TUNISNEWS
7 ème année, N° 2227 du 27.06.2006
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع المنستير: بيان حول إيقاف4 مواطنين الشباب الديمقراطي التقدّمي:توضيح للرأي العامّ الطلاّبي اللواء الأردنية: تونس .. حرب على الهوية العربية والاسلامية عمر صحابو: من وحي مأساة زميلي العجمي الوريمي مواطــن :أيـدولـوجيــا محمد العروسي الهاني : في ذكرى وفاته لمسة وفاء لروح الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله 29 جوان 1965 بـحـري الـعـرفـاوي: هــدف القدس العربي:الاتحاد الأوروبي يدعو دول المتوسط لزيادة التجارة البينية إسلام أون لاين:العرب أكثر المتبرعين في الكوارث الإنسانية رويترز:الحكم بحبس مصري أقام دعوى لمحاكمة مبارك وصحفيين نشرا عنها رويترز:المصريات يحتشدن للاستماع الى الواعظات نصر الدين بن حديد: اليمن بين حلم التيس وحسابات الجزّار توفيق المديني:أسعار المواد الأولية تحلق عالياً أبو بكر الصغير:لاعـبُ غـانـا وعـلـمُ إسـرائـيـل بشير موسى نافع:انتماء واحد أم انتماءات.. الأبعاد المتعددة للهوية نادر قريط:العرب لم ينجزوا مشروعا حديثا للدولة ولا تصّورا حديثا للدين: فصل اللاديـن عن اللادولـة! القدس العربي:الصوماليون ومعجزة السلام والأمـن
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
بيان حول إيقاف4 مواطنين
عدد جديد من مجلة البلاد
ملف العدد
أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
مداخلات للأساتذة مختار الطريفي والشاذلي بن يونس وعبد الرحمن كريم
منتصف الشهر: الغالية..هدى
الحدث: الساحة الحقوقية في تونس …إلى أين؟
عربي دولي: زيت فوق النيران الفلسطيني
ماذا لو اتجه الزرقاوي غربا؟
من الحياة: ظاهرة الطلاق في تونس
تجارب : الأمهات العازبات في تونس
ركلة حرة: لومير..دكتاتور الكرة
ثقافة وفن: الحوزة العلمية والمشهد الديني والثقافي في إيران
دفاعا عن الأكاديميا
حضارة: في نقد نظرية المؤامرة .. كمنطق تفسيري
بطاقات : كأس العام المفترى عليه!!/ القلق من التدين /
زوروا موقعنا على الانترنت:www.albiled.net
وراسلونا على العنوان التالي: tunisonline2006@yahoo.fr
توضيح للرأي العامّ الطلاّبي
تونس .. حرب على الهوية العربية والاسلامية
عائدات تونس السياحية ترتفع الى قرابة مليار دينار
من وحي مأساة زميلي العجمي الوريمي
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على افضل المرسلين
تونس في 27-06-2006
بقلم العروسي الهاني
مناضل دستوري
في ذكرى وفاته لمسة وفاء لروح الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله 29 جوان 1965
الذاكرة الوطنية لن تنسى ذكرى وفاة الزعيم الشاب الطيب المهيري رحمه الله الذي وفاه الاجل المحتوم يوم 29 جوان 1965 وهو في أعز الشباب والعطاء والسخاء حيث ولد المرحوم الطيب المهيري سنة 1924 وتوج مرحلة التعليم عام 1948 بالحصول على الشهادة العليا في الحقوق وتخرج محاميا في سن الرابع والعشرين شأنه شأن
الزعيم الحبيب بورقيبة الذي تخرج من كلية باريس عام 1927 محاميا
في سن الرابع والعشرين وهي من الصدف التاريخية والمحطات الهامة . وقد انخرط الزعيم الطيب المهيري مبكرا في الحزب الحر الدستوري التونسي وانظم الى طلبة الحزب وناضل في صلب طلبة الحزب ثم اصبح قياديا واقلق الاستعمار الفرنسي لانه من خريجي مدرسة بورقيبة الزعيم فزج به في السجن وهو أصغر زعيم لم يتجاوز عمره 28 سنة وفي 1955 كان المرحوم الطيب المهيري رحمه الله من المتحمسين الاوائل لسياسة المراحل البورقيبية في الاتفاقيات المتعلقة ببنود الاستقلال الداخلي وانظم الى اتجاه المرحلية والواقعية ولعب دور هام في اعداد عودة المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة الى أرض الوطن يوم غرة جوان 1955 ومن ذلك الحين اصبح من ابرز عناصر الحزب وتولى سنة 1955 ادارة الحزب بخطة مدير للحزب الحر الدستوري التونسي وكان من مصممي انعقاد
مؤتمر الحزب بصفاقس يوم 15 نوفمبر 1955
ولعب دور هام صحبة رفاقه الباهي الادغم والمنجي سليم والهادي نويرة وعلالة بلهوان والحبيب عاشور رحمهم الله ومحمد المصمودي وعبد المجيد شاكر وتولى المرحوم الطيب المهيري في المؤتمر دور هام لاذكاء الصبغة النضالية على اجواء المؤتمر التاريخي الذي كان المنعرج الثاني الحاسم في تاريخ الحزب والبلاد بعد مؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934 المؤتمر التأسيسي للحزب الحر الدستوري الجديد وانتخب المرحوم الطيب المهيري عضوا بالديوان السياسي للحزب في سن 31 عاما وتحمل مسؤولية الامين العام المساعد للحزب وفي 14 أفريل 1956 اختاره الزعيم الحبيب بورقيبة في أول حكومة وطنية للاستقلال
وزير الداخلية بقى في هذا المنصب حتى تاريخ وفاته
وطيلة الفترة التي قضاها المرحوم الزعيم الشاب الطيب المهيري الفترة الذهبية على رأس وزارة الداخلية من 14 أفريل 1956 الى 29 جوان 1965 محل ثقة كاملة وتقدير واحترام من طرف الزعيم الحبيب بورقيبة. وقد تحمل شرف الامانة باقتدار وكفاءة عالية وروح نضالية صادقة وكان رحمه الله مثالا في السلوك والتواضع والاخلاص والوفاء والانسجام والتعاون مع اخوانه في الحزب والحكومة ومحل تقدير من طرفهم جميعا. واعيد انتخابه يوم 5 مارس 1959 عضوا بالديوان السياسي للحزب في مؤتمر الحزب بسوسة المنعقد يوم 2 مارس 1959 بسوسة وواصل النضال الحزبي في قيادة الحزب العليا وأعيد انتخابه للمرة الثالثة في سبتمبر 1964 بمؤتمر بنزرت الذي أصبح فيه الحزب يسمى الحزب الاشتراكي الدستوري بعد مصادقته على نهج الاشتراكية الدستورية وبقي الاخ الطيب المهيري في خطة الامين العام المساعد للحزب من يوم 17 نوفمبر 1955 مؤتمر صفاقس الى يوم 29 جوان 1965 تاريخ التحاقه بالرفيق الاعلى حوالي 10 أعوام في حكومة الاستقلال وفي حزب التحرير والبناء والسيادة
علاقته الحميمة مع أعضاده لا مثيل لها
المرحوم الطيب المهيري سر نجاحه في وزارة الداخلية وفي قيادة الحزب تعود أساسا إلى معرفته الدقيقة والصادقة والمبنية على الحب والوفاء للوطن والاخلاص له أعني الوطن . كان يعرف كل المعتمدين فردا فردا ويختارهم ويزكيهم طبعا بعد موافقة رئيس الدولة الحبيب بورقيبة الذي له الثقة الكاملة في وزير الداخلية وكان المرحوم المهيري يتحدث مع اعضاءه بلطف وتواضع وبأخلاق عالية يعطيهم التعليمات فردا فردا دون وساطة وفي عقيدته المعتمد والوالي هما ركيزتان للنظام يتصل بهذا ويتصل بذاك دون مركبات ولا يتحرج الوالي من اتصال السيد الوزير بالمعتمد مباشرة ويعطيه التعليمات كانت في الحقيقة عائلة متكاملة يسودها الوفاق والوئام والمحبة
معرفة دقيقة بوضع الجهات
كان رحمه الله يتابع اخبار الجهات ويزوها باستمرار ويعتمد على رجال بررة مخلصين ويبلغ بأمانة للرئيس بورقيبة. كان يقترح لمنصب الوالي اقدرهم واكثرهم اشعاعا ووطنية واخلاصا للوطن واكثرهم وطنية وغيرة على البلاد مع الحرص الشديد على النظافة والسلوك وحسن المعاملة مع المواطنين
الامن الوطني يعشقه ويقدره
ومن خصاله انه حريص على دور الامن الوطني الدور الفاعل المتكامل مع دور المواطن وكان يحرص دوما على احترام المواطن ويوصي ويكرر باحترام المواطن والتعامل معه والمبادرة بتحيته وهو الذي فرض التحية وجعلها واجبة من طرف عون الامن للمواطن وكان دوما يسعى لاختيار العون الاكثر وطنية ونضالية وسلوك حسن وكان على اتصال دائم برجال الامن في الجهات يوصيهم بمزيد الانسجام والتعاون التام مع الهياكل الادارية والحزبية وعاش في وزارة الداخلية عزيزا كريما مهابا متواضعا وهي معادلة صعبة اليوم .. الهيبة مع التواضع والاخلاص والوفاء
النظافة الشاملة من صفاته وشيمه العالية وسيماته
هذا الرجل المتواضع في حياته ولباسه ومسكنه وعيشه المتواضع ومعاملته اليومية لا تدل اطلاقا أنه رجل دولة ووزير للداخلية عاش كريما عزيزا متواضعا في مسكن متواضع بضاحية المرسى التي يحبها حبا جما كان مسكنه المتواضع لا يكاد يفرغ يوما من الناس شيوخا ونسوة كبار ومناضلين ودستوريين ومقاومين يؤتون من كل فج عميق للاتصال بوزير الداخلية المتواضع ويكرمهم ويصغي اليهم ويعطف عليهم ويسعى لتلبية وقضاء حاجتهم بقدر الامكان كم من عجوز كفى دموعها وساعد ابنها على ايجاد شغل قار وكم من شيخ قضى حاجة اسرته وكم من مناضل خرج مسرورا من بيته فارحا وكم من دستوري رفع عليه مظلمة وكم من مقاوم حقق له طلبه وكم وكم وكم … ؟
الحسنات كثيرة والحمد الله
هذا الرجل عاش كسائر الناس وكعامة الموظفين يقضي حاجته من التاجر بحومته كما يتعامل الموظف الصغير مع التاجر ويقضي قضية الشهرية من مواد غذائية “بالطلوق” كما يقولون أي مؤجل الدفع الى حين تأتي الشهرية وعندما انتقل الى جوار ربه يوم 29 جوان 1965 رحمه الله جاء بعد الاربعين صاحب المتجر وطرق الباب وخرجت زوجته المخلصة فقال لها صاحب المتجر “إن المرحوم طيب المهيري زوجك الوفيّ بقى عليه دين بــ27د وبعض المليمات ” فهمت الزوجة المخلصة وقالت له “اكتم السرّ وكلّ شهر أعطيك نصيب من الدين حتى يخلص…” ما أحوجنا اليوم الى مثل هؤولاء الرجال النزهاء أصحاب الايادي البيضاء عند هذه الجملة تهاطلت الدموع وتذكرت مواقف هذا الرجل صاحب القلب الكبير وقلت “رحمه الله هذا الزعيم الخالد الذي قال في شأنه الزعيم الحبيب بورقيبة عند تأبينه شاءت الاقدار الالهية ان يودع الاب ابنه ويأبن الاب ابنه وتلك مشيئة الله دموع وبكاء ولن استطيع اتمام المقال من شدة التأثر
قال الله تعالى:”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضاى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم
وأخيرا قال الشاعر حلف الزمان أن لا يأتينا بمثله حنثت يا زمان فكفر ، هل يأتي لتونس طيب آخر بعد ان استكمل الطيب الاول البناء الشامخ مع رفقاء الدرب رموز الحركة الوطنية عسى أن يكون ذلك ان شاء الله “وهو على كل شيء قدير” صدق الله العظيم
ملاحظة: آخر لقاء بهذا الزعيم الخالد كان يوم 24 سبتمبر 1964 عند اختتام مؤتمر بنزرت وكنت آنذاك في اللجنة التي يرأسها السيد الطيب المهيري الامين العام المساعد للحزب وهي لجنة التنظيم الحزبي رحم الله الزعيم الخالد وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه لهذا الوطن العزيز والله ولي التوفيق .
قال الله تعالى : “و تعييها أذن واعية” صدق الله العظيم
ان شاء الله تكون في أذن واعية و الله ولي التوفيق
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
الاتحاد الأوروبي يدعو دول المتوسط لزيادة التجارة البينية
العرب أكثر المتبرعين في الكوارث الإنسانية
الحكم بحبس مصري أقام دعوى لمحاكمة مبارك وصحفيين نشرا عنها
المصريات يحتشدن للاستماع الى الواعظات
اليمن بين:
حلم التيس وحسابات الجزّار
مهما كانت الدلالات ومهما توافقت الرؤى أو اختلفت التحاليل، يأتي «تراجع» الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن وعده بعدم الترشّح للانتخابات الرئاسيّة القادمة، حاملا لمؤشّر هامّ وعلى قدر كبير من الخطورة، فهو يعلن في صراحة أمورًا كثيرة، بدءا بتشخيص الممارسة السياسيّة وتذييتها [نسبة إلى الذات] ليصبح الفرد وليس الفكرة أو البرنامج هو مصدر الشرعيّة ومحرّك الممارسة السياسيّة، وثانيًا إعلانًا أو بالأحرى اعترافًا صريحًا لا لبس فيه بعجز الحزب الحاكم ومن ورائه البلد بأكمله عن إنجاب أو إيجاد رجل ـ غيره ـ يملك القدرة على مسك مقاليد السلطة…
الوضع الماثل أمامنا في اليمن ورغم أهميته ـ بل وخطورته ـ لا يمكن أن نختصره في معادلة «الآن وهنا»، بل في مجمل نمط فكري ومنظومة حضاريّة بأكملها، ليس ضمن الأبعاد الماديّة الماثلة فقط، بل أساسًا في ذلك التناقض ـ المَرَضِي والخطير ـ بين الخطاب المعتمد من الجهة والممارسة الماثلة أمامنا.
جاء إعلان الرئيس اليمني بعدم الترشّح لدورة قادمة ـ عندما أطلقه ـ بمثابة «القنبلة» الإعلاميّة، فقد اعتدنا من الرؤساء والعقداء والأمراء والسلاطين والملوك أن يغادروا سدّة الحكم بفعل أمرين لا ثالث لهما، فعل الموت الطبيعيّة التي هي في حكم الغيب ليس لهم بها علم أو عليه مقدرة، أو إسقاط من على الكرسي وإبعاد عن السدّة وقد أعدّوا لأمرهم هذا أمورًا، لكنّ المكر من هذا قد يغلب الحيلة من ذاك، وقد تكون بين «هذا» و«ذاك» قرابة دمويّة أو هما الأب وأبنه… مع وجوب استثناء الحالة اللبنانيّة التي تملك مواصفات أخرى لا يمكن ـ مهما نرى من تداول ـ أن نقّر بوجود نظام يملك الحدّ الأدنى من التوافق بين التجليات الظاهرة من جهة والميكانزمات المؤسّسة.
سواء كانت جمهوريات فقط أو هي ديمقراطيّة شعبيّة أو إسلاميّة أو عربيّة أو هي ممالك أو جماهريّة، أو مملكات أو إمارات، يشترك النظام السياسي العربي في سمة جامعة، وهي أنّ من يجلس على السدّة لا يمثّل واحدًا من جملة مجموعة من الأفراد يمتلك جميعهم قدرة القيادة، بل هو الأوحد والاستثناء، إن لم نقل المخلّص والمنقذ، ومن ثمّة يحاول كلّ حاكم أن يشرّع لوجوده ضمن «تناس»، أو هو في أحسن الحالات قطيعة مع من نافسوه السلطة إن لم نقل تكفيرًا وتدنيسًا وقطعًا للدابر.
مهما حاولت الأنظمة العربيّة أن تفعل، إلاّ أنّها تعيش أزمة شرعيّة الوجود ومشروعيّة البقاء، سواء شرعيّة الدولة القطريّة برمّتها على اعتبارها وريثة الاستعمار ـ أو امتدادًا له ـ أو هي أزمة الحاكم في عدم قدرته أوّلا على التوفيق بين الخطاب المعتمد والممارسة المتّبعة، وثانيا عجز هذه المنظومة على تقديم الأجوبة الشافية عن أسئلة وجوديّة في أساسها، بدءا برغيف الخبز وموطن العمل والحقّ في الصحّة والسكن، وصولا إلى الإخفاق الجليّ في التأسيس أو تجسيد الحلم الذي ضحّى من أجله ذلك الجيل الذي قدّم الروح من أجل الاستقلال.
جاء أحد المسؤولين من الحزب الحاكم في اليمن ـ على قناة الجزيرة ـ معلّلا هذا التراجع أو كما سمّاها «هذه العودة» بوجوب أن يكمل الرئيس علي عبد الله صالح «الانجازات الكبرى التي بدأها»، وليس المقام أن نناقش هذه «الانجازات» أو نقدّرها، بل السؤال عمّا فعله ـ أو لم يفعله ـ هذا الرئيس طوال مقامه 27 سنة في القصر الجمهوري ليجعل «الدولة لا تزول بزوال الرجال» [العبارة للرئيس الراحل الهواري بومدين]؟؟؟
لا يعلم ـ سوى الصفوة أو هم قلّة ـ علم اليقين هل كان الرئيس اليمني صادقًا في وعده أو أنّ الأمر كان من باب المناورة، لكنّ التناقض بين ما أحياه هذا الوعد من جهة وما «أجهضه» فعل النقض، يتجاوز العلاقة «الجغرافيّة» بين من «وعد» وبين من هم «معنيون ـ قانونيّا ـ به»، ليمسّ «الحلم العربي» بالتأسيس لربيع واعد من خلال «خطاف يتيم» وقد تمناه الكثير أوّل الغيث!!!
المعادلة ـ في بعدها اليمني المباشر ـ تأتي متّصلة بل وثيقة الصلة بالعمق العربي، فقد اعتدنا ولا نزال أن «تنزل الجماهير إلى الشوارع» تهتف وتنادي بل تطلب وتترجّى إن لم نقل تتوسّل وتستجدي، وتأتي هذه الصور ضمن حالة لقيطة بين مفهوم «الرعيّة» التي تبذل البيعة للشخص بقطع النظر عمّا فعل أو هو قادر على الفعل وبين ما يتمّ التسويق له من «وعاء ديمقراطي» قادر على التماهي، أو بالأحرى ترضية المرجعيات الغربيّة، إن لم تكن المؤسّسات فهي الفكر والحضارة.
محاولة الزجّ عنوة بهذه الميكانزمات القبليّة والآليات الإقطاعيّة أساسًا ضمن هذا «الوعاء الديمقراطي» المستورد أورثنا «منطوقًا» على قدر كبير من الغرابة إن لم نقل السرياليّة، فهذا الرئيس اليمني بعد يوم من تراجعه وأمام «مؤتمر صنعاء الدولي حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير»، يعلن:«إن الدول الديمقراطية والغنية مطالبة بالخروج من دائرة التنظير إلى موقع الفعل، وتعليم الدول النامية والفقيرة والأخذ الفعلي بيدها إلى طريق الديمقراطية» ليضيف مخاطبًا الغرب:«بقدر ما تدرّسونا الديمقراطية أكّلونا»!!!
هذا الخطاب أو التصريح المأخوذ عن وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونيّة وغيرها من المصادر ثابت ولا يمكن الطعن في صحّته، يثبت بما لا يدع للشكّ أمورًا عديدة، أبرزها:
ـ يعترف الرئيس اليمني بعجز الدولة القطريّة وعدم قدرتها على تأدية دورها الطبيعي في وضع الأسس لنظام معرفي ـ سواء عبر البرامج التعليميّة أو المنظومة الثقافة ـ قادر على الرفع من مستوى الإدراك العام ومن ثمّة يطلب ويقبل بأنّ تقوم «الدول الديمقراطيّة» بأداء هذا الدور!!!
ـ يربط الرئيس اليمني بين الديمقراطيّة وبين الأكل، فيجعل على «الدول الديمقراطيّة» واجب إطعام البطون وتطعيم العقول.
قد يرى البعض أن خطاب الرئيس اليمني هذا يحمل على التهكّم والتحدّي أكثر ممّا هي مطالب، لكن وجب القول بل الجزم أنّ المنظومة العربيّة بأكملها تأقلمت أو هي انبنت منذ 11 سبتمبر على المرجعيات الغربيّة، ضمن سعي محموم لتحصيل «شهادة حسن السلوك» ومن ثمّة النأي بنفسها عن كلّ ما يتّصل بما يسمّى «الإرهاب» سواء كان لفظًا أو دلالة أو إسقاطا أو تأويلا أو تصريحًا أو تلميحًا أو إحالة أو تشبيها أو استعارة أو غيرها، ليكون التوافق كاملا والتطابق شاملا مع الممنوعات الأمريكيّة بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، بل يزيد البعض ويغالي!!!
قد تكون الصدفة وحدها أو أنّ الأمر مقدّر، فقد تلا قرار «التراجع» أو «العودة» أو «الحنث» بيوم واحد «مؤتمر صنعاء الدولي حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير»، وممّا نلاحظه أنّ الثوابت الثلاثة أيّ «الديمقراطيّة ـ الإصلاح السياسي ـ حريّة التعبير» جاءت مفصّلة في ما يسمّى «مشروع الشرق الأوسط الكبير» المعروف اختصارًا بلفظ MEPI وأيضًا أن تداول هذه المفاهيم ومحاولة التماهي معها والانصياع لها، يأتي من خلال التأكيد المتواصل ـ بل اللّحوح ـ على الديمقراطيّة وعلى أنّها خيار لا تراجع عنه أو تفريط فيه، والتذكير الدائم والتكرار المتواصل بأنّ القرارات جميعها تأتي متوسّلة هذه الديمقراطيّة، ومن ناحية أخرى يأتي التأكيد على عظمة «القائد» [تحت مسمياته العديدة] وأيضا «حسناته» و«مكارمه» ومن ضمنها هذه الديمقراطيّة التي لم تكن لترى النور أو تأتي سوى في صورة هبة من هذا «القائد»!!!
يمكن الجزم أنّ السلطات العربيّة ـ من المحيط الهادر إلى الخليج المتفجرّ ـ صارت تستثني الزمن بل تلغيه أحيانًا لتجعله إسقاطًا من لدنها، إن لم نقل في عزلة عمّا سواه. يبلغ التركيز مداه أو أقصاه أو هو يبدو في أشدّ حالاته تجليّا حين صارت القيادات السياسيّة في «منزلة بين المنزلتين»، فهي من ناحية تبحث عن ترسيخ صورة «المطلق والمقدّس» بين شعوبها ومن جهة أخرى تحاول لدى المراجع الغربيّة والأمريكيّة خصوصًا المحافظة على صورة ووظيفة «التابع والأمين والصّدوق». لكنّ المصيبة تكمن في صعوبة إنّ لم نقل التوفيق بين الصورتين، فالرئيس اليمني علي عبد الله صالح لم يقدّم خدمات للقوّات الأمريكيّة ولم يبسط تسهيلات أمامها، بل صبر وصابر حين صارت طائراتها تستبيح أبناء شعبه بدون علمه ودون معرفته ليطلّ علينا في صورة المنقذ والبطل وإن لم نره إلى حدّ الساعة يرتدي ذلك الحصان الأبيض!!!
المستقبل بما يجدّ في فلسطين من استقالة عربيّة إن لم نقل الخيانات البيّنة وحالات الطعن الجليّة، وما يحدث في العراق من طعنات، مفتوح على احتمالات محدّدة، حاولت الولايات المتّحدة استباقها من خلال الاجتماع الذي تمّ في واشنطن مؤخرًا وضمّ أهمّ أجهزة الاستخبارات الغربيّة، ليس للبحث في مجالات الإرهاب أو التنظيمات الأصوليّة، بل للحديث عن الديمقراطيّة وكيفيّة نشرها، ممّا يعني أنّ طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيتحقّق حين أعلن :«بقدر ما تدرّسونا الديمقراطية أكّلونا»… ممّا يدفعنا إلى السؤال عمّن سيذوق الديمقراطيّة قبل غيره…
نصر الدين بن حديد
nasrbenhadid@yahoo.fr
أسعار المواد الأولية تحلق عالياً
لاعـبُ غـانـا وعـلـمُ إسـرائـيـل
انتماء واحد أم انتماءات.. الأبعاد المتعددة للهوية
العرب لم ينجزوا مشروعا حديثا للدولة ولا تصّورا حديثا للدين:
فصل اللاديـن عن اللادولـة!
الصوماليون ومعجزة السلام والأمـن