الاثنين، 22 سبتمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°3044 du 22 .09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:قاضي التحقيق يتجاهل مطلب الإفراج عن طارق السوسي ..!

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع: اختطاف الصحفي سليم بوخذير وتهديده بالاغتصاب والقتل

إيلاف: صحفي تونسي يتعرّض للاختطاف والتهديد بالاعتداء

المنظمة الديمقراطية للشغل/ المغرب والمنظمة الديمقراطية للتعليم (المغرب ):بيان تضامني

موقع طلبة تونس : أخبار الجامعة

الصباح الأسبوعي:خـاص: تقارير رسمية تكشف : قروض لتمويل مشاريع وهمية… وشركات حصلت على 18 مليون دينار

كلمة: وثيقة حول الفساد تنشر لأوّل مـرة

كلمة حرّة من موقع الحوار.نت : تونس يفترسها الهرم وتأكلها الشيخوخة فمن المسؤول؟

صحيفة ‘مواطنون’: الافتتاحية – أمّا بعد!…

صحيفة ‘مواطنون’: شاهد  – كم نحن خونة وكم أنتم وطنيّون!

صحيفة ‘مواطنون’:  مشهد – إلى السيد وزير الأمن السياسي الصباح الأسبوعي:رغم الجهود المبذولة.. تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات يقول:تونس دولة متخلّفة إلكترونيا

مراد رقية : ماهو موقف وزارة الشؤون الاجتماعية من منطقة الذل وجيب الفقر مغارة علي بابا قصرهلال

محسن المزليني: اعتراف مضمر بأزمة المنظومة التربوية هل هي بداية الطريق لإصلاح حقيقي وشامل

رابح الخرايفي : تقاتل الأحياء الفقيرة والمنسية في جندوبة والدروس المستخلصة

معز الجماعي:قفصة : رئيسة جمعية فوق القانون

معز الجماعي:قفصة : مواطن يهدد بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام

معز الجماعي : قابس : حفل تنصيب الممثل الجديد للحزب الحاكم إنتقادات واسعة…تجاوزات خطيرة

مرتضى يوسف: تعليقا على عماد بن محمد – هكذا يكون ثمن العودة  وما زلت بعد لم تأكل من فاكهة السلطان

عبد الحميد العدّاسي: تعليقا على عماد بن محمد – كفّوا عنّا أقلامكم وألسنتكم، فإنّما يكبّ النّاسَ على مناخرهم في نار جهنّم حصائدُ ألسنتِهم

مرسل الكسيبي: لحظة تاريخية مهمة.. لحظة ‏شبابية – تونس على مشارف عتبة سياسية جديدة

يو بي آي: لا اعتكاف إلا برخصة ولا تهجد إلا ببطاقة الهوية في الجزائر

الحياة: مليونا جزائري و1.3 مليون ليبي في ‏2008…  السياح المغاربيون حافظوا على الرتبة الأولى في تونس

الصباح الأسبوعي: السنة سياسية والسُنّة السياسية

د. عبد الجليل التميمي : ل الراية الأسبوعية :المعرفة أهم رهانات العرب.. ولا مخرج لهم إلا بالبحث العلمي

 محمد العروسي الهاني : رسالة للتاريخ مفتوحة للجميع  حول الحقوق المشروعة والأساسية لكل مواطن

 محمود البلطي

: عندما يطيح قاضي برئيس دولة

موقع قنطرة: الكاتب والباحث في علم الاجتماع ألبير مامي: ثنائية المستعمِـر والمستعمَــر ومتاهة البحث عن الهوية

جميل مطر : حاجة لإحياء مفهوم الاستعمار

منير شفيق : إلى عالم متعدد القطبية

محمّد العادل  : مساعٍ جديدة للإطاحة بحكومة أردوغان


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 
 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


“الحرية لسجين الرأي طارق السوسي” الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispptunisie@yahoo.fr e-mail تونس في 22 سبتمبر 2008                                 

قاضي التحقيق يتجاهل مطلب الإفراج عن طارق السوسي ..!

 

يتواصل الإحتجاز التعسفي لسجين الكلمة الصادقة طارق السوسي ، و قد تجاهل قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الإبتدائية ببنزرت ( السيد أكرم المنكبي ) مطلب الإفراج المقدم له منذ أكثر من أسبوع ، رغم أن القانون ( الفصل 86 من مجلة الإجراءات الجزائية ) يفرض و جوب البت فيه  بالرفض أو القبول ..في أجل 4 أيام .. !  علما أن السيد طارق السوسي ، المناضل الحقوقي و العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، قد تعرض للإختطاف يوم 27 أوت 2008 على خلفية مداخلته في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 بخصوص ..الإختطافات بمدينة بنزرت .. ! و تم فتح تتبع تحقيقي ضده بتهمة  ” ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام  ”  طبق الفصلين 42 و 49 من مجلة الصحافة (  القضية عدد 08/24579 ) . و إذ تعتبر الجمعية تجاهل المطلب الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن  طارق السوسي للإفراج عنه تصعيدا للإمعان في انتهاك حقوقه ، و دليلا إضافيا على الطابع السياسي و الخلفية الكيدية للتهمة الموجهة له ، فإنها تعتبره محتجزا خارج سلطة القضاء و تطالب بالإفراج الفوري عنه ووقف حملة الترهيب المسلطة على النشطاء الحقوقيين و السياسيين .  عن الجمعية   نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 رمضان  1429 الموافق ل 22/09/2008

أخبار الحريات في تونس

 

1)رفض مطلب سراح الناشط الحقوقي طارق السوسي: رفض حاكم التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية ببنزرت مطلب السراح المقدم له بخصوص المناضل الحقوقي الأستاذ طارق السوسي و هو ما أدخل استياء في أوساط الناشطين الحقوقيين خاصة و أن التحقيق يجري في موضوع نشر أخبار زائفة عن سوء نية و قد اتضح أن الأخبار التي علق عليها لم تكن زائفة و لم يكن هو من قام بترويجها و أنه لا ضرر من إطلاق سراحه ريثما تبت المحكمة في التهمة الموجهة إليه. 2)حرمان من حق الحصول على جواز سفر: تقدم السجين السياسي السابق السيد مصطفى بن خليل بعدة مطالب لمراكز الأمن الوطني بغار الملح للحصول على جواز سفر و ذلك منذ 31 جويلية 2000 أردفها بمراسلة لوزارة الداخلية بتاريخ 31 أوت 2002 و بدون كلل واصل تقديم مطالب جديدة في عام 2005 و 2007 و هو لا يزال ينتظر إلى حد هذا التاريخ الجواب عن مطالبه لكن بدون جدوى. 3) حق المسرحين من المساجين السياسيين في الدراسة رفض المعهد الوطني للعلوم التطبيقية و التقنية بمركز العمران الشمالي بتونس ترسيم الطالب سهل بن الفاضل البلدي في السنة الرابعة إعلامية صناعية بدون تعليل و قد ذكرت له إدارة المعهد المذكور بأنها تترقب الإذن من جامعة قرطاج مع العلم بأنه قدم مطلبا في الترسيم في الأجل المحدد للمعهد و لرئاسة الجامعة و لوزارة التعليم العالي. و تجدر الإشارة إلى أن الجامعة التونسية رفضت ترسيم عدد كبير من الطلبة الذين وجهت لهم تهمة الانتماء لمجموعات سلفية.

و حرية و إنصاف

1)تعتبر هذا الرفض عقوبة تكميلية لم تشملها الأحكام التي صدرت ضدهم و فيها اعتداء على حقهم في مواصلة التعليم في حين أن أغلبهم كان مرسما من قبل. 2)تطالب بتمكين الطالب سهل بن الفاضل البلدي و أمثاله من الترسيم لمواصلة دراستهم العليا. 4)لماذا يحرم المساجين داخل السجون التونسية من صلاة الجماعة؟ يشكو عدد كبير من المساجين من حرمانهم من الصلاة جماعة في مختلف السجون التونسية كحرمانهم من أداء الصلاة في وقت متأخر من الليل و حرمانهم من أداء صلاة الجمعة في حين كان لهم الحق في ذلك قبل نصف قرن من الآن إذ كانت إدارة الشعائر الدينية تبعث لهم بإمام يؤمهم و يخطب فيهم كل يوم جمعة ، و قد كانت هناك و إلى وقت قريب مساجد مخصصة للصلاة في كل جناح من أجنحة السجن. و حرية و إنصاف تطالب إدارة السجون: 1)بتمكين المساجين من حقهم في التعبد و أداء شعائرهم الدينية في ظروف ملائمة و عدم التضييق عليهم في ممارساتهم الدينية التي لها علاقة بالعقيدة. 2)بتخصيص أماكن للصلاة في كل جناح من أجنحة السجن كمطالبة وزارة الشؤون الدينية بتكليف مرشدين دينيين بزيارة المساجين في جميع المناسبات الدينية لإرشادهم حول ما يتعلق بمناسكهم. 5)ما هو مصير المحكوم عليهم بالإعدام في تونس؟ فرحت أوساط حقوقية عديدة كما فرحت عائلات المحكوم عليهم بالإعدام بالقرار الذي اتخذه رئيس الدولة بعدم تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد عدد من المواطنين و كان من المفروض أن تصدر قرارات أخرى بمنحهم الحط من العقاب أو إبدال أحكام الإعدام بالسجن المؤبد أو بأية عقوبة أخرى لكن إيقاف التنفيذ لم يتبعه أي إجراء و قد نتج عن ذلك بقاء هذا الصنف من المعاقبين في حالة مزرية لا إنسانية فهم يقيمون بالسجن في ظروف سيئة للغاية قد تودي بهم إلى الجنون فهم مقطوعون عن العالم الخارجي يلبسون اللباس المخصص للمحكومين بالإعدام مصفدون بالأغلال يتوقعون في نهاية كل ليلة تنفيذ حكم الإعدام بهم فكأن حكم الإعدام ينفذ ضدهم مرات عديدة ، مرة في كل يوم يمر مما أدى بالبعض منهم إلى الانتحار ، إن تمتيعهم بالحياة لا يبرر كالأموات و هم أحياء فذلك من أشد أنواع التعذيب. إن عدم تنفيذ أحكام الإعدام ضدهم لا يبرر أن نعاملهم كالأموات و هم أحياء فهذا من أشد أنواع التعذيب فالكثير منهم من يقول الميتة ميتة واحدة و لماذا هذا العذاب ؟ و لا يمنعه من الانتحار إلا شيء من الإيمان و لقد أقدم البعض منهم على ذلك في لحظة يأس ، فوضعية هذا الصنف من المساجين غير مقننة فلا المنظمات الإنسانية و لا الهيئات الحقوقية و كثير ما يحال دونهم و دون الاتصال بالمنظمات التي تزور السجن و الأمرّ من ذلك عندما يشرحون وضعيتهم إلى من يزورهم من المشرفين على السجون يرد عليهم البعض بعبارات جارحة ” أنتم عايشين في الفايدة ” أنتم مدينون بحياتكم لرئيس الدولة ” حتى أن البعض منهم عندما يصاب بمرض يستوجب إجراء عملية جراحية و القليل من يحصل على هذا الامتياز تنتابه ريبة إلى حد الإحجام عن إجراء العملية خوفا من فقدان أحد أعضائه لصالح الغير . أما عن عائلات هذا الصنف من المساجين فحدث و لا حرج فمنهم من وصل به الحال إلى أن يقف أمام السجن كوقفة أحدنا أمام قبر عزيز عليه و منهم من حاول تسلق جدار السجن بعدما حاول مع الأعوان ليتفضل عليه برؤية شقيقه و منهم من عمد إلى ارتكاب جريمة ليحظى بملاقاة أحد أقاربه. و حرية و إنصاف  تطالب بتمتيع المحكوم عليهم بالإعدام بنفس الحقوق التي يتمتع بها السجين العادي كتمتيعهم بحق العفو أو حق التخفيف من العقاب. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع

اختطاف الصحفي سليم بوخذير وتهديده بالاغتصاب والقتل

 

 
تونس في 22 سبتمبر 2008
 
يعبّر المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع عن قلقه الشديد للتهديدات الخطيرة التي تعرض لها الصحفي سليم بوخذير على حياته وعلى سلامته الجسدية. فقد أفاد سليم بوخذير لمحاميه أنّه تم تحويل وجهته من قبل أعوان شرطة بالزي المدني أمام مقهى أنترنت ليلة 20 سبتمبر الجاري ثم تعرض لعملية اختطاف بعد احتجازه في محل شرطة بمدينة صفاقس مسقط رأسه (230 كلم جنوب العاصمة). وقد برر أعوان الشرطة في مرحلة أولى إيقافه بكونه مطلوب في قضية عدلية، ثم احتفظ به في مركز شرطة مدة حوالي عشر دقائق ثم نقله أربعة أعوان داخل سيارة نحو وجهة مجهولة بطريق سيدي منصور باتجاه خارج المدينة. وقال سليم بوخذير إنّ السيارة توقفت في الطريق ونزل منها اثنان من مرافقيه دخلا إحدى المباني وعادا وحوّلا وجهة السيارة خارج المدينة في طريق ‘العين’. وخلال الطريق اعتدي عليه لفظيا بالشتم والإهانات وأبلغه أحد الأعوان بأنّهم ليسوا موظفي شرطة إنّما عصابة تعمل لحساب المدعو ‘المصفار’ الذي كلّفهم بجلبه إلى مكان ناء ليقتصّ منه بالقتل أو الاغتصاب بسبب علاقته الخنائية بزوجته. وأضاف أحد الأعوان المذكورين أنّهم وعدوا بمكافأة كانوا قد تلقّوا جزءا منها نظير تنفيذ تلك المهمّة. كما هدّدوه بأنّه سيلقى مصير الصحفي الليبي ضيف الغزال الذي اغتالته أجهزة رسمية في ليبيا عام 2005. وببلوغ السيارة منطقة ريفية 20 كيلومترا بعيدا عن مدينة صفاقس أخلي سبيله حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث اتصل بمحاميه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي التحق به على عين المكان. يذكر أن الصحفي سليم بوخذير الذي يعمل مراسلا لصحيفة القدس العربي ولموقع أم بي سي على الانترنت ومواقع أخرى كان قد أفرج عنه بمقتضى سراح مشروط يوم 21 جويلية الماضي بعد ثمانية أشهر سجنا بسبب قضية مفتعلة دبّرتها الأجهزة الأمنية حكم عليه فيها بعام سجنا. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع: – يعتبر أنّ هذه الانتهاكات تأتي عقابا لسليم بوخذير على  ممارسته لعمله الصحفي بشكل حر ومستقل. – يندّد بهذا الانحراف الأمني الخطير ويطالب بالتحقيق في وقائعه ومحاسبة منفّذيه. – يعبّر عن مخاوفه على حياة سليم بوخذير وسلامته الجسدية. – ينبّه إلى أنّ هذه الوقائع الخطيرة تتهدّد جميع الصحفيين المستقلين والأقلام الحرة.  عن المرصد نائبة الرئيس نزيهة رجيبة


صحفي تونسي يتعرّض للاختطاف والتهديد بالاعتداء

 
إسماعيل دبارة من تونس قال الصحفي التونسي سليم بوخذير في تصريحات لـ’إيلاف’ إن أربعة أعوان أمن يرتدون الزيّ المدني قاموا باختطافه أمس عندما كان  كان بصدد الإبحار في عدد من المواقع الالكترونية بأحد مراكز الانترنت العمومية بمحافظة بصفاقس جنوبي البلاد. و قال بوخذير:’أدخلوني عنوة داخل سيارة ‘من نوع’’كليو’ و اقتادوني إلى مركز الأمن الواقع بالجهة الشرقية للمدينة ، قبل أن يقتادوني إلى منطقة أخرى متلفّظين تجاهي بكلام بذيء ومقذع’. وذكر بوخذير إن أعوان الأمن هددوه بأنه سيلقى مصير الصحفي الليبي ”ضيف الغزال”  الذي تمّ اغتياله من قبل و أنهم سيتسببون له بإعاقة بدنية وسينفذون ضده عملية اغتصاب جنسي ، على حدّ تعبيره. واختطف بوخذير من الساعة التاسعة و النصف ليلا و لم يطلق سراحه إلا في حدود الساعة الواحدة و النصف من بعد منتصف الليل حيث تركوه في مكان معزول  بإحدى غابات محافظة صفاقس حسبما أفاد لمراسل ‘إيلاف’. و غالبا ما يتعرّض مراسل العربية نت و شبكة mbc سليم بوخذير إلى مضايقات مختلفة منذ إطلاق سراحه في الحادي و العشرين من يوليو الماضي بعد أن قضى 8 أشهر سجنا بسبب ‘هضم جانب موظف عمومي’ و ‘الاعتداء على الأخلاق الحميدة’. ولرفضه الامتثال للتحقق من بطاقة هويته. إلا أن منظمات حقوقية ومحامون اعتبروا التّهم المنسوبة لبوخذير كيدية و تأتي على خلفية نشاطاته الحقوقية المكثفة و تقاريره الإخبارية التي عادة ما تمسّ أوضاع حقوق الإنسان و الحريات و الديمقراطية و الفساد المالي و الإداري في تونس.  و في بيان أرسل إلى إيلاف نسخة منه دانت منظمة حرية و إنصاف للدفاع عن حقوق الإنسان بشدة ما أسمته ‘الاعتداء الخطير في حق السيد سليم بوخذير و ما ترتب عليه من تهديد لأمنه و حياته على يد من يفترض أنهم يمثلون القانون و يسهرون على أمن المواطنين بدون استثناء’. و اعتبرت المنظمة هذا الاعتداء جزءا من حملة تستهدف النشطاء الحقوقيين و السياسيين و الأصوات الحرة لترهيبهم و إسكاتهم داعية إلى وضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة ، كما دعت الجهات المعنية إلى إجراء تحقيق في الموضوع و معاقبة الجناة و توفير ضمانات حقيقية إلى سليم بوخذير بما يحفظ أمنه و سلامته الجسدية. (المصدر: موقع ‘إيلاف’ (بريطانيا) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2008)

 

المنظمة الديمقراطية للشغل/ المغرب Organisation Démocratique du Travail / MAROC المنظمة الديمقراطية للتعليم Organisation Démocratique de l’Enseignement المكتب الوطني الرباط، في: 20 شتنبر 2008 بيان تضامني      
 تعبر عن تضامنها المطلق مع رفاقنا النقابيين التونسيين المحالين على مجالس التأديب  تستنكر مختلف الممارسات اللاقانونية الرامية إلى التضييق على الحق النقابي   تطالب الجهات المسؤولة والمعنية بالكفّ عن ملاحقة النقابيين وضمان الممارسة النقابية   في إطار متابعتها للأحداث والمستجدات النقابية التي تطرأ على الساحة النقابية المغاربية، وسعيا منها لتفعيل مختلف أشكال التضامن النقابي الذي كان من بين أهم التوصيات التي خرج بها المنتدى النقابي المغربي وكذلك المنتدى الاجتماعي المغاربي المنعقد مؤخرا بالجديدة بالمغرب، تتابع المنظمة الديمقراطية للتعليم العضو بالمنظمة الديمقراطية للشغل بانشغال كبير وضعية  النقابيين التونسيين وهم الإخوة “نورالدين الورتتاني”، كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل، “رشيد الشملي”، الناشط النقابي بكلية الصيدلة بالمنستير، “محسن الحجلاوي”، النائب الأول للنيابة النقابية بالمعهد الأعلى للتكنولوجيات الطبية بتونس، و”جمال بولعابي” الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بتالة (القصرين)، و”يوسف بوعلي”، عضو النقابة المذكورة ، و”رفيق التليلي”، الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالشابة (المهدية)، المنتمين لقطاع التعليم والمحالين بشكل تعسفي على أنظار مجالس التأديب بعد تلفيقهم ملفات مفبركة في خطوة غير مسبوقة لمحاولة التضييق على العمل النقابي. واستحضارا لما سبق، وبغية تفعيل مختلف أشكال التضامن النقابي، فإن المنظمة الديمقراطية للتعليم:   1.تعبر عن تضامنها المطلق واللامشروط مع رفاقنا النقابيين التونسيين المحالين على مجالس التأديب وتدعم خطواتهم النضالية؛   2.تستنكر مختلف الممارسات اللاقانونية الرامية إلى التضييق على الحق النقابي الموجهة ضد النقابيين التونسيين بقطاع التعليم المذكورة أسماءهم أعلاه؛   3.تطالب الجهات المسؤولة والمعنية بالكفّ عن ملاحقة النقابيين وضمان الممارسة النقابية تمشيا مع المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة؛   فمزيدا من الصمود والنضال وعاش التضامن النقابي الأممي عن  المكتب الوطني الكاتبة العامة فاتنة عفيد


أخبار الجامعة  
سنة جامعية جديدة … و تحديات جديدة : انطلقت السنة الجامعية الجديدة بصفة رسمية يوم الجمعة 12 سبتمبر 2008 وسط تحديات عديدة يواجهها الطلبة الذين ارتفع عددهم إلى 370 ألف حيث لم تستطع المؤسسات الجامعية أن تستوعبهم بشكل جيد و في نفس الوقت تفجرت مشاكل السكن بشكل لم يسبق له مثيل مع التحاق 91 ألف طالب جديد بالجامعة كما برزت الصعوبات بسبب تدهور الوضع الإجتماعي و المادي لأغلب الطلبة و محدودية عدد المنتفعين منهم بمنح جامعية أو قروض هذا بالإضافة إلى مشاكل الترسيم و النقص الذي تشكو منه العديد من المؤسسات الجامعية في مجال التأطير البيداغوجي و الإداري …. مؤتمر الإتحاد العام لطلبة تونس : التأجيل المتواصل ….. لم تتمكن قيادة الإتحاد العام لطلبة تونس من الوفاء بوعدها بعقد المؤتمر الخامس و العشرين للإتحاد العام لطلبة تونس أيام 15 و 16 و 17 أوت 2008 بكلية العلوم ببنزرت حيث تواصلت التجاذبات بين مختلف الفرقاء على خلفية التناقضات السياسية التي تشق المكتب التنفيذي للمنظمة فضلا عن التدخلات الغير مكشوفة التي تغذيها السلطة و أطراف سياسية أخرى ….. و في لقاء صحفي عقده الأمين العام عز الدين زعتور يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2008 بمقر الإتحاد نبه إلى ” خطورة عدم عقد مؤتمر الإتحاد في أقرب الآجال وهو الذي تأجل مرتين الأولى خلال شهر أفريل من السنة الجارية و الثانية خلال أوت الماضي ” و جدد في نفس الوقت دعوته سلطة الإشراف إلى ” فتح حوار مع المنظمة الطلابية في كل مايهم الحياة الجامعية و التشاور بشان إنجاز المؤتمر الموحد في ظروف عادية ” ….. الحوار مع الشباب : قام البوليس السياسي يوم الجمعة 12 سبتمبر 2008 باختطاف الطالب أسامة زرود – 22 سنة – من محل سكناه بمدينة الشابة من ولاية المهدية و تأتي عملية الإعتقال هذه على خلفية شبهة انتمائه للتيار السلفي …. – تتعرض الطالبة نجلاء بن عثمان – أصيلة مدينة سليمان في الضاحية الجنوبية للعاصمة إلى المضايقة المستمرة من قبل رئيس مركز شرطة طريق الشاطئ بسبب ارتدائها الحجاب مع العلم أن الطالبة المذكورة تدرس الماجستير- اختصاص الجيولوجيا – بكلية العلوم ببنزرت – منعت مديرة المبيت الرياضي بالحي الأولمبي بالمنزه المدعوة سيدة التليلي يوم الخميس 11 سبتمبر 2008 كل المحجبات من الدخول للإلتحاق بالمبيت الجامعي و هذا الإجراء التعسفي سيكلفهن أعباء مادية باهضة لمواجهة تكاليف الكراء …. – عمد مدير معهد سكرة – في الضاحية الشمالية للعاصمة – إلى منع التلميذة حسناء البرهومي من دخول المعهد و متابعة دروسها قائمة سوداء مفتوحة في أعداء الحجاب : 1 – محمد الصغير الزعفوري : مدير المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد 2 – صالح الجملي : مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل 3 – مراد موسى : مدير معهد ” العقبة ” الثانوي بمنوبة  4 – سيدة التليلي : مديرة المبيت الرياضي بالحي الأولمبي بالمنزه كلية العلوم الإقتصادية و التصرف بتونس : بناية جديدة بمدينة المروج …. قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نقل كلية العلوم الإقتصادية والتصرف الموجودة أصلا في المركب الجامعي بتونس إلى موقعها الجديد بالمروج على بعد 8 كيلومترات  من وسط العاصمة في اتجاه الجنوب و لا يبعد المقر الجديد  سوى بضع مئات من الأمتار عن سوق الجملة – في مستوى تقاطع سكة الحديد – و ستنطلق الدراسة في الكلية الجديدة في شهر سبتمبر 2010 و ينتظر أن يبلغ عدد الطلبة الدارسين بها 7500 طالب قفصة : إحداث معهد تحضيري للدراسات الهندسية ….. تزامن انطلاق السنة الجامعية الجديدة 2008 – 2009  في مدينة قفصة مع افتتاح المعهد التحضيري للدراسات الهندسية الذي أعلن عن إحداثه بشكل مفاجئ خلال الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي الذي انعقد بتونس في 16 جويلية 2008 … مع العلم أن هذا المعهد لم يتم إدراجه في دليل التوجيه الذي سلم للناجحين الجدد في الباكالوريا و بالتالي لم تتضح بعد كيف تمت عملية قبول الطلبة للدراسة فيه …. و تبلغ طاقة الإستيعاب في المعهد في سنته الأولى 228 طالبا … و تبعا لهذا الإحداث الجديد يرتفع عدد المؤسسات الجامعية في مدينة قفصة إلى ثماني مؤسسات وهي : 1- كليــــة العلـــــــــــــــوم 2- المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات 3- المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية 4- المعهد العالي لإدارة المؤسسات 5- المعهد العالي للعلوم التطبيقية و التكنولوجيا 6- المعهد العالي للفنون و الحرف 7- المعهد الأعلى للرياضة و التربية البدنية 8- المعهد العالي للعلوم و تكنولوجيات الطاقة  مقر دائم لقرية اللغات بمدينة المهدية : قررت وزارة التعليم العالي إحداث قرية دائمة للغات بمدينة المهدية سيستفيد منها طلبة اللغات في شكل تربصات قصيرة تمتد على مدى السنة… و يهدف تركيز هذه القرية إلى تعويض التربصات التي كان يقوم بها الطلبة من دارسي اللغات خارج البلاد و التي كان يستفيد منها حوالي 10 في المائة فقط من طلبة الإختصاصات المذكورة …. تطاوين : ارتفاع عدد الطلبة إلى 502  في بداية السنة الجامعية الحالية ….. لم تستطع المؤسستان الجامعيتان الوحيدتان في مدينة تطاوين أن تجذبا الطلبة الجدد إليهما رغم المغريات المتوفرة فيما يتعلق بالسكن – وهي إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها الطلبة – و بقي عدد الطلبة الدارسين بهما متقلصا جدا ، وهو مشكل مطروح في أغلب المدن الجامعية الداخلية ( البعيدة عن الشريط الساحلي ) حيث ينفر الطلبة- عادة – من الدراسة فيها نظرا لضعف البنية التحتية و فقدان العديد من الخدمات بها فضلا عن الرغبة الجامحة في الإلتحاق بالمؤسسات الجامعية العريقة …. و قد توزع الطلبة في المؤسستين المذكورتين على النحو التالي : المعهد العالي للفنون و الحرف :        314     المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية : 188 المؤسسات التربوية الفرنسية في تونس : ارتفاع عدد التلاميذ إلى 500 5 …. ارتفع عدد التلاميذ الذين يزاولون دراستهم بالمؤسسات التربوية الفرنسية المتواجدة بتونس في بداية السنة الحالية  2008 – 2009 إلى 500 5 في حين بلغ خلال السنة الفارطة 300 5 تلميذا و تبلغ نسبة الفرنسيين و حاملي الجنسية المزدوجة من هؤلاء 56,34 في المائة  أما نسبة التونسيين فلا تتجاوز 36,20 في المائة و قد بلغت نسبة النجاح في الباكالوريا العامة خلال دورة جوان 2008 حوالي 92 في المائة في حين كانت نسبة النجاح في الباكالوريا التكنولوجية 97,50 في المائة و حسب القسم الثقافي في سفارة فرنسا بتونس يزداد الطلب السنوي على التعليم الفرنسي ” نظرا لجودته ” ….

و في الختام :

 يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : – ” من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ”          رواه البخاري و مسلم – ” الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه          و يقول القرآن ، منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال فيشفعان ”           رواه الإمام أحمد – ” إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ”         متفق عليه – ” للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه ”      رواه البخاري – ” من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ”             متفق عليه – ” الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ” روه مسلم ” – ” لو علمت أمتي ما في رمضان من الخير ، لتمنت أن يكون السنة كلها ” (المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ  19 سبتمبر 2008 : العدد الأول – السنة الثالثة )


خـاص: تقارير رسمية تكشف

قروض لتمويل مشاريع وهمية…

وشركات حصلت على 18 مليون دينار
وتسلّمت شهادات في رفع اليد دون أن تسدد ديونها أعوان نالوا رشاوى ومنافع مختلفة مقابل ما قدموه من خدمات    
متابعة حافظ الغريبي  
تونس – الاسبوعي: عندما قررت نشر تفاصيل ما حصلنا عليه من تقارير.. وضعت نصب عيني جملة من الاتهامات التي قد أرمى بها.. اتهامات حفظناها على غرار البحث عن الاثارة أو إدخال البلبة أو المسّ من الصورة الايجابية للجهاز المصرفي..     لكنني قررت النشر لسبب واحد وبسيط وهو كي يعلم الجميع أنه لا يمكنه أن يتجاوز ويخلّ ويرشي ولا من رأى ولا من سمع.. وكذلك لسبب لا يقل وجاهة عن الاول وهو لكي يعلم من تخوّل له نفسه القيام بالتجاوزات أنه قد يسقط يوما في الفخ ويهوى.. فلكل هؤلاء هناك أجهزة مختصة في الدولة لهم بالمرصاد.. أسوق هذه الكلمة كتقديم لما سيرد وفيما يلي التفاصيل:    11 ملفا و18 م د   كشفت تقارير رسمية أمكن لـ«الاسبوعي» الاطلاع عليها عددا من الاخلالات والتجاوزات في القطاع البنكي والمؤسسات شبه المالية.. وقد أولت هذه التقارير عناية خاصة لوضع السبل الكفيلة لمنع تكرارها  وتسليط عقوبات على من كانوا وراء حصول هذه التجاوزات التي ورغم أهميتها تعتبر حالات محدودة.   ففيما يخص أحد البنوك المختصة في اسناد قروض لقطاع معيّن من القطاعات الاقتصادية الاساسية كشفت التقارير عن ضبط عدد من الاخلالات والاخطاء المرتكبة في معالجة عدد من الملفات ذات المبالغ الهامة كما وصفتها التقارير كانت وراء تكبّد البنك خسائر مالية هامة بسبب تخلي بعض مسؤوليه عن الضمانات العينية المتوفرة لديه وتسليم شهادات في رفع اليد عن الرهون المتحصل عليها وعدم تفعيل الضمانات التكافلية الشخصية الممنوحة من قبل المدينين مما أدّى الى سقوطها بالتقادم واستحالة استخلاص ما تعلق بذمتها من ديون.   وقدرت التقارير أن قيمة المستحقات الاسمية ناهزت الـ 18 مليون دينار في 11 ملفا فقط.. وحسبما توفر لدينا من معلومات فإن البحث والتقصي في عدد من الملفات الاخرى كشف تجاوزات أخرى دعي البنك الى تحديد مسؤوليات من كان وراءها من ذلك تمكين شركة تخلد بذمتها دين في حدود 6.4 مليون دينار من شهادة في رفع اليد عن الرهن الموظف على الرسم العقاري كما لم يقع تفعيل الضمانات التكافلية المقدمة من قبل الضامنين وعدم الحرص على قطع تقادمهما..   تدخلات   نفس التقارير كشفت حصول اخلالات في ملف شركة تخلد بذمتها دين في حدود 622 ألف دينار ولم يتول البنك تسجيل الضمانات التكافلية المتعلقة بها وتفعيلها كما لم يتول القيام بالاجراءات القانونية اللازمة لقطع تقادمها.. نفس الامر تعلق بشركة أخرى تعلق بذمتها دين جاوز الـ 264 ألف دينار وتم مقابل ذلك قبول رهن ليس على ملك الضامنين.   هذا وبمجرد الكشف عن هذه التجاوزات والاخلالات بادرت الجهات المعنية باتخاذ جملة من الاجراءات لتدارك النقائص من خلال إدخال اصلاحات تنظيمية إضافة لتتبع الضامنين وترسيم الديون لدى أمين فلسة أو جدولتها.. ودعي البنك الى مزيد التحري في وضعية الرهون والتدقيق في ملفاتها خصوصا وقد كشفت التحريات فقدان نسخ أصلية للضمانات التكافلية من ملف احدى الشركات الخاصة مما انجر عنه رفع دعاوي الالزام المتعلقة بها في عديد القضايا خصوصا وأنه لم يقع استخراج النسخ التنفيذية لعديد الاحكام الصادرة منذ عدة سنوات مما قلّص فرص تنفيذها.   تلاعبات   ذات التقارير كشفت كذلك عن تجاوزات واخلالات لدى بنك متخصص في اسناد القروض لتمويل  المشاريع الصغرى من ذلك العثور على ملفات لقروض مشاريع وهمية بهدف تمكين الباعثين المقترضين من نسبة من القروض المسندة وتمكين الشركات المزودة من أرباح غير مشروعة.. وقد تم ذلك حسب ذات التقارير بالتواطؤ مع بعض الاعوان الذين حصلوا على رشاوى ومنافع مختلفة مقابل ما قدموه من خدمات.. كما كشف التقرير عن وجود اختلاف بين المعدات المرهونة ضمن عقد القرض وما تم التزود به فعلا ..وفي نفس الاطار تجدر الاشارة الى أن بعض المزودين استأثروا بجزء هام من رقم المعاملات فروع للبنك وقد ثبت لعبهم دور الوسطاء حيث كانوا يستقطبون الباعثين ويزودونهم بمعدات ذات أثمان مشطة مما أثّر سلبا على مردودية المشاريع وتسبب في تعطل بعضها في حين أثرى المزودون الذين ولغريب الصدف يزودون بالمعدات لمختلف القطاعات والانشطة في الوقت الذي يفترض أن يكونوا مزودين لقطاع محدد.   خلاصة القول   وحسبما توفر لدينا من معلومات فإن الجهة التي أعدت هذه التقارير دعت الاطراف المعنية الى إيلاء المزيد من العناية في عملية مسك الملفات وإحاطة الملفات المتعلقة بالشركات ذات الديون الهامة بعناية خاصة من خلال مزيد تفعيل اجراءات الاستخلاص وتنفيد الاحكام الصادرة كما دعت الى مزيد احكام اجراءات التقاضي ومتابعة تدخلات المحامين والعمل على تنفيذ  الاحكام الصادرة بسرعة.. ورافقت هذه التوصيات جملة من الاجراءات الاخرى بهدف الحد من التجاوزات والاخلالات.   عموما فإنه لا يمكن القول بأن هذه التجاوزات والاخلالات أصبحت قاعدة في التعامل خصوصا في الرقابة التي تتم على اكثر من مستوى وما نأمله هو أن يتّعض البعض ويعمل لما فيه خير البلاد والعباد.    (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2008)

وثيقة حول الفساد تنشر لأوّل مـرة

 
لطفي حيدوري حصلت ‘كلمة’ على وثيقة تعود إلى سنة 1993 تنشر لأوّل مرة، وهي تفضح نمطا من الفساد تختصّ به بعض الأنظمة، فعادة ما ينشأ الفساد من فئة في المجتمع ثم يبدأ في البحث عن الحصانة والدعم من الدولة ومؤسساتها. لكن الوثيقة التي بين أيدينا تبيّن أنّ خلق الفساد يأتي من فوق، فهذا قرار وزاري بالتمييز والمحاباة والاستثناء. هذه شهادة على ممارسة لا شكّ أنّها لا تزال متواصلة. وسياسة منظمة من الدولة قوامها الامتياز للموالين والتجويع للمعارضين والتجاهل للمحايدين بقطع النظر عن مصلحة المؤسسات والشركات المعنيّة وعن مسألة الكفاءة. وقد جرى العمل بالقوائم في المحاماة إلى اليوم متسببا في جملة من المشاكل داخل القطاع. ويذكر المحامي محمد عبو في هذا الصدد أنّ بعض المستفيدين من وجود أسمائهم في القوائم أو الطامعين في دخولها معروفون في المحاماة بإثارة الفوضى داخل القطاع وخاصة في الجلسات العامة ممّا أدّى إلى توتر العلاقات بين المحامين، كما أنّ هذا الأسلوب جعل المحامين وخاصة الشبان منهم يزهدون في البحث والدراسة ما دام الاجتهاد لا يفيدهم بقدر الولاء السياسي. وفي تصريح لكلمة قال محمد عبّو إنّ هذا السلوك مخالف للدستور التونسي الذي ينصّ على مبدأ المساواة بين المواطنين. وأكّد أنّ الضرر لا يلحق القطاعات المهنيّة فحسب بل الشركات والمؤسسات التي تفرض عليها هذه القوائم هي متضررة في كثير من الحالات لأنّ معيارها في الاختيار ليس الكفاءة والاجتهاد إنّما التعليمات. ويرى الأستاذ عبّو أنّه ما دامت السلطة مصرّ على موقفها يجب على هياكل المحاماة وعموم المحامين خوض النضالات اللازمة لإيقاف هذا الشكل من الفساد الذي ينخرها. لكنّنا لم نجد إلى حد علمنا أي موقف رسمي صريح من أعلى هياكل المحاماة، وكل ما توصلنا إليه هو تنديد بالسمسرة في الحملات الانتخابية ومواقف متفرقة. وكانت جمعية المحامين الشبان قد اتخذت في دورتها من 2002 إلى 2004 موقفا من ذلك في بيان. كما طرحت المسألة في مكتبة المحامين خلال اجتماع لهيئة المحامين برئاسة عبد الستار بن موسى باقتراح تكوين لجنة ترأستها عضوة بالهيئة المتخلية ولم يقع متابعة المسألة. لكن يبدو أنّ الاعتبارات الانتخابية تبقى العامل الأساسي للتراجع عن طرح المسألة جديا داخل الهياكل حتى لا تقع إثارة الوزن الانتخابية الكبير المستفيد من هذا الفساد. نص الوثيقة الجمهورية التونسية الوزارة الأولى الوزير الأول إلى السيد وزير الإقتصاد الوطني الموضوع: انتداب أطباء متعاقدين. الوثائق المصاحبة: قائمتان.  أتشرف بموافاتكم بقائمة في الأطباء الذين يتعين التعامل معهم في نطاق عقود يتم إبرامها بعد أخذ رأي وزارة الصحة العمومية. كما أوافيكم بقائمة ثانية في الأطباء الذين لا يمكن التعامل معهم علما أن اثنين منهم يتمتعان بعقود أبرمت مع شركات تحت إشرافكم منذ سنة 1989 وهما: –         أحمد الزريبي: الشركة التونسية للكهرباء والغاز. –         رؤوف حسناوي: الشركة التونسية للكهرباء والغاز. الكاتب العام للحكومة حبيب الحاج سعيد      قائمة الأطباء * الأطباء أعضاء اللجنة  المركزية: – الهادي مهني                      تونس                 طب الأطفال – علي بوسنينة                     تونس                  اختصاص القلب – نزيهة مزهود                    تونس                      – – بلقاسم بوعواجة                 جرجيس               طب عام – حبيبة المصعبي                 جربة                   طب عام – محمد رضا الماجري           تونس                  المعدة – هشام بن نصر                  بن عروس             الأسنان – محمد أنور دبيش               تونس                   جراحة – الحبيب عاشور                 سوسة                  طب عام – محمد النوري الصيادي       المنستير                طب عام – مبروك غرام                   القصرين               طب عام – قاسم بن حليمة                 صفاقس                 طب عام – محمد الأسود                  قابس                     طب عام – ضو الحمرواي               قابس                     طب عام * الأطباء المتميزون بنشاطهم التجمعي: * المنزه: – علي بلهاني                      اختصاص القلب – طارق بن مبارك               الأسنان – عمر عثمان                     طب عام – غازي بالأصفر                طب عام – فائزة قنابة                       طب الشغل * باردو: – كمال القصبي                   جراحة – محمد اسكندر                   طب عام – الكيلاني سلوح                 طب عام سلوى كمون                      طب أسنان قائمة المحامين – زهير الذوادي              بنزرت           – بوبكر الشاوش               تونس – منذر المريحي              تونس             – بشير بن الأخضر           تونس – حميدة العبيدي مرابط      تونس            – صالح بن مسعود             الكاف – محمد عيد الأدب           تونس             – عبد الكريم المقوري          الكاف – عماد الدين العبيدي        تونس             – عبد الملك العبيدي             الكاف – نادية الحذري              تونس              – محي الدين الزرلي            الكاف – لمياء الدبابي               تونس              – لطفي دبلون                    الكاف – شكري الذوادي            بنزرت            – سمير بن شعبان              الكاف – آزر زين العابدين         تونس              – عبد الرحيم الباجي            الكاف – محمد بن أحمد الفحلي     تونس              – الهاشمي العامري            تونس – الهاشمي قوادرية          سيدي بوزيد      – الساسي المدوري             الكاف – عبد الرؤوف القاسمي    سليانة              – المنذر طراد                   الكاف – محمد زريبي              تونس               – محمد علي النافرطي         تونس – فاطمة بن عرفة          الكاف                – فيصل الحديدي                تونس – إبراهيم اللاعلاعي      الكاف                – نصر الدين ابن عصمان     تونس – توفيق بن محمود        تونس                 – محمود الحجري               الحمامات – ساسي المهدبي          بنزرت                – محمد رياض بن عبد الرزاق     تونس – عبد القادر بن عثمان   قرمبالية               – هند المؤدب                        تونس – محمود فؤاد الحوات    نابل                  – محمد بلخيرية                    قرمبالية – الصحبي القروي         سوسة                 – فرح مقدم                         تونس – أمال القروي            تونس                   – رجاء قدامة                      تونس – محمد النماري           تونس                   – نزيهة بن بحر                   تونس – سعيد الأسود           بنزرت                  – فريدة خماخم                    بنزرت – طه الجلاصي          م بورقيبة                – الهادي التريكي                 تونس – كمال المرابط            تونس                    – محمد الهادي سلفوح           تونس – حسان المناعي         تونس                    – عثمان الكداسي                  الكاف – مصطفى السليطي      الكاف                    – جميل القاضي                   تونس  – محمد الحبيب السطي   تونس                    – فاضل بوعلي                   تونس – فوزية العسكري       تونس                   – محمد الكبش                     بنزرت – نبيل بن فرح             تونس                   – هشام الصافي                   تونس – محمد الهادفي            تونس                   – فرح منصور                    تونس – المنصف الفصيلي       تونس                   – محمد رجوة                      ماطر – نور الدين الخضراوي  بنزرت (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 22 سبتمبر 2008) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/ar/4/10/297/

كلمة حرّة من موقع الحوار.نت تونس يفترسها الهرم وتأكلها الشيخوخة فمن المسؤول؟

 
ــيصعق كل من يطلع على الإحصائيات الرسمية الموثقة في مجال العمران البشري في تونس. ــ ليس هذا من قبيل السياسة التي يمكن الإختلاف فيها أو حتى عليها أصلا. ــ قلب لا تدمدمه هذه الكارثة ـ كارثة وأد الإنسان بالإعدام البطيء ـ هو قلب ميت قطعا. تدبر مليا في الأرقام التي تسوقها منظمات حكومية تونسية : 1 ــ تراجع نسبة المسجلين في المدرسة لهذا العام الدراسي الجديد 08 ـ 09 ب45 ألف مقارنة بالعام المنصرم. صرح بذلك الوزير حاتم بن سالم. 2 ــ يعود ذلك التراجع ـ بحسب الوزير ذاته يوم 12 سبتمبر أيلول الجاري ـ إلى تراجع الولادات في العشرية المنصرمة. 3 ــ آخر إحصائيات عمرانية ـ أي سكانية ـ لعام 07 تشير بأن نسبة خصوبة المرأة التونسية هي 1بالمائة وتسعة أعشار فحسب وهي أدنى نسبة عربية وإسلامية ولذلك تعد من النسب الأوربية. 4 ــ 62 بالمائة من الأسر التونسية فيها مسنون كما تشير إلى ذلك تقارير الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري. 5 ــ 93 بالمائة وستة أعشار من التونسيات حتى سن 24 عازبات و52 بالمائة منهن وستة أعشار عازبات حتى سن 34. ومعلوم أن تونس هي البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي إضطر فيه المجتمع إلى الإعتراف بجمعية للأمهات العزباوات أي اللائي أنجبن مواليد خارج دائرة عش الزوجية أي بطريق السفاح والزنا وكلهن دون سن الثلاثين وأغلبهن دون سن العشرين. 6 ــ عشر السكان مسنون أي فوق 60 عاما بحسب إحصائيات المعهد التونسي للإحصاء وهو معهد حكومي لعام 07 . والإنحدار في تزايد ملحوظ بسبب أن نسبة متوسط العمر في المجتمع التونسي هي: 73 بالمائة. 7 ــ نسبة النمو السكاني في تونس هي أضعف نسبة عربيا وإسلاميا وهي في عداد النسب الأوربية وهي 1 بالمائة وإثنين من عشر بالمائة عام 07. 8 ــ قال السيد فتحي غديرة رئيس الجمعية التونسية للصحة الإنجابية بأنه لا يستبعد أن تقدم الحكومة التونسية على منح تشجيعات مادية وحوافز مالية لتغطية العجز الفادح في نسبة الإنجاب ومواجهة الشيخوخة. 9 ــ قال مدير مركز البحوث في مجال التغطية الإجتماعية بأن إنحدار المجتمع التونسي نحو الهرم والشيخوخة أدى إلى عجز مالي كبير في موازنات الصناديق الإجتماعية : الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الإجتماعية والصندوق الوطني  للضمان الإجتماعي. 10 ــ صرح مسؤولون آخرون في مؤسسات إجتماعية حكومية بأن من أكبر أسباب إنحدار المجتمع نحو الهرم والشيخوخة : تأخر سن الزواج و الإقبال المتزايد على الإجهاض وعلى تحديد النسل. 11 ــ لكن السيد الوزير حاتم بن سالم لم تعدمه السفاهة والحماقة كعادة من يزينون للمجرم جريمته فقال بأنه رغم إنحدار مستوى التمدرس لدى الناشئة الذين بلغوا سن المدرسة فإن ذلك لم يصحبه إنحدار في مستوى عدد المدرسين !!! يقصد أنه بعد خمس سنوات يعد المدرس في المرحلة الأساسية من التعليم التي تمتد تسع سنوات لتعليم الجدران مبادئ القراءة وتلقين المقاعد الخالية أصول الكتابة أو الإستعاضة عن الإنسان بالحيوان لعله يكون أقل إحتجاجا وأدنى تسليما.

ها قد لحقنا بركب الأمم المتقدمة في أوروبا ..

أفلح بورقيبة في غرس أمل كاذب وسراب خادع إسمه اللحاق بركب الأمم المتقدمة في أروبا وهو فلاح بناه على قاعدة التعليم والصحة والسكن والإعلام وغير ذلك من البرامج الحكومية في القطاع الإجتماعي الواسع العام .. هذا كلام يدركه أكثر من يدركه أجيال الإستقلال وما بعده بقليل. ولكن نتائج تلك السياسة تزكم أنوف تونس بأسرها بريحها الكريه وأي ريح أكره عليك من أن ترى بني قومك من أهلك مصطفين رغبا ورهبا في ذلة وإنكسار بين يدي تنين فاغر فاه يفترسهم واحدا بعد الآخر. إنه تنين الشيخوخة التي تلتهم المجتمع التونسي في صمت ولكنه صمت صاخب لا يشبه صمت القبور ولكنه أدنى إلى صمت العقل والحكمة في مأدبة لئام كثر هرجها ومرجها وعلا صياحها وهديرها يظل الناس فيها سكارى لفرط إنفعالهم بالإستلاب الثقافي الذي يسرق التفكير الحر من صاحبه حتى يداهمهم الفجر الصادق ليلفوا أنفسهم في كارثة محيقة تذهب بالحصيف الأريب منهم قبل الأحمق الأفن فيهم. ها هي الإحصائيات الرسمية الحكومية الموثقة تفيدنا دون أدنى ريب بأننا أروبيون الهوى في سياستنا العمرانية حيال التناسل البشري لا يميزنا عنهم سوى لون البشرة أما اللسان فهو هجين يرطن بما لا يعرف ويهرف بما يمسخ هويته دون إحتساب .. ها قد تحقق الحلم يا عبيد بورقيبة ـ وأول عبيده سدنة الحكم الذي إنقلب عليه ـ ها قد عقرت المرأة التونسية أن تلد .. ها قد توقف الإنجاب ووئد التونسي الصغير وأدا لا يتميز في شيء عن وأد الجاهلية القديمة سوى كون الوأد الحاضر وأدا حضاريا راقيا يئد العقل ثم يئد الرحم فتباد خضراء تونس كما أباد المجرمون في العراق أمة الكرد في شماله بالكيمياء .. ها قد قل عديدنا يا عبيد فرنسا وتلاميذ أوروبا النجباء .. فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا من رغد عيش يكفي الأفواه الفاغرة الجائعة .. ها قد صدمتكم نتيجة السياسة العمرانية القائمة على قالة جاهلية معاصرة هي : في الإنسان عقل يفكر ويدان تعملان ولا يكفي ذلك لملء فاه فاغر وبطن جائع!!! ها قد لحقنا بالأمم المتقدمة في الغرب .. فقل عديدنا وأجردت أرحام نسائنا وأضحت المدارس التي بناها بورقيبة ـ وكانت له مفخرة في العرب والمسلمين ولنا أيضا ـ قفارا بيابا وأضحت ساحاتها جرداء عارية .. فهل أصبحنا أروبيين في تقدمنا العلمي وتطورنا التقني وإندياح الحريات السياسية العامة لا بل حتى الخاصة الشخصية جدا من مثل السماح لفتاة غفل عنها مبضع العقر في الإسطبلات التي تعقرون فيها أرحام النساء .. أن يئدها حية بإختيار حريتها في ملبسها .. ها قد لحقنا بالأمم المتقدمة يا عبيد أروبا المخلصين .. فقل عديدنا مثل ما قل عديدهم والإنقراض يهددنا كما يهددهم .. فهل إقتبستم لنا من التنظيمات الإدارية والمالية الشفافة الحازمة ما يجفف منابع الإرتشاء والمحسوبيات المستشرية في المجتمع بعد ما كنا قبل عقود نتندر بإستشراء ذلك الداء الوبيل ـ في عهد بورقيبة ـ في مجتمعات شرقية أخرى أو ما يلجم طمع المسؤولين في الثروة العامة للبلاد أو ما يعلم الناس آدابا وتقاليد في الإجتماع والتقاضي والتخاصم وإحترام المواعيد وكرامة الإنسان .. غاية في الإسلام لكنهم غير مسلمين ..

ما هي الأسباب ومن المسؤول.

ليس هناك جدوى كبيرة في تعيين الأسباب أو تحديد المسؤوليات بسبب شدة ظهورها ولكن لا بأس من تذكير موجز بها. 1 ــ الإنقلاب ضد هوية البلاد لغة وتقليدا ودينا وإنتماء تاريخيا وحضاريا وإخضاعها إلى الفلسفة الغربية في الحياة قوامها ‘ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ‘. 2 ــ تأمين أكبر قدر ممكن من ثروات البلاد لصالح قلة قليلة من القراد القذر الأسود الذي يعكف على جدران القصر يمتص رحيق عرق الكادحين الذين تكر عليهم دابة الليل والنهار فتلجئهم إلى تجفيف منابع أرحامهم وأصلابهم تحت إكراهات الحاجة وضغوطات الفاقة. 3 ــ تأمين الإعتماد على بعض القوى الخارجية النافذة لحماية البلاد من حركات إحتجاجية محتملة وهي القوى نفسها التي تقايض تلك الحماية بفرض شروطها التي على رأسها رعاية سياسة عمرانية يكون فيها المسلمون أقلية في الدنيا ومشتغلين في معظمهم بالقطاع الخدماتي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع بعيدا عن الصناعات الثقيلة وعن القطاع الفلاحي.

هي جريمة جارمة في حق البلاد.

سن سياسة عمرانية تكون نتيجتها ـ كما نرى من الإحصائيات الحكومية الرسمية الموثقة ـ إخضاع الشعب في تونس إلى الإنقراض عاما بعد عام .. هي جريمة جارمة وليست مجرد خطإ في سياسة أو سوء إختيار أو أمر مما يمكن الإختلاف فيه أو عليه أصلا. يمكن التغاضي من لدن الناس الذين يولون قضية بلادهم ما تستحق من أهمية وأولوية عن أخطاء كثيرة وسياسات خطيرة كما يمكن لهم أن تختلف وجهات نظرهم في هذا وذاك .. ولكن لا يمكن أن توصف تلك السياسة التي خطط لها منذ عقود ثم تبنتها الدولة الجديدة في تونس تفرضها بالحديد والنار .. لا يمكن أن توصف تلك السياسة بغير كونها جريمة جارمة ولا يمكن تحميل المسؤولية فيها لغير أذناب أروبا وعبيد بورقيبة الذين ألجؤوا الإنسان في تونس إلى الموت البطيء. ولكنه من الإنصاف كذلك أن نقول بإطمئنان شديد إلى أن الشعب نفسه يتحمل قسطا من المسؤولية بسبب خضوعه لسياسة وأده وقطع رحمه حتى لو كان ذلك الخضوع تحت مطارق الإكراه أو سراب الترغيب الكاذب أما كفل ما يسمى بالمعارضة والنخبة ومن في حكم أولئك جميعا في البلاد في تلك الجريمة فهو كفل كبير واسع سيما في الطبقة العالمانية التي تشترك مع سلطة البغي هناك في ذلك الجذر من الفلسفة الغربية في الحياة وإنه لمن الإنصاف كذلك أن نقول بإطمئنان كبير بأن الحركة الإسلامية في تونس هي القوة الوحيدة تقريبا التي عارضت منذ البداية تلك السياسة التي تخطط لوأد الإنسان وقتل النسل وتجفيف الأرحام وتعريض البلاد إلى الإنقراض كما تنقرض الديناصورات ولكن حملت معارضة الحركة الإسلامية لذلك على أساس الرجعية والتخلف والماضوية كعادة الجاهلين دوما بحقائق الأمور.

تونس تفرض عليها الشيخوخة فرضا مهينا .. فأدركوا البلاد أيها العباد.

الحديث عن الأسباب رغم أهميته لا يجدي نفعا كثيرا بعد ما وقع الفأس في الرأس كما يقال. وتحديد المسؤوليات أمر شبيه بذاك وليس من شيم عتاة المجرمين الإعتذار عن أخطائهم. ولم يبق سوى الحديث عن معالجات ممكنة. ولكن قبل كل ذلك لا بد من إعادة الإعتبار للوعي الصحيح بالمخاطر المحدقة التي تحيط بالبلاد كلما إستمر النزيف الديمغرافي في تونس وغرست الشيخوخة أنيابها فينا وتهرم البناء العمراني.

الوعي الصحيح بالمأزق شرط مشروط بين يدي كل معالجة.

عنوان ذلك الوعي هو : بلادك أيها التونسي تنقرض عاما بعد عام بسبب سياسات تحديد النسل وليس الحديث عن التنظيم ولكن عن التحديد وليس الحديث عن التنظيم العائلي داخل دائرة الأسرة بتوافق بين أركانها لسبب ما ـ ولو كان سببا ماليا بخلاف ما يفكر بعض مشايخ الإنحطاط ـ ولكن الحديث عن تنظيم أو تحديد تسوسه الدولة وتفرضه الدولة وترعاه قوى خارجية معروفة وتضعه شرطا في مقايضة سياسية قذرة يقع بموجبها تبادل الإنسان بالمال : يمنح المال بقدر قتل إنسان من خلال سياسة عمرانية فاسدة ظلت تونس تفتخر بها على مدى عقود طويلة وتحصد في كل عام جوائز دولية وكذلك يكون الحمق قاتلا وكذلك يكون الإنسان مفسدا في الأرض وهو يحسب أنه يحسن صنعا : يظن أن الجوائز الدولية التي يحصدها بسبب سياسته العمرانية الكاسحة تقديرا له وهي في الحقيقة وفي عرف العاقلين إستدراج له حتى يفنى صلبه وينتهي أمره. هل تجد حماقة في الدنيا أشد حماقة من هذه؟ هل تجد عاقلا يجفف منابع رحمه وهو فرح بالجوائز التي يحصدها على ذلك التجفيف؟ هل تجد جريمة أنكى عليك من هذه؟ فليكن الإستبداد بديلا عن الديمقراطية وليكن الجور والظلم بديلا عن العدل وليكن .. وليكن .. ولكن إذا كان خيار الإنقراض الطوعي فينا بديلا عن دعم وجودنا .. عندها يكون الفناء بديلا عن الحياة .. ذلك هو الدابر الذي لا علاج له وذلك هو الداء الذي لا دواء له .. المعالجة الأولى:  قيام خطباء الجمعة بدورهم لمواجهة الإنقراض. لخطباء الجمعة وللطاقم الديني في الجملة دور لا بد منه لمواجهة هذه الكارثة وليس الحديث فيها من قبيل الحديث في السياسة حتى يكون موضوعا حرجا أو سياسيا قحا أو يخشى صاحبه أخذ زبانية الحكومة أخذ بطش ماكر. وأي دور لخطيب الجمعة ولمن هو في حكمه إذا أغمض عينيه على كارثة شبيهة تهدد البلاد في وجودها المادي الأصلي؟ إذا كنت تعلم المرأة حيضها ونفاسها وطهارتها فعليك أن تعلم أن المرأة بعد سنوات أخرى لا وجود لها في تونس لأنها لن تلد وعندها لن تجد من تعلم. المعالجة الثانية: قيام الإعلاميين بدورهم لمواجهة المأزق. الحمد لله الذي ساق إلى الناس أسواقا من الإعلام ليس للسلطان عليها من أمر ولا نهي أي الإعلام الإلكتروني والفضائي إلى حد ما. صحيح أن أكثر الإعلاميين لا يعارضون سياسة الإنقراض التي تفرضها الحكومة في تونس بسبب أن كثيرا منهم عبيدا لبورقيبة وللفكر الغربي ولكن ذلك يلقي اللائمة على الإعلاميين الإسلاميين والوطنيين والعقلاء من كل ملة وطائفة. لائمة تفرض عليهم أن يتصدوا للإعلام ويسخروه لخدمة البلاد وإعتاق الإنسان في تونس من سياسة تجفيف منابع الأرحام. إذا كان الإعلام الرسمي لم يعد يجلب إليه حتى أهله بسبب نفاقه البليد فإن الإعلام البديل وخاصة الإلكتروني منه ـ والفضائي لمن تيسر له ذلك ـ كفيل بالتوعية المطلوبة.

المعالجة الثالثة :

قيام المجتمع الأهلي المدني وخاصة في الأسرة بدوره لمواجهة سياسة الوأد البطيء. أي ما يسمى في الدعوة بالدعوة الفردية وهي سلاح فتاك ضد أوبئة الفساد وسهم من سهام الإصلاح له دوره الفعال ولكن الناس فرطوا فيه بحسبانهم أنه لم يعد له دور بعد طغيان الإعلام الفضائي والإلكتروني وهو خطأ شائع وما أكثر الأخطاء الشائعة. إذا قام المجتمع بدوره في مناسباته من فرح وترح وسهرات ولقاءات وأحاديث سمر وغير ذلك مما تخطئه عين الرقيب في الحكومة .. إذا قام المجتمع بذلك وصبر عليه وخصص له الإرساليات والدعاة والأساليب الناجحة فإنه يواجه بإذنه سبحانه ذلك المأزق والمزية فيه هي غياب عين الرقيب الحكومي أي أنه عمل توعوي صحيح يؤتي أكله بعد سنوات معدودات ولكنه محمي بالصمت يسري في المجتمع سريان السر. ليس بإمكان أي فرعون في الدنيا مهما أوتي من عيون خائنة وجحافل من الرقباء أن يخضع كل مخلوق فوق الأرض لهيمنته ولكن عندما تحيق السنة الإجتماعية بالناس أي قوله سبحانه : ‘ فإستخف قومه فأطاعوه ‘ .. عندها تكون الهزيمة مضاعفة وحقيقية لأنها هزيمة في النفس وليست هزيمة فوق الميدان. تلك معالجات ثلاث يمكن الأخذ بها والصبر عليها والتعاون عليها ردحا من الزمن حتى يفيئ ميزان العمران في تونس إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلقه سبحانه وهي فطرة قبل أن تكون دينا وقبل أن تكون إسلاما أصلا والعدوان على النسل عدوان على الفطرة ولذلك تعجل عقوبته في هذه الدنيا دون أدنى ريب ولكنها عقوبة بمثابة فتنة ‘ لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ‘ أي بسبب صمت العارفين بعواقب الأمور عن قول الحق فيها وهي عقوبة تظهر آثارها في الإجتماع البشري والعمران الإنساني على شكل أمراض وأوبئة وإنخرامات في الإقتصاد وأخلاق الناس وبعض المظاهر الطبيعية من مثل الغيث والكلإ للناس ولنعم الناس وغير ذلك مما لا يتسع المجال فيه هنا للتفصيل. هي عقوبة بل عقوبات بإختصار شديد يلتقطها أهل العلم والعقل وأولو الألباب ولكن يعزوها الجاهلون لما يظنون أنه صواب وما هو بصواب. وأخيـــــــــــــــــــــــــــــــرا … 1 ــ النداء في هذه ‘ الكلمة الحرة ‘ موجه خاصة إلى المرأة التونسية أن تدرك حقيقة المؤامرة ضدها فلا تتعجل وأد حملها أو تجفيف منابع رحمها قبل أن تتبين الرشد من الغي في القضية وأن تعرض القضية على دينها أولا فإن أذن دينها لها في ذلك فهو ذاك وإن بان لها في الأمر ريب فإن لها أن تثق في ربها الذي منحها سر الأمومة وشرف الولادة وكرم صنع الإنسان في بطنها وجعلها أولى الناس ببر الناس أما وبنتا وأختا وزوجا. النداء للمرأة التونسية ألا تستبدل أعلى الجنة بأدنى عرض من الدنيا مستجيبة لهرف هذا الفيلسوف الجاهل أو هذر ذاك المفكر الدعي. النداء لها ألا تتعجل وتصبر قبل أوان ساعة ندم عندما تكون في حاجة إلى غريزة الأمومة فلا تجدها. 2 ــ النداء في هذه ‘ الكلمة الحرة ‘ موجه إلى الأسرة التونسية أن تصرف أمر إنجابها بحسب ما تقدره هي بعيدا عن توجيهات الحكومة ولا عيب في أن تخطط الأسرة لقضية إنجابها وتكاثرها توافقا بين الزوجين بحسب ما يتيسر لهما من إمكانات ولا بأس من إستشارة أهل الذكر من علماء وأطباء وجيران وأصدقاء خير ولكن العيب هو إتباع السياسة الحكومية الرعناء في السياسة العمرانية التي تعمل على تعريض الشعب إلى الإنقراض والفناء .. العيب هو أن تكذب ربها الذي أخبر بأن الأرض خلقت وفيها معايشها بما يكفي للإنسانية قاطبة .. العيب هو أن تصدق أن الحكومة تريد الخير للشعب وهي تقايض تلك السياسية بدريهمات تتلقاها من صندوق النقد الدولي ثم ينتفع بتلك الدريهمات أهل القصر ومن في حاشيتهم .. 3 ــ وفي الختام هذه قضية خطيرة إلى أبعد حدود الخطورة القصوى تستحق أن تشغل فيها كل الأضواء الحمراء قبل فوات الأوان .. هذه قضية يجب أن يتجند لها السياسي والإعلامي والمعارض والموالي والشجاع والجبان والغني والفقير والمرأة  والرجل والإسلامي والشيوعي لأنها قضية وجود في البلاد وقضايا الوجود مقدمة على كل القضايا وقضايا الوجود ليست محلا للخلافات لأنه لا يختلف على حقنا في الوجود في تونس فوق الأرض وتحت السماء إلا عدو حاقد. الحوار.نت (المصدر: موقع ‘الحوار.نت’ (ألمانيا) بتاريخ 22 سبتمبر 2008)  


الافتتاحية أمّــــــــا بعد!…
بقلم : جلال الحبيب   تسارعت الأحداث في الساحة السياسية في صيف ساخن شهد انعقاد مؤتمرين لحزبين سياسيين أفرزا تركيبات جديدة في سدتي تسييرهما، وشهد أيضا تواصل حملات الإعتقال والمحاكمات في صفوف المناضلين التقدميين وتواصلت كذلك حالة الحصار المضروبة على حزبنا والمتمثلة أساسا في المحاصرة الأمنية لمقرّ الحزب في العاصمة وحرمان جريدتنا ‘ مواطنون ‘ من حقها القانوني في الإشهار العمومي وفي تمويل صحافة الأحزاب … إن مؤشرات الوضع السياسي الحالي لا تبشر بخير على مستويات عديدة. فلا السلطة أبدت استعدادا لتحريك عناصر المشهد السياسي نحو الأفضل ولا المعارضة الجادة بذلت المجهودات المطلوبة للارتقاء بفعلها إلى مستوى انتظارات الجماهير … أما نظام الحكم فإنّه ما زال يصّر على انتهاج سياسة الإقصاء المنظمة تجاه مكونات المعارضة التقدميّة الجادّة من خلال حرمانها من حقوقها القانونية الأساسية والتضييق على أنشطتها وكأنها تنظيمات إرهابية تهدد امن البلاد والعباد، كما يستنكف رموز السلطة السياسية حتى من فتح قنوات الحوار الجاد مع معارضة جادّة ناهيك عن دعوة قيادتها للمشاركة في المجالس والاستشارات الوطنية، أضف إلى كل ذلك ما تلقاه المعارضة التقدميّة من إقصاء في الإعلام الرسمي بتعليمات من السلطة السياسية في حين تتمتع معارضة الموالاة بالتغطية الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية… وفي المقابل فإنّ المعارضة الجادة ظلّت تتعثّر على حد يومنا هذا في بلورة مشروع مشترك تتصدى من خلاله بنجاعة هيمنة النظام على كل دواليب القرار، في حين أن الأمر ليس مستحيل الإنجاز لو تنازل البعض عن الذاتية الحزبية الضيقة ووسّعوا من دائرة نظرهم واهتمامهم إلى الواقع وبذلوا الممكن في سبيل الارتقاء بالفعل نحو تحقيق مكاسب تعود بالنفع والفائدة على هذا الوطن أساسا … رغم كل ذلك يبقى الأمل مشروعا، فأبوابنا ستظل مشروعة بوجه الجميع، في السلطة والمعارضة، غايتنا في ذلك مصلحة تونس التي تظل دائما وأبدا فوق مصالح الجميع…    (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 73   بتاريخ 19 سبتمبر 2008 )

شاهد كم نحن خونة وكم أنتم وطنيّون!

 
الصحبي صمارة في سنوات الجامعة عندما كنّا ندخل منافسات انتخابات المجالس العلمية تحت قائمة الاتحاد العام لطلبة تونس ضدّ طلبة الحزب الحاكم كانت رفيقاتنا في المبيتات الجامعية تتذمّرن من ممارسات طلبة التجمّع فيما يطلقون عليه ‘أدوات استقطاب الطلبة الجدد’ حيث تدعو مديرة المبيت وبعض طلبة الحزب الحاكم الطالبات إلى اجتماع يتمّ التنبيه فيه عليهن بعدم التصويت لقائمة اتحاد الطلبة ويتمّ مقابل ذلك وعدهن بسنة ثانية للإقامة بالمبيت في العام المقبل إذا فازت قائمة التجمّع ثمّ يجمع في الليلة السابقة للانتخابات أغلب الطالبات ويتمّ حملهنّ إلى رحلة ‘سهرة صاخبة في الحمّامات’ ويجنّدن في التاسعة صباحا على الطريقة العسكرية ليفدن إلى قاعة الاقتراع بعد أن تشحن أجهزة هواتفهنّ بمعلوم خمسة دنانير. كانت الطالبات تصوّتن وهنّ تحلمن بمبيت في العام القادم دون القدرة على التمييز بين حقّهنّ في السكن الجامعي باعتباره مسؤولية الحكومة وبين تحويل هذا الحقّ إلى مزيّة أو منّة. ورغم أنّ أعذار الطالبات مقبولة لأنّ ظروف الدراسة صعبة والسكن مرتفع الثمن وإمكانيات العائلة ضعيفة ولا يوجد وعي سياسي عام أو مناخ سياسي يسمح لهن بالتعبير عن موقفهنّ دون خوف ولا يحرمهنّ من حقوقهنّ. بهذه الأساليب كان ولا يزال الحزب الحاكم يمارس الديمقراطية، بابتزاز النّاس في حقوقهم المشروعة في خدمات الدولة والمرافق العمومية. انتهت سنوات الجامعة بهزائمها وانتصاراتها ولكنّي لم أتوصّل إلى استكناه هذا الأسلوب في التعبير الديمقراطي والممارسة الديمقراطية التي يبدو أنّها من اختصاص التونسيين. أمّا اليوم وقد أصبح من شبه المستحيل على الطالبات أن يحصلن على سنة ثانية في المبيتات الحكومية بعد أن تحوّل كلّ شيء إلى مزاد الخصخصة لا أعرف ما هي الوسائل التي سيتمّ وفقها استقطاب الأصوات. فالمرافق الحكومية كانت ‘ورثة’ الحزب الحاكم التي لا أعرف من خلّفها له وسمّاها باسمه واليوم لم تعد هناك مرافق يمكن التعامل معها كتركة المرحوم. فأيّ التركات سيتمّ ابتزاز النّاس بها؟ المفارقة اليوم هي أنّ جميع الأوراق كشفت وتأكّد بالفعل أنّنا نحن الخونة والمناوئون لم نأخذ من التركة نصيبنا ولم نضع ما بقي من هذه التركة رهينة للبيع العلني لكبرى الشركات وأنّنا لم نفتح أرضنا لبوّابة المتوسّط الكبير ليبتلعنا رأسمال الخليجيين والغربيين داخل جيوبه. أمّا الوطنيّون جدّا وهم نبلاء هذه البلاد وأصحابها الشرعيّون فقد بذلوا قصارى جهدهم لجعلها قبلة لجميع تجار العالم بمختلف أجناسهم.  حتّى يوزّعوها قطعة قطعة غير أنّ المحزن هو أنّ الذين يصوّتون في الانتخابات دائما لا يعودون بشيء من البضاعة بل يظلّ الحال على ما هو عليه. نتائج هذه السياسة الحكيمة أفرزت جيلا جديدا من أصحاب الهامر والنزل الفخمة والأرصدة البنكية الذين يتوسّطون في كلّ شيء من تسهيل المعاملات الإدارية العادية إلى التوسّط في منح القروض إلى تقديم مقترحاتهم وربّما فرضها في عديد المشاريع والبرامج الحيويّة إلى الاستحواذ على أملاك الغير والاستحواذ على أملاك الدولة، طبعا لا لوم عليهم فأملاك الدولة مباحة لهم. هؤلاء ينامون متى شاؤوا ويستيقظون متى شاؤوا فهم عباقرة كبار كوّنوا ثرواتهم في سنوات قليلة دون تعب، فقط لأنّهم اكتشفوا الطريق إلى الكنز الضائع وهي طريق مختصرة جدّا. أمّا ما أفرزته هذه السياسة الرشيدة من الجهة الأخرى فنجدهم دون عناء في سوق بومنديل وفي نهج الكوميسيون وفي نهج شارل ديقول وفي نهج عبد النّاصر يبيعون بضاعة بدنانير معدودة للأغلبية الغالبة من التونسيين ونجدهم أيضا في الكبّارية وحيّ التضامن والملاّسين وسيدي حسين وحيّ الزهور وباب الجزيرة وبقية الأحياء الفقيرة المحيطة بكبرى المدن في كافة مناطق البلاد ونجدهم أيضا في الأرياف يعملون ليلا نهارا في الحصاد والقطف والحرث والزرع والجني مقابل 3 دنانير ونجدهم أيضا في بطحاء المنجي بالي قبالة سفارة إيطاليا ينامون إناثا وذكورا في العراء ونجدهم أيضا في المقاهي يتسوّلون من بعضهم البعض ومن المارّة ثمن سيجارة بعد التخرّج من الجامعة ونجدهم في نهج الولايات المتحدة ونهج جون جوراس وشارع محمّد الخامس وحلق الواد ينتظرن عابرا يحملهن إلى فراش الدعارة مقابل مصروف يوم ومقام ليلة. هؤلاء جميعهم من صنفنا نحن، صنف الخونة والمناوئين، نحن معشر الذين لا يعجبنا شيء ونحقد على منجزات تونس ونجاحاتها ولسنا سوى نشازا في سلّم النجاحات نعكّر قافية تردّد أنغامها منذ سنوات طويلة.  سنوات قليلة تفصلنا عن مرحلة جديدة سيكون فيها التونسيون مطالبين بجوازات عبور إلى المركّبات الفخمة والمدن السياحية التي سترتفع ناطحة للسحاب. وربّما سنضطرّ إلى تغيير عملتنا المالية لأنّها لن تتلاءم مع البضاعة الجديدة وسنتوجّه جماعات جماعات إلى مكاتب التشغيل في دويلة ‘سماء دبيّ’ الشقيقة التي ستخضعنا للفحص الفنّي والطبّي وإلى التثبّت في شهادات ميلادنا وأماكن ميلادنا وربّما لن يعرف العون المتفحّص اسم البلد الذي جئنا منه فنضطرّ إلى التعريف به لنقول: إنّنا من تونس! ألا تعرفون تونس؟ إنّها تقع وراء مشروعكم الكبير ودولتكم الجديدة المطلّة على البحر وقد كان هذا البحر لنا وكنّا نرتاده مستقلّين القطار وفارّين من المراقبين. وقد ينكر شرطيّ العبور علينا صفاتنا وملامحنا ويطردنا من على معبر الدخول إلى أرض كانت أرضنا وإلى كبد من وطننا كان جزءا من جسدنا وقد نزعج الجماعة فيضطرّون إلى طردنا من أحيائنا المبعثرة على طريق جنّتهم فيرسلوننا إلى الصحراء لنعود إلى الخيام حتّى لا نزعج نومهم الهادئ بعد سهرتهم الصّاخبة. (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 73   بتاريخ 19 سبتمبر 2008 )

مشهد: إلى السيد وزير الأمن السياسي
 
بمناسبة شهر رمضان الفضيل، ومن بعده عيد الفطر المبارك، أتقدم إليكم بأحر تهاني القلبية، كما لا يفوتني أن أتقدم إلى بوليسيتكم، الأفذاذ،، حفظهم المولى ورعاهم، ونفعنا ببركاتهم،وشملنا بعطفهم ورحمتهم، وهم الذين لولاهم لبقيت غارقا في الأوهام، أحسب وحدي، فجاءت وحررتني من غفلة جعلتني أجنّح بعيدا، بعيدا، في عوالم وردية وأجواء سحرية، كنت أحسب نفسي مواطنا، مسالما، يحب وطنه، ويحترم غيره، ويرفض العنف ويكفر بالإرهاب( لدولة كان أو لجماعات أو لأفراد) ويحب التسامح والتضامن والتعاون، على الخير والمحبة، ويكره الحقد والظلم والتسلط( لدولة كان أو لجماعات، أو لأفراد)، ويعشق وطنه، حدَّ العبادة، أقول كنت أحسب نفسي كما ذكرت، لكن شرطتكم الموقرة، بالتعليمات اتي أوحي بها إليها، فحرّكتها. وبما أن ‘ الذي يحسب وحدَه، تشيط له’فقد شاطت لي كثير، لولا شرطيكم الكريمة، جاءت في الوقت المناسب وأيقظتني ، وأخرجتي من الغفلة  والتيه، فقالت لي :’ أفق يا هذا ودعْ عنك الثرثرة والهذيان.أنت مواطن؟ هه، أنت واحد من رعية تُساقُ حيث يريد الراعي. ألا تعرف معنى أن يكون الكائنُ ‘ مواطنا’؟ معناه أن تكون له حقوق يتمتع بها دون خوف، وعليه واجبات يمارسها دون ضغط . فأين أنت من هذا، يا هذا؟’ وحينما كنت في المقهى أشرب قهوتي ، متأملا في ذاتي، أسست أن قهوتي، السوداء المرة، تهمس لي:’ وأنت؟ ما لك، وما عليك؟ هل أنت تعبر عن أفكارك، تقول لا أو نعم متى تريد؟ هل… ‘ ولم يكتمل همسها إذ أحاط بي البوليس، قائلين، بفم واحد، وباحترام شديد وكياسة مفرطة :’ عليك أن تغادر المقهى حالا’ أقول مستغربا:’ ولماذا؟ هذه مقهى عمومية،’يقولون:’ نحن لسنا مؤهلين للمناقشة. إنها تعليمات نزلت علينا، ولا مرَدّ لها’ وتال الجدالُ، ورواد تامقهى ينظرون مشدوهين. لم يقولوا شيئا ولكن نظراتهم، وتنهداتهم تقول الكثير الكثير. وفي الأخير فضلت الإنسحاب من المقهى، متسائلا:’ هل نحن مواطنون حقا’؟ ولكي لا أطيل عليك، سيدي وزير البوليس، ألتمس من سيادتكم وضع تعليماتكم في كتاب كبير نحفظه ونمتثل إليه. لكن قبل هذا نطلب منكم أن تحدّدوا لنا المقاهي التي يجوز لنا الجلوس فيها، والأخرى التي لا يجوز، وفي أي يوم يكون لنا ذلك، وماذا نقول في جلساتنا وما لا نقول، وكم نتنفس من مرة، وكيف يكون التنفس، ولا أظنكم تبخلون علينا بتوجيهاتكم السديدة وتعليماتكم الحكيمة، والله لا يضيع أجر المحسنين، دمتم أنتم السّكِّين ونحن اللحم، الطاعة واجبة علينا وجَلدكم لنا مقدّس. الموت للقانون. الموت للقانون. الموت للقانون والمجد، كل المجد، للتعليمات، لأنها من العلم، والعلم نور، والتعليمات أنور. ولعل قهوتي السوداء، المرة، تتنوح:’  وماذا يقول الميّتُ لغاسله، والعبد لسيده’ عبد القادر الدردوري
 
(المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 73   بتاريخ 19 سبتمبر 2008 )


رغم الجهود المبذولة.. تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات يقول: تونس دولة متخلّفة إلكترونيا
عبد المجيد ميلاد: مهندس مختص في تكنولوجيا المعلومات والاتصال هل أتاك حديث الأميّة الالكترونية في منازه العاصمة؟ كلفة الرّبط بالـ «أ دي آس آل» لاتزال دون امكانيات العديد من التونسيين    
نشر الاتحاد الدولي للاتصالات في المدّة الأخيرة تقريرا يتضمّن إحصائيات ومؤشرات تتعلق بسنة 2007 حول نسبة استخدام شعوب الدول الأعضاء لشبكة الإنترنت ومدى اكتسابها لوسائل التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال التي تساعد تلك الشعوب على كسب رهان الثورة الرقمية.  ومن أهم المؤشرات التي تناولها هذا التقرير هو مؤشر نسبة انخراط شعوب العالم بشبكة الإنترنت إذ هي التي تبين لنا، بقسط وافر من الموضوعية، نسبة الأمية الالكترونية في العالم. وحسب نفس المصدر، فإن الكرة الأرضية تعدّ، إلى موفى,2007 حوالي ستّ مليارات و 690ألف ساكن، منهم حوالي مليار و 346ألف مستخدم لشبكة الإنترنت، مما يعني أن معدل استخدام شبكة الإنترنت في العالم تحوم حول 20%. وبمعنى آخر، يمكن أن نستنتج أن نسبة الأمية الالكترونية المتعلقة بالمحرومين من إمكانية استخدام الإنترنت في العالم تصل إلى حوالي 80%، وهي نسبة تعتبر مرتفعة إذ هي تفوق بكثير نسبة الأمية الأساسية في العالم.   معطيات   ويصنف بعض الاخصائيين الدول في مجال التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال حسب نسبة استخدام شعوبها لشبكة الإنترنت، إضافة بطبيعة الحال إلى مؤشرات أخرى تتعلق مثلا بعدد الخطوط الهاتفية وسعة تراسل المعلومات وعدد الحواسيب وعدد الكفاءات العاملة بالقطاع وغيرها من المؤشرات الأخرى. وبالنظر فقط إلى مؤشر استخدام الشبكة لوحده، فقد صنف الأخصائيون الشعوب في خانة الدول المتقدمة بالنسبة لتلك التي فاقت نسبة استخدامها 50% مثل هولندا (91.34%) والسويد (76.76%) والولايات المتحدة الأمريكية (71.94%) وسنغفورة (60.96%) وماليزيا (59.72%) والإمارات العربية المتحدة (52.51%) وصنفوا البعض الآخر في خانة الدول الصاعدة، )Les pays émergents( ، وذلك بالنسبة للدول التي تتراوح نسبة استخدام شعوبها لشبكة الإنترنت بين المعدل العالمي أي 20% و50%، مثل بلجيكا (49.95%) وفرنسا (49.57%) وإسبانيا (44.47%) وبولندا (42.01%) ودولة قطر (41.75%) وإيران (32.30%) ولبنان (26.28%) والمغرب (23.38%) أما الصنف الثالث والأخير، فهو الذي يتضمن الدول المتخلفة، في هذا المجال، التي لم تبلغ نسبة استخدام شعوبها لشبكة الإنترنت المعدل العالمي على غرار غالبية الدول الإفريقية مثل أنغولا (0.59%) والكامرون (2.23%) وغانا (2.77%) والجماهيرية الليبية (4.36%) والسودان (9.75%) والجزائر (10.34%) وتونس (16.74%)، وكثير من الدول الآسيوية مثل بنغلاديش (0.32%) واليمن (1.43%) والفلبين (6%) والهند (6.93%) ودولة عمان (11.56%) وسوريا (17.41%)، وحتى بعض الشعوب الأوروبية والأمريكية مثل ألبانيا (14.98%) وصربيا (15.22%) وتركيا (17.73%) وباراغواي (4.53%) وكوبا (11.63%) وبنما (15.71%).   دواعي   من خلال هذه الإحصائيات، الشيء الذي لفت انتباهي هو الموقع الذي تحتله تونس في هذا التصنيف والذي يجعلها مصنفة ضمن الدول المتخلفة، في هذا المجال، ويجعل نسبة الأمية الالكترونية فيها تفوق 83%. مع العلم و أن البلاد التونسية هي أول دولة عربية وإفريقية، مع دولة جنوب إفريقيا، تنخرط في شبكة الإنترنت، وكان ذلك في سنة 1991 كما أن رئيس الدولة أبدى حرصه على كسب رهان الثورة الرقمية وعدم التفريط فيها، وأعلن في عدة مناسبات عن رؤى وبرامج للنهوض بتطوير مواقع الويب وتمكين المواطن من الحصول على وسائل الربط بشبكة الانترنت بأثمان معقولة ومن حوافز لتطوير مواقع الويب على الشبكة العنكبوتية. غير أنه عند التفكير والتثبت مليا، نجد أن هنالك أسبابا موضوعية تحد من النقلة السريعة إلى مجتمع رقمي حديث. ومن بين هذه الأسباب خاصة هو مسألة تكاليف الربط بشبكة الإنترنت واستغلال شبكة الاتصالات. فالمستخدم يدفع معلوم الربط على أساس السعة أو كمية البيانات المتبادلة في الثانية لفائدة مزود خدمات الإنترنت، ويدفع كذلك معلوم الاستغلال لفائدة «اتصالات تونس». وأهم السعات العالية الموفرة حاليا من قبل مزودي الخدمات على شبكة الإنترنت هي 256 و 512كيلوبت في الثانية و 1و 2ميغابت في الثانية. فلو اعتبرنا، مثلا، سعة 1 ميغابت التي تعتبر ملائمة نسبيا لحاجيات المستفيد بخصوص نقل البيانات المتعددة الوسائط في حيز مقبول من الوقت، فإن تكاليف الربط بالشبكة تبلغ 25 دينارا شهريا لفائدة مزود الخدمة، إضافة إلى تكاليف استغلال الشبكة الذي يبلغ 30 دينارا شهريا لفائدة «اتصالات تونس»، مما يعني تكاليف جملية تصل إلى 55 دينارا شهريا، تعد مرتفعة بالنسبة لرب عائلة متوسطة الدخل كما هو الشأن لأغلب العائلات التونسية.   دور الجمعيات   أما السبب الثاني فهو عدم تناغم إنجاز مشاريع البنية الأساسية مع الرؤى المحدّدة والبرامج المتوقعة حيث لا يبلغ نسبة السعة العالية في بلادنا سوى 1,1%، بل هناك مناطق وأحياء سكنية لا تتوفر فيها شبكة اتصالات أصلا. فعلى سبيل المثال هناك حيان عصريان متاخمان للعاصمة وهما حدائق المنزه1  وحدائق المنزه ,2 لا يبعدان سوى عشرات الأمتار عن المنزه التاسع وحي رياض النصر، لا تتوفر فيهما لحد الآن ومنذ عدة سنوات شبكة هاتفية أو شبكة سلكية أو لاسلكية تمكن المواطنين من الربط والانخراط بشبكة الإنترنت. والسبب الثالث هو الدور السطحي والسلبي، في بعض الأحيان، الذي تقوم به جمعيات المجتمع المدني لنشر الثقافة الرقمية واستقطاب أكثر عدد ممكن من المواطنين من كل الشرائح الاجتماعية وفي كل مناطق البلاد. ويكفي أن أذكر ما تقوم به الجمعية التونسية للإنترنت والملتيميديا، في هذا الصدد، من خلال تنظيمها لتسع دورات للمهرجان الدولي للإنترنت، كانت ثمانية منها في مرسى القنطاوي بحمام سوسة، وشملت الدورة الأخيرة كذلك المنطقة السياحية «ياسمين الحمامات». ويتضمن المهرجان فقرات عديدة منها فتح فضاءات للإبحار الحر والمجاني على شبكة الإنترنت. وهذا النشاط ربما له فوائده في مجالات أخرى، ولكن ليس له تأثير قوي على زوار مرسى القنطاوي أو ياسمين الحمامات من حيث الإقبال على الإنترنت ومحو الأمية الإلكترونية لأن مرتادي تلك الفضاءات ميسورون وعادة ما لديهم الإنترنت في منازلهم ومكاتبهم، والإبحار المجاني لا يؤثر كثيرا على جيوبهم. ولمعاضدة جهود الدولة في المجال، فلماذا لا يمتد هذا المهرجان في دوراته القادمة إلى أعماق البلاد: في البرامة والزواكرة والمليشات وعميرة الفحول  وبير الحفي وتمغزة وغمراسن وغيرها من المدن والقرى التونسية؟     (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2008)

ماهو موقف وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والعملة التونسيين بالخارج من منطقة الذل وجيب الفقر مغارة علي بابا قصرهلال أوالأيام التجارية القصديرية؟؟؟

مراد رقية :
لقد اكتسبت فضيحةمغارة علي بابا أو الأيام التجارية القصديرية صقة وصمة العار والعلامة الثابتة ضمن قطار  الانجازات ومواصلة الجنوح والتحدي وهو أحد الشعارات الثورية المرفوعة من قبل المؤسسة البلدية في عيد ميلادها الستين الذي يتناسب ويالها من صدفة جميلة مع اطلاق كلمة السر لمغارة علي بابا بقصرهلال وهيأفتح ياسمسمأو   اشتغل ياقصدير؟؟؟ وطالما أن مغارة عاي بابا التي تعتبر فضيحة بكل المواصفات مالية واقتصادية وبيئية وذوقية قد فرضت نفسها على وزارة الداخلية والتنمية المحلية،وكذلك وزارة المالية اللتان لن تحركا ساكنا ولم تردا الفعل من كل المكاتبات المرسلة من رموز المجتمع المدني بقصرهلال باعتبار تحول الأيام التجارية الى “مغارة علي بابا” حقيقية والى “صندوق أسود” تصل ميزانيته الى حوالي 400 ألف دينار وخاصة غياب أي شفافية عن تنظيم هذه التظاهرة التي أصبحت”تطعم” الجميع كبارا وصغارا ،نقدا وعينا من الذين يؤمنون لها الحماية والرعاية وخاصة الحصانة وعدم المحاسبةـفهل تقبل وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والعملة التونسيين بالخارج أن تأخذ على عاتقها متابعة أوضاع منطقة الظل المكونة من أكشاك القصدير في قلب مدينة قصرهلال لجلب العطف والشفقة لمتعهدي هذه”االبؤرة” التي يجنون منها آلاف ومئات آلاف الدنانير التي يوظفونها لبناء المنازل والعمارات وحتى لتمويل الحملة الانتخابية التي أوصلت أحد المرشحين الى اللجنة المركزية دعما لمناطق الظل والذل المدعومة بالقانون؟؟؟ لقد أكد الثبات على تنظيم هذه التظاهرة بأن منظميها هم ببساطة شديدة و لأسباب معروفة لدى الجميع حتى مرتادي رياض الأطفال هم فوق القانون،فكيف يطالب المواطن المنجز لأبسط المشاريع بتقديم الرخص وشهادات الابراء والصلوحية والتأمين تكريسا للسلم الأهلي ولدولة القانون بينما ترتع الحيتان والأسماك  المدعومة بالمال العام المحوّل عن وجهته كما يشاؤون فتغمض الأعين وتصم الآذان وتتعطل الحواس،قبمجرد أن تنطلق كلمة السر”افتح ياسمسم”أو “اشتغل ياقصدير” حتى يصطف “المتمعشون” من قالب الحلوىذي ال 400 ألف دينار لنيل منابهم ونصيبهم المدفوع نقدا أوعينا،فهنيئا لنا بمغارة علي بابا المرتبطة بغياب التعددية وبهدر القانون وتحييد “ادارة تخدم المواطن”لتخدم نفسها وموظفيها أولا الذين لم ينالوا الرواتب المجزية التي تقنعهم بتطبيق القانون ولو على أنفسهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  


اعتراف مضمر بأزمة المنظومة التربوية                  هل هي بداية الطريق لإصلاح حقيقي وشامل
محسن المزليني   توجه منتصف الشهر الجاري ما يزيد عن مليونين و85 ألف و 700 تلميذ وتلميذة إلى المدراس الابتدائية والإعدادية والثانوية وإذا أضفنا إلى ذلك 370 ألف طالب أمّلا جامعاتهم قبل ذلك بثلاثة أيام، فإن العدد الإجمالي للتلاميذ في جميع المستويات لا يقل عن ربع المجتمع التونسي. وهو ما يجعل من العودة المدرسية والجامعية حدثا بحدّ ذاته لما يمثله هذا القطاع من أهمية كبرى لارتباطه ليس فقط بحاضر البلاد وإنما بمستقبلها أيضا. وتطرح العودة كما كل سنة أسئلة كبرى ومصيرية حول طريقة تسيير هذا القطاع وجملة المشاكل التي تعترضه. وكان وزير التربية الجديد أشار في ندوة صحفية إلى جملة من المؤشرات التي من المهم التوقف عندها نظرا إلى ما ترسمه من ملامح للواقع الذي يعيشه القطاع التربوي، باعتباره شأنا يهم كل القوى والأطراف الوطنية أيا كان موقعها أو توجهها. جاء كلام الوزير حاملا لجملة من المعطيات منها ما هو معروف سلفا مثل بداية تناقص عدد التلاميذ في مستوى السنوات الأولى أساسي والذي بلغ هذه السنة حوالي 45 ألف تلميذ، وهو نتيجة طبيعية للسياسة السكانية التي توختها البلاد منذ بداية الاستقلال وما نجم عنها من تراجع الولادات ودخول البلاد مرحلة التحول الديمغرافي. وإذا كان هذا المؤشر مهمّ على مستوى التحليل الاجتماعي إجمالا، فإنّ مجاله ليس هذا المقام إلا بقدر تأثيره على العملية التربوية والتحصيل المدرسي، أي أنّه من المفترض أن يسمح هذا التراجع العددي بتخفيف الاكتظاظ داخل الصفوف المدرسية وبالتالي إدراة أفضل للعملية التربوية وسيطرة أكبر على البعد البيداغوجي والمضموني. أول الطريق غير أنّ ما يلفت أكثر في مداخلة الوزير كانت إشارته إلى أنّ هذه السنة الدراسية ستعرف “جملة من التجديدات على مستوى المناهج والمحتويات ووسائل التبليغ ، وأن البرامج والكتب الدراسية ستشهد استقرارا خلال السنوات القادمة بما يمكن من تقييم نتائج عملية الإصلاح التربوي”.من أجل “الارتقاء بجودة المنظومة التربوية التونسية إلى مستوى المعايير الدولية”. وإذا كان كلام التجديد والإصلاح صار تقليدا  يتكرر مفتتح كل سنة دراسية إلاّ أنّ الحديث هذه المرّة عن ضرورة التجديد الشامل (مناهج ووسائل وضرورة الارتقاء إلى مستوى المعايير الدولية يلمح، وإن لم يشر صراحة، إلى خلل مزمن في المنظومة التربوية دأب المسؤولون على القطاع سابقا على التغطية عليه بالحديث عن نسب النجاح “منقطعة النظير” وعن نجاح مشروع الإصلاح بنسبة 120 بالمائة مثلما ادعى الوزير السابق في أحد الاجتماعات مع أساتذة التعليم الثانوي. ولعل الإقلاع عن هذا الأسلوب الدعائي هو أول الخطوات الحقيقية للإصلاح. فحديث بن سالم عن الإستقرار في الكتاب المدرسي يشير إلى طريقة البرمجة التي اعتادت عليها المنظومة السابقة والمتسمة بالتسرع والانفرادية بشكل أدخل كامل المنظومة في أزمة عميقة. رأي أكّده للموقف أحد الخبراء في علوم التربية بقوله ” إن ما زاد الطين بلّة هو المزايدات فيما يسمّى “الإصلاحات”. لقد تحوّل القطاع التربوي إلى مخبر أو ورشة إصلاح دائمة تفرض على الإصلاح إصلاحا آخر قبل أن يدخل حيّز التطبيق. و ذلك يعود ببساطة، يقول الخبير، إلى أنّنا لا نعرف ما نريد وأنّ الخطاب السياسي غير واقعي. وحين يكون هذا الخطاب واقعيا فسيكون من الممكن التعامل مع الواقع بشكل علمي، وللتدليل على ذلك لاحظوا كم من وزير تتالى على رأس وزارة التربية منذ 1987 وكم كان عددهم بين سنتي 1956 و1987″. لم يكن هذا التقييم من لسان خبيث مثلما دأب كل ذي مسؤولية على نعت من ينقد أو يقيم تقييما علميا، وإنما هو استخلاص توصلت إليه أغلب التقارير الدولية ذات المصداقية. فقد أشار التقرير الأممي “الشباب والمراهقون التونسيون: التحديات والخيارات” إلى التدهور السريع في الآداء العلمي للمدرسة التونسية … تدهور جسده ضعف   المشاركة التونسية في اختبار “البرنامج العالمي لمتابعة مكتسبات التلاميذ” (PISA)، وأيضا الصعوبات التي يجدها ما يقرب من 90 في المائة من التلاميذ التونسيين في حلّ المشكلات الرياضية والهندسية المألوفة وضعف قدراتهم في التحليل الرياضي والإحصائي بل حتّى في التعبير المنطقي عن بعض هذه المسائل، رغم أنّ الهدف المعلن من الإصلاح التربوي الذي بدأ منذ قرابة العشريتين، كان “التدريب على مهارات التفكير والقطع مع التعليم التلقيني”… لكن حساب الحقل كان أقل بكثير من حساب البيدر، فكانت النتيجة عكسية.  مشكلات بالجملة إنّ التعامل الرصين مع هذه الحقائق تفترض وضع الإصبع على جملة المشكلات التي يعانيها القطاع التربوي وأهمها التسييس المفرط للتسيير، ذلك أنّ أغلب المسؤولين على المؤسسات التربوية صاروا كمدربي أندية كرة القدم في بلادنا “يلعبون تحت ضغط النتيجة”. فغدا التشدد في تقويم قدرات التلميذ والحرص على واقعية النتائج تجديف ضدّ سياسة ” دعه ينجح” التي  مكنت من الحفاظ على منحة صندوق النقد الدولي أو ما يُعرف اختصارا باسم  ((PAQSET، المشروطة بضرورة تحقيق نسب نجاح عالية والتخفيض إلى مستويات دنيا في نسب الانقطاع المدرسي. وتحقيقا لهذا الهدف تمّ إدخال جملة من الإصلاحات بحذف امتحانات ختم التعليم الأساسي (السنة التاسعة أساسي) والاقتصار على امتحان اختياري لدخول المعاهد النموذجية. أما الباكالوريا فحدث عن الإصلاحات ولا حرج: احتساب المعدل السنوي بنسبة الربع في المعدل النهائي، تخفيف البرنامج بشكل قد يوصلها إلى طريقة أجب بنعم أو لا. وكانت حصيلة هذه السياسة تدهور المستوى المعرفي للتلاميذ في مختلف المستويات. لقد ركّزت سلطة الإشراف، يقول الخبير التربوي، على الأرقام حتى خضعنا إلى نوع من غسيل المخّ حيّر ألبابنا، فكلّ من يُمارس مهنة التعليم بات على يقين من تردّي حالة التعليم بشكل لم يسبق له مثيل، وهو تردّ تكشفه إجابات التلاميذ ودرجة تحصيلهم الثقافي، والنكت في هذا المجال لا تُحصى. في حين يتكرر القول الممجوج حول النجاحات منقطعة النظير”. لقد كان التدهور بيّنا كشفته التقارير المذكورة، كما أكّده ضعف نسبة النجاح في السنة الأولى من التعليم الجامعي التي لم تتجاوز في أغلب الحالات العشرين بالمائة رغم كل “التسهيلات”. ولعل هذا الضعف مردّه أيضا عدم تحفّز الطالب إلى مواصلة تعليمه لأن هذه المنظومة باتت تخرج أفواج العاطلين نظرا لعدم ارتباط النسق التربوي بالحاجات الحقيقية لسوق الشغل وعدم انفتاحه على الحقل الإقتصادي، وهو ما أشار إليه أيضا صندوق النقد الدولي في تقريره “الطريق غير المسلوك: أزمة التعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. وغير بعيد عن هذه القضايا بات الشغل الشاغل للمتميزين من خريجي المعاهد النموذجية الحصول على منحة دراسة في الجامعات الأجنبية حيث يستقر به المقام هناك وتنتفع به هذه البلاد دون أن تصرف على تكوينه مليما أحمر أو أخضر و “يرحم من قرّى” كما يقول مثالنا الشعبي. وللتدليل على عمق هذا النزيف تكفي الإشارة إلى أن أحد مراكز الأبحاث الفرنسية يستقطب بمفرده أكثر من 1600 إطار مغاربي من بينهم 700 مغربي و500 جزائري و450 تونسي. وعليه، يمكن للمرء أن يتساءل إن كان كلام الوزير الجديد، والذي قطع فيما يبدو مع العقلية السابقة، تحولا في السياسة التعليمية بشكل ينبئ بإمكانية معالجة حقيقية لواقع المنظومة التربوية وبالنأي بها عن المزايدات السياسية والدعايات الإنتخابية، فهي أكثر خطورة من أن يقع توظيفها بهذا الشكل… فهل يكون بداية طريق وعرة لإصلاح ما دُمّر… ليبقى الأمل صدر بالموقف عدد 465


رابح الخرايفي

: تقاتل الأحياء الفقيرة والمنسية في جندوبة والدروس المستخلصة

 

رابح الخرايفي  
الفقر والبطالة والجهل والأمية والاعتداء على الأرزاق والأعناق والمرض وبيوت القصدير والملاحقون من القضاء والسلب باستعمال السلاح وفاحش الكلام هذا بعض من حياة  سكان حي المشتل (التميري) والزغادية والهادي بن حسين (الملجة الكحلة ) وبورشدات وحي عزيز وحي النصر (حي نقز) وحي التطور والبطاح والشرفة والسعايدية . إنها تجمعات سكانية كبرى  تحيط بمدينة جندوبة من جهاتها الأربع. تتشابه فيها وجوه الناس والأزقة والأبنية ويشتركون في تقاسم المعاناة  والحرمان إنهم أفقر فقراء مدينة جندوبة.  كوّن هذه التجمعات العشوائية النازحون من الأرياف والمتلهفين لخدمات المدينة ومزاياها أو من الذين أجبرتهم قرارات إدارية على الهجرة لقربهم من سد أو وادي مثل سكان وادي بربرة  أو فيضانات مثل التطور أو سكوت السلط الجهوية عن ذلك بسبب غياب سياسة تسكين وغياب سياسة حسن التصرف في الأرض،أنها أحياء تشكل فوضى العمران وتدل أن الدولة ليس لها سياسية عقارية.  لقد كشف تقاتل حي المشتل (التميري)وحي الهادي بن حسين (الملجة الكحلة) ايام 20 و21 جويلية 2008 عن عمق ازم التجمعات السكنية. فانطلاق الأحداث المؤلمة كانت بسبب مقتل شاب يقطن بحي الهادي بن حسين.لقد تطورت الأحداث في شكل درامي إلى تقاتل جهتان متقابلتان ليلا ونهارا.فقد كان هجوم  يصده هجوم، عقبه حرق  ودخول المنازل وتهشيم ممتلكات وغلق الطرقات لمنع مرور الأشخاص.  استمر هذا  الوضع على امتداد يومين فسادت الفوضى وحالة اللاقانون وفراغ السلطة  فساد الخوف والذعر .  أما الآثار الاقتصادية لهذه الأحداث فقد منعت السلطة الجهوية انتصاب السوق الأسبوعي  مما تسبب في أضرار اقتصادية كبرى لآلاف العائلات التي تعيش لمدة محدودة من محصول عائد ذلك اليوم. ينبغي أن لا يأخذ هذا التقاتل على انه حدث عابر .فقد زرت هذه الأحياء ميدانيا وتحدثت مع بعض من سكانها شبابا وكهولا أكدوا جميعا إنهم يعانون من الاحتقار “الحقرة بتعبيرهم” .لقد  خلق شعورهم بالاحتقار العداوة تجاه الآخر وأخذت أشكال عديدة منها الاعتداء بالعنف بسبب أو بغير سبب ،وخطف ،وسرقة ونهب  وسلب كل شخص يعتبرونه من الأغنياء.  إنني التمس لهم عذرا عندما أرى تنظيم هذه التجمعات السكنية في شكل محتشدات أو “مخيمات لاجئين” فزائرها لا يجد غير أكداس الإسمنت فلا ذوق في البناء ولا أشجار ولا ملاعب رياضية ولا مراكز انترنيت ولا حدائق عامة تساهم في تهذيب الذوق العام وتهذيب السلوك. أن تلك الأحداث هي جرس الخطر القادم ينبغي الانتباه إلى هؤلاء الفقراء والأميون العاطلين عن العمل ففي تجمعاتهم السكنية براكين خامدة فعندما يجوع الفرد و يجد ما يسدد له الدواء والتعليم والأكل فيخرج يخطف ويسرق ويقتل وينهب. ينبغي أن يتمثل هذا الانتباه في فتح حوار مع كل الأطراف السياسية والحقوقية والنقابية الفاعلة في الجهة لصياغة خطة تنمية واقعية قابلة للتنفيذ.إن لم يفعل ذلك فالمستقبل يخبأ الأسوأ ،ولا نريد أن ننتظر الأسوأ طالما انه بالإمكان بتر جذور قيامه.


قفصة : رئيسة جمعية فوق القانون

أرسل أصحاب محاضن الأطفال بمعتمدية القصر عريضة إلى السيد والي قفصة ، أرادوا من خلالها لفت نظره إلى تجاوز السلط المحلية للقانون بعد حصول مسؤولة تجمعية على رخصة بعث مشروع “روضة و محضنة أصفال” رغم عدم مطابقة مواصفات مقر المشروع لنص كراش الشروط المعدة للغرض. و أكدوا كذلك على أن هذه السيدة إسغلت صفتها التجمعية و منصبها الجمعياتي (رئيسة فرع جمعية أمهات تونس) في الحصول على الرخصة و إستقطاب الحرفاء بطرق غير نزيهة لا تتماشى مع الواجب الأخلاقي للمؤسسات المهتمة بالطفولة . معز الجماعي المصدر : (موقع الحزب الديمقراطي التقدمي) الرابط : www.pdpinfo.org


قفصة : مواطن يهدد بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام

 

توجه السيد “الهادي بنعاسي” (عضو لجنة أصحاب الشهائد المعطلين بقفصة ) ببيان إلى الرأي العام تحصلنا على نسخة منه ، ذكر فيه أنه متحصل على الأستاذية في التصرف منذ سنة 2005 و بعد فشله في الحصول على عمل يتناسب مع شهادته تقدم بمطلب للحصول على رخصة بعث مشروع فلاحي و هو ما وافقت علية السلط الجهوية بقفصة. و أضاف أنه تحصل على وعد من السيد والي قفصة يقضي بإعفاءه من التمويل الذاتي للمشروع ، إلا أن المسؤولين الجهويين لا زالوا يماطلوه بدون مبررات كافية و يتعمدون وضع العراقيل لتعطيله عن بعث المشروع على خلفية نشاطه نقابي صلب لجنة المعطلين. و إستغرب السيد “الهادي” من هذه التصرفات التي تتضارب مع الخطاب الرسمي حول تشجيع أصحاب الشهائد على بعث مشاريع إقتصادية . و ختم بيانه بإستعداده للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام لو لم يتمكن خلال هذا الأسبوع من الحصول على رخصة بعث المشروع أو دمجه ضمن الوظيفة العمومية. معز الجماعي المصدر: (موقع الحزب الديمقراطي التقدمي) الرابط : www.pdpinfo.org


قابس : حفل تنصيب الممثل الجديد للحزب الحاكم إنتقادات واسعة…تجاوزات خطيرة

 

إختار الحزب الحاكم السيد “رشاد الأمين” ليشغل منصب كاتب عام لجنة التنسيق بقابس  ، لكن لم تستطع الأوساط التجمعية هضم هذا القرار و إعتبروه غير منطقي لإفتقار “رشاد الأمين” للتجربة و الخبرة السياسية حسب رأيهم . و خلافا لما جرت به العادة في مثل هذه التعيينات يعتبر “الأمين” إستثناءا لعدم تحمله سابقا أي مسؤولية حزبية داخل التجمع و لم يكن أبدا من الوجوه التجمعية المعروفة في الجهة و برز إسمه منذ سنوات قليلة بعد إشرافه على إدارة بعض المؤسسات التربوية آخرها المعهد النموذجي قبل تسميته للمنصب المذكور. و في نفس الإطار شهد حفل تنصيب الممثل الجديد للحزب الحاكم في ولاية قابس تجاوزات خطيرة أهمها إشراف السيد والي الجهة على الحفل و إستعمال معدات و عمال البلدية في التحضير المنصة و الأشياء التابعة لها ، كما وقع تجنيد أعوان الأمن الذين قاموا بغلق كل الأنهج المؤدية لمقر لجنة التنسيق طيلة الفترة الزمنية للحفل. تصرفات غريبة تجاوزت قوانين البلاد و تثبت عكس ما تدعيه السلطة حول فصل الحزب الحاكم عن مؤسسات الدولة. معز الجماعي المصدر: (موقع الحزب الديمقراطي التقدمي) الرابط : www.pdpinfo.org     


 

 تعليقا على عماد بن محمد: 

هكذا يكون ثمن العودة  وما زلت بعد لم تأكل من فاكهة السلطان

 
فوجئت بمقال منشور على صفحات تونسنيوز  يوم الاثنين 22 سبتمبر الجاري لواحد يدعى عماد بن محمد في بلد يقول إنها طريق سريعة وهي بالنسبة إليه كذلك لأنها تسرع به إلى عتبات قصر السلطان  وتجرأ أن ينشر على مسامعنا أكاذيب جديدة حول الواقع في تونس بعد عودته غير المشرفة من غربة  ما زالت أسبابها قائمة. يدعي هذا العائد بخفي حنين من غربته تلك بأن إخلاصه في الحب لتونس هو السبب في منحه جواز سفر العودة إليها  وعلى حد علمي لا يوجد في ترتيبات منح الجوازات في تونس بندا اسمه الإخلاص أو الحب لان النظام التونسي لا يعترف لأحد بحب تونس كما انه يوغل في منع المواطنين المقيمين الذين لم يغتربوا مثل عماد هذا  من حقهم الطبيعي في جوازات السفر ولا أظن عماد يشكك في إخلاص هؤلاء لتونس وهو الذي اعتبر خطابهم حرا ومسؤولا أكثر من تونسيي الخارج طبعا بمن فيهم هو. نزل عماد إلى تراب تونس كما يزعم ليجد عالما مختلفا كما يقول لكنه تفنن في تصويره مثلما هو مطلوب منه ثمنا لصفقة العودة،مدعيا ان هناك من كان يستغل تشويه الواقع في تونس للتغرير بغيره والاستفادة منه لمصالحه الخاصة ، ولن اناقش هذا ولكني أقول له وانا ابن الداخل الذي قضى عشرية من الزمن  في سجون النظام  و امنع الآن من حقي في العمل  أستاذا   وأحاصر في الرزق يسقطني النظام عمدا من المناظرات الوطنية واحرم من بطاقة عدد3  وتمنع زوجتي من ارتداء الحجاب في أماكن العمل  وابنتي من الذهاب الى المعهد بلباسها الذي اختارته كقناعة شخصية يدعي هذا العائد من غربته انها مكفولة ومضمونة. لن اطيل في سرد هذه المظالم التي عميت عنها عيون عماد إن كان مازال يبصر لان فاكهة السلطان تعمي وتصم حتى قبل أكلها  واترك لهذا الذي لن يحتاج النظام لشهادته أن يتعرف بنفسه على الواقع الذي يعاني منه المسرحون من مساجين حركة النهضة، طبعا أنا أشك في ذلك لان من شروط صفقة العودة أن لا يتصل بأحد من هؤلاء ولا يتحدث إليهم ولا يرى مشاكلهم إلا من خلف سيارته الفاخرة التي عاد بها من باريس وربما قد يمنعهم من الجلوس في مقهاه الجديد الذي ينوي أن يفتحه  وينصح المهاجرين بالاستثمار فيه باعتباره من المشاريع المربحة. ختاما أقول لعماد الذي  كنت اعرفه قبل غربته هكذا كانت أقصى أمانيك تناضل في الجامعة   وتهاجر هربا بمبادئك  وتقضي سنوات في الغربة لتعود حالما بفتح مقهى … لقد ذل من بالت عليه الثعالب  مرتضى يوسف

كفّوا عنّا أقلامكم وألسنتكم، فإنّما يكبّ النّاسَ على مناخرهم في نار جهنّم حصائدُ ألسنتِهم

 

 
عبد الحميد العدّاسي:
لم يتأخّر بعضُ الاخوة في بذل الجهد من أجل كسر حاجز العودة إلى البلاد لزيارتها والتمتّع بهوائها ومداعبة ترابها والتمرّغ في أحضان الأهل الدافئة التي طال بعدُهم عنها، وقد قابلت شخصيا حركتهم هذه بالتفهّم الذي لا يرقى أبدا إلى موافقتهم على كلّ ما يقترفون خلال زياراتهم التي قد تكون خدمت – دون علم أو دون كثرة اهتمام منهم – قاسيَ قلب ظالما أو خذلت ضعيفا مظلوما من تونسيي تونس أو من تونسيي المهجر (حسب تعبير عماد بن محمّد) على حدّ السواء، فلكلّ رأيه ولكلّ وجهته خاصّة في غياب العامل المساعد على ضبط حركة الأفراد داخل جسم الحركة المنهك، حسب تعبير الملاحظين وحسب مقال المقام.   ولقد تمنّيت لهؤلاء الاخوة أن يقتدوا بأخ عزيز كنت أشرت إليه سابقا في مقالة سابقة، فيكتموا عنّا أمرهم محافظة على مشاعر ‘العجزة’ فينا وقطعا للقيل والقال الذي قد يترتّب على مغامرتهم تلك، أو أن يقتدوا على الأقلّ بالولدان والنّساء فإنّهم ما رَوَوا بعد رجوعهم إلاّ صدقا عن حقائق ميدانيّة تعكس صورة واقعيّة أمينة قد لا تتطابق مع ما ينشر في الفضاء الافتراضي مائة بالمائة، ولكنّها بالمقابل لا تتّفق أبدا مع ما تروّج له آلة التلميع الخادمة لكتم الأنفاس التونسية… فقد حذّر الحبيب صلّى الله عليه وسلّم المسلمين في رمضان من الوقوع في المحرّمات فقال: ‘مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه’!… وهل من زور أكبر ممّا يصدر من شهادات باطلة خادمة للفساد، كتلك التي صاغها عماد بن محمّد ‘الصائم’ في مقاله المقروء على صفحات تونس نيوز بتاريخ 21 سبتمبر 2008، بأنّ في تونس التي زارها بتاريخ 31 جويلية (ولا ندري كم استقرّ بها): ‘حريّة شبه مطلقة في ممارسة القناعات الشخصية. فلمن هو مهتم بالظاهرة الدينية أقول إنّ الجوامع والمساجد مفتوحة والصلاة غير مقيدة ولا مراقبة ولا هي شبهة. ولمن هو مهتم بالإستثمار الإقتصادي فتونس بلد منفتح وهو في طور البناء والنماء, والمشاريع التي يمكن إنجازها أو الإنخراط فيها متعددة وعديدة. والذين تستهويهم أماكن الترفيه فالمقاهي والفضاءات المخصصة لهذا الغرض في كل مكان تقريبا وهي من المشاريع المربحة, المنصوح بالإستثمار فيها’!.. ليصف كلّ الذين يكتبون عن تونس ومعاناة أهلها – وأنا منهم – بالمضلّلين والمغرّرين المروّجين للأوهام عبر الفضاء الافتراضي وليصنّفهم من الذين  خسروا أنفسهم ووطنهم… هكذا!… ورغم أنّ عمادا قد أدرك – من خلال زيارته الفاروق – أنّ السياسة في تونس لم تُخرج المعارضة من فضاء المقاهي، فإنّه لم يتمكّن من التقاط أيّ عبارة – من تونسيي تونس المليئة بهم المقاهي – تتحدّث مثلا عن الحوض المنجمي وعن عدد القتلى وأسباب اندلاع الانتفاضة فيه وعن الحاجّي وغيره من الرّجالات النقابيّة التي رأت تونس – كما رآها – طريقا سريعة مؤدّية إلى خراب العمران نتيجة الظلم المستشري فيها، ولم يسمع عن تذمّر النّاس من غلاء المعيشة حتى لكادوا يستثقلون قدوم رمضان المبارك (عياذا بالله تعالى) فقد سبقته المدارس إلى جيوبهم فأظهرتهم في أجلّ صورة وأدقّ تعبير عن ‘كاد الفقر أن يكون كفرا’، ولم يتفطّن لأنّات الأمّهات والزوجات والشباب الذين ظلّوا يرقبون عودة أبنائهم وأزواجهم وآبائهم منذ ما يزيد عن 17 عاما، ولم يلحظ ضيق وعدم اطمئنان الرّجالات من ال  محامين والحقوقيين والصحافيين وقد أمسوا في مجاهل تحفّها عصابات الاختطاف التابعة لوزارة ‘محاربة الإرهاب’، ولم تستوقفه ولو ‘وشوشة’ عن أوضاع المتحجّبات والطالبات اللاّتي مُنِعن الحقّ في الدّراسة وفي المبيت الجامعي، ولم يسجّل امتعاض تونسيي تونس من السرقات التي طالت حتّى الحصص التلفزيّة الرّمضانية ومن كثرة الفساد وانعدام الأمن وموت الثقة بين النّاس وبروز فئة من النّاس يشكّكون في انتمائنا العربي قد سبقه تشكيك في انتمائنا الإسلامي قد يعقبه نفي لوجود الله ربّ العالمين… إلى غير ذلك من الأمور التي لا تبيح للمسلم – مهما ضعف تديّنه – الغفلة عن نفسه من أجل نفسه لأنّ فيها (الغفلة) ذهابَ نفسه!…       لا أدري حقيقة، ما الذي جعلك يا عماد لا تتفطّن لمشاكل التونسيين في نسختهم ‘تونسيو تونس’؟! أهو حبّك لبلدك الذي فاق حبّنا كما بيّنت، أم هو إخلاصك الذي باركتَه أنتَ نفسُك بإخلاص ملفت، أم كلاهما معا!… ولكنّي أختم بتذكيرك ونفسي بما جاء في حديث معاذ رضي الله عنه الذي سأل فيه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إخباره بعمل يُدخله الجنة ويُباعده من النّار… يقول صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ: ‘لقد سألت عن عظيم وإنّه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحجّ البيت’، ثم قال: ‘ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنّة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل ثم تلا ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون – حتى بلغ – يعملون﴾’، ثم قال: ‘ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد فى سبيل الله’، ثم قال: ‘ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت (معاذ قال): بلى!  فأخذ (صلّى الله عليه وسلّم) بلسانه فقال: ‘اكفف عليك هذا’!… فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ‘ثكلتك أمُّك يا معاذ! وهل يكبّ الناس فى النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاّ حصائدُ ألسنتهم!’…                  

لحظة تاريخية مهمة.. لحظة ‏شبابية تونس على مشارف عتبة سياسية جديدة

‏الرئيس التونسي يعزز هياكل الحزب والدولة بقياديين شباب ‏معتدلين ويؤكد تمسك بلاده بالهوية العربية الاسلامية. ميدل ‏ايست اونلاين بقلم: مرسل الكسيبي قرارنا في صحيفة ‏الوسط التونسية بمراجعة تجربتنا الاعلامية من منطلق النظرة الايجابية الى المكاسب ‏الوطنية وتثمين مراجعات الرئيس بن علي تجاه العديد من الملفات المستشكلة لم يكن ‏بمعزل عما ترسخ لدينا من قناعة بضرورة طرق الأبواب واجتهاد الوسيلة من أجل طي صفحة ‏الخلاف العميق بين السلطة والمعارضة وتدشين علاقة تعاونية مع هياكل الدولة في كنف ‏احترام الرأي والرأي الاخر . يتذكر المثقفون التونسيون والطبقة السياسية حمية المعارك الفكرية والمناظرات ‏التي خضناها من أجل اقناع كبرى حركات المعارضة بمراجعة تجربتها على أساس بناء علاقة ‏شراكة مع الدولة وانهاء حالة صراع مرير أسهم من حيث لا يشعرون في تشويه سمعة تونس ‏وابرازها في صورة سلبية قاتمة لا ترتفع الى مقام التعالي على الجراح والتفكير من ‏زاوية رحبة ومستقبلية . كدنا أن نصاب أحيانا بحالة احباط لما لمسناه من البعض من حالة يأس وتصدي، غير ‏أننا عاودنا الكرة في مرات وعدنا الى ممارسة الخطاب النقدي حفاظا على التوازن ورغبة ‏في تحقيق الحد الأدنى والمعقول من مطالب الاصلاح. توجهنا برسائل ايجابية الى السلطات بين السطور وأعلنا عن أخرى في مناسبات سابقة، ‏ولم يفت لنا عزم في الوصول الى نتائج سارة من شأنها كسر حالة الجليد. اليوم نقف على رصد تحولات هامة تعرفها تونس بقيادة نخبة جادة من السياسيين ‏والمثقفين ويتزامن ذلك مع مجموعة من الاصلاحات يدشنها الرئيس بن علي قبيل تجديد ‏الثقة فيه لمرحلة رئاسية تاريخية. انتخاب السيد محمد الغرياني أمينا عاما للحزب الحاكم لا يمكن الا أن يكون مؤشرا ‏رئاسيا على وضع سكة التجمع الدستوري الديمقراطي على عتبة اصلاحات هامة منتظرة في ‏قادم الشهور والأسابيع، فالرجل الذي حظي بثقة الرجل الأول للدولة وثقة جمهور أكبر ‏حزب سياسي تونسي لم يعرف عنه الا الاعتدال والأصالة والمرونة والوطنية وهو ما يعني ‏أن التجمع قد بات أمام عتبة مرحلة ايجابية جديدة ينتظر منها الكثير. تقلد السيد سمير العبيدي لمنصب وزير الشباب والرياضة وهو القيادي الطلابي السابق ‏يعد من زاوية سياسية بعيدة عن الايديولوجيات الضيقة مكسبا للعنصر الشبابي في تونس ‏واتقانا رسميا للعبة التوازنات، في وقت باتت فيه الرياضة عنوان شرعية معاصرة جديدة ‏للأنظمة السياسية. مصالحة الدولة التونسية رسميا مع الهوية العربية الاسلامية المعتدلة بات أمرا ‏مرصودا في وسائل الاعلام الرسمي، فلم تعد اذاعة الزيتونة المباركة ظاهرة يتيمة بل ‏انها اليوم تتعزز بقناة حنبعل الفردوس الفضائية وبتوسيع مساحات التوعية والترشيد في ‏قنوات أخرى. يكفي أن نتأمل في دروس الداعية التونسي المتألق محمد مشفر والتي تبث معادة على ‏قناة تونس 7 الرسمية حتى ندرك أن الدولة تشهد تحولا ايجابيا في مخاطبة مجتمعها الذي ‏تشقه تحديات النظرة السلفية المتوغلة في اضطراب الفتاوى. النفس التحرري الذي بدأ يدخل على الخطاب الاعلامي والمراجعات النقدية الثقافية ‏والسياسية أحيانا لم تكن أمرا مسموحا به فيما سبق وهو ما يؤكد أخبار ما اجتمع لدينا ‏من معطيات حول رغبة رئيس الجمهورية في التشبيب والتحديث في العديد من القطاعات . المسألة الاجتماعية في تونس تشهد تماسكا معتبرا جدا في تونس برغم تشكي البعض من ‏البطالة أو غلاء المعيشة وهو ما نراه حتى في أغنى الدول الصناعية أو حتى في الدول ‏ذات المخزون النفطي الأضخم في العالم. واذا كانت أزمة الرديف أو الحوض المنجمي تعتبر مؤشر قلق حاولت المعارضة استثماره ‏في اتجاه المزايدة على الحكومة، الا أن المؤكد أن تعليمات الرئيس بن علي كانت واضحة ‏بتعجيل حركة التنمية والاستثمار بهذه الجهات، بل انه بلغنا حرصه الشديد على معاقبة ‏المتجاوزين من رجال الأمن الذين بالغوا في استعمال أساليب الصد ضد الشبان ‏المتظاهرين. المناخ العام في تونس لا يمكن تقييمه اليوم من زاوية حقوقية محضة لاشك أنها ‏تحتاج الى التطوير والاصلاح في كنف الشفافية، غير أننا عموما أمام تطورات لن يغفل ‏عنها الا الجاحدون أو الواقعون في مصائد القفص الايديولوجي الضيق. ما نكتبه اليوم ليس الا تأكيدا لخط عام تبنيناه في التعامل مع مؤسسات البلاد ‏وقياداتها الوطنية الرسمية، وهو بلا شك محاولة متجددة لترشيد الخطاب الذاتي ‏والموضوعي على طريق مقابلة تجاوز الدولة بتجاوز النخب والمثقفين في مرحلة تحتاج منا ‏الى اعادة ضبط عقارب الساعة على ما يستجد في الوطن من تحولات وتطورات ميدانية مازال ‏البعض يتعامل معها من منطلق فقه ما وراء البحار أو من منطلق الانشداد للحظة تاريخية ‏قديمة. كاتب وإعلامي تونسي (المصدر: ‘ميدل ‏ايست اونلاين’ بتاريخ 20  سبتمبر 2008 )
 

 

لا اعتكاف إلا برخصة ولا تهجد إلا ببطاقة الهوية في الجزائر

 

22/09/2008 الجزائر ـ يو بي آي: ألزمت الحكومة الجزائرية أئمة المساجد بالحصول على تراخيص خاصة لإقامة صلاة التهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان. واشترطت وزارة الشؤون الدينية تقديم قوائم إسمية وتعهد بعدم استخدام مكبرات الصوت مقابل تقديم هذه التراخيص بهدف الحفاظ على سلامة المساجد وهدوء المحيط وعدم إزعاج النائمين. وتعمل الحكومة الجزائرية بهذا الإجراء منذ سنوات بسبب الظروف الأمنية الخاصة التي تسود البلاد، حيث أصدرت تعليمات لمديري الشؤون الدينية على مستوى الولايات بعدم السماح بإقامة صلاة التهجد في جوف الليل بالمساجد إلا برخصة من المديرية، تمنح بعد طلب يتقدم به الإمام. وبموجب تلك الإجراءات يتقدم الإمام بطلب ممضى من طرفه ويصدق بإمضاء مفتش المقاطعة التي يقع عليها المسجد، ويبين فيها الفترة التي ينوي إقامة صلاة التهجد فيها وتحديد ساعات تلك الشعيرة، كما يتعهد بعدم استعمال مكبر الصوت وعدم إزعاج محيطه ولا إيذاء جيرانه حيث يكون مسؤولاً على حفظ النظام داخل المسجد. من جهة أخرى، يشترط في الإمام الذي يقام الاعتكاف في مسجده أن يقدم قائمة اسمية للمعتكفين إلى السلطة الأمنية الواقع المسجد بإقليمها، مرفوقة بصور لبطاقات التعريف لكل شخص يرغب في الاعتكاف بالمسجد
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 22 سبتمبر2008)


مليونا جزائري و1.3 مليون ليبي في ‏2008… السياح المغاربيون حافظوا على الرتبة الأولى في تونس
 
تونس – سميرة الصدفي     كثف السياح الجزائريون والليبيون إقبالهم على تونس في الصيف، ما جعلهم يحافظون على الرتبة الأولى بين زوار البلد في ذروة الموسم السياحي. وأشارت توقعات وزارة السياحة إلى أن عدد الجزائريين سيصل إلى مليوني سائح في نهاية العام، فيما يصل عدد الليبيين الى 1.3 مليون سائح. واستقطبت ثلاث مدن ساحلية هي حمامات ونابل وسوسة غالبية السياح المغاربيين، لجمال سواحلها وتطور بنيتها السياحية، بالإضافة لجزيرة جربة التي تستقطب الليبيين أساساً بسبب قربها من عاصمتهم طرابلس. تقع نابل على ساحل البحر المتوسط على بعد 70 كيلومتراً من العاصمة تونس، ولا يبعد عنها منتجع الحمامات سوى عشرة كيلومترات فقط. وتتميزان بنظافة شواطئهما وانتشار الحرف التقليدية فيهما، خصوصاً صناعة الفخار والسجاد والجلد والخشب والأبنوس والنقوش المختلفة التي أتى بها الأندلسيون. لكن السياح الغربيين يأتون إليهما أيضاً بحثاً عن الشمس وزرقة السماء وصفاء البحر. وينتشر هؤلاء على طول السواحل المترامية الأطراف والممتدة بين المدينتين لينسوا مشاغلهم وهمومهم فيصعدون على المناطيد أو يركبون الزوارق الشراعية أو يمارسون رياضاتهم المفضلة على رمال الشاطئ الذهبية. وفي مقدمهم الفرنسيون والألمان والبريطانيون والطليان. وتشتمل البنية الأساسية السياحية في نابل وحمامات على 123 فندقاً من أحجام مختلفة (41 ألف سرير)، وهي المنطقة الأولى التي أبصرت ولادة السياحة في البلد منذ أكثر من أربعين عاماً. لكن غالبية الفنادق توجد في المحطة السياحية الحديثة «ياسمين حمامات» التي أقيمت في جنوب المدينة، وهي من فئتي أربع وخمس نجوم. وتضم المحطة وحدها 20 ألف سرير موزعة على 43 فندقاً. وزادت أهمية المحطة مع إنشاء مارينا عند أطرافها قادرة على استقبال 719 يختاً وسفينة سياحية، إضافة إلى سلسلة من المحطات والمقاهي والمحلات التجارية. وتُعتبر مارينا حمامات أكبر ميناء ترفيهي حالياً في أفريقيا. مارينا حمامات ومارينا سوسة وطبقا لإحصاءات رسمية استقطبت مارينا حمامات ومارينا القنطاوي في ضواحي سوسة القسم الأكبر من السياح المغاربيين على رغم أنهم لا يقضون الليل في فنادق المحطتين بسبب ارتفاع الأسعار، وهم يفضلون التجوال على الأرصفة والجلوس في المقاهي والمطاعم. وتختزل «المدينة» المصغرة التي أقيمت في قلب «ياسمين حمامات»، عدة مدن تاريخية تونسية مثل صفاقس وتونس والقيروان ومهدية، إذ اقتُبست أسماء شوارعها وأبوابها التاريخية ومعالمها المُميزة من تلك الحواضر العريقة. و»المدينة» مسيجة بسور جميل على شاكلة الأسوار التاريخية، وتُحاكي عمارتها وأسواقها وبيوتها وشوارعها المدن القديمة في تونس. كما أن المقاهي المنتشرة فيها أقيمت على طراز مقاهي عريقة في مدن تونسية، خصوصاً ضاحية سيدي أبو سعيد. ولوحظ أن الجزائريين والليبيين على خلاف السياح الأوروبيين يأتون في إطار أسري، ويُفضلون استئجار بيوت وشقق مفروشة في المدن السياحية على الإقامة في الفنادق التي لا تساعد على بقاء الأسرة مجتمعة. كما أن الكلفة تلعب دوراً مهماً في تفضيل الشقق والبيوت على الفنادق ذات الأسعار المرتفعة في فصل الصيف. وهناك سياح كُثر عزوا عزوفهم عن الفنادق إلى تفاديهم الإزدحام والمطبخ الأوروبي المتشابه في جميع الفنادق. أما سوسة فاستقطبت خلال الموسم السياحي الحالي نحو مليون سائح من المغرب العربي وأوروبا. وتضم المدينة، وهي من أكبر المنتجعات في البلد، 104 وحدات فندقية من أحجام مختلفة تمتد على سواحلها التي تصل إلى المحطة السياحية «القنطاوي» بطول عشرين كيلومتراً. وتشكل مارينا «القنطاوي» التي تنتشر على ضفافها مطاعم ومقاهي ومحلات تجارية على غرار «ماربيا» في الساحل الإسباني، نقطة الإستقطاب الرئيسية للسياح الأجانب وكذلك لعشرات الآلاف من أبناء البلد الذين يستأجرون شققاً مفروشة في المجمعات السكنية التي تُحيطها من ثلاث جهات. كذلك يُقبل سياح أوروبيون كُثر على زيارة «القنطاوي» صيفاً إذ يتركون يخوتهم في المارينا ويستمتعون بالبحر والشمس والرمال الذهبية، أو يجولون على معالم مدينة سوسة التاريخية، والتي كانت تسمى «حضرموت» على أيام الفينيقيين. ويعتمد السياح على جولات منظمة طبقاً لمسار سياحي مُعد للزوار يتيح لهم رؤية سور المدينة العربي، خصوصاً رباطها الإسلامي وأسواقها ومسجدها الذي يعود بناؤه إلى القرن الأول الهجري. ومن سوسة يقوم السياح بزيارات خاطفة إلى مدن مجاورة بينها القيروان التي كانت أول عاصمة إسلامية للمغرب العربي، والمهدية التي كانت عاصمة الفاطميين قبل انتقالهم إلى مصر، والمنستير المدينة التي تعاقبت عليها حضارات عدة وما زالت معالمها ورباطها التاريخي مزارات للسياح. سياح من أوروبا الشرقية بالإضافة للسياح المغاربيين والأوروبيين الغربيين تضاعف إقبال السياح من أوروبا الشرقية على مدينتي سوسة والمنستير، بفضل الحملات الترويجية التي أطلقها التونسيون وأعينُهم على السوق الألمانية التي كانت المصدر الرئيسي للسياح قبل العام 2003. ولوحظت زيادة سريعة في أعداد السياح الروس الذين زاروا البلد خلال الموسم الحالي، إذ تجاوزت أعدادهم 119 ألف سائح. وهم يُقيمون في فنادق متوسطة لكنهم يعتبرونها فخمة قياساً على الفنادق المُتاحة في بلدان أخرى اعتادوا على زيارتها في الماضي. وتكثفت الرحلات الجوية بين موسكو والمطارات التونسية في الفترة الأخيرة، خصوصاً مطار تونس وجربة والمنستير. إلا أن عيون التونسيين ما زالت على ألمانيا التي كانت تؤمن أكثر من 25 في المئة من أعداد السياح الذين زاروا البلد قبل السنة 2003، تاريخ العملية الإنتحارية التي استهدفت  كنيس «الغريبة» في جزيرة جربة (جنوب)، والتي راح ضحيتها 14 سائحاً ألمانياً. واجتاز عدد الألمان في السنوات التي سبقت تلك الحادثة حاجز المليون سائح في السنة، لكنه تراجع أخيراً إلى 540 ألف سائح فقط في السنة. ويحتل الألمان حالياً الرتبة الرابعة بين زوار البلد بعد الليبيين والجزائريين والفرنسيين. وأظهر سبر للآراء أن 58 في المئة من الألمان الذين أتوا إلى تونس اختاروها من أجل البحر والشمس، فيما اختارها 14 في المئة من أجل الرياضة والثقافة. وفي إطار تنويع المعروض السياحي، يسعى التونسيون لاستقطاب الألمان المولعين برياضة الغولف من خلال تأمين 9 ملاعب غولف في مناطق مختلفة من البلد. وشاركوا أخيراً في المعرض السياحي الدولي في برلين للترويج لسياحة العلاج التي تحتل تونس فيها المرتبة الثانية على رغم وجود منافسة قوية من تركيا ومصر. يُذكر أن تونس احتلت المرتبة الأولى في أفريقيا والثانية في العالم العربي على مؤشر تنافسية السياحة والسفر الذي يضعه سنوياً «منتدى دافوس» الاقتصادي العالمي والذي شمل 124 دولة. (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2008)


السنة سياسية والسُنّة السياسية
 
حافظ الغريبي
لئن اعتدنا نظريا استقبال السنة السياسية بحلول شهر سبتمبر من كل سنة بعد أن يكون النشاط السياسي قد هدأ صيفا فإن الحركية التي شهدتها الساحة السياسية خلال الصيف المنقضي لم تمكنّ العديد من التمتع بعطلهم بالاريحية المعتادة لأكثر من سبب.. فخلال الصيف المنقضي فقد البعض مواقع لهم على الخارطة السياسية محليا جهويا  أو وطنيا وكسب أخرون مواقع جديدة ويسعى من فقد موقعه الى استرجاعه مهما كان الثمن وحتى من أُغلق الباب وراءه فإنك تجده يسعى للعودة من الشباك أما من كسب موقعا فتراه ساعيا الى تدعيمه والى تحريك  ماكينة العلاقات علّه يحظى بما هو أهم خصوصا وأن هذه السنة السياسية ستكون حاسمة بما أنه سيتم خلالها الاعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة وبعدها التفرغ للانتخابات البلدية ثم تجديد جانب من مقاعد مجلس المستشارين. ومن هذا المنطلق فإن السياسيين والمتسيسين ومتذيلي السياسيين بدأوا في إعداد الخطط والسيناريوهات لكسب حرب المواقع والمقاعد ولعل أكبر دليل على هذه المناورات تلك الهجرة الجماعية أو قل «الحرقان» من حزب معارض الى آخر في محاولة للحصول على نصيب من قسمة كعكة المقاعد قبل فوات الاوان.. وكما الهجرة نجد الاقصاءات تلعب دورها في المضمار لافساح المجال لاطراف دون أخرى للظفر بنصيبها من الكعكة. ومن أفسد مظاهر كسب المواقع ما نلحظه لدى البعض من تمسّح على الاعتاب وتمجيد و«تكمبين» و«هزان قفة» و«تلحيس» وغيرها من الصفات التي لا نجد لها أفضل تعبير غير ما يتوفر في قاموس اللغة الدارجة.. ويتقبل عموم الناس ممن يمثلون القاعدة الانتخابية هذه الاشكال المنحطة من العمل السياسي بالكثير من الاشمئزاز والقرف خصوصا إذا ما تعمّد الباحثون عن المناصب التعبير  بمثل تلك الاشكال المنحطّة على رؤوس الملأ – وهو ما يحدث عادة لكسب رضاء السياسيين- إن الشعب التونسي بلغ درجة من النضج  التي تجعله يميز بين النضال السياسي و«التقفيف»..بين الدفاع عن برنامج والدفاع عن أفراد.. بين الراغبين في خدمة البلد والراغبين في خدمة أنفسهم.. بين الولاء لتونس والولاء للاشخاص.. أفهل ترى يفقه من هم موضوع حديثنا ما ورد أم ترى على أعينهم غشاوة فهم لا يبصرون أن نسخة 2009 من أفراد هذا الشعب تختلف شكلا ومضمونا عن النسخ التي اعتادوها. (المصدر: صحيفة ‘الصباح الأسبوعي’ (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 سبتمبر 2008)


المعرفة أهم رهانات العرب.. ولا مخرج لهم إلا بالبحث العلمي

 

د. عبد الجليل التميمي صاحب مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ل الراية الأسبوعية : ·       مستقبل البحث العلمي أن يكون مشروعاً خاصاً وليس حكومياً ·       مكتبتي بها 20 ألف كتاب متخصص يستفيد منها الباحثون ·        مؤسساتنا تخدم المعرفة وتعالج قضايا دقيقة لم تتناولها المؤسسات الحكومية ·       أنا أول عربي يصل إلي الوثائق العثمانية.. وهي ثروة حقيقية عن البلاد العربية ·       سننظم مؤتمراً دولياً في مايو المقبل عن الذكري 400 لطرد المسلمين من الأندلس ·        أردوغان نجح في النهضة التركية لكنه لن يلعب دوراً عثمانياً جديداً تونس – الراية – إشراف بن مراد .. تعد المعرفة العمود الفقري لتحقيق نهضة الشعوب والأمم غير أنّ احتكارها من قبل المؤسسات الحكومية وغياب المؤسسات الخاصة المستثمرة فيها يهدّد بتأخر ركب التنمية خاصة مع ضعف الجهود الموظفة في الارتقاء بالبحث العلمي. من هذا المنطلق، يعتبر الاستثمار في المعرفة والبحث العلمي في بلداننا العربية مغامرة حقيقية مشبعة بالمجازفة. ومن بين أبرز هذه المؤسسات التي سلكت هذا المسار نذكر مؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات التي تعد الأولي من نوعها علي الصعيد العربي والإسلامي. عن المؤسسة ومشاكل المعرفة والبحث العلمي في وطننا العربي وعدة هموم أخري وإشكاليات.. كان هذا الحوار مع الدكتور عبد الجليل التميمي: # أسستم ‘مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ‘. ما جدواها وألا يعّد تأسيسها مغامرة ومجازفة؟ – في الحقيقة سؤالك ذو شقين: الشق الأول يتعلق بضرورة إنشاء هذه المؤسسة. وهنا أري أنّنا في هذا العالم المتغير والسريع التغير يتبيّن للمتخصصين وللسياسيين و لأصحاب القرار أنّ لا مخرج للأمة العربية إلاّ بإيجاد منابر للبحث العلمي و المعلومات تكون قادرة علي تفعيل حركة المعرفة. ولسوء الحظّ في العالم العربي ومنذ 50 سنة كانت مؤسسات البحث العلمي كلها حكومية لم تعط الثمار المرجوة منها رغم الملايين التي صرفت عليها وذلك يرجع إلي وجود عيّن أناس غير أكّفاء وغير قادرين علي رأسها فضلا عن استشراء قيم المحسوبية… لكن زياراتي إلي مختلف أنحاء العالم إلي اليابان، الولايات المتحدة وأوروبا بالذات جعلتني أدرك أنّ مستقبل المعرفة والبحث العلمي خاص أو لا يكون. إذ يجب أن تبعث في الوطن العربي مؤسسات بحث علمية أكاديمية مستقلة عن الدولة تأتمر بوطنيتها، بإخلاصها بتفاعلاتها مع العالم الخارجي. لقد كنت مديرا لمؤسسة جامعية خلال 6 سنوات حركنا فيها هذه المؤسسة ولكن لسوء الحظّ علم الحسد تمكن من الكثير من الناس فأقلت من هذا المعهد وذلك لنشاطنا وإنجازاتنا العلمية الرائعة. عندها أدركت أنّه من الضروري إنشاء فضاء مستقل عن الدولة خاصة أنّ لديّ مكتبة خاصة تتضمن 20 ألف كتاب متخصص وهي علي ذّمة الباحثين. من هنا جاءت هذه المؤسسة لتترجم أنّ العالم العربي في حاجة إلي مؤسسات علمية غير حكومية يديرها أساتذة عارفون مدركون واعون بحركية المعرفة. لاشكّ أن هناك صعوبات عديدة و لا حصر لها، أولا هي صعوبات مالية فالإدارة إذا أرادت أن تكون مستقلة يجب أن يكون لديها استقلال مالي والدولة لا تعطي مالا لسواد العيون لأنّها تطمح إلي توظيف هذا الدعم .لذلك رفضنا هذا الدعم المشروط رغم ما لقيناه بعد هجمات 11 من سبتمبر خاصة من صعوبات إذ أغلقت في وجوهنا كل الأبواب. لقد استفدنا في بداياتنا من بعض أمراء الخليج من بينهم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني واستقبلني وهنأني بالإنجاز وقدّم لنا مساعدتين. إضافة إلي حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي الذي زارنا مرتين في المؤسسة .كما أذكر الأمير السعودي سلمان. لكن هذه المساعدات انقطعت منذ سنة 2001 فسعينا إلي أن يكون لنا أنصار يؤمنون بهذه المؤسسة وما تهدف إلي تحقيقه. وللعلم فقط ،لقد نظمّت هذه المؤسسة 142 بين مؤتمر عربي و دولي وسمينارا للذاكرة الوطنية. كما نشرت 165 كتابا بالعربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.. وللإشارة فإنّ هذه الكتب لها صدي في العالم اجمع إلاّ في العالم العربي خلافا لأوروبا والولايات المتحدة حيث يقرؤون و يتابعون كلّ ما ننشر. ولأنّ المعرفة هي أهم رهان يفرض علي العالم العربي. تسعي هذه المؤسسة من جانبها إلي تنشيط حركية المعرفة وإلي استقطاب فئة معينة من الشباب. فآيادينا ممدودة إلي الجيل الجديد من الباحثين نقدم لهم المساعدة .. وتجدر الإشارة إلي أنّ هذه المؤسسة هي الوحيدة علي الصعيد العربي التي لها 3 دوريات أكاديمية علي مستوي دولي وهي ‘المجلة التاريخية المغاربية’ وهي تصدر منذ 35 سنة بانتظام وقد نشرنا مؤخرا العدد الأخير 132 مع العلم أنّ كل عدد يتراوح بين 400 و500 صفحة. كما لدينا مجلة متخصصة في العهد العثماني هي ‘المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية’ وعمرها حوالي 20 سنة وأصبحت المنبر الوحيد في كل ما يتعلق بالبحوث العثمانية عن الولايات العربية. والمجلة الأكاديمية الثالثة هي ‘المجلة العربية للأرشيف والمكتبات والمعلومات’ .. إذن، هذا النشاط في مؤسسة غير حكومية وب 6 موظفين فقط .. يعتبر رهانا خطيرا لكن المؤسسة حافظت علي سمعتها المشّرفة. إذ تعتبر النافذة العلمية الأولي علي الصعيد العربي التي خدمت المعرفة وتناولت قضايا دقيقة لم تتناولها المؤسسات الحكومية. وهنا أعطي مثالاً: لقد نظمت مؤسستنا 6 مؤتمرات عربية ودولية عن الرقابة بمختلف أصنافها: الرقابة الذاتية والفكرية والحكومية.. فمن هي المؤسسة التي تنظم ستة مؤتمرات؟؟ ومن ثمّة نحن نعمل في كنف تشريف الأمة العربية وإعطائها منبرا جديدا علي الصعيد الدولي خاصة أنّنا ننشر بعدة لغات، فنحن ننشر بالعربية كواجب وطني و لكننا ننشر بالفرنسية والانجليزية والاسبانية. # مؤسسة التميمي معروفة باختصاصها في البحث في العهد العثماني وكل ما يتعلق بالموريسكيين والأندلس،لماذا هذا الاختصاص؟ – هو اختصاص تلقائي لأني أول عربي يصل إلي الوثائق العثمانية (1965) وقد تعلمت اللغة التركية واكتشفت أنّ رصيد الوثائق العثمانية لا يضاهيه رصيد في العالم عن البلاد العربية وأطروحتي وبحوثي الأولي كلها كانت عن العهد العثماني .. وأنا أشتغل عن العهد العثماني، اكتشفت علاقة الدولة العثمانية بالأندلس فاهتممنا بذلك واشتغلنا علي العهد الموريسكي مالم يشتغل عليه أحد ونظمنا 13 مؤتمرا دوليا والمؤتمر الدولي 14 الاستثنائي سيتم في شهر مايو القادم عن الذكري 400 لطرد العرب المسلمين من الأندلس. هذا العمل هل تقوم به المؤسسات الحكومية؟ أبدا لأنّها سياسوية في حين أننّا نخدم العلم و نشرف الأمة العربية وقد نشرنا أكثر من 2000 دراسة عن الايالات العربية في العهد العثماني و600 دراسة أكاديمية عن الأندلس.من قام بهذا العمل؟؟ لكن بعد ذلك تطورت مشاغلنا واهتماماتنا فاهتممنا بمدونة الآثار العثمانية بالتوثيق والمعلومات واهتممنا بموضوع مهم جداً وهو بناء الدولة الوطنية في تونس والمغرب العربي وهو ما لم يهتم به أحد علي الإطلاق فنظّمنا 7 مؤتمرات عربية ودولية عن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ونشرنا أكثر من 300 دراسة أكاديمية إذ سعينا إلي خلق مجال جديد من خلال الاتصال بكل رجالات بورقيبة ودعوتهم إلي منبر المؤسسة لاستشراف رأيهم و أرشيف الصور، ماذا فعلوا ؟ماذا قالوا؟ وماذا كلفهم بورقيبة؟ وقد جمعنا من هذه السيمنرات 92 نصا أكاديميا رائعا جدّا لا تضاهيها أي نصوص أخري علي الإطلاق. كما اهتممنا بالبحث العلمي، فنظمنا 7 مؤتمرات دولية عن البحث العلمي وهو الرجل المريض في الوطن العربي ولم يهتم به أحد رغم وجود الدعاية لكن هيكلية البحث العلمي الفاعلة مغيبة لسوء الحظّ ونحن نريد أن ننّبه العالم العربي والخليجي بصفة خاصة ونقول ‘انتبهوا هناك كفاءات فريدة و استثنائية في العلوم الانسانية في العالم العربي عليكم أن تستقطبوها’. # ينظر إلي العهد العثماني بكثير من الاشمئزاز إلي درجة أنّه اقترن بالاستعمار و الاستغلال والاحتلال. فحتي علي مستوي الدراما التلفزيونية يسجّل الوجود العثماني بصفة سلبية.ما تعليقكم؟ – هذا شيء مؤسف ونحن عندما بدأنا هذه المؤتمرات منذ سنة 1981 أي علي مدي 27 سنة أصبحنا نعلم عدة أشياء .ومن المهّم القول إنّ العديد من المؤرخين العرب غيّروا رأيهم عن الدولة العثمانية.. ومن لم يغيّروا رأيهم هم الممثلون والصحفيون والسياسيون الذين لا يقرؤون ما توصلنا إليه من نتائج و بالتالي عاشوا علي تراث فكري مترجم من الفرنسية والإنجليزية غذّاه الجهل بالدولة العثمانية. # من منظوركم العلمي كيف ترون العلاقة بين تركيا و الدول العربية، خاصّة مع ما تقوم به تركيا اليوم من وساطات في قضايا عربية؟ – هذا موضوع اهتممنا به اهتماما كليّا ونظّمنا حوله عديد المؤتمرات منها 3 مؤتمرات في تونس والرابع في اسطنبول عن العلاقات التركية العربية ماضيا وحاضرا ومستقبلا. والنتائج التي توصلنا إليها،أنّ العالم العربي يجهل تركيا وتركيا تجهل العالم العربي والذي لعب دورا في هذا التغييب هم الصحفيون والإعلاميون الذين لم يقوموا بواجبهم علاوة علي عدم وجود قوة دافعة لتغيير هذا الوضع. ومن هذا المنطلق فإنّ الحكومة والجامعات التركية تجهل تماما واجباتها تجاه العالم العربي وأيضاً العرب يجهلون واجباتهم تجاه تركيا ولابدّ أن نغيّر هذا الوضع من خلال الحوار فالحوار و لا شيء غير الحوار. وقد أدرك المؤرخون الأتراك أنّ البحث العلمي هو الكفيل بتغيير هذه الصورة ومن ثمة ضرورة تغيير المناهج الدراسية و الكتب.. من جانبنا، حاولنا أن نعمل ونسهم في إرساء شراكة علمية تركية عربية. لكن المجهود الفردي غير كاف رغم قيمته التي حظيت بالتقدير إلي درجة أنّ جامعة اسطنبول منحتني الدكتوراه الفخرية فكانت المرة الأولي التي تسند فيها هذا التقدير إلي مؤرخ عربي كما منحت جائزة الأمير كلاوس للثقافة و التنمية من هولندا.. # تعيش تركيا تحوّلا سياسيا مشهودا من خلال احتداد المنافسة بين قطبي ‘الكماليين’ و’الاسلاميين’. فهل هذه مفارقة؟ أم أنّ تركيا تبحث من جديد عن هويتها الوطنية؟ – يجب أن نعرف أنّ القرار النهائي في تركيا ليس بيد الإسلاميين بل بيد الجامعة وهي كمالية والديبلوماسيون كماليون وكذلك الصحافيون. عموما اردوغان نجح في مهمته لكن لا أتصور أن يلعب دورا عثمانيا جديدا. لقد انتهي هذا الموضوع، صحيح أنّه رجل مؤمن بتركيا الحالية و لعب دورا أساسيا في نهضتها إذ ارتفع في عهده معدل التنمية بشكل رهيب جدّا فقد ألغي تقريبا كل ديون تركيا وهذا شيء جدّ ممتاز. يجب أن نعرف أنّ تركيا تسعي إلي مصلحتها في وجود أسواق في العالم العربي والاستثمارات التركية في الخليج تقدّر بالمليارات وهي خير دليل علي ما ذهبت إليه. وبالتالي، فإنّ أردوغان، هذا الرجل الاستشرافي ،يسعي إلي أن تلعب تركيا دورا جديدا في استقطاب، ليس فقط الاستثمارات، ولكن أيضاً في استقطاب الاهتمام وقد نجح في ذلك. فتركيا دولة عظيمة بتكنولوجياتها وإنجازاتها الاقتصادية والمعرفية.. ويكفي أن نستشهد بجامعاتها الرائعة جدّا مثل جامعة بلكنت وهي جامعة حرّة تسيّر عشرات الآلاف من الطلبة. في حين أن الجامعات الحرة لدينا جدّ تعيسة وبائسة وليست لها فلسفة..يجب أن نعي جيّدا أنّ الأتراك قد عرفوا كيف يشتغلون؟ وماذا يريدون؟ لكننا لسنا للأسف في وضع لا يسمح لنا بفهم تركيا الحالية و هذا أمر جدّ خطير.. # هناك مقولات اشتهرت بعد هجمات 11 سبتمبر تتحدث عن صراع الحضارات و نهاية التاريخ .وأنتم المختصون في التاريخ ،كيف تفهمون هذه الأطروحات؟ – لكن هناك تياراً جديداً ينادي بلقاء الحضارات.. يبدو لي أن صدام الحضارات شعار بائس جدّا لأنّ مستقبل السلم بين الشعوب والأفراد يتوقف علي الجانب المشترك للإنسان المحب للخير و التسامح.. لقد انتهت العنصرية والعنجهية الدينية يجب أن تنتهي فلا بدّ علي العالمين الكاثوليكي والإسلامي أن يدركا أنّ هناك طاقات بديلة لإيجاد أرضية للسلم .. ونحن ننادي بالحوارات وقد نظمنا 3 حوارات مع البريطانيين وحوارين مع الاسبان و4 مع الأتراك و3 مع الخليجيين لأني رجل مؤمن بالحوار.. فبفضله فقط نستطيع أن نهندس الوجودية الجديدة للإنسان العربي. # في المدة الأخيرة برزت الحركة الأمازيغية خاصة علي الصعيد السياسي في منطقة المغرب العربي وبالخصوص في المغرب الأقصي والجزائر، هل في هذا التوجه العرقي تهديدا لهوية المغرب العربي إن اتفقنا علي أنها هوية عربية؟ – عساني أخالف رأي كل من يقول إنّ الامازيغية هي ضرب للهوية الوطنية. فهذه شريحة أساسية من المجتمع تتمسك بلغتها ،بإسلامها فما الضير أن تتكلم لغتها؟؟ فأنا أعتقد أنّ إثراء الجزائر والمغرب في أن يكون هناك أمازيغيون.. لكن المهم أن لا يكون هنالك ارتباط بالعالم الخارجي ولا دوس للثوابت الوطنية من خلال التعاون مع العالم الغربي. # يشهد التاريخ علي غزارة التراث الفكري للحضارة العربية الإسلامية. إرث تجاوز الثلاثة ملايين مخطوطة محررة أساسا باللغة العربية علاوة علي ما أحرق و تمت إضاعته أو لم يقع اكتشافه… في المقابل نعيش اليوم خيبة كبيرة علي مستوي الإنتاج الفكري خاصة إذا عرفنا أنّ ما تترجمه الدول العربية مجتمعة لا يتعدي 1% ممّا يترجم من و إلي الاسبانية؟كيف تفسرون هذه النكسة؟؟ – علي ذكر الترجمة،ما يترجمه الأتراك الآن إلي لغتهم التركية نحن لا نقوم بعشره. مع العلم أنهم 70 مليون نسمة ونحن 300 مليون نسمة. هذه الحلقة المفقودة أساسها غياب لاستراتيجيين قادرين علي التخطيط للمعرفة العربية.فالقائمون علي قطاع الثقافة لدينا محدودو الأفق، لا يواكبون ولا يعرفون ماذا يجري… متناسين أنّ الكتاب المترجم هو غذاء انفتاحي للإنسان العربي علي العالم .فما يترجم الآن لدينا للأسف هي الكتب الخليعة و المذكرات وكل ما يثير حساسية الإنسان الضعيف جدّا. فمنظماتنا علي غرار الالكسو والايسسكو ليست إلاّ أبواقا دعائية لا أكثر ولا أقل فهي لا تعمل في صلب التكوين الحقيقي للإنسان العربي ويغيب عنها التخطيط. بينما نجد مراكز المعرفة في جميع أنحاء العالم تترجم الآلاف من الكتب والدراسات ومؤخرا كنت في اليابان وأعجبت بما يجري فليس هنالك دراسة أكاديمية أساسية إلاّ و ترجمت إلي اليابانية. ببساطة ومن المؤلم قول ذلك نحن لا نترجم ففي فرنسا وحدها أكثر من 450 بين بحث وكتاب عن العالم العربي.فهل العالم العربي عرف ما يصدر في فرنسا ؟؟هل هو يواكب بدقة ما ينشر باللغة الانجليزية؟؟ نحن نطبق سياسة ذرّ الرماد في العيون والمسؤولية ليست فقط علي الدول وإنما تلقي أيضا علي الباحثين.. إلي جانب افتقادنا إلي مراكز ناجحة و مسؤولة وهو ما أثّر سلبا علي نوعية المعرفة العربية. نحن نفتقد إلي رؤية استشرافية دقيقة و عدم فهم ما يجري علي الساحة الدولية. # كيف ترون علاقة الجامعيين بالسياسيين في البلدان العربية؟ – هي علاقة مذلّة ومسيئة جدّا لأنّ الجامعيين النبلاء و الشرفاء قليلون.. فأغلب الجامعيين اشتروا و باعوا علمهم وكينونتهم المعرفية في سبيل اللاّشئ. الأستاذ الجامعي في أوروبا قلعة علمية و رصيد معرفي يوظف من أجل تطور و تنمية البلد.. أمّا نحن فالأستاذ الجامعي خسارة في خسارة ..لدينا الالاف من الجامعيين ماذا قدموا؟؟ أتذكر أنّي لما تحصلت علي دكتوراه دولة عرض علي أحمد توفيق السويدي، وكان وزير خارجية الإمارات، منصب رئاسة المجمع لكنّي اعتذرت لأني أحببت البقاء في تونس لخدمة هذا الشعب.. للأسف كل هذه المعاني انتهت اليوم فآلاف من الجامعيين العرب في الخليج ماذا قدموا؟.. لا شئ بل كانوا نكسة علي الخليج لان هدفهم المال ولم يبتلوا بحب المعرفة ووهجها فضيّعوا كلّ شيء. # بناء علي ذلك،كيف تبدو لكم مسيرة البحث العلمي عربيا؟ – لن تقوم للأمة العربية قائمة إذا لم يمنح البحث العلمي ما وجب أن يستحقه من اهتمام.الآن أقل من ربع بالمئة وفي بعض الحالات نصف في المئة يخصص للبحث العلمي لدينا .في حين أنّ إسرائيل تخصص من 3 إلي 4/. أفيقوا يا أمة العرب ملاذكم في المعرفة وإنشاء المؤسسات الأكاديمية في وطنكم،في أرضكم و ليس بدعم المؤسسات الأوروبية والأمريكية.. مؤسستنا لا تجد دعما من أحد ،علي الرغم من أنّ ما أنجزناه في كل ما يتعلق بالعالم العربي لم تنجزه أي مؤسسة أوروبية أو أمريكية، لأنّ علي اسمها عبد الجليل لو كان ‘روبار’أو ‘ألفنسو’.. لأعطي له كلّ الدعم..نحن نعاني من مركب نقص واذلال… # ماهي جهودكم نحو ضمان استمرارية المؤسسة؟ – أولا يسعدني أن أقول إنّي محظوظ لأنّ لدي بنتين مؤرختين (واحدة ستناقش الدكتوراه و تخصصت في تاريخ مصر المعاصر و بقت 8 سنوات في القاهرة و بالتالي أنا أعول عليها لحمل مسؤولية هذه المؤسسة أمّا البنت الثانية فتخصصت في تركيا وهي الآن في باريس )كما لديّ أكثر من سبعين طالبا أخذوا الدكتوراه تحت إشرافي وأنا أتعاون معهم وهم يتحسسون قيمة هذه المؤسسة و يدافعون عنها بإخلاص وشفافية وقوة وإصرار.. من هذا المنطلق،أعتقد أنّ المؤسسة تؤدي هذا الدور الرابط بين كل الباحثين وما أنجزناه إلي الآن يعتبر شيئا ايجابيا جدّا في منظومة المعرفة العربية. # هل هناك علاقات تعاون بين مؤسسة التميمي ومؤسسات عربية أخري؟ – لدينا علاقات متينة جدّا مع إدارة الملك عبد العزيز في الرياض. فلقد نظمّنا معها ‘الحوار الخليجي المغاربي ‘الأول كان في تونس و الثاني في الرياض و الثالث في فاس والرابع سيكون في ‘كنت’.كما لدينا علاقات تعاون مع الإمارات و الكويت .لكنّها للأسف ليست منتظمة.. في المقابل،لدينا علاقات منتظمة مع مؤسسات أوروبية ،ونحن نعمل مع بعض السفارات في تنظيم مؤتمرات هامة جدّا كمؤتمر عن ‘الأنسنة و المعرفة’ ومؤتمر عن ‘الحوار الأكاديمي الأورومغاربي’ وكان ذلك بالتعاون مع سفارة بلجيكا.. ولكن ولا سفارة عربية مدّت لنا يد المساعدة لأنّها سفارات الموائد والحفلات وليس سفارات القضايا والإشكاليات المعرفية الصحيحة لمستقبل الأمة.. (المصدر: صحيفة الراية (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 سبتمبر 2008)

                                               بسم الله الرحمان الرحيم                                                           والصلاة والسلام على أفضل المرسلين               
              تونس في22/09/2008                                                                             الرسالة رقم 472                                                                     
 بقلم محمد العروسي الهاني                                                           على موقع الديمقراطية                                                             
                       مناضل كاتب في الشأن                                               
 الوطني والعربي والإسلامي                       

رسالة للتاريخ مفتوحة للجميع                      حول الحقوق المشروعة والأساسية لكل مواطن

                          

منذ أن فتح الله علينا بهذا الموقع الإعلامي الممتاز شعرنا بنسيم الحرية في التعبير الصافي والصريح دون رقابة أو مقص حاد لا يرحم ولا يعرف حدود ولا يحترم حرية الكلمة….وأن سبب اكتشاف هذا المنبر الإعلامي يعود إلى ممارسة مسؤول وطني كان يصول ويجول وكان يحكم بأمره وقد أعطى تعلماته لتهميش مقالاتي وعدم نشرها في مجلة حقائق وفي بعض الصحف سنة 2003 وهذا المسؤول عندما استعرض أفعاله أبتسم وأقول جزاه الله خيرا لأنه كان سببا في اكتشافي لهذا الموقع الالكتروني الذي لا يستطيع أن يعطي التعليمات للحد من حرية التعبير ؟؟؟ وقد ساهمت في هذا المنبر الإعلامي بأكثر من 471 مقالا نشرت كاملة دون رقابة … واغتنمت فرصة إصدار كتابي الأول بعنوان الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء الأبرار ونشرت ضمن كتابي جل هذه الخواطر والمقالات للتاريخ حتى يطلع عليه كل مواطن في تونس والخارج ويتمتع بحرية الرأي وصدق التعبير ووهج الوفاء وعمق التحاليل ونبل المقاصد وغزارة المعلومات وشجاعة طرح المواضيع بأمانة  وجرأة لا تعرف المدح أو النفاق والطمع وحب المادة مع المحافظة على أسلوب التعبير بلطف وأخلاق واحترام ومقارعة الحجة بالحجة وقد كان صدى الكتاب في الخارج والداخل. من خلال بعض المقالات التي نشرت حول صدوره بعنوان بشرى للقراء وتقديم السيد محمد الصياح مدير الحزب سابقا لصاحب الكتاب. واليوم كل من اطلع على فجوى الكتاب سواء بواسطة هذا الموقع أو في جريدة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل التي كانت سباقة دون حسابات ونشرت صورة الغلاف وكلمة حول محتوى الكتاب والتقديم ووعدت الصحيفة بالعودة لنشر تفاصيل أعمق حول الكتاب. أما بقية الصحف ومجلة حقائق لحد كتابة هذا المقال ومنذ يوم 23-7-2008 تاريخ تسليم نسخ من الكتاب لعدد من الصحف والمجلة لم نرى أي مبادرة لذكر كلمة واحدة على الكتاب لماذا لأن الكتاب يتحدث على معاني الوفاء ويذكر وقائع تاريخية حول النضال الشاق لزعيم الأمة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله وبصماته وجولاته وتضحياته. وكذلك خصال الرجال البررة معه. وعدة مواضيع هامة تهم كل مظاهر الحياة وعدة ردود وتعاليق ومذكراتي ونشر عددا هاما من الرسائل المفتوحة للمسؤولين جريئة وصريحة صراحة المناضل الذي تربى في مدرسة الحزب الذي حرر البلاد والعباد ومواضيع أخرى هامة. ولكن رغم غزارة المواضيع احترزت كل الصحف طبعا التي بعث إليها نسخ من الكتاب – الصباح- أخبار الجمهورية – الشروق – مجلة حقائق وحتى الموقف احترزت من نشر محتوى الكتاب بينما نطالع يوميا في الصحف مقالات مطولة وتحاليل وأخبار طويلة وتفاصيل وتعاليق على صدور بعض الكتب الأخرى وعناوين كبيرة. تخص بعض الكتب التي انتقدت فترة حكم بورقيبة وموافقة هذه الكتب تجد العناية والاهتمام والشكر أما التي تكتب بواقعية ووفاء وصدق وتمجد فترة الزعيم فمصيرها مصير كتابي الإهمال والنسيان عندهم ولكن التقدير والإكبار والإجلال في عيون الشعب والعقلاء والشرفاء وأصحاب المبادئ والثوابت وقد قررت نشر كتابي بحول الله بواسطة قناة الجزيرة بقطر مشكورة وقناة المستقلة مشكورة صاحبة الفضل والمبادرة والجرأة والشجاعة حتى يصل كتابي إلى العمق وحتى يستفيق أهلنا وصحافتنا إن شاء الله؟؟؟ ومن حقنا التعبير وإبداء الرأي ومن حقنا الكتابة في الصحف الحرة ومن حقنا الإدلاء بشهادتنا وأفكارنا ومن حقنا المساهمة في المسيرة الإعلامية ومن حقنا إصدار كتابنا دون رقابة طالت كل شيء رغم القرار الرئاسي بإلغاء الإيداع القانوني تقديرا لحرية الرأي وقد أخذ الرئيس هذا القرار الحكيم للحد من حرية الرأي حتى لا يبقى الكتاب بين الرفوف أكثر من شهرين وعندما تذكر المسؤول الثاني بالوزارة بقرار سيادة الرئيس حول إلغاء الإيداع القانوني يقول لكل المسؤول نعم نحن مع قرار الرئيس ولكن مع الأسف الكلام شيء والممارسة شيء آخر وعندما قلت له إن شاء الله تعمل الإدارة على تطبيق قرار الرئيس قال لي نعم كن واثقا نحن مع قرار الرئيس. ولكن بعد شهرا كاملا لم ينجز مع وعد به المسؤول المحترم فهل نفعل مثلما فعل مناضل وطني كتابه تكلم عليه أحدهم في الخارج فأين يا ترى حرية الرأي ولماذا هذا التعطيل والمراوغة وعدم احترام قرار رمز البلاد وهل الكتاب يخيف أحد.   قال تعالى 🙁 واصبرما صبرك إلا بالله )      صدق الله العظيم                                                                                                                                        محمد العروسي الهاني  مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير  


عندما يطيح قاضي برئيس دولة
 
 
محمود البلطي
طامبو مبكي رئيس اكبر قوة اقتصادية افريقية .رفيق درب اكبر واصدق مناضل في العالم .قاوم الميز العنصري ودخل السجون والمنافي عرف بنزاهته ونضاله وتضافة يديه وحبه لوطنه حتى ان خصومه لم يجدوا اي  شبهة   من  رشا وي في صفقات مشبوهة .او خوصصة شركات عمومية باثمان بخسة لحاشيته وافراد من عائلته او تبذير المال العام في بناء قصور له ولاحفاد احفاده على العكس من كل هذا في عهده اصبحت جنوب افريقيا قوة اقتصادية وسياسية نالت شرف تنظيم كاس العلم 2010 تدخلت لحل النراع في دارفور وفي زنبابوي .من بين الرئساء الا ربعة الافارقة الذين يحضرون قمة الثمانية للدفاع عن الدول الا فريقية .اذا ماهي مشكلته ؟ مشكلته انه اراد ان يقلد الرئساء العرب في البقاء في السلطة اكثر فترة ممكنة ولا ادري من هو الرئيس العربي الذي اوحى له بالفكرة فتنقيح الدستور لولاية اخرى صعب فهناك محكمة دستورية وهناك معارضة قوية وهناك مجتمع مدني حي وصحافة حرة والاكثر من ذالك فالدستور مقدس وليس من حق اي كان ان يفصله على مقاسه اذا فالحل هو في التخلص من اكبر منافس له وهو *جاكوب زوبا* وذالك بتلفيق له تهمة الفساد وتلقي رشاوي واحالته على القضاء سنة 2005 ووقع انتخاب طامبو امبكي رئيسا للبلاد من طرف  البرلمان في نفس السنة الا انه وبعد ثلاث سنوات قرراحد القضاة الصناديد اسقاط التهم على زوبا لعدم احترامها الاجرائات القانونية ولوجود حسا بات سياسية في الموضوع اي توضيف القضاء لابعاد خصوم سياسين من المنافسات الانتخابية  هنا تبرات قيادة حزب المؤتمر من رئيسها وطلبت منه الاستقالة من الرئاسة باعتبار انه اغتصبهابغير حق مع العلم ان زو با  وامبكي من نفس حزب المؤتمر امبكي صرح تصريحا تاريخيا قالٌ كنت عضوا منتميا لحزب المؤتمر الوطني لمدة 52سنة وسابقى عضوا فيه لاجل ذالك احترم قراره ٌ.جنوب افريقبا اعطتنا دروسا كثيرة في هذه القضية 1-لااحد يعلو فوق القانون مهما علا شانه وعلا مركزه ومهما كان له من افضال وتضحيات على الوطن 2-دولة القانون والمؤسسات هي الدولة التي يكون فيها  القضاء مستقل والصحافة حرة 3-الدولة الديمقراطية  هي الدولة التي تكون فيها المعارضة قوية والمجتمع المدني قوي والنقابات حرة ومستقلة      والقضاء مستقل  لان جزء من قرار حزب المؤتمر الوطني هو خوفه من استغلال هذه القضية  من طرف خصومه السياسين والنقابين من امثال الحزب الشيوعي –والكنفدرالية النقابية في انتخابات افربل 2009 فالانتخابات عندهم نزيهة والمواطن يختار بكل حرية وصوته له وزنه فيا ليت زعمائنا واحزابنا وقضاتنا وصحافتنا يستوعبوا الدرس بوسالم في 22-09-2008 بقلم :محمود البلطي


الكاتب والباحث في علم الاجتماع ألبير مامي:

ثنائية المستعمِـر والمستعمَــر ومتاهة البحث عن الهوية

 

 
قدَّمَ الباحث في علم الاجتماع والكاتب ألبير مامي ذو الأصول التونسية الفرنسية عملاً مركزيًا حول تفكيك الاستعمار في منتصف خمسينيات القرن الماضي من خلال كتابه ‘بورتريه المُسْتَعْمَرين’. وأتبع عمله هذا بكتاب ‘بورتريه المتحررين من الاستعمار’ الذي صدر مؤخرًا، ويتضمن مراجعةً مخيّبةً جدًا. يعقد الكاتب آمالاً حذرة، حيث يكتب أنه من المحتمل جدًا أن تكون الأمم الواقعة حتى الآن تحت الاستعمار الأوروبي قد أفلحت في الاستفادة من استقلالها الوشيك أو استقلالها الذي انتزعته بالنضال. إلا أن هذا الأمر ليس أكيدًا، فعشرات السنين من الهيمنة الغريبة قد زعزعت ثقة مواطني الدول الوطنية الفتية كما يقول، وجعلت منهم أناسًا حائرين في أمرهم ومربكين، ويتابع أنه لن يمكن عقد الأمل على مستقبلٍ زاهرٍ قبل تجاوز حالة الحيرة. ‘بورتريه المُسْتَعْمَرين’ (Portrait du Colonisé) كان عنون المقالة التي نُشرت للمرة الأولى في عام 1957 لكاتبها الباحث في علم الاجتماع ألبير مامي. ويشير العنوان إلى أن الكاتب لم يتردد في جعل البورتريه عامًا جدًا. كان ‘الإنسان المُستعمَر’ بالنسبة لألبير مامي نوعًا من الإنسان الخالي من الصفات، ذلك لأن ‘المُسْتَعْمِر’ لم ينظر إليه بوصفه فردًا، بل بوصفه جزءًا من جماعة، وجزءًا من كتلةٍ جماعيةٍ ينبغي أن تعمل لخدمة المُسْتَعْمِر. كانت هذه الأيديولوجية متفوقة في قدراتها كما رأى ألبير مامي، بحيث لم يكن بمقدور الإنسان المُستعمَر أن يتصدى لها بأي شكل من الأشكال، وكتب بهذا الصدد: ‘هو لا يشعر بالمسؤولية ولا بالذنب أو الريبة، فقد خرج من اللعبة. ولا يُعتبر فاعلاً في التاريخ بحال من الأحوال’. اليهودية وصمةٌ مميّزةٌ صارت المقالة القصيرة من النصوص المرجعية المركزية التي اعتمدتها حركات الاستقلال في النصف الثاني من القرن العشرين. وإذا أمسك كاتب المقالة عصب العصر بهذا الزخم، فلا يعود ذلك إلى وقوفه في فضاء توتر ثقافتين فقط، بل في فضاء ثلاث ثقافات دفعة واحدة. قام مامي في الألفية الجديدة بمراجعة الوقائع وتساءل: ماذا فعلت الدول المُحَرّرة باستقلالها؟ وُلِد ألبير مامي في عام 1920 في كنف عائلةٍ يهوديةٍ من الحرفيين، ولم يشأ الانتساب إلى دين أسلافه. وكما يروي، كان منجذبًا إلى الغرب العِلماني غير المرتبط عقائديًا، وإلى ثقافة الغرب غير المُلزِمة، دون أن يُترك له بوصفه تلميذًا لمدرسة ثانوية فرنسية في مدينة تونس المجال لأن يعتبر نفسه منتميًا للغرب بشكل بدهي. وكان عليه أن يخبر في الوقت ذاته أن أصوله اليهودية كانت تُعتبر وصمة مميزة في مجتمع الأغلبية التونسي. ولم تُغيّر لغته الأم، اللغة العربية، في الأمر كثيرًا. انتقل ألبير مامي في عام 1956 إلى مدينة باريس، وفي ذلك العام نالت كل من تونس والمغرب استقلالها. وأصبح هناك أستاذ كرسي في كلية علوم الاجتماع بعد وقتٍ قصير، ونشر عددًا وافرًا من المقالات والروايات، تناولت جميعها مسائل الهويات التي أصبحت مُضعضعة. نتائج المراجعة تخيِّب الآمال قام مامي في الألفية الجديدة بمراجعة الوقائع وتساءل: ماذا فعلت الدول المُحَرّرة باستقلالها؟ الإجابة التي أعطاها في مقالته ‘بورتريه المتحررين من الاستعمار’ (Portrait du Décolonisé) التي نُشرت في عام 2004، جاءت مخيبة للآمال. حيث لم يحدث الكثير برأيه، كما فسر الحماس للإسلام الذي تأجج من جديد في العالم العربي بأنه رد فعلٍ على الفساد السياسي الأخلاقي في المنطقة، المتمثل في الرشوة المنتشرة في كل مكان، وفي سياسة المحسوبية، وكذلك في تكالب الحكام على السلطة، وكتب بهذا الصدد إن هؤلاء الحكام هم غالبًا أكثر طغيانًا وتعسفًا وأكثر جشعًا من حكام الاستعمار الذين كانوا في الأزمنة السابقة، فمن فرط انشغالهم في الحفاظ على السلطة، قلما اهتم هؤلاء في الدول التي تولوا مسؤولياتها بمشاكلها المتمثلة بضعف التعليم والفقر والبطالة. ‘إذا أراد الإسرائيليون العيش حقًا بسلامٍ دائم، يتوجب عليهم الانسحاب من المناطق التي تقطنها أغلبية فلسطينية’ يُعتبر النزاع الدائم مع إسرائيل كما يرى ألبير مامي ضربًا من حسن الطالع بكل معنى الكلمة بالنسبة لهؤلاء الحكام، لأن هذا النزاع يستحوذ على جلّ الغضب المتراكم في المنطقة، وبطبيعة الحال لا يفيد هذا الأمر الفلسطينيين كثيرًا، فهم كما يقول: ‘جنودُ مشاةِ العالم العربي الذي يتزلّف إليهم، ليتمكن من التضحية بهم بشكل أفضل’. وهذا الأمر لا يغيّر شيئًا بلا ريب في أنه إذا أراد الإسرائيليون العيش حقًا بسلامٍ دائم، يتوجب عليهم الانسحاب من المناطق التي تقطنها أغلبية فلسطينية. هويات مهددة يُركز ألبير مامي في القسم الثاني من مقالته على الفرنسيين من أصولٍ مغربية. ويكتب قائلاً إن إعجاب هؤلاء بموطنهم الجديد لم يُقدَّر من قِبَلِ المجتمعات المُستقبِلة، بل على العكس تمامًا، فالفرنسيون كانوا يشعرون بأن وجود المغاربة يُذكِّرهم على نحو مُخجِل بمغامراتهم الاستعمارية، وبالتالي لم يجد الوافدون ملجأً لهم سوى في أحياء المهاجرين. جاء هؤلاء ومعهم الإرادة والاستعداد للتخلي عن تقاليد موطنهم القديمة، فالتقوا بها مجددًا ولكن بشكلها المُكثّف الجديد. ويضيف ألبير مامي بأن الوافدين أصبحوا يعون ضمن حدود ‘الغيتوهات’ أن حجم اندماجهم في مجتمع الأكثرية قليل، الأمر الذي يدفعهم بدوره ليستعيدوا الهوية القديمة، لكن هذه الهوية فقدت طاقتها على التوجيه. ويكتب ألبير مامي بهذا الصدد: ‘عندما يتمسك المرء بشدةٍ بهويته، فإنه لا يفعل ذلك إلا لأنها أصبحت مُهدّدة’. كما كان حاله قبل خمسين عامًا، ينظر ألبير مامي في كتابه الجديد نحو المستقبل بعينٍ ملؤها التفاؤل الحذِر. ويرى أن حلَّ العيش المشترك بين الفرنسيين القدامى والفرنسيين الجدد وبين الأوروبيين القدامى والأوروبيين الجدد يكمن في تزاوج الثقافات „métissage“ وفي الانفتاح المتقدّم على بعضها بعضا. ويختتم ألبير مامي كتابه بالسؤال: لماذا لا يمكننا أن نتصوّر مسلمًا رئيسًا لبلدية باريس مثلاً؟ أو يهوديًا رئيسًا لدولةٍ عربية؟ ويضيف: سيمر زمنٌ إلى ذلك الحين، لكن لا بدّ لنا من الأمل، حتى وإن كان حذرًا. كيرستين كنيب ترجمة: يوسف حجازي (المصدر: موقع ‘قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي’ (ألمانيا) بتاريخ 22 سبتمبر 2008) الرابط:


حاجة لإحياء مفهوم الاستعمار
جميل مطر        عشنا عقوداً ثلاثة أو أربعة شهدت البشرية خلالها نشوب أنواع شتى من الصراعات الدولية وقيام دول واندثار دول وانفراطها. في هذه العقود تقدمت أمم وازداد تدهور أمم أخرى، وفيها تراكمت ثروات وتآكلت موارد. وأثناءها اشتعلت حروب كبرى وعشرات من الحروب الصغرى. وانتشرت الفتن بين الأعراق والأديان والمذاهب، واشتعلت نيران حامية في مناطق شتى من العالم. من ناحية أخرى، ازدحمت خلال هذه العقود الثلاثة أو الأربعة البحار والمحيطات بالناقلات وحاملات الطائرات والفنادق العائمة، وتكاثرت في الجو الطائرات من كل نوع، طائرات نقل وطائرات ركاب وطوافات وصواريخ عابرة للقارات وصواريخ مضادة للصواريخ وقاذفات بعيدة المدى ومقاتلات، واختنقت المدن بوسائل نقل متنوعة الإشكال والأغراض وخرج منها بعض سكانها يشيد ضواح تحيط بها الأسوار ويقيم جدرانا لتخفي أحياء تدهورت وعشوائيات نمت وتمددت كنبت شيطاني تتحدى إرادة تطويره أو إزالته. وفي السنوات الأخيرة تغيرت أوضاع اقتصادية وعادت الطاقة تتصدر مصادر الثروة والصراع في السياسة الدولية، ووقع تضخم مالي وكساد شبه عظيم وانهارت مؤسسات مالية وتعرضت شركات كبرى لخسائر غير محتملة وتدخلت «الدولة» لإنقاذ عدد غير قليل من هذه الشركات بأموال من حصيلة الضرائب التي يدفعها مواطنون محروم أكثرهم من حماية برامج الرعاية الصحية والاجتماعية أو مهدد بتخفيض نصيبه فيها. وفي هذه السنوات خرجت من الصين والعالم العربي استثمارات هائلة تحت اسم صناديق ورؤوس أموال سيادية تبحث عن أسواق مالية تستوعبها في أوقات شديدة الحرج عالية المخاطرة، وكانت، ومازالت، نسبة الهدر فيها رهيبة بمقاييس الرأسمالية الرشيدة. وشهدت القيم الديموقراطية صعوداً أعقبه هبوط حاد. عشنا مرحلة انتشر فيها وتشعب الحديث عن حقوق الإنسان وحرياته وكرامته وعن الشفافية والقيم العليا وأقيمت مؤسسات وجمعيات لنشر هذه الأفكار والترويج لها وحمايتها، واكتشف الناس أن الحملة لم تتجاوز الكلام مها كثر، فالتجاوزات فاقت كل الحدود و»السلطويات» زادت وتحكمت والفساد عم وتعمق والظلم أزاح العدالة وحل محلها. من ناحية أخرى ازداد الفقر زيادة مطلقة وزيادة نسبية. ففي وقت تزدهر فيه الصالات والمتاجر الفاخرة بعروض الأزياء وتنتعش المصايف والمشاتي وتصبح مدينة لاس فيغاس مثلاً أعلى يحتذى في دول العالم النامي، تنعقد قمم الأغنياء وتنشغل المؤسسات الاقتصادية الدولية بحال الفقر والمجاعة وبخاصة في إفريقيا وعدد متزايد من الدول كثيفة السكان وشحيحة الموارد. وفي البلد الواحد تمتلئ المخازن والحوانيت بأغلى السلع الغذائية، ويتقاتل الفقراء للفوز بموقع في طابور للحصول على أرغفة خبز لا تشبع جوعاناً ولا تعوض حرماناً. حدث هذا ويحدث في عصر رأسمالية متعددة الرؤوس والألوان وقاسية السلوك ومعدومة القيم الإنسانية. وفي السنوات ذاتها، تردد وبقوة أن التاريخ انتهى لصالح ثقافة بعينها وأن صداماً سينشب بين حضارات وستنتصر مرة أخرى الثقافة التي سبق إعلان فوزها الإعلان عن صدام الحضارات. ووجدت كل نظرية من النظريتين من يشرع فورا في تطبيقها. فقد تحركت أساطيل وجيوش من أميركا تقصف وتدمر لتبني حضارتها ونموذجها في الديموقراطية فوق أطلال الحضارة المدمرة، ونشبت صدامات فعلية وحروب في كل مكان يقودها أصوليون في حضارة منتصرة ضد أصوليين قوميين ودينيين في أقاليم منتفضة. وفي مواجهة هذا الاكتساح وإعلانات النصر النهائي دائماً والمقدس أحياناً صعدت أمم لم يكن في الحسبان صعودها أو استعادتها حيويتها بهذه السرعة. وفي هذا الوقت تحديداً، وقت تأكيد النصر الأميركي ونصر الغرب. خلعت الصين رداءها الشيوعي ولبست رداء السوق، فأنشأت شركات عظمى وبعضها هو الآن بين الأعظم، وزحفت على أفريقيا سعياً وراء الموارد الطبيعية كافة والطاقة خصوصا في مقابل سلع جاهزة الصنع وقدمت القروض والمعونات وفي أحيان أخرى ذهبت استثماراتها مصحوبة بعمالتها. الفرق في الحالتين حالة الزحف الأميركي وحالة الزحف الصيني، أن أميركا فضلت الزحف العسكري على الديبلوماسي والاقتصادي بينما تفضل الصين الزحف الاقتصادي على ما عداه. والآن تقفز روسيا فوق حواجز عديدة لتنتقم لنفسها أو لتستعيد مجدها ونفوذها أو لتدافع عن نفسها ضد ما تصوره خطة حصار جديد يطوقها بهدف دفعها إلى الاستسلام بالاستطراد في واقع الهزيمة الذي يحاول الأميركيون فرضه عليها. هنا أيضاً تدور جهود الانتقام أو استعادة المكانة أو الدفاع عن النفس حول النفط والغاز، استخراجاً وتكريراً مروراً واستهلاكاً. تماما كالحادث في الشرق الأوسط حيث يقف النفط وراء قضية الإرهاب والصدام الحضاري والصراع العربي الإسرائيلي، وفي القوقاز حيث يقف وراء قضايا القوميات والأقليات والحركات الانفصالية، وفي أفريقيا يقف وراء الدكتاتورية والفساد وسوء أنظمة الحكم والعصابات المسلحة المسيطرة فعلياً على دلتا النهر في نيجيريا. وفي أميركا اللاتينية يختفي وراء صراعات أيديولوجية في بوليفيا وأكوادور وفنزويلا وكولومبيا حتى التصقت بالنفـط لدى كثير من شعوب هذه الأقاليم وصمة الارتباط بالدماء التي سالت من أجله أو بسببه، تماماً كما كان، ولا يزال، الألماس المستخرج في سيراليون والكنغو وانجولا وغيرها من دول أفريقيا يحمل وصمة تلوثه بالدماء. هذه التطورات، وغيرها كثير، تعجز هذه السطور القليلة عن سردها أو حصرها، جرى تفسيرها خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة باستخدام ثلاثة مفاهيم: أولها الحرب الباردة والصراع الأيديولوجي بين الغرب الديموقراطي «الحر» والشرق الشيوعي المستبد، وثانيها العولمة. إذ جاء وقت، مازلنا نعيش فيه، كانت العولمة وراء أي تطور إيجابي أو سلبي في العلاقات بين الدول أو رخاء الشعوب وفقرها أو استقرار الدول وانتفاضات الأقليات والهويات الأولية فيها. أما ثالث المفاهيم فكان الحرب ضد الإرهاب، هكذا وجد العمل العسكري من جانب الولايات المتحدة تبريره سواء كان ضد باكستان حتى بعد أن حلت فيها الديموقراطية أو ضد أفغانستان أو ضد العراق، وكانت أهم مبرر لإقامة القيادة المركزية الأفريقية التي فشلت الولايات المتحدة في أن تجد لها موقعاً في أفريقيا فأعادتها إلى ألمانيا لتتحكم من هناك في تمرد النيجيريين وغيرهم ضد شركات النفط. وكانت الحرب ضد الإرهاب وراء التبعية المتزايدة لبعض النخب الحاكمة في الشرق الأوسط وخارجه واصطفاف أوروبا وراء أميركا. هكذا قام العلماء والسياسيون وصناع الرأي في كافة دول العالم، غربية كانت أم شرقية، وعلى امتداد ثلاثة أو أربعة عقود، بتفسير السلوك الدولي وتطورات العلاقات بين الدول أو تبريرهم استنادا إلى الحرب الباردة ثم العولمة ثم مزيج العولمة والحرب ضد الإرهاب. وفي حالات قليلة، لجأوا إلى مكافحة زراعة المخدرات وإنتاجها والتجارة فيها كعامل يبرر التدخل العسكري أو السياسي في دولة أو أخرى، ويفسر السباق على بيع الأسلحة إلى دول فقيرة وإرسال مستشارين عسكريين للعمل فيها. في ظني، وقد يكون في ظن آخرين أيضاً، أن هذه العوامل الثلاثة فشلت منفردة أو مجتمعة في تفسير التحولات الجارية في النظام الدولي، سواء ما يتعلق بعلاقات دول القمة بالدول الأقل درجة، أو بالعلاقات الدولية عموماً. أعرف أن معظم من أقرأ لهم من المحللين السياسيين يرفض اعتبار العولمة مسؤولة عن الحرب ضد العراق وأفغانستان. وأعرف أن كثيرين جداً من علماء السياسة والسياسيين في الصين أو أميركا أو إفريقيا يرفضون اعتبار الحرب ضـد الإرهاب أو العولمة أو كليهما معاً تبريراً كافياً للوجود الصيني الهائل في أفريقيا، أو لحملة روسيا ضد جورجيا وموقفها من إقامة درع الصواريخ في بولندا وتشيخيا، أو لنمط السياسات الإقليمية والدولية التي تنتهجها الدول العربية، أو لتكثيف إقامة المستعمرات الإسرائيلية وصمت العرب والفلسطينيين إزاءها. لماذا لا نعود إلى عامل لعله أكفأ من كل هذه العوامل في تبرير أو تفسير بعض أو أكثر ما يحدث في عالم اليوم بين الدول والجماعات والثقافات؟ لماذا لا نعود إلى مفهوم الاستعمار والإمبريالية وسعي دولة أو أكثر إلى بناء كيان إمبراطوري أو استعادته؟ أثق إلى حد كبير في أننا سنكون أقدر على فهم كثير من المشكلات وأقدر على تسويتها لو استعدنا الثقة بكفاءة الاستعمار كمفهوم جوهري مازال صالحاً ومتجدداً بل وضرورياً لفهم ما يحدث لنا وبنا. وإذا تعالينا عليه، أو رفضناه لدواع أيديولوجية وتاريخية، ولو واصلنا السير في ركاب الفكر السياسي الغربي الذي أهمل عن عمد استخدام مفهومي الإمبريالية والاستعمار، لن نفهم الأبعاد الحقيقية للوجود الصيني في أفريقيا وللزحف العسكري الأميركي في كل مكان وللتوسعية الروسية في شكلها الجديد وللسقوط الرهيب في أسواق المال والاقتصاد وبخاصة قطاع العقارات في الغرب وللحملة ضد الإسلام «المتشدد» والإسلام «الثقافي» والإسلام «المجاور» لأوروبا. لن نفهم حقيقة الحرب في العراق وبواكير الحروب الأهلية في أميركا اللاتينية وصعود حركات المقاومة في مواقع كثيرة تحت أسماء وعناوين متباينة. دعونا نجرب من جديد. دعونا نحاول فهم ما استعصى علينا فهمه حين اكتفينا بمفهوم العولمة ومفهوم الحرب ضد الإرهاب. فلنعد إلى استخدام مفاتيح كلاسيكية.. كالاستعمار مثلاً، خصوصا قد بدأنا ندخل مرحلة أزمات دولية عويصة. أقترح لاختبار صلاحية مفهوم الاستعمار أن يقوم القارئ الكريم باختيار أي قضية من القضايا التي جاء ذكرها في هذا المقال ويحـاول تحليلهـا وتقصي أسـبابها والبحـث عـن حلول لها باستخدام عامـل الاستعمار الإمبريالية. أعتقد أننا سنكتشف عندئذ أبعاداً كانت كامنة أو خافية بسبب تركيزنا طويل الأمد على العولمة والحرب ضد الإرهاب.   * كاتب مصري.   (المصدر: جريدة الحياة (يومية – بريطانيا) بتاريخ 22 سبتمبر  2008)  


إلى عالم متعدد القطبية

   

منير شفيق    أصدر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أوامره لكي تحدد روسيا حدودها في بحر القطب الشمالي. وهو المحيط الذي لم يجر تقاسمه بعد فيما بين دول الشمال: روسيا وكندا والولايات المتحدة والسويد وفنلندا ودول أخرى، وهو محيط الثروات الهائلة -النفطية وغير النفطية- التي لم تكتشف بعد. الأمر الذي سيؤثر في مستقبل العالم لعقود قادمة. هذا يعني أن فتح السباق لاقتسام القطب الشمالي -ومن يسبق سيناله أكثر، ولاسيما إذا امتلك القوة العسكرية الحامية لكل حدوده- سوف يدخل العلاقات الروسية-الأميركية إلى عالم جديد من الصراع والتنافس لا يقل خطورة عما يجري الآن من حول حدود روسيا الأوروبية والآسيوية. إن السمة التي أصبحت مؤكدة حتى الآن بالنسبة إلى الوضع العالمي أن التناقض بين أميركا وروسيا أخذ يحتل الأولوية، أو سوف يحتل الأولوية في الاستراتيجية الأميركية القادمة، أو في الأدق الاستراتيجية التي يجرى صوغها الآن. فمن جهة قررت روسيا -كما دلت تجربة الحرب مع جورجيا وتداعياتها- أنها لن تسمح بعد اليوم لحلف الأطلسي أن يعتدي على حدود أمنها القومي، لاسيما في النطاق الأوروبي، وهو النطاق الأخطر في الصراع الدولي خلال القرنين الماضيين، حيث اندلعت أكبر حربين عالميتين، وحوله دارت رحى الحرب الباردة. وما دام الصراع قد فتح في الموقع الأخطر، فلماذا لا يتسع بداية إلى المحيط المتجمد الشمالي أو كل القطب الشمالي؟ أما من الجهة الأخرى، فالغرب عموما وأميركا خصوصا لا يسهل عليهما أن يبتلعا عودة روسيا دولة كبرى قوية ذات حدود مهابة، ومصالح مصانة، وتطلعات متصاعدة، ولهذا فإنهما الآن في حالة من الإرباك -بعد تجربة جورجيا والبحر الأسود- في كيفية التعامل مع روسيا. وقد ناما (الغرب وأميركا) على فراش من حرير طوال 18 سنة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك حلف وارسو، إذ أصبحت روسيا لقمة سائغة، وقد خرجت من الميدان الأوروبي والعالمي كدولة منافسة ذات شأن. إن مسارعة ميدفيديف إلى فتح ملف القطب الشمالي وقبل إغلاق ملف جورجيا والبحر الأسود ستزيد من إرباك أميركا وأوروبا، بل ستزيد من ضرورة الإسراع في صوغ استراتيجية (ستكون استراتيجيتان أميركية وأوروبية) جديدة. بالتأكيد لا يعني بروز روسيا قطبا دوليا قويا يطالب بالندية والشراكة واحترام مصالحه معززا ذلك بقدرة صاروخية ونووية لا تواجه عسكريا- أن العالم متجه إلى الثنائية القطبية كما كان الحال في الحرب الباردة، بل ما ينبغي له أن يتجه إلى ذلك. وإنما يعني انتهاء محاولة أميركا إقامة نظام أحادي القطبية، ليفتح باب عالم متعدد الأقطاب على مصراعيه، وإن كانت أقطابه متفاوتة في قدراتها العسكرية والاقتصادية أو مدى نفوذها السياسي وأهميتها. الأمر الذي يوجب على مجموعات من الدول أن تشكل حالات قطبية ليكون لها مكان في هذه التعددية. فعلى سبيل المثال، يمكن لمجموعة دول أميركا اللاتينية السبع (أو أكثر) أن تتحول إلى قطب له كلمته وقوته في معادلة الأقطاب المتنافسة والمتصارعة والمتوافقة والمتقاطعة. وهو ما يفترض بالجامعة العربية ومنظمة مؤتمر الدول الإسلامية والاتحاد الإفريقي ومناطق إقليمية أخرى في آسيا والمحيط الهادي أن تخرج من ضعفها أو شللها، وتحاول بناء تكتلها القطبي إن جاز التعبير. فعالم المرحلة القادمة مفتوح على تعدد القطبية مع بروز روسيا والصين وأوروبا والهند وأميركا اللاتينية. وهو ما يجب أن يدخل في نطاق الوعي والاستراتيجيات المختلفة، وعندئذ يمكن أن يقترب النظام العالمي من أن يصبح أكثر عدالة عسكريا وسياسيا واقتصاديا. ومن هنا، فإن الإدارة القادمة في الولايات المتحدة إذ تضع عزل روسيا وتطويقها أو احتوائها في أولوية استراتيجيتها، ستسعى في الآن نفسه إلى الحيلولة دون بروز أقطاب جديدة. وفي المقابل، فإن روسيا إذ وضعت في أولوية استراتيجيتها أن تعود دولة كبرى وقطبا له كلمة، ستسعى أمام الاستراتيجية الأميركية وربما استراتيجية الناتو القادمة -انطلاقا من مصلحتها- إلى تشجيع بروز أقطاب أخرى، فتعزز معادلة عالم متعدد القطبية، وليس عودا إلى «حرب باردة» يتحكم فيها قطبان-معسكران.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 22 سبتمبر  2008)  

مساعٍ جديدة للإطاحة بحكومة أردوغان

   

محمّد العادل    كنتُ قد أشرت في مقال سابق إلى أن المعركة بين حكومة رجب طيب أردوغان وخصومه العلمانيين المتشدّدين لم تنتهِ، رغم انتصار أردوغان عليهم أمام المحكمة الدستورية. وذكرت أنّ قرار المحكمة ليس إلا هدنة بين أطراف الصراع، ومجرّد جولة ستليها جولات أخرى تهدف إلى الإطاحة بحكومة «العدالة والتنمية» أو في أقلّ تقدير تدجينها وإرغامها على تقديم التنازلات لصالح مراكز النفوذ التي تمثّل التيار العلماني المتشدّد مقابل استمرار هذه الحكومة في السلطة. يبدو أن جولة جديدة من الصراع بين الطرفين قد انطلقت، وبشدّة هذه المرّة، إذ يستخدم فيها بالدرجة الأولى سلاح الإعلام الذي تمتلك ترسانته مجموعة دوغان الإعلامية الكبرى، المالكة لصحيفة «حرّيت» الأوسع انتشارا وقناة «سي.أن.أن» التركية، إضافة إلى العديد من الصحف والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى. من الواضح أن المعركة هذه المرة ضدّ حكومة أردوغان تأتي في إطار تحالف غير معلن بين حزب الشعب الجمهوري المعارض ومجموعة دوغان الإعلامية، إذ يركّزان على الترويج لاتهامات بالفساد والرشوة والمحسوبية لعدد من قيادات ورؤساء بلديات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. ولا شكّ أن التسلسل الزمني لطرح ادّعاءات الفساد ولوائح الاتهامات ضدّ حكومة أردوغان يشير بوضوح إلى أن هناك تقاسما للأدوار بين زعيم المعارضة، دنيز بيكال، ومجموعة دوغان الإعلامية في إطار تحالف سياسي إعلامي يهدف إلى الإطاحة بحكومة العدالة والتنمية بعد أن خيّبت آمالهم المحكمة الدستورية بقرارها الأخير، حينما قضت بعدم حظر حزب أردوغان. لعلّ ما يحرّك حزب الشعب الجمهوري المعارض في حملته ضدّ حكومة أردوغان هي حسابات حزبية ضد خصم سياسي، لكن ما الذي يدفع مجموعة دوغان الإعلامية إلى المشاركة في هذه الحملة، واستخدام كل أبواقها الإعلامية لتشويه صورة حكومة العدالة والتنمية؟ وفقا لتصريحات رئيس الوزراء التركي، أردوغان، وما يتردّد أيضا في كواليس أنقرة، فإن مجموعة دوغان الإعلامية، التي تعتبر في الوقت نفسه واحدة من كبريات المجموعات الاقتصادية في تركيا، أصبحت منذ تولّي العدالة والتنمية السلطة تفقد الامتيازات التي كانت تحصدها من الحكومات السابقة باستخدام أساليب الترغيب والترهيب عبر سلاحها الإعلامي القويّ والنافذ، الذي سبق له أن أطاح بحكومات هشّة، منها حكومة رئيسة الوزراء السابقة تانسو تشيلر. فما يحرّك مجموعة دوغان الإعلامية ليس رؤية وطنية أو أيديولوجية، بل هي المساعي لتعزيز مصالحها الاقتصادية والمحافظة على نفوذها الذي بدأ يتزعزع نتيجة بروز مجموعات إعلامية تركية صاعدة تحظى بدعم حكومة أردوغان، وأصبح لها دور رئيس في تشكيل الرأي العام. لأول مرّة يستخدم في تركيا مصطلح «الإعلام الإرهابي»، في إشارة واضحة إلى مجموعة دوغان الإعلامية التي سعت، كما أشار رئيس الوزراء أردوغان، إلى ابتزاز الحكومة للحصول على امتيازات اقتصادية خاصة مقابل وقف حملتها الإعلامية ضدّ الحكومة، وهو الأمر الذي رفضه بشدة أردوغان، بل وكشف تفاصيله أمام الرأي العام التركي. هذه الحملة ضدّ حكومة أردوغان لا يمكن أن تكون بمعزل عن الاستعدادات الجارية لخوض الانتخابات البلدية التي ستجرى في تركيا في 29 مارس 2009، فأدوات هذه الحملة الإعلامية تهدف بالدرجة الأولى إلى تشويه صورة أردوغان وحكومته، وزعزعة ثقة الناخبين بحزب العدالة والتنمية الذي يستعدّ لتحقيق فوز كاسح في الانتخابات البلدية المقبلة. ولا شكّ أن الأطراف السياسية في هذه الحملة يهدفون أيضا إلى عرقلة مسيرة الإصلاحات السياسية التي يواصلها العدالة والتنمية بقوة، وأبرزها إجراء تعديلات واسعة في نصوص الدستور التركي. يبدو أن محاولات الإطاحة بحكومة أردوغان هذه المرّة لا تمرّ عبر أروقة القضاء والادّعاء العام، أو عبر استعداء المؤسسة العسكرية ضد الحزب الحاكم، بل عبر سلاح الإعلام الذي يبقى أكثر تأثيرا في الرأي العام، فبالإضافة إلى سلسلة الاتهامات بالفساد والرشوة وغيرها لحكومة أردوغان، فإن المخطّط الأخطر الذي يتهدد حزب العدالة والتنمية الحاكم هو الانقسام. فالمحاولات لشقّ صفوفه لا تزال مستمرّة، الأمر الذي دفع أردوغان إلى تأجيل عملية تعديل وزاري أكثر من مرّة خشية حصول تصدّع داخل حزبه بعد حالة التململ التي بدأت تدبّ في صفوف شركاء أردوغان في الحزب، وهما التيار القومي المحافظ والتيار العلماني الليبرالي اللذان يطالبان بمزيد من الحقائب الوزارية، وبتمثيل أكبر في الحكومة. لا شكّ أن الاتهامات التي تردّدها المعارضة التركية وقسم من وسائل الإعلام ضد حكومة أردوغان ليست مجرّد حملات إعلامية مغرضة فقط، فالنظرة الملائكية لحزب العدالة والتنمية وقياداته لا تبدو صائبة، إذ إن قراءة سريعة لظاهرة جديدة في المجتمع التركي أصبحت تعرف بطبقة البرجوازية الإسلامية تطرح العديد من التساؤلات، وتفرض من دون شك على أردوغان ورفاقه جملة من المراجعات.   turkisharab@gmail.com   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 22 سبتمبر  2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

 

Lire aussi ces articles

18 septembre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3405 du 18.09.2009  archives : www.tunisnews.net   Le Comité International pour la Libération de

En savoir plus +

1 janvier 2008

Home – Accueil – TUNISNEWS 8 ème année, N°  2778 du 01.01.2008  archives : www.tunisnews.net Association Internationale de Soutien aux

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.