الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°3045 du 23 .09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


الظالم المبتسم: تقرير خاص حول تونس من لجنة حماية الصحفيين

مراسلون بلا حدود: قلق عارم على الصحافي المستقل سليم بوخذير

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان– فرع بنزرت :بـــــــــيــــــــــان

الإتحاد العام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة:بيان

رويترز: منظمة حقوقية في تونس تدعو للافراج عن ناشط تحدث للجزيرة

المصريون ـ خاص : إختطاف : الصحفي و الناشط الحقوقي ومراسل المصريون في تونس الزميل سليم بوخذير

نبيل الرباعي: هل من حل لمشكلة ترسيم المساجين المحاكمون والمحالون بقانون الإرهاب من الطلبة

النقابة الأساسية لأساتذة كلية الآداب بمنوبة:الى روح سمير البكوش

الحزب الديمقراطي التقدمي:  جامعـة بــــنزرت دعــــــــــــــوة

نبيل العوضي: كلمة صراحة : المحجبات في بلاد المسلمين!!

كلمة:الأخبــــــــــــــــــــــــــــار كلمة: دهالـــــــــــــــــــــــــــيز الرأي : الكويت تشارك في المؤتمر العربي لجرائم الحاسوب في تونس

العرب اونلاين: حفل نصير شمة فى تونس : ترانيم العود فى حضرة آلهة سومر

رويترز: تونسي يقتل أسرة بالرصاص لانها رفضت اتمام زاوجه بابنتها

بقلم : محمد شمام:المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة العاشرة

عبد الحميد خلفة : في الرد على السيد عبد الحميد العداسي

عماد بن محمد

: في نقد خطاب الأنترنات ( التونسي)

مرسل الكسيبي:تونس بعيون عربية

سواك حار”عمّ ضـو ” يهزم “مجلس المستشارين” بالضربة القاضية

محمد العروسي الهاني:إلى عناية السيد الوزير الأول :حول عدم الاكتراث بمشاغل المواطنين توفيق المديني : عودة إلى طرح قضايا المجتمع المدني سعــاد القوسـامي: أيّة مسؤولية للسلطة في الحفاظ على اللغة العربية؟ الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث :تحديد بداية شهر شوال


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 
 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


تقرير خاص حول تونس من لجنة حماية الصحفيين
الظالم المبتسم
تونس تريد من الناس أن يصدقوا أنها دولة تقدمية تحمي حقوق الإنسان. ولكنها في الواقع دولة بوليسية تعمل بحزم على إسكات أي أحد يتحدى الرئيس بن علي.
 
إعداد جويل كمبانا صفاقس تتدلى على واجهة سجن صفاقس المطلية باللون الأبيض صورة كبيرة للرئيس زين العابدين بن علي يظهر فيها باسما باطمئنان. كان يقبع في هذا السجن حتى شهر تموز(يوليو) الصحفي سليم بوخذير الذي سبق أن حكم عليه بالسجن لمدة عام. السبب الرسمي لسجن هذا الصحفي، الذي يبلغ من العمر 37 عاما، هو إهانة ضابط شرطة عند نقطة تفتيش في صفاقس، وهي ثاني أكبر مدينة في تونس. ولكن الواقع الغرائبي لهذا البلد المشمس في شمال إفريقيا، يشير إلى أن احتجاز بوخذير ليس له علاقة بهذه التهمة، ولكن الإساءة إلى الرجل الذي تظهر صورته على واجهة السجن هي التي حملته فعلا الى احدى زنزاناته. كان بوخذير في السابق كاتبا في الشؤون الثقافية والفنية في الصحافة المؤيدة للحكومة، ولكنه فعل ما لا يجرؤ إلا قليلون على فعله: وهو انتقاد الرئيس بن علي وأفراد عائلته الذين يسيطرون على الحياة السياسية والاقتصادية في تونس، وهي بلد متوسطي يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة. كان بوخذير ينشر مقالات كصحفي مستقل في منشورات أجنبية ومواقع على شبكة الإنترنت، اتهم فيها بن علي بمحاباة أقربائه وأورد مثالا عن تخصيص أموال حكومية لمدرسة خاصة تديرها إحدى قريبات الرئيس. ولفت بوخذير انتباه السلطات بسرعة، فتم فصله من عمله اليومي في صحيفة ‘أخبار الجمهورية’ تحت ضغط من الحكومة، كما تم منعه من الحصول على جواز سفر، وفي إحدى المرات تعرض لاعتداء على يد الشرطة السرية في وسط مدينة تونس، وذلك بعد فترة وجيزه من قيامه بكتابة مقال على شبكة الإنترنت انتقد فيها ممارسات العمل التي يقوم بها صهر الرئيس بن علي. ولكن ذلك لم يردع بوخذير، وواصل الكتابة. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، أرسلت حكومة بن علي إلى بوخذير رسالة أقوى. فبينما كان هذا الصحفي متوجها من صفاقس إلى تونس بعد إبلاغه أن بإمكانه الحصول على جواز سفر، قامت الشرطة بإيقاف السيارة التي يستقلها خارج المدينة، وأمرته بالخروج من السيارة. ثم زعم عناصر الشرطة بأن بوخذير أهانهم (وهي تهمة أنكرها بوخذير بشدة)، وعلى أثر ذلك، بحسب ما قاله بوخذير للجنة حماية الصحفيين، اقتادوه إلى مركز للشرطة حيث تعرض هناك للكمات متعددة على رأسه واتهموه بأنه عميل أمريكي. صرحت الحكومة بأن اعتقال بوخذير لا علاقه له بعمله الصحفي. وبعد أسبوع من ذلك، وعلى أثر محاكمة صوريّة، أدين بتهمة ‘إهانة موظف عمومي’ وأنه رفض إشهار بطاقة هويته لضابط شرطة. وقال شاهد عيان لأسرة بوخذير إن الشرطة زيفت شهادته من أجل إدانة الصحفي. وقد قام القاضي الذي أدار محاكمة بوخذير بمنع المحامي من استجواب الشهود الذين استدعاهم الادعاء. وقال المحامون إن عقوبة السجن لمدة عام هي أقصى عقوبة يسمح بها القانون لمخالفة مثل هذه، وإن القضاء لم يصدر في الماضي أبدا حكما بهذه القسوة في مثل هذه الحالات. وقال محامي حقوق الإنسان محمد عبو، ‘لقد سجنوه من إجل ترهيبه’، وكان عبو قد أودع السجن في عام 2005 بسبب قيامه بنشر مقال على شبكة الإنترنت انتقد فيه الرئيس بن علي. وبعد حملة دولية مكثفة نظمها صحفيون وجماعات للدفاع عن حرية الصحافة، بما فيها لجنة حماية الصحفيين، أفرجت السلطات التونسية عن بوخذير في تموز (يوليو)، وتذرعت بحسن سلوكه في السجن، ولكن قرار إيداعه في السجن يوضح الإجراءات القاسية والعديدة التي تستخدمها الحكومة التونسية لخنق وسائل الإعلام المعارضة بينما تحاول تحصين نفسها من النقد الدولي. تشتهر تونس عالميا بشواطئها الجميلة ومواقعها السياحية، ولكنها تعمل بهدوء كدولة بوليسية في الداخل. ولا توجه الصحافة المطبوعة أية انتقادات للرئيس، وهي مصابة بالشلل جراء الرقابة الذاتية. أما الأصوات القليلة التي تظهر على شبكة الإنترنت والمنشورات الأجنبية والصحف الأسبوعية محدودة الانتشار التابعة للمعارضة، فعادة ما تتعرض للمضايقات والتهميش من قبل السلطات التونسية. يتضمن قانون الصحافة التونسي سلسلة من القيود على التغطية الصحفية، بما في ذلك حظر صريح على الإساءة للرئيس، وتكدير النظام العام، ونشر ما تعتبره الحكومة ‘أخبارا كاذبة’. وقد وجد تحقيق أجرته لجنة حماية الصحفيين أنه في حين تم استخدام هذه القوانين لملاحقة الصحفيين منذ سنوات عديدة، إلا أن السلطات تفضّل استخدام أساليب غير ظاهرة للسيطرة على الأصوات الناقدة. إذ تسيطر الحكومة على عمليات تسجيل الصحافة المطبوعة وترخيص وسائل البث، وترفض السماح بتأسيس وسائل إعلام ناقدة. كما تسيطر السلطات على توزيع التمويل الحكومي والإعلانات من القطاع العام، وبالتالي فإنها تتمتع بسلاح اقتصادي في هذا الصدد. وتتعرض الصحف الجريئة للمصادرة من قبل الشرطة، وتعمد الحكومة إلى حجب المواقع الإخبارية الناقدة على شبكة الإنترنت، مثل المواقع التابعة لجماعات حقوق الإنسان الدولية، وموقع نشر أفلام الفيديو الشهير ‘يوتيوب’. تعرض الصحفيون المستقلون، وبعضهم ناشطين أيضا في مجال حقوق الإنسان، لمضايقات من قبل السلطات. إذ تقوم الحكومة بقطع خطوطهم الهاتفية، ويتلقون تهديدات من مصادر مجهولة، ويخضعون لمراقبة الشرطة، ويحرمون من السفر خارج البلاد، حتى أن حريتهم بالتحرك داخل البلاد مقيدة. أما الذين يتجاوزون الخطوط التي تسمح بها السلطات في توجيه النقد، فيتعرضون لإجراءات أقسى، مثل السجن والاعتداءات العنيفة. وفي إحدى الحالات الشائنة التي جرت عام 2005، تعرض الصحفي كريستوف بولتانسكي من صحيفة ‘ليبراسيون’ اليومية الفرنسية لغاز مسيل للدموع والضرب كما طعن بسكين على يد أربعة رجال مجهولين في الحي الدبلوماسي شديد الحراسة في تونس العاصمة. وقد حدث الاعتداء قبل بضعة أيام من انعقاد اجتماع قمة حول المعلومات والإنترنت برعاية الأمم المتحدة، وبعد فترة وجيزة من قيام بولتانسكي بكتابة مقال وصف فيه القمع الذي يتعرض له نشطاء حقوق الإنسان. وفي ظروف مشابهة إلى حد بعيد، أصيب الصحفي التونسي رياض بن فضل بجراح إثر تعرضه لإطلاق نيران من سيارة مسرعة قرب منزله في قرطاج في عام 2000، وذلك على بعد بضعة أميال من القصر الرئاسي، وهو أحد أكثر المواقع أمنا في تونس. وقبل بضعة أيام من ذلك، كان قد كتب مقالا في صحيفة ‘لوموند’ ناشد فيه الرئيس بن علي أن يتنازل عن السلطة بعد انتهاء فترة رئاسته. لقد قامت السلطات في تونس والمغرب بسجن صحفيين أكثر من أي بلد آخر في العالم العربي منذ عام 2002. وقد استخدمت السلطات التونسية اتهامات لا علاقة لها بالصحافة سعيا منها لحماية نفسها من المساءلة الدولية، (وهذه الاتهامات تتجاوز القضايا الصحفية، ففي شباط (فبراير) قامت السلطات بسجن المثل الكوميدي الهادي أولاد باب الله استنادا إلى تهمة تعاطي المخدرات، وهي تهمة اعتبرها كثيرون زائفة، وذلك بعد أن قام بأداء مقطع فكاهي قلّد فيه الرئيس بن علي بطريقة ساخرة). وقال أحد مدرسي تخصص الصحافة المخضرمين، وقد طلب عدم الإفصاح عن اسمه، ‘هناك الكثير من الضغوط الخفية وغير المباشرة، فليس هناك أوامر رسمية بإغلاق الصحف وسجن الصحفيين، ولكن المرء يتساءل أين هي الصحافة المستقلة؟’ وعلى الصعيد الدولي، تستخدم الحكومة استراتيجية جريئة للعلاقات العامة. وقال صحفيون للجنة حماية الصحفيين إن النظام يوفر رحلات مدفوعة التكاليف لصحفيين من دول عربية لتغطية النشاطات الرسمية، مثل الاحتفال السنوي للانقلاب الذي حدث في تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 وصعد بن علي بسببه إلى السلطة. وفي عام 2007، أوردت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن بعض الصحف المصرية تلقت دفعات مالية لنشر تقارير صحفية تمتدح ‘المهارات القيادية’ التي يتمتع بها بن علي ‘وإصلاحاته الديمقراطية’. وتعمد السلطات بصفة حازمة إلى الرد على الانتقادات في المحافل الدولية وذلك من خلال تجنيد ‘مفسدين’ لتلك النشاطات. ففي أيلول (سبتمبر) 2007، سعت مجموعة كهذه إلى السيطرة على النقاش أثناء نشاط نظمته جامعة جون هوبكنز تحدثت فيه الصحفية والناشطة في مجال حقوق الإنسان سهام بنسدرين. وعندما يتم نشر انتقادات في الصحف الدولية، يقوم متحدثون باسم الحكومة بالرد بسرعة على الانتقادات. وكتب مستشار الشؤون الصحفية في السفارة التونسية في واشنطن، توفيق الشابي في رسالة إلى صحيفة ‘سانت بول بيونير برس’ بعد نشر سرد أعدته لجنة حماية الصحفيين عن الإساءات لحرية الصحافة في تون: ‘منذ صعود الرئيس بن علي إلى السلطة في عام 1987، قامت تونس بتنفيذ عملية إصلاح تقدمية ولا يمكن التراجع عنها بهدف ترسيخ الديمقراطية، وتعزيز حكم القانون، والنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها’. واضاف توفيق شابي أن الإصلاحات أدت إلى ‘تغييرات مذهلة’ في المشهد السياسي. ومع ذلك فإن تلك التغييرات لم تتضمن إجراء حوارات مباشرة مع الجهات التي تنتقد سجل الحكومة. إذ أن كبار المسؤولين، مثل رئيس الوزراء محمد الغنوشي ووزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم، تجاهلوا طلبات عديدة من لجنة حماية الصحفيين للالتقاء معهمم في تونس خلال شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) لمناقشة الإساءات لحرية الصحافة. يُعتبر الرئيس بن علي سدا أمام المتطرفين الإسلاميين في شمال إفريقيا، ولذلك فإنه يتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وقد وجهت وزارة الخارجية الأمريكية والرئيس جورج دبليو بوش في مناسبات قليلة انتقادات للحكومة التونسية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، ولكن تونس هي شريك موثوق للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، كما أنها أثارت إعجاب الجهات الداعمة لها في الولايات المتحدة بسبب النمو الاقتصادي الذي حققته، ودعمها لحقوق المرأة، والاستقرار السياسي. كما أن العديد ممن يدعمون الحكومة التونسية في الولايات المتحدة هم أعضاء في الكونغرس الأمريكي، وخصوصا التجمع المعني بالشؤون التونسية في الكونغرس والذي تشكل مؤخرا، والمكلف بتعزيز العلاقات الثنائية. وتستقبل الحكومة التونسية بصفة منتظمة وفودا من الكونغرس الأمريكي في عاصمتها المشمسة تونس. وإذ يدفع أعضاء الكونغرس نحو تقوية العلاقات بين الولايات المتحدة وتونس، فهم عادة ما يلتزمون الصمت أزاء السجل الضعيف لتونس في مجال حقوق الإنسان والحريات الصحفية، ويسمحون للصحافة التونسية التي تسيطر عليها الحكومة باستغلال تلك الزيارات لغرض الدعاية للحكومة. آخر الأمثلة على ما سلف، هي الزيارة التي قامت بها في تموز (يوليو) عضوة الكونغرس الأمريكي بيتي مكولوم، وهي من الحزب الديمقراطي وتمثل ولاية مينيسوتا، حيث امتدحت تونس بوصفها ‘صوتا للاعتدال والحكمة في العالم’، وهو تصريح ظلت الصحافة المؤيدة للحكومة ترددة بلا انقطاع. ويقول صحفيون ومحللون تونسيون إن هذا النوع من الدعم السياسي يمثل المساعدة الأجنبية التي يحتاجها النظام أشد احتياج. (وفي موضوع إخباري نشر على موقع الإنترنت التابع لصحيفة ‘ذا هيل’ التي تصدر في واشنطن، قالت بيتي مكولوم إنها تحدثت على انفراد مع جماعات معنية بحقوق الإنسان، ولكن رحلتها كانت معنية ‘بالتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب’.) أما العلاقات بين تونس وفرنسا، وهي الشريك التجاري الأكبر لتونس، فهي علاقات أشد عمقا. وقد أقام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مثل سلفه جاك شيراك، علاقات دافئة مع الرئيس بن علي، وأعلن خلال زيارة قام بها إلى تونس في نيسان (إبريل): ‘في بلد أحضر إليها كصديق ويتم استقبالي بها كصديق، لا أرى لماذا يتعين علي أن ألقي عليها دروسا’. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يقوم أحيانا بانتقاد تونس بسبب أوضاع حقوق الإنسان، إلا أنه يضع لمصالحه السياسية والاقتصادية أهمية أكبر من الشواغل المتعلقة بالإساءات الحكومية لحقوق الإنسان. واليوم، نجد العديد من الصحفيين التونسيين الماهرين يندبون الحال المؤسف الذي وصلت إليه مهنتهم، ويشيرون إلى الفجوة بين الوضع في بلدهم وبين البلدان المجاورة مثل الجزائر والمغرب، حيث ترسخت صحافة جريئة على الرغم من القمع الحكومي الشديد. وفي العديد من الحالات التي وثقتها لجنة حماية الصحفيين، عمد صحفيون تونسيون بارزون إلى مغادرة البلاد من أجل البحث عن عمل مع مؤسسات إخبارية دولية. وقال توفيق بن بريك، وهيو صحفي مستقل يبلغ من العمر 48 عاما، ‘كانوا في الماضي يغتالون الصحفيين في الجزائر، أما في تونس فقد قتلوا المهنة’، وهو يشير إلى حملة القتل التي شنتها الجماعات المسلحة في الجزائر في عقد التسعينات من القرن الماضي. ويكتب بن بريك الآن لمؤسسات اعلامية دولية، إذ أنه ممن يوجهون نقدا شديدا للرئيس بن علي. لم يبدأ سليم بوخذير ينظر بعين ناقدة صوب نظام بن علي إلا قبل أربع سنوات، وقد كان في السابق يعمل في الصحافة المؤيدة للحكومة. وفي الوقت الذي أودع فيه في السجن، كان بوخذير يكتب عدة مرات أسبوعيا لمواقع على شبكة الإنترنت محظورة رسميا، مثل الموقع الشهير ‘تونس نيوز’، كما كان يكتب أحيانا لصحيفة المعارضة ‘الموقف’، وصحيفة ‘القدس العربي’ التي تتخذ من لندن مقرا لها. وتقول الصحفية المستقلة العتيدة نزيهة رجيبة ‘إن سليم يمثل ما يخافون منه، فقد تحول من صحفي عادي في تونس إلى صحفي مستقل. وما حدث له هو وسيلة [للحكومة] لتلقين الآخرين درسا’. لقد واصل بن علي تطوير استراتيجية الاحتواء هذه خلال ما يزيد عن عقدين. ولم تعرف الجمهورية الحديثة في تونس سوى رئيسين منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1956. وقد قاد الحبيب بورقيبة، البطل الوطني و ‘الرئيس مدى الحياة’ حركة التحديث والتنمية في تونس خلال ما يزيد عن 31 عاما. وخلال فترة حكمه الاستبدادي، لم تنتهج الدولة نهجا ديمقراطيا تحرريا، ولكن مع ذلك سمح بورقيبة بقدر محدود من الخطاب السياسي في صحف المعارضة والصحف المستقلة. وإذ أخذت قيادة بورقيبة تضيق ذرعا بالنقد في السنوات الأخيرة من عهده، بدأ هامش الحوار النقدي يضيق وتزايدت حالات الرقابة على الصحف وإغلاقها. وعندما قام بن علي الذي كان حينها رئيسا للوزراء بالإطاحة بنظام بورقيبة، خيم على تونس شعور بالتفاؤل إذ تم الإفراج عن السجناء السياسيين والتعهّد بتنظيم انتخابات. وقال محرر الصحيفة التونسية المعارضة ‘الموقف’، رشيد خشانة، إنه ‘خلال الفترة من عام 1987 إلى عام 1989 كان هناك نوع من الربيع [السياسي] في تونس، وكانت من المقرر إجراء انتخابات واعتقد الناس أنهم يشهدون تجربة تعددية. ولكن الأمر كان خداعا، فبعد ذلك أصبحت الدولة أكثر استبدادا وكانت الصحافة هي أولى الضحايا’. بدأ بن علي أولا بقمع المعارضة الإسلامية وبعد ذلك أتى دوركل من يخالف نظامه. وتم إغلاق صحف المعارضة والصحف المستقلة مثل صحيفة ‘لو ماغريب’، و ‘البديل’، والصحيفة الإسلامية الأسبوعية ‘الفجر’، وبعضها أجبر على الإغلاق تحت ضغط الحكومة. وعلى سبيل المثال، قام ناشر صحيفة ‘الرأي’ بإغلاق صحيفته الأسبوعية المستقلة بعد أن تعرض للضغط على أثر نشرها مقالا كتبته الصحفية نزيهة رجيبة شككت فيه في المهارات السياسية للرئيس بن علي وعبرت عن شكوكها بشأن نواياه بترسيخ الديمقراطية. لقد نجحت حكومة بن علي إلى حد بعيد في خنق أنفاس صحافة البلاد. وتسيطر على صحافة التيار العام صحف مؤيدة للحكومة تقدم تغطية متملقة عن بن علي، إذ تمتدحه بوصفه مهندس التغيير وناصرالحرية. وقد وجد تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2007 أنه حتى الصحافة الحرة شكليا تتلقى توجيهات من مسؤولين حكومين رسميين وأن ‘جميع وسائل الإعلام تخضع لضغوط حكومية كبيرة بشأن الموضوعات التي تغطيها’. وتنشر الصفحات الأولى للصحف يوميا صورة للرئيس بن علي وهو يؤدي واجبات الحكم، تظهره أحيانا خلال اجتماع مع شخصية أجنبية، أو تنشر صورة منفردة له. أما الصفحات الداخلية فتركز بشدة على الأخبار الاجتماعية والرياضة. أما النقد القليل فعادة ما يكون عاما ويتجنب ذكر المسؤولين بالاسم، أو توجيه اللوم إلى السياسات الحكومية. وفي حزيران (يونيو)، وبينما كان التونسيون في بلدة الرديف في جنوب البلاد يتظاهرون احتجاجا على ازدياد البطالة والمحسوبية وغلاء الأسعار، ركزت الصحفات الأولى للصحف اليومية على الطلاب التونسيين الذين نجحوا في امتحان الثانوية العامة. تقوم وزارة الداخلية بتسجيل جميع وسائل الإعلام المطبوعة، ولا تمنح الموافقة على التسجيل للمطبوعات التي تعتبر مستقلة. وخلال هذا العقد، أقامت الحكومة وكالة وطنية للذبذبات من أجل منح التراخيص لوسائل البث الإعلامية، ولكن لم يتم الإفصاح أبدا عن المعايير التي تعتمدها الوكالة لمنح التراخيص، ووجدت لجنة حماية الصحفيين أن العديد من مقدمي الطلبات المستقلين لم يحصلوا حتى على إجابة من الوكالة. وقد وافقت الوكالة على منح ترخيص لمحطة تلفزيونية واحدة وثلاث محطات إذاعية، ولكنها جميعا مملوكة لمصالح تجارية قريبة من النظام. وعلى الرغم من ذلك، فإن الترخيص يمنع تلك المحطات من بث أية أخبار سياسية ما عدا نشرات إخبارية تصدرها وكالة الأنباء الحكومية. وقال أحد الصحفيين البارزين يعمل مع الصحافة المؤيدة للحكومة، ‘يظل الصحفيون دائما يفكرون ما إذا كانت السلطات ستقبل بما يكتبون، ولا يتحدثون أبدا عما يريده القراء. وأحيانا يظهر بعض النقد في الصحافة اليومية، ولكنه غير موجه لصانعي القرار’. وقد تحدث هذا الصحفي بشرط عدم الإفصاح عن هويته خشية من تعرضه للعقاب. إن هذا الخوف له ما يبرره على أرض الواقع. فقد قال صحفيون للجنة حماية الصحفيين إن الحكومة تقوم من خلال الوكالة التونسية للاتصال الخارجي بتوزيع الإعلانات من الوكالات الحكومية والمؤسسات العامة، وتعاقب الصحف الجريئة من خلال حجب الإعلانات عنها. وأضاف الصحفيون إن المعلنين من القطاع الخاص عادة ما يلتزمون بتوجه الحكومة عندما تحجب الإعلانات عن بعض الصحف. وتعمل وكالة الاتصالات الخارجية التونسية على نحو غامض: إذ أنها لا تفصح عن الخطوط الإرشادية التي تتبعها في توزيع الإعلانات. هذا ولم يرد المدير العام للوكالة، أسامة رمضاني على اتصالات متكررة أجرتها لجنة حماية الصحفيين للتعرف على وجهة نظره. على الرغم من هذا السجل الحافل بإعاقة الصحافة، كثيرا ما يصدر الرئيس بن علي دعوات زائفة لإنهاء الرقابة الذاتية. وقد نقلت وكالة رويترز عن بن علي في أيار (مايو) قوله ‘لقد بقينا دائما نعتبر حرية التعبير كحق أساسي من حقوق الإنسان’. وأضاف، ‘نحن نكرر دعوتنا من أجل مضاعفة الجهود … لتنويع وإثراء فضاءات الحوار في وسائل الإعلام المتعددة من أجل ضمان توفير اعلام وطني متطور وجريء … بعيدا عن جميع أشكال الرقابة الذاتية والرقابة الخارجية’. كان رؤوف شيخ روحه، مدير مؤسسة ‘دار الصباح’ الإعلامية ، هو أحد المسؤولين الإعلاميين القلائل الذين وافقوا على الالتقاء مع لجنة حماية الصحفيين، وقد دافع عن المطبوعات التي تصدرها مؤسسته وقال إنها مطبوعات مستقلة. ولدى سؤاله عن السبب الذي يدفع صحفه، والتي تتضمن صحيفة ‘الصباح’ اليومية والتي يصل توزيعها إلى 40,000 نسخة يوميا، إلى عدم تناول الفساد الحكومي أو انتقاد كبار المسؤولين الرسميين، وجه اللوم إلى القانون، وقال ‘يوجد في تونس قانون للصحافة ولا يمكنك أن تتجاوز القانون’، وأضاف ‘فبموجب القانون لا يمكننا الإساءة إلى الرئيس. تونس ليست أوروبا، بل هي بلد عربي وإسلامي … نحن نتقدم خطوة بعد خطوة وأنا أعتقد أن الصحافة تسير في الاتجاه الصحيح’. وعندما تنتهج الصحف المؤيدة للحكومة نهجا تهجميا، فإن ذلك عادة ما يتضمن التشهير بالصحفيين والناشطين المستقلين. فالصحف التونسية مثل صحيفة ‘الشروق’ وهي الصحيفة الأكثر انتشارا، وصحيفة ‘الصريح’ الأسبوعية، وصحيفة ‘الحدث’ الأسبوعية كثيرا ما تنشر مقالات تشن فيها هجمات شخصية لا أساس لها ضد الصحفيين المستقلين وتنعتهم بأوصاف مثل ‘خونة’ و ‘عملاء لجهات أجنبية’. ولم يستجب محررو تلك الصحف لطلبات لجنة حماية الصحفيين لعقد لقاء معهم. وعلى الطرف الآخر من الطيف من الصحافة المؤيدة للحكومة وحسنة التمويل، توجد صحف صغيرة معارضة ومواقع على شبكة الإنترنت وهي تواجه عقبات هائلة. وبصفة عامة، يصل توزيع تلك الصحف إلى 30,000 نسخة أسبوعيا (وفي المقابل فإن صحيفة ‘الشروق’ اليومية المؤيدة للحكومة توزع وحدها 80,000 نسخة يوميا)، كما أن أسعار صحف المعارضة أعلى، وجميعها محكومة بحدود في تغطيتها السياسية. وفي الواقع العملي، ثمة صحيفتان فقط من صحف المعارضة (وهما صحيفة ‘الموقف’ الأسبوعية التي يديرها الحزب الديمقراطي التقدمي، وصحيفة ‘مواطنون’ الأسبوعية المرتبطة بالتكتل الديمقراطي للعمل والحريات) تنتهجان ما يمكن اعتباره سياسة صحفية جريئة متواصلة. أما الصحف الأخرى فهي تعتمد على التمويل الحكومي إذ تتلقى ما يقارب 90,000 دينار تونسي (ما يعادل 75,000 دولار أمريكي) سنويا، كما تتلقى إعلانات مربحة من الوكالات الحكومية والمؤسسات العامة، ونتيجة لذلك فهي مهادنة سياسيا. دخل المحرر الدمث لصحيفة ‘الموقف’، رشيد خشانة، في معركة متواصلة من أجل نشر صحيفته الأسبوعية منذ عودتها إلى أكشاك بيع الصحف في عام 2001 بعد توقفها عن الصدور لمدة سبعة أعوام. ويملأ رشيد خشانة بمساعدة خمس موظفين صفحات جريدته بمواضيع صحفية لا تنشرها الصحف الأخرى – تقارير حول جماعات حقوق الإنسان تنتقد سجل الحكومة، ومقالات حول صفقات مشبوهة لبيع الأراضي من قبل المسؤولين الحكوميين، وقصص عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية. وقد حقق كل ذلك على الرغم من شح الموارد المالية للصحيفة. وعلى العكس من معظم صحف المعارضة، لا تتلقى صحيفة ‘الموقف’ أي تمويل حكومي (بموجب القانون، يجب أن يكون للأحزاب ممثلين حاليين في البرلمان، أما الحزب الذي ينتمي له خشانة فليس له ممثلين في البرلمان)، كما أن المعلنين يتجنبون الإعلان في الصحيفة ما عدا استثناءات قليلة. ونتيجة لذلك، حافظت الصحيفة على بقائها من ريع بيع أعدادها، ولا يتمكن محررها رشيد خشانة من تلقي أجر عن عمله، وهو يعمل أيضا مراسلا لصحيفة ‘الحياة’ اليومية التي تصدر من لندن. وعلى الرغم من الظروف التي تعاني منها صحيفة ‘الموقف’، فإنها توسعت وأصبحت تتكون من 12 صفحة بعد أن كانت تنشر 4 صفحات فقط، كما أن عدد النسخ التي توزعها تضاعف عشر مرات ويصل الآن 10,000 نسخة، كما ازدادت جرأتها في تغطية الأخبار. ومع تنامي تأثير الصحيفة تزايدت أيضا ضغوط الحكومة عليها – وهذا بدوره تسبب بمشاكل جديدة. فاعتماد الصحيفة على ريع بيع الصحف فقط، قد يؤدي إلى تعطيل الصحيفة حالما تقرر الحكومة أن تتدخل. وقال رشيد خشانة، ‘في كل أسبوع، علينا أن نحسب المخاطر. وعندما نختار عنوانا لمقال، علينا أن نفكر إلى أي مدى سوف يثير عداء الحكومة’. اكتشفت الصحيفة في آذار (مارس)، عندما نشرت سلسة من المقالات الجريئة حول الإساءات لحقوق الإنسان، صفقة تثير الشبهات تتضمن رجل أعمال قريب من بن علي. كما أوردت أخبارا عن ترشيح رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي، السيد نجيب شابي، لمنصب رئيس الجمهورية على الرغم من فرصته الضعيفة جدا بالفوز بالمنصب. وعلى أثر ذلك، بدأت أعداد الصحيفة تختفي من أكشاك بيع الصحف. وقال خشانة إن بائعي الصحف أفادوا بأن الشرطة السرية جمعت أعدادا كبيرة من الصحيفة خلال أربعة أسابيع في شهري آذار (مارس) ونيسان (إبريل). واكتشفت صحيفة ‘الموقف’ أيضا أن عددا كبيرا من نسخ الصحيفة لم يتم توزيعها وظلت قابعة في مكتب شركة التوزيع ‘سوتوبرس’. وتظهر سجلات صحيفة ‘الموقف’ انخفاضا هائلا في مبيعات الصحيفة، إذ وصل عدد النسخ المباعة إلى 744 نسخة في أسبوع واحد. وقد أنكر المدير العام لشركة التوزيع، السيد صالح نوري، هذه المزاعم وقال إن شركته تعمل ‘بحرية’. ورفض المسؤولون التونسيون اللقاء مع لجنة حماية الصحفيين للتعليق على هذه الحالة. في الوقت ذاته الذي كانت تجري فيه مصادرة أعداد الصحيفة، وجدت صحيفة ‘الموقف’ نفسها مستهدفة بقضية جنائية ومطالبة بدفع تعويضات تبلغ نصف مليون دينار تونسي (ما يعادل 415,000 دولار أمريكي) رفعها خمسة موزعين تونسيين يتاجرون بزيت الطبخ. وقد زعمت الشركات أن الصحيفة نشرت معلومات كاذبة في مقال رأي حيث دعت إلى إجراء تحقيقات بشأن تقارير أخبارية حول عملية استيراد غير قانونية لزيت طبخ ملوث من الجزائر. ولم تكن الصحيفة قد ذكرت في المقال اسم أي من الشركات التي رفعت الدعوى، وكان التعليق الذي ورد في الصحيفة مستندا إلى تقارير صحفية من صحيفة ‘الخبر’ الجزائرية. وقال المحامي حسن ثابت الذي يمثل الشركات التي رفعت الدعوى، إن كل من تلك الشركات قد اتصلت به بصفة منفصلة من أجل رفع الدعوى، وأنها لم تنسق ذلك الأمر فيما بينها. وقد رفض الإدلاء بأية تعليقات أخرى. تأسست صحيفة ‘مواطنون’ الأسبوعية الجريئة في عام 2007 كمطبوعة ناطقة باسم التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، وهي تواجه عوائق سياسية واقتصادية شبيهة. ويشغل رئيس الحزب، السيد مصطفى بن جعفر ذو الشخصية المحببة، منصب مدير تحرير هذه الصحيفة التي يعمل بها مجموعة من المتطوعين في مقر مكون من أربع غرف في وسط مدينة تونس، وتوزع الصحيفة ما يقارب 1,000 نسخة من كل عدد. ويقول إنه لم يتمكن من الحصول على أية إعلانات من الشركات العامة وأن بائعي الصحف يقومون بإخفاء الصحيفة داخل أكشاكهم. ويعمل عناصر تابعون للأجهزة الأمنية يرتدون ملابس مدنية بمراقبة مقر الصحيفة من الخارج، وقال بن جعفر ‘إنهم يظلون هناك 24 ساعة يوميا. وهذا يمثل شكلا من الترهيب للمواطنين العاديين’. وبالنسبة للحكومة التونسية التي تهتم بصورتها في الخارج، فإنها تفضل تهميش هذه الصحف بدلا من إغلاقها. ويقول لطفي حجي، مراسل قناة ‘الجزيرة’ في تونس، ‘الحكومة بحاجة لصحيفة ’الموقف‘ كي تظهر للعالم بأن لديها وسائل إعلام منفتحة – في حين أنها في الوقع مقيدة تماما’. يمكنك أن تميّز مقر صحيفة ‘كلمة’ الإلكترونية الواقع بقرب شارع الحرية، عندما ترى أعوان أمن منغرسين على مقاعد بلاستيكية مقابل مقر الصحيفة على مدار 24 ساعة يوميا. وإذا ما تركنا جانبا موضوع الشرطة السرية، فإن صحيفة ‘كلمة’ الإلكترونية ليست وسيلة إعلامية عادية. تأسست الصحيفة في عام 2000، على يد الصحفية والناشطة سهام بنسدرين، وتنشر الصحيفة نقدا لاذعا للرئيس بن علي وأفراد عائلته، وذلك باللغات العربية والفرنسية ، كما تنشر أخبارا حول التعذيب والإساءات لحقوق الإنسان. يستخدم مقر الصحيفة أيضا، المكون من مكاتب مزدحمة ضعيفة الإضاءة، كمقر ‘للمجلس الوطني للحريات في تونس’، وهو مجموعة محلية معنية بحقوق الإنسان، ومقرا أيضا لمجموعة معنية بحرية الصحافة هي ‘مرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع’. وفي هذا العام، وللمرة الخامسة خلال تسع سنوات، سعت سهام بنسدرين إلى الحصول على تصريح لنشر نسخ مطبوعة من صحيفة ‘كلمة’ الإلكترونية، ولكن المسؤولين في وزارة الداخلية لم يوافقوا على طلبها. وما زالت صحيفة ‘كلمة’ تطبع عدة مئات من النسخ غير المرخصة على آلة تصوير ضوئي، ولكنها توزع بصفة أساسية على شبكة الإنترنت وبوساطة البريد الإلكتروني. وقد قامت السلطات التونسية بحجب الموقع في تونس، ومع ذلك فهو واسع الانتشار في الخارج. صحيفة ‘كلمة’ الإلكترونية هي جزء من مجموعة صغيرة، ولكن متنامية، من وسائل الإعلام الإلكترونية التي انتشرت إلى ما وراء نطاق سيطرة الرقابة. ولكن مقاربتها الجريئة للأخبار والتعليقات السياسية جعلتها مستهدفة بمضايقات شديدة على شكل تهديدات وترهيب وهجمات عنيفة وزج في السجن. وتقول سهام بنسدرين ورئيسة التحرير نزيهة رجيبة إن مكاتب الصحيفة تتعرض بصفة منتظمة للتخريب؛ إذ تصلان إلى العمل وتجدان أن أحد ما قام بتشغيل أجهزة الكمبيوتر وطباعة وثائق منها. وقالت بنسدرين، ‘يريدون أن يظهروا لنا أننا لا نعمل في بيئة آمنة’. وكما يحدث مع صحفيين مستقلين آخرين، يتم التسلل إلى البريد الإلكتروني التابع لهما بوساطة برامج كمبيوتر ضارة. وفي إحدى المرات، اختفت جميع الرسائل من البريد الإلكتروني التابع لسهام بنسدرين بعد أن فتحت رسالة إلكترونية تحتوي على برامج ضارة للكمبيوتر. أودعت سهام بنسدرين في السجن لمدة ستة أسابيع في عام 2001 بعد أن تحدثت عن الفساد والإساءات لحقوق الإنسان أثناء مقابلة مع قناة تلفزيونية فضائية. وقد ظلت هدفا للعديد من الاعتداءات مثل الاعتداء الذي تعرضت له في عام 2004 حيث قام رجال يُعتقد أنهم من عملاء الشرطة بضربها على وجهها وصدرها. كما ظلت بنسدرين هدفا لهجمات شخصية قاسية من الصحف المؤيدة للحكومة، مثل صحف ‘الشروق’، و ‘الصريح’، و ‘الحدث’ والتي أطلقت عليها ألقابا مقذعة مثل ‘عاهرة’، و ‘صنيعة الشيطان’، و ‘أفعى شريرة’. أحد من يقودون هذه الهجمات هو عبد الحميد الرياحي من صحيفة ‘الشروق’، وقد منحة رئيس الجمهورية لاحقا وساما بسبب إنجازاته الثقافية. عمر المستيري هو ناشط في مجال حقوق الإنسان ومدير تحرير صحيفة ‘كلمة’، وقد تم استهدافه بقضية جنائية ملفقة في عام 2007 بتهمة التشهير رفعها محمد بكار، وهو محامي له ارتباطات وثيقة مع سلطات الدولة. وقد نشأت القضية من مقال نشر في أيلول (سبتمبر) 2006 وجه فيه عمر المستيري انتقادات لقرار نقابة المحامين التونسيين بإلغاء قرار منع بكار من ممارسة مهنة المحاماة. ولم يزعم الادعاء إن ما نشر غير دقيق، ولكنه أصر على الكشف عن المصادر التي تم استقاء المعلومات منها. وأخيرا سحب بكار شكواه، ولكن بعد يوم واحد من ذلك، قام أشخاص مجهولون بإحراق مكتب المحامي عياشي الهمامي، وهو محامي حقوق إنسان كان يدافع عن المستيري. حتى بالنسبة للصحفيين التونسيين المحترفين، هناك عدة أنواع من المواضيع الصحفية لا يمكن تغطيتها. فمثلا اندلعت احتجاجات عنيفة بسبب البطالة وارتفاع أسعار السلع الغذائية وانتشار المحسوبية في مدينة الرديف الواقعة في جنوب البلاد في كانون الثاني (يناير) وتواصلت في الأشهر التالية، ومع ذلك لم تنشر الصحف أية تغطية إخبارية لتلك الأحداث. وقال صحفيون وناشطون إن قوات الحكومة حاصرت المدينة ومنعت الصحفين والمواطنين غير القاطنين في المدينة من دخولها. وفي حزيران (يونيو)، قامت السلطات باحتجاز المراسل الصحفي والناشط هادي الرداوي لمدة يومين بسبب قيامه بالتقاط صور وإجراء مقابلات مع متظاهرين مصابين بجراح في مستشفى مدينة قفصة القريبة. وقال لطفي حجي مراسلة قناة ‘الجزيرة’ في تونس، ‘يمكنك أن تكتب عن الرياضة ما شئت، ولكن القضايا المهمة للمجتمع مثل التظاهرات في مدينة الرديف، فلا يمكن للصحافة أن تكتب أي شيء بشأنها ما عدا ما تريد الحكومة نشره’. ويعكس الوضع الذي يعاني منه لطفي حجي القيود الشديدة التي تضعها الحكومة على الصحافة الدولية. إذ سعت الوكالة التونسية للاتصال الخارجيي للسيطرة على مراسلي الصحافة الأجنبية إذ فرضت عليهم الحصول على اعتماد من الحكومة وبالتالي الحصول على تصريح رسمي لتغطية النشاطات الرسمية. وكجزء من الخلاف الطويل بين الحكومة التونسية مع قناة ‘الجزيرة’ بسبب تغطيتها لأخبار المعارضين التونسيين، رفضت السلطات التونسية منح اعتماد للطفي حجي منذ عام 2004. وبسبب ذلك لا يستطيع حجي افتتاح مكتب كما أنه من غير المصرح له تغطية الأخبار، ومع ذلك ما زال يرسل مواضيع إخبارية لموقع الإنترنت التابع لقناة الجزيرة ويرسل تقاريره بالبريد الإلكتروني. وقال حجي إن عناصر من الشرطة كثيرا ما يأتون إلى اجتماعاته ومقابلاته، ومن الواضح أنهم يراقبون محادثاته الهاتفية. وفي أيار (مايو)، وبينما كان لطفي حجي في طريقه لحضور جلسة للمحكمة في قضية زيت الطبخ الفاسد المرفوعة ضد خشانة، قام عناصر من الشرطة بتأخير السيارة التي كان يستقلها حتى انتهاء مجريات جلسة المحكمة. وفي حين أن العديد من الصحفيين المستقلين ما زالوا يعملون، إلا أن صحفيين آخرين فقدوا الأمل. وكون الرئيس بن علي عازم على خوض الانتخابات لفترة رئاسية خامسة في عام 2009، فهم يتأهبون للتعرض لحملة جديدة من القمع مصممة لضمان إعادة انتخاب الرئيس بسلاسة لفترة رئاسية خامسة. وقال مدرس تونسي متخصص في علوم الاخبار: ‘لا يوجد اليوم أي مكان لمشروع إعلامي مستقل. أما العمل في الدعاية السياسية الحكومية فهو متوفر بالتأكيد، والعمل في المشاريع التجارية متوفر حتما. وسيظل هناك دائما مالا حكوميا وفيرا لتزيين صورة الحكومة التونسية على الساحة الدولية’. ولكن قضية لطفي حجي (مثل قضايا بوخذير، وبنسدرين، وخشانة، وآخرين) فهي توضح عزم الحكومة على السيطرة على الأخبار وإخماد حرية التعبير. وحتى يتغير هذا الوضع، وحتى يطالب الحلفاء الدوليون من تونس بإحداث تغيير، فإن الفرصة أمام الحرية السياسية ستظل مقيدة بشدة. جويل كمبانا هو منسق برامج متقدم في لجنة حماية الصحفيين مسؤول عن قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
 
(المصدر: موقع  ‘ لجنة حماية الصحفيين’  بتاريخ 23 سبتمبر 2008)
 


 

مراسلون بلا حدود بيـــــــــــان

 قلق عارم على الصحافي المستقل سليم بوخذير

 
تعبّر مراسلون بلا حدود عن بالغ قلقها إثر إقدام أربعة أفراد تبيّن أنهم شرطيون بلباس مدني على اعتقال الصحافي المستقل سليم بوخذير في ليل 20 – 21 أيلول/سبتمبر 2008. وقد ترك الصحافي على بعد عشرة كيلمومترات من المدينة بعد تهديده بسبب كتاباته. وهو أول حادث جدي يتعرّض له منذ خروجه من السجن من شهرين. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: ‘استعاد سليم بوخذير عمله بعيد خروجه من السجن. وقد بدأ بالكتابة حول الأوضاع الصعبة التي مر بها في خلال مدة احتجازه ليستأنف مقالاته السياسية بعد فترة وجيزة. ويبدو جلياً أن التزامه في سبيل حرية التعبير لم يتراجع قط بالرغم من إدانته التعسفية بقضاء 12 شهراً في السجن. وفي النهاية، قضى سبعة منها في حين أن جلسة التنكيل هذه لتثبت أن الصحافي يخضع للرقابة المشددة في حياته وعمله على حد سواء’. في 20 أيلول/سبتمبر 2008، تعرّض سليم بوخذير للاعتقال لدى خروجه من مقهى إلكتروني في مدينة صفاقس (على بعد 230 كلم جنوب تونس) حيث يتردد عادة في المساء. فقد أقدم أربعة عناصر أمنية على اقتياده بالقوة إلى المخفر. وأخبر الصحافي مراسلون بلا حدود بما يلي: ‘لم نمكث في المخفر أكثر من عشر دقائق. توجهنا بالسيارة مجدداً إلى مكان مجهول. وفي غضون ذلك، قال لي الرجال الأربعة إنني محظوظ لعدم تعرّضي للاغتصاب في السجن وإن الأمور لن تجري دائماً على هذا النحو. وهددوا بأن يكون مصيري مماثلاً لمصير ضيف الغزال (وهو صحافي ليبي تعرّض للاغتيال في العام 2005)’. وقد عبّر الصحافي عن ازدياد قلقه على سلامته الجسدية مضيفاً أنه لن يتفاجأ إذا ما تولت السلطات رفع دعوى مفبركة ضده. تعرّض سليم بوخذير البالغ 39 سنة من العمر للتوقيف في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 عند نقطة تفتيش فيما كان يستقل سيارة أجرة جماعية على الطريق التي تربط صفاقس بتونس. وقد أحيل على الفور أمام القضاء وأصدرت محكمة ساقية الزيت الواقعة في ضواحي صفاقس حكماً عليه، في نهاية محاكمة جائرة، يقضي بسجنه لمدة عام بتهم ‘إهانة موظف في خلال أدائه واجبه المهني’، و’النيل من الآداب العامة’، و’رفض تقديم أوراقه الثبوتية’. منذ خروجه من السجن في 21 تموز/يوليو 2008، نشر سليم بوخذير على مواقع إلكترونية تبث من الخارج في معظمها أكثر من عشرين مقالاً تتناول ازدراء السلطات التونسية بالحريات المدنية. وقد علّق على الرقابة المفروضة على موقع فايسبوك الاجتماعي والاعتقالات التعسفية للنقابيين والسياسيين. وفي 10 أيلول/سبتمبر 2008، نشر مقالة على الموقع المصري المصريون إثر زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لتونس دعا فيه الرئيس زين العابدين بن علي إلى تسريع وتيرة الإصلاحات السياسية. لقراءة المقال: http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=53736


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23 رمضان 1429 الموافق ل 23 سبتمبر 2008

أخبار الحريات في تونس

1)    منع الدواء عن عدنان الحاجي: رفضت إدارة سجن القصرين تمكين السجين السياسي و النقابي السيد عدنان الحاجي من الدواء الذي كان يتعاطاه و الذي أرادت عائلته تسليمه له أثناء زيارتها الأخيرة ، و هو ما من شأنه أن يدخل اضطرابا على صحته. و حرية و إنصاف أ) تستنكر تصرف السلطات السجنية الذي ينم عن عدم اكتراثها بصحة المساجين خاصة و أن الدواء الذي أرادت عائلته تسليمه له اشترته من مالها الخاص بناء على وصفة طبية من طبيبه الخاص. ب) تطالب بالاهتمام بصحة المساجين و المحافظة عليها و وضع حد لهذا التضييق على حقهم في تعاطي العلاج الضروري للمحافظة على حياتهم في انتظار إطلاق سراحه. 2) استمرار محاصرة منزل الناشط الحقوقي عبد الكريم الهاروني: لا يزال البوليس السياسي يحاصر منزل الناشط الحقوقي و الكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف السيد عبد الكريم الهاروني و ذلك بواسطة عدة أعوان يمتطون سيارتين اثنتين رابضتين أمام باب العمارة التي يقع بها المنزل. و حرية و إنصاف تطالب برفع هذا الحصار الذي لا مبرر له و تدعو إلى تمكين السيد عبد الكريم الهاروني من كافة حقوقه التي يكفلها له الدستور و القانون. 3) منع النفطي المحضي من الترسيم: منع المدعو عادل العليمي مدير المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس الطالب النفطي المحضي عضو منظمة حرية و إنصاف من الترسيم في دورة الارتقاء إلى رتبة مهندس بعدما تحصل على شهادة الأستاذية ، ورغم ورود اسم الشاب النفطي المحضي في القائمة الرسمية الصادرة عن وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التي تعتبر بمثابة الموافقة الرسمية إلا أن المدير المذكور أصر على منعه من الترسيم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

L.T.D.H                                                                                                                                                         الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان– فرع بنزرت Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – section de Bizerte         75 شارع  فرحات حشاد  بنزرت 7001 بوقطفة – الهاتف 72 43 54 40  بنزرت في  22 سبتمبر  2008 بـــــــــيــــــــــان    
يعلم فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرأي العام أن قاضي التحقيق  الأول  بالمحكمة الابتدائية ببنزرت أكرم المنكبي  رفض الصراح المؤقت للمناضل الحقوقي ألأستاذ  طارق ألسوسي الذي اختطف من منزله في السابع و العشرين من أوت 2008 ووجهت له تهمة  « ترويج أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام » ضمن قضية بدائرة التحقيق عدد /124579 و ذلك على اثر تدخله بقناة الجزيرة حول اعتقال سبعة شبان بمدبنة بنزرت . و جاء رفض قاضي التحقيق  بعد أن  تقدم لسـان الدفاع بطلب ألإفراج  المؤقت منذ 13 سبتمبر 2008 مؤكدا بالحجة والبراهين القانونية أن المحضر المحرر ضد المناضل طارق السوسي باطلا و أن الباحث  الابتدائي قد تجاوز القانون وخرقه من بداية الإيقاف إلى إحالة الملف على المحكمة وتصرف خارج نطاق القانون . و علمت هيئة فرع بنزرت أن المحامين استأنفوا طلب الإفراج عن السوسي يوم 20 سبتمبر 2008  و هم بانتظار القرار الجديد.   و اذ يعلم فرع بنزرت الرأي العام بهذه التفاصيل فإنه: – يؤكد إن ما أورده المناضل  طارق السوسي  من معطيات على قناة الجزيرة يوم 26 سبتمبر 2008 صحيحة يؤكدها الواقع باعتبار أن عملية اعتقال الشبان قد تمت بالفعل خارج إطار القانون و أن فرع الرابطة ببنزرت كان على علم بالاعتقالات التي تمت قبل أيام من تدخل السوسي بالقناة المذكورة. كما أن بعض عائلات الموقوفين اتصلوا بفرع الرابطة لمعرفة مصير أبنائهم و قد حاول الفرع دون جدوى.  و عليه فإن كل تلك الوقائع تثبت أن تصريحات  السوسي ليست من قبيل الإخبار الزائفة مثلما ادعت عليه محاضر البوليس.   – يجدد إدانتها لاختطاف طارق السوسي من منزله خارج كل القوانين و الأعراف الإنسانية.و تدعو السلطات إلى الكف عن مثل هذه الأساليب في التعامل مع المواطنين.   – تطالب بتطبيق القانون بالإفراج عن المناضل طارق السوسي الذي اكتفى بالتعبير عن رأيه و هو حق يضمنه له القانون و الدستور.    عن هيئة الفرع الرئيس علي بن سالم

الإتحاد العام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة الهيئة الإدارية الجهوية المنعقدة بتاريخ 18 و 20 أوت 2008

بيان حول إحالة بعض نقابيي التعليم العالي و الثانوي و الأساسي  على مجالس التأديب لأسباب  نقابية

     

 نحن أعضاء الهيئة الإدارية للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة المنعقدة يومي 18 و 24 أوت 2008  برئاسة الأخ عبيد البريكي الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن التكوين النقابي و التثقيف العمالي و بعد متابعتنا للهجمة الشرسة التي تشنها السلطة عبر وزارتي التعليم العالي و التربية و التكوين ضدّ المسؤولين و الناشطين النقابيين في قطاعات التعليم و المتمثلة في : 1) تلفيق تهم باطلة و افتعال ملفات تأديبية ضدّ الإخوة : – نورالدين الورتتاني كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل الذي أحيل على مجلس التأديب بتاريخ 23 جويلية 2008 ، – الأخ رشيد الشملي الناشط النقابي بكلية الصيدلة بالمنستير الذي أحيل على مجلس التأديب بتاريخ 28 جويلية 2008 ، – الأخ محسن الحجلاوي النائب الأول للنيابة النقابية بالمعهد الأعلى للتكنولوجيات الطبية بتونس الذي أحيل على مجلس التأديب بتاريخ 20 أوت 2008 ، – الأخ جمال بولعابي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بتالة (القصرين) الذي أحيل على مجلس التأديب بتاريخ 29 جويلية 2008 ، – الأخ يوسف بوعلي عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بتالة (القصرين) الذي أحيل على مجلس التأديب بتاريخ 30 جويلية 2008 ، – الأخ رفيق التليلي الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالشابة (المهدية) الذي أحيل على مجلس التأديب بتاريخ 07 أوت 2008 ، – الأخ فهري الغول عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنابل الذي أحيل على مجلس التأديب خلال صيف 2007  و تمت نقلته تعسفيا من نابل إلى ريف قرنيالية ، – الأخ نبيل الهواشي مؤطر نقابي بالإتحاد العام التونسي للشغل و ناشط نقابي بقطاع التعليم الأساسي الذي أحيل على مجلس التأديب خلال صيف 2007 ، – الأخ سليم غريس عضو النقابة العامة للتعليم الأساسي الذي تمت دعوته للمثول أمام مجلس التأديب صيف 2007 و تم تأجيل ذلك إلى موعد لاحق ، 2) اختيار سلطات الإشراف العطلة الصيفية لعقد مجالس التأديب لحرمان النقابيين من المؤازرة و من حقهم في الدفاع عن أنفسهم و الاستفراد بهم ،  3) الظروف غير العادية التي تمت فيها جميع المجالس التأديبية التي انعقدت إلى حدّ الآن و الخروقات التي رافقتها كرفض التأجيل لإحضار الدفاع و دعوة الشهود و استكمال التحقيق و رفض قبول بعض أعضاء الجامعات و النقابات العامة ضمن فريق الدفاع كما جرت عليه العادة ، و بناء على ما تقدم فإنّنا :   1) نعبر عن تنديدنا الشديد بهذه الإحالات على مجالس التأديب و نعتبرها تندرج ضمن توجه السلطة المعادي للحريات العامة و كجزء منها الحرية النقابية و الرامي إلى ترهيب النقابيين و إرباكهم و إسكات الأفواه و تهيئة الأرضية لتمرير جملة من القوانين و المشاريع نجهز على الجامعة و الجامعيين. 2) نعتبر أنّ هذه الإحالات تتعارض مع الاتفاقية الدولية عدد 135 لحماية المسؤول النقابي لانّ كلّ المحالين مسؤولون نقابيون على مستوى هياكلهم النقابية ز معاهدهم و كلياتهم. 3) نطالب سلطات الإشراف بحفظ هذه الملفات و الكف عن ملاحقة النقابيين و فتح حوار جدّي و مسؤول مع هياكلهم النقابية لحلّ مشاكل المدرسين. 4) نعلن استعدادنا الكامل للدفاع عن الحقّ النقابي و حماية المسؤول النقابي في قطاعات التعليم بكلّ الوسائل النضالية و التصدي لكلّ الإجراءات الزجرية التي تتّخذها وزارتي التعليم العالي و التربية و التكوين ضدّ المسؤولين و الناشطين النقابيين في قطاعات التعليم.   -عاش الإتحاد العام التونسي للشغل مستقلا ديمقراطيا و مناضلا -عاش التضامن النقابي     عن الهيئة الإدارية الجهوية بجندوبة الرئيس عبيد البريكي


 

منظمة حقوقية في تونس تدعو للافراج عن ناشط تحدث للجزيرة

 
   تونس 23 سبتمبر ايلول (رويترز) – دعت منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان السلطات التونسية للافراج الفوري على ناشط حقوقي اعتقل الشهر الماضي بعد تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية عن أوضاع حقوق الانسان في البلاد. وقالت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان انها ” تطالب بالافراج الفوري عن الناشط طارق السويسي ووقف حملة الترهيب المسلطة على النشطاء الحقوقيين والسياسين.” وقال محامون ان السلطة القضائية في تونس وجهت للسويسي تهمة ” الترويج لاخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام” بعد تصريحات انتقد فيها اوضاع حقوق الانسان في تونس. وكان السويسي قال في تصريحات لقناة الجزيرة في 26 اغسطس اب الماضي ان الشرطة تعمدت القيام باعتقالات خارج القانون بمدينة بنزرت ضد مجموعة من الشبان في اطار مكافحة الارهاب. وقالت الجمعية في بيانها ان تجاهل القاضي مطلب الافراج عنه وعدم الرد عليه سلبا او ايجابا “يعتبر تصعيدا للامعان في انتهاك حقوقه ودليلا على الطابع السياسي والخلفية الكيدية للتهمة الموجهة له.” ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة التي تؤكد باستمرار انها لا تحاكم ايا من مواطنيها بسبب ارائهم وانها تكفل حرية التعبير في البلاد. (المصدر: وكالة (رويترز)للأنباء بتاريخ 23 سبتمبر  2008)


المصريون ـ خاص : بتاريخ 22 – 9 – 2008 اختطاف الصحفي و الناشط الحقوقي ومراسل المصريون في تونس الزميل سليم بوخذير

 

 
اختطف على الساعة التاسعة و النصف ليلا 21.30 من مساء أمس السبت 20 سبتمبر 2008 أربعة أعوان من البوليس المرتدين للزى المدني الصحفي و الناشط الحقوقي ومراسل المصريون في تونس الزميل سليم بوخذير عضو مؤسس لمنظمة “”حرية و إنصاف”” عند ما كان بصدد الإبحار في مواقع الانترنت بأحد مراكز الانترنت بشارع 7 نوفمبر بصفا قس و ادخلوه عنوة سيارة “”كليو”” و ذهبوا به إلى مركز الأمن الواقع بالجهة الشرقية من سور صفاقس (الاقليم) و بعد استراحة دامت 10 دقائق استغلها الأعوان في مكالمة هاتفية حملوه بالقوة في نفس السيارة و اقتادوه إلى طريق سيدي منصور و في الطريق بدأوا يتلفظون تجاهه بكلام بذيء مقذع ثم هددوه بأنه سيلقى مصير “”ضيف الغزال”” (صحفي ليبي وقع اغتياله ) و سيحدثون له إعاقة بدنية أو أنهم سينفذون ضده عملية اغتصاب جنسي و لم يخلوا سبيله إلا حوالي الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل قبل فجر يوم الأحد حيث تركوه في مكان معزول بعين تركية بطريق العين بغابة صفاقس. وحسب الزميل سليم بوخذير جاء هذا الاعتداء على خلفية مقالة صحفية تعرض فيها إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية بمناسبة زيارتها الأخيرة حول وضع الحريات في تونس. وفي هذا السياق أصدرت منظمة “حرية و إنصاف” ، وهي منظمة حقوقية مستقلة، بيانا قالت فيه إنها : 1) تدين بشدة هذا الاعتداء الخطير في حق السيد سليم بوخذير و ما ترتب عليه من تهديد لأمنه و حياته على يد من يفترض أنهم يمثلون القانون ويسهرون على أمن المواطنين بدون استثناء. 2) تعتبر هذا الاعتداء جزءا من حملة الاعتداءات التي تستهدف النشطاء الحقوقيين والسياسيين و الأصوات الحرة لترهيبهم وإسكاتهم و تدعو إلى وضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة. 3) تعتبر ما حصل اعتداء على غاية من الخطورة و تطالب الجهات المعنية بإجراء تحقيق في الموضوع و معاقبة الجناة و توفير ضمانات حقيقية إلى السيد سليم بوخذير بما يحفظ أمنه و سلامته الجسدية. * (المصدر : صحيفة “المصريّون” (يوميّة- مصر) بتاريخ 22 سبتمبر 2008 ). الرابط : http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=54253&Page=6


هل من حل لمشكلة ترسيم المساجين المحاكمون والمحالون بقانون الإرهاب من الطلبة …”فأصبر صبرا جميلا إنّهم يرونه بعيدا ونراه قريبا”…

 بقلم نبيل الرباعي*      طيلة العطلة الصيفية والطلبة المحاكمون تحت عنوان قانون الإرهاب وهم يتصلون بمختلف المؤسسات الجامعية التابعين لها بالنظر لتقديم مطالب في إعادة الترسيم بعد أن قضوا العقوبة السجنية المحكومين بها وإلى اليوم لم يقع تسجيل أي منهم ، ومن هؤلاء نذكر الطالب سهل البلدي ابن القيادي المعروف الأخ الفاضل البلدي رئيس حركة الاتجاه الإسلامي سابقا وأحد قياديي مبادرة الشيخ مورو سنة 1991 وأحد أهم دعاة المصالحة الوطنية فقد تقدم بمطلب تسجيل للمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وآخر لجامعة قرطاج التابعة لها بالنظر وثالث لوزارة الإشراف أي وزارة التعليم العالي ولكنه لم يتلقى إلى حد الآن جوابا علما أن الدراسة قد بدأت منذ أسبوعين وباتصاله مرات عديدة بمعهده كان الجواب دائما أن رئاسة جامعة قرطاج لم تأذن بالتسجيل ولنا أن نسأل من هي الجهة المسؤولة عن هذا التسويف هل هي وزارة التعليم العالي أم هي وزارة الداخلية ؟ كما لنا أن نسأل هل المطلوب ادماج هؤلاء الشباب في الحياة العامة من جديد حتى لا يعودوا للخطأ أم أن المطلوب دفعهم دفعا للتطرف والإرهاب ؟ أم هي دعوى للفاضل البلدي للعودة إلى العمل السياسي ؟ وقد كنا أشرنا في مقال سابق إلى التهديد الذي تعرض له الطالب سهل البلدي من طرف رئيس مركز الأمن بحي الغزالة بعدم تمكينه من الترسيم في السنة الدراسية القادمة وهي السنة النهائية له إذ لم يتعامل معه وذلك بمده بتقارير يومية على نشاط أبيه. وهذه الممارسات من شأنها أن تكون ذريعة للمعارضة اليسارية الراديكالية حيث يتخذونها وسيلة للتهجم على النظام كمحور أساسي في تحركاتهم. ولما انسدت السبل أمام الطالب سهل البلدي توجه إلى عدل التنفيذ الأستاذ عصام الشابي وهو أحد أقطاب الحزب الديمقراطي التقدمي التابع للمعارضة اليسارية الراديكالية للقيام بمحضر مصاحبة لتقديم مطلب تسجيل طالبه بمبلغ مائة دينار والحال أن أجرة أي محضر لا تتجاوز الثلاثين دينارا ، هذه بعض تصرفات الداعين للديمقراطية ورفع المظالم عن الناس. والجدير بالقول أنه من غير المعقول والمقبول أن تتداخل توجهات وزارتين منفصلتين تماما عن بعضهما على جميع الأصعدة لتؤثر إحداهما على قرارات الأخرى ، قرارات مصيرية تمس العمود الفقري للبلاد ألا وهم الشباب الذين وإن أخطأوا فمن واجبنا جميعا أن نرشدهم إلى الصواب خاصة وأن من أهم أولويات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الإهتمام بالشباب حيث أنه في كل مناسبة يوصي بإعطاء الفرص وبتشجيع الشباب ماديا ومعنويا. لذا فمن البديهي أن تساهم وزارة التعليم العالي بإعطاء فرص جديدة للشباب الذي زلت به القدم والأخذ بيده لمساعدته على الإندماج من جديد في المجتمع من غير المعقول أن يتوجه أي شخص يعاني من مشكلة مماثلة إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ليجد الحل عنده في مسألة بسيطة خاصة وأن مسؤولياته جسام وإهتماماته أكبر من هذه المشاكل البسيطة والتي لا تستوجب كل هذا اللغط. وفي الختام أناشد سيادة رئيس الجمهورية بالتدخل لرفع هذه المظلمة ورجائي كبير حتى يولي هذا الموضوع مزيدا من العناية والحرص وعلى إعطاء أبنائنا فرصا جديدة تساهم في إرجاعهم إلى الطريق السوي وحتى يسحب البساط من تحت أقدام المستفيدين من معاناة الناس والمستغلين لهم بتعلة مساعدتهم للوصول إلى مبتغاهم.   
 حرر بتونس في 23 سبتمبر 2008 * ناشر و سجين إسلامي سابق                                                                           
الهاتف : 361.487 98 (216) +  


الى روح سمير البكوش

 
فقدت الجامعة التونسية يوم 18سبتمبر 2008 الأستاذ سمير البكّوش الذي وافاه الأجل بالمستشفى الذي دخله للقيام  بمراقبة طبيّة روتينيّة إثر توعّك ألمّ به.   ولد سمير البكّوش في 29/11/1953 وتخرج سنة 1979 من كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة (شارع 9 أفريل)  ، درّس بالتعليم الثانوي سنوات عدّة قبل أن ينتدب بالتعليم العالي إثر إنجازه أطروحة دكتورا ناقشها في أفريل 1999. وخلال كامل هذه السنوات الطوال كانت حياته زاخرة بالنشاط في عديد المجالات. فقد  درّس تاريخ تونس  والتاريخ الغربي بكلية الآداب بمنوبة وكانت له مساهمات إعلامية وبيداغوجية من خلال دروس التاريخ  التي كان يلقيها إلى التلاميذ والطلبة عبر القنوات التونسية الإذاعية والتلفزية كما كان سمير البكوش  باحثا مقتدرا ذا باع إذ أرسى مع زملائه اللبنات الأولى للندوات الخاصّة بالتاريخ الجهوي. وزار ضمن بحوثه مناطق  بنزرت والكاف و باجة والقيروان  وقابس و جرجيس  وكثيرا من ولايات  الجنوب الغربي بل اهتم أيضا بمنطقة طرابلس كما اهتم في أعماله الأكاديمية بقضايا محلية وعربية خصبة و متنوّعة مثل حركة طلبة الزيتونة والعمّال المهاجرين إلى فرنسا والحركة النقابية في تونس وقيادات الحركة الوطنية. كما بحث في اصداء  اندلاع الثورة الجزائرية بالبلاد التونسية وتعرف على خصائص هذه الثورة  وعلى موقف الفرنسيين منها غير أنّ نشاطه الأوفر كان ضمن وحدة البحث المتخصصة في دراسة الجمعيات بكلية الآداب بمنوبة  حيث كانت أبحاثه ونقاشاته وتعقيباته مثار اهتمام زملائة  وطلبته على السواء منخرطا ضمنها في إعداد تأليف حول الجمعيات الثقافية خلال الحقبة الاستعمارية هو الآن تحت الطبع وقد كان للفقيد نشاط نقابي ايضا اذ عرف عنه التزامه الشديد بقضايا الجامعة ومساهماته الرصينة في الدفاع عن الهياكل النقابية الجامعية . لقد فقد زملاء  سمير فيه الزميل المخلص والمربّي الفاضل والصديق المعطاء والرفيق الملتزم بقضايا الإنسان والمجتمع والباحث المقتدرّ الذي ما إن ينتهي من بحث أو مقالة حتى ينخرط في عمل بحثيّ آخر.  وقد عرف الفقيد العزيز بطبع هادئ، رصين ، يجمع الفرقاء، ويضع نفسه على ذمّة زملائه وأصدقائه وطلبته . أمّا سمير الإنسان فهو مودّة صافية وأخوّة خالصة وصداقة تلقائيّة ، لا يحمل في سويداء قلبه إلى النّاس سوى المحبّة: يقدّم لك دائما ما تطلب قدر مستطاعه بل  قبل أن تطلب أحيانا  ويعطي العطاء السخيّ دون منّ ولا كلل هذا قليل من كثير يقال في سمير، عسى أن يرزق الله زوجته وأبناءه وعائلته وزملاءه وأصدقاءه ورفاق دربه بوحدة البحث و زملاءه وطلبته  جميل الصبر والسلوان.  
عن النقابة الأساسية لأساتذة كلية الآداب بمنوبة الكاتب العام عبدالسلام الككلي  

الحزب الديمقراطي التقدمي      جامعـة بــــنزرت 40 نهـــج بلجيـكا- بنزرت        دعــــــــــــــوة    
تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور المسامرة الرمضانية التي سيقدم خلالها الأستاذ أحمد نجيب الشابي مداخلة بعنوان:      المشهد السياسي في تونس في أفق 2009   وذلك يوم الخميس  25 سبتمبر 2008 على الساعة التاسعة والنصف مساء بمقر الجامعة.   حضوركم إثراء للنقاش


 
كلمة صراحة  
 
نبيل العوضي   المحجبات في بلاد المسلمين!! تحاول عشرات الآلاف من الفتيات المؤمنات المحجبات ان يبدأن بالدراسة في المدارس أو المعاهد أو الكليات ولكنهن يطردن من هذه المؤسسات طردا وكأنهن مجرمات!! بل حتى لو نزعت حجابها فلا يسمح لها ببدء الدوام والدراسة الا اذا وقعت تعهدا بعدم لبس الحجاب الشرعي طوال السنة!! وبعضهن استدعي ولي امرها وسمع كلاما جارحا وهدد بالامن لأنه سمح لابنته بالحجاب!! هذا الامر يحصل هذه الايام، في شهر رمضان المبارك الذي صفدت فيه شياطين الجن لكن شياطين الانس تعيث في الارض فسادا!! لا احترام لأحكام الرب عز وجل، استحلال للحرام وإلزام الناس به قسرا، وفتنة الفتيات في دينهن. لكم ان تتصوروا حال الفتاة المسكينة التي تنتظر كل يوم لساعات طويلة عند بوابة المعهد رجاء ان يرأف بها مدير المعهد، أو ينظر اليها والى زميلاتها بعين العطف والرحمة، فيسمح لها ولأخواتها بالدخول ومواصلة التعليم مع قريناتها، لكن هيهات ان يتعاطف (المجرمون) مع اهل الايمان والتقوى. عشرات الآلاف من الفتيات مخيرات بين امرين لا ثالث لهما اما نزع الحجاب ومعصية الرب عز وجل أو توقف الدراسة والجلوس في البيت!! يا ليت هذا الامر يحصل في اسرائيل أو روسيا أو بعض الدول الكافرة، لكن المصيبة ان هذا الاضطهاد للمحجبات في بداية كل عام دراسي يحصل في بلد عربية اسلامية!! نعم اسلامية فتحها اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والآن يفتن فيها المسلمون في دينهم. اظن القارئ الكريم علم أي دولة بوليسية هذه، انها (تونس) التي تسمى (خضراء)، تونس التي لا مكان للمحجبات فيها، تونس التي امتلأت سجونها بالمصلحين والدعاة الى الله جل وعلا، تونس التي ما زرت دولة اوروبية الا وجدت فيها مهاجرا مغتربا من رعاياها، هاربا منها ومن بطشها، جريمته فقط انه ملتزم بشريعة ربه، وسنة نبيه، لا يستطيع ان يدخل بلده منذ عقدين من الزمن، ربما مات والده ولم يره وتوفيت امه حسرة وحزنا عليه. استغرب الصمت الاعلامي عن اضطهاد تونس للمحجبات في جميع مؤسساتها، وسكوت دعاة حقوق الانسان عن هذا الموضوع الخطير، لكنني في نفس الوقت ابشر اخواتي المضطهدات ان هناك تعاطفاً معهن من بعض الناشطين (الاسلاميين) وبإذن الله سيكون هناك تنسيق اعلامي في عدة دول لتسليط الضوء على هذه القضية وغيرها في تونس، ويا ليت هذا الامر يصل الى المسؤولين التونسيين، ويسمعون مني كلمة صريحة تعلمتها من حبيبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال »ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته). ويا ليت مسؤولي وزارة التربية والتعليم في تونس الذين يباشرون طرد المحجبات وتوقيع التعهدات بعدم لبس الحجاب يا ليتهم يقرؤون قوله تعالى: ?ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق?. *** وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تعتبر من انشط الوزارات حيث ان الكثير من موظفيها يعملون صباحا ومساء لمتابعة المساجد وحاجات المصلين، فجزاهم الله خيرا. اما مشروع (رياض الجنة) فقد آتى اكله، والجمهور الكثيف الذي يحيي صلاة القيام والاعتكاف دليل على نجاح المشروع، واشكر في هذا الخصوص كل العاملين من (نادي ريماس للفتيات) و(ادارة التنمية الاسرية) و(شباب مركز المعالي) و(جمعية السرة التعاونية)، ووزارتي (الداخلية) و(الصحة) وغيرهم من الجهات العاملة، واشكر وزير الاوقاف ووكيله والوكلاء المساعدين على حرصهم على الحضور للمسجد ومتابعة خدماته ونشاطاته، قال تعالى: ?إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله..?. alawadhi@alwatan.com.kw (المصدر: صحيفة الوطن ( يومية – الكويت ) بتاريخ 24 سبتمبر 2008)
 
 


الأخبـــــــــــــــــــــار
 
الصحبي صمارة
تجمّع عام أمام سفارة تونس في باريس حملة في فرنسا للتضامن مع مساجين الحوض المنجمي تجمّع مساء اليوم 23 سبتمبر 2008 مئات الفرنسيين أمام مقرّ سفارة تونس في العاصمة الفرنسية باريس. ودعا إلى التجمّع، الذي انطلق على الساعة السادسة مساء من نهار اليوم، 17 جمعيّة حقوقية وإعلامية وسياسية بالإضافة إلى بعض الممثّلين لأحزاب المعارضة التونسية بفرنسا، في حركة تضامنية مع مساجين الحوض المنجمي بتونس. وأصدرت هذه الجمعيات بيانا ندّدت فيه بانتهاج النظام التونسي للقمع تجاه تظاهرات أهلية سلمية واستعماله للمحاكمات والاعتقالات العشوائية عقب إطلاقه النّار على متظاهرين يوم 7 جوان الماضي. وذكر البيان أنّ هذا التجمّع يأتي بعد اعتقال المئات من أبناء منطقة الحوض المنجمي الذين احتجّوا على أوضاعهم وأنّه امتدّ ليطال الأصوات المتضامنة مع هؤلاء وليحاكم بتهم مزوّرة نشطاء حقوقيين من بينهم محي الدين شربيب رئيس منظمة مواطني الضفّتين بباريس والذي وجّهت له تهم خطيرة ضمن 38 ومعتقلا أغلبهم خرّيجو جامعات ومثقّفون وأساتذة. ودعا البيان النظام التونسي إلى الكفّ عن استعمال أجهزة القضاء لمحاكمات غير خاضعة للقانون وإلى التوقّف عن الاعتداء على حقوق الإنسان عبر عمليات التعنيف والتعذيب التي تستهدف الموقوفين. مؤكّدا على مطلب إطلاق سراح المساجين جميعهم وعلى التوقف عن توجيه التهم إلى المقيمين في فرنسا على خلفية تضامنهم مع أهالي الحوض المنجمي. وذكر البيان أنّ التهمة الموجّهة لشربيب تأتي عقب تهم وجّهت في الشهرين الماضيين إلى كلّ من الصغير بلخيري المقيم في نانت على خلفية مشاركته في تحرك تضامني داخل التراب الفرنسي، والحقوقية زكية الضيفاوي التي حوكمت بالسجن لمشاركتها في مسيرة تضامنية مع أهالي الحوض المنجمي بمنطقة الرديف.   يمنع من التسجيل بعد نجاحه في المناظرة رفض مدير المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس السماح للطالب النفطي المحضي بالتسجيل في السنة الثانية بمؤسسات تكوين المهندسين. وكان النفطي المحضي وهو حاصل على الأستاذية في العلوم قد نجح في دورة المناظرات الخصوصية الاستثنائية للدخول إلى مؤسسات تكوين المهندسين بالنسبة للدورة 2008 (دروس مسائية) حيث بلغته الدعوة للترسيم ووضع اسمه في الترتيب الثاني بين المقبولين في اختصاص الهندسة البيولوجيّة. وقال مدير المدرسة عادل العليمي للطالب أنّه غير مرغوب فيه ولن يسمح له بالتسجيل رغم نجاحه في المناظرة. وفسّر النفطي المحضي ردّة فعل المدير بقوله إنّه قد يكون تحت تأثير أوامر من جهات أخرى بالأساس أمنيّة، منها إدارة إقليم     شرطة مدينة صفاقس.   بوخذير يرفع دعوة قضائيّة تقدّم الأستاذان عبد الوهاب معطر وأنور القوصري صباح اليوم 23 سبتمبر بشكاية لدى وكيل الجمهورية بولاية صفاقس (300 كم جنوب شرق العاصمة تونس) ضدّ مجهولين كانوا قد قاموا باختطاف الصحفي والناشط الحقوقي سليم بوخذير في الليلة الفاصلة بين السبت20 والأحد 21 سبتمبر وهدّدوه بالقتل. ورغم أنّ الذين قاموا بعملية الاختطاف والتهديد هم عناصر شرطة سياسية بالزيّ المدني فإنّ المحامين مضطرّون في مثل هذه الحالات إلى تقديم الشكوى ضدّ مجهولين. خصوصا وأنّ هؤلاء سرعان ما يختفون بعد آدائهم لمهامهم ‘ الأمنيّة’.   مطلب الإفراج عن طارق السوسي دون ردّ  لم يقدّم قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية ببنزرت أكرم المنكبي ردّه فيما يتعلّق بمطلب الإفراج الذي تقدّم به محامو الناشط الحقوقي بجهة بنزرت طارق السوسي والذي وقع اختطافه يوم27 أوت المنقضي من قبل الشرطة السياسية. ثم وجّهت إليه تهمة ‘ترويج أخبار زائفة عن سوء نيّة من شأنها تعكير صفو النظام العام’ طبق الفصلين 42 49 من مجلّة الصحافة. وكان السوسي قد اعتقل على خلفية تصريح أدلى به للنشرة المغاربية بقناة الجزيرة القطرية يتعلّق بما تعرّض له النشطاء الحقوقيون والسياسيون بجهة بنزرت من محاصرة وإيقافات خلال الصائفة المنقضية, وأحيل السوسي بالتهم المذكورة يوم 27 أوت المنقضي في القضية عدد 24579 / 08 . ومضى على مطلب الإفراج عن طارق السوسي عشرة أيام دون أن يردّ القاضي بالنفي أو بالإيجاب في مخالفة للفصل القانوني 86 من مجلّة الإجراءات الجزائية الذي ينصّ على الردّ على مطلب الإفراج في أجل أقصاه 4 أيام.   ترحيل عائلات جزائرية شرعت السلطات الجزائرية في ترحيل 29 عائلة تقطن بميناء الجزائر العاصمة بعد عملية ترحيل أولى شملت 33 عائلة كانوا قد رحّلوا إلى بلديات ‘برارة’ و ‘الشرّاخة’ و’عين البنيان’ وسط مصادمات واسعة وقعت بين بعض الأهالي وقوّات مكافحة الشغب. ويذكر أن هذه العملية تأتي إثر قرار للحكومة يقضي بترحيل كلّ العائلات التي تقطن داخل الميناء أو بمحاذاته استعدادا للتفويت فيه لشركة موانئ دبي التي ستحصل على 50 بالمائة من نشاط الميناء مقابل خطّة لتحديثه تقدّر تكلفتها بـ70 مليون دولار. وتأتي عملية الخصخصة وسط رفض من النقابات التي دعت الحكومة إلى وقف المفاوضات مع الشركة الإماراتية محذّرة من عواقب هذه الإجراءات.   شوراع سوزان مبارك ملجأ للمهجّرين انتقلت عشرات الأسر المنكوبة جرّاء انهيار منازلهم في منطقة الدويقة إلى الحيّ السكني ‘سوزان مبارك’، زوجة الرئيس المصري حسني مبارك، وحمل هؤلاء معهم أمتعتهم وأثاثهم الذي تبقّى بعد تهدّم منازلهم بسبب الانهيارات الصخرية لجبل المقطّم. ويقضّي هؤلاء اليوم الرابع على التوالي وهم بين انهج الحيّ يفترشون الأرض بعد أن قدّمت لهم وصولات بتسليمهم مساكن تعوّضهم لكن المساكن لم تسلّم بعد رغم مرور أسابيع عن تهجيرهم من منازلهم التي هدّمت. وانتشرت الأمراض في أوساط المئات من العائلات والأطفال جرّاء مبيتهم في العراء وانعدام الطعام والشراب ودورات المياه في الشوارع التي أصبحوا يقطنونها. وتمتلك سوزان مبارك أحياء سكنية بأكملها في إطار مشروع سكني من النوع المتوسّط والراقي الذي يتمّ تأجيره أو بيعه بالتقسيط.   رفض وتراجع  أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أمس بيانا أدانت فيه قرار حظر النشر الذي أعلنت عنه وزارة الإعلام المصرية فيما يتعلّق بقضيّة اختطاف 11 سائحا و8 مصريين. وكانت الحدود المصرية السودانية قد شهدت الجمعة الماضي حادثة اختطاف لـ 11 سائحا و8 مواطنين مصريين. ولم تبلغ الأخبار الحكومة المصرية إلاّ عبر زوجة صاحب شركة السياحة التي نظّمت الرحلة والذي أعلمها عبر الهاتف بأنّهم تعرّضوا إلى الاختطاف من قبل أربعة ملثّمين مسلّحين. وتناولت وسائل الإعلام المصرية في نشراتها الإخبارية أمس وأوّل أمس نبأ الاختطاف لكن قرارا مفاجئا صدر عن الوزارة تمّ إثره إبلاغ مسؤولي الصحف ووسائل الإعلام بمنع النشر في موضوع الاختطاف ممّا أثار استياء الإعلاميين في مصر وفي عديد البلدان خصوصا وأنّ السلطات المصرية تكرّر هذا النوع من القرارات للمرّة الثالثة في الفترة الأخيرة.   وتمّ التراجع عن القرار بعد سويعات قليلة من الإعلان عنه ممّا جعل عديد المنظّمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية تدين هذه الارتجالية في اتخاذ القرارات وتعتبر هذا الأسلوب في منع تداول المعلومة هو من قبيل الاعتداء على حرية الإعلام والصحافة.   رحلة لرفع الحصار على غزّة أقلّت اليوم سفينة ‘ الأمل’ عددا من النشطاء الحقوقيين الأوروبيين والفلسطينيين للتضامن مع أهالي غزّة وللمطالبة برفع الحصار المضروب حولها. ومن أبرز الوجوه التي يضمّها الوفد، النائب مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية. وانطلقت الرحلة البحرية من شاطئ لارنكا بجزيرة قبرص باتجاه شواطئ غزّة  في إطار حركة يقوم بها أنصار السلام وحقوق الإنسان في أوروبا للتضامن مع أهالي غزّة وللتخفيف من معاناتهم وحالة العزلة التي فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهم.   إدانة أدانت المبادرة الوطنية الفلسطينية نهار اليوم ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام لمنزل الدكتور محمد عودة منسق المبادرة في مدينة بيت لحم. وكانت عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت منزل الناشط السياسي محمد عودة وقامت بتكسير أثاثه والعبث بجميع محتوياته. وأشار البيان الصادر عن المبادرة منتصف نهار اليوم أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي صعّد من وتيرة اعتداءاته على الفلسطينيين في الفترة الأخيرة وأصبح يعرقل كلّ محاولات التهدئة مستفيدا من الصمت الذي يخيّم على المجتمع الدولي إزاء ما ينتهكه من جرائم ضدّ حقوق الإنسان.     شكوى من أعمدة الهاتف الجوّال تقدّم عدد من المواطنين السوريين بشكوى إلى المنظّمة الوطنية لحقوق الإنسان بسوريا وقّع عليها عشرات المتساكنين في مدينة ببرود إحدى ضواحي العاصمة دمشق. وتضمّنت الشكوى طلب إزالة البرج الذي بنته إحدى شركات الهاتف الخلوي على سطح بناء جمعية فقراء الرّوم الكاثوليك. وكان المسؤول عن الكنيسة قد وافق على بناء البرج اللاّقط إلاّ أنّ الأهالي والمتساكنين اعترضوا على ذلك باعتبارهم يقطنون بشكل دائم في البناية. وركّزت الشكوى على ما ينبعث من هذه الأبراج من أضرار نتيجة الإشعاعات التي ترسلها. هذا وقد قالت المنظّمة في بيانها الصادر اليوم أنّها تلقّت عديد الشكاوي من المواطنين السوريين الذين يرفضون بناء مثل هذه الأبراج على أسطح المدارس. واستندت الشكاوي إلى تقارير علمية حول ما تصدره وما تتلقّاه هذه الأبراج من موجات كهرومغناطيسية لها تأثيرات خطيرة على خلايا الدماغ وخاصة على الأطفال. وبيّنت المنظّمة أنّ هذا النوع من الموجات له تأثير مستقبلي من خلال ما ينجرّ عنه من أمراض تمسّ الخلايا العصبية والأنسجة المحيطة بها وهو ما يؤدّي إلى ارتفاع نسبة المصابين بسرطان الدماغ والعجز الجنسي وفقدان الذاكرة التدريجي.  وأكّدت المجامع العلمية الدولية على خطورة تأثير هذه الأبراج على صحّة الإنسان مشدّدة على ضرورة إبعادها عن المناطق السكنية وخصوصا ذات الكثافة مثل الكليات والمدارس والمستشفيات. وناشدت المنظّمة كلاّ من وزارتي التربية والبيئة والمؤسسات الدينية وقف عمليات تركيب أبراج الهواتف النقالة على أسطح المؤسسات العمومية والتجمّعات السكنية مطالبة بنقل ما وقع تركيبه في هذه الأماكن إلى مناطق أخرى.   الإفراج عن أبرز وجوه الديمقراطية في بورما أفرج النظام العسكري الحاكم في بورما على السيد وين تين أحد أبرز وجوه الحركة الديمقراطية بعد أن قضى 19 عاما في سجن إين ساين سيء الصيت. وكان وين تين من مؤسسي حزب الرابطة الديمقراطية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه آونغ صان سو كي والذي فاز في الانتخابات التشريعية لسنة 1989 قبل أن يلغيها العسكريون. ويعتبر وين تين الذي اشتهر كأديب وكناشر أقدم سجناء رأي في بورما وعددهم قرابة 2000 حسب ما أوردته منظمة العفو الدولية. وعبّر وين تين 79 عاما عند خروجه من السجن عن إصراره على مواصلة الكفاح من أجل إقامة الديمقراطية كما جدّد رفضه للدستور المفروض من العسكريين.
 

(المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 23 سبتمبر 2008) http://www.alhiwar.net/1/dhalem.htm http://www.kalimatunisie.com/ar/4/113/299/

 


دهاليــــــــــــــــــــــــز
 
لطفي حيدوري   

مسؤول شركة إنتاج يصفع ممثلا كبيرا

أفادت مصادر من نقابة الفنون الدرامية أنّ فنانا كبيرا تعرض منذ أيام للإهانة أثناء تصوير عمل تلفزيوني، عندما قام المدعو ‘طارق’ وهو أحد المساهمين بشركة الإنتاج بصفعه أمام زملائه بعد نقاش معه حول جوانب فنّية رفض فيه الممثل المذكور تدخل هذا المسؤول متجاهلا صفته وعائلته المتنفذة. وتشير المصادر أنّ الممثل المصفوع لم يرد الفعل ولازم الصمت قهرا وهو ما تسبب له في أزمة صحية على الفور. ولاحظ نفس المصدر أنّ النقابة لم تتلق أي إعلام من الضحية وأرجع ذلك لكون هذا الممثل عاد بعد أن كان ‘في الثلاجة’ نتيجة عقوبة وبالتالي ما كاد ينال نصيبا في الأعمال الدرامية الرمضانية حتى يثير القضية ويشوّش على أصحاب ‘الأعمال’.

البنوك نقطة ضعف الاقتصاد التونسي

ذكر التقرير الأخير لمؤسسة أكسفورد حول تونس أن النشاط البنكي يعدّ من نقاط الضعف في الاقتصاد التونسي بسبب تشتت القطاع وهيمنة المساهمة العمومية. ولاحظ التقرير أنّ من بين 43 مؤسسة مالية في تونس هناك ثلاثة بنوك عمومية تسيطر على السوق المالية ولكنّ عدم استقلاليتها الإدارية يضعف من قدرتها على تحديثها الذاتي. وهو ما يجعلها بعيدة عن المعايير الأوروبية كما هو مخطط له لسنة 2010.

زيت الزيتون التونسي يواجه تحديات تسويقية

يواجه قطاع تصدير زيت الزيتون إجراءات جديدة سيبدأ العمل بها بداية من جويلية 2009 فرضها الاتحاد الأوروبي يوم 17 سبتمبر الجاري على منتجي الزيت الأوروبيين عندما اشترط إثبات علامة تحمل البلد المنشأ للزيت على الزيت المعلّب  المروّج في أوروبا. هذا الإجراء يمسّ الزيت المصدّر دون تعليب والذي تتصدّر تونس المرتبة الأولى عالميا في ترويجه  ويبلغ 99 بالمائة من قيمة زيت الزيتون التونسي المصدّر. وكان المروّجون الأوروبيون للزيت يتولّون خلط أنواع الزيت من عدة مصادر (تونس وإيطاليا وإسبانيا والمغرب وسوريا) في المخابر لمطابقة المواصفات الأوروبية. وتتعلق الصعوبات الجديدة بتركيز وحدات إنتاج حسب المواصفات الأوروبية وتحديات التسويق ومنافسة العلامات التجارية الأجنبية وأسعارها. وكان قطاع زيت الزيتون قد شهد سنة 2007 أزمة حادة أضرّت خاصة بالمعاصر التي التزمت بتعليمات ديوان الزيت بالخزن وعدم البيع، حيث لم تفلح الخطة التونسية في استغلال السوق الأوربية تلك السنة بتسجيل نقص كبير في الصابة الإسبانية من الزيت، وألغيت كثير من الصفقات وأعيدت كميات كبيرة من الزيت بعد ترفيع تونس في الأسعار.  

ومجموعة بوجبل تسعى لاكتساح قطاع الزيت

ومع إعلان الشروط التسويقية الجديدة أفادت مصادر اقتصادية أنّ مجموعة ‘بوجبل’ الاقتصادية قد دخلت مجال زيت الزيتون، توقيت قد يعني أنّ خبرة بوجبل في مجال الجعة وشراكته في تونس مع أهم العلامات التجارية الألمانية العالمية تجعل المجموعة من أهمّ المستفيدين من القرار الأوروبي الأخير فسارعت إلى ملء الفراغ. 

(المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 23 سبتمبر 2008) الرابط:http://www.kalimatunisie.com/ar/4/113/299/


يعقد يومي 6 و7 أكتوبر المقبل

الكويت تشارك في المؤتمر العربي لجرائم الحاسوب في تونس

 
كتب عبدالله راشد أصدر وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار حسين الحريتي قراراً وزارياً بتكليف وفد رسمي للسفر في مهمة رسمية إلى تونس خلال يومي 6 و7 أكتوبر المقبل، وذلك للمشاركة في المؤتمر المنعقد هناك لمناقشة جرائم الحاسوب. ويقضي القرار الوزاري بتكليف مدير إدارة الشؤون القانونية الدكتور إبراهيم عبدالرزاق الطبطبائي، ومدير إدارة الدعم الفني عبدالكريم بدر الياسين، حيث جاء القرار بناء على مذكرة، تقدم بها قطاع العلاقات الدولية في وزارة العدل. وسيشارك الوفد الكويتي في أعمال المؤتمر التي تستمر ليومين، يتم خلالهما المشاركة في اجتماع اللجنة المشتركة والتي تضم خبراء من مجلس وزراء العدل والداخلية العرب لمراجعة مشروع الاتفاقية العربية حول جرائم الحاسوب. (المصدر: جريدة الرأي (يومية – الكويت) بتاريخ 23 سبتمبر  2008)
 


 

الفنان العراقى نصير شمة  حفل نصير شمة فى تونس : ترانيم العود فى حضرة آلهة سومر

 

تونس -العرب اونلاين – عبد المجيد دقنيش: ليلة الاثنين 22 سبتمبر، سوف لن تمحى من ذاكرة الجمهور الغفير الذى حضر بدار الثقافة ابن رشيق واستمتع بالسهرة الجميلة التى أحياها الفنان العراقى نصير شمة، فى إطار مهرجان وليالى رمضان بمحافظة تونس. كانت الموسيقى تحرسنا من كل جانب وأوتار العود تطوح بنا فى سماوات لا تعرف كنهها إلا أنامل الفنان نصير شمة. ابتدأ الحفل فى حدود العاشرة والنصف وعلى امتداد ساعة ونصف الساعة تقريبا استمع الجمهور إلى مقطوعات عديدة كانت أولها مقطوعة “تعاليم حورية” المهداة إلى روح محمود درويش والمستوحاة من ديوان “لماذا تركت الحصان وحيدا” وهى لفتة جميلة من مبدع التزمت أوتار عوده بأن لا تعزف إلا لقضايا الإنسان أنّى وجد وأن لا تحيد عن مسار الالتزام الذى رسمه هذا الفنان لنفسه، الالتزام بتوسيع رقعة الحلم والفرح والسلام فى هذا الكون على حساب الظلم والحروب واليأس. بعد ذلك صعدت الفنانة المتألقة درصاف الحمدانى إلى الركح وأدت قصيدتين الأولى تتغنى برمضان بعنوان “إلاهى خالقي” وهى من كلمات الشاعر محمود آدم، والقصيدة الثانية مهداة إلى بغداد، ليمتزج الفرح بالجرح وصوت درصاف بعزف نصير شمة. وأما مفاجأة السهرة فكانت الأغنية التى تتغنى بتونس وصاغ كلماتها الطريفة وألحانها الفنان نصير شمة وهى بعنوان “خمسة وخميس” وقدمت لأول مرة فى هذه السهرة وأدتها مجموعة من الأصوات التونسية الرائعة وهم محمد الجبالى ودرصاف الحمدانى وعبير النصراوي. وتفاعل الجمهور مع هذه الأغنية التى تغنت كلماتها بأمجاد قرطاج وجابت ربوع تونس من شمالها إلى جنوبها وتقول الكلمات “خمسة وخميس حبيبي/خمسة وخميس على تونس/برشة حب وبرشة لون/ برشة أحلام وأماني/والحياة بحضن تونس أجمل حياة../”. وقدم الفنان نصير شمة الصوت الشاب آمال المثلوثى التى أدت أغنية “مابين الوديان” وقال إنه يراهن على هذه الأصوات التى تحمل مستقبل الأغنية العربية. وتتالت الفقرات فأدت الفنانة عبير النصراوى قصيد “الليلة ليلتنا” من كلمات الشاعر محجوب العيارى وغنى محمد الجبالى القصيد الرائع “قد كنا وكان” للشاعر أمل دنقل وهى محاولة من نصير شمة لاسترجاع بعض الأعمال السابقة التى تعامل فيها مع أصوات تونسية متميزة، أيام إقامته فى تونس ولكنه لم ينس أن يمتع جمهوره بمقطوعاته الجديدة والقديمة فقدم مقطوعة “إرتجال” و”نقريز” و”على جناح فراشة” و”جولة فى تونس العتيقة”. واختتم الحفل بأشهر معزوفات نصير شمة التى ألح الجمهور فى طلبها وهى “العامرية” لنستعيد عبر هذه المقطوعة وهذه الموسيقى الرائعة والسهرة الرائقة لحظات حزينة بسبب نكبة العراق وكذلك لحظات جميلة عادت بنا إلى الزمن التالد وكأننا ونحن نستمع إلى ترانيم العود نقف بحضرة ربة الجمال وآلهة الحب السومرية. فما أجمل أن تكون الموسيقى طريقنا إلى استعادة ذواتنا ومصالحة أرواحنا واكتشاف لحظات من الجمال منفلتة من التاريخ.  

 (المصدر: موقع صحيفة “العرب” (يومية – لندن) بتاريخ 23 سبتمبر 2008)


تونسي يقتل أسرة بالرصاص لانها رفضت اتمام زاوجه بابنتها

 

 تونس (رويترز) – قالت صحف تونسية يوم الثلاثاء أن رجل أمن قتل أربعة أشخاص من أسرة واحدة وتسبب في اصابة اثنين آخرين عندما أطلق عليهم الرصاص بعدما رفضوا اتمام زواجه بابنتهم. ونقلت صحيفة الشروق عن مصادر أمنية وشهود أن أربعة اشخاص لقوا مصرعهم وأصيب اثنان آخران بطلقات نارية متتالية بمدينة الكاف شمالي العاصمة تونس بعد ان طردته عائلة خطيبته ورفضته زوجا لها. واضافت الصحيفة أن القاتل بدأ باطلاق الرصاص على خطيبته ليرديها قتيلة قبل ان يواصل اطلاق النار باتجاه والديها وشقيقتها الذين قضوا على الفور ثم حاول الانتحار لكن سلاحه كان قد فرغ من الرصاصات. واصيب شقيق الخطيبة وخالها بجروح بعد أن أطلق القاتل النار عليهما أيضا.  
(المصدر وكالة رويترز للانباء بتاريخ 24 سبتمبر 2008)
 
 


 
بسم الله الرحمان الرحيـــم المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة العاشرة

قصة يوسف عليه السلام وطريق الانفراج والتأهيل الرسالي(1)

 

كان الاعتراض الرئيسي على ما نشرته ولا زلت أنه كان علنيا، في موضوعات الأصل فيها – حسب رأي إخواني المعترضين – أنها خاصة بحركة النهضة وأبنائها. وكان ردي دائما أن حركة النهضة تَحمّلت أمانة إحياء المشروع الإسلامي ، وهذه قضية عامة وليست خاصة ولا حزبية ، وتحويلها إلى قضية حزبية أو خاصة بفئة ، هو انحراف خطير على المشروع الإسلامي ، يتحول به من كونه هو غاية وجود الحركة ، وكون الحركة وسيلة لخدمته ، إلى كونه وسيلة لخدمة الحركة . هذا ما انزلقت إليه حركة النهضة ، الأمر الذي أصبح يقتضي التوبة والتصحيح كما بينته في الحلقة الثامنة من حلقات “حتى لا يشوش على واجبي الشرعي” . إنه لم يعد لنا مناص بعد كل التطورات والمنزلقات الحاصلة إلا الرجوع إلى هذا الأصل (العمل في العلن ومع الجمهور المسلم التونسي). ورغم أن هذا هو في أصله بديهي ، ومن طبيعة الدعوة ورسالة الله إلى عباده ، فإن ما اعتراه من تلبيس خطير جعل الاعتراض على ما كتبته على الملأ شديدا من العديد من إخواننا، الأمر الذي أصبح يفرض بيان هذه البديهية وتأصيلها من خلال قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم . وهذا هو هدف هذه السلسلة من الحلقات تحت عنوان “المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح”. وقد تقدمت الحلقة الأولى التمهيدية من هذه السلسلة في ركائز هذا المنهج ، والحلقة الثانية منها في قراءة وتقويم القرآن لغزوة بدر، والحلقة الثالثة في قراءة وتقويم القرآن لابتلاء غزوة أحد ، ذات الدلالات الكبيرة على ما حدث وما مر بنا ، والحلقة الرابعة في قراءة وتقويم القرآن لحادثة الإفك ، والحلقة الخامسة في قراءة وتقويم القرآن لابتلاء وغزوة الأحزاب ، والحلقة السادسة في تقويم القرآن لتطلع نساء النبي إلى متاع الدنيا وتخييرهن، والحلقة السابعة في تقويم النبي صلى الله عليه وسلم عادة العرب بتحريم الزواج من مطلقة الابن بالتبني بتطبيقه على نفسه، والحلقة الثامنة في عتاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في حادثة ابن أم مكتوم كما سجلته سورة عبس لإرساء الميزان الرباني في التقويم ، والحلقة التاسعة في تقويم علاقة المسلمين ببيت النبوة. هذا وألفت الانتباه إلى أن التقويم الذي قدمتُه ولازلتُ لا يتعلق بالأفراد ولكن بحركة النهضة ككيان جماعي يُعرف من خلال خططه وبرامجه وسياساته ومواقفه وأعماله وبياناته وتصريحاته. وسنمر الآن إلى الحلقة العاشرة التي ستتناول تقويم سيرة أبرز شخصيات آل يعقوب في قصة يوسف عليه السلام. إن سورة يوسف عليه السلام ، هي سورة قصته ، التي هي قصة ابتلاء يوسف وآل يعقوب عليهم السلام وتقويم سيرتهم فيها ، وسنتناولها في العناصر التالية: ابتلاء يوسف عليه السلام وتقويم سيرته / ابتلاء يعقوب عليه السلام وتقويم سيرته / ابتلاء إخوة يوسف عليهم السلام وتقويم سيرتهم . وبالنظر لطول هذه الحلقة فسوف نقدمها في جزأين يتناول الجزء الأول منهما العنصر الأول وذلك في الفقرات التالية : 1.جملة ابتلاءات يوسف عليه السلام 2.خلاصة ما انتهى إليه يوسف عليه السلام من وخلوص رباني 3.تناولت القصة شخصية يوسف عليه السلام تناولا شاملا وبكل واقعيتها البشرية 4.لا نفتقد في موقف واحد من مواقف القصة ملامح هذه الشخصية 5.بيئة الترف المصرية وأثرها على يوسف عليه السلام 6.حاجة يوسف عليه السلام إلى عملية تربية وتخريج للتأهل لدور الرسالة ودور السلطة 7.اكتمال عملية تخريج وتأهيل يوسف عليه السلام 8.بقيت مشكلة يوسف منغلقة مستعصية حتى صفا من التعلق بالدنيا وخلص تعلقه لله 9.بعد اكتمال التخريج يتفرد يوسف عليه السلام بمسرح الأحداث ويُقلّب على ابتلاءات من طبيعة أخرى جملة ابتلاءات يوسف عليه السلام يقص الله سبحانه علينا في سورة يوسف قصة نبي كريم وهو يعاني صنوفا من المحن والابتلاءات: محنة كيد الإخوة ، ومحنة الجب والخوف والترويع فيه ، ومحنة الرق وهو ينتقل كالسلعة من يد إلى يد على غير إرادة منه ولا حماية ولا رعاية من أبويه ولا من أهله ، ومحنة كيد امرأة العزيز والنسوة , وقبلها ابتلاء الإغراء والشهوة والفتنة ، ومحنة السجن بعد رغد العيش وطراوته في قصر العزيز ، ثم محنة الرخاء والسلطان المطلق في يديه , وهو يتحكم في أقوات الناس وفي رقابهم , وفي يديه لقمة الخبز التي تقوتهم ، ومحنة المشاعر البشرية وهو يلقى بعد ذلك إخوته الذين ألقوه في الجب وكانوا السبب الظاهر لهذه المحن والابتلاءات كلها . . خلاصة ما انتهى إليه يوسف عليه السلام من خلوص رباني هذه المحن والابتلاءات التي صبر عليها يوسف – عليه السلام – وزاول دعوته إلى الإسلام من خلالها , وخرج منها كلها متجردا خالصا ; آخر توجهاته , وآخر اهتماماته , في لحظة الانتصار على المحن جميعا ; وفي لحظة لقاء أبويه ولم شمله ; وفي لحظة تأويل رؤياه (إذ قال يوسف لأبيه: يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر . رأيتهم لي ساجدين) وتحققها كما رآها، آخر توجهاته وآخر اهتماماته في هذه اللحظة هي التوجه المخلص المتجرد المنيب إلى ربه , منخلعا من هذا كله بكليته كما يصوره القرآن الكريم: (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه , وقال: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين . ورفع أبويه على العرش , وخروا له سجدا . وقال: يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا , وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن , وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي , إن ربي لطيف لما يشاء , إنه هو العليم الحكيم . . رب قد آتيتني من الملك , وعلمتني من تأويل الأحاديث , فاطر السماوات والأرض . أنت ولي في الدنيا والآخرة , توفني مسلما , وألحقني بالصالحين). وهكذا كانت طلبته الأخيرة . . بعد ذلك كله وهو في غمرة السلطان والرخاء ولمة الشمل ، أن يتوفاه ربه مسلما , وأن يلحقه بالصالحين . . وذلك بعد الابتلاء والمحنة , والصبر الطويل والانتصار الكبير . . تناولت القصة شخصية يوسف عليه السلام تناولا شاملا وبكل واقعيتها البشرية إن القصة تعرض شخصية يوسف – عليه السلام – وهي الشخصية الرئيسية في القصة – عرضا كاملا في كل مجالات حياتها , بكل جوانب هذه الحياة , وبكل استجابات هذه الشخصية في هذه الجوانب وفي تلك المجالات . وتعرض أنواع الابتلاءات التي تعرضت لها تلك الشخصية الرئيسية في القصة ; وهي ابتلاءات متنوعة في طبيعتها وفي اتجاهاتها . . ابتلاءات الشدة وابتلاءات الرخاء . وابتلاءات الفتنة بالشهوة , والفتنة بالسلطان . وابتلاءات الفتنة بالانفعالات والمشاعر البشرية تجاه شتى المواقف وشتى الشخصيات . . ويخرج العبد الصالح من هذه الابتلاءات والفتن كلها نقيا خالصا متجردا في وقفته الأخيرة , متجها إلى ربه بذلك الدعاء المنيب الخاشع كما أسلفنا في نهاية الفقرة السابقة . لا نفتقد في موقف واحد من مواقف القصة ملامح هذه الشخصية فإذا تابعنا شخصية يوسف – عليه السلام – فإننا لا نفتقد في موقف واحد من مواقف القصة ملامح هذه الشخصية , المتمثلة في كونه “العبد الصالح – الإنسان – بكل بشريته , مع نشأته في بيت النبوة وتربيته ودينه” . . فهو في السجن مع الظلم وظلماته، لا يغفل عن الدعوة لدينه , في كياسة وتلطف – مع الحزم والفصل – وفي إدراك لطبيعة البيئة ومداخل النفوس فيها . . كما أنه لا يغفل عن حسن تمثيله بشخصه وأدبه وسلوكه لدينه هذا الذي يدعو إليه في سجنه: (ودخل معه السجن فتيان . قال أحدهما:إني أراني أعصر خمرا , وقال الآخر:إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه . نبئنا بتأويله , إنا نراك من المحسنين . قال:لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما , ذلكما مما علمني ربي , إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون . واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب , ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء , ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس , ولكن أكثر الناس لا يشكرون . يا صاحبي السجن , أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان , إن الحكم إلا لله ، أمر ألا تعبدوا إلا إياه , ذلك الدين القيم , ولكن أكثر الناس لا يعلمون . يا صاحبي السجن , أما أحدكما فيسقي ربه خمرا , وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه , قضي الأمر الذي فيه تستفتيان). . وهو – مع هذا كله – بشر , فيه ضعف البشر، يتطلب الخلاص من سجنه , بمحاولة إيصال خبره إلى الملك , لعله يكشف المؤامرة الظالمة التي جاءت به إلى السجن ، ولكن الله – سبحانه – شاء أن يُعلّمه أن يقطع الرجاء إلا منه وحده: (وقال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكرني عند ربك . فأنساه الشيطان ذكر ربه . فلبث في السجن بضع سنين . . .). ثم تطالعنا ملامح هذه الشخصية كذلك بعد بضع سنين , وقد رأى الملك رؤياه , فحار في تأويلها الكهنة والسدنة ; حتى تذكر صاحب السجن يوسف – الذي اكتملت تربيته الربانية فاطمأن إلى قدر الله به واطمأن إلى مصيره – وحتى إذا ما طلبه الملك بعد تأويله للرؤيا , تمنع في هدوء المطمئن الواثق عن مغادرة السجن إلا بعد تحقيق تهمته وتبرئة سمعته: (وقال الملك: إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف , وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات . يا أيها الملأ أفتوني في رؤيايي , إن كنتم للرؤيا تعبرون . قالوا: أضغاث أحلام , وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين . وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة: أنا أنبؤكم بتأويله فأرسلون . يوسف أيها الصديق , أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات , لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون . قال: تزرعون سبع سنين دأبا , فما حصدتم فذروه في سنبله , إلا قليلا مما تأكلون . ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن . إلا قليلا مما تحصنون . ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون . . وقال الملك: ائتوني به . . فلما جاءه الرسول قال:ارجع إلى ربك فاسأله:ما بال النسوة اللآتي قطعن أيديهن ? إن ربي بكيدهن عليم . قال: ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ? قلن: حاش لله ! ما علمنا عليه من سوء . قالت امرأة العزيز: الآن حصحص الحق , أنا راودته عن نفسه , وإنه لمن الصادقين . ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب , وأن الله لا يهدي كيد الخائنيين . وما أبريء نفسي , إن النفس لأمارة بالسوء , إلا ما رحم ربي , إن ربي غفور رحيم . . وقال الملك: ائتوني به أستخلصه لنفسي , فلما كلمه قال: إنك اليوم لدينا مكين أمين . قال: اجعلني على خزائن الأرض , إني حفيظ عليم ). بيئة الترف المصرية وأثرها على يوسف عليه السلام بعد محنة كيد الإخوة ، ومحنة الجب والخوف والترويع فيه ، ومحنة الرق ، تحول يوسف عليه السلام مع هذا الرق إلى بيئة الإكرام والعز والتمكين بكل ما فيها من ترف ودنيا طاغية ، وهذا ملا ينبغي أن نغفله هنا ، قال تعالى:{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21)}[يوسف: 21] وقد أبرز القرآن بيئة الترف هذه التي أصبح يعيش فيها يوسف في مصر، كما هو واضح في الآيات [21 إلى 34] من سورة يوسف . لا شك أن ذلك كان ابتلاءاً شديداً عليه ، وكان أشده عليه فتنة امرأة العزيز ثم النسوة ، حتى سار اللغط في نسوة المدينة بسيرة امرأة العزيز وفتاها الذي راودته عن نفسه بعدما شغفها حباً. وكان استنكارهن عليها تبدو فيه غيرتهن منها أكثر مما يبدو فيه استنكارهن للفعلة، ولذلك انبهرن بيوسف لما طلع عليهن وعذرن حبها ومراودتها له ، الأمر الذي شجعها على الاعتراف الكامل وهي آمنة في ظل استسلامهن لأنوثتهن ، كما تصنعها بيئتهن الخاصة ، مع تهديد يوسف بالسجن إن لم يسقط معها فيها تريد . وانخرط النسوة كلهن في إغرائه ومراودته ومطاردته مما لم يكن له ملجأ منهن إلا الى الله (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33]. إن التجربة التي مرّ بها يوسف لم تكن فقط في مواجهة المراودة في هذا المشهد الذي يصوره السياق، إنما كانت في حياة يوسف فترة مراهقته كلها في جو هذا القصر مع هذه المرأة . ويؤخذ من صورة المأدبة التي أقامتها للنسوة أن الحضارة المادية في مصر كانت قد بلغت شأواً بعيداً وأن الترف في القصور كان عظيماً. وللنجاة بدينه آثر يوسف عليه السلام الخروج من ذلك النعيم المادي ومن كل الدنيا إلى السجن . ولا يعني هذا أنه خرج سالما من الآثار السلبية – لتلك الأجوء المادية التي عاش فيها لسنوات عديدة – على دينه عليه السلام ، وكل ذلك كان قبل أن يبعث رسولاً. حاجة يوسف عليه السلام إلى عملية تربية وتخريج للتأهل لدور الرسالة ودور السلطة ولأن يوسف كان كذلك فقد كان محتاجاً الى عملية تربوية تطهره منها ليتأهل للدور الذي سيؤديه وهو دور الرسالة ودور السلطة من غير أن تضره . وأجرى الله تلك العملية التربوية عن طريق السجن. ولا شك أنه لبث يترقى في تلك التربية ، حتى كان اختباره بالفتيين (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ) . وجرى كل شيء معهما على ما يرام ، وكان الخطأ في الأخير عند تعبيره لرؤياهما (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ). لقد ظن يوسف عليه السلام في هذه الواسطة الواصلة أنها فرصة، فوثق فيها وتوكل عليها، فكان في ذلك شركاً خفياً أشرك فيه ثقته في الله وتوكله عليه. لقد دل هذا الاختبار أن يوسف لم يصفُ بعد من تعلقه بوسائل الدنيا ، وأنه لازال محتاجاً لوقت آخر في العملية التربوية من خلال الابتلاء (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ). نعم لقد احتاج للتطهر الكامل من لوثة الدنيا الى كل تلك السنين، التطهر الذي أصبح ناصعاً وواضحاً في الاختبار الآخير. لقد عاد إليه نفس الفتى – الذي طلب منه سابقاً أن يذكره عند ربه – يسعى محتاجاً وهو السجين الذي طال به السجن ليُعبّر له رؤيا الملك التي حار فيها المعبرون ، فعبّرها له يوسف، من غير لومه عن نسيانه ، ولا اشتراط أو طلب شيء عن تعبيره لها. اكتمال عملية تخريج وتأهيل يوسف عليه السلام لا شك أن يوسف ذكر كل ذلك ، ولا شك أنه ذكر درس ابتلاء السجن، فلم يكن سلوكه خالصا من الدنيا ووسائلها – الدال على نجاحه في الدرس – فقط ، بل ابتعد كل البعد عن كل ما يمكن أن يكون فيه شبهة ذلك ، مفوضاً أمره كله الى الله متوكلاً عليه. لقد كان نجاحاً باهراً بما أصبح به أهلاً للتدخل الرباني، فإذا بالملك يرسل إليه مبعوثاً خاصاً ، ليخرج به معززاً مكرماً وليكون من خلصائه، فيأبى كل ذلك حتى تثبت براءته. وكان يمكنه أن يبادر الى ذلك ويكون أيسر وأمكن له في إثبات براءته بعد ذلك . لقد ارتقى يقين يوسفُ عليه السلام حتى أنه لم يعد يرى لغيره سبحانه تأثيراً ، فلن يؤخروا ولن يقدموا من قدره شيئاً. وهكذا نرى أن يوسف عليه السلام بمثل هذا الصفاء وهذا اليقين إضافة لما آتاه الله من علم قد تأهل الى الرسالة والملك معاً من غير خشية أن يضره ما سيكون عنده من سلطان ودنيا. بقيت مشكلة يوسف منغلقة مستعصية حتى صفا من التعلق بالدنيا وخلص تعلقه لله لقد بقيت مشكلة يوسف منغلقة مستعصية وهو العبد المملوك الغريب الضعيف الذي يمكن أن يُنسى ويهمل في السجن حتى يموت. وكان سبب انغلاقها هو التعلق بالدنيا الذي هو السبب الحقيقي لابتلاء السجن. وزال هذا الانغلاق وهذا الاستعصاء في اليوم الذي تخلص فيه تخلصاً كاملاً من أي تعلق بالدنيا ووسائلها ، وأصبح تعلقه بالله وحده غاية ومددا ، فجاءه الفرج بل ومع البراءة والعزة والنصر والتمكين. إني أرى في هذا الابتلاء ليوسف ابتلاءنا حيث كان التعلق بالدنيا هو السبب الحقيقي لوقوعه، وأيضا كان سبب استعصائه وانغلاقه حتى تم التطهر منه ، فهل نفقه هذا ؟ ونفقه أن الأسباب والوسائل التي نتوكل عليها بكل أنواعها من دون الله لا تغني عنا شيئاً فنرجع إليه ونوحده ؟ بعد اكتمال التخريج يتفرد يوسف عليه السلام بمسرح الأحداث ويُقلّب على ابتلاءات من طبيعة أخرى منذ اللحظة التي تجلت فيها شخصية يوسف مكتملة ناضجة واعية , مطمئنة ساكنة واثقة , نجد هذه الشخصية تتفرد على مسرح الأحداث , وتتوارى تماما شخصيات الملك والعزيز والنسوة والبيئة . ويمهد السياق القرآني لهذا التحول في القصة وفي الواقع بقوله: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء , نصيب برحمتنا من نشاء . ولا نضيع أجر المحسنين , ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون). . من وقتها نجد هذه الشخصية تواجه ألوانا أخرى من الابتلاءات , تختلف في طبيعتها عن الألوان الأولى ; وتواجهها بذلك الاكتمال الناضج الواعي , وبتلك الطمأنينة الساكنة الواثقة . نجد يوسف وهو يواجه – للمرة الأولى – إخوته بعدما فعلوا به تلك الفعلة القديمة ; وهو في الموقف الأعلى بالقياس إليهم والأقوى . . ولكننا نجد سمة الضبط واضحة في انفعالاته وتصرفاته: (وجاء أخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون . ولما جهزهم بجهازهم قال:ائتوني بأخ لكم من أبيكم , ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين ? فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون . قالوا:سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون . وقال لفتيانه:اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون). ونجده وهو يدبر – بتدبير الله له – كيف يأخذ أخاه . فنلمح الشخصية الناضجة الواعية الحكيمة المطمئنة , الضابطة الصابرة: (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه:قال: إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون . فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ; ثم أذن مؤذن: أيتها العير إنكم لسارقون . قالوا – وأقبلوا عليهم – ماذا تفقدون ? قالوا:نفقد صواع الملك , ولمن جاء به حمل بعير , وأنا به زعيم . قالوا:تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض , وما كنا سارقين . قالوا:فما جزاؤه إن كنتم كاذبين ? قالوا:جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه , كذلك نجزي الظالمين . فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه , ثم استخرجها من وعاء أخيه . . كذلك كدنا ليوسف , ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك , إلا أن يشاء الله , نرفع درجات من نشاء , وفوق كل ذي علم عليم . قالوا:إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ! فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم , قال:أنتم شر مكانا , والله أعلم بما تصفون . قالوا:يا أيها العزيز , إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه,إنا نراك من المحسنين. قال:معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده, إنا إذا لظالمون.). ثم نلتقي به وقد استوفت المحنة بيعقوب أجلها , وقدر الله أن تنقضي الابتلاءات التي نزلت به وببيته , وحن يوسف إلى أبويه وأهله , ورق لأخوته والضر باد بهم , فكشف لهم عن نفسه , في عتاب رقيق , وفي عفو كريم , يجيء في أوانه , وكل الملابسات توحي به , وتتوقعه من هذه الشخصية بسماتها تلك: (فلما دخلوا عليه قالوا: يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر , وجئنا ببضاعة مزجاة . فأوف لنا الكيل وتصدق علينا , إن الله يجزي المتصدقين . قال:هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ? قالوا:أئنك لأنت يوسف ? قال:أنا يوسف , وهذا أخي , قد من الله علينا , إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . قالوا:تالله لقد آثرك الله علينا , وإن كنا لخاطئين . قال:لا تثريب عليكم اليوم , يغفر الله لكم , وهو أرحم الراحمين . اذهبوا بقميصي هذه فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا , وأتوني بأهلكم أجمعين.) . وفي النهاية يجيء ذلك الموقف الجليل الرائع . . موقف اللقاء الجامع ويوسف في أوج سلطانه وأوج تأويل رؤياه وتحقق أحلامه . . وإذا به ينسلخ من هذا كله وينتحي جانبا ينفرد بربه , ويناجيه خالصا له , وذلك كله مطروح وراءه: (رب قد آتيتني من الملك , وعلمتني من تأويل الأحاديث . فاطر السماوات والأرض . أنت ولي في الدنيا والآخرة . توفني مسلما وألحقني بالصالحين . . إنها شخصية موحدة متكاملة , بكل واقعيتها الممثلة لمقوماتها الواقعية في نشأتها وبيئتها. (في ظلال القرآن تصرفا واقتباسا) بقلم : محمد شمام العنوان البريدي : mohacham@gawab.com الهاتف النقال : 0046736309986


 

في الرد على السيد عبد الحميد العداسي

في 22 سبتمبر 2008  

  عبد الحميد خلفة يمكن أن تقول نفس ما قلت و أنت في تونس ـ بعد قضاء محكوميتك ـ بل يمكن أن تقول أكثر من ذلك ! أنظر ما يخط علي الزواري ـ الصحفي المنفي في وطنه ـ في حصاد الاسبوع 18 سبتمبر 2008 مثلا.. و إنظر ما يخطه وما يعانيه القلم الحر سليم بوخذير بعد و قبل قضاء محكوميته.. ما سبب تحصنك بخارج البلاد و أنت تشهد لهؤلاء الأبطال بالنضال في قلب تونس..هل تتصور أنك قادر على شيء من هناك ؟ بل تشهد بعينيك عجزك ويعتصر قلبك على مآل نسلك و نسل نسلك في بلاد الغرب ! في الحقيقة أنت تخشى على نفسك فكما تحصنت بالفرار تريد أن يبقى ذووا الأحكام القصيرة حولك ولا يتحركوا لأمر من أمورهم حتى و إن سقطت أحكامهم … أيها الإخوة الكرام إعلموا أن أصحاب الأحكام الثقيلة مازالوا في حاجة اليكم يمنعهم حيائهم للتصريح بذلك فيقولون نضال و يقولون البلاد البلاد ….وهم يعلمون أن الرسول صل الله عليه وسلم قال إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ  (* انظر شرح الحديث) مقال في العودة – منقول- يقول القاضي الهما م ـ كما يصفه العداسي ـ في موضوع العودة كلاما عقلانيا عاقلا : “كما أن الحوار حول العودة من أصله مبتذل لأن الغربة بالنسبة للمهجّر قائمة على المنع واستحالة العودة و ليست بسبب شروط موقوفة عليها. حتى أننا لو تأملنا في بعض تلك الشروط التي يحاول بعض المهجّرين جعل عودتهم متوقفة عليها و اشترطناها نحن في الداخل للبقاء في بلدنا لخلت البلاد من أهلها و لم يبقى فيها غير المستبدين عليها و بطاناتهم يعيثون فيها. فهل نحن برضائنا البقاء في بلدنا رغم هوان أوضاعنا قد قبلنا بالذل و المهانة و الخضوع و المسكنة على نحو ما يصور به بعض المهجرين عودتهم في مثل هذه الظروف. فالمقصود بالعودة إذن من لازالت غربتهم إضطرارا تجنبا لمهلكة تنتظرهم في بلادهم بسبب أفكارهم و عقيدتهم. و عندما يصبح المغرّب في موقف الإختيار بين الرضاء بمقاسمة شروط عيش بني وطنه و عدم التنازل عن شروط أفضل توفرت له في غربته فإنه يخرج عن دائرة قضية حق العودة و التغريب عن الأوطان و يصبح في دائرة الهجرة التي لجأ إليها مئات اآلاف من مواطنينا و يحلم بها أضعافهم إلى درجة المجازفة بحياتهم لنيلها بسبب سوء أوضاع حالة بلادهم.” راجع أخي القارئ المقال كاملا على مدونة القاضي –اليحياوي– Tunisia Watch بتاريخ jeudi, 23 août 2007 شرح الحديث – منقول  – جاء في مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ”. : “…وفيه الحذر أيضا من تزكية النفس لأنه إذا ذم الناس فهو يزكي نفسه، كأنه هو الذي على الحقّ وما سواه على الباطل، هو الذي ينقد الناس، وهو الذي يقيّم المجتمع، فهذا من الجهل ومن الضعف، وضعف الهمّة بل ودناءة النفس (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى). قد يكون في هؤلاء الذين يأستهم أو قنطتهم قد يكون أضعفهم خيرا منك (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)، (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ). من قالها تقنيطا وتيئيسا، وقعد مع الخالفين فهذا المذموم، أما من قالها قصد بذلك إعلاء همة نفسه وهمة غيره بتوفيق الله ثم بكلامه فنعم، لكن المحذور التقنيط والتيئيس، إن سمع شرا أذاعه ونشره، وإن سمع خيرا قبره ودفنه، فإذا المحذور هذا الأمر.  
 


في نقد خطاب الأنترنات ( التونسي)

 

 

عماد بن محمد

وُلدت الأنترنات على إثر رغبة وزارة الدفاع الأمريكية في الستينات صُنع شبكة معلوماتية تقطع مع وسائل الإتصال التقليدية آناذك, و القائمة على مركزية المعلومة من حيث التخزين و النشر. و كان الهدف مجابهة هجوم عسكري على مراكز تخزين معلومات الجيش الأمريكي من خلال شبكة تتيح التواصل بين أجهزة الجيش و الدولة حتى في ظل تدمير مراكز الإتصال الرئيسية. و قد شهد يوم 2 سبتمبر1969 أوّل عملية إتصال بين جهازي كمبيوتر, وهو اليوم الذي عُيّن فيما بعد يوم عيد ميلاد الأنترنات.   لقد كانت الفكرة الأساسية هي حماية المعلومة من التعمية و التغطية و جعلها مفتوحة للجميع. كما ساهمت الأنترنات و الفضاءيات فيما بعد في تقريب الشعوب و أصبح العالم ” قرية كونية” بالفعل. .إن خروج الأنترنات عن السيطرة الرسمية للدول و الحكومات و اكتساحها للطبقات الشعبية جعل من أمر تعمية الحقيقة أو تزييفها أمرا صعبا بل مستحيلا في بعض الأحيان. و لكن إفلات هذا الفضاء من كل القيود كان له آثار سلبية على قيمة المادة المنشورة. فبالإضافة إلى المواد التي لا تحترم العقل و الذوق و الأخلاق, و المواد التي تدعوا إلى قيم الشرّ عموما, فإن كثيرا من المواد المنشورة على هذه الشبكة الناشئة, لا تخرج عن كونها “بروبغندا” تحاول قتل الحقيقة. الحقيقة التي هي جوهر و رمز و القيمة الصميمية للأنترنات.   و المتأمّل في بعض المواقع الإلكترونية التونسية يلاحظ أن النصوص المنشورة لا تخضع للتدقيق و لا الغربلة. فبالإضافة إلى الأخطاء اللّغوية فإن مضامين هذه النصوص تحوي في كثير من الأحيان على عديد من المغالطات و التزييف لكي يتحول الخطاب في هذه الفضاءات إلى خطاب خشبي مسطّح بعيد عن كل موضوعية و إنصاف. و تُخلط الكتابة العلمية المعقلنة فيها بالكتابة الإنطباعية المشوّشة. إن النصوص المنشورة لا تعدوا في كثير من الأحيان نتاج فكرة عابرة مرّت بذهن أحدهم أو تصفية حساب بين طرفين متخاصمين أو في أسوأ الحالات  كونها لبعضهم ” أكتب إذا أنا موجود”.   و قد رأينا في  في” الأنترنات التونسي” أحزابا و جمعيات تشكّلت لا يفوق عدد أعضائها الفرد الواحد, و رأينا أشخاصا يمطروننا ليليا بالصفحات الطوال التي يمكن إختزال مضمونها في أقلّ من السطر الواحد, و رأيناأخبارا عُجابا لا يمكن التحقّق من صحّتها و لا من كاتبها. لقد أنشأ الأنترنات  بالفعل حالات مرضيّة يتوهّم بعضهم فيه بأنّه  من المفكّريين العظام القلائل الذين جاد بهم التاريخ, و لبعضهم كونه رئيس حزب أو منظّمة بحقّ و حقيق, أو للآخر كونه زعيما ملهما للجماهير, و للأخير قاضيا يصدر الأحكام على الناس من دون محاسب و لا رقيب.   إن بعض المواقع التونسية هي مواقع إفتراضية بإمتياز, ولئن كان من المستحب ترك مساحة للحلم فإن الواجب هو العيش في الواقع و النظر إلى الأمور كما هي و تسمية الأشياء بمسمياتها. و للأسف أن يتحوّل الأنترنات عند بعضهم بوتقة أو مفرّا من عالم الواقع و العالم المحسوس ليعيش الفرد في عالم إفتراضي مع أفراد إفتراضيين و ما في ذلك من من سهولة التعرّض إلى أمراض نفسية كإنفصام الشخصية و إزدواجها و غيرهما. إن الدقّة و الموضوعية هما إلتزام أخلاقي مع الذات و المثيل و المغاير” لا يغيّر الله بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم”   لقد تحوّل الخطاب في كثير من الأحيان إلى خطاب نمطي . ’’ خطاب ضحايا لنظام لا يحترم الحريات في بلد كلّه مساوئ ‘‘. و الخارج عن هذا التوصيف, هو خارج عن الملّة مأواه النار أو منافق متزلّف إلى السلطان. إن هذا الخطاب الذي يتمترس كثير من رافعيه وراء حصانة اللجوء السياسي أحيانا أو حصانة الإسم المستعار أحيانا أخرى, لا أعتقد أنه كان سيكون بمثل هذه الكثافة أو الحدّة لو أنه كان من داخل تونس أو خضع لقوانين النشر المعمول بها دوليا.   لقد آن الأوان إلى تجاوز خطاب الهدم و القدح و الذمّ إلى خطاب بنّاء, مسؤول و رصين. خطاب يحاول إعطاء حلول للمشاكل بدل إحداث المشاكل لهذه الحلول. خطاب وطني تجميعي بدل الخطاب الفئوي التفريقي. ليس المطلوب قطعا قتل الإختلاف في التفكير و لكن المطلوب هو التفكير في أن الإختلاف في الرأي رحمة.


تونس بعيون عربية

فيسبادن-ألمانيا-مرسل الكسيبي*- صحيفة الحقائق/لندن+صحيفة وطن/أناهايمUSA:  
عاد أحد زملائي الاعلاميين العرب الى مستقره بالعاصمة لندن ليحمل معه شهادة عينية عن أجواء مؤتمر الحزب الحاكم بالعاصمة التونسية … خاطبني زميلي وصديقي المحترم عبر الهاتف بعد أن طلبت منه الاتصال بي قصد التنسيق في بعض الموضوعات التي تخص نشاطنا الثقافي والاعلامي . الجولات التي قام بها الزميل المذكور بين أكثر من عاصمة عربية جعلته يسارع مقارنة بين ماعاينه في أبي ظبي ومسقط والعاصمة تونس , اذ لم يتوان البتة في نقل شكوى مواطني دولة عمان والامارات العربية المتحدة من غلاء المعيشة وهو ماعنى له بموافقة شخصية مني على ذلك أن مناخ العولمة الاقتصادية وتقلبات أسعار النفط وتقلص المنتج الغذائي العالمي في ظل اعتماد سياسات غير متوازنة في موضوعات الطاقة …كل ذلك ساهم في تقديرنا الموضوعي في تذمر المواطنين عبر العالم- بما في ذلك في ألمانيا- من غلاء أسعار المعيشة ومتطلبات الحياة اليومية… الوضع الاجتماعي في تونس مازال متماسكا برغم كل هذه التقلبات الاقتصادية على الساحة الدولية :  هذا مااتفقنا عليه في تحليلنا للأوضاع مع شهادة عينية أضافها لي زميلي الصحفي الذي لم تمض على زيارته لتونس الا أسابيع قليلة . صديقي المثقف ومدير احدى المؤسسات الاعلامية العربية تجول في أرجاء العاصمة تونس وجلس في المقاهي واستمع الى انطباعات الناس وسامر السياسيين من قيادات الحزب الحاكم وتمتع بمجالسة مواطنين عرب مقيمين في تونس منذ فترة ليست بالقصيرة وحدثني عن المشاريع الكبرى التي ستغير حتما وجه العاصمة … انطباعات جميلة أسعدتني كثيرا لأنها لم تصدر عن خصوم سياسيين أو مراقبين غير منصفين , فالرجل عودني من خلال مكالماته ومراسلاته على النزاهة والشفافية وكثيرا ماسعد لاتصالي به في عاصمة الضباب , اذ يسارع الى سماعة هاتفه لنتسامر ونتحاور ونختلف -لم لا -في نظرنا لبعض القضايا الفكرية … شهادة زميلي وصديقي المحترم حول تونس التي انقطعت عنها جسدا -وليس روحا طبعا- منذ 16 سنة زادتني شوقا الى العودة قريبا الى وطن يبدو أنه بصدد المسارعة في قضايا الاصلاح الشامل برغم بعض التراكمات القديمة … زميلي العزيز تحدث عن ارادة سياسية داخل أروقة التجمع الدستوري الديمقراطي للتطوير والانفتاح ومعالجة الكثير من القضايا العالقة في علاقة بالنخبة والحياة السياسية … تونس في عيون زائرها المثقف لم تكن الا سمحاء وبهية برغم اتفاقنا على صعوبة أوضاعنا العربية في علاقة الدولة بالنخب والفضاء العام … التشبيب داخل هياكل الحزب الحاكم والدولة والاعتدال في علاقة الحكم والمؤسسة الرئاسية بموضوعات الهوية وحزم الرئيس بن علي في معالجة أزمة الحوض المنجمي ومعاقبة المتورطين في الاعتداء على المواطنين وعزل مدير شركة فسفاط قفصة وتحميله مسؤولية الاضطرابات الاجتماعية الحاصلة بالجهة …معلومات نقلها لي زميلي في شهادة أكدت قرائتي السياسية الايجابية لتطور الأوضاع … تونس تبدو بلاشك في أعين زائرها جميلة في منتهى البهاء وفي أعين ناقل هذه الخواطر أجمل حتى ولو حالت الظروف السابقة دون تواصله معها … مؤتمر التحدي المنعقد قبل أسابيع بالعاصمة تونس كان فرصة سانحة من خلال محادثتي الصادقة مع زميلي الاعلامي من أجل الوقوف على حقيقة الأوضاع بعيدا عن مبالغات الشبكة الافتراضية أحيانا أو احتكارات البيانات الحقوقية التي تضعنا كقراء أو حتى رجال اعلام أمام جزء وحيد من المشهد … لاشك أن تونس الخضراء تحتاج كل هذا الحبر من أجل نقل هذا الانطباع حول مايصير اليه البلد من تطورات باتت بعيدة عن منال كثير من المراقبين المقيمين بهذه العاصمة أو تلك …ولاشك أن واقع المنفى وجراحاته لدى البعض مازال يحول دون رؤية منصفة لمكونات الصورة…, بل انني ألتمس عذرا لنفسي أو لغيري حين يستوي سقف الطموح مع ماتتيحه امكانات الغرب أو حرياته مع المنشود في بلد لايتوفر على نفس الشروط الموضوعية والتاريخية … اننا باختصار نبحث عن سويسرا أو بريطانيا في محيط مغاربي تشقه الكثير من التعقيدات وهو ماأراه دون العدل والانصاف برغم مشروعية الحلم والطموح … مرسل الكسيبي */*كاتب واعلامي تونسي- 22 سبتمبر 2008- 22 رمضان 1429 ه – . لمراسلة الكاتب أوالاتصال به هاتفيا : reporteur2005@yahoo.de الهاتف : 00491785466311 (المصدر : الوسط التونسية بتاريخ 22 سبتمبر 2008)  

“عمّ ضـو ” يهزم “مجلس المستشارين” بالضربة القاضية

 

‘صديق قديم لم أره منذ التحول المبارك، هو مواطن صالح يدفع ضرائبه، موظف حكومي يجدد بيعته كل خمس سنوات ولا شغل له بمعارضة ولا غيرها ولا يحتج على الفريق الوطني ولا على تــ7، خلاصة القول متساكن أليف. اتصل يسأل عن حالي فاقترحت موعدا لنلتقي، وقلت له ليكن لقاؤنا في باردو أمام مجلس المستشارين وأنا أحسب أن المجلس اشهر من محطات الحجيج. فاجابني صديقي “ما نعرفوش هالمجلس أما نعرف “عم ضو”(*) متاع البريك في باردو”…. فعلاً “عم ضو” البريكاجي اشهر من المجلس الموقّّّر، وهذا يدل على عمق الديمقراطية التونسية بلا اختلاف . فيا خيبتك يا سيد “ر.م.” أن جعلت من المجلس حلمك الذي تحقق، وها هو “عم ضو” يهزمه بالضربة القاضية. ويا لخيبة السيف الذي تمشّقته علينا في الجامعة ثم في الرابطة وغيرها، واستبدلته بمنجل. وهو ليس المنجل الاشتراكي عافاك الله من التطرف والثورية، فتوبتك نَصوح وإقلاعك عن الإثم غير منسوخ. بل منجل بلاستيكي بعلامة ضمان الجودة بالمواصفات التونسية للمعارضة(**). ويا لشقائك بـ”رؤى” التي تؤسسها، ولو سمعت النصيحة أقول لك عليك ان تبيع العدد منها بنصف سعر بريكة “عم ضو” حتى تضمن الانتشار وإلا ستضطر لبيعها بالكيلو “لعم ضو” فهو يحتاج الى كثير من الورق وسيعرف أفضل وجه لاستعمالها. (*) نعتذر بصدق لعم ضوء عن الإساءة بمقارنته بمن لا يملكون شيئا من كرامته ومن كسبه بعرق الجبين. (**)علامة المواصفات التونسية للمعارضة  (إيزو 2009 ISO).   سواك حار


بسم الله الرحمان الرحيم 
تونس في23/09/2008 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين 
 تونس في23/09/2008 الرسالة رقم 473      
 بقلم محمد العروسي الهاني    على موقع الديمقراطية 
             مناضل كاتب في الشأن           
 الوطني والعربي والإسلامي

الرسالة التاريخية رقم 3 إلى عناية السيد الوزير الأول حول عدم الاكتراث بمشاغل المواطنين
إلى عناية سيادة الوزير الأول منذ أسبوع وجهت رسالة مفتوحة إلى سيادتكم حول موضوع بعض السلبيات والممارسات الإدارية وعدم الاكتراث بمشاغل المواطنين والرد عن رسائلهم ومطالبهم أو بعض المقالات التي تكتب في الصحف وخاصة في موقع الانترنات والتي هي غزيرة ولا يكاد يوما يمر دون إثارة موضوع أو طرح قضية أو معضلة اجتماعية… وقد شرحت إلى سيادتكم في الرسالة رقم 468 المؤرخة في 15/09/2008 والتي نشرت بموقع تونس نيوز في نفس اليوم وحرصا مني على إيصال الرسالة إلى إخوتكم في الإبان فقد سلمت نسخة من الرسالة إلى مكتب سكرتيرة السيد رئيس ديوانكم قصد الاطمئنان على الرسالة والاطلاع عليها وبعد مرور 8 أيام كاملة لم اتصل بأي رد أو اتصال هاتفي من طرف مصالح الوزارة الأولى رغم ما نعرفه عنكم من حرص واهتمام بمشاغل المواطنين والرد على رسائلهم ومقترحاتهم والمعضلات التي يتعرضون إليها والمشاغل الاجتماعية المتنوعة منها معضلة العون بلقاسم أحمد الناصري العون الفني بالشركة التونسية للكهرباء والغاز الذي شرحت لكم وضعيته بكل التفاصيل والأمانة في الرسالة المشار إليها وطلبت من سيادتكم السعي والتدخل لمعالجة هذه المعضلة الاجتماعية التي مر عليها خمسة أشهر ونصف منذ يوم 10 أفريل 2008 والعون المذكور في حالة إيقاف عن العمل وجاء تتويج المدير العام يوم 16 جويلية 2008 بقرار العزل والحكم كما وصفته بالإعدام نعم الحكم بالإعدام على أسرة كاملة تتركب من 7 أفراد 5 أطفال والأب والأم، والأب في سن الأربعين والأم في سن 33 والأبناء أكبرهم سنة 13 سنة في الثامنة أساسي والأطفال كلهم في المدرسة الابتدائية ولا مورد لهم إلى كد جبين والدهم وشرحت إلى سيادتكم وضعية المعني بالأمر بكل التفاصيل وما قال له ابنه الصغير عمره 6 أعوام التفت إلى والده وقال له بصوت خافت يا أبي العزيز أين الياغورت والحليب والغلال التي كنت تأتي بها إلينا وتقبلنا عند العودة من العمل. وفي افتتاح السنة المدرسية يوم 15/09/2008 قال له أبناؤه نحن في حاجة إلى أدوات مدرسية والكتب واللباس والمحافظ -سكت الأب دقيقة ثم تنهد وقال لهم اصبروا قليلا لعل الله يفرجها….وبدون تعليق هذا الحوار الذي دار بين الأب وأطفاله أمام الأم الحنون و الجد والجدة والله تذوب الحجارة وتدمع القلوب؟؟؟ فهل السيد المدير العام يفكر عند حلول موعد أذان المغرب في أول يوم في شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والبركة والعطف والحنان هل فكر وهو أمام مائدة الإفطار الشهية ؟؟؟ المتنوعة من كل الأصناف هل فكر في حالة العون الذي عمل في الشركة طيلة 22 سنة وأعطى كل جهده ووقته وراحته وصحته وعمل بالليل والنهار بصدق وأمانة إلى يوم المصيبة والكارثة يوم 5 أفريل 2008 وهو قضاء وقدر؟؟؟ هل فكر المدير العام في مصير 5 أطفال في التعليم ليس لهم أدوات مدرسية ووالدهم العائل الوحيد في حالة بطالة وموقوف عن العمل منذ يوم 10 أفريل 2008 وليس له موارد أخرى، وهل فكر السيد المدير العام المحترم في حلول عيد الفطر عيد الفرحة والسرور عيد البهجة خاصة للأطفال الصغار عيد الكرامة والحبور عيد إدخال الفرحة على الأطفال؟؟؟ هل فكر السيد المدير العام في كل هذه المناسبات أم لا يهم وكما قال جحا الكلمة المشهورة أخطى راسي واضرب ؟؟؟ سيادة الوزير الأول نرجوا منكم الاطلاع على نحوي هذه الرسالة المبكية المليئة بالمعاني والعبر والسعي لإيجاد الحلول الملائمة لهذه الوضعية وطي هذه الصفحة السوداء وإعادة الاعتبار لهذه الأسرة وكفى عقوبة لهذا المواطن. كما نرجوا من سيادتكم قبل حلول العيد المبارك إدخال الفرحة والسرور والانشراح على الأطفال وإعادة البسمة إليهم وفي هذا الإطار فإن أكثر من 100 ألف عائلة معوزة في بلادنا تنتظر إعانة قبل العيد مثلما فكر سيادة الرئيس وأذن ل   منحة الإنتاج للأعوان والموظفين وتسبقة على الزيادة في الأجور لعام 2008 قبل نهاية المفاوضات الاجتماعية. يجب إدخال الفرحة على العائلات المعوزة وعلى شريحة المناضلين بدعم منحتهم وهم جنود البواسل الذين ضحوا من أجل تونس واستقلالها وسيادة الشعب وبناء النظام الجمهوري. هؤلاء في حاجة إلى الدعم لأن المنحة الحالية لا تغني ولا تسمن جوع 140 دينار في الشهر شيء قليل جدا لمن ضحوا من أجل تونس فالنتقي الله في مناضلينا. هذه بعض الملاحظات نتمنى درسها بعمق والتشاور في شأنها مع رئيس الدولة صاحب القلب المفتوح والحسن والمرهف.   قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس  تأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وتؤمنون بالله             صدق الله العظيم                                                                                                                                      محمد العروسي الهاني  مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير الهاتف : 354 022 22    

عودة إلى طرح قضايا المجتمع المدني

   

توفيق المديني يشكل التراث الفلسفي والسياسي للفكر الليبرالي الكلاسيكي الغربي، والفكر الماركسي سواء بسواء، سلسلة متصلة من الحلقات بعضها ببعض، على مستوى الفكر الإنساني، على الرغم مما قد تجد بينهما من تناقضات ومفارقات غاية في الجذرية والعمق، السلطة المرجعية المعرفية والنظرية والايديولوجية والثقافية، في تعريف ومفهوم المجتمع المدني بالمعنى الحديث، عبر المراحل والمحطات، التي قطعها في سيرورة تطوره، وفي ارتباطه بأشكال وصور الدولة السياسية الحديثة. وليس من فيلسوف أو مفكر سياسي مهما أسبغ على المجتمع المدني من مفهوم وتعريف مجددين يستطيع أن يكون خارج هذا الإطار المرجعي الكلاسيكي الغربي، منذ بداية عصر النهضة الأوروبية 1450ـ 1600، وامتداداً إلى عصر هيغل وماركس وغرامشي. ولقد أيقظت دراسة المجتمع المدني وعي الفلاسفة المختصين، والمفكرين السياسيين، من أجل بلورة المكونات المعرفية والنظرية، والايديولوجية الواضحة عنه، الأمر الذي جعل هذا المجتمع المدني، موضعاً لصراعات ايديولوجية، في سيرورة تطور المجتمع الغربي الحديث، حيث أصبح المجتمع الرأسمالي أو الصناعي التعبير التاريخي عنه بين مختلف المدارس الفكرية، سواء داخل النظرية الليبرالية بكل تفرعاتها، بداية من عصر النهضة والأنوار، باعتبارها التعبير التاريخي العام الفلسفي الايديولوجي والسياسي والاجتماعي عن المجتمع والدولة في العالم الرأسمالي الحديث والمعاصر، أو بين الليبرالية، والمدرسة الماركسية الكلاسيكية، ولعصرنا هذا. وفي هذا التصدي لدراسة العلاقة بين المجتمع المدني والدولة السياسية وجوهر هذا التناقض المزدوج الذي يحكمها، سواء في ظل سيادة الديموقراطية البرجوازية في الغرب، أو في ظل نماذج الاشتراكية المشيدة قبل انهيارها، يهمنا أن نبدأ بتحديد المفاهيم والمنطلقات الرئيسية المرتطبة بالمجتمع عامة، والمجتمع المدني خاصة. ونحن نميز جذرياً بين المجتمع المدني القديم، باعتباره ثمرة من ثمار تطور المجتمع الإنساني لحظة انفصاله عن الطبيعة، والدخول في صراع معها، من أجل السيطرة عليها، وتكييفها لتلبية حاجاته الضرورية، وباعتبار أيضاً التمدن والمدنية، خاصية متأصلة في المجتمع الانتاجي، وسمة ضرورية، وواقعاً تاريخياً من التطور البشري، وقيمة حضارية، وإنسانية نبيلة، متولدة عن الغاية العليا، التي يعمل الاجتماع البشري على تحقيقها، متجسدة في مجموع الأخلاق وطرائق السلوك الاجتماعي، والقيم العامة، شكلت حالة من حالات جدلية الثورة الكبرى، التي عرفها التاريخ البشري، والتي قوامها السير التطوري، الذي قطعه الإنسان بفضل العمل أولاً، والنطق واللغة بعده، ليحقق وثبة قوية إلى الأمام متمثلة في ظهور عنصر جديد، انبثق مع الإنسان، على حد قول أنغلز، ألا وهو المجتمع، أو المجتمع المؤنسن، وبين المجهود العقلاني العصري للتحرر الحديث، لتحقيق المجتمع المدني المنعتق سياسياً في مناطق متعددة من العالم، باعتباره صفة جوهرية تاريخية وكونية، من صفات المجتمعات الحية السائرة في دوائر ودوران التطور والتقدم، وإن اختلفت عمقها، وشموليتها، ومداها، واتجاهها، باختلاف الشعوب والأمم والعهود، وبصرف النظر عن “التعرجات”، و”الانتكاسات”، والارتدادات المحلية الموقتة، الحاصلة هنا وهناك، في سير حركة التاريخ الجدلية. يعتبر الكاتب جون إهربنرغ أن التنظيرات الحديثة للمجتمع المدني بدأت مع نهاية الحرب الباردة، وسقوط الأنظمة الشمولية في دول أوروبا الشرقية، حين يقول في المقدمة: “لم يكن بالأمر المفاجئ أن يصوغ الأوروبيون الشرقيون مفهوم المجتمع المدني على أساس الحدّ من سلطة الدولة المحدودة، وأن يعبر عنه الأميركيون بلغة توكفيلية جديدة عن التنظيمات الوسيطة. فإذا كان المجتمع المدني يعني، في مكان معين، النزعة الجمهورية الدستورية، ويعني في مكان آخر، الروح الطوعية المحلية، المدعومة بمعايير غير رسمية من التضامن والتعاون المتبادل، فإن كلا التوجهين الفكريين يسعى لأن ينظر إلى المجتمع المدني بوصفه ميداناً للفعل الحر الديموقراطي الذي يحد من غلواء تدخل سلطة الدولة”. يدرس هذا الكتاب التطور التاريخي، والسياسي، والنظري، للطريقة التي صيغت بها نظريات المجتمع المدني خلال ألفين وخمسمئة عام من مسيرة الفكر السياسي الغربي. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول ويعالج فيه الكاتب أصول المجتمع المدني، ويتألف من ثلاثة فصول، أما القسم الثاني، فيتطرق فيه الكاتب إلى دراسة المجتمع المدني في عصر الحداثة، ويتكون هذا القسم من ثلاثة فصول أيضاً، ويعالج الكاتب في القسم الأخير ـ المجتمع المدني في الحياة المعاصرة، ولاسيما علاقة المجتمع المدني بالشيوعية، وعلاقة المجتمع المدني بالرأسمالية، والمجتمع المدني والسياسة والديموقراطية. في الفصل الأول،الذي يحمل العنوان التالي: المجتمع المدني والموروث الكلاسيكي، يتطرق الكاتب إلى رؤية أفلاطون حول مفهوم المجتمع المدني، فيقول: سعى أفلاطون، وهو ابن عائلة أثينية بارزة، إلى مراجعة الاضطراب السياسي والأخلاقي لعصره بواسطة عالم فلسفي من المقولات المطلقة المعززة بمقترب معرفي عقلاني. ولد افلاطون العام 428 ق.م.بعد وفاة بيركليس بسنة واحدة، ونضج في بيئة شكلتها هزيمة أثينا العسكرية، والاضطراب الاقتصادي، والتأزم السياسي، والفساد الخلاقي. وكان دافعه لتاسيس المبادئ الأخلاقية للحكم استجابة مباشرة للتقلّب والاضطراب في عصره. وشكلت الأولوية التي منحها للمعرفة والسلطة السياسيتين نظرية في المجتمع المدني تدين لتصورها الموحد عن الحقيقة بقدر ما تدين للنفور الشديد من المصالح الخاصة والميادين المنفصلة. و لما كان أفلاطون غير قادر على التنظير حول الفرد، والجمال والخير، أو أي مقولة أخرى من مقولات الحياة الاجتماعية بمعزل عن الدولة، فإن فهمه للمجتمع المدني قد خذلته الشمولية التي جاءت به الى الوجود. لقد تم التعبير عن المجتمع المدني ـ في مستواه الأعلى، المستوى الذي استقى منه معناه الأساسي ـ بوصفه الحياة السياسية الشاملة لـ”المدينية” بحسب أرسطو، والنظام السياسي هو الشكل الأعلى للمجتمع البشري لأنه من عمل العقل، ولأنه يتوخى إشباع الحاجات البشرية، ويخلف إمكانية الحياة على نحو أفضل. وما دامت المدينة هي “الأكثر أهمية من بين الأشياء التي يكونها العقل، ذلك لأن المجتمعات البشرية الأخرى كلها نظمت من أجلها”، فإن علم السياسة هو العلم الأنبل والأهم من بين العلوم التطبيقية كلها، ويجب أن يقوم بتوجيه العلوم الأخرى “بقدر ما بالخير الأسمى للبشرية”. المجتمع المدني والانتقال إلى الحداثة يقول الكاتب: “إن الحقب الانتقالية ليست يسيرة على الإطلاق، والانتقال إلى الحداثة ليس استثناء. فلقد أسفر انحلال الحياة الدينية، والسياسية، والاقتصادية في القرون الوسطى إلى استشراء قدر عظيم من الفوضى والاضطراب، حال دون بلورة نظرية متسقة عن المجتمع المدني. إذ المقولات الجديدة برزت بعد، ولم يعد بالإمكان فهم المجتمع المدني بوصفه جماعية سياسية ودينية شاملة، ولكن البنى الاقتصادية والسياسية الحديثة كانت لا تزال في طفولتها الأولى. وكانت السلطة النامية للأسواق القومية والدول القومية تطحن، لبعض الوقت، بنى الإقطاع التراتبية للمكانة والرتب، والدرجات، والطبقات الاجتماعية، قبل الهجوم المدمر الذي شنه عصر النهضة وحركة الإصلاح”. لقد أحدث مكيافيلي قطيعة معرفية وسياسية مع القرون الوسطى عندما أخضع افيمان لمصالح الأمير والجمهورية المدنية. كما أن إفراد مارتن لوثر على حرية الضمير الفردي قوة كبيرة للسلطات السياسية التي كانت مسؤولة عن تنظيم المجتمع المدني حول الحاجات الظاهرية لمجتمع مؤمن. كان النظام القديم السائد في أوروبا حتى القرنين السابع عشر والثامن عشر، يجمع بين عناصر الحكم المطلق من النظام الإقطاعي البالي، وبين عناصر البنية البرجوازية الصاعدة. فالملكية المطلقة باعتبارها جزءاً من نظم القرون الوسطى، قبلت بمذهب الحكم الدستوري الإقطاعي، ودول المدن الحرة، التي تطورت في العصور الوسطى، وعصر النهضة، وشكلت حضارتها. وارتبط نمو الملكية المطلقة بنمو الملكية الدستورية الاقطاعية، وظهور شرعية العائلات المالكة المتنفذة في السلطة. وكان الحكم المطلق يستند إلى جبروت القساوسة وعبثهم، وطغيان البابا ونفوذه في بلاط الملوك والأمراء، باعتبار البابا يمثل سلطة مرجعية وزعامة روحية على مجتمع الدول المسيحية، وعلى سلطان الكنيسة الديني والقانوني، التي اعتمدت عليها الملكية المطلقة، حيث كانت الكنيسة شريكة للحكم الوطني. من المعلوم بوجه عام، إن الإطار الزمني للنظام القديم قد شهد صراعاً عنيفاً بين النظرية السياسية، التي ترى في السلطة السياسية ملكاً للشعب، وتقر بمشروعية مقاومة الحكم المطلق، وبالتالي ضرورة إعادة المراجعة في الاعتقاد القديم، ورفض قدسية السلطان الزمني، أي الحكم المطلق ضد النظام الدستوري، والتي عبدت الطريق كمؤسسة وطنية وسلطة مركزية، وبخاصة في فرنسا، باعتبارها رد فعل وطنياً إزاء حالة عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات التي أفرزتها الحروب الدينية. ولأن المجتمع المدني هو بالأساس ذلك المجتمع غير الديني، أي المجتمع المنعتق سياسياً من السلطة المطلقة الدينية التيوقراطية.واستلهمت العقود الأخيرة من القرن السابع عشر، بالثورة الانكليزية، التي امتدت من العام 1689 إلى العام 1714، والتي تمخض عنها إعلان حقوق البرلمان في العام 1689، الذي كان له أهمية عظيمة، حين أصبحت الملكية الدستورية، هي النظام السياسي السائد على الأمة، وفكرة العقد، بدلاً من الملكية الوراثية المستندة على نظرية الحق الإلهي. وهذه الثورة البرجوازية، أوقفت الحروب الدينية بين البروتستانت الانكليز، التي دامت قرابة قرن، من خلال إعلان الحرية الدينية، كما أن الصراعات السياسية وجدت طريقها إلى الحل، عبر إقامة توازن السلطات بين الملك والبرلمان. وفي خضم هذه الثورة، نهج الاقتصاد البريطاني الجديد مستفيداً من تطبيق قوانين الملاحة، التي شجعها عهد تشارل الثاني، والمكتسبات التي حققتها بريطانيا في المحيط الهندي، وأميركا الشمالية، واحتلال الانكليز مكان هولندا في احتكار التجارة الأوروبية، ولا سيما في البحر المتوسط، والمحيط الهندي، واستغلال المناجم والصناعة المعدنية، والإنشاءات البحرية، وصناعة النسيج وبداية صناعة القطن، ونمو الموانئ وبخاصة ميناء نيو كاستيل للفحم، وميناء بريستول المختص بالتجارة الثلاثية. الفلسفة الليبرالية الكلاسيكية ومفهوم المجتمع المدني شكلت دراسة تحرير الفلسفة السياسية من الارتباط باللاهوت، وكذلك السياق التاريخي الذي اتجه فيه الفكر نحو دراسة المعضلات السياسية في العهد الكلاسيكي على أساس عقلاني وعلماني تدريجي، لا على أساس ديني المكونات المعرفية للفلسفة الكلاسيكية العقلانية، منذ عصر النهضة، حيث أصبحت تشكل بين أيدي الفلاسفة والمفكرين السياسيين البرجوازيين سلاحاً فعالاً في محاربة الحكم المطلق، ومقاومة أسس ومبادئ النظام الاقطاعي الاستبدادي المتناقض جذرياً مع طبيعة الإنسان، في سبيل إرساء أسس ومبادئ النظام البرجوازي الجديد. ولم تكن النظرية السياسية الليبرالية الكلاسيكية حول مفهوم المجتمع المدني، إلا جزءاً مما قصد أن يحصل منه مذهباً شاملاً من المكونات الفلسفية والمعرفية، مبنياً على نظرية الحق الطبيعي، التي أكدت على ضرورة بناء النظام الطبيعي، باعتباره نظاماً تحكمه قوانين طبيعية متماثلاً مع المراحل الأولى من تاريخ البشرية، حين كان الإنسان يعيش في حالة الطبيعة أي الحالة الأولى السابقة على ظهور المجتمع، وعلى نظرية العقد الاجتماعي، ونظرية السيادة، التي لعبت جميعها دوراً بالغ الأهمية في تكوين الفكر السياسي الليبرالي حول مفهوم المجتمع المدني، والدولة الديموقراطية البرجوازية، في القرن الثامن عشر. لقد كان معظم المفكرين السياسيين في العصر الكلاسيكي ينادون بنظرية القانون الطبيعي أي القانون المنبثق، معاييره وأساسه ومبادئه من طبيعة الإنسان، وبنظرية حالة الطبيعة في مقابل حالة المجتمع، باعتبارها الحالة الأولى التي عرفتها البشرية، على الرغم من أن الفلاسفة والمفكرين السياسيين “تساءلوا” بصدد حالة الطبيعة “فقالوا ما هي الأفضل بالنسبة إلى الإنسان أن يبقى على حالة الطبيعة أم الأنسب بالأحرى أن يكون على حالة المجتمع؟ وهل كانت حالة الطبيعة حالة بؤس وتعاسة، فلم يفقد الإنسان شيئاً إذ يخلص من تلك الحالة أم أنها كانت على العكس من ذلك حالة سعادة وهناء، فهو قد أضاع جزءاً وكلا من بهجته في ابتعاده عنها؟ وفي سؤال جامع: هل حالة الطبيعة حالة شر أم إنها حالة خير بالنسبة إلى الإنسان”. حالة الطبيعة يعتبر مكيافيلي أول فيلسوف للتاريخ ومفكر سياسي في العصر البرجوازي الصاعد، فضلاً عن أنه رائد للمجتمع البرجوازي الصاعد، حيث أنه استطاع أن يحرر السياسة من اللاهوت، واللاهوت من السياسة، ويؤسس علم السياسة، الذي أسهم اسهاماً حقيقياً في تطور وازدهار ذلك المجتمع البرجوازي. وهذا العلم السياسي الحديث المؤسس في عصر النهضة، هو ملازم منذ نشأته بتطور علوم الفيزياء والكيمياء، وإدخال الأساليب الرياضية في هذه العلوم، وبتطور العلوم الميكانيكية التي تستخدم الرياضيات، وعلم النفس الجديد، وبتطور التقنية والصناعة، وابتكار وسائل جديدة للانتاج، حيث أن مكيافيلي اعترف بمسألة التماثل بين وجود علم للسياسة وبين المحرزات الايجابية والتقدمية للعصر البرجوازي الجديد، وحيث أن المجتمع البرجوازي الوليد يسعى إلى السيطرة على الطبيعة، مثلما كان يقوم أيضاً على سيطرة بعض الناس على أناس آخرين. ليس من شك أن مكيافيلي كفيلسوف سياسي، قد خلق المعنى الذي ارتبط بالدولة في الاستعمال السياسي الحديث، ألا وهو سيادة الدولة، أو الكيان السياسي ذي السيادة، “فالدولة كقوة منظمة لها التفوق على أرضها وتنهج سياسة واسعة من التوسع في علاقاتها مع الدول الأخرى، لم تصبح المؤسسة السياسية الحديثة والنموذجية فحسب، ولكنها أصبحت بصورة متزايدة أقوى مؤسسة في المجتمع الحديث”. ولقد كانت الميكافيلية “ميزه كل البلدان التي تحتاج مجتمعاتها لحكومة مركزية قوية قادرة على إلغاء الحدود الاقتصادية العائدة إلى القرون الوسطى، وآثار الاقطاع معها (…) لقد أنشأ ريشليو الدولة القومية الموحدة في فرنسا انطلاقاً من مبادئ مكيافيلية (…). كما أن فختة، الذي نادى بالحرية وبأنماط التفكير البرجوازي، وهو مؤلف مرافعة عن ميكافيلي. أما هيغل، الذي عبرت فلسفته أوضح تعبير ايديولوجي عن البرجوازية الألمانية ما قبل 1848، والتي كانت متعثرة في تطورها الاقتصادي والسياسي من كل الجوانب، فإنه لم يقاسم مكيافيلي عدة أفكاره فعلاً فحسب، بل إنه أبدى تقديراً عالياً لها”. إن الخلل المنهجي في تفكير مكيافيلي يكمن في تصوره للتاريخ، باعتباره نمطاً من التفكير والاحساس قائم على عوامل طبيعية ثابتة تاريخياً، من دون أخذ في الاعتبار للعوامل والمتغيرات الاجتماعية، وانعكاساتها على الطبيعة البشرية ذاتها. فعناصر النفس البشرية، كالغرائز، والأهواء، التي تشكل مكونات الطبيعة البشرية، تظل ثابتة عند مكيافيلي، في حين أن منطق العلم الجديد، يقر بأن ما هو ثابت هو نسبي، وأن هذه العناصر عينها النفسية والفيزيقية الطبيعية، تتطلب دراستها، ورؤيتها ضمن الشروط المحددة من الواقع التاريخي، في إطاره الزماني والمكاني وفي تعاقب أطواره ومراحله. أما طوماس هوبز (1588ـ 1679)، فهو ينطلق في فلسفته السياسية، في تفسيرها للمجرى العام للتاريخ، وكل التحولات في الدولة، والسياسة والدين، وفي الأخلاق والقانون، من مفهوم الفرد معزولاً عن الآخرين. وحيث أن هوبز يتصور أن خصائص هذه الفرد تظل ثابتة و”متماثلة تماثلاً واعياً مع خصائص الأجسام اللاعفوية”. في معنى الحرية، التي لا يربطها هربز بالإرادة بالمعنى المثالي، إنما يرى الحرية موجودة ضمن ارتباطها بالعقبات والعراقيل، التي تحد من امكانيات الإنسان في التصرف، يقول: “ليست الحرية شيئاً آخر سوى غياب كل ما يمنع الحركة. ولهذا السبب فإن الماء المقفل عليه داخل إناء ليس حراً، الإناء يمنع جريانه، وبالعكس فإن الماء يغدو حراً عندما يتحطم الإناء. وكل واحد هو أكثر أو أقل حرية حسب امتلاكه للكثير أو للقليل من الحيز كي يتحرك. ولهذا السبب فإن شخصاً سجيناً داخل سجن واسع هو أكثر حرية من سجين داخل سجن صغير. ويمكن للإنسان أيضاً أن يكون حراً من جانب دون أن يكون كذلك من جانب آخر. وهكذا، فإن أسيجة أو أسوار، من هذا الجانب أو من ذاك، من شأنها أن تمنع عابر السبيل من اتلاف الحقول أو الكروم التي تحاذي الطريق. والعوائق التي من هذا النوع هي عوائق خارجية، ومطلقة. وبهذا المعنى يعد كل العبيد وكل من هم خاضعون للعنف أحراراً شريطة ألا يكونوا مقيدين أو معتقلين. إن محور فلسفة هوبز السياسية، محور عقلاني ومادي في الوقت عينه، خصوصاً وأنه تأثر تأثراً كبيراً بالاكتشافات العلمية التي قام بها معاصراه غاليلو وهارفي. ففي تعريفه للمجتمع المدني يقول هوبز، الطبيعة لم تغرس في الإنسان غريزة الاجتماع، والإنسان لا يبحث عن أصحاب إلا بدافع المنفعة والحاجة، إن المجتمع المدني (السياسي) هو ثمرة مصطنعة لميثاق اختياري لحساب قائم على المنفعة. ويميل منهج هوبز، مثله في ذلك مثل روسو وكانط إلى نظرية العقد الاجتماعي، فنقل الحق الطبيعي المطلق، الذي يملكه كل واحد في كل شيء، إلى شخص ثالث، بعقد يتم “بين كل واحد وكل واحد: “هو الاصطناع الذي يكون من الناس الطبيعيين مجتمعاً مدنياً (سياسياً)”. يتطرق الكاتب في الفصل ما قبل الأخير إلى التنظيرات التي برزت حول المجتمع المدني لدى المنشقين من أوروبا الشرقية الذين كانوا يعانون من الأنظمة الشمولية التي سادت طيلة مرحلة الحرب الباردة. كان من المفهوم أن تصورهم للمجتمع المدني ذي النزعة الدستورية الليبرالية والروابط الوسيطة، في تلك الظروف، يستهدف دولة الحزب الواحد البيروقراطية. لقد حققت “الاشتراكية القائمة” قدراً من الرفاه الاجتماعي، ولكن الديموقراطية السياسية كانت مسألة أخرى تماماً، وهذا يساعدنا على تفسير السبب الذي دفع الأوروبيين الشرقيين إلى التنظير للمجتمع المدني بمصطلحات ليبرالية جديدة. الكتاب: المجتمع المدني: التاريخ النقدي للفكرة. الكاتب: جون إهرنبرغ، ترجمة د. علي حاكم صالح، د. حسن ناظم، مراجعة فالح عبد الجبار. الناشر: المنظمة العربية للترجمة، توزيع مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، شباط/فبراير 2008   (المصدر: صحيفة المستقبل( يومية – لبنان ) بتاريخ 23 سبتمبر 2008 – العدد 3086 – ثقافة و فنون – صفحة 20)

أيّة مسؤولية للسلطة في الحفاظ على اللغة العربية؟

   

سعــاد القوسـامي
ثمة خطأ شائع تساهم في ترويجه أجهزة الدعاية الرسمية وبعض الأصوات التي يتم توظيفها سياسيا، مفاده أن العهد السابق أي العهد البورقيبي سعى إلى القضاء على اللغة العربية والهوية والدين في حين أن العهد الحالي هو حامي الحمى والدين مثل ما نقرأ في اللافتات السياسية الرسمية التي تملأ شوارع مختلف المدن وهو أيضا حصن متين في الدفاع عن الهوية بمختلف تجلياتها وفي مقدمتها اللغة العربية. وعادة ما يجند لهذه الدعاية الرسمية كتّاب اعتادوا على تلك المهمة الدعائية ومنهم من كان من منظري العهد السابق أيضا.   وبما أن صحة أية مقولة هي بما يتجسد منها في الواقع فإننا سنحاول أن نرصد ما آلت إليه اللغة العربية من خلال الغزو الإشهاري الذي دمّر قواعد اللغة العربية والكتابة أصلا بما أثر على كتابة الشباب وطريقة تفكيرهم.   تشترك في الكتابة باللغة الدارجة الركيكة و”الفرنكو- أراب” الشركات الخاصة والشركات الوطنية. وتكفي هنا الإشارة إلى إشهار اتصالات تونس الذي تردد مثلا في حملة سابقة: “فكسي مع الفيكس” في إشارة إلى خط الهاتف القار والطريقة الجديدة في التعامل معه. وفي حملة جديدة تغطي الشوارع تقول: “صب بدينار تلقى دينار والتاكس علينا” وفي دعاية جديدة لشركة خاصة للمشروبات الغازية تقول: “تصور مع الغنجا وإلا البلندة صيف السنا” “استناو بوقا على شطوط تونس بش تجيكم بلوكها الجديد تصوروا معاها وهكاكا تخليو تذكار”…   وتقرأ على سبيل المثال وأنت تتجول في الشارع في لافتات عملاقة جملا من نوع “الفراز مال ألاز” وتحتاج بطبيعة الحال إلى مدة طويلة لفهم المعنى الحقيقي لما يمكن أن نسميه تجاوزا جملا إشهارية. السؤال الذي يطرحه الغيورون على اللغة العربية هو كيف تسمح السلطة بعرض تلك الجمل التي تضرب اللغة العربية في الصميم وتقوّض بنيتها في الوقت الذي يردد دعاتها أنهم من حماة اللغة العربية؟، ونتذكر جيدا أن السلطة قامت منذ سنوات بحملة على اللافتات الفرنسية، أو استعمال كلمات فرنسية في الإذاعة الوطنية  بدعوى حماية اللغة الوطنية والحفاظ على الهوية. وتزداد مشروعية السؤال عندما نعلم أن السلطة التونسية تملك جهاز رقابة  من أشد الأجهزة دقة في العالم. فهي لا تتسامح مع الإعلاميين مثلا في بعض الجمل والمصطلحات التي لا تعجبها وهي تحاصر الرسائل الخاصة للنشطاء الحقوقيين والجمعيات والأحزاب المستقلة …   إن قراءة لغوية أو ثقافية أو اجتماعية في لغة الإشهار الهابطة بما تتضمنه من تعابير سوقية ومن دمج لغوي بين الدارجة التونسية واللغة الفرنسية  مع كتابة الكلمات الفرنسية بالأحرف العربية لتصبح وكأنها كلمات عربية، تبرز أن السلطة ضالعة في هذا التراجع اللغوي ولا يمكن أن نلقي بذلك على عاتق الشركات الخاصة أو منطق الربح المادي أو قوانين السوق التي تفرضها الشركات. لأن السلطة يمكن أن يكون لها القول الفصل في حماية اللغة الوطنية مادام الإشهار يمكن أن يصل إلى الناس بلغة عربية أصيلة وسهلة تثري الزاد اللغوي للتلميذ وتنمي ملكته وقدرته على التحليل.   نعلم جيدا أن هناك رقابة على الومضات واللافتات الإشهارية حتى لا تتسرب لقطات إلى الناس يمكن أن تكون خادشة للحياء أو تمس من مشاعرهم وقيمهم وما إلى ذلك من الاعتبارات التي تبقى ضرورية للحفاظ على قيم وتوازنات ضرورية داخل المجتمع. إلاّ أنّ هذه الرقابة تبقى معطلة أمام التدخل المباشر لحماية لغتنا العربية من التعابير الدخيلة أو الهجينة، لتقدّم الربح المادي المالي على كل اعتبار.   ونعلم أن هناك تيارا سائدا يعتقد أن اللغة العربية لا يمكن أن توصل الرسالة وهذا التيار كان من الداعين إلى الكتابة باللغة الدارجة باعتبارها الأقرب إلى الشعب، ومنهم من جرّب ذلك لكن التجربة بقيت محدودة ولم تستطع المسّ من اللغة العربية أو حتى منافستها. أما اليوم فان الأمر أدهى لأننا انتقلنا من مرحلة التيار الفكري الأيديولولجي الذي يملك إمكانات محدودة إلى شركات ضخمة تستعمل الفضائيات ووسائل إعلام واسعة الانتشار لتدمير اللغة الأم وتعويضها بمصطلحات هجينة تبلد الذوق العام وسط صمت من السلطة هو أشبه بالموافقة أو تأشيرة للانتشار والتوسع. من ذلك على سبيل المثال ليس الحصر عشرات الومضات الإشهارية بالدارجة تملأ كل الفضاءات بما فيها الفضائيات. ومن ذلك أيضا ما نشاهده على إحدى الفضائيات التونسية وفي أحد الأعمال التلفزية التي تستقطب آلاف المشاهدين إن لم نقل ملايين، وفي شهر رمضان المبارك حيث يكثر الإقبال على الفضائيات التونسية بشكل كبير، ما نشاهده من كتابة بالدارجة في شارة البداية والنهاية. لتصبح عناوين مثل المصور والكهربائي والحلاق … على التوالي من قبيل “اللي يصور فينا” و”اللي لاهي بالضو” و”اللي مكيجنا”… ولم تتدخل الرقابة في ذلك…   كما نعلم أنّ السلطة التونسية ومنذ وصولها إلى الحكم، حافظت في هذه المسألة اللغوية على تقاليدها المتمثلة بالخصوص في خطاب  لغوي أصيل لا يُزايد عليها فيه أحد ويبدو متشبثا بالهويّة. لكنّ الممارسة متناقضة تماما شأنها شأن خطابها في حقوق الإنسان وفي الحريات السياسية وفي غيرها من القضايا التي لا يرى لها المواطن أثرا على أرض الواقع.   وللتأكد من خطورة التمشي اللغوي الراهن للسلطة التونسية كان على وزارة التربية أو أيّة جهة مختصة أن تتولى القيام بتحقيق ميداني يتمثل في الاطلاع على تحرير التلاميذ في اللغة العربية وستكتشف كيف أن “الفراز والفرجين والفيكس  والبلندا” وغيرها من المصطلحات المستعملة إشهاريا قد أثرت على تعابير التلاميذ وحدّت من قدراتهم الإبداعية والتحريرية، وكيف يشير تلميذ الباكالوريا في الامتحان الوطني إلى المثنى المذكر باسم إشارة لم نعثر له على أثر في أيّ من المراجع أو دروس اللغة لأعتى أساتذة النحو في الجامعات التونسية أو العربية ليكتب لنا “هذوما” الشرطان عوض “هذان” الشرطان.   إنّ اللغة في نهاية المطاف ليست مجرد مصطلحات أو كلمات توضع بجنب بعضها البعض لتوصل معنى بل هي وعاء يتضمن أساليب تحرير وأنماط تفكير وتسلسل منطقي في المنهجية والتحرير، وهي أساليب لا يمكن أن توفرها أجهزة الدعاية الراهنة. إن فتح الأبواب أمام مثل تلك المصطلحات والأساليب الركيكة تجعلنا نتساءل ماذا سيبقى من اللغة العربية لدى تلاميذنا في المستقبل؟ وليس ذلك السؤال من باب المبالغة أو التهويل بقدر ما هو ينطلق من واقع ملموس لعل أبرز تجلياته أن عددا من الطلبة يتخرج من الجامعة بعد حصوله على الإجازة وهو لا يحسن كتابة مطلب شغل باللغة العربية حتى وإن كان أحيانا خريج آداب عربية. إنها دعوة ملحّة لوقف هذا النزيف الذي بدأ ينخر التكوين اللغوي لتلامذتنا ويهدد مستقبلا وضعية اللغة الأمّ إن لم نقل في رؤية أكثر تشاؤما يهدد كيانها أصلا.


 

تحديد بداية شهر شوال

بتاريخ: 20-9-2008  

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، وبعد فإن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث تنتهز هذه الأيام المباركة لتدعو المسلمين قاطبة إلى الاعتصام بحبل الله تعالى ووحدة الصف ولم الشمل متذكرين قول الله تعالى: ” واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها….الأية” 103 آل عمران . كما تود الأمانة العامة أن تؤكد على ما صدر عن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته السابعة عشرة حول اثبات دخول الشهور القمرية والتي أشارت إلى: 1. أن الحساب الفلكي أصبح أحد العلوم المعاصرة التي وصلت إلى درجة عالية من الدقة بكل ما يتعلق بحركة الكواكب السيارة وبخاصة حركة القمر والأرض ومعرفة مواضعها بالنسبة للقبة السماوية، وحساب مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في كل لحظة من لحظات الزمن بصورة قطعية لا تقبل الشك. 2. أن لحظة اجتماع الشمس والأرض والقمر أو ما يعبر عنها بالاقتران أو الاستسرار أو المحاق لحظة كونية تحصل في لحظة واحدة، ويستطيع علم الفلك أن يحسب وقتها بدقة فائقة بصورة مسبقة قبل وقوعها لعدد من السنين، وهي تعني انتهاء الشهر المنصرم وابتداء الشهر الجديد فلكياً. والاقتران يمكن أن يحدث في أي لحظة من لحظات الليل والنهار. 3. وبناءً على ذلك فإن دخول الشهر الجديد شرعياً يثبت إذا توافر ما يلي: أولاً- أن يكون الاقتران قد حدث فعلاً. ثانياً- أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس ولو بلحظة واحدة مما يعني دخول الشهر الجديد، وهو قول قال به علماء معتبرون ويتوافق مع الظواهر الفلكية المعتبرة. 4. وقد وجه المجلس المسلمين المقيمين في أوروبا أن يأخذوا بهذه القاعدة في دخول الشهور القمرية والخروج منها وبخاصة شهرا رمضان وشوال وتحديد مواعيد هذه الشهور بصورة مسبقة، مما يساعد على تأدية المسلمين عباداتهم وما يتعلق بها من أعياد ومناسبات وتنظيم ذلك مع ارتباطاتها في المجتمع الذي تعيش فيه. 5. كما أوصى المجلس أعضاءه وأئمة المساجد وعلماء الشريعة في المجتمعات الإسلامية وغيرها بالعمل على ترسيخ ثقافة احترام ما انتهى إليه القطعي من علوم الحساب الفلكي عندما يقرر عدم إمكانية الرؤية، بسبب عدم حدوث الاقتران، أن لا يُدعى إلى ترائي الهلال، ولا يقبل ادعاء رؤيته. وبناءً عليه تعلن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بخصوص رؤية هلال شهر شوال المبارك للعام الهجري 1429هـ 2008م ، أن المعلومات الفلكية العلمية تؤكد التالي: ا- إن الاقتران يقع في الساعة (11:12) من قبل ظهر يوم الإثنين 29/9/2008م حسب التوقيت المحلي لمكة المكرمة، أي ما يوافق الساعة (8:12) من التوقيت الدولي الموحد GMT. ب – يغرب القمر في الساعة (18:04) في مكة المكرمة، وتغرب الشمس في الساعة (18:12)، أي أن القمر يغرب قبل غروب الشمس بـ ( 8 ) دقائق، ولهذا تستحيل الرؤية في مكة المكرمة. ج – كذلك يغرب القمر في جميع الدول العربية والإسلامية قبل غروب الشمس بمدة تتراوح ما بين 3 إلى 16 دقيقة مما يقضي باستحالة رؤية الهلال في جميع هذه الدول. و يغرب القمر أيضا قبل غروب الشمس في جميع الدور الأوروبية بمدة تتراوح ما بين 7 – 36 دقيقة مما يؤدي الى استحالة رؤية الهلال فيها. وبناء عليه فإن يوم الثلاثاء الواقع في 30/9/2008م سيكون المتمم لشهر رمضان المبارك وتكون غرة الأول من شهر شوال لعام 1429هـ موافقة ليوم الأربعاء 1/10/2008م وهو أول أيام عيد الفطر. وتنتهز الأمانة هذه الفرصة لتهنئ جميع المسلمين بهذه المناسبة الكريمة، سائلين الله تعالى أن نكون ممن أحسن الصيام والقيام وعُتق من النيران تقبل الله منا ومنكم صالح العمل وهيأ لأمتنا من أمرها رشدا والحمد لله رب العالمين الأمانة العامة – دبلن 18 رمضان 1429 هـ 18 سبتمبر 2008 م  

 

Home – Accueil الرئيسي

 

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.