصمة بعد اجراء العديد من فحوصات… الأستاذ محسن الربيع من ابرز –بل ابرز- المحامين المدافعين عن حقوق الإنسان في الجهة، و في مكتبه الكائن بطريق مدنين عقدت هيئة 18 أكتوبر الجهوية اجتماعاتها… نسأل الله له الشفاء..  

4) رأيت

كيف قتل سيد قطب إن في بذل العلماء والدعاة والمصلحين أنفسهم في سبيل الله حياة للناس ، إذا علموا صدقهم ؛ وإخلاصهم لله عز وجل . ومن هؤلاء الدعاة والمفكرين.. ” سيد قطب ” رحمه الله ، فقد كان لمقتله أثر بالغ في نفوس من عرفوه وعلموا صدقه ، ومنهم اثنان من الجنود الذين كلفوا بحراسته وحضروا إعدامه . يروي أحدهما القصة فيقول : هناك أشياء لم نكن نتصورها هي التي أدخلت التغيير الكلي على حياتنا.. في السجن الحربي كنا نستقبل كل ليلة أفرادا أو جماعات من الشيوخ والشبان والنساء ، ويقال لنا : هؤلاء من الخونة الذين يتعاونون مع اليهود ولابد من استخلاص أسرارهم ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأشد العذاب ، وكان ذلك كافيا لتمزيق لحومهم بأنواع السياط والعصي ، كنا نفعل ذلك ونحن موقنون أننا نؤدي واجبا مقدسا ، إلا أننا ما لبثنا أن وجدنا أنفسنا أمام أشياء لم نستطع لها تفسيرا ، لقد رأينا هؤلاء ” الخونة ” مواظبين على الصلاة أثناء الليل وتكاد ألسنتهم لا تفتر عن ذكر الله ، حتى عند البلاء ! بل إن بعضهم كان يموت تحت وقع السياط ، أو أثناء هجوم الكلاب الضارية عليهم ، وهم مبتسمون ومستمرون على الذكر . ومن هنا.. بدأ الشك يتسرب إلى نفوسنا.. فلا يعقل أن يكون مثل هؤلاء المؤمنين الذاكرين من الخائنين المتعاملين مع أعداء الله . واتفقت أنا وأخي هذا سرا على أن نتجنب إيذاءهم ما وجدنا إلى ذلك سبيلا ، وأن نقدم لهم كل ما نستطيع من العون . ومن فضل الله علينا أن وجودنا في ذلك السجن لم يستمر طويلا.. وكان آخر ما كلفنا به من عمل هو حراسة الزنزانة التي أفرد فيها أحدهم ، وقد وصفوه لنا بأنه أخطرهم جميعا ، أو أنه رأسهم المفكر وقائدهم المدبر ” هو سيد رحمه الله ” . وكان قد بلغ به التعذيب إلى حد لم يعد قادرا معه على النهوض ، فكانوا يحملونه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في قضيته . وذات ليلة جاءت الأوامر بإعداده للمشنقة ، وأدخلوا عليه أحد الشيوخ !! ليذكره ويعظه !! وفي ساعة مبكرة من الصباح التالي أخذت أنا وأخي بذراعيه نقوده إلى السيارة المغلقة التي سبقنا إليها بعض المحكومين الآخرين.. وخلال لحظات انطلقت بنا إلى مكان الإعدام.. ومن خلفنا بعض السيارات العسكرية تحمل الجنود المدججين بالسلاح للحفاظ عليهم.. وفي لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضنا مسدسه الرشاش ، وكان المسؤولون هناك قد هيأوا كل شيء.. فأقاموا من المشانق مثل عدد المحكومين.. وسيق كل منهم إلى مشنقته المحددة ، ثم لف حبلها حول عنقه ، وانتصب بجانب كل واحدة ” العشماوي ” الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم.. ووقف تحت كل راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ . كان أهيب ما هنالك تلك الكلمات التي جعل يوجهها كل من هؤلاء المهيئين للموت إلى إخوانه ، يبشره بالتلاقي في جنة الخلد ، مع محمد وأصحابه ، ويختم كل عبارة بالصيحة المؤثرة : الله أكبر ولله الحمد . وفي هذه اللحظات الرهيبة سمعنا هدير سيارة تقترب ، ثم لم تلبث أن سكت محركها ، وفتحت البوابة المحروسة ، ليندفع من خلالها ضابط من ذوي الرتب العالية ، وهو يصيح بالجلادين : مكانكم ! ثم تقدم نحو صاحبنا الذي لم نزل إلى جواره على جانبي المشنقة ، وبعد أن أمر الضابط بإزالة الرباط عن عينيه ، ورفع الحبل عن عنقه ، جعل يكلمه بصوت مرتعش : يا أخي.. يا سيد.. إني قادم إليك بهدية الحياة من الرئيس – الحليم الرحيم !!! – كلمة واحدة تذيلها بتوقيعك ، ثم تطلب ما تشاء لك ولإخوانك هؤلاء . ولم ينتظر الجواب ، وفتح الكراس الذي بيده وهو يقول : اكتب يا أخي هذه العبارة فقط : ” لقد كنت مخطئا وإني أعتذر … ” . ورفع سيد عينيه الصافيتين ، وقد غمرت وجهه ابتسامة لا قدرة لنا على وصفها.. وقال للضابط في هدوء عجيب : أبدا.. لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول ! قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن : ولكنه الموت يا سيد…! فأجاب سيد : ” يا مرحب بالموت في سبيل الله .. ” ، الله أكبر !! هكذا تكون العزة الإيمانية ، ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار ، فأشار الضابط بوجوب التنفيذ . وسرعان ما تأرجح جسد سيد رحمه الله وإخوانه في الهواء.. وعلى لسان كل منهم الكلمة التي لا نستطيع لها نسيانا ، ولم نشعر بمثل وقعها في غير ذلك الموقف ، ” لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .. ” . وهكذا كان هذا المشهد سببا في هدايتنا واستقامتنا ، فنسأل الله الثبات . “مجلة الدعوة / العدد 1028 “  

5): قرأت

للشيخ الفاضل بن عاشور لا شك أن تنفيذ الحكم بالإعدام على سيد قطب يعتبره الموقنون بحقيقة جهاده الإسلامي تتويجا لحياته الماجدة ،لأن الشهادة في سبيل الله هي أقصى ما يتطلّع إليه أصحاب النّفوس الإسلامية المؤمنة المطمئنّة ، و لذلك فانّ موت سيد قطب أفرحنا و أحزننا : أفرحنا بما رزقه اللّه من مقام الشّهادة ، ونرجو اللّه أن يجزيه أجر العاملين المستشهدين في سبيله . و أحزننا للفراغ العظيم الذي يتركه في محيط الفكر الإسلامي أخونا المرحوم سيد قطب . فقد كان رجلا سامي القيمة متعدّد نواحي العظمة، فهو زيادة على كونه مجاهدا كاملا في قضيّة الإسلام، كان إلى جانب ذلك شاعرا و كاتبا خياليّا و قصصيّا و ناقدا أدبيّا و حكيما إسلاميا و باحثا في الثقافة و الاجتماع و دارسا قرآنيا. فهذه هي النواحي السبع التي تتمثل فيها القيمة العظيمة من الناحية الفكريّة زيادة على النّاحية العلميّة لفقيدنا سيد قطب . ففي الشعر كان شاعرا فذّا من المجيدين الملهمين، و له دواوين شعر كثيرة منه ديوانه الذي سمّاه “الشاطئ المجهول “، و الديوان الآخر الذي سمّاه “حلم الفجر”. و كان له منهج التزامي في شعره و طريقة مبنيّة على الشعور بما للشّاعر من رسالة في الحياة العامّة، له في ذلك كتاب سمّاه “مهمّة الشاعر في الحياة “. و في كتابته النّثريّة له مقالات و تأمّلات من نوع النّثر الفنّي، و في قصصه القصص الكبيرة المشهورة مثل “المدينة المسحورة”، و في الدّراسة الـأدبيّة له كتاب منهجي هو مرجع من مراجع العربيّة في النّقد الأدبيّ سمّاه “النّقد:أحواله و مناهجه”. و في الثقافة و الاجتماع له المقالات الكثيرة في التّوجيه إلى المنهج الصّحيح الذي ينبغي أن تسير عليه الحياة الثقافيّة و الحياة الاجتماعيّة في بلاد الإسلام ، و أهم ّ ذلك كتابه الذي انتقد فيه كتاب “مستقبل الثّقافة في مصر ” للدّكتور طه حسين . أمّا حكمته الإسلامية فقد برزت واضحة في الكتب التي عالج فيها المشاكل الكبرى لحياة العصر الحاضر بنور الإسلام ، و قارن بين موقف الإسلام و مواقف المذاهب الأخرى من حيث الفائدة للمجتمع الإنساني ، و هذا يظهر في كتبه “العدالة الاجتماعيّة في الإسلام” و “الإسلام و الرأسماليّة ” و “السلام العالميّ و الإسلام”. و في الدّراسات القرآنيّة ظهر سيّد قطب جامعا بين موهبته الأدبيّة و الحكميّة ، و يتجلّى السموّ العجيب الذي سما به سيّد قطب في الدّراسات القرآنيّة في كتابه الذي استخلص فيه التوجيهات الإنسانية العليا التي في القرآن و سمّاه ” في ظلال القرآن”. و هو كتاب يقع في ثلاثين جزءا. و كذلك من كتبه الأخرى “التصوّر الفنّي في القرآن” و “مشاهد القيامة في القرآن”. و يعتبر سيّد قطب بمنهجه الفلسفيّ الموقف الحقيقي بين منهج التديّن و منهج حركة الفكر لأنّه يقاوم العيوب التي أحدثها النّاس في كلّ من المنهجين ، فهو يقاوم الجّمود في التديّن ، و يقاوم الاستهتار و الواحة و الشّطط في حركة الفكر ، فينتهي إلى أنّ غاية الفكر الحرّ هي تأييد الدّين و أن غاية الدّين الحقّ هي حماية الفكر الحرّ. لقد حكم على سيّد قطب في سنة 1954 في قضيّة الإخوان المسلمين، و اتّهم بالتّآمر على عبد النّاصر، و حكم عليه بالـأشغال الشّاقّة على ما هو عليه من هزال و ضعف. و قد أنهكته الأشغال الشّاقّة و آلام السّجن ، و حطّمت قواه البدنيّة ، ثمّ سمح له بالخروج من السّجن دون أن يمكّنه من حرّيته التّامّة . و أعيد إلى حياة السّجن ثانية في القضيّة التي بالحكم عليه بالإعدام ، و إني أعتدّ بالفقيد سيّد قطب صديقا تربطني به صلات شخصيّة زيادة على الاعتداد به مفكّرا من مفكّري الإسلام و داعيا جليلا من دعاته و مجاهدا من المجاهدين الصادقين في خدمة الإسلام . و قد قال سيّد قطب في أحد كتبه :”إذا كان رجال الدّين في أوروبا قد وقفوا في وجه حرّية البحث العلميّ فنشأت عداوة جارفة بين رجال الفكر و رجال الدّين ، فلا يجوز أن ننقل الموضوع برمّته إلى الشّرق و إلى الإسلام فيكون مصير حريّة الفكر الوحيدة عندنا هو التهجّم و التقحّم بلا سند إلا هذا السّند الذي يتجاوز دائرته . فهذا نفسه هو التّقليد المعيب الذي يدل على أنّ حرّية الفكر هذه زيّ من أزياء الموضة نقلّده تقليد القرود. إن حرّيّة الفكر لا تعني حتما مجافاة الدّين كما يفهم بعض المقلّدين من التّحرّر حين يرون الجفوة بين الدّين و الفنّ و العلم في أوروبا لظروف تاريخيّة خاصّة بالقوم هناك، فينقلونه نقلا إلى العالم الإسلامي الذي لم تقع فيه الفجوة بين العلم و الدّين و الفنّ في يوم من أيّام التاريخ. “ومضات فكر”(ص447_449) محمّد الفاضل بن عاشور الدّار العربيّة للكتاب نشرت مجلة الفكر التونسية في عددها السادس من سنتها الرابعة (مارس 1959) رسالة كتبها سيد قطب رحمه الله تعالى إلى أخته أمينة قطب… من هذه الرسالة اخترت هذه المقتطفات: 1 – عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! … أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !… إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهما، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا. فليست الحياة بعد السنين، ولكنها بعداد المشاعر، وما يسميه (( الواقعيون )) في هذه الحالة (( وهما )) ! هو في (( الواقع ))، (( حقيقة )) أصح من كل حقائقهم !… لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة . جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي ! ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا … يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال ! … إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية !. 2 – كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير ! حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحا ، أو أطيب منهم قلبا ، أو أرحب منهم نفسا أو أذكى منهم عقلا لا نكون قد صنعنا شيئا كبيرا … لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبيل وأقلها مؤونة !. 3 – لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة لقد عملت بقدر ما كنت مستطيعا أن أعمل ! هناك أشياء كثيرة أود أن أعملها لو مد لي في الحياة ولكن الحسرة لم تأكل قلبي إذا لم أستطع ؛ إن آخرين سوف يقومون بها إنها لن تموت إذا كانت صالحة للبقاء فأنا مطمئن إلى أن العناية التي تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالحة تموت … لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! لقد حاولت أن أكون خيرا بقدر ما أستطيع أما أخطائي وغلطاتي فأنا نادم عليها ! إني أكل أمرها إلى الله وأرجو رحمته وعفوه أما عقابه فلست قلقا من أجله فأنا مطمئن إلى أنه عقاب حق وجزاء عدل وقد تعودت أن أحتمل تبعات أعمالي خيرا كانت أو شرا .. فليس يسوؤني أن ألقى جزاء ما أخطأت حين يقوم الحساب !.  

6) نقلت:

من أقواله رحمه الله: فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير ، وذلتها ، وطاعتها ، وانقيادها ، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ، ولا سلطاناً ، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلول ، تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد لها أعناقها فيجر ، وتحني لها رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، وخائفة من جهة أخرى ، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ، فالطاغية – وهو فرد – لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها ، وكرامتها ، وعزتها ، وحريتها. ..وليس في إسلامنا ما نخجل منه ، وما نضطر للدفاع عنه ، وليس فيه ما نتدسس به للناس تدسساً ، أو ما نتلعثم في الجهر به على حقيقته .. إن الهزيمة الروحية أمام الغرب وأمام الشرق وأمام أوضاع الجاهلية هنا وهناك هي التي تجعل بعض الناس .. المسلمين .. يتلمس للإسلام موافقات جزئية من النظم البشرية ، أو يتلمس من أعمال ” الحضارة ” الجاهلية ما يسند به أعمال الإسلام وقضاءه في بعض الأمور … إنه إذا كان هناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس . وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب ، ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية . وهؤلاء هم الذين يهاجمون الإسلام ويلجئون بعض محبيه الذين يجهلون حقيقته إلى الدفاع عنه ، كـأنه متهم مضطر للدفاع عن نفسه في قفص الاتـهام !” – من كتابه “معالم في الطريق قليل هم الذين يحملون المبادىء وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من اجل تبليغ هذه المبادىء وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من اجل نصرة هذه المبادىء والقيم فهم قليل من قليل من قليل. سأله أحد إخوانه: لماذا كنت صريحا في المحكمة التي تمتلك رقبتك ؟ قال : “لأن التورية لا تجوز في العقيدة ، وليس للقائد أن بأخذ بالرخص”. ولما سمع الحكم عليه بالإعدام قال: “الحمد لله. لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة”  

7) دعــــــــــاء

أخي أنت حر …. للأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى أخي أنت حر وراء السدود ….. أخي أنت حر بتلك القيود إذا كنت بالله مستعصما ….. فماذا يضيرك كيد العبيد أخي سنبيد جيوش الظلام ….. ويشرق في الكون فجر جديد فأطلق لروحك إشراقها ….. ترى الفجر يرمقنا من بعيد أخي قد أصابك سهم ذليل ….. وغدرا رماك ذراع كليل ستبتر يوما فصبر جميل ….. ولم يدم بعد عرين الأسود أخي قد سرت من يديك الدماء ….. أبت أن تشل بقيد الإماء سترفع قربانها … للسماء ….. مخضبة بوسام الخلود أخي هل تراك سئمت الكفاح ….. وألقيت عن كاهليك السلاح فمن للضحايا يواسي الجراح ….. ويرفع رايتها من جديد أخي هل سمعت أنين التراب ….. تدك حصاه جيوش الخراب تمزق أحشاءه بالحراب ….. وتصفعه وهو صلب عنيد أخي إنني اليوم صلب المراس ….. أدك صخور الجبال الرواسي غدا سأشيح بفأس الخلاص ….. رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد أخي إن ذرفت علي الدموع ….. وبللت قبري بها في خشوع فأوقد لهم من رفاتي الشموع …. وسيروا بها نحو مجد تليد أخي إن نمت نلق أحبابنا ….. فروضات ربي أعدت لنا وأطيارها رفرفت حولنا ….. فطوبى لنا في ديار الخلود أخي إنني ماسئمت الكفاح ….. ولا أنا ألقيت عني السلاح وإن طوقتني جيوش الظلام ….. فإني على ثقة … بالصباح وإني على ثقة من طريقي ….. إلى الله رب السنا والشروق فإن عاقني السوق أو عقني ….. فإني أمين لعهدي الوثيق أخي أخذوك على إثرنا ….. وفوج على إثر فوج جديد فإن أنا مت فإني شهيد ….. وأنت ستمضي بنصر جديد قد اختارنا الله في دعوته ….. وإنا سنمضي على سنته فمنا الذين قضوا نحبهم ….. ومنا الحفيظ على ذمته أخي فامض لا تلتفت للوراء ….. طريقك قد خضبته الدماء ولا تلتفت ههنا أو هناك ….. ولا تتطلع لغير السماء فلسنا بطير مهيض الجناح ….. ولن نستذل ولن نستباح وإني لأسمع صوت الدماء ….. قويا ينادي الكفاح الكفاح سأثأر لكن لرب ودين ….. وأمضي على سنتي في يقين فإما إلى النصر فوق الأنام ….. وإما إلى الله في الخالدين عبدالله الــــــــــــزواري abzouari@hotmail.com 28/08/2007


 

لا للمقاومة الافتراضية ونعم للحوار العربي/الإسرائيلي.

خميس الخياطيّ*

تعيش الساحة الصحفية التونسية منذ فترة وجيزة زوبعة “مفتعلة” حول مفاهيم خطرة لا تمس فقط المهنة الصحفية وممارستها في بلادنا ومسار السلام في الشرق الأوسط بقدر ما تمس جانب المواطنة في نفس هذا الصحفي وإلزامية توخي أساليب متحضرة في الحوار، أساليب تحترم الطرف المحاور (فتحة على الواو) مهما كان موقعه من عملية المحاورة ونتائجها… غير أن شيئا من أدب المحاورة المتحضر لم يحصل وأعطت الساحة الصحفية التونسية مرة أخرى – ولن تكون الأخيرة – صورة جد معبرة عن ضيق رؤاها وفقر أدواتها وصغر إهتماماتها…

تتعلق القضية، إن هي قضية، بمسألة مشاركة يومية “الصباح” في مسابقة متوسطية حول رؤية أطفال المتوسط، منهم العرب (تونس، فلسطين، المغرب، مصر) والإسرائيليين للسلام في فلسطين تحت رعاية حمامة الفنان “بيكاسو” وبمساهمة من مؤسستين إسرائيليتين إحداهما تابعة لمن هو الرئيس الحالي لإسرائيل (شمعون بيريس) ورأي أحد أعضاء مكتب جمعية الصحفيين التونسيين وهو الزميل والصديق زياد الهاني في هذه المشاركة إجابة عن سؤال من مراسل موقع “مغاربية” الأمريكي، الصديق والزميل جمال العرفاوي…

زياد الهاني أو”الخروف الأسود”.

وما كاد زياد الهاني يتفوه بكلمة تؤيد المشروع وصواب دار “الصباح” إلا وأصبح القربان الأمثل وانهالت عليه المقالات المنددة والبرقيات الصحفية المتشنجة و”المنشيتات” المثيرة لفضول قارئ تونسي لم يعد يعرف (صحفيا) إن كان صدام حسين رئيسا للعراق أم لتونس. وانفتح الباب أمام البعض مثل “لجنة مقاومة التطبيع” (؟) أو “عمادة المحامين” أو غيرهما ليركبوا الموجة ويتهموا عضو المكتب بالخيانة مطالبين إياه (المكتب) باتخاذ موقف صارم من “الخروف الأسود”.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ذهب البعض مثل السيد فتحي الشروندي – عضو مكتب الجمعية – في مقال نشر في “الشروق” (يومية تونسية ينتابني شك في أنها تصدر من تونس لاهتمامها المفرط بالعراق وفلسطين ولبنان ودارفور كما هي حال منافستها “الصريح” مع إهمال ناجع للشأن السياسي المحلي) للمزايدة وكيل التهم والكلام المغرض كقوله عن “

الهرولة التي تشق صفوف المثقفين العرب نحو الفرنسة والأمركة (و) محاولات هؤلاء التأثير على الجماهير العربية وجرّها بما في ذلك فلذات أكبادها نحو القبول بما لا ينسجم مع ارثها النضالي والتاريخي تحت ذريعة الواقعية والعقلانية والتعامل الحضاري ليستنجد في نهاية مقاله برئيس الدولة حول تأييد التونسي لفلسطين… لماذا رئيس الدولة هنا ثم هل يعني الاستنجاد هذا إشارة البداية لحملة انتخابات جمعية الصحفيين المقبلة واستعطاء مساندة “التجمع”؟ )…  حينما يتكلم الشرواندي عن الضمير المهني والحس الوطني-القومي وما إلى ذلك من الكلمات الرنانة، فإنه لم يسأل نفسه كيف يوفق بين عمله في إذاعة تطاوين (البعيدة مئات الكيلومترات عن العاصمة) وحضوره اجتماعات مكتب الجمعية وإلقاء دروسه في معهد الصحافة وعلى حساب من هذا الانتشار؟

ثم هناك من أسس جمعية “الصحافيين الأحرار” وأخذ له موقعا في شبكة الإنترنيت طالبا المساندة بعريضة من زمن غابر أو تكوين “ لجنة الصحافيين الوطنيين المناهضين للتطبيع” إلى غير ذلك من المقاومة الإفتراضية التي لا تتطلب عناء أكثر من عناء البحث عن كلمات متقاطعة… والحقيقة أن كل هذا فصل من الفصول الأخيرة لمسرحية “قومجية” (ولا أكتب قومية، لأن القومية العربية لم تعد على ما هي عليه زمن الناصرية والبعثية العراقية والسورية وما انشق عنهما). الأدهى أن أحدهم ودون أن يمضي رد فعله باسمه الحقيقي أو الكامل (فأمضى ب محمود) ذهب على الإنترنيت إلى حد ثلب زياد الهاني واتهام والده بالسرقة وغير ذلك مما يدل على المستوى المتدني الذي وصلت إليه الساحة الصحفية التونسية…

ثم طلعت علينا صحيفة “الوطن”، نصف شهرية حزب معارض يتكلم “صوت عروبة تونس” بملف عنونته كالتالي على عرض غلافها :“إ

علامنا المقاوم في مواجهة إعلامهم المهادن للعدو الصهيوني

(هكذا، دون حياء) وكما يقول التعبير التونسي “هات ماللاوي” فعبأت المساحة بمقالات جلها قريب من الوشاية. هو إعلام تعمل به صحيفة حزبية على منافسة الجرائد السيارة فكشفت عبدة الشيطان أو ما زعم أنهم كذلك ورفعت الغطاء عن رافضة تونس وغير ذلك من المواضيع المفرقعة؟ إن كانت هذه وظيفة الصحافة الحزبية التي تعيش على المال العام، فتبا للمعارضة ولصحافتها وخسارة فيها مال دافع الضرائب التونسي…

هذا ومكتب جمعية الصحفيين اكتفى بأدنى الإيمان في بيان يتيم من جهة المبدأ ليخلد إلى ما تبقى من عطلته الصيفية والحال انه في عطلة أبدية ودلالة ذلك نظرة واحدة على مقر الجمعية…

عسكريتارية القومجية

إن تعلق الأمر بالانتخابات المقبلة لمكتب الجمعية (في نهاية نوفمبر المقبل)، فهو في نهاية الأمر حلقة من حملة سابقة لأوانها ولا أخلاقيات فيها… وبالتالي لا يرجى من القائمين بها أي خير لا للجمعية ولا لفلسطين ولا هم يحزنون…

إن تعلق الأمر بمزايدات تونسية-تونسية لا يفهم دوافعها إلا من الضالعين في العلم. فتلك مهزلة ما وراءها مهزلة لأنه، مهما كانت الثمار التي ستجنى، فهي ملوثة… لأنها لم تحترم أدنى قواعد المحاورة وهي الإحترام… إن المفردات التي استعملت في هذه القضية من طرف جمع من أصحاب مهام مختلفة لا علاقة بينهم إلا اصطياد القضايا المحنطة، تنم عن فهم قصري للأمور التي كان من الواجب تدارسها باحترام الخلاف في الرأي وبالرصانة المتوقعة من صحفيين عقلاء قيل أنهم من خيرة الشعب التونسي. لننظر إلى التعابير المستعملة والتي هي من القاموس العسكري أو من ملفات مخابرات القومجيات:

الاختراق، الهرولة، ردود فعل ، الاستنكار، أسلحة الاختراق، خنوع، استسلام، الإرث النضالي والتاريخي، المطبعون، المهرولون، ظلاميون، مهزومون، مئات البرقيات، مئات الصحفيين والحقوقيين والمواطنين، الاغتصاب، تشريد الشعوب وتهجيرها

الخ… ناهيك عن كلام فارغ مثل “

تونس أرض معطاء تنصر الحق والعدل

” لأنه إسهال لغوي وكلام معاد، ممطوط، ملاك، شبعنا منه حتى الغثيان…

أين القضية إذا؟
إنها في رؤيتين متناقضتين لتعثر المسار جراء تعنت المؤسسة الإسرائيلية لسبب السياسة العسكرية-الاستيطانية وتيارات دينية لازمة للوحدة الوطنية ومن جهة أخرى لسبب تدهور البنيان السلطوي الفلسطيني جراء انقلاب إسلاموي لم يحترم قواعد اللعبة الديمقراطية التي أتت به إلى السلطة، دون أن ننظر في تراكم معطيات هذا أوذاك من سلبيات في التعاطي مع المسألة… لكن رؤى غير متكافاة لأن من تنادي بعدم الحوار مع “العدو الصهيوني” وراءها كم هائل من الوعود الفاشلة والأحلام المؤجلة إن عربيا او تونسيا وتستبدل النضال من أجل الديمقراطية الآن وهنا بنضال رومنطيقي-افتراضي غدا وهناك.
أما الجانب الآخر الضعيف في الكفة لأنه يجدف ضد التيار العام، فهو الذي ينادي بضرورة الحوار مع “العدو الإسرائيلي” دون أن يطالب ولو مرة واحدة بإيقاف المقاومة المسلحة والمدروسة إسقاطاتها… هي رؤية مكونة من أفراد مبعثرين لا حيلة لهم إلا ما يمليه عليهم فكرهم وحريتهم ولا ينتمون لتجمعات أو أحزاب أو تيارات مثل حال الذين يؤمنون بالدفاع عن “العلمانية” (اللائكية) في بلادنا والبلدان العربية…
القضية هي بين رؤية ماضوية ديماغوجية “لا تأكل مما تخبزه”، فشلت وستفشل في تأثيرها على للعالم إن لم تضع السياسي نصب عينيها وتعمل على طول المدى بروية وتماسك وفصل بين العاطفي والعقلاني… ثم رؤية مستقبلية ما زالت بذرة في عالم عربي/إسلامي يشكو الفقر والفاقة، الظلم والأمية، الظلامية والخرافة، ضيق القانون وفسحة الفتاوى وما إلى ذلك من نتائج الإستقلالات… وبالتالي، فإنها قد تبدو ضربا من ضروب العبث في عالم عربي/إسلامي قائم على ليبرالية متوحشة مؤمنة نتائجها في أرباح مضاعفة وآنية.

لا حل إلا الحوار

سيشهد هذا الأسبوع حوارا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء لإسرائيلي يهود أولمرت. ومهما تكون النتيجة، فهي أفضل من الكاتيوشا والقنص المبرمج، لطالما أنهكا المنطقة وذهبت ضحيتهما (مع الفوارق المعروفة في النتائج) مواطنون أبرياء من الجهتين. ويبقى الحوار دائما الوسيلة المثلى لمعرفة الآخر، تفكيك خطابه والعمل على تغييره بما فيه مصلحة المنطقة والعالم.
وما دعا إليه الزميل زياد الهاني وما انخرطت فيه “الصباح” التونسية و”القدس” الفلسطينية و”الأهرام” المصرية و”لوماتان” المغربية مع “يدعوت احرونوت” الإسؤائيلية هو من أفضل السبل وأقلها خطورة لمعرفة مستقبل المنطقة ومدى درجة الأمان بها. ماذا “حرق شعير” كل المناهضين لهذا اللقاء عبر الرسم، ورسم السلام تأكيدا؟ ما الذي يقلقهم في رسم طفل تونسي لطفل فلسطيني يلفظ آخر أنفاسه بين ذراعي والده؟ هي صورة نعرفها ولطالما مارسناها… إن كان الطفل التونسي (والعربي) متأكدا من انتمائه لفلسطين ولحقها في الوجود (أسوة بالوجود الإسرائيلي)، ماذا يخيف زعماء المقاومة الافتراضية لدينا ويزعجهم؟ قد يكون الأمر مجرد خوف على أنفسهم أكثر من خوفهم على القضية التي أصبحوا مدافعين عنها أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.. غريب أمر هؤلاء… ليعلموا أن الحوار أصعب بكثير من المقامة الافتراضية… لقد جربت مزاياه وانزلاقاته منذ 1976 في لقاء عربي/إسرائيلي في مدينة “روايان” (الشاطئ الأطلسي الفرنسي) وفي المحاورات العديدة لبعض وجوه النخبة الإسرائيلية المدافعة عن السلام من روائيين وسينمائيين وموسيقيين شريطة الا تكون لديهم صفة رسمية… جربت الحوار حول النتاج الفكري والفني الإسرائيلي/الفلسطيني، جربت الجوار في فلسطين قبل محادثات “أوسلو” مع فلسطيني الداخل الذين خلعوا مني “رومنطيقيتي الثائرة” وخرجت بنتيجة وجوب الحوار وليس شيئا آخر غير الحوار مع “العدو” الإسرائيلي وليس مع غيره… وعلى المقاومة المسلحة الفلسطينية (والعربية التي حررت الجولان، أليس كذلك؟) أن تستمر في مقاومتها… المقاومة مقاومة بالسلاح والحوار مقاومة بالفكر… السلاح يقتل ويترك الضغينة. أما الفكر، فإنه يفتح قلب عدوك على حقك ويفتح عيناك على حقيقة عدوك لتتعرف عليه أكثر… وهو ما قام به الراحل حمادي الصيد في محاورته “لتيو كلان”…  
هذا ليس “تطبيعا” كما يدعي القومجية عندنا، لأننا لم نعش يوما حياة جيرة طبيعية مع إسرائيل… عشنا هذه الجيرة بما فيها من أفرح وأتراح مع يهود عربا في جميع بقاع العالم العربي وعملت دولنا المستقلة حديثا كل ما في وسعها على تهجيرهم من بلدانهم حيث ولدوا وترعرعوا وماتوا ودفنوا وبعثت بهم لمضاعدة إسرائيل حيث كونوا خميرة الجيش الذي به احتلت إسرائيل أراضي 67 وضمتها إلى كيانها…
هذا ليس”تطبيعا” كما يدعي القومجية عندنا لأن الحوار مفتاح المستقبل ولا خوف على المستقبل إن آمنت بحق كل الشعوب والأجناس والأديان في العيش الكريم… وأي مستقبل نريد إن لم يكن مستقبل آمن للفلسطينيين وللإسرائيليين تحديدا وعلى حد سواء؟
هو ما نتمنى رؤيته في رسوم أطفالنا وأطفالهم على حمامة “بيكاسو”… وهو ما يدعمه الصديق زياد الهاني والبعض الكثير المبعثر من نخبة تونس… ومن غير اللائق أن نتهم الآخر منا وفينا دون أن نصغي إليه… فإن فقدنا حاسة السمع بعد أن فقدنا حاسة النظر، كيف لنا أن نتصور مستقبلنا كشعوب عربية في عالم ثقلنا في ديمومته ضئيل…

*ناقدوإعلامي من تونس

  

 

وردة إلى الأخت أم عمر

سلوى الشرفي

شكرا سيدتي الكريمة لصوت الحكمة و العقل الذي أعاد إلي الأمل في إمكانية التعايش رغم الاختلاف في الرأي

و شكرا لأنك نبهتني إلى خطأ سقطت فيه سهوا

وعفوا إن كنت قد تجنيت عليك و على غيرك بالتعميم فأنا لم أقصد ذلك البتة و لم أفكر يوما بهذه الطريقة.

و شكرا خاصة للدرس الذي قدمته في أدب الحوار.

و شكرا لأخلاقك العالية و التي بدونها لا معنى لأن يكون الإسلامي إسلاميا

أتمنى أن تكون وردتي في مستوى وردتك و عسى أن تكون الورود مسك الختام

والسلام


خطاب الفتوى على الإنترنت: في العلم اليقين

 
د. سلوى الشرفي
    كيف يجيب المفتي؟ وما هي المصادر الأكثر استعمالا، القرآن أم السنّة والفقه؟ وما هي طبيعة البراهين التي يستند إليها خطاب الفتوى؟ وكيف يتمثّل المفتي العالم الذي نعيش فيه؟ ينطلق المفتون في تحديدهم للحلال والحرام من قاعدة ما يقدّمونه على أنه “معلوم من الدين ضرورة” غير أنهم يستخلصون هذا “المعلوم” من مرجعية يتساوي فيها قول الله وقول الرسول والعلماء، و يبيّنون على أساسهالحق من الباطل. فالمدوّنة التي اشتغلنا عليها تتضمن بالتساوي عشر مرجعيات إلهية عشرا بشرية. ولا يتوانى المفتون أحيانا في جعل الرّواية أو قول العلماء أعلى من القول الإلهي، معترفين ضمنيا بالطبيعة البشرية الوضعية لما يقدمونه على أنه حكم شرعي “معلوم من الدين ضرورة”. يجيب أحدهم عن سؤال حكم الزواج بالكتابية فيقول:” ليس بين أهل العلم بحمد الله اختلاف في حل حرائر نساء أهل الكتاب” ويضيف:” فإن قيل فما وجه الحكمة في إباحة المحصنات من أهل الكتاب للمسلمين وعدم إباحة المسلمات للرجال من أهل الكتاب، فالجواب عن ذلك- والله أعلم- أن يقال: إن المسلمين لما آمنوا بالله وبرسله وما أنزل عليهم ومن جملتهم موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام أباح الله لهم نساء أهل الكتاب المحصنات فضلا منه عليهم وإكمالا لإحسانه إليهم، ولما كفر أهل الكتاب بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه من الكتاب العظيم وهو القرآن حرم الله عليهم نساء المسلمين حتى يؤمنوا بنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، فإذا آمنوا به حلّ لهم نساؤنا وصار لهم ما لنا وعليهم ما علينا. وهناك حكمة أخرى وهي: أن المرأة ضعيفة سريعة الانقياد للزوج فلو أبيحت المسلمة لرجال أهل الكتاب لأفضى بها ذلك غالبا إلى دين زوجها فاقتضت حكمة الله سبحانه تحريم ذلك”. كان القول الفصل في قضية الحال للبشر وليس لله، ورغم ذلك يدّعي المفتي أن حكمة الله هي التي اقتضت ذلك. كما يبدو بوضوح المنطق الغريب المؤسس على تناقض قولي استخرج منه المفتي حكمه. فبالنسبة إلى الذّكر وبجملة مختصرة مفيدة “ليس بين أهل العلم بحمد الله اختلاف في حل حرائر نساء أهل الكتاب”، ونلاحظ اقتصار المفتي على أهل العلم رغم إباحة القرآن ذلك في نص واضح و قطعي الدلالة، لأن تفضيله للمرجعية البشرية تسمح له بتجاوز الحكم الإلهي بالإباحة بالنسبة إلى الأنثى. و تظهر المغالطة في بناء الحجة على مقدمة صحيحة تقول:” فالجواب عن ذلك- والله أعلم- أن يقال: إن المسلمين لما آمنوا بالله وبرسله (…) ومن جملتهم موسى بن عمران وعيسى بن مريم (…) أباح الله لهم نساء أهل الكتاب المحصنات فضلا منه عليهم وإكمالا لإحسانه إليهم” ثم يستنتج بالنسبة للمرأة: “ولما كفر أهل الكتاب بمحمد (…) حرم الله عليهم نساء المسلمين حتى يؤمنوا بنبيه (…)” هكذا إذن، عندما يتعلق الأمر بالنكاح يصبح متعلقا بما يؤمن به الذّكر مسلما كان أو كتابيا فيتحول الحكم إلى جائزة للأول وعقابا للثاني. إنه مجرّد تواصل لمنطق زملائهم الفقهاء القدامى الذين كافأوا الرّجل المسلم بمعين لا ينضب من جميع أنواع النساء دنيا وآخرة. فقد سحبوا إجازة أو جائزة نكاح الكتابيات بالنسبة للمسلم على المجوسيات والزرادشيات بدعوى أنّ لهنّ شبهة كتاب، بل وسحبوا الرخصة على نساء الصّابئة (وهن عابدات الكواكب) اعتمادا على الآية 69 من سورة المائدة. ويتجاهل إفتاء اليوم، الذي يحرّم بدون حقّ زواج المسلمة بالكتابي، حديث استكراه الرسول للزواج بالكتابية في قوله لحذيفة “دعها فإنها لا تحصّنك”. ومن الطريف أنّ القدامى اعتمدوه لاستثناء المتزوج بالكتابية من حد الرجم إذا زنى. فيظل له الحق في نكاح الكتابية والحق في الزنا بدعوى أنه غير محصن. وما عسانا أن نقول تجاه هذا المنطق المختل إلى أقصى الحدود سوى: ولله في خلقه شؤون. ولا يقبل الفقهاء بصفة عامة التعامل مع أهل الكتاب إلا فيما يتعلق بنكاح نسائهم. و ما عدا ذلك فإنه تجوز لعنتهم. يقول أحدهم: ” وقال عمر عن النصارى: “أهينوهم ولا تظلموهم، فلقد سبوا الله مسبة ما سبه أحد من البشر”، و يؤكّد آخر: “لا يجوز للحاكم المسلم أن يتخذ كافراً كاتباً، فمن باب أولى عدم جواز اتخاذه نائباً أو وزيراً أو عاملاً، وهذا مما هو معلوم من الدين ضرورة”. فمن أين يملأ هؤلاء جرار “معلومهم من الدّين ضرورة “؟ بل و يؤكد المفتي بأن آية تحليل طعام أهل الكتاب والزواج منهم لا تتعارض مع نبذهم، فيقول حرفيا: “لا تمنع الآية لعن الكفار من أهل الكتاب، والدعاء عليهم، ومجاهدتهم للدخول في الإسلام، ولكنها رخصت في التعامل مع الأهل منهم والجيران في حدود ما بيّنه الشارع. 1- لا نبدأهم بالسلام، فإذا بدؤونا بالسلام قلنا: “وعليكم”، أو رددنا عليهم بأية تحية أخرى نحو “صباح الخير”، “كيف حالك”. 2- عيادة المريض منهم إذا كان يرجى إسلامه “… و أين بيّن الشارع هذا؟ أو من هو المقصود بالشارع بالنسبة لمفتينا هذا؟ فقد استعصى علينا معرفة السّند الشّرعي الذي يعتمده المفتون في قرننا للتعامل مع “أهل الذمة” حتى في الكلام و السلام. هل يعتمدون على الآية 29 من سورة التوبة: ” قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”، أم على الآية الخامسة من سورة المائدة “اليوم أحلّ لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامهم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم”؟ ولم نفهم سبب تجاهلهم لسقوط هذا الحكم أصلا في الدول الإسلامية باتفاق عديد الفقهاء المعاصرين على انتهاء عقد الذمة بعد قيام الدولة الحديثة التي لا يمكن اعتبارها خلفا للدولة الإسلامية التي عقدت هذا العقد. وتمّ الاتفاق بالتالي على سقوط الجزية وعلى جواز مشاركة غير المسلمين في الدفاع عن الوطن، و هو أمر معمول به في مصر والعراق وسورية ولبنان و الأردن وفلسطين. و قد علّل الفقهاء اجتهادهم باعتبار أن النص القرآني رتّب هذا الحكم على حال القتال، أن هذه الوضعية لم تعد قائمة اليوم، لأن عقد الدولة الإسلامية المعاصرة لم ينشأ على أساسها بل على أساس مفهوم المواطنة الذي لا يفرق بين المواطنين لاعتبارات دينية. وقد كان هذا رأي رشيد رضا وحسن البنّا وأخذ به “الإخوان المسلمون” في مصر، و أكّدوه في بيان صدر في شهر مايو 1995 وحذا حذوهم “الإخوان” في لبنان. و قال بهذا الرأي الشيخان محمود شلتوت وجاد الحق علي جاد. كما أسقط عقد أهل الذمة منذ سنة 22 هجري، سراقة بن عمرو عن أهل أرمنية وحبيب بن مسلمة الفهري عن أهل أنطاكية، على أساس أن “الحكم له علة يدور معها، فحيث وجدت وجد الحكم وحيثما انتفت انتفى الحكم”. فما الذي تغير في القرن الخامس عشر هجري حتى يطالب مفتوه بإهانة أهل الكتاب و إقصائهم عن المشاركة في الحياة السياسية لوطنهم؟ هل هو نوع من التشفي من هذا العصر الذي أصبح فيه المسلم يلجأ إلى بلاد الذمي هربا من الفقر ومن القهر السياسي، بل ويقبل بأحكامها وهو صاغر؟ إنها فعلا كبيرة على الذين يؤمنون بأنهم “خير أمة أخرجت للناس” في المطلق. ربما كان هذا سبب إصرارهم على الإبقاء على تحليل نكاح الرجل المسلم بنات أهل الذمة مع تحريم المعاملة بالمثل لكي تتوازن الإهانات. ويتعامل المفتون، كما السائلون، مع المرأة المسلمة تماما كما يتعاملون مع الذمي، أي بعقلية النبذ والإقصاء والعقد النفسية. فكما أنه “لا يجوز للذمي تقلّد مناصب قيادية لان المسلم يجب أن يتولى أمره مسلم” فإنه “لا يجوز للمرأة أن تتولى الوظائف العامة” لأنه “لا يجوز للمرأة مخاطبة الرجال عموماً والاختلاط بهم، و لأن ذلك دليل على رعونة المرأة وجرأتها، وهو مما يحملها على إسقاط الحياء وقلة الاحتشام، ورفع الصوت وذلك ينافي أنوثتها وحياءها (…) و يكون سببا في انتشار التبرج والسفور، وغيره من الدوافع إلى الفواحش والمنكرات، والله أعلم” كل هذه المصائب ستحصل وتحلّ القيامة، في نظرهم، لمجرد انتصاب امرأة للقضاء مثلا. وعلامات الساعة تبرق فعلا في أدمغتهم حين يرون الأرقام الدّالة على تفوق الإناث على الذكور في الدراسة في العالم الإسلامي والعالم أجمع. فكيف يستطيع عقل من يؤمن بمقولة “ناقصات عقل” تحمل هذا الخطب؟ هذا الركام من النظريات المختلفة والمتناقضة التي يتداخل فيها السياسي بالسيكولوجي، هو إذن ما اتفق المفتون على تسميته معلوما من الدين ضرورة. وللإنصاف فإنّ المفتين يقولون أحيانا في المرأة ما لا يقولونه في الذمّي، خاصة إذا كان يرجى إسلامه أو إذا كان من الأهل، أي ممن قبل بأن ينكح مسلما ابنته مثلا. و الذمي يمكن له أيضا أن يلتحق متى شاء بجنس الرجال كاملي الحقوق لأن عاهته طارئة ومتعلقة بمجرد عقيدة، أما المرأة المسلمة فعاهتها مستديمة بسبب تركيبتها البيولوجية كما يؤكد ذلك بكل صلف أحد المفتيين: “نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة وإنما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بيّنهما النبي صلى الله عليه وسلم” فلا نستغرب والحال تلك، أن يعتبر أحدهم أن:” تعدد الزوجات لا يكون إهانة للأنثى إلا إذا وقع بالإكراه، أو إذا تزوج الرجل رجلا آخر”، فهذه المخلوقة الغريبة شبه الإنسان يمكن أن تقبل، دون إكراه، حسب تصورهم، اقتسام زوجها مع مخلوقة ناقصة مثلها، أما أن يتعلق الأمر باقتسامه مع رجل كامل الأوصاف فتلك فعلا إهانة ما بعدها إهانة. يبقى المهم بالنسبة للمفتي ألا تجوع المسكينة، فيقول: “أما أن يتزوج الرجل بأنثى أخرى باختيارها ورضاها ويقوم لها بكل حقوقها الشرعية، ثم يكون من حق الزوجة القديمة كل حقوقها مع العدل، وأن يكون أيضا من حقها أن تفتدى نفسها وتتركه، كل ذلك ليس فيه أدنى إهانة للمرأة. بل على العكس هو حفظ لكرامتها ولكيان الأسرة”. ولكي يعتقد شخص بأن حياة المرأة في حريم، هو حفظ لكرامتها، معناه أنه لا يرى فيها أكثر من دجاجة تعيش في قنّ يحكمه ديك. ويصل الأمر بهم حدّ التلاعب بالألفاظ عندما يتعلّق الأمر بتحقيق شهوات الجنس الأعلى على حساب الجنس الأدنى. يفتي أحدهم في التعدد كالآتي: “لا يوجد حدّ أقصى في الزواج، و هذا بنص الآية الكريمة “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاثة و رباع” و قوله “ما طاب لكم” تفيد من تشاء من النساء طالما رضيت ودفعت مهرها. “وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين”. فحين نقول سار الجيش مثنى مثنى، أو ثلاث ثلاث، أو رباع رباع فإن هذا يفيد استمرار العدد بدون توقف”. والحق أن مفتينا لم يكن في حاجة إلى إرهاق نفسه في البحث اللغوي الشاق. فقد قال قبله الظاهرية، أي المتمسكين بحرفية النص، أن العدد المباح هو ثماني عشر لأن المعنى، حسب تقديرهم، من مثنى وثلاث ورباع هو اثنان اثنان و ثلاث ثلاث وأربع أربع، وأن “الواو” للجمع فيكون المجموع ثماني عشرة. كما سبقه الشّيعة، الذين كانوا أقل جشعا، فادعوا بأن الآية تبيح للرجل الزواج بتسعة. و قد اعتمدوا في ذلك على أن “الواو” الجامعة بين مثنى وثلاث ورباع هي للجمع. لأن الآية تسمح للرجل التّسري بما ملكت يمينه أي بالجواري والإماء وإن كن متزوجات (البخاري مج 3 ج 7 ص 13) والمسبيّات وإن كن محصنات (البخاري مج 1 ج 1 ص 104) و قد وردت رخصة التسري بالجواري أو المسبيّات في 25 موضعا من القرآن. غير أنّ أصحاب الفقه الجعفري يفتحون على النساء “جعفرية” بإضافة ما يسمى بزواج المتعة استنادا إلى الآيتين (24 و 25 من سورة النساء). ومن الغريب أن تبعث من جديد هذه الشهوات الفولكلورية، التي نعت الرازي في تفسيره أصحابها ب”قوم سدى” أي الضائعين في تفكيرهم، في عصر أصبح من العسير على الإنسان فتح بيت للفوز بامرأة واحدة. غير أن الأمر لا يبدو محرجا لمن يرومون اليوم إعادة بناء المجتمع على هذه الأسس. فالإسلاميون يقولون بوضوح بأن فكرة “المساواة بين الجنسين فكرة في منتهى الغرابة” على حسب تعبير القائد الإسلامي التونسي راشد الغنوشي وغيره. و يفسّر عبد المجيد النجار، أحد منظري الحركة الإسلامية في تونس مفهوم المساواة في الإسلام كالآتي: “المساواة التي تضمن العدل، لا بد أن تكون قائمة على الموازنة بين القدر والمعطى وبين طبيعة الأفراد والمعطى لهم. وهذه المساواة أقامتها التعاليم الإسلامية بين أفراد الإنسان عامة وبين الرجل والمرأة خاصّة “. وبذلك وضعت الحركات الإسلامية المرأة والذمّي وغير العالمين بالدين والعبيد وربما أيضا غير المنتمين إلى قبيلة قريش أمام جدار قدري أبدي لا منفذ فيه لتغيير واقعهم. و يصرّ الإسلامييون بذلك على إعادة تأسيس مجتمع لا يختلف عن المجتمع الذي صوره ونظر له الفقهاء من قرون خلت. وهو مجتمع مؤسس على سلم اجتماعي ينطلق من “الأقل عقلا وحرية” وينتهي إلى ” الأكثر قدرة على التصرف شرعا ” ، رتب فيه البشر على درجات متفاوتة بحسب ما قرّره النص وما أضافه الفقهاء تأويلا. و لكي نقيس مدى تقهقرنا يكفي أن نورد الواقعة التالية التي حصلت في القرن التاسع عشر والمتمثلة في حوار دار بين المصلح التونسي بيرم الخامس و باي تونس، والدّالة على استيعاب بيرم لمفهومي الحرية والمساواة كما جاءا في الفكر الحديث. قال الوالي لبيرم، معاتبا إياه على تعضيده مطالب الأهالي: ” أأعطي الحرية للنّجار والحدّاد؟ إن النّجار والحدّاد إذا أعطيا الحرية أساءا التصرف بها و لم تبق لنا معهما راحة “، فرد بيرم: “إن الحرية التي يعطيها سيدنا للحدّاد والنّجار تصيّرهما مثلي ومثل هذا” و أشار إلى أحد الجالسين. و على عكس بيرم الجريء، فإنّ المفتي على المواقع الإلكترونية يعلّق الحكم ويخفت صوته حين يتعلق الأمر بالسياسة وبأولي الأمر. يجيب أحدهم على حكم العمل تحت قيادة الجيش الأمير في العراق بالقول: “فإن هذا الأمر يجب فيه إتباع أمر أولياء الأمور من العلماء والقادة المأمونين في العراق، ثم تنفيذ ما يرون رجحانه في ذلك”. و يردّ آخر على سؤال مدى شرعية اتهام تيار الإخوان المسلمين للدولة بالكفر لأنها لا تحكم بما أنزل الله، فيقول: “ذلك شأن يخص الله وحده، الله تعالى وحده هو الذي سيحاسب عليه يوم القيامة فلا مجال لأحد لأن يتقمص ذات الله ويتحدث باسم الله فيتّهم من يشاء بالكفر ويلقى بمن يشاء في الجحيم إذا اختلف معه سياسيا أو دينيا”. و حول سؤال يتعلق بسبب تراجع مفتي سعودي سنّي مشهور في فتوى إيجابية تتعلق بحزب الله اللبناني وسابقة على حرب صائفة 2006، يوضح المفتي أن فتواه كانت “مرتبطة بإطار مختلف” ويقول بأن آية “أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون” التي كان قد برّر بها موقفه السابق: “لا تتعلق بما يسمى حزب الله في لبنان، لأن الرافضة (الشيعة) في كل مكان ليسوا من حزب الله، وذلك لأنهم يكفّرون أهل السنة، ويكّفرون الصحابة الذين نقلوا لنا الإسلام ونقلوا لنا القرآن، وكذلك يطعنون في القرآن ويدّعون أنه محرّف وأنه منقوص منه أكثر من ثلثيه، وذلك لمّا لم يجدوا فيه شيئاً يتعلق بأهل البيت، كذلك هم يشركون بدعاء أئمتهم الذين هم الأئمة الاثني عشر (…) فإذا وجد حزب لله تعالى ينصرون الله وينصرون الإسلام في لبنان أو غيرها من البلاد الإسلامية، فإننا نحبهم ونشجعهم وندعو لهم بالثبات، وحيث أن الموضوع الآن موضوع فتنة وحرب بين اليهود وبين من يسمون حزب الله، واكتوى بنارها المستضعفون ممن لا حول لهم ولا قوة، فنقول لا شك أن هذه الفتنة التي قام بها اليهود وحاربوا المسلمين في فلسطين وحاربوا أهل لبنان أنها فتنة شيطانية وندعو الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم (…) وأن يرد كيد اليهود والنصارى والرافضة وسائر المخالفين الذين يهاجمون المسلمين في لبنان وفي فلسطين وفي العراق وفي الأفغان وفي سائر البلاد الإسلامية “. هذا الوابل من الشتائم استحقه حزب الله اللبناني الشيعي بعد أن شعر الخليجيون بخطر الغزو الجعفري الداهم، أما قبل ذلك فقد كانوا يعتبرونهم مجاهدين في سبيل الله. و قد سبق أن تعاملوا بالمنطق ذاته مع صدام حسين. فقد كان صدام كافرا ملحدا حين هجم على دولة الكويت ثم عاد مسلما حين شنقه الشيعة. فلو تركوا الدين جانبا وتعاملوا مع القضايا السياسة بمنطق سياسي لما كانوا وقعوا ضحية للاستهزاء الذي يبدو وكأنه استهزاء بالدين. ويعود سبب ذلك إلى اعتماد كل مفتي ثنائية مؤسسة على الإسلام كما يفهمه هو، كحق مطلق، و الإسلام كما يفهمه الآخرون، كباطل في المطلق، معياره في ذلك النّظارات أو شبكة القراءة التي اختارها هو بنفسه والتي تحدد حقل المعرفة للسائل وتوجه عملية تفكيره. وتكمن أهمية النظام المعرفي في كونه يمثل سلطة تحدد أصول التفكير ومنطلقاته وآلياته، أي القوانين العامة الأساسية للتفكير. وتتحكم هذه السلطة بقدر كبير في مدلول المصطلحات لمجموعة ما وبالتالي في لغتها ومعانيها. وبالنهاية فإن ما يقدمه المفتون على أنه نتيجة جهد البحث الشخصي يجري في الحقيقة في إطار المعلومات المنقولة عن الفقهاء، ويقدم على أنه حكم متضمن في النص. ويتم ذلك دون التنبيه إلى الحقيقة التاريخية والتأويلية التي صاحبت هذه الأحكام التي تتم مقايسة الحوادث المستجدة عليها، ذلك أن مبدأ تأصيل الأحكام أدى قديما إلى ما يصفه “محمد أركون” بعملية التنزيه للأحكام الشرعية والممارسات الإيديولوجية البشرية” أي أنها مجرد إعادة إنتاج إيديولوجي ماض في الحاضر. إنهم مجرد “صائغيّة”، غير قادرين حتى على إبداع قوالب خاصة بهم، يسكبون حيرة وقلق وغضب واستغراب واستنكار السائلين في القوالب الموروثة. و يرمون الفائض عن الحاجة في سلة البدع والضلالات أو حتى الكفر. أما لماذا تختلف هذه القوالب من فريق إلى آخر مما يعطي أجوبة مختلفة وأحيانا متناقضة لنفس السؤال، فذلك راجع إلى تعدد الفرق السياسية واختلاف المصالح الدنيوية فيبدو الأمر وكأنه فوضى، حيث لا يجب أن يكون باعتبار الانطلاق من شريعة واحدة، وهو ما يدل بوضوح على أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد رأي وليس حكما إلهيا. و حتى الذين يدّعون الاقتصار على القرآن يسقطون في تأويلات لا يستسيغها لا العقل ولا الدين. فقد أفتى صاحب موقع “القرآنيون” بجواز التّدخين، رغم مضاره، باعتبار عدم ورود ما يحرّمه في القرآن. وقد قال قبله الخوارج الذين اخذوا على أنفسهم التقييد بالنص الحرفي للقرآن بأنه يجوز الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها التزاما بآية المحرمات التي لا تحرم حرفيا إلا الجمع بين الأختين. وقياسا كان يمكن لهم أيضا الإفتاء بجواز التزوج بالجدات اللاتي لم يرد ذكرهن حرفيا في آية المحرمات. لا يبدو الأمر مخجلا أو محرجا لمن يتعايش مع حالة سكيزوفرينيا مزمنة على كل المستويات. فهم يعيشون ازدواجية زمنية تاريخية تظهر في تأرجحهم بين الحاضر والماضي السحيق، حيث يحملون عقل القرن الحادي والعشرين ويفكرون بعقل القرن الأول للهجرة “منبع الإسلام الصافي” مما يجعلهم يعيشون أيضا ازدواجية مفاهيمية تظهر في لغة الإسقاط المتململة بين الشورى والديمقراطية والاجتهاد وحرية الرأي وحقوق الرجل وحقوق المرأة. ثم هناك أيضا ازدواجية الهوية التي تتمثل في تمزق هذا الكائن بين الانتماء إلى وطن محدد جغرافيا، وبين التطلع إلى الاندماج في رقعة أوسع محددة بهوية دينية وهي العالم الإسلامي. و حتى داخل هذه الازدواجية، ثمة ازدواجية أخرى يمكن أن نسميها بازدواجية الولاء السياسي. فإلى أية سلطة يرضخون؟ هل إلي سلطة الدولة والحاكم البشري أم إلى سلطة أعلى، سلطة المقدس؟ وأي مقدس؟ هل هو ما جاء به القرآن أو ما دفعت به مجمل النظريات السياسية التي تخللت التاريخ الإسلامي؟
( المصدر: موقع “الأوان” تصف يوم 26 أوت 2007) الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1562&Itemid=7


 

الدكتورة سلوى: لماذا الافتراء فهذه “شَـنْـشَـنَةٌ نعرفها من أخزم” ؟
 
عبد الحفيظ خميري
ajial123@yahoo.fr
 
عندما تقرأ مقال الدكتورة سلوى الشرفي:{ لماذا أكتب ؟} قراءة دائرية تجدها قد انتهت من حيث بدأت
 قد بدأت بالتكفير وانتهت باحتمالية تكفيري للإمام الطبري. فهي تدور على نفسها من البداية إلى النهاية مشْرعة هذا السلاح البائس وهي تذود عن نفسها وعن حماها بهذه الآلة الحدباء التي مجّها القرّاء وظل يشهرها العلمانيون في وجوه من لم ينفعل ولم يسكر ولم يرقص على أنغام مقالاتهم المعتقة بالتطاول على المقدسات والصيد في المستنقعات العكرة بحثا عن القضايا الشاذة التي من شأنها أن تقود شعوبنا العربية والإسلامية إلى نهضة جديدة. وإذا كانت الكتابة بالنسبة للدكتورة هي غذاء وهواء وفكر فأحسب أن الغذاء لا بد أن يكون صحيا وأحسب أن الهواء لا بد أن يكون نقيا وأحسب أن الفكر لا بد أن يكون هادفا. وإن لم يكن ذلك كذلك فإن الحياة لا تستقيم إذا كان الغذاء مسموما والهواء ملوثا والفكر موسوسا بعقدة النرجسية والإتيان بما لم يأت به الأوائل على حد قول المعري. ولم تدري بأن بضدها تتميز الأشياء.
وكلما تقدمت خطوة أو خطوتين تظل تجتر نفس المصطلح وهذا دليل على مدى استفحال جرثومة إخماد الرأي الأخر والتبليس عليه حتى لا يتعدى الحدود التي اتفق عليها التطرف اللائكي والمنطق الفرعوني “لا أريكم إلا ما أرى”.. فكل من ردّ عليها إما أن يكون مُكَفِّرا أو جاهلا أو لا يقرأ أو مُصادرا لرأي الآخر ونسيت الأستاذة الكريمة أن ما تفعله هي، هو عين المصادرة والإرهاب الفكري الذي لا يزال العلمانيون يمارسونه ضد من خالفهم الرأي أو نقد ما يكتبون وهم يظنون أنفسهم يسبحون في أنهار العقلانية ويتعطرون بطيبها… ذلك هو المنطق الذي كُرِّس طويلا في تونس حيث ذبحنا النظام ذات يوم بسكين هؤلاء العلمانيين. وهو نفس المنطق الذي كُرِّس ومُورس ويمارس في فضاء الجامعة التونسية حيث كان الطالب الذي لا ينتمي إلى معسكر اللائكين والعلمانيين يقضي سنوات عمره وهو يناقش رسالة الدكتوراه ولا يتحصل عليها بحجة أن المنهج الذي اعتمده أو النتائج التي توصل إليها لا تساير هوى المشرفين عليه.
وظلت سياسة ” و لن يرضى عنك اللائكيون والتقدميون حتى تتبع ملتهم “. تسود الساحة الفكرية والثقافية والفنية حيث تجدها في الإذاعة والتلفزة والسينما والمسرح والجامعات والثانويات حتى وصلت أئمة المساجد التي باتت تأتيهم خُطب الجمعة معلبة. وتم تجفيف ينابيع التدين في البلاد على يد هؤلاء الذين يدعون الحرية والديمقراطية.
تلك هي جرثومة التكفير والمُكَفِّرين التي استبدت بالدكتورة سلوى ومن لف لفها جعلتها تفتري عليّ من حيث تدري أو لا تدري حيث نسبت إلي كلاما وأسئلة لم أقلها وأرجو من قراء موقع تونس نيوز أن يعودوا لمقالي :{ إلى أين تريد أن تصل بنا الدكتورة سلوى الشرفي ؟ } ليبحثوا عن هذه الأسئلة التي نسبتها إليّ الدكتورة سلوى: حيث تقول في مقدمة مقالها : { لماذا أكتب ؟ } :{ من أغرب ما قرأت من ردود تتعلق بكتاباتي ما نشره أمس السيد عبد الحفيظ خميري الذي تساءل: “لماذا يخشى العلمانيون التّكفير؟ هذا السؤال لم أطرحه أنا وإنما طرحه السيد أبو أنيس في موقع  الحوار نت  وكان السؤال عنوانا لمقاله وإليكم الرابط:
http://www.alhiwar.net/sms.php?id=56048&db=l-s&srv=com&div=main
 
وهكذا تبدأ الدكتورة مقالها بداية خاطئة وغير موفقة فربما أوجعها ردي عليها مما ضيّع تركيزها وشوّش تفكيرها وأضاع مقود الكتابة من بين يديها فإما أن تكون الدكتورة مرهقة  وهي تكتب ردّها  أو مُدعية حتى لا أقول كلمة أخرى لا تليق بمقام دكتورة وباحثة. واعلمي جيدا يا دكتورة سلوى أن تغيير المسميات وتلفيق اتهامات التكفير لا يغير من الحقائق والسنن شيئا وسلاح التكفير هذا قد رماه القارئ في سوق الخردوات بعدما جرب خطابكم لسنوات، فكم سمعنا جعجعة ولم نرى طحينا. واعلمي أنني لا أريد إخماد صوتك بل سأصب عليه بنزين نقدي وأزيد فيه حطب ردودي عليك ليكتشف القراء طبيعة اهتماماتكم التي ستنتهي بكم رمادا في شوارع المدينة.
أريد أن أقول للدكتورة التي قَوّلتني ما لم أقل: إن هذا الافتراء لا يحق بدكتورة جامعية مثلك بدعوى إخماد الصوت الآخر وتعرف الدكتورة الكريمة ـ تلطفا وتوفيرا للأريحية حتى أبعد التوتر عن الدكتورة لتكون صاحبة نفس رياضي ـ أن أعراف وتقاليد البحث العلمي وأدبيات الحوار لا تسمح بالافتراء من أجل تبكيت الصوت الآخر وإقصائه ولتعرف الدكتورة أنني لست تكفيريا ولا إقصائيا والدليل على ذلك أنني مدير لمجلتين يصدران في باريس واحدة بالفرنسية Générations   ويكتب فيها المؤمن والملحد على السواء والمجلة الثانية بالعربية واسمها اللسان الحر وهي مفتوحة لكل أنواع الطيف السياسي والفكري وقد ساهم معنا كثير من الوجوه والأقلام منهم العلماني والقومي والإسلامي: شعراء وكتاب ومفكرون… أتعرفين يا دكتورة سلوى ـ يا من نعتني بالتكفير ـ أن الدكتور العفيف الأخضر قد كتب فيها وأنت تعرفين شدة عداوته للإسلاميين.  وكذلك كتب معنا الدكتور محمد عابد الجابري والدكتور حسن حنفي والدكتور برهان غليون والدكتور فيصل القاسم والدكتور محمد عمارة والدكتور يوسف القرضاوي والشاعرة اللبنانية حنان بديع… وكل منهم ساهم معنا وهي مفتوحة لكِ أيضا للكتابة فيها* إن أردت ولكن هذا لن يمنعني من أني سأظل أرد عليك وعلى مقالاتك.
ولا تتوقف الدكتورة في افترائها الأول عليّ بل تواصل وتقول : { أما لماذا يخشى الحقوقيون، لا العلمانيون حصرا كما قلت أنت، التكفير، فلأنهم يدافعون عن حرية الرأي و التعبير و ينددون بمحاكمة الناس من أجل آرائهم…}. انظروا أيها القراء الكرام في مقالي :{ إلى أين تريد أن تصل بنا الدكتورة سلوى الشرفي ؟ }  هل تجدون هذا الكلام فيما كتبت؟.. إنه افتراء متعمد ومتكرر لا يُقبل من طرف دكتورة جامعية، افتراء لا يبرره إلا منطق الإقصاء ونفسية نخبة مسكونة بداء التميز والتقدمية التي تخاف النقد. ولكن هيهات يا دكتورة فهذه شنشنة نعرفها من أخزم كما يقول المثل العربي ؟.
 
ولهذا أريد من الدكتورة إن كانت لها الشجاعة أن تعتذر عن الكلام الذي نسبته إليّ وهو ليس كلامي وبعدها أواصل ردّي على مقالها حول ما يتعلق بقراءة تاريخ الإمام الطبري حول الصحابي الجليل خالد بن الوليد.
ــــــــــــ
ملاحظة : أنا أعتذر للدكتورة سلوى إذ حملتها مسؤولية الأخطاء التي وردت في كتابة الآيات القرآنية بينما هي من أخطاء السائلين. وأرجو منها إن كان لها الشجاعة أن تعتذر عن الكلام الذي نسبته إليّ افتراء وبهتانا وبعدها لكل حادث حديث.
*يمكن للدكتورة أن تمدنا بعنوانها ونحن نرسل لها العددين الأخيرين من المجلتين. “أجيال” و”اللسان الحر”.
 


أفكار قتلتها الأفعال

عبدالحميد العدّاسي

إنّ حركة النهضة والإصلاح في تونس لم تقتصر على الاجتهاد في الدين والدعوة إلى مواكبة العصر بل تجاوزتهما إلى معارضة الحكم المطلق والمطالبة بالحكم المقيّد بالقانون. (قلت: سبحان الله)

غير أنّ نظام الحزب الواحد وتهميش المؤسسات وشخصنة الحكم والانفراد بالسلطة كانت كلها ممارسات مخالفة لدستور البلاد وسببا في عديد الأزمات. (قلت: لا إله إلاّ الله)

إنّ حقوق الإنسان تقتضي صيانة أمن الفرد وضمان حريته وكرامته ممّا يعني تحريم التعذيب والعقوبات الجسدية ونبذ كل أنواع التعسّف التي لا يجوز أن تمارس من قبل الدولة ولا من قبل المجموعات ولا الأفراد كما تقتضي ضمان حريّة الرأي والتعبير وحريّة الصحافة والنشر وحريّة المعتقد. (قلت: لا معبود بالحقّ إلاّ الله)

إنّ الديمقراطية تقوم على التعددية في الرأي وفي التنظيم وتهيء متطلبات التنافس على الحكم وتقتضي التقيّد بإرادة الشعب التي يعبّر عنها في انتخابات دورية حرّة ونزيهة بحيث تكون للأغلبية مشروعية اضطلاعها بمسؤوليات الحكم مع ضرورة احترام الرأي المخالف وحقوق الأقليّة.

إنّ الدولة هي دولة التونسيين جميعا مهما اختلفت آراؤهم ومهما تباعدت بينهم سبل الاجتهاد (فهي دولتي إذن ودولتك أيّها القارئ الكريم) وهي تستمد قوتها من التفاف التونسيين حولها حتى يشعر المواطن بالغيرة على مؤسسات الدولة وبنخوة الانتساب إلى الوطن. (لو هي كذلك بذلنا فداها الرّوح وتقالّيناها)

إن التحييد السياسي لكل المؤسسات والقوات الدفاعية والأمنية بأنواعها شرط ضروري لبقاء الديمقراطية واستمرار الدولة المدنية وتفادي الهزات والنكسات. (ما أصوب هذا الكلام)

ليس هذا الكلام المستقيم في بنائه الطيّب في توجّهه من أدبيات حركة النهضة أو أحد أحزاب المعارضة التونسية الأخرى، وليس هو من إنشاءات الجمعيات أو المؤسّسات الحقوقية العاملة نظريّا على إشاعة وتشجيع الحرّيات الخاصّة والعامّة، ولكنّه مقتطفات من نصّ متوسّط الطول تحت عنوان “النّظام التونسي“، وهو من النّصوص المراجع للحكم والحاكم في تونس. ويؤكّده ما جاء في بعض سطوره حيث تقرأ: “وجاء بيان السابع من نوفمبر 1987 ليضع حدّا للانحراف والزيغ وليعيد صلة التواصل الحيّ مع أهداف حركة النهضة والإصلاح وغاياتها. فاستجاب بذلك لمطالب العديد من المناضلين وتضحياتهم ولتطلعات الشعب التونسي للحرية والسيادة والعدالة وإرادته في الالتزام بقواعد التسيير الديمقراطي وبمبادئ حقوق الإنسان“.

لا أخفي أنّي وجدت – وأنا أقرأ هذا الكلام – مرارة لا يعلم كنهها ومداها إلاّ الله سبحانه وتعالى… وهي مرارة ناتجة في أغلبها عن معايشة هذا الخطاب الذي ليس له أيّ متات بالواقع المعيش… ولقد رأيت تقدّم بلاد الإقامة (الدّانمارك) مبنيّا فقط على احترام ما يحبّرون… فقوانينهم تصاغ باستشارة وتنفّذ بجسارة وبعدل يسوّي بين الحاكم والمحكوم … ولقد رأيت في هذا النصّ أعلاه مادّة كافية لجعلنا في مصاف الدول المتقدّمة: ففيه الحديث عن النهضة ومواكبة العصر ومعارضة الحكم المطلق والتقيّد بالقوانين وإعطاء المؤسّسات اعتبارها وتنبيه الحاكم إلى الحدود التي ينبغي له ألاّ يتعدّاها وصيانة أمن الفرد وضمان حرّيته (بكلّ أنواعها وأهمّها حريّة التعبير) وصون كرامته وتحريم الاعتداء على جسده، كما رأيت فيه الدعوة إلى التنافس المفضي حتما إلى الإبداع والتداول على الحكم المفضي حتما إلى توخّي أفضل الطرق للحكم، كما تراءى جليّا فيه الاحتكام إلى الشعب والتقيّد بخياراته، إلى غير ذلك من المبادئ السامية التي منعنا النّفاق المتّبع من معانقتها والتلذّذ بثمارها، والتي لو طبّقناها أو طبّقنا بعضها لما صرنا إلى ما صرنا إليه اليوم في تونس الحبيبة الممنوعة من النهوض بسبب ثقل الحمل الذي تحمله، الممنوعة من التقدّم بسبب تهميش المؤسّسات وسطوة الفرد وظلمه، الممنوعة من الإصلاح بسبب عربدة الفاسدين فيها والمنافقين الذين نسوا ما كتبت أيديهم وما نطقت ألسنتهم …

وأمّا السبب الثاني المنتج للمرارة فهو هذا السلوك الغريب الذي يسلكه بعض النّاس (من أمثال سلوى أو الثلاثي الذيل الذي قرأت لهم ردودا تعيسة يتهجّمون فيها عليّ – دون رويّة – جعلوا بها سلوى تتخلّى، حمية، عن إمكانية الرّجوع إلى الحقّ) ممّن نذر نفسه – كما أسلفت – للتطاول على هويّة البلاد وعلى دينها وتديّن أهلها. فقد كان جديرا بسلوى وغيرها ممّن أخذ على عاتقه مهمّة عصرنة البلاد (زعموا) أن يدرجوا في “أبحاثهم العلميّة”(*) المتمثّلة – إلى حدّ الآن- في مراقبة السقطات السلوكيّة في العالم الإسلامي، الشأن التونسي في مستواه البشري دون كثرة تصعّد في السماء، أو خلق ما من شأنه إحداث حالة الخوف لديهم من القادم الأصولي الحجري محارب العلم مضطهد المرأة مكفّر “الباحثين العلميين”… فلعلّ وقفة منهم بنديّة – هذه المرّة – مع مثل هذا النصّ وغيره من النصوص البشرية يجعلهم يقتربون من قول كلمة حقّ عُدِموها مدّة طويلة بإدمانهم على محاربة الحقّ، وتوفّقهم إلى استنباطات تعقّل جامح أو تبصّر مخطئ دون إثارة ما من شأنه خلق عدم التوافق بين التونسيين…

على أنّ الدعوة ليست مخصّصة لهم بل هي دعوة مفتوحة وملحّة للجميع (التونسيين) نحاول من خلالها الوقوف مع النّظام التونسي، فقط لنعرّفه أقواله ونطالبه بموافقتها على مستوى الأفعال… قال تعالى: “يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون(2) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون“. صدق الله العظيم… 

(*): تردّد على ألسنة البوجادي وأترابه وصف ما تقوم به سلوى، بالبحث العلمي… وهو لعمري وصف مسيء للعلم وللباحثين في آن واحد!…


 

 

تونس، في 28 أوت 2007

سمينار الذاكرة الوطنية (الحلقة الأولى) حول :

دور الجنوب في المقاومة المسلحة ومسارات الحركة الوطنية

بين الاعتراف والجحود

يوم السبت 01 سبتمبر 2007

عندما بادرنا بتنظيم سمينارات حول دور بعض الجهات في مسارات الحركة الوطنية, مثلا القيروان وبنزرت وصفاقس, تبين للباحثين والمؤرخين مدى تهميش عديد المناطق الجغرافية لبلادنا, إذ تنوسيت أدوارها ليس فقط في المقاومة المسلحة, بل أيضا في مسارات الحركة الوطنية وبناء الدولة الحديثة. وتساؤلنا هل التونسيون والتونسيات على علم بما قام به رجال ونساء الحامة والمطوية وقابس وجربة وجهة قفصة والجريد في المقاومة المسلحة ثم في الحركة الوطنية والنقابية والفكرية ؟ وهل من الإنصاف أن لا نموقع هؤلاء رجالا أفذاذا أمثال الطاهر الأسود والساسي لسود والأزهر الشرايطي ومحمد الدغباجي وجلولي فارس وعلي بن خضر وبلقاسم القناوي ويوسف الرويسي وغيرهم كثير, في تنظيم المقاومة المسلحة والحركة الوطنية عموما.

إن وظيفة المؤرخ الأكاديمي تتمثل في العمل على إقرار الحقيقة والانتصار لها, وليس اللف والدوران في استعراض المعلومات التي يعرفها الجميع منذ خمسين سنة, ثم في نفس الوقت التزام الصمت على أهم مفاصل وشرائح مجتمعنا الذين أبلوا البلاء الحسن في الدفاع عن ثوابتنا وكينونتنا ومرجعيتنا الحضارية ؟ وكم هو مؤلم حقا أن لا نموقع أدوار الجنوب في المقاومة المسلحة في الحركة الوطنية بعد خمسين سنة من الاستقلال.

 إن مؤسستنا الأكاديمية والتي أخذت على مسؤولياتها منذ سبع سنوات, فتح عديد الملفات الهامة والمحرمة تناولناها من قبل غيرنا, أفرادا ومراكز ومؤسسات وجامعات, ليشرفها حقا أن تدعو السادة عبيد منصور الشرايطي الذي نشر الكتاب التالي مع السيد بشير نصر الزيدي : ثورة, ثوار وأنصار : تاريخ الحركة الوطنية المسلحة التونسية, تونس 2006, والذي استعرض فيه أهم رموز المقاومة مع ذكر أسمائهم وصور البعض منهم, ثم السيد الطيب  بن بلقاسم ناجح, من مواليد الحامة سنة 1914, الذي يعد من الرعيل الأول, وكون جمعية “الحديد والنار”, كما وأشرف على تكوين العديد من المقاومين وتسليحهم ضمن مجموعتي يانس بن الفالح ومحمود بن حسونة, وسيتم هذا السمينار بالتنسيق مع د. المنصف الشابي لينقلوا إلينا جانبا من هاته المقاومة المسلحة الجنوبية والتي هي عنوان اعتزاز وفخر للجميع, وهم الذين منذ انتصاب الحماية الفرنسية إلى استقلال بلادنا, قاموا بأشرف الانتفاضات والثورات, وكانوا عنوانا على البطولة والرجولة والفداء والنبل. فلا أقل اليوم من أن تخصص لهم مؤسستنا, الحلقة الأولى من سمينارات الذاكرة الوطنية, وسوف تتلوها سمينارات بمشاركة وجوه أخرى

 والدعوة مفتوحة للجميع ليس فقط للحضور ولكن أيضا لإبداء الشهادات, داعين الجميع أنى كان موقعهم, المساهمة في إثراء قاعدة البيانات التي أنشأناها لهذا الغرض, وهي على ذمة الجميع للاستفادة منها. يبدأ السمينار على الساعة التاسعة صباحا في مقر المؤسسة المذكور أسفله.

الأستاذ عبد الجليل التميمي


:

دور الجنوب في المقاومة المسلحة ومسارات الحركة الوطنية

بين الاعتراف والجحود

يوم السبت 01 سبتمبر 2007

عندما بادرنا بتنظيم سمينارات حول دور بعض الجهات في مسارات الحركة الوطنية, مثلا القيروان وبنزرت وصفاقس, تبين للباحثين والمؤرخين مدى تهميش عديد المناطق الجغرافية لبلادنا, إذ تنوسيت أدوارها ليس فقط في المقاومة المسلحة, بل أيضا في مسارات الحركة الوطنية وبناء الدولة الحديثة. وتساؤلنا هل التونسيون والتونسيات على علم بما قام به رجال ونساء الحامة والمطوية وقابس وجربة وجهة قفصة والجريد في المقاومة المسلحة ثم في الحركة الوطنية والنقابية والفكرية ؟ وهل من الإنصاف أن لا نموقع هؤلاء رجالا أفذاذا أمثال الطاهر الأسود والساسي لسود والأزهر الشرايطي ومحمد الدغباجي وجلولي فارس وعلي بن خضر وبلقاسم القناوي ويوسف الرويسي وغيرهم كثير, في تنظيم المقاومة المسلحة والحركة الوطنية عموما.

إن وظيفة المؤرخ الأكاديمي تتمثل في العمل على إقرار الحقيقة والانتصار لها, وليس اللف والدوران في استعراض المعلومات التي يعرفها الجميع منذ خمسين سنة, ثم في نفس الوقت التزام الصمت على أهم مفاصل وشرائح مجتمعنا الذين أبلوا البلاء الحسن في الدفاع عن ثوابتنا وكينونتنا ومرجعيتنا الحضارية ؟ وكم هو مؤلم حقا أن لا نموقع أدوار الجنوب في المقاومة المسلحة في الحركة الوطنية بعد خمسين سنة من الاستقلال.

 إن مؤسستنا الأكاديمية والتي أخذت على مسؤولياتها منذ سبع سنوات, فتح عديد الملفات الهامة والمحرمة تناولناها من قبل غيرنا, أفرادا ومراكز ومؤسسات وجامعات, ليشرفها حقا أن تدعو السادة عبيد منصور الشرايطي الذي نشر الكتاب التالي مع السيد بشير نصر الزيدي : ثورة, ثوار وأنصار : تاريخ الحركة الوطنية المسلحة التونسية, تونس 2006, والذي استعرض فيه أهم رموز المقاومة مع ذكر أسمائهم وصور البعض منهم, ثم السيد الطيب  بن بلقاسم ناجح, من مواليد الحامة سنة 1914, الذي يعد من الرعيل الأول, وكون جمعية “الحديد والنار”, كما وأشرف على تكوين العديد من المقاومين وتسليحهم ضمن مجموعتي يانس بن الفالح ومحمود بن حسونة, وسيتم هذا السمينار بالتنسيق مع د. المنصف الشابي لينقلوا إلينا جانبا من هاته المقاومة المسلحة الجنوبية والتي هي عنوان اعتزاز وفخر للجميع, وهم الذين منذ انتصاب الحماية الفرنسية إلى استقلال بلادنا, قاموا بأشرف الانتفاضات والثورات, وكانوا عنوانا على البطولة والرجولة والفداء والنبل. فلا أقل اليوم من أن تخصص لهم مؤسستنا, الحلقة الأولى من سمينارات الذاكرة الوطنية, وسوف تتلوها سمينارات بمشاركة وجوه أخرى

 والدعوة مفتوحة للجميع ليس فقط للحضور ولكن أيضا لإبداء الشهادات, داعين الجميع أنى كان موقعهم, المساهمة في إثراء قاعدة البيانات التي أنشأناها لهذا الغرض, وهي على ذمة الجميع للاستفادة منها. يبدأ السمينار على الساعة التاسعة صباحا في مقر المؤسسة المذكور أسفله.

الأستاذ عبد الجليل التميمي

 


خالد بن الوليد

 

بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدنا خالد بن الوليد فارس عظيم من فرسان الإسلام، وبطل من أبطال الحرية. يشهد له أكثر المؤرخين في الدنيا، وتحبه الأغلبية الساحقة من المسلمين جيلا من بعد جيل، وتكرهه طائفتان صغيرتان من المسلمين:

1 ـ طائفة أولى تتخذ كرهه واحدا من المداخل وأوجه التعبير عن كرهها للتاريخ الإسلامي كله تقريبا، من يوم اجتماع السقيفة واختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإماما للمسلمين.

2 ـ وطائفة ثانية تتخذ من كرهه وانتقاده واحدا من المداخل للتشكيك في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي القرآن الكريم نفسه.

لا تجد اليوم، في القرن الهجري الخامس عشر، والقرن الميلادي الحادي والعشرين، مبغضا لسيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه، إلا وهو منتم إلى واحدة من هاتين الطائفتين. 

أعرف أن التعميم ليس أمرا جيدا في الغالب. ومع ذلك، فإنني أكرر وأقول ما وصلت إليه بالبحث العلمي المتجرد:

لا تجد اليوم، في القرن الهجري الخامس عشر، والقرن الميلادي الحادي والعشرين، مبغضا لسيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه، إلا وهو منتم إلى واحدة من هاتين الطائفتين.

وسأقدر فضل كل من يدلني من قراء هذه المقالة على مبغض لسيدنا خالد لا ينتمي لإحدى هاتين الطائفتين.

* * *

الطائفة الأولى قديمة في التاريخ، ظهرت منذ القرن الهجري الأول. أما الثانية فحديثة ومعاصرة، تأثر أصحابها برياح الشيوعية ومبادئ الإلحاد، واحترف كثير منهم مهنة التحرش بالإسلام وبرموزه. هؤلاء لو كانوا مسيحيين لاحترفوا التحرش بالسيد المسيح عليه السلام وبالإنجيل، ولو كانوا يهودا لاحترفوا التحرش بسيدنا موسى عليه السلام وبالتوراة، ولو كانوا بوذيين لاحترفوا التحرش ببوذا وتعاليمه.

ما هي خصائص هذه الطائفة في البيئة المسلمة؟

ومن خصائص هذه الطائفة أنك لا تجد لأحدهم مقالة واحدة منشورة في الدفاع عن الإسلام ومبادئه، ولا كتابا ولا محاضرة.

وهذا أيسر اختبار لحقيقة المنتسبين لهذه الطائفة، وكشف دوافعهم الحقيقية. إن أردت أن تتعرف حقيقة واحد منهم، فاسأله: ها إن أكثر الباحثين المنصفين في العالم يقرون بوجود حالة التخويف من الإسلام والتهجم عليه (الإسلاموفوبيا). فهل لديك مقال واحد، أو محاضرة واحدة، تشرح فيها تعاليم الإسلام وتدافع عنها؟

عندئذ لن تجد من جواب سوى الصمت أو الشتيمة.

ومن خصائصها أن أصحابها يستخدمون أساليب الخديعة مع جمهور المسلمين

. فهم لا يقولون لهم بشكل مباشر وواضح: نحن لا نؤمن أن محمدا بن عبد الله مرسل من عند الله، ولا نؤمن أن القرآن الكريم كتاب من عند الله، ولا نؤمن أصلا بوجود الله عز وجل. مع أن هذا موقف وجودي وفلسفي وفكري موجود في كل أنحاء الدنيا، ومن حق أصحابه أن يعتقدوا به ويدافعوا عنه ويدعوا إليه الناس، لأن حرية الإعتقاد حق أصيل من حقوق الإنسان، وحرية التعبير كذلك، ولأن المسلم يؤمن أيضا بالمبدأ القرآني العظيم “لا إكراه في الدين“.

هؤلاء مخادعون من الدرجة الأولى، لا يتحركون بموقف عقائدي وفكري معلن وواضح، وإنما يبطنون مواقفهم هذه،

ويتخصصون في انتقاد الإسلام والتشويش عليه، والتحرش بمقدسات المسلمين، ثم يصرخون بالويل والثبور إذا دافع أهل الإسلام عن دينهم، كما يدافع اليهود عن دينهم، وكما يدافع الفاتيكان عن العقيدة الكاثوليكية، وكما يدافع أهل كل دين عن دينهم.

أليس من مقومات السلوك الحضاري لأي إنسان تقدمي أن يحترم معتقدات الناس من حوله، ويختار عباراته بحذر إذا تحدث عما يراه الآخرون من مقدساتهم؟ أهل هذه الطائفة مثل “البلدوزر”، لا يعبأون بأحد من حولهم، وهذا سبب إضافي من أسباب عزلتهم في مجتمعاتهم.

يقول المسلم العادي عن كتاب الله: القرآن الكريم.

وأهل هذه الطائفة في الغالب يحذفون عبارة “الكريم”.

يقول المسلم العادي، كلما ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم في مقالة او كتاب: صلى الله عليه وسلم.

وأهل هذه الطائفة في الغالب لا يصلون على خاتم النبييين في حديثهم الشفوي أو المكتوب.

يحرص المسلم العادي على أداء فرائض الإسلام الأساسية، مثل الصلاة والصوم وأداء الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.

وأهل هذه الطائفة في الغالب لا يصلون الفريضة، ولا يخرجون الزكاة، ويفطرون في رمضان، ولم تحدثهم أنفسهم بالسفر إلى البقاع المقدسة لحج أو عمرة. 

ومن خصائص هذه الطائفة أنها

تعتبر أولويتها الأولى، الفكرية والسياسية، البحث عما تراه نقاط ضعف في الإسلام وتاريخه، تتصيد هذه النقاط من كل وجه، وتعيد الكتابة عنها في كل حين، وترد وتسفه كل من يذكرها بأولويات الزمان المهمة الأخرى، مثل الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية. 

عندما يصدر هذا التحرش بالإسلام من كاتب غير مسلم، أو من هيئة غير مسلمة، فإن الناس يستنكرونه ويرون فيه تعديا على المعتقدات الدينية لفئة كبيرة من الناس في العالم. لذلك فإن الطائفة التي نتحدث عنها تتشبث بالخديعة إلى أبعد مدى ممكن، وتريد أن تبقى في الدائرة المسلمة بشكل فضفاض لتجوز لنفسها ما لا يجوز لخصوم الإسلام من غير المسلمين. 

وتظن هذه الطائفة أن أسلوب الخديعة دليل ذكاء وعبقرية. وتعتقد أن بوسعها عبر المكر والحيلة أن تسفه كل المرجعيات التي يحترمها المسلمون وتحل هي محلها.

ولكن قيم الحداثة والتجديد لا يمكن خدمتها بالخديعة، وإنما بالوضوح والشجاعة الأخلاقية.

ورأيي أن المسلمين في حاجة لتبني مبادئ الحداثة والتجديد، وللإنخراط في ثورة فكرية تقدمية حقيقية

، تكون نتيجتها نفض الغبار عن القيم العظيمة الحقيقة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء والمرسلين من قبله، ودافع عنها الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ومنهم سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه، لإعادة تحرير الإنسان من العبودية والخوف والخضوع للأوهام والأساطير والقبور، ولمواجهة تقاليد القمع والإستبداد، ولإرساء العدالة الإجتماعية ومكافحة الفقر والبطالة والتهميش والإقصاء الإجتماعي، وتحرير المرأة، وصياغة العلاقات الدولية على أساس والتعاون المثمر بين الشعوب من أجل حفظ السلام ونشر الحرية وحماية البيئة. 

* * *

من الأمور التي تخصص فيها أهل الطائفة الثانية التي عرفت بها هذه المقالة، توجيه سهام النقد والتجريح والإتهامات لسيدنا خالد بن الوليد، ثم تكرار هذه الإتهامات بمناسبة ومن دون مناسبة. 

خالد ليس القائد الوحيد الذي يتعرض لانتقادات من خصومه ومبغضيه. تشرشل له خصومه في القرن العشرين. والجنرال ايزنهاور والجنرال ديغول. نابوليون بونابارت والإسكندر المقدوني من قبل.

ومثلما يدافع أنصار هؤلاء القادة عن قادتهم، تجد كثيرا من التونسيين يتسابقون للدفاع عن القائد العظيم وفارس الحرية الكبير خالد بن الوليد.

الأمانة العلمية والتاريخية تدفعهم لذلك. والحب يدفعهم لذلك. والإمتنان لجيل الصحابة الكرام رضي الله عنهم يدفعهم لذلك.

فمرحى وألف مرحى بالتونسيين المتسابقيين في حب خالد.

 وكنت رددت على مثل هذه الإتهامات قبل فترة، وسأذكر غدا إن شاء الله بالرد، مع تجدد الحملة على فارس الحرية خالد بن الوليد.

      


 هل تفشل سياسة العداء للأجانب لليمين المتطرف

خميس قشة الحزامي -هولندا-

تستمر التصريحات المسيئة للإسلام من طرف البرلماني الهولندي “خيرت فيلدرس” زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف بوتيرة تصعيدية بعدما اعتبر الوجود الإسلامي “تسونامي” يضرب هولندا و أوروبا، و طالب المسلمين  بالتخلي عن نصف القرآن لكي يستطيعوا العيش في هولندا، و ازداد حدة و راديكالية بتصريحاته الأخيرة حيث  طالب بحظر تداول القرآن الكريم حتى في المساجد والدوائر الدينية لأنه يدعو للعنف  والكراهية بزعمه  وساوى بين المصحف الشريف وكتاب  هتلر الذي يدعو إلي السادية والميز العنصري، وتأتي تصريحاته هذه ردا على الاعتداء الذي تعرض له  رئيس لجنة المرتدين عن الإسلام “إحسان جامي” من قبل ثلاثة شبان (مغربيين وصومالي)، ألقوه أرضاً وأشبعوه ضرباً وشتما  ووصفوه بالمنبوذ والخائن والمرتد، وهي  ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها “جامي” إلى اعتداء جسدي منذ أن تخلى عن دينه، ويربط “فلدرس” بتجني  وتحامل بين حادث الاعتداء و القرآن الكريم..

من هو إحسان جامي:

هو شاب هولندي من أصول إيرانية و عضو في حزب العمل الهولندي ويقف  وراءه اليمين المعادي مثل “فلدرس” ليحل محل عضوة البرلمان السابقة الصومالية الأصل “أيان حرصي علي” ضمن هدف محدد ليلعب نفس الدور وقد بدا نجمه يلمع بعد  تطاوله على الرسول الكريم أكثر من مرة وربط  بين الإسلام والعنف والتطرف وزاد في رصيده هذا الحادث المتهور مما جعل السلطات الهولندية  تضطر لتوفير حراسة له خاصة تكلفها ميزانية طائلة وإجراءات معقدة…

عمل من اجل خدمة مصالح حزبية ضيقة:

ويرى عديد من المراقبين أن موقف “فلدرس” المعادي للمسلمين   يأتي في سياق التو ضيف السياسي  للحادث سعيا  لكسب شريحة اكبر من الناخبين ومن ناحية أخرى فهو رد  على الحكومة التي  انتقدته بشدة ودعته إلي التخفيف من حدة تصريحاته ومواقفه  في عديد من المناسبات  وهي تصب في  الهجمة على مواقف  وزيرة الأحياء و الإسكان والاندماج “إيلا  فوخلار” التي اعتبرت المسلمين استوطنوا   هولندا وأصبحوا احد مكونات هذا البلد مثلهم كمثل    المهاجرين اليهود الذين يعيشون في هولندا منذ القرن السابع عشر وبذلك  ينبغي أن يشعروا أنهم في وطنهم ولا يشعرون بالخوف لان هولندا ستصبح بلدا ذا تقاليد يهودية و مسيحية وإسلامية….

إدانة سياسية وشعبية.

ولقد  أثارت   تصريحات “فلدرس” هذه استنكاراً واسعاً من قبل  سياسيين من أعضاء البرلمان وأحزاب و كتاب  و رأوا أن “فيلدرس” تجاوز الحدود المعقولة و جاء رد الحكومة أوضح على لسان وزيرة الإسكان والاندماجإيلا فوخلار ” عندما قالت يجب أن يكون واضحاً تماماً أن حظر القرآن في هولندا ليس على برنامج الحكومة، حاليا ومستقبلا وأضافت إن هذه التصريحات مضرة بالعلاقات بين فئات المجتمع الهولندي الواحد ، ويمكن أن توسع الهوة بين المسلمين وغيرهم في البلاد.

وكشف استطلاع للرأي العام الذي أجرته وكالة موريس دي هوند  أن 81% من أفراد المجتمع الهولندي لا يوافقون “فيلدرس” في اقتراحه لمنع القرآن الكريم بينما أعرب 75% من الهولنديين عن اعتقادهم بأنه ليس هنالك ضرورة لنشر مثل ذلك المقال  ورأى 29% منهم أنه يتوجب ملاحقته قضائيا بسبب موقفه.

أما بخصوص الأقلية المسلمة فقد اثنت على موقف الوزيرة الوطني وأدانت هذه التصريحات وأبدت   تخوفها من أن تدفع الشباب المسلم إلى التشنج والحماسة التي تؤدي إلى التطرف،  ودعت  النائب خيرت “فيلدرس” وأعضاء حزبه إلى الحوار الايجابي حول كيفية مواجهة النزعات والنعرات العنصرية لنجنب بلدنا مخاطر أعمال إرهابية جراء هذه التصريحات المستفزة.. فيما انضم قطاع كبير من المسلمين إلى  ناشطين في المجتمع المدني الهولندي بتقديم دعوى  ضدّفيلدرس” بتهمة التحريض على الكراهية وممارسة التمييز ضد فئة سكانية معينة.

* مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا


بعد أن صنفت لعقود ضمن «دول الهامش»:

موريتانيا في «النادي الديموقراطي» العربي

بقلم: صالح عطية

عجيب حقا ما يجري في موريتانيا.. فهذه الدولة التي كانت بالأمس القريب على هامش الاحداث الاقليمية والدولية، باتت في بضعة اشهر قليلة، وتحديدا منذ الانتخابات الرئاسية الماضية، في مقدمة الانباء الاذاعية والتلفزيونية، كما أن اخبارها والتطورات التي تشهدها يوما بعد  يوم

على صدر الصفحات الاولى للصحف والمجلات الدورية فيما سارع المحللون والخبراء الى وضع نواكشوط ضمن أجندة اهتماماتهم، فما حصل في بضعة اشهر، محدودة كان لافتا للاهتمام ومثيرا للانتباه، بشكل غير مسبوق في هذا البلد الذي اقترن اسمه بالانقلابات العسكرية، منذ العام 1960 تاريخ استقلاله عن فرنسا اكثر مما عرف ببلاد المليون شاعر، مثلما يجري وصفه في الاوساط الادبية العربية.

وما يزال عديد المراقبين في حالة «صدمة» ازاء ما حصل في الآونة الاخيرة، على اعتبار ان التطورات الايجابية التي عرفتها البلاد،  ان على الصعيد السياسي والقانوني والاعلامي، او حتى الحقوقي والقضائي تكاد لا تصدق، ليس فقط من حيث وتيرتها المتسارعة، ودرجة تراكميتها، ولكن ايضا، وبالاساس لحجم القرارات المتخذة التي تصنّف ضمن القرارات المفصلية والمصيرية في تاريخ البلدان.

فبالاضافة الى قرار تسليم الحكم لرئيس مدني بعد نحو عام ونصف من حكم مجلس عسكري بقيادة العقيد علي ولد محمد فال، شهدت نواكشوط ترسانة من القرارات والاجراءات السياسية التي قلّما يقع اتخاذها في دولة ما بمثل هذا التراكم.. فقد رخصت الحكومة لنحو 18 حزبا جديدا  من مختلف المشارب السياسية والايديولوجية وتم تعديل قوانين البلاد باتجاه تجريم العبودية بعد أن تقرر في وقت سابق ازالة اي شكل من اشكال الرق في موريتانيا، وسُمِح للجمعيات بممارسة انشطتها بعد سنوات من المنع على عهد الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.. وأسند الترخيص لجمعية مناهضة حكم الاعدام، كما اتخذت اجراءات قانونية ايضا لـ«تطبيع» وضع الزنوج في هذا البلد، بعد عقود من التهميش والنسيان والحرمان.

ونظمت الحكومة في سابقة هي الاولى من نوعها في العالم العربي، موقع ودور زعيم المعارضة احمد ولد داداه، من خلال سن قانون يمكنه من امتيازات بروتوكولية ومادية خاصة، والتنصيص على الزامية التشاور معه من قبل رئيس الجمهورية في القضايا الوطنية الكبرى.

واطلق العنان للصحفيين لممارسة مهنتهم عبر هامش واسع من الحريات قياسا بالوضع الذي كانت عليه الصحافة في نواكشوط  قبل سنوات، وسمِح للناشطين النقابيين والحقوقيين بالنشاط والتحرك من دون قيود.

لقد مثلت هذه الخطوات، قطيعة مع المرحلة السابقة، ولبنة هامة في تدشين «عهد ديموقراطي» في البلاد.

صحيح ان ثمة تراكمات سلبية كثيرة ما تزال تجثم على صدر القيادة السياسية الجديدة، وصحيح ايضا ان اشياء عديدة لم تتغير، سواء في مستوى صلاحيات الرئيس الموريتاني او علاقته بالمؤسسة العسكرية او الهامش المخول لرئيس الحكومة لاتخاذ القرار، او بوصلة الحكومة الجديدة في مجال العلاقات الدولية.. غير ان كل ذلك لا ينفي كون موريتانيا دخلت بلا شك «النادي الديموقراطي» على الاقل في هذه المرحلة من التغيير بصرف النظر عما يمكن ان يحصل فيما بعد..

لقد نعت البعض تجربة الانتقال الموريتاني من الحكم العسكري الى القيادة المدنية (عبر الانترنات) بـ«المهزلة» واعتبر اخرون ان نواكشوط «في مفترق طرق حاسم»، بالنظر الى ان امكانية الالتفاف على التغيير الحاصل هناك، ممكن بل ومتاح في اي لحظة.. وما يزال عديد المراقبين ممن لم يستسيغوا هذه النقلة في المشهد السياسي الموريتاتي، يمنون النفس مع اطلالة فجر كل يوم بتراجع التجربة والالتفاف عليها، بل ان البعض شرع في قياس مؤشرات العودة الى نموذج السلف الحاكم، لكن التجربة كانت تقدم في كل يوم الدليل على انها تمضي بالاتجاه الصحيح..

وبفضل عملية الانتقال السلس هذه، اجبرت موريتانيا المفكرين والمحللين، على تعديل مقارباتهم بشأن مقولة «دول الهامش» التي هيمنت على عديد التحاليل لعقود طويلة.. فهذه المقولة، لم تعد تعني شيئا من التحليل السياسي، لان مثل هذه «الهوامش» يمكن ـ اذا ما توافرت شروط معينة ـ ان تعطي انموذجا مغايرا تماما.. فما حصل في موريتانيا، مكن هذا البلد المغاربي ذي الثلاثة ملايين ونصف المليون ساكن، من اكتساب اشعاع دولي يتجاوز امكاناته وقدراته المادية والعسكرية والاقتصادية وغيرها،، وهو ما يعني في المحصّلة النهائية ان عملية الانتقال الديمرقراطي باتت مدخلا لاشعاع واحترام دوليين، لا تقل اهمية عن التحركات الديبلوماسية في السياسة الدولية المعاصرة.

لقد مكنت التطورات الاخيرة في نواكشوط، النظام الموريتاني من استئناف دورته الدموية بشكل عادي بعد ان عانت البلاد من حالة تصلب في الشرايين لازمتها لعقود طويلة وتسببت لها في تشوهات وامراض مزمنة عديدة ومتراكمة.

 

(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


المغرب العربى فى مفترق الطرق

سليم الكراي

التعاون بين الدول المغاربية يمر هذه الأيام بفتور ملحوظ، زاد من حدته الجمود الذى تعيشه هياكل الاتحاد المغاربى بصفة عامة.. فقد غابت على الساحة المغاربية الثنائية والمشتركة كل مظاهر الحياة السياسية من اجتماعات ولقاءات وندوات وحتى التظاهرات المهرجانية المشتركة ذات الأبعاد المغاربية تراجعت كثيرا باستثناء بعض المهرجانات التى بقيت تحافظ على دوريتها بفضل ما اكتسبته من تقاليد تاريخية…

فى الأيام الأخيرة، شدنى خبر مغاربى فتح بوادر أمل العمل المغاربى المشترك.. يتعلق الخبر بوفد موريتانى زار تونس لبحث سبل تطوير التعاون الثنائى فى مجال السياحة الاستشفائية والمياه المعدنية. ولئن بدا الخبر عاديا فى حد ذاته لأن العديد من الوفود كانت ومازالت تزور البلدان المغاربية فإن أهميته تكمن فى أنه جاء فى مثل هذا الوقت الذى تمر به المنطقة بحالة من الجمود والركود سيطرت وهيمنت على المشهد السياسى المغاربى بصفة عامة.

إن المنطقة المغاربية فى حاجة إلى مثل هذا التعاون الذى يجب أن يتكثف ليدعم الإرادة السياسية التى تحدو القادة المغاربيين.. فمثلا بالنسبة لتونس تجددت مرة أخرى الإرادة الثابتة للرئيس زين العابدين بن على وإيمانه الراسخ بالخيار المغاربى كخيار إستراتيجي، وبالنسبة للقيادات فى كل من ليبيا والمغرب والجزائر وموريتانيا أثبتت كلها أنها عازمة على مواصلة البناء التنموى فى إطار جهود مغاربية متصلة ومتواصلة.. وباستثناء قضية الصحراء الغربية التى مازالت تمثل عاملا معرقلا أمام مسيرة البناء المغاربى فإن الجهود الأخيرة والاستعدادات التى أبدتها الأطراف المتداخلة فى الموضوع من شأنها أن ترسم بارقة أمل فى هذا الاتجاه رغم أن بعض المتابعين للشأن المغاربى يرون أن الحلول مازالت ترواح نفس المكان وأنه لا توجد بوادر إيجابية من شأنها أن تفعل بشكل ملموس الحلول المقترحة وإلا كيف نفسر ذلك التباطؤ وتلك الروتينية فى المنهج الذى سلكته هذه القضية.. رغم ما رسم لها من آفاق ملموسة ورغم الإرادة الدولية التى تريد أن تجد حلا لهذه المسألة وفى أسرع وقت ممكن.. هؤلاء المراقبون يرون أن مصالح بعض الأطراف الخارجية التى تراهن على الخلافات المغاربية مازالت تمثل السبب الحقيقى الذى يقف وراء كل محاولات التجاوز.. فالمراهنات الدولية عديدة، هناك الطرف الفرنسى وثقله التاريخى فى المنطقة وهناك الطرف الإسبانى أيضا والاعتبارات التاريخية التى ينطلق منها فى أحقيته بمتابعة موضوع الصحراء، وهناك الطرف الأمريكى الذى ما زال يبحث عن دوره فى المنطقة ومازال متمسكا بضرورة إيجاد المكان المناسب لاحتضان الأفريكوم.

كل هذه الأطراف تتداخل لتؤثر سلبا أو إيجابا على مسار البناء المغاربي.. لأن لكل طرف مصالحه الخاصة به، وأجندته التى يريد تنفيذها حتى يضمن تلك المصالح. صحيح أن المنطقة المغاربية غنية جدا بوحدتها الجغرافية واللغوية، وبمزيج الحضارات التى تعاقبت عليها، وبالثروات الهامة التى تحتضنها وبالقدرات البشرية التى تمتلكها وبالأسواق التى توفرها، وصحيح أيضا أن كل تلك القدرات لا يمكنها أن تكون عامل قوة إذا لم تتوفر الخطط والبرامج والمشاريع المشتركة التى تهدف إلى الارتقاء بالعمل المغاربى المشترك بعيدا عن المزايدات والمهاترات الكلامية التى لا تنفع ولا تساعد على مقاومة الأخطار المشتركة التى تهدد أمن واستقرار المنطقة وتعرضها لتصبح لقمة سهلة أمام المتربصين فرادى ومجموعات أو حتى دول مازالت تعيش على أطلال الماضي.. إن المغرب العربى فى مفترق طرق حقيقى فإما أن يترفع عن كل التهميش الذى أصبح فيه اتحاده وإما أن يندثر كفكرة وكمشروع وكتكتل ضرورى فى منطقة قادمة على أبواب تطورات جدية وأفكار متجددة.

 

(المصدر: صحيفة “العرب الدولية” (بريطانيا) بتاريخ 28 أوت 2007)

 
 
 

جول يؤدي اليمين رئيسا لتركيا والجيش يغيب عن التنصيب

 

 

أنقرة (رويترز) – أدى وزير الخارجية عبد الله جول اليمين رئيسا لتركيا يوم الثلاثاء على الرغم من اعتراضات الجيش الذي يخشى من خراب النظام العلماني في البلاد على يد الاسلامي السابق.

وجول الذي يتمتع بدعم شعبي هو أول سياسي له خلفية سياسية اسلامية يفوز بهذا المنصب المهم في تاريخ تركيا الحديث.

وبالمقارنة مع حفلات تنصيب أخرى لم يحضر كبار قادة الجيش وبعض أفراد النخبة العلمانية وحزب الشعب الجمهوري حفل تنصيب جول.

وقال قائد القوات المسلحة يشار بويوكانيت يوم الإثنين إنه يرى “مراكز الشر” تسعى لتقويض الجمهورية العلمانية. وذلك تصريح مفاده أن الجيش لن يقف على الهامش اذا رأى تهديدا لمبدأ الفصل بين الدولة والدين.

وتعهد جول بالمحافظة على النظام العلماني الذي قال أنه يكفل أيضا حرية الدين. وفاز جول في جولة التصويت الثالثة في البرلمان يوم الثلاثاء.

وقال في كلمة تنصيبه بعدما أدى اليمين ليكون الرئيس الحادي عشر لتركيا “ما دمت في المنصب.. سأتعامل مع جميع المواطنين دونما أي تمييز”.

وتوجه عدة مئات من العلمانيين الى قصر الرئاسة للاحتجاج على تنصيب جول.

وأثبت جول أنه دبلوماسي له احترامه منذ انتخاب حزب العدالة والتنمية لاول مرة في عام 2002 وتمكن من تدشين محادثات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي. ويرتاب الجيش في ان جول وحزب العدالة والتنمية لديه أجندة اسلامية سرية.

وفوز جول انتصار لحزب العدالة والتنمية الحاكم بعد جهود من جانب النخبة العلمانية دعمها الجيش لعرقلة فوزه في الرئاسة. وأدت تلك الجهود لانتخابات برلمانية في يوليو تموز حقق فيها حزب العدالة والتنمية فوزا كبيرا.

ويتوقع كثير من المراقبين أن يحاول جول الذي انشق عن حزب اسلامي في عام 1999 تجنب أي مواجهة.

وقال جنكيز جندار الاكاديمي والخبير في شؤون الشرق الاوسط “يجب الا تتوقع خطوات راديكالية حين يصبح جول رئيسا. معارضوه الذين يخشون ان يفعل سيدهشون وأيضا مؤيدوه الذين يأملون في خطوات راديكالية سيخيب أملهم.”

وتأثرت أسواق المال التركية جراء تراجع الاسواق العالمية وتضررت بسبب بيان الجيش. ولم تظهر الليرة تأثرا يذكر عقب التصويت ولكنها تراجعت الى 1.3290 أمام الدولار.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء انه يتوقع ان يقدم حكومته الاصلاحية الجديدة يوم الاربعاء الى حليفه الوثيق جول للمصادقة عليها.

وترتاب النخبة العلمانية والجيش الذي أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960 في جول لماضيه الاسلامي ومعارضتهما له لا تزال قوية فيما يرجع جزئيا الى ارتداء زوجته للحجاب الذي يعتبره العلمانيون رمزا دينيا استفزازيا ويخشون من ظهوره في الاحتفالات الرسمية في قصر الرئاسة التركي.

والحجاب محظور في المصالح العامة التركية.

والحجاب هو لكثيرين رمز لهيمنة الدين التي قضى عليها مصطفى كمال اتاتورك الزعيم العلماني ومؤسس تركيا الحديثة.

ونسبت وكالة أنباء الاناضول الى محمد عمر ابن جول قوله “أمي لن تحضر” الى البرلمان في اشارة الى ان زوجة جول خير النساء تسعى لتجنب وقوع اشكال.

وأجرت صحيفة ميليت مسحا أظهر أن 72.6 في المئة ممن شاركوا فيه يعتبرون أن من “العادي” أن تقف زوجة الرئيس مرتدية حجابا. ورأى 8 ر19 انهم لن يكونوا مرتاحين لذلك.

 

وواجهت تركيا فوضى سياسية منذ ابريل نيسان حينما رشح حزب العدالة والتنمية جول لمنصب الرئيس لاول مرة.

وقال توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الامركيية “نرحب بهذه الممارسة ضمن الديمقراطية التركية. ان ذلك استمرار لنهج التطور الديمقراطي في ذلك البلد.”

وتحرك حزب العدالة والتنمية تدريجيا الى موقع الوسط في السياسة التركية وبانتخاب جول يكون الحزب قد سيطر على جميع مناصب الدولة الكبرى.

وفي تركيا تسيطر الحكومة على معظم السلطات ولكن بمقدور الرئيس أن ينقض القوانين وينقض تعيين المسؤولين ويرشح القضاة.

ويقول جول واردوغان اللذان انشقا عن الاسلام السياسي انهما مواليان للعلمانية وان فوز حزبهما الكاسح في يوليو تموز يعطي جول سلطات رئاسية قوية.

من خضر جوكطاش وبول دي بندرن

 

(شارك في التغطية ايما روس توماس وسلجوق جوكولوك في أنقرة ودارين باتلر في اسطنبول)

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 أوت 2007)

 

حركة مصرية تسعى لوقف الخصخصة

من ويل راسموسن

 

القاهرة (رويترز) – يقول مدير سابق بالقطاع العام في مصر إن حركة بدأها في وقت سابق هذا العام تحشد المعارضة لبرنامج الخصخصة الحكومي وبدأت تترك بعض الاثر على ايقاع عمليات البيع.

وأبلغ يحيى حسين عبد الهادي رويترز في مقابلة أن حركته المسماة “لا لبيع مصر” تريد ايقاف كل عمليات بيع الاصول المملوكة للدولة بدعوى عدم امكانية الوثوق بالحكومة في بيع الشركات بشكل سليم ولانها باعت بعض الاصول بأقل من قيمتها الحقيقية بكثير.

وقال “لسنا ضد كل الخصخصة لكننا ضد الخصخصة من قبل هذه الحكومة.”

وأضاف عبد الهادي الذي كان يدير شركة متاجر تجزئة مملوكة للدولة الى أن أفضت آراؤه حسبما يقول الى اقصائه “نريد وقف أي بيع لحين مجيء نظام جديد ديمقراطي… يستطيع أن يسأل الناس أي نوع يفضلون من برامج الخصخصة.”

وتلعب الخصخصة دورا محوريا في برنامج التحرير الاقتصادي الذي ينتهجه الرئيس حسني مبارك وتنطوي على بيع مئات الشركات منها أحد أكبر البنوك في البلاد.

ويقول مؤيدو الخصخصة انها حفزت نمو الاقتصاد الذي يبلغ الان نحو سبعة بالمئة سنويا وساعدت على جذب الاستثمار الاجنبي وتقليص عجز الموازنة.

لكن كثيرا من المصريين يقولون انهم لا يشعرون بتلك المزايا أو يخافون من أن تتسبب في ضياع وظائفهم.

وينصب اهتمام الحركة على بنك القاهرة أحد البنوك الكبيرة الثلاثة التابعة للدولة والهدف الوشيك للخصخصة.

وتقول الحركة انها أجبرت الحكومة على التراجع في حجم الحصة التي ستبيعها من البنك الذي توقع رئيس الوزراء أحمد نظيف أن يجلب أكثر من 1.6 مليار دولار.

وقالت الحكومة باديء الامر انها تعتزم بيع 80 في المئة من البنك. ثم قالت ان الحصة قد تصبح 60 في المئة والان تقول ان الحصة المعروضة للبيع لم تتحدد بعد.

ولا تملك الحركة فرصة كبيرة لمنع البيع لكنها حصدت تأييدا وشهرة في الاشهر القليلة الماضية وهي تعكس التوجس العام من حكومة ينظر اليها على أنها خاضعة للمصالح التجارية.

وقال عبد الهادي “قد لا نوقف البيع لكننا نجحنا في تغيير الخطة… على الاقل الجميع في مصر يتحدثون الان عن بيع بنك القاهرة.”

وقال عبد الهادي ان حركته تضم نشطاء من مختلف ألوان الطيف السياسي في مصر بما في ذلك ساسة يتفاوت انتماؤهم من اسلاميي جماعة الاخوان المسلمين الى حزب الوفد ذي التوجات الليبرالية الوطنية.

وقال “رسميا لدينا نحو 20 مقعدا في البرلمان لكن باقي الاخوان المسلمين في البرلمان معنا أيضا.” ويسيطر الاخوان المسلمون على 88 مقعدا في البرلمان. “الناس ينزعون انتماءهم الحزبي في هذه الحركة.”

 

ويقول عبد الهادي ان مبادرته حركة شعبية مماثلة للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وهي مجموعة معارضة برزت على الساحة في 2005 عندما عارضت حصول مبارك على فترة رئاسية خامسة مدتها ست سنوات.

ونظم معارضو بيع بنك القاهرة مظاهرة واحدة على الاقل في الشارع لكنها مثل مظاهرات كفاية في 2005 لم تجتذب جموعا كبيرة وطوقتها قوات مكافحة الشغب بأعداد فاقت المتظاهرين بكثير.

وتنبع بعض معارضة الخصخصة لاسيما في حزب الوفد من الرغبة في ابقاء الشركات الوطنية والكثير منها جرى تأميمه في الخمسينات بعيدا عن أيدي الاجانب.

لكن عبد الهادي يقول ان “لا لبيع مصر” تعارض كل عمليات بيع شركات الدولة من قبل الحكومة الحالية حتى لو كان البيع لمصريين.

وأضاف أن الحركة تحاول الان الاستفادة من الاضطرابات العمالية في الاونة الاخيرة لتوسيع قاعدتها لما وراء نخبة صغيرة.

وقال ان الاف العمال أضربوا عن العمل في العام المنصرم مطالبين غالبا بزيادة الاجور وفي بعض الاحيان احتجاجا على احتمال فقدان وظائف بسبب الخصخصة.

وقال “هذا العام حدث الكثير من الاضرابات والكثير من قادة العمال معنا… انها ليست السبب الوحيد لكن الخصخصة كانت السبب في بعض تلك الاضرابات.”

 ونال عبد الهادي شهرة واسعة العام الماضي عندما اتهم الحكومة ببيع سلسلة متاجر عمر أفندي بسعر يقل 500 مليون جنيه مصري (88 مليون دولار) عن تقديرها الاولي لقيمة الشركة.

لكن وزير الاستثمار محمود محيي الدين شكك في أرقامه وقال ان الحكومة حصلت على أفضل صفقة متاحة عندما باعت 90 في المئة من عمر أفندي مقابل 589.5 مليون جنيه.

 

(الدولار يساوي 5.65 جنيه مصري)

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 أوت 2007)


 
مشروع سني/ شيعي لجمع الأحاديث المشتركة

عادل عبد الحليم

 

الإسماعيلية (مصر)- كشف الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عن وجود مشروع سني/ شيعي مشترك يقوم به علماء من الجانبين لجمع الأحاديث النبوية المتفق على صحتها لدى المذهبين، ضمن جهود التقريب بينهما.

 

جاء ذلك خلال لقاء د.عمارة مساء أمس الإثنين بـ 150 من شباب العالم الإسلامي المشاركين في “مخيم التضامن” الذي تعقده الندوة العالمية لشباب العالم الإسلامي، في مدينة الإسماعيلية المصرية (شرق القاهرة) تحت عنوان: “الشباب.. الرسالة والتغيير”، في الفترة من 25 إلى 29 أغسطس الجاري.

 

وقال المفكر الإسلامي: “يبذل علماء سنة وشيعة حاليا جهودًا للتقريب بين المذهبين بشأن نقاط الاختلاف الخمس، ومنها الأحاديث النبوية، حيث يجمعون في كتاب موحد الأحاديث المتوافق على صحتها بين الجانبين”. دون أن يسمي أيا من العلماء المشاركين في هذه الجهود.

 

وحدد د. عمارة خمسة خلافات أساسية بين السنة والشيعة تتمثل في “الإمامة والخلافة وعصمة الإمام التي يقول بها الشيعة، وشبهة تحريف القرآن، وعدم الاعتراف بالأحاديث النبوية غير المروية عن الإمام علي (كرم الله وجهه)، والتقية التي تعني إظهار غير ما يبطنه الإنسان، وأخيرا تكفير الصحابة عند الشيعة عدا خمسة منهم“.

 

وأوضح أنه “تم التقريب في معظم هذه الخلافات، فيما عدا مسألة عصمة الإمام، حيث يقول الشيعة إن الإمام يأتي من قبل الله“.

 

وأكد د. عمارة أن الكتب الصادرة الآن عن “بعض علماء الشيعة تساعد على التقريب، ولا بد من الاستفادة منها“.

 

وفي هذا السياق أثنى على جهود بعض علماء الشيعة في التقريب، ومنهم المرجع الشيعي البارز حسين فضل الله الذي أصدر كتابا بعدم تكفير الصحابة.

 

فتاوى التكفير المذهبي

 

وحذر د. عمارة من “الانسياق وراء فتاوى التكفير لمجرد الخلافات المذهبية”، مضيفا أن ما يحدث في العراق حاليا من “قتل بين السنة والشيعة وإسالة الدماء المسلمة هناك سببه فتاوى التكفير المذهبي التي يطلقها بعض العلماء الوهابيين تارة ضد الشيعة، ويطلقها بعض علماء الشيعة تارة ضد السنة“.

 

ولفت إلى أنه رفض الفتاوى التي أُطلقت ضد الشيعة في مواجهة أعداء المسلمين في أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان صيف 2006، والتي تصدى لها حزب الله اللبناني الشيعي المذهب.

 

وأكد أنه “ينبغي أن يكون السنة مع الشيعة في حروبهم ضد أعداء الإسلام”. وأعرب د. عمارة في الوقت نفسه عن رفضه حملات التشيع في البلاد ذات الأغلبية السنية، محذرًا من أن هذا الأمر ينافي جهود التقريب بين السنة والشيعة. وشدد على أن حملات التشيع “لن تأتي بنتيجة كون من يتشيع سيكون منبوذًا في الأصل“.

 

(المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 28 أوت 2007)

 


غُل ينتخب رئيساً لتركيا اليوم والجيش يحذر من «مخططات خبيثة»

اسطنبول، أنقرة – الحياة    

ينتخب البرلمان التركي اليوم وزير الخارجية عبدالله غُل رئيساً للبلاد,، ليكون أول سياسي «إسلامي الجذور» يصل الى هذا المنصب في تاريخ تركيا الحديثة. وعشية الاقتراع، أصدر رئيس الأركان التركي الجنرال يشار بيوك انيت، بياناً شديد اللهجة، حذر من تقويض الأسس العلمانية للجمهورية.

وأبدى بيوك انيت في البيان الذي صدر لمناسبة الاحتفالات المرتقبة بعيد النصر في 30 الشهر الجاري، أسفه لـ «مخططات خبيثة تتجلى كل يوم في شكل مختلف، وتهدف الى الرجوع عن خطوات التطور الحديث وإفساد البنيتين العلمانية والديموقراطية للبلاد».

واعتبر ذلك هجوماً مباشراً من الجيش «حامي العلمانية»، على غل مرشح «حزب العدالة والتنمية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ما يوحي بعدم استعداد المؤسسة العسكرية السائرة على نهج مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك، للتعايش مع الرئيس العتيد. وكان الجيش أطاح أربع حكومات خلال السنوات الستين الماضية، آخرها حكومة رئيس الوزراء الإسلامي نجم الدين اربكان عام 1997.

واتخذ زعيم «حزب الشعب الجمهوري» (العلماني) دنيز بايكال موقفاً اكثر وضوحاً، باتهامه «حزب العدالة والتنمية» بإعداد «مخطط لتقويض العلمانية تدريجاً»، وجدد نية حزبه مقاطعة الدورة الثالثة للانتخابات الرئاسية اليوم، داعياً كل الأحزاب المعارضة الى اتخاذ الموقف ذاته.

وعزز الحزب الحاكم تلك الشكوك، بإعلانه ان تركيا ستدخل مرحلة جديدة، بانتخاب غل وإعلان التشكيلة الحكومية التي سيعرضها عليه اردوغان في 31 الشهر الجاري.

في غضون ذلك، استكملت الاستعدادات في محافظة «قيصري» مسقط رأس غل، للاحتفال بوصوله الى القصر الجمهوري. وينتظر آلاف من أهالي المحافظة إعلان نتيجة الدورة الثالثة للانتخابات التي تجرى بعد ظهر اليوم، لبدء مسيرة احتفالية تمتد حتى صباح غد.

وأصبح فوز غل مضموناً في الدورة الثالثة التي يكفي للمرشح فيها الحصول على 276 صوتاً لتولي الرئاسة, علما أن «حزب العدالة والتنمية» يشغل 340 مقعداً في البرلمان. ويفترض أن يؤدي غل القسم الدستورية بعد ساعة على إعلان نتيجة الاقتراع، ثم يتوجه الى القصر الرئاسي غداً، ليتسلم مقاليده من الرئيس أحمد نجدت سيزر الذي حرص على عدم إجراء احتفال تقليدي للمناسبة، لعدم رضاه عن الجذور الإسلامية لخلفه.

وعوضاً عن الاحتفال الذي لن يحظى به في أنقرة، تستعد قافلة تضم عشرات الموسيقيين للسير من أمام مبنى بلدية «قيصري» بعد إعلان فوز غل، يتبعها آلاف السكان في مسيرة احتفالية الى اكبر ساحات المدينة، حيث تنظم حفلة موسيقية غنائية راقصة.

وتدربت الفرقة على عزف أغنية قديمة للمطرب ابراهيم طاطلي سيس عنوانها «غلوم بنيم»، اي وردتي، وهي مأخوذة من اسم عائلة غل (الوردة). كما ستطلق مدافع مدينة «قيصري» 41 طلقة احتفالاً بالفوز، وهي عادة عثمانية قديمة كانت متبعة عند دخول السلطان احدى المدن او خروجه منها. وسيتبارى الشعراء في إلقاء قصائد المديح بالرئيس العتيد، بعدما تبرع عدد من أثرياء المدينة بنفقات وليمة كبيرة للحضور.

(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


خير النساء غل سيدة تركيا الأولى المقبلة محور كراهية العلمانيين

توصف خير النساء غل، التي يتوقع ان تصبح السيدة الاولى في تركيا هذا الاسبوع، بانها سيدة مرحة وأنيقة تتجنب الاضواء، إلا أن الخمار الذي يغطي رأسها جعل منها شخصية مكروهة من قبل العلمانيين المتشددين.

ويعرف عن خير النساء، 42 عاما، انها سيدة متدينة تحرص على اداء الصلوات الخمس يوميا، وهي زوجة وزير الخارجية عبد الله غل الذي اصبح من المؤكد انتخابه رئيسا للبلاد غدا.

وتقول خير النساء ان حجابها الذي يكرهه المعارضون باعتباره رمزا لتحدي النظام العلماني، هو خيار شخصي يجب احترامه.

ويعتبر حجابها من القضايا الرئيسية التي اثارها المعارضون لترشيح غل رئيسا للبلاد، والذي اثار ازمة سياسية حادة مطلع هذا العام بين الحكومة ذات الجذور الاسلامية والجيش العلماني.

وتفرض الدولة حظرا على ارتداء الحجاب في المكاتب الحكومية والجامعات التركية، وهذا ما يجعل من الصعب على العلمانيين تقبل مسألة دخول خير النساء القصر الرئاسي الذي يعتبر البيت الذي يرمز لمصطفى كمال اتاتورك مؤسس العلمانية في البلاد والذي يتمتع بمنزلة خاصة في تركيا.

وبحكم كونها زوجة وزير الخارجية، فقد زارت خير النساء العديد من دول العالم. وتقول ان حجابها لم يتسبب لها في اية مشكلة بأي بلد سوى بلدها تركيا.

وتؤكد خير النساء ان تدينها لا يحول دون كونها امرأة عصرية ترفض القيود المفروضة على النساء في الدول الاسلامية. وتقول «لقد كنت اوصل بسيارتي عبد الله الى عمله والأطفال الى المدرسة (…) ولا اتخيل ان اعيش في دولة لا تستطيع فيها النساء قيادة السيارات». ولكن بالنسبة للعلمانيين المتشددين، فان خير النساء تبقى مدافعة قوية عن الحجاب الذي يقولون انه يمثل تراجعا عن الاصلاحات الهائلة التي طبقها اتاتورك لتحرير المرأة.

وكانت خير النساء قد تقدمت بشكوى الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان عام 2002 عندما رفضت جامعة انقرة السماح لها بالتسجيل فيها بسبب حجابها. إلا انها سحبت الشكوى بعد ان تولى حزب العدالة والتنمية السلطة عام 2002 واصبح زوجها وزيرا للخارجية.

وقالت في وقت لاحق «عندما يتم حل هذه المشكلة، اريد ان ادرس في الجامعة (…) رغم تقدمي في العمر». ولكن وفي عام 2005 ايدت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان الحظر على الحجاب في قضية رفعتها طالبة تم طردها من جامعة اسطنبول، بحجة ان ذلك قد يكون ضروريا لحماية النظام العلماني في تركيا في مواجهة الحركات المتطرفة.

وفي حال فوز غل في انتخابات الرئاسة، ستصبح خير النساء سيدة المنزل الذي حظر عليها دخوله بسبب حجابها.

وكان الرئيس المنتهية ولايته احمد نجدت سزر يرفض دعوة النساء اللواتي يرتدين الحجاب الى حفلات الاستقبال التي تقام في القصر الرئاسي، مما يعني انه كان ممنوعا على معظم زوجات اعضاء حزب العدالة والتنمية بمن فيهن امينة، زوجة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، دخول القصر الرئاسي.

ومثل والدتها، فان ابنة غل التي تبلغ من العمر 22 عاما ترتدي الحجاب. إلا انها على عكس والدتها درست في الجامعة وكانت ترتدي شعرا مستعارا فوق حجابها، وهو ما تفعله الكثير من الشابات اللواتي يرغبن في الحصول على التعليم الجامعي دون التخلي عن معتقداتهن الدينية.

وفي محاولة لإرضاء العلمانيين، طلب من مصمم ازياء تركي بارز اعادة تصميم حجاب السيدة الاولى المستقبلية بشكل «يجمع ما بين تألق هوليوود وجدية وضعها الجديد».

وكانت خير النساء قد تركت دراستها الثانوية ولم يتجاوز عمرها 15 عاما لتتزوج من غل الذي كان عمره 32 عاما، وذلك بعد ان التقى الاثنان في حفلة زفاف في بلدتهما الاصلية قيسيري وسط تركيا. ولهما ابنان وبنت.

(المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 أوت 2007)


هل يطلق أردوغان عملية الانتقال إلى الجمهورية الثانية؟

بكر صدقي (*)

قال رجب طيب أردوغان، في تصريحه الأخير بمناسبة انتهائه من تحديد تشكيلة حكومته الجديدة، إن تركيا أصبحت كطائرة على مدرج الإقلاع، ولن يقف أمامها شيء.

لقد تمكنت حكومة أردوغان، في الأشهر الأربعة الأخيرة، من تجاوز الشراك التي نصبتها لها المعارضة العلمانية والجيش، وحصلت على تفويض شعبي غير مسبوق، ومن المتوقع أن يفوز عبد الله غل في الجولة الثالثة من الانتخابات الرئاسية، في نهاية الشهر الجاري.

الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والإدارية التي بدأتها حكومة أردوغان الأولى، والهادفة إلى التوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي، تباطأت كثيراً، في السنتين الأخيرتين. وإذا كان موقف بعض الدول الأوروبية السلبي من عضوية تركيا، قد لعب دوراً مهماً في تصعيد النزعة القومية المنغلقة في تركيا، وارتفاع الأصوات الداعية إلى وقف المسار الأوروبي برمته، فإن المعارضة العلمانية في البرلمان والقصر الرئاسي، لم يقلّ دورها سلبيةً. وثمة عامل آخر يتضافر مع العاملين المذكورين، ويتمثل، كما أشار الكاتب إتيين محجوبيان، في الحالة السيكولوجية لحكومة لديها مشكلة مع الشرعية من وجهة نظر الأيديولوجيا المسيطرة (الكمالية).

تصريح أردوغان المذكور يأتي، إذن، في الشروط المؤاتية التي أوجدتها الانتخابات العامة، وينم عن ثقة مستعادة بالذات، بعد الاهتزاز الكبير الذي تعرضت له، في الأزمة المفتعلة حول الانتخابات الرئاسية، في نيسان الماضي. تشبيه تركيا بالطائرة التي على وشك الاقلاع، ينبىء بتغييرات كبيرة جداً في تركيا. وإذا تذكرنا أن تغيير الدستور النافذ هو أحد الوعود الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، وما تتناقله الصحافة التركية من أن الحزب قد كلف خبراء قانونيين بصياغة مشروع دستور مدني للبلاد، فمن الممكن توقع منحى التغييرات الطموحة التي ستطلقها حكومة أردوغان الثانية.

سئل دينيز بايكال، رئيس حزب المعارضة العلمانية الرئيسي، في حوار تلفزيوني، عن أسباب فشل حزبه في الانتخابات الأخيرة، فحدد تلك الأسباب من وجهة نظره. البند اللافت للانتباه، من بين الأسباب التي ذكرها، كان: تيار الجمهورية الثانية. فما هو هذا التيار، ومن هم أبرز ممثليه، وما هو تصورهم لمستقبل تركيا، وبم يتقاطعون مع حزب العدالة والتنمية؟

أطلق تعبير الجمهورية الثانية للمرة الأولى في بداية العام 1991، في مقالة صحفية كتبها أستاذ الاقتصاد البروفسور الدكتور محمد آلتان. ثم تنامى المفهوم، في الرأي العام التركي، ككرة الثلج، وأثار مناقشات صاخبة بين مؤيدين ومعارضين، لم تخمد إلى اليوم، واتهم الأخيرون الأولين باتهامات خطيرة كالخيانة الوطنية والعمالة للغرب والسعي إلى تقسيم البلاد وغيرها. ومثل الأب الروحي للتيار محمد آلتان أمام المحكمة بسبب مقالتين، دعا الجيش، في الأولى، إلى العودة إلى ثكناته، وطالب، في الثانية، بمحاكمة المسؤولين عن الانقلابات العسكرية.

وينطلق مفهوم الجمهورية الثانية من نقد تاريخ الجمهورية القائمة التي بناها مصطفى كمال أتاتورك، في عشرينات القرن الماضي، فيصفها بدولة الوصاية العسكرية، وغياب سيادة الشعب المفترض أنها لب تعريف النظام الجمهوري. صحيح أن الجمهورية أنهت النظام الملكي الوراثي، لكنها نقلت السلطة من نخبة إلى نخبة أخرى، بدلاً من الشعب الذي يجب، في الأنظمة الجمهورية، أن يحكم بوساطة المؤسسات التمثيلية. أما في ما يتعلق بالجـــماعات الإثنية والدينية والمذهبية التي تتكون منها البلاد، فقــــد تم الانتقال من إمبراطورية كوزموبوليتية، إلى اختلاق «دولة – أمة» تمحورت حول الهوية التركية.

ويميّز آلتان بين «الأمة – الدولة» كما تشكلت في تجارب الشعوب الأخرى، و»الدولة – الأمة» في التجربة الجمهورية التركية، فيقول إنه في النموذج الأول، تقوم جماعة إثنية معينة، بنتيجة امتلاكها لوعي ذاتها كأمة، ببناء دولتها المستقلة؛ في حين أن الدولة، في النموذج التركي، قد خلقت أمتها الخاصة. لذلك كان من الطبيعي أن تكون الطبقة البيروقراطية العسكرية – المدنية، هي الحاكمة سياسياً والمالكة اقتصادياً. واستمرت هذه الحال إلى اليوم.

وفي نقدهم للإيديولوجيا الكمالية، يقول أنصار الجمهورية الثانية إن أهدافها الستة لم تتضمن الديموقراطية، وإنه تم تقديسها وفرضها على الناس من خلال مواد الدساتير المتعاقبة التي صاغها العسكر. وتم تحريم وتخوين أي نقد يوجه إليها، كما حوربت الأفكار والإيديولوجيات المختلفة عنها، بالتصفيات والملاحقات القضائية والحظر، مما أدى إلى شلل الديناميات الاجتماعية وتسطيح الثقافة وإعاقة تطور البلاد بصورة عامة.

أما في المجال الاقتصادي، فقد ورثت الجمهورية، في رأيهم، نظاماً ريعياً يعتمد على ملكية الأرض، وحافظت النخبة البيروقراطية على امتيازات الاستفادة من الريع بصورة مباشرة، فلم تطور أي نموذج اقتصادي منتج، الأمر الذي وصل، في العقود الأخيرة، إلى نهب مكشوف لموارد الدولة. وبقيت تركيا، في أواخر القرن العشرين، بلداً ريفياً، يعمل نصف سكانها في الزراعة بإنتاجية متدنية.

تعني الجمهورية الثانية، وفقاً لمفكري التيار، الانتقال من النظام التسلطي القائم إلى النظام الديموقراطي، ومن الاقتصاد الزراعي الريعي إلى اقتصاد منتج. ويتطلب ذلك نزع وصاية العسكر على السياسة، ونقل ملكية الاقتصاد من الدولة إلى المجتمع، وتغيير الدستور بما يتوافق مع المعايير الدولية للديموقراطية وحقوق الإنسان، وتمكين دافع الضرائب من مراقبة كيف تنفق الحكومة حصيلتها. أي، باختصار، قلب العلاقة القائمة بين المجتمع والدولة رأساً على عقب، بحيث يتحول المجتمع إلى سيد، وتصبح الدولة في خدمته.

وجه بعض المعارضين نقدهم إلى المصطلح، فعدّوه تقليداً للمثال الفرنسي، بترقيم الجمهوريات بعد كل دستور جديد، وقالوا بأن تعبير التحول الديموقراطي يفي بالغرض (مثلاً الكاتب زلفو ليفانيلي، من حزب الشعب الجمهوري). رد أنصار التيار بأن ما يقترحونه لا يشبه في شيء المثال الفرنسي. فالدساتير تتغير وتعدّل في تركيا، لكنها لا تؤدي إلى تغيير الوضع القائم. وسبب ذلك هو عجز – أو انعدام إرادة – الطبقة السياسية عن محاسبة تاريخ الجمهورية أو مقاضاة العسكر على الانقلابات التي أطاحوا فيها بالحكومات المنتخبة ومارسوا الفظائع بحق الناس. هي جمهورية ثانية، يقولون، لأنها غير ممكنة بدون تصفية الحساب مع الجمهورية الأولى، والقطع الإيديولوجي والسياسي معها.

لم يتأطر أنصار الجمهورية الثانية في حزب سياسي، لكنهم شغلوا الرأي العام طيلة العقد ونصف العقد الماضيين. من أبرز مفكريه محمد آلتان البروفسور في الاقتصاد، والكاتب جنكيز تشاندار والكاتب إتيين محجوبيان.

ليس ثمة أي تقاطع فكري بينهم وبين حزب العدالة والتنمية، فهم علمانيون، وإن كانوا يفهمون من هذه الأخيرة دولةً تقر بحرية الاعتقاد وتقف على مسافة واحدة من جميع المعتقدات والأفكار والإيديولوجيات، بخلاف العلمانية الكمالية التي هي عقيدة الدولة الرسمية. رأوا في إجراءات حكومة أردوغان الأولى ما يفتح الطريق أمام تحقيق أحلامهم الفكرية ومطالبهم السياسية، وانتقدوها «من يسارها» إذا جاز التعبير، حين رأوا إصلاحاتها تتباطأ، وبسبب اهتمامها الزائد بموضوع رمزي كالحجاب. «برنامج» تيار الجمهورية الثانية يعلق آمالاً عريضة على عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا يرون فاعلاً آخر يمكن التعويل عليه لتحقيق التغيير المرغوب.

في هذه النقطة بالذات وجد التيار نفسه قريباً من برنامج حكومة أردوغان، الأمر الذي حدث مع أطر اجتماعية أخرى أيضاً كحال الأرمن وقسم كبير من الأكراد و»الجناح الديموقراطي في الشريحة الاجتماعية العلمانية» وفقاً لتعبير إتيين محجوبيان. وفي الأزمة السياسية الأخيرة بمناسبة انتخابات الرئاسة دافع أنصار الجمهورية الثانية بقوة عن ترشيح عبد الله غل للرئاسة، بوصفه الرد الضروري على إنذار العسكر في 27 نيسان (ابريل). وإذ لاحظوا تردداً من أردوغان، وسط ما شاع عن رغبته باستبدال مرشح آخر من حزبه بغل، رغبةً منه في تجنب الصدام المباشر مع المؤسسة العسكرية، أطلق محمد آلتان تصريحات صحافية، عشية إعلان اسم مرشح الحزب الحاكم للرئاسة، قال فيها إن عدم ترشيح غل سيشجع العسكر على الانقلاب.

من جهته، لا ينطلق أردوغان من تقاطع فكري مع تيار الجمهورية الثانية، فضلاً عن خوفه من المساس بمقدسات الإيديولوجيا الحاكمة. لكن مصالح القاعدة الطبقية لحزبه (رأسمالية ناشئة بعيداً عن الدولة) تقتضي أوسع اندماج بالاقتصاد العالمي من بوابة الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يضعه موضوعياً في موقع المنفذ لبرنامج فكري طموح أطلقه، منذ عقد ونصف، عدد محدود من المثقفين.

(*) كاتب سوري

(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 أوت 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.