الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3402 du 15.09 .2009

 archives : www.tunisnews.net


إسلام أون لاين:شورو لعلماء الأمة: أنتم شهداء على قمعي بسجن تونس

الجمعية الدولية المساندة المساجين السياسيين:الصحفي عبد الله الزواري : والتهديد بأشرطة البورنوغرافية….

حــرية و إنـصاف: من جديد الصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري رهن الاعتقال

سليم بوخذير:السلطات التونسية تحتجز الصحافي عبد الله الزواري

الجزيرة.نت:تونس تمنع صحفييها من عقد مؤتمرهم

   المرصد التونسي:عريضة دولية للمطالبة باطلاق سراح جميع معتقلي الحوض المنجمي في تونس تحديث 15 – 09 –

النقابة العامة للتعليم الثانوي بيان العودة المدرسية

المولدي زوابي:محكمة عين دراهم تفرج عن المواطن الذي اجتاز بعائلته الحدود تعبيرا عن احتجاجه

معزّ الجماعي :السجين السياسي السابق « وحيد ابراهمي  » أمام القضاء من جديد.

كلمة:إضراب في الشركة التونسية لتكرير النفط

المرصد التونسي:حملة تجريد النقابيين تصل الى زغوان ايضا ..

كلمة:اعتصام مفتوح في المغازة العامة بسوسة القنطاوي

الصباح:النقابة الأساسية لأعوان ديوان السياحة تقرر الإضراب عن العمل يوم 30 سبتمبر

كلمة:تحويل حفل فني للملعب القابسي من مسرح الهواء الطلق إلى مقر لجنة التنسيق

معزّ الجماعي :معتمدية قابس تتخلى على توزيع الإعانات لصالح الحزب الحاكم

الهيئة السياسية لحركة التجديد :بلاغ   إعلامي   

د.خــالد الـطراولي:الإسلاميون والانتخابات والاستخلاف : نشارك أم نقاطع ؟النموذج التونسي

الحوار.نت:الكلمة الحرّة :ليكن تفعيل الميثاق الوطني بداية مراجعات ومصالحات في تونس

أحمد المناعي:رسالة مفتوحة إلي السيد عمر الخيام* »منفيون تونسيون متى يعودون؟ »

محمد الحمروني  :تونس: احتدام الجدل بعد دعوة «تقدمية» لإعادة النظر في تعدد الزوجات

قدس برس:تونس: إحباط عملية تهريب بحريّة للمخدرات نحو ايطاليا

الصباح:التونسي بين مطرقة رمضان وسندان العودة المدرسية:المصاريف تتناثر والاقتراض سيد الموقف

مدونة « ماكسولا براتيس » :الملحدون والمجاهرة بالإفطار

الامجد  الباجي:مسلسل هدوء  نسبي الحرب على العراق في زمن التخنيث الكوني

القدس العربي:منتظر الزيدي يتهم المالكي بحجب الحقيقة ويطالبه بالاعتذار :منتظر الزيدي يتحدث خلال المؤتمر الصحافي

توفيق المديني :ذروة صعود القاعدة وتراجعها

ميشيل كيلو:هل كل احتجاج فتنة ؟

عكيفا الدار:التخاصم مع الناطور

د. ريتا فرج:الإسلام ورؤى ما بعد صراع الحضارات : ماذا تبقى من أحداث 11/9؟

إفتكار البنداري : في إحياء « مشروع الأمة » الذي بدأه السلطان عبد الحميد الثاني تركيا: سكة حديد الحجاز تنطلق مجددًا

القدس العربي:جامعة إسلامية جزائرية تبدأ تدريس اللغة العبرية


  (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009      https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

      جويلية 2009                                         


شورو لعلماء الأمة: أنتم شهداء على قمعي بسجن تونس


محمد أحمد تونس – في رسالة حملتها زوجته من محبسه، توجه الرئيس السابق لـ »حركة النهضة » المحظورة رسميا، الدكتور « الصادق شورو »، إلى علماء الأمة الإسلامية، وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي، يطالبهم فيها بأن « يكونوا شهداء على ما يتعرض له من قمع داخل السجن وحرمان من أبسط الحقوق ». وفي حوار مع « إسلام أون لاين. نت » شدّدت السيدة شورو على أن إدارة سجن « الناظور » منعت عن زوجها، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة من عام 1992، الكتب والمجلات المرتبطة بتخصصه، حتى تلك الكتب التي تتناول قضايا فقهية بسيطة، « وهو ما دعاه إلى توجيه هذه الرسالة بهدف وضع الرأي العام الإسلامي وعلماء الأمة أمام التناقض الصارخ بين الشعارات التي ترفعها السلطة التونسية عن حمايتها للدين الإسلامي وشعائره، وبين ما تمارسه على أرض الواقع ». كما توجه شورو برسالة ثانية خصصها لشكر وتحية وتقدير كل المنظمات والشخصيات والهيئات الحقوقية المحلية والدولية على وقفتها معه في محنته، وعلى ما بذلته من جهد في التعريف « بالمظلمة التي وقعت عليه ». وهذا نص الحوار: * كيف هي الحالة الصحية للدكتور الصادق الآن؟ – بعد الزيارة الأخيرة التي أديتها له نهاية الأسبوع الماضي أستطيع أن أؤكد لكم أن صحة الدكتور متدهورة بشكل كبير، فقد علت وجهه صفرة واضحة، وبات يجد صعوبة في التنفس عندما يتكلم، إضافة إلى أنه أصبح يصاب بالإعياء الشديد خلال فترة الزيارة على قصرها؛ فيعمد إلى الاتكاء على الحاجز الفاصل بيننا. * سمعنا أن الدكتور برغم تدهور صحته يقتصر في طعامه على الخبز والزيت، فلماذا؟ – هذه حقيقة معاناة إنسانية لا أظن أن الكثيرين يدركون حجمها وعمق الألم الذي تسببه للدكتور ولنا نحن عائلته، فإدارة السجون لم تراعِ حرمة الشهر الكريم ولا طول الفترة التي قضاها الشيخ في السجن، علاوة على وضعه الصحي، فمنعته من مكان لحفظ الطعام في هذه الأجواء الحارة جدا التي تعيشها بلادنا. وكانت القصة بدأت مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة.. فأصبح الطعام الذي نأخذه إلى الدكتور يفسد بسرعة؛ فطالب بأن يحفظ الأكل الذي نحمله له في براد، وتقدمنا بطلب في هذا الأمر إلى الإدارة. ولكن الإدارة رفضت هذا الطلب وسمحت له بحفظ طعامه في براد جماعي مع بقية المساجين، فوافق الدكتور على ذلك، ولكن في كل مرة كان الشيخ يسترجع فيها « قُفَّتَهٌ » (القفة كناية عن سلة الطعام باللهجة التونسية) إلا ويجدها مقلوبة رأسا على عقب، فرفض الدكتور أن يعامل بهذه الطريقة المهينة، وطلب مني عدم إدخال « القفة »؛ لأنها إن لم تفسد بسبب الحرارة فإنها ستفسد خلال حفظها في البراد الجماعي، وظل إلى الآن يقتات على الخبز والزيت فقط. * لو تركنا « قصة » الخبز والزيت هل يعاني الدكتور من مضايقات أخرى؟ – نعم.. فإضافة إلى ما يلاقيه من تعنت في حفظ الطعام الذي نأخذه إليه، منعت إدارة السجن عنه أيضا الكتب الفقهية والمجلات العلمية على غرار مجلة « science et vie » التي يحاول الدكتور الاطلاع من خلالها على آخر الاكتشافات العلمية، وهو كثير التأمل والنظر في هذا الجانب بحكم اختصاصه العلمي. (الدكتور أستاذ لمادة الكيمياء في كلية الطب بتونس). * وماذا عنك أنت.. كيف تعيشين مثل هذه الظروف؟ – حالي أنا هي حال من فارقت زوجها منذ عام 1992، وحال من وجدت نفسها بلا مُعيل ولا مُقيل، لقد كان عليّ خلال كامل هذه الفترة أن أتدبر أمور أبنائي لوحدي بدءا من تربيتهم وتعليمهم إلى مواساتهم في غياب أبيهم، كما كان علي أن ألعب دور الأم والأب والأخت والأخ في نفس الوقت. كل ذلك إلى جانب الاهتمام بشئون الصادق من حيث زيارته: طعامه وملابسه بما يعنيه ذلك من تنقل طوال عشرين سنة بين سجون البلاد في معاناة لن يدرك حجمها إلا من عاش مثلها، حتى أصابتني الأمراض من كل نوع، وفقدت طعم الحياة وبات كل همي أن تمر الأيام بأسرع ما يمكن. وكما تعلم فنحن الآن في رمضان وهذه السنة الـ 18 التي يقضيها الصادق بعيدا عن عائلته، وهي فترة طويلة جدا فقدنا بسببها طعم الفرح؛ فلا أعيادنا أعياد، ولا مواسمنا مواسم، ولا أفراحنا أفراح، بل إني بت أخشى من مثل هذه المناسبات إذا أَقْبَلتْ؛ لأنها تذكر أبنائي بغياب أبيهم، وتزيد في معاناتهم، حتى أصيبوا بالإحباط والاكتئاب، وبرغم ذلك فإننا نقول الحمد لله رب العالمين. * أنت نقلت الرسالة التي يريد الدكتور شورو أن يوصلها للأمة، فهل لك أنت رسالة خاصة تريدين نقلها؟ – لا أنا ولا الدكتور نريد أن نختصر القضية المهمة والعادلة والمصيرية التي سجن من أجلها في مجرد حرمان الدكتور من بعض الطعام أو كتب ومجلات، فكفاحه هو من أجل إقرار الحرية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة والتوزيع العادل للثروة وإعادة الاعتبار للهوية العربية الإسلامية في حياتنا. ولكن… من جرب السجون وخاصة لفترات طويلة يعلم أن كثيرا من مثل هذه الجزئيات والتفاصيل تؤثر بشكل كبير على وضعية السجين الصحية والنفسية، وبالتالي على قدرته على الصمود ومواجهة سنوات السجن الطويلة، ولهذا فأنا خائفة جدا على الشيخ، وأطمع أن يهب من يستطيع إلى نجدته سبيلا. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 15 سبتمبر 2009)


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 15 سبتمبر 2009

الصحفي عبد الله الزواري والتهديد بأشرطة البورنوغرافية….

 


أوقف الصحفي عبد الله الزواري عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 2009.09.15 من أمام إدارة بريد حاسي الجربي بعد أن غادر محل إقامته ليُرسل ببرقية إلى وزير الداخلية ، يشتكي فيها الحصار غير المبرر له المضروب من حوله منذ الجمعة 200.09.11 ، وإقتيد إلى منطقة الأمن بجرسيس حيث ظل إلى الساعة السادسة من بعد الظهر في الإنتظار دون أن يوجّه إليه أي سؤال ، وفي حدود الساعة السادسة قدم عونان من أعوان أمن الدولة وشرعا في إستجوابه إلى الساعة العاشرة ليلاً ،حول الجمعيات الحقوقية التي زارته طوال السنوات السبع الماضية ، والمقابلات الصحفية التي أجراها ، ووجّهت إليه تهديدات، إن هو لم يكف عن تقديم التصريحات والحوارات الصحفية والمقالات المسيئة لسمعة تونس، وأنه في حالة عدم التوقف عن ذلك بإن شريطاً جنسياً جاهزاً للعرض، سيكون هو موضوعاً له، اُعد في مخابر وزارة الداخلية، سيرسل إلى أفراد عائلته وربما إلى العموم، كما إستجوب حول الأشخاص والمنظمات التي زارته في مقر إبعاده بحاسي الجربي ،وكان ملفتاً بالنسبة لعبد الله الزواري منسوب السِباب والكلام البذيء الذي كان يتدفق من أفواه عَوْنَيْ أمن الدولة، وما إسترعى انتباهه من توتر عند الحديث عن مقاله الأخير : هكذا يحدث في جرجيس(مرفوقاً بصور). وقد طُلب منه التوقيع على محضر البحث فأمسك عبد الله الزواري عن ذلك، ولم يخلّى سبيله إلا بعد الساعة عاشرة ليلاً.    وكان تعرض عبد الله الزواري في 2009.09.11 إلى مطاردة أمنية بسيارة للكراء على طول الطريق بين مدينة جرجيس ومقرّ سكناه بحاسي الجربي (مسافة 9 كم) من قبل محافظ الشرطة المسمى فتحي براهم ، ومنعت عنه سيارة فرقة الإرشاد التي سدت الجادة ،الوصول إلى مقر سكناه، وكان محافظ الشرطة وجّه له دعوة شفاهية عقب المطاردة للحضور لدى مركز الأمن، غير أن عبد الله الزواري أكّد له أنه لن يتردد في الحضور إن بلغه إستدعاء كتابي. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تستنكر إستمرار إبعاد  الصحفي عبد الله الزواري ، رغم إنقضاء الخمسة سنوات من المراقبة الإدارية المقررة قضائياً والمعلنة كتابياً، وإنتهاء مدة 26 شهراً المضافة بقرار أمني وبإعلان شفوي، فإنها تعتبر السلطة العليا مسؤولة عن كل ما يمكن أن يعرض سلامة عبد الله الزواري الجسدية والمعنوية، وهي إذ تسجّل أن التهديد بالأفلام البورنوغرافية باتت واحدة من الوسائل شبه الرسمية المعتمدة ضد السجناء السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان فإنها تذكّرأنه مثل هذه الوسائل باتت مكشوفة ومردودة على أهلها. وهي تطالب برفع أيديها عن عبد الله الزواري، وإنهاء عقوبتي المراقبة الإدارية المفروضة عليه والإبعاد القسري اللتين لم تتوقفا عن العبث بحياته منذ سنة 2002.   لجنة متابعة السجناء السياسيين المسرحين  


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 رمضان 1430 الموافق ل 15 سبتمبر 2009

من جديد الصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري رهن الاعتقال

 


قام أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة بجرجيس على الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 باختطاف الصحفي المنفي في وطنه السيد عبد الله الزواري من أمام مكتب البريد أين كان بصدد إرسال شكاية تتعلق بعودة محاصرة منزله من قبل أعوان البوليس السياسي، ولم يفرج عنه إلا بعد إخضاعه للبحث والاستجواب لمدة ثلاث ساعات. يذكر أن السيد عبد الله الزواري قد عانى طيلة سبع سنوات من مقصلة النفي والإقامة القسرية بأقصى الجنوب التونسي، ورغم رفع هذه الاجراءات المخالفة للقانون رسميا عن السيد الزواري إلا أنه مازال ضحية الاعتداءات المتكررة على حريته في التنقل والإقامة والسفر والشغل. وحرية وإنصاف: 1)    تدين بشدة سياسة الاضطهاد التي يمارسها البوليس السياسي ضد الصحفي المنفي في وطنه والسجين السياسي السابق السيد عبد الله الزواري. 2)   تدعو إلى وقف كل أشكال الاضطهاد والتعسف التي يتعرض لها السيد عبد الله الزواري واحترام جميع حقوقه التي يضمنها له القانون والدستور.        عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

السلطات التونسية تحتجز الصحافي عبد الله الزواري


سليم بوخذير  إقتادت الأجهزة الأمنية التونسية بالقوة اليوم الثلاثاء 15 أوت 2009 الصحافي عبد الله الزواري قبل الواحدة بعد الظهر لتحتجزه بمقر مديّرية الأمن ب »جرجيس » ، دون أن تتّضح -إلى حدّ تحرير هذه الأسطر- أسباب هذا الإيقاف.  وقال الناشط الحقوقي بجرجيس » المنصف بن هيبة لـ »كلمة » : « تابعتنا سيارة أمنية حين إتجهت اليوم مع عبد الله إلى مقر البريد ب »جرجيس » حيث أبرق إلى وزير الداخلية شاكيا من عودة البوليس لمحاصرة بيته بما يتعارض مع قرار رفع قيْد الإقامة عنه » . وأضاف : »فوجئنا بعد ذلك أنا والمرافق الثاني لعبد الله السيد أحمد زكريا بأعوان البوليس يسارعون إلى أخذ عبد الله عنوة من أمام البريد حيث إقتادوه إلى مقر مديرية الأمن » .  وقال : »منذ ذلك الحين لا نعلم عن عبد الله الزواري شيئا ونعتبر الأمر إختطافا غير قانوني » .  وكانت الأجهزة الأمنية قد عادت لفرض حصارهاعلى عبد الله الزواري في مقرإقامته منذ الجمعة الماضي 11 سبتمبر 2009 بما عُدّ إنحرافا من الحكومة التونسية على قرار رفعها للحصار المضروب لسنوات على إقامته بأقاصي الجنوب التونسي .  وفي تصريح مساء الجمعة 11 سبتمبر 2009 كان عبد الله الزواري قال ل »كلمة » إنّ : »منزلي محاصر الآن بِ 3 سيارات أمنية دفعة واحدة إحداها تحمل علامة الشركة التونسية للكهرباء والغاز بهدف التظليل « .  وذكر أنّ سيارة أمنية طاردته بالنهار في الطريق لأكثر من 8 كلم ودخلت معه طريق حديقة أحد أقاربه وبعدها طلب منه شخص قال إنه يدعى فتحي براهم ويشغل خطة محافظ شرطة مرافقته فرفض لأنه لم يتلق أي إستدعاء رسمي .  وتابع : »هذه المرة الأولى التي يعود أعوان البوليس السياسي لمحاصرتي من رفع الحصار عني في 2 أغسطس – آب الماضي »  .  وكانت وكالة الأنباء الألمانية « د ب أ » نقلت عن « مصدر قضائي في تونس » في 29 جويلية الماضي تصريحه رفع قرار المراقبة الإدارية (قيْد الإقامة والتنقل) ضد عبد الله الزواري .  وقال المصدر : »الزواري أصبح حرا في تحركاته وفي إختيار مكان إقامته » .  وأتى تصريح المصدر تعقيبا على مخاوف كانت أعربت عنها منظمة هيومان رايتس ووتش قبل ذلك من تمديدٍ جديد للحكومة التونسية للنفي التعسفي الذي تعرض له عبد الله الزواري .
(المصدر : مجلة كلمة » الإلكترونية (محجوبة في تونس) بتاريخ الثلاثاء 15 سبتمبر 2009) .  الرابط : http://www.kalima-tunisie.info/kr/News-file-article-sid-497.html  


تونس تمنع صحفييها من عقد مؤتمرهم


خميس بن بريّك-تونس أجّل نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي لإعادة انتخاب مكتب تنفيذي جديد للنقابة إلى أجل غير محدّد، بعدما اشتكى من استيلاء السلطة على مقر النقابة. واستحال عقد المؤتمر الاستثنائي الذي كان مقررا تنظيمه بمقر النقابة السبت الماضي، بعدما أصدرت المحكمة حكما استعجاليا بإخلاء نقيب الصحفيين مقر النقابة بدعوى أنه لا يملك أي صفة. ووصف البغوري هذا الحكم بالظالم والمنحاز للسلطة، واستنكر تعرضه للاعتداء من قبل رجال الشرطة الذين منعوه من دخول مقر النقابة الذي أصبح حاليا على ذمة نقيب جديد محسوب على الحكومة. مبايعة الحكومة ولفت البغوري إلى أن « السلطة قامت بافتعال الأزمات داخل النقابة لأنها لم تبايع الحكومة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فضلا عن إصدارها لتقرير يوم 3 مايو/أيار الماضي بشأن انتهاكات حرية الإعلام في تونس ». من جهته اعتبر رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المحامي مختار الطريفي أن إخلاء مقر نقابة الصحفيين « قرار سياسي مغلف بحكم قضائي جائر ». ويقول للجزيرة نت « لقد مس الحكم الاستعجالي من أصل القضية التي ستنظر فيها المحكمة يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل »، بعد طعن تقدم به نقيب الصحفيين « للطعن في شرعية المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 15 أغسطس/آب الذي شابته خروقات قانونية كثيرة ». ويعتبر الطريفي أن الحكم ببقاء مقر النقابة لدى جماعة 15 أغسطس/آب « قرار منحاز للسلطة وغير نزيه باعتباره يمس من أصل القضية، كما يضفي شرعية مسبقة على خصوم نقيب الصحفيين ». وعقد مؤتمر 15 أغسطس/آب بعد استقالة أربعة أعضاء موالين للسلطة من النقابة بدعوى انفراد نقيب الصحفيين بسلطة القرار وتسييسه للعمل النقابي، لكن البعض يرى أن المؤتمر جاء انقلابا على النقابة بعد إصدارها تقرير 3 مايو/أيار حول الحريات الصحفية. مؤتمر غير شرعي ويعتقد قسم كبير من الصحفيين أن المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 15 أغسطس/آب غير شرعي، لأنّ الدعوة إليه لم تأت من قبل نقيب الصحفيين، بل دعا إليها « أشخاص غير ذوي صفة ولا يمثلون إلا أنفسهم ». محمود العروسي صحفي معارض يقول إن « القانون الأساسي للنقابة يخول فقط لنقيب الصحفيين الدعوة لعقد المؤتمر الاستثنائي، لكن الانقلابيين انسلخوا عن القانون وعقدوا مؤتمرهم بمباركة السلطة دون صفة ودون اكتمال النصاب القانوني ». لكن جمال الكرماوي -وهو مستشار لدى الحزب الحاكم- يقول إنه انتخب نقيبا جديدا بإجماع الصحفيين، وإن النصاب القانوني كان متوفرا في المؤتمر الاستثنائي الذي شارك فيه « قرابة 500 صحفي ». من جهة أخرى أكدت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات سناء عاشور أن « منع نقابة الصحفيين من عقد مؤتمرها الاستثنائي والاعتداء على نقيبها يندرج ضمن سياسة الحكومة التي تهدف إلى الانقضاض على المنظمات المدنية المستقلة ». وتقول للجزيرة نت إن « السلطة لا تقبل بتاتا بقاء أي منظمة نقابية أو حقوقية مستقلة تنشط في البلاد.. إنها تستعمل كل وسائلها للاستيلاء والسطو عليها وإعادة توظيفها لتصبح أداة طيعة بين يديها ». ومنعت السلطات التونسية عدة منظمات وأحزاب معارضة من عقد مؤتمراتها مثل ما فعلت مع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وجمعية القضاة التونسيين واتحاد الطلبة التونسيين، كما منعت الحزب الديمقراطي التقدمي من عقد مجلسه الوطني الأشهر الماضية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 سبتمبر  2008)  

عريضة دولية للمطالبة باطلاق سراح جميع معتقلي الحوض المنجمي في تونس تحديث 15 – 09 – 2009


على خلفية التحركات الاجتماعية الاحتجاجية التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي جنوب البلاد التونسية بداية من جانفي 2008 أقدمت السلط التونسية على اعتقال العشرات بينهم عديد النقابيين ووقع تحمليهم مسؤولية هذه التحركات وتمت محاكمتهم في ظروف أجمعت عديد المنظمات الحقوقية على عدم نزاهتها وصدرت في شانهم أحكام قاسية وصلت إلى حد 8 سنوات سجن نافذة . وقد رفضت محكمة التعقيب في تونس يوم 22 / 08 / 2009 نقض هذه الأحكام آو الحط منها وهو ما يفرض علينا نحن النشطاء الحقوقيون والنقابيون والسياسيون والمواطنون الممضين على هذا العريضة المطالبة ب : 1 – إصدار عفو عام على جميع معتقلي الحوض المنجمي وتمكين الجميع من كامل حقوقهم ومنها عودتهم إلى سالف أعمالهم. 2 – غلق هذا الملف نهائيا وفتح حوار جدي وصريح مع فعاليات المجتمع المدني في منطقة الحوض المنجمي لإزالة كل أشكال الاحتقان والتوتر في هذه الجهة. للامضاء على هذه العريضة يرجى ارسال الاسم واللقب والصفة والبلد الى العنوان الالكتروني التالي : solidarite.gafsa@gmail.com 1-  نجلاء عثامنة – معالجة بالموسيقى –ناشطة بالعمل الاهلي – حيفا – فلسطين 2 – ناجح صغروني – كاتب عام مكتب فيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس – كلية العلوم الاقتصادية والتصرف – صفاقس – تونس 3 – زهير لطيف – صحفي ومنتج – لندن 4 – نجيب البرقاوي – استاذ تعليم ثانوي – كاتب عام نقابة اساسية للتعليم الثانوي – كاتب عام الاتحاد المحلي للشغل برقو – سليانة – تونس 5 – محمد العيادي – ناشط نقابي وحقوقي – منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية 6 –  الاستاذة ليلى بن دبة – محامية – تونس 7 – الاستاذة حذامي الصيد –محامية – تونس 8 – طارق الزحزاح – طالب – تونس 9 – عاطف الزايري – ناشط نقابي وسياسي – تونس 10 – عادل الفلاح – كاتب عام نقابة اساسية للتعليم الاساسي – تونس 11 – مصدق احمدي – نقابي – تونس 12 – فتحي الرحملني – ناشط نقابي وسياسي – تونس 13 – صالح خمار – عضو النقابة الاساسية للتعليم الثانوي – الحنشة –  صافقس – تونس 14- سمير النفزي – تونس 15 – الشاذلي مغراوي – نقابي من التعليم الثانوي – ماطر – تونس 16 – بشير واردة – صحافي – تونس 17 – رؤوف عشي – نقابي – بوسالم – تونس 18 – الاستاذ فوزي جاء بالله – محامي – تونس 19 – الاستاذ عبد الوهاب بن رجب – محامي لدى الاستئناف – المهدية – تونس 20 – الاسعد الدريدي – مترجم محلف ومدرس – ايطاليا 21 – فتحية حيزم – مكتبية – تونس 22 – الطاهر الثابت – استاذ – تونس 23 – حمودي احمد فرحات – استاذ – عضو الجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 24 – رمضان بن عمر – معلم الرديف – تونس 25-  سيد شرقاوي – اخصائي اجتماعي – باحث في المعتقدات الشعبية – اسيوط – مصر 26 – رامي صلاح يحيى – شاعر – مصر 27 – نزيه الحشائشي – طالب – الكرم – تونس 28 – حمزة الفيل – نقابي – باحث جامعي – تونس 29 – مصعب الشابي – ناشط يساري – تونس 30 – حسين مال – موظف – تونس 31 – اسماعيل الفالحي – طالب – تونس 32 – فاضل الخطيب – سوري مقيم في المجر 33 – معز الجماعي – ناشط سياسي وحقوقي – تونس 34 – مولدي الزوابي – صحفي – تونس 35 – عامر عياد – وكيل اعمال – تونس 36 – نورالدين الورتتاني – مدرس جامعي – تونس 37 – رافت طنينة – رئيس التيار الديمقراطي الليبرالي الفلسطيني 38 – صابرين حسيني – تونس 39 – نصيرة عثمان غزلان – نقابية – الجزائر 40- صراح محمد اولبصير – استاذة جامعية – الجزائر 41 – ابراهيم حجازين – مدرس – الاردن 42 – بوعبدلي محمد البصيري – تونس 43 – محمد عبيدي – مدير شركة – فرنسا 44- نايل جورج – ناشط حقوقي – سوريا 45 – محمد علي الشبيبي – مهندس متقاعد – السويد 46 – الطيب ايت حمودة – الجزائر 47 – بدرالدين شنن – كاتب ونقابي سوري  مقيم في هولندا 48 – بشير الحامدي – تونس 49 – اصبري عبدالله – عاطل عن العمل – المغرب 50 – عدنان طعمه الشطري – كاتب واعلامي عراقي 51 – سهيل زهاوي – النورفيج 52- المولدي اليوسفي – مساعد تعليم عال- تونس 53 – جمال باشوة – رجل اعمال – الولايات المتحدة  الامريكية 54 – ناصر عجمايا – كاتب – استراليا 55 – الجمعي الرابحي – استاذ – تونس 56 – فتحي بن خليفة – مهندس كميائي 57 – د . صباح المرعي – دكتور في الطب – الدنمارك 58 – عبد العزيز السبري – استاذ – تونس 59 – احمد بوجرة – جامعي – تونس 60 – ضياء السعدي 61 – محمد بلمو – شاعر واعلامي وجمعوي – المغرب 62 – هيكل بن مصطفى –جامعي – تونس 63 – محمد قاسم الصالحي – العراق 64 – عمر بنلحسن – شاعر – المغرب 65 – د . شوكت الاسدي – استاذ جامعي – بريطانيا 66 – ا . د عبد الرضا علي – ناقد واكاديمي – العراق 67 – سعد سليم علي – السويد 68 – احمد الشافعي – مصر 69 – رزاق الصقار – ناشط اجتماعي – سيدني – استراليا 70 – صلاح الدين محسن – كاتب مصري مقيم في الخارج 71 – جورج كتن – كاتب – سوريا 72 – نوري الربيعي – اعلامي – العراق 73 – فريد المعموري – مدرس  – بغداد 74 – المصطفى بن محمد المغربي – مدرس – المغرب 75 – بابكر عباس الامين – باحث – السودان 76 – يحيى نوح العقيدي – كاتب – العراق 77 – ابراهيم العمر – باحث اجتماعي – هولندا 78 – محمد زهير الخطيب –  كاتب وباحث – كندا 79 – صباح جواد – كاتب ومترجم – العراق 80 – فواز قادري – شاعر سوري –  المانيا 81 – احمد رجب – صحفي وكاتب – كوردستان 82 – جعفر صادق محمد حسين – مهندس متقاعد – العراق 83- د . مها الصكبان – ناشطة نسوية – اختصاص طبي – العراق 84 – قاسم طلاع – كاتب ومترجم – النمسا 85 – سامي مراد – مدرس – فلسطين 86 – عصمان  حمدان- استاذ باحث – الولايات المتحدة 87- لقمان الياس سليمان – كاتب – المانيا 88 – كوسلا ابشن – ناشط امازيغي – المانيا 89 – طاهر بابان – دكتور في الطب – السويد 90 –  د . عادل الشهاوي – صحفي – بلغاريا 91 – رياض الحبيب – خبير – العراق 92 – عربي الخميسي – حقوقي – نيوزلندا 93 – بروين على احمد – متقاعدة – كردستان العراق 94- سعيد ثامر  موزان – طالب – السويد 95 – مصطفى محمد غريب – شاعر وكاتب 96 – روزكار عزيز كريم  –  عامل  – السويد 97 – محمد كنوش – ناشر – المغرب 98 – تحسين حسن – محامي – العراق 99-  طارق  حرحور – موظف – المغرب 100 – عزيز باكوش – استاذ – فاس – المغرب 101 – سعاد ابراهيم احمد – استاذة متقاعدة – السويد 102 – شامل عبد العزيز – مدير شركة – العراق 103 – محمد بوليش – استاذ – المغرب 104 – صفاء البلادي – كندا 105 – انيسة بن صلاح – معلمة – تونس 106  –  ايمن الرزقي – صحفي – تونس 107 –  فلورانس غزلان – كاتبة – فرنسا 108 – ليث جبار عبد الحق الخفاجي –صحفي ومدرس – الولايات المتحدة الامريكية 109 – امير الجنابي – مهندس زراعي – العراق 110 – سليمان محمد الحكيم – محامي – العراق 111- كاترين ميكائيل – كاتبة – الولايات المتحدة  الامريكية 112 – علي الاسدي – استاذ جامعي – العراق 113 – عبد الكريم شوطا – استاذ – الحزب الاشتراكي الموحد – المغرب 114 – ياسين العياري – مهندس – تونس 115 – رفيقة بنت علي منتصري – طالبة ما جستير – مترجمة – تونس 116 – عبد السلام الككلي – الكاتب العام لنقابة الاساتذة بكلية اداب منوبة – تونس 117 – المحامي حبدر حاسب عريبي – خبير في حقوق الانسان ومدرب دولي في نشر ثقافة حقوق الانسان – العراق 118 – عبد الوهاب العمري – معارض – تونس 119 – رفيقة البحوري – جامعية – تونس 120 – انور الحاج عمر – تونس 121 – وسام تستوري – نابل – تونس 122-  عمار خليل – نابل  – تونس 123 – طارق السوسي – ناشط حقوقي – تونس 124 – محي الدين شربيب – جمعية FTCR  – فرنسا 125 –عبد الحميد العداسي – الدنمارك 126 – السيد مبروك – ناشط حقوقي – نابل – تونس 127 – الحبيب قيزة – تونس 128 –عفيفة حيزم – تونس 129 – د  زهير  بن يوسف – جامعي وناشط حقوقي – باجة – تونس 130 – خميس العرفاوي – نقابي – تونس 131 – لوممبه المحسني – جمعوي واعلامي تونسي  مقيم في فرنسا 132 – بوعلي الطبابي – موظف – تونس 133 – رضا كارم – معلم  ناشط نقابي وسياسي – قلعة سنان الكاف – تونس 134 – عمر بلهادي – استاذ جامعي – كلية العلوم الانسانية والاجتماعية – تونس 135 – خولة كلاعي – نقابية – تونس 136 – محمد التيجاني الايلاهي – عضو نقابة اساسية  تعليم اساسي – بنزرت – تونس 137 – نجاة العربي الحناشي- نقابية – تونس 138 – سليم التيساوي – كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة – تونس 139 – الهادي بن رمضان – عضو المكتب التنفيذي  للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 140 – خالد العبيدي – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 141 – احمد العوادي – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 142 – صابر التبيني – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 143 – محمد الامين البلطي – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 144 – جلول البلالي – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 145 – رمزي الزغدودي – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 146 محسن الماجري – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 147 – منجي سالم – رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان – قابس – تونس 148 – الهادي الزرلي – نقابي – قطاع الكيمياء – قابس 149 – Arlette Laguiller    – فرنسا 150 – Nathalie Arthaud –   فرنسا 151- سيد عبد الراضي – مصر 152 – فتحي الشامخي – جامعي – تونس 153 – الحبيب ستهم – الحزب الديمقراطي التقدمي 154 – رضا بركاتي – ناشط في مجال حقوق الانسان – قاص –  تونس 155 – محمد الطرابلسي – لاجئ سياسي – فرنسا 156 – محمد الصغير عاشوري – جامعي – تونس 157 – الناصر بن رمضان نقابي وناشط حقوقي – تونس 158 – رضا بوقديدة – مسرحي – جامعي – نقابي – تونس 159 –عبد الهادي محمد علي – مدرس متقاعد – السويد 160 سعاد خيري – صحفية وكاتبة – العر اق 161 – حليم مصطفى – منتج سينمائي وناشر- امريكا 162 – ليلى احمد الهوني – ناشطة سياسية – كاتبة ومعارضة لنظام القذافي – المملكة المتحدة 163 – عصمت شلن – اعمال حرة – كندا 164 – الدكتور طه الجنابي – طبيب – العراق 165 – زكي رضا – مترجم – الدنمارك 166 – الدكتور عادل حسين – العراق 167 – مريم نجمة – مربية وكاتبة سورية – هولندا 168 – جريس الهامس – محامي وكاتب سوري – هولندا 169 – رهبية محمد لطيف – ناشطة سياسية – العراق 170 – صالح البدري – فنان وكاتب وشاعر – النرويج 171 – د ازهار الشيخلي – وزيرة سابقة – العراق 172 – داودي صلاح – مواطن – تونس 173 – طالب ابراهيم – كاتب – السويد 174 – محسن جمال حيدر – متقاعد – المانيا 175 – مجيد هدير رشيد – عامل – كندا 176 – سعيد المولودي – استاذ باحث – المغرب 177 – عبد الامير صادق جعفر – السويد 178 – سعيد كريم – ناشط جمعوي – اسبانيا 179 – منجي بوعزيزي – تونس 180 – تببابي عبد القادر – محضر صيدلي – تونس 181 – سلام كابا – مستشار هندسي – العراق 182 – زيباري صوفيا – نقابية – الجزائر 183 – دهاك محمد – استاذ – المغرب 184 – جمال احمد يوسف – عامل – السويد 185 – طارق مسعي – استاذ – تونس 186 – عزالدين بن حسين القوطالي – محامي 187 – محمد عبد اللطيف النجار – استاذ – تونس 188 – ايمن الجمني – مهندس – تونس 189 – احمد الشرايطي – صحفي – تونس 190 – بلقيس رقية – تلميذة  – تونس 191 – بوراوي الزغيدي – تونس 192 – مهدي ناقوس – المغرب 193 – علاء كعيد حسب – شاعر وكاتب عراقي – المغرب 194 – وائل جبران اسو – مختص كومبيوتر – قبرص 195 – زهير الخويلدي – كاتب فلسفي – تونس 196 – المعز الوهايبي – استاذ – تونس 197 –حافظ كريمي – طالب دكتوراه – تونس 198 – رضا الماجري – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 199 – الحبيب الباهي – عضو جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي 200 –  النقابة الوطنية لمستخدمي الادارة العمومية – الجزائر 201 – ينار  محمد – رئيسة منظمة حرية المراة في العراق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals  

النقابة العامة للتعليم الثانوي بيان العودة المدرسية

 


تنطلق، وفي موعد غير مناسب، سنة دراسية جديدة، يفتتحها الأساتذة على عادتهم بالكد والجد والعطاء، وترسمها وزارة التربية والتكوين معبدة بالمشاكل المتراكمة والتجاوزات الخطيرة واستمرار سياسة التهميش و الانفراد بالرّأي. سنة دراسية جديدة تفتتح والظروف المعنوية و المادية للمدرس في تدهور وثقل تكاليف الحياة ومستلزمات العمل في ارتفاع ومشقة العمل في تفاقم. سنة دراسية جديدة تفتتح ووزارتا التربية والتكوين والشباب والرياضة والتربية البدنية يتعمدان استمرار غلق باب التفاوض في مطالب القطاع رغم تجديد الطلبات لاستئناف التفاوض في هذه المطالب المزمنة ومنها النظام الأساسي لمدرسي التعليم الثانوي ومدرسي التربية البدنية، والمطرودون وطريقة الانتداب الهشة التي انتهجتها الوزارة عبر المعوضين في المراكز القارة للالتفاف على مكسب إلغاء صيغة الانتداب بالتعاون واستمرار إصدار الأوامر والقرارات الأحادية دون تشاور مع الطرف النقابي. عام دراسي متجدد وزملاؤنا المطرودون عمدا محمد المومني ومعز الزغلامي وعلي الجلولي لا يزالون تحت وطأة الظلم و التعسف والتدليس ووزارة الإشراف ترفض إنصافهم وتصر على التنكيل بهم وتمتنع عن إرجاعهم إلى عملهم رغم عدالة قضيتهم. ويضاف إليهم طرد زميلتنا زكية الضيفاوي ويتواصل اعتقال زميلنا عادل جيار. سنة دراسية جديدة تستمر فيها التجاوزات والتعديات في حق المدرسين ومنها حملة الإعفاء التعسفي من التدريس التي طالت عددا من زملائنا المتربصين الناجحين في مناظرة الكفاءة للأستاذية خاصة في بعض المواد والجهات ومست زملاءنا المعاونين المطالبين بالإدماج بعد أكثر من أربع سنوات من العمل والجهد فرضت تجديد انتدابهم سنويا ثم توجت بالتنكر لهم وقطع أرزاقهم. سنة دراسية جديدة تنطلق في ظل ظروف عمل سيئة تهرأت فيها التجهيزات أو انعدمت وتداعت البناءات أو تقادمت وتقلص إطار التأطير البيداغوجي والأعوان من العملة وتتواصل فيها الاعتداءات المادية واللفظية على المدرسين من بعض التلاميذ ومن أوليائهم ومن غرباء عن المؤسسة التربوية ليستشرى العنف والتسيب (مثال ما حدث في قفصة بقتل تلميذ في حرم المعهد) سنة دراسية جديدة تستمر فيها الوزارة في محاولة تهميش المدرسين وهياكلهم النقابية ،ابتدأت منذ السنة الدراسية الفارطة بالصورة المشوهة والممسوخة التي أنتجتها الوزارة لمشروع القطاع حول المدارس الإعدادية التقنية ، وبالقرار المرتجل في نهاية السنة الدراسية بإعداد جداول الأوقات في وقت قياسي ضاغط و متسرع أفضى إلى بروز مشاكل جديدة منها الزيادة عن النصاب وتشتت الجداول وعدم مراعاتها للظروف الملائمة للعمل وفي التأخير غير المبرر لصرف مستحقات الأساتذة في مراقبة الامتحانات الوطنية ومكافأة مستلزمات العودة المدرسية، كما تواصلت بانطلاق الوزارة في التحضير لمراجعات، كانت دعت لها النقابة العامة منذ مدة طويلة،على مستوى البرامج والمناهج والزمن المدرسي وغيرها من المسائل التربوية ( كالمطالبة بحذف المضامين المتصلة برموز الصهيونية من البرامج مثال هنريكو مسياس) وتعمد إقصاء المدرسين وهياكلهم النقابية تحضيرا كالعادة لإسقاط القرارات المرتجلة ،قرارات يعول فيها على التكنوقراطيين و يستثنى فيها المدرسون أصحاب الشأن والتي أثبت الأساتذة وهياكلهم النقابية فشلها وضعفها وتهافتها ،كما تحاول مجددا وزارة الإشراف سياسة تنصيب المجالس المرفوضة ونهج فرض الهياكل المشبوهة على المؤسسة التربوية ومنها المنظّمة الحزبية للشبيبة المدرسية ومنظّمة التربية والأسرة ومنتدى المربي في محاولة يائسة لتهميش الهياكل النقابية ولضرب العمل النقابي و التضييق عليه واستخدام الإدارات في ذلك. عام دراسي جديد وعديد زميلاتنا وزملائنا يعانون من التشتت العائلي بسبب عدم تحصلهم على النقل لغياب الشفافية في تحديد الشغورات. سنة دراسية رابعة تطوى ووزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية توغل في الاستهتار بالتفاوض عبر الإصرار على رفض تطبيق اتفاقية 24 مارس 2005 حول ترقيات المعلمين الأول المجمدة منذ أكثر من 19 سنة وعبر مواصلة المماطلة في تطبيق اتفاقية فتح الآفاق العلمية لمدرسي التربية البدنية. هكذا تنطلق سنة دراسية جديدة تطرح على المدرسين وهياكلهم النقابية جملة من المطالب المتراكمة وتستدعي منهم الالتفاف حول نقاباتهم والاستعداد للنضال من أجل تحسين الظروف المادية والمعنوية للمدرس في ظل تدهور مقدرته الشرائية ، ومن أجل سائر المطالب القطاعية الأخرى ومنها فتح تفاوض جدي ومسؤول حول النظام الأساسي ، وعودة المطرودين إلى عملهم وضمان ممارسة الحق النقابي وفرض التشريك الفعلي للمدرسين في كل ما يتصل بالشأن التربوي والدفاع عن المدرسة العمومية المستهدفة بالتهميش والتهرئة فالخوصصة. تنطلق سنة دراسية جديدة والقطاع مقدم على إنجاز المؤتمر العادي للنقابة العامة الذي سيكون مناسبة للتعبير عن تطلعات المدرسين ورسم برنامج نضالي وفرت له الهياكل النقابية دراسات ومشاريع لوائح يُرجى إثراؤها حتى تكون مساهمة المدرسين فعالة في نحت مستقبل القطاع. عاشت نضالات الأساتذة لنتجنّد للدفاع عن مطالب مدرّسي التعليم الثانوي عاش الاتحاد العام التونسي للشغل ديمقراطيا مستقلاّ مناضلا
عن النقابة العامة للتعليم الثانوي الكاتب العام الشاذلي قاري  


محكمة عين دراهم تفرج عن المواطن الذي اجتاز بعائلته الحدود تعبيرا عن احتجاجه


المولدي زوابي في الأثنين, 14. سبتمبر 2009 أفرجت محكمة ناحية عين دراهم في جلستها المنعقدة يوم أمس على السيد كمال البوكحيلي الذي اعتقل يوم 7 سبتمبر الجاري بالنقطة الحدودية الببوش بعين دراهم على خلفية اجتيازه للحدود التونسية الجزائرية. وكان البوكحيلي(42 سنة ) متزوج واب لاربعة اطفال والقاطن بقرية عين حرث عمادة الجواودة( الشريط الحدودي) قد أحيل على أنظار المحكمة من اجل تهمة اجتياز حدود بعد أن احتج على الحجز الذي طال بقرة كانت على ملكه الخاص توجه بها إلى سوق الفرنانة يوم 29 أوت الماضي لبيعها وتسديد ديونه وتوفير اللوازم المدرسية لأولاده.  تفاصيل الخبر تستمعونها في الحوار الذي أجراه زميلنا المولدي الزوابي مع السيد كمال البوكحيلي مباشرة بعد اطلاق سراحه، والذي نبثه بعد النشرة. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2009)

الكونفدرالية العامة للشغل بإسبانيا تتساند مساجين الحوض المنجمي

 


ذكر مرصد الحقوق والحرّيّات النقابيّة أنّه تلقّى رسالة نشر نصّها من قبل الكونفيدرالية العامة للشغل بإسبانيا عبّرت فيها عن تضامنها مع مساجين الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي وتمنّياتها بإطلاق سراحهم في أقرب وقت وكذلك مطالبتها الحكومة التونسية بفتح الحوار مع المجتمع المدني. (المصدر: « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)  

السجين السياسي السابق « وحيد ابراهمي  » أمام القضاء من جديد.


معزّ الجماعي وجهت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة إستدعاء رسمي إلى السجين السياسي السابق « وحيد ابراهمي  » للمثول أمام وكيل الجمهورية . و قال « ابراهمي » في تصريحات لراديو كلمة أنه تسلم الاستدعاء صباح يوم الإثنين 14 سبتمبر من قبل رئيس مركز حرس منطقة « الهيشرية » التابعة لولاية سيدي بوزيد .  و أضاف أن الإستدعاء جاء لسماعه حول المقال الذي حرره و نشرته جريدة « الموقف » بتاريخ 11 سبتمبر 2009 .  كما أشار إلى أنه ناشد في المقال المذكور المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية مساندته من اجل تتبع و محاسبة ضباط أمن الدولة الذين قاموا بتعذيبه و الإعتداء عليه جنسيا خلال فترة إيقافه على حد تعبيره .  علما أن « وحيد ابراهمي » قضى سنتان و أربعة أشهر في السجن بموجب ما يسمى بقانون مكافحة الإرهاب بعد أن وجه له القضاء التونسي في مارس 2007 تهمة حيازة و ترويج مناشير و التخطيط للقيام بعمل إجرامي ضد أشخاص . (المصدر: « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)  

إضراب في الشركة التونسية لتكرير النفط

 


علمت كلمة أن عمال الشركة التونسية لتكرير النفط الكائنة بمدينة جرزونة من ولاية بنزرت سيشنون إضرابا عن العمل على امتداد 23و24 و25 سبتمبر الجاري ويطالب أكثر من 600 عامل بتحيين المنحة الوظيفية والمصادقة على النظام الداخلي للصندوق الاجتماعي والترفيع من قيمة المنح ومراجعة برنامج التكوين لفائدة الإطارات إضافة لنقاط أخرى تخص الجوانب الترتيبية للشغل.
(المصدر: « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)


حملة تجريد النقابيين تصل الى زغوان ايضا ..

لا زالت حملة التجريد متواصلة وقدطالت اليوم النقابي نور الدين الهمامي الذي أحيل على لجنة النظام على خلفيةمشادةكلامية مع الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بزغوان أثناء مؤتمر النقابة الأساسيةللتعليم الثانوي ببئر المشارقة يومها لم يقدر الكاتب العام على الحياد وأراد أن يتم المؤتمر كما جرت العادة بأكثر من3 قوائم مختلفة لأسماء الناخبين، أراد أيضا أن يأخذ الصناديق الانتخابية الى وجهة غير معلومة فما كان من الزميل نور الدين الهمامي الا أن طالب بجريمة الخلوة أثناء الانتخاب وطلب أن يرافق المراقبون الصناديق أينما ذهبت. الكاتب العام أدبه طبعا وانهال عليه شتما و سبا وهدد باستدعاء الأمن ثم ونكاية فيه حتى لا يعلم الناس التطاول أحاله على لجنة صنع الله ابراهيم بن رمضان الذي حكم عليه بعدم تحمل أي مسؤولية نقابية طيلة خمسة سنوات النقابي المذكور حصل على عقوبة قاسية من الدرجة3 لأنه ضبط متلبسا بممارسة الديمقراطية داخل الاتحاد في عهد رؤوس البيروقراطية الساعين الى الخلود في فراديس وامتيازات المكتب التنفيذي الوطني  نقابي من زغوان المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals


اعتصام مفتوح في المغازة العامة بسوسة القنطاوي

لليوم الرابع على التوالي يواصل عملة المغازة العامة بسوسة القنطاوي اعتصامهم بمقر العمل الذي شنّوه منذ يوم 11 سبتمبر احتجاجا على عدم احترام التوقيت القانوني للعمل وعدم خلاص الساعات الاضافية وضرب الحق النقابي بطرد 10 عملة منهم نقابيون دون أي وجه قانوني وتقول مصادرنا أنه رغم تدخلات الاتحاد الجهوي للشغل والجامعة العامة للمعاش والسياحة لحل المشكل، فإن الإدارة تمسّكت بموقفها بل تؤكّد نفس المصادر أن الطرف المشغّل تمادى في تهديد العمال بطردهم النهائي من شغلهم إذا واصلوا اعتصامهم.
(المصدر: « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)  


النقابة الأساسية لأعوان ديوان السياحة تقرر الإضراب عن العمل يوم 30 سبتمبر


تونس-الصباح قررت النقابة الأساسية لأعوان ديوان السياحة الدخول في إضراب عن العمل يوم 30 سبتمبر الجاري، في صورة عدم استجابة الإدارة لمطالب الأعوان والمتمثلة خصوصا في تطبيق ما جاء في محضر اتفاق الطرفين في مفاوضات الزيادة في الأجور لسنوات 2008-2009-2010 بجانبيها الترتيبي والمالي. وجاء قرار الإضراب بعد اجتماع طارئ لنقابة ديوان السياحة، تحت إشراف الجامعة العامة للمعاش والسياحة، أواخر الأسبوع المنقضي تم خلاله مناقشة تأزم العلاقة مع الإدارة على خلفية عدم التزامها بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات الاجتماعية. وحسب ما جاء في اللائحة العامة للاجتماع، فقد تم التذكير بمطالب النقابة في المفاوضات الاجتماعية، والتي تتمثل أساسا في جانبها الترتيبي في إضافة يوم السبت كيوم راحة أسبوعية، حماية الحق النقابي والحرية النقابية، مشاركة النقابة وتمثيلها في لجنة انتداب اللجنة الطبية لعطل المرض العادية وعطل المرض طويلة الأمد، فضلا عن تحديد مدة الإلحاق بالديوان بثلاث سنوات مع عدم التجديد وإلغاء إدماج الملحقين بالديوان. ودائما في إطار المطالب الترتيبية، طالبت النقابة بإدراج شروط التسمية وشروط الإعفاء منها ضمن النظام الأساسي لأعوان الديوان. واحتساب الأقدمية عند الترسيم بالديوان في الصنف والسلم والدرجة، وكذلك الشأن بالنسبة للشهادات العلمية وشهادات التكوين المحرز عليها من قبل الأعوان بعد الانتداب. إضافة إلى إدراج آليات الترقية في الصنف والدرجة ضمن النظام الأساسي للأعوان. وفي ما يهم الجانب المالي، فتتمثل أبرز المطالب في تمكين الأعوان عند إحالتهم على التقاعد من منحة تساوي الأجر الخام لثلاثة أشهر. وتعميم منحة المتصرفين بمقدار 25 دينارا شهريا، ومراجعة منحة تنفيذ المشاريع، والمنح الوظيفية، ومنحة الخزينة. كما تطالب نقابة ديوان السياحة بإرجاع مساهمة الديوان في الصندوق الاجتماعي والترفيع فيها إلى نسبة 3 بالمائة من الأجر الأساسي الخام، وإضافة الزيادة في الأجور والمقدرة ب21,6 دينار إلى المعدل الشهري لزيادة 2007.  والجدير بالذكر أن النقابة الأساسية لأعوان ديوان السياحة، والإدارة توصلا قبل أسابيع قليلة إلى اتفاق في الزيادة في الأجور الذي يهم أكثر من 1300 عون وموظف يعملون في كافة فروع الديوان الوطني للسياحة. لكن الاتفاق المبدئي لم يجد له طريقا للتطبيق النهائي، علما وأن نسبة الزيادة المالية المتفق عليها بلغت 3،1 بالمائة مقارنة بالزيادة الماضية. وهي نسبة تعتبر من أضعف النسب المحققة في مفاوضات الزيادة في الأجور، إذ تراوحت معظم الزيادات التي وقعت في القطاع العام بين 4 و7 بالمائة. رفيق بن عبد الله  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2009)

 

 

تحويل حفل فني للملعب القابسي من مسرح الهواء الطلق إلى مقر لجنة التنسيق

 


معزّ الجماعي قامت الهيئة المديرة لجمعية « الملعب القابسي » بتغيير مكان الحفل الفني الذي نظمته يوم الأحد 13 أوت من مسرح الهواء الطلق إلى مقر لجنة تنسيق الحزب الحاكم .  ووقع الإعلان عن هذا التغيير قبل ساعات من انطلاق الحفل . و ذكر مصدر من الهيئة المديرة للجمعية في تصريحات لراديو كلمة أن التعديل الذي وقع، جاء بقرار من والي الجهة بعد اتصاله برئيس الجمعية ومطالبته بالمساهمة في الاحتفالات التي ينظمها الحزب الحاكم بمناسبة ترشح « بن على » للانتخابات الرئاسية . و أضاف نفس المصدر أن السلط الجهوية أرادت من هذه الخطوة استغلال أحباء الملعب القابسي لضمان حضور جماهيري داخل مقر لجنة التنسيق الحزبي خاصة أن الحفلات السابقة التي وقع تنظيمها لنفس المناسبة سجلت فشلا كبيرا على مستوى الحضور .  كما أشار إلى أن والي الجهة تعهد لرئيس الجمعية بتعويض العائدات المالية التي كانت الجمعية ستغنمها من الحفل.  
(المصدر: « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)  

معتمدية قابس تتخلى على توزيع الإعانات لصالح الحزب الحاكم

 


معزّ الجماعي علمت « كلمة » أن معتمدية قابس المدينة تخلت هذه السنة عن الإشراف على توزيع الإعانات المدرسية التي تنتفع بها العائلات المعوزة . و أسندت هذه المهمة إلى الحزب الحاكم كما أعلمت المنتفعين بالإعانات بضرورة الإتصال بالشعب الترابية التابعة للحزب الحاكم للحصول على قصاصات بقيمة 50 دينار تمكنهم من إقتناء مستلزمات العودة المدرسية من بعض كبرى محلات الأدوات و الكتب في المدينة. و ذكرت مصادر مطلعة في تصريحات خاصة براديو كلمة أن الحزب الحاكم فرض على أصحاب المحلات المذكورة أن تكون هذه الخدمة في شكل تبرعات لفائدة الحملة الإنتخابية ل « التجمع » مع إعلامهم بأنه سيقع خصم قيمة المبلغ المتبرع به من الأداءات الجبائية.
(المصدر: « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)

              الهيئة السياسية لحركة التجديد 
                                   بلاغ   إعلامي                       

يتولّى السيّد أحمد إبراهيم تقديم ترشحه رسميا لدى المجلس الدستوري إلى الانتخابات الرئاسية وذلك يوم الخميس 17 سبتمبر 2009 على الساعة الثانية (H 12) بمقر المجلس الكائن بضاحية باردو.                                                                           الهيئة السياسية لحركة التجديد  

الإسلاميون والانتخابات والاستخلاف : نشارك أم نقاطع ؟ النموذج التونسي

د.خــالد الـطراولي ktraouli@yahoo.fr   إن السياسة محطات ومواقف وفرص وصنع حدث، وفقه مرحلة وأولويات، تسيرها مبادئ وثوابت، والرئاسيات التي تنتظر العديد من بلداننا سواء عبر مواعيد انتقال الزعامة وقضية التوريث أو انتخابات مغشوشة لمواصلة المشوار موعد مظلوم، سكب عليه البعض نار الغش والضبابية وعدم الديمقراطية وسحب من أطرافه كل ورقات التوت فأضحى المنظر مهتزا عاريا مغشوشا لا يؤدي إلا إلى سراب… المشهد العام: رتابة ومشوار مغشوش  وتلك هي محنة انتقال السلطة في إطار غير سليم، مشهد سياسي عقيم ورتابة تمشي على أطراف الأصابع بين معارضة مغيَّبة وجماهير غائبة وهيمنة الصولجان والدرة، في ظل  مواعيد انتخابية مغشوشة ومحطات توريث وتمكين…  وأطراف هذه المواعيد أربعة : 1/ حاكم في قصره وسلطة في نفس القصر، حددت قواعد اللعبة ومسارها وعناوينها ولاعبيها ونهايتها، مهرجان يفتقد إلى الكثير من الأساسيات والوضوح شملتها التعيينات والرضى والقبول من أصحاب الشأن، لو سألت أيا كان عن مصير هذه الانتخابات لأجاب بدون ترد سواء كان من البلاط أو من خارجه، خوفا أو طمعا، أن الخيمة لن تغير سلطانها وأن ساكن القصر قد استوطن المكان لخماسية جديدة في انتظار ما بعدها أو قد هيأ الفراش رطبا لنجله أو لأقربائه. 2 / ومعارضة متمايلة، بعضها واقف على رمال متحركة، وبعضها أخذه الريح الصيفية نحو الاحتراق وهو يظن أنه يتلوى في نسيم عليل وشموعه تخفت الواحدة تلو الأخرى، والبعض الآخر يمنّ النفس ويغمض العين ويسير بدون عصى البصير في غابة لا ظل فيها ولا بنيان، ظنها حديقة عمومية فكان سيركا بلا ألوان، واختفى البعض الآخر عن الأنظار مهموما محبطا  ينظر إلى كل السنة كفصل شتاء عاصف مكفهر أسود داكن لا يتخلله أي وميض أو لحظة من الأنوار، يفتتح يومه على اللعن ويختمه حالما « بباب العرش » وإن كان عرشه على رمال متحركة. وآخرون خلطوا عملا صالحا بآخر غير طيب ومالت بهم أذواقهم واجتهاداتهم نحو مناطق الشبهات فتقلبوا بين شهادات ومساندات وارتماء في الأحضان والصياح عاليا باسم السلطان ونسوا أيامهم الماضية أو تناسوها من أجل بعض الفتاة الملقاة على موائد غير طيبة… وثلة قليلة لا بد من ذكرها حتى يطال هذه السطور بعض الأمل، طائفة متنوعة ثابتة ثبات الصخور لا يضرهم من خالفهم ويحملون شعار التحدي والمقاومة والصمود. 3 / أما الطرف الثالث بعد السلطة والمعارضة فهم الجماهير، الذين أصبحت تعيش خارج التاريخ وتعيش غيبة أو غيبوبة أصابت الكثير من أطرافه بترهل وسكون، وتأقلم الكثير منه مع وضعه وإن كان على بركان يحترق، فتلبس بقابلية عجيبة للإستبداد والجور، و حمل على أطراف لسانه قراءات متوترة خارج النص وبدون نقاط أحيانا وتمرغ في الفراغ، تبررها حينا فرضيات الخوف من الجور والعصا والتهجير والسجن، وحينا آخر استشعارها بأنه ليس هناك بديل يرتجى وما المطروح على الساحة لا يسمن ولا يغني ولا يروي عطشان، ولا يتميز عما يطرحه الحاكم اجتماعا واقتصادا وسياسة. ولعل مسألة الجماهير تبقى المحطة التي اجتازها الاستبداد بنجاح أو يكاد باستبعادها وتهوين دورها وإبقائها مطيعة مستذلة أو صامتة وحال، وهي العقدة التى عجزت المعارضة في توضيفها من أجل مشروعها التغييري فلا نجاح بدون جماهير ولا جماهير بدون مشروع ومبادرات وتميز وفعل. 4 / وطرف رابع رابض على الباب، له أجندته وخيوطه يجذبها حيث يطرب له ذلك، يرضى عمن يخدم مصالحه ولا يشكك في مصداقيته ودعمه لهذا الوطن الباحث عن النجاة. هو الوسيلة والهدف لحياة أفضل ولو كانت تحمل سمات غير سمات أهل البلد ولا مصالحهم ولا هويتهم. يزعم البعض أنه اللاعب الحقيقي والمالك الحقيقي الذي ينصب وينحي، يرضى ويغضب وأن من أراد قصر السلطان فلا بد له من المرور على بيته والمبيت فيه ولو ليلة التي لها ما بعدها فإما طريق الورود يُعبَّد أو شعاب الأشواك تقام. في هذه القطعة من الفسيفساء التي تميل إلى السواد لونا وإلى الحنظل طعما، ، يطرح سؤال المشاركة والمقاطعة من جديد لانتخابات رئاسية قادمة كما هو الحال في تونس أو لمحطة استخلاف كما هو منتظر في مصر، ويعم الفضاء مجددا تنافر نوايا وتشابك مصالح وطموحات تتجدد وتبني وتخطط، وتتحدد معالم ضفتين، ضفة تدعو إلى المشاركة وتقدم مرشحيها، رغم أن الإطار يشوبه كثير من الدخن ومناطق الظل والنهاية المحتومة، وآخرون أغلقوا الباب وأغلق الباب أمامهم، أظهروا القطيعة والرفض والتزموا بعدم المشاركة ورافعين لواءها وانزووا في ركنهم ينادون بالمقاطعة في صحراء قاحلة لا يقطع صمتها أي صدى.  في خضم هذا الانقسام الحاد في صفوف المعارضة وكأنه تنقصها الخلافات، كل ما نريده هو أن تبقى رؤانا وتصوراتنا نزيلة أطر الاجتهاد، والرأي والرأي الآخر، والعمل المخلص والجاد من أجل بلادنا الطيب غرسها والطيب حصادها، بعيدا عن التكفير والتخوين والتجهيل ومحاكم التفتيش ومحاكمة الضمائر والنوايا. فليس الداعي للمشاركة خائنا لوطنه، ساع إلى إشباع ذاته، ولو كثرت الطموحات وتضخّم الأنا في بعض الثنايا والأحوال.. وليس المقاطع مالكا بزمام الوطنية وموزعا لصكوكها! ولكن تدافع وتناظر واجتهاد، لا عصمة فيه لفرد، ولا قدسية فيه لفكر، ولا صوابية مطلقة لموقف أو ممارسة. الإسلاميون التوانسة والبحث عن مكان تحت الشمس في ظل هذا المشهد المتوتر يظهر على السطح تساؤل مشروع حول موقف الإسلاميين من هذه المحطات الانتخابية، خاصة وأنهم يبدون كلاعب رئيسي داخل المشهد السياسي المعارض، حتى وأن عتّم عليهم، أو كان غيابهم على ساحة الفعل الداخلي يبقى محدودا، نظرا لسنوات الجمر التي مروا بها والقبضة الأمنية الحديدية الجائرة والمتواصلة عليهم. والإسلاميون ممنوعون كغيرهم من التواجد القانوني فما بالكم بتواجد داخل المشهد السياسي أو المشاركة الانتخابية!  والسياق التونسي لا يخرج عن هذا الإطار، فالإسلاميون التوانسة ليسوا صنفا واحدا ولا نسخة واحدة أو نسخ متعددة مطابقة للأصل، ولكنهم مختلفون نظرا لاختلاف اجتهاداتهم ومقارباتهم من أجل الصالح العام، وإن كانت حركة النهضة تحمل القسط الكبير تاريخا وحاضرا في تكوّن هذا الكيان. ويتجلى هذا التنوع في مقاربتهم تجاه الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث يتجلى لنا أن هناك ثلاث توجهات رئيسية تجاهها: 1/ موقف الانتظار مع ما يحمله في بعض الأحيان من ضبابية بين مساندة مترشح ما أو الانكفاء، وهذا ما حصل عندما أعلن السيد أحمد الشابي من الحزب التقدمي عن ترشحه، ولم يقع تأييده المباشر، مع تنامي الميل للدعوة للمقاطعة  وما صحبه من هيمنة خطاب تصعيدي يبرره المشهد السياسي المتأزم، وهو ما نتبينه من قراءتنا  لموقف حركة النهضة. 2 / موقف لم يطرح قضية المشاركة أو المقاطعة لأنه حدد مترشحه، وكانت المفاجأة والاندهاش بالنسبة للبعض،  والسخط والغضب للبعض الآخر، حيث أعلنت مجموعة مستقيلة عن حركة النهضة تدعيم ترشح الرئيس الحالي ومباركة فعله « التنموي » الماضي والحاضر، ومساندة مشروعه المستقبلي « من أجل تونس ». 3 / موقف الانتظار مع ميل لطرح طريق ثالث لا يشارك ولا يقاطع، وهو ما أسميه المنزلة بين المنزلتين، ويمثله اللقاء الإصلاحي الديمقراطي داخل الحركة الإسلامية التونسية والذي يتمثل أساسا في خض هذا الواقع ومحاولة استثمار هذا الموعد في أقصاه من أجل مكاسب حقوقية أو سياسية وتفعيل الجدوى إلى أقصاها دون التلطخ في مشاركة مغشوشة أو مقاطعة غير منتجة ولا فعالة ولا تطرح بديلا وإنما تميل إلى الاستقالة وترك الحبل على الغارب، والذي سأسعى إلى توضيحه في هذه الورقة ولو في رؤوس أقلام. هذه المنزلة بين المنزلتين والتي تتنزل في مبادرة وأطروحة فعل وتفعيل وصنع حدث، يجب عليها أن تحترم الشروط التالية حتى تكسب ثقة المعارضة وأعضاء المجتمع المدني والجماهير التونسية،  فعليها أن تمثل موقفا جماعيا ولا ينفرد بها فريق دون آخر. فإذا كانت انطلاقة المبادرة فردية فلا يجب أن يتواصل المسار كذلك، حتى ينال اجتماع المعارضة حولها وتنهار كل الأحكام المسبقة والظنون السيئة والمسيئة. وعليها كذلك أن تمثل موقفا وطنيا وليس إسلاميا في مفهومه الحزبي والانتمائي، يخدم مصالح الأحزاب كلها ويتجاوز منطقها وأجنداتها الخاصة. ثم عليها أن تلتقي في المبادئ والثوابت والأهداف الكبرى بين ما يسعى إليه الإسلاميون من تغيير في المشهد العام وبين ما تراه أطراف المجتمع المدني حتى لا تتضارب الأطروحات وتسقط المقاربة. فيُبنى على المشترَك ولا على الاختلاف. ثم عليها أن تكون موقفا جماهيريا يلامس جانبا من جوانب الأزمة التي تعيشها كقضية الحريات وحقوق الإنسان. فلا نجاح لأي بادرة سياسية إذا لم يكن رحمها الجماهير وهدفها مصلحتها، وإن كانت النخبة أو الصفوة صاحبة المبادرة والساهرة على تنزيلها وتصحيح مسارها. وأخيرا عليها أن تمثل موقفا يسهل التنظير له وتنزيله ولا يكون مسقطا على واقع لا يقبله ولا يفهمه وربما يرفضه. فليست المبادرة السياسية ترفا فكريا ولا أحلام اليقظة ولكن نظر وعمل يستوعب الواقع بتعقيداته ومستجداته ليقدم قراءة واعية وتطبيقا راشدا ومعقولا ومقبولا. ترشيح سجين سياسي والصادق شورو مرشحا في تونس في هذا الإطار نورد اقتراحا لعله جريء وهو يتعدى التجربة التونسية ولا شك ليتنزل في كل مشهد سياسي إقصائي، حيث تتمكن بعض القوانين المنشأة خصيصا من محاولة استبعاد وإقصاء بعض صنوف المعارضة والغرماء السياسيين تحت يافطة القانون والقضاء والدستور. إني أقترح ترشيح سجين سياسي في كل موطن لا يسمح به بالتعدد السليم والمسئول، وبعض ديار العرب مليئة بهذا المشهد السياسي الانفرادي والإقصائي، ولعلنا لو عددنا بعض البلدان لوجدنا الكثير من الزعماء والقياديين المحرومين من الترشح سواء كانوا مسجونين أو منفيين أو مستبعدين نظرا لفقدانهم لحقوقهم المدنية أو نظير قانون جائر يستبعد مقاربتم السياسية ووجودهم الحزبي. ففي بلاد العرب أكثر من « مانديلا » قابع في الزنزانة أو مبعد خارج الديار أو مكمم الفم داخل أسوار المدينة. والحالة التونسية صورة لهذا الإقصاء فزيادة على الإسلاميين، فإن بعض الأحزاب لا يسمح لها بهذا التواجد القانوني الذي يمكنها من ترشيح رموزها وأفرادها. ولذلك نقترح في هذا الإطار ترشيح الدكتور الصادق شورو وهو رئيس سايق لحركة النهضة التونسية  وسجين سياسي سابق أمضى 18 سنة في السجن نتيجة اختلاف سياسي مع السلطة ثم لما انتهت مدته أعيد إلى السجن ولم يبق خارجا إلا شهرا بعد أن تجرأ على بعض الحديث غير المسموح. [ولقد فصلت في مقال سابق حيثيات هذا الترشيح وكل فصول تنزيله] ويتمثل هذا الترشح في طرح برنامج انتخابي عام يمكن أن يتنزل في تونس أو في غيرها ولكنه يحمل الهموم المشتركة لمجتمعات تريد الانعتاق وحياة الحرية وكرامة الإنسان، يحوم حول النقاط التالية :  المصالحة بين أطراف المجتمع الواحد.*العفو التشريعي العام وطي صفحة الماضي بآلامه وأحزانه وتجاوزاته. * فتح التعددية على مصراعيها دون إقصاء. * محاربة الفساد والمحسوبية. * تمكن لاقتصاد سوق متخلق وعادل ومقيد بتدخل الدولة وحالة المجتمع والوضع العالمي. إن هذا المقترح الذي يتنزل في فضاء استبدادي لا يسعى في الحقيقة إلى الوصول إلى مقاليد الحكم والمشاركة الفعلية في مشهد سياسي غير سليم، ولكنه يحاول إن يستغل مواطن وظروفا وأحوالا ومواعيد وأن لا يكون غائبا عن الساحة، يحاول من خلالها الاستبداد إلى تمكين صولته وتمكنه الجائر، وهو مشاركة اللا مشاركة، فلا هو التحاق بركب السلطان والمشاركة في مهرجان انتخابي مزيف ومغشوش ولا هو تقوقع وانسحاب والرضى بالسكون وترك الذئب وحيدا في الحظيرة بين الخرفان. فهو رفض حضاري لقضايا الاستخلاف والتوريث والانتخابات المزيفة عبر بوابة الفعل وصنع الحدث، رفض للسكون والمساومة أو المشي حذو الحائط أو دخول خيمة السلطان. فيسعى المقترح وهذه المشاركة المفروضة عبر توظيف هذه البوابات والمنافذ المفتوحة رغم أنف الاستبداد لخدمة بعضا من أجندة التمكين وآمال التغيير سواء كان في مجال الحقوق الفردية أو الحريات العامة. والإطار الإعلامي الحالي وثورة المعلومات من شأنها المساعدة على إحداث هذه الهزة وخلخلة هذا الواقع الرتيب وغير السليم. ففرض أجندات مغايرة عبر طرح مبادرات جريئة من شأنها صنع الحدث لبلورة طريق جديدة نحو الانعتاق. إن المشهد السياسي الحالي للكثير من بلداننا يعيش حالة فراغ ورتابة وتزيف وتسيد للاستبداد وقيمه عبر عملية اقصاء واستفراد ومواصلة مشواره عبر عمليات التوريث حينا سواء كان توريثا داخل القصر أو توريثا داخل الطبقة الحاكمة ولعقليتها وثقافتها، أو عبر انتخابات صورية يمثل الرقم المعجزة 99 بالمائة أحد مظاهرها السخيفة والمزعجة. ولا بد من وجود الصفوة النموذجية التي تستنهض الهمم وتطرح البديل وتخض هذا الواقع عبر طرح المبادرات والخروج من الصمت أو السير في ركاب الاستبداد. وإذا غابت جماهيرنا يوما عن الساحة فلأن النخبة قد غادرتها منذ زمان عبر ركونها أو صمتها أو انسحابها، وإذا كانت قابلية الاستبداد قد استوطنت بعض عقول العامة فالنخبة لم تعمل جاهدة إلى بناء عقلية الصمود وثقافة المقاومة عبر طرجها لمبادرات الوقوف والفعل وصنع الحدث، حتى وإن كانت الأبواب شبه مغلقة ودرة الجلاد بالمرصاد.  
ينشر بالتزامن بين موقعي الجزيرة واللقاء الإصلاحي الديمقراطي: www.liqaa.net  

الكلمة الحرّة     ليكن تفعيل الميثاق الوطني بداية مراجعات ومصالحات في تونس

 


الحوار.نت أوردت جريدة الصباح التونسية ( يومية شبه رسمية على ملك صهر الرئيس) بقلم السيد كمال بن يونس في عددها الصادر يوم 9 سبتمبر ( أيلول ) 09 فقرات من خطاب الحملة الإنتخابية التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي ( الحزب الحاكم في تونس ) بمناسبة الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع تنظيمها في أواخر شهر أكتوبر 09 ( تشرين الأول).. فقرات على ألسنة بعض رموز الحزب الحاكم من مثل البشير التكاري وزير العدل ولزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي وفتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستوري وزهير المظفر بالوزارة الأولى وغيرهم .. فقرات تتحدث عن تفعيل الميثاق الوطني الشهير الذي وقعه عدد كبير من ممثلي الحركات والأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية والمؤسسات الإجتماعية والحقوقية عام 1989 إعلانا من الرئيس الجديد بعد إنقلاب 7 نوفمبر 1987 على تدشين عهد تونسي جديد قوامه الحريات والديمقراطية ومشروعيته حقوق الإنسان والمساواة أمام القانون وإرساء التعددية الفكرية والسياسية والقطع مع الرئاسة مدى الحياة وتركز كل ذلك في شعار مازال يرن في آذان التونسيين بعد بورقيبة ( لا ظلم بعد اليوم).. قال البشير التكاري وزير العدل بالحرف الواحد في شأن الميثاق الوطني لعام 1989 ( تطور الميثاق إلى عقد إجتماعي بين كل الحساسيات الفكرية والسياسية والإجتماعية ).. بينما قال آخر بأن الوحدة القومية أو الوطنية فهمت خطأ أو وظفت توظيفا سيئا في العهد البورقيبي عندما آلت إلى أحادية حزبية أنكرت التعددية .. خطاب جديد أول ما يشدك قطعا هو جدة هذا الخطاب الذي يصدر لأول مرة منذ عقدين كاملين عن وزراء سيادة وقيادات مركزية مرموقة في الحزب الحاكم.. ذلك أن الميثاق الوطني لعام 1989 ـ رغم صحة القول بأنه كان يمكن أن يكون خطوة نوعية عملاقة في القطع مع الأحادية الحزبية والرئاسة مدى الحياة وتفشي الفساد والإفساد وقطع ألسنة الإعلاميين ومحاربة الهوية العربية الإسلامية وتأسيس دولة القانون والمؤسسات والعدالة الإجتماعية ـ ذلك الميثاق الذي وقعته كل أو أهم وأكبر الفصائل الإجتماعية والسياسية والفكرية في البلاد ( ومنها الحركة الإسلامية ـ حركة النهضة من خلال ممثلها الأستاذ نور الدين البحيري ).. ذلك الميثاق الذي يحتفل اليوم بمرور عقدين كاملين ( 1989 ـ 2009) .. وئد بالكامل وقبر بالكلية حتى غدا الحديث عنه تهمة تستوجب النكير.. لنتجاوز الماضي بآلامه الكثيرة سؤال مشروع نظريا ولكنه عديم الفائدة عمليا هو : من قتل الميثاق الوطني لعام 1989؟ ليطرح هذا السؤال كل طرف من الأطراف الموقعة عليه ولكن في حياته الداخلية الخاصة به مراجعة وتقويما وإعادة نصب لميزان الكسب والإكتساب مرة بعد مرة.. ولكن طرح هذا السؤال ـ رغم مشروعيته النظرية دون أدنى ريب ـ ليكون مادة إعلامية أو إمتحانا تعرض عليه الأطراف الموقعة فإما أن تفوز وإما أن تفشل .. ذلك عمل لن يأتي بنتيجة ملموسة إذ يصطدم ذلك السؤال وطرحه بأول عقبة : من يسأل من؟ ومن يحاسب من؟ ومن يكون في الجلسة القضائية حكما ومن يكون خصما ومن يكون مدعيا ومن يكون مرافعا ومن يكون متهما؟ المهم في القضية كلها أمران : 1 ــ الميثاق الوطني لعام 1989 كان فرصة مناسبة جدا مواتية جدا لتأسيس حضارة سياسية جديدة في تونس قوامها التعددية والتنوع والحريات الفردية والعامة : دينية وشخصية وفكرية وثقافية ونقابية وإجتماعية وسياسية وإعلامية يزدهر بها المشهد الديمقراطي المعروفة فقراته في العالم كله.. ولكنها فرصت أجهضت بسرعة قياسية كبيرة فكانت تونس إستثناء عربيا وإسلاميا وإفريقيا ودوليا مريعا.. إستثناء حتى في الهوية العربية الإسلامية التي شغبت عليها خطة تجفيف منابع التدين التي عرضت البلاد ـ وربما العباد كذلك ـ إلى فضيحة عربية وإسلامية يعرف حقيقة صداها من يتابع هذا الموضوع عن كثب في زمن أصبح فيه الخبر والمعلومة والتحاليل بعجرها وبجرها خبزا يوميا للناس وفطورا وغداء وعشاء ولمجات متفرقة .. 2 ــ لا فائدة قطعا من العودة إلى الماضي لطرح سؤال عقيم موضوعيا وعمليا رغم أصالته نظريا ومشروعيته أي : من أجهض الميثاق ومن حرم تونس من فرصة ذهبية تستعيد بها ما صنعته يوما عندما إحتضنت أول وأكبر وأعرق معلم إسلامي للعبادة والعلم والفكر والبحث العلمي في شؤون الدين والدنيا معا أي : جامع الزيتونة المعمور فضلا عن معلم القيروان .. السؤال الإيجابي العملي هو : كيف نتعاون جميعا لإعادة تفعيل ميثاق 89 ذاك هو السؤال الإيجابي الذي ما ينبغي أن يتأخر عن طرحه طرف واحد من الأطراف الموقعة وغيرها من الأطراف بطبيعة الحال. سؤال يتطلب شجاعة أدبية تقود إلى مراجعات ومراجعات تفضي إلى تقويمات وتقويمات تؤدي إلى إستخلاصات عميقة تنخل كسب الماضي بعجره وبجره وحلوه ومره.. صحيح أن مره غالب على حلوه ولكن حلاوة الماضي في الإعتبار والتذكر والتأمل والتدبر مشيا في الأرض بالقلوب الواعية والعقول المنفتحة مركبة التكوين لا أحادية النظرة.. خطوات عملية تترجم جدية السؤال وصوابية الإجابة 1 ــ الترحيب بكل خطاب سياسي يدعو إلى إعادة تفعيل ميثاق 89. 2 ــ المشاركة المسؤولة الفاعلة في ذلك الخطاب وإثرائه وتخصيبه إيجابيا في إتجاه المستقبل لا في إتجاه الماضي. 3 ــ ليكن ذلك من جهة المعارضة الوطنية الجادة بقسميها الإسلامي والعالماني في صورة تحالف وتضامن على إعادة تفعيل ميثاق 89 ( هيئة 18 أكتوبر مثلا ). 4 ــ القيام بخطوات عملية جادة وسريعة من لدن أعلى سلطة في الدولة في هذا الإتجاه من مثل إطلاق سراح المساجين السياسيين ( الدكتور الصادق شورو الدكتور أحمد العش ) والمساجين النقابيين ( مجموعات الرديف) والمساجين الإسلاميين على خلفية قانون الإرهاب ( مجموعات ما عرف بالسلفية). 5 ــ حل قضية المنفيين من كل الألوان الفكرية والسياسية على أساس العودة الآمنة الكريمة المطمئنة بضمان الحقوق المدنية كاملة ومنها جواز السفر وحرية التردد على البلاد دون مضايقات بوليسية أو تسليط أسياف المحاكمات السياسية السابقة أو غير ذلك فضلا عن وضع العائدين تحت مقصلة الحكم مؤجل النفاذ. 6 ــ رفع الأيدي والمقاصل عن الحريات الإعلامية إلكترونيا وغير إلكتروني وتسريح المنابر الإعلامية المسجونة قبل عقدين كاملين وبعد ذلك. 7 ــ تسريح الحريات النقابية والإجتماعية والثقافية والإعلامية والحقوقية سيما فيما يتصل بإتحاد الشغل ورابطة حقوق الإنسان ونقابة الصحافيين المعتدى عليها أخيرا. 8 ــ سن قانون العفو التشريعي العام بشجاعة أدبية خطوة يمكن أن تنقذ البلاد فعلا من براثن الحقد والإنتقام إذا ما إتخذت في زمانها المناسب ( قبل الإنتخابات ) وطبقت بالفعل تطبيقا قانونيا دستوريا لا تطبيقا بوليسيا أمنيا. 9 ــ إيقاف التتبعات ضد المساجين المسرحين وضد مواقع أرزاقهم وإعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق والواجبات من مثل تمتيعهم بجوازات سفر ( الدكتور المنصف بن سالم مثلا يخضع لأمراض قلبية عاتية وهو ممنوع من جواز سفر يمكنه من المعالجة في الخارج ومثله بالآلاف المؤلفة ).. القضية : مناخ تتنسمه القلوب قبل أن يكون قانونا يثير الحذر والتوجس بكلمة واحدة. وبسؤال صريح صحيح. هل أن رئيس الدولة شخصيا مستعد لإرساء مناخ سياسي وإعلامي وإجتماعي وثقافي وفكري جديد في البلاد يقطع مع سنوات الجمر الحامية جدا التي حطت بكلاكل القهر والتعذيب والمساومة والتنكيل على إمتداد عقدين كاملين على أغلب شرائح المجتمع التونسي.. إذا كان هو شخصيا مستعد لذلك فإن كل مواطن تونسي سيشعر بذلك في أول حركة منه فإذا حصل ذلك فإن القانون يتلو ذلك الشعور ثم يمهد للمؤسسات تطبيق ذلك وتفعيله فيتغير عون البوليس نفسه ويتبدل عون الدولة.. أما إذا كان المواطن نفسه يتواصل شعوره بالحذر والخيبة والتوجس فإن ألف ألف قانون ـ حتى لو كان العفو التشريعي العام الذي هو صمام الأمان فعلا لو حصنت به الدولة البلاد من أعلى سلطة فيها ـ لن يعيد البسمة إلى عائلة فقدت إبنها في مياه المتوسط فرارا من جحيم البطالة والرشاوي والمحسوبيات والظلم الإجتماعي الذي يتحدث عنه الناس حتى في المقاهي بما لم تسجله تونس من قبل أبدا .. ولن تعود البسمة إلى وطنيين خدموا البلاد حتى من موقع المعارضة من مثل الإسلاميين والديمقراطيين والليبراليين والعالمانيين والنقابيين واليوسفيين والقوميين والعروبيين وآلاف مؤلفة من المستقلين من الإعلاميين والمفكرين والمثقفين ورجال التعليم والصحة وغيرهم.. إعادة تفعيل ميثاق 89 مسؤولية الجميع هو خير عمل يمكن أن يتعاون عليه الجميع لتأسيس تونس جديدة خير من يعبر عنها الفصل الأول من دستورها.( تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة الجمهورية نظامها والعربية لغتها والإسلام دينها). من شروط ذلك العمل الكبير 1 ــ تعاون الجميع عليه دون إقصاء لا من لدن الدولة وحزبها الحاكم للإسلاميين مثلا فضلا عن غيرهم ولا من لدن هؤلاء مثلا لغيرهم حتى لو كان الحزب الحاكم ذاته فضلا عن اليساريين وغيرهم. 2 ــ دعمه من لدن أكبر هيئة معارضة في البلاد ممثلة في الإسلاميين والعالمانيين معا وغيرهم. 3 ــ التمهيد له بإعلان العفو التشريعي العام قبل موعد الإنتخابات فضلا عن تسريح المساجين المشار إليهم آنفا. ليس المطلوب إنقلابا ليس المطلوب إنقلابا سريعا شاملا جامعا لا من لدن الدولة ولا من لدن المعارضات من كل لون وطريقة. ولكن المطلوب الإعلان عما يعيد الطمأنينة إلى الناس أجمعين : إعلان إجراءات دستورية وقانونية جريئة من لدن الدولة لصالح المساجين والمسرحين والمنفيين والفقراء والمعدمين والإعلاميين والنقابيين وغيرهم.. وإعلان إجراءات أخرى مماثلة من لدن المعارضة وخاصة : الإسلاميين بل : حركة النهضة تحديدا.. صحيح أن المشكلة بالأساس كانت بين الدولة وبين المجتمع بمناسبة العدوانات الفادحة والمتكررة على الهوية الإسلامية والحريات الديمقراطية والإعلامية والحقوقية والنقابية ولكن آلت بعد ذلك القضية تبسيطا وإختزالا أو قل : آلت بالمنطق العملي الآني رغم عدم صحته : آلت مشكلة بين حركة النهضة وبين الدولة.. ليس المطلوب إنقلابا من لدن حركة النهضة ضد منطلقاتها وأهدافها وتاريخها وتراثها ومؤسساتها إذ ليس في كل ذلك ما يشين ولا ما يعور أبدا. حركة النهضة حركة إسلامية سياسية ديمقراطية شهد لها بذلك القريب والبعيد آثرت على إمتداد أربعة عقود كاملة ( 1969 = بدايتها الفعلية ـ 2009) منهاج الصبر الجميل على الأذى.. ولئن أخطأت فإن خطأها كان في حق نفسها. خطأ تجرعته وتحملته بشجاعة وصبرت عليه وحمدت الله سبحانه كثيرا ولن تزال بسبب أن خطأها لم يجر على حق تونسي واحد ولا تونسية واحدة خاصة عندما داهمتها العواصف الإستئصالية الكالحة عام 1991 من كل صوب وحدب.. ورغم ذلك فإن حركة النهضة راجعت مسارها تجربة بعد تجربة وهي مراجعات منشورة في كتب معروفة ودور نشر معلومة وكل مهتم يتابع ذلك.. إلا أن تكون التوبة عن المعارضة السياسية الديمقراطية فقرة من فقرات المراجعات أو تكون التوبة عن الخيار الإسلامي الوسطي المعتدل الذي أصلت له فكرا وإنتاجا وسلوكا قبل ثلاثة عقود كاملة أي قبل أن يكون مطية كل من هب ودب حتى من أشد الإستئصاليين والذين لا يؤمنون بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان من هذا المعسكر الإسلامي أو ذاك المعسكر العالماني أو ذلك المعسكر الحكومي.. وليس المطلوب إنقلابا من لدن الدولة لتكون دولة ديمقراطية بالكامل بمجرد إعلان العفو التشريعي العام أو الإعلان عن إجراءات رئاسية جريئة وكبيرة وشاملة.. الديمقراطية مسار وليست قرارا .. مسار شرطه الوحيد في بلد مثل تونس : إيمان من بيده الحل والعقد بذلك والعمل على ذلك وتجاوز الصعوبات حتى الصعوبات الداخلية الحرجة التي يعرفها كل توافق سياسي بين مجموعة من الناس يمسكون دواليب الدولة إذ ليس أعقد من قضايا الحكم وإدارته وحسن توزيع مستوياته وأثقاله وملفاته.. حركة النهضة إستوعبت الدرس مليا فهل إستوعبت الدولة الدرس إستيعاب الدرس من الكارثة التي أناخت بكلاكها على تونس على إمتداد عقدين كاملين .. إستيعاب ذلك من لدن حركة النهضة لا تعني : التوبة عن العمل السياسي ولا عن العمل الديمقراطي ولا عن الهوية الإسلامية الوسطية المعتدلة .. ولكن إستيعاب الدرس يعني : حسن فقه التوازانات الدولية والإقليمية والمحلية وحسن التفاعل معا وحسن ترتيب الأولويات تقديما للدعوة بصورها الفكرية والثقافية والإجتماعية فرديا ومؤسسيا في ثوب خطاب إسلامي راشد يجمع بين أصالة الإسلام وحاجة العصر تيسيرا وتبشيرا وتوحيدا وتأليفا وحسن العمل مع مكونات الساحة من الحزب الحاكم حتى أصغر معارضة أو كيان مستقل .. بكلمة : حسن إستيعاب الدرس من لدن حركة النهضة لا تعني التوبة عن المعارضة السياسية الديمقراطية كلما كانت أسباب المعارضة موجودة ولو نسبيا من مثل : نقص في الحريات أو في العدالة أو في حسن تحصين البلاد من غوائل التطرف العالماني الذي ينسف الفصل الأول من الدستور بالكلية .. حسن الإستيعاب لا يعني التوبة عن تلك المعارضة التي هي مطلب إنساني وإسلامي ووطني وحاجة من الحاجات المتأكدة الملحة وضرورة إسلامية ووطنية وموضوعية.. حسن الإستيعاب يعني : تأسيس وضع سياسي جديد يتلاءم مع تحديات البلاد المقدمة من مثل دعم الوحدة الوطنية ضمن الوحدة العربية والإسلامية ودعم الحريات في كل إتجاه ودعم العدالة الإجتماعية في كل إتجاه ودعم الهوية العربية الإسلامية للبلاد رغم أن الهوية في تونس هي الوحيدة تقريبا التي خرجت من الأزمة مرفوعة الرأس لا خوف عليها أبدا مطلقا إن شاء الله تعالى.. وضع سياسي جديد يتلاءم مع التوازنات في كل إتجاه.. يعترف بأثقالها حتى لو لم يقر مشروعيتها الفكرية النظرية أو في بعضها على الأقل.. وضع سياسي جديد يقدم مصلحة البلاد فوق كل المصالح كما فعلت الحركة بالأمس تماما رغم الخطإ الذي تحملته في نفسها فصبرت عليه وتجرعت آلامه وحدها تقريبا : أجل. قدمت الحركة في الماضي إعتبار مصلحة البلاد فوق مصلحتها وليس أدل على ذلك من تسلل أدواء التكفير والتفجير إلى كل جيراننا تقريبا فضلا عن غيرهم إلا تونس بفضل الله وحده سبحانه.. كان ذلك عن وعي وليس صدفة.. أفلا يقدر لها ذلك؟ ظننا أن حركة النهضة إستوعبت ذلك الدرس بتلك المعاني وغيرها مما يضيق المجال عنها هنا ولكن الظن الأغلب من ذلك الظن هو أن حركة النهضة أقدر من أي وقت مضى على تأسيس وضع سياسي وثقافي جديد في البلاد يؤهلها لتكون الخادم الأول لتونس بحسب ما ينص على ذلك دستورها في أول بند فيه : دولة ديمقراطية معاصرة تحكمها المؤسسات والقوانين وتنداح فيها الحريات الفردية والعامة في كل مجال دون أي إقصاء بسبب دين أو لون أو مذهب أو غير ذلك رغم إنسجام في البلاد عجيب وضمان لإستقلالها أن يختطف من لدن المراهقين الداخليين والإنقلابيين ولا من لدن المحاور الخارجية الموالية لجهاتها المعروفة وذات سيادة لا تأتمر إلا بدستورها وبإستفتاءات شعبها وذات نظام جمهوري يحقق التوازن الفئوي والجهوي في الحقوق المدنية والسياسية والواجبات.. أما عطاء الحركة في قضيتي العروبة والإسلام فلا نظن أن الحاجة تدعو إلى تأكيد ذلك إنما تدعو الحاجة إلى تأكيد هذا : الحركة هي أول من أسست في تونس للفكر الإسلامي الوسطي المعتدل في زمن كان الإعتدال الإسلامي فيه : خيانة للتراث وربما طعنة في ظهر الدين نفسه.. أملنا : أن تستوعب الدولة الدرس ذاته ملتزمون بعدم العودة إلى السؤال المشروع نظريا عديم الفائدة عمليا : من ألغى ميثاق 89 ومن قتله شر قتلة. ولكن ذلك لا يعني عدم التأكيد على أن الدولة عليها إستيعاب الدرس بمثل ما إستوعبته حركة النهضة ( وظننا أن ميثاق 89 إنما جعل لحركة النهضة بالذات في تلك الأيام ولكن لا بد أن يكون ذلك ضمن حفل جماعي بهيج تشارك فيه التيارات وحسنا فعل أهل الميثاق ممن نظم وبادر وممن وقع وصادق.. ).. هل إستوعبت الدولة الدرس إن قلت نعم بالمطلق. إحتجت إلى الأدلة. وإن قلت لا بالمطلق كذلك. ولكن لا للعودة إلى التاريخ والماضي. لنقل إن الدولة بهذه المناسبة بحاجة إلى إستيعاب الدرس من جديد أو تأكيد إستيعابها للدرس من جديد. إستيعاب الدرس من قبل الدولة يحتاج إلى إجراءت عملية بعضها قانوني وبعضها سياسي يبث مناخا جديدا وذلك هو الأهم قطعا. عندها فحسب لك أن تقول أن الدولة إستوعبت الدرس أم تنكبته.. إستيعاب الدرس لا يحتاج سوى لإعلان العفو التشريعي العام شاملا للمساجين بأصنافهم الثلاث المذكورة آنفا والمنفيين ثم الدخول إلى الإجراءات الإعلامية والسياسية والإجتماعية في إتجاه حركة النهضة ورابطة حقوق الإنسان وإتحاد الشغل وحزب العمال الشيوعي وغير ذلك من المكونات التي لا تحصى.. إستيعاب الدرس يعني مما يعني : إلغاء العمل بخطة تجفيف منابع التدين .. كما يعني : ضمان العيش الكريم للناس والشباب لئلا يبتلع المتوسط منهم أضعاف ما إبتلع في سنوات الجمر الحامية .. إستيعاب الدرس لا يعني سوى الإرتقاء إلى حالة شبيهة بالحالة الجزائرية مثلا معزولة عن المشهد الدموي بين أهل الجبال والحكومة أو بالحالة المغربية مثلا في تعاملها مع الملف الإسلامي أو بالحالة الليبية مثلا في تعاملها مع الملف الديني البحت ( تصدر ليبيا في كل رمضان إلى أروبا ـ ألمانيا تحديدا ـ عشرات بل مئات من خيرة حفاظ القرآن الكريم صوتا شجيا رخيما عذبا وتلاوة خاشعة تنسى معها بالتأكيد عذابات الوقوف في رجليك.. مئات من الحفظة إلى ألمانيا وأروبا كلهم من الشباب اليافع دون سن العشرين والثلاثين .. ).. لم تتخلف بلاد الزيتونة عن ذلك.. ما المانع؟ هل أن المانع هو حركة النهضة؟ أم هي خطة تجفيف منابع التدين التي يريد بعض الإخوان إنكارها بالمرة جملة وتفصيلا.. خطة شغب بها الشيطان علينا والآن مستعدون جميعا لتعطيلها وكفى الله المؤمنين القتال.. ميثاق وطني جديد بمشاركة حركة النهضة ذلك هو المشهد الذي ينقذ تونس بين يدي هذه المحطة الإنتخابية من تواصل أزمة عصفت برصيدها المعنوي طويلا وكثيرا.. السؤال الكبير الخطير هو : هل يستعد رئيس الدولة لذلك مقابل حركة إسلامية ديمقراطية معارضة إستوعبت درس عقدي الجمر الحامي .. هل تستعد حركة النهضة لذلك مقابل دولة تبين لها ـ إذا تبين لها ذلك طبعا ـ أنها قطعت مع الحل الأمني في معالجة الملف الإسلامي ليس إنسانيا فحسب ولكن كذلك سياسيا ولو بتدرج ومراعاة للتوازنات المعروفة.. لا نتكلم في هذه الكلمة الحرة لا بإسم الدولة ولا بإسم حركة النهضة فكل منهما ناطقوه الرسميون المعروفون ولكننا نأمل من الطرفين كل خير تأسيسا لميثاق وطني جديد أو إحياء للميثاق السابق ضمن مشهد يشارك فيه الجميع يجعل عقدين من الزمان بعذاباتهم وآلامهم بين قوسين كما يقال ( بين قوسي الدنيا لأجل مصالح مطموح فيها ومفاسد مرغوب عنها أما قوسي الآخرة فأمرهما عند ربك سبحانه ينظم لكل ظالم ومظلوم محكمة جانبية خاصة قبل إقتياد هذا إلى الجنة والآخر إلى النار إذا كان من أهلها أجارنا الله جميعا ).. ذلك ما نبغي والله فأين الشجاعة يا أهل الشجاعة أمل لو يتحقق.. حلم لو يتحقق.. رجاء لو يتحقق.. أمل وحلم ورجاء ليس على الله بعزيز ولكن بإرادات بشرية صادقة جادة تضع مصلحة البلاد فوق كل إعتبار فلا تسمع لغير نداء الضمير أما نداءات المخذلين من هنا وهناك ونداءات المخوفين من هنا وهناك كذلك .. فلا عبرة بها.. أمل كبير يؤسس تونسا جديدة .. ولكن دونه الشجاعة : شجاعة من أكبر طرفين آلت سنوات الجمر الطويلة الحامية إليهما رغم أن المشكلة كانت في البداية ولن تزال بين دولة جانحة إلى الهيمنة والتغول وبين مجتمع جانح إلى الحرية والعدالة والكرامة .. حركة النهضة والدولة.. شجاعة يحكمها قانون الحب الأزلي : إذا كان الحب لا يجمع بين ذكر وأنثى إلا بعد تبادلية تعاوضية فكذلك تلك الشجاعة الأدبية السياسية لا بد فيها من تبادل وتعاوض وتنازل وإيثار لمصلحة البلاد قبل كل مصلحة.. هذه رسالة الحوار.نت إلى كل تونسي وتونسية سيما في مواقع النظر والتقدير والتوجيه والقرار لدى كل طرف سياسي أو غير سياسي يتحرق على تونس جديدة تملأ خياشيم أهلها حرية وكرامة وأملا وعدلا.. رسالة عنوانها : ظننا أن حركة النهضة التي وقعت ميثاق 89 هي ذاتها اليوم ولكن بعد مراجعات شجاعة منشورة وأخرى تترى بين يدي كل محطة تونسية مهمة .. هي ذاتها بعد رشد حنكته الليالي وغرسته في الأفئدة عقيدة إسمها : الإسلام ومصالح الناس صنوان لا يفترقان في كتاب يطفح بالناس طفحا .. عقيدة إسمها : الإسلام وحريات الناس شقيقان لا يشغب أحدهما على الآخر لا في حالة كفر ولا في حالة إيمان .. ظننا كذلك بمثل ذلك أن الدولة في تونس جديرة بإستيعاب الدرس على قساوته : درس إسمه : العدل أساس الملك كما قال العلامة التونسي إبن خلدون عليه رحمة الله سبحانه.. درس إسمه : الحريات والعدالة والديمقراطية والحقوق دون الإسلاميين وحركة النهضة سراب كاذب حتى الظمآن لا يحسبه ماء .. درس إسمه: عقدان كاملان من الأحقاد والتنكيلات والتشفيات والتعريض بأهل الجريرة وبأهل أهل الجريرة وبجيران أهل أهل الجريرة وندماء أهل أهل الجريرة .. تعريض كاد أن يعرض البلاد كلها والعباد معها إلى أتون من النيران الحامية لولا حفظ الرحمان الحافظ سبحانه.. درس إسمه : لم يكن يوما في عرف العقلاء أن المعارضة السياسية الديمقراطية جريرة.. ظننا في الطرفين معا أن عقدين كاملين يمكن وضعهما بين قوسي الدنيا لأجل تنظيم حفل جديد بهيج يجمع ممثل حركة النهضة وممثل الدولة أو حزبها الحاكم فضلا عن بقية المكونات من كل لون وطريقة تحت سقف ميثاق وطني جديد لعام 2009 ..  (المصدر: شبكة الحوار نت (اليكترونية محجوبة في تونس- ألمانيا) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)  

رسالة مفتوحة إلي السيد عمر الخيام*
« منفيون تونسيون متى يعودون؟ »  

السيد عمر، إنّ ما لا ترى فيه حرجا « منفيون تونسيون متى يعودون »** يحرجني بل يزعجني كثيرا لو جرت الأحداث كما تصوّرتها و صوّرتها والكلمة*** التي نشرتها بتاريخ 6 نوفمبر 2008 بعد رجوعي إلي تونس فيها سرد أمين للاتصالات التي أفضت إلى عودتي و عائلتي إلي أرض الوطن. فلا مقابل من أي نوع و لا التزام من أي شكل و لا احد طلب مني شيئا. لو كتب أحد غيرك ما كتبته لتجاهلته ولأني أراك دائما كما اكتشفتك لأول مرة أنيقا في تلويحاتك و متألقا في تلميحاتك عندما تخطئ و عندما تصيب فسأوضح لك بعض النقاط. إن امتناعي عن الكلام الغير المباح (و أيضا عن العمل الغير مباح) و هو حقيقة، الذي رايته مقابلا لعودتي(1) هو في واقع الأمر اختيار حر و مسئول، ذهبت فيه من حوالي 8 سنوات أو أكثر و هو ما يشهد به غيابي عن كل التظاهرات السياسية للمعارضين في الخارج وعزوفي عن الاستجابة لدعوات بعض وسائل الإعلام، و إن حدث أن شاركت و خضت في الشأن التونسي فاستثناء و لي تفسير لكل حالة. و يرجع اختياري هذا لجملة من الأسباب من أهمها: أنّي وجدت نفسي، في وقت ما في خندق واحد، مع عديد الأطراف، جمعيات وأفراد اختاروا الصمت في بداية التسعينات، و منهم محامون كبار رفضوا مجرد أداء واجبهم المهني في الدفاع عن المتهمين. ثم استيقظت ضمائرهم عندما تيسّرت الأمور، لكن دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء النقد الذاتي و المراجعة السياسية و المحاسبة الأخلاقية. كما وجدت نفسي مع الذين ورطوا البلاد وأنصارهم و أنفسهم في مغامرة عجزوا عن الخروج منها بل هم أصرّوا على إنكارها بكل وقاحة، في احتقار كامل لضحاياهم و استخفاف بواجب الحقيقة، و سعوا، وهو الأخطر، لتحويل صراع بدائي على السّلطة إلى فـتـنة دينيّة. (2) و وجدت نفسي عموما مع منظمات و تنظيمات حزبية و أشخاص ينتمون إلى مدارس عدمية و إلى الشعث الاديولوجي الاستبدادي الذي أرهق جزئا من العالم لعقود طويلة، ولا أحتكم في هذا إلى اديولوجياتهم و لكن لممارستهم السياسية داخل أجهزتهم و مع بعضهم البعض. أما السبب الثاني فهو إعادتي ترتيب الأولويات السياسية. فقبل ثماني سنوات كانت كل الأوطان العربية مهددة في وجودها (3) و كان لزاما على كل وطني أن يختار بين حقه في مناهضة نظام بلده مع خطر تعريضه للابتزاز الأجنبي وبين واجبه في المحافظة على كيان الدولة والسيادة الوطنية، خاصة وأنّ اغلب تيارات المعارضة العربية، و منها التونسية، تنافست في تكريس « قابليتها للاستعمار » التي أطنب مالك بالنبي في تحليلها قبل أكثر من نصف قرن. و لا احسب أنّك نسيت عريضة بعض التونسيين إلى الرئيس بوش و توافد آخرين منهم على مراكز القرار الأوروبي، و قبل ذلك دعوة قيادي نهضويّ (4)فرنسا للتّدخّل في تونس. أما السبب الثالث فهو ما انتهيت إليه من قناعة عميقة بأن الإصلاح الحقيقي يتم من داخل البلاد و ليس من خارجها وأنّ دور المعارضة، بواقعها الحالي العاجز حتّى على إقناع جمهور المواطنين بضرورة وجودها ( فما بالك بتحولها إلى بديل جدّي)، هو في تشجيع كلّ بادرة ايجابية و كل خطوة سليمة وكل نية حسنة و كل شخص يعمل في هدا الاتجاه. و من المفارقات الغريبة أنّه و في حين كان النّظام يتغيّر، بكثير من البطء والتردّد، ظلّ المعارضون و خصوصا في الخارج أسرى منطق الاحتجاج و الاستنكار و التنديد…. والتكفير ! ثمّة وقت للاحتجاج و وقت للسياسة. تكنولوجيا المعلومات غـيّـرت عالم الاحتجاج و الاستنكار و التنديد بالكامل. و يمكن حاليّا لمن يقرصه برغوث في ظلمة بيته في قاع الصحراء، أن يبلغ العالم بمصابه الجلل في ثوان معدودات. نشطاء الانترنت الجدد يقومون بالنشاط الذي دأب عليه المعارضون لفترة طويلة، و كان من المفروض على هؤلاء أن يرتقوا بنشاطهم إلى المستوى السياسي، لكنّهم ظلوا في أغلبيتهم السّاحقة يتحركون حسب « الحركة البراونيّة » في الفيزياء وهي الحركة الفوضويّة التي تنتاب الأجسام المجهريّة المعلّقة في سائل ما عندما يسخّن. السّائل ساخن الآن و سيظلّ كذلك إلى ما بعد الانتخابات بقليل. و على ذكر هذه الأخيرة، من, من زعماء المعارضة اللاهثين وراء التّرشّح للرّئاسة ( إن اجتمعت أسبابه لأحدهم، فلن يكسبه أكثر من بضعة عشرات الآلاف من الأصوات الطائشة ولقب مرشّح سابق يتوّج به نضاله) يستطيع أن يتجاوز نرجسيّته وحزبيّته ويقرأ الواقع السياسي و الاجتماعي كما هو، بمفرداته و معادلاته و موازينه، لا كما يتوهّمه أو يتمنّاه ويتمناه الكثيرون، و يسعي لصيغة توافقيّة تحقّق مكسبا سياسيا للمجتمع، كسنّ عفو رئاسيّ عام ( أما التشريعي فلا معنى له و من يدعو له يستبله الناس، كما أشار إلى ذلك السيد محمد العماري في ذات الورقة ) يطوي صفحة محكومي النهضة من عسكريين و مدنيين و محكومي قضايا الإرهاب و قضايا الطلاّب و الحوض المنجمي… ويؤسّس لمرحلة جديدة في هذه الولاية القادمة. السيد عمر، لا أحتاج لتذكير مثلك بأن قطار عودة اللاجئين إلى وطنهم قد انطلق منذ حوالي عشر سنوات أي قبل مغادرتك تونس إلى كندا وفي فترة كانت السّجون التونسية تعج بالقيادات السياسيّة و العسكرية من ذوي الانتماءات النهضوية أو المتعاطفين معها و بينما كانت مطالب اللجوء تتقاطر على البلاد الأوروبية. و قد قادت هذا القطار السيدة سوسن الصدفي العضو المؤسس لحركة الاتجاه الإسلامي و زوجة السيد الحبيب المكني القيادي البارز فيها. و برجوع السيدة الصدفي عادت كثير من العائلات و الأطفال، و لا أذكر أن أثارت هذه العودة قضيّة أو حتّى مجرد جدل أو نقاش على الرغم من أن كل العائدات مررن بشباك الأمن و خضعن للتحقيق. ربما يكمن سر ذلك الصمت في وجود فتوى داخلية أحلت بالأمس ما تحرم اليوم كالكثير من الفتاوى التي بقيت مكتومة. وعلى ذكر رحلة العودة و رائدتها لا بد من التّذكير ببداية رحلة الهجرة ورائدها السيد راشد الغنوشي. فقد خرج من تونس يوم 11 ماي1989 و أذكر أني لاقيته بمحض الصّدفة لدقائق قبل ساعات من سفره. كان محفوفا باثنين من أقرب رفاقه وليس بشرطيين كما هي العادة في حالات « التهجير ». و قرأت بعد ذلك أنّه كتب رسالة مؤثرة إلى رئيس الجمهورية يلتمس منه تمكينه من جواز سفر للاستجابة لدعوات جمعيات في أوروبا. وشاع بعد ذلك أنه خرج من تونس ليعود إليها عودة الخميني إلى إيران. صحيح أن أفراد عائلته و كثيرا من رفاقه من مدنيين و عسكريين و عائلاتهم و المئات من أتباعه و أنصاره و غيرهم الذين خرجوا من بعده لم يمرّوا من بوابات الحدود و إنّما هربوا. و هو حقهم. و لقد هرّبت شخصيّا زوجتي و أولادي و بناتي الخمس ولعلّهم مثّلوا يومها أكبر المجموعات الهاربة عبر الحدود. هؤلاء جميعا و آخرون من قبلهم و من بعدهم هربوا و لم يهجّروا. فهناك فرق بين أن يهاجر المرء بلده لسبب من الأسباب فيخرج منه اضطرارا، خلسة أو علنا، و بين أن يهجّر حيث أن التّهجير عمليّة ممنهجة، مخطّطة، منظّمة، جماعيّة ونهائيّة تتمّ في نطاق سياسة دولة و بمقتضى نص قانوني أو قرار إداري على الأقل و تسخّر كل إمكانيات الدولة الماديّة و البشريّة و القانونيّة لتنفيذها. و عامة ما يستهدف التّهجير قومية أو عرقا أو أتباع مذهب أو دين كما حدث للمورسكيين سنة 1609. و الأمثلة كثيرة قديما و حديثا. و الدولة التي تهجّر صنفا أو فئة من مواطنيها لا تتعقّبهم عبر دبلوماسيتها و علاقتها السياسية و الأمنية لغاية استرجاعهم. و أذكر بخصوص اللاجئين التونسيين في فرنسا أن وزير الداخلية الفرنسي « شارل باسكوا» قد عاد من زيارته لتونس في أكتوبر 1993 بلائحة من أكثر من أربعين لاجئ وطالب لجوء، ترغب السلطة التونسية في استردادهم. و سبقت ذلك مساعي لاسترداد لاجئين في بلجيكا و بريطانيا و ألمانيا و النّمسا… و فارّين في الجزائر و السودان… و لا تزال لائحة التونسيين المطلوبين من البوليس الدولي منشورة. و كم كان يحلو لأجهزة البوليس التي من المفروض أن تكون قد سخّرت لتنفيذ عمليّة التّهجير أن تقبض على « المهجّرين » لتلحقهم بقوافل المساجين. إنّ التّهجير جريمة ضد الإنسانيّة تأتي في المرتبة الثانية بعد الإبادة الجماعيّة في القانون الدولي ولو حدث أن هجـّر تونسي واحد لسمع به العالم في حينه ولوثّق في الذّاكرة الجماعيّة. و إنّي لا أذكر أن ورد مصطلح التّهجير مرة واحدة في عشرات ملفات طلب اللّجوء التي ساعدت شخصيا أصحابها على تحريرها طيلة التسعينات، و لا كذلك في واحد من عشرات التقارير التي أصدرتها الجمعيات الحقوقية التونسية في المهجر أو المنظمات الحقوقية الدولية و لا أيضا وبالخصوص في أدبيات حركة النهضة و بياناتها و مناشيرها و بلاغاتها، و كلّ ذلك محفوظ للذاكرة التونسية. السيد عمر تذكر ما كتبته يوما في أحد مقالاتك بالفرنسية. لست أول من كتب ذلك لكنّك كتبت  » أنّ الاستبداد يولّد التّطرّف وأن العكس صحيح أيضا  » كلاهما مرفوض طبعا سياسيا وأخلاقيا ولكن من واجب القارئ المنصف للحالة التونسيّة مند التّسعينات، أن يقرّ، تفسيرا لا تبريرا، بأن التّطرّف قد سبق حُمّى اعتقالات و محاكمات 1991-1992 (5)، غير أن هناك من يصرّ على الظّهور بمظهر الضّحيّة لمحاولة طمس الحقيقة والتّملّص من مسؤولية ما حدث و لن يجدي ذلك نفعا ولن يعفي أصحابه من محاسبة التّاريخ ولو بعد حين (6) . السيد عمر، حل قضية اللاجئين كحل قضية المساجين. بعد قرابة العقدين لا يزال من الصعب التعرف بدقة على عدد المعتقلين خلال التسعينات على الرغم من وجود كثير من المنظمات الحقوقية التي تنشط على الساحة التونسية منذ عديد السنوات. غيرأن كيفية إطلاق سراحهم أفرادا و مجموعات معروفة للجميع فقد سرح أغلبهم بعد قضاء محكوميتهم و أحيانا مع بعض الزيادة لبعضهم و التخفيضات للكثير منهم لحسن السلوك أما الباقون من أصحاب الأحكام الثقيلة فقد سرحوا شرطيا و أحيانا مع المراقبة الإدارية بعد سلسلة من إجراءات العفو الرئاسي بدأت بتخفيض الأحكام و انتهت بإطلاق سراح المساجين. و من العبث الادعاء بأن إطلاق سراحهم قد جاء نتيجة ضغوط أو تدخلات أو وساطات أجنبية من دوائر رسمية أو منظمات حقوقية أو بالخصوص »منظمات المجتمع المدني التونسي « . هناك حالات قليلة معروفة لأشخاص وقع تسريحهم بتدخل من بعض الأوساط الأجنبية لكن الآلاف سرحوا كما وقع ذكره آنفا. أما المجتمع المدني التونسي و الزعامات السياسية فقد تجاهلت أمر السجناء تجاهلا كاملا و فيهم من لم يدخل على خط هذه القضية إلا مع إطلاق سراح آخر مجموعة ليلاحظ «….. أنه لم يبق إلا أشهر لفلان أو فلتان» … و يطالب  » بعفو تشريعي عام « ! و أورد هنا مثالا لموقف أحد زعماء المعارضة  » الحقيقية  » من قضية المساجين عندما عبرت له عن استغرابي من كونه لم يشر مرة واحدة إلى مساجين النهضة في تصريحاته الصحفية وهو الذي خرج لتوه من السجن، فرد علي بعد أن غص حلقه و بلع ريقه « لم يحن الوقت بعد » !. موقفه ذلك لم يمنعه من عقد تحالف مع رئيس النهضة في الأسبوع التالي… و لمدة أسبوع أيضا. و لعل الأهم من مواقف هذا و ذاك هو موقف أصحاب القضية أنفسهم فقد كان بالإمكان وضع حد لمعانات السجناء و ذويهم و حلحلة الوضع السياسي في تونس منذ سنوات عديدة لو قبلت قيادة حركة النهضة (عندما أقول قيادة أعني راشد الغنوشي شخصيا و لكن لتجنب تكرار اسمه) المسك باليد التي مدها لها النظام في مناسبتين على الأقل. و على الرغم من دقة و صدقيه المعلومات التي كنت أمتلكها تشككت في الأمر لمَا كنتُ اعتقده برسوخ، من أن زعيما سياسيا مسئولا لا يمكن أن يرفض عرض النظام إطلاق سراح رفاقه ووضع حد لمعاناتهم مهما كان المقابل. بيد أني اكتشفت بعد مدة قليلة و تحديدا في ماي 2005 أن الحقيقة أغرب من الخيال و ذلك عندما وقعت عريضة بمبادرة من السادة الأزهر عبعاب، محمد العماري، رضا التونسي و عبد السلام الأسود، تطلب من رئيس الجمهورية إطلاق سراح المساجين لأسباب إنسانية فإذا بالسيد راشد الغنوشي يهتف لي بعد انقطاع 4 سنوات و يطلب مني بإلحاح و لقرابة الساعة سحب توقيعي. كنت أذرف الدموع مدرارا و بأعلى صوتي على أشخاص لم أكن أعرف منهم وقتها إلا واحدا، بينما زعيمهم يحاول إقناعي بأنه سمح لمن ذاق منهم ذرعا بالسجن أن يطلب العفو و ينجو بنفسه. يومها طويت نهائيا و بلا ندم صفحة صداقة، ابتدأت في صحن جامع باريس، ذات يوم من أيام خريف سنة 1968 و تأملت طويلا مقولة مكيافيل « الحرب هي الوجه الآخر للسياسة  » و التي حولها صاحبنا إلى « السياسة هي الوجه الآخر للحرب ». السيد عمر في الأسبوع الماضي شيّعت أحد الأقارب إلى مثواه الأخير و بعد مراسم الدفن طفت بين القبور مع صديق طفولة يعرف أكثر ساكنيها و في لحظة استوقفني الرجل و قال لي  » يا فلان لا أحد من سكان هذه القبور حقق كل أمانيه  » ! أحمد الله أن لم تبلغ بي الوقاحة حدّ ملاحقة سراب بناء  » دولتي » و لا وهم تغيير علمها و تحويل عاصمتها كما أني لم أجر وراء زعامة أو إمامة أو قيادة أو مشيحة أو حتّى دون ذلك، غاية ما في الأمر أني حاولت أن أعيش حياتي طبقا لقناعاتي و أملاءات الضمير. لم أوفّـق دائما لكنّي مرتاح مع ذلك لما أنا فيه: أستصلح أرضا أهملت طويلا و أرقّع دارا نهبت بالكامل و باتت خربة و أحاول استرجاع بعض الأملاك التي أغار عليها بعض الجيران و أعيش على أرضي و في وطني أقاسم عشرة ملايين تونسي حلوهم و مرهم… و أقرأ من حين إلى آخر. وآخر ما قرأته كتاب جلبار نقاش7) ) الذي يروي تجربته النّضاليّة و أغرب ما قرأته في الكتاب إصرار صاحبه على اعتبار التّجربة ديمقراطيّة و زملائه ديمقراطيّين، هكذا بكلّ بساطة و بعد حوالي أربعة عقود. و من حسن حظّ الحقيقة التّاريخيّة و النّزاهة الفكريّة أنّ المرحوم أحمد بن عثمان أحد أبرز رفاقه في « جماعة أفاق » قد حسم الأمر و سبقه بإقراره « أنّهم كانوا يناضلون من أجل نظام أكثر شمولّية من الّنظام الذين كانوا يقاومونه ». مع خالص التحية أحمد المناعي 06/09/2009 ————————————————————————————————-  
 
*عمرالخيام/صحفي مونريال / كندا  
 
لقد هاجرت إلى كندا بدون دوافع سياسيّة، إذ لم أبدأ الكتابة ضدّ النّظام ‏المافيوقراطيّ التّونسيّ إلاّ بعد ظهور موقع  » تونيزين  » في يوليو من العام ألفين وواحد، ‏ولكن لي أصدقاء إسلاميّين فرّوا من تونس بعد موجة القمع الرّهيب التي طالتهم في ‏بداية التّسعينات من القرن الماضي، وقد حاول النّظام استمالة البعض منهم بتمكينهم من ‏حقّ العودة مقابل طلب المغفرة من جلاّديهم، و شخصيّا لا أرى حرجا في أن يعود إلى أرض وطنه معارض ‏بارز كشف عورة النّظام عندما كان هذا الأخير في عنفوان بطشه و قسوته، مثل  » الدّكتور ‏أحمد المنّاعي » في مقابل امتناعه عن الكلام غير المباح، فالمهمّ أنّه ‏قد مرّر شعلة التّمرّد إلى الأجيال التي لحقته و لا يحمّل الله نفسا إلاّ ‏وسعها. )**تونس نيوز 2-6–2009 الحقيقة الدولية الأردن / 1 / 6 / 2009 – وطن أمريكا / 1 / 6 / 2009 – الحقائق / 2 / 6 / 2009 – آخر خبر أمريكا 2 / 6 / 2009( (1) قيادي نهضوي خانته الشجاعة فكتب بتوقيع أبو نظام أنّ صمتي هو من فعل حركته التي قرّرت تحويلي إلى شبح بعد ما لم أكن شيئا مذكورا وهي الحركة التي » أوجدتني عندما لم أكن موجودا» حسب زعمه ! « (2) الادعاء السّخيف المستحكم لدى كثير من النّهضويّين بأنّ راشد الغنّوشي قد أعاد الإسلام إلى تونس بعودته إليها سنة 1969، وادعاء الأخير بأنّ الدّولة التّونسيّة ( والدّولة هي البلاد والشّعب والنّظام السّياسيّ ) تحارب الإسلام وخاصّة بعد الاستقلال وتحريف ورقة تجفيف ينابيع التّطرّف إلى  » تجفيف ينابيع التّديّن  » لغايات دعائيّة رخيصة و وجود فتوى سرّية منذ منتصف سبعينات القرن الماضي تقضي بشرك كلّ المنتمين إلى الحزب الاشتراكي الدّستوري، و الحشد الكوني و استنفار من هب و دب حول قضية منشور108 بينما السيد راشد كان يحث نساء الضباط على تجنب تغطية الرأس كي لا ينكشف أمر أزواجهن حسب ما صرح به أحد هؤلاء الضباط… إضافة لما ينشر يوميّا على شبكة النّات من أدبيّات التّكفير التي تستهدف كلّ من خالفهم الرّأي.. (3)لا شكّ أنّك تذكر سؤالك لي عمّا عسى أن يكون موقفي لو تحوّلت بنزرت إلى قاعدة أمريكيّة. « (4)إن فرنسا التي استعمرتنا بالأمس خليق بها اليوم أن تساهم بقوة في نسج ذلك الوفاق القادر وحده على توطيد أركان الاستقرار الحقيقي حفاظا على مصداقية « الإخاء و الحرية و المساواة » و على مكانتها الأوروبية و الدولية و مصالحها في الساحل الجنوبي للتوسط و في دنيا العروبة و الإسلام عامة » . الهادي بريك -مجلة الجرأة عدد 28 لسنة7 199 . (5)خطّة حركة النّهضة لفرض الحرّيات كشفت عن مخطّط لإحداث فراغ دستوريّ في البلاد سنة 1991. (6)في شهر جويلية 1994 طلبت منّي قيادة النّهضة تقييما لمسيرتها فكتبت ورقة في 22 صفحة ضمّنتها بالخصوص هذه النّصيحة:  » النّهضة الآن إمّا في السّجون الضيّقة أو في السّجن الكبير أو في الشّتات، لا يجمع بين الحلقات الثّلاثة شيء إلاّ الأمل في رحمة الله، ولا يجمع بين أعضاء وأفراد الحلقة الواحدة إلاّ الإحباط ومرارة الهزيمة والتّقاذف بمسؤوليّة ما حدث، والانشغال بالمشاكل المعيشيّة، وكلّها عوامل سلبيّة لا يمكن البناء عليها للمستقبل. ولكن اعتقادي أنّ النّهضة قد وصلت للـقـعـر وأنّ الغريق لا يطفح للسّطح إلاّ إذا وصل الـقـعـر، فإنّه بالإمكان إعادة البناء وتجاوز كلّ السلبيّات هذه بالتّضحيّة ببعض أهل النّهضة وبالخصوص ببعض قياديّيها:أن يأخذ بعضهم على أنفسهم كلّ مسؤوليّة الماضي ويتبع ذلك بالتّنحّي عن المسؤوليّة في القيادة للمراحل المقبلة من شأنه أن يعيد للجميع أو للأغلبيّة كثيرا من الـثّـقـة ! (7) Gilbert Naccache : Qu’as- tu fait de ta jeunesse ? Itinéraire d’un opposant au régime de Bourguiba ***بخصوص عودتي إلى تونس عدت إلى تونس و أهلي و أحبابي يوم 9 أكتوبر 2008 و قطعت بذلك مع منفى اختياري ابتدأ يوم 18 ماي 1991 و دام أكثر من سبعة عشر سنة، و بعودتي فتحت الباب لرجوع زوجتي و أبنائي و بناتي و أحفادي إلى وطن و أهل و أحبّاء، حرموا منهم طيلة ستّة عشرة سنة.و ما كانت العودة لتتّم و في الظّروف الجيّدة التي امتازت بها، في ظلّ اعتراض بعض الأطراف النّافذة عليها، لولا قرار رئيس الجمهورية بتيسيرها وذلك بإعطائه الإذن للسّلطات القنصلية بتمكيني و زوجتي و كامل أفراد عائلتي من جوازات سفر و طمأنتي على سلامتي في تونس. و قد تولّى سعادة سفير تونس في باريس إبلاغي ذلك القرار يوم دعاني لمقابلته في السّفارة التّونسيّة، و منذ ذلك الوقت بدأت إجراءات العودة التي ستكون نهائية بالنسبة لي و لزوجتي على الأقل، خلال الأشهر المقبلة.و لقد شكرت سعادة السّفير و رجوته إبلاغ شكري الجزيل لسيادة الرئيس على تمكيني من حقي المشروع في أن أعيش في بلدي و بين أهلي، آمنا مطمئنّا، و أجدد له شكري علنا.و من المفارقات الغريبة التي أحدثتها عودتي إلى وطني و تخلّصي من « عهد الذّمّة » الذي عشته أنّ أشخاصا يعيشون ما عشته ينازعونني هذا الحقّ و قد بلغت الوقاحة ببعضهم حدّ السؤال عن المقابل الذي دفعته أو وعدت بدفعه من أجل استرداد حقّي الطّبيعي، بينما هم يعلمون حقّ العلم أنّ ما منحته لهم بلا منّ و لا حساب، جماعة و أفرادا، خلال سنوات عديدة، كان مجانيّا و معفى من الضرائب، لأني أردته خالصا لله و للوطن. و كذلك سيكون ما أقدمه لاحقا، و لو كرهوه، لاعتقادي العميق بأنّ من بلغ مثلي من العمر عتيّا، لا يملك أكثر من إطلاع مواطنيه على تجربته الفكرية و الرّوحية و السّياسيّة، و هو ما سأفعله بأكبر قدر ممكن من الموضوعية و الأمانة لأني لم أتربّى على فقه الحيل و إنما على قول الحق و لو كان مرا، و قوله و لو كان على نفسي، عملا بوصية الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلّم.إن أكبر ما كنت أخشاه قبل العودة و خلال الإقامة في تونس، أن يأتيني شخص يقول لي بأنني تسببت له في سجن أو تعذيب و لذت بالفرار. أحمد الله أن لم يحدث شيء من ذلك و إنما فقط إزعاجات و تنغيص حياة بعض الأقارب لبضعة سنوات و هو ما اعتذرت لهم عليه و إن كانوا قد نسوه.و بمناسبة تسريح آخر القيادات السّياسيّة و العسكرية لحركة النّهضة، أشكر سيادة رئيس الجمهورية على قراره الحكيم في وضع حدّ لعذابات السجناء و معاناة عائلاتهم، و هو بذلك يكون قد حلّ عقدة من لسان كلّ راغب في تحمّل مسؤوليته و الإدلاء بشهادته حول أحداث العقدين الأخيرين لكي يتسنّى قراءة هذه الصفحة من تاريخ تونس و طيها نهائيا لاحقا. و أخيرا، شكري و عرفاني لكلّ الأصدقاء من كلّ جنس و دين، الذين تعاطفوا و ساندوا و تضامنوا مع نضالات التونسيين من أجل الحرية و الديمقراطية و أعدهم أني لن أنساهم. كما أجدّد شكري للسلطات الفرنسية على ما حبتني به، أنا و أفراد عائلتي، من حسن استقبال و رّعاية خلال هذه السنوات الطويلة.أحمد المناعي باريس 6 نوفمبر 2008 https://www.tunisnews.net/13Novembre08a.htm/ المصدر: http://rsistancedespeuples.blogspot.com/  

تونس: احتدام الجدل بعد دعوة «تقدمية» لإعادة النظر في تعدد الزوجات


تونس – محمد الحمروني  عاد الجدل من جديد حول تعدد الزوجات في تونس بعد أن ظن الجميع أن مكونات المجتمع المدني التونسي، ومن بينها التيار الإسلامي العام، طوت نهائيا هذه الصفحة خاصة بعد أن أصدرت مجموعة من الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية الإسلامية والليبرالية واليسارية المنضوية تحت لواء هيئة «18 أكتوبر للحقوق والحريات» في 8 مارس 2007 وثيقة تلخص القواسم المشتركة بينها في خصوص الموقف من قضية المرأة، واعتبارها لما جاء في مجلة الأحوال الشخصية التي وضعها بورقيبة ومنع فيها التعدد مكسبا وطنيا مهما. وانطلق هذا الجدل بعد أن طالبت إحدى المشاركات في ندوة لحزب تونسي معترف به بضرورة مراجعة منع تعدد الزوجات، وذلك بحضور لفيف من الناشطين السياسيين والحقوقيين التقدميين. وأثار صمت هؤلاء الناشطين على هذه الدعوة، وهم معروفون بانتمائهم لتيارات تقدمية تدعي، كما يرى البعض، الدفاع عن المرأة، ردود فعل غاضبة ومستنكرة، ذلك أن صاحبة دعوة إعادة النظر في التعدد تناولت قضية عادة ما كانت تعتبر من «التابوهات» في نظر الشق العلماني في تونس. واستغلت بعض الأطراف عودة هذا الجدل للساحة التونسية لتشن حملة على الأطراف الإسلامية، وذلك رغم أن الدعوة لإعادة النظر في منع التعدد صدرت عن أطراف توصف بالـ «تقدمية» وهي دعوة أطلقت في ندوة احتضنها حزب قانوني ومحسوب على التيار الليبرالي التقدمي. وكانت وجوه إسلامية بارزة قد تعرضت لحملات إعلامية مكثفة إلى جانب تعرضها للتشويه والاتهام بالرجعية والظلامية ومعاداة الحداثة والتمييز ضد المرأة بسبب تلميحهم -مجرد التلميح- لما تضمنته مجلة الأحوال الشخصية من بنود مخالفة للشريعة مثل السماح للمرأة بتطليق نفسها، وحصر عملية الطلاق بيد القاضي، والتبني الخ. وفي سنة 1984 تعرض الشيخ عبدالرحمن خليف العالم الإسلامي الجليل والفقيه القيرواني البارز، إلى حملة هوجاء من قبل عدد من «المدافعين» عن حقوق المرأة من بينهم مسؤولون بارزون في رابطة حقوق الإنسان التونسية بسبب إشارته إلى مثل هذه القضايا تحت قبة البرلمان التونسي لمّا كان عضوا فيه. مها الجويني (23 سنة) طالبة تقدم نفسها على أنها ناشطة تقدمية قالت لـ «العرب»: «لقد عملت لمدة طويلة نسبيا مع عدد من الأطراف اليسارية التي تدعي التقدمية والحداثة والدفاع عن المرأة واكتشفت أن نظرتها إلى المرأة أكثر تخلفا من نظرة الأطراف الأخرى؛ فهم لا يرون في المرأة غير جسدها وما يمكن أن يتمتعوا به منها قبل أن يلقوا بها كما يلقون بأعقاب السجائر». وتابعت: «أما الأطراف الأخرى -وأقصد هنا بعض الأطراف الإسلامية التي هي ليست بالضرورة تونسية- وإن كنت مع ضرورة أن تطور خطابها بصفة عامة، فإني أحترم مواقفها من المرأة، لأنها وإن دعت إلى التعدد فإنها تفعل ذلك من منطلق الحرص على المرأة وضمان حقوقها وحقوق أبنائها». أما حداثيونا، أضافت الجويني، فهم يرفضون التعدد حلالا ويجيزونه حراما من خلال قبولهم بتعدد الخليلات، ولنا أن نتساءل، كما قالت، عن الفرق بين تعدد الخليلات وتعدد الزوجات سوى أن الأول امتهان حقيقي للمرأة بينما يحفظ الثاني حقوقها وحقوق أبنائها ويصون كرامتها. وكانت إثارة هذا الجدل بمناسبة تقييم الإنجازات الحقيقية للمرأة التونسية بعيدا عن البروباغندا السياسية للسلطة، كما كانت مناسبة لإجراء مقارنة بين ما حققته المرأة في تونس وما تحقق لها من مكاسب في الجوار المغاربي أو العربي. وخلصت بعض القراءات إلى أن ما تروج له السلطة من مكاسب للمرأة عارٍ تماما عن الصحة أو هو في أحسن الحالات مبالغ جدا فيه، فالمرأة في تونس مطحونة اجتماعيا مثل الرجل أو أكثر، وهي محرومة من جميع حقوقها وممنوعة من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة. وأكدت بعض المقالات أن قضية تحرير المرأة استعملت من قبل الرئيس بورقيبة كورقة سياسية وهي تستعمل إلى اليوم كذلك. كما استُغلّت هذه القضية من قبل أدعياء الحداثة والتقدمية كورقة ضد خصومهم السياسيين الأساسيين أي الإسلاميين، ولا أحد فكر أو يفكر حقيقة في المرأة التونسية التي تطحن في المصانع من أجل توفير لقمة العيش أو الفتاة التي تقطع الكيلومترات في الأرياف من أجل الحصول على الماء. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 15 سبتمبر 2009)  


تونس: إحباط عملية تهريب بحريّة للمخدرات نحو ايطاليا

تونس – خدمة قدس برس ألقت سلطات الأمن التونسي، القبض نهاية الأسبوع الماضي، على خمسة أشخاص بينهم إيطالي، كانوا يعدّون لتهريب كمية من المخدرات نحو إيطاليا عبر البحر. وأوردت صحيفة « الأسبوعي » في عددها الاثنين (14/ 9) أنّ مجموعة من الأشخاص بمدينة سوسة الساحلية (150 كلم جنوب العاصمة تونس) استلموا شحنة بنحو 35 كيلو غراما من القنب الهندي، وصلتهم من الجزائر وخططوا لإخفاء هذه الكمية داخل مركب صيد يعمل عادة في المياه الدولية، ثم تسليمها لشخص ايطالي سيحضر للغرض بواسطة زورق، بناء على اتفاق أبرمه مع شريك إيطالي آخر حلّ بتونس قبل أيام. وقد تم حجز شحنة المخدرات التي قدرت قيمتها بـ134 ألف دولار، داخل محل سكنى اثنين من العصابة، فيما تتواصل التحقيقات مع خمسة من المتورطين.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 14 سبتمبر 2009)  

التونسي بين مطرقة رمضان وسندان العودة المدرسية:
المصاريف تتناثر والاقتراض سيد الموقف

تونس ـ الصباح يتزامن شهر الصيام هذه السنة مع العودة المدرسية  التي بدورها تأتي في اخر صفحات الصيف بما يحمله من مصاريف تكاد لا تنتهي. لذلك، يجد الولي نفسه مكبلا  بالمصاريف. التي قد لا تتناسب مع مداخيله المتواضعة  فيلتجئ لحلول فورية وعاجلة علها تخلصه من وقوع مشاكل مادية قد تكون عواقبها وخيمة.  الاقتراض والضغط على المصاريف، تقاسم المسؤوليات بين افراد العائلة واللجوء في اقصى الحالات لزيارة الاقارب، زيارات قد تصل الى ايام او اسابيع، حلول تحدث عنها التونسي بمرارة احيانا، وبابتسامة احيانا اخرى تخفي وراءها أمل لا ينطفئ. السيد مبروك البوغانمي متزوج واب لولدين كبلته أغلال الديون التي قال عنها: «أنا أقترض اذن أنا موجود، هو شعار التونسي اتسلم «الشهرية»  في الاسبوع الاول من الشهر وبعد اقل من عشرة ايام اقترض من أحد الاقارب أو الأصدقاء ما ينقذني من مخالب العجز المادي، وذلك طوال اشهر السنة ما ان استخلص ديوني حتى اعود واقترض من جديد». ويضيف مبررا «غلاء المواد الغذائية لا يحتمل واسعار الملابس الجاهزة «نارية» والكماليات اصبح اغلبها من الضروريات.. والاب يقف امام كل هذا بيد فارغة واخرى لا شيء فيها ما يدفعه احيانا لان يستجدي عطف الآخرين عساه يتخلص من مخالب الخصاصة». الاقتصـاد نصـف المعيشـة للآنسة منال العبيدي (21 سنة) رأي آخر حيث قالت: «ما من مشكل ليس له حل، والحل الذي من شأنه ان ينقذ الاب من الوقوع في مشاكل مادية خاصة في هذه التفرة هو ان يحاول تجنب الاسراف في  المصاريف، كأن ينفق امواله في الكماليات متناسيا ان المناسبات والأعياد تفتح ذراعيها للميزانية». وتضيف: «من الحلول الأخرى الكفيلة بالتصدي للمشاكل المادية، ان يتقاسم افراد العائلة المسؤولية، كأن  يلتحق الأبناء بالعمل في الفترة الصيفية، وهذا ما فعلته وما تفعله حتى الصغرى علنا بذلك نساعد ابي على المصاريف الباهظة و غلاء الأسعار».. الأزمة العالمية لم تمنع الاكتظاظ امام المحلات الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع اسعار البترول ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع اسعار  المواد الغذائية والملابس الجاهزة ما جعل العيش أكثر صعوبة والناس في حيرة من امرهم. هذا ما جاء على لسان الآنسة زينة الدريدي طالبة علوم اقتصادية، ثم استدركت «ولكن المتجول في اسواقنا خلال هذه الايام يلحظ التهافت على الملابس الجاهزة والطوابير  الطويلة امام محلات الحلويات ما يجعل الملاحظ يرجح ان معدل الدخل الفردي الخام للتونسي تضاعف عشر مرات. ولكن ما ان تلقي السؤال على أحدهم حتى يقول ويؤكد «اقترضت» ولكل واحد طريقته في ذلك، إما من احد الاقارب او الاصدقاء او من البنك ولئن اختلفت طرقهم في ذلك فقد توحد هدفهم وهو ارضاء الاطفال والاحتفال بشهر رمضان والعودة المدرسية على الطريقة «التونسية». لا بد للأولياء ان يتجنبوا  متاهات الرفاهية التي لا جدوى منها وان يتخلصوا من مرض التفاخر والتباهي على حساب الميزانية ومستقبل الابناء. هذا كل ما قاله السيد عمار البنزرتي. أخشى أن أكون شاقيا ومحتاجا! ناجح عاقلي شاب في مقتبل العمر يبدو أنه احس بالضغوطات المادية التي تحاصر الاب من كل جانب فأشاح بوجههه عن مغريات البحر ونداءات المهرجانات وسحر الحفلات والراحة التي ينشدها الجميع في ظل ارتفاع الحرارة الذي لا يحتمل تخلى عن كل ذلك والتحق بالعمل، محاولا بذلك تغطية مصاريف عودته المدرسية ومساعدة الاب على مصاريف رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك. وكما قال: «أؤمن بمقولة «شاقي ولا محتاج» ولكن اخشى ان أكون شاقيا ومحتاجا في الآن ذاته!! ذكرى بكاري  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2009)  

 

الملحدون والمجاهرة بالإفطار

السلام عليكم أنا يخدموا معايا زملاء من فرانسا وإيطاليا، وما تتصوروش قداش يحرصوا باش ما ياكلوش وإلا يشربوا وإلا حتي يتكيفوا قدامنا زعمة مسلمين ؟ بالطبيعة لا أما هوما متربين ويقدروا غيرهم ومعتقدات غيرهم علاش نحكيلكم فيها الحكاية ؟ ماني توة كنت نورق في البلوقوسفير ولاحظت اللي ثمة برشة متقلقين من رمضان والإسلام وينددوا اللي ثمة بلدان مسلمة تعاقب اللي يجاهر بالإفطار أنا نحترم أنه ثمة شكون ما يمنش وموش مسلم .. أموره، لكن نرى اللي من الوقاحة الدعوة إلى فرض ثقافة الإلحاد على العباد يا خويا اللي ما هوش قادر باش يفهم اللي كيف سيادته يجاهر بإفطاره يقلق الناس اللي صايمة ما عندوش الحق يتقلق كيف حد ما يفهمه واللي ما هوش قادر باش يحترم معتقدات غيره ما عندوش الحق يطالب باش الناس تحترمه وربي يهدي ما خلق (المصدر: مدونة « ماكسولا براتيس » التونسية بتاريخ 14 سبتمبر 2009) الرابط:http://maxulaprates.hautetfort.com/archive/2009/09/14/10c6f6c186459d4f723b678e4d46248c.html  

مسلسل هدوء  نسبي الحرب على العراق في زمن التخنيث الكوني

 


الامجد الباجي الاعمال التلفزية ليست بالضرورة اعمال فنية. انها في معضمها  اشغال  توضع لتلهية الناس والترويح عنهم. هذا الطابع المهيمن صار عبئا كبيرا على ضمير الانسانية.خصوصا عندما تتحول اخبار تعاسة الانسان وماسيه  سلعة  للترفيه عن الناس. دخول الامريكان للعراق وما احدثوه من دمار عظيم استدعى الاخوة السوريين لانتاج عمل درامي حول الموضوع. وسموه  هدوء نسبي  واوكلوا مهمة انجازه الى عمال حضائر سمتهم  الاستخفاف بكل شئ.فلا وفقوا لا في عنوان هذا العمل ولا في صيغة محتواه.ولا في رسالته الى العرب المكلومين. هذا المسلسل  هو تسلسل لسخافات. رجال  ونساء تدخل من غرفة وتخرج من اخرى. بقبقة كلامية لا تتوقف. لا مسؤلية  عارمة ومهينة  امام عظيم الماسات. دخلوا دمار العراق بعيون امراة طالق . دخلت بالضبط  في نفس اليوم الذي هاجم فيه الامريكان . كانت تنثر شعرها  .وتعلن حبها  .وتجهش بالبكاء.من ديكور الى اخر,عيون كاميرا لا تعرف اصلا ما هي بصدد تصويره. كان واضحا منذ البداية ان هذاالعمل يتعصر ويتعرق ليقف في الوسط.اصحابه ارادوه ان يكون على نفس المسافة . بحثوا  خلال عشرات الساعات من التصوير الفج المحشو عن مكان وسط. ازاحو المقاومة .ازاحوا هديل الدمار العظيم . ازاحو الغضب. ازاحوا كل ما من شانه ان يشكل  موقفا حقيقيا ومنحازا ضد الامريكان. جاؤوا بامراة طالق  عطشى للنكاح وارادوا من خلالها تسول  رضا الامريكان عنهم. كانوا يقولون  اسمعوا جيدا نحن لسنا عدائيين للامريكان.نحن اناس محبين ولنا نسوة يمتلكن مؤخرات جميلة. ونحن على استعداد  لقبول كل هذا الدمار مقابل لحضة حب من الامريكان. وحتى مقابلة بين بطل المسلسل وجريح من عسكر الامريكان كان لقاء فاشلا ومهينا عندما انسحب الصحفي السورى  وهرب من عتاب ذلك الجندي الاخر الذي  سمانا ارهابيين . اذا كان مسلسلا  حول العراق  لا يباع في عالمنا العربي المحتل من امريكيا   خصوصا  اذا كان هذا المسلسل متشددا ومنحازا ضد الامريكان فلماذا التفكير اصلا في صناعة هذه الحثالة وتسويقها . قصة العراق الجديدة لا يوجد فيها موقع وسط .وكل ذلك الرصاص الذي حصل عليه الصحفيون  هو رصاص امريكي  يدل على انه لا يوجد مكان وسط. ومن اراد ان يقترب من قصة غزو العراق فعليه ان يختار موقعه بين من يطلق النار  او من يتعرض للطلق. ولا يوجد مكان وسط.لا توجد موضوعية. نحن هنا في كاهل الانحياز. فلا دفاعات قائمة ولا حواجز اخلاقية  تقف حيال مسالة حق. كل الذين سارعوا الى  البحث عن التبرير هم اليوم  مسجلين في قائمة السفلة الذين مدوا يد العون للمجرمين. التلفزات العربية  هي تلفزات تعبر عن واقع احتلال البلدان  العربية من طرف الامريكان.ولا يوجد  الا  سوريا التي لا تقع تلفزاتها ومنتوجها الثقافي  تحت رقابة الاستخبارات الاسرائلية. فما حاجة شركة ايبلا   لعمل مشترك مع  شركات الخليج  التي تفوح منها اموال ملطخة بمنوي عقيم. ما هذا المسلسل يردد  صوت فاروق الشرع  المجلجل في  مجلس الامن عندما رفع صوت الرفض عاليا  في الوقت الذي  نام كل العرب على بطونهم. ما هذا موقف سوريا العظيمة ولا هذه رؤية  دولة سوريا التي احتضنت الرفض والمقاومة  في وقت كان التهديد  مرتفعا  الى  مستوى  الكارثة. ما كان لهم حاجة بتلك الاموال القذرة.ولا هذه المعاجة السخيفة التي  لم تصل الى منزلة  تصوير  مقابلة كرة قدم. نعم كان بطل المسلسل يتهكم من قصة  مجئ الامريكان بالديمقراطية .ولكن ماهو تفسير  تعابير ذلك المثقف العراقي  وهو مزهو  باصداره جريدته  بعد سنوات من اضطهاده  من طرف نظام صدام؟ في كل مكان من المسلسل تسريبات وعمل بالصورة يوحي بان دخول الامريكان لم يكن كارثيا كما  نزعم.  مجرد تصوير  صحفيين يجلسون  على مدخل  نزل الرشيد  اوما يعادله  وخلفهم عسكر الامريكان  يحرسونهم .ولحضات تخيلنا ان هذا السلام والسكينة  ونظرات الحب والعشق المتبادل  توحي بان ملائكة الامريكان جاءت لتحرس  هذا النعيم الجديد.  
فاما ان المشرفين على  هذا المسلسل لا يفهون التخاطب بالصورة .او ان هذه رسالة   وضعت  لهذا الغرض. او انه انفلات خطابي  عملت عليه  ايادي سهرت على صناعته  بدون علم الاخوة السوريين او بعلمهم مقابل تلك الامول القذرة. ان هيمنة المخنثين على الثقافة العالمية هو اليوم  احدى اسباب  طهور اعمال درامية بهذا الشكل. ولقد اشتبه في وسطية المخنث  على انه سيقوم  بدور الوسيط في قضية العراق. فالزم اصحاب العمل انفسهم  بالحديث على مدى عشرة حلقات عن  قصة طلاق امراة مصرية من رجل مصري.ثم ارسلوها لتكون شاهدة على احتلال العراق. في السابق كنا نرسل المجاهدين  للبلدان العربية المهددة بالاحتلالات.اليوم  نرسل اما شخوص مدمرة مهزومة منحلة  اخلاقيا  او  راقصات او مومسات او نساء مطلقات .ومن خلالهم  ننتج اعمالا درامية مخصية بائسة وحزينة. هكذا نحسم المسالة منذ البداية . هذه عيون كائنات لا يمكن ان ننتظر منها الا تكدس الياس. انها شخوص ماساوية  محكومة بالهزيمة منذ  نشاتها. وارسالها الى العراق  سيكون  في شكل  من يرسل  مهزوم للتفاوض على مزيد من الاستسلام. لقد  هاجم المخنثين حياتنا  مرتكزين على خروج النساء الى الشارع.وبيعت لنا  سلعة  المراة  كمرادف للحياة  واستعملتها اجهزة البروبغدا   كرمز  للسلام . ولكن تلك المراة الفاجرة  الجندية الامريكية في ابو غريب افسدت كل هذا. وبتنا على يقين ان  جيش امريكيا المتكون اساسا من  لوطيين ومخنثين  ونسوة  جاءوا الى العراق ليمارسوا الحرب ويمارسوا الحب في نفس الوقت. هكذا تم تجنيدهم وهكذا استوعبتهم  المؤسسة العسكرية. قيل لهم  اذهبوا للعراق وتذوقوا لذة الارتعاشات السادو مازوشية. ولكن المقاومة العراقية عوضتهم عن ذلك بسجل  مؤثرات  بصرية وفيلمية جديدة. وضعت امام اجسادهم الفاسدة صورة الموت الحقيقة وقالت لهم انظروا هذه هي الموت حدقوا ان كنتم تمتلكون بصيرة . هذا المسلسل سئ .وهدوءه النسبي  يبرهن على  ان اصحابه لم يتفطنوا  الى الدمار المضاد الذي لحق بالامريكان وبمشروع الغرب الثقافي .وواصلوا بيع سجادة مارس الحب لا تمارس الحرب.ولم يتفطنوا الى ان هذا السجاد اتسخ ولم يعد صالحا للصلاة.وان النساء هن ايضا قادرات ايضا على صنع الدمار.وان مشروع الغرب البائس  انهار من هذه الزاوية ايضا بعد سقوط قوة النار التي جاء بها الى العراق.هذا الدمار هو صناعة عراقية  بحتة انجزتها المقاومة العراقية الغائبة  جملة وتفصيلا في هذا المسلسل. شعار مارس الحب لا تمارس الحرب لم يعد اكثرمن عنوان حانوت يجلس فيه شيخ يبيع النفط ومومس وحثالة لوطي عجوز يمارس رفع الاثقال .زبالة على اكداس زبالة.هذا المسلسل متاخر اديولوجيا بثلاثة اجيال. لقد استنفر الجنس في الاربعين سنة  الاخيرة الى درجة  لم تعد تحتمل.واستقر فعله المضاد تقريبا في نفس قيمة  ما تقوم به جيوش الدمار الامريكي الصهيوني في العالم.ماذا يريدون اضافته  على مئات ملايين الايتام الذين  شردهم طلاق الوالدين.وملايين  العائلات التي  تفتت وانقسمت  وتباعدت . اصحاب هذا المسلسل  التافه حملوا الى العراق مشكلة  على مشكلته.اخذوا اؤلائك الصحفيين المتحررين  جنسيا  وهم بعد ضحايا  لاديولوجيا بدات تهدد سلامة الافراد والمجموعات. صحفيين  متشردين حيارى يحرق جلودهم  نقص الحب . ولكن المسلسل لم يعالج مشكلتهم. جعلها بالعكس  تتفحم تحت وابل  قنابل جورج بوش وعسكره. ولا هم عالجوا  مشكلة العراق. بل زادوها بوجودهم المرضي مرضا على مرض. وعندما اطلق الامريكان عليهم النار رايتهم يستقبلون ذلك الطلق كانه  نتيجة ضرورية  لما يمكن ان يعتبروه  خطاياهم  . هناك رائحة من جاؤوا للانتحار. لقد جاؤوا للعراق  لمعاقبة انفسهم .وقدمهم لنا العمل بلا مبررات حقيقية.فاستوت هذه الشخوص بلا ميزة تميزهم. كمن يشير الى فيلق من عسكر الصحفيين.واخذتهم الكاميرا في وضعيات  عارضي ازياء يتحركون من اجل متعة العين. ولكن كل هذا تسلسل  لشئ لا طاقة لاصحاب العمل على احتواءه.فرايتهم  على بلادتهم  يدورون ويعودون ويثرثرون  في هستيريا  كائن القي عليه القبض. الف مرة  والف مشهد يعاود نفسه في نفس الديكور بنفس الشخصيات ماخوذة اما منفردة او  زوجية او مجتمعة. حالة من الغثيان الفكري .هؤلاء كائنات لن يتحرروا من شئ.ولن يحررونا. وكانما  استعمار العراق يعطيهم المبرر ان وضعنا الطبيعي ووضعهم الطبيعي هي هذه الزنازين الفكرية التي وقعنا واوقعونا فيها. كان موت العراقيين وقتلهم يمر دائما  خلف كاميرتهم الصحفية  ليس خلف كاميرا المسلسل. وهذا تنازل قدمته شركة ايبلا  للخليجيين. فبانت الحرب من بعيد صورا ارشيفية ميتة. فقاموا بابعاد التهديد منها حفاضا على سلامة المتفرجين.ولم يقتلوا اية عراقي من تلك الشخوص التي  استانسونا بها حتى لا يجرحوا  الاستعمار بجريمة درامية  .وابقوا على تعاطفنا الميلودراماتيكي  مع اؤلائك العراقيين الذين عرفونا بهم. وكانت الانفجارات  اما بعيدة او بدون خطر حقيقي على الشخوص التي  كلفونا  بالاهتمام بها. واكبر مصيبة وقع فيها هذا المسلسل هو استبعاده للمقاومة العراقية. حتى مشاهد مصورة جاهزة  لتدمير عربة هامر لم يقدم عليها. ولم ينفذ من حديث عن المقاومة الا بوجه  غير ايجابي  وبرؤية مدفوعة الثمن من الامريكان. ان مسلسل  عن العراق لا يتحدث عن المقاومة هو مسلسل يهودي امريكي. لانه لا يوجد شئ اليوم يمكن ان نتدحث عنه بالفعل اذا واجهنا قضية العراق من وجهة نظرنا نحن العرب  وعموم المسلمين في العالم الا هذا الوجه المشرق  الساطع في سماء حياتنا  الا هذه المقاومة العراقية الرائعة التي احدثت اكبر زلزال في التاريخ الانساني الحديث بعد الحرب العالمية الثانية. لا شئ اكبر مما صنعه اؤلائك الابطال الحقيقيين الذين عجلوا بتقدم التاريخ  وابدعوا  الى ابعد ما يتصوره العقل الانساني. اذا كانت هناك قوة يجب ان نخشاها فهي قوة هذه المقاومة .لا هؤلاء الامريكان المهزومين. المقاومة العراقية دمرت اقتصاد الولايات المتحدة.ودمرت قوة نيرانها. واشعلت النار في  زبالة الافكار التي جاؤوا بها لزرعها  في عضامنا. المقاومة العراقية  حررت الناس وحررت العقول .وكانت معركة الفلوجة الكبرى اعظم معركة في تاريخ الانسانية على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي  كانت مرجعا اساسيا  لمعارك جنوب لبنان ومعركة غزة ارض العزة.الابداع يبدا من هنا من القدرة على الرد على نيران الاعداء. لا يمكن لامة ان تتقدم تحت الذل وتحت اكل النفايات وتحت  العيش من الصدقات. اذا اردنا ان نتقدم  فليكف عنا هؤلاء المخنثين من بيع زبالة  الموضة والدجين المرقع  وخطب الحب الجمعي البائس .وليخرجوا المراة من هذه الصورة البائسة المدمرة  لقضيتها. ليكفوا عن وضع النساء في هذا الوضع الفاجر كانما  المراة العربية  مستعدة لبيع  وطنها وبلادها وكرامة شعبها مقابل  ان يتم نكاحها في الساحة العمومية. هذا المسلسل التافه مجرد ان تشتريه هذه التلفزة  الصهيونية  نسمة  في تونس هو دليل على ان  اجهزة  الرقابة الصهونية التي تدير هذه التلفزة  قبلته وفهمت  رسالته  وهي رسالة لفائدة الامريكان وتخدم مصلحة المشروع الصهيوني الامجد  الباجي  

منتظر الزيدي يتهم المالكي بحجب الحقيقة ويطالبه بالاعتذار منتظر الزيدي يتحدث خلال المؤتمر الصحافي

 


بغداد- طالب الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بفردتي حذائه بعد الإفراج عنه ظهر الثلاثاء رئيس الوزراء نوري المالكي بتقديم اعتذار له، واتهمه بحجب الحقيقة. وقال الزيدي الذي توجه إلى مكتب قناة البغدادية فور خروجه من السجن، أطلب من المالكي الاعتذار عن حجب الحقيقة عن الناس، ففي الوقت الذي قال فيه انه لم ينم إلا بعد أن اطمأن علي كنت أتعرض لأبشع أصناف التعذيب من ضرب بكابلات الكهرباء والقضبان الحديدية. وأضاف للصحافيين: تركوني في الصباح مكبلا في مكان لا يقيني برد الشتاء القارص بعد ان أغرقوني في الماء منذ الفجر لذلك ساتحدث عن أسماء الذين تورطوا بتعذيبي وبينهم مسؤولون في الدولة والجيش. وتابع الزيدي الذي أطلق لحيته وارتدى بدلة داكنة اللون وربطة عنق، ها أنا حر وما يزال الوطن أسير، أشكر كل من وقف إلى جانبي من شرفاء في وطني والوطن العربي والإسلامي. وقال ان ما حرضني على ما فعلته هو الظلم وكيف ان الاحتلال أراد إذلال وطني بوضعه تحت جزمته وسحق رؤوس أبنائه من شيوخ ونساء ورجال. وتجمع حوالي أربعين شخصا، غالبيتهم من وسائل الإعلام، أمام مكتب محطة البغدادية في بغداد بانتظار الزيدي للترحيب به وقام أحدهم بنحر خروفين فور وصوله إلى المكان. وقال أيضا: كنت أجوب طوال السنوات الماضية في أرض محترقة وأشاهد الآم الضحايا والثكالى، والأيتام والعار يلاحقني، وحين أكمل واجبي المهني عاهدت ضحايانا بالثار لهم وقد حانت الفرصة ولم أفوتها. وأضاف الزيدي: لو علم اللائمون كم وطأت الحذاء التي أطلقتها منازل مهدمة بفعل الاحتلال، كم مرة اختلطت بدماء الأبرياء النازفة، وكم مرة دخلت بيوتا انتهكت حرائرها، ولعلها كانت الرد المناسب حينما تنتهك جميع المعايير. وختم قائلا: أردت بقذف الحذاء بوجه مجرم الحرب بوش، أن اعبر عن رفضي لكذبه واحتلاله لبلادي. وقررت السلطات العراقية الإفراج عن الزيدي الثلاثاء بعد أن كان متوقعا الاثنين، بعد انتهاء المدة القانونية للحكم الصادر بحقه. وذاع صيت الزيدي في 14 كانون الاول/ ديسمبر خلال مؤتمر صحافي كان يعقده الرئيس الأمريكي السابق مع المالكي، عندما وقف فجأة وألقى بحذائه في وجه بوش وصرخ (هذه قبلة الوداع يا كلب)، دون أن يصيبه. وتجنب بوش الحذاء فيما سيطر صحافيون عراقيون على منتظر الزيدي لحين وصول الاستخبارات العراقية والأمريكية. وحكم عليه في آذار/ مارس بالسجن ثلاث سنوات لكن محكمة الاستئناف خفضت الحكم إلى سنة واحدة. ووعد عدد من الزعماء العرب ورجال الأعمال بتقديم هدايا له بينها أموال وسيارات وذهب وفضة وشقة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 سبتمبر 2009)  

ذروة صعود القاعدة وتراجعها

بقلم :توفيق المديني ماجرى يوم 11سبتمبر،قبل ثماني سنوات، مثل ذروة صعود تنظيم القاعدة الذي استطاع أن يوجه ضربة قوية إلى عظمة الإمبراطورية المالية و العسكرية الأميركية ، متمثلة ببرجي المركز التجاري العالمي الذي يعتبر  رمز القوة المالية الأميركية و القلب النابض للاقتصاد العالمي ،و ضد البنتاغون الذي يمثل العقل العسكري . وتمثل أحداث11سبتمبر 2001,تطورا طويلا  في ظاهرة الإرهاب, و هو تطور لا يقتصر فقط على مضمون و طبيعة العمل الارهابي بحد ذاته, و لكنه يمتد أيضا إلى  متغيرات البيئة الدولية التي يتحرك فيها, التي تعتبر العامل الرئيسي وراء التحول في أشكال الإرهاب الدولي.          لقد كشفت أحداث الثلاثاء الأميركي الدامي عن هشاشة العالم المعاصر ، و عن عجز الديمقراطيات الغربية عن تأمين الاستقرار للعالم المنبثق من انهيار الإمبراطورية السوفياتية . فبسبب الاعتقاد الخاطئ المفرط من جانب الولايات المتحدة الأميركية من أنهاهي التي هزمت الاتحاد السوفياتي ، بينما يعود هذا النصر في حقيقة الأمر بالدرجة الأولى إلى شعوب أوروبا الشرقية ، و بسبب الغبطة المثيرة من التهديد السوفياتي، و الازدهار الاقتصادي الذي رافقه ، تبنت الديمقراطيات الكلاسيكية الغربية و على رأسها الولايات المتحدةالاميركية ، الأساطير المؤسسة لنهاية التاريخ و السياسة . ويمكن القول أن الولايات المتحدة الأميركية أرادت من خلال خوض حربها في أفغانستان 2001تحقيق مجموعة من الأهداف : أولها القضاء على المصادر الرئيسية للإرهاب الدولي ، و هو أحد أولويات الحرب الأميركية ، و لاسيما القضاء على تنظيم القاعدة و اعتقال أو قتل أسامة بن لادن ، و استئصال ظاهرة  » الأفغان العرب » ، الذين يشكلون خطرا على الوجود الأميركي في الخليج ، و على المصالح الأميركية في كل أصقاع المعمورة . ومنذ سقوط نظام طالبان في نوفمبر 2001،قدمت الإدارة الأميركية السابقة المهوسة بنظام  صدام حسين ،خدمة كبيرة جدا للقاعدة ، حين شنت الحرب على العراق، البلد الذي لا تربطه أية صلة لابالجهاد الدولي، ولابتنظيم القاعدة. فشكلت تلك الحرب فرصة للقاعدةلإعادة تنظيم صفوفها في مناطق وزير ستان على الحدود الأفغانية –الباكستانية ،ونقل معركتها إلى العراق لمقاتلة الغزاة الأميركيين ،  فأصبحت لها بذلك شعبية في الجوامع العربية، والمدارس الباكستانية، و الأحياء الفقيرة من المدن العربية. وتحولت الولايات المتحدة إذا صح القول إلى أكبر حليف للقاعدة.  مغامرة القاعدة التي لا تحظى بأية مساندة من جانب  أي دولة منذ سقوط نظام طالبان في أفغانستان، تمثل مفارقة حقيقية. فبينمااستطاعت الحرب الكلاسيكية على الإرهاب أن تشل قدرة القاعدة على تنفيذ عمليات دموية كبيرة على غرار عمليات نيويورك وواشنطن ، نجد بالمقابل أن أفكار القاعدة انتشرت في صفوف المجاهدين، وظهرت عشرات الجماعات المسلحة في شمال إفريقيا ، وبلدان جنوب الصحراء و الصومال ، واليمن ،  تسمى نفسها باسم تنظيم  « القاعدة في كذا وكذا »،و إن كان هذا ليس دليلا على وجود علاقة  تنسيقية أو تنظيمية  بينها وبين  تنظيم « القاعدة « في أفغانستان ، وإنما هو مجرد تشبه بالاسم والفكر والتوجه بتنظيم « القاعدة » الذي أصبح موضة  و ماركة مسجلة في وقت من الأوقات، وفي نفس الوقت كانت أعمالها تنسب خطأ إلى تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. القاعدة هزمت في أفغانستان، فخارج منطقة وزيرستان ، لاتوجد أراضي تحت سيطرتها ،و يعيش زعيمها اوسامة بن لادن ، ومنظرها الدكتور أيمن الظواهري في أماكن سرية، مقطوعين عن العالم الخارجي، كما أن القاعدة ضعفت كثيرا في العراق ،وصُدَت في المملكة السعودية، وأصبحت مجبرة على القيام بعملياتها في المناطق «الهامشية». الإدارة الأميركية الجديدة بزعامة الرئيس باراك أوباما تريد قلب الاتجاه، من خلال إعلانها سحب القوات الأميركية من العراق، والتركيز على حربها ضد القاعدة في معقلها بباكستان ، و تقديم خطاب جديد( خطاب القاهرة 4يونيو الماضي) جوهره :أن أميركا  ليست في حرب لا مع الإسلام ، و لامع العالم الإسلامي. كاتب تونسي    (المصدر : صحيفة البيان (يومية- الإمارات) ، آراء و أفكار، بتاريخ15سبتمبر2009)

هل كل احتجاج فتنة ؟


ميشيل كيلو
 
 
في السنوات الخمسين الأخيرة، ومع سيادة فكر علماني استعار كثيرا من مفرداته وآليات تفكيره من الفكر الديني، الذي يفترض أنه نقيضه، ساد مفردات غير علمانية في الفكر السياسي العلماني، وصار ممثل هذا الفكر ‘معصوما ‘، ومواطنه رعية، فهي إما عاصية أو طائعة، وانقلب الحكم إلى تكليف شبه رباني : أليست إرادة الشعب من إرادة الله، والشعب هو الذي خلع على الحاكم شرعيته، وغدا أي اعتراض بسيط على أي شأن تافه ‘فتنة أشد من القتل’، وأخيرا، بات على الناس قبول حكامهم مهما كانوا ظالمين، إما لأن الله ابتلاهم بهم كي يبلوهم – يختبرهم -، فلا يحق لهم إبداء أي ضيق بهم أو تذمر منهم، وإلا كفروا بالاختبار الإلهي، علما بأنه نعمة منّ الله بها عليهم، أو لأن الفتنة ستصيب الأمة بضرر أشد بكثير من ضرر الظلم الحكومي، فلا بد أن تصبر عليه، وتوكل أمرها إلى الله، رب العالمين الذي لا ينسى عبيده، وإن كان يمتحن إيمانهم وصبرهم وطاعتهم. في هذا الجو، تم تحريض المواطنين بعضهم ضد بعض بواسطة أفكار ومفردات علمانية الشكل دينية الإيحاء، جعلت الخارج على الأمر القائم، سواء أخذ سلوكه صورة نقد يوجهه إليه أو فعل يمارسه ضده، خارجا على الجماعة ووحدتها المقدسة، كافرا بنعمتها، يهز بسلوكه أو أقواله استقرارها، فلا يبقى بد، إذن، من دفع شره عن العباد. إلى هذا، فإن من لا ينضوي بلا شروط في النظام العام، يعد عاصيا وخارجا على الطاعة، بل وكافرا يجب التصدي له، كي لا يفسد من حوله، وينفث سمومه في إيمانهم. ثمة أمثلة كثيرة تؤكد استخدام نظم علمانية لغة دينية أثناء معالجة أزماتها وما شاب علاقاتها مع مواطنيها من توتر، فقد تعمم زعماء هذه النظم واحتلوا منابر التلفزة وألقوا خطبا دينية لتعليم مواطنيهم صحيح الإيمان، وشرح معاني ‘الدين الحقيقي’، وقد قال أحد الظرفاء ذات مرة ما معناه: لكثرة ما استقبل الزعماء رجال الدين وتداولوا معهم في كل أمر وشأن، بتنا لا نعرف من يحكمنا حقا، هؤلاء أم أولئك !. والحال، لم يعد هناك من عمل لبعض رجال الدين غير تسخير معتقداتهم وفتاواهم لخدمة سياسيي بلدانهم، حتى صار من الصعب حقا التمييز بين رجل السياسة ورجل الدين، وتبيان الحدود الفاصلة بين الخطاب السياسي والخطاب الديني، فاختلط الحابل بالنابل وضاع الناس، فصدق كثيرون منهم أن من يحكمهم يفعل ذلك بأمر أو بتكليف إلهي، وأن من غير الجائز الاعتراض على أي فعل من أفعاله أو أي قول من أقواله، وإلا كان الاعتراض عليه اعتراضا على إرادة الله عقابه جهنم. خلال الأزمة الأخيرة، لم يشذ ساسة إيران عن استخدام الدين في السياسة بطريقة تجافي الدين، فقد اتهموا الملايين الثلاثة، التي نزلت ذات ليلة إلى شوارع طهران احتجاجا على ما قيل من تزوير أصاب انتخابات الرئاسة، وقالوا إنها ضمت متآمرين على الثورة والإسلام، وإن ما فعلوه لم يكن احتجاجا شرعيا أو قانونيا بل كان فتنة. وجه متقي وزير خارجية إيران هذه التهمة إلى الملايين من مواطنيه، رغم أن احتجاجهم بهذا العدد الهائل يتفق مع منطق ونص القانون الإيراني، ويعد سلميا لم يعرف حادثة عنف واحدة، واقتصر على أمر واحد هو انتخابات الرئاسة، التي طالب بتصحيح نتائجها والتوفيق بينها وبين واقع إيران، الذي لم يختر أحمدي نجاد للرئاسة، كما اعتقد المتظاهرون. يحدد الفقهاء وعلماء الشريعة معايير الفتنة، فهي، بين أمور أخرى، خروج على الجماعة، وتهديد لقيمها، واستخدام للعنف ضدها أو ضد ممثليها الشرعيين، وعصيان لإرادتها الجامعة في أمر يتصل ببقائها وسلامتها… الخ. وهذا لا ينطبق كليا أو جزئيا على تظاهرات الإيرانيين، الذين نزلوا إلى الشارع، فكان نزولهم تعبيرا عن إرادة قسم كبير من الشعب لم يهدد قيم الإسلام، التي لا يعقل أن تكون قيما جامعة، إن خرج عليها هذا العدد الكبير من الخلق، ولم يستخدم العنف ضد مؤسسات الثورة أو ممثليها، بل نال اعتراف حتى خصومهم في الحرس الثوري، الذين وصفوا تحركه بـ’الثورة المخملية’ تشبها بثورة تشيكيا المخملية، التي اتصفت بسلميتها، ولم يتجاوز، أخيرا، الانتخابات ونتائجها أو يقدم مطالب تتخطاها، إلا بعد تعرضه لقمع مكثف قتل خلاله بضع عشرات المواطنين وجرح المئات، بمن في ذلك مارة عاديون لا علاقة لهم بأي احتجاج. هل يصح وصف احتجاج شعبي واسع كهذا بالفتنة ؟. وهل يحق لأي كان اعتبار المشاركين فيه منخرطين في فتنة جزاؤهم القتل؟ يقول منطق الفتنة بصورة واضحة أنه لا يحق لأحد الاعتراض على الأمر القائم أو الاحتجاج عليه. ويرى إن الحاكم واجب الطاعة لأنه ينفذ إرادة الله ويحفظ الدين والجماعة، فلا يجوز الشك في صدق وصحة أفعاله، ولا يحق لغير عاص ومنخرط في فتنة الاعتراض عليه، بل ولا يجوز لأي كان تقديم النصح إليه إلا بطلب منه. ويقول أخيرا: ان أي فعل اعتراضي هو فتنة ويجب أن يقابل بأقسى القمع أو بالقتل، فالفتنة لا تتفق مع الحلول الوسط والتسويات، ولا دواء لها غير السيف أو الرصاص. كان الاحتجاج سلميا وقانونيا، فتمت مواجهته بالقمع والقتل، بعد تحويله إلى فتنة. ألا يقول هذا الكثير عن واقع العرب والمسلمين، الذين يقر حكامهم بالكلام أنه بلغ الحضيض، لكنهم ينكرون بالأفعال حق العربي والمسلم في الاحتجاج أو الاعتراض، وإلا كان مشاركا في فتنة، واعتبر كالكافر الذي يجب قتله بلا رحمة ؟. ألا يبين كم ضاق صدر الحكام بشعوبهم، وكم بلغت الهوة التي تفصلهم، وانعدمت لغة التخاطب المشتركة بين الذين ‘فوق’ والذين ‘تحت’، وكم صار العنف بديلا للسياسة في تنظيم علاقات السلطة بالمجتمع، وكيف ينظر الحاكم إلى شعبه كعدو محتمل لا محل لأي حوار معه، ولا مسوغ لملاقاته في منتصف الطريق أو لتلبية أي مطلب من مطالبه، مهما كان بسيطا وضروريا. في الماضي، كانت المظاهرة تسمى مظاهرة، وكان المتظاهرون يعاملون كمتظاهرين لهم حق التعبير عن آرائهم ومطالبهم، التي كثيرا ما بت في أمرها وزير ما، وانتهى أمرها بتسوية ودية أو بانصياع أحد طرفيها لإرادة الآخر. أما اليوم، فإن نزول ملايين المتظاهرين سلميا إلى الشارع تعبيرا عن حق يكفله القانون، صار’ فتنة’ لا تعامل معها بغير الرصاص. لم تعد السياسة فن إدارة الخلاف والاختلاف داخل جماعة أو دولة ما، بل صارت فن قمع المجتمع وكبت مطالبه، بالقوة الأشد بطشا. فلا عجب أن وصلت دولنا إلى ما هي عليه من تدهور وانحطاط، وفشل كل شيء فعلته، مهما كان أوليا وبسيطا، وتكون عندنا عالمان داخل كل مجتمع: واحد للقامعين وآخر للمقموعين، تقوم علاقاتهما على التنافي والتباعد، وتفتقر إلى أي نوع من التفاعل والتكامل: الضروريين لتقوية أشد المجتمعات تماسكا، وأكثر الدول قوة. عندما يصير الاحتجاج السلمي فتنة عقوبتها القتل، لا يجد المواطن غير السلاح وسيلة تحميه وتسمع صوته. وحين تبلغ الأمور هذا الحد، تكون الفتنة فعلا من أفعال حكومات تستهتر بمسؤوليتها تجاه مواطنيها، تدفعهم إلى مواجهتها بالسلاح الذي يقتلهم، حين يعبرون عن آلامهم أو يتذمرون من أحوالهم. بقطع الحوار وإلغاء التفاعل بين الحكومة والناس، تكون الكارثة وشيكة دوما. عندئذ، لا يبقى للسلطة غير مخاطبة الناس بالسلاح، ولا يبق لهؤلاء غير استعماله ضدها. بذلك، تقع الفتنة فعلا ويعم الخراب !.
 كاتب وسياسي من سورية  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 سبتمبر 2009)


التخاصم مع الناطور

عكيفا الدار بعد مساومات طويلة وعصبية حول بضع مئات من الشقق في المستوطنات اكتشفت ادارة اوباما انها في شجار مع الناطور بدلا من قطف العنب. كما اكتشفوا ان الدولة الكبرى تأتي لهذه المجابهة بأياد مكشوفة. وفقا لهذه الرؤيا يتوجب دفع العملية السياسية خطوة خطوة، والخطوة الفلسطينية تأتي دائما بعد الخطوة الاسرائيلية: في التسعينيات كانت لرئيس الوزراء نتنياهو مشاكل ائتلافية، الرئيس كلينتون ابتلع المصادرة الكبرى من اجل اقامة مستوطنة جبل ابو غنيم. رئيس الوزراء التالي في الدور ايهود باراك حذر من ان شركاءه من اليمين يهددونه بالخروج من الائتلاف إن التزم بوعده بإخلاء قرى من منطقة القدس. كلينتون ناشد ياسر عرفات بان يتنازل. رئيس الوزراء ارييل شارون فضل انسحابا احادي الجانب على المباحثات الثنائية حول الضفة الغربية. الرئيس جورج بوش رحب بذلك. رئيس الوزراء ايهود اولمرت بدوره تنكر لوعده بإزالة حواجز وبوش اكتفى بالتذمر والشكوى. نتنياهو ‘الجديد’ يتحدث عن حدود الضفة فيعطيه الرئيس اوباما حسميات في قضيتي القدس واللاجئين. المصممون الامريكيون الذين يحسنون حياكة العملية السياسية وفقا لمقاسات الائتلاف الدوري في اسرائيل، مصابون بالعمى بكل ما يتعلق بقيود السياسة الفلسطينية. مرة تلو الاخرى يبتدعون غطاء قصيرا لتدفئة الاسرائيليين وبعد ذلك يشتكون من ان الفلسطينيين مصابون بالجبن والخوف. الدليل على ذلك يمكن ايجاده في مقالة نشرها اهارون ميلر الذي كان طوال سنوات كثيرة نائب دينيس روس في طاقم السلام الامريكي، في ايار ( مايو ) 2005 في صحيفة ‘واشنطن بوست’، تحت عنوان ‘محامو السلام’ كتب ميلر بأن ‘الطاقم الصغير الذي عملت فيه بما فيه انا نفسي كان في احيان كثيرة بمثابة محام لطرف واحد فقط ـ اسرائيل’. في كتابه ‘الارض الموعودة جدا’ كشف ميلر النقاب عن انه وجد صعوبة في عدم الشعور بالسخافة في كل مرة كان يسمع فيها روس وهو يقول بان الاسرائيليين يشتكون من انه محامي الفلسطينيين. على حد قوله لم يكن اي واحد من المسؤولين الامريكيين رفيعي المستوى الذين خاضوا مجال المفاوضات مستعدا او قادرا على طرح وجهة النظر العربية ناهيك عن خوض الصراع من اجلها. ميلر اعترف بان التعاطف مع اسرائيل كان عائقا امامه وامام رفاقه وحال دون ابدائهم الحزم بصدد المستوطنات والاقدام على مبادرات بصدد التسوية الدائمة ‘الى ان فاتنا القطار’. وها هو اوباما في هذه الايام حامل راية التغيير يعيد روس الى التاج. صحيح ان نتنياهو صرح بان حكومته ملتزمة بالاتفاقيات التي وقع عليها اسلافه (كيف يمكن التعامل بطريقة اخرى في الوقت الذي تطالب فيه اسرائيل بمقاطعة حماس بسبب رفضها الاعتراف بتلك الاتفاقيات)، ولكن يتوجب اخذها بالحسبان. اولم يسمع رئيس الولايات المتحدة عن تسيبي حوتوبلي؟ خريطة الطريق التي حظيت بخاتم قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة تلزم بإجراء مفاوضات حول كل القضايا الجوهرية من دون استثناء، ولكن كيف يمكن لواشنطن ان تتجاهل تهديد الوزير ايلي يشاي من ان شاس ستخرج من الحكومة من اللحظة التي تدخل فيها القدس للمفاوضات؟ اسرائيل التزمت بالفعل قبل سبع سنوات بتجميد البناء في المستوطنات بما في ذلك من اجل التكاثر الطبيعي ولكن البيت الابيض يعرف بالتأكيد ان نائب نتنياهو موشيه يعلون يدعي ان من حق كل يهودي بناء بيت بما في ذلك في وسط قصبة نابلس. هذا النهج لا يؤدي الى فقدان ثقة العرب باستعدادية حكومات اسرائيل بإحقاق الحق مع الفلسطينيين. هذا النهج يلحق ضررا فادحا بثقتهم باستعدادية الامريكيين بتجسيد قوتهم ونفوذهم للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة نفسها في المنطقة. ان كان اوباما يخشى التخاصم مع الناطور ويسمح له بالسيطرة على كرم عنب لا يعود له فسنأكل كلنا الحصرم. هآرتس 14/9/2009  

الإسلام ورؤى ما بعد صراع الحضارات : ماذا تبقى من أحداث 11/9؟

د. ريتا فرج بعد مرور ثمانية أعوام على أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وما ترتب عليها من تحولات في المشهد العالمي عموماً والشرق أوسطي خصوصاً، وما أنتجته من تبدلات تشي بارتفاع وتيرة العنف الإسلاموي، وبعد المتغيرات التي أعقبت حرب جورجيا الخاطفة، وما تلاها من تكهنات حول صحوة روسيا البوتينية، ماذا تبقى من الخلاصات الداعية لصدام الحضارات التي شكلت إحدى السياقات النظرية للتصادم الحتمي بين الغرب والإسلام؟ نظرياً خلص صموئيل هنتغتون في أطروحته الشهيرة ‘صراع الحضارات’ الصادرة عام 1996 الى أن النزاعات بين الشعوب والأمم ستتخذ بعداً ثقافياً وحضارياً تحدد على أساسه العلاقة بين الأديان والقوميات والدول، والفرضية الأساسية التي يمكن إستنباطها من أفكاره تكشف عن التأسيس لثقافات عالمية حدّية، تتحارب خلالها ومعها الديانات الابراهيمية الثلاث، يضاف اليها البوذية، والأهم من هذا كله وضعه الإسلام في موقع الصدارة داخل عمليه النزاع المفترضة، على أساس أنه يمتلك إرثاً تاريخياً عنفياً مما يخوله الدخول في الصِدام بأسلوب طوعي. إن المفاهيم التي ينطلق منها هنتغتون تجد جذورها في الفلسفة الغربية القائمة على ثنائية الاضداد، والتي تمهد بدورها لمقولة المركزية الاوروبية، على اعتبار الغرب يمثل الأنموذج المثالي الذي يجب أن يحتذى من قبل الدوائر الحضارية الاخرى؛ وبصرف النظر عن جدلية التقدم والتأخر والمعايير المحددة لقياس معدلاتها، لا بد من التأكيد على أن إستيهام عالم تغزوه الحروب الدينية أو الفكرية فيه الكثير من المغالطات، سواء في تصنيف نوعية الصراع أم لجهة إستحضار المُتخيل المادي والرمزي من قبل الأقطاب المتنازعة والمقصود هنا الغرب والإسلام، والذي يحتاج الى مراجعات نقدية قد تخفف من حالة التوتر والاحتدام من حيث الدرجة وليس النوع. بلا شك أن المعطى الديني في الوقت الراهن يشهد حضوراً نوعياً لا يمكن تجاهله في المجالين الإسلامي والغربي، ويوَّظف بأسلوب إنتقائي بغية تبرير الأهداف السياسية والاقتصادية الآخذة في الاتساع؛ مما يعني أن إتجاهات السياسة الدولية مرشحة لمزيد من الفوضى والاضطراب، وبالتالي فالاسلام الدين التوحيدي، والعالمي، والدنيوي، سيستنزف مراراً وتكراراً في لعبة الصراعات الدولية، التي تسمى وفقاً لأدبيات هنتغتون وورثته من المحافظين الجدد/ القدامى، وأسياد مراكز البحوث الأمريكية من بينهم دانييل بايبس مؤطر نظرية الحرب العالمية الرابعة، ومارتن كريمر الذي أحاط العقل الأمريكي برهاب التهديد الإسلامي، تسمى صراعاً حضارياً ووجودياً، في حين أنها معركة على الموارد بالمعنى الاقتصادي في عالم يشهد إنقساماً حاداً بين شماله وجنوبه. الى ذلك تكشف القراءة الموضوعية لخلاصات برنارد لويس عميد الاستشراق الحديث أنه أول من دعا الى مسألة القطيعة بين الحضارات التي ظهرت في كتابه الموسوم جذور الغضب الإسلامي عام 1990، ويرى لويس ‘أن الإسلام لا يعطي شيئاً ذي نفع، والضغينة تتحول الى غضب ضد الغرب، لكن النصر الأمريكي مؤكد كذلك لبننة (المقصود الحرب الاهلية اللبنانية) الشرق الأوسط مع تقوية إسرائيل’. ويروّج لويس الى أن الإسلام قاصر ومعارض للقيم العالمية، والسبب يعود الى أن المسلمين لديهم مشكلة في قبول الديمقراطية، لعوامل مختلفة أهمها أن الدين الإسلامي لا يملك المقومات البنيوية التي تدفعه لمواكبة الحداثة بمعناها السياسي والاجتماعي. وعلى الرغم من الخطاب السائد حول اعتبار هنتغتون مؤسس فرضية صراع الحضارات، إلاَّ أن لويس سبقه الى صياغتها منذ تفكك المنظومة الشيوعية، حين اعتبر الإسلام العدو الجديد للديمقراطية الغربية. إن المقولات التي يدعو اليها الاستشراق الأمريكي حول حتمية الصراع بين الإسلام والغرب، تؤكد على أن صنّاع القرار في واشنطن لا يمكنهم بناء توجهاتهم الخارجية بمعزل عن وجود عدو افتراضي، بغية تبرير وجودهم العسكري في الشرق الاوسط، والهدف بالطبع الإستيلاء على ثروات المسلمين خاصة النفط المحرك الاول للفتن والحروب. وعليه فإن الطفرة الاصولية التي تشهدها المجتمعات العربية والغربية، ودعم الولايات المتحدة المفرط لأمن إسرائيل، وإزدواجية المعايير الدولية تجاه قضايا المنطقة، وإستحضار الإرث التاريخي للعلاقة المضطربة بين الدوائر الحضارية المتلاقحة والمتعاكسة في آن؛ كل هذه العوامل وغيرها أحدثت شرخاً بين الأديان على مستوى العلاقة وليس على مستوى الرؤيا الى الله والوجود. من ناحية أخرى أحدثت التحولات الدولية المترتبة على الصحوة الروسية، وتنامي الدور الاقتصادي والسياسي للصين، وتراجع المشروع الأمريكي على الصعيد الخارجي والداخلي، تبدلات إستراتيجية ترشح العالم الى تعددية الأقطاب والمحاور وتُسقط نظرية صموئيل هنتغتون. والحال فإن الحديث عن تصادم الحضارات ونهاية التاريخ عبارة عن إيديولوجيات أثبتت بطلانها، فالصراع بين الإسلام والغرب لا يتأسس على منطلقات دينية، وإنما على المصالح والادوار والقدرة على إثبات الوجود بمعناه السياسي، وإذا لم يتصالح عالم الشمال والجنوب، وإذا لم يُصغ رؤساء الحكومات الغربية المتعاقبة لمطالب الشعوب المُستعمَرة ـ والاستعمار المقصود يندرج في سياق وصول النظام الرأسمالي الى ذروته ـ ومن بينهم المسلمين الباحثين عن موقعهم ودورهم من ضمن القوى العالمية سنشهد المزيد من الفوضى والاضطراب. يبقى أن الحضارات لا تتصارع بل تتثاقف وتتأثر وتكمل بعضها البعض، وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم ‘ولو لا دفعُ الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً’ (سورة الحج)، ‘ولو لا دفعُ الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض’ (سورة البقرة). كاتبة وباحثة لبنانية (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 سبتمبر 2009)

بعد عدة مبادرات غير ناجحة في إحياء « مشروع الأمة » الذي بدأه السلطان عبد الحميد الثاني تركيا: سكة حديد الحجاز تطلق صفارتها مجددًا في 2012

 


إفتكار البنداري بعد 93 عاما من توقف آخر قطار في محطة المدينة المنورة قادما من دمشق، بدأت تركيا أولى خطوات إحياء خط سكة حديد الحجاز، الشريان الذي كان يربط بين الدولة العثمانية ومنطقة الحجاز؛ حيث أعلن مسئول تركي أن العمل يجري في هذه الآونة على قدم وساق للانتهاء من المرحلة الخاصة به في الأراضي التركية، بحسب ما نقلته عنه صحيفة « زمان » التركية اليوم الثلاثاء. ويطلق الأتراك على هذا المشروع « مشروع القرن » أو « جسر الأخوة » لما يأملون فيه أن يكون الرابط الذي يعيد توثيق العلاقات التركية العربية من جديد على جميع المستويات؛ حيث سيمتد من إستانبول شمالا ويتجه جنوبا ليمر عبر أراضي سوريا والأردن وصولا إلى محطته الأخيرة في المدينة المنورة بطول 3 آلاف كلم. وفي حفل إفطار أقامته جمعية رجال الأعمال التركية- الأمريكية في أنقرة قال نائب وكيل وزير النقل التركي سوات هايري أكا في تصريحات عن آخر أخبار المشروع: « إن العمل في مشروع سكة حديد الحجاز جرى بشكل متسارع بفضل التعاون بين الدول التي يمر بها »، مستبشرا بأنه سيكون « الشريان الذي يضخ الحياة والقوة في العلاقات التجارية والشعبية بين شعوب هذه الدول ». وكان الطريق في نسخته القديمة يمتد من دمشق إلى المدينة المنورة، حيث بدأ العمل فيه عام 1900 في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وكان هدفه الربط بين إستانبول وأراضيها في الدول العربية ووصولا إلى مكة والمدينة المنورة، ولكن الأحداث التاريخية التي أعقبت انتهاء المرحلة الخاصة بدمشق- المدينة المنورة لم تسمح بأن يستكمل بقية مراحله بعد أن تم تخريبه بخطة وضعها الجاسوس البريطاني المعروف باسم « لورانس العرب » لقطع الإمدادات التي كانت تصل بسرعة عبره إلى القوات العثمانية في الحجاز خلال الحرب العالمية الأولى. وبحسب نائب وكيل وزير النقل التركي، فإنه عندما ينتهي العمل في هذا الخط « الذي نعتبره طريقا للسلام والرخاء للمنطقة، فإن القطار الذي سينطلق من إستانبول سيصل إلى المدينة المنورة في 24 ساعة فقط ». وأضاف أن الإدارة العامة لسكك حديد تركيا بدأت بالفعل إنجاز دورها في هذا المشروع الضخم عبر إنشاء خطوط لتسيير القطارات السريعة بين مدينتي ثراسي وكونيا، لافتا إلى أن سوريا والأردن ستبدآن حصتهما من المشروع في عام 2010، وسيكتمل في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2012. وتعد هذه المبادرة التركية التي دعا إليها العام الماضي الرئيس التركي، عبد الله جول، الأولى التي تأخذ طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع لإحياء مشروع سكك حديد الحجاز بعد عدة مبادرات سابقة لم تكتمل؛ « وذلك تأكيدًا لحرص الرئيس جول والحكومة (حكومة حزب العدالة والتنمية) على تقوية أواصر العلاقات مع العالم العربي »، بحسب سوات هايري أكا. مشروع أمة وبرغم ضخامة هذا المشروع سواء من حيث تكاليفه وجهد العمل فيه، أو فوائده الكبيرة المنتظرة على توثيق العلاقات التركية- العربية وتسهيل حركة النقل والتجارة بين شعوب الجانبين، فإنه حتى الآن لم يحظَ إعلاميا بشيء من الزخم الذي فاضت به قلوب الشعوب الإسلامية وقت إنشائه أول مرة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث كانوا يعتبرونه مشروع الأمة. فعندما قرر السلطان إنشاء هذا الخط بهدف التيسير على الحجاج الذين كانوا يطوون الأسابيع والشهور بين الوديان والجبال كي يصلوا إلى الأماكن المقدسة، اعتبره الجميع مشروع الأمة الأول الذي أعاد التفاف الشعوب حول الدولة العثمانية، برغم أنها كانت في مرحلة تداعيها، وظهر ذلك في فيض التبرعات الذي سال من مواطنيها في جميع أنحاء الدول التابعة لها فور علمهم بالنداء الذي أطلقه عبد الحميد إلى العالم الإسلامي عبر سكرتيره، عزت باشا العابد، للتبرع للمشروع حتى لا تضطر الدولة للاستدانة من البنوك الأوروبية. وتبرع السلطان وقتها بمبلغ (320) ألف ليرة من ماله الخاص، وتبرع شاه إيران بخمسين ألفًا، وأرسل خديو مصر عباس حلمي الثاني كميات كبيرة من مواد البناء، وتألفت في سائر الأقطار الإسلامية لجان لجمع التبرعات. وبحسب ما ورد في فيلم وثائقي نشرته فضائية « الجزيرة » القطرية هذا الشهر عن خط سكك حديد الحجاز، فقد وصلت حماسة الناس لإنجاز المشروع والتفافهم حوله درجة أن من اخترق الخط مزارعهم رفضوا قبول تعويضات، وأن الجنود تبرعوا بأوقاتهم في أعمال الإنشاء، وأن العائلات كانت تسعى إلى أن يخلف الابن أباه في وظيفته في شركة الخط لاعتقادهم في قداستهم ونبل غايته. واستمر العمل في هذا الخط بتكلفة 4 ملايين ليرة بداية من عام 1900 وحتى عام 1908، شاملا محطات: محطة الحجاز (دمشق) – درعا – نابلس – محطة عمان – حيفا – معان – تبوك – مدائن صالح – المدينة المنورة بطول 1302 كم، قاطعة المسافة في 56 ساعة. وبحسب تصريحات سابقة للخبير الأثري السعودي الدكتور سعد الراشد، لصحيفة « الشرق الأوسط » اللندنية فإن خط سكة حديد الحجاز « لم تكن نهايته المحددة المدينة المنورة، بل كان مخططاً له أن يصل إلى مكة المكرمة ثم إلى اليمن لاستكمال هدفه في التخفيف عن أكبر عدد من الحجاج، فضلا عن دوره في نقل البضائع والسلاح والأفراد. ولكن لم تدم فرحة المسلمين بثمار المشروع طويلا، حيث أشار الجاسوس البريطاني الشهير باسم لورنس العرب على الحكومة البريطانية بتخريب الخط وانتزاع قضبانه عام 1917 أثناء اشتداد سعير الحرب العالمية الثانية، وذلك لقطع الإمدادات عن الجيش العثماني خلال مواجهاته مع القوات البريطانية وقوات الثورة العربية المتحالفة معها ضد الدولة العثمانية في منطقة الحجاز. ومع احتفاظ المشروع بحيويته وأهميته برغم تجمده وتخريبه، ظهرت عدة محاولات لإعادة تشغيله قادتها سوريا والأردن والسعودية أعوام 1955، و1966، 1978 ولكن كان الأمر يقف عند حد إعلان النوايا واتخاذ القرارات دون البدء في التشغيل الفعلي. وفي العام الماضي ظهرت المبادرة التركية، والتي تضمنت إحياء المشروع على أن يمتد ليبدأ من إستانبول وليس من دمشق وصولا إلى المدينة المنورة، وتجددت الآمال في أن تتحقق النوايا هذه المرة بعد إعلان الحكومة التركية العمل الفعلي في المشروع.  (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 15 سبتمبر 2009)  

جامعة إسلامية جزائرية تبدأ تدريس اللغة العبرية

الجزائر ـ القدس العربي ـ من كمال زايت ـ تبدأ جامعة العلوم الإسلامية بمدينة قسنطينة الجزائرية في تدريس اللغة العبرية اعتبارا من الموسم الجامعي الجديد. وسيتم تدريس العبرية في قسم « مقارنة الأديان »، وهو قرار سيثير الكثير من الجدل على المستوى الشعبي بالنظر الى حساسية الجزائريين الشديدة من كل ما له علاقة باليهود وإسرائيل. وذكرت صحيفة « الخبر الأسبوعي » (أسبوعية خاصة) في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن جامعة قسنطينة (450 كيلومتر شرق العاصمة) قررت تدريس العبرية « في إطار التفتح على الآخر ومعرفة كيف يفكر »، وذلك لن يتأتى حسبها إلا عن طريق تعلم اللغة عملا بالحديث النبوي القائل « من تعلم لغة قوم أمن شرهم ». وأشارت إلى أن حوالي 200 طالبا سيشرعون في تعلم اللغة العبرية ابتداء من هذه السنة، على أن يزيد العدد في السنوات المقبلة. وقالت ان أساتذة من مصر وسورية وفلسطين سيتولون الإشراف على الطلبة الذين سيدرسون اللغة العبرية. ونشرت الصحيفة حوارا مع مدير جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة عبد الله بوخلخال الذي أكد أن الجامعة دأبت على تعليم اللغات التي لها علاقة بالحضارة العربية والإسلامية، مشددا على أن اللغة العبرية من اللغات السامية التي سيتم تدريسها في قسم مقارنة الأديان. وأفاد أن العبرية كانت تدرس من قبل في الجامعة ثم توقفت عام 1990 « لأسباب معروفة »، في إشارة إلى موجة الإسلام السياسي التي عرفتها البلاد، مؤكدا أنه كان هناك عدة أساتذة من دول إسلامية مختلفة يدرسون هذه اللغة، وبعد الأزمة الأمنية والسياسية التي عاشتها البلاد في تسعينات القرن الماضي غادروا البلاد وتوقف تعليم العبرية. وأفاد أن وزارة التعليم العالي أعطت الحرية لكل الجامعات بتدريس اللغات التي تراها مهمة، كما أنها وافقت عام 1999 على تدريس كل اللغات الشرقية التي لها علاقة باللغة العربية. واعتبر مدير الجامعة أن العبرية ستكون سهلة في التعليم لأن هناك تشابها كبيرا بينها وبين العربية، كما أنها تكتب من اليمين إلى اليسار وقواعدها تشبه قواعد لغة الضاد. وقال بوخلخال أن تدريس العبرية ضرورة علمية، موضحا أنه لا يمكن أن نتحدث عن حوار الحضارات و الثقافات والأديان ونحن لا نعرف لغات وثقافات الشعوب التي ننوي التحاور معها. ونفى المسؤول ذاته أن يكون الهدف من وراء هذا القرار التقارب مع الكيان الصهيوني أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشددا على أن هذا لا يمكن أن يكون قرارا لجامعة، وإنما هو قرار سياسي من صلاحيات الحكومة، مشددا على أنه لا يهتم لردود الأفعال السلبية التي ستصدر عن البعض، ما دام الأمر يتعلق بهدف علمي، ولا يخرج عن إطار القرارات التي اتخذتها الوزارة (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 سبتمبر 2009)
 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

30 mars 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3233 du 30.03.2009  archives : www.tunisnews.net   AISPP: Communiqué Le blog de la

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.