الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N 3437 du 20 .10 .2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولقيادات إنتفاضة الحوض المنجي

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:أمهات مساجين الراي ببرج الرومي ببنزرت المضربين عن الطعام :نداء عاجل

السبيل أونلاين:رسالة زوجة مراسلنا في تونس الناشط الحقوقي زهير مخلوف

الحزب الديمقراطي التقدمي:بــــــــــــــــيان

حــرية و إنـصاف:إيداع الناشط الحقوقي زهير مخلوف بسجن مرناق وتحديد جلسة محاكمته ليوم 3 نوفمبر القادم

السبيل أونلاين:إحالة مراسلنا زهير مخلوف إلى سجن مرناق وتعيين جلسة ليوم 3 نوفمبر القادم

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الرأي و… رأي  » الآخر ».!!إحالة زهير مخلوف على القضاء

الرابطة التونسية للدفـاع عن حقـوق الإنسـان:بيـــان

إعلان تشكل لجنة وطنية لمساندة الصحفي زهير مخلوف

فعاليات المجتمع المدني بنابل: بيان مساندة للمناضلين زهير مخلوف وسعيد الجازي

حــرية و إنـصاف:بريد المظالم :رسالة من عائلة سجين الرأي جمال الدين الملاخ

المنظّمة الدّوليّة للمهجّرين التّونسيّين:دعوة :تجمّع المهجّرين التّونسيّين بباريس

النقابة التونسية للإذاعات الحرة :ندوة صحفية

إدارة موقع الشيخ راشد الغنوشي :تكذيب

زياد الهاني:بعد الاعتداء الجسدي، جاء دور التهجّـم الإعلامي مذمّــتي من « الحدث » وسام أضعه على صدري

عريضة وطنية للدفاع عن كرامة الجامعي واستقلالية المؤسسة الجامعية تحديث – 20/ 10 / 2009

كلمة:حرمان المواطنين من جوازات سفرهم

من المواطن محمد عبو إلى السيد زين العابدين بن علي المر شح للانتخابات الرئاسية

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبـة: بيــــــــــــــان أحمد بوعزّي:بيـــــان القائمة المستقلة « الإصلاح والتنمية » :دعوة (لحضور ندوة صحفية )

الطاهر العبيدي:أسبوع تحرّكات المعارضة التونسية بباريس

التعددية:سياسية و نقابية و حقوقية… »لا أريكم إلا ما أرى… »

رويترز:ابراهيم: العراقيل لن تدفعني للانسحاب من انتخابات الرئاسة بتونس

قائمة »حركة التجديد/المبادرة الوطنية:إجتماع عام بكل من سليمان وجرسيس واريانة

طـه البعزاوي:الانتخابات التونسية: هل من جدوى؟

نورالدين الخميري:الربع ساعة الأخير الشروق:انتخابات الرئاسة فى تونس . . تعديلات دستورية استثنائية وترشحات صورية وأجواء باهتة

محمد الهادي الزمزمي:ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار!! تعقيبا على بيان مجموعة 19

السبيل أونلاين:إحياء الذكرى الثامنة عشر على إستشهاد رشيد الشماخي تحت التعذيب

طلبة تونس:أخبار الجامعة

نورالدين الخميري:بطل في المهجر

مراد رقية:منظمة الدفاع عن المستهلك منظمة مجتمع مدني،أم مجرد دكان تجمعي؟؟؟

توفيق المديني:إيران النووية والاعتراف بها كقوة إقليمية

حسام أبو طالب: مرشد ‘الاخوان’ لـ’القدس العربي’: لم أستقل واهتمام وسائل الإعلام بالجماعة يؤكد انني أشهر من مبارك

الداد يانيف:دي كلارك اسرائيلي


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200

فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01 ذو القعدة 1430 الموافق ل 20 أكتوبر 2009

نداء عاجل إلى كل المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والمحلية


نحن أمهات مساجين الراي ببرج الرومي ببنزرت المضربين عن الطعام منذ 5/10/2009 نعلم الراي العام الداخلي والخارجي بأننا لم نتمكن من زيارة أبنائنا يوم 15/10/2009 مما يزيد في يقيننا أن صحة أبنائنا أصبحت في خطر وإننا نتوجه بنداء عاجل إلى كل المنظمات الحقوقية والإنسانية في الداخل والخارج إلى: –         التدخل لدى السلطة التونسية لوضع حد للانتهاكات غير الإنسانية التي يتعرض لعا أبناؤنا. –         القيام بتحقيق عاجل في كل الانتهاكات. –         نطالب بغطلاق سراح أبنائنا وإعادة إدماجهم في الحياة العامة والتعويض لهم على كل الانتهاكات التي مورست عليهم سواء في فترة الإيقاف أو في مختلف السجون. أمهات مساجين الرأي المضربين عن الطعام ببرج الرومي وقد علمت منظمة حرية وإنصاف أن عددا من أمهات وعائلات مساجين الرأي تجمعوا أمام سجن برج الرومي يوم الخميس 15 /10 والسبت 17/10 /2009 وسط وجود أمني مكثف من مختلف الوحدات للمطالبة بتمكينهم من زيارة أبنائهم أو إعلامهم بحالتهم الصحية التي قد تكون تدهورت من جراء الإضراب المتواصل عن الطعام لفترة طويلة وإعلامهم بمكان نقلتهم بعدما رفضت إدارة السجن قبول القفة يوم الجمعة 16/10/2009 بتعلة أن أبناءهم قد وقعت نقلتهم إلى سجون أخرى وأن عائلات المساجين يعيشون الآن في حيرة وقلق بعد التيقن من إبعاد وتشتيت أبنائهم وأن عددا منهم مازال يواصل الإضراب عن الطعام في ظل التجاهل التام لأمرهم ومطالبهم. وقد أعلمتنا والدة السجين ماهر بزيوش أن ابنها المضرب عن الطعام قرر عدم تناول والسكر منذ اليوم الثلاثاء 20/10/2009 إذا واصلت إدارة الهوارب تجاهل أمره وهو الآن ينام على الأرض. وهذه قائمة في مساجين الرأي المضربين عن الطعام الذين تم نقلهم من سجن برج الرومي إلى سجون أخرى: –         غيث الغزواني  نقل إلى سجن جندوبة –         محمد بن محمد نقل إلى سجن صواف بولاية زغوان –         محمد الطرابلسي نقل إلى سجن صواف بولاية زغوان –         محمد العطوي نقل إلى سجن سليانة –         رمزي بن سعيد نقل إلى سجن قفصة –         ماهر بزيوش نقل إلى سجن الهوارب بولاية القيروان –         كريم العياري نقل إلى سجن المسعدين بولاية سوسة –         سليم الحبيب نقل إلى سجن القصرين –         قيس الخياري نقل إلى سجن السرس بولاية الكاف   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

رسالة زوجة مراسلنا في تونس الناشط الحقوقي زهير مخلوف


إلى كل من يهمه أمر زهير مخلوف ، لقد أوقفت السلط التونسية زوجي زهير مخلوف اليوم 20 أكتوبر 2009 ، وهو اليوم التاسع للحملة الإنتخابية في تونس ، وهو مرشّح للعضوية ضمن قائمة « الحزب الديمقراطي التقدمي » في ولاية نابل ، وقد أسندوا لزوجي تهمة التشهير بالغير ، ولمن شاهد الشريط الذى وقع تصويره من طرف زوجي لا يرى إلا كل إحترام للعامل التونسي في أبهى حلّة عمله ، وإنّ ما آلم السلط المعنية التشهير بتقصيرها في نظامة المحيط والبيئة في هذه الفترة الحرجة وهي الإنتخابات التشريعية والرئاسية ، فأوعزوا إلى هذا العامل البسيط الذى لا حول له ولاقوّة ليقوم بقضية ضد زوجي … ولكن يا خيبة المسعى ، هيهات أن يسكتوا صوت زهير مخلوف ، ففى البيت هناك ثلاث زهير مخلوف : زوجته وإبنه وإبنته ، وفي الشارع كل حقوقي وكل مناضل سيصبح زهير مخلوف ، ومناصر لكل صوت حرّ مدافع عن حرية الرأي والتعبير ..والسلام الإمضاء : زوجة زهير مخلوف  – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 20 أكتوبر 2009 )

الحزب الديمقراطي التقدمي
بــــــــــــــــيان

عمدت صباح اليوم 20 أكتوبر 2009 أجهزة الأمن بجهة نابل إلى إيقاف المناضل زهير مخلوف والإطار بالحزب الديمقراطي التقدمي وعضو قائمته الانتخابية بدائرة نابل (متحصلة على الوصل النهائي) وجاء هذا الإيقاف بعد أن كانت الجهات الأمنية استمعت إليه منذ أربعة أيام على خلفية قيامه بتحقيق حول إحدى المناطق الصناعية بنابل ويأتي هذا التطور المفاجئ بعد سلسلة من التضييقات التي تعرض لها السيد زهير مخلوف في محاولة للحد من نشاطه السياسي والحقوقي والإعلامي.
والحزب الديمقراطي التقدمي الذي يعبر عن انشغاله العميق للتراجع الخطير الذي يشهده مجال الحقوق والحريات في البلاد، يدين الاستهداف المستمر للأخ زهير مخلوف وإيقافه بموجب تهم واهية ويطالب بإطلاق سراحه فورا وبرفع القيود المفروضة على الإعلام والإعلاميين والتي تتنافى وروح العصر. مية الجريبي الأمينة العامة 20 أكتوبر2009


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01 ذو القعدة 1430 الموافق ل 20 أكتوبر 2009

إيداع الناشط الحقوقي زهير مخلوف بسجن مرناق وتحديد جلسة محاكمته ليوم 3 نوفمبر القادم


فوجئت الأوساط السياسية والحقوقية بتونس صباح اليوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2009 باعتقال الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف وإيداعه سجن مرناق من أجل تهمة الإساءة إلى الغير عبر الشبكة العمومية للاتصالات (بمقتضى الفصل 86 من مجلة الاتصالات) في القضية عدد 96838 وحجز موعد جلسة المحاكمة ليوم 3 نوفمبر2009 ، وقد رأت السلطة السياسية في تونس في النشاط الإعلامي الحقوقي الذي يقوم به السيد زهير مخلوف وفضحه للانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان وكشفه للخروقات اليومية التي تتعرض لها حقوق وحريات المواطنين، رأت في ذلك مبررا لاعتقاله خاصة في هذه الفترة بالذات (فترة الانتخابات) من أجل أفعال لا يعاقب عليها القانون في العادة إذ هي من مستلزمات التغطية الصحفية الميدانية. وقد لجأت السلطة لتوظيف القضاء ضد السيد زهير مخلوف لإسكات صوته، بعد أن تعرض في عديد المناسبات السابقة للاعتداء بالعنف والتهديد بالقتل، كما تعرضت سيارته للتكسير في مناسبات مختلفة، وهو ما يؤكد سياسة الاستهداف التي يتعرض لها الناشط الحقوقي المذكور باعتبار أن سجنه يأتي كحلقة من حلقات هذا الاستهداف. وحرية وإنصاف: 1)تدين بشدة اعتقال الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف وتطالب بإطلاق سراحه فورا ووقف التتبعات في شأنه وتعتبر اعتقاله حلقة أخرى لتوظيف القضاء في الخصومات السياسية بغرض تصفية حسابات السلطة مع المعارضة. 2) تناشد أحرار العالم من شخصيات وأحزاب سياسية وجمعيات ومنظمات حقوقية للتدخل من أجل إطلاق سراح السيد زهير مخلوف وجميع المعتقلين السياسيين ومساجين الرأي. 3)تدعو السلطة إلى تحييد القضاء في القضايا السياسية والانفتاح على الواقع وعدم تجريم الرأي المخالف وإنهاء حالة الاحتقان التي يعرفها المشهد السياسي والحقوقي في تونس.         عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


نطالب بإطلاق سراحه فورا   عاجل..إحالة مراسلنا زهير مخلوف إلى سجن مرناق وتعيين جلسة ليوم 3 نوفمبر القادم

   


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   يمكن الإتصال بزوجته للتضامن على الرقم 23277388   أحال وكيل الجمهورية بمحكمة قرمبالية مراسل السبيل أونلاين في تونس الناشط الحقوقي زهير مخلوف إلى سجن مرناق ، بتهمة « الإساءة للغير عبر شبكة الإتصالات العمومية » ، قضية عدد 96838 ، ووقع تعيين موعد جلسة النظر في القضية يوم 03 نوفمبر 2009 . وهو ما يكشف هدف السلطات الرامي إلى إسكات صوت زهير إبان الإنتخابات التى ستجري في تونس بتاريخ 25 أكتوبر الجاري .   وقد تواجدت قوات البوليس بلباس مدني بأعداد كبيرة في فناء المحكمة ومحيطها . وقد أبدى مجموعة من المحامين إسعدادهم للدفاع عنه من بينهم الأساتذة :   – أحمد نجيب الشابي – سمير ديلو – نجاة العبيدي – إيمان الطريقي – عاطف بن صالح – ريم الهرماسي – سيف الدين مخلوف – عبد الباسط مبارك – نبيل اللبّاسي – محمد عبو – مختار الطريفي   ونستكمل القائمة لاحقا   وزهير عضو في القائمة الإنتخابية بدائرة نابل وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي .   وقد ترك الناشط السياسي سعيد الجازي في حالة سراح في نفس القضية .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 20 أكتوبر 2009)  


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 20 أكتوبر 2009

الرأي و… رأي  » الآخر ».!! إحالة زهير مخلوف على القضاء

 


أصدر قاضي الحقيق بالمحكمة الإبتدائية بقرمبالية اليوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2009 قراراً بإيداع الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف بسجن مرناق على ذمة القضية عدد 96838 الذي تعيّن تاريخها ليوم 03 نوفمبر 2009، بعد أن وجّهت إليه تهمة » الإساءة إلى الغيرعبر شبكة الإتصالات العمومية « ، وكان حضر السيد زهير مخلوف صباح اليوم لدى مركز المعمورة للأمن الوطني، من ولاية نابل إستجابة لإستدعاء وجّه إليه لإتمام محضر أبحاث كانت الضابطة العدلية بالمركز المذكور فتحته يوم الخميس 15 أكتوبر2009 بموجب شكوى توجّه بها المدعو مراد لذيب ضد السيد زهير مخلوف، مطالباً فيها بجبر ضرر معنوي لَحِقـَه بسبب عرض إفاداته صوتاً وصورتاً في تقرير سمعي- بصري أعدّه السيد مخلوف حول المشاكل البيئية بالحي الصناعي بنابل، كما إدّعى فيها قيام السيد مخلوف بتوريطه في تصوير تقرير لم يكن يَعلم لأي جهة يُعدّ، وقد حضر السيد سعيد الجازي في اليوم الموالي لدى مركز أمن المعمورة ليدلي بشاهدته نافياً إدعاءات المدعو مراد لذيب. وقد باشرالسيد مخلوف بتكلّيف من قبل جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي إلى إعداد مثل تلك التقارير، ( نشر التقرير مكتوباً على أعمدة جريدة الموقف بالصفحة 4 من عددها 516 بتاريخ 9 أكتوبر 2009) بمناسبة الحملة الإنتخابية التي حصلت قائمة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي على وصلها النهائي بما يخوّلها المشاركة في الإنتخابات التشريعية المزمع إجراءها في 25 من الشهر الجاري( قبل قرار المقاطعة الذي أعلنه الحزب في 14 أكتوبر 2009)، وأكّد السيد مخلوف أن المدعيّ هو ذاته من ساعد على توفير المعطيات الواردة في التقرير كما قدّم إفادته برغبة منه و بصورة حرّة ، ولا يَبعُد أن يكون قد اُكره على تقديم الشكوى تحت تهديدات أو إغراءات ما، ويتعرض المناضل الحقوق السيد زهير مخلوف منذ فترة إلى ملاحقات أمنية وتضيقات وإعتداءات بمناسبة نشاطه الحقوقي وتغطياته الصحفية، فقد كُسرت يده في إحدى تلك الإعتداءات وعَمد أعوان للأمن السياسي إلى تمزيق إطارات سيارته في وقت سابق، ومَنعه أعوان الأمن السياسي خلال صائفة 2009 من حضور حفل الفنان مرسال خليفة بتونس، ويُعتقد أن التغطيات السمعية البصرية التي تابع من خلالها عدد من الإنتهاكات الحقوقية و الإقتصادية ، تشكل اليوم خلفية ما يُراد أن يحبك ضده من إتهام. ويتأكد للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، وهي تتابع ملابسات هذه القضية أن السلطات الأمنية إجتهدت في العثور على طرف ثالث يؤدي عنها ما كانت تبيّتـُه للسيد زهير مخلوف منذ فترة، لاسيما وأن رسائل التهديد الموجّهة إليه لم تكن تتوقف عنه ساعة ( ملاحقته من قبل أعوان الأمن إلى داخل بيت السيد عصام الشابي مع التهديد، تعنيفه ، تمزيق إطارات سيارته الخاصة وكسر بلورها في عدد من المناسبات).  وإذ تعبر الجمعية عن أسفها لمقاضاة السيد مخلوف بدلاً من الإتفات جدياً إلى ملف البيئة ومقاضاة من يُثبت البحث إرتكابه مخالفات بشأنها، فإنها تـُجدد تضامنها مع السيد زهير مخلوف وتؤكد أن مثل تلك المحاكمات المفتعلة إنما تعّير مستوى إستعاب السلطة لمعنى حقوق الإنسان وترسم لها سقوفها. عن الجمـعية الهيئة المــــديرة

   الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme  تونس في 20 أكتوبر 2009 بيـــان تصاعد وتيرة الاعتداء على النشطاء:  إيقاف زهير مخلوف ومنع راضية النصراوي من السفر والاعتداء بالعنف على سهام بن سدرين …

تتابع الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقلق شديد تواصل الانتهاكات المختلفة ضد النشطاء الحقوقيين والسياسيين فقد علمت أن الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف قد أوقف صباح اليوم وأحيل على النيابة العمومية  بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية بتهمة مخالفة أحكام مجلة الاتصالات وأودع بالسجن المدني بمرناق وعينت جلسة محاكمته يوم 3 نوفمبر2009. وقد كان السيد زهير مخلوف قد استدعي خلال الأسبوع المنصرم للبحث معه من طرف مركز الشرطة بالمعمورة من ولاية نابل حول تحقيقات مصورة قام بها بالمنطقة الصناعية بنابل في إطار التحضير للحملة الانتخابية التشريعية التي كان سيشارك فيها ضمن قائمة الحزب الديمقراطي التقدمي بالجهة. كما علمت الرابطة أن الأستاذة راضية النصراوي المحامية ورئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب قد منعت صباح هذا اليوم من السفر إلى فرنسا للمشاركة في ندوة تعقد بالبرلمان الأوروبي بستراسبورغ غدا الأربعاء تتعلق بمشاكل الحوض المنجمي بجهة قفصة وما انجرت عنها من إيقافات ومحاكمات. وقد أعلمها أعوان الأمن بالمطار أن هناك إجراء بتحجير السفر عنها في علاقة بقضية عدلية ضدها وضد زوجها السيد حمة الهمامي منشورة لدى المحكمة الابتدائية بتونس . وبتحولها إلى المحكمة علمت الأستاذة النصراوي بوجود شكاية ضدها منذ سنه 2008 ولكن ليس هناك أي اثر لقرار بتحجير السفر كما أنها لم تتمكن من معرفة اسم وهوية الشاكي.وتواصل أعداد هامة من أعوان الأمن بالزي المدني المرابطة حول منزل الأستاذة النصراوي. وتم صباح اليوم الاعتداء بالعنف الشديد على السيدة سهام بن سدرين منسقة المجلس الوطني للحريات بتونس عندما كانت تهم بالدخول،صحبة السيدة خديجة الشريف، إلى مقر جامعة الهام المرزوقي التابعة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات فقد انقضت عليها مجموعة من الأعوان بالزي المدني وأشبعوها ضربا مانعين إياها من دخول ذلك المقر. وكانت السيدة سهام بن سدرين احتجزت صحبة زوجها السيد عمر المستيري  لعدة ساعات يوم الجمعة الماضي من طرف فرقة من الحرس الوطني قرب مدينة طبرقة عندما كانا يقومان بتحقيق صحفي عن الانتخابات لفائدة « راديو كلمة « . وفي نفس اليوم احتجز السادة علي بن سالم ولطفي حجي ومحمد الهادي بن سعيد وياسين البجاوي ومحمد علي بن عيسى لعدة ساعات أيضا على مشارف بنزرت لما كانوا عائدين من العاصمة حيث زاروا الأستاذة النصراوي ،وقد طالب أعوان الأمن بتسليهم كاميرا ادعوا أنها كانت بحوزة المجموعة وبعد تفيش دقيق وانتظار طويل للتعليمات سمح للمجموعة بمواصلة طريقها دون أن يعثر الأعوان على ضالتهم. وتم يوم الخميس الماضي الاعتداء بالعنف الشديد من طرف « مجهول » على السيد زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين كما تعرضت مدونته الالكترونية « الصحفي التونسي » للقرصنة والتدمير مرة اخرى. وقد كان الناشط النقابي الطالب زهير الزويدي أوقف وأودع بالسجن يوم 16 أكتوبر 2009 عند خروجه من مبيت الطالبات بمنوبة أين اعتصم عدد منهن دفاعا عن بعض مطالبهن وسيمثل أمام محكمة ناحية منوبة يوم 29 أكتوبر 2009 بتهم حق عام.   ويتعرض عدد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين إلى حملة تشويه خسيسة تقوم بها خاصة صحيفتا « الحدث » و »كل الناس » اللتين نالتا، وبعبارات نابية ومخلة بالحياء، من كرامة وشرف السيدتين مية الجريبي وراضية النصراوي والسادة  خميس الشماري واحمد نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر واحمد ابراهيم وحمة الهمامي. إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تندد بهذه الانتهاكات المختلفة ضد النشطاء فهي تطالب السلطات بوضع حد لها  وتتبع مرتكبيها والآمرين بها، وبإطلاق سراح السيد زهير مخلوف والطالب زهير الزويدي وإيقاف التتبعات ضدهما وضد الأستاذة راضية النصراوي والسيد حمة الهمامي وغلق هذه الملفات.    عن الهيئــة المديــرة الرئيــس المختــار الطريفــي  


ارفعـوا أيديـكم عـن حـرية الصحـافة أطلـقوا سـراح زهيـر مخلـوف  

إعلان تشكل لجنة وطنية لمساندة الصحفي زهير مخلوف


تم يوم أمس تحويل الزميل الصحفي زهير مخلوف مراسل موقع السبيل اونلاين. نت إلى السجن بتهمة « الإساءة إلى الغير من خلال شبكات الاتصال العمومية ». وجاء هذا الإيقاف على خلفية التقرير الذي قام به الزميل حول التلوث بالمنطقة الصناعية بنابل وهو التقرير الذي نشرته صحيفة الموقف وموقع السبيل اونلاين. ومباشرة اثر انتشار خبر الإيقاف تداعت مجموعة من الصحفيين لتشكيل لجنة مساندة وطنية للزميل تتكون من العاملين في القطاع. وفي انتظار أن تجتمع اللجنة وتختار مكتبا لها وناطقا رسميا باسمها ننشر فيما يلي قائمة الزملاء الذين أعلنوا انضمامهم الى هذه اللجنة حتى الآن : 1 – لطفي الحجي –  الجزيرة القطرية 2 – محمود الذوادي –  الصحافة التونسية 3 – محمد معالي –  الشعب التونسية 4 – سليم بوخذير –  العربية نت 5 – إسماعيل دبارة –  الموقف التونسية 6 – فاتن حمدي –  راديو كلمة تونس 7 – محمد مزام –  صحفي براديو 6  تونس 8– الحبيب العماري –  موقع الفجر نيوز 9 – محمد الحمروني-  العرب  القطرية 10-اياد الدهماني : مراسل جريدة الموقف باريس 11 مرسكل الكسيبي :رئيس تحرير صحيفة الوسط – ألمانيا ونذكر الزملاء بان هذه اللجنة مفتوحة لكل الإعلاميين داخل تونس وخارجها. ولإعلان مساندتكم نرجوا التواصل على البريد الالكتروني: liberezouhairmakhlouf@gmail.com  


فعاليات المجتمع المدني بنابل بيان مساندة للمناضلين زهير مخلوف وسعيد الجازي

 


لقد عمدت السلطات الأمنية صبيحة اليوم الثلاثاء 20-10-2009 إلى إيقاف المناضل الحقوقي السيد زهير مخلوف مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي للانتخابات التشريعية 2009 بدائرة نابل على إثر قيامه بزيارة ميدانية للمنطقة الصناعية بنابل وتوثيق ما شاهده من انعدام لأبسط ضروريات البنية التحتية والبيئية بعد تكليفه من طرف الحزب بالجهة بلجنة البيئة والسياحة قصد إعداد مادة إعلامية يتحرك بها الحزب في حملته الانتخابية ، وقد تم توجيه تهمة الإساءة للغير عبر وسائل الاتصال العمومية من قبل السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية للمناضل زهير مخلوف حيث أذن بإيداعه السجن وكذلك توجيه نفس التهمة لمرافقه عضو جامعة نابل للديمقراطي التقدمي السيد سعيد الجازي وإحالته بحالة سراح وذلك في قضية تحت رقم 96838 حيث عينت جلستها يوم 03-11-2009 . ونحن الممضون أسفله فعاليات المجتمع المدني بجهة نابل المجتمعون بمقر الحزب بالجهة وبقطع النظر عن مواقفنا من المهزلة الانتخابية نعلن وبصورة مبدئية ما يلي: 1-وقوفنا اللامشروط مع المناضلين السيد زهير مخلوف والسيد سعيد الجازي في المظلمة التي استهدفتهما ومن ورائهما استهدفت كل صوت حر. 2-رفضنا وإدانتنا لجوء السلطة إلى الجهاز الأمني والمتابعة القضائية لإخماد أصوات المناضلين الأحرار 3-مطالبتنا بإطلاق سراح المناضل زهير مخلوف وحفظ القضية في حقه وحق السيد سعيد الجازي الاسم واللقب والصفة 1)      وسام التستوري (ناشط حقوقي) 2)      محمد عبد الحميد (الحزب الديمقراطي التقدمي) 3)      عادل غريب (الحزب الديمقراطي التقدمي) 4)      محمد داود (ناشط حقوقي) 5)      محمد بنرمضان (مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي دائرة نابل) 6)      شادي بوزويتة (منظمة حرية وإنصاف) 7)      عمار خليل (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين-شرعي) 8)      محمد العريبي (أستاذ نقابي متقاعد) 9)      حليم شعبان ( نقابي وناشط حقوقي ) 10)   عمران الحاضري (ناشط حقوقي) 11)   نبيل قشقاش (الحزب الديمقراطي التقدمي) 12)   عبد اللطيف البعيلي (عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان) 13)   سليم الفلفال (ناشط حقوقي) 14)   علي بنزيد (ناشط حقوقي) 15)   الحبيب ستهم (عضو اللجنة المركزية للديمقراطي التقدمي) 16)   فوزي قار علي (الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين) 17)   السيد المبروك (حرية وإنصاف) 18)   جمال بركات (الحزب الديمقراطي التقدمي وناشط حقوقي) 19)   عبد القادر الدردوري (رئيس فرع الرابطة قربة-قليبية) 20)   محمد بوبكري (رابطي وناشط حقوقي) 21)   فاروق النجار ( رابطي وناشط حقوقي) 22)   نبيل مطاع الله (ناشط حقوقي) 23)   رضا قسيلة ( رابطي وناشط حقوقي)
 

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01 ذو القعدة 1430 الموافق ل 20 أكتوبر 2009

حــرية و إنـصاف :بريد المظالم رسالة من عائلة سجين الرأي جمال الدين الملاخ


بسم الله الرحمان الرحيم إننا عائلة السجين جمال الدين بن ميلاد الملاخ المسجون بالسجن المدني بالمرناقية ضمن قضية سليمان والمحكوم بالسجن لمدة 10 سنوات، إننا ومنذ سنتين تقريبا بدأنا بالتحرك بعد أن حوكم ومنذ ذلك الحين وهم (أي الإدارة) يسوفون لإعطاء السجين جمال الدين الحق لمواصلة تعليمه بالمدرسة الوطنية للطب البيطري بسيدي ثابت. في البداية كانت الإدارة تتعلل بان السجين ليس له الحق بالخروج من السجن للقيام بالتجارب التطبيقية، ثم بعد ذلك وبعد الحصول على موافقة مبدئية من رئيسة الجامعة شخصيا بإمكانية خوض السجين جمال الدين الملاخ الامتحانات إذا ما حصل على موافقة السلطات السجنية، إلا أنه وللأسف جاء الرد أخيرا يوم 20 أكتوبر 2009 بالرفض التام لهذا المطلب على لسان عون استقبال الإدارة العامة للسجون والإصلاح دون توضيحات. نرجو منكم سيدي أن يقع إبلاغ الإخوة في الصحافة المكتوبة إن أمكن بهذه الوضعية خصوصا أن السجين بدا إضرابا على الطعام منذ يوم السبت الفارط أي منذ يوم 18 أكتوبر. وفي الختام تقبلوا مني فائق احترامي وتقديري وأرجو أن تقوموا بما أمكن لكم خصوصا أن ابني في حالة صحية خطيرة. والسلام والدة السجين جمال الدين ملاخ تيجانية مزهود عدد ب.ت.و: 01397362 نهج الحرية 7070 رأس الجبل الهاتف: 72447421 / 22699241    عن منظمة حرية وإنصاف

المنظّمة الدّوليّة للمهجّرين التّونسيّين دعوة تجمّع المهجّرين التّونسيّين بباريس

 


تدعو المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين جميع أعضائها إلى التظاهر والاحتجاج يوم السبت 24 أكتوبر الجاري من أجل التعريف بمظلمتهم وذلك في كل دول الإقامة. وسيقع تجمع المهجرين التونسيين المقيمين بفرنسا، في العاصمة باريس، يوم السبت 24 أكتوبر 2009، أمام محطة المترو Couronnes بالدائرة 11 ابتداء من الساعة الثالثة بعد الظهر. وبهذه المناسبة، تناشد المنظمة جميع أبنائها الحضور والمساهمة في التحرك، كما تدعو كل أصدقائها من منظمات وجمعيات وفعاليات للدعم والمساندة. « عاشت نضالات المهجرين التونسيين » عن المكتب التنفيذي باريس، 20 أكتوبر 2009


النقابة التونسية للإذاعات الحرة
دعوة

إلى ندوة صحفية


تتشرف النقابة التونسية للإذاعات الحرة  بدعوتكم لحضور الندوة الصحفية التي ستعقدها يوم الجمعة 23 أكتوبر 2009 على الساعة  الحادية عشر  صباحا بمقر النقابة الكائن بـ 34 نهج شارل ديغول تونس العاصمة وذلك لمزيد تسليط الضوء على الاعتصام الذي يخوضه أعضائها منذ 17 أكتوبر 2009 احتجاجا على احتكار السلطة لوسائل الإعلام السمعية البصرية.   عن النقابة التونسية للإذاعات الحرة نزهة بن محمد   البريد الإلكتروني: strl.info@gmail.com الهاتف: +216 23 90 89 57 الهاتف/الفاكس: +216 71 32 96 07

 


إدارة موقع الشيخ راشد الغنوشي
تكذيب

نشر موقعكم (تونس نيوز) مقالا من صحيفة الرياض للمدعو منصور النقيدان تحت عنوان  » جهاد القرضاوي ونادي المعجبين » ورد فيه الكثير من المغالطات والتشويه المجاني الذي يستهدف الشيخ راشد الغنوشي حيث ادعى الكاتب بأن الشيخ الغنوشي » لا يمانع بأن يكون للشاب صديقة وأن يرتاد البارات والحانات » وزعم أن الغنوشي  » من العشرات الذين أيدوا احتلال الكويت »

بينما الحقيقة أن الشيخ الغنوشي شارك في وفد قادة الحركة الإسلامية في العالم الذي طالب الرئيس العراقي صدام حسين بالإنسحاب من الكويت لتجنيب المنطقة الكارثة التي وقعت فيها.

وإذ نورد هذا التكذيب لما ورد في المقال من افتراءات فإن للشيخ الغنوشي كامل الحق في المتابعة القضائية للصحيفة ولكاتب المقال.   إدارة موقع الشيخ راشد الغنوشي  


بعد الاعتداء الجسدي، جاء دور التهجّـم الإعلامي

مذمّــتي من « الحدث » وسام أضعه على صدري


زياد الهاني
 
تكرّم عليّ المحرر « الحدث » وخصني بالثلث الأعلى من الصفحة الثانية من جريدته « الحدث » في عددها 10870 الصادر يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2009. وفي مقال بعنوان : <في السيرة الذاتية لصاحب الصفقات السرية ـ زياد الهاني يتعرّى>، لم يترك المحرر بابا من أبواب نشاطي الجمعياتي والحقوقي إلاّ وتناوله بالقدح والتشكيك. ولم يفته التعرض لدافع تهجمه على شخصي حيث أوضح دون لبس في الفقرة الثالثة من مقاله انزعاجه مما اعتبره ظهوري « اليوم كمحارب للفساد ». وفي الوقت الذي أترك فيه الحسم في ما ساقه ضدي المحرر الذي تخصص في ثلب نشطاء المجتمع المدني للقضاء الذي سأحيل إليه الموضوع ليبتّ فيه، أتوجه للحدث « الوطنية » حد النخاع بالسؤال التالي: لماذا لم تذيّلوا مقالكم بإمضاء كاتب يمكن الردّ عليه!؟ لماذا اخترتم التخفي!؟ أنا أحبّ بلادي ويضنيني هواها. وأنتم .. من أنتم!؟ ما هو موقفكم مما أطرحه حول الفساد الذي تتهجمون علىّ من أجله!؟ ما هو موقفكم من العائلات المتنفذة الفاسدة وفي مقدمتها الطرابلسي والماطري التي تنهب ثروات البلاد في ظل التواطئ المخزي لدوائر عديدة!؟ لقد خبر التونسيون انقلابكم على أولياء نعمتكم في النظام السابق، فهل يمكن أن يكون أولياء نعمتكم في النظام الحالي أفضل حالا معكم ممّن سبقهم عندما تدور الدوائر!؟ أما القناة التلفزية على الانترنت التي تعرّض لها المحرر خالطا السمّ بالدسم، فهي مشروع أعدّ له منذ أكثر عام. وذلك بهدف بعث فضاء حواري حرّ ومفتوح يوفّـر لنخب بلادي دون إقصاء ولا تمييز فرصا مضافة للتحاور في شؤون بلادنا بما يعزز رفعتها ويساهم في دفع مسيرتها لتبلغ ما هي جديرة به بين الأمم. ولتقديم مادة إعلامية مهنية راقية سأسعى لأن تكون في مستوى انتظارات التونسيين المتعطشين لإعلام يعكس واقعهم ويعبّر عن طموحاتهم. لذلك فتعريضكم بي، بعد الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له مساء الخميس 15 ديسمبر 2009 لن يزيدني إلاّ تمسكا وإصرارا على الكلمة الحرة وعلى الموقف المدافع عن مصالح بلادي. بلادي التي أتشرف بالانتماء لجيش احتياطها، وتدربت فيه على استعمال مختلف صنوف الأسلحة حتى ألبّي نداءها إذا ما دعتني لردّ العدى. وفي انتظار أن تجمعنا قاعة المحكمة أقول للــ »حدث » : ثلبكم لي، وسام أضعه على صدري. وطالما أنه صادر منكم، فهو تأكيد على أني أسير في الطريق الصحيح .. طريق العزة والكرامة. تحيا تونس تحيا الجمهورية (المصدر: الإصدار 25 من مدونة زياد الهاني (محجوبة في تونس) بتاريخ 20 أكتوبر 2009) الرابط: http://journaliste-tunisien-25.blogspot.com


عريضة وطنية للدفاع عن كرامة الجامعي واستقلالية المؤسسة الجامعية تحديث – 20/ 10 / 2009

 


نحن الجامعيين و المربين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني بعد إطلاعنا على ما يقوم به بعض المسؤولين الأول والكتاب العامين بالمؤسسات الجامعية من ترويج في الكليات والمعاهد العليا لعريضة مساندة لأحد المرشحين للرئاسة : 1 – نعبر عن استغرابنا من صمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا عن هذه الممارسة التي تمس في الصميم مبدأ حياد الإدارة و استقلالية المؤسسة التعليمية الجامعية. 2 – نستنكر لجوء المسؤولين الذين يروجون العريضة إلى استعمال ضغوط ضمنية وأحيانا صريحة للحصول على التواقيع ، خاصة حين يعمدون إلى تذكير عدد من الأساتذة الجامعيين الشبان بوضعيتهم الإدارية الهشة كمتعاقدين ونصف متعاقدين و ملحقين ومساعدين غير مرسمين . 3 – نطالب وزارة التعليم العالي بالتدخل الفوري لإبطال هذه الممارسات المنافية للقانون الذي يلزم الإدارة بالحياد في العملية الانتخابية والماسة من كرامة الجامعي وحقه في التعبير الحر عن مواقفه السياسية دون ضغوط أو استغلال نفوذ للإمضاء على العريضة الرجاء إرسال الاسم واللقب والصفة إلى البريد الالكتروني التالي solidarite.tunisie@gmail.com قائمة الامضاءات الاولى علما ان العريضة تبقى مفتوحة : 1- مالك الصغيري – طالب مرحلة ثالثة – دار المعلمين العليا – كلية 9 افريل – تونس 2 – احمد بوجرة – قسم الجغرافيا – كلية الاداب والعلوم الانسانية – سوسة 3 – زهير الخويلدي – استاذ باحث – وكاتب فلسفي 4 – محمد بن رمضان – جامعي 5 – الاستاذ  فوزي جاء بالله – محامي – تونس 6 – محمد العيادي – ناشط نقابي وحقوقي – منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية 7 – ياسين العياري – مهندس – تونس 8 – الاستاذ رشيد الشملي – كلية الصيدلة – المنستير 9 – سامي الطاهري – عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي 10 – حمزة الفيل – باحث جامعي – نقابي – تونس 11 – شاكر غرايري – المعهد الاعلى للتوثيق – تونس 12 – رضا بوقديدة – جامعي – نقابي – تونس 13 – مهدي المبروك – جامعي – عالم اجتماع 14 – اسامة ورغي – جامعي – تونس 15 – سليم الدريدي – استاذ تعليم ثانوي 16 – ايمن الرزقي – صحفي في قناة الحوار التونسي 17 – حشاد قوبي – مساعد بكلية العلوم بتونس – قسم الفيزياء 18 – حجلاوي محسن العين 19 – الطاهر الزيات – التعليم الثانوي – قفصة 20 – الاستاذ عبد الوهاب بن رجب – محامي لدى الاستئناف – المهدية 21 – الاستاذ انور القوصري – محامي 22 – عبد الحميد العداسي – الدنمارك 23 – محمد الشيباني – استاذ تعليم ثانوي – مستقل – جرجيس 24 – جيلاني العبدلي – ناشط حقوقي 25 – عبد السلام الككلي – الكاتب العام لنقابة الاساتذة باداب منوبة 26 – خالد نويصر – عضو الجامعة العامة للتعليم العالي 27 – الطاهر بن يحيى – عضو النقابة الاساسية لاداب منوبة 28 – فضيلة لعواني – عضو النقابة الاساسية لاداب منوبة 29 – شمس الدين المنصري – عضو النقابة الاساسية لاداب منوبة 30 – هيكل بن مصطفى – جامعي نقابي – تونس 31 – الطاهر المناعي – جامعي 32 – زين العابدين بن عيسى – جامعي 33 – جميل الحجري – جامعي 34 – الازهر الماجري – جامعي 35 – منجي سالم – رئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الانسان بقابس 36 – رضا الماجري – استاذ تعليم ثانوي – شاعر 37 – الزين ناجح – ناشط نقابي وحقوقي 38 – عبد الجبار الرقيقي – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 39 – الحبيب الباهي – كاتب عام سابق لنقابة معمل الاسمنت بقابس 40 – عبد الوهاب العمري – معارض 41 – جيلاني الهمامي – الكاتب العام السابق للجامعة العامة للبريد 42 – منتصر هملي – استاذ – نقابي ديمقراطي 43 – نزيه الحشائشي – طالب 44 – رضا كارم – معلم – الحزب الديمقراطي التقدمي 45 – محمد الهادي حمدة – توزر 46 – مغراوي الشادلي – نقابي  – ماطر 47 – احمد العامري – استاذ تعليم ثانوي – قابس 48 – صابر  قياش – المعهد الثانوي 2 مارس 1934 – مساكن 49 – فرج الشباح – عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي 50 – فيصل شراد – نقابي جامعي 51 – نور الدين الورتتاني – نقابي جامعي 52 – مسعود الرمضاني – مدافع عن حقوق الانسان  نقابي 53 – ماهر السالمي – عضو الاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة 54 – رضوان شطورو – جامعي 55 – عمر الحفيان – جامعي 56 – عزالدين السراسرة – جامعي 57 – المختار فريد – جامعي 58 – سامي بن موسى – جامعي 59 – رمزي الحاج العجيمي – جامعي 60 – عاطف كرشاف – جامعي 61 – محمد بن يوسف – جامعي 62 – رفيق الشايب – جامعي 63 – وصال المطوي – جامعية 64 – محمود الذهبي – جامعي 65 – هشام عمار – نقابة التعليم الثانوي – منوبة 66 – عدنان الحسناوي – ناشط حقوقي – تونس 67 – محمد نجيب العمامي – استاذ جامعي – تونس 68 – شاكر الغرياني – تونس 69 –شوقي عريف – طالب دكتوراه – تونس 70 – محسن ذيبي – مهندس معلوماتية – باريس – فرنسا 71 – الطاهر العبيدي – صحفي – باريس 72 – طارق السوسي – ناشط حقوقي 73 – عادل الفلاح – نقابي – بنزرت 74 – علي الجلولي – مدير مكتب الوسط لمنظمة العفو الدولية 75 – فخري شمام – معلم  – نقابي 76 – رؤوف عشي – استاذ تعليم ثانوي – نقابي 77 – طارق بن صالح – معلم نقابي – جبنيانة – صفاقس 78 –  الاستاذ خالد عواينية – محامي – سيدي بوزيد 79 – حمدي احمد فرحات – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي  80 – الاستاذ عبد الوهاب معطر – استاذ في القانون – محامي لدى التعقيب 81 – الامين البوعزيزي – باحث بالنعهد الوطني للتراث 82 – محمد بحر  –    فنان 83 – توفيق الذهبي – اطار نقابي – جندوبة 84 – غازي بن علية – نقابي وصحفي  – تونس 85 –  الاستاذ فوزي بن مراد – محامي 86 – الاستاذ عبد الناصر العويني – محامي 87 – مرتضى العبيدي – جامعي – نقابي 88 – النفطي حولة – استاذ تعليم ثانوي –  عضو النقابة الجهويةللتعليم الثانوي – بن عروس 89 – فتحي قديش – استاذ تعليم ثانوي 90 – محي الدين لاغة – تونس 91 – امين العبدلي – قومي تقدمي 92 – الفاضل مغراوي – معلم اول – مناضل وحدوي ناصري 93 –  فتحي الشامخي – قسم الجغرافيا – كلية الاداب والفنون والانسانيات – منوبة 94 – ساسي كحول – طالب بكلية العلوم بسوسة – مستشار قانوني 95 – ابراهيم بن قبلي – الاتحاد الجهوي للشغل بزغوان 96 – امال قرامي – جامعية 97 – زهية جويرو – جامعية 98 – عبدالسلام العيساوي – جامعي 99 – عادل خضر – جامعي 100 – حسين بوجرة – عضو النقابة الاساسية لاداب سوسة 101 – سلوى كنو – التعليم العالي الفلاحي    — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicales

 


حرمان المواطنين من جوازات سفرهم


التحرير في الأثنين, 19. أكتوبر 2009
قال السيد انيس بن الشادلي الخميري تقني سامي قاطن بولاية جندوبة، بانه تقدم بطلب للحصول على جواز سفر منذ يوم 10 ديسمبر 2007 ولم تتم الإستجابة لطلبه حتى الآن. . وذكر السيد الخميري بانه راسل ادارة الحدود والاجانب يوم 24 جوان 2008 كما راسل وزير الداخلية بتاريخ 28 سبتمبر 2009 وعدد من الجهات الاخرى غير انه لم يتحصل على جواب يذكر.  واعتبر الخميري ان عدم تمكينه من جوازه، سلب لحقوقه المدنية دون أي مبرر . وناشد السلط المعنية ومكونات المجتمع المدني التدخل لتمكينه من جواز سفره.  يشار إلى أنها ليست الحالة الوحيدة التي يحرم فيها مواطن من حقه في الحصول على جواز سفره، وإنما دأبت السلطة على استعمال وثيقة جواز السفر للضغط على المواطنين أو معاقبتهم وقد ذكرت حالات عديدة من هذا القبيل في البيانات الحقوقية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 أكتوبر 2009)  


من المواطن محمد عبو إلى السيد زين العابدين بن علي المرشح للانتخابات الرئاسية

 


بقطع النظر عن موقفي المعارض لكم وللانتخابات المقبلة فاني قد طالعت برنامجكم الانتخابي لهذه الدورة كما طالعت برنامج الدورة المنقضية دون أن ألاحظ أن من بين ركائزه أو نقاطه التعامل مع خصومكم السياسيين ببث الأكاذيب و هتك الأعراض وإطلاق بعض المنتسبين لمهنة الصحافة و غيرهم من المرتزقة لتشويه من تعلمون علم اليقين انه لا يحركهم إلا حبهم لوطنهم العزيز ولأبناء تونس, غاية كل نضال. قد نفهم- ولا نعذر- أن يلجا حاكم ما للقمع لإخضاع شعبه, ولكن أبدا لم نفهم لماذا ينزل العمل السياسي في تونس إلى هذه الدرجة المتردية جدا بما يسيء لمن يقف وراءها أكثر مما يسيء لضحاياها. لذا فالرجاء منكم فتح هذا الملف و توضيح موقفكم من المسألة .
 
مراسلة خاصة


الرابطــــــــــة التونسيــــــــة  للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبـــــــــــــة جندوبة في 18/10/2009 بيــــــــــــــان

علم فرع جندوبة  للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان انه في يوم 16 أكتوبر 2009 تعرض فريق راديو كلمة الى  احتجاز أمني من قبل أعداد غفيرة من البوليس بمدخل مدينة طبرقة ودام هذا الاحتجاز تقريبا 4 ساعات واستهدف عمر المستيري  مدير راديو كلمة  ورئيسة التحرير سهام بن سدرين والمولدي الزوابي الصحفي بنفس المؤسسة،  الذين عزموا على القيام بتحقيق صحفي حول الحملة الانتخابية شملت عددا من مناطق الشمال الغربي. واثناء هذا الاحتجاز تم التهجم على السيدة سهام بن سدرين بعبارات مشينة والاستيلاء على هاتفها الجوال وحاول أعوان الأمن افتكاك محفظتها كما منع عمر المستيري من اجراء مكالمات وتم افتكاك هاتفه وتفتيش سيارته. ان فرع جندوبة  للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان: – يندد بالاحتجاز الذي تعرض له الفريق الصحفي وبالممارسات المشينة التي تعرضت لها السيدة سهام بن سدرين وعمر المستيري من قبل أعوان الأمن. – تعتبر ان حرية الصحافة والتغطية الميدانية للأحداث الوطنية حق نص عليه الدستور والمواثيق الدولية. – تطالب السلط المعنية باحترام حرية الإعلام واحترام الصحفيين. عن هيئة الفرع الرئيس الهادي بن رمضان  


أحمد بوعزّي بيـــــان

 


عمد عدد من أعضاء الحزب الحاكم ظهر اليوم بصحبة أشخاص مجهولين الى مهاجمة مقر الحزب الديمقراطي التقدّمي بمدينة فوسانة (ولاية القصرين) وانتزعوا معلّقات كانت على بابه واستعانوا في ذلك بالبلدية حيث جنّد الكاتب العام للبلدية عددا من أعوانها وهدّدوا مناضلي الحزب الديمقراطي التقدّمي باستعمال العنف ضدّهم. والحزب الديمقراطي التقدّمي إذ يحيّي في مناضليه ضبط النفس فإنه :يندّد باستعمال هياكل الدولة من طرف الحزب الحاكم للاعتداء على المقرّ يذكّر بأن مالك المقر قد قطع عنه النور الكهربائي بإيعاز من السلط المحليّة يؤكد لهم أن ذلك لن يجعل الحزب يحيد عن مواقفه المناهضة للتسلّط ولتجاوز السلطة يدعو الرأي العام الى الوقوف مع فرع الحزب بفوسانة ضد الظلم والتعسّف. أحمد بوعزّي 20-10-2009


 القائمة المستقلة « الإصلاح والتنمية »
دعوة
(لحضور ندوة صحفية )

يتشرف المترشحون بالقائمة المستقلة « الإصلاح والتنمية » بدعوتكم لحضور الندوة الصحفية التي يعقدونها يوم الخميس 22 أكتوبر 2009 بنزل أريحا 113 نهج فلسطين على الساعة 11 صباحا.   عن المترشحين فتحي التوزري


أسبوع تحرّكات المعارضة التونسية بباريس

 


الحقيقة الدولية – باريس –  الطاهر العبيدي     شهدت مدينة باريس أسبوعا متحركا للمعارضة التونسية، سواء في شكل ندوات أو محاضرات أو تجمعات، لوّنها قدوم  بعض زعماء أحزاب معارضة من داخل تونس، ممّا خلق نوعا من الحركية والتنوع وفضول الاعلام بمختلف منابره.    وقد ابتدأ هذا الحراك بإقامة تظاهرة يوم الأربعاء 7 اكتوبر2009 بباريس الدائرة الحادي عشر، دعت له اللجنة  من أجل اِحترام الحرّيات وحقوق الإنسان في تونس، والتي سبق وأن نظمت العديد من  التحركات والتظاهرات في مناسبات عديدة، وحضرتها العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية التونسية والأجنبية ومختلف رموز العائلات السياسية بالمهجر، كما كان لافتا مواكبة الصحافة العربية والفرنسية لهذا الحدث الذي استقطب كذلك جمهورا من مختلف الألوان والمشارب، جاء ليستمع لزعماء أحزاب معارضة منعوا من المشاركة السياسية، ومن التعبير عن طروحاتهم في بلدهم كما يروّج ضمن منابرهم، وعلى أعمدة بعض الاعلام العربي والأوروبي، وقد ابتدأ الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات تدخله، متطرّقا إلى حيثيات ترشحه للانتخابات الرئاسية، وكيفية إقصائه، كما عرّج على الوضع السياسي والمناخ العام، مرورا بأحداث الرديف، وصولا إلى المحطة الانتخابية الرئاسية وما حام حولها من شوائب، مضيفا أنه وبقية مناضلي الحزب يعون جيدا أن المشاركة في حدّ ذاتها ليس للفوز، نظرا لحالة الحصار السياسي، بل هي نوعا من تكريس مبدأ التعددية وإرساء ثقافة التنوع، ورغم ذلك وقع إقصائهم، ما يدل على نوع من الاحتكار السياسي والأحادية واغتيال الرأي المخالف.. ليعقبه الأستاذ نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي، الذي أعطى لمحة تاريخية حول المحطات الانتحابية، والعراقيل المتعمّدة التي طرحت أمام الحزب الديمقراطي التقدمي من أجل عزله، كما تطرّق إلى عملية إسقاط العديد من القوائم من الانتخابات التشريعية والمضايفات المستمرة لنشطاء الحزب، ليختم تدخله بالقول أن وعي أغلب التشكيلات السياسية المعارضة يبشر بالأمل السياسي، ما يستدعى تضافر كل هذه الجهود الوطنية من أجل التصدي لحالة الاستفراد..     وتمحورت مداخلة الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية حول الأبعاد السياسية لموقف حزبه، وكيفية تقييم أوضاع البلاد من خلال العشريتين، مذكرا أنه فهم مبكرا المغزى الحقيقي للمشاركة في الانتخابات، عبر إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية سنة 1994، وكيف وقع الزج به في السجن من أجل ممارسة حقه الدستوري، مضيفا أن مسؤولية التغيير تبدأ في نظره بتحرير العقول، واستنهاض الهمم، حتى لا نبقى رهائن الخطاب الواحد…     كما كانت للمحامي المعروف عبد الرؤوف العيادي مقاربة تراوحت بين السياسي والحقوقي، تعرّض فيها إلى استبيان كشفي للجانب الحقوقي،  وإلى الفضاء العام الذي كما يقول يعاني من الاختناق والتضييق، مبينا بعض الشواهد حول ما يسميها ممارسات تستهدف نشطاء المجتمع المدني..   ومن جانبه تحدث السيد سمير بالطيب ممثل حزب التجديد حول العراقيل المتكررة، وغلق الفضاءات الجماهيرية أمام مرشح الحزب لعزله عن الالتقاء المباشر بالمواطنين، مضيفا أنه في أحد الأيام تعطلت حركة المرور بشارع الحبيب بورقيبة، وجيء برافعة من أجل نزع صورة مرشح حزبنا، وهذا دليل على ضيق الصدور بالمنافس…    وبعدها فسح المجال للنقاش لجمهور القاعة، حيث تباينت الأسئلة وتدافعت حول برامج المعارضة والآفاق؟ وكيفية الخروج من حالة الانشطار السياسي؟ ولماذا لم تلتق المعارضة في تونس بدل باريس؟ وما هي الأولويات الاجتماعية لدى المواطن؟ ولماذا بقيت المعارضة رهينة خطاب التشخيص والتوصيف؟ وغيرها من الأسئلة القلقة والمقاربات الناقدة والمساندة.. كما كانت للسيد عادل ثابت عن حزب العمال الشيوعي التونسي مساهمة توضيحية، حول موقف المقاطعة الذي يتبناها الحزب، وهي كما ذكر مقاطعة في اتجاه الفعل، وليست مقاطعة سلبية بالمعنى الاستقالي المتفرج، بعيدا عن الحراك والمساهمة، في تحويل المقاطعة إلى شكل من أشكال النضال، الذي يؤسّس لرفض سياسات الإقصاء، والخطاب الموغل في قدسية الأشياء..وقد تقاسم الرد على أسئلة الحاضرين الدكتور مصطفى بن جعفر، الذي حاول تفكيك الأسئلة والإجابة على مشاغل الحاضرين، بطريقة توخّى فيها نوعا من المنهجية والوسطية من وجهة نظر،ه بالاعتماد على رؤى وتصوّرات حزب التكتل الديمقراطي، الذي كما يرى يسعى هذا الحزب للمساهمة في بناء تونس الغد، وفقا لمبدئية الحقوق والوجبات، وفي كنف القانون الذي يحمي الجميع، ووفقا لآليات المشاركة التي تحترم اختلاف الآراء، كما شارك في الرد على استفهامات الحاضرين كل من الأستاذ نجيب الشابي، والدكتور منصف المرزوقي، وممثل التجديد السيد سمير بالطيب الذين ساهموا  كل من موقعة في الرد على الأسئلة المختلفة، والمطارحات المكشوفة، ممّا خلق نوعا من الجدلية والنقاش، تميز بالحميمية والتعاطف أحيانا،  وبالحرارة والتفاعل المضاد أحيانا أخرى، ما جعل القاعة متحرّكة في اتجاه تعدّدية الرؤى في الأسئلة والمقاربات..    جامعة العلوم السياسية  » بسان دني  » تقيم يوما لدراسة الانتخابات الرئاسية التونسية   قامت مجموعة من طلبة جامعة العلوم السياسية العرب والأجانب، بإقامة ندوة تختص بتحليل الاستحقاقات الرئاسية التونسية، استدعت لها العديد من القوى السياسية، حيث خصّص يوم السبت  10 أكتوبر لإقامة جلسات متتالية ليوم كامل، تناوبت فيها أحزاب المعارضة للتعبير عن مشاغلها وتطلعاتها، بمشاركة الدكتور مصطفى بن جعفر، والأستاذ نجيب الشابي، والدكتور منصف المرزوقي، والسيد سمير بالطيب، والحقوقي المحامي عبد الرؤوف العيادي، كما تمّ استدعاء السيد حمة الهمامي، الذي منع في آخر وقت من القدوم إلى باريس للمشاركة في هذه الندوة كما أعلنت دوائر قريبة من حزبه،  وكان لافتا حضورا مكثفا للطلبة والجامعيين والبحاثة المهتمين بالشأن المغاربي، كما شارك في هذه الندوة المتميزة كل من السيد الشاذلي بن يونس باسم التجمع الديمقراطي التونسي، والدكتور المازري حداد الموالي للنظام التونسي،  وقد دافع كل عن وجهة نظره، من خلال انتماءاته الحزبية ، ومما يلفت الانتباه أن جمهور الطلبة الحاضر في القاعة التي شهدت اكتظاظا كبيرا، أبدى تعاطفا واضحا مع رموز المعارضة، من خلال التصفيق الحار، وأبدى تفاعلا أكثر مع مداخلاتهم، هذا وقد فسح المجال لمشاركة الحاضرين من جمهور الطلبة والمهتمين والمتابعين الحاضرين في توجيه العديد من الأسئلة والاستفسارات حول مغزى الانتخابات الرئاسية التونسية، والمناخ السياسي العام، والتعامل مع المعارضة، وكيفية الاقتراع وأين يتموقع المواطن من هذه المحطة، وحول حرية التعبير، وواقع الصحافة في هذا البلد، وغيرها من الاستفسارات المتعلقة  » بالسيستيم  » السياسي التونسي… ويمكن القول هنا أن الندوة كانت نافذة تمكنت فيها المعارضة من مخاطبة جمهور آخر، قد تكون فرصة لها لتوسيع دائرة الاهتمام والتفاعل والإفادة والاستفادة.       الائتلاف من أجل المقاطعة مظاهرة احتجاج    ومن جانب آخر كان للإتلاف من أجل مقاطعة الانتخابات الرئاسية، الذي يضمّ أحزابا معارضة وشخصيات وطنية،  يوم الأحد 11 أكتوبر 2009 تحركا ميدانيا وقع في  » كورون  » أحد الدوائر الباريسية بجانب المترو الذي يعتبر أحد أهم تجمعات الجاليات العربية،  وقد حضر هذا الاعتصام عددا من الفعاليات السياسية والحقوقية التونسية، إلى جانب بعض ممثلين عن أحزاب ومنظمات فرنسية للمساندة والتضامن، تحت أنغام موسيقى الشيخ إمام، وعزف الفنان الملتزم محمد بحر في الهواء الطلق، وتحت لافتات وصور أهالي الرديف، وقد وزعت في هذه الوقفة الاحتجاجية في الشارع مناشير تعرف وتلخص رأي الائتلاف من مقاطعة الانتخابات الرئاسية التونسية، ورفعت شعارات تطالب بإطلاق سراح مساجين الحركة الاحتجاجية بالرديف، وقد تناوب على الميكروفون لتسجيل بعض كلمات المؤازرة مختلف الجمعيات والأحزاب الحاضرة في هذا التجمع، الذي استمر لحوالي 3 ساعات، وكان في الجهة المقابلة لهذا التجمع الاحتجاجي عناصر موالية للحزب الحاكم، يعبرون بدورهم بصورة عكسية عن مساندتهم لانتخابات، وبين الفصيلين الذين كانا على طرف نقيض، كان هناك  طابور من البوليس الفرنسي يفصل بين الاثنين، كي لا يقع الاحتكاك أو ربما التشابك بالأيادي والرؤوس  بين هؤلاء وأولئك أبناء البلد الواحد، ولكن لكل منهما توجه فيه يختلفون… ويبقى السؤال الحرج الذي يؤرق مواطن قوارب الموت، ومواطن الشهائد المعطلة، ومواطن السجون، ومواطن البطالة، ومواطن المنافي، والمواطن المعطوب بفعل الأزمة المالية العالمية، وكل تلك الشرائح الاجتماعية المطعونة في قوتها وفي أحلامها…إلى متى تبقى هذه الملفات مؤجلة، ومتى تصبح عناوين واقعية للانتخابات بعيدا عن طق الطبل والمزمار…   (المصدر: مجلة الحقيقة الدولية بتاريخ 20 أكتوبر 2009 )  


التعددية:سياسية و نقابية و حقوقية… « لا أريكم إلا ما أرى… »

 


عجائب الاستبداد لا تحصى… و قد يؤتى السحرة من معسول الكلام ما يزييون به أبشع الصور و أقبحها حتى يراها قصيرو النظر قد أوتيت من الحسن و الجمال ما لم تدركه ريشة أشهر الرسامين و الفنانين… فعرفنا الزعيم الملهم و القائد الفذ و المجاهد الأكبر إلى غير ذلك من أسماء ملوك لا ممالك لهم… و كانت تجربة الحزب الواحد في مشارق أرض بني يعرب و مغاربها الترجمة الفعلية لهذا الوجه من الاستبداد.. و بعد ما عرفت الأقطار العربية في عهد الاستعمار المباشر تعددية فكرية كان من نتاجها تعددية سياسية أفرزت بدورها تعددية حزبية ساهمت معا في معركة التحرر الوطني في أول لبناته… و لم تكد تغادر جيوش الاستعمار المباشر أرض العروبة حتى حل محلها من يمكن اختزال أبرز ملامحه في الشعار الذي رفعه أفضل المستبدين أي  » لا أريكم إلا ما أرى »… فكانت « جبهة التحرير الوطني »في الجزائر و « الحزب الحر الدستوري » في تونس و « الاتحاد الاشتراكي » في مصر … و غيبت بقية الأحزاب إما بملاحقة مناضليها أو سجنهم أو تهجيرهم… و تفردت تلك الأحزاب بالسلطة حينا من الدهر حتى أصبحت التعددية السياسية حلما يراود المثقفين و المفكرين  و فضاء الحريات قاعا صفصفا لا ترى فيه عوجا و لا أمتا… و قد زاد فساد الأحزاب الحاكمة ( الفساد بمختلف معانيه) من حرص زعمائها حرصا على المكث على العروش إلى أن يتكفل بإزاحتهم قاهر اللذات و مفرق الجماعات … و قد انطبعت في ذهنية الفرد أن التعددية مجلبة للضعف و ذهاب الريح و تشتت الكلمة و تفرقها فترى من يستنكر التعددية النقابية و التعددية الحقوقية و التعددية الثقافية….حرصا على تاريخ بناه رجال و مجدا صنعه أبطال لم يعرفوا بأثرتهم إنما عرفوا بإيثارهم، و اشتهروا بتضحياتهم دفاعا عن المصلحة العامة و ذودا عن مكاسب تحققت بالدماء و الدموع و العرق…. فهل كان الاتحاد العام التونسي للشغل ليعرف ذاك الصيت إن لم يعرف رجلا مثل حشاد تضحية و إيثارا و نضالا لصالح من انتخبوه… هل كان الاتحاد العام التونسي للشغل ليعرف هذا الصيت إن كان هناك في تاريخه رجال يحيون ذكرى حشاد و يخالفون عن سيرته و صدقه و إخلاصه و حرصه على مصلحة العمال… و قد ارتفع الأصوات في مناسبات عدة مستنكرة سعي بعضهم لبعث اتحاد مواز لضرب الاتحاد العام و تهميشه عندما استعصى عليهم تحجيمه و جعله خادما طيعا لمشاريعهم، يسير في ركابهم دون اعتبار لمنخرطيه… و قد يكون مبعث هذا الاستنكار الظروف التي كانت تحف بالتجربة و القصد الجرمي لباعثي الاتحاد الموازي… و كان الأمر كذلك عندما بعثت منظمة حقوقية ضرارا سعيا لإضعاف دور الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تلك المنظمة العتيدة في التاريخ الحقوقي التونسي… و اليوم و قد تعددت المنظمات الحقوقية و ها هي تتعايش و تتعاون و تنسق و لم يدع سابق احتكار هذا المجال و لم ينتقص لاحق عمل من سبقوه بل كل يسعى للدفاع عن الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها كل آدمي.. فإن كانت التعددية السياسية من مفاخر الدول و الأمم فلم لا تكون التعددية النقابية و الحقوقية من المفاخر كذلك؟؟؟ و ها هي الدول التي تتمتع شعوبها بقسط من الحريات قد كرست التعددية في مختلف المجالات.. فلم لا تنظر للتعددية النقابية على أنها عامل صحي شأنها في ذلك شأن التعددية السياسية… و إن عدنا إلى المجال النقابي و ما نشر هذه الأيام فإن المرء ليبارك ما ذهب إليه مؤسسو نقابة الصحفيين التونسيين سنة 2004 من فك ارتباط بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بعد الانقلاب الأسود على هيئة شرعية افرزها صندوق انتخاب لم يعرف- طيلة خمسة عقود- أياد أمينة تسهر على سلامته و تفتح مغاليقه و تؤمن دوافنه إلا في القليل القليل من المرات.. أقول هذا و في القلب غصة فطيلة عام ونصف من مباشرة هذه الهيئة المنتخبة لمهامها لم تشر و لو تلميحا للمضايقات التي ما فتئت أرزح تحت كلكلها في الوقت الذي نشرت هيئات مهنية عالمية العديد من البيانات حول ما أتعرض إليه، بل سارعت بعض المنظمات إلى إرسال مندوبيها لزيارتي في منفاي ألقسري إطلاعا على واقع مرير لا يزال يزداد مرارة و قتامة و أخص بالذكر هنا كلا من « مراسلون بلا حدود » و  » لجنة حماية الصحفيين »…. بل لم أر بيانا واحدا انتصارا لزملاء عرفوا شتى أنواع المضايقات بل وصل الأمر إلى سجن السيد سليم بوخذير لأسباب « مهنية » معلومة لا يتغافل عنها إلا من يحرص على إغماض عينيه كي لا يبهره وهج الحقائق… و رغم تلك الغصة فإني كنت أتفهم فعل الهيئة الحريصة على تجنب ما يغضب السلطة عساها بذلك تتقي سوء منقلب تخشاه… لكن حساباتها قد بان خطؤها… فنحن أمام سلطة تعتبر أن الذي لم يصرح جهارا نهارا أمام الثقلين أنه مع « التغيير في كل صغيرة و كبيرة و انه لا يرى إلا ما يراه التغيير و رجال التغيير و نساء التغيير و أطفال التغيير و حاشية التغيير و حاشية حاشية التغيير » فإنه عدو لدود للتغيير لا مكان له في نور الشمس في بلد التغيير »… و قديما قيل « إن العاقل من اتعظ بغيره » فهلا يكفي ما تعرض له العديد من الصحفيين حتى يقف كل من في القطاع إلى جانب الضحايا… فإن كان من البديهي أن ترتفع عقيرة المظلوم مستنكرة منددة محتجة عما لحقها من أذى، فإنه من الإنساني أن يقف الآدميون و العقلاء و الشرفاء و الوطنيون إلى جانب المظلوم كائنا من كان الظالم؟؟ أما الذين ملأ لغطهم أذاننا يوم دارت عليهم دائرة الاستبداد و استهدفوا تعنيفا و إقصاء و تجويعا و تحرشا فكذلك تفعل العجماوات و يربأ المرء بنفسه أن ينزل إلى درجتهم… بل إنه لمن المعيب أن يصمت المرء على ظلم أي آدمي كان فما القول عن صحفي لا يشهر الحقيقة و هو من صميم عمله و مهنته بل يعمد إلى إخفاء المظالم و التستر على الظلمة أيا كان ظلمهم، بل يعمد إلى نشر الأباطيل و الأراجيف فيزين القبيح من القول و الفعل … إن المهنة في حاجة إلى فدائيين يدافعون عنها و عن منظوريها… فدائيون على يقين أن موقعهم قد يكلفهم الكثير من المتاعب… أليست هي مهنة المتعاعب؟؟؟ فدائيون لا يرنون إلى ترقية أو تسمية أو مسكن أو سيارة شعبية أو … إنما سعيهم الدؤوب من أجل إعلام صادق و حر و نزيه و شفاف… يمتازون بالجرأة في القيام بواجبهم و يترفعون عن الرؤية الضيقة للمسؤولية و للمهنة… إن التعددية النقابية لهي الحل الأمثل في حالات كثيرة و في بلدان مختلفة و لعل واقع البلد على قتامته و انغلاقه و انسداد آفاقه لا مخرج منه إلا تعددية نقابية فعلية من شأنها أن لا تحظى بالقبول الجماهيري و الشعبي إلا بمدى خدمتها لقضايا البلد الحقيقية ووقوفها في صف القيم السمحة التي رفعت من شأنها شرائع الأرض و شرائع السماء… إن كل حسابات تنبني على رؤى ضيقة و غايات وقتية و مصالح خاصة لن تحدث النقلة النوعية نحو عمل إعلامي في مستوى التحديات يضمن للمواطن الحق في إعلام شفاف و نزيه و متعدد كما تضمن للصحفي الحياة الكريمة و القدرة على الوصول إلى المعلومة حيثما كانت دون أن يكون تحت مقصلة القوانين الجزرية التي تعوق مثل هذا العمل… و لعل الضمانة الأهم لمثل هذا التمشي استقلالية تامة عن المرجعيات السياسية و لتكن هي بدورها تعمل في سبيل استقلالية تامة واضحة بعدم التدخل في شؤونها… إن التجربة في العقود الخمسة الأخيرة أفادت أن كل نفس يسعى للمحافظة على استقلاليته توضع في طريقه العوائق المختلفة وما جمعية القضاة ببعيدة و كذلك الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و كذلك الاتحاد العام التونسي للشغل و المنظمة الطلابية « الاتحاد العام التونسي للطلبة »… و قد تكررت معها نفس السيناريوهات تقريبا… عبدالله الــــــــــزواري جرجيس في 17 أكتوبر 2009 (المصدر : موقع « الحوار نت » بتاريخ 19 أكتوبر 2009 )  الرابط : www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1187  

ابراهيم: العراقيل لن تدفعني للانسحاب من انتخابات الرئاسة بتونس

تونس (رويترز) – قال أحمد ابراهيم وهو أبرز معارض رشح نفسه لانتخابات الرئاسة التي تجري يوم الاحد المقبل في تونس ان العراقيل المتعددة التي يلاقيها ومن بينها الاختلال الصارخ في توازن الحملات الدعائية للمرشحين لن تدفعه للانسحاب من السباق متعهدا بمواصلة السباق حتى اخر رمق. وأضاف ابراهيم (68 عاما) وهو مرشح حركة التجديد اليسارية في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء « أنا متشبث بحقي ولن أترك الميدان فارغا من المعارضة الجدية رغم كل التضييقات التي أعرفها منذ الاعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية. » ويتنافس أربعة مرشحين على منصب الرئيس يتقدمهم زين العابدين بن علي الذي يحكم البلاد منذ عام 1987 (حزب التجمع الدستوري الديمقراطي) وأحمد ابراهيم (حركة التجديد) ومحمد بوشيحة (الوحدة الشعبية) وأحمد الاينوبلي (الاتحاد الديمقراطي الوحدوي). وينظر لبوشيحة والاينوبلي على انهما مقربان من السلطة. ويتوقع على نطاق واسع ان يفوز بن علي (73 عاما) بولاية رئاسية خامسة دون عناء. وقال ابراهيم « التضييقات لم تتوقف فحتى الان لم أعقد اجتماعا شعبيا بأنصاري بتونس العاصمة وتم حجز بياني الانتخابي لاكثر من اسبوع لاسباب سياسية وحجزت صحيفة الحزب والادارة مستمرة في رفض تعيين مخاطب يرد على تساؤلاتي. » وأضاف « ايام معدودة وأختتم حملتي الانتخابية التي لم أفتتحها ومع ذلك لن أنسحب وواجبي هو مواصلة الكفاح من أجل ممارسة حقي الذي هو ليس هدية ولا منة من أحد. » وتنتهي الحملة الانتخابية للمرشحين يوم السبت على ان يدلي الناخبون بأصواتهم يوم الاحد. وفي الخارج فتحت مكاتب التصويت امام الاف التونسيين منذ يوم السبت الماضي. ويعيش نحو 800 الف تونسي في اوروبا بينهم حوالي 600 ألف في فرنسا اضافة الى نحو 150 ألف تونسي في بلدان عربية. ورأي ابراهيم ان التغطية الاعلامية الحكومية لنشاطات مرشحي الرئاسة تشير الى اختلال صارخ في الموازين لصالح مرشح الحزب الحاكم بن علي. وقال « أعرف اننا لسنا في سباق حقيقي لان هناك مرشحا يقف على متر واحد من نقطة الوصول واخرين واقفون في خط البداية » لكنه شدد على انه واثق من ان الناس يشعرون براحة تجاه مضمون بيانه الانتخابي لانه قدم لهم بدائل لم يعتادوا عليها على حد تعبيره. وأضاف « ما أطلبه هو ان يشعر المواطن انه يمكنه ان يصوت لحزب معارض وهو مطمئن.. ونحن نطلب سرية وحرية الاقتراع دون ممارسة اي ضغوطات على الناخبين ». وتعهد الرئيس بن علي في خطاب القاه الاسبوع الماضي بضمان اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة معتبرا ان هذه الانتخابات فرصة حقيقية لتدعيم التعدد السياسي في البلاد ودفع المسار الديمقراطي في البلاد. وطالب ابراهيم التلفزيون الحكومي باقامة مناظرة تلفزيونية بين كل المرشحين يعرض خلالها كل مرشح وجهة نظره للناس. وابراهيم الذي شكا من التضييقات عليه كان اول مرشح بث له التلفزيون الحكومي كلمة موجهة للشعب استغرقت 38 دقيقة. وتجري الانتخابات البرلمانية بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية يوم الاحد المقبل. ويشغل حزب التجع الدستوري الديمقراطي الحاكم 80 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 189 مقعدا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 أكتوبر 2009)  

تعقد قائمة »حركة التجديد/المبادرة الوطنية
اجتماع عام بكل من بسليمان وجرسيس واريانة

 


اجتماع عام بسليمان تعقد قائمة »حركة التجديد/المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم »ذات اللّون الأزرق في دائرة نابل اجتماعا عاما في نطاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية وذلك يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2009 على الساعة السادسة مساء بقاعة الأفراح بسليمان. الدعوة مفتوحة للجميع. اجتماع عام بجرجيس                      يعقد مرشح « حركة التجديد/المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » الأستاذ احمد إبراهيم في دائرة مدنين اجتماعا عاما في نطاق الحملة الانتخابية الرئاسية وذلك يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2009 على الساعة الرابعة مساء بدار الثقافة بجرجيس. الدعوة مفتوحة للجميع. اجتماع عام بأريانة   تعقد قائمة »حركة التجديد/المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم »ذات اللّون الأزرق في دائرة أريانة اجتماعا عاما في نطاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية وذلك يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2009 على الساعة الخامسة والنصف مساء بقاعة « الميدياتاك » قبالة المعهد النموذجي بأريانة. الدعوة مفتوحة للجميع.
 

الانتخابات التونسية: هل من جدوى؟

طـه البعزاوي توطئة  تونس مقبلة يوم 25 أكتوبر 2009 على انتخابات رئاسية وبرلمانية وهي المحطة الخامسة في ظل نظام الرئيس « بن علي » الذي تولى السلطة في انقلاب « طبّي » على سلفه الراحل الحبيب بورقيبة يوم 7 نوفمبر 1987. وقد توزعت المحطات السابقة على سنة 1989 / 1994 / 1999 / 2004، ولم تعرف أي منافسة جدية بين قوائم الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) ومرشحه للرئاسة (الرئيس بن علي) وبقية القوائم والمرشحين، إذا استثنينا المنافسة الحادة بين القوائم المستقلة المدعومة من حركة النهضة الإسلامية وقوائم الحزب الحاكم في محطة 2 أفريل 1989 والتي أعقبتها حملة تصفية للتيار الإسلامي ما تزال آثارها ومخلفاتها ماثلة على مستوى الأفراد والتشكيلة السياسية للبلاد التونسية.  تولى بن علي السلطة في تونس بعد أن تهرم النظام السياسي تبعا لتهرم الرئيس الراحل الذي عرفت خاتمة عهده القلاقل والصراعات الداخلية على خلافته، « الواجب الوطني يفرض علينا اليوم أمام طول شيخوخته واستفحال مرضه أن نعلن اعتمادا على تقرير طبي أنه أصبح عاجزا تماما عن الاضطلاع بمهام رئاسة الجمهورية »*. وقد بنى الرئيس الحالي شرعيته في بداية عهده بتبني كثير من مطالب المعارضة وعلى رأسها تعدد الأحزاب وحرية الصحافة، « وإنّنا سنعرض قريبا مشروع قانون للأحزاب ومشروع قانون للصحافة يوفران مساهمة أوسع »*. ورفع الظلم « وسنحرص على إعطاء القانون حرمته فلا مجال للظلم والقهر »* والقطع مع نظام الرئاسة مدى الحياة، « فلا مجال في عصرنا لرئاسة مدى الحياة ولا لخلافة آلية لا دخل فيها للشعب »*. التي نُص عليها بموجب تنقيح الفصلين 40 و51 من الدستور التونسي في التعديل الذي أجري في 19 مارس / آذار 1975 ليسمح للرئيس الراحل بالرئاسة مدى الحياة، « مكافأة » له على « جهاده الأكبر » من أجل تحرير تونس وبناء مؤسساتها.  ورغم معرفة الشعب التونسي ونخبه السياسية بالماضي « الأمني » للرئيس بن علي وقيادته المباشرة للممارسات القمعية زمن سلفه إلا أنهم أعطوه فرصة للوفاء بعهوده واعتقدوا أنه إن لم يقم بذلك مختارا فسيقوم به اضطرارا لأن الشعب التونسي قد بلغ مرحلة من النضج تمنعه من السكوت إن تم الإنقلاب على تلك الوعود. الظرف الذي تتنزل فيه هذه الإنتخابات داخليا لم تتوقف الحملات الأمنية وملاحقة المعارضين منذ إنتخابات أفريل 1989، وقد طالت غالبية فئات المجتمع التونسي وأحزابه ونخبه ولم يسلم منها حتى بعض أعضاء ما يعرف بمعارضة الموالاة(1) وتداولت غالبية النخب السياسية التونسية ـ يسارها ويمينها ـ على السجون والمنافي في عهد الرئيس الحالي والذي يسمى عهده بـ »العهد الجديد ».  وأما هذه المحطة الإنتخابية فإنها تأتي وأزمة التحركات الإجتماعية التي انطلقت فيما يعرف بمناطق الحوض المنجمي، وأساسا في معتمدية الرديف من ولاية قفصة التي تعرض المحتجون فيها إلى قمع شديد بلغ درجة استعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين العزل، تسبب في سقوط ضحايا (الشاب الحفناوي المغزاوي …) كما تم الزج بالقيادات النقابية للتحرك وبعض المتظاهرين في السجون وتنظيم محاكمات وصفها المتابعون والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية بالجائرة والتي نتجت عنها أحكام قاسية.  وقد باءت كل محاولات الوساطة أو التدخل لدى رئيس الدولة ليستعمل صلوحياته في العفو عنهم وإطلاق سراحهم بالفشل ـ حتى الآن على الأقل (*) ـ وقد ساهمت الفيضانات الأخيرة في مزيد من الإحتقان بالمنطقة والتي كان أكثر ضحاياها في مدينة الرديّف.  كما كان لقانون 10 ديسمبر 2003 والمعروف بقانون « مكافحة الإرهاب » آثار مدمرة على الحريات وكان سببا في انتهاكات عديدة لحرية الرأي وحقوق الإنسان رغم تزامن الإعلان عنه مع ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الأنسان، وهو ما اعتبرته المنظمات الحقوقية استهتارا مقصودا بحقوق الإنسان، ورأت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسين أن القانون المذكور  » خلف آثارا مدمّرة على المجتمع التونسي بفتحه أبواب السجون و المعتقلات أمام مئات الشّبّان لمجرّد الشبهة و في أغلب الأحيان في محاكمات للنّوايا لا تتوفر فيها أبسط شروط المحاكمة العادلة و تصدر فيها أحكام بالسجن لعشرات السنوات لتهم لا تستند لحجج و لا أدلة بل يكتفي الباحث ( أعوان إدارة أمن الدولة ) بانتزاع اعترافات تحت التعذيب الشديد إثر عمليات اختطاف يومية واحتجاز تعسفي خارج إطار القانون ورقابة القضاء » (3)  وظلت الملاحقة الأمنية لقدماء مساجين حركة النهضة متواصلة وزادها تعقيدا إعادة الرئيس السابق للحركة الدكتور الصادق شورو للسجن 3 أسابيع بعد إخراجه منه في نوفمبر 2008 بمناسبة ذكرى الإنقلاب وذلك على خلفية حوار مع قناة الحوار اللندنية.  وعرفت جمعيات المجتمع المدني ملاحقات وتضييقات وانقلابات بإشراف مباشر من الأجهزة الأمنية وأجهزة الحزب الحاكم. (4) خارجيا:  تميز نظام بن علي بكثير من الفضائح التي تناولها الإعلام الخارجي والجمعيات الحقوقيية، فقد سبق للإعلام الفرنسي أن تعرض للتتبعات القضائية لشقيق الرئيس بن علي « منصف بن علي » على خلفية الإتجار في المخدرات والذي تم تهريبه من فرنسا بجواز دبلوماسي إلى تونس ليصدر في حقه حكم غيابي بعشر سنوات سجن، ثم أعلن لاحقا عن وفاته في ظروف غامضة!  كما تعرض الصحفيان الفرنسيان، « نيكولا بو » و « جون بيار تيكوا » في كتابهما « صديقنا بن علي » الذي صدر بفرنسا سنة 1999، إلى التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في عهد الرئيس الحالي وإلى العائلات المتنفذية التي وصفها الكتاب ب »المافيوية ».  ويتزامن هذه الأيام التي يعلو فيها صخب المهرجانات الإنتخابية مع حدثين مهمين أقلقا النظام التونسي بدرجة كبيرة، أولهما قضية اليخوت الثلاثة التي سرقت من فرنسا وأشهرها يخت مدير البنك المركزي الفرنسي، صديق جاك شيراك، حيث تمت عملية السرقة بإدارة صهري الرئيس بن علي، عماد ومعز الطرابلسي وشوهد عماد يمتطي اليخت المذكور(5) في ميناء سيدي بوسعيد قريبا من القصر الجمهوري. و قال القضاء الفرنسي كلمته في القضية يوم 30 سبتمبر 2009 مدينا للعناصر التي قامت بالسرقة، في حين حول النظر في قضية صهري الرئيس للقضاء التونسي وهو ما اعتبره محامو بقية المتهمين، والإعلام الفرنسي تواطأ بتدخل سياسي فرنسي لصالح النظام التونسي، ولا يعرف حتى الآن الثمن الذي دفع من أجل ذلك.  ولكن فشلت المساعي التونسية لإيقاف صدور كتاب جديد بعنوان « حاكمة قرطاج » عن زوجة الرئيس بن علي « ليلى الطرابلسي » وقد تعرض كاتباه، « نيكولا بو » و « كاترين قراسيي » إلى الماضي الذي وصف بالمشين لـ »حاكمة قرطاج » وإلى استحواذها وعائلتها على الثروة التونسية.  وتكثفت في الآونة الأخيرة التقارير الحقوقية من المنظمات الدولية التي تدين الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في تونس. (6) ديمقراطية تحت السيطرة سيتكون مجلس النواب القادم من 214 نائبا ولسنا بحاجة لانتظار نهاية العملية الإنتخابية لنعرف كيف ستتوزع هذه المقاعد، فالحزب الحاكم سيحصل على 161 مقعدا بينما سيكون نصيب المعارضة « المروّضة » 53 مقعدا.  والأكيد أن الغالبية العظمى من أسماء النواب القادمون محددة بدقة وعناية، إن لم يكن كلها.  وهو ما يدل على أن الديمقراطية التونسية ديمقراطية تحت سيطرة مقص « التارزي » يفصلها على المقاس.  وبعد قمع الأحزاب التي لها حضور ميداني، لم يعد التنافس على كسب أصوات الناخبين وإنما أصبح التنافس بين الأحزاب التي توصف بالأحزاب الكرتونية أو معارضة الموالاة، ذي بعدين، أولهما الحرص على مزيد التقرب من « التارزي » ليكون نصيبهم في كسوة البرلمان أكبر من « منافسيهم »، وأما البعد الثاني فهو معارك طاحنة داخل تلك الأحزاب على تسمية رؤساء قوائمها الإنتخابية، لأن العادة تقتضي أن يكون الممنوح مقعدا في البرلمان من « معارضة الموالاة » رئيسا لقائمته!  وقد حدث أن اختار أعضاء تلك الأحزاب رئيسا لقائمة وتدخلت قيادتهم المركزية لتغييره وهو ما يوحي بأن الأسماء محددة بالتنسيق مع « التارزية »!  فهل يتوقع من هؤلاء النواب « المعارضين » أن يشكلوا معارضة حقيقية في البرلمان، وحالهم كما يصف شاعرنا الأستاذ البحري العرفاوي:  وتراك يا.. في البرلمان واقفا *** تتوكأ.. وتدق جُمْعًا في الخشبْ  وتقلدُ: يا سيّداتي… سـادتـــي *** لكنك تتذكرُ….. فضلَ النِـّسَــبْ  لقد تفنن النظام التونسي في إفراغ المصطلحات ـ التي تمثل مطلبا شعبيا وحولها إجماع عالمي مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وحق التنظم السياسي ـ من مدلولاتها الحقيقية بعد أن تظاهر بالسبق إلى قبولها والدعوة إليها! …  فاتفاقية مناهضة التعذيب تعلق في كل مراكز الأمن وتحتها يعذب المتهمون حتى تزهق أرواح بعضهم!  ولسنا هنا بصدد تقصي الفرق بين الخطاب والممارسة لأن ذلك مبحث يطول ولا يمكن إحصاء كل الشواهد على ذلك ولكن الأمر أصبح من البداهة لكل متابع تغني عن حشد الأمثلة.  ونكتفي بإبراز مسألة وحيدة وهي أن نظام « بن علي » بنى شرعية بداية عهده على نبذ « الرئاسة مدى الحياة » فعدل المادّة 39 من الدّستور التونسي بتاريخ 25 جويلية / تموز 1988 ليحدد حق الرئيس في تجديد ترشحه للرئاسة مرتين فقط بعد الدورة الأولى (7) ولما أشرف بن علي على استنفاذ « حقه الدستوري » من الرئاسة أصدر أمره عدد 629 لسنة 2002 زعم فيه إعادة الأمر للشعب « المتمسك ببن علي رهان الحاضر والمستقبل » ليقول كلمته بالإجماع في استفتاء شعبي نُظم بشهر ماي / أيار 2002 ليصدر بعد ذلك القانون الدستوري عدد 51 المؤرخ في 1 جوان 2002 والذي فتح الباب على مصراعيه أمام الرئيس للإستمرار في الحكم بطريقة التفافية على « الرئاسة مدى الحياة ».  ورغم أن الفصل 40 من الدستور التونسي قد أوجب « أن يكون المترشح يوم تقديم ترشحه بالغا من العمر أربعين سنة على الأقل وخمس وسبعين سنة على الأكثر » فإنه لا ضمانة للإلتزام بهذا الفصل بعد أن يتم الرئيس الحالي دورته المقبلة والتي سيكون عمره عندها 78 سنة ـ إن مد الله في عمره ـ كما يمكن أن تتغير في الإتجاه العكسي أي النزول عن شرط سن الأربعين إذا أجمعت إحدى الأسر المتنفذة أو بعضها على خليفة لبن علي دون تلك السن!  فقد أصبح الدستور حسب التجارب السابقة « عجينة صلصال » تُكيّف حسب الحاجة والظرف!  وهو ما أفقد الدستور والعملية الإنتخابية برمتها أي جدية أو مصداقية لدى المواطن العادي وكثير من النخب السياسية المعارضة والتي أعلنت عن مقاطعتها للإنتخابات القادمة!  كما أن فقرة من خطاب الرئيس « بن علي » في بيانه الإنتخابي الذي تلاه في مهرجان إحتفالي بالقاعة الرياضية « 7 نوفمبر » برادس كانت جديرة بالملاحظة والتعليق، ففيها إعلان مُبطّن على مواصلة المشوار بعد انتهاء هذه الدورة « واليوم فإننا نتقدم إلى شعبنا ببرنامج جديد اخترنا له شعارا  » معا لرفع التحديات »، برنامج للسنوات الخمس القادمة (2009 ـ 2014)، ويمهد في الآن نفسه للمراحل التي ستليه والتي تمتد إلى أواخر العشرية القادمة وما بعدها.  التدرّب على الديمقراطية  إذا استثنينا أحزاب « الموالاة » التي لا تملك قرارها في إعلان المشاركة أو المقاطعة فإن بقية الأحزاب الأخرى أعلن بعضها عن المقاطعة ابتداء (8) والتحق آخرون بعد أن منع مرشحهم للرئاسة من المشاركة وأسقطت بعض قوائمهم (9) في حين استمرت بعض الأحزاب في مشاركتها رغم التضييق عليها وإسقاط بعض قوائمها أو محاصرة مرشحها ومنع بيانها الأنتخابي من النشر قبل إدخال تعديلات عليه (10) !  الفريق الذي قاطع حجته أن المشاركة في انتخابات محسوبة ومقدرة سلفا، ليس فيها أي احتمال لتغيير المشهد، هو بمثابة ضرب من العبث وإعطاء غطاء للتزوير والإستخفاف بعقول الناس وكذلك اسباغ شرعية على المزورين وإعطاءهم فرصة للإستمرار في نهجهم.  في حين يرى من أصرّ على المشاركة رغم معرفته بالنتائج المسبقة أنها محاولة منه للوصول للجماهير لتدريبها على سماع الرأي المخالف. وقد بدا أمرهم كمن يسعى لشق ساقية وسط جدب دون أن يكون له أمل في أن تنبت ساقيته نباتا أو تسقي ضرعا، إذا استثنينا ما قد يشربه هو من ماءها الآسن بسبب ركوده!  أما ديمقراطية الموالاة فيلخص موقفها ما صرح به السيد محمد بوشيحة (51 سنة) رئيس حزب الوحدة الشعبية ومرشح الرئاسيات ـ دون تعليق ـ حيث قال بأنه يترشح لا لينافس الرئيس على منصبه، فالرئيس أكبر من المنافسة وإنما يترشح لينافس بقية المنافسين ويثبت لهم أنه أكثر شعبية!  هذه الأساليب التي عادت بتونس إلى عهد الرئاسة مدى الحياة ـ رغم المحاولات اليائسة والبائسة لتلميع الصورة وإخراجها بمظهر مقبول، من قبيل أن الشعب هو الذي يناشد الرئيس ليبقى في الحكم، وسيادته تنازل مكرها لرغبة شعبه وتحملا للمسؤولية واستجابة لنداء الواجب ـ لم تعد تخفى على أحد، ولكنه اللعب على المكشوف والدفع بالبلاد نحو المجهول.  ما دام الشعب مستَخَفا مطيعا فليهنأ « بن علي » بكرسيه وحاشيته وبالرئاسة مدى الحياة أو حتى الممات! حتى يقضي الله أمره أو يعيد التاريخ نفسه!! (*) مقتطفات من بيان 7 نوفمبر 1987http://www.carthage.tn/ar/index.php?option=com_events&task=view_detail&agid=13262&year=1987&month=11&day=07&Itemid=90 (1) محمد مواعدة الرئيس السابق لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين وعضو مجلس المستشارين حاليا، وكذلك عبد الرحمان التليلي الأمين العام السابق للإتحاد الديمقراطي الوحدوي.  (2) أرجح أن يتم إطلاق سراحهم في الذكرى القادمة لانقلاب 7 نوفمبر والتي ستتزامن مع الإحتفالات بالفوز بدورة رئاسية خامسة وذلك لامتصاص شيء من الإحتقان.  (3) يمكن الإطلاع على قوائم المئات من ضحايا قانون الإرهاب على هذا الرابط :http://www.alfajrnews.net/html/SOS.html (4) الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق اٌنسان، جمعية القضاة، نقابة الصحفيين، المجلس الوطني للحريات وراديو كلمة … إلخ  (5) يمكن العودة إلى برنامج « سات آ ويت » لمشاهدة تقرير عن عملية السرقة وعن المحاكمة  (6) يمكن على سبيل الذكر لا الحصر، مراجعة تقارير اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، و »هيومن راتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية  » أمنستي » » (7) الماد 39 المعدلة من الدستور التونسي في التاريخ المذكور أعلاه : « ويجوز لرئيس الجمهورية أن يجدد ترشحه مرتين متتاليتين »!  (8) أحزاب غير معترف بها رغم تمثيلها في الشارع (9) الحزب الديمقراطي التقدمي  (10) التكتل من أجل العمل والحريات وحركة التجديد (المصدر: « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 19 أكتوبر 2009)


الربع ساعة الأخير

نورالدين الخميري / ألمانيا تختلف الآراء وتتباين المواقف حول الإنتخابات الرئاسيّة المقبلة  والتي ستجري يوم  الخامس والعشرين من الشهر الحالي ، حيث يرى البعض  أنّه باستمرار الرئيس بن علي في الحكم لولاية خامسة سوف تتعمّق الهوّة الإجتماعيّة ، وتزداد حالة الفساد  الإداري ، وتتفاقم أزمة البطالة وتتدهور ظروف المعيشة ، وتتفشى ظاهرة الجريمة وتنتهك القيم الإنسانيّة والأخلافيّة بشكل غير مسبوق ، في حين يذهب البعض الآخر وأساسا الأحزاب المقرّبة من السّلطة في تفائلهم إلى القول بأنّ الوضع السياسي التونسي  سوف يشهد تحسّنا ملحوظا وأنّ القوى الصاخبة على النظام سوف تتنفّس الصعداء ويصبح لها هامش من الحريّة السياسيّة ، كما أنّ الوضع الإقتصادي والإجتماعي سوف يشهد عدّة إصلاحات جوهريّة سريعة  تساهم في التغلّب على الأزمة وانتعاش الحركة ويراهن المؤيدون للرئيس بن علي  على أنّ حظوظه في النجاح  سوف تزداد  وقد تصل إلى %100 بعدما كانت 99 ,99  أمام ما تحقّق في عهده لتونس من مكاسب ونجاحات على مدى أكثر من عشريتين من الإصلاح والتطوير والتحديث على مستوى البنية التحتيّة و التنميّة والتعليم والصحّة  ويرى هؤلاء أنّ المنافسين لبن علي سوف لن يحصلوا على أيّ صوت من أصوات الناخبين حتّى لو كانوا من الموالين إليهم . أمّا قوى المعارضة للسّلطة فهي تمتنع عن ترشيح الرئيس بن علي للحكم لكونه قام بتعديل الدستور سنة    2002 ، لإلغاء النصّ الذي يحدّد مدّة شغل الرئيس لمنصبه لولايتين فقط ، وهو ما  يسمح له بالترشّح لما لا نهاية ، بالإضافة إلى أنّه لم يتعاطى مع رغبة المجتمع الملحّة في التغييروالإصلاح ويستند هؤلاد في تعزيز آرائهم إلى القول بأنّ قوى المجتمع ماانفكت تطالب بالتغيير واحترام حقوق الإنسان والتداول السلمي للسّلطة والتعدديّة الفكريّة والسياسيّة وتوسيع مجال الحريّات العامّة ووضع حدّ لحالة التدهور التي تشهدها البلاد ، لكنّ النّظام استمرّ في نهجه المتصلّب محتكرا للسّلطة بالتضليل والتزوير ، دون تمثيل حرّ للشّعب ممّا ولّد احتقانا اجتماعيّا وظلما سياسيا ، جعل الكثير من أبناء الشّعب يفقد معاني الإنتماء للدّولة والوطن  . ورغم سياسة العصى والجزرة التي انتهجتها السلطات التونسيّة عند تسلّم الرئيس ين علي  سدّة الحكم إلا أنّ ذلك الأسلوب  لم ينجح  في ترويض المعارضة وأساسا الإسلاميّة منها فكانت بداية التسعينيات من القرن الماضي  بداية منعرج خطير في الحياة السيّاسيّة بالبلاد  حيث ألقى النّظام بالجزرة جانبا واستخدم العصا لتركيع كل المعارضين لسياسته  وهو ما أدّى إلى مواجهة داميّة مع الإسلاميين راح ضحيّتها عشرات الضحايا بين شهيد وجريح وآلاف المعتقلين والمنفيين . وتأتي أزمة الكتاب التي فجرها الصحفيين الفرنسيين  » نيكولا بو وكاترين غراسيه  »  في الربع ساعة الأخير قبل إنطلاق  موعد الإنتخابات لسنة 2009 لنكشف للعالم حجم المأساة التي تعيشها البلاد  وإلى أيّ حدّ وصل التلاعب  بأموال الدّولة من طرف زوجة الرئيس والتي تمّ وصفها   » بالمغتصبة   أو » السارقة  »  كما ورد في مقال  » المعطي قبال  » المنشور على موقع الحوار نت ناهيك أنّ  ما تتناقله منظّمات حقوق الإنسان من انتهاكات بشعة في حقّ المواطن وما يتسرّب من معلومات وأسرار حول تلاعب العائلة الحاكمة بأموال الدّولة إلى جانب الفضيحة التي تسبّب فيها عماد الطرابلسي شقيق « سيّدة تونس الأولى » والذي سرق يختا بقيمة  مليون ونصف أورو من ميناء بونيفاسيو بكورسيكا  كلّ ذلك لن ييرّر نظام الحكم في تونس كما يذهب لذللك أغلب المعارضين للنّظام  حتّى لو حقّف فيما تبقّى من حكمه  مدينة إفلاطون الفاضلة على الأرض  من اعتداءاته المتكرّرة على الدستور والإساءة لسمعة البلاد عبر شبكات مشبوهة تديرها العائلة . وإذا كانت الديمقراطيّة التي نتحدّث عنها هيّ منظومة من الآليات الهادفة لتنظيم العمليّة السيّاسيّة في المجتمع فليس أقلّ من كونها تحقّق دعائم ثلاثة تبدأ بدستوريّة القوانين ، واحترام حقوق الإنسان وتنتهي بتنظيم عمليّة تبادل سلمي للسّلطة على أساس الإختيار الشعبي الحرّ المتمثّل بالإنتخاب ، لا على أساس  مسرحية كبيرة تحكمها تجاذبات ومصالح مختلفة . لكن يبدو أمام  تعقيدات الوضع وتشابكاته الداخليّة السياسيّة والحزبيّة أنّه غير وارد في استراجيات السلطة التي تسعى للحفاظ على البقاء في الحكم فتح صفحة جديدة من الحوار والتصالح  ممّا ينبأ بإطالة أمد الأزمة واستمرار المعاناة . (المصدر: موقع « الحوار نت » بتاريخ 19 أكتوبر 2009) الرابط: http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1193
 

انتخابات الرئاسة فى تونس . . تعديلات دستورية استثنائية وترشحات صورية وأجواء باهتة

  مها فهمى –    لا يتوقع الكثيرون أن تسفر الانتخابات الرئاسية التونسية القادمة عن أى تغيير. مها فهمى ترصد الأجواء السابقة لانعقاد الانتخابات التى يبقى المرشح الأبرز فيها الرئيس التونسى نفسه.   شككت المعارضة التونسية دون مواربة فى مصداقية الانتخابات الرئاسية التى من المقرر أن تشهدها البلاد فى الخامس والعشرين من الشهر الجارى. وتشير رموز المعارضة إلى التعديلات الاستثنائية التى أدخلها النظام على الدستور التونسى،   فى يوليو من العام الماضى، والتى تشترط أن يكون المترشح للانتخابات الرئاسية رئيس حزب منتخبا وألا تقل المدة التى قضاها فى المنصب عن سنتين متتاليتين منذ انتخابه، حيث إن هذه الشروط تبدو وقد تمت صياغتها لتناسب الرئيس التونسى الحبيب بن على وتقلل المنافسة التى سيواجهها.   وعارض خمسة نواب من أصل أعضاء البرلمان، البالغ عددهم 189 نائبا، التعديلات الدستورية وطالبوا بقانون دائم للانتخابات يضمن حرية الترشح أمام الجميع. وتؤكد المعارضة أن هذه التعديلات استفزازية، خاصة أن السلطات تروج لها على أنها أتت بالأساس لخدمة أهداف «العملية الديمقراطية»، أنها تهدف لتوسيع المشاركة فى الانتخابات الرئاسية.   وستكون الانتخابات التى ستجرى نهاية هذا الشهر هى الانتخابات الرئاسية الخامسة منذ تولى بن على الرئاسة سنة 1978 بعد إقالة الحبيب بورقيبة، الرئيس الأول منذ إعلان الجمهورية فى 25 يوليو1957.   وقبل المجلس الدستورى أربعة مرشحين للانتخابات الرئاسية. حيث تم قبول الرئيس المنتهية ولايته زين العابدين بن على ــ 73 عاما ــ مرشحا عن حزب التجمع الدستورى الديمقراطى الحاكم. كما قبل محمد بوشيحة ــ 61 عاما ــ أمين عام حزب الوحدة الشعبية (حزب برلمانى) منذ عام 2000 والذى سبق له الترشّح للانتخابات الرئاسية السابقة وحصل على نسبة 3.78 % من الأصوات.   كذلك قبل المجلس الدستورى المحامى أحمد الإينوبلى ــ 51 عاما ــ أمين عام حزب الاتحاد الديمقراطى الوحدوى (حزب برلمانى) منذ عام 2003 وأحمد إبراهيم ــ 63 عاما ــ الأمين الأول لـ«حركة التجديد» (شيوعية) الذى يشارك لأول مرة فى الانتخابات والذى يمثل لثلاثة أحزاب اشتراكية تم تأسيسه فى مارس من العام الجارى لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل موحد.   وجاء رفض المجلس الدستورى المرشح الخامس، مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات، بدعوى أن أحكام التعديل الدستورى لا تنطبق عليه، على الرغم من إصرار بن جعفر على عكس ذلك.   وفى تعليقه على التعديل الأخير قال صالح الزغيدى عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فى تصريحات لـ«الشروق» عبر الهاتف إن «هذا التعديل لا يخدم المعارضة، ويفتح الباب للرئيس الحالى أن يبقى إلى ما لا نهاية على رأس الدولة». ويضيف الزغيدى أن هذا التعديل استهدف إقصاء أبرز معارض فى تونس أحمد نجيب الشابى من الحياة السياسية.   ويقول إن النظام لاحظ أن الشابى ترك الأمانة العامة للحزب الديمقراطى التقدمى لتتولى قيادتها الآن مى الجريبى، وبالتالى تمت صياغة التعديلات التى تشترط أن يكون المترشح رئيسا للحزب حتى لا يحق له الترشح للرئاسة.   من جانبه وصف النائب عادل الشاوش فى حركة التجديد التعديل بأنه «يسمح بتعددية نظرية وليست عملية»، مؤكدا على معارضة حزبه هذا التعديل الذى تم إدخاله بشكل استثنائى على الدستور التونسى.   وفى معرض انتقاده لاستبداد الحزب الحاكم بتضييقه الخناق على الحريات فى تونس أكد الزغيدى «أن السلطات قامت بمحاصرة «الرابطة»، منذ أكثر من خمس سنوات ونحو 60 % من نشاطها مشلول بسبب كشفنا لخروقات كبيرة حدثت خلال أول انتخابات برلمانية تعددية عام 1994».   وخلافا لما أدلى به البعض قال المحلل السياسى التونسى، أبوبكر الصغير، فى تصريحات لـ«الشروق» إن «التعديل الدستورى الأخير هو فى خدمة المعارضة بشكل أساسى».   ودلل على ذلك بإلغاء شرط كان يحد من ترشح المعارضة، وهو ضرورة أن يوفر كل مترشح للرئاسة ما لا يقل عن 30 توقيع (من أعضاء مجلس النواب ورؤساء البلديات) يؤيد ترشحه لكى يتم الاعتراف به وفقا لشروط القانون الانتخابى. وحسب الصغير فإن هذا الشرط كان شبه تعجيزى «إذ إن جل ممثلى الشعب سواء على المستوى الوطنى أو على مستوى البلديات ينتمون إلى الحزب الحاكم».   وتأكيدا للأجواء الباهتة التى تحيط بانتخابات أكتوبر، يقول مراقبون، تحدثوا لـ«الشروق» من تونس، إن ترشح كل من محمد بوشيحة، وأحمد الإينوبلى للانتخابات هو ترشح صورى ويخلو من أى منافسة حقيقية، وأنه لا يهدف سوى لإضفاء شرعية على الرئيس بن على.   وحسب الشاوش فلقد «جاءت مواقف كل من بوشيحه والإينوبلى، مساندة للرئيس بشكل يفوق تأييد بعض أعضاء الحزب الحاكم نفسه». ويضيف الشاوش أن «مساندة حزب خارج السلطة للحزب الحاكم لا يعيبه فى شىء، لكن لا يحق للحزب المؤيد للحكم أن يصف نفسه بأنه بعد حزب معارض».   ويتفق الزغيدى مع عدم جدوى منافسة بوشيحه والإينوبلى لبن على، ويقول «يعلن كل من بوشيحه والإينوبلى عن دعمهما للرئيس بن على فى خطابهما الانتخابى، فقد اختار لهما النظام هذا الدور لإعطاء هذا الوجه التعددى فى للانتخابات».   ومثل غيره من المراقبين فى تونس وخارجها فإن الشاوش يرى أنه «لن تكون هناك أى مفاجآت على مستوى نتائج الانتخابات المقبلة فبعد 25 أكتوبر سيعلن الرئيس بن على رئيسا للبلاد وهذا أمر مفروغ منه».   فى الوقت نفسه أقر الشاوش بضعف تأثير أحزاب المعارضة على الناس، مؤكدا أن دعوة حزب معارض أو غيره لمقاطعة الانتخابات فى إشارة إلى إعلان الحزب الديمقراطى التقدمى المعارض الأسبوع الماضى مقاطعته للانتخابات البرلمانية لن يصل صداه إلى المواطن التونسى. وقال: «ترشحنا للانتخابات لأنها ستسمح لنا أن نبرز كأصحاب رأى آخر مخالف ولتقديم مقترحات نعتقد بأنها مفيدة للبلاد».   وفى تصريحات لـ«الشروق، ألقى المناضل التونسى، جلال الحبيب، «والذى انشق عن حزب التكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات، باللائمة على أحزاب المعارضة فى استمرار غياب التعددية، وقال: «إن التغيير نادرا ما يحدث فى أحزاب المعارضة نفسها، فالقيادات داخل أحزاب المعارضة تظل هى الأخرى تحكم لسنوات طويلة لا تختلف بذلك كثيرا عن الحزب الحاكم».   ونصح تقرير صادر عن معهد كارنيجى الأمريكى للسلام بضرورة فك الاشتباك بين الانتخابات التشريعية والرئاسية فى تونس. وأشار التقرير إلى أن النظام الحالى ورث تزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية بحسب قوانين الانتخاب فى دورة واحدة بأغلبية الأصوات، ما يسّر له احتكار السلطة المطلقة حتى العام 1989.   وفيما يتعلق بأبرز هموم الناخب التونسى وتطلعاته من الانتخابات القادمة، تؤكد التقارير الأجنبية والمحلية أنه بالرغم من تمتع تونس باقتصاد «عفى»، يعتمد على الإنتاج الداخلى ورأس المال البشرى، فإن قضية البطالة، التى وصلت إلى 14 %، تعد شاغلا رئيسيا للناخب التونسى فى المرحلة الحالية. ويقول الشاوش إنه «فى الوقت الذى حققت فيه بلادنا مكاسب كبيرة فى مجالات التعليم وتمكين المرأة والتنمية البشرية، وتطوير النسيج الاقتصادى، تبقى إشكالية بطالة أصحاب الشهادات، لتؤرق التونسيين».   (المصدر: جريدة الشروق ( يومية – مصر) بتاريخ 20 أكتوبر 2009 )

ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار!!  تعقيبا على بيان مجموعة 19

 


(الجزء السابع)   فتح باب العـودة للمغتربين   وأمّا ما زعمتم من  » فتح باب العودة أمام العديد من المغتربين إلى أهلهم ووطنهم « [1]، فهذا من المضحكات المبكيات!! وقبل الخوض في موضوع العودة؛ فإننا نسائلكم – يا أصحاب البيان – أولا عمّا إذا كان الامبراطور « بن علي » قد تقمّص صفة البوّاب! الذي يملك حقّ إغلاق أبواب البلاد، وفتحها في وجوه المغتربين من أبنائها؟! وإذا كان كذلك فبأيّ وجه يا ترى يغلقها وبأيّ وجه يفتحها؟! إلاّ أن يكون قد تحوّل مالكا للبلاد ورقاب العباد؟! فما علمنا أن البلاد التونسية كانت يوما إقطاعية! على ملك آباء « بن علي » أو أجداده، ثم آلت إليه بالوراثة من بعدهم! أو هو قد اكتسب ملكيتها بواسطة الحَوْزِ وَالتقادُمِ المُكْسِب! ما يجعله صاحبَ الحقّ المطلق في التصرّف في هذه الاقطاعية! ومتساكنيها بالتّحكّم فيها، وفي أهلِها تحكّم المالك في ملكه! وذلك بإحصاء حركاتهم وسكناتهم[2] على مدار الليل والنّهار، وحصر خطاهم في الغدوّ والرّواح بالمساء والصّباح! وما سمعنا قطّ، ولا علمنا أنّ أهالي تونس – مكافأة منهم للامبراطور بن على انقلاب السّابع من نوفمبر- قد وهبوه أنفسهم! ولا باعوه رقابهم بيعَ سَمَاحٍ! ليفعل بهم ما يشاء! ولا رأيناهم سلّموه مفاتح البلاد التونسية ليحوّلها بشؤم عهد التحوّل سجنا كبيرا لهم! يُخضِعهم فيه قَسْراً لمراقبة عيونه وأعوانه، يقيّدون حركتهم في الصّدور والورود! سواء داخل البلاد أو على الحدود؟! باسم المراقبة الإدارية[3]، بل لا حقّ لهم أصلا في ورود أو صدور إلاّ بإذن خاصّ من هذا الامبراطور؟! ولمّا كان تاريخ تونس الحاضر والغابر، يشهد بانتفاء ملكية « بن علي » لتونس لا بالميراث ولا بالحوز؛ ولا أحد من التونسيّين تخلّى- طوعا أو كرها – عن حريته ليستعبده « بن علي »! ولا أحد منّا سلّم – بالوكالة عنّا نحن أهالي تونس – مفاتحَ البلاد بيد الامبراطور « بن علي » ولا فوّضه حقّ التصرّف فينا؛ فإذاً بأيّ وجه يتحّكم « بن علي » فينا وفي بلادنا بهذه الصّفة من الاستبداد والإهانة والإذلال والإستعباد؟! فلا يملك المواطن التونسي – وخاصّة المعارض لسلطة « بن علي » أو المخالف له في الرّأي والحكم والموقف والمنهاج – حقّ الشغل أو الجولان أو التنقّل داخل القطر التونسي[4]، فضلا عن السّفر من البلاد أو إليها!!   الامبراطور الناطور!   أم يظنّ « بن علي » من غباوته وسفاهة رأيه وحماقته! أنّه باستحواذه يوم 07. 11. 1987على حكم تونس، قد استحوذ كذلك على ملكيّة البلاد التونسيّة بما فيها ومن فيها!! ليحوّلها بشؤم عهد التحوّل! متاعا من أمتعته وملكا من أملاكه الخاصّة! ولم يبق له إلاّ أن يُلحقها بالأملاك الكثيرة الأخرى التي انتهبها وانتزعها واغتصبها هو ورهطه من أصحابها، ليسجلّها باسمه واسم صاحبته « الطرابلسية » في « دفترخانة » للملكيّة العقارية! فما أصدق قول القائل في حماقة الحمقى:   لكلّ داءٍ دواءٌ يُسْتَطَبُّ به *** إلاّ الحماقة أَعْيَتْ مَنْ يداويهَا   وإلاّ فبأيّ وجه يا ترى يُحكِم الامبراطور « بن علي » قبضته على مقاليد الحكم في تونس بيد من حديد، ويقبض كذلك على مفاتح أبوابها! فيوصدها في وجه من يشاء، ويفتحها في وجه من يشاء من التونسيّين، على مزاجه وهواه!! فلا أحد من مُخالفيه يقدر على اجتيازها، صدوراً أو وروداً إلاّ من بعد إذنه!! لأنّ « بن علي » في تونس هو الحاكم بأمره! وكأنّه هو (مالك الرّقبة)!! وكأنّ البلاد التونسية استحالت في عهد السابع من نوفمبر، مجرّد (عاريّة)! أعَارها « بن علي » – على وجه الفضل – للشّعب التونسي، ليقيم فيها على سبيل (العُمْرَى)![5] أو (الرُّقْبَى)! وبهذا الاعتبار أصبح التونسيون، أينما كانوا بالدّاخل والخارج، رهناً لإرادة الامبراطور « بن علي » في حلّهم وترحالهم، وفي ظَعْنِهِمْ وإقامتهم! وهكذا تحوّل الامبراطور »بن علي » – بصفته صانع التحوّل – ليلعب دور البوّاب أو « النّاطور »!! على منافذ البلاد التونسية وأبوابها البرّية منها والبحرية والجوّية، وعلى كافّة معابرها وأنْقابِها الحدودية!! يرصد بواسطة عيونه وأعوانه حركة التونسيّين في الذّهاب والإيّاب، على جميع نقاط العبور، فلا يملكون حقّ الوُرود والصّدور إلاّ بإذن من الامبراطور! وما على التونسيّين المغتربين – خصوصاً المُهجَّرين من البلاد بدوافع سياسية – إذا رغب أيٌّ منهم في الرّحيل إلى تونس، لزيارة أهله وذويه، وصلة أرحامه وأقاربه – إلاّ أن يرسل إلى الامبراطور « بن علي » – الملقَّب بصانع التحوّل وقائد التّغيير – بطلب خاصّ، يستأذنه في الدّخول! وعليه أن ينتظر إذنه وموافقته!! كيف لا؟! و »بن علي » بوصفه صانع التّحول! قد حوّل البلاد والعباد مِلكا خاصّا له! لذا يتعيّن على كلّ تونسي مغترب، أينما كان ببلاد المَهْجر، أن يَشُدّ الرِّحال إلى مقرّ القنصلية التونسية التّابعة للامبراطور « بن علي » بناحيته، حيث يُشار عليه هناك بالمثول بين يديْ عَوْن معيّن بذاته – وما هو إلاّ عَين من عيون « بن علي » – وما أكثرَهم – المبثوثين كالذّباب والدّيدان! في مختلف الأقطار والبلدان! وما لهم هناك من وظيفة ولا مهمّة شريفة لصالح البلاد والعباد، إلاّ الوظيفة الرّخيصة، والمهمّة الخسيسة المتمثلة في التجسّس والمراقبة والتحسّس على المعارضين السياسيّين من التونسيّين المغتربين، يرقُبون منهم الحركات والسّكانات، ويجمعون عنهم الوشايات ويدبّجون بشأنهم التقارير المشحونة بالأراجيف والإدّعاءات، والمحشوّة بالأكاذيب والإشاعات! كلّ ذلك لحساب الامبراطور « بن علي » باسم الإخلاص للوطن وخدمة الأمن!! يستقبل ذلك العونُ – بل العينُ – المغتربَ في مكتب خاصّ[6] بمقرّ القنصلية أو السّفارة التونسية، فيستفسره عن حاجته ويستجوبه عن مشكلته! وسببِ هجرته وطول غَيبته! وفي بعض الأحيان يسجّل عليه أجوبته من طرف خفيّ! وفي كثير من الأحيان، يأمره بتحرير تقرير عن نفسه! يضمّنه كافّة المعلومات المتعلّقة به منذ ولادته! وعن سابق نشاطاته ومواقفه السّياسية وعلاقاته الشخصية، مذيَّلاً بإعلانه التّوبة من معارضة الدّولة! والتزامه بالتخلّي عن تعاطي أيّ عمل سياسي! كما يُلزمه بنشر بيان استقالة من حركة النّهضة، والبراءة منها مع التنديد بقادتها[7]. وبعد لأْيٍ يشير عليه العون بكتب رسالة استعطاف إلى (عناية سيادة الرئيس)[8] – غالبا ما يُملي نصَّها العَونُ نفسه، أو ينقّح صِيغتها أو يقترح ديباجتها! مصرّا على إدراج عبارات محدّدة بعينها من ألفاظ التّعظيم والإجلال والتّفخيم والتّقدير لمقام الامبراطور صانع التّغيير!! – وما على المعنيّ بالأمر إلاّ أن يوقّع تلك الرّسالة، ويسلّمها إلى العون، الذي يشير عليه بكتب رسالة أخرى إلى وزير الدّاخلية، وثالثة إلى وزير العدل! وأخيرا ينصحه بضرورة الصّبر والانتظار! حتى يأتي من تونس قرار يقضي بتمكين المواطن المعنيّ بالأمر من جواز سفر، والإذن له بالعودة إلى الوطن! وإذا كان من المتّجه تقديم طلب إلى وزير الدّاخلية للتّحصيل على جواز للسّفر، كما تقضي بذلك التراتيب الإدارية المعمول بها، فبأيّ وجه يا ترى يُلزَمُ المواطنُ التونسي بإرسال رسالة استعطاف إلى « بن علي »؟! ومن المعلوم من الوجهة القانونية، أنّه لا شأن لبن علي هذا بأمر جوازات سفر المواطنين أو وثائقهم الإدارية، إذ ليس ذلك من اختصاصه القانوني، ولا من مشمولات عمله الإداري! بل إنّ تسليم جوازات السّفر من اختصاص وزير الداخلية، كما نصّ على ذلك ﺍﻟﻔﺼل 12من القانون المتعلّق ﺒﺠﻭﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟسّفر ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟسّفر – حيث يقول  » يُسلّم ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻤدّﺓ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻋﻭﺍﻡ. ﺠﻭﺍﺯ اﻟﺴﻔﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺼﺎﻟﺢﻟﻠﺴﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﺼﻠﻭﺤﻴﺘﻪ ﺇﻻ ﻤرّﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻟﻤدّﺓ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ « [9]. وأما تقييد حريّة المواطن في السّفر، فهو من اختصاص القضاء، وذلك بموجب الفصل 15(الجديد) من اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﺪد 77 ﻟﺴﻨﺔ 1998اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ  2 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1998المنقِّح لقانون جوازات السفر عدد 40 للسنة  1975 المؤرخ في 14 ماي 1975[10]. وهذا ما أقرّ به « بن علي » نفسه، حيث يقول  » وكلّ مواطن له الحقّ في جواز السّفر وله كذلك الحقّ في حريّة التنقّل فهذا من حقوقه المكفولة. أمّا إذا كانت هناك قضيّة عدليّة أو غير ذلك منشورة بشأنه أمام العدالة فإنّه لا يمكن للقاضي – والسيد وزير العدل يمكن أن يؤكّد ذلك – أن يسحب الجواز وإنّما يقرّر تحجير السّفر على المواطن المعني. المهمّ وما يجب تأكيده هو أنّ كل مواطن له حق في الجواز يتحصّل عليه وإذا كانت لديه مشاكل مع القضاء والعدالة فإنّ القاضي هو وحده الذي يمكن له أن يحجّرعليه السّفر.. »[11]. ومع إقرار « بن علي » بذلك علانية، إلاّ أنّ الواقعَ العمليَّ، يكذّب تصريحَه القوليَّ! وهو ما يعني أنّ كلامه ذاك لا يعدو أن يكون شعارات وإدّعاءات للإستهلاك الإعلامي! لا أكثر! وإلاّ فإن واقع « دولة القانون والمؤسّسات » التي يتشدّق بها الامبراطور « بن علي » قد عطّلت في تونس القانونَ وشلّت المؤسّساتِ، فعلّقت كلّ شاردة وواردة، وكلّ شاذّة وفاذّة بإرادة الامبراطور « بن علي » وذلك سَيْراً منه على المنهاج الفرعوني:  » ما أُريكم إلاّ ما أرى »!! لِمَا صار له على البلاد والعباد من مُطلق السَّطوة والسّلطان، والصَّوْلة والصّولجان! وما ذاك إلاّ لتبقى الأعناق مشرئبّة إليه! وكلّ الآمال معقودة عليه!! فمتى جاءت الموافقة من المصلحة الإدارية المختصّة بوزارة الدّاخلية، فتحصّل أصحاب المطالب على طِلبتهم وتوصّلوا بجوازاتهم – وقليل ما هم – أَرْجَعُوا الفضلَ في ذلك كلِّه إلى الامبراطور « بن علي »! مُزْجين إليه آيات العرفان، والشّكر والامتنان! على لفتته الكريمة!! وعاطفته الرّحيمة!! ومِنّته العظيمة!! وهكذا في كلّ صغيرة وكبيرة يُحمد الأمبراطور بما لم يفعلْ! في مخالفة صريحة منه للفصل 13-  من قانون جوازات السّفر، الذي يقول صراحة  » ﻟﻜلّ ﺘﻭﻨﺴﻲﺍﻟﺤقّ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﺯ ﺴﻔﺭ ﻭﺘﺠﺩﻴﺩﻩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﺩﻴﺩ ﻓـﻲ ﺼﻠﻭﺤﻴﺘﻪ… » [12]. فأيّ مِنّة يا ترى لبن علي، وأيّ فضل له على التّونسيين في ذلك؟! وقد سُنّت القوانين التي تقضي بحقّ كلّ تونسي في الحصول على جواز سفر منذ ما يزيد عن قرن من الزمان[13]، وقبل أن يولد « بن علي » نفسه! فنُسخ منها ما نُسخ ونُقِّح منها ما نُقِّحَ، ومن التّنقيحات ما جرى بموجب القانون ﻋﺩﺩ 40 ﻟﺴﻨﺔ 1975 ﺍﻟﻤﺅﺭّﺥ في 14ﻤﺎﻱ 1975، أي قبل أن تُنكب البلادُ التونسيةُ وأهلُها بحكم الامبراطور « بن علي » وعهده المشؤوم!! بل إنّ دولة القانون والمؤسّسات التي أقامها « بن علي » – على عكس ما قرّره الفصل 13 من هذا القانون – قد حرمت آلاف التونسيّين من حقّهم القانوني في الحصول على جواز سفر[14]، بتعليقه أو تعليق أعوانه ووزرائه هذا الحقّ بإرادته أو إذنه أو موافقته! فكنت لا ترى المواطن التونسي – وخصوصا السيّاسيَّ المخالفَ لحكم الامبرطور « بن علي » – إلاّ وهو مردود بأبواب الإدارات ومراكز الشّرطة، وهو يكاد يتميّز من الغيظ! لما يلقى من الصّدود والمماطلة وسوء المعاملة والمغالطة، من قِبل أعوان  » دولة المؤسّسات والقانون  » ما يجعله يشعر بأنّ الامبراطور « بن علي » صانع التحوّل – قد حوّل فعلا المواطنَ التونسيّ إلى مواطنٍ مغبون!! وهذا ما أشار إليه « بن علي » نفسه قائلا  » ذلك أنّ بعض الموظّفين ولكي يتخلّصوا من المواطن يقولون له إنّ موضوعك ليس بيدي وإنّما هو بيد من هو فوق، تعليمات أو ملفّك على مكتب الرئيس وذلك حتى ينصرف المواطن.. » [15]. والحقّ أن هذا الغُبن واقع اليوم على عموم المواطنين التونسيّين من الإدارات والمصالح الحكومية بالدّاخل، وهو واقع كذلك من السّفارات والقنصليات التونسية على المغتربين بالخارج، على سواء.   باب العودة باب دَوَّار يفتح ويغلق بقرار!!   أين يا ترى ما يزعمه أصحاب البيان من  » فتح باب العودة أمام العديد من المغتربين إلى أهلهم ووطنهم »؟! وأولئك العديد من زملائهم ورفاقهم وأصدقائهم – وكثير منهم على مذهبهم في موالاة الامبراطور « بن علي » – قد قلبوا لحركتهم ظهر المِجنِّ! فما يفتأون يشتُمُون قيادتها في السرّ والعَلَن! متنكّرين بذلك لدعوتهم، متبرّئين من ماضيهم، مسفّهين لأنفسهم! وإخوتهم! حرّروا إلى الامبراطور الطّلبات تلو الطّلبات، وها هم أولاء وقوف على باب العودة منذ سنوات! ينتظرون، فلا يُجَابُون! ورغم ما سوّدوا من صحائف الطّعن والقدح في إخوانهم، والتنكّر لمن كانوا بالأمس رفاقَ دربهم، ورغم ما دبّجوا – في مقابل ذلك – إلى الامبراطور « بن علي » من رسائل الاستعطاف والتملّق والاستلطاف! وما حبّروا له من مقالات، منمّقة بأبلغ عبارت المدح والثناء على المنجزات[16] والانبهار بما حقّقه « بن علي » – بزعمهم – لتونس من معجزات!! ألهمت قرائح بعضهم استنباط نظرية الدّوائر أو المربّعات البيضاء والسّوداء والرّمداء![17]، وما يستوجبه كلّ ذلك في نظرهم – من واجب إعلان الولاء والتأييد لصاحب العهد الجديد! فما أجْدَتْهم تلك الرّسائل فتيلا! ولا أغْنت عنهم تلك المقالات والنّظريّات قِطْمِيرا! فها هم منذ سنوات ينتظرون في حُرْقَةٍ، جوابا منه على مطالبهم! وما له حتى اليوم – كما يقال – داعٍ ولا مُجيب! وما بنا من حاجة لِسرْد أسمائهم، فأصحاب البيان أعرف بهم! وإذا كان هذا حالَ الأشياع والموالين والأتباع! والنّاكصين على الأعقاب، قد طال بهم الوقوف على الأبواب! فكيف بحال المعارضين والخصوم والمناهضين، لو طوّعت لأحدهم نفسُه يوماً أن يقف ذلك الموقف المُهين؟! وهكذا فإنّ واقع حال هؤلاء المغتربين التونسيّين، الذين وضعوا أسماءهم على لائحة الانتظار! وظلّوا طوال سنوات عديدة وأعوام مديدة، وقوفا على عتبة باب الامبراطور « بن علي » الدَّوَّار! متلهّفين إلى بلادهم وأهليهم وأحبّتهم، لهفة الظمآن إلى قطرة ماء، منتظرين في ذلّة وانكسار! (لفتة كريمة)![18] من هذا الامبراطور النّاطور! يمنّ فيها على من يشاء بجوازات سفر، ويأذن لمن يشاء بالعبور، واجتياز عتبة الباب، والمرور لزيارة البلاد ولقاء الأحباب!! وهو حال من الهوان والمذلّة، تأباه كلّ نفس أبيّة! فليت شِعْري، كيف ارتضى هؤلاء المغتربون لأنفسهم أن يقفوا على باب « بن علي » في ذلّة وانكسار! ينتظرون إذنه ومنّته وفضلَه! وهو حال يدعو حقّا إلى الشّفقة والرّثاء!! وبقطع النّظر عن موقفنا المبدئيّ في رفض التوسّل والاستجداء، وإلزام المواطن التونسي بشروط مُهينة كإعلان التوبة والولاء! سبيلا للتحصيل على جواز للسفر، وتعليق العودة إلى الوطن على وساطة أو إذن خاصّ من « بن علي »! على أنّه هو صاحب الفضل والمنّة على كلّ عائد إلى بلده!! ومع اعتراضنا كذلك على قبول العائدين بتلك الشروط المخزية؛ فإنّنا نستنكر هذه المعاملة المشينة التي يلقاها كلّ مواطن تونسي، من قِبل أعوان الامبراطور « بن علي » في مختلف الدّوائر والمصالح الإدارية بالدّاخل والخارج، كما لا نرضى بأيّ حال أن يُهان أيّ مواطن تونسي، فيُحرَم من حقّه في وطنه وزيارة أهله ووصل رحمه، حتّى يوفي بشروط تعسفية مهينة للكرامة! مخالفة كذلك للمبادئ الدستورية والمعاهدات الأممية والمواثيق الدّولية!! والنّصوص القانونية، كما أنّها غير مقرّرة أصلا في التراتيب الإدارية الخاصّة باستخراج الجوازات أو الوثائق الشخصيّة!! إنّ عودة أيّ مغترب تونسي إلى وطنه حقّ طبيعي، لا يملك أحد كائنا من كان أن يحرمه – بأيّ ذريعة – منه أو يماطله في التمتّع به أو يجعله محلّ اشتراطات أو تعهّدات أو مساومات!! لقد مضى على بعض المغتربين التونسيّين اليوم ما يقارب الثلاثين عاما في دار الغربة! ومضى على آخرين منهم عشرون عاما، ونحو ذلك؛ ومع شدّة اشتياقهم جميعا إلى وطنهم وأهليهم وأحبّتهم، يحرمهم الامبراطور « بن علي » من حقّهم الطّبيعي والشّرعي والدّستوري في العودة إلى بلدهم واجتماع شملهم بأحبّتهم!! حيث يُلزِمهم أعوانُه – بما ليس يَلْزَمُهم قانوناً – من كتْبِ طلبات والتزامٍ بتعهّدات ووفاءٍ باشتراطات! – سنعرضها لاحقا – وهي أمور غريبة! ما أنزل الله بها من سلطان. ولو أنّ هؤلاء المغتربين التونسيين الرّاغبين في العودة إلى البلاد، طلبوا إلى الامبراطور « بن علي » تسخير طائرات خاصّة! لتُقِلَّهم إلى تونس من مَهاجرهم على نفقته! أو تحميلَه هو بدفع تكاليف رحلاتهم أو تخصيص فنادق بتونس لإيوائهم وتموينهم طوال مدّة إقامتهم على حساب ميزانية الرئاسة!! أو طلبوا أن ينزلوا عند عودتهم ضيوفا على الامبراطور « بن علي » في قصر قرطاج! ليقيموا عنده مدّة زيارتهم لتونس! لوجدنا له عذرا وجيها في تصامُمِه عن سماع نداءات هؤلاء المغتربين، وتلدُّده في إجابة طلباتهم!! ولتفهّمنا مغزى إلزام هؤلاء المغتربين قبل عودتهم بتلك الطلبات والتعهّدات والاشتراطات! وضرورة انتظارهم إذن الامبراطور « بن علي » لهم بالرّجوع، ريثما يهيء لهم المرافق اللازمة لإقامة مريحة بجواره بقصر قرطاج!! ولكنْ ما أحد من هؤلاء المغتربين خطر بباله مثل هذه الخاطرة! يوما من الأيّام ولا مرّت بخياله هذه النُّكتة الهزلية حتى في المنام! فهم إنّما يريدون العودة إلى وطنهم للقاء أحبّتهم وأهاليهم وقراباتهم، والنّزول في دُورهم ومساكنهم؛ متحمّلين وحدهم بكلّ التكاليف اللازمة لعودتهم؛ فبأيّ وجه يا ترى يقع صدّهم عن وطنهم؟! وقطع أواصرهم وأرحامهم! ليظلّوا لسنوت طويلة يعانون هذا الحرمان، ويُسامُون كلّ هذا الهوان؟! حتى يتكرّم! الامبراطور « بن علي » على من يشاء منهم، فيأذن له – دون غيره – بالعودة إلى الوطن، ناسيا أو متناسيا أن الآخرين الذي لم تشملهم (مكرُمتُه)! تلك هم أيضا أبناء تونس! فبأيّ وجه يا ترى يجري التّفريق بينهم وهو جميعا أبناء وطن واحد؟َ! وما يثير الاشمئزاز حقّا من سلوك بعض العائدين، ما يصدر عنهم من تصريحات طافحة بعبارات التزلّف والتملّق للامبراطور « بن علي » لحدّ وصفهم العودة إلى الوطن – مع أنّها حقّ طبيعي لا فضل لأحد عليهم فيه – (مِنّةً)! أو (مكرُمَةً)!! من الامبراطور « بن علي » يستحقّ عليها الثناء والامتنان! كما تشهد بذلك تصريحات كثير من العائدين، واعتبارا لضيق المقام، نكتفي هنا بذكر تصريحات ثلاثة منهم: 1 – « عبدو معلاوي » – الذي أجرت معه جريدة « السياسية الالكترونية  » مقابلة صحفية – تقول الجريدة:  » قضّى 10 سنوات خارج تونس، وعاد إليها بتدخّل من رئيس الدّولة. عبدو معلاوي لـ « السياسيّة »: – « أشكرُ بن علي الذي مكّنني من العودة في ظروف ممتازة » أبواب تونس مفتوحة أمام كلّ أبنائها ولا صحّة البتّة لما يُروّجهُ البعض في الخارج ». في سؤالنا له عمّا يستطيع تقديمه لتونس من خلال ما يحوز من معرفة وما يملك من تجربة؟ –  يبدأ محدّثنا بتقديم جزيل شكره للرئيس زين العابدين بن علي الذي مكّنه من العودة في ظروف جدّ ممتازة، ويعتبر أنّ هذه اللفتة الرئاسيّة السامية تتناقض، بل تنقضُ وتفنّد ما يُحاول البعض ترويجه من أنّ أبواب البلاد مغلقة أمام أبنائها، منوّهًا بما لقي من حفاوة الاستقبال، ويلحّ على أنّ هذه الأبواب مشرّعة على كاملها أمام أبنائها المقيمين في الخارج[19]. –  » أودّ أن أتقدّم إلى سيادة رئيس الجمهوريّة بجزيل الشكر وبالغ الامتنان، فسيادته رئيس كلّ التونسيين، سواء داخل البلاد أو خارجها، ومن ثمّة نعتبر قرارات سيادته بفتح الأبواب على مصراعيها أمام العائدين مكرمة تنضاف إلى مكارم سيادته العديدة. أيضًا نتوجه إلى رجال سيادة الرئيس المخلصين وإلى أبناء هذا الوطن الذين ساهموا جميعًا بهدي من الرئيس زين العابدين بن علي وبأمر منه في تسهيل العودة وتحييد أي عقبة مهما كانت هينة أو بسيطة « [20] . « ما أروع تونس وما أروع أن يتنفّس المرء هواءها، ومن ذلك أجدّد شكري وامتناني إلى سيادة الرئيس الذي لولاه لما كانت هذه الزيارة »[21]. 2 – الدكتور « أحمد المنّاعي »: حيث يقول « عدت إلى تونس وأهلي وأحبابي يوم 9 أكتوبر 2008 وقطعت بذلك مع منفى اختياري ابتدأ يوم 18 ماي 1991 ودام أكثر من سبعة عشر سنة، وبعودتي فتحت الباب لرجوع زوجتي وأبنائي وبناتي وأحفادي إلى وطن وأهل وأحبّاء، حرموا منهم طيلة ستّة عشرة سنة. وما كانت العودة لتتّم وفي الظّروف الجيّدة التي امتازت بها، في ظلّ اعتراض بعض الأطراف النّافذة عليها، لولا قرار رئيس الجمهورية بتيسيرها وذلك بإعطائه الإذن للسّلطات القنصلية بتمكيني وزوجتي وكامل أفراد عائلتي من جوازات سفر وطمأنتي على سلامتي في تونس. وقد تولّى سعادة سفير تونس في باريس إبلاغي ذلك القرار يوم دعاني لمقابلته في السّفارة التّونسيّة، ومنذ ذلك الوقت بدأت إجراءات العودة التي ستكون نهائية بالنسبة لي ولزوجتي على الأقل، خلال الأشهر المقبلة. ولقد شكرت سعادة السّفير ورجوته إبلاغ شكري الجزيل لسيادة الرئيس على تمكيني من حقي المشروع في أن أعيش في بلدي وبين أهلي، آمنا مطمئنّا، وأجدّد له شكري علنا « [22]. 3 – « عبد الحميد حمدي »: الذي قابلته كذلك جريدة « السياسية » عند عودته وصرّح إليها قائلا: –  » أودّ أن أتقدّم إلى سيادة رئيس الجمهوريّة بجزيل الشكر وبالغ الامتنان، فسيادته رئيس كلّ التونسيين، سواء داخل البلاد أو خارجها، ومن ثمّة نعتبر قرارات سيادته بفتح الأبواب على مصراعيها أمام العائدين مكرمة تنضاف إلى مكارم سيادته العديدة[23]. أيضًا نتوجه إلى رجال سيادة الرئيس المخلصين وإلى أبناء هذا الوطن الذين ساهموا جميعًا بهدي من الرئيس زين العابدين بن علي وبأمر منه في تسهيل العودة وتحييد أي عقبة مهما كانت هينة أو بسيطة « [24]. هل من كلمة ختام؟ – ما أروع تونس وما أروع أن يتنفّس المرء هواءها، ومن ذلك أجدّد شكري وامتناني إلى سيادة الرئيس الذي لولاه لما كانت هذه الزيارة، وأيضًا مدى سروري وفرحتي بما ما لمسته من انجازات عملاقة في كل المجالات وخاصة الاقتصادية والعمرانية والبنية التحتية, يستحق عليها الرئيس بن علي الشكر والعرفان، مما يؤهل تونس إلى مزيد التقدم والازدهار تحت قيادته الحكيمة…[25]. وفي حوار آخر له مع مراسل موقع « الحوار نت » قال حمدي: –  » إنّ شوقي تعاظم وبتّ لا أتذوق طعم النّوم لأنني في الحقيقة لم أرتكب جناية يعاقب عليها القانون[26], ولا أعرف أنّ طرفا ما يمكنه أن يعاقب إنسانا على جريمة موهومة, وما زاد في حيرتي وقد كسا الشيبُ رأسي, أنّ والدي حفظه الله لأوّل مرّة منذ عشرين عاما لم يطلب منّي العودة ويصرّ بشدة إلاّ هذه المرّة, فسألت عن سبب إصراره فقيل لي بأنه مريض, فقلت في نفسي وحتى لا يتكرّر سيناريو والدتي رحمها الله، التي كانت مريضة والعائلة يخفون عني حالتها الحقيقية بدعوى أن لا أنزعج, هذا مما زاد في قناعتي بضرورة تحدّي الصّعاب والتفكير بجدية في العودة, واتصلت بصديق عزيز سبقي في العودة إلى الوطن بثلاث سنوات أستشيره في الأمر, طلب مني مهلة ثلاثة أيام لكي يتصل بشخص عزيز عليه له علاقة مباشرة مع مستشار السيد الرئيس, جاء الردّ بعدها إيجابي يفيدني بعدم وجود حكم قضائي عليّ[27]، وهذا يسهّل عودتي, توكلت على الله وحزمت حقائبي, تلك هي القصة بالكامل. – الحوار.نت: (مستفسرا): هل لنا  أن نعرف هذا الصديق العزيز! أهو نفسه الذي ذكرته صحيفة السياسية؟. – عبد الحميد الحمدي: نعم، إنّه الدكتور المختار زغدود وصديقه الذي استعان به للتوسّط مع الجهات الرسمية وهو الدكتور الصحبي العمري »[28]. هكذا ترى أخي القارئ كيف توافقت عبارات القوم في الثناء على الامبراطور « بن علي » من أجل تسهيله لعودتهم إلى وطنهم! بل تكرّرت العبارات هي نفسها على ألسنتهم كأنّما  » تفل بعضهم في فم بعض » – كما يقول المثل التونسي، وأنّه لولا تدخّل « بن علي » لما استطاعوا العودة!! وإذا كانت الأبواب – كما قلتم – مفتّحة على مصراعيها أمام العائدين بموجب قرارت سيادته! فما وجه الحاجة لتدخّله هو لتسهيل العودة أو تحييد أيّ عقبة، وكيف تبقى عقبة مع إشراعه الأبواب للعائدين على مصراعيها؟! وإذا كانت الأبواب مفتّحة – كما زعمتم – فكيف تفسّرون حاجتكم لوساطة الوسطاء وشفاعة الشّفعاء لدى هذا الامبراطور لتأمين عودتكم وضمان سلامتكم؟! وما الذي يخيفكم بعد أن أعطاكم الأمان؟! أم يخيفكم ما تتوقّعون من نبيح كلاب الامبراطور ونهشها لكم عند بوّابات الموانئ والمطارات أو في الشوارع والطرقات! أو بتسوّرها عليكم الدُّورَ والحجرات؟! فهذا هو ما يُحوِجكم إلى الوساطات والشّفاعات! تفاديا لكلّ هذه المفاجآت!! فأين هو إذاً ما يزعمه أصحاب البيان من فتح باب العودة أمام المغتربين!! وهذا المغترب التونسي لا يملك أن يضع قدمه على أرض وطنه إلاّ بشفاعة الشافعين؟! والويل كل الويل لمن دخل البلاد بغير شفاعتهم أو وساطتهم!! وتلك حال أخينا « محسن انقزُّو » الذي عاد من فرنسا، وأخينا « محسن مَقّْني » العائد من لوكسمبورغ، وأخينا « رضوان الهمامي » العائد من قطر، وأخينا الدكتور « أحمد العشّ » الذي عاد من فرنسا؛ فكلّهم قد سِيموا – كما يقال – خُطَّيْ خَسْفٍ! حال وصولهم! إذ بمجرّد نزولهم بالمطار، أُخذوا بالنّواصي والأقدام! فأُودِوعوا السّجون دون سابق إنذار أو إعلام!! في أيّ بلد من بلاد الدّنيا يا ترى تكون عودة المرء إلى وطنه من الصّعاب التي يجب عليه تحدّيها؟! كما أقرّ بذلك عبد الحميد حمدي نفسه! في أيّ بلد من بلاد الدّنيا يا ترى يحتاج المواطن البريء المغترب إلى إذن خاصّ من حاكم بلده لتسهيل عودته إلى وطنه، وجمع شمله بأهله؟ وفي أيّ بلد من بلاد الدنيا، يحتاج هذا المواطن إلى أن يتوسّل إلى حاكم بلده بوسطاء! أو شفعاء! ليأذن له بالعودة إلى أهله ولقاء أحبّته؟! إلاّ في دولة الامبراطور « بن علي »!!   حقّ العودة بين المنح والمنع على طريقة الآبارتايد!!   وممّا يسترعى الانتباه في عبارة القوم، قولهم  » فتح باب العودة أمام (العديد من المغتربين) إلى أهلهم ووطنهم »! وهي عبارة اختارها أصحاب البيان، أو اختيرت لهم، بقصد التّمويه! والتّضليل! – كما هو العهد بهم – حيث لم يكن بوسعهم أن يقولوا إنّ باب العودة مفتوح في وجه جميع المغتربين التونسيّين، أينما كانوا وحيثما كانوا! وبقطع النّظر عن دوافع هجرتهم وآماد اغترابهم عن بلدهم!! لأنّهم يعلمون – يقينا – أنّ الامبراطور النّاطور! قد أوصد باب العودة في وجه المهجَّرين والمغتربين!! فلا يفتحه غالبا إلا بشفاعة الشّافعين أو لمن ارتضى من طائفة المحظوظين!! الذين يحسنون التمسّح على أعتابه!! ويرتضون مذلّة الوقوف على أبوابه!! ولمّا كان حقّ العودة معلّقا بإرادة أعوان الامبراطور « بن علي » وعيونه بالداخل والخارج، ورهنا لحساباتهم ووساطاتهم وشفاعاتهم وتوصياتهم بالمنح والمنع! على وجه الفرز والانتقاء! والتّمييز بين المغتربين، فأين هي إذاً الرغبة المزعومة في طيّ ملفّ المغتربين؟! وإذا كانت « تونس لكلّ التونسيّين »! كما يقول الشّعار الكاذب الذي يتشدّق به « بن علي » وبطانته[29]؛ فإذاً بأيّ وجه يا ترى يجري التّمييز بين هؤلاء التونسيّين – وهم أبناء بلد واحد – في التمتّع بحقّ العودة؟! فيُمنَح لبعض ويُمنَع عن بعض! على طريقة نظام « الآبارتايد » البائد في جنوب افريقيا! أليس في ذلك مخالفة صريحة من دولة الامبراطور للفصل السّادس من الدّستور، الذي يقول:  » كلّ المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وهم سواء أمام القانون « [30]. أم أنّ سبب التّمييز بين التونسيين كونهم ليسوا سواء أمام الامبراطور؟! فأين يا ترى ما تعهّدت به الدّولة التونسية – قبل أن تُبتلى تونس بعهد هذا الامبراطور النّكد – بموجب توقيعها على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي تقضي المادّة 13 منه بأنّه » لكلّ فرد حقّ في حرّية التنقل وفي اختيار محلّ إقامة داخل حدود الدولة »[31]. » لكلّ فرد حقّ في مغادرة أيّ بلد بما في ذلك بلده، وفى العودة إلى بلده « [32]. وكذا  تعهّدها بالعمل بمقتضى « الميثاق العربي لحقوق الإنسان » وخصوصا (الفقرة ج / المادة 4) منه حيث تقول « لا يجوز بأيّ حال أن تمسّ تلك القيود أو أن يشمل هذا التحلل الحقوق والضّمانات الخاصّة بحظر التّعذيب والإهانة والعودة إلى الوطن »[33]. وكذا التزامها بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية؟! وخاصّة ما جاء منه بالفقرة 2 من المادّة الخامسة  »  لا يقبل فرض أيّ قيد أو أي تضييق على أيّ من حقوق الإنسان الأساسية المعترف بها أو النافذة في أيّ بلد.. »[34]. فكيف تفسّر الحكومة التونسية إخلالها بهذه المعاهدات والمواثيق الدولية؟! وبأيّ وجه يا ترى تمنع طائفة من مواطنيها المغتربين من حقّهم الطبيعي والشرعي والدستوري والقانوني في زيارة بلادهم ولقاء أحبّتهم؟! إلاّ أن يقدّموا الولاء والتأييد للامبراطور « بن علي » الملقَّب بصانع التحوّل، وصاحب العهد الجديد[35].   الشروط الاستثنائية لتحصيل المغترب على جواز سفر!   وما أنسى من الأشياء لا أنسى ما رأيت بأمّ عيني – منذ سنوات – حال شابّ تونسي مغترب ظهر على شاشة قناة « المستقلة » يستجدي « بن علي » ويناشده بكلّ إلحاح لتمكينه من جواز سفر، يمكّنه من العودة إلى تونس! وممّا توسّل به هذا الشّابّ المسكين من دلائلَ لإثباتِ براءته من تهمة التطرّف: إقسامُه بالله أنّه لا يصلّي! وأنّ زوجته لا ترتدي اللباس الطائفي!! تلك هي اليوم في تونس خصال المواطن الصّالح في عهد السّابع من نوفمبر الكالح! ولقد تواترت الأنباء الواردة على ألسنة العديد من المغتربين التونسيين الذين راجعوا السّفارات والقنصليات التونسية بمختلف الأقطار الأوروبية للاستفسار عن موضوع جوازات السّفر والعودة إلى البلد، ففوجئوا بشروط غريبة! لا عهد لهم بها من قبل، فقد سرد على مسمعي أحدُ الإخوان من المغتربين التونسيّين يقيم بإحدى البلدان الأوروبية، قصّته مع موظفي القنصلية التونسية بجهته، حيث قدّم إليهم منذ فترة طويلة طلبا لاستخراج جواز سفر، فلم يجيبوه! وكان في كلّ مرّة، يراجعهم فيها بمصير ذلك الطّلب، يكون جوابهم المتكرّر  » ما جاءنا شيء من تونس، إصبر حتى تأتي الموافقة من وزارة الداخلية.. ». وفي الآونة الأخيرة أي بعد عامين أو يزيد من تقديمه الطّلبَ! أبلغوه بأنّ الموافقة من الداخلية قد وصلت، وسيجري تمكينه من جواز للسّفر، ولكن بشروط يلزمه تنفيذها! سألهم عن الشّروط إن كانت وثائقَ جديدةً لازمةً لاستكمال الطّلب أم ماذا؟ فقالوا: لا! إنّ هذه الشّرورط هي الآتية : –        تحرّر رسالة إلى رئيس الدّولة تعلن فيها توبتك واعتذارك وتطلب العفو منه! –        تحرّر رسالة تنديد بقيادة حركة النّهضة! –        تمضي على بيان العبعاب! ولمّا سألهم مستفسرا عن « بيان العبعاب »!؟ أشاروا عليه بأنّه يستطيع العثور عليه في شبكة الانترنت بواسطة محرّك البحث « غوغل »! استغرب الرّجل هذه الشّروط! فسألهم: – ما ذنب قادة حركة النّهضة من جهة، وما علاقتهم بطلبي لجواز سفر، من جهة أخرى، حتى تُلزموني بالتّنديد بهم؟! – وأضاف: أنا الآن أحمل جنسية هذا البلد…فإذا انتهت مدّة صلوحية جوازي…، ورحت إلى الإدارة المختصّة لتجديده، فهل يشترطون عليّ في تلك الإدارة أن أذهب لأنشر رسالة تنديد بقيادة الحزب المعارض للحكومة في هذا البلد، حتى يسلّموني جوازا جديدا! فما معنى أن تشترطوا أنتم عليّ – لكي أحصل على جواز سفر – أن أسبّ أناسا أو أشتمهم أو أندّد بهم؟! أو أحرّر رسالة اعتذار أو أمضي على بيان؟! في أيّ عهد يا ترى أنتم تعيشون؟! وما هذا الجنون؟! وقبل أن ينصرف قال لهم متهكّما: أنا الآن قد وقّتّ ساعتي على عام 2019 للعودة – إن شاء الله – إلى تونس فيومها تكون تونس قد تخلصت من  » بن علي » وحكمه، ثمّ انصرف مَغِيظاً مُحْنَقاً. كما سبق لي أن اطّلعت على مقال منشور بموقع « تونس نيوز »، أدرج فيه كاتبه الشّروطَ التي توجبها الدّوائر المختصّة في القنصليات التونسية على كلّ سياسي تونسيّ مغترب، يروم التّحصيل على جواز سفر والعودة إلى البلاد، نوجزها فيما يلي: « –   كتابة رسالة توضيحية لماذا لم تعد إلى تونس طوال هذه الفترة؟.  –   كتابة رسائل طلب عفو وتعبير عن التّوبة باسم رئيس الدّولة ووزيري الداخلية والعدل.  –   الإمضاء على بيان الأزهر العبعاب (هكذا يسمّونه).  –   كتابة نصّ تنديد بقيادة حركة النهضة والتعبير عن الإنسلاخ منها ويا حبذا لو تنشر ذلك في « تونس نيوز » وبعد نشرها ترسل لهم نسخة بالفاكس… تجدر الإشارة إلى أنّه لا يشفع لك كلّ ذلك، فمهما لبّيت من طلبات لا تضمن الحصول على الجواز، ولا أدلّ على ذلك من أنّ العديد من الذين وقّعوا على بيان « العبعاب » لا يزالون ينتظرون إلى الآن. في المطار يسلّم العائد استدعاء للتّحقيق في وزارة الداخلية أو يأخذ مباشرة »[36]. فأين هذا مما أدّعاه وزير العدل « بشير التكاري » بقوله » حقّ العودة مكفول بحكم الدّستور.. نقول لهم تونس مفتوحة لكلّ التونسيّين دون استثناء « [37]. أليس في تلك الاشتراطات والمساومات، عينُ الغبن والإهانة والاحتقار والمهانة للمواطن التونسي؟! فهل رأيتم – يا أصحاب البيان – أو سمعتم قطّ بمواطن مغترب من مواطني البلدان الأوروبية، كان يقيم لسنوات طويلة بأستراليا أو نيوزلندا أو أمريكا أو كندا؛ فقرّر يوما العودة من بلد إقامته إلى بلده الأصلي بدافع الاشتياق إلى وطنه أو لزيارة أهله، فراجع قنصلية بلده لاستخراج جواز للسّفر، فامتعنت القنصلية من إجابته! أو صدّته عن السّفر إلى وطنه! حتى ينفّذ تلك الشّروط التي تفرضها القنصليات التونسية على المغترب التونسي في هذه الأيام؟! – بأن يقدّم لرئيس بلاده أو ملكها أو وزير داخليتها، طلبا في الإذن له بدخول بلده! أو زيارة أهله؟! – أن يحرّر كذلك رسالة تنديد بأحزاب أو أفراد أو مجموعات من مواطني بلده المعارضين للحكومة أو المختلفين معها! – أن يرسل رسالة يُعرب فيها عن ندمه! على ما قام به من نشاط سياسي مع أفراد أو مجموعة من أبناء وطنه! وإعلان براءته منهم! وتنكّره لهم! والتّنديد بهم! وإشهار توبته من كلّ ذلك توبة نصوحاً!! في بيان ينشره على رؤوس الأشهاد!!   الجواز لازم على المواطن التونسي وتكفي بطاقة الهوية للسائح الأجنبي!   ألا ترون بأمّ أعينكم – يا أصحاب البيان – مدى ما يتمتّع به المواطنون الأوروبيون من حريّة السّفر والتنقّل داخل بلادهم وخارجها؟! وأنتم تعيشون بينهم، بل وتتمتّعون بمثل ما يتمتّعون به هم من حرية السفر والتنقل إلى جميع أقطار العالم! إلاّ إلى بلادكم! حيث يحقّ لهم أن يدخلوها آمنين مطمئنّين ولا يحق لكم أنتم أن تدخلوها إلا بوساطة الوسطاء وشفاعة الشافعين! وإذا كانت حكومة الامبراطور « بن علي » تُلزم المواطنَ التونسيَّ بشرط الاستظهار بجواز سفر عند وروده على تونس أو صدوره منها، فقد أعفت من ذلك الشرط السيّاحَ الأجانب! حيث مكّنتهم من حقّ الدّخول إلى بلادنا بمجرّد الاستظهار لأعوان الأمن بالموانئ التونسية ببطاقة هوية! كما تثبته تعليمات الدّيوان الوطني التونسي للسياحة بباريس، حيث يقول: Les touristes voyageant en groupe peuvent entrer en Tunisie avec leur carte d´identité en présentant le carnet de voyage fourni par l´agence . (38) وإذا كان السّائح الأجنبي يدخل بلادنا معزّزا مكرّما، فيجوز كل أبوابها ومنافذها من دون جواز سفر، مكتفيا بالاستظهار ببطاقة هوية!! فيمرّ دونما تفتيش أو تعطيل:   ويُبشّ بالتّرحيب عند قدومه *** ويُقام عند سلامهِ ويُقرَّبُ   فيما توضع في وجه المواطن التونسيّ بالداخل والخارج جميع العراقيل والعقابيل عند دخوله بلاده أو خروجه منها! لا لذنب جناه أو جُرم أتاه، سوى أنّه تونسيّ!! فمن هو إذا في تونس اليوم الوطنيّ ومن هو الأجنبيّ في واقع الحال؟! وهو وضع يصدق فيه ما قال شاعر النّيل حافظ إبراهيم:    أمَّةٌ قد فتّ في ساعِدِها *** بُغضُها الأهلَ وحبُّ الغُربَاء   ألا يحقّ للمواطن التونسي الذي لا يلقى من حكومة بلاده وبعثاتها السفيرية والقنصلية وأعوان فِـرَقها الأمنية إلا الهوان وسوء المعاملة والقهر والحرمان[39]، أن يتمنّى الخلاص من هذه الجنسية! التي صارت وبالا عليه وبليّة! أينما حلّ وارتحل داخل البلاد أو خارجها؟! إذ بسبب هذه الجنسية يُستوقف بالموانئ والحدود التونسية للاستجواب والمساءلة! وكثيرا ما يكون عرضة للإهانة وسوء المعاملة! حيث يُعرّى وتُنزع عنه أثوابُه! وتُفتَّش أغراضُه! وتصادر أمواله وتُستصفى ممتلكاته، وتُعرقَل طلباته وتُعطّل مشروعاته وأشغاله، وتُفرض عليه فوق ذلك الأداءات والضرائب والإتاوات! ممّا يدفعه إلى البرطلة والارتشاء فرارا من كلّ هذا البلاء!! أمّا التونسي المهاجر بسبب آرائه السياسية ومعارضته لحكومة الامبراطور بن علي الاستبدادية؛ فجزاؤه أن يُحرم من زيارة بلاده وأن يُحال بينه وبين لقاء أهله وأحبابه!! وأن تنهال عليه الأحكام الغيابية والتتبعات الجزائية من مختلف المحاكم! فهل عرف المواطن التونسي في أيّ عهد من العهود قط، هوانا كهذا الهوان الذي لحقه في عهد السابع من نوفمبر النّكد؟! فإذا كان للتونسيين المغتربين – مثل جميع عباد الله – وطن يشتاقون إليه؛ وأهل وأحبّة، يحنّون إلى لقياهم! فبأيّ وجه يا ترى يُمنَعون من حقّهم في زيارة وطنهم ولقاء أحبّتهم؟! ومن هذا الذي يملك حقّ صدّهم عن دخوله بأن يغلق باب الوطن في وجوههم؟! كما يفعل الامبراطور « بن علي » اليوم بالمغتربين التونسيين، فلا يأذن إلاّ لمن أحنوا إليه رقابهم خانعين!! وجاءوه تائبين نادمين أو أتوه صاغرين مذعنين!!   الشروط الاستثنائية مؤامرة لتفكيك حركة النهضة الإسلامية   إنّ المتأمّل في صيغة تلك الشروط الاستثنائية ومحتواها، يدرك فورا مرماها ومغزاها! فما هي إلا مؤامرة مفضوحة، نسج خيوطها جهاز الامبراطور « بن علي » الاخطبوطي للاستخبارات! لتفكيك حركة النّهضة التونسية، وتمزيق أوصالها وقطع شأفتها ومحوها من الوجود، وذلك بالإيقاع بين أبنائها ورجالها على طريقة « فرّق تَسُدْ »! حيث يحجَّّر على المغترب المنتسب للنهضة الرّاغب في العودة، ممارسة أيّ نشاط سياسي مخالف للحكومة، من جهة، حيث أصبحت السّياسة في حكم الامبراطور « بن علي » جريمة!! يتعيّن على التونسي لكي يَسلَم بجلده! ويضمن التردّد الآمن على أهله وبلده، أن يعلن توبته! من تعاطي أيّ نشاط سياسيّ معارض، كما أنّ في إلزام المغترب بإعلان الاستقالة من النّهضة وإدانة قيادتها من جهة أخرى، تفتيتا تدريجيا لكيان حركة النّهضة، وتفكيكا لرابطتها وقطعا لشأفتها!! ونحن نتوقّع – إزاء إحجام معظمِ المغتربين التونسيين عن طلب العودة، استنكافا من هذه الشّروط المهينة – أن يُضطَرّ « الجهاز الاخطبوطي للاستخبارات » إلى تغيير خُطّته، وذلك بتخفيف تلك الشّروط أو تقليصها أو إلغاء معظمها مع الاقتصار على بعضها[40] مع تسهيل الإجراءات لاستصدار الجوازات، وذلك لإغراء الجميع بالعودة؛ فإذا ما عاد المغترب، فدخل البلد آمنا! وخرج منه سالما!! وجد نفسه بعد ذلك ملزما من تلقاء نفسه باعتزال أيّ نشاط في النّهضة أو ارتباط بها أو بأحد من أعضائها، وذلك لئلا يقطع على نفسه حبل الرّجعة من حين لآخر لزيارة البلاد ولقاء الأهل والأحباب. وهكذا متى تضاعفت أعداد العائدين من أبناء النّهضة إلى الوطن، انفضّوا عنها، بمرور الزّمن، فلا تلبث النّهضة أن تصبح بعد ذلك أثرا بعد عَين!! ومعلوم أنّ خطّة التفكيك هذه، قد بدأ تنفيذها منذ حادثة « باب سويقة » سنة 1991، حيث جرى عَقِبَ الحادثة المذكورة إحضار كافّة قادة الحركة – على دفعات – بمقرّ « فرقة أمن الدّولة » بوزارة الداخلية، هناك وقع بحث كلّ واحد منهم على انفراد، وتحميله بمسئولية الحادثة! إذ يُخيّر المرء بين أمريْن أحلاهما مرّ! – فيُقال له : إمّا أن تعلن استنكارك للعنف، وإدانتك لحركة النّهضة على ما اقترفت من جريمة « باب سويقة »، فتلتزم تبعا لذلك باستقالتك منها، متعهّدا بنشر بيان استقالة بجريدة « الصّباح »، وعندها تُحفظ التّهمة في حقّك، ويتمّ الإفراج عنك! – وإمّا أن ترفض إدانة الحركة، مصرّا على عدم الاستقالة منها، فتُتّهم عند ذلك بالمسئولية الجنائية عن حادثة باب سويقة! ويجري بحثك وتحرير محضر في ذلك، ثمّ تقع إحالتك على حاكم التّحقيق! وهذا عين ما جرى فعلا مع كاتب[41] هذه السّطور!! فما كانت تلك الحرب الضّروس التي شُنت على أبناء النّهضة ورجالها ونسائها طوال عشرين عاما، واستكراه العديد من قادتها في داخل البلاد على الاستقالة، وإلزام المغتربين من رجالها بالخارج على تنفيذ تلك الاشتراطات والتعهّدات – ما كان كلّ ذلك – إلاّ خطّة شيطانية ماكرة للقضاء على حركة النّهضة الإسلامية!! ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال : 30] . ولنا – إن شاء الله – عودة إلى موضوع العودة   كتبه فقير ربّه:   محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي   عنوان البريد الالكتروني:  Mohamed-zemzemi@hotmail.de     ——————————————- [1] – بيان مجموعة 19بعنوان :  » عندما يكون الإجماع ضرور » بتاريخ الجمعة 17 جويلية 2009. [2] – أعلنت جماعات حقوقية أن تونس اعتقلت 20 شابا بتهمة تصفح مواقع إسلامية محظورة على شبكة الإنترنت، مشيرة إلى أن تونس تفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام. وأوضحت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الثلاثاء 18-2-2003 أن الرجال الـ20 معظمهم من طلبة المرحلة الثانوية وتتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما، وأنهم اعتقلوا خلال الفترة ما بين 5 إلى 9 -2- 2003 بتهمة الدخول إلى مواقع إسلامية محظورة على الإنترنت.(إسلامأون لاين.نت. 18-2-2003). وأصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم 6 أفريل 2004 حكمها في القضية المعروفة بقضية « شباب جرجيس » ، وذلك بسجن كل من عمر فاروق شلندي وحمزة محروق وعمر راشد ورضا إبراهيم وعبد الغفار قيزة وأيمن مشارك مدة تسعة عشر سنة وثلاثة أشهر بعد اتهامهم بـ » تكوين عصابة قصد التحضير وارتكاب اعتداء على الأشخاص والأملاك بغرض التخويف والترويع وصنع وتركيب مواد متفجرة ونقلها وخزنها وحيازة آلات ومواد معدة للدخول في تركيب آلات ذات انفجار بدون رخصة والسرقة ومحاولة السرقة وعقد اجتماعات بدون رخصة » ووضع جملة المتهمين تحت المراقبة الإدارية مدة خمسة أعوام بداية من تاريخ قضاء العقاب البدني.( صحيفة الموقف، العدد 260 بتاريخ 16 أفريل 2004). [3] – كما شهدت بذلك تقارير منظمة العفو الدولية حيث تقول  » إن الإضراب عن الطعام الذي أعلنه  في 2 أكتوبر/ تشرين الأول السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة  للاحتجاج على حرمان السلطات له من الحصول على الرعاية الطبية وامتناعها عن إصدار جواز سفر له إنما يشكِّل تذكيراً سافراً بالمضايقات التي يواجهها السجناء السياسيون  السابقون في تونس. وحثت المنظمة السلطات التونسية على منح بوحجيلة حقوقه  وعلى التوقف عن مضايقة السجناء السياسيين ومحاولة ترويعهم بعد الإفراجع  نهم… إن الحالة البائسة التي يعانيها عبد اللطيف بوحجيلة تشكل تجسيداً  للصعوبات التي يواجهها السجناء السابقون في تونس. فالعديد منهم ما زالوا يقضون  فترات حكم إضافية تحت « المراقبة الإدارية »، ما يتطلب منهم مراجعة مراكز شرطة محددة عدة مرات في الأسبوع، كي يظلوا قيد المراقبة الشرطية الوثيقة، وليواجهوا بالنتيجة صعوبات في الحصول على العمل وعلى الرعاية الصحية، ولتقييد حريتهم في  التنقل والسفر. وترفض السلطات أن تصدر لهم، وفي بعض الحالات لأقربائهم الأقربين، جوازات سفر، في انتهاك صريح للدستور التونسي ولواجبات تونس الدولية تجاه حقوق الإنسان بمقتضى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي انضمت إليه  تونس كدولة طرف. وتصدر الأوامر إلى بعض السجناء السياسيين إثر الإفراج عنهم  بالإقامة في مناطق معزولة بعيداً عن عائلاتهم. فعلى سبيل المثال، قيَّدت  السلطات حرية الحركة بالنسبة للسجين السياسي السابق وعضو منظمة « النهضة » الإسلامية المحظورة، عبد الله زواري، داخل تونس منذ  الإفراج عنه في يونيو/ حزيران 2002   فلا يسمح له بأن يتنقل خارج  دائرة لا يزيد نصف قطرها على 30 كيلومتراً عن حاسي جربي، وهي  قرية قرب جرجيس في جنوب تونس تبعد نحو 500  كيلومتراً عن بيته في تونس  العاصمة، إلا بإذن من السلطات، علماً بأن طلباته بالسماح له بزيارة زوجته وأطفاله  في العاصمة قد ووجهت بالإهمال بصورة روتينية. وواجه السجناء السياسيون السابقون الذين تمكنوا من الحصول على  الرعاية الطبية بالترهيب من قبل الشرطة داخل المستشفيات. ففي 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، دخل أحد رجال الشرطة غرفة  السجين السياسي السابق عبد الحميد الجلاّصي بعد ساعة من خضوعه لعملية جراحية، ورفض  مغادرة الغرفة رغم توجيهات الموظفين الطبيين، زاعماً أنه ينفذ أوامر أعطيت  له ». Document – تونس:  سجناء سياسيون سابقون يواجهون المضايقات 30. 12. 2008. تقرير منظمة العفو الدولية بتاريخ:  14 نوفمبر/ تشرين  الثاني  2008. [4]-  وذلك بسبب ما يسلطه جلاوزة الامبراطور بن علي من مراقبة إدارية على آلاف السجناء السياسيين المسرّحين. [5] – العُمْرَى: وهي مأخوذة من العُمر وهو الحياة ، سُميت بذلك لأنهم كانوا في الجاهلية يعطي الرجل الرجل الدار ويقول له : أعمرتك إياها : أي أبحتها لك مدة عمرك وحياتك ، فقيل لها عُمْرَى لذلك. (نيل الأوطار ج: 9 ص 233) والرُّقْبَى: هي أن يقول أحد الأشخاص لصاحبه: « أرقبتك داري وجعلتها لك في حياتك فإن متَّ قبلي رجعت إليّ وإن متُّ قبلك فهي لك ولعقبك ». فكل واحد منهما يرقب موت صاحبه فتكون الدار التي جعلها رقبى لآخر من بقي منهما.( فقه السنة ج:3 ص 558 ) المكتبة الشاملة. [6] – وقد تتواصل فيما بعد المقابلات بين الطرفين ببعض المقاهي! كما هو الحال في باريس، حيث يواصل العون استجواب المعني بالأمر، بعيدا عن مقرّ القنصلية. [7] – وهذا نموذج من نص استقالة: « استقالة: إنني الممضي أسفله حبيب حواري أعلن أني قد استقلت من حركة النهضة منذ أوائل التسعينات, هذه الاستقالة جاءت نتيجة وقفات تأمل تبين لي بعدها بأن النهج الذي اختارته الحركة لا يلزمني, نهجا انجرّ عنه إحدى أمرين : إما السجن أو الهجرة عن أرض الوطن إن لم يكن الاثنين معا. إيمانا مني بضرورة وضع حد لهذا النهج الخاطىء ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ارتأيت أن الاستقالة والتبرؤ من هكذا سياسات هو الطريق الأنجع لمصلحة تونس ». حبيب حواري – باريس. (تونس نيوز 14. 11. 2008). [8] – وهذه الصيغة تواترت على ألسنة العديد من العائدين! [9] – ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻋﺩﺩ 40 ﻟﺴﻨﺔ 1975 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 14 ﻤﺎﻱ 1975 ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺠﻭﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺴﻔﺭ. [10] – الفصل 15 (الجديد)  » يمكن سحب جواز السفر العادي أثناء مدة صلوحيته في الحالات التالية: (ونحن نذكر منها هنا حالات ج، د ، هـ، ذات الصلة بموضوعنا) : ج – بناء على قرار قاضي التحقيق أو دائرة الاتهام أو المحكمة المتعهدة بالنسبة إلى المظنون فيه صاحب الجواز الذي بقي بحالة سراح أو عند وقوع الإفراج عنه مؤقتا بعد إيقافه من أجل جناية أو جنحة تستوجب عقابا بالسجن لا يقل عن عام واحد. د- بطلب من النيابة العمومية إذا صدر ضد صاحب الجواز حكم من أجل جناية أو حكم من أجل جنحة يقضي بعقابه بالسجن لمدة لا تقل عن عام واحد سواء بالبلاد التونسية أو بالخارج، كل ذلك مع مراعاة الأحكام القانونيّة المتعلقة بالعقوبات التكميلية. ﻫ – إذا كان من شأن سفر المعني بالأمر النيل من النظام أو الأمن العامين، بشرط أن تحصل الإدارة على إذن قضائي عن طريق النيابة العمومية صادر عن رئيس المحكمة الابتدائية في الغرض. كما يمكن للجهة القضائية المتعهدة بالنظر وأثناء تتبع جزائي ضد حامل الجواز، تحجير السفرعليه. وعند الاقتضاء ولو مع عدم وجود التتبع أو الحكم ضد حامل الجواز، لرئيس المحكمة الابتدائية وبطلب من الإدارة عن طريق النيابة العمومية تحجير السفر عليه للمدة التي يحددها استنادا لأحد الأسباب المبينة بأحكام هذا الفصل. وفي حالة التلبّس أو التأكيد، للنيابة العمومية اتخاذ قرار تحجير السفر مؤقتا لمدة أقصاها خمسة عشر يوما.(القانون الأساسي عدد  77 ﻟﺴﻨﺔ 1998 المؤرّخ ﻓﻲ 2 نوفمبر(1998. وهو منشور بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 89 ﻣﺆرخ ﻓﻲ 6 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ1998 تنقيحا للفصل 15 من القانون ﻋﺩﺩ 40 ﻟﺴﻨﺔ 1975 المؤرّخ ﻓﻲ 14 ﻤﺎﻱ 1975 ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺠﻭﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺴﻔﺭ. [11]- كلمة « بن  علي » في افتتاح أشغال مجلس الوزراء بقرطاج بتاريخ 12. ماي 2000. موقع رئاسة الجمهورية التونسية. [12] – ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻋﺩﺩ 40 ﻟﺴﻨﺔ 1975 ﺍﻟﻤﺅﺭﺥﻓﻲ 14 ﻤﺎﻱ 1975 ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺠﻭﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺴﻔﺭ. [13]- حيث صدرت بذلك الأوامر التالية: الأمر المؤرخ في 13 مارس 1897. والأمر المؤرخ في 13 أفريل 1898 . والأمر المؤرخ في 24 جوان 1916 . والأمر المؤرخ في 20 فيري 1930 . والأمر المؤرخ في 23 ماي 1938. والأمر المؤرخ في 7 جوان 1956 . والأمر المؤرخ في 21 جوان 1956. وكذلك القرارات المؤرخة في 2 أوت 1911 و12 أفريل 1939 و30 سبتمبر 1943. [14]- وقد سبق لكاتب هذه السطور أن تناول موضوع جواز السفر وحرمان دولة بن علي لآلاف التونسيين منه في مقالات سابقة، منها مقال بعنوان  » المواطن التونسي ومعضلة جواز السفر ». ولنا إن شاء الله عودة إلى هذا الموضوع. [15]- كلمة « بن  علي » في افتتاح أشغال مجلس الوزراء بقرطاج بتاريخ 12. ماي 2000. موقع رئاسة الجمهورية التونسية. [16] – من ذلك ما جاء في مقال بعنوان « من خلق المسلم أن تقول للمحسن أحسنت » لعبد المجيد الميلي قوله « إن الشعور بالمسؤولية الوطنية والإيمان بواجب دعم الخير والالتزام بالخلق الإسلامي الذي يقتضى أن نقول للمحسن أحسنت, يقتضى دعم هذا المسار ومباركه وشكر القائمين عليه وحثهم على خطوات أخرى لتصفية تركة الماضي الثقيل ». [17] – من ذلك مقال للدكتور عبد المجيد النجار بعنوان « بعد عشرين عاما: ألوان الخارطة التونسية » منشور بموقع « الحوار.نت » بتاريخ 19 نوفمبر 2007 . [18] – قد أورد هذه العبارة نفسها المدعو »الصحبي العمري » في معرض ثنائه على الامبراطور قائلا » إن لفتتكم الكريمة تجاه المغتربين من اللاجئين السياسيين في المهجر تزيد في الافتخار بتوجهاتكم السامية التي تستوجب مساندتها لتفعيل مساعيكم الرامية لطي صفحة الماضي للانطلاق بتونس بجميع أبنائها بدون استثناء أو إقصاء لإجهاض بؤر التوتر الداخلي وجلب البساط من تحت أقدام الغوغائيين المتاجرين بمأساة غيرهم من الأوكار والمنابر المشبوهة. ( الدكتور الصحبي العمري: رسالة مفتوحة إلى  سيادة رئيس الجمهورية التونسية » تونس نيوز بتاريخ 06. 11. 2008). [19] – جريدة « السياسية  » الإلكترونية ( تونس ) بتاريخ 24 أفريل  2009. [20] – موقع السياسية  http://www.assyassyia-tn.com/index.php?option=com_content&view=article&id=433:qq——-&catid=223:2008-12-17-12-32-56&Itemid=671- [21] – موقع السياسية  http://www.assyassyia-tn.com/index.php?option=com_content&view=article&id=433:qq——-&catid=223:2008-12-17-12-32-56&Itemid=671- [22] – من مقال بعنوان رسالة مفتوحة إلي السيد عمر الخيام »منفيون تونسيون متى يعودون؟. » تونس نيوز 15. 09 . 2009. [23] – فمتى كانت عودة المواطن المغترب إلى وطنه مكرمة من مكارم الحاكم ليشكر عليها؟! أليس هذا غاية الهوان؟! [24] – موقع الساسية  http://www.assyassyia-tn.com/index.php?option=com_content&view=article&id=433:qq——-&catid=223:2008-12-17-12-32-56&Itemid=671- [25] – موقع الساسية  http://www.assyassyia-tn.com/index.php?option=com_content&view=article&id=433:qq——-&catid=223:2008-12-17-12-32-56&Itemid=671- [26]- وإذا كنت يا سيد حمدي بريئا من كل تهمة أو تتبع جزائي يعاقب عليه القانون فما وجه اغترابك وهجرتك من بلدك كل هذه السنين؟! هذا من جهة ؟ ومن جهة أخرى وحيث إنك كما قلت لم ترتكب أي جناية أو جنحة فما حاجتك للوسطاء والشفعاء ليشفعوا لك عند الامبراطور ليأذن لك بالعودة؟! فعن أية مكرمة إذن تتحدث وأنت في غنى عن أي إذن أو وساطة أو منّة أو مكرمة من أحد! ألا يدلّ هذا الوضع على مدى الهوان الذي حاق بالمواطن التونسي في عهد 7 – 11؟! حيث أصبح رهنا لإرادة الامبراطور بن علي في حله وترحاله ودخول بلده ولقاء أهله، كما بيناه آنفا!! [27] – وإذا كنت يا سيد حمدي كما قلت  » لم ترتكب جناية يعاقب عليها القانون, ولا تعرف أنّ طرفا ما يمكنه أن يعاقب إنسانا على جريمة موهومة  » فإذاً ما الذي دعاك أصلا إلى الهجرة من بلدك، وطلبك اللجوء بالدنمارك فرارا من جريمة موهومة؟! وما الذي يخيفك من العودة إلى وطنك فتظل في الغربة حوالى عشرين عاما! وما حاجتك لوساطة الوسطاء وشفاعة الشفعاء لدى الامبراطور ليأذن بعودتك مع ثبوت براءتك؟! وبماذا عللت بالأمس طلبك إلى دائرة اللجوء بالدنمارك حتى حظيت بحقّ اللجوء؟! وبماذا عللت لهم قرارك اليوم بالعودة إلى تونس؟! وحاكمها الذي فررت منه بالأمس خوفا من بطشه! لا يزال حتى اليوم يتربّع على عرشها ويجثم على صدور أهلها! فما الذي تغيّر يا ترى حتى ترضى لنفسك يا سيد حمدي هذه العودة الذليلة؟! وقد كنّا نربأ بك عن السقوط في هذا الدرك المهين!  [28] – الحوارنت بتاريخ: 06. 09. 2009. [29] – وهذا ما قاله وزير العدل التونسي « بشير التكاري » في ندوة صحفية عقدت مؤخرا أن « تونس لكل التونسيين أينما كانوا ». (“السياسية »اليكترونية – تونس. بتاريخ 26 ماي 2009). [30] – دستور الجمهورية التونسية نسخة 2002. [31] – الفقرة الأولى من المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان  الذي صدر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 217 ألف (د-3) المؤرخ في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948 الديباجة. [32] – الفقرة الثانية من المادة 13 من لإعلان العالمي لحقوق الإنسان. صدر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 217 ألف (د-3) المؤرخ في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948 الديباجة (موقع منظمة مراقبة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش: ( http://www.hrw.org/legacy/arabic/un-files/text/iccpr.htm ) [33] –  ومما جاء فيها أ- لا يجوز فرض قيود على الحقوق والحريات المكفولة بموجب هذا الميثاق سوى ما ينص عليه القانون ويعتبر ضروريا لحماية الأمن والاقتصاد الوطنيين أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق أو حقوق وحريات الآخرين، ب- يجوز للدول الأطراف في أوقات الطوارئ العامة التي تهدد حياة الأمة أن تتخذ من الإجراءات ما يحلها من التزامها طبقا لهذا الميثاق إلى المدى الضروري الذي تقتضيه بدقة متطلبات الوضع. ج –  لا يجوز بأي حال أن تمس تلك القيود أو أن يشمل هذا التحلل الحقوق والضمانات الخاصة بحظر التعذيب والإهانة والعودة إلى الوطن واللجوء السياسي والمحاكمة وعدم جواز تكرار المحاكمة عن ذات الفعل وشرعية الجرائم والعقوبات.(الميثاق العربي لحقوق الإنسان. اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار مجلس جامعة الدول العربية 5427 المؤرخ في 15 سبتمبر 1997). راجع موقع هيومن راتس ووتش: http://www.hrw.org/legacy/arabic/un-files/text/arab1997.htm [34] – العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق والانضمام بقرار الجمعية العامة 2200 ألف (د-21) المؤرخ في 16 ديسمبر 1966. تاريخ بدء النفاذ : 3 كانون الثاني / يناير 1976 ، طبقاً للمادة 27. [35] – ومع مضيّ 22 عاما على اغتصاب الامبراطور بن على لتونس فلا يزال المنافقون يسمون عهده العهد الجديد ولسنا ندري متى يبلى هذا العهد النكد ومتى يبيد!؟ [36] – مقال بعنوان هجرة فاستقالة فعودة فولاءلمحمد عبد الوهاب . تونس نيوز 18. 06 . 2009 [37] – موقع جريدة السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 21 جوان 2009. [38] – وذلك طبقا للتعليمات والإجراءات المقرّرة من الديوان التونسي للسياحة بباريس حيث يصرّح للمجموعات أو  » الأفواج السياحية أن يدخلوا البلاد التونسية ببطاقات هوية مع الاستظهار بكنش السّفر المسلّم من الوكالة السياحية  » :  Formalités : Les touristes voyageant en groupe peuvent entrer en Tunisie avec leur carte    d´identité , en présentant le carnet de voyage fourni par l´agence ( http://www.bonjour-tunisie.com/bonjour_tunisie.cfm( [39]- مواطن يمنع من السفر: وصلتنا رسالة من المواطن عارف الدريدي أصيل جهة ماطر وصاحب بطاقة تعريف رقم 01589747 يقول فيها أنه منع من السفر إلى دمشق يوم 30 مارس الماضي دون أي سبب يذكر. وجاء في رسالته أن إدارة الحدود والأجانب وجهته إلى شرطة أمن الدولة بوزارة الداخلية التي بدورها عللت منعه من السفر بالاحتراز فقط. ويضيف قائلا: « ونجم عن ذلك المنع فقداني لمبلغ 695 أورو وخصم 50% من ثمن التذكرة التي يبلغ ثمنها 473 دينار تونسي… وقمت بتوجيه برقيات إلى كل من السادة وزير الداخلية ووزير العدل وحقوق الإنسان ورئيس الرابطة ومحافظ البنك المركزي… من سيعوضني عن أضراري المادية والمعنوية ومتى ينتهي هذا الإجراء التعسفي اللاقانوني واللادستوري حيث ينص دستور البلاد التونسية أنه يحق لكل مواطن مغادرة أرض الوطن والرجوع إليه متى شاء « . (صحيفة الموقف، العدد 260 بتاريخ 16 أفريل 2004). [40] – فقد يعمدون إلى تحريض المغتربين من منتسبي النهضة على تقديم طلبات لاستخراج جوازات سفر مكتفين من العائد بالاستقالة من الحركة! [41] – حيث وقع إيقافي بوزارة الداخلية يوم 22 مارس 1991 على ذمة فرقة أمن الدولة معظم شهر رمضان، وذلك جزاء رفضي الاستقالة، وبعد البحث والاستجواب، وإكراهي على إمضاء المحضر تمّ تحويلي إلى حاكم التحقيق الخامس « منوبي بن حمدان » الذي قام باستجوابي، بمحضر بعض الزملاء من المحامين، ثم قررّ تسريحي سراحا مؤقتا، قبل يوم واحد من عيد الفطر. وفي شهر فيفيري 1992 قرر إحالتي على المجلس لمحاكمتي!  وهو ما  اضطرّني إلى مغادرة البلاد.


 

إحياء الذكرى الثامنة عشر على إستشهاد رشيد الشماخي تحت التعذيب


إحياء الذكرى الثامنة عشر لإستشهاد رشيد الشماخي تحت التعذيب   السبيل أونلاين – ذكرى رشيد الشماخي – تونس – خاص   تمرّت هذه الأيام الذكرى الثامنة عشر (18) لإستشهاد رشيد الشمّاخي تحت التعذيب ، وذلك يوم 27 أكتوبر 1991 ، في مركز حرس التفتيشات بنابل ، وبهذه المناسبة الأليمة نعيد نشر تقرير نشرناه سابقا في جزئين حول قضية الأخ الشهيد رشيد الشماخي .  
  من يقتل أحياءنا ؟ من يؤرخ لقتلانا ؟ … من يكتب التاريخ ؟؟…  
ذاكرتنا أم سجلات المخابرات!.. قلمنا أم عصا البوليس!.. دمنا أم حبرهم المنقوع بدمائنا!؟… من ينير الحقيقة ؟.. من يجلّي البرهان؟ .. مرآتهم المحدّبة أم مرآتنا المقعّرة!..عيونهم الكفيفة أم عيوننا المبصرة ؟؟؟ … من عليه الاعتذار!؟.. من له أن يصمت ويخرس !؟… من قمع وجلد وعذّب وانتهك وقتل.. وتفاخر بكل تلك الجرائم!!!!… أم من عُـذّب وضاق لظَى؟، وآهاته اخترقت الدّجَى، وزلزل زلزالا فلم يجد منصفا أو يلقى رحمة من وحوش كاسرة سلبت روحه تحت مشرط التعذيب؟!!!…   تأطير عام للقضية: كلف رئيس الجمهورية التونسية السيد رشيد إدريس رئيس اللجنة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية بالتحقيق في الوفيات المشبوهة، وكوّن لجنة لتقصي الحقائق خلصت إلى وجود حالات عديدة من الوفيات والتي حصلت في ظروف غامضة ومشبوهة، ومن بين هذه الحالات: عبد العزيز المحواشي الذي توفي في 30 أفريل 1991 * عبد الرؤوف العريبي الذي توفي في 11 ماي 1991* عامر دقاش الذي توفي في 11 جوان 1991* عبد الوهاب عبيدلي الذي توفي في 30 جوان 1991* فتحي الخياري الذي توفي في 5 أوت 1991 * كما استنتج التقرير الصادر في 13 جويلية 1992، أنّ هناك حالتين أخريين مشبوه في وفاتهما، وهما حالة فيصل بركات ورشيد الشماخي، وأذن بفتح تحقيق في الغرض طبقا للفصل 36 من مجلة الإجراءات الجزائية، ولكن ُطويَ هذا التحقيق واندثرت لجنة تقصّي الحقائق ولا ندري لماذا؟… وضاعت الحقيقة بين دفاتر اللجنة وضعف الإرادة، وبين خوف أصحاب القضية وهلع وفزع أصدقاءه. ولقائل أن يقول: لماذا نخشى في تونس أن تُكشف حقائق حقبة انطوت على جرائم عدّة وأُريد لها أن تبقى طيّ الكتمان والنسيان وتحت كابوس الخوف والهذيان وتعلو فيها الكذبة الكبرى والبهتان بأن لا شيء حصل من هذا الذي نزعم أنه الحقيقة والبرهان؟   عنوان القضية: مقتل رشيد الشمّاخي أحد الضحايا الذين أوقفوا بمركز الحرس والتفتيشات بنابل في 24 أكتوبر 1991، أمّا أطوار القضية فهي كالآتي: – في الليلة الفاصلة بين 23 و24 أكتوبر من سنة 1991، وعلى الساعة الرابعة صباحا اقتحمت مجموعة من أعوان الحرس والتفتيشات بنابل منزل شقيقة الشهيد رشيد الشمّاخي بمنزلها الكائن بمدينة مقرين من ولاية بن عروس وألقت القبض عليه. وجيء برشيد الشمّاخي فجر يوم 24 أكتوبر 1991 وأدخل المكتب الذي كان تجري فيه جل عمليات التعذيب الوحشية. وفي الصباح وبقدوم النقيب رئيس منطقة الحرس والتفتيشات بنابل بدأت حصة التعذيب بشكلها الروتيني والعادي، والذي مرّ به كل الإسلاميين الذين وقع اعتقالهم في نفس الفترة، وهي التعليق على شاكلة (الروتي) – الدجاجة المصلية – والضرب على كامل أطراف الجسد وإدخال قضيب حديدي في الشرج واستهداف الأعضاء التناسلية والضرب على عظم الساق والركبتين وعلى أظافر الرجل واليدين ومنهم من عُلّق من رجلٍ واحدة بسلسلة حديدية ومنهم من عُلّق من خلاف بحبلين (اليد اليمنى والرجل اليسرى) بين نافذة المكتب والعمود العلوي للباب المقابل وضُرب بخرطوم بلاستيكي، ومنهم من ُربط قضيبه وُأرجح بين طاولتين، وغيرها من الأساليب التى تفتقت عليها عقول الجلادين. وكان اعتقال رشيد الشماخي بعد استشهاد فيصل بركات بـ 12 (اثني عشر) يوما وكنّا نعتقد أنّ هؤلاء الجلاّدين استوعبوا الدرس وسيخفّفون عنّا من عذابهم الفظيع وتنكيلهم الشديد. كنا نأمل منهم ذلك لاعتقادنا أنّهم ينتمون إلى فصيلة البشر، وعبثا اعتقدنا فساديتهم فاقت المتوقّّع وبشاعتهم تجاوزت الحدود وفظاعتهم فاقت كل شيء. أنزلوا برشيد شتى أنواع البطش والتنكيل وصنوف العذاب وألوانه، علقوه لأربع ساعات متتاليات وتناوبوا على ضربه وتعذيبه، جلدوا لحمه حتى انسلخ جلده ولم يعد يحتمل حتى الوقوف على رجليه. بقي الشهيد رشيد الشمّاخي لمدة 3 أيام دون أكل أو شرب مقيد اليدين والرجلين يتناوبون على تعذيبه كلما عنّ لهم ذلك، فهو المطلوب رقم 2 بعد فيصل بركات، أرادوا منه أن ينهار وينكسر فيعترف بما اقترف وما لم يقترف. وكانت هذه إرادة البيروقراطيين الذين كانوا يوجّهون عمليّات التعذيب والقمع والتنكيل عن ُبعدٍ عبر « الريموت كنترول » (بأيدي أعوانهم المطيعين) ومن وراء كراسيهم الوثيرة والخفيّة يتلذّذون بعذاباتنا.   لحظات الوفاة: في صبيحة يوم 27 أكتوبر1991 طلب رشيد من الأعوان الدخول إلى بيت الخلاء واستعان باثنين من زملائه الموقوفين معه لعدم قدرته على السير، وأثناء قضائه حاجتة استمعنا إلى شخير صديقنا الفجائي وهرع إليه أحد الأعوان ولمّا فتح بيت الخلاء شاهدنا جميعا الشهيد رشيد الشماخي وقد أغمي عليه، وهو ملقى على جانبه الأيمن على شاكلة القرفصاء فدعانا العون المكلّف بالمراقبة أنا والسيد المبروك ومحمد فرج الله ومحمّد مخلوف لنحمله خارج بيت الخلاء، وكان به شيء من الحياة حيث كان يتنفس، واعتقدنا جميعا أنها مجرّد إغماءة. وحملناه إلى الردهة الخارجية التي تطلّ على الباب الخارجي لمركز الحرس والتفتيش بنابل بأمر من الأعوان. وحُمل رشيد بعدها على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بنابل حيث لفظ هناك أنفاسه الأخيرة في نفس ذلك اليوم 27 أكتوبر1991. وقد ُأبلِغت شخصيا من طرف والدي حينما كنت في مركز الاعتقال بعد 4 أيام من وفاة أخينا رشيد، وذلك بعدما راج لدى عائلات الموقوفين إثر مقتل فيصل بركات ورشيد الشمّاخي بأنَ شخصا آخر يدعى زهير قد توفي، فعمل أبي كل ما في وسعه للتأكد من بقائي على قيد الحياة فاتصل بأحد أعوان الحرس الوطني من أصدقائه القدامى وقدّم له 100 دينار على أن يراني بعينه وكان له ذلك حيث مكّنوه من مقابلتي وتحدثت معه طويلا وهو من أعلمني بوفاة رشيد، وراج خبر الوفاة بعدها بيننا جميعا. ومما زاد تأكيد الخبر لدى بقية الموقوفين أن أعوان الحرس خفّفوا نسبيا من التعذيب و أصبحوا حذرين نوعا ما في إنزاله بنا ومنحونا بعدها دورية للمعالجة، وقد كنت من بين الذين أجريت عليهم عملية جراحية إثر إحالتنا على سجن 9 أفريل بتونس نتيجة التعذيب والضرب على الخصيتين وذلك بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة بقسم المجاري البولية، لتفاقم حالتي الصحيّة نتيجة التعذيب والإهمال في فترات الإيقاف. والغريب في الأمر أنّ أعوان الحرس والتفتيش بنابل إثر وفاة الشهيد رشيد الشماخي يوم 27 أكتوبر2008 أعلموا والده السيد سالم الشماخي بوفاة ابنه لديهم وفاة طبيعية وذلك إثر جلطة قلبية arrêt cardiaque وإصابته بالبوصفير في الكبد hépatite virale. دون تمكينهم حينها من وثيقة التشريح الطبية، وإلى حدّ اليوم ُتحرم عائلته من التحصّل على نسخة من التشريح الطبي. وإثر تسليم الجثة ُطلب من عائلة الشهيد عدم إخراجها من الصندوق إلاّ حين الدفن بالمقبرة وأن لا يقع إدخاله إلى بيته، ولكنّ عائلته قبلت الشرط في البداية وتمرّدت على القرار في النهاية، وعبثا حاول البوليس السياسي السيطرة على الموقف…   
 
لماذا التراخي في الكشف عن حقيقة استشهاد رشيد الشمّاخي – الجزء الثاني

 

 
السبيل أونلاين – خاص – تونس   أدخل الشهيد رشيد الشماخي، إلى داخل المنزل عنوة وأخرج من الصندوق المخصّص للموتى، ولأول مرة في تاريخ مدينة سليمان تنطلق جنازة ضخمة احتجاجا لمقتل رشيد الشماخي، واستنكارا للقمع والظلم. وقد حُمل على أكتاف المشيعين وهتفوا بشعارات لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، ولأول مرة في تاريخ المدينة تخرج النسوة لتشييع فقيدهنّ بالزغاريد والتهليل والتكبير. ولهيبة المشهد وتمرّد الشباب وحماستهم وضخامة الجنازة عددا، رفض إمام الجامع الكبير بسليمان الشيخ بن دلهوم خوفا من بطش السلطة ومن عزله عن الإمامة، رفض الصلاة على الشهيد، فتقدم الشيخ يوسف المؤدب والمقرئ المشهور ليصلي عليه صلاة الجنازة. وقد تعرض بعدها إلى العديد من المضايقات عقابا له على موقفه النبيل والشهم، وتوفي رحمه الله وهو مقتنع أنه صلى على شهيد من الشّهداء الأبرار لمدينة سليمان. وقد خرقت أمه وزوجته عرف المدينة حيث كنّ يزغردن ولا يتركن أحدا يبكي عليه بل دعتا كل الحاضرين للإفطار عندهم احتفاء بوفاة شهيدهم وخاصة أنّ شعارات الجنازة كلها كانت تصفه بالشهيد. علما أنّ قبر رشيد الشماخي وإلى حدّ الآن مكتوب عليه « هذا ضريح الشهيد رشيد الشماخي »، وقد وقع كسر الرخامة المنقوشة عليها هذه العبارة مرتين من طرف السلطة ولكنّ إصرار العائلة وقناعتها باستشهاد ابنها جعلهم يعيدون وضعها وتثبيتها. وهي مُثبتة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر. وقد قامت السلطة بمعاقبة مدينة سليمان وأهلها لمشاركتهم الإيجابية والفعّالة في جنازة المغفور له رشيد الشمّاخي فسجنت 56 إسلاميا طيلة سنوات الجمر تنكيلا بهم على هذا التحدّي وتواصل حزن المدينة ليعود بسكّان سليمان الأصليين من المورسكيين القهقرى بذاكرتهم إلى عسف الأسبان الذين اضطهدوا الآباء والأجداد الأولين وشردوهم شر تشريد ولتستمر مسيرة العسف والقمع والاضطهاد ضد أبناء مدينة سليمان عبر التاريخ. وقد أدت هذه الحادثة وما نتج عنها من اعتقالات موسعة كعقوبة جماعية لهذا التحدي الواضح للبوليس السياسي وسلطته القامعة، والذي أثبتته المدينة يوم الجنازة، أدّى إلى تكريس نقمة أهالى مدينة سليمان الذيم كان لهم موقف حاد ومتطرف تجاه مؤسسة الأمن في المدينة، وخاصة من طرف الشباب الذين واكبوا الاضطهاد الجماعي ضد أبناء الحركة الإسلامية، الأمر الذي كرّس ثقافة التشدّد بهذه الربوع. هطلت الأمطار بغزارة يوم دفنه وتوشّحت بلباس الحداد ولم يمنع ذلك المواطنين والشبان من الحضور المكثف، وزاد حزن فراق الشهيد، الحزن الذي التحفت به غيوم السماء يومها. أما الآن فبقيت عائلة رشيد الشماخي تنتظر أن ُتنصف، وذلك بكشف حقيقة مقتل ابنهم خاصة أنّ الأخ الأكبر قاسم الشماخي قد قام بعديد الإجراءات لإثارة ملف مقتل شقيقه وقد اتصل بمنظمة العفو الدولية وباللجنة العليا لحقوق الإنسان التي يشرف عليها حينها رشيد إدريس وشرح لهم أطوار مقتل أخيه وقام بتكليف العميد شقرون بقضية رشيد. وقد عمل العميد كل ما في وسعه لإعادة إحياء القضية والدفع نحو إعادة فتح التحقيق فيها من جديد ولكن بدون جدوى وطالب أكثر من مرة باستكمال التشريح الطبي ولكن لا من مجيب. وحُرم أفراد عائلة الشهيد من جوازات سفرهم لأكثر من عشر سنوات وكان شقيقه قاسم دائم التأكيد أنّ أخاه تزوّج قبل وفاته بـ3 أشهر واستخرج شهادة طبية تثبت خلوّه من أي مرض عضوي أو باطني، وهو حين اعتقاله كان سليما و معافى. فما الذي سبب له هذه الوفاة الفجائية؟؟. يؤكد الشقيق الأكبر أنّ رشيد لم يعان كما تدعي السلطة من مرض « بوصفير بالكبد »، فهذا المرض العضال له علامات ظاهرية والحال أنّ رشيد لم تظهر عليه أي من هذه العلامات، ثم يضيف: إذا كان ما تدّعيه السلطة صحيحا فما الذي منعها من الاستجابة لمطلبه الذي طالبت به عبر رشيد إدريس والمتمثّل بإعادة التحقيق في مقتله وتشخيص سبب الوفاة بشكل مستقلّ؟؟ و يتساءل شقيقه قاسم: « بعد كل هذه السنوات وتواتر الخبر عن حقيقة مقتل أخي، من أصدق الآن؟.. الذين اعتقلوه وادّعوا وفاته الطبيعية بجلطة قلبية أم أصدقاءه الذين يؤكدون مقتله تحت التعذيب؟؟؟ .. سؤال طرحه شقيقه الأكبر ولطالما كانت الإجابة عليه بسيطة: إذا وُجدت إرادة حقيقية لكشف أسباب مقتل رشيد الشماخي فستجد السلطة ألف دليل ودليل عن مقتله تحت التعذيب. ويكفيها المطالبة بشهادة أصدقائه ممّن عاين تعذيبه وسمع غرغرته في دورة المياه وعددهم ليس بالقليل، ويكفيها تحليل عيّنة من رفاته حتى نتأكّد من سلامته من المرض المزعوم التي ادّعته قوّات الحرس بنابل. وفي الختام لا يسعنا إلاّ التأكيد من منطلق المشاهدة القطعية، أنّ الشهيد رشيد الشمّاخي قد تعرض إلى التعذيب الذي قاده بعدها إلى الوفاة المؤكدة، وهناك أكثر من شهادة لزملائه تؤكد الوفاة بتلك الطريقة. فلنُعِد فتح التحقيق وتشريح الجثة وستظهر الحقيقة كاملة كما هي، وُننصف الشهيد وعائلته في النهاية. ولا يسعنا بعد ذلك إلاّ أن نتساءل: متى وَفِي أيّ قرن سيكون من حقّنا مقاضاة الذين يمرّغون أنوفنا في التراب دون أن نخشى ردود أفعالهم القامعة؟؟؟ وهل سيبقى استسلامنا الجبان وصمتنا الخانع وجمودنا القانع أداةً يستمدّ منها الجلادون والظالمون صولتهم؟؟؟ وإلى متى ستبقى عصاهم تسحق كلّ من عصاهم؟؟؟ وإلى متى يستمرّ هتك الأعراض واستباحة الدماء لكلّ معارض لا يأبى إلاّ الفداء؟؟؟   معلومات عامّة تخصّ رشيد الشمّاخي وعائلته – هو رشيد بن سالم بن قاسم الشمّاخي. – ابن فطّومة بنت سعيد الشمّاخي. – مولود بمدينة سليمان من ولاية نابل في 5 مارس 1963. – توفي تحت التعذيب في 27 أكتوبر 1991 بمركز الحرس والتفتيشات بنابل بعد محاولة إسعافه بالمستشفى الجهوي بنابل. – تزوّج من السيدة منية بنت حمّادي الجويني في 18 جويلية 1991 بقي معها ثلاثة أشهر ولم ينجب منها، سُجنت بعده بـ 3 أشهر سجنا. – زاول دراسته الابتدائية بمدرسة 2 مارس بسليمان من 1969 إلى 1976. – وواصل تعليمه الثانوي بمعهد مدينة سليمان من 1976 إلى 1979 ثمّ بالمعهد الثانوي بقرنبالية من 1979 إلى 1982. – تعاطف مع حركة الديمقراطيين الإشتراكيين من سنة 1981 إلى 1985 ثمّ تعاطف مع حركة النهضة الإسلامية وانتمى إليها من سنة 1988 إلى 1991. – مارس التجارة وتربية النحل مع والده وإخوته. – امتاز بدماثة أخلاقه وإحسانه الكبير للفقراء والمساكين وانحيازه المبدئي لقضايا الجماهير المستضعفة. – أمّا والده فكان يوسفي التوجه معارض للبورقيبية حتى بعد الإستقلال. – توفّي والده حسرة وكمدا على ابنه وذلك في 25 جويلية 1995. وتوفّيت أمّه في فيفري 2002 – له 7 أشقّاء كلّهم متزوّجون. اثنان من الذكور وهما: * قاسم الشمّاخي * ومحمّد الشمّاخي – وخمس من الإناث وهنّ: – رشيدة الشمّاخي – منّوبية الشمّاخي – ليلى الشمّاخي – وسيلة الشمّاخي – والأرملة حبيبة الشمّاخي من مآثره أنه كان يقول لزوجته منية: لا أريد أن أنجب منك لأني حتما سأفارقك شهيدا في أقرب الأوقات ولا أريد أن أحرمك من الزواج بعدي. وقد تزوّجت السيّدة منية بعده تلبية لوصّيته. حين أدخلوه مركز الحرس والتفتيشات بنابل كان يصيح بأعلى صوته: اللّهمّ اكتب لي الشهادة وقد سمع قولته كلّ الإخوة وكلّ أعوان الحرس الذين أغاضهم بها، وقد طلبها بصدق فكرّمه الله بها ونحسبه عند اللّه من الأحياء. قال الله تعالى: « ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربّهم يرزقون » (سورة آل عمران 169). وقال تعالى: « وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ » (سورة إبراهيم 42) وهذه صورة ووثائق خاصة بالشهيد رشيد الشماخي نعرضها لأول مرة:   صورة الشهيد رشيد الشماخيّ http://www.assabilonline.net/images/rachid_martyre2.jpg http://www.assabilonline.net/images/photochammakhi1.jpg http://www.assabilonline.net/images/photochammakhi2.jpg http://www.assabilonline.net/images/photochammakhi3.jpg http://www.assabilonline.net/images/rachid_sivil1.jpg http://www.assabilonline.net/images//rachid_sivil2.jpg http://www.assabilonline.net/images//rachid_takrir.jpg http://www.assabilonline.net/images//rachid_takrir5.jpg http://www.assabilonline.net/images//rachid_takrir2.jpg http://www.assabilonline.net/images//rachid_takrir3.jpg http://www.assabilonline.net/images//rachid_takrir4.jpg   أعده : زهير مخلوف – تونس الرابط : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5081&Itemid=1   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 19 أكتوبر 2009 )


طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET أخبار الجامعة  

الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 العدد الرابع – السنة الرابعة – بسبب عدم استلامهم بطاقة الناخب : أكثر من نصف مليون تلميذ و طالب لن يشاركوا في الإنتخابات القادمة …. بعد انقضاء عدة أسابيع على انطلاق حملة توزيع بطاقات الناخبين تبين أن الأغلبية الساحقة من التلاميذ و الطلبة الذين هم في سن الإنتخاب والذين يصل عددهم إلى حوالي 700 ألف لم يتحصلواعلى بطاقة ناخب و بعد التخفيض في سن الإنتخاب إلى 18 سنـــــة و ذلك لأول مرة في تاريخ البلاد و بالتالي فتح المجال أمام التلاميذ الذين يدرسون في سنوات الباكالوريا و الثالثة ثانوي و نسبة لا بأس بها ممن هم في السنة الثانية ثانوي للمشاركة لأول مرة في حياتهم لممارسة حق الإنتخاب يتضح أن هذا الإجراء لم يكن له أي تجسيم في الواقع العملي وهو ما سيزيد في نفورالشباب من النشاط السياسي وعدم الإهتمام بالشأن العام …..  تهديدات مبطنة للأساتذة الجامعيين : يقوم منذ مدة بعض الكتاب العامين و المسؤولين في المؤسسات الجامعية بترويج عريضة مساندة لأحد المترشحين للرئاسة قصد الإمضاء عليها من قبل الأساتذة الجامعيين و قد وصل الإرهاب المعنوي و الوقاحة ببعضهم إلى حد تذكير عدد من الأساتذة الجامعيين الشبان بوضعيتهم الإدارية الهشّة كمتعاقدين و نصف متعاقدين و ملحقين و مساعدين غير مرسمين …. فأي حياد يلتزم به هؤلاء المسؤولون و هم يدوسون على كرامة الأساتذة الجامعيين بأفعالهم هذه و ينتهكون استقلالية المؤسسة التعليمية الجامعية ….. إعتقال طالب يدرس بالخارج : قام البوليس السياسي يوم السبت 10 أكتوبر 2009 باعتقال الطالب أنس الرحموني من منزل والديه بضاحية رادس و قد قامت عائلته بعديد المحاولات لمعرفة مكان اعتقاله و لكن دون جدوى وهي تخشى من تعرّضه للتعذيب الذي لا يكاد يفلت منه أي طالب يتم اعتقاله و يدرس الطالب أنس بجامعة دمنهور بمصر و يقيم بمدينة القاهرة وهو ابن السجين السياسي السابق نور الدين الرحموني الذي حوكم في إطار الحملة الشرسة التي طالت قرابة الخمسين ألف من قيادات و كوادر و أنصار حركة النهضة طيلة عشرية التسعينات من القرن الماضي …. تفريق الطلبة المضربين بسجن برج الرومي : بعد إصرارهم على مواصلة الإضراب – الذي تجاوز الأسبوعين – للمطالبة بإطلاق سراحهم تم تفريق الطلبة المضربين بسجن برج الرومي بنقلهم و توزيعهم على مختلف سجون البلاد و ذلك في محاولة من إدارة السجون لفكّ الإضراب وكسر إرادة المضربين و قد منعت إدارة سجن برج الرومي عشرات العائلات يوم السبت 17 أكتوبر 2009 من زيارة أبنائها فقام هؤلاء بالإعتصام أمام السجن لعدة ساعات دون التمكن من القيام بالزيارة وهم يجهلون تماما أماكن اعتقال أبنائهم و يخشون عليهم من أفعال انتقامية تقوم بها إدارة السجون ضدهم …..  و قد حوكم الطلبة المضربون ضمن عدد كبير من المواطنين في إطار قانون  » مكافحة الإرهاب  » التعيس مناظرة المعلمين : 91634 مترشـــح ….. تقدم إلى مناظرة انتداب معلمي التعليم الإبتدائي 113 ألفا و 953 مترشح ممن يحوزون على مستوى السنة الثالثة من التعليم العالي في كل الإختصاصات و لم يتم قبول سوى 91 ألفا و 634 منهم و تهدف هذه المناظرة إلى انتداب 1000 معلم للتدريس في التعليم الإبتدائي لتعويض العدد الكبير ممن تقاعدوا خلال السنتين الأخيرتين و سيخضع الناجحون في الإختبار الأولي إلى اختبارات أخرى قبل أن يتم إخضاع الناجحين بصفة نهائية إلى مرحلة تكوين بمعاهد مهن التربية يلاحظ أن عدد المترشحين إلى هذه المناظرة تجاوزة بكثير عدد المترشحين للــ  » الكاباس  » كلية طب الأسنان بالمنستير : 85 في المائة من الطلبة من الفتيات ….. رغم أن حقيقة تفوق الفتيات على الفتيان في التعليم أصبحت معلومة لدى الجميع إلا أن ما يشد الإنتباه هو تفوقهنّ المذهل في عدة اختصاصات و منها طب الأسنان حيث بلغت نسبة الفتيات في السنة الأولى بكلية طب الأسنان بالمنستير 85  في المائة من مجموع الطلبة فمن ضمن 350 طالب يدرسون هناك خلال السنة الجامعية الحالية 2009 – 2010 يوجد 300 طالبة و لا غرابة إذا في أن يكون قطاع الصيدلة تحت سيطرة العنصر النسائي بشكل يكاد يكون كليّا في المستقبل مع العلم أن نسبة النساء في قطاع الصيدلة يبلغ حاليا حوالي الثلثين …. أسابيع قليلة بعد انطلاق السنة الجامعية : طلبة يرفضون الإلتحاق بمؤسساتهم الجامعية …. بسبب عدم حصولهم على الإختيارات التي يرغبون فيها لمواصلة دراستهم الجامعية – بعد نجاحهم في الباكالوريا – امتنع مئات الطلبة عن الإلتحاق بالمؤسسات الجامعية التي تم تعيينهم فيها و اختارالعديد منهم – ممن تسمح الإمكانيات المادية لعائلاتهم – الإلتحاق بالمؤسسات الجامعية الخاصة التي لا يقل الترسيم السنوي فيها عن 3500 دينارا …..  بنزرت : إضراب بكلية العلوم ….. احتجاجا على إلحاق طلبة السنوات الثالثة بكلية العلوم ببنزرت – نظام قديم – بنظام  » أمد  » دعا المكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس إلى إضراب عام يوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 و تفيد مصادر طلابية إلى أن الإضراب لقي تجاوبا كبيرا من قبل الطلبة كما تم خلال الإضراب التعبير عن التذمر من تردّي الأوضاع الجامعية و حالة الإختناق السياسي بالجامعة و البلاد …. صفاقس : طالبات كلية العلوم الإقتصادية و التصرف يعتصمن بالكلية و يطالبن بالسكن الإستثنائي … شهد يوم الإربعاء 14 أكتوبر 2009 اعتصام مجموعة من طالبات كلية العلوم الإقتصادية و التصرف بصفاقس بمباني الكلية مطالبات بحقهن في السكن الإستثنائي نظرا لعجزهن عن توفير المال اللازم للكراء خارج المبيتات الجامعية …. و فوضت الطالبات وفدا التقى مدير ديوان الخدمات الجامعية بالجنوب لحل مشكلتهن و قد وعدهن هذا الأخير بالإستجابة لمطالبهم في أجل أقصاه يوم السبت 17 أكتوبر ….   تونس : مثول أمين عام الإتحاد العام لطلبة تونس أمام القضاء …. مثل يوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 الأمين العام للإتحاد العام لطلبة تونس عزّ الدين زعتور أمام المحكمة صحبة عضو المكتب التنفيذي السابق و الرئيس الحالي للجنة قدماء الإطارات للإعتراض على حكم غيابي بسبعة أشهر نافذة صدر في حقهما خلال السنة الفارطة ….. و في الختام :  » أصبح التغيير الآن ، في الأمتين العربية و الإسلامية ، ليس مجرد احتياج يفصل بين مرحلة و أخرى ، بل أصبح ضرورة ملحّة ، يقصد منها الفصل بين دورة حضارية و أخرى ، و يراد منها إحياء و إنهاض الأمة و هويتها و قيمها … التغيير الحضاري نضال ، له ثمنه ، و لكنه نضال يستخدم الأساليب التي تطوّر و تحقق الغايات ، و مادامت الغاية النهائية هي أمة ناهضة ، فإن ذلك يتطلب منا التجديد ، و بناء تصورات مستقبلية  »


بطل في المهجر


« لم أتلقَ أيّة تهنئة من سفارة بلدي الأمّ تونس ولا من أيّة جهة رياضية تابعة لها وربما يعود ذلك لعدم علمهم بهذا التتويج  » . « أهدي هذا الانتصار للوالدة العزيزة والوالد الكريم لعلّه يكون قطرة أمام ما غمراني به من عطف وتشجيع ثم إلى تونس بلدي الأمّ وبلد أبي وأجدادي وإلى المشرفين المباشرين عليّ وإلى سلطة الإشراف هنا في ألمانيا وإلى كل الإخوة والأحبة والأصدقاء « . بهذه الكلمات المتواضعة عبّر الشاب مقداد عمّا يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس بصراحة ووضوح بعيدا عن التكلّف والتزلّف . وهو شاب من الجيل الثاني قادم من واحات الجنوب التونسي . التحق بوالده مع أفراد العائلة بعد هجرة الوالد نتيجة الملاحقة الأمنيّة التي شملت عناصر حركة النهضة التونسيّة مطلع التسيعينيات من القرن الماضي ليستقرّ بمدينة بون الألمانيّة ومنها يمارس هوايته المفضّلة التايكواندو ورغم مرارة الغربة تعلّم الشاب كيف يقف في وجه الصّعاب و يتحدّى المستحيل ، وكيف يثمر النجاح رغم كلّ المتاعب بإصرار وعزيمة فأبحر في عالم غريب بلا خوف ولا يأس ليعتصر من مرارة الجهد والتعب أعذب المياه وأرقها ليسقي بها ورود آماله وأزهار طموحاته توّج أخيرا بالمركز الثالث ليحصل على الميداليّة البرونزيّة في بطولة العالم للتايكواندو ويهدي هذا التألّق لتونس كما عبّر عنها بقوله  بلدي الأمّ وبلد أبي وأجدادي  رغم ما تعرّضت له العائلة من مضايقات وحصار مطلع التسعينات من القرن الماضي فهنيئا لمقداد بهذا التتويج المشرّف وهنيئا لتونس ولألمانيا مع مزيد من التألّق والإنتصارات   نورالدين الخميري 20 . 10 . 2009  


منظمة الدفاع عن المستهلك منظمة مجتمع مدني،أم مجرد دكان تجمعي؟؟؟

 


مراد رقية ان لمن مفاجآت هذا الكرنفال الانتدابي المحسوم النتائج سلفا وحتى قبل حلول يوم25 أكتوبر2009 طلوع بعض الأطراف علينا،المعروفة الولاء،وحتى تلك غير المعروفة بلافتات دعائية تكشف عن موقعهم من هذا الكرنفال الذي يمنح صكوك التوبة للدنيا وللآخرة معا؟؟؟ ولعل من المنظمات أو قل الدكاكين المحسوبة زورا على المجتمع المدني دائمة اغلاق المقرات في ما عدا القلة والتي تتصرف على أنها مجرد دكان أو ذراع تجمعي »منظمة الدفاع عن المستهلك » التي طال انتظارنا دون فائدة لمعرفة مدى دفاعها عن المستهلك،والتي أصبح يقتصر دورها على رفع لافتات الدعوة الى اجتناب التبذير في شهر رمضان والدعاء لصاحب الأمر كلما حلت الآجال والاستحقاقات واستوجب تقديم شواهد الاخلاص للتجمع الدستوري صاحب الأمر والنهي الذي صح قول الشاعر فيه »شئت ما شاءت الأقدار »؟؟؟ ويحضرني هنا عبارة  تعوّد القائم على مكتب الدفاع عن المستهلك لقصرهلال ترديدها في كل شاردة وواردة وهي أنه الممثل المباشر والناطق باسم 40 ألف مواطن تعدها المدينة،فهل رفع هذه اللافتة المؤيدة لمرشح التجمع تعني اذا بأن هذا المسؤول سبر آراء مجموع المواطنين أو المستهلكين الممثل لهم على حسب قوله وعلم بأن جميعهم تجمعيون ولا يمكن أن يكونوا الا كذلك؟؟؟ لقد تخلت هذه المنظمة التي أصبحت تبادر الى رفع اللافتات المباركة في كل المحطات الكبرى عن مهامها الأصلية فلم تعد تتكفل لا بحماية المواطن من الاحتكار ولا من غلاء الأسعار ولا تسعى الى التدخل لا في الأيام العادية،ولا في شهر رمضان للحفاظ على الطاقة الشرائية للمواطن الذي أصلح يلعنها صراحة عندما تنصحه بتجنب التبذير،فهل حقا ونحن نعلم ما نعلم من ذل وهوان المستهلك التونسي بأنه لا زال قادرا على التبذيراللهم في مادة الخبز التي تراجعت نوعيتها فتحولت الى « علف آدمي »بدرجة أولى وحيواني بدرجة ثانية؟؟؟ فهل تحولت المنظمة المنصبة تجمعيا الى شاهدة زور على نكبة المواطن التونسي مضحية به طيلة السنة مستعملة اياه رغما عن أنفه وقياسا على التجمع وقودا أو قربانا بدليل تنصيب هيئتها الوطنية وهيئاتها الجهوية والمحلية من قبل التجمع مما ينفي أي علاقة للمواطن بها لا من قريب ولا من بعيد؟؟؟ والأجدى أن يقع استبدال تسميتها من « منظمة الدفاع عن المستهلك » الى « منظمة الضحك على ذقن المواطن »،ويمكن حتى الغاء هذا الدكان-المرصد الولائي والاستغناء نهائيا عن خدماته التي أصبحت خدمات تعاضد عمل الجامعات الدستورية والشعب لأن هذه التسميات هي مجرد يافطات ترفع دون أن يكون لها أي دور في حماية المواطن وفي الحيلولة دون تحويله الى كائن مجوع،محبط،مداس ،مهان،مكسور الجناح بتهافت على القروض بأنواعها خاصة الاستهلاكية،ويطلب منه فوق ذلك كله الدعاء بالصلاح والفلاح لصاحب الأمر تحت لواء دكاكين تجمعية تدعى « منظمة الدفاع عن المستهلك »والمستهلم منها براء في الدنيا والآخرة؟؟؟  


إيران النووية والاعتراف بها كقوة إقليمية


توفيق المديني تعهدت إيران في اللقاءين الموسعين اللذين قادهما الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويليام بيرينز، إلى جانب منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافييرسولانا وممثلين عن الدول الست، يوم 1 اكتوبر الجاري في جنيف، السماح بعمليات تفتيش خلال «أسابيع قليلة» و«قريبا» لمنشأة التخصيب الثانية قرب قم، ذكرت باريس أن هذا الأمر سيتم «في موعد أقصاه أسبوعان»، إضافة إلى تسليم إيران قسما من اليورانيوم المنضب، أي المخصب بنسبة تصل إلى 5 % إلى بلد ثالث ( والحال هذه روسيا) لتخصيبه إلى نسبة 19.75 % بهدف استعماله في مفاعلها للأبحاث في طهران تحت مراقبة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وينص الاتفاق الذي ستوضع عليه اللمسات الأخيرة في 18 أكتوبر على إرسال مخزون اليورانيوم المنضب إلى روسيا لتخصيبه حتى نسبة 20 % قبل إرساله إلى فرنسا لتحويله إلى وقود. رغم أن إيران أبدت في اجتماع جنيف الأخير مرونة في التعامل مع الدول الخمس زائدواحد،وهي الولايات المتحدة،وبريطانيا،وفرنسا، وروسيا، والصين، وألمانيا، ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنها لم تؤد إلى تخفيف حدة الموقف الأميركي الرامي إلى البحث عن طرق وأساليب جديدة لفرض عقوبات اقتصادية مالية على الجمهورية الإسلامية، إذا لم تف بتعهداتها الجديدة مثل فتح منشأة قم النووية، القادرة على احتواء 3000 طرد مركزي يستخدم لتخصيب اليورانيوم، والتي كانت خاضعة لمراقبة الاستخبارات السرية الأميركية ودول أخرى منذ بعض الوقت، إلى أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع قمة مجموعة العشرين الأخيرة، عن وجود مركز نووي سري في إيران، لم يتم الإعلان عنه، ولا يلتزم بالبرنامج النووي السلمي، مؤكدا في ختام إعلانه أن إيران تنتهك القواعد التي تحترمها جميع الدول. رغم أن إيران ترسل إشارات إلى المجتمع الدولي بأن جوهر نشاطها النووي يكمن في امتلاك التكنولوجيا النووية، فإن مجموعة الـ5 زائد واحد التي تتابع البرنامج النووي الإيراني منذ سنوات عديدة تشكك في صدقية ونوايا الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول مشروعها النووي، الذي يتضمن بعداً عسكرياً يُمَكِن إيران من صنع السلاح النووي، وبالتالي التحول إلى قوة نووية في منطقة الشرق الأوسط. وتعاني الجمهورية الإسلامية الإيرانية من مصاعب حقيقية، تكمن في زيادة عزلتها الدولية، ولا سيما بعدأزمة الانتخابات الأخيرة، وانسحاب عدد كبير من المصارف الدولية إضافة إلى شركات تجارة النفط من إيران، واضطرار إيران استيراد 40 في المئة من نفطها المكرر من أوروبا، وانخفاض أسعار النفط الذي قاد إلى تراجع العائدات المالية المقدرة بعشرات المليارات من الدولارات، وتداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد الإيراني. يقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري، في مقال له:« حان وقت الديبلوماسية لإنهاء المأزق مع إيران» نشرته صحيفة «ايننشال تايمز»الأسبوع الماضي:كي تتكلل الديبلوماسية الأميركية بالنجاح، ثمة أمران حيويان: أولاً، إذا لم تكن إيران ترغب بالتفاوض بنية حسنة، يجب أن تفهم العواقب. ليست الضغوط بديلاً من الانخراط؛ فالاستراتيجيتان تكمّلان بعضهما البعض. تشكّل عقوبات مجلس الأمن الدولي الضغوط الأكثر فاعلية، لكن هناك أيضاً وسائل أخرى. يمكن منع شركات التأمين من التأمين على أسطول ناقلات النفط الإيرانية. ويمكن التوقّف عن منح إيران ضمانات ائتمانية للصادرات. يمكن فرض حظر سفر على منتهكي حقوق الإنسان، ومصادرة الأصول الإيرانية، وكبح المبيعات وفرض حظر على الاستثمارات. ويمكن أن تلغي الدول المجاورة خططاً لإنشاء أنابيب لنقل الغاز الطبيعي تربط إيران بهندسة توزيع الطاقة في المنطقة. وقد اقترح البعض فرض عقوبات أحادية الجانب على الشركات الأجنبية. من شأن هذه العقوبات أن تحفّز بلداناً أخرى على التحرّك، لكن يجب التأكّد من أن الجهود الأحادية الجانب لن تقوّض آفاق تحرّك دولي أكثر صرامة. ثانياً، يجب أن نكون مستعدّين لقبول التجاوب الإيراني. فأحد الدروس المهمة من العراق هوأن عمليات التفتيش الاقتحامية يمكن أن تنجح. قدرتنا على رصد منشأة التخصيب في قم ومراقبتها لسنوات قبل كشف وجودها على الملأ أمر مشجّع. يجب أن يكون أحد الأهداف اعتماد نظام تفتيش ومراقبة أوسع نطاقاً لمنع إيران من تحويل المواد النووية برنامجا عسكريا «متفلّتا من كل قيود». إيران أمة قديمة تقع في قلب منطقة حيوية من الناحية الإستراتيجية، ويشكل خروجها من النظام الدولي لمنع الانتشار النووي تحطيما لمنطق الثقة والامتناع المتبادلين اللذين شكلا أساس معاهدة حظر الانتشار النووي.فإيران النووية ستفجر سباق التسلح النووي في المنطقة من قبل الدول العربية الرئيسة، التي تقربت أكثر فأكثر من الولايات المتحدة، وأضحت مستعدة للتطبيع مع إسرائيل، التي تذكي نار العداء بين واشنطن وطهران، وتصر على ضرب المنشآت صفقة مع إيران، من شأنها أن تضعف دور إسرائيل الإستراتيجي، وكذلك وضعها كحليف أساسي في المنطقة. منذ مجيء الرئيس أحمدي نجاد إلى رئاسة الدولة في إيران سنة 2005، بات يعلن صراحة عما يضمره قادة الجناح المتشدد في السلطة، الذي يريد تغيير العالم ويعتقد أن بلاده هي خير أداة لذلك.. فبعد 6 أشهر على انتخابه، تميّزالرئيس الإيراني أحمدي نجاد بجملتين: الأولى أعلنها بعد أسبوع واحد على انتخابه: «لسنا بحاجة إلى الأمريكيين». والثانية مقتبسة عن الخميني: «يجب إلغاء إسرائيل عن خريطة العالم». والعبارتان متكاملتان، لا سيما وأنهما تعنيان أن إيران تشعر بالقوة الكافية لازدراء القوة الأعظم في العالم، وأن طهران تأخذ على عاتقها مواصلة المواجهة المفتوحة ضد إسرائيل في حين أن بلداناً عديدة في المنطقة، بمن فيهم باكستان أخيراً، وافقت على بدء التعامل مع إسرائيل. وما لا شك فيه أن لإيران إستراتيجية الدولة الكبرى وهي تسمح لنفسها بالتفوه بأمور يجدها الآخرون غير لائقة. من الواضح أن هناك إجماعاً وطنيا في إيران، في أن تصبح هذه الأخيرة دولة نووية، بالقوة إن لم يكن بالفعل، وبين القوة والفعل، في مثل هذا المضمار، وفي مثل حالة إيران التي تبدي في هذا المجال النووي إرادوية جارفة، برهة وجيزة حُكماً، على ما أقرت الولايات المتحدة ذاتها، دون تهويل مُصطنع على ما يبدو، إذ ذهبت إلى أن الجمهورية الإسلامية باتت على قاب خمسة عشر شهرا من إنتاج القنبلة. صحيح أن إيران اتخذت قرارا أُحاديًا « يتحدى الإرادة الدولية» حين أعلنت أنها أصبحت قوة نووية، لكنها في الحقيقة التاريخية لم تشذ عن القاعدة، بل سارت على نفس الخطى التي سارت عليها بقية الدول النووية الأخرى التي سبقتها في هذا المضمارللدخول إلى «النادي النووي» العتيد. المتشددون داخل القيادة الإيرانية يريدون أن تتصرف إيران كقوة إقليمية كبرى، وأن تلعب دورا مؤثرًا في المنطقة وفي الساحة الدولية، وأن تحولها إلى قوة نووية يعزز موقعها ويمنحها المزيد من القوة والاستقلالية.فبعد أن أصبحت إيران المستفيد الأول من سقوط عدويها اللدودين: نظام طالبان في أفغانستان، ونظام صدام حسين في العراق، وبعد أن استفادت من عواقب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وبعد أن بات لطهران اليوم التأثير الأكبر في العراق، إضافة إلى أن إيران تشكل الدولة الثانية المصدرة للنفط في الأوبك وهي استفادت بالتالي من ارتفاع سعر النفط طيلة 2007 ولغاية شهر خريف 2008، يريد الرئيس أحمدي نجاد وأنصاره انتهاج سياسة هجومية إذا لزم الأمر، لتأمين مصالح إيران الحيوية السياسية، النووية منها وغير النووية. ويرى هؤلاء أن المواجهة حول البرنامج النووي الإيراني هي جزء من مواجهة أوسع بين إيران والدول الغربية، لا سيماالولايات المتحدة الأمريكية، ساحتها العراق وأفغانستان، ولبنان، وسوريا، وفلسطين، وغيرها من المواقع، وأن الإيرانيين لن يترددوا في زعزعة الاستقرار في عدد من دول المنطقة لضمان ما يسمونه «حقهم المشروع» في امتلاك القدرات النووية الكاملة. ومرد ذلك أولاً إلى استحالة كشف المنشآت النووية الجوفية أوتلك التي تقام في المناطق السكنية؛ ثم إلى أن إيران تملك قدرة عسكرية فعلية للثأر، وهذا لم يكن حال العراق في عهد صدام حسين. علماً أن إيران، ومنذ أن أخفقت في تصدير الثورة الإسلامية إلى العالم العربي، لم تعد تملك مشروعًا سياسياً لمواجهة أمريكا وإسرائيل في آن معا، وهذا بصرف النظر عن الموقف العقيدي الإيراني الذي لا يزال يتحدث عن الشيطان الأكبر. ما تستهدفه إيران من خلال معاركها الإقليمية هوالدفاع عن بقاء نظام آيات الله في طهران، وبالتالي خدمة المصالح القومية العليا الإيرانية، التي تتمثل في اعتراف أميركا بها كقوة إقليمية فاعلة في المنطقة.ولعل اللقاء الأميركي — الإيراني الأخير في جنيف يشكل بارقة أمل بالنسبة لإيران، في انتظار إبرام الصفقة مع الولايات المتحدة حول الملفات الإستراتيجية المتقاطعة في لبنان وأفغانستان وفلسطين والعراق، كي تحقق إيران ماتسعى إليه منذ سنوات عديدة: الاعتراف بها قوة إقليمية.   (المصدر: صحيفةالشرق (يومية-قطرية) ، رأي، بتاريخ 20 أكتوبر2009)  

مرشد ‘الاخوان’ لـ’القدس العربي’: لم أستقل

واهتمام وسائل الإعلام بالجماعة يؤكد انني أشهر من مبارك


حسام أبو طالب أكد محمد مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين أنه باق في منصبه لحين إنتهاء ولايته التي تستمر حتى نهاية العام الحالي. وأشار عاكف في تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ الى انه ليس صحيحا بالمرة انه كان يعتزم ترك الجماعة على هذا النحو الذي صورته وسائل الإعلام، مشددا على أنه يدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن المنصب بالنسبة له تكليف وليس تشريفا. وأعرب عن دهشته لأن وسائل الإعلام جميعها المعارضة منها أو الحكومية تهتم بأخباره مما يكشف النقاب عن مدى نفوذ وتغلغل الإخوان في الشارع. وقال عاكف إذا كان النظام يريد معرفة مدى نفوذ الإخوان فلينظر لحجم الأخبار التي تتصدر مانشيتات الصحف والتي تفرغت للبحث عن مرشد الجماعة والموقف داخل مكتب الإرشاد. وقال ‘إن إهتمام جميع الفضائيات والصحف بأخباري جعلني أعتقد أنني أكثر شهرة من الرئيس مبارك ثم يقولون انني مرشد لجماعة محظورة’. وأضاف المرشد العام للإخوان المسلمين أنه فوجئ مثل كل المتابعين بالأخبار التي تتردد في بعض وسائل الإعلام حول تقدمه باستقالته من قيادة الجماعة، خاصة وأنه كان اليوم بمكتبه يمارس مهام عمله وعقد عدة لقاءات، مشيرا إلى أن هناك سعيا حثيثا من قِبَل بعض وسائل الإعلام إلى افتعال مواقف هامشية لصرف النظر عن قضايا أكثر أهمية. وقال: أعتقد أن معظم أعضاء الجماعة فوجئوا بتلك الأخبار مثلي تماما، ودعا الصحف لأن تهتم بأبناء الإخوان الذين يتم إلقاء القبض عليهم بصفة دورية، وترويع أسرهم، ومحاربتهم في أرزاقهم؛ فهذا أولى من أية قضايا مفتعلة بتسليط الأضواء الإعلامية عليها لفضح ممارسات النظام ضد معارضيه. وأعرب عاكف عن دهشته من مساعي صحف الحكومة لاستغلال بعض المواقف من أجل الوقيعة بين قيادات الجماعة، وأكد أن قيادات مكتب الإرشاد هم وحدهم المنوط بهم ترتيب شأنها الداخلي، أما مسؤولية الإعلام فهي أن يتابع أداء الجماعة في الشارع السياسي، وأن يرصد ما يتم من تجاوزات بحق الإخوان وذويهم من قبل النظام البوليسي الذي يحكمنا بقوانينه الاستثنائية؛ لأنه من غير المعقول أن يتحول خبر القبض على الإخوان إلى مجرد رصد دونما تحقيقات ومانشيتات تنتقد الظلم البيِّن الواقع علينا بحجم مثيلاتها التي تملأ الصحف منذ سنوات عن انشقاقات وانقسامات واستقالات في صفوف الإخوان. من جانبه أصدر الإخوان المسلمون بيانا نفى استقالة المرشد العام للإخوان المسلمين، وأكد البيان الذي حمل توقيع ‘الإخوان المسلمون’ وصدر بعد ظهر امس الاثنين أن الإخوان المسلمين يؤكدون أن الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة لم يقدم استقالته من منصبه كما زعمت بعض وسائل الإعلام، وأنه حاضر بين إخوانه أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة، ويمارس عمله بشكل معتاد. وأكد البيان أن أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة يستنكرون صدور تلك الأخبار العارية تماما عن الصحة والتي تناولت بغير وجه من الحقيقة استقالة المرشد العام، رغم نفيه شخصيّا في تصريح صحافي تم نشره مساء الأحد 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2009م على الموقع الرسمي للجماعة، إلا أن بعض وسائل الإعلام ارتضت أن تتخذ من الشائعات موادَ للنشر، وارتكزت في تقاريرها الإخبارية على مصادر مجهلة لتنسب للجماعة ومرشدها ما لم يحدث. وأعرب البيان عن اعتزاز الإخوان المسلمين بمرشدهم على رأس مؤسسات الجماعة، والتي تعمل وفق نظمها ولوائحها في ظل القيم الأخلاقية والإيمانية عبر تاريخها الطويل من الدعوة والنضال على طريق الإصلاح السلمي، في إطار من الحب والتفاني وإنكار الذات. وكانت انباء اكدت أن مهدي عاكف مرشد الجماعة قدم استقالته أمس في اجتماع عاصف ضم أعضاء مكتب الإرشاد بعد رفضهم بشكل قاطع تصعيد عصام العريان عضوا بالمكتب خلفا لمحمد هلال، حيث طلب عاكف، حسب مصادر مقربة منه، تصعيد العريان نائبا له في المكتب طبقا للائحة الداخلية التي تعطيه الحق في اختيار نوابه، وهو ما أثار مشادات كلامية داخل الاجتماع وصلت للاحتداد على عاكف مما دفعه لتقديم استقالته وخروجه غاضبا تاركا مقر الجماعة متجها لمنزله في التجمع الخامس. وكانت بعض المصادر من الجماعة بجماعة الإخوان المسلمين قد تحدثت عن مشادة عنيفة نشبت بين عاكف وأغلبية أعضاء مكتب الإرشاد في الاجتماع الذي عقد أول أمس لحسم أمر تصعيد عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد. وقال المصدر إن عاكف احتد وانسحب من الاجتماع؛ احتجاجا على رفض أعضاء المكتب تصعيد العريان بطريقة مباشرة دون إجراء انتخابات؛ استنادا إلى حصوله على نسبة تتجاوز 40′ من الأصوات في الانتخابات التكميلية لمكتب الإرشاد التي جرت العام الماضي وأسفرت عن تصعيد 5 أعضاء جدد وحل العريان سادسا. وأكد المصدر أن المرشد انسحب غاضبا، وقال لأعضاء المكتب: ‘أنا مستقيل’، ثم أغلق هواتفه المحمولة، ورحل إلى منزله بالتجمع الخامس. وفي مقابل هذه الرواية، أكد مصدر آخر أن المرشد لم ينسحب من الاجتماع الذي استمر عدة ساعات، وإنما استأذن في منتصف الوقت دون أن يتقدم باستقالته، لافتا إلى أن الاجتماع شهد بالفعل مشاحنات عنيفة بسبب رفض أعضاء مكتب الإرشاد تصعيد عصام العريان، وتمسكهم بأن اللائحة لا تسمح بتصعيده بشكل آلي دون إجراء انتخابات؛ نظرا لأن الانتخابات التي جرت العام الماضي كانت ‘تكميلية’ وليست شاملة. وعزز من انتشار تلك الروايات أن عاكف اختفى عن الأنظار وأغلق هاتفه الذي يستخدمه في التعامل مع الصحف ووسائل الإعلام. وقالت مصادر مقربة منه إنه غادر مكتب الإرشاد في حوالى الساعة الواحدة والنصف متجها إلى منزله، وأشارت إلى أنه ترأس الاجتماع الأسبوعي لمناقشة ‘رسالة الإخوان’ التي يبثها في الخميس من كل أسبوع، ثم التقى بعدها وفدا من ‘جبهة ائتلاف المصريين من أجل التغيير’ يضم عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية، ود.عبد الجليل مصطفى القيادي بالحركة، ود. مجدي قرقر القيادي بحزب العمل. وفي نفس الوقت امتنع محمد حبيب، النائب الأول للمرشد، ود.محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد، عن الرد على هواتفهم المحمولة. وكان عدد من شباب الإخوان قد طالبوا بإقالة محمود عزت في رسائل تم تداولها على نطاق واسع خلال الأيام الماضية قالوا فيها: ‘نرفض سعي د. محمود عزت لتصعيده مرشدا للجماعة خلفا للأستاذ عاكف، ونطالب بإقالته لسلوكه الإقصائي وخاصة مع الدكتور عصام العريان. من جانبه، أكد د.عبد الحميد الغزالي الذي حضر اجتماع عاكف مع وفد ائتلاف المصريين من أجل التغيير أنه لا يعلم شيئا عن نبأ استقالة المرشد، وقال: ‘المرشد كان يزاول مهامه بشكل طبيعي، وكان إلى جانبه د.حبيب النائب الأول للمرشد وباقي أعضاء مكتب الإرشاد’. وأضاف: ‘أعلم أن عاكف مصرّ على عدم ترشيح نفسه مجددا بعد انتهاء ولايته الحالية في يناير القادم، ولكن أن يستقيل قبل انتهاء ولايته فهذا حدث جديد على الإخوان’، بينما قال د.عبد الحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية الذي التقى عاكف في وقت لاحق امس: إن الاجتماع لم يتم التداول فيه بشأن استقالة عاكف، مشيرا إلى أن الائتلاف عرض على الجماعة وثيقة الائتلاف بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة. وأوضح قنديل أنه لاحظ عدة أمور في هذه الزيارة، وقال: ‘هذه ليست أول زيارة أقوم بها إلى مكتب الإرشاد، لكني لاحظت هذه المرة أن هناك وجودا كثيفا لقيادات الجماعة بشكل أكثر مما كنت ألحظه في الزيارات السابقة’. وأضاف: ‘انتهينا من الصلاة خلف المرشد وكان معنا عدد من قيادات الجماعة منهم د.حبيب، ومحمد مرسي، ومحمود غزلان، ومحمود عزت، ومحمد البلتاجي، بالإضافة إلى آخرين، ولاحظت أن هناك قدرا من الاحتشاد، وشعرت أثناء اللقاء الذي جرى بعد الصلاة أن هناك ميلا لإنهاء اللقاء بسرعة كما لو أنهم يستعدون لعقد اجتماع’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية ? لندن) الصادرة يوم  20 أكتوبر 2009)  

دي كلارك اسرائيلي


الداد يانيف في بداية التسعينيات، عندما ترأس القاضي ريتشارد غولدستون لجنة التحقيق لفحص العنف المتعاظم في جنوب افريقيا في صمت حكم التفرقة العنصرية، نال من ‘الافريكانيرز’ ذات التوصيفات التي توجهها له اسرائيل في الاسابيع الاخيرة. غير ان ‘اليهودي هذا’ لم يكن في حينه المشكلة، وهو ليس كذلك اليوم ايضا. و’الاعلام’ ليس هو الحل. تناولوا مرآة: هذا ليس غولدستون، بل نحن. المشكلة والحل. اقدام اسرائيل آخذة في الانحسار في العالم وهي لا بد ستصل الى حالة جنوب افريقيا في السنوات الاخيرة لبيتر بوتيه، ‘التمساح’ اليميني، المحافظ والايديولوجي. تقرير غولدستون هو صورة وحشية ودقيقة لاسرائيل البشعة في نظر غولدستون ‘اللاسامي’، ولكن ايضا في نظر الاصدقاء الطيبين لاسرائيل في العالم ممن باتوا يجدون صعوبة في الدفاع عنها. عندما كافح في امريكا مارتن لوثر كينغ في سبيل مساواة الحقوق للسود، لم يمنع احدا في العالم ان في شوارع جنوب افريقيا توجد مقاعد للبيض فقط. ولكن في حينه تغير الطقس. الشتاء حل محله الربيع والعنصرية مرة اخرى اصبحت جريمة، بداية في امريكا وبعدها في العالم بأسره. هذا بالضبط ما يحصل اليوم لاسرائيل. جورج بوش انسحب الى مزرعته، وأمريكا تعبت من المستوطنين. أحد في العالم لم يعد يقبل ما يفهمه ايضا كل اسرائيلي نزيه ووطني: اسرائيل لن تبقى في الخليل او في عوفرا عندما ستحتفل بيوم مولدها السبعين. إذن لماذا لا ننهي الامر قبل ذلك؟ متى سيكون الزمن المناسب؟ عندما تعيد أنقرة السفير؟ عندما يعتقل بوغي يعلون في لندن؟ عندما يفرض مجلس الامن العقوبات علينا؟ عندما تبدأ انجيلا ماركيل ونيكولا ساركوزي وسيلفيو بارلسكوني يقولون من خلف ظهرنا ذات الامور التي يقولها السويديون والنرويجيون عنّا اليوم بصوت عال وفي الوجه؟ يمكن لنا ان نكون امعات ذليلة فننهي ذلك في حينه فقط، ويمكن لنا ان نقطع الامر اليوم، مثلما فعل دافيد بن غوريون ذات يوم جمعة في الرابعة بعد الظهر: في ذروة الامر، وانطلاقا من الرؤيا الصهيونية. نستكمل الجدار البشع والجارح والظالم ولكن منقذ الحياة، ونجعله الحدود المعترف بها لاسرائيل في العالم. اسرائيل الوطنية تفهم بأنه محظور على الفلسطينيين ان ينتصروا عليها في حرب الاستقلال ويتحولوا هنا الى اغلبية، مثلما فهم هذا بن غوريون في 1948، وقطع الامر. العرب يعارضون تقسيم البلاد في شروط نزيهة ويريدون الحديث الى ان تكون هنا اغلبية؟ فليعارضوا. العالم يوافق، ونحن ننفذ. ما كان ينبغي لاسرائيل ان تغرق في لبنان 18 سنة بسبب تهديد الكاتيوشا ولا ينبغي لها ان تغرق في الخليل 42 سنة بسبب القسام. مع التهديدات الامنية يتعاطى الجيش الاسرائيلي بنجاح من حدودنا المعترف بها في العالم. سنوات اكثر مما ينبغي انتظرنا الفلسطينيين بهذا القرار، والزمن نفد من بين اصابعنا. عندما تتثبت اسرائيل في حدود معترف بها لعل السلام يفاجئنا. ولن يعود الفلسطينيون يعيشون تحت الاحتلال، واحد في العالم لا يعود ينصت لهم، والرئيس المصري والملك الاردني سيخافان على حكميهما اذا لم يكن هدوء في فلسطين. اذن يحتمل ان يتحرك شيء ما ونضع حرابنا في اغمدتها. واذا لم؟ عندها سنواصل طلب السلام بينما نثبت كمجتمع مثالي في حدود معترف بها، اعضاء شرف في الاتحاد الاوروبي ويغازلنا العالم بأسره. على بنيامين نتنياهو ان يقرر اذا كان هذا سيحصل في نوبة حراسته واسرائيل ستغلق قصة حكمها للمناطق مثلما اغلق ارييل شارون قصة اسرائيل في غزة وايهود باراك في لبنان. والا، فبعد بيبي، سيأتي فريدريك فيلم دي كلارك الاسرائيلي، ويقودنا الى شاطىء الامان والى النصر التاريخي ونهاية حرب الاستقلال. هآرتس 19/10/2009
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية ? لندن) الصادرة يوم  20 أكتوبر 2009)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

16 octobre 2011

فيكل يوم، نساهم بجهدنا في تقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur

En savoir plus +

1 juin 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1473 du 01.06.2004  archives : www.tunisnews.net رسالة من عائلات المساجين السياسيين بسجن برج العامري

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.