Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3471 du 23.11.2009
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس
مصلحة الإعلام للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي:بيــــــان
السبيل أونلاين :عاجل..منع الأستاذ سيف الدين مخلوف من زيارة زهير فى المرناقية
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل :بيـــــــــــــــــــــــــــان
اللجنة التونسية لحماية الصحافيين: بيان
نداء إلى منظمات حماية البيئة من أجل إطلاق سراح صديق البيئة زهير مخلوف
وكالة الأنباء الفرنسية: اصابة الرئيس التونسي بوعكة صحية
زياد الهاني :السّـراب / استباقا لمساءلته في غرفتي البرلمان : وزير الداخلية يتقدم باستقالته!!؟
“الخليج” :إعلاميون تونسيون يرفضون تحويل قضية الحرية إلى “محور للمزايدات”
الأنوار:تونس: التقليص في دعم المواد الغذائية بـ 70 مليار
“القبس”:الكويت تحظر استيراد الحيوانات من تونس وروسيا والتشيك
“الحياة”:تونس تحرر صرف الدينار في 2014
جريدة الصباح الأسبوعي :تسجيل تحولات خطيرة لفيروس أنفلونزا الخنازير ومقاومة للمضادات الحيوية
جريدة الصباح الأسبوعي :في تونس: 100 ألف حافظة صحية مجانًا للتلاميذ والكمامة بـ150 مليمًا
جريدة الصباح الأسبوعي :كل التفاصيل عن مشروع قانون المالية لسنة 2010
موقع الحوار.نت :بالسّــواك الحــارّ 146
الطاهر العبيدي :تهنئة عابرة للقارات
موقع القناة نقلا عن مجلة الوطن العربي: المرزوقى:النظام التونسي يتهم معارضيه ويتلقى دعم غربي وهو مدعوم من الغرب
السيد المبروك :الحلم الذي تحول الى كابوس رهيب !!!
موقع الحوار.نت :الاختفاء في ظروف غامضة
بحري العرفاوي:في تدخيل الخارج…وتخريج الداخـــل
موقع الحوار.نت :ألم يأن للسفينة التونسية أن تبحر؟!
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف
وكالة رويترز للأنباء:محكمة جزائرية تبرئ اثنين من معتقلي جوانتانامو السابقين
“الشروق”:القيادي الإخواني يوسف ندا للـ(الشروق) المصرية: حتى لو كانت الانتخابات مزيفة سنشارك لنكشف للعالم تزويرها
صحيفة أوان :دلالات الصراع المصري الجزائري على كرة القدم
صحيفة “القدس العربي” :جمعية لتحرير الشعب المصري
صحيفةالشرق:
جولة أوباما الآسيوية لبناء التوازنات مع الصين
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جانفي200
فيفري2009
أفريل 2009
أكتوبر 2009
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com *************************************************************************** تونس في 05 ذو الحجة 1430 الموافق ل 23 نوفمبر 2009 أخبار الحريات في تونس
1) نشاطون حقوقيون ومناضلون سياسيون ..بين فكي كماشة الحصار والمراقبة اللصيقة: يتعرض عدد من الناشطين الحقوقيين والمناضلين السياسيين والإعلاميين في تونس لحصار مستمر ومراقبة لصيقة من قبل جهاز البوليس السياسي، نذكر من بينهم السادة علي العريض وسليم بوخذير ولطفي الحيدوري وعبد الكريم الهاروني وحمزة حمزة والأستاذ محمد النوري والأستاذة راضية النصراوي والسيدة سهام بن سدرين وزوجها السيد عمر المستيري. 2) لجنة مساندة الناشط الحقوقي زهير مخلوف تجتمع عشية جلسة المحاكمة: اجتمعت مساء اليوم الاثنين 23 نوفمبر 2009 بالمقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي لجنة مساندة الناشط الحقوقي زهير مخلوف للنظر في تفعيل دور اللجنة للتعريف بمظلمة سجين الراي المعتقل حاليا بسجن المرناقية. 3) محاكمة الناشط الحقوقي زهير مخلوف: يمثل يوم الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 أمام محكمة ناحية قرمبالية الناشط الحقوقي زهير مخلوف المعتقل من أجل نشاطه الإعلامي والحقوقي بتهمة كيدية ملفقة تتعلق بالإساءة غلى شخص عبر الشبكة العمومية للاتصالات. 4) منع الأستاذ سيف الدين مخلوف من زيارة الناشط الحقوقي زهير مخلوف: منعت إدارة سجن المرناقية اليوم الاثنين 23 نوفمبر 2009 الأستاذ سيف الدين مخلوف من زيارة الناشط الحقوقي زهير مخلوف المعتقل حاليا بالسجن المذكور متعللة بأن السجين لا يرغب في مقابلة المحامين. 5) مضايقة السجين السياسي السابق الأزهر زروق وحرمان شقيقه من حقه في جواز السفر: يتعرض السجين السياسي السابق السيد الأزهر زروق (صاحب محل مواد غذائية) لمضايقة مستمرة حيث يعمد أعوان البوليس السياسي إلى الضغط على حرفائه ومضايقتهم، ويعمدون إلى تهديده بغلق محله وإعادته إلى السجن. كما تم حرمان شقيقه مراد زروق (تقني سامي) من حقه في الحصول على جواز سفر، ولم تسلم له بطاقة عدد 3 إلا بعد مرور أكثر من شهرين في حين أن الوقت العادي لتسليم هذه الوثيقة هو 15 يوما. 6) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
مصلحة الإعلام للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي بيــــــان
عقدت لجنة الدفاع عن زهير مخلوف صلب الحزب الديمقراطي التقدمي بالمقر المركزي اجتماعا اليوم الاثنين 23/11/2009 حيث تبادلت الآراء والمقترحات لتكثيف الجهود للدفاع عنه وطلبت من كل أعضائها العمل على التواجد المكثف غدا أمام قاعة المحكمة للتعبير عن تضامنهم معه، ومعلوم أن المناضل زهير مخلوف يتعرّض إلى مظلمة لكونه أنجز شريطا وثائقيا عن التلوّث في المنطقة الصناعية بجهة نابل في نطاق الحملة الانتخابية لفائدة قائمة الحزب التي كان ضمنها. و تؤكد اللجنة مرة أخرى: – بأن عمل المناضل زهير يندرج ضمن نشاط الحزب في كشف ورصد هموم ومشاغل المواطن واقتراح الحلول المناسبة. -على كيدية التهمة الموجهة إليه، والتي تأتي في سياق جملة من الاعتداءات تعرض لها أخيرا معاقبة له على جهوده الإعلامية في كشف التجاوزات والانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون. – إن قضية زهير مخلوف تكشف بكل وضوح عن التردي الذي بلغته حرية التعبير في تونس واستفراد الرأي الواحد بالساحة الإعلامية. واللجنة تتوجه بالنداء إلى كل المناضلين المدافعين عن الحرية من سياسيين وحقوقيين بأن يقفوا صفا واحدا للنصرة والدفاع عن المناضل زهير مخلوف وجعل قضيته من الأولويات المؤكدة في الدفاع عن حرية التعبير في تونس. تونس في 23-11-2009 عن اللجنة رئيسها والناطق باسمها الدكتور أحمد بوعزّي
عاجل..منع الأستاذ سيف الدين مخلوف من زيارة زهير فى المرناقية
السبيل أونلاين – تونس – عاجل منعت إدارة سجن المرناقية اليوم الإثنين 23 نوفمبر 2009 ، الأستاذ المحامي سيف الدين مخلوف من زيارة مراسل السبيل أونلاين في تونس ، المناضل الحقوقي زهير مخلوف ، المعتقل منذ 20 أكتوبر الماضي على خلفية تصويره للحي الصناعي بنابل . ونقلت مصادرنا عن المحامي سيف الدين مخلوف قوله أن إدارة السجن رفضت تمكينه من زيارة منوبه زهير مخلوف . و يعتبر هذا المنع إنتهاك لحق زهير في مقابلة محاميه خاصة وأن الزيارة تأتي يوم فقط قبل جلسة النظر في قضيته والتى ستنعقد غدا الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 ، صباحا في المحكمة الإبتدائية بقرمبالية . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 23 نوفمبر 2009)
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل نابل في 23/11/2009 بيـــــــــــــــــــــــــــان
يقف يوم الثلاثاء 24 نوفمبر المناضل عضو الحزب الديمقراطي التقدمي والناشط الحقوقي صاحب العدسة الحرة السجين زهير مخلوف أمام القضاء بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية في قضية ظاهرها الإساءة للغير عبر وسائل الاتصال العمومية وباطنها سياسي بحت يراد منه التشفي من شخص لطالما أقلق السلط بتسجيلاته المرئية الكاشفة للعديد من التجاوزات والنقائص البيئية والاجتماعية وفي نفس الوقت توجيه رسالة من خلاله لكل نشطاء المجتمع المدني. وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي إذ تجدد وقوفها إلى جانب ابن الحزب وابن الجهة السيد زهير مخلوف فإنه يهمها التذكير بما يلي: – المناضل زهير مخلوف كان مكلفا من طرف الجامعة وعناصر القائمة الانتخابية بإعداد تقارير موثقة عن الوضع البيئي والصناعي بالجهة كمادة يتم التحرك بها في الحملة النتخابية لتشريعية 25 أكتوبر2009. – تعتبر الجامعة الحصار الأمني المضروب على منزل السيد مخلوف والمضايقات الأمنية لعائلته عقابا جماعيا يسبق الحكم وعليه فهي تطالب برفعه وتمكين السيدة ماجدة المؤدب من عملها الذي كان الأمن طرفا في عملية فصلها منه – تطالب بالإفراج عن زهير مخلوف وحفظ القضية في حقه وحق زميله سعيد الجازي – تتوجه بالشكر لكل الأساتذة المحامين الذين تقدموا للدفاع عن السيد زهير ولكل رموز ومناضلي المجتمع المدني الذين ساندوه ولازالوا أفرادا وجمعيات وأحزابا ومؤسسات إعلامية بالداخل والخارج. – تؤكد الجامعة أن قضية زهير مثلها مثل قضية بن بريك وبوخذير وصحف الموقف والطريق الجديد ومواطنون وغيرهم كلها حلقات من سياسة القبضة الحديدية التي تريد السلطة إحكامها على المجال الاعلامي والسياسي والحقوقي متناسية أن مواجهة التحديات لا يتم إلا بالحوار الوطني المتكافئ، الجدي والمسؤول في كنف الشفافية والديمقراطية يكون التمهيد له برفع القيود عن الصحافة وعن حرية التعبير والتنظم والتنقل وبتنقية المناخ السياسي عبر وقف كل أشكال الملاحقات الأمنية والقضائية لرموز ومؤسسات المجتمع المدني. جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم
اللجنة التونسية لحماية الصحافيين * بيان
تونس في 23 نوفمبر 2009 تُستأنف غدا الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 محاكمة مراسل موقع “السبيل أون لاين” الزميل زهير مخلوف على خلفية عمله الصحفي ، في ظروف لا تتوفر فيها شروط إحترام حقوق الدفاع حيث منعت السلطات أمس الأول محاميته الأستاذة نجاة العبيدي من زيارته ، فيما يتواصل حصار عائلته . وبالتوازي باشرت السلطات قرارها الجائر بحظر زيارات الأساتذة المحامين عن الزميل توفيق بن بريك المعتقل ، وذلك منذ جلسة محاكمته يوم 19 نوفمبر 2009 في خرق واضح لحقوق الدفاع . وفي نفس الوقت تنظر غدا الثلاثاء محكمة قفصة في مطلب إعتراض الزميل الصحفي الفاهم بوكدوس على الحكم الغيابي الصادر بسجنه 6 سنوات على خلفية تقاريره الصحفية المصورة بقناة “الحوار التونسي” زمن الإحتجاجات السلمية لأهالي الحوض المنجمي في صائفة 2008 . إن اللجنة التونسية لحماية الصحافيين : – تجدد مطالبتها بالإفراج الفوري وغير المشروط على الزميليْن بن بريك ومخلوف وكف المضايقات عنهما وعن عائلتيْهما . – تطالب بإنهاء معاناة الزميل الفاهم بوكدوس وإسقاط الحكم الجائر ضده على خلفية أدائه لرسالته الإعلامية بإستقلالية .
تونس – نابل في 22 نوفمبر 2009 نداء إلى منظمات حماية البيئة من أجل إطلاق سراح صديق البيئة زهير مخلوف
أضحت حماية العناصر البيئية مطلبا ملحا والبحث عن وسائلها هدفا مقصودا ومنشودا وقد ساهمت منظمة الأمم المتحدة في تدعيم هذا التوجه إذ هي التى تضبط الإختيارات الكبرى لحماية البيئة في كامل أنحاء العام وذلك بإرساء برنامج عالمي سمي ببرنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة ، ورغم أن توجهات الدولة التونسية جعلت من حماية البيئة خيارا وطنيا وواجبا عاما في إطار رؤية متوازنة بين البيئة والتنمية تدعو إلى تبني التنمية المستدامة جاءت واقعة إيقاف صديق البيئة زهير مخلوف عضو الحزب الديمقراطي التقدمي صبيحة يوم الثلاثاء 20/10/2009 ، لتشكك في هذه التوجهات بعد أن وجهت له تهمة “الإساءة للغير عبر شبكة الإتصال العمومية” وذلك على إثر ممارسته لحق المشاركة في تحقيق بيئة سليمة ومتوازنة المكفول دستوريا بعد تسجيله فيديو عن الوضع البيئي المتردي للحي الصناعي بنابل ونشره على الإنترنت ، وقد قدّم زهير مخلوف مجموعة من الحلول العملية تؤكد على ضرورة أن يكون هذا النشاط الصناعي ملبيا لمتطلبات المحافظة على البيئة ومكوناتها وأن يصاحبه إستخدام رشيد وعقلاني للموارد الطبيعية . وهو الآن قابع بسجن المرناقية بضواحي العاصمة التونسية في إنتظار محاكمته بالمحكمة الإبتدائية بقرمبالية ، صحبة رفيقه السيد سعيد الجازي الذى يحال في حالة سراح . ان إيقاف صديق البيئة زهير مخلوف محاولة لإسكات صيحة فزع تعالت من أجل المناداة بتطبيق الإتفاقيات المصادقة عليها من طرف الدولة التونسية والتشريعات الداخلية التى نجد في صدارتها وجوبية خضوع أي مشروع إقتصادي لدراسة المؤثرات وتقديمها للوكالة الوطنية لحماية المحيط . إن الحق في بيئة سليمة ومتوازنة مكسب إنساني مشترك ، لذلك نناشد جميع المنظمات المهتمة بحماية البيئة التدخل من أجل إطلاق سراح زهير مخلوف الذى سيحاكم يوم 24 نوفمبر 2009 ، من أجل تهمة كيدية على خلفية نشاطه البيئي . عن لجنة البيئة بالحزب الديمقراطي التقدمي سعيد الجازي السيد المبروك
اصابة الرئيس التونسي بوعكة صحية
اعلن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية الاثنين ان الرئيس زين العابدين بن علي “سيلازم الراحة لمدة خمسة ايام” لاصابته بوعكة صحية. ونقلت وكالة الانباء التونسية عن الناطق الرسمي قوله ان بن علي “وباشارة من طبيبه الخاص، سيلازم الراحة لمدة خمسة ايام وذلك نتيجة التهاب بالحنجرة”. ولم يعط المتحدث ايضاحات اضافية حول الحالة الصحية للرئيس التونسي الذي يبلغ من العمر 73 عاما. واعيد انتخاب بن علي لولاية خامسة مدتها خمس سنوات ب89,62 في المئة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ال25 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
(المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 23 نوفمبر 2009 )
السّـراب / استباقا لمساءلته في غرفتي البرلمان : وزير الداخلية يتقدم باستقالته!!؟
أعلن ناطق باسم وزارة الداخلية والتنمية المحلية أن السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية تقدم باستقالته لرئيس الدولة إثر العاصفة التي أثارتها خلال الأيام الأخيرة تصرفات غير قانونية منسوبة لعناصر محسوبة على قوات الأمن. وقد عمدت أعداد غفيرة من أعوان الأمن صباح الخميس 19 نوفمبر 2009 إلى تطويق المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدّمي ومنع الأمين العام المساعد للحزب ورئيس تحرير جريدة الموقف رشيد خشانة من دخوله. كما تمّ منع الصحفيين العاملين في هذه الجريدة من الدخول إلى مقر عملهم. وهو نفس ما حصل مع صحيفة الطريق الجديد حيث تمّ منع الصحفي سفيان الشورابي وهشام سكيك رئيس تحرير الجريدة من الدخول إلى بنايتها. ولم يتم السماح للسيد هشام سكيك بالدخول إلاّ إثر تدخل من السيد أحمد ابراهيم الأمين الأول لحركة التجديد. كما تمت في اليوم نفسه محاصرة مقر صحيفة مواطنون لسان حزب التكتل. وجاءت هذه الأعمال بعد تكرر الاعتداءات بشكل غير مسبوق على الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني خلال الأيام الأخيرة. وتقطع استقالة وزير الداخلية الطريق أمام مساءلته في مجلسي النواب والمستشارين، خاصة وأن أغلب نواب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم أبدوا امتعاضهم للطريقة التي تصرفت بها قوات الأمن، واستباحتها كلّ التقاليد الديمقراطية العريقة لبلادنا، واعتبروها منافية لمبادئ الدستور الذي يحمل حزبهم اسمه، وللخيارات المعلنة لرئيسهم رئيس الدولة، ولأسس دولة القانون والمؤسسات. وقد تقدم نائبا حركة التجديد عادل الشاوش وطارق الشعبوني بطلب المساءلة إلى رئاسة مجلس النواب، بعد أن حصلا على توقيعات كافة أعضاء أحزاب المعارضة بالبرلمان. من جهته اعتبر السيد إسماعيل بولحية رئيس كتلة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بأن ما حصل تجاوز خطير للدستور ولحرية الإعلام لا يمكن لحركته أن تسكت عنه. فيما أكد السيد هشام الحاجي رئيس كتلة حزب الوحدة الشعبية بأن حزبه يندد بتصرفات رجال الأمن ويحمّل مسؤوليتها الكاملة لوزير الداخلية. أما السيد محمد مواعدة عضو مجلس المستشارين المعيّن والقيادي بحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، فقد دعا إلى إقالة وزير الداخلية مصرّحا بأن الأفعال التي أقدم عليها بعض منتسبي قوات الأمن مدانة ولا تشرف الجمهورية. في حين طالب أمين عام حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أحمد الإينوبلي وزير الداخلية بالاعتذار للشعب التونسي، ودعا إلى فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات وفصل كل من يتثب تورطه في إعطاء التعليمات لعناصر الأمن بمحاصرة مقرات الصحف دون إذن قضائي والاعتداء على الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني. وأكد الإينوبلي أنه لن يتهاون في الدفاع عن الحريات العامة وعن كرامة المواطن العربي في تونس. وتساءل الإينوبلي متى سيتم وضع حدّ لمثل هذه التجاوزات التي جعلت بلادنا أضحوكة بين الأمم؟ المجلس الأعلى للاتصال أصدر بدوره بيانا عبّر فيه عن استغرابه لمحاصرة مقرات الصحف الثلاث، واعتبر ذلك تجاوزا للسلطة وجريمة في حق حرية الإعلام. وتساءل بعض الملاحظين عن سبب تأخر الوزير الأول بناء على ما خوّله الدستور من صلاحيات، في التقدم باقتراح إلى رئيس الدولة لإقالة وزير الداخلية؟ لكن محللين سياسيين اعتبروا بأن الوزير الأول لم يمارس واجبه الدستوري في اقتراح تعيين وزير الداخلية، وبالتالي أضاع حقه في المطالبة بإقالته. هذا ومازالت النخب التونسية تحبس أنفاسها لمعرفة كيف ستكون ردّة فعل القيادة الجديدة للنقابة الوطنية للصحفيين على ما جرى!؟ وفي انتظار تحقق ذلك، طابت أحلامكم!!؟ زياد الهاني http://assarab-attounsi.blogspot.com/2009/11/blog-post.html
إعلاميون تونسيون يرفضون تحويل قضية الحرية إلى “محور للمزايدات”
أعرب العشرات من الإعلاميين والمثقفين والفنانين التونسيين عن رفضهم القاطع لما وصفوه ب”تحويل قضايا حرية الإعلام في تونس إلى محور للمزايدات الرخيصة”. واعتبروا في بيان حمل توقيع 104 إعلاميين ومثقفين وفنانين، أمس،أن تونس باتت عرضة ل”حملة مغرضة تستهدف بوضوح تشويه المكاسب الوطنية بأشكال مختلفة من المغالطة والتجني”، على حد قولهم. ووقع على البيان رئيسة اتحاد الكتّاب التونسيين الكاتبة جميلة الماجري، ونقيب الصحافيين جمال الكرماوي، والأكاديمية أفة يوسف، والمطرب صابر الرباعي، والشاعر والناشط الحقوقي جلال الحبيب، إلى جانب العشرات من الصحافيين. ولاحظوا في بيانهم أن الحملة “المغرضة” قالوا إنها “تستهدف الإساءة إلى صورة تونس بطمس كل الملامح الإيجابية التي تحققت لفائدة حرية الإعلام في البلاد، مقابل تضخيم قصدي لصورة سلبية مبالغ فيها”. وشددوا على أن مطلب الرفع من سقف الحريات الإعلامية، وتحسين الظروف المادية والمهنية للصحافيين “لا ينبغي أن يكون مظلة للإساءة إلى المكاسب الوطنية، بخاصة عندما تصدر هذه الإساءات عن جهات أجنبية تسمح لنفسها بالتدخل في الشأن التونسي”. (وكالة يو.بي.آي) (المصدر: “الخليج” (يومية – الشارقة) بتاريخ 23 نوفمبر 2009)
تونس: التقليص في دعم المواد الغذائية بـ 70 مليار
من المنتظر أن تتقلص نفقات دعم المواد الغذائية الأساسية خلال السنة القادمة ب70 مليون دينار. فبعدما كانت الاعتمادات المخصصة للتعويض سنة 2009 في حدود 800 مليون دينار ستتراجع سنة 2010 الى 730 مليون دينار. وبحسب جريدة الأنوار التونسية تم ضبط تقديرات الدعم للسنة القادمة اعتمادا على الأسعار العالمية خلال الأشهر الأخيرة من السنة الحالية بالنسبة إلى الحبوب والزيت المدعم واعتمادا كذلك على الكميات اللازمة للاستهلاك للسنة المقبلة وعلى مستوى.أسعار الإنتاج للحبوب المحلية علما وأنها أرفع من الأسعار العالمية . ويرجع التقليص في الاعتمادات . المخصصة لصندوق التعويض عن المواد الأساسيه للصابة الممتازة للحبوب المسجلة خلال السنة الحالية حيث تجاوزت 25 مليون قنطار مقابل 11 مليون قنطار في الموسم السابق و19 مليون قنطار المقدرة في الميزانية . وقد كان حجم المبالغ المخصصة لمدعم الحبوب سنة 2009 في حدود 676 مليون دينار ستتقلص بواقع 70 مليون دينار لتكون في حدود 606 ملايين دينار العام القادم ، في حين سيحافظ الدعم في الزيت النباتي على مستواه المسجل السنة الحالية ب120 مليون دينار ونفس الشيء بالنسبة للورق المدرسي حيث بلغ الدعم 4 مليارات من المليمات سنة 2009 وقد تم برمجة اعتمادات ب 4 مليارات كذلك سنة 2010. وبالرغم من تراجع حجم الدعم حسب تقديرات الميزانية للسنة القادمة ، فإن حجم دعم المواد الأساسية يمثل 1,3 بالمائة من الناتج المحلي و5.5 بالمائة هن ميزانية الدولة دون اعتبار الدين و الدعم و9. 15 بالمائة من نفقات التنمية . مع الإشارة الى أن حجم الدعم المخصص للمواد الغذائية كان في حدود 300 مليون دينار فقط قبل 3 سنوات ، لكن مع التهاب أسعار المواد الغذائية في العالم ارتفعت الميزانية المخصصة لصندوق . (المصدر: “الأنوار” (أسبوعية – تونس) بتاريخ 22 نوفمبر 2009)
الكويت تحظر استيراد الحيوانات من تونس وروسيا والتشيك
حظرت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية امس وبشكل مؤقت استيراد جميع انواع الثروة الحيوانية والداجنة والطيور من تونس وروسيا والتشيك بناء على تعليمات من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. وقالت الهيئة في بيان صحفي ان اجراءات الحظر المؤقت لاستيراد هذه الحيوانات من تلك الدول الثلاث اتخذت بعد ظهور اوبئة فيها. من جهة اخرى، اوضحت الهيئة انه تم رفع الحظر عن استيراد الاغنام من اثيوبيا بناء على تعليمات المنظمة العالمية بعد التأكد من خلوها من الاوبئة. (المصدر: “القبس” (يومية – الكويت) بتاريخ 23 نوفمبر 2009)
تونس تحرر صرف الدينار في 2014
تونس – سميرة الصدفي أعلن في تونس أمس أن مسار تحرير صرف الدينار إلى جميع العملات العالمية من دون سقف يُستكمل في 2014. وكان الرئيس بن علي أكد في خطاب القسم لولايته الجديدة، تخفيف القيود على حركة رأس المال استعداداً للانتقال إلى عملة قابلة للتحويل بالكامل. ووعد أيضاً برفع القيود على حجم النقد الذي يسمح للمصدرين المحليين نقله معهم إلى الخارج لتنفيذ استثمارات، ورفّعت المنحة السياحية من 3 آلاف دينار إلى 6 آلاف (4800 دولار). وكان بن علي وعد منذ خمس سنوات باستكمال تحرير صرف الدينار في 2009، لكن الإجراء أرجئ إلى 2014 بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاد التونسي. وقال مسؤولون في وزارة المال التونسية، إن تحرير صرف الدينار يشكل «خياراً استراتيجياً تسعى تونس من خلاله، إلى دمج اقتصادها في الدورة الاقتصادية العالمية في شكلٍ أوسع، وتمكين المؤسسات المصدرة من المحافظة على إيراداتها بالعملة الأجنبية، ما يُضفي مرونة على معاملاتها الخارجية ويقيها من أخطار تقلبات الصرف. على صعيد آخر يحل وفد كبير من رجال الأعمال ورؤساء مجموعات اقتصادية اسبانية في تونس الثلثاء المقبل للبحث في توسيع الاستثمارات الإسبانية في شمال أفريقيا. ويقود الوفد الذي يرافق الملك خوان كارلوس في زيارة لتونس تستمر ثلاثة أيام، رئيس اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الإسباني جيراردو دياز فران. ولوحظ أن مجيء الوفد الإسباني يتزامن مع توتر غير مسبوق في العلاقات السياسية بين تونس وفرنسا التي تحتل المرتبة الأولى بين المستثمرين الخارجيين في البلد. إلا أن السفير الإسباني في تونس الذي أكد أن الاستثمارات الإسبانية في البلد تضاعفت سريعاً خلال السنوات الأخيرة، أفاد بأن عدد المؤسسات الإسبانية العاملة في تونس ارتفع إلى 52 في قطاع النفط والإسمنت والمنسوجات، فيما تقدمت مدريد إلى المرتبة الرابعة من زبائن تونس والخامسة من بين مزوديها. وفي سياق متصل انطلقت أمس في تونس أعمال الدورة الثالثة لـ «منتدى التنمية المغاربية» الذي يُقيمه سنوياً مصرف «التجاري وفاء بنك» المغربي. ويرمي المنتدى الذي تشارك فيه وفود من بلدان الاتحاد المغاربي (الجزائر والمغرب وليبيا وتونس وموريتانيا) إضافة إلى السنغال ومالي وكوت ديفوار وغابون، إلى وضع آليات لتنشيط المبادلات التجارية بين البلدان المغاربية وتكثيف استثماراتها في أفريقيا بدعم من المجموعة المصرفية لـ «التجاري»، غرب القارة. ويناقش المشاركون في المنتدى الوسائل الكفيلة بإزالة العراقيل من أمام الاستثمارات والتجارة بين بلدان الاتحاد المغاربي الذي تشله الخلافات السياسية منذ 1994. (المصدر: “الحياة” (يومية – لندن) بتاريخ 21 نوفمبر 2009)
منظمة الصّحة العالمية قلّلت من مدى تأثيرها: تسجيل تحولات خطيرة لفيروس أنفلونزا الخنازير ومقاومة للمضادات الحيوية
تونس ـ الأسبوعي تميزت نهاية الأسبوع المنقضي كما نهاية الأسبوع الذي سبقه بتطورات مثيرة وإن كانت تطورات نهاية الأسبوع قبل المنقضي جاءت من تونس فإن نهاية الأسبوع حملتها وسائل الأنباء العالمية بعد أن أعلن عن ظهور حالات تحوّل فيها الفيروس ليصبح أكثر شراسة. ولئن لم ينتقل الفيروس المتحول من شخص إلى آخر بما يحد من مخاطره، فإنه يستوجب دومًا الحذر خصوصًا وقد سجلت بعض حالات المقاومة للمضادات الحيوية. كما حملت وسائل الأنباء العالمية كذلك تصريحات لوزيرة الصحة الفنلندية اتهمت فيها بأن اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير قاتل وأن أمريكا وراء ذلك.. أما محليًا فقد بلغ عدد المصابين بأنفلونزا الخنازير زهاء 500 شخص وتعددت بؤر التفشي بما يعلن عن دخول بلادنا مرحلة تفشي الفيروس. تطورات مثيرة وسط أنباء متواترة عن تزايد أعداد الأشخاص المصابين بسلالة من نوع متحور لفيروس أنفلونزا الخنازير الذي يقاوم الأدوية المضادة له، أطلق خبراء دوليون صيحة فزع من إمكانية وصول موجة من الوباء إلى ذروتها قريبًا. وقال مسؤولون صحيون في بريطانيا إنهم يتحققون حاليًا مما يبدو أنه انتشار لسلالة مقاومة للعقاقير من فيروس أنفلونزا الخنازير من شخص إلى آخر. ورغم تسجيل عشرات الحالات في العالم لإصابات بفيروس مقاوم للعقار أثناء تناوله، إلا أن أيًا من المصابين لم ينقل بشكل مؤكد حتى الآن السلالة للآخرين. وكشفت آخر التقارير أن السلالة المتحورة من أنفلونزا الخنازير قد تكون مسؤولة عن التسبب في أعراض حادة للمريض. وقال المعهد النرويجي للصحة العامة في بيان إن «التحور قد يؤثر على قدرة الفيروس على التوغل أكثر في الجهاز التنفسي وبالتالي التسبب في مرض أخطر.. وقد عزل الفيروس من أول حالتين قاتلتين للأنفلونزا الوبائية في البلاد ومن حالة خطرة لمصاب آخر بالمرض». إلا أن منظمة الصحة العالمية قالت إن التحور لا يبدو منتشرًا في النرويج، وإن الفيروس لا يزال حسّاسًا للعقاقير المضادة للفيروسات ولقاحات الوباء وأضافت أن تحورًا مشابهًا رصد في فيروسات 1N1A/H في دول عديدة أخرى من بينها الصين والولايات المتحدة في حالات حادة وكذلك بعض الحالات المتوسطة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن النرويج ودول أبعد شرقًا من بينها جورجيا وليتوانيا ومولدوفيا وصربيا، أعلنت عن زيادات كبيرة في مرض يشبه الأنفلونزا. التشكيك في أمان اللقاح على مستوى آخر، وبعد التشكيك في درجة أمان لقاح أنفلونزا الخنازير المرتفعة إثر وفاة عدد محدود من الأشخاص عقب تطعيمهم ضد أنفلونزا 1N1A/H الوبائية، أكدت مسؤولة بمنظمة الصحة العالمية أن تحقيقات أثبتت أن وفاة هؤلاء لم تكن بسبب اللقاح وأضافت ماري بولي كايني، خبيرة اللقاح بالمنظمة «لم ترصد التقارير التي صدرت حتى الآن أي شيء عن مسألة الأمان»، وأوضحت أن التقارير تقطع حتى الآن أن لقاح الأنفلونزا الوبائية على نفس درجة الأمان المرتفعة للقاح الأنفلونزا الموسمية. وأظهرت دراسة مسحية أجريت على أطباء مؤخرًا، أن أكثر من نصف البريطانيين الذين يعرض عليهم التطعيم ضد وباء أنفلونزا الخنازير يرفضونه لأنهم يخشون آثاره الجانبية أو يعتقدون أن الفيروس أضعف من أن يثير قلقهم. (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 23 نوفمبر 2009 )
في تونس: 100 ألف حافظة صحية مجانًا للتلاميذ والكمامة بـ150 مليمًا
ازدادت وتيرة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير في المدارس والمعاهد والجامعات خلال الأسبوعين الأخيرين ليدخل بذلك في دائرة الانتشار السريع. وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للوقاية من هذا الفيروس واللقاءات الدورية لمتابعة الوضع عن كثب، كشف ممثلو وزارتي الصحة العمومية والتربية والتكوين أنه أمام حالة الانتشار الجماعي لهذا الفيروس في المؤسسات التربوية، سيتم التعامل مع كل حالة مشتبه بها على أنها إصابة بفيروس 1N1A/H تستوجب العزل دون انتظار تأكيد التحاليل المخبرية. وأكدت أرقام وزارة الصحة العمومية أنه تم تسجيل زهاء 500 حالة مؤكدة بإصابة أنفلونزا الخنازير في الأسبوعين الأخيرين منها 200 حالة في الوسط التربوي وكشفت آخر المعطيات عن غلق 9 مؤسسات تربوية ومجموعة من الأقسام بـ10 مدارس، كما تم رصد 43 حالة بالمؤسسات الجامعية. ومن المنتظر أن يفتح المعهد الأعلى للهندسة المعمارية بسيدي بوسعيد أبوابه غدًا الثلاثاء بعد أن تم غلقه منذ أيام. اقتراحات قرار الغلق ضبطت المذكرة التي أصدرتها وزارتا الصحة العمومية والتربية والتكوين اقتراحات الغلق وذلك باعتبار تسجيل 3 حالات أنفلونزا 1N1A/H على الأقل لدى تلاميذ أو مربّين في نفس الفصل على تسجيل حالة مجمعة (3 إصابات على الأقل). أما الاعتماد في اقتراح غلق مؤسسة تربوية، فإنه يتم بناء على: ـ تسجيل 3 حالات أنفلونزا مجمعة في نفس المؤسسة وفي نفس الأسبوع بالنسبة إلى المؤسسات التي لا يتعدى عدد تلاميذها 500 تلميذ. ـ تسجيل 5 حالات مجمعة في نفس الأسبوع بالنسبة إلى المؤسسات التي يفوق عدد تلاميذها 500 تلميذ. نقاط سوداء كشفت ممثلة وزارة الصحة العمومية أن إقليم تونس الكبرى يأتي في المرتبة الأولى من حيث الحالات المسجلة إلى حد الآن ثم ولاية نابل في المرتبة الثانية تليها ولاية أريانة. وأشار السيد المنصف الحميدي إلى أن جهتي قرطاج والمرسى يمثلان نقطة سوداء في انتشار هذا الفيروس لكثرة الحالات المسجلة فيهما، وأكدت المعطيات المتوفرة عدم بلوغ فيروس 1N1A/H إلى الأوساط الريفية إلى حد الآن باعتباره لا يعيش عادة في المناطق المفتوحة. ولمزيد التوقي من انتشار هذا الفيروس، قامت وزارة التربية والتكوين بالتعاون مع تعاونية الوقاية من الحوادث المدرسية بتوزيع 100 ألف حافظة صحية تحتوي على صابون وسائل معقم على تلاميذ المدارس الابتدائية الريفية بـ20 ولاية في انتظار توفير المزوّد لحافظات صحية للولايات الأربع المتبقية في الأيام القليلة القادمة. لا نيّة في إقرار عطلة في الوقت الذي أشار فيه البعض إلى إمكانية إقرار وزارة التربية والتكوين لعطلة استثنائية كحل إجرائي للحد من انتشار هذا الفيروس في المؤسسات التربوية، أكد ممثل الوزارة السيد محمّد الخياطي أنه لا نية للالتجاء إلى هذا القرار بل إنه سيتم التعامل مع كل مؤسسة تربوية على حدة. وإذا كان قرار الغلق قد شمل 9 مؤسسات فقط، فلا يمكن سحبه على 6500 مؤسسة تربوية، كما أنه يستحيل اللجوء إلى هذا القرار حتى في إقليم تونس الكبرى الذي يشمل 1000 مؤسسة تربوية. وقد تم إلزام كل مؤسسة تربوية بتعيين منسق يتابع الحالات ويمدّ وزارة الصحة العمومية بمختلف المستجدات يوميًا قبل الرابعة مساء، ويشمل هذا الإجراء المؤسسات التربوية والحكومية والخاصة. من أجل تنشيط خلايا اليقظة وللحد من انتشار هذا الفيروس بالأوساط التربوية والتكوينية، أصدرت كل من وزارتي الصحة العمومية ووزارة التربية والتكوين، مذكرة موجهة إلى المديرين الجهويين للصحة والمديرين الجهويين للتربية والتكوين تؤكد على مزيد تنشيط خلايا اليقظة المحلية والجهوية المشتركة بين الوزارتين والقيام بزيارات ميدانية مشتركة لمختلف المؤسسات التربوية والتكوينية لمعاينة الوضع والعمل على تدارك النقائص خاصة فيما يتعلق باحترام قواعد النظافة وحفظ الصحة وتوفير مختلف المستلزمات الضرورية لذلك مع الحرص على تطبيق ما جاء في دليل التدخل الميداني واعتبار كل الحالات المشتبه فيها كحالات أنفلونزا تقتضي العزل والإبعاد المدرسي الآلي دون اللجوء إلى التأكيد المخبري للأنفلونزا (حرارة مرتفعة مع علامات ضيق تنفس: عطاس، سعال، سيلان الأنف، آلام في الحنجرة أو حرارة مرتفعة مع علامات هضمية، تقيؤ أو إسهال)، وتنظيم لقاءات تحسيسية مع الأوليـاء على مستوى كل مؤسسة. سعر الكمامة 150 مليمًا كشفت مصادر وزارة الصحة العمومية أنه تم تسعير الكمامة بـ150 مليمًا، مع الإشارة إلى أنه لا حاجة لغير المريض لاستعمالها باعتبارها وسيلة وقائية من العدوى، أي أنه يتعيّن فقط على المريض استعمالها مع ضرورة تغييرها كل 4 ساعات في أقصى الحالات. محمّد صالح الربعاوي (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 23 نوفمبر 2009 )
كل التفاصيل عن مشروع قانون المالية لسنة 2010
الترفيع في مبلغ الطرح بعنوان الأبناء المزاولين لتعليمهم العالي والحاملين لإعاقة إسناد أراض بالمليم الرمزي لإنشاء فضاءات ترفيهية للأطفال التمديد في الانتفاع بالنظام الجبائي التفاضلي لفائدة سيارات النقل الريفي
تونس ـ الاسبوعي تنفرد «الاسبوعي» اليوم بنشر تفاصيل ضافية حول مشروع قانون المالية لسنة 2010 الذي بدأ عرضه مؤخرا على اللجان المختصة في مجلس النواب والمستشارين.. ويتميّز هذا المشروع بأنه أخذ بعين الاعتبار ما كان عرضه رئيس الدولة في برنامجه الانتخابي للمدّة الانتخابية الجديدة وتضمّن هذا المشروع جملة من الاجراءات نوردها فيما يلي كما جاء في تقديم المشروع. تم إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2010 في إطار أولويات العمل التنموي التي تضمنها البرنامج الإنتخابي لتونس الغد وخاصة المحاور المتعلقة بمواصلة دفع الاستثمار وتعزيز مواطن الشغل ودعم القدرة التنافسية للمؤسسات. ويتضمن مشروع قانون المالية علاوة على الأحكام المتعلقة بالميزانية المحاور التالية: ـ إجراءات لدفع الاستثمار وتعزيز مواطن الشغل ـ إجراءات لدعم القلدرة التنافسية للمؤسسة والتشجيع على التصدير ـ إجراءات ذات طابع اجتماعي ـ إجراءات لمواصلة الإصلاح الجبائي ـ إجراءات لمزيد تحسين الاستخلاص I ـ إجراءات لدفع الاستثمار وتعزيز مواطن الشغل 1 ـ مواصلة تشجيع الاستثمارات في الأنشطة الواعدة وذات نسبة الاندماج المرتفعة وذلك بالتمديد في فترة الانتفاع بالترفيع الاستثنائي في منحة الاستثمار المخوّلة لهذه المشاريع في إطار الفصل 52 من مجلة تشجيع الاستثمارات الى 31 ديسمبر 2010 وذلك في انتظار مراجعة المنظومة التحفيزية خلال سنة 2010 وفق ما تضمنه البرنامج الرئاسي للفترة 2009 ـ .2014 2 ـ مواصلة تشجيع الاستثمارات المنجزة في الفضاءات الترفيهية للأطفال والشباب في إطار الفصل 52 رابعا من مجلة تشجيع الاستثمارات وذلك بالتمديد في فترة الانتفاع بالامتياز المتمثل في إسناد أراض بالدينار الرمزي الى 31 ديسمبر 2010 وذلك في انتظار مراجعة المنظومة التحفيزية خلال سنة 2010 وفق ما تضمنه البرنامج الرئاسي للفترة 2009 ـ .2014 3 ـ تشجيع الاستثمار في قطاعي تطوير التكنولوجيا والبحوث التنموية وذلك بإدراج بعض أنشطة الخدمات ضمن القطاعات المنتفعة بالإمتيازات في هذا المجال والمتمثلة في تكفّل الدولة الجزئي أو الكلي بمصاريف تكوين الأعوان وفي منحة بعنوان الاستثمارات في ميدان البحوث التنموية. 4 ـ توسيع مجال تدخلات صندوق تنمية المواصلات وتكنولوجيات الاتصال ليشمل قطاع الاتصال وعمليات التجديد تبعا لتحوير التشريع المتعلق بنظام التشجيع على الابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والذي تمّ من خلاله توسيع مجال تدخل هذا النظام ليشمل عمليات التجديد وقطاع الاتصال. 5 ـ تشجيع الاستثمارات بمناطق التنمية الجهوية وذلك بالتمديد في الأجل المحدد لها للدخول طور النشاط الفعلي من 31 ديسمبر 2009 الى 31 ديسمبر 2010 لمواصلة الانتفاع بالامتيازات المنصوص عليها بالفصلين 23 و25 من مجلة تشجيع الاستثمارات المعمول بها قبل صدور قانون حفز المبادرة الاقتصادية. 6 ـ تجميع كل الآليات المتعلقة بإعداد طالبي الشغل للحياة المهنية ضمن مجال تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل وذلك في اتجاه استحثاث نسق إحداث المؤسسات بالمناطق الداخلية واستقطاب الاستثمارات في القطاعات الواعدة وذات القيمة المضافة والمحتوى المعرفي والتكنولوجي العالي. 7 ـ ملاءمة أحكام مجلة تشجيع الإستثمارات المتعلقة بالتشجيع على سياحة الإقامة مع أحكام مجلة الديوانة الجديدة. II ـ إجراءات لدعم القدرة التنافسية للمؤسسة والتشجيع على التصدير 8 ـ مواصلة العمل بالطرح الكلي للمداخيل والأرباح المتأتية من التصدير لمساندة الاستثمارات التي هي في طور الإنجاز والمتحصلة على شهادة في إيداع التصريح بالاستثمار قبل غرة جانفي 2011 والتي تدخل حيز النشاط الفعلي وتنجز أوّل عمليّة تصدير خلال سنة .2011 9 ـ مواصلة التمشي الخاص بالتقليص في عدد نسب المعاليم الديوانية والفارق بين النسب المطبّقة حسب التعريفة الحرّة والتعريفة التفاضلية بما يمكّن من التخفيض في معدّل النسب النظرية للمعاليم الديوانية ويساهم في مزيد حسن اختيار وجهة التزوّد. 10 ـ تمكين المؤسسات الخاضعة للأداء على القيمة المضافة من الانتفاع بتوقيف العمل بالأداء المذكور بعنوان اقتناءاتها من المواد والتجهيزات التي تدخل ضمن مكّونات إنجاز صفقات البناء والأشغال العامة بالخارج التي لا يقل مبلغها عن 5 مليون دينار وذلك بصرف النظر عن نسبة رقم معاملاتها للتصدير من رقم معاملاتها الجملي السنوي. 11 ـ مواكبة الإجراءات البنكية المتعلقة بمعالجة ديون معاصر ومصدّري زيت الزيتون الناجمة عن الصعوبات الظرفية التي جابهوها خلال موسم 2005 ـ 2006 وذلك بتمكين البنوك التي تتخلّى لفائدتهم خلال سنتي 2009 و2010 عن فوائض التأخير وجزء من الفوائض التعاقدية الموظفة على القروض الممنوحة الى موفى ديسمبر 2009 والمتخلّدة بذمّتهم من: ـ طرح من أساس الضريبة على الشركات 50% من المتخلدات بعنوان الفوائض التعاقدية وكامل المتخلدات بعنوان فوائض التأخير التي تضمنتها إيراداتها والموظفة على القروض المذكورة. ـ شطب من حساباتها 50% من المتخلدات بعنوان الفوائض التعاقدية وكامل المتخلدات بعنوان فوائض التأخير الموظفة على القروض المذكورة والتي لم تتضمنها إيراداتها دون أن تؤدي عملية الشطب الى الترفيع أو الى التخفيض في الربح الخاضع للضريبة لسنة الشطب. 12 ـ تيسير وتحسين إجراءات استرجاع فائض الأداء على القيمة المضافة بهدف مزيد دعم السيولة المالية للمؤسسة وذلك بـ: ـ تحسين شروط استرجاع فائض الأداء المتأتي من عمليات الاستثمار المنصوص عليها بالفصل 5 من مجلة تشجيع الاستثمارات أو من استثمارات التأهيل بالتقليص في مدة استرسال الفائض الى ثلاثة أشهر والتخفيض في الأجل الأقصى للإرجاع الى ثلاثين يوما على غرار القواعد المعمول بها لاسترجاع فائض الأداء المتأتي من استثمارات الإحداث. ـ تمكين المطالب بالأداء من استرجاع المبالغ التي تم إقرارها جزئيا من قبل مصالح الجباية وذلك بصرف النظر عن الإجراءات المتبعة بخصوص المبالغ التي لم يتم الاتفاق في شأنها. ـ خصّ المؤسسات الخاضعة قانونا لتدقيق مراقب حسابات بإجراءات تفاضلية لاسترجاع فائض الأداء على القيمة المضافة وذلك بـ: * الترفيع في نسبة التسبقة من 35% حاليا الى 50%. * التخفيض في الأجل الأقصى المحدد لإرجاع الفائض الى 60 يوما عوضا عن 90 يوما حاليا. * تسريع البت في مطالب الإسترجاع بتمكين مصالح الجباية من البدء في إجراء المراقبة الضرورية للتثبت من صحة العناصر الواردة بمطلب الإسترجاع مباشرة بعد تقديم مطلب الإسترجاع ودون مراعاة الأجل المحدد بـ 15 يوما لبدء عملية المراجعة الجبائية المعمّقة. ـ تمكين المطالب بالأداء من استئناف حق طرح فائض الأداء على القيمة المضافة المتأتي من الاستغلال بصفة آلية وذلك في صورة عدم رد مصالح الجباية على مطلب الإسترجاع في الأجل المحدد لذلك. 13 ـ مزيد دعم القدرة التنافسية لقطاع النقل الجوي وتطوير نشاط تكوين وتدريب الطيارين وذلك بتوقيف العمل بالأداء على القيمة المضافة بعنوان خدمات: ـ الصيانة والإصلاح والمراقبة الفنية للطائرات المنجزة لفائدة مؤسسات النقل الجوي. ـ تكوين وتدريب الطيارين. 14 ـ تطوير النظام الجبائي المتعلق بطرح المدخرات بالنسبة الى المؤسسات الناشطة في القطاع المالي لملاءمة هذا الطرح مع خصوصيات نشاط المؤسسة وذلك من خلال: ـ تمكين مؤسسات القرض من الطرح الكلي للمدخرات التي تكوّنها بعنوان الديون غير ثابتة الاستخلاص والكفالات الممنوحة للحرفاء دون تحديد في الزمن باعتبار أن نشاطها الأصلي يتمثل أساسا في إسناد القروض. ـ تمكين شركات الاستثمار ذات رأس مال تنمية من الطرح الكلي للمدخرات التي تكوّنها بعنوان تقلص قيمة الأسهم والمنابات الاجتماعية دون تحديد في الزمن باعتبار أن غرض هذه المؤسسات يهدف بالأساس الى تدعيم الأموال الذاتية للمؤسسات عن طريق المساهمة في رأس مالها. 15 ـ تمكين المؤسسات الخاضعة قانونا لتدقيق مراقب حسابات من طرح الخسائر الناتجة عن تخليها عن ديونها لفائدة المشاريع التي تمر بصعوبات اقتصادية في إطار قانون إنقاذ المؤسسات على غرار ما هو معمول به بالنسبة الى مؤسسات القرض وتمكين المؤسسات المنتفعة بالتخلي إذا كانت خاضعة قانونا لتدقيق مراقب حسابات من استيعاب الخسائر التي مر على تسجيلها أكثر من أربع سنوات من الأرباح الاستثنائية التي تسجلها تبعا لانتفاعها بالتخلي. 16 ـ وضع المنتوج المحلي والمنتوج المورّد على قدم المساواة وذلك بإخضاع توريد الحقن ذات الإستعمال الوحيد والأكياس الطبية للمعلوم للمحافظة على البيئة باعتبار أنّ المواد الأولية الداخلة في صنع هذه المنتجات تخضع للمعلوم المذكور في حين أنّ الحقن ذات الإستعمال الوحيد والأكياس الطبية المورّدة لا تخضع للمعلوم. 17 ـ مراجعة قائمة المنتجات الخاضعة للمعلوم الموظف على المصابيح والأنابيب لفائدة الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة وذلك باستثناء المصابيح والأنابيب التي تعتبر مقتصدة للطاقة أو التي لا يمكن تعويضها بمثيلاتها من النوعية المقتصدة للطاقة على غرار المستعملة في قطاع الصيد البحري. III ـ إجراءات ذات طابع اجتماعي 18 ـ تخفيف الضغط الجبائي على أصحاب الدخل المحدود وذلك بـ: ـ السماح بطرح فوائض القروض المخصصة لاقتناء أو لبناء مسكن ذو طابع اجتماعي من الدخل الصافي. ـ الترفيع في الطرح الإضافي المخوّل لأصحاب الأجر الأدنى المضمون من 500 دينار الى 1000 دينار. 19 ـ الترفيع في مبلغ الطرح بعنوان الأبناء في الكفالة: ـ من 300 دينار الى 600 دينار بعنوان الأبناء الذين يزاولون تعليمهم العالي ولا ينتفعون بمنحة وذلك أخذا بعين الاعتبار للمصاريف التي تتطلبها الدراسة في مرحلة التعليم العالي. ـ من 750 دينار الى 1000 دينار للأبناء الحاملين لإعاقة وذلك في إطار العناية والإحاطة بالأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. 20 ـ إعفاء الأدوية وأكياس حفظ مشتقات الدم والنخاع العظمي التي ليس لها مثيل مصنوع محليا من المعاليم الديوانية بهدف الضغط على كلفة توريدها. 21 ـ التخفيض في نسبة الأداء على القيمة المضافة من 18% الى 6% بالنسبة الى الخدمات الصحية المنجزة من قبل الأخصائيين في المداواة بالعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والعلاج النفسي الحركي والتغذية وتقويم النطق والصوت والكلام والبصر. 22 ـ تمكين العملة غير الأجراء المنخرطين بأحد الأنظمة القانونية للضمان الاجتماعي من طرح اشتراكاتهم المدفوعة في هذا الإطار من الدّخل الجملي الصافي الخاضع للضريبة على غرار ما هو معمول به بالنسبة الى العملة الأجراء. 23 ـ التمديد الى غاية 31 ديسمبر 2011 في مدّة الإنتفاع بالنظام الجبائي التفاضلي لفائدة سيارات النقل الريفي والمتمثل في التخفيض في نسبة الأداء على القيمة المضافة الى 12% والإعفاء من المعلوم على الإستهلاك. IV ـ إجراءات لمواصلة الإصلاح الجبائي 24 ـ مزيد إحكام الإنتفاع بالامتيازات الجبائية بعنوان عمليات إعادة الاستثمار: ـ بربط الإنتفاع بالامتياز الجبائي بعنوان الإستثمارات خارج المؤسسة أو في صلبها بعدم التفويت في السندات أو في الأصول موضوع الامتياز قبل موفى السنتين المواليتين لسنة تحرير رأس المال المكتتب أو لسنة دخول الاستثمار طور الإنتاج الفعلي وبالتوازي رصد المداخيل او الأرباح المعاد استثمارها في حساب خاص للاستثمار بالنسبة الى المستثمرين الملزمين قانونا بمسك محاسبة كشرط للانتفاع بالامتياز وعدم توزيعها إلا في صورة التفويت في السندات موضوع الامتياز خارج فترة السنتين. ـ بالتنصيص على أن عمليات إعادة الاستثمار موضوع اتفاقيات مبرمة بين الشركات والمكتتبين تنصّ على مكافآت قارة أو على أحكام تقضي بتمكين المكتتبين من ضمانات خارج المشروع لا تمنح الحق في الامتياز الجبائي. 25 ـ مزيد تبسيط وتوضيح شروط استرجاع مبالغ الأداء الزائدة وملاءمتها مع أحكام قانون المالية التكميلي لسنة 2009 وذلك بإقرار أجل وحيد للمطالبة باسترجاع جميع أصناف مبالغ الأداء الزائدة محدد بثلاث سنوات يحتسب من التاريخ الذي أصبح فيه الأداء قابلا للإرجاع. 26 ـ مزيد تأطير أعمال مصالح الجباية في إطار عمليات المراجعة الجبائية الأولية وذلك: ـ بتعزيز ضمانات المطالب بالأداء من خلال إضافة إجراء جديد يسبق الإعلام بنتائج المراجعة الجبائية الأولية يتمثل في إمكانية طلب توضيحات واستفسارات بخصوص عناصر وأسس التعديل وذلك لإضفاء المزيد من الموضوعية على عمليات التوظيف وتفادي الشطط فيها. ـ توضيح العناصر والمعلومات التي يمكن لمصالح الجباية الاعتماد عليها وذلك بالتنصيص صراحة على أنها تشمل التصاريح والوثائق المودعة من قبل الغير بموجب التشريع الجاري به العمل أو المتحصل عليها في إطار ممارسة حق الإطلاع. ـ تمكين الإدارة من الاعتماد في إطار المراجعة الأولية للتصاريح المودعة من قبل الأشخاص الطبيعيين المنضوين تحت النظام التقديري والأشخاص المحققين لأرباح المهن غير التجارية على أساس القاعدة التقديرية على نتائج الزيارات الميدانية التي يتم القيام بها في الغرض. 27 ـ تأطير اللجوء الى الاختبار في القضايا الجبائية وذلك بإقرار الفصل بين الإختبار المتعلق بمسائل فنية والإختبار المتعلق بإعادة احتساب الأداء وإقرار أجل لا يقل عن 15 يوما للمتقاضين لإبداء ملاحظاتهم واعتراضاتهم واحترازاتهم على تقارير الإختبار. 28 ـ الإبقاء على اختصاص المصلحة الجبائية التي تولت إعلام المطالب بالأداء بمراجعة جبائية معمّقة أو بنتائج مراجعة جبائية أوّلية وبكل العمليات الموالية في صورة قيام المطالب بالأداء لاحقا بإعلامها بتغيير مقره وذلك في حدود الأداءات والفترة التي تضمنها الإعلام الموجه إليه. 29 ـ مزيد توضيح قواعد توظيف الأداء بترشيد المعاملات بين الشركات التي لها علاقات تبعية بصفة مباشرة أو غير مباشرة مع مؤسسات أخرى موجودة بتونس أو بالخارج ومقاربتها مع المعاملات بين الشركات المستقلة المتعاطية لنفس الأنشطة وذلك بـ: ـ تمكين الإدارة من تعديل الأرباح التي تم التقليص فيها جراء المعاملات بين المؤسسات المذكورة. ـ ربط طرح الأعباء التي تتحمّلها بعنوان معاملاتها مع بعضها البعض بإثبات المؤسسة أنها تحمّلت الأعباء مقابل عمليات حقيقية وأنها غير مبالغ فيها. V ـ إجراءات لمزيد تحسين الاستخلاص 30 ـ الحطّ من خطايا التأخير في استخلاص الديون المثقّلة من 0,75% عن كلّ شهر الى 0,5% بعنوان المبالغ التي يتمّ استخلاصها في أجل لا يتعدّى سنة وذلك تجسيما لما ورد بالبرنامج الرئاسي للفترة 2009 ـ 2014 وبهدف حث المدينين على تسديد ما تخلد بذمتهم. 31 ـ سن إجراءات لدعم استخلاص الديون المثقلة باختصار آجال التتبع لتبليغ السند التنفيذي، والاقتصار على إعلام وحيد بأحقية الدين إما بإمضائه على اعتراف بالدين أو بتسلّم قرار توظيف إجباري أو بإمضائه عقد كراء أو لزمة استغلال ملك عمومي. 32 ـ تمكين مصالح الجباية من اعتماد آخر مقر مصرح به لديها من قبل المطالب بالأداء قبل الوفاة أو آخر مقر معلوم لديها، لتبليغ الإعلامات وغيرها من الوثائق الموجهة لورثته مع إعفاء المصالح المذكورة من التنصيص على أسماء الورثة إذا تعذرت معرفة الورثة بعد الاسترشاد عنهم وفي صورة عدم تقديم حجة الوفاة التي تتضمن هوياتهم ومقراتهم بعد انقضاء 30 يوما من التنبيه عليهم. 33 ـ ربط تسليم شهادات تسجيل العربات والدراجات النارية ورخص السياقة من قبل مصالح الوزارة المكلفة بالنقل وتسليم نظير من هذه الوثائق أو تجديدها بخلاص الخطايا المترتبة عن المخالفات المرورية وذلك بهدف مزيد إحكام إجراءات استخلاص هذه الخطايا. (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 23 نوفمبر 2009 )
بالسّــواك الحــارّ 146
أعدّه : ولد الدّار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يقلدالنجمة الايطالية كلوديا كاردينالي وسام الاستحقاق الوطني للثقافة – موقع آرام – يلقّب النقّاد هذه الممثلة بامرأة كل الرجال ورائدة أفلام الإثارة وممثلة الإغراء الأولى… فهلا وجدتم غير ممثلات الجنس والإغراء لتقليدهنّ الوسام الوطني للثقافة؟؟ أهو البحث عن البروز بأيّ ثمن… أم تراه كلّ إناء بما فيه ينضح؟!… …وأكرم رئيس الدولة خلال هذا الموكب كذلك الفائزين في المسابقة الوطني لحفظ القران الكريم وهم…التلميذة فاطمة ذياب ولاية تونس -جريدة الحرية- لقد كُرّمت كاردينالي بأعلى الأوسمة ودخلت القصر من بابه الكبير بعد أن تعطّرت و”تمسحقت” ولبست من الموضة العالميّة أفخرها.. أمّا البنيّة فاطمة فقد دخلت متلبّسة بغطاء رأسها من الباب الخلفي بعد أن نزعوا خمارها واستبدلوه “بتقريطة”… حاملة تاريخ الإغراء والجنس والإثارة تدخل مرفوعة الرأس إلى قصر بلد غير بلدها،، وحاملة القرآن الكريم تدخل منكّسة الرأس إلى قصر بلادها !!! . و لاحظ الرئيس التونسي أن هذا التتويج ” بطولة إفريقيا لكرة القدم”الذي تمّ تحقيقه عن جدارة جاء ليؤكد التطور الحاسم الذي شهدته الرياضة التونسية خلال السنوات الأخيرة ” – بانا بريس – إذا وجب القول أنّ هذا الانسحاب وعدم الترشّح لبطولة العالم بجنوب إفريقيا 2010 جاء ليؤكد التراجع الحادّ الذي شهدته الرياضة التونسيّة خلال السنوات الأخيرة.. أم أنّها القسمة الضيزى النّصر فيها للرئيس.. وللشعب الهزائم!!. مثل أمس أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس المتهم توفيق بن بريك في قضية اعتداء بالعنف والاعتداء على الأخلاق الحميدة والإضرار بملك الغير. – جريدة الصباح – في عُرف هذه الصحيفة أصبح الصحافي توفيق بن بريك – المتهم توفيق بن بريك- !! لم تهب السلطة لنجدة الأخلاق الحميدة التي تهتك في الشوارع وفي المؤسسات، وبصفة قياسيّة في مراكز الأمن.. وهبّت لنصرتها حين اشتبه في أنّ بن بريك اعتدى عليها في أحد الأنهج الفرعيّة… أمام امرأة نزيهة وبريئة وغير مدفوعة من أحد!!… هذه الصحيفة التي تُغَرِّق صحفي يفترض أنّه زميل، كتبت في إحدى زواياها “جريدة الصباح صحيفة تونسية مستقلة”!!!. نجل مبارك يعلن ‘نهاية العروبة’ ويصف جمهور الجزائر بـ’المرتزقة’ -ميدل إست أونلاين – ترقّبت العروبة مئات آلاف السنين حتى يأتي إبن مبارك فيعلن نهايتها، ويعلن أنّ الأسرة المالكة لمصر هي أيضا تملك كل أسهم العروبة.. وهذه الأسرة هي التي تصنّف العرب من ( إرهابيين إلى عملاء) ،.. ومن (مرتزقة إلى دول مجهريّة)!!!… …مطالب بتغيير شارع الجزائر بالمهندسين وساحة الجزائر بالمعادي وشارع جميلة أبو حريد بالسيوف إلى أسماء أخرى … – المصري اليوم – هدف في مرمى.. وحجر على حافلة.. تقتلع ساحات وشوارع !!… هذه الكرامة الفائضة.. مالها تحاصر غزة وتطبّق أوامر الصهاينة والأمريكان، ومالها لا تستمع إلى صراخ المساجين وتأوه الفقراء؟؟… رحم الله الشاعر عمران بن حطّان حين قال : أسد عليّ وفي الحروب نعامة .. ربداء تجفل من صفير الصافر الحوار نت http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=2087 (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 22 نوفمبر 2009)
تهنئة عابرة للقارات
الطاهر العبيدي taharlabidi@fre.fr يوم الأربعاء 11 – سبتمبر – 2009 تعززت جريدة مواطنون بميلاد ” رودينا ” ابنة زميلنا عادل الثابتي، وسرعان ما انتشرت الفرحة بين مكاتب الجريدة، وتضاعف رنين الهاتف محملا بالابتسامات والاستفسارات والتهاني بهذا الخبر السعيد، الذي ألقى القبض على صديقنا عادل الثابتي وهو متلبسا باحتضان ابنته ” رودينا ” التي جاءت مع بداية الفجر وهي تصرخ وكأنها مستعجلة للانضمام للجريدة، لمواصلة سقي الحروف المتدثرة بعشق الوطن، وزراعة الكلمات المتدفئة بعبير الأرض والتربه والشجر، الذي سطره زملاء والدها.. فقد جاءت ” رودينا ” لتمسح بعض المتاعب عن والدها – عادل الثابتي – سكرتير تحرير جريدة مواطنون، وتختصر سنوات القحط ،وتنتصر على سنوات الجدب، وتصنع أملا يانعا من خلال حلول الجيل القادم.. ” فرودينا ” الطفلة المشاكسة لم تترد في القول منذ البداية: ها أنا ذا يا ابي أتيت إليك هدية من السماء، وابتداء من هذا التاريخ سأستفزك في نومك، في صمتك وفي هدوءك حتى أكون مركز الاهتمام، سوف أقوم يا ابي بانقلاب كامل في حياتك، وسأجعل ليلك أبيضا كما نهارك، سأجعلك أنت وماما منذ الآن في وضع طوارئ ،وان تجاهلتماني وخاصة في الليل سأحتج عليكما صراخا مستمرا حتى اضطركما لتلبية مطالبي، وسأجعل من نفسي أولى الأولويات، وإن لم تصدقا قولي وإنذاري المبكر بحكم انعدام تجربتكما، وضحالة خبرتكما في التعامل مع الرضّع، فاسألا من سبقوكما حتى تتأكدا من جدية إنذاري فحذاري غضبي يا أبي، فأنا يا أبي أنتمي لجيل غير جيلك، فجيلك يا أبتي مهادن مسالم إلى حد الانصياع، وجيلي متمرّد ثائر منذ الانطلاق، فأنا يا أبي ابنة جيل الانترنيت، وجيل اللحظة العابرة للقارات، وجيل الصورة التي تجوب الدنيا بمجرد ملامسة زر من الأزرار، وجيل المواطن الالكتروني الذي يطوف العالم في لمح الأبصار، وأنت يا ماما سأجعل علوم ” السوسيولوجيا ” التي تخصّصت فيها تعجز أمام عالم طفولتي الخاص، فاستعدي منذ الآن فأنا أدعوك للترسيم في السنة أولى أطفال، حتى تتدرّبي على فهم لغة الرضع والصبيان.. أما جدتي ” اليامنة ” وان كانت لم تدخل مدارس ولا معاهد ولا كليات، فهي أكثر منكما خبرة ورحابة صدر وأكثر فقها بلغة الأطفال.. فمبروك لصديقنا الإعلامي – عادل الثابتي – ميلاد ” رودينا ” وتهانينا لأم ” رودينا ” السيدة – روضة الضوايفي- بهذه الصبية التي هي في لون الريحان وتهانينا لجريدة مواطنون بهذا التشبيب..
المرزوقى:النظام التونسي يتهم معارضيه ويتلقى دعم غربي وهو مدعوم من الغرب
• بن علي: تونس لا تتدخل في شؤون الآخرين • بن علي: تونس عصيَّة على التشويه • تونس تسجن 8 شبان بتهم إقامة صلات مع تنظيم إرهابي اخبار تابعة اخرى …
اتهم الدكتور المنصف المرزوقى وهو معارض واضح للنظام التونسى ، نظام زين العابدين بن على بأنه مدعوم مخابراتياً ومالياً وعسكرياً وسياسياً من الغرب. وفي حوار مع مجلة (الوطن العربي) أكد المرزوقي أن النظام التونسي يتهم معارضيه بتلقي دعم غربي .. وهو مدعوم مخابراتياً ومالياً وعسكرياً وسياسياً من الغرب. وقال المرزوقي إنه ترشح للرئاسة عام 1994 ضد الرئيس زين العابدين بن على فسجنت لمدة 4 أشهر ولم أترشح مرة أخرى لأنه لا يمكن خوض انتخابات في ظل الديكتاتورية. وعندما تتحدث عن المعارضة فهذا مفهوم ليس له معنى إلا في نظام ديمقراطى.. وعندما تذهب إلى الديكتاتورية، فالمعارضة الحقيقية غير موجودة، فهي في السجون أو المنافى. وهناك معارضة صورية تلعب دوراً في الديكور الديمقراطى، الذى يريده النظام. وأكد الدكتور المنصف المرزوقى أنه لا يستبعد انقلابا على الطريقة الموريتانية ، لذا هناك ضرورة لوجود مجتمع مدنى قوى ومقاومة مدنية قوية، حتى إذا وقع الانقلاب العسكرى يجد أمامه صفا واحدا من الارادات الصلبة. وهذا هو نص الحوار مع مجلة الوطن العربي الدكتور المنصف المرزوقى معارض واضح للنظام التونسى، وطروحاته قد تصدم البعض وهو صاحب نظرية -الاحتلال الداخلى- لتونس.. وفى حوار (الوطن العربى) معه يشرح كيفية التغيير عبر الجنرالات. وعندما سألناه عن أسمائهم رفض الكشف عنهم حتى لا -يحرقهم- . كرئيس لحزب المؤتمر لأجل الديمقراطية انتقدت الانتخابات الرئاسية فى تونس، فلماذا لم ترجع إلى تونس لخوض الانتخابات الرئاسية كما قلت سابقا ؟ – ترشحت فى العام 1994 ضد هذا الرجل وسجنت لـ 4 أشهر فورًا. ولم أترشح مرة أخرى لأنه لا يمكن خوض انتخابات فى ظل الديكتاتورية. وعندما تتحدث عن المعارضة فهذا مفهوم ليس له معنى إلا فى نظام ديمقراطى.. وعندما تذهب إلى الديكتاتورية، فالمعارضة الحقيقية غير موجودة، فهى فى السجون أو المنافى. وهناك معارضة صورية تلعب دوراً فى الديكور الديمقراطى، الذى يريده النظام، فهل تستطيع أن تعارض تحت نظام ديكتاتورى؟ هل كان هناك معارضة تحت حكم هتلر وتشاوتشسكو؟ لا يمكن قيام معارضة فى أنظمة ديكتاتورية، المعارضة الحقيقية إما مقاومة مدنية أو مسلحة، وأنا من أنصار المقاومة المدنية.. وفى 2006 دعوت على القنوات الفضائية للمقاومة المدنية، ونزلت للميدان فوضعتنى الحكومة التونسية فى عزلة وحصار ومنعتنى من الاتصال بالناس.. واكتشفت أن وجودى فى تونس يمنعنى حتى من الاتصال بأبسط الناس.. بينما فى الخارج أتوجه للناس عبركم وعبر القنوات الفضائية . هناك اتهام دائم للمعارضة المقيمة بالخارج بأنها مدعومة من الغرب لزعزعة استقرار الوطن ؟ – هناك فى علم النفس مفهوم -البروجيكسيون-، أى الانعكاس، أى ما عندك داخليا تعكسه على الخارج، وليس مضحكا أن هذه الأنظمة الديكتاتورية تدعى أننا نحن معارضة مدعومة من الخارج وهى موجودة بفضل هذا الخارج، إن النظام التونسى مدعوم مخابراتياً ومالياً وعسكرياً وسياسياً من الأنظمة الغربية، خاصة فرنسا وأميركا، بينما الأنظمة الغربية ليس لها أدنى علاقة بالمعارضة. لأنها تعرف أن المعارضة الوطنية إذا وصلت للحكم فلن تعطيها ما تعطيها هذه الأنظمة. أى الانخراط فى الحرب ضد الإرهاب وفتح الأسواق والتطبيع مع إسرائيل فى الظروف الحالية. كل هذا مردود على أصحابه. هذه الأنظمة تتعامل مع الخارج، ونحن نعيش فى الخارج تحت مراقبة صارمة لا نستطيع أن نفعل شيئًا. ونحن بالعكس نعيش أوضاعاً والمعارضة التى تدعمها البلدان الغربية هى المعارضة العراقية.. ومن حسن الحظ أن أغلب المعارضات فى الوطن العربى وطنية.. لا علاقة لها بهذا النوع من المعارضات . تتهم بأنك ظهرت على التلفزيون الذى تملكه الحكومة الأميركية -الحرة- فما ردك واعتبر النظام أن هذا دعم أميركى لك ؟ – لقد ظهرت على -الجزيرة- ولم يدعمنى النظام القطرى وظهرت على -بى بى سى- ولم تدعمنى بريطانيا. وأظهر على أى تلفزيون يساعدنى للوصول للشعب التونسى لأفسر حكم العصابات فى تونس.. وموقفى من الاحتلال الأميركى للعراق والقضية الفلسطينية معروف، ودافعت عنه فى كل الميادين وضمنها -الحرة- ولا أخشى هذه الاتهامات . عدد الشرطة لا يتخيله أحد كيف حافظ النظام على استمراره لـ 22 عامًا ومن هم رجالات المؤسسة الأمنية ؟ – النظام التونسى استغل الوضع العالمى والحرب ضد الإرهاب والإسلاميين ويتذرع بهذه الحرب، وهو بالتالى حصل على دعم كبير. بطبيعة الحال القبضة الأمنية الموجودة بتونس غير موجودة بأى بلد عربى ولا حتى سورية، فعدد الشرطة بالنسبة لعدد السكان شىء لا يتخيله أحد، ولا تنس الطبيعة الجغرافية لتونس لأنها بلد مفتوح وليس كالجزائر، وبلد سهول ومدن صغيرة ومن السهل جدا قمعه وإحاطته أمنياً، بينما فى الجزائر مثلا هناك جبال وصحارى، والمقاومة المسلحة وأى نوع من المقاومة يخمد بسرعة، هناك عامل ثالث هو العام الاقتصادى، فتونس نظرًا للسياسة الحكيمة التى وقعت فى الستينيات من سياسة التعليم والحد من النسل والخوصصة فى السبعينيات من طرف الهادى نويره، وليس بن على وصلت فى السبعينيات لتوازن اقتصادى لم يكن يدفع التونسيين للتمرد نظرا لوضعهم الحسن، فعندما تريد أن تحصد بعد 20 سنة يجب أن تزرع قبل 20 سنة. فى التسعينيات حصدنا ما زرعناه فى السبعينيات أى قبل بن على.. وهو يقول إن هذا بفصله. لكن خلال 20 سنة حكمه زرع الفساد وكره العمل والتعليم. ولهذا بدأنا نجنى كارثة على الصعيد الاقتصادى. هم استغلوا عملية حثيثة جدًا هى عملية التداين، بمعنى أنهم سهلوا للعائلات التونسية الاستدانة، بحيث أصبح كل تونسى يستهلك فوق طاقته وترهقه الديون، وعندما يكون مقيداً بالديون لا يستطيع التحرك خوفاً من فقدان الحلم. كل هذه العوامل جعلت هذا النظام يستمر. لقد سرقوا تونس وأعتقد أن النظام فى آخر مراحله . بن على رهينة الحصار الأمنى منذ متى يتحكم النظام الأمنى فى تونس ؟ – كان دائما يتحكم بن على وعندما يعجز شخص عن أن يحكم إلا بفضل جهاز واحد، فإنه يصبح فى نهاية المطاف رهينة لهذا الجهاز، ولهذا أستغرب أن بن على رهينة الجهاز الأمنى، إن هذا الجهاز الأمنى المنقول المتمكن ينتظر لحظة قطف الثمرة سيحاول قطفها حسب توقعاتى. ولتنظر إلى تزايد الصورة السلبية لـ-بن على- والعائلة المافيوية فالجهاز الأمنى سيقطفها. ولقد حان قطافها وهذا رجل مريض وفاقد الهيبة والمصداقية والشرعية.. حتى حماته الأجانب بدأوا يتضايقون الآن من قمعه وفساده الكثير.. فقد حان وقت التغيير . فمن هم الجنرالات ؟ – لا أستطيع أن أسمى، لكن لدى بعض الأسماء من المقربين لـ-بن على-.. وهؤلاء سيتصرفون إما بذكاء أو بغباء، الذكاء أن يأتوا على الطريقة الموريتانية، حيث انتهى كل السيرك حول المشاركة الحقيقية. والسيناريو الغبى إعادة سيناريو بن على، أى أن يأتى جنرال ويعطى وعوداً كاذبة بينما يتمسك بالسلطة ثم تعود إلى 20 سنة ديكتاتورية أخرى من ديكتاتورية الجهاز البوليسى . لم تذكر لى اسم جنرال واحد ؟ – أريد أن أذكر لك.. وعندى أسماء.. حتى لا أحرقها ويلفت لها الانتباه . أنت إذن مع التغيير عبر الجنرالات ؟ – لا أريد نهاية الديكتاتورية بأقل ثمن ممكن، بحيث لا تكون هناك حرب أهلية. والمهم بالنسبة لى أن يقع التغيير، وأن يؤدى لوضع أسس دولة ديمقراطية حقيقية، لكن ما أخشاه أن يعيد الانقلاب العسكرى الديكتاتورية لسابق عهدها، وبالتالى لا أتمنى الانقلاب العسكرى، لكننى أخشاه.. لهذا هناك ضرورة لوجود مجتمع مدنى قوى ومقاومة مدنية قوية، حتى إذا وقع الانقلاب العسكرى يجد أمامه صفا واحدا من الإرادات الصلبة، وليس كما وقع عند انقلاب بن على. فالطبقة السياسية كانت غبية وضعيفة وتراهن على أقدام هذا الرجل لتقول نحن معك وننتظر منك كل شىء.. إلخ . من عصابتين ماذا عن التقارير التى تتحد عن إعداد صخر الماطرى لوراثة بن على فى الحكم ؟ – إن عملية التوريث فى سورية هى المثال الأول والأخير ولن يتكرر فى تونس، لأن الشعوب العربية ليست قطعانا من الماعز والغنم تورث بهذه الكيفية، وصخر الماطرى واحد من عصابتين متنافستين عصابة بن على وعائلته وعصابة زوجته، وعادة عندما يكون صراع بين عصابتين فإن طرفاً ثالثا يحسم المعركة . تعتقد أن الجنرالات سيحسمون معركة وراثة بن على ؟ نعم.. نعم . يبدو من كلامك أنك تترحم على عهد بورقيبة ؟ – أنا أعتبر بورقيبة قام بعمليتين رئيستين لأجل تونس، الأولى عملية وضع التعليم. وثانياً حرية المرأة وتحديد النسل، وهذا ما أدى فى التسعينيات لوضع اقتصادى واجتماعى حسن، لكن بورقيبة ارتكب خطأ وخطيئة كبرى، فهو عوضا عن أن يترك البلاد للنخب الديمقراطية، التى كانت موجودة تركها لحثالة البوليس السياسى، وهو ما أدى بنا للمصيبة الحالية. لقد شاهدت بورقيبة مرتين بحياتى. فقد استقبلنى فى 1981 عندما فزت بجائزة بورقيبة للطب، وآنذاك اكتشفت باهر الذكاء، وقال أنت ولد محمد المرزوقى ذلك المشاغب وما دخلك فى الطب. ورأيته بعد 3 سنوات كرئيس لمنظمة للدفاع عن حقوق المعاقين لطلب قانون حولهم فرأيت رجلاً لا يستطيع أن يتكلم ويرتعش وواضح أنه كان فى وضع متقدم، وحقيقة خرجت فى حالة من الرعب أن هذا المعتوه هو الذى يقود تونس، وهذا المعتوه هو الذى سمى بن على.. وبورقيبة مسؤول لأنه كان شيئا معتوها عندما عين بن على . هل لو سمح لحركة النهضة الإسلامية بالعمل السياسى ستنجح فى السيطرة على الحكم ؟ ـ ليس بالضرورة.. وربما تأخذ 20 إلى 30%، وهناك فى تونس تيار علمانى قوى وحركة نسوية قوية.. والمجتمع التونسى ليس مجتمعًا إسلاميا محافظا، يخشى منه أن يعطى السلطة للإسلاميين، وكعلمانى ومناضل فى حقوق الإنسان وكديمقراطى منذ الثمانينيات لم أكن أرى أى حرج أو مشكلة فى مشاركة الإسلاميين، ووجودهم فى البرلمان الحكومى. ويجب أن نقبل بالتعددية الوطنية . إذن لماذا يخاف النظام من النهضة ونموها ؟ – لأنه نظام ديكتاتورى بوليسى متخلف لا يفهم دور الدولة، وأن مهمتها أن تكون فى خدمة المجتمع، بينما هؤلاء الناس يتصورون أن الدولة سيدة المجتمع، وهى التى تعود المجتمع. وبالتالى لا يقبلون التعددية الاجتماعية ولا النقاش.. هذه عقلية البوليس والشرطة وجنرالات العسكر . رؤيتك للتغيير صعبة عبر دعوتك للعصيان المدنى، خاصة أن الشعب مستقيل من أى نشاط احتجاجى وخائف.. فكيف يمكن تحقيق التغيير عبر ضرب النظام بالورود ؟ – الشعوب كائنات حية ومداها ليس المدى الزمنى للشخص. وهى كائنات ذكية ترفض وتفهم وتقرر وليست قطيع غنم. وهذا الشعب يرفض ويلعب على كل الأوراق.. ويستخدمنا نحن الشعب كلنا كأوراق.. هو يجرب المعارضات الاسمية. وداخل هذا العقل الجماعى تبرز فكرة أنه آن الأوان للمرور للمقاومة فيبرز أشخاص مثلى. ومن للمقاومة المدنية مثلى لم يأتوا من المريخ بل من هذا المجتمع ويعطون إشارات من داخله. وهذه عملية طويلة وصعبة.. والمجتمع يقاوم بصفة سلبية ويحتقر الدولة، ولا يهتم بها ويرفض الانتخابات. والآن المقاومة الفعالة موجودة، ففى السنة الماضية وقعت بالجنوب التونسى، وفى الجامعات مظاهرات كبيرة لا تحصى ولا تعد وهى تتصاعد. وقد بدأ هذا المد والرفض الكبير لحكم المافيات والقضية الآن أن تواكب هذا المد وأن تؤطره وتجعله يعطى مفعوله.. وحتى داخل الجهاز الأمنى والجيش هناك تونسيون يرفضون الوضع القائم. لكن هناك عصابات عدو الشعب وتعيش على السرقة والنهب والقمع وتخاف من تغيير النظام، وهى لا تزيد على 200 إلى 300 شخص، القضية كيف نستطيع أن نتخلص من هذا الورم المتمثل بهذه العصابات، والمجتمع المدنى بصدد التحرك ضدها، وليس عندى أى وهم للنتيجة وسنتخلص من هذا الورم وسيعيد للشعب التوازن . كيف ؟ – هناك عدة سيناريوهات.. المجتمع هذا الكائن الذكى بصدد تجريبها كلها ربما واحدة تلو الأخرى، لكنه سيجد الوسيلة التى ستمكنه من استعادة توزانه . رسمت دوراً للعسكر فيه فهل هذا قدرنا؟ فى المشرق والمغرب ؟ – قلت إننى أخاف من العسكر . لكن لا تريد أن تفصح عن أسمائهم حتى تعطيهم الفرصة ؟ – السيناريو الأكثر احتمالا هو تحرك العسكر، ولذا يجب رفع التأهب الشعبى والمقاومة المدنية وأن نخلق جبهة مدنية، حتى إذا وقع هذا الانقلاب العسكرى، وجد أمامه جبهة وطنية تقول له يكفى هذه اللعبة، ونحن لن نقبل إلا انتخابات حرة ونزيهة بظرف 6 أشهر أو سنة. وإعادة هيكلة الدولة أن تعودوا لثكناتكم، هو الخطاب الذى أنادى به، إذا وجد نوع من هذا العسكر الذى يقول نعم نحن نقبل بعد 6 أشهر أن نقيم انتخابات حرة ونزيهة ثم نرجع إلى ثكناتنا فلم لا. وأخشى ما أخشاه، علما بالتاريخ – وتاريخ المغرب والمشرق – أن هذا لن يقع، إذن نحن من الآن نستعد لمواجهة ديكتاتورية جديدة . احتلال داخلى نسب إليك أنك قلت: فى تونس مسرح فارغ؟ ماذا عنيت ؟ ـ هى الانتخابات، إنها مسرح فارغ وهؤلاء الناس ممثلون رديئون.. وبن على ممثل ردىء ويخرج بنفس الدور وبنفس الكلمات.. وهذه الانتخابات تمثيلية رديئة. إن من يذهب كأنه يذهب لمشاهدة مباراة كرة قدم ملعوبة سابقا ويعرف النتيجة 10 لواحد لصالح الفريق التونسى والحكم غشاش!!.. لا أحد يذهب لمثل هذه المباراة. إذن المسرح فارغ لأن التوانسة لم يهتموا مطلقاً بالانتخابات . أنت لا تعترف بشرعية الانتخابات، ولكنك وحيد فى ذلك ؟ ـ أنا أحمل هموم الشعب التونسى وأنطق بما يعتمل فى فؤاد الأغلبية الساحقة فى تونس ولا يجرؤون على قوله. وفى كل المجتمعات هناك أناس يكونون صوت من لا صوت لهم.. وأعتبر نفسى – وهو شرف لى – أن أكون صوت الأغلبية الساحقة التى لا تعترف بشرعية الانتخابات، وهذه الأغلبية الساحقة تعتبر أننا فى ظل احتلال داخلى وأن هذا الرجل ليس له أية شرعية لحكم تونس . عبارة الاحتلال الداخلى تثير البعض لأنك تهدد استقرار المجتمع التونسى ؟ – لو قمنا فى سورية مثلاً بإحصاء كم من السوريين قتلهم النظام السورى وكم قتلت إسرائيل من السوريين، وخذ مدينة حماة فقط فإنك ستكتشف أن قتلى النظام أكثر. وكم من المساجين السوريين قضوا نحبهم بالسجون السورية وكم بالسجون الإسرائيلية عندئذ ستكتشف الواقع. وستعرف من يسرق أموال السوريين أو التونسيين هل هم الإسرائيليون؟ إذن طغمة من الناس تستعمل ضد شعبها الجيش والشرطة والقضاء والإدارة لتتمكن منه وتحكمه وتظلمه وتسلبه كرامته.. ثم تقول لى هذه ليست قوة احتلال داخلى. هل الجيش السورى هو لحماية الشعب من السلطة أم لحماية السلطة من الشعب؟ هل البوليس فى تونس هو فى خدمة عصابات الحق العام أم فى خدمة الشعب. وهل القضاء فى تونس فى خدمة العدالة أم للمحافظة على ما يسمونه أمن الدولة وهو أمن النظام البوليسى المافيوى. ولهذا كتبت فى التسعينيات كتاب -الاستقلال الثانى-، وأقول إن آباءنا وأجدادنا ناضلوا لأجل الاستقلال من الدولة الأجنبية، لكن للأسف نحن وضعنا دولة لم تعد دولة العموم بل دولة خصوص، وبالتالى دورنا بناء نظام جمهورى ديمقراطى حتى تكون لنا دولة فى خدمتنا، أى المجموعة الوطنية وليس فى خدمة الأقلية . قررنا أن نكون 10 أشخاص لماذا لا نجد حولك التفافا جماهيريا. وهناك اتهام أنه لا يوجد 10 أعضاء فى حزبك ؟ المؤتمر من أجل الجمهورية لّما جعلناه قلنا إنه لا سبيل لتنظيم حزب تحت نظام ديكتاتورى. لأننا لو نظمنا حزبا بأسماء وقوائم لدخلوا كلهم السجون، ولهذا قررنا أن يكون لدينا 10 وجوه تحمل الأفكار والقلم وتستطيع أن تواجه القمع ثم تغزو القلوب والعقول بأطروحاتنا وبمواقفنا، وأن يكونوا القدوة التى نقدمها فى مجال التضحيات ثم نوزع حولنا دائرة التعاطف دون وضعهم فى قوائم نقدمها هدية طازجة للبوليس. بالتالى هناك حولى وحول أفكارنا دعم واسع فى الشباب وأتلقى عشرات الرسائل يومياً ويقولون نحن مع طرحك، لكنه التفاف صامت غير منظم لاعتبارات أمنية، وهذه هى القوى التى أعول عليها للتغيير . (المصدر: موقع القناة نقلا عن مجلة الوطن العربي بتاريخ 23 نوفمبر 2009 )
http://www.alqanat.com/news/
الحلم الذي تحول الى كابوس رهيب !!!
بيتنا هي أرضنا وسلامة بيئتها من سلامتنا و صحتنا ، لأنها المحيط الذي نعيش فيه ، نؤثر فيه ونتأثر به..و لكن لماذا يسيء الانسان الى بيئته بهذه الطرق الرهيبة رغم حاجته الملحة الى سلامتها و نقائها؟ أفكار طالما خامرتني و أقضت مضجعي منذ مدة طويلة خصوصا و أنا أقطن مدينة ساحلية جميلة توجد شمال تونس هي مدينة نابل أو الرأس الطيب . من يزور هذه المدينة لابد أن يحبها و يعشقها لموقعها الجغرافي الرائع و مناظرها الطبيعية الخلابة و أرضها الخصبة المعطاء. انني لا أبالغ اذا قلت :”أنها جنة البلاد التونسية بدون منازع.” ولكن منذ سنوات وأنا أرى هذه الجنة تدمر بمفعول التلوث. فكلما تجولت في الحقول و الهضاب و الجبال و الشواطئ الا ووقعت عيناي على جريمة ترتكب في حق هذه الجنة. انه التلوث الخطير و الرهيب يزحف الى بلادي بسرعة و قوة. انه يغتصب أرضنا ويلوث هواءنا و يسمم ماءنا، بالنفايات والقاذورات التى تتجمع حول مدينتي المغتصبة و تطرح في كل مكان:في الأنهار وفي الأراضي و في البحار فتكدرها و تذهب بصفوها. أصبحت هذه الأفكار هواجس وهموما تؤرقني وتدفعني الى فعل أي شيء من شأنه تقليل هذه الأضرار وإنقاذ العباد والبلاد من هذا الخطرالمحدق .. ثم اكتشفت من يشاركني همومي عبر بعض المواقع البيئية على شبكة الانترنات فكدت أطير من الفرح من جهة لأنني ظفرت بمن يشاركني الهم و تألمت كثيرا لأن اغتصاب البيئة و تلويثها أصبح ظاهرة عالمية تنذر بالخطر الشديد… مسكينة البيئة في بلادي انها يتيمة منكوبة لا تجد لها نصيرا حقيقيا و خلا وفيا و مدافعا قويا.. وعندما التقيت بثلة من الاصدقاء في مقر الحزب المعارض الذي انتمي اليه (الحزب الديمقراطي التقدمي) بمناسبة الاستعداد للحملة الانتخابية في اكتوبر 2009 وجدتهم يهتمون بشؤون البيئة المغدورة و يكونون لها لجنة تعنى بالتجاوزات و الخروقات و الجرائم التي ترتكب في حقها و يقترحون الحلول المناسبة. فاذا بالحلم يكبر و بالامل يقوى لانني اكتشفت ان أنصار البيئة موجودون ولم ينقرضوا كما انقرضت الديناصورات و العديد من الكائنات الاخرى.كنت منتشيا عندما سمعتهم يتحدثون عن ضرورة الخروج من الصمت الى الفعل ومن ضيق الجهوية و الوطنية الى سعة العالمية للاطلاع على هموم الاخر بيئيا و اطلاعه على همومنا و الانخراط معه في مشروع عالمي لانقاذ البيئة وبالتالي انقاذ البشرية .و ما احلى ان يظفر الانسان بمن يشاركه المشاغل و الاهتمامات و خصوصا اذا كان الامر يتعلق بضرورات الحياة كسلامة و نظافة الماء و الهواء و الغذاء والمسكن و الملبس… ثم جلسنا الى نخبة من الاطباء و الاخصائيين في مختلف المجالات المتعلقة بالبيئة للاستفادة من علومهم و ابحاثهم وآرائهم و خبرتهم و تجاربهم و نصائحهم.وازداد وعينا بخطورة التلوث في بلادنا و في البلدان الأخرى و ازداد تبعا لذلك حماسنا لمشروعنا وأصبح الحلم أكبر و أكبر.اننا ندافع عن أمنا الأرض. اننا نناضل من أجل مستقبل أفضل لنا و للأجيال المقبلة فهل نحن في عين الآخر مناضلون أم مجرمون؟ رسل رحمة أم رسل نقمة و فتنة؟ هل نحن أحرار أم أشرار؟ هل نحن وطنيون أم خونة مجرمون؟ ولكن الحلم الجميل تحول إلي كابوس ، فبمجرد أن صور أحدنا و اسمه “زهير مخلوف” هموم البيئة في أحد أحياء بلادي، ويسمى الحي الصناعي بمدينة نابل، ثم نشره على شبكة الانترنات للتحسيس بخطورة التلوث ، اهتزت الدنيا ولم تقعد وأعتقل ولفقت له تهمة “الاساءة الى الغير عبر شبكة الاتصالات العمومية” وزج به في السجن ، وهو الان ينتظر المحاكمة…لماذا؟ لأنه أباح لنفسه أن يحلم بغد أفضل في بيئة نظيفة.. لأنه أباح لنفسه أن يحلم بمستقبل بيئي أنقى و أرقى. لقد تحول الحلم الكبير الى كابوس مرعب و انقلب الأمل ألما لقد حاولوا وأد المشروع وإجهاضه ، وهكذا تحولت رغبتنا في الاصلاح الى محاسبات و مساءلات و ايقافات و محاكمات. ولكن هل يموت الحلم النبيل بمثل هذه الممارسات التعسفية ؟ كلا و ألف كلا لقد أحببنا بيئتنا فهي بيتنا و خبزنا و سلامتنا و من أجلها سنناضل و نكافح ما حيينا. لقد انطلقنا ولن نتراجع لأن التراجع خيانة للوطن و خيانة للبيئة و خيانة للمبادئ السامية التي آمنا بها و نذرنا حياتنا لها. جريمة زهير مخلوف ،ابن مدينة المعمورة التابعة لنابل … ذات الشاطىء الجميل والبساتين الخضراء والطبيعة الخلابة … ابن فلاح بسيط من فلاحيها..المكافحين والعاشقين للتربة..والنبتة ..والمياه..والحيوانات…جريمته التي لا تغتفر أنه لا يرى مستقبلا مشرقا باسما بدون بيئة سليمة خالية من التلوث . ذنبه الذي لا ينمحى أنه كان و لا يزال و سيبقى عاشقا للمحيط النظيف ساخطا على التلوث المدمر للحياة و الأحياء ، جريرته أنه تجرأ و صور بعدسته بيئة مدينة نابل التونسية وهي تبكي و تذرف الدموع …صور الأدخنة المنبعثة من “شواريق” معامل الفخار في الحي الصناعي وما تحدثه هذه من أضرار على البلاد والعباد في وقت يتحرك فيه العالم بأسره من أجل بيئة سليمة ومناخ صالح للحياة واستمراريتها..صور مواد تستعمل كوقود في الأفران وهي ممنوعة دوليا وخطيرة على صحة العباد بل على كل الكائنات الحية… عندما صور زهير مخلوف هذه المآسي عوقب بإيداعه السجن ، لأنه ما كان يجب عليه أن يصوّر الواقع كما هو ، كان عليه أن يزيّف الواقع ويبدله من القبح الى الجمال ومن التلوث الى النظافة ومن المرض الى الصحة ومن السواد الى البياض…ما كان عليه أن ينادي بالإصلاح في بيئة ترفض الإصلاح ..أن تنادي بالإصلاح في بلادي معناه أنك مغرض ومتحامل وخائن وكذاب ومتآمر وشيطان رجيم … لو وجدت عدالة حقيقية لوسموه و كرموه و شكروه و لكن في زمن الرداءة وغياب العدالة لا يكرم الانسان بل يعاقب و يدمر.. ولكن عندما تحاكم السلطة في بلادي زهير مخلوف و سعيد الجازي و أمثالهما ممن يدافعون عن بيئة سليمة ومحيط نظيف فهي لا تقتل الحلم الذي آمنوا به وكرسوا حياتهم له بل تحييه في قلوبهم و قلوب أتباعهم ومن يسير و سيسير على دربهم. لقد أضاء زهير و أصدقاؤه قنديلا في خضم الظلمات و هكذا يبدأ المطر مجرد قطرات و هكذا يبدأ الربيع بتفتح الزهرات وهكذا ينبلج الضوء تدريجيا لتبديد الظلام. لقد قدم زهير مخلوف لنا وردة جميلة في زمن بدأ يتبرم بالورود ويهوى العفونة والقذارة فهل نشكر له صنيعه أم نكفره؟ وفي الختام لا نملك إلا أن نقول لزهير: -يا صديق البيئة لقد علمتنا درسا في نبل الصداقة فنحن أصدقاؤك… -وياعاشق المحيط لقد أعطيتنا درسا في العشق لذلك نحن نعشقك… -ويا مناضلا بالعدسة والصورة نحن نقدر نضالك … -ويا حليف النظافة والنقاء والصفاء نعدك أننا سنعيش للنظافة والنقاء والصفاء… -ويا نصيرا للطبيعة المغدورة المغتصبة سنعمل ما في وسعنا لكي يحيا الأمل وينضج الحلم وينزاح الكابوس لأن الأمل أقوى وأبقى… السيد المبروك
الاختفاء في ظروف غامضة
الحوار نت لا يختفي المرء إلاّ في حالتين: الأولى: إذا خاف على نفسه ممّا يقابله أو يواجهه، والثانية: إذا أراد هو مراقبة من يقابله أو يواجهه أو التربّص به… وللبيان: فإنّ الذي يخاف البوليس وظلمه وقهره في تونس قد يختفي هروبا من لسانه الجارح ومعاملته المتخلّفة القاسية ووسائل تعذيبه القاتلة…وإنّ البوليس الذي لا يحترم القانون ولا يحترم الذات البشريّة في تونس قد يختفي من أجل مراقبة واختطاف من يرغب في اختطافه دون استدعاء أو وثيقة قانونية تثبت على الأقلّ هويّته ووظيفته… فالاختفاء إذن يكون إمّا هروبا أو استدراجا… على أنّه ليس كلّ من اختفى قد رغب في الاختفاء…ويبقى الثابت أنّ الاختفاء دليلٌ على فساد الأجواء ونقص الثقة والأمن والأمان.. وقد كثر الاختفاء في تونس هذه الأعوام… وكثر الحديث عن حدوثه في ظروف غامضة… فاختفى بموجب هذه الظروف الغامضة السياسي والصحافي والنقابي والأستاذ والطالب والتلميذ والزائر والمقيم والذكر والأنثى والصغير والكبير وعلم الجميع أو كادوا أنّهم قد أخذوا إلى وجهات مجهولة… والحقيقة أنّه ليس أبشع من أن يفقد بيت أو بلد بأسره الأمن في المحيط الذي يعيش فيه والثقة في الأفراد الذين يتواجد بينهم… وقد ازداد الأمر بشاعة بأن صار أمر الاختفاء مصدر عيش لعصابات متعدّدة الأمراض والأغراض، وقد بلغت البشاعة الذروة لمّا انتسب العديد من هذه العصابات إلى النّظام الحاكم نفسه، ذلك أنّ أغلب من يختفي أو يُختطف يعلن السجن بعد أيّام عن تواجده فيه، ما يؤكّد انتساب هذه العصابات إلى النّظام الحاكم نفسه… ولعلّ من أصعب الحالات – حالات الاختفاء – على نفس المسلم وعلى الأمّ والأب في المقام الأوّل اختفاء البنت في تلك الظروف الغامضة وإلى تلك الوجهة المجهولة التي لا يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى، كحال البنت “وفاء” ذات العشرين عاما التي كانت تعدّ لحفل زفافها والتي غادرت منزل أبيها الواقع بالزهروني يوم 12 نوفمبر الجاري (حسب ما أفادت الشروق التونسية) دون عودة… واسبح بفكرك ههنا في بلد كثر فيه السفّاحون والمغتصبون والمتاجرون بالرّقيق الأبيض والمتمعّشون من الرّذيلة والشواذّ ومحاربو الفضيلة مقابل انحسار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة أن يأتي ذلك بمنكر أكبر منه وأشدّ قد يبيد “النّاهي” وعائلته وأشباهه!… واذكر دينك كيف نظر إلى المرأة وكيف حذّرها وحذّرنا من مجاوزة التعاليم وكيف دعانا إلى التوقّي وبعد النظر في أرض يكثر فيها الفساد… وتدبّر بعد ذلك كيف يكون المخرج، فالقوم الذين انقلبوا على هويّتهم وأصلهم ووالديهم ومن في تونس جميعا قد عزموا على جعلها غابة لا تسود فيها الأخلاق!.. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 22 نوفمبر 2009)
في تدخيل الخارج… وتخريج الداخـــل
1: الكونية واختراقات السيادة يًعدّ مبدأ السيادة أهم مقوم من مقومات الدولة في الفكر السياسي والقانون الدولي المتعارف بين الأمم. ويقسم الفقه الدستوري السيادة إلى : سيادة الدولة داخليا بتحديد النظام السياسي والسيطرة على الموارد وتصريف أمور الناس،وخارجيا بعدم الخضوع لسلطة خارجية تحد من سلطتها المستقلة، وإلى سيادة داخل الدولة وتعني الأشخاص الذين خصهم الدستور بممارسة السلطة كرئيس الدولة والبرلمان والحكومة. وقد برزت الدولة القطرية العربية إثر الحربين العالميتين في عملية توازن استراتيجي بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الإشتراكي… انتهت الحرب العالمية الأولى إلى تفكيك الدولة العثمانية، وانتهت الثانية إلى إنهاء صوري للإستعمار وتوزع الدول الضعيفة بين الغالبَين تحت طقس حرب باردة ضمنت الحد الأدنى من ممارسة السيادة داخليا والمناورة خارجيا . إثر انهيار الإتحاد السوفييتي رسميا في شهر ديسمبر من سنة 1991 أصيبت دولٌ وحركات كثيرة بما يُشبه “اليتم” والعبارة لقائد عربي كان دعا يومها العرب إلى التوجه نحو الصين… سقط اليمن الجنوبي ـ الإشتراكي ـ وهُوجم العراق وأصبحت الجزائر في العراء السياسي… فسحَ المجال للرأسمالية المنتصرة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ـ مدفوعة بنشوة الغلبة ـ كي تحاول بسط سيادتها على العالم من خلال قدرتها على تفعيل مقومات العولمة لصالحها: ـ÷ المقوم الإقتصادي: منظمة التجارة العالمية،صندوق النقد الدولي، البنك الدولي ـ ÷ المقوم المعلوماتي والإتصالي: شبكة الأنترنيت، التجارة الإلكترونية،شبكة الإتصالات العالمية…. ـ÷ المقوم القانوني: القانون الدولي الحديث يشترط على الدولة التكيف مع والتقيد بالإلتزامات الدولية، تقنين حق التدخل الشأن الداخلي للدول بمبررات أمنية وجنائية وحتى قيمية، القوانين التجارية العابرة للحدود، قوانين الإغاثة والتدخل الإنساني…. ـ÷ المقوم الأمني: تداخل الأمن الوطني والأمن الدولي، مسؤولية الدولة أمام المجتمع الدولي عن الأمن الإقليمي والدولي، ظهور مؤسسات أمنية عالمية ذات مجال حركة عالمي حيث تحول حلف النيتو منذ قمة أعضاء الحلف المنعقدة بواشنطن في أفريل 1999 إلى مؤسسة أمنية عالمية من حقها التدخل في أي مكان من العالم ودون تفويض من الأمم المتحدة ـ على خلاف الفقرة الخامسة من ميثاقها. ـ÷ المقوم الثقافي: لما كانت الثقافة طرائق عيش وفنون تعبير عن الحياة فإن الحضارة الغالبة هي التي تنصر دائما ثقافتها، المجتمعات الساكنة “الضعيفة” تستورد ضرورات العيش ومفردات الضرورات وتُخترق في جهازها النفسي والذهني وفي ذائقتها وقيمها حين تشعر بالدونية فتقلد الغالبَ… لقد فرضت العولمة ثقافة استهلاكية عن طريق الإشهار كما فرضت نمط تعامل تجاري بين الناس وأنماطا سلوكية تتطلبها المنظومة التجارية … لقد اقتحمت ثقافة الغالبين على المغلوبين حدود أوطانهم وأبدانهم… “العولمة” بما هي نزوعُ هيمنة لدى الغالبين ـ بعد انهيار المعسكر الإشتراكي ـ تريدُ التسلل الناعم عبر فلسفة “الكونية” بما هي تصور إنساني لوحدة النوع البشري ولوحدة نظام الكون ووحدة القيم والحقوق الإنسانية … يُحاولُ الغالبون إحداث امتزاج بين الفلسفة وماكينة الإنتاج الرأسمالي.. يحاولون التسلل إلى الأوطان عبر مُفرداتٍ حقوقية ومعايير سياسية … يمتزج لديهم الجشعُ و”الشفقة”؟ 2: الداخل والخارج هذه التحولات الكبرى في المشهد الدولي وهذا التدافع السريع للتشكلات الطارئة جعلت مفهوم السيادة الوطنية رخوا في باطنه وظاهره… ولم تعد الأنظمة السياسية تُحْكم السيطرة على المفهوم كما كانت سابقا بحيث تستندُ إليه ك”مقدس” لمحاسبة المتعاملين مع الخارج والمتواطئين مع الأجنبي أو حتى اتهامهم بالتآمر على الوطن… هذه الأنظمة نفسها لا تكف اليوم عن المجاهرة بالإنخراط في المشهد الدولي الجديد بدءا من التجارة العالمية مرورا بالإلتزامات الحقوقية والتنموية وانتهاء إلى الإشتراك في الحرب على “الإرهاب”… ولا يخفى ما تتعرض إليه هذه الأنظمة من ضغط خارجي باتجاهات عدة تغري البعض من أهل الداخل بالإستقواء بأولائك الضاغطين من أجل تحصيل بعض حقوق ومقتضيات مواطنة، بل وقد يغترّ البعض فيُوغلُ في أوهام وتخيّلات يرسمها له الغامزون من خارج. القيم “الكونية” ليست مجرد فلسفة بريئة إنها ذات أنياب لا تكف عن النهش في كامل الجسد العربي … و”الحقوق” ليست دائما إنسانية بل غالبا ما تكون مداخل للتشريح السياسي وفق مواصفات يضبطها أولائك الذين استفاقوا فجأة على أن الآدميين جميعًا سواسية في أصل التراب… تحاول الأنظمة التأكيد على أنها حقوقية وديمقراطية وإنسانية وكونية، وهي أيضا تحرص على ألا يتداخل خطابُ الداخل مع إملاءات الخارج المهينة… السياسة ليست نشاطا خيريا ولا حميمية صداقة، لذلك لا يقيلُ أحدٌٌ من السياسيين عند ظل أحدٍ، وحدهم المقامرون يستبدلون ويبيعون ما لا يُباعُ … وحدهم الحمقى يكتشفون في النهاية أنهم مغدورون. لا يخفى على عاقل ما ينتج عن حرف الاختلافات الداخلية إلى نزاع حول “الخارج”، حين ينصرف الاهتمام عن المسائل العملية داخليا إلى موضوع السيادة وحرية القرار… لقد جرت العادة أن شركاء المكان يؤجلون دائما خلافاتهم ويتجندون ضد أي تهديد خارجي… هذا التأجيل مُربك لمسارات الحوار ولمقتضيات التدافع السياسي والفكري بين السلطة ومعارضيها من الأحزاب والنخبة، حين يسود الحياة السياسية حالة من التصارخ والتتاهم والتحشيد على الضفتين تضيق مساحات العقل وتضعف فرص التصاغي والتعبير الهادئ. أيّ حكمة سياسية أو فكرية من تبديد زمنٍ وطاقاتٍ في غير مواضيع حقيقية؟ وفي غير مسائل مبدئية ؟ وأيّ إنجاز وطني يحققهُ من يُفلح في استنهاض قبضاتٍ خارجيةٍ تُطرّق أبواب الوطن ؟. وحتى لا يُقال بأن خلايا النحل لم تذهب بعيدا إلا حين لم تجد الرحيق بمقربة منها فإن أنظمتنا مدعوة إلى الذهاب إلى الداخل لتحصين السيادة الوطنية فعلا وسدّ ذرائع استصراخ “الخارج”، ولا يشك عاقل في كون نقد الداخل ـ وإن اشتد ـ هو أقل وطأة من إملاءات الخارج وتدخلاته المهينة للجميع. وفي هذا الطقس السياسي والدولي المائج يُعوّلُ على أصحاب “الرؤية” في تهدئة الخطاب وإثراء القاموس الثقافي والسياسي بمفردات التوافق والاصطبار والتصاغي والتواضع للوطن وللإرادة الجامعة، يُعوّل على مُبدعي السياسة وعلى قادحي الأفكار الوامضة كي يجتهدوا في كبح الخطابات النافرة والمفردات العضوضة والأصوات القارعة والأنفس المشحونة، يُعول على الإعلام كي يتسع للإختلاف والتنوع وكي يترفع عن كل ما لا ينسجم مع طبيعة دوره في التنوير والتعريف والإثراء . بحري العرفاوي تونس:12:11:2009
ألم يأن للسفينة التونسية أن تبحر؟!
وجهان من الحياة التونسية متضادان و لا يلتقيان. الوجه الأول : 1 ـ ـتونس الأولى عربيا في نسبة التدخين على إمتداد السنوات الأخيرة كلها بالرغم من الثقافة الصحية التي حولها الهدير الإعلامي إلى كل شعوب الأرض في شتى أصقاعها إلى معلوم من الحياة بالضرورة .. بل بالرغم من تأكيد البحوث الطبية الحديثة الموثقة إلى أن سرطان الحنجرة واللثة وغيرهما ـ عافاكم الله جميعا ـ يعزى قطعا إلى التدخين .. لا بل بالرغم من أن الإنسان ـ المسلم والمسلمة ـ مسؤول عن ماله يوم القيامة مرتين : مرة من أين جاء به ومرة أين أنفقه .. هل لك في محاولة في الفهم تسعفنا بها.. 2 ــ ظاهرة الأمهات العزباوات : ظاهرة تونسية قحة لحما ودما ليس لها نظير في أي دولة عربية ولا إسلامية بل ليس لها أدنى وجود فضلا عن نظير.. ظاهرة لم تزدها الأيام إلا إمتدادا. أنظر هذه الإحصائيات الرسمية من جمعية أمل للعائلة والطفل (جمعية تونسية ). أنظر إلى الإحصائيات التي تحملها الجريدة اليومية الحكومية (الصباح في بحر هذا الأسبوع ) .. 1500 ولادة خارج عش الزوجية سنويا أي : 4 ولادات خارج دائرة الزوجية مع مطلع كل شمس .. لاتظنن أن تونس بحجم مصر أو تركيا فضلا عن الهند أو الصين .. تونس عشرة ملايين بالكاد.. مليون كامل منهم خارج البلاد ( 85 بالمائة منهم في أوروبا ) .. واصل معنا في تفحص هذه الأرقام المخيفة حقا : 63 بالمائة من الأمهات العزباوات بين 19 و25 سنة و 29 بالمائة منهن بين 20 و 40 أي : أن الكارثة تضرب فلذات أكبادنا حيث أن 92 بالمائة منهن تحت سن الأربعين وهو بالضبط سن الزواج الجديدة بعد إرتفاع نسبة العزوبة ( وهو كذلك أرفع معدل عربي وإسلامي ).. واصل معنا نخل هذه الظاهرة المؤسفة جدا بكل المقاييس : 72بالمائة منهن في حالة بطالة كاملة أو بطالة جزئية بسبب العمل الموسمي وحالات الطرد التعسفي .. 83 بالمائة منهن مستواهن لا يتجاوز المدرسة الأساسية أي بالكاد يقرأن ويكتبن نظرا لإنحطاط المستوى التعليمي بعد رحيل رجله الذي ظل طول حياته يرصد أكبر ميزانية في الدولة لوزارة التربية القومية فلما إنقلب عليه وزيره الأول قلب للشباب والتربية والمستقبل ظهرالمجن فظل طول حياته ( من 1987 حتى اليوم 2009 ) يرصد أكبر ميزانية في الدولة لوزارة الداخلية والفرق الأمنية المتنافسة بعضها مع بعض والضحية دوما هو المواطن المتهم بمزاولة المعارضة أو الإنتماء إلى النهضة .. واصل رصد هذه الكارثة التي لم تعرفها تونس من قبل أبدا .. 33 بالمائة من الأمهات العزباوات أميات بالكامل .. 3 ــإنفلونزا الخنازير .. أنظر إلى إحصائيات صحيفة الصباح شبه الرسمية: 338حالة في تونس .. 60 بالمائة منها في الوسط المدرسي من معاهد وكليات .. وفاة شابين أحدهما في المهدية والآخر في تونس العاصمة .. إنتقل المرض من الإصابة الفردية إلى حالة الإصابات الجماعية .. وقع غلق مؤسستين تابعتين للبعثة الفرنسية حيث تكتظ العدوى .. تؤكد بعض المصادر أن إنتشار إنفلونزا الخنازير في تونس بدأت من هذا الوكر للبعثة الفرنسية التعليمية في تونس!!! 4 ــ تواصل الهجمة الأمنية القاسية ضد الصحافة والإعلاميين وأبرز الأمثلة : توفيق بن بريك مباشرة بعد الفراغ من الإنتخابات.. وزر الرجل الوحيد وذنبه الذي لا يغتفر هو نقده للرئيس ( نقد وصف بأنه حاد ).. وما الغريب في أن ينقد مثقف رئيس دولته بقلمه!! هل ضبط زعيما لعصابة مفسدين أو إرهابيين أومتآمرا على أمن الدولة أو متخابرا مع دولة أجنبية!! ماذا يصنع المثقف التونسي بثقافته!! هل يدفن شهائده الجامعية وخبراته الفكرية الطويلة لأجل إرضاء رئيس الدولة!! أليس ذلك هو عمل المثقفين والسياسيين والإعلاميين في الدول التي لا نريد منها أن تلقننا دروسا في الديمقراطية!! الوجه الثاني : 1 ــ أحد المعارضين البارزين وسجين سياسي سابق هو المهندس علي لعريض في حوار معجريدة العرب القطرية ( 19 نوفمبر 09).. قضى الرجل زهرة شبابه في السجن الإنفرادي ( 13 عاما كاملة ) إنتقاما وتنكيلا وتشفيا.. دخل السجن وهو ينادي بالديمقراطية والحريات والعدالة الإجتماعية ثم خرج بعد محاولة فاشلة ويائسة لوأد أشواق الحرية فيه .. خرج من السجن بما دخل به أي إصرار على أن الديمقراطية حق للتونسيين والحرية واجب الدولة .. أنظر معنا رؤية هذاالمعارض البارز : أ ــ ” الأهم هو النظر إلى المستقبل .. مستقبل البلاد مرتبط من جهة بجهود كل القوى الوطنية وحسن ترتيبها للأولويات وهو مرتبط من جهة أخرى بالخيار الذي ستتبعه السلطة ..”. ب ـ ” أركان المشروع الوطني هو ثالوث : الحرية والتنمية العادلة والهوية الحضارية ..”. ج ــ ” المهم هو أن الشأن السياسي يحتكم فيه إلى الرأي ولا عصمة فيه لأي وجهة نظر بحجة العقلانية أو العلمانية أو أي فهم أحادي للدين الإسلامي .. فكرالنهضة إدماجي لا يتنكر لأي حقبة من تاريخ البلاد ..”. وجهان في الحياة التونسية لكنهما لا يلتقيان فمن المسؤول.؟ * وجه يجرالبلاد يوما بعد يوم ( ليس من باب المبالغة القول بأنه يجرها يوما بعد يوم ولكنه يفعل ذلك حقيقة لا مجازا ويكفي في ذلك ما أنف ذكره أي وجه يجرالبلاد يوما بعد يوم إلى الهاوية السحيقة حقا دون أدنى مبالغة وأي هاوية أشد سحقا من مجتمع كان قبل سنوات قليلات مثالا عربيا وإسلاميا في بنيته العمرانية الشبابية ثم هو اليوم يشيخ ويهرم ويؤول أمام أعيننا جميعا إلى الإنقراض الإجتماعي؟ لا نعتقد أن الذي يغري الأمهات العزباوات إلى ذلك هي الشهوة ولكن عندما تعلم أن الذي يرغمهن على ذلك حتى شكلن ظاهرة إجتماعية إنما هو الحاجة والفاقة ورحم الله عربا قالت في قديم الزمان : تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها .. وجه يقرض البلاد يوما بعد يوم فمن لم يمت جراء التدخين إبتلعته قوارب الموت ومن نجا من كل ذلك عاش ذليلا مهينا بين مطارق السلطة وسندانات البطالة وضغوطاتها المزرية وما تخلفه من ديون وهموم.. وجه لا مكان فيه للمثقف الحر إلا أن يكون ذيلا من ذيول السلطة يسبح بحمدها أو يلزم صومعته الفكرية وبرجه العاجي كأن لم تطأ قدماه مدرسة يوما ولا كان القلم خليله.. ذلك سجن لا يشعر به سوى المثقف الحر.. ويكفيك مثالا هذه الهجمة التي كلفت الدبلوماسية التونسية في الأسابيع الأخيرة كثيرا من لدن بعض حلفائها الأروبيين .. * وجه آخر يعرضه علينا المهندس علي لعريض الناطق الرسمي السابق بالنيابة لحركة النهضة.. وجه يرسم مستقبلا لتونس مشرقا غير جاهز كما قال هو بحق ولكنه جاهز للتفكير فيه والتخطيط له .. وجه يجعل الحرية والديمقراطية معبرا إلى العدالة الإجتماعية التي تنقذ الأمهات العزباوات من الحزن والكآبة.. وجه ينظر إلى المستقبل لا كما تفعل السلطة التي لم تشبع بعد عقدين كاملين من الإنتقام والتشفي والتنكيل من الأحرار والإعلاميين حتى بعد أن تجردهم من أقلامهم وتحصي حركاتهم و سكناتهم.. وجه يرهن مستقبل المعارضة عامة والنهضة خاصة بمستقبل البلاد.. وجه يلتقط الرصيد الثابت من حركته وتجربتها بحلوها ومرها .. يلتقط من ذلك فكرها الذي صمد فما أغرته حركات العنف وهي تملأ المسرح العربي والإسلامي شرقا وغربا ولو كانت حركات الثأر نافعة مجدية لماحق لغير حركة النهضة التونسية الإنخراط فيها بسبب ما نالها من حرب ضروس ضارية كادت تعصف بالتدين ذاته لولا أن الله سبحانه سلم.. إن حركة تورث فكرها للأجيال القادمة حركة يصدق عليها ما يصدق على الأفراد بعد ذهابها وذهاب رجالها أي : حي الأموات.. هذه عبرة يلتقطها أحد مؤسسي الحركة ومن صاغوها ذات يوم صياغة .. عبرة عنوانها : يسير عليك أن تضرب التنظيم وتقتل أفراده وتشرد وترجئ المشروع .. ولكن العسير عليك حقا هو : قتل الفكرة ومن قتل الفكرة التي عجزت عنها السلطة : إنحدارها نحو هاوية العنف من جهة وإحتماؤها بالعلمانية حلا من جهة أخرى أو إستبدالها لحتمية التجدد إنتقالا إلى خيار التقليد من جهة ثالثة .. وجه يجمع بين التواضع والإلتزام.. لعل أروع ما صرح به المهندس لعريض هو قوله : ” مستقبل النهضة ومستقبل الحرية والديمقراطية ليس شيئا جاهزا سنكتشفه وإنما هو شيء نصنعه أو نبنيه”. هو رد كاف شاف ـ لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أو تخلص من أدوائه الحزبية القاتلة ـ على من يتهم الحركة وغيرها من المعارضات بغياب البديل كأنما البديل قماطير من الوثائق والأوراق والبحوث والدراسات تصنعها مراكز متخصصة ثم تخرج بها على الناس.. ذاك تصور طفولي للبديل .. البديل في تفاصيله إنما تصنعه التجربة والمؤسسات عندما يكون كل ذلك في مناخات حرية وتنافس متكافئ.. وما هو بديل السلطة إذن؟ حملات قمع متواصلة لا أول لها ولا آخر.. أما المعارضة كل معارضة فإنما يكفيها من البديل ـ سيما معارضاتنا التي تعيش حياة الرعب والخوف ـ أسسه العامة ومرجعياته الجامعة وهو في كل الأحوال متناقض مع خيار السلطة حتى فيما يخص المعارضة العلمانية التي تتفق مع السلطة في بعض التوجهات الثقافية فما بالك بالمعارضة الإسلامية التي تختلف معها ثقافة وسياسة. وجه يجمع بين الدين والمصلحة ضمن مرجعية إسلامية لا علمانية. لكم أصاب المهندس لعريض كبد الحقيقة عندما سئل عن العلمانية والحاجة إليها متراسا يقي الناس شر الأصوليات الدينية.. ولكم يحتدم اللغط هنا في هذه الزاوية المهمة في تلبس الأمر عند أكثر العوام ومنهم من الحركة الإسلامية ذاتها عندما يغيب الإجتهاد والتجديد ويتمكن التقليد أو تهيمن الأمية الفكرية.. أليس ذلك هو الذي مكن لحركات الثورة والغضب والإنتقام فكان الذي كان في مشرق العرب ومغربهم.. هذه الكوة من الفكر يستخدمها العلمانيون للصد عن المشروع الإسلامي بحجة أنه كلياني شمولي ( طوطاليتاري ) يدعي العصمة وينبذ الحرية والإجتهاد والتجديد والعقلانية والإقتباس من الغير أي : دغمائية إسلامية جديدة تضاف إلى دغمائيات أصولية غربية معروفة هي التي ولدت العلمانية من رحمها كما هو معلوم في التجربة الأوروبية المعاصرة.. هذه الكوة ذاتها من الفكر يتنكب عن صراطها عبيد الماضي أصحاب شعار : ليسفي الإمكان أحسن مما كان ولم يترك الأولون للآخرين شيئا.. وذلك لتأبيد التقليد وتصديق قالة العلمانيين فينا ويقول القائل بحق : وشهد شاهد من أهلها.. عندما يغيب صوت الوسطية الإسلامية المتوازنة المعتدلة ـ سيما في تونس ـ عندها تصول للعلمانية صولات ولعبيد الماضي صولات أخرى.. والمستفيد الوحيد هو السلطة والخاسر الوحيد هو تونس والمجتمع.. فكر النهضة إدماجي.. تعبيرة أخرى ثاقبة من تعبيرات المهندس لعريض.. فكر حركة النهضة إدماجي أي وفاقي حواري إجماعي وسطي.. ليس هناك أمامه جدار في التاريخ أو الجغرافيا يند عن الإختراق وليس هناك أمامه إما شيطان أخرس لا مجال للحوار معه أو ملك مقرب لا مجال لمنافسته .. تلك نظرة منوية غربية الأصل.. هذا إله للنور وذاك إله للظلام.. فكر النهضة إدماجي يستضيء في القريب برواد النهضة الأوائل ممن جمعوا بين السلفية الإسلامية القحة الصحيحة ( سلفية الإتباع والإجتهادمعا) وبين الإقتباس من الغير خيره.. من مثل الأئمة عبده والأفغاني ورضا والبنا ومالك بن نبي والغزالي والقرضاوي والغنوشي ومحمد عماره وغيرهم .. سؤال هذه الكلمة الحرة هو.. 1 ــأما آن لتونس أن يأذن أولو الأمر فيها لهذه السفينة المؤجلة المعطلة أن تنطلق لتمخر عباب التقدم متسلحة بسلاحين لا يغني أحدهما عن الآخر : سلاح الإسلام من جانب وسلاح الإجتهاد و الإقتباس من جانب آخر..؟؟ 2 ــ من المسؤول عن حبس الفكر النهضوي التقدمي المستنير بمثل ما عبر عنه المهندس لعريض أن يساهم من جانبه على قدم المساواة وتكافئ الفرص في نحت صورة جديدة لتونس الجديدة.. لعلها تكون الجمهورية الثانية أو الثالثة وإن كان المنقلب على بورقيبة لم يبن جمهورية ولكن إستنسخ جمهورية بورقيبة العلمانية وسلحها بعصا غليظة أخرس بها الجريء ومن دونه سواء بسواء..؟؟ 3 ــ من المسؤول عن تهرم المجتمع التونسي وشيخوخته وأطلق العنان بسياساته الإجتماعية العوراء الرعناء لظواهر مخيفة جدا تنهشه..؟؟ ليس هذا حسابا سياسيا ولكنه حساب تونسي قح .. من المسؤول عن فرجتنا الباردة .. نتفرج على بناتنا ينخرطن في الأمهات العزباوات .. ما هو المنظور من تونسي يولد من سفاح بسبب أن أمه همشتها سياسات الحكومة وعضها الجوع بنابه الغليظ..؟؟ ألسنا نؤسس لتونس مخيفة موحشة لا مكان فيها للرحمة .. ؟؟لا بل نؤسس لتونس يقطنها الأشباح بعد أن ينقرض التونسي.. أما آن لأولي الألباب أن يعوا هذه الحقيقة المرة : تونس إذا ما تواصلت فيها السياسية العمرانية الحالية فإنها تستحيل بعد عقود قصيرة مقبرة جرداء تعوي فيها الذئاب .. ؟؟ إذا كان ذلك كذلك فإنه لامجال للتنصل من المسؤولية من أي تونسي أو تونسية وليكن بعد ذلك إسلاميا أوشيوعيا أو وفاقيا أو صداميا .. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 23 نوفمبر 2009) www.alhiwar.net
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف
العدد 18 – حصاد شهر ذي القعدة 1430
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يسر موقع الشيخ عبد الرحمن خليف – رحمه الله – أن يتقدم لكم بالتهاني و التبريكات لحلول ذي الحجة كما يشرفنا أن نهنئكم بعيد الأضحى المبارك , جعله الله مليئا بالمسرات ومختوما بقبول الأعمال الصالحات . كلمة الموقع : ملف خاص عن الحج ( خطب , دروس فقه , فتاوى , كتاب المناسك ) الخطب : 1 – خطبة الجمعة 21 ربيع الأول 1424 -23 ماي 2003 : أين الوفاء فيديو ممتاز: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=14&k=155 فيديو متوسط: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=14&k=156 صوت : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=14&k=157 2 – خطبة الجمعة 28 ربيع الأول 1424- 30 ماي 2003 : التوبة من عدم الوفاء بالعهد فيديو متوسط : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=14&k=158 3 – خطبة الجمعة : 1ذو القعدة 1421- 26-1-2003 : شرط المغفرة في الحج فيديو ممتاز: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=159 فيديو متوسط: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=160 صوت : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=161 4 – خطبة جمعة 8 ذو القعدة 1421- 2 62-2003 : خمس أسئلة تتعلق بروح الحج فيديو ممتاز : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=163 فيديو متوسط : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=164 5 – خطبة عيد الأضحى : 10 ذي الحجة 1420-16 مارس 2000: فيديو متوسط : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=165 صوت : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=167 6 – خطبة عيد الأضحى : 10 ذي الحجة1404 – 6 سبتمبر 1984 صوت : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=2&k=168 7 – خطبة الجمعة : 17-11-1405 = 2-8-1985 : بيان حكم المرتد في الإسلام : مكتوبة : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=21&k=162 الدروس : درس في السيرة : من وحي غزوة تبوك : الدرس الأول : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=3&d=303 الدري الثاني : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=3&d=304 سلسلة تفسير سورة البقرة : الحلقة الخامسة و العشرون الآيات 17-20 : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=305 الحلقة السادسة و العشرون : الآيتان :21 و 22 http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=308 الحلقة السابعة و العشرون : الآيتان :21 و 22 http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=309 مقاطع متميزة : 1 – شروط الأضحية الشرعية : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=314 2 – المنافع المشاهدة في الحج : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=315 3 – زيارة شرعية و زيارات غير شرعية : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=313 4 – خمس نصائح للحجيج : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=311 5 – الثبات على الطاعة و التبصر في التمسك بحكم الله : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=312 6 – لواء الغادرين : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=302 7 – هؤلاء خائنون لعهد الله : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=301 8 – مثال لوفاء الصحابة : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=300 9 – الذبح للقبور شرك و لا يغفر: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=306 10 – ” الولية الصالحة عيشة بروطة ” = كلبة . http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=307 11 – ” لا ” النافية للجنس : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=15&d=310 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
محكمة جزائرية تبرئ اثنين من معتقلي جوانتانامو السابقين
الجزائر (رويترز) – قالت وسائل الاعلام الرسمية ان محكمة جزائرية برأت يوم الاحد رجلين أمضيا سبع سنوات في السجن العسكري الامريكي في خليج جوانتانامو للاشتباه في انتمائهما الى جماعة متطرفة. وذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية نقلا عن وثائق المحكمة ان الرجلين زعما خلال محاكمتهما في مدينة الجزائر بتهم تتعلق بالارهاب انهما تعرضا “لتعذيب وحشي” أثناء احتجازهما في خليج جوانتانامو. وقالت الوكالة انهما اعتقلا في باكستان بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة ثم نقلا الى خليج جوانتانامو حيث احتجزا دون محاكمة قبل اعادتهما الى بلدهما الجزائر العام الماضي. وأضافت ان المحكمة في العاصمة الجزائرية رفضت زعم الادعاء ان الرجلين عبدلي فغول وطراري محمد عضوان في جماعة ارهابية وقضت ببراءتهما. وأنشأت الولايات المتحدة سجن خليج جوانتانامو في كوبا بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول لاحتجاز المشتبه في ضلوعهم في أنشطة ارهابية. ويقول نشطاء حقوق الانسان ان احتجاز الاشخاص المشتبه بهم في هذا السجن مخالف للقانون الدولي. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان السجن سيغلق بحلول 22 يناير كانون الثاني 2010 لكن مسؤولي ادارته سلموا بان من الصعب الالتزام بهذا الموعد. ويقول مركز الحقوق الدستورية وهو منظمة امريكية غير حكومية مثلت كثيرا من المحتجزين الذين يسعون للافراج عنهم انه لا يزال في السجن 12 مواطنا جزائريا (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 نوفمبر 2009)
القيادي الإخواني يوسف ندا للـ(الشروق) المصرية: حتى لو كانت الانتخابات مزيفة سنشارك لنكشف للعالم تزويرها
حوار: محمد خيال وصفته وسائل الإعلام بـ«وزير خارجية الإخوان».. فهو ليس مجرد رجل أعمال مشهور أو رئيسا لبنك التقوى، ولكنه لعب طوال العقود الثلاثة الماضية دورا مهما فى جماعة الإخوان المسلمين.. فهو الذى رتب العلاقة بين الإخوان والثورة الإيرانية، وتوسط بين السعودية واليمن، والسعودية وإيران، وبذل مجهودا كبيرا فى حل الأزمة بين الحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ. كان يوسف ندا عضوا فى معهد «بينمنزو» أحد المؤسسات العلمية التابعة للأمم المتحدة، والذى يضم فى عضويته شخصيات مهمة من بينها رؤساء دول وسياسيون كبار وهناك حدثت مشادة كلامية بينه وبين الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب، فى أبريل عام 1997 وفى أواخر عام 2001 استصدرت الإدارة الأمريكية قائمة من الأمم المتحدة، وضعت فيها أسماء مسلمين من جنسيات مختلفة، تتهمهم بدعم الإرهاب، بعد هجمات 11 سبتمبر ضمت القائمة يوسف ندا وشريكه غالب همت وعلى إثرها تم استهداف «مؤسسة ندا للإدارة» المعروفة أيضا باسم «بنك التقوى»، ووضعت أموال ندا وبعض أعضاء مجلس الإدارة والمقربين منهم تحت الحراسة، وفرضت عليهما الإقامة الجبرية وفى 29 سبتمبر 2009 أكدت وزارة الخارجية السويسرية أن مجلس الأمن الدولى شطب اسم ندا بعد أن تدخلت الإدارة الامريكية نفسها لحذف اسمه من قائمة هيئة الأمم الخاصة بداعمى الإرهاب. حول هذه القضية وتدخل أمريكا وعلاقته بالإخوان فى الداخل والخارج وفضايا كثيرة متنوعة يتحدث يوسف ندا لـ«الشروق» فى حوار جرى عبر الهاتف من مقر إقامته فى سويسرا قبل أسبوع. وإلى نص الحوار: الشروق: هل تعتبر تدخل الإدارة الأمريكية لحذف اسمك من قائمة هيئة الأمم الخاصة بالداعمين للإرهاب بادرة لتفاهمات بين الإخوان وأمريكا؟ يوسف: هذا موضوع مستقل تماما وأمريكا اضطرت للتدخل لحذف اسمى بعد ضغوط مورست عليها من بعض الدول التى طلبت منها ذلك مهددين بالانسحاب من الأمم المتحدة فى حالة عدم استبعادى من هذه القوائم فوجدت أمريكا نفسها فى مأزق إما أن تقوم بطلب حذف اسمى لأنها الدولة التى وضعته، وإما أن تواجه بحالة من العصيان من الدول الرافضة لذلك. الشروق: هل تعتبتر أن الموقف الذى حدث بينك وبين بوش الأب فى معهد «بينمنزو» هو السبب فى موقف بوش الابن منك؟ يوسف: لا أعتقد أن السياسة فيها هذا الكلام.. السبب فى ما فعلته أمريكا ضدى هو ورود تقارير من الأردن وتقرير أعده مندوب لصحيفة إيطالية فى تل أبيب، وكذلك تقرير من مصر يفيد بأننى ممول جماعة الإخوان. وللأسف فى الغرب لديهم قصور فى المعلومات حيث يعتبرون أن كل الحركات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان المسلمين ولا يعرفون أن الإخوان يطردون أصحاب الفكر المتطرف، وكثير من أعضاء الحركات الإرهابية هم من مطاريد الإخوان. الشروق: هل تفكر فى مقاضاة النظام المصرى على ما فعله بك؟ يوسف: من الغبى الذى يقول ذلك.. يا سيدى الفاضل «بلادى وإن جارت عليا عزيزة» بالإضافة إلى أنه لا يوجد شىء اسمه النظام المصرى كما أن الرئيس لا يمثل وحده مصر.. ومصر عندى أغلى مما خسرته. الشروق: تعامل النظام اختلف معك من حقبة إلى أخرى فأنت اعتقلت فى عهد عبدالناصر ثم طلبوا منك العودة فى عهد السادات للاستثمار فى مصر ثم حكم عسكرى ضدك فى عهد مبارك فكيف تقدر ذلك؟ يوسف: سأتكلم عن أهم مرحلة فى هذه المراحل، وهى عندما أتيت إلى مصر لإنهاء إجراءات إنشاء بنك فيصل الإسلامى وكنت ثانى أكبر شريك أو مساهم وكذلك كانت هناك لدى مصر مشكلة فى كميات الأسمنت فطلب منى النبوى إسماعيل وقتها أن أظل بمصر وأنقل استثماراتى إليها، وكان ذلك بعد أن عزمنى على الغداء فى حضور حسب الله الكفراوى وعثمان أحمد عثمان وحسين عثمان وعبدالعظيم لقمة. ولكن بعد ذلك اتخذت قرارا نهائيا بترك مصر وانسحبت من بنك فيصل لأنى أشعر حتى الآن أن مصر قد اختطفت.. وقررت عدم العودة وظللت يومها أبكى وأنا فى الطائرة. أما فيما يخص العهد الأخير فكنت فى مقابلة مع التليفزيون السويسرى وسألونى عن الحكم الصادر بـ10سنوات ضدى عن محكمة عسكرية فى مصر فقلت لهم إن مبارك ليس ديمقراطيا والغريب أنه فى الفترة التى اتهمونى فيها بأنى قمت بتمويل جماعة الإخوان بمليار دولار كنت موضوعا على قوائم الإرهاب ولايجوز لى أن أتحرك إلا فى مسافة كيلو ونصف متر فقط وكانت كل أملاكى مصادرة وتم منع البنوك من أن تتعامل معى وعلى الرغم من ذلك لم تستح الحكومة المصرية أن تتهمنى بتمويل الإخوان. الشروق: هل تفكر فى العودة إلى مصر والاستثمار بها عندما ترد لك أموالك؟ يوسف: لا فأنا أتمنى أن أدفن فى مصر ولكن لن أذهب إليها حيا لأنى لن لا أصلح أن أحيا فى ظل نظام ديكتاتورى. الشروق: بماذا تفسر الحملة على الجناح المالى للإخوان سواء فى الداخل (خيرت الشاطر وحسن مالك) وفى الخارج أنت وغالب همت؟ يوسف: هم يقولون إنه تجفيف منابع ولكنى أقول لهم إن كان ذلك فأنتم أخطأتم فى تحديد هذه المنابع وذلك لأن تمويل الإخوان هو من كل جيوب الإخوان مع فارق بسيط أن لكل منهم نسبة وفق دخله وهو ما لا يستطيعون إدراكه وأقول لهم إنه لا يوجد أحد يستطيع أن يجوع الإخوان فبوش وقف أمام العالم أجمع وقال إنه سيجوعنى ولكن بفضل الله لم يستطع أن يفعل ذلك ورأسى مازالت مرفوعة ولم تنزل أبدا. أما السبب الثانى فهم يحاولون فى مصر القضاء على الجماعة وإقصائها، حيث أخطأوا عندما حددوا قيادات الجماعة بأنها 1000 أو أكثر وأرادوا أن يضعوهم فى السجون ظنا منهم أن ذلك سوف ينهى الجماعة وهو ما فعله عبدالناصر فى السابق ولكنه فشل. الشروق: هل أنت مع خوض الإخوان للانتخابات البرلمانية المقبلة فى مصر أم تراها خطوة استفزازية للنظام؟ يوسف: مجرد اسم الإخوان هو استفزاز للنظام فى مصر، وحتى لو كانت الانتخابات مزيفة سنشارك لنثبت للعالم أنها كانت مزيفة.. ولأنها حق لا نستطيع أن نفرط فيه. الشروق: وماذا لو عرض التنازل عنها مقابل امتيازات أخرى كما فى عرض الأستاذ أحمد رائف؟ يوسف: بداية أحب أن أوضح أن كلام رائف كله غير صحيح… فرائف لا علاقة له بالإخوان ولم يكن قياديا أو إخوانيا سابقا فهو تم القبض عليه بشكل خطأ فى وسط مجموعة من الإخوان وأتحدى من يقول أو يثبت أنه فى يوم من الأيام كان عضوا فى الجماعة وهو يعرفنى وأعرفه جيدا. أما فيما يخص العرض فكان بشكل مختلف وجاء به شخص آخر، وقال إنه على استعداد للتدخل لدى قيادات بالحزب الوطنى وقال له عاكف وقتها ليس عندنا باب مقفول ونحن نتحاور مع الجميع. وإذا كان ربنا ولله المثل الأعلى تحاور مع إبليس مش عاوزين المرشد يتحاور مع النظام. الشروق: وما رأيك فى الخلاف فى مكتب الإرشاد حول تصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية المكتب بعد وفاة محمد هلال؟ يوسف: فى تقديرى السبب فى ذلك هو إما أن يكون العريان نفسه اعتذر عن عدم تولى المنصب وأنا أعهده رجل لا تهمه المناصب وإما أن يكون الإخوان يريدون توليه منصبا آخر. الشروق: ما رأيك فيما يقال عن صراع بين مجموعة الدكتور محمود عزت ومجموعة الإصلاحيين فى الجماعة؟ يوسف: أقسم بالله أنى لم أسمع عن مثل هذا الكلام قبل ذلك والإخوان لا يكرهون فأنا مثلا أعتبر مبارك مخطئا ولكن لا أكرهه. الشروق: ما هى مواصفات المرشد المقبل بعد إعلان عاكف أنه لم يترشح مرة أخرى؟ يوسف: أنا قلتها قبل ذلك أن عدم تولى عاكف مرة أخرى خطأ زمنى وتكتيكى كبير والمرشد المقبل يجب أن يكون بمواصفات الأستاذ عاكف وأنا أريد أن يستمر عاكف مرشدا. الشروق: إذا قدر لك أن تختار مرشدا مقبلا للجماعة هل سيكون حبيب أم بديع أم شخص آخر؟ يوسف: أنا لا أعرف من هو بديع.. وحبيب أعرفه وأحبه وأقدره وعلى العموم لو جاء طفل عمره عشر سنوات سأضعه فوق رأسى مادام الإخوان هم الذين اختاروه فما بالك بشخصيات عملاقة مثل عاكف أو غيره؟ الشروق: كيف ترى الانشقاقات الأخيرة فى صفوف الإخوان فى الدول المختلفة مثل الأردن والجزائر؟ يوسف: يجب أن أؤكد شيئا مهما وهو أن الإخوان ليسوا ملائكة فهم بشر يخطئون كما أنهم جزء من المجتمعات التى يعيشون فيها بكل طباعها ومنهم الجيد ومنهم من هو غير ذلك وأنا لى أصدقاء غير مسلمين أفضل من أشخاص كثيرة فى الإخوان. الشروق: ماذا بقى لك من منصب مفوض العلاقات الخارجية للإخوان؟ يوسف: السياسيون والزعماء مازالوا يتوافدون على منزلى ولا أستطيع التحدث عن أشياء يتم الإعداد لها. وفى الفترة الماضية حالت الظروف ومنها المنع من السفر وتجميد أرصدتى فى البنوك بينى وبين هذا المنصب أما ما هو قادم فيسأل عنه مرشد الإخوان. الشروق: هل عاودت عملك الاقتصادى أم مايزال متوقفا؟ يوسف: عملى الاقتصادى مازال متوقفا ولكن لا أجد وقتا أتناول فيه الطعام فأنا منذ الصباح أجلس على المكتب ولا أقوم من عليه إلا من أجل الصلاة ثم أعود فالمكتب لا يخلو من الوفود فمازال سياسيون كبار وزعماء يتوافدون على منزلى. الشروق: هذا يعنى أنك مازلت تقوم بدور مفوض العلاقات الخارجية للإخوان؟ يوسف: لا أستطيع أن أوضح ذلك وما قلته من معلومات عن هذا الدور فى قناة الجزيرة كانت أحداث وقعت بالفعل أما الآن فلا أستطيع الكلام عن أشياء يتم الإعداد لها فى الفترة المقبلة. (المصدر: “الشروق” (يومية – مصر) بتاريخ 11 أكتوبر 2009)
دلالات الصراع المصري الجزائري على كرة القدم
خالد غزال يقف الكثير اليوم في العالم العربي، بنوع من الدهشة والاستغراب، امام «الصراع المصري – الجزائري» الناجم عن المباريات الخاصة بكرة القدم، خصوصا بعدما وصل الأمر الى الاعتداء على اللاعبين، وتطور الى «تهجير» سكاني من هنا وهناك، وصولا الى المظاهرات الصاخبة في مصر والجزائر بعد فوز الفريق الجزائري على الفريق المصري. والأسوأ من كل ذلك، ما صدر من هتافات عنصرية متبادلة وتهديدات من الجانبين لبعضهما، وصولا الى تحول الموضوع إلى مشكلة سياسية ودبلوماسية بين البلدين. من حق المواطن العربي التساؤل عن العوامل الحقيقية والخلفيات التي حولت مباريات كرة قدم بين فريقين عربيين الى «حرب» لا يمكن لأحد أن يتكهن حتى الآن بالمدى الذي ستصل اليه. أولى الدلالات تتصل بالأوهام التي تسود لدى كثيرين من نخب وقادة سياسيين حول الشعور التضامني بين المجموعات العربية المنتشرة في اقطار متعددة، والادعاء بأن التجزئة التي كرسها الاستعمار خلال القرن الماضي، هي تجزئة في الارض والكيانات، فيما الوحدة والتضامن والأخوة هي العنصر الغالب والسائد بين الشعوب العربية. ما برز في هذا الصراع هو في واقعه، شكلا ومضمونا، أشبه ما يكون بحرب «الاخوة الاعداء» وفق تعبير للكاتب الروسي دوستويفسكي. أبرز هذا الخلاف مدى الهوة السحيقة التي تفصل أبناء الشعبين المصري والجزائري عن بعضهما، على الرغم من تاريخ النضال المشترك في سبيل الاستقلال، والدعم المصري غير المحدود لثورة المليون شهيد في الجزائر، وبالتالي الدعم الجزائري للسياسات المصرية، ابتداء من العهد الاستقلالي الأول برئاسة بن بيللا، وصولا الى الدعم المتواصل طوال عهد الرئيس هواري بومدين. دلالة ثانية ابرزها «النزاع» تتصل بالجزائر خصوصا، حيث ظهرت بوضوح في الشعارات التي رفعت من قبل المجموعات الأمازيغية منددة بالعرب، بوصفهم يضطهدون المجموعات من غير الأصل العربي. هذا الانبعاث للنزعات العنصرية وترجمتها بعداء واضح، قد لا تكون فريدة في بابها الجزائري. فالانهيار البنيوي الذي تعيشه المجتمعات العربية يخرج من جوفه كل يوم منوعات مختلفة من «سقط المتاع» الفكري والايديولوجي والعنصري والعشائري، مجبولا بأحقاد وكراهية باتت تطول هذه المجتمعات افقيا وعموديا. وهي ظواهر تبرز حجم الارتداد الذي طال هذه المجتمعات وأعادها الى رحم التخلف والتقهقر على جميع المستويات، بعدما ساد الظن بتقدمها ودخولها في نطاق الحداثة والتحديث. ويزداد الأمر بشاعة عندما اظهرت وسائل الاعلام نوع الشتائم والسباب المتبادل الذي كان المتظاهرون في مصر والجزائر يطلقونه ضد بعضهم من دون رادع في الحشمة او الادب. وهو امر يتصل بتدني المستوى في التخاطب بين هذه الشعوب وانحدارها الى القاع المتخلف في التعبير عن اعتراضاتها واستنكارها لما يحصل. اذا كان الحاصل او الذي قد يحصل، يضع المراقب والمواطن امام تساؤل يطول الاسباب، فليس من الغرابة ان يذهب التفسير وجهة ترى في غياب القضايا القومية والتحررية التي كانت تلم شمل العرب وتفرض اخوة طوعية او الزامية، في وصف هذا الغياب عنصرا افقد العرب مقومات الوحدة، التي كانت تعيد الى الخلف وتكبت النزعات المحلية. فلم يعد موضوع الوحدة العربية عنصرا شعبيا اليوم، كما اختفى من جدول اعمال السياسات العربية الرسمية او الحزبية. وبالمثل منه لم تعد قضية فلسطين قضية مركزية جامعة تحتل الموقع الاساسي في النضال التحرري العربي، او في برامج الحركات السياسية، سواء انتسبت الى السلطة الرسمية او الى المعارضة. من الطبيعي ان يؤدي غياب القضايا الجامعة الى صعود النزاعات المحلية بين الدول والصراع على الهيمنة والسيطرة على الموارد. سؤال آخر يصعب تجاهل طرحه، انه يتصل بمدى تواطؤ السلطات السياسية في البلدين على عدم كبح جماح الجمهور الغاضب، بل ايجاد الوسائل المخابراتية لتشجيعه. ينبع السؤال – الاتهام من كون معظم البلدان والحكام، خصوصا في العالم الثالث، تلجأ الى افتعال مشاكل مع الخارج لتوجيه انظار شعوبها الى «عدو» مفترض، بما يستوجب تأجيل الصراعات المحلية لمصلحة الصراع مع الخارج. فهل نقرأ في السياستين الجزائرية والمصرية مثل هذا «التصريف» للأزمات المحلية نحو تضخيم نزاع حول كرة القدم؟ لا ينبع الاتهام من فراغ، خصوصا عندما ندرك حجم المعضلات التي يمر بها كل بلد من البلدين، على صعيد المعضلات الاجتماعية والاقتصادية والتذمر الشعبي المرافق لها، اضافة الى معضلة الحريات السياسية وحرية الرأي والسماح للاحزاب بالتعبير والعمل من دون وضعها في السجون. يضاف الى ذلك ان البلدين يعانيان من انهيارات في البنى المجتمعية وارتداد في مسارها، نحو صعود للحركات الاصولية التي تتسبب بتدهور دائم للامن، وبتهديد الكيانين، وما يرافق ذلك من انبعاث نزاعات اثنية وطائفية في مصر عبر الصراع مع الاقباط، وفي الجزائر عبر النزاع الطويل مع المجموعات الأمازيغية ذات المطالب في الحقوق السياسية والمدنية والثقافية. ان ما يجري اليوم بين مصر والجزائر «ليست رمانة، بل قلوب ملآنة»، وفق تعبير شعبي، فهو أنموذج عن صراعات تشهدها اليوم معظم الأقطار العربية وتعبر عن نفسها بنوع من الحروب الأهلية، منها ما هو ساخن وعسكري، ومنها ما هو بارد مستتر، ينتظر الظروف المناسبة ليتحول مشتعلا. انه زمن البؤس العربي بامتياز، في زمن يسير فيه العالم قفزات الى الامام في التقدم والتطور والإفادة من منجزات الثورة التكنولوجية واختراقها للعالم في الزمان والمكان. فهل يعي العرب المأزق الذي يعيشونه، ويعملون على تجاوز نزعاتهم من اجل الدخول في العصر؟ سؤال تصعب الاجابة عنه بغير السلب. كاتب من لبنان (صحيفة أوان (يومية كويتية) الرأي العدد:730 بتاريخ 23 نوفمبر 2009)
جمعية لتحرير الشعب المصري
عبد الحليم قنديل نعم، مصر في لحظة خطر عاصف، وبأكثر مما كانت عليه في أي وقت خلال الثلاثين سنة الأخيرة، فنحن بصدد بلد عند مفارق الطرق، وفي سنتين حاسمتين سوف يتقرر فيهما مصير البلاد لزمان طويل مقبل. بدأت السنتان بالفعل عند حاجز أيلول (سبتمبر) 2009، وعلى الطريق علامات زيف عن وضع النظام العائلي المستبد الناهب التابع، انتخابات تجديد نصفي لمجلس الشورى، وانتخابات كاملة لمجلس الشعب على منحدر شهور نهاية 2010، وانتخابات رئاسة في أيلول (سبتمبر) 2011، وضع من فضلك ألف قوس ثقيل أسود حول كلمة ‘انتخابات’، فانتخابات نظام الديكتاتور عمل عبثي وفيلم كارتون، وتحولت إلى تعيينات بالأمر الإداري بعد تعديلات الانقلاب على الدستور التي استفتى عليها صوريا في 26 آذار (مارس) 2007، بعدها انتقلنا من ‘تزوير’ الانتخابات إلى ‘تشفير’ الانتخابات. وأسوأ ما يمكن أن يجري، أن تنزلق أطراف المعارضة المصرية إلى لعبة نظام الديكتاتور، وأن تتورط في ‘انتخاباته’، وأن تشارك ـ بالقصد أو بدونه ـ في خداع الناس، وفي تزييف إرادة الشعب، وفي إضفاء مسحة جدية مفتعلة على لعبة هزلية تماما، وأن تعطي من ‘شرعية’ وجودها الانتخابي مددا لنظام غير شرعي بالجملة، أن تعطي ‘شرعية’ لعملية اغتصاب مباشر للبرلمان وللرئاسة، فلعبة النظام معروفة بالتفاصيل وخطوط السير، وهي أن ينظم انتخابات برلمانية تنتهي ـ في يوم واحد ـ إلى مذبحة تصفية شاملة للمعارضين الجديين، وأن يوزع ميراث المقاعد المغدورة بنصاب ‘الكوتة الأمنية’ على أحزاب مرخص بها أمنيا، وعلى أن يلعب هؤلاء ـ في دور لاحق ـ دور ‘الكومبارس’ في انتخابات رئاسة صورية، وأن تنتهي اللعبة ـ بإجراءاتها المزيفة ـ إلى التمديد لرئاسة مبارك الأب أو التوريث الرسمي لمبارك الابن، وقد أصدر ‘ائتلاف المصريين من أجل التغيير’، وهو إطار وطني جامع لأحزاب وحركات سياسية وشخصيات عامة، وقادة إضرابات واعتصامات اجتماعية، أصدر ‘ائتلاف التغيير’ وثيقة بالغة الأهمية عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، ووضع فيها شروطا عشرة لضمان الحد الأدنى من جدية وسلامة وصحة الانتخابات، وكلها من قواعد الحد الأدنى المعترف بها دوليا كمعايير لنزاهة الانتخابات، وبلور الائتلاف نصا كاملا لمشروع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية، ودعا نواب الائتلاف السبعة ـ مع نواب المعارضة الآخرين ـ لتقديم التشريع إلى البرلمان قبل نهاية العام الجاري، وأن تكون الخطوة اختبارا أخيرا لنوايا الحكم، وأن تقاطع المعارضة كل انتخابات النظام في حال رفضه لشروط الحد الأدنى، والمرجح ـ بالطبع ـ أن يرفض النظام هذه الشروط البديهية لتنظيم أي انتخابات قابلة للاعتراف بنتائجها. ونتصور أن دعوة الائتلاف لايصح أن تتوقف عند نداء المقاطعة، بل أن ننتقل إلى تصور أكثر شمولا، نقطة البدء فيه: الخروج من ملعب النظام، فحين يكون الخصم حكما، لا تعود ثمة لعبة ولا ملعب، ولا أهداف تجد شباكها في مرمى مغلق يضيع معه الجهد المبذول، ويمضي الزمان المستحق، ويتحول وقت الحسم إلى وقت ضائع مقتطع من أعمارنا، ومن فرصة البلد فى النجاة، فماذا نفعل إذن ؟، ربما نجد أول الخيط فى نص البيان التأسيسي لائتلاف المصريين من أجل التغيير، والذي يصوغ تصورا مكتملا لمرحلة انتقالية لمدة سنتين تعقب إنهاء نظام الديكتاتور، وبطريق المقاومة المدنية والعصيان السلمي، البيان الذي صدر في 4 نيسان (أبريل) 2009 يرسم الهدف والوسيلة بإجمال، ودون التطرق لتفصيل صار لازما في خطة قابله للتطبيق من الآن، وفي مجرى الزمن العاصف الذى ينتظرنا فى عشرين شهرا تبدأ أول كانون الثاني (يناير) 2010. واقتراحنا الذي نتقدم به باسم حركة كفاية غاية في البساطة، العنوان: جمعية عمومية للشعب المصري، ومن أربع موارد بشرية، أولها: النواب المعارضون الحاليون والسابقون، ثانيها: الشخصيات العامة والأدباء والعلماء والمفكرون وقادة الرأي العام، ثالثها: قادة أحزاب وجماعات وحركات سياسية تقبل الانضمام للمبادرة، ورابعها: قادة الإضرابات والاعتصامات الاجتماعية والنقابات المهنية والعمالية الأصلية والموازية، ومن مجموع هؤلاء تتكون جمعية الشعب المصري، وبثقل تمثيل شعبي مباشر وغير مباشر، ويعبر عن رغبة أغلبية تفوق بكثير نصف مجموع الشعب المصري، فالنواب المعارضون الحاليون والسابقون ـ وحدهم ـ يمثلون نسبة تكاد تصل إلى 40′ من المصريين، وفي دورات انتخابات أجراها النظام بنفسه، ووصلوا لمقاعدهم بتضحيات دموية، وعبر ‘ ثغرات النزاهة’ أتاحتها ظروف في جدار التزوير المصمت، والشخصيات العامة قوة تأثير معنوي غلابة، وبعضها يعادل ـ في تأثيره الجمعي ـ حزبا بكامله، وقادة الجماعات السياسية والاجتماعية ذراع ميداني واصل بأثره إلى جغرافيا مصر كلها، وإلى الطبقات الحية كلها، وميزة الفكرة واضحة، فهي تنهي سباقا لا معنى له فى تشكيل جماعات عمل مشترك محدود هنا أو هناك، وبادعاءات عريضة تفوق المقدرة الفعلية على التأثير والانتشار والمجازفة الملهمة، ثم أنها تنهي ‘الفصام النكد’ بين المطالب السياسية والمطالب الاجتماعية والوطنية، وتبلور إرادة الشعب المصري في هيئة وطنبة جامعة، وفي قبضة يد قادرة على تحدي نظام الديكتاتور، وبفوائض تمثيل شعبي يعطي مصداقية هائلة للتحرك الميداني، وبهدف الانهاء السلمي لنظام الديكتاتور، فالفكرة المقترحة لا تتوقف عند طلب تشكيل هيئة الجمعية العمومية للشعب المصري، وفي حدود تتراوح عدديا من 500 ـ 1000 شخصية من الموارد الأربعة الكبرى، وفي برلمان حقيقي للمصريين، بل تعطي هذه الهيئة الشعبية الجامعة حق اختيار ‘البديل الرئاسي’، والبديل الرئاسى شيء مختلف عن المرشح الرئاسي، فطبقا لنص المادة 76 من الدستور الحالي، والتي جرت صياغتها على المقاس العائلي بالضبط، وجعلت من المستحيل تقديم مرشح رئاسي جدي قادر على هزيمة مبارك الأب أو الابن، ولا تسمح بالترشح لغير أدوار ‘الكومبارس’ التي لا يتقبلها شخص يحترم نفسه، والحل: فى بديل رئاسي وليس في مرشح رئاسي يستحيل ترشحه، وقد يكون البديل الرئاسي في صورة ‘رئيس بديل’ تختاره الجمعية العمومية للشعب المصري، أو فى ‘مجلس رئاسي بديل’ بحصانة شعبية، وهذه الخطوة هي العمود الفقري لخطة بديلة عن الذهاب لملعب النظام، وفي أجواء بيئة سياسية ساخنة، وتحت أبصار الدنيا كلها، فالبديل الرئاسي عنوان لقارعة كامنة تحت سطح الركود المصري، ويفجر معركة سياسية من نوع مختلف في مصر، فلا يعود المشهد على ما هو عليه الآن من بلادة، نظام للديكتاتور وفئات تعارضه فى خفوت أو فى جلبة دخان، بل نظام بديل يقوم فى مواجهة نظام غير شرعي، نظام بديل ينهض كقوة تحرير للمصريين، ويصمم على دفن سلطة تحكم بقوة الاحتلال الأمني، وينقل الوضع كله من معنى المعارضة السياسية إلى معنى المنازعة السياسية، وخلق راية جديدة لحركة تضم أوسع جموع الناس، وتجمع توكيلات بالملايين للبديل الرئاسي، وتوجه خطاب تنحي لمبارك، وتطلب تسليم البلاد للبديل الرئاسي وحكومة ائتلاف وطني تختارها الجمعية العمومية للشعب المصري، وتقود سلاسل تظاهرات وإضرابات واعتصامات شعبية، وبهدف واضح صريح ووحيد لحملة ضغط سلمى مكثفة، وهو اجبار مبارك على التنحي، والتقدم بمصر إلى مرحلة انتقالية ـ لمدة سنتين ـ تحقق المطالب العاجلة المجمع عليها للشعب المصري، وتنتقل بالبلد من حكم العائلة إلى حكم الشعب. ولا نظن أن الفكرة مستحيلة التحقق، ولا هي عصية على التنفيذ، وقد حظيت بترحيب أولى واسع، ربما تكون نقطة البدء ـ إجرائيا ـ في السعي لتشكيل ‘هيئة تأسيسية لجمعية الشعب المصري’ يبادر ائتلاف التغيير بالدعوة إليها، فلائتلاف التغيير رؤوس جسور ظاهرة وقادرة، وله الأيادي الواصلة إلى أطراف الجماعة الوطنية كلها، وجماعة الموقعين الأولى على بيانه التأسيسي ـ 300 شخصية تقريبا ـ نواة أقدر وأجدر من غيرها، ففيها سبعة من نواب الشعب المعارضين البارزين، وفيها غالب الشخصيات العامة ذات التأثير الواسع، وفيها قادة أحزاب وحركات وتحركات اجتماعية ونقابية منظورة، وفي نص البيان التأسيسي للائتلاف روح راديكالية تحفزه أكثر على التقدم للمبادرة الكبرى، وإن كان الانفتاح الواسع على الآخرين مطلوبا بطبائع الأمور، فلا يصح لأحد أن يتنكر أو أن ينكر ثقل وجهد جماعة الاخوان المسلمين، والتمثيل الواسع لنوابها الحاليين والسابقين، ولا يصح لأحد أن يتنكر أو أن ينكر جدوى الاضافة الحيوية الممكنة لجهد أحزاب ونواب وقادة اجتماعيين ونقابيين من كافة ألوان الطيف المعارض. قد نكون نحلم، لكنه الحلم القابل للتحقق، وبشرط أن يتحول الحلم إلى هدف وخطة واجراءات، تبتعث روح مصر من رماد اللحظة، وتعتصم بقوة الناس، وهي وحدها القادرة على هزيمة الحراس، وفتح أبواب النور بدلا من دوام التخبط في أنفاق الظلام. ‘ كاتب مصري Kandel2002@hotmail.com (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2009)
جولة أوباما الآسيوية لبناء التوازنات مع الصين
توفيق المديني تعتبر جولة الرئيس الأميركي باراكأوباما التي بدأها يوم الخميس 12 نوفمبر الجاري إلى منطقة شمال شرق آسيا الباسيفيك مهمة جداً للإدارة الأميركية الحالية ،نظراً لتداخل مصالح الولايات المتحدة الأميركية الاقتصادية و السياسية و الاستراتيجية في تلك المنطقة ، و التي تشكل إحدى بقاع الإرث الثقيل للحرب الباردة، حيث تنقسم شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين مختلفتين إيديولوجيا و سياسيا: واحدة في الشمال لا تزال تعتنق الأيديولوجية الشيوعية ،وواحدة في الجنوب، تعتنق الأيديولوجيا الرأسمالية الليبرالية، وحيث تتثبّت الصين كقوة عظمى، الأمر الذي يجعل منطقة شمال شرق آسيا مسرحاً لتنافس القوى الدولية. في جولته الآسيوية عمل الرئيس الأميركي باراك أوباما على توظيفها لإخفاء عمق الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية وبعض البلدان الآسيوية ، ولا سيما الصين ، من جراء التداعيات الخطيرة للأزمة الاقتصادية العالمية على بنية الاقتصادالأميركي وهياكله الانتاجية ، و على مكانة الولايات المتحدة في منطقة آسيا الشرقية – الباسفيك، التي أخذت تنحسر أمام المارد الصيني الذي أصبح الشريك التجاري الأول لليابان وكوريا الجنوبية ، الحليفين التاريخيين لأميركا في المنطقة. فقبل انتقاله من طوكيو إلى سنغافورة للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا الباسيفيك، ألقى أوباما أمام 1500 مدعوخطاباً مهماً استغرق 40 دقيقة تناول سلسلة من المسائل ، مذكراً بأن اهتماتهة بآسيا – الباسفيك يعودإلى طفولته في هاواي وأندونسيا، قبل أن يتحدث عن الصين ، القوة العظمى الأخرى في المنطقة التي تستعد لتأخذ مكان اليابان، الاقتصادالثاني في العالم،و التي سعى لطمأنتها في شأن النيات الأميركية. إذا كان أوباما قد وصف علاقاته مع الصين بأنها يمكن أن تكون شراكة استراتيجية، وأن أمريكا لا تسعى إلى احتواء الصين، و أن علاقة عميقة مع الصين لا تعني إضعافاً لتحالفاتنا الثنائية… على العكس، فإن بروز صين قوية ومزدهرة يمكن أن يكون قوة لمجموعة الدول ، فإنه لم يخف جوهر هدف جولته الآسيوية عندما قال حرفياً في محطته اليابانية«.. لكن على الرغم من أن التزامنا بهذه المنطقة يبدأ من اليابان فإنه لا ينتهي هنا- ولذلك فإنني أريد أن يعرف الأمريكيون أن لنا نصيباً في مستقبل هذه المنطقة، لأن ما يحدث هنا له تأثير مباشر على حياتنا في الداخل ولم يتردد أوباما في توضيح هدفه عندما قال أيضاً:« هذا هو المكان الذي نقوم فيه بكثير من تجارتنا ونشتري كثيراً من سلعنا. وهذا هو المكان الذي يمكن أن نصدر إليه مزيداً من منتجاتنا ونوفر وظائف في الداخل في هذه العملية». تريد الولايات المتحدة مجدداً ممارسة الضغوطات على الصين من أجل إعادة تقويم لعملتها الوطنية «اليوان »، التي تعتبر بخسة القيمة بالقياس للدولار، بيد أن اللحظة التاريخية لم تكن مناسبة. فالصين تمول قسما ً كبيراً من الديون الأميركية بما أنها اشترت بما قيمته 800 مليار دولار من السندات الأميركية. لقد غيرت الأزمة الاقتصادية العالمية المعطيات في العلاقات الأميركية – الصينية : فالصين التي تركت عملتها الوطنية «اليوان»تربح ما قيمته 15 في المئة أمام للدولار، من سنة 2005 و لغاية 2008، من خلال توسيع هوامش التقلبات المسموحة في المعدل الثابت الذي يربطها بالدولار، عادت في صيف سنة 2008 إلى نظام أكثر صرامة ، في سبيل المحافظة على قدرتها التنافسية. وظل «اليوان» من دون تغيير أمام الدولار، و إن كان فقد قيمته بنحو 15 في المئة أما م اليورو، وهي عبارة عن تخفيض قيمة للعملة الصينية مقنعة، دفعت ثمنها أوروبا، الشريك التجاري الأول في العالم للصين ، متقدمة على الولايات المتحدة. بيد أن هذه الهدنة بين الدولار و اليوان ، هي عبارة عن معاهدة: تلتزم الولايات المتحدة بموجبها ببذل جهد كبير في سبيل تخفيض عجزها في الميزان التجاري، و تجنب دائني الولايات المتحدة ، لا سيما الصين التي تمتلك القسم الأكبر في العالم من الاحتياطات الدولارية (2200 مليار دولار) ، من التخلي عن الدولار ومنع انهياره في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الولايات المتحدة . رغم أن الصين تقدمت منذ الربيع الماضي باقتراحات جادة لاتخاذ عملة للاحتياطي تكون منافسة للدولار، فإنه مع ذلك لايمكن للصين أن تطرح عملتها «اليوان » كبديل عن الدولار في الوقت الراهن، لأن العملة الصينية غير قابلة للتحويل أولا، و لأن أكبر احتيالاطي للصين موجود بالدولار، و الحال هذه ، فإن أي تغيير سيتسبب في هزة اقتصادية و سياسية عنيفة إذ اهتز عرش الدولار، ثانياً. و تثير الصين في الخارج ردود أفعال معقدة: فهناك من ينظر إليها كقوة اقتصادية صاعدةتتطلب الضرورة الاقتصادية تلطيف العلاقات معها. و هناك من ينظر إلى أن «بروزها » كقوة عظمى ، و الطريقة التي تتمظهر بها بكين في استعراض قوتها الجديدة أمام المحافل الدولية ،هو مصدر قلق. فعلى سبيل مثال ، الصراع التنافسي في المبادلات التجارية، الذي دخلت فيه الصين ، يكلف للولايات المتحدة الأميركية خسارة 350000 فرصة عمل سنويا، منذ أن أصبحت الصين عضواً كاملاً في منظمة التجارة العالمية سنة 2001. يقول جوزيف يوف ، محرر «دايت زايت» ومن كبار الباحثين في معهد فريمن سبوغلي للدراسات الدولية في جامعة ستانفورد، في مجلة «فورين أفيرز» الاميركية، 9 -10/2009 :« …تهب التقديرات الى أن النمو الصيني قد يبلغ 6 في المئة، في 2009، أي نصف معدل النمو الصيني التاريخي، في 2007. فالصين هي مكان يلجأ العالم الى عماله ومصانعه الرخيصة الكلفة جراء التلاعب الرسمي بقيمة عملته. وعمود الاقتصاد الصيني الفقري هو التصدير، ونسبته هي ثلثا الناتج المحلي. وفي 2009، انخفضت صادرات الصين 26 في المئة. وتعافي التجارة العالمية من الازمة الاخيرة لن يذلل مشكلة الصين الاقتصادية البنيوية. فبين 1991 و1995، كان مردود استثمار 100 مليون يوان في أصول ثابته ناتجاً محلياً قيمته 66.2 مليون يوان، أنشأ 400 فرصة عمل جديدة. ولكن الاستثمار نفسه، بعد عقد من الزمن، اقتصر مردوده على 28.6 مليون يوان ناتجاً محلياً، وإنشاء 170 فرصة عمل. ومرد الانخفاض هذا الى قانون انخفاض الريع، وهو الاقدم في الاقتصاد» . على الرغم من الصعود القوي للصين كقوة عظمى يحسب لها ألف حساب في المستقبل المنظور، فإن المحللين الغربيين يرون أن الاقتصاد الصيني لا يمثل حتى ثلث حجم الاقتصاد الأميركي الذي يبلغ 14،3 تريليون دولار، أي ثلاثة أضعاف ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو الاقتصاد الياباني، وأقل بقليل من حجم اقتصادات اليابان والصين وألمانيا وفرنسا مجتمعة.كما أن متوسط الدخل السنوي للفرد في الصين هو 2900 دولار، بينما متوسط الدخل للفرد في الولايات المتحدة يصل إلى 47000دولار.و في الوقت الذي وصلت فيه موازنة الولايات المتحدة العسكرية في سنة 2008 ، ما يقارب 607 مليار دولار، لم تتجاوز موازنة الصين و الهند وروسيا على التسلح مبلغ 219 مليار دولار. وهكذا، فإن موازنة الصين العسكرية هي ستة أضعاف أقل من موازنة الولايات المتحدة.
(صحيفةالشرق (يومية قطرية)،رأي، بتاريخ 23 نوفمبر 2009)