الثلاثاء، 27 يونيو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2227 du 27.06.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع المنستير: بيان حول إيقاف4 مواطنين

الشباب الديمقراطي التقدّمي:توضيح للرأي العامّ الطلاّبي اللواء الأردنية: تونس .. حرب على الهوية العربية والاسلامية عمر صحابو: من وحي مأساة زميلي العجمي الوريمي مواطــن :أيـدولـوجيــا محمد العروسي الهاني : في ذكرى وفاته لمسة وفاء لروح الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله 29 جوان 1965 بـحـري الـعـرفـاوي: هــدف القدس العربي:الاتحاد الأوروبي يدعو دول المتوسط لزيادة التجارة البينية إسلام أون لاين:العرب أكثر المتبرعين في الكوارث الإنسانية رويترز:الحكم بحبس مصري أقام دعوى لمحاكمة مبارك وصحفيين نشرا عنها رويترز:المصريات يحتشدن للاستماع الى الواعظات نصر الدين بن حديد: اليمن بين حلم التيس وحسابات الجزّار توفيق المديني:أسعار المواد الأولية تحلق عالياً أبو بكر الصغير:لاعـبُ غـانـا وعـلـمُ إسـرائـيـل بشير موسى نافع:انتماء واحد أم انتماءات.. الأبعاد المتعددة للهوية نادر قريط:العرب لم ينجزوا مشروعا حديثا للدولة ولا تصّورا حديثا للدين: فصل اللاديـن عن اللادولـة! القدس العربي:الصوماليون ومعجزة السلام والأمـن


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  فرع المنستير المنستير27 /6/2006  

بيان حول إيقاف4 مواطنين

 

 
علم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمنستير أنه تم إيقاف 4 مواطنين من الأسرة التربوية بطريقة مفاجئة، ودون أي مبرر قانوني معلن أو إعلام سابق، مما أحدث إرباكا في أوساط عائلات الموقوفين، وتخوفا على مصير أبنائهم المجهول، وهم السادة: 1ـ أمير شرف الدين مرحلة ثالثة تم إيقافه يوم 18/6/ 2006 بالقصيبة 2 ـ وليد الغضاب مرحلة ثالثة تم إيقافه يوم 26/6 /2006 المكنين 3 ـ محفوظ الصيادي مرحلة ثالثة تم إيقافه يوم/26/6/2006 المنستير 4 ـ حمدي    شهادة الدكتوراه تم إيقافه يوم 26/6/2006 بقالطة وعند استفسار هيئة الفرع وعضو الهيئة المديرة عن وضعية هؤلاء الموقوفين فإن الأوساط الأمنية حجبت عنها كل المعلومات مدعية أنها لاعلم لها بالأمر. وإدراكا من هيئة الفرع بأن عملية الإيقاف تمت بطريقة تعسفية، ولم تحترم فيها أبسط الشروط القانونية للإيقاف وتعاطفا مع عائلات الموقوفين اللواتي يعشن حالة من الخوف والفزع فإن هيئة الفرع تسجل ما يلي: أ ـ تستنكر هذه التجاوزات اللامسؤولة التي لم يقع فيها احترام الذات الإنسانية ب ـ تطالب بتمكين عائلات الموقوفين من المعلومات الكافية التي تطمئنهن على وضعية أبنائهن ج ـ تعتبر مثل  هذه التصرفات الاعتباطية استمرارا وتواصلا وتكريسا لسياسة الاستبداد والقهر التي ترفضها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  د ـ  تدعو السلطات المعنية إلى احترام التزاماتها بدستور البلاد والمواثيق الدولية إزاء الموقوفين والسجناء   رئيس فرع الرابطة                                     سالم الحداد


عدد جديد من مجلة البلاد

www.albiled.net

 

ملف العدد

أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

مداخلات للأساتذة مختار الطريفي والشاذلي بن يونس وعبد الرحمن كريم

 منتصف الشهر:   الغالية..هدى

الحدث:                 الساحة الحقوقية في تونس …إلى أين؟ 

عربي دولي:        زيت فوق النيران الفلسطيني

                 ماذا لو اتجه الزرقاوي غربا؟

من الحياة:      ظاهرة الطلاق في تونس

تجارب   :     الأمهات العازبات في تونس

ركلة حرة:             لومير..دكتاتور الكرة

 

ثقافة وفن:           الحوزة العلمية والمشهد الديني والثقافي في إيران

                      دفاعا عن الأكاديميا

حضارة:       في نقد نظرية المؤامرة .. كمنطق تفسيري

بطاقات :      كأس العام المفترى عليه!!/ القلق من التدين /

 

زوروا موقعنا على الانترنت:www.albiled.net        

 

وراسلونا على العنوان التالي: tunisonline2006@yahoo.fr

 


الشباب الديمقراطي التقدّمي (حرّية، هويّة، عدالة اجتماعيّة)  تونس، في 24 جوان 2006

توضيح للرأي العامّ الطلاّبي

نُشر بالعدد الأخير من جريدة الموقف بتاريخ 23/06/2006 بيان متعلّق بأحداث أفيد أنّها قد وقعت بمعهد الدراسات التطبيقيّة للعلوم الإنسانيّة بقفصة، وقد تم تذييل البيان بتوقيعات لجهات سياسيّة ونقابيّة معروفة وأخرى غير معروفة على الساحة الطلابيّة، وبما انّ هذا البيان الذي لم يتسنّى لنا معرفة مصدره قد تضمّن توقيعًا لفصيل “الشباب الديمقراطي التقدّمي” ونظرًا الى انّ فصيلنا الطلابّي ليس له حاليًا من يمثّله رسميًا أو يتحدّث باسمه في الأجزاء الجامعيّة بولاية قفصة، فقد ارتأينا رفعًا لكلّ التباس ان ننوّه الى انّ هذا التوقيع لا يلزمنا في شيء كتيّار سياسي طلابّي بالجامعة وأنّه لا يلزم الاّ من سمح لنفسه ان يوقّع باسمنا  دون وجه حقّ أو شرعيّة، وذلك بغضّ النظر عن موقفنا المساند لمضمون البيان وما تضمنّه من مطالب عادلة   عن الهيئة الوطنيّة للتنسيق غسّان بن خليفة


تونس .. حرب على الهوية العربية والاسلامية

 
تخوض تونس حربا تختلف عن مفاهيم الحروب التقليدية فهي تخوض هذه الحرب للتخلص من الهوية العربية والاسلامية.   ويقول عصام زيدان لـ «مفكرة الاسلام» ان تونس تخطو خطوات غير مسبوقة على طريق التغريب ربما لم يحرؤ الاحتلال الفرنسي ان يقدم عليها ابان فترة استعمار البلاد، ويمكن القول انها لم تخطر على بال المستعمرين حتى ان الغرب في الوقت الحاضر لم ينجح في فرض اجراءات على المسلمين في اراضيه وهو الذي يسعى لاذابة هويتهم وثاقافاتهم.   ويقول زيدان اذا ما التفتنا الى التاريخ نجد ان نظام الحبيب بورقيبة قاد تونس لثلاثة عقود بافكار علمانية مناهضة للهوية الاسلامية حيث اعتمد تحرير المرأة والغاء تعدد الزوجات والعبث ببعض العبادات مثل الصيام بدعوى التأثير على الانتاج الامر الذي اعتبر فيه هذا الخط معاد للاسلام.   بعد عزل الحبيب بورقيبة جاء النظام الحالي ليواصل الدرب نفسه ولاستكمال «حرب التحرري» من الهوية واسراف في الحرب على الاسلاميين الى حد جعلت من الحرب ان تتعدى حدود الخصومة السياسية وانقلبت الى حرب استئصال سافرة علي الحاجب وكافة المظاهر الاسلامية التي يمكن ان تصبغ المجتمع وتتقبل ما نسب لوزير الداخلية التونسي من تقنين وترشيد الصلاة في المساجد من خلال البطاقة الممغنطة.   وكانت المصادر الاخبارية والمنتديات التونسية تشير الى اعلان الوزير الهادي مهني انه سيتم اصدار بطاقة ممغنطة لكل مصل لتنظيم الصلوات في المساجد وترشيدها، وان وزارة الداخلية ستقوم بتسليم كل من يتقدم لطلبها حيث يتمكن من ارتياد اقرب مجسد من سكناه او مقر عمله اذا اقتضت الحاجة. وحسب الاجراءات الجديدة، يتعين على المصلي اختيار اقرب مسجد لمكان اقامته او عمله، اما اذا كان المسجد المختار غير جامع فجيب على المصلي التقدم بطلب بطاقة خاصة بصلاة الجمعة.   وتقول التعليمات بأنه يجب على الامام التأكد من ان جميع المصلين في مسجده حاملون لبطاقاتهم وعليه طرد من لا يحمل البطاقة. واكدت على ان لكل مصل الحق في اداء صلواته الخمس في مسجد واحد، ورغم تداول هذه الاخبار في المنتديات الا ان الحكومة نفتها وتنصلت منها.   مظاهر الانسلاخ التونسي عن الهوية الاسلامية تكمن في توجهات النظام في انفاذ الاجندة الغربية في العالم العربي وتونس في سبيل اذابة الهوية وفصم الشعب عن حسه الاسلامي والعربي كان لها سبلا متعددة منها:   1- تضييق الخناق على المظاهر الاسلامية خاصة في مسألة الحجاب الذي بدأ رحلة العودة الى الشوارع والكليات والجامعات، وهو ما دفع بعض الجمعيات النسوية ذات التوجه التغريبي الى دعوة السلطات لوضع حد لظاهرة عودة الحجاب الى التونسيات قبل استفحال الامر كما طالبت وزارة التعليم العالي الجامعات منع المحجبات من دخول الحرم الجامعي استنادا الى قانون وضعه بورقيبة عام 1981.   2- علمنة التعليم وتسارع عملية التطبيع، فقد اتخذت تونس خطوات واسعة نحو علمنة الجوانب التعليمية بدأت بتغيير المناهج في قطاعات التعليم خاصة التربية الاسلامية من خلال التشكيك بما هو معلوم من الدين مثل الانبياء والعصمة والملائكة والقران والسنة في حين بدأت المدارس والجامعات التونسية بتدريس التوراة والانجيل في اطار ما يسمى بالانفتاح على الحضارات والديانات الاخرى.   3- منع المشاعر المؤيدة لقضايا العرب والمسلمين، فرغم النكبات التي يمر بها العالم العربي والاسلامي والتي ادت الى شيوع المظاهرات والاعتراضات كصورة تعبيرية عن الغضب الا ان هذه المظاهر محظورة في تونس حتى داخل السياج الجامعي، فقد منعت قوات الشرطة انطلاق مسيرات للتضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي، فيما تم طرد خمسة طلاب من جامعة صفاقس بتهمة المشاركة في مسيرة احتجاج على الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.   (المصدر: جريدة اللواء (*) الأردنية بتاريخ 27 جوان 2006) وصلة الموضوع: http://www.al-liwa.com/Sections/Default1.asp?id=10472&sec_id=39   (*) اللواء جريدة اسبوعية – شاملة – مستقلة، تصدر عن المركز الاردني للدراسات و المعلومات، أسسها الراحل حسن التل سنة 1972  


عائدات تونس السياحية ترتفع الى قرابة مليار دينار

 

تونس (رويترز) – قال البنك المركزي التونسي يوم الثلاثاء ان عائدات السياحة التي تمثل أول مصدر لجلب العملة الاجنبية في تونس زادت بنسبة 5.28 بالمئة الى قرابة مليار دينار منذ بداية العام وحتى 20 من الشهر الحالي.   وأضاف البنك ان الدخل السياحي بلغ 988 مليون دينار (750 مليون دولار) حتى العشرين من الشهر الحالي في بداية موسم الذروة الذي يكون في شهري يوليو تموز واغسطس اب.   ويقول خبراء ان الموسم الصيفي يستأثر بأكثر من 60 بالمئة من ايرادات السياحة التونسية.   وتتوقع الحكومة تسجيل انتعاشة قياسية في عدد السياح الوافدين على البلاد وايرادات بقيمة ملياري دولار اي بارتفاع لا يقل عن خمسة بالمئة مقارنة بالعام الماضي الذي كان عاما قياسيا.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 جوان 2006)  

 


من وحي مأساة زميلي العجمي الوريمي

عمر صحابو   كان العجمي الوريمي، القيادي السابق في الحركة الطلابية التونسية مع أواخر الثمانينات، عضوا في صلب الخلية الطلابية التي جمعتها في الفضاء التعددي لمجلة المغرب لتتابع الحياة الجامعية وصراعاتها الفكرية و الإيديولوجية و السياسية…كان العجمي من بين الأعضاء الثلاثة الممثلين لحركة النهضة و هم عبد الوهاب الهاني ـ و قد تحرّر من بعد من انتمائه الحزبي و الفكري لهذه الحركة ـ و المنذر شريط إلى جانب ثلاثة ممثلين آخرين لكل من التيار العروبي و اليساري و الدستوري… تعايش جميعهم مع بعضهم البعض في كنف الاحترام و التسامح و حتى الصداقة… كل يتقبل حقّ الأخر في التعبير و التحرك… لم أسجل أنا و زميلي الأستاذ صلاح الدين الجورشي رئيس تحرير القسم العربي و لو مرّة واحدة خلال الثلاث سنوات التي استمرت فيها هذه التجربة قبل تعطيل “المغرب” أي توتر و أي تجاوز لضوابط المهنة و أدبيات الحوار…جوّ منعش جمعت على ضوء نوره و في مكتبي زعميي الجبهتين المتصارعتين حين ذاك في الساحة الجامعية و هما سمير العبيدي ـ عندما كان أهلا لذلك ـ ممثلا للتيار اليساري و عبد الكريم الهاروني ـ فرج الله كربه ـ عن التيار الإسلامي . ودام الاجتماع مدة ساعتين حاولت خلالها أن أخفف من حدة الصراع و اقرب ذات البين… وكان اللقاء , وإن لم يفض إلى اتفاق, غاية في اللياقة و التمدن التونسي…   كان العجمي نموذجا حيا للتمدن التونسي… و ما أعنيه بالتمدن التونسي هو ذلك التعامل مع الغير الذي يحقق في طياته المصالحة بين ما يبدو في الظاهر من تناقضات ويحولها إلى سلوك معتدل تكون نسبة الذكاء فيه أعلى من نسبة الدهاء…   كان العجمي من أحبّ أعضاء الخلية الطلابية إلى قلبي لأنه كان يجمع أيضا من خلال قسمات وجهه الجميل و رشاقة جسمه الوسيم بين الحداثة و الأصالة و بين التدين و روح العصر حتى أني كنت أداعبه بسؤالي المتكرر حول الكيفية التي اهتدى إليها للتوفيق بين جاذبية رجولته تجاه الجنس اللطيف و واجب العفة التي يفترضها الانضباط الإسلامي…فكان يرد علي بابتسامة صامتة كنت أقرا من خلال ما تستبطنه من ذكاء و دهاء، أنه استطاع أن يوفق بين ذاك و ذاك، و أن الله على كل حال غفور رحيم… و قد أكون مخطأ في قراءتي هذه…   دامت هذه ” العشرة” إلى أن تزامنت في مطلع التسعينات الحملة الاضطهادية الرهيبة ضد حركة النهضة مع تعطيل صدور مجلة المغرب و دخولي على إثر ذلك السجن أين التحقت بزمرة من المناضلين الإسلاميين…, لا زلت أتذكر في ما أتذكر تقاطعي في رحاب “البرلوار” بالسجن المدني في تونس مع عبد اللطيف المكي و حديثي الشيق في جناح “آف” مع الدكتور المنصف بن سالم حول الزمن ووجوده المبدئي بأبعاده الثلاثة أي الماضي و الحاضر و المستقبل ( تتفكر ما و سي المنصف ؟ ) قبل أن تقرّر إدارة السجن فصلنا عن بعضنا و كذلك تبادل الأخبار في لحظة التقاطع عند الفسحة اليومية مع الأستاذ محمد النوري…و..و..و…كنت دائم السؤال عن أحوال “هيثم” ,الكنية النضالية للعجمي الوريمي, فيقال لي أنه عذّب أشدّ العذاب و أنه أصيب بشتى أنواع الأمراض و حتى السقوط من جراء ذلك . فينزف قلبي دما و أنا أتصور جسمه الوسيم و وجهه الجميل مشوهان و مدمران حاملين ربما إلى الأبد آثار مظالم سياط الجلادين… و حتى بعد خروجي من السجن و دخولي السجن الأكبر طيلة تسع سنوات بدون جواز سفر و لا شغل كنت أقتنص الفرص لأسأل عن أحواله و أرسل إليه عن طريق من لهم صلة به مشاعر عطفي و مؤازرتي…   كنّا على المستوي السياسي و الإيديولوجي على طرفي نقيض…كما كنت أسائله عن سرّ جمعه بين المرجعية الشريعتية ” نسبة للشريعة ” و قيم الحداثة الكونية , كان يسائلني عن سرّ جمعي أنا شخصيا بين المشروع الإصلاحي البورقيبي و مشروع مجلة المغرب العربي الديمقراطي… و كانت المجادلات شيقة و مفيدة و خاصة أخوية, مثلها كالتي كانت تشدني بالأخوة و الأصدقاء عبد الفتاح مورو ( زميل الدراسة في المعهد الصادقي) و الحبيب المكني و المنصف السليتي والفاضل البلدي و الدكتور أحمد الأبيض و الهاشمي الحامدي وصالح كركر( عجّل الله بشفائه) و الذي كان أوشك أن يكون عضوا في مجلس تحرير المجلة سنة 1986 وغيرهم … لكن ما كان يجمعنا أعظم و أنبل بكثير من الخلاف الإيديولوجي : اعني الإيمان بالله و برسوله و محبة وطننا الحبيب!!!   ثم بعد خروجي من تونس سنة 2001 و دخولي في دورة اللجوء السياسي واصلت السؤال عن العجمي و التذكير بمأساته في الكلمات التي ألقيتها في المناسبات التذكارية أو الاحتفالية التي دعاني لحضورها قيادي الحركة في باريس…   أما ما دعاني إلى كتابة هذه السطور في هذا الظرف بالذات هو ما بلغني من أخبار مفزعة حول تدهور حالته الصحية و المعنوية …قيل لي أنه شاخ قبل الشيخوخة و أن قسمات بشرته و وسامة قوامه انقرضت و انعدمت و لا حول و لا قوة إلا باللهّّ!!!   حُكم على العجمي بالسجن المؤبد بتهمة التآمر على أمن الدولة وهي تهمة متصلة بمخطط الانقضاض على السلطة الذي باركه و أذن به راشد الغنوشي… و الذي كان بعض إطارات الحركة تبشر بنجاحه قبل أشهر من التاريخ المحدد لانجازه … فالسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد على المستوين الأدبي و السياسي هو الآتي: ما هي المسؤولية الأعظم خطورة في ما أصاب هيثم و بقية إخوانه الذين ضاعت أعز أعوام حياتهم؟ أهي مسؤولية العجمي الشخصية وهو شاب لم يكتمل رشده و المتمثلة في انخراطه في مخطط الانقضاض؟ أهي مسؤولية النظام النوفمبري الذي عامل بقسوة لا إنسانية مناضلي الحركة حتى وإن ثبتت ضدهم تهمة الانقضاض؟ أم هي مسؤولية من زج بهيثم , وعن دراية, في هذا الجحيم و هو ينعم في نفس الوقت برغد العيش و يغذي بحطب آلام العجمي وآلاف العائلات المضطهدة بريق زعامة فاشلة؟   سؤال أطرحه وأنا على يقين من أنه متصل بجوهر المأساة التي تعاني منها البلاد ككل…لأن تعفن الوضع السياسي ببلادنا ناتج أصلا ليس من اختيارات نظام السيد ابن علي فقط لكن أيضا من اختيارات ,ولو بدرجة أقل وقعا, رئيس حركة النهضة…و أنا مستعد للنقاش و الجدل إذا انطلقا في دائرة أدبيات الحوار المسؤول, أما إذا أطلق العنان كالعادة لمحترفي السب و الجبن ( ممن يتسترون خوفا و بهتانا وراء أسماء مستعارة) فسيكون ردي كالعادة : احتقار الصمت و صمت الاحتقار…   وأما العزيز هيثم فعزائي في صبره… و ما صبره إلا بالله فلا يحزن عليهم و لا يكن في ضيق مما يمكرون…. لأن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون…و ليس لي ما أقدمه له عنوان محبة ومعاضدة إلا هذه الأبيات الشعرية لمن كرّم الله وجهه لعلها تساهم في رفع أحزانه و إيقاد مصباحه الباطني :   النفس تبكي على الدنيا و قد علمت            أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء قبل الموت يسكنها               إلا التي كان قبل الموت يبنيها فمن بناها بخير طاب مسكنه                  و إن بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذي الميراث نجمعها                  و دورنا لخراب الدهر نبنيها كم من مدائن في الآفاق قد بنيت             أمست خرابا و أفني الدهر أهليها   (المصدر: مدونة “أحلام تونس” Tunisia Dreams  بتاريخ 24 جوان 2006) وصلة الموضوع: http://tunisiadreams.blogspot.com/2006/06/blog-post_24.html

 


أيـدولـوجيــا
 
  قالوا : نزُفُّ لكم بشارة.. جئناكم بنعي الأيدولوجيا! قلت : وهل غابت الأيدولوجيا يوما عن حياتنا؟ نطعم أطفالنا ماك دوناز فنأكل أيدولوجيا، نلبسهم الدجين فنلبس أيدولوجيا، نحملهم يشاهدون والت ديزناي فننظر أيدولوجيا، فنحن نسبح ليلا نهارا في الأيدولوجيا ولا رقيب ولا مكدّر.   قالوا : لقد انتهى عصر الأيدولوجيا ودخلنا عصر البرغماتية والواقعية والنسبية! قلت : نعم  ذهب عصر النصوص وجاء اللصوص.   قالوا : لقد أثبت التاريخ عقم الأيدولوجيا فقد ضحكت على الذقون وملأت السجون، وجعلت شعوبا بأكملها وراء أسترة من الحديد، وغرّرت بحالهم وسقتهم أفيونا، وكدّرت يومهم ورهنت غدهم، وأصابتهم بالجنون، و أذهبت العقول…باسم الوطنية حينا، وحينا باسم القانون!   قلت : نعم سقط الجدار وقام جدار، وسقطت معه كثير من الآمال، وأصبح الحلم جناية يعاقب عليها من يتجرأ على الحلم يصوت عال من فوق الأكمة والسطوح، نعم ذهبت أيديولوجيتهم ولكن هل بقي المكان خواء لا تعوي فيه إلا الذئاب ولا تحمل بين أنيابها وهي تفترس القطعان ليلا غير كتاب الأيدولوجيا!… نعم فُتحت الحدود ولا أرى غير الأيدولوجيا وراءها، وتقاربت الأسواق ولا غير الأيدولوجيا حارستها، ونُصبت سجون بدون محام ولا قاض على مرمى ومسمع من العالم، ولا أرى غير الأيدولوجيا التي تقطع التذاكر لولوجها…   لكن لم أفهم ماذا تعني الأيدولوجيا؟ قالوا : هي أن تجيب على كل شيء، أن تدّعي أن لك حلا لكل مشكل، أنك تستوعب الماضي والحاضر والمستقبل، أنك الذي تملك الحقيقة وما سواك خطأ وباطل..   قلت : على رسلك، لقد فاجأتني إني إذا أنا الأيدولوجيا..! أنا أزعم يوميا أني قادر على زعزعة الجبال، وأنا موغل في البطالة..! إن زوجتي هي الأيدولوجيا وهي تدّعي يوميا أنها أكفأ النساء شياكة وطبخا وتوددا، وهي المظلومة تاريخا وحاضرا..! إن الوطن هو الأيدولوجيا وهو يدّعي منذ زمان أنه أطعمنا وسقانا، وأعطانا كل شيء طلبناه أو نسيناه..، والجوع والعطش والتخلف لم يغادر ديارنا! قال : يبدو أنك لم تفهم ولن تفهم لأنك خِرِّيج أيديولوجيا!   بقلم : مواطــن المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على افضل المرسلين

 

تونس في 27-06-2006

بقلم العروسي الهاني

مناضل دستوري

في ذكرى وفاته لمسة وفاء لروح الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله 29 جوان 1965

الذاكرة الوطنية لن تنسى ذكرى وفاة الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله الذي وفاه الاجل المحتوم يوم 29 جوان 1965 وهو في أعز الشباب والعطاء والسخاء حيث ولد المرحوم الطيب المهيري سنة 1924 وتوج مرحلة التعليم عام 1948 بالحصول على الشهادة العليا في الحقوق وتخرج محاميا في سن الرابع والعشرين شأنه شأن

الزعيم الحبيب بورقيبة الذي تخرج من كلية باريس عام 1927 محاميا

في سن الرابع والعشرين وهي من الصدف التاريخية والمحطات الهامة . وقد انخرط الزعيم الطيب المهيري مبكرا في الحزب الحر الدستوري التونسي وانظم الى طلبة الحزب وناضل في صلب طلبة الحزب ثم اصبح قياديا واقلق الاستعمار الفرنسي لانه من خريجي مدرسة بورقيبة الزعيم فزج به في السجن وهو أصغر زعيم لم يتجاوز عمره 28 سنة وفي 1955 كان المرحوم الطيب المهيري رحمه الله من المتحمسين الاوائل لسياسة المراحل البورقيبية في الاتفاقيات المتعلقة ببنود الاستقلال الداخلي وانظم الى اتجاه المرحلية والواقعية ولعب دور هام في اعداد عودة المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة الى أرض الوطن يوم غرة جوان 1955 ومن ذلك الحين اصبح من ابرز عناصر الحزب وتولى سنة 1955 ادارة الحزب بخطة مدير للحزب الحر الدستوري التونسي وكان من مصممي انعقاد

مؤتمر الحزب بصفاقس يوم 15 نوفمبر 1955

ولعب دور هام صحبة رفاقه الباهي الادغم والمنجي سليم والهادي نويرة وعلالة بلهوان والحبيب عاشور رحمهم الله ومحمد المصمودي وعبد المجيد شاكر وتولى المرحوم الطيب المهيري في المؤتمر دور هام لاذكاء الصبغة النضالية على اجواء المؤتمر التاريخي الذي كان المنعرج الثاني الحاسم في تاريخ الحزب والبلاد بعد مؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934 المؤتمر التأسيسي للحزب الحر الدستوري الجديد وانتخب المرحوم الطيب المهيري عضوا بالديوان السياسي للحزب في سن 31 عاما وتحمل مسؤولية الامين العام المساعد للحزب وفي 14 أفريل 1956 اختاره الزعيم الحبيب بورقيبة في أول حكومة وطنية للاستقلال

وزير الداخلية بقى في هذا المنصب حتى تاريخ وفاته

وطيلة الفترة التي قضاها المرحوم الزعيم الشاب الطيب المهيري الفترة الذهبية على رأس وزارة الداخلية من 14 أفريل 1956 الى 29 جوان 1965 محل ثقة كاملة وتقدير واحترام من طرف الزعيم الحبيب بورقيبة. وقد تحمل شرف الامانة باقتدار وكفاءة عالية وروح نضالية صادقة وكان رحمه الله مثالا في السلوك والتواضع والاخلاص والوفاء والانسجام والتعاون مع اخوانه في الحزب والحكومة ومحل تقدير من طرفهم جميعا. واعيد انتخابه يوم 5 مارس 1959 عضوا بالديوان السياسي للحزب في مؤتمر الحزب بسوسة المنعقد يوم 2 مارس 1959 بسوسة وواصل النضال الحزبي في قيادة الحزب العليا وأعيد انتخابه للمرة الثالثة في سبتمبر 1964 بمؤتمر بنزرت الذي أصبح فيه الحزب يسمى الحزب الاشتراكي الدستوري بعد مصادقته على نهج الاشتراكية   الدستورية وبقي الاخ الطيب المهيري في خطة الامين العام المساعد للحزب من يوم 17 نوفمبر 1955 مؤتمر صفاقس الى يوم 29 جوان 1965 تاريخ التحاقه بالرفيق الاعلى حوالي 10 أعوام في حكومة الاستقلال وفي حزب التحرير والبناء والسيادة

علاقته الحميمة مع أعضاده لا مثيل لها

المرحوم الطيب المهيري سر نجاحه في وزارة الداخلية وفي قيادة الحزب تعود أساسا إلى معرفته الدقيقة والصادقة والمبنية على الحب والوفاء للوطن والاخلاص له أعني الوطن . كان يعرف كل المعتمدين فردا فردا ويختارهم ويزكيهم طبعا بعد موافقة رئيس الدولة الحبيب بورقيبة الذي له الثقة الكاملة في وزير الداخلية وكان المرحوم المهيري يتحدث مع اعضاءه بلطف وتواضع وبأخلاق عالية يعطيهم التعليمات فردا فردا دون وساطة وفي عقيدته المعتمد والوالي هما ركيزتان للنظام يتصل بهذا ويتصل بذاك دون مركبات ولا يتحرج الوالي من اتصال السيد الوزير بالمعتمد مباشرة ويعطيه التعليمات كانت في الحقيقة عائلة متكاملة يسودها الوفاق والوئام والمحبة

معرفة دقيقة بوضع الجهات

كان رحمه الله يتابع اخبار الجهات ويزوها باستمرار ويعتمد على رجال بررة مخلصين ويبلغ بأمانة للرئيس بورقيبة. كان يقترح لمنصب الوالي اقدرهم واكثرهم اشعاعا ووطنية واخلاصا للوطن واكثرهم وطنية وغيرة على البلاد مع الحرص الشديد على النظافة والسلوك وحسن المعاملة مع المواطنين

الامن الوطني يعشقه ويقدره

ومن خصاله انه حريص على دور الامن الوطني الدور الفاعل المتكامل مع دور المواطن وكان يحرص دوما على احترام المواطن ويوصي  ويكرر باحترام المواطن والتعامل معه والمبادرة بتحيته وهو الذي فرض التحية وجعلها واجبة من طرف عون الامن للمواطن وكان دوما يسعى لاختيار العون الاكثر وطنية ونضالية وسلوك حسن وكان على اتصال دائم برجال الامن في الجهات يوصيهم بمزيد الانسجام والتعاون التام مع الهياكل الادارية والحزبية وعاش في وزارة الداخلية عزيزا كريما مهابا متواضعا وهي معادلة صعبة اليوم .. الهيبة مع التواضع والاخلاص والوفاء   

النظافة الشاملة من صفاته وشيمه العالية وسيماته

هذا الرجل المتواضع في حياته ولباسه ومسكنه وعيشه المتواضع  ومعاملته اليومية لا تدل اطلاقا أنه رجل دولة ووزير للداخلية عاش كريما عزيزا متواضعا في مسكن متواضع بضاحية المرسى التي يحبها حبا جما كان مسكنه المتواضع لا يكاد يفرغ يوما من الناس شيوخا ونسوة كبار ومناضلين ودستوريين ومقاومين يؤتون من كل فج عميق للاتصال بوزير الداخلية المتواضع ويكرمهم ويصغي اليهم ويعطف عليهم ويسعى لتلبية وقضاء حاجتهم بقدر الامكان كم من عجوز كفى دموعها وساعد ابنها على ايجاد شغل قار وكم من شيخ قضى حاجة اسرته وكم من مناضل خرج مسرورا من بيته فارحا وكم من دستوري رفع عليه مظلمة وكم من مقاوم حقق له طلبه وكم وكم وكم … ؟

الحسنات كثيرة والحمد الله

هذا الرجل عاش كسائر الناس وكعامة الموظفين يقضي حاجته من التاجر بحومته كما يتعامل الموظف الصغير مع التاجر ويقضي قضية الشهرية من مواد غذائية “بالطلوق”  كما يقولون أي مؤجل الدفع الى حين تأتي الشهرية وعندما انتقل الى جوار ربه يوم 29 جوان 1965 رحمه الله جاء بعد الاربعين صاحب المتجر وطرق الباب وخرجت زوجته المخلصة فقال لها صاحب المتجر “إن المرحوم طيب  المهيري زوجك الوفيّ بقى عليه دين بــ27د وبعض المليمات ” فهمت الزوجة المخلصة وقالت له “اكتم السرّ وكلّ شهر أعطيك نصيب من الدين حتى يخلص…” ما أحوجنا اليوم الى مثل هؤولاء الرجال النزهاء أصحاب الايادي البيضاء عند هذه الجملة تهاطلت الدموع وتذكرت مواقف هذا الرجل صاحب القلب الكبير وقلت “رحمه الله هذا الزعيم الخالد الذي قال في شأنه الزعيم الحبيب بورقيبة عند تأبينه شاءت الاقدار الالهية ان يودع الاب ابنه ويأبن الاب ابنه وتلك مشيئة الله دموع وبكاء ولن استطيع اتمام المقال من شدة التأثر

قال الله تعالى:”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضاى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم

وأخيرا قال الشاعر حلف الزمان أن لا يأتينا بمثله حنثت يا زمان فكفر ، هل يأتي لتونس طيب آخر بعد ان استكمل الطيب الاول البناء الشامخ مع رفقاء الدرب رموز الحركة الوطنية عسى أن يكون ذلك ان شاء الله “وهو على كل شيء قدير” صدق الله العظيم

 

ملاحظة: آخر لقاء بهذا الزعيم الخالد كان يوم 24 سبتمبر 1964 عند اختتام مؤتمر بنزرت وكنت آنذاك في اللجنة التي يرأسها السيد الطيب المهيري الامين العام المساعد للحزب وهي لجنة التنظيم الحزبي رحم الله الزعيم الخالد وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه لهذا الوطن العزيز والله ولي التوفيق .

قال الله تعالى : “و تعييها أذن واعية” صدق الله العظيم

ان شاء الله تكون في أذن واعية و الله ولي التوفيق

 

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

 
 

هـــــــــــــــــدف << وتعظم في عين الصغير الصغائروتصغر في عين العظيم العظائم>> (المتنبي) كلما اهتز شباك ب”هدف” صفق الجمهور…غنى وهتف : إنه فوز مبيـــــن وانتصار للشرف ! إنه مجد يشــــــاد فوق عشب بحذاء…..وكتف ! * * * كلما ركض بجلد راكض ركض الفؤاد… وارتجف وتسمــــرت في الارض – حينا – أعين وتشوفت في الجـــــــــو -حينا- تكتشـف وتعالت الصيحـــــــــات في جبهاتـها ! وتجند الإعــلام وازدانت صحــــــــــف ! حرب إذن ! سنخوضها … بشهامــة وسنمسح عار العروبـة في جينين… وفي النجف ! حـرب إذن ! هذي “الجيوش” نعدهــــا مذ كم سنين “لتنهـــــزم”! ونعيدها …من غير “خف” سنعـــــدهـــا لـمـعـارك أخـرى إذن وسنعترف: لا شيء يشغلنا ولا أطفالنا عن لعبة “ركل الهواء” وعن التسلي ب “التحف”! حرب إذن ! ها الوهــم يطفح عالــيـا والأرض تحتنا ..ترتعف ! ./. شــــــعـــــر : بـحـري الـعـرفـاوي تـــــــونــــوس:19-06-2006  

 

 

الاتحاد الأوروبي يدعو دول المتوسط لزيادة التجارة البينية

 
تونس ـ من توم فايفر وسونيا ونيسي:   عرض وزراء من الاتحاد الاوروبي تقديم المزيد من قروض التنمية الي دول شمال أفريقيا وحوض المتوسط لكنهم حثوا تلك البلدان علي زيادة التجارة فيما بينها لردم فجوة في الثروة تثير تيارا للهجرة شمالا. وقال ديدييه ريندرز وزير المالية البلجيكي دور القروض والتمويل لن يساعدنا كثيرا ولكن انفتاح الدول أمام المبادلات والتجارة العالمية . وكان الوزير البلجيكي يتحث في اجتماع وزراء الاقتصاد والمالية الاوروبي المتوسطي في تونس الذي بدأ أعماله الاحد في قمرت (قرب تونس العاصمة). وحقق جيران أوروبا في الجنوب نموا اقتصاديا بنسبة 4.8 في المئة العام الماضي متخلفين وراء معدل 7.2 في المئة لنمو الاسواق الناشئة والدول النامية ككل. وأنفق الاتحاد الاوروبي مليارات الدولارات في شكل قروض ومساعدات لتحفيز جيرانه الجنوبيين لتحسين مناخ الاستثمار لديهم والادارة الرشيدة والبنية التحتية في اطار الشراكة الاوروبية المتوسطية المعروفة أيضا باسم عملية برشلونة. وتتهاوي العديد من الحواجز في وجه التجارة عبر المتوسط في ضوء تحركات لتحرير تجارة الخدمات والمنتجات الزراعية. لكن حركة التجارة بين الدول العربية لاتزال محدودة بسبب ارتفاع رسوم الاستيراد وضعف البنية التحتية وتوتر العلاقات السياسية. ويقبع الاستثمار الاجنبي المباشر في ذيل مستوياته العالمية حيث لا يمثل في المنطقة سوي ثلاثة بالمئة من الاجمالي العالمي. وتصارع الاقتصادات لتوفير فرص عمل كافية لتفادي استشراء البطالة الامر الذي يدفع الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الي المخاطرة بخوض غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر الي شواطيء أوروبا الجنوبية في اسبانيا أو مالطا أو ايطاليا. وقال عوديد اران سفير اسرائيل لدي الاتحاد الاوروبي نحتاج الاستثمارات الاجنبية لتوفير وظائف ومن أجل هذا نحتاج مساعدة الاتحاد الاوروبي . وأثارت بعض الوفود تساؤلات بشأن التزام بعض الدول بمبادرة صادفت نتائج متفاوتة منذ اطلاقها في برشلونة عام 1995 في ذروة عملية السلام العربية الاسرائيلية. وحضر 16 فقط من وزراء اقتصاد ومالية 35 بلدا الاجتماعات في تونس. وقال وزير المالية البلجيكي علي المستوي السياسي يبدو أننا لا نثير الكثير من اهتمام الوزراء علي كلا الجانبين لاسيما الجنوبيين منهم . وأبلغ كارل هاينز غراسر وزير المالية النمساوي رويترز قائلا اذا كنا نجتمع مرة في العام فيتعين أن نأخذها بجدية والرسالة السياسية بحضور كل الوزراء هنا أو عدم حضورهم تصنع فارقا . وناقشت الوفود مستقبل التعاون في استثمارات الطاقة والنقل والسياحية ومشروعات التمويل الصغير. وتوقع يواكين المونيا مفوض الاتحاد الاوروبي للشؤون الاقتصادية والنقدية زيادة نسبتها 45 في المئة في قروض بنك الاستثمار الاوروبي الي دول حوض المتوسط في السنوات الست المقبلة. لكن المؤتمر أبرز أيضا انقسامات بشأن سبل المضي قدما. ويدعو البعض الي انشاء بنك جديد بالكامل لادارة الاقراض المتوسطي ليحل محل آلية الاستثمار والشراكة الاوروبية المتوسطية التابعة لبنك الاستثمار الاوروبي، وهي فكرة استبعدها المونيا. وقال الومينا يمكنني توقع بعض استنتاجات المفوضية )الاوروبية(… كل شيء علينا القيام به وفقا لتحليلنا يمكن عمله باستخدام الهيكل الحالي لآلية الاستثمار والشراكة الاوروبية المتوسطية . واستبعد كثيرون أيضا امكانية تحقيق هدف اقامة منطقة تجـــارة حرة متوسطية بحلول عام 2010. بل ان البعض هون من أهمية هـــذا الموعد. وقال ريندرز يجب أن تضفي النسبية علي تلك الاهداف . وأضاف اذا لم تحققها في الوقت المتوقع لن تكون مفاجأة كبيرة. لكن عليك التأكد من أنك تتحرك في الاتجاه الصحيح .   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 جوان 2006)

العرب أكثر المتبرعين في الكوارث الإنسانية

 
 دبي- أ ف ب- إسلام أون لاين.نت   العرب أكثر المتبرعين لإغاثة ضحايا الكوارث الإنسانية، من الزلازل الآسيوية إلى المجاعات الإفريقية، وحتى الأعاصير الأمريكية.   هذه الحقيقة أعلنها متحدثون حكوميون عرب، وأكدها مسئولون في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).   ويقول عمر شحادة، رئيس صندوق اليونيسيف في دبي بالإمارات العربية المتحدة: إن العرب ساهموا بـ 60% من التبرعات التي وجهت إلى باكستان عقب الزلزال الذي ضربها في 8 أكتوبر الماضي.   وجاءت هذه التبرعات من العالم الإسلامي، وكان أغلبها من دول الخليج العربي الغنية بالبترول.   كما قال نواف عبيد، مستشار حكومي سعودي: إن تبرعات الحكومة السعودية السنوية لمساعدات الطوارئ والمساعدات التنموية تتراوح ما بين 750 مليون و1.1 مليار دولار سنويا على مدى الأعوام القليلة الماضية.   وأكد أن المملكة تتبرع بما يقارب 1.5 مليار دولار سنويا في صورة بترول للدول الفقيرة سواء من خلال بيعه بأقل من سعره أو دون مقابل.   كما أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أن الإمارات تبرعت بـ 544 مليون دولار للمساعدات التنموية خلال العام الماضي.   مجاعة وزلازل وأعاصير   وفي مايو الماضي، تبرع الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال، رجل الأعمال الشهير، بمليون دولار إلى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لإغاثة ضحايا المجاعة في كينيا.   وبعد ذلك بأسبوعين تبرعت الحكومة السعودية بـ 10 ملايين دولار نقدا لإغاثة ضحايا المجاعة بغرب إفريقيا.   وكانت الكويت وقطر والإمارات من بين أوائل الدول التي استجابت لإغاثة منكوبي زلزال إندونيسيا الشهر الماضي.   وعندما ضرب إعصار كاترينا السواحل الأمريكية الصيف الماضي، تبرعت كل من الإمارات والسعودية وقطر بـ 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين.   تبرعات فردية   وذكرت وكالة “أسوشييتد برس” للأنباء أنه من الصعب عقد مقارنات بين حجم التبرعات؛ لأن العرب في الغالب يساهمون بتبرعات فردية لمنظمات خيرية غير تابعة للأمم المتحدة، دون ذكر أسمائهم، أو يقومون بإعطاء التبرعات مباشرة إلى الدول الفقيرة بدلا من التبرع بها لمنظمة الأمم المتحدة، التي لا يثق فيها الكثير من العرب، ويعتبرونها أداة في يد الغرب.   لكن هذه النظرة للأمم المتحدة بدأت تتغير بعدما فتحت الوكالات التابعة للمنظمة الدولية مكاتب لها في دول الخليج، وبدأ مسئولوها في تحسين هذه الرؤية، بحسب الوكالة.   وتحرص منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة على التأكيد على أن علاقاتها غير وثيقة بمجلس الأمن الدولي غير المحبوب في العالم العربي، جراء وقوعه تحت سيطرة الولايات المتحدة، بما يضر بالقضايا العربية والإسلامية.   ويقول إيفو فريجسن، رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بدبي: “نحاول أن نوضح أن هناك فرقا بين تصرفات مجلس الأمن والخدمات المدنية للأمم المتحدة”.   السعودية أكبر متبرع   وهذا العام بالتحديد (2006) تخطت التبرعات التي تقدمها السعودية لبرنامج الغذاء العالمي، والتي تبلغ 15 مليون دولار، المساعدات التي تقدمها كل من فرنسا وأستراليا، والبالغة 12 مليون دولار، كما أنها تقترب من حجم التبرعات التي تقدمها اليابان، والبالغة 21 مليون دولار.   ورغم أن حجم تبرعات الولايات المتحدة يبلغ 486 مليون دولار، أي ما يعادل 32 مرة قياسا بحجم تبرعات السعودية، فإن الناتج القومي الأمريكي يعادل 38 مرة من الناتج القومي السعودي؛ وهو ما يجعل تبرعات السعودية أكبر نسبيا من مثيلتها الأمريكية.   وتعتمد الأمم المتحدة الناتج القومي للدول كمقياس لنسبة التبرعات المطلوبة من كل دولة.   كما إن أغلب الأموال التي تتبرع بها واشنطن هي تكاليف توصيل الغذاء، وهو في الواقع وسيلة لدعم المزارعين الأمريكيين، بحسب “أسوشييتد برس”.   ويقول طارق شية، مدير مكتب التبرعات التابع لبرنامج الغذاء العالمي بدبي: “إذا ظل الأمر على هذا النحو، فإن السعودية وغيرها من الدول الخليجية ستصبح من بين أعلى 10 دول متبرعة خلال الأعوام القليلة القادمة”.   ويقول منسقو حملة المساعدات التابعين للأمم المتحدة: إن التبرعات الإنسانية لم تعد مشروعا غربيا كما كان يعتقد في السابق. ويضيف إيفو فريجسن: “الكرم منتشر في هذه المنطقة، ونحن مقتنعون بأنه يتزايد”.   ويتراوح حجم الزكاة السنوية في دول الخليج ما بين 250 مليار دولار وتريليون دولار سنويا، بحسب تقرير صدر العام الماضي عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له.   وتفرض الشريعة الإسلامية زكاة المال على المسلمين بنسبة 2.5% فيما يتخطى النصاب.   تبرعات أمريكا   وكانت الولايات المتحدة من بين أكبر المتبرعين في عام 2004 بتقديمها حوالي 13 مليار دولار كمساعدات إنسانية وتنموية.   لكن معظم هذه المساعدات وجهت لشراء بضائع أمريكية، طبقا لما أوردته خدمة البحث التي تقدمها لجنة برلمانية أمريكية.   وتشير نتائج البحث إلى أنه إذا ما تم حساب التبرعات كنسبة مئوية من الدخل القومي، فإن الولايات المتحدة تعتبر أقل المتبرعين في العالم.   وبإضافة التبرعات الفردية إلى التبرعات الحكومية، تصبح السعودية واحدة من أكبر المتبرعين في العالم؛ حيث إنها تتبرع بأكثر من نسبة الـ 0.7% من الناتج المحلي التي تطلبها الأمم المتحدة.   وقد تبرعت الحكومة السعودية والمواطنون السعوديون بـ 83 مليار دولار خلال الثلاثين عاما الماضية.   ووصل معدل التبرعات في العالم العربي عام 2002 إلى 0.85% من إجمالي الناتج القومي.   فيما أنفقت الحكومة الأمريكية حوالي 0.15% من الناتج القومي، واليابان 0.21%، وألمانيا 0.32%.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 27 جوان 2006)

الحكم بحبس مصري أقام دعوى لمحاكمة مبارك وصحفيين نشرا عنها

 
  القاهرة (رويترز) – أصدرت محكمة مصرية يوم الاثنين حكما بحبس مواطن أقام دعوى قضائية لمحاكمة الرئيس حسني مبارك وتضمن الحكم حبس رئيس تحرير صحيفة نشرت عن الدعوى وصحفية بها.   وأصدرت الحكم محكمة الجنح ببلدة وراق العرب احدى ضواحي القاهرة وقضى بحبس المواطن سعيد محمد عبد الله ورئيس تحرير صحيفة الدستور الاسبوعية المستقلة ابراهيم عيسى والصحفية سحر زكي لمدة سنة لكل منهم.   ويحق لثلاثتهم استئناف الحكم اذا دفع كل منهم عشرة الاف جنيه (1700 دولارا) كفالة لوقف تنفيذ الحكم.   وأقام الدعوى أمام محكمة جنح وراق العرب أربعة محامين ورجل أعمال وصاحب ورشة وعامل طالبين أقصى عقوبة لمقيم الدعوى على مبارك والصحفي والصحفية اللذين نشرا أنه أقامها أمام محكمة القضاء الاداري طالبا محاكمة مبارك وأفراد أسرته بزعم أنهم باعوا شركات القطاع العام بثمن بخس وبددوا المعونات الاجنبية التي حصلت عليها مصر في السنوات الماضية.   ونشرت الدستور موضوعا عن الدعوى في أبريل نيسان موضحة أن مقيم الدعوى يطالب أسرة مبارك برد 500 مليار جنيه قيمة شركات القطاع العام والمعونات الاجنبية.   ووجه المدعون للصحفيين ومقيم الدعوى على مبارك تهم السب والقذف والتحريض على الرئيس المصري والتطاول عليه واهانته.   وقال قاضي محكمة الجنح أسامة صلاح قبل النطق بالحكم ان ما نشر هو مما “آلت اليه القيم والاخلاق واندثارها بين بعض الاقلام الصحفية التي ارتبطت بنشر كل ما هو هدام لمجتمع يخطو نحو الحرية بخطى ثابتة في ظل مناخ ديمقراطي.”   وأضاف “القلة من أصحاب الاقلام والنفوس الضعيفة تستغل حرية النشر للاساءة للغير مثلما جاء في تلك الدعوى من اساءة واستغلال لحرية الكلمة… هذه الاقلام تعود كالسهام نحو صدر من كفل لها حرية الكلمة.”   ويشير القاضي الى مبارك الذي يقول انه يؤيد حرية التعبير.   ومنذ سنوات تبذل نقابة الصحفيين جهودا لالغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر. وقال نقيب الصحفيين جلال عارف عام 2004 ان مبارك وعده بالعمل على الغاء العقوبة وتقول الحكومة انها تستعد لاحالة مشروع قانون الى مجلس الشعب بالغائها.   وقالت النقابة في بيان بمناسبة صدور الحكم “تؤكد نقابة الصحفيين استنكارها وادانتها لتفعيل ذلك النص الذي يمثل أداة خطيرة ضمن ترسانة التشريعات الرهيبة المقيدة لحرة التعبير والصحافة في البلاد.”   وأضاف البيان الذي وقعه الامين العام للنقابة يحيى قلاش أن الحكم يتنافى مع ادعاءات الرغبة في الاصلاح التي ترددها الحكومة.   ويرأس عيسى وهو في الاربعينات من عمره صحيفة صوت الامة وهي أيضا صحيفة أسبوعية مستقلة تصدر عن الدار الصحفية نفسها التي تصدر الدستور. وعادة ما ينتقد عيسى الرئيس المصري في مقالاته في الصحيفتين.   وبدأت محكمة جنايات القاهرة في الاسبوع الماضي محاكمة الصحفي وائل الابراشي رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة صوت الامة والصحفية بالصحيفة هدى أبو بكر بتهمة سب وقذف قاض يقول معارضون انه يحاول اسكات من يتحدثون عن تجاوزات وقعت في الانتخابات التشريعية التي أجريت العام الماضي.   ويحاكم في نفس القضية مدير تحرير صحيفة افاق عربية عبد الحكيم الشامي وجمال تاج الدين عضو مجلس نقابة المحامين. والاربعة متهمون بنشر قائمة بأسماء قضاة ينسب لهم التلاعب في نتائج الانتخابات.   وقال عيسى لرويترز في اتصال هاتفي معلقا على الحكم عليه “هذه قضية سياسية مطلوب منها الترويع والتنكيل… هذا شيء غريب ومدهش أن يكون في الوقت الذي يدعي فيه النظام أنه يؤيد حرية الرأي والتعبير.”   وأضاف “القضية دليل على ضيق صدر النظام بحرية الكلمة.”   وتعقيبا على أن مواطنين أقاموا الدعوى وليس مبارك أو أحد أفراد أسرته قال عيسى “هذا يسقط القضية من أساسها لان من أقاموها ليسوا أصحاب مصلحة فيها.”   وفي مؤتمر صحفي بمقر الصحيفة تعهد عيسى بأن تواصل صحيفته انتقاد مبارك الذي قال عنه انه رئيس منتخب يجب انتقاد سياساته.   ومضى يقول “الصحف (ذات الملكية) الخاصة والمستقلة في مصر قابضة على جمر الحقيقة.”   ويقول مسؤولون ان كثيرا مما تنشره الصحف المناوئة للحكومة عن قضايا فساد ليس له أساس صحيح.   من محمد عبد اللاه   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 27 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


المصريات يحتشدن للاستماع الى الواعظات

 
  القاهرة (رويترز) – تتدفق النساء من مختلف الاعمار على قاعة بأحد المساجد قبل ساعات من موعد بدء الدرس الاسبوعي لشيرين جودة السحار سعيا لحجز مكان قريب من المقدمة حتى يمكنهن مشاهدة الواعظة.   والقاعة تكاد لا تتسع لاكثر من 200 امرأة ولذلك يقوم مساعدون بازالة الستار الذي يفصل قاعة الرجال عن قاعة النساء لاستيعاب هذا التجمع.   ومع بدئها الحديث يسود الصمت أرجاء المكان. وتبدأ حديثها بالكلام عن الحاجة للقيام بالاعمال الصالحة لارضاء الله لا من أجل التفاخر أمام الزملاء أو الاصدقاء أو الاسرة.   وشيرين واحدة من بين عدد متزايد من الواعظات في القاهرة يلقين دروسا بشكل منتظم في قاعات بالمساجد حول الاسلام وتفسير القران وتقديم النصح للناس حول كيفية العيش كمسلمين مستقيمين.   وباتت تجمعات مشابهة في منازل خاصة شائعة أيضا يهوي اليها عدد اخذ في التنامي من الشباب الذين لا يتعاطفون مع الوعظ المتشدد لكنهم غير منخرطين في الوقت نفسه في نموذج غربي من الحياة يتناقض مع ثقافتهم المحافظة.   وقالت ياسمين جمال (25 عاما) “تتمتع الحاجة شيرين بنهج سهل وتحاول توصيل وجهة نظرها بطريقة مبسطة.”   واضافت “البعض يحاولون استخدام الترهيب لتحريك الناس.. ولكن هنا يستخدم الترغيب.”   وغالبية سكان مصر البالغ عددهم نحو 73 مليون نسمة من المسلمين السنة. ويحظر القانون المصري اقامة أحزاب سياسية على أساس ديني غير أن مرشحين عن جماعة الاخوان المسلمين التي لا تعترف بها الحكومة حصلوا على 88 مقعدا خلال خوضهم الانتخابات التشريعية كمستقلين العام الماضي من بين مقاعد البرلمان البالغ عددها 454.   وبدأت طبقات الواعظات في الانتشار في أنحاء الشرق الاوسط. فقد عين المغرب 50 سيدة كواعظات تابعات للدولة في مايو ايار في اطار حملة الحكومة لدعم صيغة متسامحة من الاسلام في مواجهة الاصولية المتشددة.   وقالت الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر ان الواعظات يعملن كمرشدات للنساء الساعيات للبحث عن شكل ديني معتدل للعيش على أساسه.   وأضافت أنه لا يوجد شك في أن المجتمع المصري يواجه مثلا غير مستقرة ومتناقضة أحدها يميزه التفريط والاغاني المصورة وموجة أخرى تناقض ذلك وهي التشدد والاصولية.   وتابعت أن الناس مشوشون ويحاولون اعادة تقييم أنفسهم وأنه لذلك فهناك حاجة الى هؤلاء للارشاد الى الطريق القويم.   وصعود الواعظات مرتبط بظهور نوع جديد من الحماس الديني بين الشباب.   ويعد الداعية عمرو خالد أحد البارزين في هذا الاتجاه وبدأ نشاطه قبل نحو خمس سنوات ويضم جمهوره عددا كبيرا من الشابات.   وبعدما ساهم خالد في توجه عدد كبير من الشبان نحو الدين منعت الحكومة التي شعرت بالقلق من الشعور الاسلامي في المجتمع برامجه التلفزيونية كما منعته من الوعظ بالمساجد.   ويرمز خالد الى جيل جديد من الوعاظ وهم .. شبان يتحدثون بالعامية ويجتذبون حشودا أكبر من العلماء الكبار الملتحين الذين هيمنوا على الارشاد الديني.   غير أن العلماء يتفقون على أن من غير المحتمل أن تسعى السلطات لكبح الواعظات لكونهن يفتقرن الى عدد كبير من الاتباع مثل ما يتمتع به خالد.   وقال أستاذ علم الاجتماع سعد الدين ابراهيم “لا أعتقد أن الواعظات يشكلن نفس الخطر.”   وقال مسعود صبري الباحث الشرعي بموقع اسلام أون لاين.نت “اذا كان الامر لا يضايق السلطات فلن تتحرك. السلطات تعلم بحدوث ذلك غير أنها تغض الطرف عنه.”   ورأى بعض العلماء والاخصائيين الاجتماعيين ان الطلب المتزايد على الواعظات أدى الى دخول بعض غير المؤهلات هذا المجال وأن الشعبية المتنامية لهن ترجع بشكل اكبر الى أنهم يلبين حاجة اجتماعية.   وأشارت الدكتورة صالح الى أنه لكون الساحة النسائية تفتقر الى الشخصيات المؤهلة التي درست الفقه الاسلامي فقد أعطى ذلك الفرصة لشخصيات أقل تأهيلا للقيام بدور.   وقالت سوسن أيوب التي تلقي دروسا بالمساجد منذ 20 عاما “هناك كثير من الحديث في الدين وهو متناقض في بعض الاحيان… الكثيرون غير مؤهلين.”   وقال ابراهيم ان هذه الظاهرة أخذت تتنامى في أوساط الطبقتين الوسطى والعليا خلال السنوات العشر الماضية وأنها تمثل المعادل لجلسات لعب البريدج النسائية.   واعتبر أن هذا في جزء منه عمل اجتماعي وفي جزء اخر تسلية وأن جانبا كبيرا من عملية الوعظ له هذا البعد ولذلك يكون الانضمام اليهن أمرا جذابا. واضاف أن تعلم الوعظ بجانب التلقي أصبح أيضا موضة رائجة.   واتفقت الواعظة جيهان رضوان مع ذلك الى حد ما.   وقالت “المستفيدون من تلك الدروس قليلون للغاية. للاسف هناك البعض الذين يقولون .. ان الذهاب الى تلك الدروس هو أحدث موضة وانني غير مشغولة وليس لدي ما أفعله ولذا فسوف أذهب الى تلك الدروس.”   واضافت “الحقيقة هي أن بعضا من تلك الدروس يصبح هوسا كبيرا. فهناك عشاء كبير عقب كل درس.”   ويرى البعض أن الواعظات يعكسن مخاوفهن.   وقالت شيرين سعد (32 عاما) قبل بدء الدرس “انها (شيرين جودة السحار) واقعية وتعيش عالمنا. انها ليست مثل الاخرين الذين يتحدثون كما لو كانوا من عالم اخر.”   من يارا بيومي   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 27 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


اليمن بين:

حلم التيس وحسابات الجزّار

مهما كانت الدلالات ومهما توافقت الرؤى أو اختلفت التحاليل، يأتي «تراجع» الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن وعده بعدم الترشّح للانتخابات الرئاسيّة القادمة، حاملا لمؤشّر هامّ وعلى قدر كبير من الخطورة، فهو يعلن في صراحة أمورًا كثيرة، بدءا بتشخيص الممارسة السياسيّة وتذييتها [نسبة إلى الذات] ليصبح الفرد وليس الفكرة أو البرنامج هو مصدر الشرعيّة ومحرّك الممارسة السياسيّة، وثانيًا إعلانًا أو بالأحرى اعترافًا صريحًا لا لبس فيه بعجز الحزب الحاكم ومن ورائه البلد بأكمله عن إنجاب أو إيجاد رجل ـ غيره ـ يملك القدرة على مسك مقاليد السلطة…

الوضع الماثل أمامنا في اليمن ورغم أهميته ـ بل وخطورته ـ لا يمكن أن نختصره في معادلة «الآن وهنا»، بل في مجمل نمط فكري ومنظومة حضاريّة بأكملها، ليس ضمن الأبعاد الماديّة الماثلة فقط، بل أساسًا في ذلك التناقض ـ المَرَضِي والخطير ـ بين الخطاب المعتمد من الجهة والممارسة الماثلة أمامنا.

جاء إعلان الرئيس اليمني بعدم الترشّح لدورة قادمة ـ عندما أطلقه ـ بمثابة «القنبلة» الإعلاميّة، فقد اعتدنا من الرؤساء والعقداء والأمراء والسلاطين والملوك أن يغادروا سدّة الحكم بفعل أمرين لا ثالث لهما، فعل الموت الطبيعيّة التي هي في حكم الغيب ليس لهم بها علم أو عليه مقدرة، أو إسقاط من على الكرسي وإبعاد عن السدّة وقد أعدّوا لأمرهم هذا أمورًا، لكنّ المكر من هذا قد يغلب الحيلة من ذاك، وقد تكون بين «هذا» و«ذاك» قرابة دمويّة أو هما الأب وأبنه… مع وجوب استثناء الحالة اللبنانيّة التي تملك مواصفات أخرى لا يمكن ـ مهما نرى من تداول ـ أن نقّر بوجود نظام يملك الحدّ الأدنى من التوافق بين التجليات الظاهرة من جهة والميكانزمات المؤسّسة.

سواء كانت جمهوريات فقط أو هي ديمقراطيّة شعبيّة أو إسلاميّة أو عربيّة أو هي ممالك أو جماهريّة، أو مملكات أو إمارات، يشترك النظام السياسي العربي في سمة جامعة، وهي أنّ من يجلس على السدّة لا يمثّل واحدًا من جملة مجموعة من الأفراد يمتلك جميعهم قدرة القيادة، بل هو الأوحد والاستثناء، إن لم نقل المخلّص والمنقذ، ومن ثمّة يحاول كلّ حاكم أن يشرّع لوجوده ضمن «تناس»، أو هو في أحسن الحالات قطيعة مع من نافسوه السلطة إن لم نقل تكفيرًا وتدنيسًا وقطعًا للدابر.

مهما حاولت الأنظمة العربيّة أن تفعل، إلاّ أنّها تعيش أزمة شرعيّة الوجود ومشروعيّة البقاء، سواء شرعيّة الدولة القطريّة برمّتها على اعتبارها وريثة الاستعمار ـ أو امتدادًا له ـ أو هي أزمة الحاكم في عدم قدرته أوّلا على التوفيق بين الخطاب المعتمد والممارسة المتّبعة، وثانيا عجز هذه المنظومة على تقديم الأجوبة الشافية عن أسئلة وجوديّة في أساسها، بدءا برغيف الخبز وموطن العمل والحقّ في الصحّة والسكن، وصولا إلى الإخفاق الجليّ في التأسيس أو تجسيد الحلم الذي ضحّى من أجله ذلك الجيل الذي قدّم الروح من أجل الاستقلال.

جاء أحد المسؤولين من الحزب الحاكم في اليمن ـ على قناة الجزيرة ـ معلّلا هذا التراجع أو كما سمّاها «هذه العودة» بوجوب أن يكمل الرئيس علي عبد الله صالح «الانجازات الكبرى التي بدأها»، وليس المقام أن نناقش هذه «الانجازات» أو نقدّرها، بل السؤال عمّا فعله ـ أو لم يفعله ـ هذا الرئيس طوال مقامه 27 سنة في القصر الجمهوري ليجعل «الدولة لا تزول بزوال الرجال» [العبارة للرئيس الراحل الهواري بومدين]؟؟؟

لا يعلم ـ سوى الصفوة أو هم قلّة ـ علم اليقين هل كان الرئيس اليمني صادقًا في وعده أو أنّ الأمر كان من باب المناورة، لكنّ التناقض بين ما أحياه هذا الوعد من جهة وما «أجهضه» فعل النقض، يتجاوز العلاقة «الجغرافيّة» بين من «وعد» وبين من هم «معنيون ـ قانونيّا ـ به»، ليمسّ «الحلم العربي» بالتأسيس لربيع واعد من خلال «خطاف يتيم» وقد تمناه الكثير أوّل الغيث!!!

المعادلة ـ في بعدها اليمني المباشر ـ تأتي متّصلة بل وثيقة الصلة بالعمق العربي، فقد اعتدنا ولا نزال أن «تنزل الجماهير إلى الشوارع» تهتف وتنادي بل تطلب وتترجّى إن لم نقل تتوسّل وتستجدي، وتأتي هذه الصور ضمن حالة لقيطة بين مفهوم «الرعيّة» التي تبذل البيعة للشخص بقطع النظر عمّا فعل أو هو قادر على الفعل وبين ما يتمّ التسويق له من «وعاء ديمقراطي» قادر على التماهي، أو بالأحرى ترضية المرجعيات الغربيّة، إن لم تكن المؤسّسات فهي الفكر والحضارة.

محاولة الزجّ عنوة بهذه الميكانزمات القبليّة والآليات الإقطاعيّة أساسًا ضمن هذا «الوعاء الديمقراطي» المستورد أورثنا «منطوقًا» على قدر كبير من الغرابة إن لم نقل السرياليّة، فهذا الرئيس اليمني بعد يوم من تراجعه وأمام «مؤتمر صنعاء الدولي حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير»، يعلن:«إن الدول الديمقراطية والغنية مطالبة بالخروج من دائرة التنظير إلى موقع الفعل، وتعليم الدول النامية والفقيرة والأخذ الفعلي بيدها إلى طريق الديمقراطية» ليضيف مخاطبًا الغرب:«بقدر ما تدرّسونا الديمقراطية أكّلونا»!!!

هذا الخطاب أو التصريح المأخوذ عن وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونيّة وغيرها من المصادر ثابت ولا يمكن الطعن في صحّته، يثبت بما لا يدع للشكّ أمورًا عديدة، أبرزها:

ـ يعترف الرئيس اليمني بعجز الدولة القطريّة وعدم قدرتها على تأدية دورها الطبيعي في وضع الأسس لنظام معرفي ـ سواء عبر البرامج التعليميّة أو المنظومة الثقافة ـ قادر على الرفع من مستوى الإدراك العام ومن ثمّة يطلب ويقبل بأنّ تقوم «الدول الديمقراطيّة» بأداء هذا الدور!!!

ـ يربط الرئيس اليمني بين الديمقراطيّة وبين الأكل، فيجعل على «الدول الديمقراطيّة» واجب إطعام البطون وتطعيم العقول.

قد يرى البعض أن خطاب الرئيس اليمني هذا يحمل على التهكّم والتحدّي أكثر ممّا هي مطالب، لكن وجب القول بل الجزم أنّ المنظومة العربيّة بأكملها تأقلمت أو هي انبنت منذ 11 سبتمبر على المرجعيات الغربيّة، ضمن سعي محموم لتحصيل «شهادة حسن السلوك» ومن ثمّة النأي بنفسها عن كلّ ما يتّصل بما يسمّى «الإرهاب» سواء كان لفظًا أو دلالة أو إسقاطا أو تأويلا أو تصريحًا أو تلميحًا أو إحالة أو تشبيها أو استعارة أو غيرها، ليكون التوافق كاملا والتطابق شاملا مع الممنوعات الأمريكيّة بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، بل يزيد البعض ويغالي!!!

قد تكون الصدفة وحدها أو أنّ الأمر مقدّر، فقد تلا قرار «التراجع» أو «العودة» أو «الحنث» بيوم واحد «مؤتمر صنعاء الدولي حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير»، وممّا نلاحظه أنّ الثوابت الثلاثة أيّ «الديمقراطيّة ـ الإصلاح السياسي ـ حريّة التعبير» جاءت مفصّلة في ما يسمّى «مشروع الشرق الأوسط الكبير» المعروف اختصارًا بلفظ MEPI وأيضًا أن تداول هذه المفاهيم ومحاولة التماهي معها والانصياع لها، يأتي من خلال التأكيد المتواصل ـ بل اللّحوح ـ على الديمقراطيّة وعلى أنّها خيار لا تراجع عنه أو تفريط فيه، والتذكير الدائم والتكرار المتواصل بأنّ القرارات جميعها تأتي متوسّلة هذه الديمقراطيّة، ومن ناحية أخرى يأتي التأكيد على عظمة «القائد» [تحت مسمياته العديدة] وأيضا «حسناته» و«مكارمه» ومن ضمنها هذه الديمقراطيّة التي لم تكن لترى النور أو تأتي سوى في صورة هبة من هذا «القائد»!!!

يمكن الجزم أنّ السلطات العربيّة ـ من المحيط الهادر إلى الخليج المتفجرّ ـ صارت تستثني الزمن بل تلغيه أحيانًا لتجعله إسقاطًا من لدنها، إن لم نقل في عزلة عمّا سواه. يبلغ التركيز مداه أو أقصاه أو هو يبدو في أشدّ حالاته تجليّا حين صارت القيادات السياسيّة في «منزلة بين المنزلتين»، فهي من ناحية تبحث عن ترسيخ صورة «المطلق والمقدّس» بين شعوبها ومن جهة أخرى تحاول لدى المراجع الغربيّة والأمريكيّة خصوصًا المحافظة على صورة ووظيفة «التابع والأمين والصّدوق». لكنّ المصيبة تكمن في صعوبة إنّ لم نقل التوفيق بين الصورتين، فالرئيس اليمني علي عبد الله صالح لم يقدّم خدمات للقوّات الأمريكيّة ولم يبسط تسهيلات أمامها، بل صبر وصابر حين صارت طائراتها تستبيح أبناء شعبه بدون علمه ودون معرفته ليطلّ علينا في صورة المنقذ والبطل وإن لم نره إلى حدّ الساعة يرتدي ذلك الحصان الأبيض!!!

المستقبل بما يجدّ في فلسطين من استقالة عربيّة إن لم نقل الخيانات البيّنة وحالات الطعن الجليّة، وما يحدث في العراق من طعنات، مفتوح على احتمالات محدّدة، حاولت الولايات المتّحدة استباقها من خلال الاجتماع الذي تمّ في واشنطن مؤخرًا وضمّ أهمّ أجهزة الاستخبارات الغربيّة، ليس للبحث في مجالات الإرهاب أو التنظيمات الأصوليّة، بل للحديث عن الديمقراطيّة وكيفيّة نشرها، ممّا يعني أنّ طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيتحقّق حين أعلن :«بقدر ما تدرّسونا الديمقراطية أكّلونا»… ممّا يدفعنا إلى السؤال عمّن سيذوق الديمقراطيّة قبل غيره…

نصر الدين بن حديد

nasrbenhadid@yahoo.fr

 

أسعار المواد الأولية تحلق عالياً

 
توفيق المديني (*)   منذ أربع سنوات و أسعار المواد الأولية –و في طليعتها المعدنية- تشهد ارتفاعا جنونيا حسب توصيف معظم الخبراء في الاقتصاد.فقد تضاعف سعرالنحاس ثلاث مرات خلال سنة، والألمنيوم  مرتين ، و ارتفع سعر الذهب بنحو 45% منذ بداية السنة، و لاتزال  أسعار النفط تحقق أرقاما قياسية .   وبعد أربع سنوات من الارتفاع الجنوني للأسعارمن دون توقف،عرفت أسواق المواد الأولية التوقف الأول في شهر مايو الماضي.و يتساءل المحللون ، هل يعتبر هذا التوقف  تصحيحا مؤقتا أو بداية لعودة دائمة مألوفة لأسعار المواد الأساسية بعد مرحلة من الهيجان ؟ هنا يتقدم المحللون بحذر، معترفين أن هناك  معطاً جديدًا مجهولاً دخل  في معادلاتهم :وزن الهند ، ولاسيما الصين ، التي أصبحت القوة الاقتصادية العظمى الرابعة في العالم في عام 2005، والتي أحدثت حاجياتها للمصادر الطبيعية لتغذية نمو اقتصادي يقارب 10%،اختلالاً في  توازنات معظم  المبادلات الحالية.   منذ نهاية القرن التاسع عشر ، تستمر دورات أسعار المواد الأولية ما بين عشرين وخمس و عشرين سنة . فالأسعار ترتفع خلال عشرسنوات . و هو الوقت الضروري تقريبا لكي تسمح الاستثمارات الجديدة –استغلال  مناجم جديدة ، وتوسع  في مناطق الزرع،و إبداع تكنولوجي أو وراثي – بإيجاد توازن بين العرض و الطلب.و يبدأ التدهور في الأسعار، عندما تتوقف الاستثمارات ،حينئذ يفضل منتجوالمواد الأولية   إغلاق المواقع بدلًا من صيانتها بخسارة.وقد شهد العالم هذه الحالة في عقد التسعينيات من القرن الماضي.   و إذا ما تكرر التاريخ ، فإن منتجي المواد الأولية سيكون أمامهم بضع سنوات جيدة، بصرف النظر عن العامل الآسيوي ، الذي يوحي به بعض المحللين  على غرار كينيث روغوف  الأستاذ في جامعة هارفارد، الذي سيقلب السيناريو الحالي  من خلال المحافظة على ارتفاع أسعار المواد الأولية لعدة عقود.ويعزو بعض المحللين الآخرين إلى أن الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأولية يعود إلى المضاربة. و من أجل استباق الاتجاه المستقبلي ، فإنه من الضروري معرفة ما إذا كان ارتقاع الأسعار يعود إلى ” التقدم القوي في الطلب و بالتالي  للنمو العالمي أو للمواقف التضاربية للمستثمرين “.   هنا الأجوبة تختلف.فإذا بالنسية للبترول و الأليمنيوم أو البلاتين على سبيل المثال ، بدا أن التضخم في الاستهلاك العالمي هو المحرك الرئيس لزيادة الاغتناء،فإنه في حالات  معادن أخرى  مثل النحاس، و النيكل، أوالقصدير  أيضا ، قد تكون المضاربة لعبت دورا لاجدال فيه، من دون أن يكون ممكنا معرفة حجمها.وهكذا ، فإن مرحلة الخبز الأبيض قد ولّت .   في الواقع البترول هو المصدر الوحيد الذي يجمع عليه الخبراء بيقينية  أن أسعاره ستظل مرتفعة لمرحلة طويلة.فالعالم قد تغير. و مع دخول البلدان الناشئة على المسرح العالمي ، انتقل معدل النمو السنوى للطلب العالمي  من 0،5%/1،5% إلى 2،5%. و على المدى البعيد، ومن خلال أخذنا بالفرضية المحافظة  أن الصين  ستلتحق تدريجيا  بمستوى الاستهلاك للفرد في البرازيل ، بما أن الهندالتحقت بدورها بالصين ، فإن الأسعار ستستمر مرتفعة.   الصين أصبحت لاعباً لا غنى عنه على المستوى العالمي في مجال الطاقة.و هذا ليس بالشيء الجديد.و لكن منذ بداية هذه السنة ، من الصعب تجاهل أن الصين انتقلت إلى طورجديد من جمع مصادر الطاقة و المواد الأولية ، إما لأن جهودها خلال السنوات الماضية بدأت تثمر،  أو لأن بكين ، وبحسب الظروف الجيوبوليتيكية الملائمة ، أصبحت لها ثقة في قدراتها التفاوضية تجاه الغرب الذي أصبح  أكثر فأكثر  خاضعا  في مبادلاته مع القوة الاقتصادية العظمى العالمية.و في جهة أخرى،  في إفريقيا و أمريكا اللاتينية ، يشكل موقع الصين كقوة عظمى وامكاناتها الماية، راسمالا  لها من التعاطف.   الصين هي المستهلك الثاني للطاقة بعد الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي في أمس الحاجة لتوسيع  تزويدها ، كلما ازدادت حصتها من الواردات من البترول ( من 27% في عام 1999 إلى 45% اليوم، و ربما إلى 66% في عام 2020 )- على الرغم من الجهود الموازية التي تبذلها لمصلحة البحث  عن الطاقات البديلة ، و النمو الأقل شراهة، باعتبارها تجسد الأهداف المرسومة و المرقمة في الخطة الخمسية الحادي عشرة (2006-2010).   و تمثل تجارة المواد الأولية حصة كبيرة في الاقتصاد العالمي. ففي عام 2004، بلغت تجارة السلع 8907 مليار دولار، حسب إحصائيات منظمة التجارة العالمية. و مثلت المواد الأولية  23،2% من المجموع ، و أسهمت المنتوجات الزراعية بنحو 8،8% – بقيمة 783 مليار دولار- أما المحروقات و منتوجات الصناعات الاستخراجية ، فقد بلغت 1281 مليار دولار ، بنحو 14،4%.وازداد وزن المواد الأساسية الزراعية ذات الاستخدام الغذائي ( مثل القهوة والكاكاو) أو الصناعي ( القطن و الزيت ) في المبادلات العالمية قليلا، إذ ارتفع إلى نحو 22،7% من المجموع.و هذه الزيادة تجد تفسيرها حصرياً في نمو الطلب على المواد المنجمية والطاقية.   أما البلدان المستوردة للمنتوجات الزراعية،فتظل البلدان الأوروبية ، بقيمة 373 مليار دولار في عام 2004، أي 44،6% من المجموع. ثم تليها الولايات المتحدة الأمريكية ، و اليابان و الصين بقيمة 42 مليار دولار.وازداد الطلب الصيني بنحو 39% في عام 2004 كما هو الأمر عام 2003.و يتصدر الاتحاد الأوروبي قائمة البلدان المستوردة للمواد الأولية ، لاسيما النفط، تليه الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و الصين .و بينما ازداد طلب  البلدان الأكثر تصنيعا في العالم من 25% إلى 30%  في عام 2004، سجل الطلب الصيني زيادة بنحو 60% .   وتظل  إفريقيا جنوب الصحراء خاضعة لصادراتها من المواد الأساسية. فهذه الأخيرة تمثل 0 9% من مجموع مبيعاتها إلى الخارج للكاميرون ، و 88% لبوركينا فاسو، و 82% لغانا، و هي مواد متكونة  في معظمها من مواد زراعية أو منجمية.و هناك بعض البلدان الموجودة في خليج غينيا  تتمتع باحتياطات هائلة من البترول.و الوضع يكاد يكون متشابها  في البلدان الأقل تطورا في أمريكا الوسطى و الجنوبية. فالواردات من العملة الصعبة بالنسبة لبوليفيا  أو نيكاراغوا تتأتى  بنحو 85%من  مبيعات الموارد الطبيعية . أما بلدان الخليج العربي ، فلم تنجح إلى حد الآن في تخفيض حصة البترول ، خلال العقود الأخيرة،حتى و إن كان البعض منها يتهيأ بشكل جدي لمرحلة ما بعد النفط من خلال تنويع أنشطته الاقتصادية في  الخدمات.و هكذا تظل  الصادرات متكونة من المحروقات  بنحو 84%، في السعودية ، وبنحو 93% في الكويت.   بعد سنوات من انخفاض أسعار المواد الأولية ، تشكل عودة ارتفاع الأسعار لهذه الأخيرنفحة من الأوكسيجين  للبلدان المنتجة، التي ما انفكت مصادرها الرئيسة من الصادرات تتدهور.   هل سيواجه العالم شحة في المواد الأولية؟يجمع الخبراء على القول ،  أن  العالم يترتب عليه أن يتكيف في العيش مع وجود مواد أولية مرتفعة في أسعارها و لعدةعقود .فالاقتصاد العالمي ينمو بوتيرة سريعة  أكثر مما كنا نتصوره ، و عليه أن يدمج 2،5 مليار شخصا – سكان الصين و الهند مجتمعين . إن الضغط الذي يمارسه هذا الطلب الإضافي هو أقوى بكثير من أن توازنه الا كتشافات التكنولوجية التي سمحت حتى الوقت الحاضر بجعل الأسعار معتدلة، بل إنها أسهمت في تخفيضها.   (*) كاتب اقتصادي    (المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 27 جوان 2006)
 


 
 
 

لاعـبُ غـانـا وعـلـمُ إسـرائـيـل

 
أبو بكر الصغير (*)   لم يجد ذاك اللاّعب الغاني، جون بانستيل، رقم 15طريقة أفضل ليعبّر فيها عن فرحته بفوز بلاده علي فريق التشيك، من أن يخرج من جرابه علم اسرائيل ويرفعه وسط الملعب أمام كاميرا التلفزيون كأنّه يحتفل بالهمجية والفوضي الاسرائيلية التي قصفت بعائلة هدي الفلسطينية البريئة التي كانت حاذت البحر علي رمال غزّة لتنسّم شيء من هواء المتوسّط النّقي. شاهد لقطة العلم، الكارثية، مئات الملايين من البشر.. حاول المعلّق علي المقابلة أن يجد تفسيرا لهذا الموقف، لكنه لم يقنع بل لم يقل شيئا. نفس الأمر قام به بعض الصحافيين العرب وهم في حيرة من هذا التصرف الغاني الغبي. في رأيي لا فائدة من التفكير المرهق. فالأمر واضح، لقد أصبح النفوذ والحضور الاسرائيليين في افريقيا كما في العالم كلّه معلوما ومعروفا من الجميع. ليست الطموحات والحسابات الامريكية في هذه القارة الاّ النافذة التي مرّ عبرها هذا النفوذ.. والذي امتد اليوم حتي الي دول عربية. لهذا لن أستغرب اذا تم الكشف عن دور اسرائيلي مشبوه في الازمة السودانية وقضية دارفور وما أثارته من تدخل دولي بلغ حدّ ضرب السودان في وحدته الترابية وكيانه السياسي. أو كذلك ما يجري في الصومال الذي عادت الأحداث داخله لتتصدّر اهتمام وسائل الإعلام العالمية. إذا كان عنوان الصراع الداخلي الذي يحصل راهنا في فلسطين بين الأخوة الأعداء، فتح وحماس، مؤشرا، لنكبة ثانية، في انتظار العرب، فإن أحداث الصومال وقبلها السودان وما هو مرتقب لاحقا لبلد افريقي آخر وهو تشاد، تؤكد أن الأمن القومي العربي يواجه اليوم أخطر محنة، وأن أمة العرب ترتقبها تحديات من العظمة ما يمكن أن يهدد استقرارها ان لم يكن وجودها مستقبلا. إن الحرب الصومالية تتسم بعدة معان ودلالات، هي نسخة جديدة من، الشريط المسلسل، الافغاني، ميليشيات أو عصابات قبلية تنظم نفسها وتربطها صلات بجهات أو قوي استخباراتية دولية ثم تقوم بانقلاب علي الحكومة المركزية وتنشر سيطرتها علي البلاد. أبطال الشريط هذه المرة ليسوا الطاجيك أو البشتون أو الاوزباك الذين جاؤوا بطالبان إلي الحكم في أفغانستان، بل جماعات من الفقراء والمشرّدين والأيتام تولّي أمرهم شيوخ قبائل اختاروا لأنفسهم عنوانا طريفا، المحاكم الاسلامية، بمعني في الذهن مطمح القضاء علي الظلم والقهر والفوضي والفساد ونشر العدل بين السكان.. وهي الفكرة الرئيسة نفسها التي كان يسوق لها رجال طالبان. ان الصومال وعاصمته مقديشو والذي يعرف حالة من اللاّاستقرار والفوضي منذ سنة 1991يعد دوليا العنوان والمحطة الأولي للإرهاب العالمي، فهو المنطلق لذلك حتي قبل محطّة أفغانستان ـ طالبان. فتنظيم القاعدة ولئن ولدت فكرة قيامه بالسودان حيث كان أقام نهاية الثمانينات من القرن الماضي هناك زعيمه بن لادن فإن في الصومال تحديدا تم ترتيب الشبكة الدّولية لهذا التنظيم والتخطيط لأولي عملياته الارهابية، عندما تم تنفيذ عمليتي تنزانيا وكينيا نهاية تسعينات القرن الماضي. يخشي اليوم وبفعل هذا الصراع بين مصالح المخابرات الدّولية. وخاصة الدور السّلبي الذي تقوم به بعض أجهزة الاستخبارات الامريكية وكذلك الإسرائيلية أن تتكرر نفس أخطاء افغانستان، عندما راهنت بعض القوي علي فصائل متطرفة في حربها وقتها مع الاتحاد السوفياتي سابقا ومدتها بالسّلاح والمعونة وحتي الأموال. ونفس هذه الأطراف نراها اليوم تراهن وتعتقد أن في عصابات تفتقر لأية مشروعية سياسية أو قانونية أو دولية، أو حتي شعبية قادرة علي أن تحلّ أزمة بلد لازمته الكوارث والمصائب منذ قرابة العقدين من الزمن. ان ما يسمّي بـ المحاكم الاسلامية وهي الرقم الجديد والقوي والفاعل في الحرب الاهلية الصومالية الحالية والتي تسعي الي اقامة دولة دينية هنالك هي ذاتها منقسمة الي 129 فصيلا ولكل فصيل أمير يري نفسه المؤهل الأول لتولي كرسي الخلافة. ما يخشي حقا أن يتكرّر سيناريو القاعدة.. ليجد العالم نفسه أمام غول جديد.. وطالبان أخري قد تأتي هذه المرّة علي الأخضر واليابس في قارتنا التي ابتيلت بكل مصائب البشرية.. تخلّف، فقر، حروب أهلية، أمراض فتّاكة الخ…   (*) كاتب من تونس   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 جوان 2006)


 

انتماء واحد أم انتماءات.. الأبعاد المتعددة للهوية

 

 
بشير موسى نافع (*)   شهدت بريطانيا خلال الأيام الأولى من حمى كأس العالم جدلاً طريفاً، لم تقلل طرافته من دلالاته الهامة. محور هذا الجدل هو مسألة الهوية، أو على الأصح الهويات. فبخلاف دول العالم الأخرى، تتمتع بريطانيا في ساحة كرة القدم الدولية بعضوية ثلاثة فرق وليس فريقاً واحداً فقط: المنتخب الإنجليزي، والإسكتلندي، والويلزي، ويمثل كل منها واحدة من المجموعات العرقية الرئيسية التي تتكون منها الجزيرة البريطانية.   في تصفيات كأس العالم الحالية، لم ينجح في الوصول إلى النهائيات التي تستضيفها ألمانيا إلا المنتخب الإنجليزي، مما يشكل مفارقة في صفوف المشجعين البريطانيين.   الإنجليز -الذين يشكلون الأغلبية الكبرى من البريطانيين- بما في ذلك كبار السياسيين والشخصيات العامة، رفعوا العلم الإنجليزي (وليس البريطاني) على أسطح البيوت ومن نوافذ السيارات، يحدوهم أمل كبير هذه المرة في فوز فريقهم بكأس العالم.   وقد جاء رفع العلم الإنجليزي، لا العلم البريطاني الشهير ورمز الوحدة البريطانية، محرجاً لبقية المجموعات العرقية في المملكة المتحدة، لاسيما الإسكتلنديين والويلزيين.   أما أهالي شمال إيرلندا، المنقسمون بين كاثوليك وبروتسانت، فإن انقسامهم من ناحية، وضعف تقاليد كرة القدم بينهم من ناحية أخرى، أخرجهم ولو جزئياً من الجدل.   مشكلة غير الإنجليز هي مشكلة الفريق والعلم معاً، فالفريق الوحيد الممثل لبريطانيا في نهائيات هذا العام هو المنتخب الإنجليزي، والمشجعون الإنجليز يرفعون العلم الإنجليزي، مما استدعى تساؤلات حول ما إن كان على الإسكتلنديين والويلزيين تشجيع الفريق الإنجليزي ورفع علم إنجلترا المعبر عن الهوية الإنجليزية؟   وأين هي حدود الهوية واستدعاءاتها في بريطانيا، هل أن كل ما هو إنجليزي يمثل الإنجليز وحسب، أم أن ما يجمع البريطانيين أكبر وأوسع من الهويات الضيقة للعناصر العرقية المكونة للمملكة؟   ككل قضايا الهوية الشائكة، ليس ثمة إجابة واحدة على هذه الأسئلة، بالرغم من أن بريطانيا هي واحدة من أكثر دول العالم استقراراً وأن وحدة شعوبها من أقدم الوحدات التي تجمع كتلاً عرقية متعددة.   ولكن الاتجاه الغالب كان ذلك القائل إن كون الفريق الإنجليزي هو الفريق البريطاني الوحيد في نهائيات كأس العالم فقد بات ممثلاً لكل بريطانيا، وإن على الإسكتلنديين والويلزيين ألا يعزلوا أنفسهم عن متعة الحمى الكروية التي تجتاح البلاد وأن يشاركوا هم أيضاً في تشجيع المنتخب الإنجليزي برفع العلم البريطاني، رمز وحدة البريطانيين جميعاً، وليس بالضرورة علم إنجلترا.   ما يعنيه هذا التوجه أن بإمكان الإنجليزي أن يعتز بهويته الإنجليزية، والإسكتلندي بهويته الإسكتلندية، والويلزي بهويته الويلزية، وأن يكونوا بريطانيين أيضاً.     يطرح الجدل البريطاني (بالرغم من طرافته وطرافة المناسبة التي أطلقته) على النقاش مسألة ما تزال تؤرق المؤرخين ودارسي العلوم الاجتماعية والسياسيين على السواء.   فإن استثنينا الانقسام الطويل في إيرلندا الشمالية، تتعايش في بريطانيا الأعراق الرئيسية الثلاثة بسلام وأمن كبيريين، وهو ما يسوغ الإجابة البريطانية بالفعل.   ولكن في مناطق أخرى من العالم، كما في البلقان وشمال القوقاز، ثمة حروب دموية فادحة تتغذى على الهويات المتصارعة والنافية لبعضها البعض، بينما بات مستقبل العراق مهدداً بالصراع السني – الشيعي ورغبة الأكراد الجامحة في الاستقلال.   ويعيش العرب ككل -ومنذ عقود على الأقل- اضطراباً وفقدان يقين كبيريين بسبب التدافع بين الهوية العربية القومية والهوية الإسلامية، كما بسبب التدافع بين الهوية القومية والهويات الوطنية المتعددة.   شهدت البلاد العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين حلقات صدام متتالية بين أنظمة عربية قومية التوجه وقوى إسلامية سياسية. وبعد أن كان الإصلاحيون العرب خلال النصف الأول من القرن العشرين، أمثال رشيد رضا ومحب الدين الخطيب والحاج أمين الحسيني وعلال الفاسي، قد نجحوا في الجمع بين هويتهم الإسلامية والعروبية، رسبت سنوات الصدام بين الأنظمة القومية والقوى الإسلامية افتراقاً واسعاً بين الهويتين.   ومنذ بداية التسعينيات، على الأقل، وإذ تراجع التيار القومي العربي، أحزاباً ومفكرين وأنظمة، أخذت الهويات الوطنية تطرح نفسها باعتبارها هويات مناقضة للعروبة والانتماء العربي. أصبحت فكرة أن تكون أردنياً أو كويتياً أو تونسياً، تعني بالضرورة نفي الانتماء العربي.   تحول الانتماء العربي إلى رمز للتخلف والديناصورية، وأصبح هدفاً للسخرية والاستهزاء. بل ما إن نجحت القوات الغازية في احتلال العراق وإطاحة نظامه، حتى أطلقت داخل العراق وخارجه حملة شعواء على الانتماء العربي والهوية العربية، اعتبرت هزيمة النظام البعثي ذي التوجه القومي هزيمة لأصل موضوعة العروبة ومناسبة لدفن الهوية القومية.   الإجابة البريطانية على سؤال الهوية لم تكن دائماً هي الإجابة السائدة، لا في العالم العربي ولا في الكثير من مناطق العالم الأخرى. ولكن الإجابة البريطانية -بالرغم من ذلك- تستحق بعض الاهتمام، ليس فقط للنموذج المثير والإبداعي الذي يقدمه التعايش البريطاني بين الإنجليز والإسكتلنديين والويلزيين، بل أيضاً لأن عدداً متزايداً من الدارسين باتوا يدركون أن القراءة التقليدية لمسألة الهوية لا تنطبق انطباقاً حتمياً على تاريخ الهويات.   كما أن العلوم الاجتماعية والإنسانية الحديثة هي وليدة الفكر والثقافة الأوروبية في القرن التاسع عشر، فإن الاهتمام بمسألة الهوية لم يأخذ بالتبلور بالفعل إلا في الفترة نفسها.   ولأن ميراث صراع الهويات في أوروبا الحديثة، من الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتسانت في القرن السابع عشر إلى حروب القوميات في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان ميراثاً دموياً بلاشك، فقد ترسبت موضوعة الطبيعة الحصرية النافية للهوية باعتبارها مسلمة من مسلمات التاريخ.   وإذ برزت الحداثة باعتبارها تياراً عاصفاً للمواريث الدينية والمجتمعات التقليدية، فقد جاء الارتباط بين الهوية القومية والدولة الحديثة في عصر من الصراع الإمبريالي المحتدم ليؤكد هذه الموضوعة. وسرعان ما انعكست القراءة الأوروبية للتاريخ على فهم تاريخ شعوب العالم الأخرى جميعها.   بيد أننا ندرك الآن أن التاريخ الأوروبي لم يكن تاريخاً واحداً، وتقدم بريطانيا وبلجيكا وسويسرا أمثلة بارزة على تعايش الهويات، كما أن التاريخ الأوروبي لا يمكن أن يعتبر تاريخاً للعالم كله.   في وقت من الأوقات كان بإمكان الكثير من رجالات العرب البارزين أن يروا أنفسهم عروبيين وعثمانيين في الآن نفسه، أو عروبيين وإسلاميين، أو عراقيين وسوريين وقوميين عرباً؛ وكان بإمكان آخرين أن يروا أنفسهم سنة أو شيعة وإسلاميين أو مسيحيين وقوميين عرباً، وكان بإمكان غيرهم أن يحسبوا أنفسهم إسلاميين وحداثيين معاً.   وتطرح أنماط الهجرة الحديثة أدلة أخرى على إمكانية أن يكون البعض عرباً وأميركيين أو بريطانيين معاً، وهنوداً وأستراليين كذلك. كما أن التاريخ الإنساني الحديث يقدم أمثلة عديدة على الصراع والنفي الدموي بين الهويات، فإنه يقدم أمثلة لا تقل أهمية على تداخل الهويات، وتعايشها، أو تراكمها في طبقة وراء الثانية.   في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع العشرين، عاشت الشعوب ذات الميراث الديني العميق، مثل الكاثوليك والمسلمين، حالة متفاقمة من الشعور المتزايد بالتهديد وهي ترى قيم العالم الحديث (أو لا قيمه) تقتحم عليها بيتها وتاريخها.   ولكن ما إن وصل القرن العشرون إلى نهايته حتى أصبح واضحاً أن الحداثة لم تقتلع الإيمان الديني كما تصور الكثيرون، وأن التدين والحداثة باعتبارهما رحمين للهوية يمكن أن يتعايشا. صحيح أنه تعايش مسكون بالتوتر، ولكنه تعايش ممكن ومبدع أيضاً.   إن عشرات الملايين من المسلمين والمسيحيين الاتقياء يقطنون مدناً مثل لندن، وباريس، ونيويورك، والقاهرة، وكوالالمبور، في أحياء ومساكن حديثة، في صحبة التقنية الحديثة وأنظمة اتصالات ومواصلات حديثة، ويتعهدون وظائف وأعمال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعالم الحديث وأدواته ووسائله، بكل ما يعنيه كل ذلك من استبطان لعلاقة الإنسان بالعالم، ولعلاقة العقل بالحياة. لا هم يرغبون في التخلي عن الحداثة التي تسكنهم ويسكنونها، بكل عبئها الثقيل، ولا هم على استعداد للتحلل من الإيمان والتقوى.   وأحد لم يقدم الدليل حتى الآن على أن انقسام باكستان كوطن للمسلمين عن الهند الأم كان الخيار الأفضل للباكستانيين، أو لعشرات الملايين من المسلمين الذين تركوا للحياة في ظل الأكثرية الهندوسية في الهند.   كما أن أحداً لم يقدم الدليل على أن مستقبل الجمهوريات المتعددة التي انتهى إليها تشظي الاتحاد اليوغسلافي هو أفضل بالضرورة من يوغسلافيا الموحدة. وهل يمكن تصور إمكانات البقاء المتاحة للشيشان لو نجحت في الانقسام عن روسيا، سوى التحول إلى محمية أميركية؟   وبالرغم من أن تقسيم أغلب بلاد العرب إلى دول مستقلة فرض بقوة الإمبرياليات الأوروبية، لم يعد من الممكن تجاهل الهويات العربية القطرية بعد مرور زهاء القرن على وجود الأقطار العربية.   ولكن أحداً لم يقدم للعرب ولو مسوغاً منطقياً واحداً لضرورة أن يؤدي الانتماء لمصر أو المغرب أو العراق إلى التخلي عن الانتماء العربي وفكرة أن يتبلور يوماً إطار عربي جامع، على هذا المستوى أو الآخر من الوحدة.   كما أن الهويات تصارعت وسفكت دماء بعضها البعض، فقد أمكن أيضاً أن تتواجد في جوار واحد، وأن تتداخل أو تستقر في طبقات متوالية من التركيب والتعقيد، بدون أن تلغي الواحدة منها الأخرى.   (*) كاتب فلسطيني   (المصدر: ركن “المعرفة” بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 26 جوان 2006)


 

العرب لم ينجزوا مشروعا حديثا للدولة ولا تصّورا حديثا للدين:

فصل اللاديـن عن اللادولـة!

 
نادر قريط (*)   ثمة مقولة تنصح كل من يتعرض للأديان الحيّة، أن يمتلك جلدا سميكا، ومن يؤثر السلامة (والوقوف علي الرابية) فتنصحه أن يكتفي بديانات البابليين أو المصريين القدماء وأن يغوص فيها ما شاء …ومن لا يصدق فليذهب إلي العراق، وليقف في إحدي ساحات الديمقراطية (دام ظلها) ويهمس بفصل الدين عن الدولة !! وإبعاد الفقيه الديني عن التشريع والقانون، وإنهاء وصاية (القوي التراثية) علي الحياة …. النتيجة باعتقادي أن يفصل رأسه عن جسده ويرسل جلده للدبّاغ (وإن كان سميكا)، وما ينطبق علي العراق يمكن تعميمه علي مناطق ودول كثيرة، فالحقيقة ان أطروحة فصل الدين عن الدولة، هي من أكثر الإشكاليات إثارة ومخادعة وأشبه بعلكة يمضغها كل من يريد حل مشاكل العالم (دون حل خيط حذائه) فالقضية ليست فصلا بين خصمين أو ملاكمين، أو فرزا لأراض متنازع عليها، بل واحدة من أخطر المركبات وأكثرها تعقيدا.   ومن يتصفح قواميس الحداثة الأوروبية، سيكتشف للوهلة الأولي أننا ضحية لعبث المصطلح، وتزييفه ومسخه، فتلك القواميس تتحدث (حرفيا) عن فصل الدولة عن الكنيسة، (علي الأقل بالألمانية والفرنسية والإنكليزية) وبهذه الدلالة، فإن المصطلح يعكس حقيقة تاريخية، ملخصها، إنتزاع عصا القيادة من يد الكنيسة وتسلمها من قوي الحداثة البرجوازية في القرن (18/ 19) ويلخص فصلا لسلطات الدولة عن سلطة الإكليروس (الذي نصّب نفسه وصيا علي الإنسان والتاريخ). فلو أردنا استنساخ نفس الدلالة في واقعنا العربي لوجب علينا أن نقول بفصل الدولة عن المسجد وليس عن الدين ورب قائل يقول: ما الفرق طالما أن الطلاق قد حدث فعلا منذ أصبح الإسلام المبكر ملكا، أي.. منذ أن توارثه بنو أمية (وعضّوا عليه بالنواجذ) لكن هذه المقولة تظل فجة، ومتهافتة، لأن الدين (ظل مصدرا للسيادة والمشروعية العليا) واختلط دائما مع الدولة (السلطة) وتماهي معها، وتبادل معها الأدوار والمنافع، في عملية أرجحة واحتواء مزدوج.   الدين في جوهره العميق، تصوّرات، أو مسرح لتساؤلات وجودية، تلعب فيه الميتافيزيقيا دور البطولة، لكن هذه التصوّرات تظل (عديمة الجدوي) بدون دراما دينية قصصية، تعيش وتقتات وتلهب المخيال الجمعي (كعقيدة الصلب المسيحية، أو السيرة النبوية، أو ملحمة كربلاء)… وهذه الأخري تظل بدون أهمية إن لم تنخرط في منظومات وأنساق طقوسية، تسكبها أجيال التقديس في وعائها الكبير، الذي يسميه محمد أركون (التراث الكلي)، وهو في حقيقته (أقصد التراث)، عبارة عن قدر يطبخ فيه (التاريخ والميتا تاريخ) وينضج وفق شروط تتحكم بها أطر المعرفة، وأدوات الإنتاج واللغة: الشعر، والحكم، والبلاغة، لنحصي النتيجة علي حساء نسميه بالهوية التاريخية وقاعدة للضمير وأصل للقاعدة القانونية (أم القوانين والتشريعات والأعراف) وبكلمات أبسط فإن الدين (كينبوع للميتافيزيقية النقية) يتحوّل إلي وعاء تاريخي، يحتوي علي كمية قليلة من (الدين)، وكثير من (التراث)، لهذا فإننا أمام تراثات متغيّرة في إحداثيات (الزمكان) تتشابه وتتمايز عن بعضها بما امتصته من تقاليد وقيم ولغات ومعارف سابقة ولاحقة.. ومن يريد إمتحان هذه المقولة، ما عليه إلا أن ينظر إلي المسيحيين العرب، ليكتشف انهم ليسوا (سويديين ولا فرنسيين) بل عرب عاشوا ويعيشون التراث المحيط بهم بكل ما فيه وما عليه (ومارسوا أحيانا طقوس الُثأر البدوية، وجرائم الشرف وغسل العار، ولم يكونوا معنيين كثيرا بالخد الأيسر ولا بالخد الأيمن) كذلك هو حال المسلم الهندي الذي يعكس في ذاته ثقافة الهند وتراثها ولا تهمه مضارب حاتم الطائي ولا بطولات عنترة.   وعودة إلي صدد الموضوع، فإن الفصل بين سلطات الدولة الحداثية والكنيسة، أمر تاريخي ومنجز أوروبي لا غبار عليه، جاء في سياق انتصار الحداثة علي خصومها (ملوك وإقطاع ونبلاء وملاك الأراضي وسلطة الكهنوت الموالية لهم) ولم يأت وفق تأملات فكرية أو عاصفة شعرية. لكنه لا يعني البتة، فصلا بين الدولة والدين، فكلنا يتذكر اللحظة التاريخية، يوم استأذنت الشيوعية بالإنصراف، كيف قرعت أجراس الكنائس في روسيا، (بعد سبعين سنة من الصمت)، وكيف أرخي يلتسين أذنيه أمام بطريرك الكنيسة الروسية، طالبا بركته، وعلي منوّله غزل السيد بوتين وهافل وليش فاليسا… وبرلوسكوني وأرستقراطية أوروبا (المالية والثقافية)، الذين اصطفوا كالتلامذة علي البساط الأحمر في الفاتيكان لنيل البركة والحظوة وتقبيل يد البابا بنيديكت، مهنئين ارتقاءه عرش بطرس الرسول، وكلنا سمع عن أحلام توني بلير، وزيارة القديسين له( في منامات سياسية متحررة من المكبوت الفرويدي)، لكن الحقيقة التي لا مراء فيها، أننا أمام أنساق معرفية وتاريخية متباينة، من السذاجة أن نخلط حابلها بنابلها، فالكنيسة القروسطية، ورغم هيمنتها علي أوروبا (باعتبارها أكبر إقطاعية آنذاك) إلا أن سطوتها علي المناحي الفكرية، والتراث الكتابي، تآكلت وظلت محدودة، بسبب تقوقع الإكليروس داخل لغة وطقوس لاتينية (يجهلها الشعب) وبسبب تمركز الكنيسة حول إدارة وتوزيع القربان المقدس أو حجبه، في حين كانت التخوم البعيدة تتململ وتتمرد، عبر حركات الإصلاح الديني (اللوثرية مثلا) وازدهار الثقافة الكتابية (مطبعة غوتنبرغ) والنهضة الفلسفية والعلمية والنقدية ..أما العالم الإسلامي، فقد لجأ قادته المبكرون إلي تجنب الصدام التاريخي، خصوصا (مع الكنيسة الإمبراطورية المقدسة) ومع خصوم مدججين بتراث كتابي، وفلسفة رواقية مزدهرة مكتفيا بضرب عزلة فكرية حول داره، وجدار تعتيمي، من خلال تطوير علوم كلام (ذات طابع تبريري)، وشروحات لاهوتية إجترارية ومدرسانية، عززها وأبّدها إنتهاء العصر التنويري للقرن الرابع الهجري، ونهاية المعتزلة، وتوقف حركة الترجمة، ورجم الفلسفة، وهزيمة السلالة البويهية السامانية المثقفة بانتصار جحافل البداوة السلجوقية (التي قدمت من سهوب آسيا واعتنقت الإسلام حوالي 1030م وتسننت علي عجل) ليدخل المشرق الإسلامي، سباتا تاريخيا، لم يستيقظ منه إلا علي صوت حوافر خيول نابليون في باحة الأزهر عام 1799م!!   ما أردت قوله: ان (التراث الإسلامي) فقد المبادرة التاريخية، منذ زمن طويل (رغم فترة الإنتعاش والتمدد العسكري العثماني)، لأنه استأنس في سكونيته، وتلذذ في مص عظام مدوناته ومقاماته ويقينياته، والتسلي بخيلائه وقصص جواريه وغنائمــــه وإغلاق نوافذ عقله النقدي، تاركا الساحة، مستباحة من لدن إكليروس وظيفته الأولي تقوم علي تعميم أميّة شمولية، بتعليم إجتراري عقـــــيم، في فضاء لغوي، يختزن الكثير من المخاتلة والتورية والنفاق والبلاغة… من هذه الزاوية يبدو لي أننا نعيش في ذمة (الله) لأننا لم ننجز بعد مشروعا حديثا للدولة ولا تصّورا حديثا للدين. فماذا نحن فاعلون؟   (*) كاتب من سورية يقيم في النمسا   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 جوان 2006)

الصوماليون ومعجزة السلام والأمـن

 
  القادمون من مقديشو عاصمة الصومال يروون قصصا اقرب الي الاساطير حول التغير الكبير الذي طرأ علي البلاد في الاسابيع القليلة الماضية، وبالتحديد بعد سيطرة قوات المحاكم الشرعية الاسلامية علي المدن، وهروب لوردات الحرب الي دول الجوار مهزومين.   فاكوام القمامة بدأت تختفي كليا من الشوارع، والمحلات التجارية بدأت تفتح ابوابها دون خوف، ودون الحاجة الي استئجار الحراس والفتوات، والناس بدأت تتجول في الشوارع مساء، ويذهب من يملك المال منهم الي المطاعم دون خوف او قلق للمرة الاولي منذ عشر سنوات علي الاقل.   أحد سكان العاصمة مقديشو لخص الموقف بقوله ان ما حدث هو معجزة يصعب تصديقها، فبعد 16 عاما من الحرب الاهلية والفوضي الدموية والتناحر بين مافيات لوردات الحرب وميليشياتهم، بدأت البلاد واهلها يتذوقون طعم السلام والامن.   وربما يجادل البعض بان ثمن هذا السلام والامن سيكون اقامة حكومة طالبان اخري في الصومال، تطبق الشريعة الاسلامية، وتفرض احكامها. ولكن العيش في ظل حكومة اسلامية تفرض الامن والاستقرار وتحقق العدالة، افضل من العيش في ظل فوضي ومجاعات، وقتل وتحت رحمة عصابات المافيا والسطو المسلح.   مراسل صحيفة الغارديان اكسان رايس كتب يوم امس بان اكثر من 95% من الصوماليين يؤيدون المحاكم الشرعية، ويلتفون حول حكمها، لان قواتها نجحت في تخليص البلاد من لوردات الحرب وفظاعاتهم وتعطشهم لسفك الدماء.   ففي ظل غياب الدولة، وانعدام العدالة ودولة القانون، بدأت المحاكم الشرعية تفرض احكامها، وتفصل في النزاعات علي اساس الشريعة، وتحقق العدالة للمظلومين، الامر الذي جعل الكثيرين يلتفون حولها ويؤيدونها ويتمنون انتصارها علي المافيات ولوردات الحرب الذين كانت تدعمهم الولايات المتحدة الامريكية.   ان ما يجري في الصومال هو نسخة مكررة مما جري في افغانستان قبل تولي حركة طالبان الحكم، فالافغان عانوا كثيرا من لوردات الحرب وارهابهم ودمويتهم، ولذلك كانوا يرسلون الرسل لحركة طالبان لانقاذهم من هؤلاء.   المحاكم الشرعية اعادت توحيد معظم الاراضي الصومالية، واعطت الصوماليين املا بالحياة الكريمة والامن والاستقرار، والشيء نفسه فعلته حركة طالبان، لدرجة ان الكثير من الافغان يتوقون شوقا لعودتها، بعد ان اتضحت ثمار الاحتلال الامريكي المرة وديمقراطيته المنزوعة الامن امامهم بعد خمس سنوات من الحرب، فانتاج المخدرات تضاعف عشر مرات، وعمليات السطو والاغتصاب في تصاعد، والنساء لم يعدن يذهبن الي المدارس خوفا علي حياتهن واعراضهن من قطاع الطرق والخارجين عن القانون.   الادارة الامريكية اخطأت مرتين في الصومال، المرة الاولي عندما شجعت علي اطاحة نظام سياد بري، وهربت بعد ايام من تدخلها العسكري لحفظ الامن والسلام، ولم تستطع تحمل الخسائر البشرية في صفوفها من جراء عمليات المقاومة، والمرة الثانية عندما ساعدت لوردات الحرب في مواجهة المحاكم الاسلامية تحت ذريعة منع عودة القاعدة الي القرن الافريقي. وفي المرتين تصرفت بطريقة مناقضة لاجماع الشعب الصومالي.   (المصدر: افتتاحية صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 جوان 2006)

 

 


Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

28 octobre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3445 du 28.10.2009  archives : www.tunisnews.net   Liberté et Equité: Nouvelles des libertés en

En savoir plus +

29 février 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1380 du 29.02.2004  archives : www.tunisnews.net عادل عرفاوي: الانترنيت في تــونس – التّخلّف المعلوماتي

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.