TUNISNEWS
8 ème année, N°2982du 22.07.2008
حــرية و إنـصاف:خبر عــاجل :المضرب عن الطعام عادل العوني في خطر
Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: حملة إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” ( اليوم الثاني عشر)
Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: حملة إنقاذ حياة “مساجين العشريتين “( اليوم الثالث عشر)
حــرية و إنـصاف : شهيدين تونسيين آخرين في قائمة التبادل
لجنة متابعة تسليم جثامين تونس من أجل فلسطين: بيــــــــــــــــــان
موقع الحزب الديمقراطي التقدمي:مدنين تفخر بشهيدها
الأستاذة سلمى بالحاج مبروك : انتصار بعرض السماوات والأرض: النكسة الصهيونية تموز2006_2008
آكي:أوروبا: إقصاء الأطراف مرفوض من إنتخابات تونس
العرب: في مواجهة القيود الحكومية على الكلمة: تونسيون يقاومون الرقابة على التدوين بـ «التدوين»
الصباح : حلّ المجلس البلدي بقفصة وتعيين نيابة خصوصية
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:قضاء استعجالي …في المادة الجنائية ..!
الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان: بـيـان تـأسـيـسـي
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :
بيان مساندة للأساتذة الجامعيين النقابيين المحالين على مجالس التأديب
المؤتمر من أجل الجمهورية : القلم الحرّ ، طليق السجن الصغير
المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع:إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير
لجنة حماية الصحفيين :إطلاق سراح كاتب تونسي على الإنترنت
ا ف ب:الافراج عن الصحافي التونسي المعارض سليم بوخذير
يو بي أي: السلطات التونسية تفرج عن الصحافي سليم بوخذير
موقع منصات :إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير
كمال بن يونس : ملف الإعـــــــــــــــــــــــــلام مُـجـدّدا
الصباح: مهرجان صفاقس الدولي لماذا ألغي عرض «خمسون»؟
الصباح: بعد توزيعها على مستحقيها بجهة صفاقس:تفطن الناجحون في الباكالوريا 2008 إلى تسرب خطإ في تاريخ تسليم شهادات الباكالوريا أربك البعض
حلقة جديدة من مقابسات على قناة الحوار اللندنية:حول كتاب ” ليطمئن قلبي” للمفكر والمؤرخ التونسي محمد الطالبي
منصف السليمي:الاتحاد من أجل المتوسط: تراجع في الطموحات وشكوك في تحقيق التوقعات
صلاح الدين الجورشي
: أوروبا تتخلى عن الديمقراطية مقابل الأمن والتجارة
توفيق المديني : الدور الإسرائيلي الوظيفي في خدمة أميركا
مراد رقية:أحمد عيّــــــــــــــــــــــــاد(1890-31 أوت1949)
فهمي هويدي : صفقــة تطهيــــــــــــــــــــــــــــــــــر الذاكــرة
القدس العربي : في خطوة فاجأت المراقبين المغرب: «العدالة والتنمية» ينتخب عبد الإله بنكيران أميناً عاماً
القدس العربي: بن كيران يقود الإسلاميين المعتدلين في مرحلة خالية من الأزمات والصدمات
الحياة : من راديكالية «الشبيبة الإسلامية» والسجن إلى زعامة «العدالة والتنمية»…
محمد نور الدين: هل تنقذ أدوار تركيا الخارجية »العدالة والتنمية« من الحظر؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22/07/2008 الموافق لـ 19 رجب 1429
خبر عــاجل :المضرب عن الطعام عادل العوني في خطر
نقل هذا اليوم الثلاثاء 22/07/2008 المضرب عن الطعام عادل العوني بواسطة سيارة اسعاف الى مستشفى الرابطة بتونس و في حالة خطرة للغاية و الى حد الآن هو في غيبوبة كاملة عن الوعي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
طلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس
aispptunisie@yahoo.fre-mail:
Vérité-action Case postale 1569 CH – 1701 Fribourg, Suisse Tél: ++41 79 703 26 11 Fax: ++41 21 625 77 20 info@verite-action.org: e-mail تونس في 21 جويلية 2008
حملة إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم الثاني عشر)
يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع و التعتيم و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ ” سياسة القتل البطيء ” .. لم يعد مقبولا تواصل الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا ” الموت البطيء ” أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء ” مساجين العشريتين ” ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP و جمعية action – Verité ( سويسرا ) و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان .. كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا ، و بتقديم ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم ..
عن الجمعيـة الدولية Verité – action لمساندة المساجين السياسيين الرئيــــــــــــــــــس الرئيـــــــــس الأستاذة سعيدةالعكرمي صفوة عيسى 11–
بوراوي بن علي مخلوف
سارة مخلوف : ” أبي تركني جنينا في بطن أمي و ها أنا أزوره في السجن و قد بلغت من العمر ..18 سنة ..! ” بطاقة تعريف سجنية * الاسم و اللقب : بوراوي مخلوف * تاريخ الولادة ومكانها : 15 جانفي 1960 بسوسة * المهنة : تاجر * الحالة الاجتماعية : متزوج و له ولد و بنتان * تاريخ الدخول للسجن : 1991 * الحالة الصحية : كسر بالظهر / تآكل غضروفي * الحكم : مدى الحياة * السجن الحالي : المنستير * العنوان : السويس سوسة * الهاتف : 73.332.274 * معاناة العائلة : ترك بوراوي مخلوف معاذا و مريم لم يدخلا المدرسة بعد أما سارة التي تركها جنينا في بطن أمها فتبلغ الآن من العمر ..18 سنة .. ! بعد القبض على بوراوي تكفل والداه علي مخلوف و حبيبة مخلوف برعاية العائلة و لكن حضر أجلهما الواحد تلو الآخر و في كل مرة كان يمنع من حضور الجنازة رغم أن القانون التونسي ذاته يمنحه هذا الحق .. ! بمناسبة إضرابات الجوع العديدة التي خاضها كان يتعرض لنقل تعسفية / عقابية و كانت زوجته تمنع من زيارته ، للمراسلة و المساندة : بوراوي بن علي مخلوف ، السجن المدني بالمنستير ، المنستير ، الجمهورية التونسية . نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!
حملة الإفراج عن ” مساجين العشريتين “
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس
aispptunisie@yahoo.fre-mail:
Vérité-action Case postale 1569 CH – 1701 Fribourg, Suisse Tél: ++41 79 703 26 11 Fax: ++41 21 625 77 20 info@verite-action.org: e-mail تونس في 22 جويلية 2008
حملة إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم الثالث عشر)
يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع و التعتيم و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ ” سياسة القتل البطيء ” .. لم يعد مقبولا تواصل الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا ” الموت البطيء ” أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء ” مساجين العشريتين ” ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP و جمعية action – Verité ( سويسرا ) و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان .. كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا ، و بتقديم ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم ..
عـــــــــن عن الجمعيـة الدولية Verité – action لمساندة المساجين السياسيين الرئيــــــــــــــــــس الرئيـــــــــس الأستاذة سعيدةالعكرمي صفوة عيسى 11 –
عبد الباسط بن الهادي الصليعي
( سجين الأحكام المكررة .. ) بطاقة تعريف سجنية * الاسم و اللقب : عبد الباسط بن الهادي بن أحمد الصليعي * تاريخ الولادة ومكانها : 6/4/1964 بتونس * المستوى التعليمي: ثانوي * المهنة : مدرب رياضة * الحالة الاجتماعية : متزوج و له ولد و بنت * تاريخ الدخول للسجن : 1991 * الحالة الصحية : مريض بالكلى /روماتيزم العظام /قرح المعدة * الحكم : 25 سنة (5 سنوات و 20 سنة) * السجن الحالي : الناظور بنزرت * العنوان : نهج القاهرة تونس من المساجين الذين حرموا من حقهم في اتصال القضاء و كان ضحية من ضحايا الاحكام المكررة تعرض طيلة سجنه لنقل تعسفية طاف خلالها على : سجن 9 أفريل (تونس ) +سجن برج الرومي (بنزرت ) +سجن صفاقس + السجن المدني بسوسة + سجن الهوارب + سجن قفصة + سجن القصرين +سجن الناظور (بنزرت )…. للمراسلة و المساندة : بوراوي بن علي مخلوف ، السجن المدني النظور ببنزرت ، بنزرت ، الجمهورية التونسية . نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!
حملة الإفراج عن ” مساجين العشريتين “
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22/07/2008 الموافق لـ 19 رجب 1429
شهيدين تونسيين آخرين في قائمة التبادل
اتصلت اليوم الثلاثاء 22/07/2008 بوزارة الداخلية عائلة كل من محمد انور اللجمي والد الشهيد بليغ اللجمي و محمد الهاشمي بن جماعة والد الشهيد رياض بن جماعة و الطاهر بالحاج علي والد الشهيد سامي بالحاج علي و نصر و عمار نومة اخوة الشهيد ميلود بن ناجح نومة و توفيق الحشايشي شقيق الشهيد فيصل الحشايشي و رياض بدري شقيق الشهيد كمال بدري لطلب مساعدتهم على جلب جثامين ابنائهم الشهداء لدفنهم بالتراب التونسي و مازالوا ينتظرون الرد الى حد الآن. و قد تبين لحرية و انصاف ان الشهيد عمران بن الكيلاني المقدمي و الذي سبق ان أخبرنا عليه قد تم دفنه في مقبرة شاتيلا اثر عملية التبادل بين حزب الله و جيش الاحتلال الاسرائيلي و ذلك سنة 2004 . و أنضاف إلى قائمة الشهداء التونسيين كل من صلاح مصطفى الماجري من مواليد 1971 اصيل القصرين استشهد سنة 1991 في عملية بالجنوب اللبناني و محمد مقداد لخليفي أصيل القصرين أيضا و الذي استشهد في 27 نوفمبر 1990 في عملية بالأراضي المحتلة في الجليل الأعلى شمال فلسطين. و علمت حرية و انصاف ان جثامين الشهداء التونسيين سيتم نقلهم الى التراب التونسي و ذلك يوم الأثنين 28/07/2008 . عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بقضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم الأستاذ حاتم الفقيه
لجنة متابعة تسليم جثامين تونس من أجل فلسطين: بيــــــــــــــــــان
بسم الله الرحمن الرحيم تونس في :22/07/2008 على إثر النصر الأخير الذي حققته المقاومة اللبنانية عبرعملية تبادل الأسرى مع العدوالصهيوني والتي تم بمقتضاها إعادة جثامين بعض شهداء تونس من أجل فلسطين ،وبعد إتصالنا بعائلات الشهداء وذويهم تقرر بعد التشاور معهم تكوين لجنة لمتابعة تسليم جثامين الشهداء التونسيين الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين مهمتها العمل من أجل تسهيل عملية التسليم ومساعدة أهالي الشهداء على السفر للبنان لمصاحبة جثامين أبنائهم إلى تونس و الإتصال بالجهات المعنية لدعمهم وإستقبال الشهداء أنبل بني البشر وأكرم ما في الدنيا ليواروا الثرى بأرض تونس العربية . وإننا نهيب بالجهات المعنية : 1/- تسهيل عودة جثامين الشهداء المتوقعة في بداية الأسبوع المقبل وفي ظروف تليق بمقامهم الجليل . 2/- إعتبار يوم عودتهم يوما وطنيا يخلد ذكراهم ودور تونس في قضية العرب والمسلمين المركزية. 3/ -تخصيص روضة خاصة للشهداء يطلق عليها إسم ” شهداء تونس من أجل فلسطين وندعو أبناء تونس ومكونات المجتمع المدني إلى الحضور يوم عودة الجثامين والإلتفاف حول اللجنة ومساعدتها وعائلات الشهداء لتأمين عودة وإستقبال والإحتفاء بالشهداء . عن اللجنة المنسق العميد البشير الصيد الأعضاء: أحمد الكحلاوي ، خالد الكريشي ، حاتم الفقيه ،سمير ديلو ، فاطمة عبد الله كراي ، زهير النصري ، شوقي الحلفاوي ، عادل المسعودي .
عن عائلات الشهداء :
1/ محمد أنور اللجمي، والد الشهيد بليغ اللجمي. 2/ محمد الهاشمي بن جماعة, والد الشهيد رياض بن جماعة. 3/ الطاهر بالحاج علي، والد الشهيد سامي بالحاج علي. 4/ نصر وعمار نومة ،أخوة الشهيد ميلود بالناجح نومة. 5/ توفيق الحشايشي, شقيق الشهيد فيصل الحشايشي. 6/ رياض بدري ،شقيق الشهيد كمال بدري.
انتصار بعرض السماوات والأرض: النكسة الصهيونية تموز2006_2008
حلت الذكرى الثانية للحرب على لبنان بقطف ثمار هذا الإنتصار بطريقة عملية و أكثر وضوحا في وقت لزال البعض يشك في انتصار المقاومة اللبنانية على الجيش الإسرائيلي رغم إعتراف هذا الأخير بفشله مقابل اصرار بعض الأقلام المأجورة عن عدم الإعتراف بذلك لشيء ما في نفس يعقوب. وكيف لنا أن ننكر ذلك وعميد الأسرى وأربع من رفاقه باتوا أحرار رغم أن إطلاق سراح سمير كان يتطلب معجزة وقد اعترف سمير القنطار بذلك متذكرا قول أحد الجنود عندما كان معتقلا إنه ” لم يولد الشخص بعد الذي سيطلق سراحه لأن إسرائيل لن تسمح بذلك” و هاهي عملية التبادل التي تمت بين إسرائيل و حزب الله والتي خرج بموجبها عميد الأسرى اللبنانيون طليقا رغم أنف المفاوض الإسرائيلي تعطي الإنطباع بتحقيق النصر الأكبر في تاريخ الأمة العربية التي ثمل تاريخها انتكاسات وتقدم صورة ناصعة و مشرفة عن المقاومة اللبنانية التي كانت شرسة في ساحة الحرب ومتفوقة و مبدعة في ساحة المفاوضات وهو ما يعطيها تقدما عسكريا وتفوقا إستراتيجيا وشعبية قل وجودها في مستوى زعامتها السياسية منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خاصة و أن ما أنجزته المقاومة عند تحرير الأسرى لاقى إجماعا لبنانيا شعبيا وعربيا كبيرا لم يقع حتى في أثناء الحرب بما سمح للمقاومة من إسترجاع مكانتها الحقيقية بعد أن حاولت بعض الأطراف تشويه أهدافها النبيلة التالية وهي: تحرير الأرض واسترجاع انسانية الإنسان وانقاذ العرض، في حين لعبت أطراف أخرى على وتر الطائفية في محاولة لاظهارها بأنها تحمل أهدافا صفوية شيعية فتجاهلوا العدو الحقيقي الذي نكل على امتداد أكثر من نصف قرن بالشعوب العربية من قتل واعتقال وتدمير بكل أنواع الهمجية والقوة المتغطرسة و ركزوا جهودهم ونواياهم الخبيثة لتشويه المقاومة التي حاولت أن تردد بنفس المعنى الذي ردده عبد الناصر مطالبا كل عربي برفع رأسه لأنه قد ولى عصر الذل وحل عصر الكرامة الإنسانية وهو ما تردد على لسان السيد حسن نصر الله مخاطبا كل نفس شريفة تواقة للحرية والكرامة بأنه “قد حان زمن الإنتصارات وولى زمن الهزائم ” وهل تريد الشعوب العربية أكثر من ذلك بعد عقود من الإنتكاسة والشعور بالخيبة ومن هنا نقول إن المقاومة اللبنانية العربية الإسلامية حققت ما وعدت واستكملت انجاز الإنتصار العسكري لحرب تموز 2006 بتحريرها للأسرى ونجاحها في الإفراج عن رفات وجثامين الشهداء من دول عربية مختلفة في دلالة على وحدة القضية العربية ووحدة دمائها ومصيرها ولم يعد مجال للشك والريبة حتى عند أصحاب النفوس الضعيفة والمكابرة من انكار لهذا الإنتصار إلا من عماه نار الحقد على المقاومة من المتعصبين أو ممن انخرطوا بشكل مطلق في صف الأعداء وهم لا يريدون سماع مثل هذا الخطاب رغم اقتناع الأعداء به ليصيرون أعداء أكثر من الأعداء وانظروا كيف كان جنبلاط في الأمس يهاجم المقاومة ويتهمها بالطائفية وهاهو اليوم يمجد انجازاتها بعد أن تبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود . أما ما تبقى من بعض الأقلام الناشزة فهي مجرد أقلام بائسة محتضرة تصارع سكرات موتها في لحظاته الأخيرة وسيظل منها القليل لأن طبيعة الحياة تقتضي وجود أخيار وأشرار شرفاء وخائنين وهؤلاء هم البقية القليلة ممن سيكونون أشرار الحياة وعملاؤها وخائنوها فهاهم يتحججون في محاولة يائسة وأخيرة بأن الأمر يتعلق بإطلاق سراح خمسة أسرى وبعض الرفات والموتى مقابل تدمير لبنان وبنيته التحتية و لكن نسوا هؤلاء أن ثمن حرية انسان واحد لا تقدروا بمليارات العالم كله وبكل ما بناه فالإنسان لايمكن أن يعادله أي قيمة مادية لأنه قيمة معنوية وانظروا لاسرائيل التي تدافعون عنها و تتبنون أطروحاتها كيف تقيم الدنيا ولا تقعدها من أجل إنسان واحد وهي التي شنت حربا مدمرة على بلد كامل بشرا وحجرا وبنية لأجل جنديين لأنها تؤمن بقيمة الإنسان المعنوية وبكرامة مواطنيها وهي ترضخ لمفاوضات حزب الله عدوها رقم واحد وتمكنه من عقد صفقة رابحة وذات أبعاد إستراتيجية في حين مثلت هذه الصفقة انتكاسة لاسرائل ورغم ذلك أنجزتها بدعوى دوافع انسانية ولكي ينام جندييها على حد قولهم بسلام أفليس هذا نتيجة إيمانهم بأولوية انسانهم فلما لايصبح الإنسان عندنا هو الأولوية القصوى أو ليس هذا ما كان يعيبنا وعندما تفطنت المقاومة لهذه المعادلة المسقطة من حسابات الأنظمة العربية انقلب عليه هؤلاء المأجورين سخطا بدعوى هدم بلد من أجل بعض الأسرى الم يكن هؤلاء ذاتهم ينادون بضرورة إحترام الإنسان وادعاء الدفاع عن حقوقه الإنسانية وكرامته وحريته ؟ فالأحرى بهم أن يقبلوا بما أنجزه حزب الله الحامل لهذه الثقافة الجديدة وهي الإنتصار للانسان وكرامته وحريته التي طالما تغنوا بها ونسبوها لأسيادهم في الغرب وفي اسرائيل و هاهي المقاومة العربية بدأت تستفيد مما كان يشكل قوة الإسرائيلين بدء من القوة العسكرية وفن القتال وصولا إلى فن السياسة والتفاوض و نقد الذات ومراجعة الأخطاء والإيمان بقوة الإنسان وهي دلالة على التحول النوعي الذي حصل في مقاومتنا والتي ستتحول بها إلى مدرسة سياسية وعسكرية ذات أهداف إستراتيجية واضحة ومنهجية ستلهم بقية الشعوب الأخرى بفنونها الجديدة بعد أن عشنا قرون طويلة من عدم الوضوح والتذبذب والعشوائية وانعدام الرؤى الإستراتيجية وستمكن هذه الأهداف من طي ملف الطائفية التي استخدمت لضرب المقاومة وتهميشها لتتحول هذه المقاومة نهجا شريفا للشعوب المستضعفة والمقهورة أمام قوى الإستكبار العالمي لذلك نقول بكل ثقة وامانة أن ما أنجزته المقاومة اللبنانية الإسلامية في حزب الله هو كبير سيعطي نتائجه المستقبلية الهامة القريبة والبعيدة على لبنان كبلد صغير في حجمه كبير في انجازاته وعلى المنطقة والشعوب العربية والعالمية المستضعفة لأنه أنجز انتصارا بعرض السماوات والأرض بأقل الموارد و أقل الإمكانيات في مواجهة أعتى القوى العسكرية والمادية والتنظيمية والإستخباراتية ليكسر المعادلة القديمة المهترئة بأن إسرائيل و معها الولايات المتحدة لا يمكن أن تهزم لا سياسيا ولا عسكريا ليصبح الأقرب إلى المنطق هو إمكانية الإنتصار وتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية بحسن التنظيم والتدبير والرصانة والحكمة والإرادة وليشرب الصهانة من نفس كأس الإنتكاسة الذي أذوقها للعرب على امتداد أكثر من نصف قرن وهكذا أصبح للإسرائيلين انتكاسة تموز 2006_2008 كما كان للعرب هزيمة ونكسة 1967 والتي سيتذكرها الصهاينة بمرارة و خيبة على مدى تاريخهم إن بقي للكيان الصهيوني وجود أصلا في منطقتنا العربية … الأستاذة سلمى بالحاج مبروك
أوروبا: إقصاء الأطراف مرفوض من إنتخابات تونس
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بروكسل: حذرت البرلمانيتان الأوروبيتان باسكوالينا نابوليتانو وبياتريس باتري، من مغبة “إرادة الإقصاء” التي تسيطر حالياً في الأوساط التونسية لدى الحديث عن التعديلات الدستورية التي تستبق الانتخابات الرئاسية للعام المقبل . وطالبت البرلمانيتان الأوروبيتان السلطات التونسية بأن تكون تتم أي تعديلات على القانون الانتخابي التونسي “منفتحة وديمقراطية” بالشكل الذي يسمح لممثلي جميع الأطياف السياسية، بما في ذلك المعارضة، بالتقدم بطلبات ترشيحهم للانتخابات الرئاسية. ووصفت كل من بسكوالينا نابوليتانو وبياتريس باتري، بـ “تعديلات على القياس” ما يجري التحضير له حالياً في تونس، “وهو أمر غير مقبول، لأنه يستبعد مرشحين محتملين من المعارضة ويعزز منطقة التفرقة والعزل”، وشددت البرلمانيتان في بيان أصدرتاه اليوم على أن حرية التعبير والتجمع هي من الحقوق الأساسية التي يجب أن يحترمها الجميع بدون استثناء. وختمت البرلمانيتان كلامهما بدعوة السلطات التونسية إلى التوقف عن كل الأعمال التي تتعارض مع الديمقراطية داخل البلاد من قبيل اعتقال الصحفيين والمعارضين للنظام الحالي وتعريضهم للإذلال. ودعت نابوليتانو وباتري الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى احترام حقوق الإنسان في البلاد، حسب ما يقتضيه اتفاق الشراكة الموقع بين تونس والاتحاد الأوروبي. المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 22 جويلية 2008
في مواجهة القيود الحكومية على الكلمة تونسيون يقاومون الرقابة على التدوين بـ «التدوين»
القاهرة – نهى عاطف أمام سياسات الحجب في تونس وتعدد أدوات الرقابة على الإعلام والمدونات، قرر مدونون تونسيون الاعتراض على طريقتهم، من خلال تخصيص يوم للتدوين الجماعي عن حرية التعبير، يوافق الأول من شهر يوليو. وقد بدأت هذه العادة في العام الماضي، من خلال تركيز المدونين تحركهم نحو القضايا في يوم يكتبون فيه عن فكرة واحدة تحت شعار واحد، وذلك احتجاجا منهم على سياسات التقييد والحجب التي تمارسها السلطات على الإنترنت. لكن في هذا العام، قرر المدونون التونسيون الاستعداد إنشاء مدونة جماعية ناطقة باللغتين الفرنسية والعربية بعنوان «ضد الحجب»، يشارك في تحريرها العديد من أصحاب المدونات، وما يزال تحديث هذه المدونة مستمرا منذ ظهورها في 20 يونيو الماضي. وتكتسي التدوينات في «ضد الحجب» نبرة لاذعة في تناول شخصية المهندس المشرف في الوكالة التونسية للإنترنت. وقد كتب «ماني الإفريقي» تدوينة بعنوان «حوار مع بوجلم الصنصار»، الذي يقول في الحوار الافتراضي: «في الحقيقة مهمتي سهلة لمن يراقبها من بعيد: أنا مسؤول عن استعمال الـ 404 في كل الفضاء الافتراضي من مواقع رسمية وشخصية ومدونات ومظاهرات افتراضية، وهو ما يمثل مجالا شاسعا ولا متناهيا من صفحات الويب». وإلى جانب «بوجلم الصنصار»، تبتكر المدونة شخصية «عمار 404» الذي يقترح على رئيسه في العمل حجب بعض المدونات مقنعاً إياه أنها «خطيرة»، وهدفه من هذا الحجب الحصول على مكافأة أو ترقية. كما هناك «عمار واو» الذي يتذكره المدون بشير كلما شاهد المسلسل الأميركي الشهير «ساوث بارك»، وهو يوضح: «إن أحداث الحلقة تدور في العالم الافتراضي للعبة الشهيرة «وورلد أوف وركرافت» (واو)، وفي وجود شخصية تقصي باقي اللاعبين بطريقة اعتباطية لا هدف وراءها، الكل مقدم بطريقة ساخرة وناقدة في نفس الوقت». وقدم بشير صورا كرتونية لـ «عمار واو». واستنسخت المدونة عمار التونسي، وآخر أميركي وثالث أوزبكي، ورابع صيني، لتقدم من خلالهم طريقة الحجب التي تتعرض لها مواقع الإنترنت في هذه الدول، ونشرت صورا كارتونية لهم. وفى المقابل، نشرت «ضد الحجب» قائمة بالمواقع المحجوبة في تونس. وفي تدوينة سابقة له، اعتراضا على حجب السلطات التونسية موقع «دايلى موسيون» للفيديو، تناول المدون سامي بن غربية طريقة الرقابة في البلد، معتبراً أن الوكالة التونسية للإنترنت «تعمل تحت إمرة وزارة الداخلية، وكأنها شرطة مرور تحرم من تشاء ومتى تشاء من حق التنقل»، والمعروف أن هذه الهيئة تأسست سنة 1996، وهي تخضع رسميا لسلطة إشراف وزارة تكنولوجيات الاتصال التي تعتبر المزود الرئيسي للعبور إلى الإنترنت في تونس. وانتقد بن غربية «صفحة 404»، وهي الصفحة التي تظهر للمستخدم التونسي إذا حاول المرور إلى أحد المواقع المحجوبة، فقال: «علاوة على أن صفحة الـ 404 التونسية كاذبة، إذ تُخفي وراءها الصفحة الحقيقية، وهي رقم 403 والتي تعني أن الزائر ممنوع من دخول الصفحة، فهي كما قلنا تنكر واقع الرقابة والحجب التي تمارسها». كما اتخذت «ضد الحجب» طابعا ساخرا في انتقاد المصادرة على حرية التعبير، وكتب المدون تيتوف عن «مباراة القرن»، قائلاً: «في الملعب الافتراضي 1 يوليو لحرية التعبير والذي يشهد اليوم المباراة النهائية في إطار مسابقة كأس سيادة الجمهورية، والذي يجمع بين ناديين عريقين، نادي الحجب الوطني باللون الأسود وصورة المقص، ونادي تدريع الخواطر على يسار الشاشة باللونين الأحمر والأبيض مع صورة الهلال والنجمة «، ويظهر فيها التناطح بين الحكوميين وحرية التعبير على الإنترنت (الملعب الافتراضي) في تونس (الأبيض والأحمر- الهلال والنجمة). وإلى جانب النصوص والرسوم الكارتونية، نشرت المدونة شعرا بالكلمة والصوت لآدم فتحي وأحمد مطر عن حرية التعبير وقيمة الكلمة، كما اهتمت بنقل المواد الصحفية التي تناولت حجب المدونات في تونس وفي العالم، والفضاء التدوينى وتطوره عموما. وبجرأة تامة يكتب عياش مالمرسى في مدونة «ضد الحجب» عن أداء النظام التونسي في «الصنصرة» أو «الحجب»، مبرزا أن مسؤول الحجب في تونس «الاعتراف أولا أن الصنصرة تختلف اليوم عما كانت عليه وأن الحجب التونسي ليس أعمى كنظيره الكوبي مثلا، بل إن عماده الحدود التي يضعها المثقفون والفنانون لأنفسهم، بحيث يمكنك كتابة ما تشاء في إطار معين، وإذا لم تذكر المواضيع الحساسة (كالعائلة الحاكمة مثلا) فإنك تتمتع بفضاء حر للكلام دون أي تدخل للسلطة». ويتساءل عياش مالمرسى: «ألا يعتبر هذا «الحجب الذاتي» للحرية أخطر بكثير من حجب السلطة نفسها»؟. واكتسبت الدعوة للكتابة عن حرية التعبير طابعا حقوقيا في مدونة «ضد الحجب»، ورد فيها: «نحن نعلم أن حرية التعبير حق من حقوق المواطنة، واعتبرت في الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان حقا مقدسا من حقوق الإنسان حيث نقرأ في المادة 19 من الإعلان العالمي «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيّد بالحدود الجغرافية». ويضيف كتاب المدونة أنه بعد ظهور المدونات ونجاحها في تقييم أداء الحكومات، عملت هذه الأخيرة على «فرض قيود ورقابة صارمة على المدونات». وأفسحت المدونة المجال لحرية التعبير لدرجة نشر ما عنوانه «في نقد غرة يوليو»، وهي مدونة يسجل فيها الكتّاب الذين ينادون بحرية التعبير استنكارهم، رافضين الرقابة والحجب، لكنهم في الوقت نفسه غير متسامحين بالقدر الكافي لتقبل الآخر، كأن يصادر مدون إخواني مثلا آراء آخر ملحد، رغم أنه يدعي الإيمان بحرية التعبير. ويخبرنا صاحب مدونة «صامد» التونسي محمد العيادي أن تفاعل المدونين مع «1 يوليو» لم يقتصر على «ضد الحجب»، فقد عبّر كل منهم عن انخراطه في هذه الحملة بطريقته وأسلوبه، حيث لجأت بعض المدونات إلى الصور الكاريكاتورية، مثل «حوار تونس» (debatunisie) أو «سليم» (carpediem-slim). فهذه الأخيرة مثلاً أدرجت رسما كاريكاتوريا معبرا جدا فيه مجموعة من الدوائر ذات شكل حلزوني، تزداد ضيقا نحو الداخل، والمواطن المسكين موجود في قلب هذه الدوائر. ويضيف العيادي: «لجأت مدونات أخرى إلى معالجة هذا الحدث بمواقف هزلية وروح ساخرة مثل مدونة هناني حيث تذكر أنها أفاقت صبيحة 1 يوليو على ضجيج مضخم صوت ينادي «اليوم هو يوم الحرية ويوم حرية التعبير وتفريغ القلوب».. ويقول العيادي: «من المبكر البحث في نتائج هذه الحملة وانعكاساتها، لكننا يمكن أن نلاحظ أن هذه الحملة سعت إلى تحريك المدونين نحو قضية حرية التعبير، وقد أنجزت مهمتها بسلام». مدونة «ضد الحجب» http://anticensuretunisie.blogspot.com المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 22 جويلية 2008
حلّ المجلس البلدي بقفصة وتعيين نيابة خصوصية
قفصة ـ الصباح: تولى محمد الشايب والي قفصة تقديم قائمة النيابة الخصوصية لبلدية قفصة التي تم تعيينها اثر الأمر الرئاسي القاضي بحلّ المجلس البلدي وذلك خلال اجتماع عام بمقر بلدية المكان حضره جمع غفير من المواطنين. هذا وتضم القائمة المذكورة ثلاثة اعضاء يمثلون احزاب المعارضة وذلك من ضمن 12 عنصرا ويرأس اللجنة احمد غربال معتمد قفصة الجنوبية والى جانبه الاعضاء التالية اسمائهم: ـ منية بالحاج والمختار زيد وجهينة بوترعة واسماء بالقاضي ومحمد الحبيب بوبكري وياسين خلف اللّه ومحمد الهادي بوقرّة وسالم التليلي (التجمع الدستوري الديمقراطي) ووحيد فاخت (الحزب الاجتماعي التحرّري) وحافظ العبدلي (الاتحاد الوحدوي الديمقراطي) وفاطمة حرّاث (حزب الوحدة الشعبية). مع الاشارة الى أن اللجنة المذكورة قد شرعت منذ أمس في مهامها الجديدة لفترة تمتد الى ستة أشهر منذ الاعلان عن تركيبتها لتتولى خلالها تسيير نشاط المجلس البلدي بقفصة. رؤوف العياري المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 22 جويلية 2008
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 21 جويلية 2008
كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب “:
قضاء استعجالي …في المادة الجنائية ..!
نظرت الدائرة الجنائية الصيفية بالمحكمة الإبتدائية بتونس التي ترأسها اليوم 21 جويلية 2008 القاضي محرز الهمامي في : * القضية عدد 14231 التي يحال فيها كل من : رياض جوادي ( مولود بسيدي علي بن عون في 27/06/1985 ) ، إيهاب جبنوني ( مولود بالقيروان في 18/02/1985 ) ، موسى العامري ( مولود بالقيروان في 27/09/1985 ) ، بشير مرعي( مولود بالقيروان في 14/08/1978 ) ، منجي العامري ( مولود بالقيروان في 25/11/1969 ) ، حلمي الرطيبي ( مولود بالقصرين في 25/08/1985 ) ، سالم عوني ( مولود بسيدي بوزيد في 14/04/1981 ) بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : فتحي الطريفي و سمير بن عمر و عبد الرؤوف العيادي و كمال بن مسعود و سامي الطريقي و عبد الفتاح مورو و وداد مراد و قد طلب الأستاذ منصور الجربي ، في حق الأستاذ العيادي بتأخير النظر في القضية لجلسة يوم 28 جويلية 2008 اعتبارا لتعلق قضية أخرى بمنوبه بخصوص الوقائع و التهم نفسها ، و بعد جدال مع الدفاع قرر القاضي الشروع في النظر في القضية بتلاوة قرار دائرة الإتهام و استنطاق المتهمين على أن يتم تخصيص جلسة يوم 28 جويلية 2008 للترافع ، * و القضية عدد 15930 التي يحال فيها المتهم سامي الصيد ( المولود بالعوينة تونس في 10/02/1968 ) بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ( 11 تهمة … ! ) و قد ترافع دفاعا عنه الأستاذ سمير بن عمر معبرا عن استغرابه الشديد لعدم تمكينه من تقديم مؤيدات تفيد سبق تعهد الدوائر الجنائية و القضاء العسكري بذات التهم و نفس الأفعال .. و الإكتفاء بتأخير الجلسة لأيام قليلة من بينها يوما عطلة .. ! ،بما يشبه إجراءات ..القضاء الإستعجالي ..! و في ختام المرافعة طالب الأستاذ بن عمر بالحكم بعدم سماع الدعوى لاتصال القضاء و سبق المحاكمة ..، و إثر ذلك قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و القضية عدد 15946 التي يحال فيها كل من رفيق الزعيم و محمد بن خليفة و بلال الصفاقسي و وسام شربيب و عبد الرزاق العرافة و حمزة الصفاقسي و و هشام القلعي و عبد الرزاق الصفاقسي و لطفي فرج و لطفي الملاخ و حمادي الدهماني و محمد أمين شقرون و أحمد المقديش و محجوب بن طاهر و وليد محجوب و قيس الغربي و أحمد الملاخ و أحمد الغربي و أحمد التونسي و أحمد العلج و حسن خمومة و زياد المعزاوي و صالح جعفر و عمر الطبربي و فتحي بالرايس و محمد أيمن الملاخ و مكي مزاح و نصير مملوك و ياسين سالم و يوسف الرفرافي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم إرهابي ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة منصور الجربي و رمزي بن دية و الهادي العباسي و تماضر اليحياوي و سمير ديلو ، و رغم عدم بلوغ الإستدعاء لأغلب المتهمين المحالين بحالة سراح فقد أصرت المحكمة على الشروع في النظر في القضية ، فتمت تلاوة قرار دائرة الإتهام و استنطاق المتهمين الحاضرين على أن تخصص جلسة يوم 28 جولية 2008 للترافع . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان بـيـان تـأسـيـسـي
على اثر الاحتجاجات السلمية لأهالي الحوض المنجمي وخاصة بمدينة الرديف منذ أكثر من 6 أشهر وبعد التطورات لخطيرة التي شهدتها المنطقة والطريقة التي تعاملت بها السلطة مع الأحداث هناك والتي اتسمت بالمعالجة الأمنية المتمثلة في التدخل السافر لقوات الأمن وإعلان حالة الطوارئ بمدينة الرديف ونزول الجيش إلى الشارع وبلغت ذروتها باستعمال الرصاص الحي لواجهة هذه التحركات السلمية المشروعة والتي نتج عنها سقوط شهيدين وعشرات الجرحى وانتهاك حرمة المتساكنين ومداهمة البيوت والاضرار بالممتلكات الخاصة والإيقافات التعسفية والملاحقات الأمنية لعديد النقابيين والمواطنين والمحاكمات الجائرة ، وعلى اثر المجلس الجهوي المنعقد يوم 07 جويلية 2008 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان تم بعث لجنة نقابية جهوية لمساندة اهالي الحوض المنجمي تتركب من الإخوة : ·فتحي اللطيف: عن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل – منسق – ·خليفة الفتايتي : عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي، ·كمال السبوعي : عن النقابة الجهوية للتعليم الاساسي، ·حسونة الفطناسي: عن الفرع الجامعي للتأطير والارشاد، ·بلقاسم المجبري : عن النقابة الاساسية للتبغ بالقيروان، إيمانا من بعدالة مطالب أهالينا في الحوض المنجمي وبحقهم المشروع في الاحتجاج السلمي من اجل حقهم في: -الشغل القار والعيش الكريم. -العدالة في التنمية بين الجهات. -البيئة السليمة. ندعو السلطة إلى: 1.إطلاق سراح كل الموقوفين والمسجونين على خلفية هذه الأحداث وإلغاء الأحكام الصادرة في حق بعضهم. 2.وضع حد للتتبعات الأمنية والقضائية ضد النقابيين والمواطنين في الحوض المنجمي. 3.فتح تحقيق نزيه ومستقل حول كل التجاوزات والملابسات التي أدت إلى مقتل شخصين وجرح العشرات والاضرار بالممتلكات الخاصة. 4.رفع المحاصرة الأمنية عن منسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي الأخ: مسعود الرمضاني. وإننا في الوقت الذي نؤكد فيه على شرعية هذه المطالب فإننا نحمل السلطة وحدها مسؤولية ما حدث وندعوها إلى فتح حوار جدي ومسؤول مع مكونات المجتمع المدني المستقلة لإيجاد الحلول المناسبة لكل الملفات المطروحة. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا، ديمقراطيا ومناضلا. اللجنة النقابية الجهوية لمساندة أهالي الحوض المنجمي المنسق: فتحي اللطيف
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :
بيان مساندة للأساتذة الجامعيين النقابيين المحالين على مجالس التأديب البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com
يعبر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية عن مساندته المطلقة واللامشروطة للأساتذة الجامعيين الذين وقعت إحالتهم على مجالس التأديب على خلفية نشاطهم النقابي وهم الأساتذة نور الدين الوورتتاني ( كلية العلوم الاقتصادية والتصرف نابل ) ومحسن الحجلاوي (المعهد العالي للتكنولوجيات الطبية بتونس ) ورشيد الشملي (كلية الصيدلة بالمنستير ) علما وان هذه الإحالة تتعارض مع الاتفاقية الدولية عدد 135 لحماية المسوؤول النقابي لان كل الأساتذة الواردة أسماؤهم هم مسؤولون نقابيون على مستوى كلياتهم ومعاهدهم ولهذا يدعو المرصد وزارة الإشراف إلى التراجع عن هذه القرارات وغلق جميع الملفات التأديبية ضدهم . كما يطلب من الاتحاد العام التونسي للشغل الوقوف إلى جانب هؤلاء النقابين والتدخل العاجل لدى سلطة الإشراف لإيقاف هذه المهزلة التادبية . المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشروع نقابة ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين التالية :
http://nakabi.blogsot.com http://nakabi.maktoobblog.com عن المرصد المنسق : محمد العيادي
المؤتمر من أجل الجمهورية : القلم الحرّ ، طليق السجن الصغير إخلاء سبيل سليم بوخذير
أطلق البارحة سراح سليم بوخير القلم الحرّ والعضو بالمؤتمر من أجل الجمهورية ، بعد أن قضّى ثمانية أشهر من السنة التي حكم بها عليه من أجل تهم باطلة حاولت التغطية على ” الجريمة الحقيقية” لسليم بوخذير وهي كتاباته الجريئة ضدّ فساد العائلات الحاكمة. وبهذه المناسبة يهنّئ المؤتمر من أجل الجمهورية حرم أخينا وتسجل لها شجاعتها الفائقة ككل نساء مساجين المستبدّ الظالم ، كما يشسكر كل الهيئات الحقوقية والسياسية التي ساهمت في التعريف بقضيته وجعلها حاضرة على الدوام بقوة ليعلم النظام أنه ليس امام اشخاص معزولين يمكن ان يبطش بهم الواحد تلو الآخر، وإنما أمام قوى ما زال ينقصها كثير من التنظيم والتماسك، لكنها قادرة حتى على ما هي عليه ، على فضحه وتعريته وإجباره على التراجع. ما يؤكده المؤتمر ايضا ان سليم بوخذير كبقية مناضليه مقرّ العزم على مواصلة النضال إلى سقوط الدكتاتور ورحيل الدكتاتورية ، ان تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن. (المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 22 جويلية 2008)
المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع:
إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير
أطلقت السلطات التونسية سراح الصحفي سليم بوخذير بعد ثمانية أشهر سجنا بسبب قضية ملفقة حكم عليه فيها بعام سجنا بتهمة قذف موظف عمومي والاعتداء على الأخلاق الحميدة. وجاء هذا الإفراج بمقتضى سراح مشروط. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع يعبّر عن سروره لاستعادة سليم بوخذير حريته وإنهاء معاناته في السجن ومعاناة عائلته. وبهذه المناسبة علّقت السيدة نزيهة رجيبة نائبة رئيس المرصد بأنّ “محاكمة سليم بوخذير كانت واحدة من تلك المحاكمات الجائرة التي دأب النظام التونسي على افتعالها للانتقام من الصحفيين المستقلين والحقوقيين” مضيفة أنّه “تم توظيف مؤسسات الدولة من أمن وقضاء وإعلام للإيهام بأنّ مناضلي الحرية في تونس ليسوا سوى مجرمي حق عام، وهي سياسة يجب وضع حد نهائي لها”. يذكر أنّ الصحفي سليم بوخذير الذي اشتغل مراسلا لموقع العربية نت وليومية القدس العربي الدولية كان قد سجن بعد سلسلة مقالات وتقارير صحفية نشرها في انتقاد الرئيس بن علي وفضح الفساد المستشري في الدوائر الحاكمة. و”لم يكن سليم بوخذير قد تجاوز حقه في ممارسة مهنته الصحفية بحرفيّة وجرأة”، تضيف نزيهة رجيبة. المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع
لجنة حماية الصحفيين :إطلاق سراح كاتب تونسي على الإنترنت
إطلاق سراح كاتب تونسي على الإنترنت نيويورك ، 21 تموز/ يوليو 2008 رحبت لجنة حماية الصحفيين بالإفراج يوم الاثنين عن الصحفي التونسي سليم بوخدير الكاتب على شبكة الانترنت، والذي ظل سجينا مدة ثمانية أشهر على خلفية كتابته لعدة مقالات تنتقد الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته. وكانت لجنة حماية الصحفيين قد أوفدت بعثة تقصي حقائق إلى تونس في وقت سابق من هذا الشهر كجزء من حملة تسعى لإطلاق سراح بوخدير. وقال جويل كامبانيا كبير منسقي برنامج الشرق الأوسط بلجنة حماية الصحفيين “نرحب بهذا الإفراج ونشعر بالارتياح إذ استعاد زميلنا حريته أخيرا”. وأضاف: “بيد أن الحقيقة المؤسفة هي أن سليم بوخدير ما كان ينبغي أبدا أن يُسجَن في المقام الأول. ويؤكد قرار السجن الجائر بحقه الحالة المثيرة للقلق لحرية الإعلام في تونس. ويحدونا الأمل في أنه بإطلاق سراح بوخدير تبدأ السلطات التونسية في التوقف عن سياسة وضع الكُتَّاب وراء القضبان وتخليص البلد من وضعيتها المريبة باعتبارها الدولة الرائدة في العالم العربي في مجال سجن الصحفيين خلال السنوات السبع الماضية.” كان بوخدير – الذي يساهم في العديد من المواقع الإخبارية التونسية والعربية على شبكة الانترنت – يقضي فترة عقوبة الحبس لمدة عام واحد في سجن صفاقس الذي يقع نحو 140 ميلا (225 كيلومترا) جنوبي تونس العاصمة، على خلفية ما يرى على نطاق واسع باعتباره تهما ملفقة من سب علني لموظف عام، وانتهاك “الآداب العامة”، ورفض إبراز بطاقة الهوية لمسئولي الشرطة. ألقي بوخدير في الحبس في تشرين الثاني / نوفمبر 2007 وأدين في الشهر التالي. وقال عبد الوهاب معطر، أحد محاميي بوخدير للجنة حماية الصحفيين أن الصحفى تلقى قرارا بالإفراج المشروط على أساس حسن السير والسلوك. وسينبغي على بوخدير قضاء المدة المتبقية من العقوبة إذا ما أدين بجريمة مماثلة في المستقبل. كثيرا ما تقوم تونس – المصنفة منذ عام 2001 باعتبارها الدولة الرائدة في العالم العربي في مجال سجن الصحفيين – بتوجيه تهم لا علاقة لها في الظاهر بممارسة الصحافة كوسيلة للضغط على الصحفيين في حين تتفادى بذلك الانتقادات الدولية، وتظهر نتائج البحث الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين أن بوخدير – المراسل السابق لعدد من الصحف التونسية – لطالما كان أحد أشد المنتقدين للرئيس زين العابدين بن علي وأسرته، وقد نشر عدة مقالات على الإنترنت اتهم فيها الرئيس وأسرته بممارسات مالية فاسدة. وكان بوخدير قبل إلقاء القبض عليه قد تلقى عدة تهديدات هاتفية مجهولة الهوية ورفضت الحكومة منحه جواز سفر. وفي أيار / مايو 2007 تعرض بوخدير للاعتداء في العاصمة تونس بعد فترة قصيرة من كتابته لموضوعات نقدية على الانترنت عن شقيق سيدة تونس الأولى. تعرض بوخدير للاعتقال من قبل الشرطة في صفاقس في 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2007 ، بعد توقيف سيارة الأجرة التي كان يستقلها ومطالبته بإبراز بطاقة هويته، وفقا لما ذكره محاميه. وزعم الضباط أن بوخدير وجه لهم إساءات لفظية وهو ما أدى إلى ملاحقته قضائيا في قضية عجت بالعديد من المخالفات. وقال شهود في مقابلات مع محامي بوخدير وأفراد أسرته أن الشرطة زورت أقوالهم حتى ما يتم تجريم الصحفي. وقد منع القاضي القائم على محاكمة بوخدير شهود الادعاء من أن يتعرضوا للاستجواب. والجدير بالذكر أن الحكم الصادر بالسجن لمدة سنة ليس فقط يمثل الحد الأقصى الذي يسمح به القانون، بل يعد حكما لم يُسمَع به من قبل في مثل هذه الجرائم حسبما أكد محامي الدفاع. “إن إطلاق سراحي هو انتصار للحرية والصحافة المستقلة، لقد نجح النظام التونسي من خلال سجني في حرماني من الحق في حرية التنقل وممارسة عملي بين أصدقائي وأحبائي. لكنه فشل تماما في كسر إرادتي وتصميمي على الاستمرار في الصحافة المستقلة والأخلاقية،هكذا تحدث بوخدير للجنة حماية الصحفيين، مضيفا: “إنه لأمر مخزٍ ومهين بالنسبة للبلد كله أن يتم سجن الصحفيين بسبب تأديتهم لعملهم”. كان بوخدير قد لجأ في كثير من الأحيان إلى الإضراب عن الطعام احتجاجا على مضايقات الشرطة ورفض الحكومة منحه جواز سفر، ثم في وقت لاحق احتجاجا على الأوضاع الحقيرة للسجن والترهيب على أيدي حراس السجن والسجناء الآخرين. ويأتي الإفراج عنه قبل أربعة أيام من الذكرى السنوية الحادية والخمسين لانشاء الجمهورية التونسية – وهو اليوم الذي سبق للسلطات الإفراج عن عدد من السجناء السياسيين – وأيضا قبل تسعة أيام من افتتاح المؤتمر الذي ينظمه التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم والمتوقع أن يعطي الرئيس بن علي إشارة البدء للترشح للرئاسة للمرة الخامسة في عام 2009. كانت لجنة حماية الصحفيين أوفدت بعثة لتقصى الحقائق إلى تونس أبرزت في تموز / يوليو قضية سجن بوخدير لأسباب سياسية ولفتت النظر إلى سجل تونس المقلق فيما يتعلق بحرية الصحافة. وقد ضم الوفد عضو مجلس الإدارة شيريل غولد ، التي كتبت عن القضية لشبكة MSNBC الإخبارية. لجنة حماية الصحفيين منظمة لا تنتمي لأي حزب ولا تهدف للربح تكرس مجهو\دتها للدفاع عن حرية الصحافة على مستوى العالم. للحصول على المزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقعنا: www.cpj.org.
الافراج عن الصحافي التونسي المعارض سليم بوخذير
تونس (ا ف ب) – افرجت السلطات التونسية الاثنين عن الصحافي التونسي المعارض سليم بوخذير المحكوم عليه عام 2007 بالسجن سنة على ما ذكر المفرج عنه بنفسه الثلاثاء لوكالة فرانس برس. وقال بوخذير في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس من صفاقس (280 كلم جنوبي العاصمة) اين كان مسجونا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2007 “انا مرتاح وسعيد لانني استرجعت حريتي ولوجودي بين افراد عائلتي”. واكد الصحافي المعارض بانه “لم يتقدم بطلب للافراج عنه بل اطلق سراحه الاثنين بقرار من وزارة العدل وحقوق الانسان” معتبرا ذلك “انتصار للمدافعين على حرية الصحافة”. وجاء الافراج عن بوخذير قبيل الذكرى الحادية والخمسين لعيد اعلان قيام الجمهورية في تونس (25 تموز/يوليو 1957) الذي عادة ما يتم الاعلان فيه عن عفو رئاسي. واضاف بوخذير بانه سيلتحق “قريبا بالعاصمة تونس لمباشرة عمله كمراسل لصحيفة +القدس العربي+ ولبعض المواقع الالكترونية العربية والالمانية”. وحكم على سليم بوخذير (39 عاما) في كانون الاول/ديسمبر 2007 بالسجن ثمانية اشهر بتهمة “هضم جانب موظف عمومي” واربعة اشهر اخرى بتهمة “الاعتداء على الاخلاق الحميدة”. وفرضت عليه كذلك غرامة قدرها خمسة دنانير تونسية (82 يورو) لرفضه الامتثال للتحقق من بطاقة هويته. واوضحت مصادر قضائية انذاك ان “بوخذير على عكس بقية الركاب (في سيارة اجرة) رفض الخضوع لاجراء روتيني للتثبت من الهوية وتهجم على عنصري الامن بعبارات فيها هتك لاعتبارهما ومساس بالاخلاق الحميدة”. واوقف بوخذير في 26 تشرين الثاني/نوفمبر عندما كان يستقل سيارة اجرة من صفاقس الى تونس لاسترجاع جواز سفره بعد ان نفذ اضرابا عن الطعام دام اسبوعين احتجاجا على عدم حصوله عليه منذ اربعة اعوام. غير ان السلطات المعنية نفت ان تكون تسلمت طلبا في هذا الشان. وقد طالب محامون وجمعيات للدفاع عن حقوق الانسان من بينها +اللجنة الامريكية من اجل حماية الصحافيين+ و +منظمة مراسلون بلا حدود+ بالافراج عن بوخذير مشددين على “ان اعتقاله ومحاكمته تمت على خلفية كتاباته المعادية للنظام”. ورحبت “النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين” بالافراج عن سليم بوخذير متمنية ان “تتلو هذه الخطوة خطوات اخرى ايجابية في اتجاه تلبية مطالب النقابة الشرعية”. وبوخذير هو عضو في الحزب التونسي المحظور”المؤتمر من اجل الجمهورية” الذي يتزعمه الناشط الحقوقي التونسي منصف المرزوقي وقد منحته لجنة “بنشيكو” الجزائرية من أجل الحرية جائزة “القلم الحر” لعام 2008. (المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية( أ ف ب )بتاريخ 22 جويلية 2008)
السلطات التونسية تفرج عن الصحافي سليم بوخذير
تونس / 22 يوليو-تموز / يو بي أي: قالت مصادر حقوقية تونسية إن السلطات التونسية أفرجت عن الصحافي التونسي سليم بوخذير بعد سبعة أشهر من الحبس بتهمة الإعتداء اللفظي على ضابط في الشرطة وعلى الأخلاق الحميدة . وأشارت منظمة”حرية وإنصاف” الحقوقية التونسية(غير معترف بها) في بيان حمل توقيع رئيسها محمد النوري، إلى أن الإفراج عن سليم بوخذير تم أمس في مدينة صفاقس الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب شرقي تونس العاصمة. وكانت المحكمة الابتدائية ببلدة ساقية الزيت من محافظة “صفاقس” قد أصدرت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي حكما يقضي بسجن الصحافي سليم بوخذير لمدة عام بتهمة الاعتداء اللفظي على ضابط في الشرطة وعلى الأخلاق الحميدة . وقرر القاضي الذي نظر في القضية، قرر سجن سليم بوخذير(39 عاما)، لمدة 8 أشهر من أجل الاعتداء على الأخلاق الحميدة، و4 أشهر من أجل “هضم جانب موظف عام أثناء مباشرته لوظيفته بالقول والإشارة”، إلى جانب تغريمه بمبلغ 5 دنانير تونسية من اجل “عدم الإستظهار ببطاقة تعريفه عند الطلب”. . وكانت السلطات الأمنية التونسية كانت قد إعتقلت سليم بوخذير بينما كان في طريقه من مسقط رأسه بصفاقس إلى تونس العاصمة إثر خلاف مع أفراد دورية تابعة لشرطة المرور.يشار إلى أن بوخذير كان نفذ إضرابا عن الطعام في بداية شهر نوفمبر/تشرين ثاني من العام الماضي استمر لمدة أسبوعين احتجاجاً على حرمانه من جواز سفره،والمطالبة بحقه في السفر.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 22 جويلية 2008)
إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير
بعد ما يزيد عن سبعة أشهر من الإعتقال أعلن اليوم في تونس عن إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير من السجن المدني بصفاقس. ويأتي هذا السراح في إطار عفو رئاسي بمقتضى السراح الشرطي بمناسبة الإحتفال بعيد الجمهورية الذي يصادف يوم 25 يوليو. وفي اتصال مع “منصات”، أكّدت زوجة الصحفي بوخذير الخبر وقالت أنّ زوجها أخبرها عبر الهاتف بإطلاق سراحه. يذكر أنّه تمّ إلقاء القبض عل بوخذير (38 عاما) يوم 27 نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي وحُكم عليه بسنة سجنا بتهم الاعتداء على عون أمن و رفض الإدلاء بالهوية والاعتداء على الأخلاق الحميدة. وهي تهم اعتبرتها أوساط عديدة مجرّد غطاء لمحاسبة بوخذير على مقالاته الجريئة التي لامس فيها قضايا تتعلق بمشاكل الفساد واستغلال النفوذ. وطالب عدد من الصحافيين، بمن فيهم أعضاء من المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أثناء جلستهم العامة التي عقدوها الجمعة بإطلاق سراح سليم. واعتبرت النقابة في تقريرها السنوي الذي أصدرته يوم 3 مايو الماضي أنّ الموقع الطبيعي لبوخذير “خارج السجن وبين أفراد عائلته وزملائه”. وتعليقا على إطلاق بوخذير، اعتبر سمير ساسي الباحث الجامعي والصحفي بجريدة “الموقف” أنّ كل صحافي لا بدّ أن يسرّه هذا الخبر ، مهما كان موقفه من بوخذير، لأنّ السجن ليس طريقة في التعامل مع الصحفيين. واضاف “نتمنى أن يمثل هذا المعطى انعطافة جديدة للتعامل مع الصحفيين من أجل بناء واقع إعلامي مختلف مبدأه الحرية ومنتهاه المسؤولية”. محسن المزليني المصدر: موقع منصات ( www.menassat.com ) بتاريخ 22 جويلية 2008
تستعد ولاية مدنين بمختلف حساسياتها ومكوناتها لاستقبال شهيدها، شهيد المقاومة الميلود نومة الذي فدى بروحه عزّة الوطن ومناعته أثناء قيامه بعملية فدائية جنوب لبنان في ما بات يعرف بعمليات الطائرات الشراعية. لم يجد بدّا من أن يدفع بروحه الطاهرة عربون حبّه لهذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج وهو في عنفوان شبابه ثمانينيات القرن الماضي. هو القدر أعادك مرّة إلى الأضواء يا ميلود لتعرفك هذه الأجيال الجديدة التي حاولوا معها وما نجحوا في كسر الإرادة وإطفاء جذوة المقاومة لديها. سيفاجأ كثير ممن جاؤوا بعدك إلى العالم بعزمك وروحك وإقدامك وشجاعتك. “أنت هو الوعي حدّ الخرافة “. وأنت تستعدّ ركوب طائرتك في رحلتك الأخيرة أوصيتنا يا ميلود أن النضال القومي العربي لا بدّ له أن ينتصر. نستقبل رفاتك يا ميلود وروحك تحلّق فوقنا تعيد للحياة بعض ألق، روحك التي ما خمدت ستحيينا من جديد. لا غرابة أن تقدّم روحك عربون وفاء لمن ذهبوا وسيذهبوا، لكل أحرار العالم فأنت درس في النضال ضد القهر والظلم والاستبداد. نعترف يا ميلود أنّا نسيناك سنينا طوالا في عالم تقلّب بعدك وما استقرّ لذلك نحيّ المقاومة اللبنانية التي أحيتك في ذاكرتنا بكلّ قوّة وما نستك أو تناستك. تستقبلك عائلتك ومدينتك “سيدي مخلوفّ “، هذه المدينة التي قدّمت كثيرا لهذا الوطن خلال نضاله من أجل التحرر أيام الاستعمار الفرنسي، سواء بالسلاح أو بالكلمة من خلال فرق “غبنتن” الغنائية التي كانت تلهم شعبنا الإرادة والإصرار للتصدّي للاحتلال وهي تقيم الأعراس في مختلف مناطق ولاية مدنين والتي نعتك طويلا لحظة استشهادك. ستستقبلك بكل فخر ونخوة كل قبائل ولاية مدنين: “مدنين” و”الحرارزة” و”الحوايا” و”التوازين” و” العكّارة” و”الجرابة”…. تلك القبائل التي استماتت في الذود عن الوطن خلال محن الاحتلال. سواعد رجالها ألغاما تحت أقدام المستعمر الغاصب وزغاريد نسائها وردا يكلل دروب مناضليها “ولا يــــــــزال”. بكيناك بلوعة وأسى لحظة استشهادك وسنبتسم ونحن نستقبل رفاتك، نستقبلك، نستقبلك قيما تؤثث معنى الحياة حين تفقد الحياة قدرا من المعنى. ستظلّ يا ميلود المنارة التي نهتدي بها ونحن نناضل ضد الظلم والقهر والاستبداد. فشكرا لك وأنت تناضل وشكرا لك وأنت تموت وشكرا لك وأنت تعود. أحمد فرحات حمّودي المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 20 جويلية 2008
كمال بن يونس قبل 6 أشهر خصصت أحد أعداد هذا الركن للتعليق على نتائج المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للصحفيين : نتائجه المهنية ولوائحه ونتائجه الانتخابية.. واعتبرت أن الجيل الجديد من الصحفيين وجه رسائل عديدة في المؤتمر.. بينها رسائل مهنية وأخرى سياسية.. تهم ظروف عمل الصحفيين.. ومناخ الحريات الصحفية وميثاق الشرف وأخلاقيات المهنة والتكوين والرسكلة والسكن والملفات المادية مثل الاجور والمنح والسكن.. وهذه الرسائل لا تزال مفتوحة.. لكن الجلسة العامة الناجحة الأولى التي نظمتها هيئة النقابة الوطنية يومي الجمعة والسبت الماضيين وجهت رسائل اضافية.. أكثر وضوحا.. ++ الحضورالقياسي في اعمال الجلسة العامة ثم مشاركة مئات الصحفيين في الانتخابات الحماسية لاعضاء اللجان العشر أكدا أن تيارا من النخبة التونسية قرر التخلي عن آفة الانسحاب من العمل العام.. التي انتشرت هنا وهناك.. وأن مئات الاعلاميين الذين انتخبوا المكتب الشاب للنقابة الوطنية قرروا أن يتفاعلوا مع المكتب عبر المشاركة في انشطته مع محاسبته بصراحة على بعض الاخطاءوالغلطات التي يعتقدون أنه وقع فيها خلال السداسية الاولى من تجربته.. أي خلال الطور الاول من التأسيس الفعلي للهيكل الذي ناضلت أجيال من الاعلاميين من أجل بنائه.. تارة تحت تسمية عمادة وطورا تحت تسميات نقابية مختلفة.. ++ نتائج التصويت فاجأت الجميع.. بما في ذلك القائمة التي فازت بـ69 مقعدا من بين 72.. فضلا عن القائمتين المنافستين لها.. والغالبية الساحقة من الفائزين من بين المستقلين الذين لهم رصيد مهني كبيروخبرة في العمل الجمعياتي.. ++ والعنصر المهم أن رؤساء اللجان العشر المنتخبين والذين سيدخلون المكتب الموسع للنقابة الوطنية بدروهم من المستقلين.. وهم يمثلون تيارا عريضا من الصحفيين قد تكون له بعض الاختلافات مع عناصر في المكتب التنفيذي الذي أفرزه مؤتمر جانفي.. رغم نقاط الالتقاء حول جل المطالب المهنية.. ++ الحصيلة إذن دعم النقابة العامة بكفاءات جديدة.. دفاعا عن الحق في الاعلام النزيه والحر..وعن أخلاقيات المهنة الصحفية.. وعن مشاغل مئات الاعلاميين والرأي العام الوطني الذي ينشد صحافة أكثر اشعاعا ومصداقية ومهنية.. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 جويلية 2008)
مهرجان صفاقس الدولي لماذا ألغي عرض «خمسون»؟
صفاقس – الصباح: فوجىء عدد كبير من جمهور مهرجان صفاقس الدولي صبيحة يوم أمس الاثنين ممن اقتنوا تذاكرهم او قصدوا شبابيك التذاكر لشراء بطاقات الدخول لعرض «خمسون» للفاضل الجعايبي بخبر الغاء هذا العرض الذي انتظروه طويلا باعتباره من افضل العروض المبرمجة في الدورة 30 للمهرجان. ولئن تكتمت ادارة المهرجان عن هذا الخبر فقد تمكنت «الصباح» من التأكد من المعلومة التي لم يستسغها جمهور مهرجان صفاقس الدولي باعتبار ان هذا الالغاء جاء بعد الغاء حفل وديع الصافي الاسبوع الماضي وبعد العرض المسرحي «المتواضع» «فرجة عربي» لمركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس. الغاء عرض «خمسون» من مهرجان صفاقس الدولي يطرح عدة تساؤلات تخص فعاليات الدورة 30 خاصة بعد ان عرفت الدورة الماضية عدة الغاءات، مصادر من هيئة مهرجان صفاقس الدولي في اتصال في آخر لحظة معها افادت ان اسبابا تقنية وراء الغاء هذا العرض. الحبيب بن دبابيس المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 22 جويلية 2008
بعد توزيعها على مستحقيها بجهة صفاقس: تفطن الناجحون في الباكالوريا 2008 إلى تسرب خطإ في تاريخ تسليم شهادات الباكالوريا أربك البعض
مصدر بوزارة التربية: «عدم تحيين التاريخ المدون بأحد الحواسيب وراء تسرب الخطإ» استخراج شهادة جديدة لاستبدال الأولى تونس – الصباح: تفطن عدد من الأولياء والناجحين في امتحان الباكالوريا 2008 إلى خطإ بشهادة الباكالوريا المسلمة بجهة صفاقس مما أثار استغرابهم واستنكارهم. ويتمثل الخطأ في تضمين الشهادة تاريخ تسليم سابق لموعد الإعلان عن نتائج الباكالوريا بل أنه يسبق اجراء الامتحان في دورته الرئيسية بنحو الأسبوعين!! حيث حملت الشهادة تاريخ 23 ماي 2008. «الصباح» تلقت عددا من المكالمات الهاتفية في هذا السياق شجب أصحابهاحصول مثل هذا الخطإ في وثيقة رسمية كشهادة الباكالوريا منتقدين عدم التحري والتثبت الدقيق من محتواها مما أربك التلاميذ وأوقع أحدهم في التسلل وفي اشكالية رفض ملف مطلب ترسيمه باحدى الكليات الأجنبية التي تفطنت ادارتها لهذا الخطإ وفق ما أفادنا به أحد المتصلين وقد أمدنا بنسخة من شهادة باكالوريا قريبه المعنى بهذا الرفض. وأعلمنا البعض بأن ادارات المعاهد الثانوية تنكب حاليا على تجميع الشهائد المسلمة واستبدالها بأخرى تحمل التاريخ الصحيح الذي كان يفترض أن يدوّن على الشهادة وهو 23 جوان 2008. الحاسوب وراء الخطإ وبطرح الاشكال على وزارة التربية والتكوين أفادنا مدير عام ادارة الامتحانات أن تسرب الخطإ الى عدد من الشهائد وليس جميعها في مستوى ولاية صفاقس يعزى الى عدم تحيين التاريخ المدوّن بأحد الحواسيب المعتمد في عملية اعداد الشهادة مما جعل الفارق المسجل في حدود الشهر وبدل التنصيص على 23 جوان 2008 تم تدوين 23 ماي 2008. وأضاف المنجي العكروت أنه بمجرد التفطن الى الخطأ من قبل مصالح الوزارة تم اعداد نسخة جديدة يجري حاليا استبدالها بالقديمة لفائدة الناجحين وذلك في مستوى الادارة الجهوية للتعليم بصفاقس أو الادارة المركزية. مع الملاحظة وأن الخطأ تسرب حسب محدثنا الى عدد قال «انه ليس بالكبير أو الهام ولا يشمل كافة الناجحين بولاية صفاقس» دون تقديم رقم محدد في الشهائد المعنية علما وان بعض الشهائد المسلمة الى الناجحين في دورة المراقبة تسرب لها خطأ مماثل في التاريخ بتسجيل فارق بشهر حيث تم تدوين 4 جوان بدل 4 جويلية 2008. منية اليوسفي المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 22 جويلية 2008
حلقة جديدة من مقابسات على قناة الحوار اللندنية:
حول كتاب ” ليطمئن قلبي” للمفكر والمؤرخ التونسي محمد الطالبي تأتيكم يوم الثلاثاء الساعة السادسة بتوقيت غرينيتش تعاد يوم الثلاثاء الساعة 11 بتوقيت غرينيتش ويوم الاربعاء الساعة الواحدة بتوقيت غرينيتش يمكن مشاهدة قناة الحوار على الأقمار والترددات التالية: نورسات (أتلانتيك بيرد 4)، وهو بنفس إحداثيات النايلسات، على التردد 10911 عمودي؛ عربسات (بدر 4) على التردد 12073 أفقي؛ هوتبيرد، التردد 10949 عمودي، بالإضافة إلى موقع القناة على الإنترنيت:www.alhiwar.tv
الاتحاد من أجل المتوسط: تراجع في الطموحات وشكوك في تحقيق التوقعات
بقلم: منصف السليمي (*) تعد إقامة المشاريع الانتقائية في مجالات البنية التحتية من أبرز مكونات “الاتحاد من أجل المتوسط”، لكن التحدي الأكبر يكمن في تنفيذ هذه المشاريع بعد فشل عملية برشلونة في تحقيق أهدافها التنموية والسياسية. وسيدعم تنفيذ هذه المشاريع عملية التنمية في بلدان الجنوب بشكل ينعكس إيجابيا على الأمن الأوروبي، مثلا من خلال الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية. منصف السليمي في قراءة للتحديات التي تواجه الاتحاد. احتضنت العاصمة الفرنسية باريس يوم الأحد (13 مارس/ آذار 2008) القمة الأولى للاتحاد من أجل المتوسط بمشاركة رؤساء وحكومات 43 دولة من الإتحاد الأوروبي وبلدان جنوب وشرق المتوسط. ويعد المؤتمر الأول من نوعه بين بلدان تمثل سوقاً قوامها 700 مليون نسمة. وقد أُحيط مشروع الإتحاد بجدل كبير منذ إطلاقه كفكرة من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في فبراير/شباط من عام 2007، وذلك قبل توليه الرئاسة. تُرى ما هي ملامح هذا المشروع وفرص نجاحه؟
ألمانيا رفضت سياسة متوسطية انفرادية لم تكن ألمانيا وحدها التي تحفظت على المشروع بين دول الاتحاد الأوروبي. غير أن الاعتراضات الألمانية القوية عليه شكلت أبرز التحديات التي واجهته قبل أن يخرج إلى النور. وقد ركزّت هذه الاعتراضات حسب الدكتور مارتن كوبمان الخبير في مؤسسة السياسة الخارجية الألمانية برلين على رفض فكرة الانفراد بالسياسة الأوروبية إزاء دول المتوسط وإخراجها من بوتقة الاتحاد الأوروبي. وقد بررت ألمانيا موقفها على أساس خطورة هذه الفكرة من المنظور الاستراتيجي على أمن ومصالح الدول الأعضاء في الاتحاد بحكم تشابكها وتداخلها ضمن نظام شينغن والسوق المشتركة. وهو ما يظهر بجلاء أكبر من خلال مشاكل الهجرة والطاقة. وقد ساهم الحوار بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ساركوزي إلى حد كبير في بلورة توافق أوروبي على المشروع خلال قمة بروكسل في مارس/ آذار الماضي. وبناء على ذلك تم إدماج مشروع الإتحاد المتوسطي ضمن أجندة السياسة المتوسطية للإتحاد الأوروبي. وعلى ضوء ذلك أصبح يُنظر إليه أوروبيا كتطوير لمسار برشلونة. ومن هنا ولدت التسمية الجديدة للمشروع: ” الإتحاد من أجل المتوسط”.
تراجع طموحات الأوروبيين المتوسطية لكن صيغة الاتحاد القادم التي اعتمدت في قمة بروكسيل، أظهرت تراجعا ملحوظا في طموحات السياسة المتوسطية للإتحاد الأوروبي. فمقارنة مع مسار برشلونة الذي انطلق عام 1995 بهدف إرساء “منطقة ازدهار متوسطية” قائمة على التبادل الحر بحلول عام 2010، فإن المشروع الجديد يقتصر على مشاريع في ميادين محددة كالبنى التحتية والطرق والسكك الحديدية والطاقات المتجددة والبيئة والصحة. وهكذا فإن قضايا مثل النهوض بالديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المجتمع المدني تغيب عن أجندته التي كانت تشكل إحدى ركائز مسار برشلونة. هذا الغياب بشكل ابرز مآخذ هيئات المجتمع المدني على المشروع في دول جنوب المتوسط. في هذا السياق يرى الخبير كوبمان بأن الاتحاد القادم لن يكون مؤسسة قائمة بذاتها تضبط بنفسها السياسة المتوسطية للإتحاد الأوروبي. وهو أمر أكده ساركوزي في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بتاريخ 6 مارس/ آذار الماضي إذ ذكر فيها : ” إن إدارته ستكون غير معقدة كي تمنح الحياة للشراكة المتوسطية”. ويتوقع أن يكون للبلدان المطلة على البحر المتوسط دورا أساسياً فيها. لكن سقف هذا الدور لا يتجاوز حدود سياسة الجوار التي اعتمدها الإتحاد الأوروبي حتى الآن.
“مجرد ذر للرماد في العيون” يعتقد كوبمان بأن المشروع صيغة واقعية قابلة للإنجاز من خلال مشاريع اقتصادية ذات طابع عملي. وسيدعم تنفيذها عملية التنمية في بلدان الجنوب بشكل ينعكس إيجابيا على الأمن الأوروبي، مثلا من خلال الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تؤرق العواصم الأوروبية. غير أن الخبير الاقتصادي ورئيس الحكومة الجزائرية الأسبق الدكتور أحمد بن بيتور. يرى بأن المشاريع المعلنة حتى الآن “مجرد ذر للرماد في العيون”. ويقارن بن بيتور مبادرات الإتحاد الأوروبي إزاء شركائه في جنوب المتوسط ، بما يقدمه الصينيون للمنطقة ملاحظا: “مقابل مشاريع كبيرة الحجم يقدم عليها الصينيون، ظل الأوروبيون أسرى أفكار قديمة تقوم على السعي لكسب المستقبل لصالحهم وجني مكاسب اقتصادية على حساب شعوب بلدان الجنوب”.
رهانات متباينة لدى الدول العربية المتوسطية تكشف ردود الفعل المتعددة من قبل بلدان جنوب المتوسط على مشروع الإتحاد الجديد وجود حسابات وتوقعات متباينة لدى هذه البلدان. فقمة باريس لن يشارك فيها الزعيم الليبي معمر القذافي، بل أعتبر خلال لقاء قمة عربية مصغرة في طرابلس الغرب أوائل يونيو/ حزيران الماضي، أن إقامة إتحاد متوسطي دون التشاور مع بلدان الجنوب يشكل إهانة لجامعة العربية والإتحاد الإفريقي. لكن باقي الدول العربية المتوسطية ستشارك في القمة رغم تفاوت حماسها للمشروع أو تحفظها عليه، فالجزائر التي وقعت حديثا اتفاقية شراكة مع الإتحاد الأوروبي، قرر رئيسها عبد العزيز بوتفليقة في آخر المشاركة بعد أن كان متحفظا، بينما تنظر إليه بلدان مثل المغرب وتونس ومصر على أنه فرصة لتعميق اتفاقيات الشراكة التي وقعتها مع الإتحاد الأوروبي.
حضور عربي وإسرائيلي يشكل حضور إسرائيل في مؤتمرات الشراكة المتوسطية منذ سنوات عنصر جدل تقليدي بالنسبة لعدد من الدول العربية، ولم يخل النقاش حول مشروع ساركوزي منذ بدايته من شكوك بعض العواصم العربية كونه يشكل إطارا لإقامة علاقات بينها وبين إسرائيل. لكن الدبلوماسية الفرنسية نجحت على ما يبدو في تذليل هذه العقبة، وهي “علامة إيجابية” برأي الخبير كوبمان، لاسيما وأن الرئيس السوري بشار الأسد سيشارك في القمة في الوقت الذي يسعى فيه ساركوزي للعب دور وسيط بين العرب والإسرائيليين. بيد أن مجرد لقاء العرب والإسرائيليين في مؤتمر باريس لن يقود إلى نجاح الشراكة المتوسطية، ويتفق الخبيران الألماني والجزائري على اعتبار التسوية السلمية للنزاع العربي الإسرائيلي عامل أساسي في نجاح الشراكة المتوسطية، رغم أن تحقيق التسوية يقتضي أدوارا إقليمية ودولية تتجاوز “إتحاد المتوسط”.
(*) كاتب تونسي مقيم بباريس (المصدر: موقع “قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي” (ألمانيا) بتاريخ 14 جويلية 2008) الرابط:
http://qantara.de/webcom/show_article.php?wc_c=492&wc_id=764
أوروبا تتخلى عن الديمقراطية مقابل الأمن والتجارة
صلاح الدين الجورشي أخيرا ولد «الاتحاد من أجل المتوسط»، وبذلك حقق الرئيس «ساركوزي» إحدى الأهداف التي وضعها خلال حملته الانتخابية التي انتهت به إلى رئاسة فرنسا. لكن هل سيكون مصير هذا المشروع أفضل من المبادرات السابقة التي طرحتها أوروبا على دول جنوب المتوسط خلال العشرين عاما الماضية؟ رغم أن الفكر الاستراتيجي الأوروبي قد ربط منذ مطلع التسعينيات بين الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي وتحقيق الاستقرار في منطقة البحر المتوسط، فإنه بقي مسكونا في جوهره بالهواجس الاقتصادية والأمنية. وهي أربع هواجس لا تزال تهيمن على السياسات الأوروبية سواء على صعيد كل دولة على حدة أو على صعيد الاتحاد الأوروبي: الهجرة والطاقة والتجارة والأمن ومكافحة الإرهاب. واشتدت هذه الهواجس بعد انتهاء الحرب الباردة، حيث أعربت أوروبا عن «قلقها الشديد حول الهوة الاجتماعية والاقتصادية التي تفصل بين أوروبا وشمال إفريقيا». ونوهت المفوضية الأوروبية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي بأن فوارق نسبة الدخل بين أوروبا وبين بلدان البحر المتوسط «كانت من 1 إلى 12، وأنها ستصبح من 1 إلى 20 بحلول عام 2010 إذا لم تتخذ أية تدابير لعلاجها. كما قدرت المفوضية أن عدد السكان في بلدان المتوسط سيرتفع من 220 مليون نسمة في عام 1995 إلى 300 مليون نسمة بحلول عام 2010، وهذا الانفجار السكاني ونقص الفرص الاقتصادية في شمال إفريقيا زادا من المخاوف الأوروبية من حدوث موجات مكثفة من الهجرة غير القانونية التي من شأنها زعزعة الاستقرار في أوروبا. انطلاقا من هذه الخلفية، تمت بلورة وثيقة إعلان برشلونة التي وضعت إطارا عاما لاتفاقيات الشراكة الثنائية بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط. ووقعت الإشارة في توطئة الإعلان إلى أن ضمان استقرار هذه المنطقة « يفرض توطيد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ونموا اقتصاديا واجتماعيا مستديما ومتوازنا ومكافحة الفقر وتنمية أفضل للتفاهم بين الثقافات، كلها عناصر رئيسية للمشاركة». كما اعترف الأوروبيون بالدور الحيوي الذي بإمكان المجتمع المدني القيام به في عملية تنمية كل جوانب المشاركة الأوروبية- المتوسطية كعامل أساسي لتفاهم أفضل وتقارب بين الشعوب، وذلك من خلال دعم المسؤولين عن المجتمع السياسي والمدني، العالم الثقافي والديني، الجامعات، البحث، أجهزة الإعلام، الجمعيات، النقابات والشركات الخاصة والعامة، إلى جانب تشجيع أعمال الدعم لصالح المؤسسات الديمقراطية وتوطيد دولة القانون والمجتمع المدني. إعلان برشلونة لم يكن مجرد إعلان سياسي يتضمن تعبيرا عن حسن النيات، وإنما كان أشبه برؤية أو بخطة عمل طموحة نسبيا، بدت أقرب إلى خطة مارشال، ولكن لإنقاذ اقتصاديات دول جنوب المتوسط، وربطها بالاقتصاد الأوروبي. وقد كانت بداية تنفيذ محتويات الإعلان واعدة، غير أنه مع التفات أوروبا الغربية لجناحها الشرقي على إثر انهيار الاتحاد السوفييتي، أخذت تتغير الأولويات. وهو ما أثر على حجم المساعدات الموعودة التي لم تتجاوز العشرين مليار يورو، وهو المبلغ الذي خصصه الاتحاد الأوروبي لبرنامج «أوروماد» لتغطية الفترة الفاصلة بين عامي 1995 و2005. ثم بدأت تتوالى الخطوات في اتجاه إفراغ الإعلان من محتوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى أن تم اختزاله في البعد الأمني، أي تحويله إلى آلية إقليمية لمواجهة خطري الإرهاب والهجرة غير القانونية مع خفض سقف الدعم الاقتصادي. ومما ساعد على ذلك، عزوف دول جنوب المتوسط في تطوير حجم التعاون فيما بينها، نظرا لتعدد خلافاتها السياسية والحساسيات القائمة بين حكامها. الإخفاق السياسي في حل الصراع العربي الإسرائيلي أو التخفيف منه، وعدم وفاء الطرف الأوروبي بالتزاماته وتعامله بفوقية مع شركائه من الجنوب، تلازم أيضا مع تراجع الإرادة السياسية لدى دول الاتحاد الأوروبي عن ممارسة ضغوط جدية على دول جنوب المتوسط الشريكة في مسار برشلونة من أجل دفعها نحو القيام بإصلاحات سياسية ملموسة. وهي مسألة حيوية ميزت إعلان برشلونة في البداية حين ربط التعاون والتنمية بتحقيق تقدم ملموس في مجال التحول الديمقراطي واحترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان. لكن عند انتقال نحو الممارسة، أخذت الأوروبية تخضع تدريجيا لردود فعل الحكومات العربية، وبدأت تفك الارتباط بين التعاون الاقتصادي ومسألة الإصلاح السياسي. وهكذا أفرغ مسار برشلونة من مضامينه الجوهرية سواء على صعيد الأوضاع الإقليمية المتمحورة بالخصوص حول الملف الفلسطيني، أو فيما يتعلق بالمراهنة على دمقرطة دول المنطقة، ولم يبق من المشروع سوى التركيز على بناء منطقة للتبادل الحر من جهة، والدفع نحو تطوير التعاون الأمني من أجل محاربة الهجرة السرية والتعاون لمعالجة ملف «الإرهاب» خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. لقد اتضح المأزق الذي آل إليه مسار برشلونة عندما تم الانتقال إلى صيغة سياسة حسن الجوار، وأخيرا مبادرة «الاتحاد من أجل المتوسط «. هذه المبادرة التي بنيت على اقتناع بأن مسار برشلونة قد فشل وانتهى. لكن السؤال المطروح: هل أوروبا مستعدة للتعامل مع دول الجنوب باعتبارهم شركاء؟ أم أن الهاجس الأمني وإخضاع التعاون الاقتصادي إلى المناورة السياسية وضغوط الظرفية الاقتصادية ستبقى العوامل المتحكمة في العلاقات العربية الأوروبية؟ بات من الواضح أن أوروبا لا تملك خطة استراتيجية حقيقية لإرساء تعاون بعيد المدى خارج أولوياتها الظرفية ومصالحها الضيقة. وعلى هذا الأساس تم التخلي مع الاتحاد الجديد عن مبدأ الربط بين الديمقراطية والتنمية والشراكة، وأصبح المجتمع المدني من آخر اهتمامات الأوروبيين، لأنه في نهاية الأمر هو عملة غير قابلة للصرف. • كاتب تونسي المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 22 جويلية 2008
الدور الإسرائيلي الوظيفي في خدمة أميركا
توفيق المديني يقدم الكاتب البريطاني جوناثان كوك، العضو السابق في هيئة تحرير صحيفة “الغارديان” و”الأبزرفر” البريطانيتين، في كتابه الجديد الذي يحمل العنوان الآتي: “إسرائيل وصدام الحضارات”، تحليلاً دقيقاً لتاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وسيرورة التحالف الاستراتيجي بين الطرفين على خلفية تلاقي المصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية. ويشكل التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية، أحد العناصر الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية. وكانت الإدارات الأميركية المتعاقبة على البيت الأبيض تعتبر أن دعم إسرائيل والحفاظ على تفوّقها العسكري والتكنولوجي ثابت من ثوابت الاستراتيجية الأميركية. والحال هذه فإن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة أمن إسرائيل، ومنع أي تحوّلات عربية أو إقليمية، تقلب ميزان القوى الراهن. وهذا يعني أن النظرة الأميركية متطابقة مع النظرة الإسرائيلية، التي تعتبر أن مصادر التهديد، في الوقت الحالي، وفي المستقبل، تكمن في القدرة العسكرية العراقية سابقاً، والإيرانية حالياً. وعلى الرغم من غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين، وإزالة التهديد الاستراتيجي الذي كانت القوة العسكرية العراقية كفيلة بتشكيله على إسرائيل في حال بقائها، فإن إسرائيل ظلّت تنظر الى المحيط الاستراتيجي الإقليمي (سوريا وإيران وحزب الله) على أنه مفعم بمصادر التهديد، بسبب رفض إيران مسيرة السلام الأميركية ـ الصهيونية، وعدم توصل سوريا الى إبرام اتفاق مع إسرائيل، على غرار مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، وخروج العراق عن هذه الدائرة كلها. إسرائيل ما زالت متحكمة فيها عقدة سبي اليهود من قبل الملك العراقي القديم نبوخذ نصر، قبل قرون عدة من بداية الميلاد، فكان لا بد من وجهة النظر الصهيونية والأميركية ليس فقط تدمير القوة العسكرية العراقية بل تدمير البنية التحتية المادية والبشرية للشعب العراقي حتى لا يتمكن لأجيال قادمة من إعادة بناء ذاته. وليكن ما جرى للعراق اليوم درساً لمن يفكر من شعوب المنطقة في التمرّد على الإرادة الأميركية، أو المس بمصالحها أو التعرض لأمن إسرائيل. ولهذا، كانت هزيمة العراق في حرب الخليج الثانية، قد أطلقت العنان لمسيرة السلام في الشرق الأوسط، فهذه المسيرة لم تنطلق من أجل إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بل لإجبار الدول العربية على توقيع اتفاقات مع إسرائيل بإشراف أميركي. إسرائيل وتأجيج صدام الحضارات ويقول الكاتب، كان الدور الوظيفي لإسرائيل يكمن في الحفاظ على النظام في الشرق الأوسط، وهو النظام الذي يفيد راعيتها، الولايات المتحدة، ضد النفوذ السوفييتي المفرط في المنطقة. ولكن، بعد انهيار الإمبراطورية السوفييتية، كان ثمة حاجة الى مجموعة جديدة من “المؤامرات” من أجل تبرير هذه الفلسفة. وسرعان ما أدرك اليسار واليمين الإسرائيليان الحاجة الى إجراء تحول في نهجيهما. وفي سنة 1994، بعد شهور من إشاعة صمويل هنتنغتون لمصطلح “صدام الحضارات”، أولاً ضمن مقالة نشرها في مجلة الشؤون الخارجية، ثم في كتاب رائج، بدأ رابين، بيريز، وباراك باستخدام المصطلحات نفسها، مدعين أن الغرب والإسلام محكومان عليهما بأن يظلا في حالة مواجهة دائمة. وبعد أزمة أحداث 11 أيلول وكما توقع هاليفي ودايان في مؤتمر هرتزليا سنة 2001 كان الجمهور الأميركي والمؤسسة السياسية الأميركية مستعدين للتسليم بالحاجة الى حرب ضد التطرّف الإسلامي. وأصبح بالإمكان الآن، طرح فهم إسرائيل لمكانتها في الشرق الأوسط، باعتبارها مخفراً متقدماً للحضارة اليهودية المسيحية، محاطاً ببحر من البرابرة المسلمين ـ في عالم ما بعد 11 أيلول ـ باعتبار ذلك الفهم عموداً أساسياً من أعمدة حرب الولايات المتحدة على الإرهاب. طرحت إسرائيل نفسها إذن كمركز للحضارة اليهودية المسيحية محاط ببحر من البرابرة المسلمين. وأصبح بوسع هذا التصوّر بعد أحداث 11/9 أن يكون أحد الأركان المهمة التي تقوم عليها حرب أميركا ضد الإرهاب. وتبنى الرئيس الأميركي جورج بوش بشكل لافت الطروحات المجنونة والممارسات الإرهابية التي يتبناها ويبشّر بها رئيس الوزراء الصهيوني آرييل شارون الذي يمثل ذروة التطرّف في مؤسسة الحكم الصهيونية، ويدعم الكيان الصهيوني الإجرامي هذا. فقد زعمت واشنطن أن شارون يحارب الإرهاب، وأنه ينوب عن أميركا في هذه المهمة، وأنه لذلك يستحق مساندتها، ومساندة المتجمع الدولي، في القضاء على المنظمات الإرهابية الفلسطينية حسب ادعائها. واعلنت واشنطن من جانبها قائمة بأسماء المنظمات الارهابية، وهي: حماس، الجهاد، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كتائب الأقصى التابعة لفتح وحزب الله في لبنان، وفرضت حظراً على سوريا، لاتهامها بمساندة هذه المنظمات، وطالبت الوطن العربي بأن ينضم الى معسكر السلام، الذي يقوده الكيان الصهيوني ضد معسكر الإرهاب الذي يمثله عرفات. نتيجة هذا الانحياز الفاضح للكيان الصهيوني، تحصد أميركا اليوم الكراهية الشديدة لملايين البشر في هذا العالم. لقد تقبّل الرئيس جورج بوش منطق آرييل شارون، ففرض على ياسر عرفات الخيار المرّ: أن يقبل وصفه بأنه “بن لادن إسرائيل” أو أن يتحوّل مع شرطته الى ما يشبه “تحالف الشمال” في أفغانستان، فيوفر الواجهة والغطاء للجيش الصهيوني، وهو يطارد بالقتل والاغتيال او اعتقال المجاهدين الفلسطينيين الأبرار الذين عندما افتقدوا السلاح لم يجدوا إلا دماءهم يفجرونها في وجه محتليهم الصهاينة. العراق: نموذج للمنطقة؟ من وجهة نظر الكاتب جونثان كوك، يأتي غزو العراق واحتلاله، واحتمال خوض حرب أخرى مع إيران، ضمن هذا السياق، أي أن تفتيت العراق، ونشر الفوضى والحرب الأهلية فيه، لم يكونا مما لم تتوقعه الإدارة الأميركية حين غزت العراق، بل إن ذلك هو الهدف الذي سعت الى تحقيقه إسرائيل، وأصدقاؤها المحافظون الجدد، في إطار إعادة صياغة الشرق الأوسط على نحو ييسّر السيطرة عليه والتلاعب بمقدّراته. ويدحض الكاتب الفكرة التي تقول بأن الولايات المتحدة أرادت تصدير “الديموقراطية” الى العراق، فهذه ليست إلاّ ادعاءات جوفاء، بدليل أن الولايات المتحدة عمدت الى معاقبة جمهور الناخبين الفلسطينيين، حين مارس خياره الديموقراطي، وانتخب حماس. وبالإضافة الى ذلك، لم تُبد واشنطن أي اهتمام بالاستجابة لرغبة الأغلبية الساحقة من العراقيين، الذين تُبين استطلاعات الرأي دائماً أنهم يرغبون في رحيل قوات الاحتلال عن بلادهم. ومهما يكن من أمر فإن أي أمة في التاريخ لم تقدم مثل هذه الخسائر والتضحيات الجسام، بدافع الإيثار للغير، ولمجرد “نشر الديموقراطية” كما تزعم الولايات المتحدة. من الذي يتحكم في السياسة الأميركية؟ في فصل آخر، يحاول الكاتب الإجابة عن هذا السؤال، قائلاً: خارج إطار الجدل السائد، الذي يصوّر المواجهة مع إيران بأحد اللونين: الأبيض أو الأسود، فيطرحها على أنها صراع العالم اليهودي المسيحي الخيّر، ضدّ التطرّف الإسلامي الشرير. توجد إجابتان أخريان، معقولتان في ظاهرهما، ومتعارضتان في الوقت نفسه. وهما اللتان يختزلهما تعبيران أصبحا شائعين: هما: “الكلب يهزّ ذيله” و”الذيل يهزّ كلبه”. والافترض الأول، الذي يتزعم أصحابه، المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، يقول إن التناقض بين مصالح الولايات المتحدة، وسياساتها على الأرض، ظاهري وغير حقيقي. وهي تمارس استراتيجيتها القديمة القائمة على اضطهاد الدول التي تأبى الإذعان في الشرق الأوسط، من أجل تأمين السيطرة على مصادر النفط. وقد بدا واضحاً بصورة متزايدة أن إدارة بوش كانت تنوي الاستيلاء على معظم ثروة العراق النفطية، ومنح الشركات الأنجلو أميركية حق نهب الثروات من حقول العراق النفطية العديدة على مدى المستقبل المنظور. بل إن الرئيس بوش تجرّأ في أواخر سنة 2006 على ربط الاحتلال بالنفط، مدعياً ان القوات الاميركية اذا انسحبت منه، سيحاولون الضغط على الولايات المتحدة لكي تتخلى عن تحالفها مع إسرائيل. وقال إن المتطرفين سوف “يتمكنون من سحب الملايين من براميل النفط من السوق، ما يدفع الأسعار الى بلوغ 300 أو 400 دولار البرميل”. فقد أسقطت إدارة بوش نظام صدام حسين، وسمحت بذلك للعنف والطائفية أن ينفلتا من عقالهما في العراق، بدلاً من تنصيب رجل قوي آخر كما تملي الخبرة الاستعمارية، وكما ترغب كبرى شركات النفط. وبالمثل، سوف يكون توجيه ضربة لإيران لكي تتعلم أن العصيان لا يجدي، كما يقول تشومسكي، حتماً باهظ الثمن للولايات المتحدة، إذ سيؤدي الى تفاقم انعدام القانون، والقتل في العراق المجاور الذي تحتله الولايات المتحدة، والسقوط شبه المؤكد للنظام الموالي في لبنان، وتفشي الفوضى التي يصعب التكهن بعواقبها عبر المنطقة، بما في ذلك العربية السعودية وسوريا والأردن والمناطق الفلسطينية المحتلة. وإذا استخدمت في الضربة رؤوس حربية نووية، فسوف تكون التكاليف مما يستعصي على الحصر. ويعرض الكاتب الإجابة الثانية، البديلة عن نظرية تشومسكي، وهي التي قدمها الأستاذان الجامعيان الأميركيان جون ميرشايمر وستيفن والت، والتي نشراها في مجلة “لندن ريفيو أوف بوكس”، والتي ذكرا فيها أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، نجح في دفع السياسة الخارجية الأميركية في اتجاه مدمّر للذات تماماً، وجعلها تضع المصالح الإسرائيلية فوق مصالح واشنطن، وتسعى لتحقيق الأهداف الإسرائيلية متخطية الأهداف الأميركية. وكما قال هذان الأستاذان: “لقد عملت الحكومة الإسرائيلية والجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة معاً لتشكيل سياسة الإدارة الأميركية إزاء العراق، سوريا وإيران، وكذلك تشكيل خطتها الكبرى الرامية الى إعادة ترتيب الشرق الأوسط. وما جعل ذلك ممكناً هو النفوذ الطاغي الذي يمارسه اللوبي الموالي لإسرائيل على السياسة الأميركية”. ويقول الكاتب إن نظرية ميرشايمر ووالت تنطوي على أن اللوبي الإسرائيلي هو الذي يحرك فعلاً خيوط السياسة في واشنطن من خلال حلفائه من المحافظين الجدد وجماعات مثل منظمة “أيباك” (لجنة العلاقات العامة الأميركية ـ الإسرائيلية). بينما يقدّم الكاتب تفسيراً مختلفاً عن النظريتين السابقتين لممارسة الإدارة الأميركية طائعة، تحقيق أهداف مدمرة في الشرق الأوسط. ويقول إن فهمه للأمر يدمج بين بعض افتراضات تشومسكي وافتراضات ميرشايمر والت. وهو يعتقد بأن إسرائيل قد أقنعت المحافظين الجدد، بأن هدفي الطرفين (أي تحقيق هيمنة إسرائيل في المنطقة، وسيطرة الولايات المتحدة على النفط)، هما غايتان مترابطتان ومتوافقتان. فقد بدأت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تطوير رؤية طموحة لإسرائيل، تقوم على اعتبارها إمبراطورية صغيرة في الشرق الأوسط، قبل أكثر من عقدين من الزمن. وبعد ذلك سعت الى العثور على راع لذلك في واشنطن ليساعدها في تحقيق رؤيتها، ووجدت ذلك الراعي، متمثلاً في المحافظين الجدد. وربما كان المحافظون الجدد اليهود، الذين تربط الكثيرين منهم روابط عاطفية قوية مع إسرائيل، الأكثر استعداداً للإصغاء الى الرسالة الآتية من تل أبيب، ولكن تلك الرسالة كانت مقنعة حتى للمحافظين الجدد غير اليهود، لأنها وضعت المصالح الأميركية، خصوصاً الهيمنة الدولية، والسيطرة على النفط، في قلب رؤيتها. ويقول الكاتب، إن ما وضعته إسرائيل من خطط للمنطقة، وما تسنّى تطبيقه مع بلوغ المحافظين الجدد “الفوضى الخلاّقة”. وقد عبّر أحد العقائديين البارزين من المحافظين الجدد، وهو مايكل ليدين، الموظف السابق في البنتاغون، عن هذه الفلسفة بوضوح شديد، إذ قال: “إن التدمير الخلاّق هو الخصلة التي تميّزنا، سواء داخل مجتمعنا أو في الخارج. إننا نهدم النظام القديم كل يوم، من عالم الأعمال، الى عالم العلم، والأدب والفن والعمارة والسينما، الى السياسة والقانون. لقد ظلّ أعداؤنا على الدوام يكرهون زوبعة الطاقة والإبداع هذه، التي تعرض للخطر تقاليدهم (كائنة ما كانت) وتفضحهم لعجزهم عن المجاراة. وإذ يرون أميركا تحطم المجتمعات التقليدية، يخشوننا، لأنهم لا يرغبون في أن يُحطَّموا. لم يعد بإمكانهم أن يشعروا بالأمان ما دمنا هناك، لأن وجودنا في حد ذاته وجودنا لا سياستنا يهدد شرعيتهم. ولا بدّ لهم من أن يهاجمونا ليحافظوا على بقائهم، تماماً كما لا بد أن نحطمهم لدفع عجلة رسالتنا التاريخية”. وقد طرح نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، موجزاً لتصوّر مشابه للمستقبل في كلمة ألقاها في يناير/ كانون الثاني 2004 ووصف فيها الغرب المحاط بالأعداء والذي يخوض الحروب باستمرار في نسخة على مستوى عالمي، من تصوّر إسرائيل لوضعها في الشرق الأوسط. الكتاب: إسرائيل وصدام الحضارات الكاتب: جوناثان كوك، ترجمة: عمر عدس (المصدرصحيفة المستقبل( يومية – لبنان) بتاريخ 22 جويلية 2008 – العدد 3025 – ثقافة و فنون – صفحة 20
أحمد عيّاد (1890-31 أوت1949)
ولد بقصرهلال،وتعلم بالكتاب على يد المؤدب المعروف ب”المؤدب الأحمر”وتعاطى التجارة بقصرهلال في القطن ومواد الصباغة،وانخرط في الحزب الحر الدستوري منذ تاسيس شعبة قصرهلال اواخر سنة1921،وكان بحكم تجارته دائم التنقل بين قصرهلال والعاصمة حيث ربطته بزين العابدين السنوسي صداقة وثيقة حتى جعل من”دار العرب”مكانا يقضي به الليل احيانا،ولقد كانت هذه الدار ملتقى الأدباء والمفكرين والسياسيين والفنانين،وتخرج منها جيل كامل من حملة الأقلام. وأحمد عياد هو ابن الحاج سالم عياد الذي كان عدل اشهاد وتاجر لمواد ومنتوجات النسيج والصباغة،وكذلك اماما أول بقصرهلال،فعزل عن الامامة بسبب اجتماع سياسي عقده أواخر سنة1921 تأسست خلاله شعبة قصرهلال التي أصبح عضوا في هيئتها الأولى،وقد يكون بذلك أول من تعرض الى اضطهاد لأسباب سياسية بقصرهلال،وقد كان لأحمد عياد دور مميز في الدعوة الى عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب الحر الدستوري حين أمضى صحبة أحمد ساسي على برقية تعلن عن استقالة الشعبة ريثما تقع تسوية الخلاف ،أو ينعقد “مؤتمر عام”في القريب العاجل. ثم تجند مع رفاقه بالشعبة الدستورية لدعوة الشعب الشقيقة بمدن البلاد وقراها الى حضور المؤتمر المقررليوم الجمعة 2 مارس1934،وقد نصت جريدة الارادة على ذلك في أعداد 28 فيفري و2 مارس و11 مارس 1934،كما نصت على أنه لم يجد في مهماته الترحيب دائما،وقد جاء في عدد 11 مارس 1934 أن أحمد عيّاد كان يعرض على مخاطبيه الالتقاءب”أساتذته” أي القادة المنشقين،وأنه لقي باحدى القرى الرفض والسخرية،وتذكر المصادر المتاحة الدور الكبير الذي لعبه أحمد عيّاد في تحديد موعد المؤتمر وتنظيمه،والربط بين مختلف أطرافه. بدأ التنكيل بأحمد عياد قبل مؤتمر1934 بكثير اذ كان معروفا بنشاطه السياسي،فنشرت له جريدة “الصواب” ليوم 9 ديسمبر 1921 نص برقية شجب فيها مقابلة الاصلاحي حسن قلاتي من طرف المقيم العام،وحصرفيها تمثيل الأمة في الحزب الحر الدستوري الذي دعاه ب”حزب الأمة”،وقد جاء في جريدة”الزهرة” ليوم 19 سبتمبر1933 أن عيّاد كان معارضا للسلطة في قضية التجنيس،وأن محمد الزواري عامل المنستير دعاه حين كان متغيبا بالعاصمة،فدعا أخاه،و”أجله ثلاثة أيام ان لم يأت له بأخيه فانه يودعه السجن عوضه وبالنيابة عنه.” ثم كان المؤتمر،وكانت حوادث سبتمبر 1934 اذ قام صحبة محمد براهم ومحمد الحجري بتسليم العريضة الى كاهية المكنين،وتلاحقت ضروب التنكيل من النفي الى القصرين ورمادة وقبلّي،الى السجن مرارا بسوسة وتونس،الى التعذيب البدني،فقد أجبر على الزحف على الحصى عاري الركبتين،فسمع وهو يردد،”اضربوا،ان فرنسا قد انتهت ما دامت تلتجىء الى الضرب”،وكانت نتيجة قولته ضربة على فمه هشمت أسنانه،هذا بالاضافة الى ما انجر عن ذلك من ضياع مصالحه التجارية ومصالح عائلته. وعندما أنشأت البلدية يوم 23 سبتمبر 1948،لم يكن استقبال الأسرة الهلالية للمولود الجديد بالابتهاج،فقد صدرت عن أهالي قصرهلال في ماي 1949 عريضة يحتجون فيها على احداث البلدية،وقد أحالت الوزارة الكبرى العريضة على عامل المنستير مستغربة من”استياء أولئك الأهالي من تأسيس غايته منفعتهم وتنظيم” شؤونهم،وخدمة مصالح البلد الاجتماعية والصحية وغيرها”،فنشر أحمد عيّاد الذي حافظ دائما على رأيه الحر،وكلمته الحرة بجريدة”تونس” يوم 10 أوت1949 أي قبل 21 يوما من وفاته مقالا يوضح أسباب الرفض،ويمحو الاستغراب،ويتلخص في أن،” *البلدية مرفوضة لأنها مفروضة ضد كل”ديمقراطية،وضد أبسط مبادىء الحرية”. *تجربة الأمة التونسية مع البلديات تجربة فاشلة فيها ابتزاز للأموال،بدون قضاء المصالح،أو تحقيق النظافة. *البلدية في شكلها المفروض،جور جديد لا يرفع الا بتحقيق حرية الانتخاب،وحرية المجالس البلدية في ميزانيتها وضعا وتصرفا،وختم بأن البلدية يجب أن تكون”مقبولة ومطلوبة ومرضية”. دعاه الحبيب بورقيبة في خطاب6 مارس1959 ب”صاحب الفكر الحر”وفي خطاب 3 جانفي1967 ب”الدستوري الناشز والمتنطع”
فهمي هويدي (*) عملية إطلاق سراح الأسرى لدى إسرائيل شهادة أعادتنا إلى زمن البراءة و الكبرياء، وذكرتنا بما نستطيع ان نفعله. بقدر ما ان المطالبة باعتقال الرئيس السوداني شهادة ردتنا الى زمن الانكسار، ونبهتنا الى ما يمكن أن يفعل بنا. لا أعرف أي قدر من الدهشة يمكن ان يعتري شباب جيل هذا الزمان حين يطالعون قصص بطولات العائدين. ويتعرفون على هوياتهم. احدهم كان سمير القنطار اللبناني الدرزي الذي انخرط في »جبهة التحرير« قبل ثلاثين عاما، وبدأ نضاله وهو في سن السادسة عشرة، اذ نجح مع ثلاثة آخرين في الدخول الى اسرائيل عن طريق البحر في عام ،١٩٧٩ واستطاعوا الوصول الى مستوطنة »نهاريا«. وكان هدف خطتهم هو اختطاف رهائن من الجيش الاسرائيلي لمبادلتهم بالاسرى العرب. فاشتبكوا مع سيارة للشرطة وقتلوا اثنين من جنودها، ثم اقتحموا منزلا، واختطفوا رجلا وابنته ليحتموا بهما في تقدمهم، و لكن الشرطة لاحقتهم وأمطرتهم بوابل من النيران فقتلوا اثنين من الفدائيين واضطر القنطار الى قتل الرجل وابنته. وفي هذه العملية التي صدمت الاسرائيليين ألقي القبض على القنطار وقرروا الانتقام منه، فصلبوه وعذبوه، وأصدروا ضده احكاما بالسجن لمدة ٥٤٢ عاما. ورفضوا أي حديث عن مبادلته تحت اي ظرف، حتـــى اعتبر اطلاق سراحه خطا احمر، وتداول السياسيون والإعلاميون منذ ذلك الوقت عبارة تقول ان اسرائيل لن تلد المسؤول الذي سيفرج عنه. في احد التوابيت التي تمت مبادلتها رقدت رفات دلال المغربي، الفلسطينية ابنة العشرين عاما، التي خرجت من احد المخيمات المقامة في لبنان، واختارتها حركة فتح لتكون في قيادة مجموعة ضمت ١٣ شخصا كلفت فى عام ١٩٧٨ ـ قبل شهر من عملية سمير القنطار ـ لتنفيذ علمية جريئة. استهدفت الاستيلاء على مقر الكنيست في تل أبيب، واحتجاز من فيه رهائن لمبادلتهم بالأسرى العرب. من البحر جاؤوا في قوارب مطاطية أنزلتهم على شاطئ يافا القريبة من تل ابيب. ووصلوا قبل طلوع الشمس الى الطريق العام، حيث نجحوا في ايقاف حافلة ضمت ٣٠ اسرائيليا واجبروا قائدها على التوجه الى تل ابيب. وفي الطريق صادفتهم حافلة أخرى فأوقفوها وأنزلوا ركابها وضموهم إلى الرهائن المذهولين الذين معهم. أبلغت دلال المغربي الجميع بأنهم لا يريدون قتل احد منهم، ولكنهم يريدون مبادلتهم مع زملائهم الذين تحتجزهم الحكومة الاسرائيلية. وأخرجت من حقيبتها علم فلسطين وقبلته، وعلقته في مقدمة الحافلة. لاحقتهم قوات الجيش ووضعت الحواجز في طريقهم، ولكنهم نجحوا في اجتيازها، وإلى ان واجهتهم المدرعات الاسرائيلية التي قصفت السيارة وأمطرت عجلاتها بالرصاص. ودارت معركة عنيفة اسفرت عن مقتل ٣٠ اسرائيليا وجرح ٣٠ آخرين. اما المجموعة الفدائية فقد قتل جميع أفرادها بمن فيهم دلال، باستثناء اثنين، احدهما هرب والثاني سقط جريحا. كل قادم من اسرائيل في عملية التبادل، سواء كان حيا او في تابوت خشبي، وراءه قصة اقرب الى الاسطورة. ولم تكن الوقائع وحدها المدهشة في ذلك الزمن، الذي يبدو الآن سحيقا وموغلا في القدم، وانما كان المناخ مدهشا بدوره، فقد كانت المقاومة قيمة عليا توافق عليها العالم العربي بأنظمته وشعوبه. (لا تنس ان احد قادة السلطة الفلسطينية وصف قبل عامين عملية فدائية في اسرائيل بأنها محاولة »حقيرة«!). وكان المقاومون ابطالا يشار اليهم بالبنان، والانخراط في صفهم امل يهفو اليه الشباب العربي في كل مكان. ايضا كان العدو واضحا، ولا مكان للاختلاف حوله. وفي مواجهته كان الاجماع منعقدا على مستوى القطر والامة. وبطبيعة الحال فإن الصف الفلسطيني كان واحدا رغم تعدد فصائله. مجموعة سمير القنطار الدرزي اللبناني لم تذكر الهوية الدينية او القطرية لاي منهم. اما مجموعة دلال المغربي فقد ضمت فلسطينيين ولبنانيين واثنين من اليمنيين. وجميعهم كانوا دون العشرين من العمر. لم يتم حتى كتابة هذه السطور التحقق من اصحاب الرفات التي تم تسلمها من الاسرائيليين. (اكثر من ١٩٠ جثة عربية سلمت) لكن الثابت ان القائمة التي قدمها حزب الله الى الاسرائيليين تضمنت اسماء شهداء يمثــــلون كل الوان الطيف اللبناني، الشيعة والسنة والمسلمين والاكراد والـــدروز، وأعضاء سابقين في جبهة التحرير الفلسطيني وغيرها من الفصائل الفلسطينية والحزب الشيوعي والقومي السوري. لم يكن المناخ العربي وحده المواتي لمساندة المقاومة والتعويل عليها، بل كان الظرف الدولي عنصرا مساعدا على تبني ذلك الموقف. كان الاتحاد السوفياتي سندا قويا للامة العربية في مواجهتها مع اسرائيل. فضلا عن ان العرب كان لهم اصدقاؤهم الذين ساندوهم، وأخص بالذكر هنا الصين والهند وبقية دول عدم الانحياز. مشهد تبادل الاسرى عند رأس الناقورة في لبنان يعيد الى اذهاننا كل ذلك الشريط، على نحو يحيي في ذاكرة الامة صفحات من تاريخها القريب، بعضها كاد يطويه النسيان، وبعضها تعرض للمسخ والتشويه، فضلا عن ذلك فإنه يثير أسئلة عدة تتعلق بتفسير الموقف الاسرائيلي، الذي ذهب الى حد تجاوز خطوطه الحمراء. الصدمة كانت عنوانا لتــــعليقات النخبة الاسرائيلية على صفقة الرضوان، التي حملت الاسم الحـــركي للشـــهيد عماد مغنية (الحاج رضـــوان)، القائد العسكري الابرز في حزب الله الذي رتب عملية أسر الجنديين الاســــرائيليين في عام ،٢٠٠٦ وبسببها شنت اسرائيل عدوانها على لبنان في صيف ذلك العام. اذ وصفها احدهم بأنها الصفقة البشعة (عوفر شيلح فى معاريف ١٨/٧) و قال آخر ان يوم تبادل الاسرى هو يوم اسود في تاريخ اسرائيل يجعل المرء يخجل من انتمائه الى البلد (نعومي راجن فى يديعوت احــــرونوت ١٧/٧). اما الكتابات والتصريحات التي تحدثت عن فقــــدان اسرائيل لقدرتها على الردع، و هزيمتها امام حزب الله في حـــرب ،٢٠٠٦ التي فشلت في تحقيق هدفيها (القضاء على حزب اللـــه واستعادة الجنديين الاسيرين) فهي بلا حصر. يهمنا في التعليقات الاسرائيلية تواتر الاشارة الى ان صفقة التبادل لا ترفع من اسهم حزب الله فقط، بل من شانها ان تقوي ساعد المقاومة في العالم العربي وتعيد الى الاذهان اساليبها ومقدراتها، الامر الذي لا يسبب ازعاجا لاسرائيل فقط، وقد يدفع حركة حماس الى التشدد في شروط اطلاق الجندي الاسرائيلى الاسير لديها جلعاد شاليط، ولكنه ايضا يسبب احراجا للدول »المعتدلة« في المنطقة، التي تصالحت مع اسرائيل وانحازت الى السلام كخيار استراتيجي لها (اسرائيل لم تعلن ذلك). وفي الوقت ذاته فإن الصفقة تسبب احراجا للسلطة الفلسطينية في رام الله التي ادانت المقاومة ولم تحقق شيئا على صعيد اطلاق احد من الاحد عشر ألف أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية. الذين دافعوا عن الصفقة قالوا انها تعزز مكانة اسرائيل الاخلاقية والقيمية، وتبرهن على ان اسرائيل مستعدة لان تبذل اي شيء آخر من اجل استعادة ابنائها، حتى الاموات منهم. وهذا ما قالته ميري ايزن المستشارة الاعلامية لرئيسة الوزراء (كأن الاحتلال وتجويع الفلسطينيين وإبادتهم بالتدريج لا يخدش مكانة اسرائيل الاخلاقية). صحيح ان التقاليد والتعـــاليم الدينية تدفـــع اسرائيل الى الالحــــاح على استعادة رفات جنــودها، لكن ذهابها في ذلـــك الى حد تجـــاوز ما اعتبـــرته »خطا احمر« بالافـــراج عن سمــير القنطار، واعادة رفات دلال المغربي يعطي انطباعا قويـــا بأن الامر اكبر من تلك التقاليد والتعاليم. وفــي التحليلات والتعليقات المنشـــورة اشــــارة الى ان اســرائيل ادركت ان وجـــود اولئك الاســـرى لديها يكلــفها الكـــثير، والضرر فيه اكبر من النــفع. خـــصوصا ان استـــمرار احتجازهم يغري المقاومة بمحاولة أسر جـــنود اسرائيـــليين جدد، الامر الـــذي يعــقد الازمــة ويفاقمــها. بالتوازي مع ذلك فهناك عوامل اخرى يتعذر تجاهلها. منها مثلا ان اسرائيل تريد ان تنهي القضايا المعلقة مع لبنان، بما فيها احتلال مزارع شبعا، لكي تفسح المجال للمطالبة بتجريد حزب الله من السلاح، باعتبار ان وجود تلك القضايا المعلقة هو الذي يبرر تمسك حزب الله بسلاحه، وبإغلاق ملفات القضايا العالقة يسقط ذلك المبرر. علما بأن تجريد الحزب من سلاحه ليس فقط مطلبا إسرائيليا يستهدف إفقاده لعنصر قوته ويعد تميهدا مطلوبا قبل القـــيام بعمل عسكري ضد ايران، ولكنه ايضا مطلب اميركي تبناه مجلس الامـــن واصدر به قرار ١٥٥٩ الذي صدر عام ،٢٠٠٤ الذي لم يأبه له الحــزب. على صعيد آخر، فإننا لا نستطيع ان نعزل الصفقة عن اجواء »التهدئة« التي تطلق اشارتها في المنطقة العربية (من غزة الى مباحثات سوريا وإسرائيل وتركيا). وهذه التهدئة تلتقي عندها مصالح اطراف عدة. فإسرائيل تريدها، لتتفرغ للتعامل مع الملف الايراني، والادارة الاميركية تتطلع اليها لكي تضمها الى رصيد الجمهوريين الخاوي في انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم. ذلك ان الحماس للتصويت للمرشح الجمهوري جون ماكين السائر على درب بوش، قد يتراجع اذا وجد الاميركيون ان ذلك سيؤدي الى استمرار الحرائق في المنطقة التي تسببت فيها سياسات الاخير. صفقة الرضوان التي تمت في السادس عشر من يوليو الحالي بدت وكأنها ومضة عابرة في الفضاء العربي المعتم، الذي يخيم عليه شعور قوي باليأس، ويعانى من الانقسام والفرقة، بما استصحبه ذلك من شعور بالضعف وانقلاب منظومة القيم السائدة، والافتقاد الى الاجماع العربي حول مختلف قضايا المصير، وعلى رأسها قضيتا فلسطين واستقلال القرار الوطني. ان شئت فقل ان الصفقة اعادت الى الذاكرة واحدة من لحظات العزة في زمن الاستضعاف العربي، الذي سوغ للاميركيين احتلال العراق، وإعدام رئيسه، ثم التحريض على اعتقال الرئيس السوداني، ومباركة كل الجرائم الاسرائيلية والدفاع عنها. ان حزب الله بلحظة العزة التي استعادها لم يخترع العجلة، ولكنه فعل ما ينبغي ان تفعله اي حركة للتحرر الوطني، تستمد شرعيتها من ايمانها بعدالة قضيتها وتفانيها في الدفاع عنها ومخاطبة العدو باللغة التي يفهمها. واذا اضفنا الى ذلك الثقة في النفس وفي الله، فإن كل ما يبدو مستحيلا يصبح ممكنا. ان الدرس الكبير الذي ينبغي ان نتعلمه من الصفقة ان اعداءنا ليسوا بالقوة التي يصورونها لنا، واننا لسنا ضعفاء بالقدر الذي نتوهمه. (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة “السفير” (يومية – بيروت) الصادرة يوم 22 جويلية 2008)
في خطوة فاجأت المراقبين المغرب: «العدالة والتنمية» ينتخب عبد الإله بنكيران أميناً عاماً
الرباط – إسماعيل روحي في خطوة مفاجأة انتخب المؤتمر الوطني السادس لحزب العدالة والتنمية، الليلة قبل الماضية عبدالإله بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية خلفا لسعد الدين العثماني الأمين العام السابق. وخلّف انتخاب بنكيران حالة من الدهشة وسط صفوف المراقبين السياسيين الذين أجمعوا قبل المؤتمر على ترشيح العثماني باعتباره رجل التوازنات داخل الحزب. وحصل بنكيران خلال التصويت على 684 صوتا، من بين 1628 مؤتمرا الذين شاركوا في عملية التصويت يليه بسعد الدين العثماني بـ 495 صوتا، ثم عبدالله باها الذي حصل فقط على 14 صوتا. ورشح المجلس الوطني للعدالة والتنمية لمنصب الأمين العام برسم الولاية المقبلة كل من سعد الدين العثماني وعبد الإله بنكيران وعبدالله باها، بعد اعتذار كل من لحسن الداودي ومصطفى الرميد وعبدالعزيز الرباح الذين تم ترشيحهم لنفس المنصب. وكان المؤتمرون قد انتخبوا قبل ذلك أعضاء المجلس الوطني 105 يضاف إليهم أعضاء بالصفة هم أعضاء الأمانة العامة الحالية والمنتهية ولايتها، والكتاب الجهويون والإقليميون، وممثلو التنظيمات الموازية للحزب و20 عضوا مضافا على الأكثر تقترحهم الأمانة العامة ويصادق عليهم المجلس الوطني. ومن المقرر أن يعقد المجلس الوطني الجديد دورته الأولى لانتخاب رئيسه وأعضاء الأمانة العامة. ويوصف بنكيران بكونه من صقور اليمين داخل العدالة والتنمية المقربين من النظام المغربي الذين يدافعون فقط عن الإصلاح السياسي دون المطالبة بتغيير النظام المغربي الملكي التي يعد من المطالب الحساسة في المغرب. ولد عبدالإله بنكيران في الرباط في 8 أبريل عام 1954، لأب من عائلة صوفية تمتهن التجارة، وأم تنتمي إلى أسرة خزرجية الأصل استوطنت فاس قبل قرون. يقول المقربون منه إنه أخذ عن أمه التي كانت تواظب على لقاءات حزب الاستقلال الميل إلى الاهتمام بالشأن العام، فيما أخذ عن أبيه بعض صفات التصوف والتعلق بتحصيل العلم الديني والتجارة. تلقى بنكيران كباقي أبناء جليه قسطا من التعليم الديني وحفظ أجزاء من القرآن، ثم تعرف في بداية حياته على بعض التنظيمات اليسارية الراديكالية كمنظمتي «23 مارس» و «إلى الأمام» كما اقترب من حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وتردد على مقرات حزب الاستقلال، غير أنه حسم اختياره عبر الالتحاق بتنظيم الشبيبة الإسلامية في عام 1976 مباشرة بعد واقعة اغتيال عمر بنجلون التي اتهم فيها التنظيم. تدرج بنكيران بشكل سريع في العمل الإسلامي ولفت أنظار المراقبين ليصبح خلال مدة قياسية من قيادات التنظيم. دفع بنكيران ثمن التقريب بين الحركة الإسلامية والدولة، حيث اتهمه كثيرون بالتنازل والضعف والتساهل مع الدولة، بل وذهب رفاقه السابقون في الشبيبة الإسلامية إلى اتهامه بالعمالة للنظام و «بيع» الدعوة. ويعود له الفضل في فرض نمط جديد في القيادة داخل الحركة الإسلامية والسياسية المغربية عموما عبر وضع مساطر مؤسسية في انتخاب القيادات تنهي عهد الكارزمية، وهو الأمر الذي عرضه للمحاكمة من طرف رفاقه في إحدى الاجتماعات مدة 11 ساعة كاملة بسبب كلمة ارتجلها في ندوة جامعة الصحوة الإسلامية غير الكلمة التي كانت مقررة له من قبل. ويحسب لبنكيران أنه كان من السباقين للدعوة إلى دعم العمل النسوي في وقت كانت فيه قيادات الحركة ودعاتها يرفضون مجرد أن يعطوا دروسا مباشرة أمام النساء، وتوالت مطالبات بنكيران إلى أن تم خلق جناح نسائي للحركة يقوم على وحدة العضوية حيث تصبح شروط عضوية المرأة بالحركة هي نفس شروط الرجل، حيث لا يوجد تنظيم خاص منفصلا للنساء عن الرجال بل يشتركان في كل هيئات الحركة بطريقة تشاركية. ويعتبر بنكيران من أشد المعارضين لنمط القيادة الصوفية الأبوية الذي يتبناه مرشد العدل والإحسان عبدالسلام ياسين الذي يقوم على فكرة أنه لا يمكن للإنسان السير إلى الله إلا بشيخ أو مرشد. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 22 جويلية 2008)
مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي يختار أمينا عاما جديدا في تصويت سري بن كيران يقود الإسلاميين المعتدلين في مرحلة خالية من الأزمات والصدمات
الرباط ـ القدس العربي من محمود معروف المفاجأة التي خرج بها حزب العدالة والتنمية الاصولي المغربي في مؤتمره السادس ليس فقط في اختياره عبد الاله بن كيران امينا عاما للحزب خلفا للدكتور سعد الدين العثماني، بل واساسا في خلق تقليد لم تعرفه الحياة الحزبية المغربية وهو انتخاب امين عام جديد في اقتراع حر ديمقراطي في الوقت الذي كان فيه سلفه منافسا له. وخارج كل التوقعات بعودة الدكتور سعد الدين العثماني لمهمته كأمين عام للحزب، اختار اعضاء المؤتمر الوطني السادس الذي عقد بالرباط يومي السبت والأحد، عبد الاله بن كيران خلفا له في اقتراع سري، علي ثلاثة متنافسين هم العثماني وبن كيران وعبد الله بها. وحصل بن كيران علي 684 صوتا، متبوعا بالعثماني بـ495 صوتا، ثم عبد الله باها بـ14 صوتا. وحسب النظام الاساسي للحزب فإن المؤتمر يختار في دورة اقتراع اولي اكثر من مرشح حيث نال فيها العثماني 165 صوتا وبن كيران 132 صوتا وبها 29 صوتا فيما اعتذر عن الترشيح كل من حسن الداودي ومصطفي الرميد وعبد العزيز الرباح. ويتولي عبد الاله بن كيران رئاسة المجلس الوطني للحزب منذ المؤتمر الخامس في 2004 ويعتبر من ابرز الشخصيات الاصولية المغربية التي انتقلت من التشدد والراديكالية الاصولية (الشبيبة الاسلامية) الي الاعتدال منذ خروجه من الشبيبة الاسلامية في 1981 وتأسيس الحركة الاسلامية ثم حركة التجديد والاصلاح التي شكلت فيما بعد حركة التوحيد والاصلاح قبل التحاق ناشطي الحركة بالحركة الشعبية الدستورية لاعادة الروح اليها وتحولها الي غطاء مؤقت للاصولية المغربية المعتدلة. ودافع بن كيران منذ بداية الثمانينات عن الحوار مع الدولة وامكانية التغيير بالاساليب السلمية والديمقراطية من داخل الدولة لا من خارجها وكان من المتحمسين لخوض الانتخابات التشريعية تحت لواء الحركة الشعبية في 1997 وحصلت خلالها الحركة علي 9 مقاعد كما خاضت انتخابات 2002 بعد تحولها الي حزب العدالة والتنمية وحصلت علي 42 مقعدا واحتل الحزب المرتبة الاولي في انتخابات 2007 من حيث عدد الاصوات والمرتبة الثانية من حيث المقاعد البرلمانية (46 مقعدا من 325 مقعدا). كما دافع عبد الاله بن كيران عن مشاركة الحزب بالحكومة وتدبير الشأن العام دون ان يولي شروط المشاركة اهتماما كبيرا، حيث عرض علي الحزب المشاركة في حكومة التناوب الاولي 1997 بمقعد واحد الا أن الحزب رفض العرض وفضل البقاء علي مقاعد المعارضة وهو ما لم يكن بن كيران يحبذه. ويتمتع بن كيران المولود سنة 1954 بمرونة في التعاطي مع القضايا السياسية والدينية دون ان يمس جوهر الافكار التي يؤمن بها، ورغم اثارته لبعض الاشكاليات في البرلمان الذي يحتل مقعدا به عن دائرة سلا (احتج علي وجود مصورة تلفزيونية مغربية تحت قبة البرلمان بملابس بالنسبة له غير لائقة) فإنه يمتلك قابلية الحوار والمناكفة السياسية ايضا الا انه وحتي حين يلوح بيده اثناء المناكفة فإن لديه القابلية ليلقي بنكتة قد تزيد من توتر مناكفه. وقد تكون مشاغباته وقابليته هذه شجعت اعضاء المؤتمر علي انتخابه امينا عاما خلفا للدكتور سعد الدين العثماني الهادئ الطباع بحكم مهنته كطبيب نفساني والذي يبتعد كثيرا عن الصخب والضجيج ويمتلك قدرة لا يراها ناشطو الحزب علي تدبير التنافرات والتناقضات بين قيادات الحزب وايضا في تدبير الخلافات التي تبرز مع السلطة والتي وصلت احيانا لتدخل السلطة في تدبير شؤون الحزب الداخلية والتي كانت خلال السنوات الماضية مؤرقة للحزب وناشطيه. واذا كانت مهمة بن كيران لن تعترضها صعوبات كبيرة في العلاقة مع الدولة فإن مهمته لن تكون سهلة في تدبير الاوضاع الداخلية للحزب بوجود صقور يشجعهم علي رفع صوتهم والمطالبة بالاصلاحات الدستورية والتي ترتكز في تقليص سلطات الملك وزيادة سلطات رئيس الحكومة والبرلمان عل الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية السائدة في البلاد وتعثر الدولة في تدبير هذه الصعوبات المتمثلة في عزوف المواطنين عن العمل السياسي واستفحال الفقر والبطالة ومظاهر الفساد الاجتماعي. وتشكل الاطروحة التي تبناها المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية مزيجا من الافكار التي تتفاعل داخل الحزب منذ عدة سنوات ومدي المعارضة التي يمكن ان يذهب اليها. واكدت الوثيقة علي أولوية النضال من أجل تعزيز البناء الديمقراطي وقالت أن الإصلاح الديمقراطي يعد أهم مدخل لإصلاح نظام الحكامة ومقاومة الفساد وتعزيزالمرجعية الإسلامية ودعم الهوية، مؤكدة علي أهمية مواصلة خط المشاركة السياسية وتوسيع نطاقه وتحسين شروطه ورفع فاعليته والتعاون مع القوي السياسية التي تتقاطع مع الحزب في هذا الاختيار. وشددت الوثيقة علي أهمية مقاربة التدبير، علي اعتبار أن أي نجاح في تدبير الشأن العام محليا ووطنيا معناه نجاح عملي في مقاومة الفساد ومحاصرة أسبابه ودعم المرجعية والهوية الوطنية. ودعت إلي تعزيز العمل السياسي للقرب والوفاء لمنهج التواصل اليومي مع المواطنين وإبداع أشكال متعددة لمزيد من إشراك المواطنين في الشأن الحزبي والشأن السياسي بشكل عام، باعتبار ذلك من شروط مشاركة أوسع في المعركة الديمقراطية، من جهة، ولجهة توسيع المشاركة الشعبية والمساهمة في تجاوز معضلة العزوف، من جهة أخري، وبناء ثقافة ميدانية لدي قواعد الحزب وتنظيماته المجالية والاهتمام بالمطالب الاجتماعية الملحة للمواطنين وتعزيز التعاون مع الفاعلين الاجتماعيين. وبخصوص التموقع السياسي للحزب تقترح الأطروحة اعتماد معيار سياسي وظيفي للتموقع ينطلق من أساس اعتبار تصور الحزب لأولوية الاصلاح في المرحلة القادمة ومدخله الأساسي، أي مدخل النضال الديمقراطي ، مشيرة الي أن من مستلزمات ذلك، التعاون مع كل الديمقراطيين الحقيقيين الذين وضعوا ضمن أولوياتهم النضال من أجل إقرار إصلاحات سياسية حقيقية تعيد الاعتبار للحياة السياسية وللمؤسسات المنتخبة ولمشاركة المواطن وللمسؤولية السياسية ولدعم حقوق الإنسان. وأبرزت الوثيقة أنه يتعين التركيز أكثر، في بناء التموقع السياسي والاجتماعي للحزب، علي معيار النضال الديمقراطي دون تفريط في الدفاع عن قضايا الهوية، مضيفة انه من شأن مثل هذا التموقع أن ينتج تقاطعات بين عدة فاعلين في الساحة فضلا عن كون هذا التموقع سيكون من نتائجه دعم الاتجاه التوافقي حول قضايا المرجعية والهوية ومن ثم سيثمر تعزيزا أكبر لهما في البرامج والاختيارات السياسية . واعتبرت الوثيقة أن تمثيلية الأحزاب علي المستوي المحلي لا تعبر في الغالب عن انتماءات سياسية أو ايديولوجية حقيقية وان الشأن المحلي تدبير يومي أكثر مما هو سياسي، موضحة أن أساس التعاون يجب أن يتأسس علي اعتبارات عملية منها النزاهة والمصداقية والاستقامة والسعي لتشكيل تحالفات تنتج أغلبيات تجلب اكبر قدر من المصالح للجماعات وتدفع أكبر قدر ممكن من المفاسد وتسهم في تحسين حكامة الشأن المحلي والاستجابة للحاجيات اليومية للمواطنين. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 جويلية 2008)
من راديكالية «الشبيبة الإسلامية» والسجن إلى زعامة «العدالة والتنمية»… المغرب: عبدالإله بن كيران مهندس الوسطية والواقعية
الرباط – محمد الاشهب عندما كان رجل الأعمال المغربي الطيب بن كيران يرأس لجنة المال في البرلمان المغربي العام 1984، كان ابن شقيقه الشاب عبدالإله يقود أكثر الأجنحة راديكالية في تنظيم «الشبيبة الاسلامية» الذي كان يتزعمه عبدالكريم مطيع الذي يعيش حتى الآن في المنفى. وقتها اكتشف شبان مغاربة من خريجي المعاهد الدراسية العليا ان استخدام كل الوسائل، بما في ذلك العنف المسلح، في مواجهة خصومهم اليساريين في رحاب الجامعات المغربية يؤمّن لهم وجوداً بين الفصائل الطلابية المتناحرة. غير انه في لحظات عودة الوعي يبادر طلاب يساريون اعتقلوا على خلفيات قلاقل مدنية الى طلب العفو والمصالحة مع النظام. ويلجأ عبدالإله بن كيران الذي اعتقل بدوره بتهمة الانتساب الى تنظيم محظور الى معاودة النظر في قناعاته، بعدما شكل ورفاقه تنظيماً سرياً جديداً أطلق عليه اسم «الجماعة الاسلامية» بزعامة محمد يتيم النائب الحالي في كتلة «العدالة والتنمية» في مجلس النواب. وقتها أعلن الشاب عبدالإله بن كيران القطيعة مع العمل السري، وأسس «جمعية الجماعة الاسلامية» ذات المرجعية الدينية. لكن مدرس الفيزياء في مدرسة تأهيل الأساتذة في الرباط سيعاود من جديد تأسيس «الاصلاح والتوحيد»، بعدما حظرت السلطات المغربية في تسعينات القرن الماضي حزباً كان يعتزم اطلاقه باسم «التجديد الاسلامي». تسارعت الاحداث بارتباط مع تنامي الظاهرة الأصولية في الجزائر، وقدم اسلاميون معتدلون أنفسهم بديلاً من أي توجه متطرف في حال بسطت جبهة الانقاذ الاسلامية نفوذها في الجزائر. وسينبثق عن تنظيمات اسلامية تيار قوي يتبنى المشاركة في العمل السياسي. كانت تلك اشارات قوية التقطها الدكتور عبدالكريم الخطابي الذي سارع الى فتح حوار مع التيارات الاسلامية في البلاد، بما فيها جمعية «العدل والاحسان» المحظورة بزعامة عبدالسلام ياسين. وستكون النتيجة انضمام قدماء «الشبيبة الاسلامية» الى الحركة الشعبية الدستورية، ثم إعلان تشكيل حزب العدالة والتنمية الذي آلت قيادته الى الدكتور سعد الدين العثماني، بعد اعتزال الخطيب. عبدالإله بن كيران الذي فاز في ثلاث ولايات برلمانية، عن إحدى دوائر سلا قرب الرباط، اعتبر دائماً أقرب الى الواقعية. وظل حريصا، رغم أنه كان في مقدم من خاضوا معارك حزبه في مواجهة ظواهر سياسية واجتماعية وثقافية يعتبرونها منافية للقيم الاسلامية، على إمساك العصا من الوسط. اذ تبنى دائماً منهج الاعتدال، أكان ذلك على صعيد علاقاته مع أهل القرار أو في الانفتاح على الأحزاب التي تشارك «العدالة والتنمية» مرجعيته، فهو من دعاة الانفتاح والتحديث. وينسب اليه مطلعون أنه لم يمانع في أن يملك مدرسة خاصة وصالون حلاقة في الرباط، لكنه بقي أكثر ارتباطاً بدائرته الانتخابية في سلا. وينظر اليه منتسبون الى الحزب أنه وفاقي يحفظ مكانة الحزب ولا يريد أن يزج به في معارك يعتبرها خاسرة. فقد كانت معركته دائماً تكمن في التغيير من الداخل، وهو من أجل ذلك يعتبر نجماً للصحافة المحلية والدولية. وأمس سعت «الحياة» لتسجيل تصريح عنه، لكنه كان منشغلاً برئاسة أعمال المجلس الوطني لحزبه بعد انتخابه امينا عاما له، فقد بدأ للتوّ في ممارسة مسؤولياته. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 جويلية 2008)
هل تنقذ أدوار تركيا الخارجية »العدالة والتنمية« من الحظر؟
محمد نور الدين رسم اجتماع سفراء تركيا وممثليها الدائمين في الخارج والعاملين في وزارة الخارجية، ملامح السياسة التركية للمرحلة المقبلة، تتلخص في ١٩ بنداً تضمنها بيان الاجتماعات التي ترأسها وزير الخارجية علي باباجان. وذكر البيان أن العلاقات التركية مع الولايات المتحدة تلتقي في معظم القضايا، وهي ليست ضرورية من أجل المصالح المشتركة فقط، وإنما أيضاً من أجل إرساء سلام واستقرار وأمن إقليمي ودولي، و»ستستمر الجهود من اجل تطوير هذه العلاقات في كل المجالات«. وبشأن حزب العمال الكردستاني، ذكر البيان أن تركيا ستواصل إظهار عزمها وتصميمها في الداخل والخارج، بهدف إنهاء إرهاب هذا الحزب. وشدد البيان على وحدة أراضي العراق، والتعاون مع بغداد في القضايا الأمنية والاقتصادية، داعياً إلى إيجاد حل لمشكلة كركوك، يأخذ في الاعتبار تعددها العرقي. وتابع البيان أن تركيا ستعزز سياساتها من اجل أن تكون ممرا حيويا للطاقة ومركزا لتوزيعها، كما ستساهم في مشاريع الطاقة في الخارج. وخص البيان روسيا كشريك بأبعاد متعددة جدا، داعياً إلى تطوير العلاقات معها، كما تحدث عن ضرورة اتخاذ خطوات لتطوير العلاقات مع الصين والهند واليابان، وإمكان تطوير التعاون وتعميقه مع دول جنوب القوقاز وآسيا الوسطى بما فيها منغوليا كما مع دول اميركا وافريقيا. وحول العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، أكد السفراء أن العضوية هدف استراتيجي لتركيا، رغم وجود اتجاهات داخل أوروبا لإبطاء المفاوضات وتعليقها، متعهدين بمواصلة تركيا تزخيم جهودها للوصول إلى أهدافها المرسومة مع الاتحاد الأوروبي. وحول الشرق الأوسط، دعا السفراء إلى حل مشكلاته، على أساس الحوار والتفاهم، وان تكون الحلول شاملة كل القضايا، مشددين على مواصلة تركيا جهودها للتقريب بين مختلف الأطراف، وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول المنطقة. لا شك في أن تركيا اكتسبت مع سلطة حزب »العدالة والتنمية« دورا متعدد الأوجه، على الصعيدين الدولي والإقليمي، مع اتباعها سياسات انفتاحية غير مسبوقة على الجميع، أكسبتها ثقة كل الأطراف. ولعل من بين أبرز الأمثلة في هذا المجال، دورها في حل الأزمة اللبنانية، وبدء مفاوضات سلام بين إسرائيل وسوريا، بعد انقطاع دام ثمانية أعوام. وهناك ايضا الحملة الدبلوماسية التي قادها وزير الخارجية علي باباجان بشأن الملف النووي الإيراني، والتي ساهمت في عقد الاجتماع التاريخي بين طهران وواشنطن والاتحاد الأوروبي في جنيف حيث كان لافتاً أن يعلن مسؤول الملف النووي الايراني سعيد جليلي، بعد انتهاء المحادثات أمس الأول، انه سيعرج على أنقرة لدى عودته إلى إيران، حيث يلتقي مع باباجان. وساهمت تركيا بدور مهم جدا في إنجاح قمة »الاتحاد المتوسطي« الباريسية، لأن المشروع يستهدف ضمنا إبعادها عن أوروبا، كما شاع عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبالتالي فإن عدم مشاركة أنقرة كان يعني موت المشروع، لذا قام رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بخطوة حيوية وأعطى »قبلة الحياة« للمشروع. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: إذا كانت السياسة الخارجية التركية في عهد حزب »العدالة والتنمية« قد اكتسبت ثقة كل هذه الأطراف وقامت بدور حيوي في قضايا معقدة، فهل ستذهب كل هذه السياسات في حال حظر حزب »العدالة والتنمية«؟ بل هل تنقذ هذه السياسات الحزب من الحظر تحت ضغط المجتمع الدولي؟ (المصدر: صحيفة “السفير” (يومية – بيروت) الصادرة يوم 22 جويلية 2008)