الاثنين، 14 أبريل 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2882  du 14.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


 

حــرية و إنـصاف: البوليس السياسي يرافق العجمي الوريمي إلى سوسة – اعتقال الشقيقين أنيس و علي الحجاجي اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــلام اللجنة الوطنية للدفاع عن المطرودين من الدراسة:بلاغ إعلامي النقابيون الراديكاليون  – الوطنيون الديمقراطيون بالجامع  – طلبة قوميون- التيارالنقابي التقدم – الطلبة المستقلون : بـيـان مشترك  السبيل أونلاين: التقرير الصحفي الأسبوعي الرابع عشر – الجزء الأول معز الجماعي: مشاهد من معاناة أهالي الجنوب التونسي يو بي أي: مسؤولو أجهزة الهجرة والجوازات والجنسية العرب يجتمعون في تونس صحيفة “القدس العربي”:مدلسي يعرض اليوم مراجعة تقرير حقوق الإنسان، والرابطات تؤكد”الجزائر أقصت المنظمات الحقوقية المستقلة” صحيفة “الصباح الأسبوعي”:ماذا في المجلس الوطني للقضاة؟ جريدة “الشعب” :صدور مصنف لحقوق الانسان نصوص وطنية ودولية صحيفة “الحياة” :10 آلاف تونسي يحاولون الانتحار سنوياً صحيفة “الحياة” :تونس تمنح رخصاً جديدة للتنقيب عن النفط والغاز يو بي أي: تونس تمنح شركة بريطانية ترخيصا للتنقيب عن النفط وكالة الأنباء السعودية (واس):   إقتصادي / تونس والاتحاد الأوروبي / تجارة العرب أولاين:تأمل تونس أن تحقق اكتشافات نفطية جديدةرصدت له استثمارات بقيمة 6 ملايين دولارتونس تمنح شركة بريطانية ترخيصا للتنقيب عن النفط أخبار الخليج :بنك الاستثمار الدولي يقوم بعملية طرح أولي للاكتتاب العام في تونس شبكة البصرة :الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس – تونس يحيي الذكرى الخامسة لاندلاع المقاومة العراقية الباسلة صحيفة “الحياة”:متحف «دار خديجة» يحمل ألفي سنة من تاريخ «حمامات» صحيفة “الصباح الأسبوعي”:الكفاءات الوطنية أو يتامى الإدارة التونسية جريدة “الشعب”ااتونسية:«أحلى الناس» بعد الظهر أحلى صحيفة “الصباح الأسبوعي”:كليمة حق الدنيا زهورات جريدة “الشعب”:في الذكرى العاشرة لرحيل المنشط القدير نجيب الخطاب:قطعة من يومنا… ومن تفاصيل حياتنا صحيفة “الصباح الأسبوعي” :بعد 27 سنة من وفاته:عائلة محمد علي عقيد تستغيث ونجله مهدد بالسجن صحيفة “الصباح الأسبوعي” :في منتدى نقابة الصّحفيين كيف السبيل لتجسيم ما جاء في الدّليل التدريبي حول حقوق الإنسان للإعلاميين؟ عبد الله الزواري: حصــاد الأسبــوع  سليم الزواوي: إنتفاضة الجياع في مصر واليمن لا نريدها أن تقع في تونس شادية السلطاني: لامبالاة الشباب التونسي بالشأن العام: تشخيص ورؤى للمعالجة

عدنان المنصر:في استعمالات الدين تزاحموا  تراحموا !!! خــالد الطراولي:ابـن المنـــاجـم- قصيدة عبد السّلام بو شدّاخ:كيف ناضل الشعب التونسي من أجل هويته العربية الاسلامية على مرّ السنين  توفيق المديني:لماذا تحوّل الكيان الصهيوني إلى مشروع فاشل؟

صحيفة “القدس العربي”:مدلسي يعرض اليوم مراجعة تقرير حقوق الإنسان، والرابطات تؤكد”الجزائر أقصت المنظمات الحقوقية المستقلة” صحيفة “القدس العربي” :الحكومة المغربية تستبق موجة احتجاجات على الغلاء بقمع تظاهرة أمام البرلمان بالرباط وكالة الصحافة الفرنسية:الإسلاميون المغاربة يدعون الدولة الى تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء الغربية صحيفة “الشرق القطرية”:الرئيس الموريتاني يتبرأ من علاقة بلاده بإسرائيلنواكشوط-احمد ولد بابا احمد موقع الجزيرة.نت:رئيس موريتانيا يعتزم مراجعة العلاقات مع إسرائيل  حماس – تصريح صحفي: موقف الرئيس الموريتاني بإعادة تقييم علاقة بلاده مع الاحتلال الصهيوني خطوة شجاعة في الاتجاه الصحيح

موقع الجزيرة.نت:رئيس موريتانيا يعتزم مراجعة العلاقات مع إسرائيل  حماس – تصريح صحفي: موقف الرئيس الموريتاني بإعادة تقييم علاقة بلاده مع الاحتلال الصهيوني خطوة شجاعة في الاتجاه الصحيح موقع الجزيرة.نت :‏سوريا تعزز وضع اللغة العربية في الحياة العامة رويترز -توقعات بهيمنة الإسلاميين والقبائل على برلمان الكويت الجديد

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين

 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 14/04/2008

 

البوليس السياسي يرافق العجمي الوريمي إلى سوسة

إثر مقابلة صحفية انعقدت اليوم الاثنين 14 أفريل 2008 بنزل أفريكا مع صحفية فرنسية تعمل بجريدة لوفيغارو تمت محاصرة السجين السياسي السابق السيد العجمي الوريمي من قبل بعض أعوان البوليس السياسي الذين قاموا بملاحقته إلى محطة الأرتال ببرشلونة حيث كان متوجها إلى مقر إقامته بسوسة ، و قد استرعى انتباهه أن أحد أعوان الأمن المذكورين اشترى تذكرة سفر ليتمكن من اصطحابه إلى مدينة سوسة ، و هو ما جعله يتوجس خيفـة و يعلم المنظمات الحقوقية بذلك.

اعتقال الشقيقين أنيس و علي الحجاجي

قام البوليس السياسي التابع لمنطقة حي التضامن يوم الأربعاء 26 أفريل 2008 باعتقال الشقيـقين علي الحجاجي ( يعمل بمحل صيانة الهواتف النقالة ) و أنيس الحجاجي ( موظف بمدرسة إعدادية ) و قد تم اعتقال علي في البداية و اقتياده على متن سيارة C15 ثم اتصلوا من هاتفه بشقيقه و استدعوه لمقابلة أخيه و عند حضوره ألقي عليه القبض ، و إلى حد كتابة هذا البلاغ لا تزال عائلة الشقيقين تجهل مصيرهما خصوصا و أنه لم يقع إحالتهما على المحكمة و لم يقع إيداعهما السجن كما لم يطلق سراحهما و أصبحت عائلتهما تخشى على حياتهما. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي إعــــلام

 

 
تحركات شبابية في الرديف وأم العرائس: جدت مساء يوم السبت 12 افريل 2008 مناوشات بين قوات الأمن ومتظاهرين من الشباب العاطل عن العمل اثر زيارة الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي إلى معتمد يتي الرديف وأم العرائس  حيث اعترضه الشباب بشعارات تطالب بحق الشغل بينما تحركت قوات الأمن لمنع الاحتجاج. وإذ تجدد اللجنة دعوتها للسلطة للإسراع بحل مشاكل التنمية في الحوض ألمنجمي وإيجاد حلول عاجلة لمعضلة البطالة ، فإنها تؤكد أن السبيل الوحيد للتهدئة والخروج من الأزمة الحالية هو الحوار الجدي مع  المواطنين  المحتجين عبر من يثقون بهم كممثلين لطموحاتهم.  يوم وطني لمساندة أهالي الحوض ا لمنجمي: بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمساندة الحوض ألمنجمي ، أقيم الأحد 13 افريل 2008 بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بصفاقس يوم وطني للمساندة ، حضرته العديد من الوجوه الحزبية والنقابية والحقوقية من الجنوب التونسي. وقد تم اقتراح أن يكون يوم غرة ماي القادم تحت شعار ” يوم التضامن مع الحوض ألمنجمي” كما وقع اجتماع بمقر حركة التجديد بالمنستير لنفس الغرض حضره سياسيون ونقابيون وحقوقيون من المنستير وسوسة والقيروان والمهدية ، ناقش خلاله الحاضرون مع اللجنة الوطنية أخر التطورات بالحوض ألمنجمي وسبل تفعيل المساندة. كما تم عرض شريط فيديو يصور حوصلة للتحركات المنجمية خلال الأشهر الأخيرة. المساندة في الخارج : انتظمت بمدينة نانت الفرنسية يوم السبت 12 افريل 2008 مسيرة ضمت المئات من المهاجرين أصيلي الرديف و كذلك المنظمات الحقوقية – فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين ، رابطة حقوق الإنسان الفرنسية ، المتضامنون… – و ممثلي الأحزاب السياسية التونسية بالمهجر….و تواصلت من الثالثة والنصف بعد الزوال إلى حوالي السادسة مساء رفعت خلالها شعارات التضامن مع مطالب أهالي الحوض ألمنجمي وضد التدخل الأمني . شباب رهن الإيقاف بالمظيلة: يخضع كل من السادة:ماهر معامرية ورمزي الهنشيري وأكرم الخياري وكمال الخياري ورمزي السويحي – وكلهم من العاطلين عن العمل للإيقاف منذ 28 مارس 2008 وذلك بتهم تكوين وفاق قصد الاعتداء على الأملاك وتعمد وضع أشياء بالسكة الحديدية من شأنها إخراج الارتال عن السكة والمشاركة في ذلك. وتأتي عملية الإيقاف خلال التحركات الأخيرة التي عرفتها جل  مناطق الحوض ألمنجمي. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني 13-04-2008  


بلاغ إعلامي  
تونس في 13/04/2008 تم يوم الخميس 10 افريل 2008  على الساعة 11 اختطاف الرفيق عبد الله بلحسن كاتب عام المكتب الفدرالي لكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل  بمكتب مديرة المعهد العالي للغات بنابل على اثر قيام الرفيق باجتماع عام دعاية للمؤتمر الموحد للاتحاد العام لطلبة تونس المزمع عقده أيام 25/26/27 أفريل بكلية العلوم ببنزرت كما تم الاعتداء بالعنف على الرفيق أحمد الطياري عضو المكتب الفدرالي كلية الآداب بصفاقس من طرف البوليس السياسي على خلفية نشاطه النقابي بالجهة,هذا وقد علمنا أنه تم إصدار حكم بأربعة أشهر ونصف سجن نافذة بحق الرفيق الشادلي الكريمي المسوؤل النقابي بكلية الحقوق بصفاقس المطرود منها تعسفا منذ 15 جويلية 2006 والذي سبق أن اصدر بشأنه حكم غيابي بأربع أشهر بتهمة دخول محل الغير دون استشارة من يهمه الأمر و إحداث الفوضى و الشغب. و على اثر تواصل الهجمة القمعية الهمجية اللامسؤولة التي تنتهجها أجهزة وزارة الداخلية بالتواطئ مع وزارة التعليم العالي لقمع المناضلين و ضرب طوق بوليسي على الاتحاد العام لطلبة تونس بغية إرباك التحضير لانجاز المؤتمر الموحد عبر تلفيق التهم الكيدية  و الإيقافات اليومية و مجالس التأديبي الصورية وأمام ما تقدم ذكره يهم اللجنة الوطنية للدفاع عن المطرودين من الدراسة أن تتوجه إلى الرأي العام الطلابي الوطني بالاتي:     1-ندين بشدة هذه الممارسات اللامسؤولة من قبل السلطة التي لن تثني المناضلين عن انجاز المؤتمر الموحد في زمانه ومكانه.    2- تمسكنا بحق الاتحاد العام لطلبة تونس في النشاط.    3- نجدد مطالبتنا بإعادة كل المطرودين من الدراسة على خلفية النشاط النقابي و السياسي داخل الاتحاد العام لطلبة تونس و الإيقاف الفوري لكل التتبعات العدلية بحق المناضلين. ختاما نهيب بكل القوى التقدمية و الديمقراطية الوقوف إلى جانب الاتحاد العام لطلبة تونس و فك الحصار المضروب حوله. اللجنة الوطنية للدفاع عن المطرودين من الدراسة الناطق الرسمي عصام السلامي  


 

بـيـان
 
تونس في 13/04/2008 نحن الأطراف السياسية والمكونات النقابية و تفاعلا مع مقررات الهيئة الإدارية الأخيرة المنعقدة يومي 27و28 مارس بالمقر المركزي للاتحاد العام لطلبة تونس و التي أقرت انجاز المؤتمر تحت شعار “من أجل اتحاد في خدمة الطلبة و جامعة في خدمة الوطن” أيام 25/26/27 أفريل بكلية العلوم ببنزرت. يهمنا أن نتوجه إلى الرأي العام الطلابي و الوطني بالآتي: 1-تمسكنا بخيار المؤتمر الموحد و إنجاحه من أجل أن يكون الاتحاد العام لطلبة تونس منظمة نقابية مناضلة مستقلة وتقدمية قادرة على الدفاع عن قضايا الطلبة. 2-المشاركة الفعالة من أجل إنجاح هذه المحطة التاريخية المهمة في تاريخ المنظمة ومتمسكون بالشعارات المركزية للحركة الطلابية كتتويج لنضالات الطلاب. 3-الدعم الفعلي و الجدي للجنة الوطنية للإعداد المادي و الأدبي للمؤتمر الموحد المنبثقة عن الهيئة الإدارية الوطنية الأخيرة وندعو هياكل الاتحاد و قياداته لمزيد تفعيل هذا المسار من خلال الدعاية وتشريك كل القوى الوطنية التقدمية المناضلة لدعم المؤتمر والالتفاف حوله . 4-التصدي لكل عمليات التخريب لمنظمتنا العتيدة من الداخل والخارج و التشهير بكل أساليب الدعاية المضادة و العمل الموازي الذي لا يخدم وحدة الصف الطلابي و الحركة الطلابية المناضلة كما ورد في بعض البيانات و الصحف في حق مناضلي الاتحاد و قياداته. و في الختام نهيب بكل القوى الوطنية التقدمية و المناضلة و الهيئات الحقوقية وقدماء الاتحاد مشاركتنا و دعمنا في إنجاح هذا العرس من أجل أن يكون الاتحاد العام لطلبة تونس منظمة وطنية تقدمية مناضلة ومستقلة.                    عاش الاتحاد العام لطلبة تونس حرا مناضلا مستقلا و موحدا      – النقابيون الراديكاليون     – الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة    – طلبة قوميون    – التيارالنقابي التقدمي    – الطلبة المستقلون

دعـــــــوة  

أفريل 1988-أفريل 2008 عــشــرون شــمـــعـة…. يتشرّف الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية بدعوتكم لحضور حفل استقبال بمناسبة عشرينيّته   السبت 19 أفريل 2008 بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال إلى الساعة السادسة مساءا بفضاء التياترو – شارع أولاد حفوز – تونس. **************** البـرنـامـج -استقبال الضيوف – كلمة رئيس الفرع – عرض شريط وثائقي – حفل موسيقي مع الزين الصافي


 

التقرير الصحفي الأسبوعي الرابع عشر – الجزء الأول

 
السبيل أونلاين – التقرير الصحفي

اعادة النظر في الإختلاط بالمدارس والمعاهد التونسية كتب هشام الخلادي بصحيفة Le Temps التونسية بتاريخ 06 أفريل 2008 تحت عنوان “Qui veut remettre en question la mixite?” : من يريد اعادة النظر في الإختلاط ؟ يعتبر الكاتب ان اقرار الإختلاط في تونس لم يكن هدفا في حدّ ذاته , بل كان وسيلة لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ! وأن الإختلاط بين الجنسين أصبح واقعا لا يمكن التراجع عنه في تونس , وانه يسهل التفاعل بين الجنسين بشكل ايجابي في مواقع العمل . ولكن في المقابل يعتبر كاتب المقال أن هناك ظواهر سلبية بدأت تبرز في صفوف التلاميذ نتيجة الإختلاط كالكذب والخداع والنفاق وقلة احترام الآخرين وهي قيم فاسدة صارت تُؤَسَسُ عليها العلاقة بين الجنسين . ما الحل اذا ؟ .. لا يعتبر الكاتب ان الفصل بين الجنسين يمكن ان يؤسس لعلاقة يسودها الإحترام بين الجنسين وان الحل يكمن في معاجة المشكل من الجذور كتأثير بعض القنوات التلفزية, ولا مبالات بعض الأسر في العناية بأبناءها وتأثير العمليات الإشهارية وخصوصا في مجال الأزياء والموضة وكذلك تأثير بعض مواقع الأنترنت .
 
النظام في تونس يدافع عن نفسه أمام مجلس حقوق الإنسان بجينيف كتب ثامر أبو العينين بتاريخ 9 أفريل 2008 في الموقع الإخباري الجزيرة نت أن وزير العدل التونسي بشير التكاري نفي تهم ممارسة التعذيب الموجهة لبلاده وذلك في جلسة مام المجلس الأممي لحقوق الإنسان . وقال متحدثا أمام المجلس ان قوانين تونس تمنع التعذيب وتحاسب الضالعين فيه , وأشار الى أن هناك 205 حالة ملاحقة قضائية بين 2000 و 2007 لموظفين النظام وادارة السجون لتورطهم في تجاوزت كالعنف الجسدي واللفظي أو انتزاع اعترافات تحت التعذيب . غير أن رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وصفت ما تضمنه تقرير الوزير عن محاسبة المتورطين بأنها ” ذر للرماد في العيون ” . وقالت ناشطة حقوق الإنسان راضية النصراوي أن التعذيب سياسة منهجية تتبعها الحكومة ضد المعارضة ولم يسلم منها الإسلاميين ولا اليساريين وذاق الجميع في تونس مرارتها .
 
محطة اوروبية تجري استفتاءا حول الأديان أجرت محطة تلفزيونية ألمانية فرنسية مشتركة وهي محطة Arte , استبيانا حول اهمية الأديان لدى مشاهديها وشارك في الإستبيان 844391 شخص الى حدّ الآن . وفي سؤال حول اقرب الأديان إليك أجاب 77 % بأنهم يعتبرون الإسلام هو الأقرب إليهم , في حين حلت الكاثوليكية في المرتبة الثانية بمعدل 12 % فقط . وجاء الملحدون في المرتبة الثالثة بنسبة 6% , في حين جاءت البروتستانتية في المرتبة الرابعة والأخيرة بنسبة 2 % . وحول سؤال : هل انت مؤمن ؟ .. اجاب البقية بالنفي . وفي استطلاع مختلف اجرى موقع صحيفة VG النرويجية استفتاءا بين قراءه طارحا السؤال التالي : هل تريد رؤية شريط “فتنة ” في السنما ؟ .. أجاب 65.48 % بنعم , في حين أجاب 34.51 % بالنفي . علما بأن هذا الإستفتاء يتعلق بمحاولة رئيس جمعية ” الديمقراطيين” Vidar Kleppe الذى حاول استئجار قاعة سنما في مدينة Kristionsand النرويجية لعرض شريط ” فتنة” ولكن طلبه قوبل بالرفض .
 
أطفال فلسطين ينصرون رسل الله صلى الله عليه وسلم كتب عوض الرجوب في موقع الجزيرة نت بتاريخ 8 أفريل 2008 ان مجموعة من المراكز الخيرية الإسلامية في منطقة الخليل نظمت ” حملة الحب والفداء لسيد الأنبياء ” . ويسعى منظمو الحملة الى جمع 5000 رسالة من أطفال فلسطين لإرسالها لأطفال الدانمارك بواسطة السفير الفلسطيني هناك . ويقول أحد منظمي الحملة ان أطفال فلسطين يريدون تسجيل موقفهم من الاساءة لنبيهم بشكل حضاري .
 
حجم الفساد في السلطة الفلسطينية تجاوز 3 مليار دولار تحت هذا العنوان ورد الحوار الذى أجرته الصحفية بصحيفة الشروق الجزائرية سميرة بلعمري مع أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان بتاريخ 8 أفريل 2008 . واقترح حمدان تنويع قنوات وأشكال إيصال الدعم العربي للفاسطينيين وذلك بإتخاذ المجتمع المدني كقناة لإيصال الدعم لأن ذلك سيقطع الطريق أمام الفساد كاشفا أن المدعى العام في فلسطين فتح تحقيق في 50 قضية فساد في هذا الإطار بمبلغ إجمالي قدر بـ3 مليار دولار .
وفي شأن متصل عبر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن استياءه من اعتراض الرئيس الفلسطيني محمود عباس طريق مساعدات أرسلتها الجزائر إلى حكومة الأستاذ اسماعيل هنية في غزة وتحويلها لفائدة سلطته في رام الله رغم أن الرئيس الجزائري وضع حدا فاصلا بين مساعدتين أرسلهما لسلطة عباس في رام الله وحكومة هنية في غزة وقد أكتشف الرئيس الجزائرى ذلك خلال القمة العربية الأخيرة . وأكد حمدان أن تصريحات الظواهري الرجل الثاني في تنظيم ” القاعدة” تكشف خللا في الرؤية والمنهج وأن هذه التصريحات كارثية وتسيء لأصحابها قبل أن تسيء لحركة حماس المقاومة .ورجح حمدان أن سبب غياب الرئيس اليمني عن القمة العربية الأخيرة المنعقدة في دمشق يعود لعدم تبني مبادرته للصلح بين فتح وحماس .
 
جدل في النرويج حول أحقية مردخاي فعنونو الحصول على اللجوء السياسي كتب Arnhild Aass Kristiansen الصحفي بصحيفة Dagbladet النرويجية بتاريخ 9 أفريل 2008 عن الخبير النووي “الإسرائيلي” مردخاي فعنونو الذى قدم طلبا للحصول على حق اللجوء السياسي بالنرويج وذلك عقب خروجه من السجن سنة 2004 بعد أن قضى به 18 عاما إثر كشفه البرنامج النووي السرّي الإسرائيلي سنة 1986 , ورغم توفر كل الشروط والتى بموجبها يحق لهذا الخبير النووي الحصول على اللجوء إلا أن تدخل الوزيرة اليمينية Erna Soldberg حال دون ذلك . أما حجتها فهي أن فعنونو لا يمكنه الحصول على اللجوء وهو ما يزال مقيما “ببلده إسرائيل ” , غير أن مجموعة من السياسيين النرويجيين طالبوا بإعادة دراسة الطلب من جديد بإعتبار أن الخبير النووي فعنونو لا يتمتع في بلده بكامل حقوق المواطنة . وفي تعليق له عل القرار عبر فعنونو عن حزنه الشديد لتصرف السلطات النرويجية المنافي لحقوق الإنسان وإعتبر أن النرويج أخذت بعين الإعتبار علاقاتها ” بإسرائيل ” والولايات المتحدة على حساب المبادىء الديمقراطية وحرية التعبير .
 
سعودي برد بشريط على فلم “فتنة” كتب الصحفي النرويجي Bystein David Johansen بصحيفة VG النرويجية بتاريخ 10 أفريل 2008 عن مواطن سعودي يدعي رياض السّعيد الذى اعد شريطا قصيرا مدته 6 دقائق . وقد اعتمد رياض نفس أسلوب السياسي الهولندي المتطرف غريت فلدرز , فقد قام باستخراج مقاطع من الأنجيل وأوردها في غير السياق الذى وردت فيه مدعما ذلك ببعض مشاهد تعذيب قام بها جنود بريطانيون ضد معتقلين عراقيين . وقد سمى المخرج السعودي فلمه ” النسخة الإنجليزية لفتنة ” . وقد أكد المخرج أن القصد من انجازه لهذا الفلم لم يكن الإساءة للمسيحية , ولكنه يحاول بعمله هذا أن يرد على صاحب الفلم الهولندي بأسلوبه ليبرز للعالم كيف يمكن مخادعة الناس بتأويل خاطىء للنص الديني مع ربط ذلك بأحداث ليست لها أي علاقة به . علما أن الفلم السعودي شاهده 4000 شخص إلى حدّ الآن في موقع Youtube .
 
الإسلام ينتشر بسرعة في فرنسا حسب موقع اذاعة صوت الأقصى التى تبث من غزة ,والذى نشر الخبر بتاريخ 09 أفريل 2008 , فقد أكّدت دراسة أعدتها الداخلية الفرنسية بأن الإسلام ينتشر بسرعة كبيرة في البلاد ويُعدّ الدين الثاني بعد النصرانية , وذكرت الدراسة بأن 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويًا في فرنسا، وأن أتباعه أكثر السكان التزامًا بالقوانين، وتندر جدًا الجريمة في أوساطهم ، كما يحرصون على تنفيذ تعاليم الإسلام مثل الصلاة والصيام وعدم شرب الخمر.وأوضحت الدراسة أن 66% من المسلمين في فرنسا لم يشربوا الخمر أبدًا ولو لمرة واحدة. وأن 55% منهم يسعون لأداء فريضة الحج في السنوات القادمة. واختُتِمت الدراسة بقولها إن معظم شباب المسلمين الفرنسيين متدينون جدًا وهو ما يساعد على انتشار الإسلام بشكل كبير في فرنسا .
 
تدنس 148 قبرا لجنود حاربوا في صفوف القوات الفرنسية دنس 148 قبرا لجنود حاربوا في صفوف القوات الفرنسية في الحرب العالمية الأولى, فقد تم تعليق رأس خنزير على أحد الشواهد كما كتبت عبارات فيها إساءات للإسلام ولوزيرة العدل الفرنسية. وبحسب وكالات أنباء مختلفة صدرت بتاريخ 07 أفريل 2008 فإن الحكومة إرسالت 100 شرطي إلى مقابر نوتر دام دو لاتر للتحقيق . وحدث اعتداء مماثل في افريل 2007 حين رسمت علامات النازية والصليب المعقوف على أكثر من 50 مقبرة في القطاع المسلم من المقابر وقد صدر الحكم بسجن رجلين قاما بهذا العمل لمدة عام. وهناك أكثر من78 ألف جندي من المستعمرات الفرنسية شاركوا في صفوف القوات الفرنسية في الحرب العالمية الأولى قتلوا من بينهم العديد من المسلمين من شمال افريقيا. ووصف الرئيس الفرنسي الهجوم بالعمل العنصري ومثير الكراهية ودعى الى القبض على الجناة ومعاقبتهم .
 
الطالبة المحجبة هبة عبدالحليم ترفض مصافحة رئيس جامعة الأزهر رفضت الطالبة المصرية المحجبة هبة عبدالرحمن عبدالحليم مصافحة أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر أثناء تسلمها شهادة التقدير لتفوقها الدراسي والعلمي خلال احتفال الجامعة بيوم التميز . وقالت الطالبة إن المصافحة حرام بين النساء والرجال وقد أبدي الطيب غضبه وقال للطالبة أنه لن يسلم الجائزة إلا لمن تصافحه ثم تراجع وقال للطالبة : قدمي نفسك للحاضرين , قبل أن يسلمها جائزتها .
 
جامعيون تونسيون يعدون ميثاقا لحفظ حقوقهم الأكاديمية تحت هذا العنوان ورد الخبر بوكالة قدس برس , والذى أفاد بأن أساتذة جامعيين في تونس يعملون هذه الأيام على إعداد “ميثاق الحريات الأكاديمية” , وهو بمثابة أرضية قانونية يعمل من أجل تكريسها الجامعيون وتحترمها الإدارة والسلطات.وسيكون هذا الميثاق تمهيدا لتأسيس “مرصد للحريات الأكاديمية” يكون من مهامه صيانة الحريات الأكاديمية وفضح القائمين بأي انتهاكات حقوقية . وكان الأساتذة الجامعون عقدوا ندوة أكدوا فيها غياب الحريات الأكاديمية في تونس حيث يمنع عقد الندوات والملتقيات بسبب مشاركة أطراف أو أشخاص غير مقربين لبعض أصحاب القرار، وعرقلة نشر كتب وبحوث جامعية والحرمان من المشاركات في تظاهرات دولية وتربصات بالخارج لغير الموالين. وسيتولى هذا المرصد الذي ساند فكرة تأسيسه الاتحاد العام التونسي للشغل جمع المعلومات عن حالة الحريات الأكاديمية بالجامعة وتقديم تقرير سنوي يرفع إلى الهيئات الوطنية ذات الصلة . وأكد الأمين العام لنقابة التعليم العالي سامي العوادي أنه “ليس هناك في تونس قوانين تحمي الحريات الأكاديمية لا في دستور البلاد ولا في قوانين الوظيفة العمومية ولا حتى في القانون المنظم لقطاع التعليم العالي الذي سنه البرلمان التونسي أخيرا”. وحسب العوادي فقد أثار القانون جدلا كبيرا بين وزارة التربية والتعليم والنقابة وأعيدت صياغته من دون أن يحقق التوافق , وأضاف بأن الجامعة التونسية تفتقر إلى آليات الإدارة الرشيدة ولا يحترم القائمون عليها حرية الرأي , ويرى العوادي أن هذا القانون سيكون مرجعية يؤسس لعلاقات متوازة بين جميع الأطراف .
 
ارتفاع اسعار المواد الإستهلاكية الأساسية بنسبة 6 % مرتين خلال شهر واحد في تونس حسب التقرير الشهري للمركز الوطني للإحصاء بتونس نشر يوم الثلاثاء الماضي على شبكة الأنترنت شملت هذه الزيادة مواد كالسكر والملح ومواد التجميل ومواد التنظيف وكذلك الوقود والسجائر . ويرجع التقرير المذكور أسباب هذا الإرتفاع إلى زيادة اسعار الوقود والحبوب في العالم .
 
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 14 أفريل 200

 


مشاهد من معاناة أهالي الجنوب التونسي

 
معز الجماعي (مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي)   *منع:   قامت قوات الأمن بقابس صبيحة يوم الخميس بغلق كل الأنهج المؤدية إلى مقر الولاية ، وجاءت تلك الإجراءات بعد تلقي فرقة الإرشاد معلومة خاطئة تفيد أن أعضاء جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي يعتزمون القيام باعتصام أمام مقر الولاية و مقابلة والي الجهة. و الجدير بالذكر أن أعوان الأمن السياسي قاموا بمنع “معز الجماعي” عضو الجماعي من المرور للالتحاق بمقر عمله القريب جدا من مبنى ولاية قابس و سمح له إلا بعد اقتناع رئيس منطقة الشرطة بان المعلومات المتوفرة لأعوانه حول الاعتصام لا أساس لها من الصحة.   *تهديد:   تلقى المسؤول عن توزيع جريدة الموقف بقابس مكالمة هاتفية من إطار امني تابع لمنطقة الشرطة بقابس تضمنت تحذير و تهديد لكل منخر طي الحزب الديمقراطي التقدمي بالجهة إن حاولوا يوم الجمعة النزول إلى الشارع و بيع “الموقف” و نبه الإطار الأمني بان ذلك يعتبر مخالفا للقانون و يندرج ضمن قضية انتحال صفة شركة توزيع.   *زيارة تضامنية:   قام وفد من مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقفصة بزيارة تضامنية إلى زوجة المناضل النقابي”عدنان الحجي” التي تخضع إلى العلاج في مصحة خاصة بهد الاعتداء عليها بالعنف الشديد من طرف أعوان الأمن أثناء مشاركتها في أحد التحركات النضالية التي شهدها الحوض المنجمي هذا الأسبوع.   *إلغاء اتفاق مع المعطلين عن العمل:   قامت معتمدية “المتلوى” من مدينة قفصة بضبط قائمة من 100 شخص لتشغيلهم في الحظائر المسترسلة . لكن مع تغيير المعتمد تم تجميد العمل بهذه القائمة و هو ما جعل المسجلين يطالبون بمعرفة أسباب التجميد و إلغاء العمل بهذه القائمة خاصة أنها حددت في إطار من الشفافية و دراسة الحالات الاجتماعية.   *منطقة محرومة من الماء الصالح للشراب:   اعتصم متساكني منطقة “الرحيبة” التابعة لمعتمدية قفصة الشمالية أمام مقر المندوبية الجهوية للفلاحة للمطالبة بالتمتع بأهم مرفق من مرافق الحياة و هو الماء الصالح للشراب . لكن للأسف لم يحظى تحركهم بأي اهتمام من طرف السلط المعنية ، و قد أفادنا عدد من المعتصمين أن مماطلة السلطة لمطلبهم غير مبررة خاصة أنه لا يوجد صعوبة في إيصال الماء للمنطقة بعد تهيئة الخط الرابط بينها و بين الطريق الرئيسي.   *تجاوزات تجمعية:   استولى الحزب الحاكم على مقر ودادية عمال السكك بقفصة و خصصها مقر لجامعته بمعتدية “القصر” و رغم مرور أكثر من شهر لم يوفي الحزب الحاكم بوعده لعمال السكك حول منحهم مقر آخر و هو ما أجبر العمال على عقد الاجتماعات في المقاهي لمناقشة أوضاعهم المهنية. فعلا صدق و عد السابع من نوفمبر “لا ظلم و لا قهر بعد اليوم”…..   *معتمدية دون الصرف الصحي:   تعتبر معتمدية “بن قردان” التابعة لولاية مدنين من أهم ركائز الاقتصاد الوطني و رغم ذلك لا يزال متساكنيها محرومين من الصرف الصحي و يعتمدون على استعمال لطريقة التقليدية “الآبار” . و يسأل متساكني الجهة هل يعقل أن تظل منطقتهم محرومة من أبسط ضروريات البنية النحتية و هي التي ساهمت في إنقاذ ألاف العائلات التونسية من الفقر بفضل طبيعة نشاطها التجاري.   *السوق الموازية:   فوجئ تجار السوق الموازية في معتمدية “بن قردان” بقرار بلدي يقضي بترفيع معلوم أداء التراتيب البلدية من 120 إلى 260 دينار في السنة . و أفادنا عدد من التجار أن السوق لا يتمتع بأي خدمات البلدية و أنهم يضطرون إلى غلق محلاتهم حين نزول الأمطار . و للعلم أن هذا السوق يظم أكثر من 1300 محل و بعملية حسابية بسيطة نجد أن البلدية تغنم سنويا أكثر من 200 ألف دينار ، و الأسئلة التي تطرح نفسها هنا ، أين يذهب هذا المبلغ الضخم في ظل خدمات بلدية مزرية بالجهة ؟ و هل يعتبر مطالبة بلدية بن قردان أصحاب المحلات بدفع معاليم التراتيب اعتراف ضمني من السلطة بالسوق الموازية للاقتصاد وطني.   *الهجرة السرية:   رحلت السلطات الليبية هذا الأسبوع قرابة مائتي شاب على تونس بعد ضبطهم يستعدون للإبحار خلسة إلى السواحل الإيطالية . و بعد أن تبين أن المرحلين دخلوا إلى التراب الليبي خلسة عبر منطقة رأس جدير التابعة لمعتمدية بن قردان شكلت مصالح وزارة الداخلية لجنة تحقيق في كيفة تمكن هذا العدد من الشبان من اجتياز الحدود دون أن يقع التفطن لهم ، وتفيد بعض المعلومات أنه يوجد أعوان من الحرس الوطني متورطين في الموضوع.   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 11 أفريل 2008)
 


 
 

مسؤولو أجهزة الهجرة والجوازات والجنسية العرب يجتمعون في تونس

 

 
 تونس / 14 إبريل-نيسان / يو بي أي: تستضيف تونس يوم الأربعاء المقبل المؤتمر العربي الثالث عشر لرؤساء أجهزة الهجرة والجوازات والجنسية العرب الذي سيخصص لبحث ومناقشة العديد من المسائل المرتبطة بتعزيز العمل الأمني العربي المشترك في هذا المجال. وقالت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في بيان وزعته اليوم الإثنين،إن مندوبين من كافة الدول العربية،سيشاركون في هذا المؤتمر الذي ستتواصل أعماله على مدى يومين. وأشارت إلى أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن بحث مسألة الهجرة غير الشرعية، ومشروع قانون عربي نموذجي للإقامة،وآخر للجوازات، وللتأشيرات،اضافة إلى مناقشة إقتراح أردني بشأن إصدار تأشيرة عربية موحدة لرجال الأعمال العرب. وينتظر أن يسفر هذا المؤتمر عن عدد من التوصيات المحددة بشأن المسائل والقضايا المطروحة،سيتم إحالتها إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب،التي ستعرضها بدورها على الدورة المقبلة لمجلس وزراء الداخلية العرب للنظر في إعتمادها.

 


ماذا في المجلس الوطني للقضاة؟  

اجتمع المجلس الوطني لجمعية القضاة التونسيين يوم أمس الاحد بنادي القضاة بسكرة بحضور ما يناهز الـ120 قاضيا حيث دار نقاش تناول خلاله المتدخلون مسائل عديدة من أبرزها مشكلة التغطية الاجتماعية التي كانت محل تساؤل حول الازدواجية المنتظرة مع دخول التأمين على المرض مرحلته القادمة بما يجعل اقتطاع المساهمة الشهرية مضاعفا تقريبا لنفس الخدمة (3% للتعاونية و2,5% للتأمين على المرض) وهو ما يثقل كاهل القضاة… كما صدرت عن المجلس الوطني لائحة توجهوا من خلالها بالشكر لرئيس الجمهورية رئيس المجلس الاعلى للقضاء مثمنين استجابته لطلب الجمعية تخصيص عقار لبناء مقر جديد لمحكمة التعقيب بمحيط محاكم تونس العاصمة يليق بمكانتها باعتبارها أعلى هرم السلطة القضائية ونوّهت اللائحة بنشاط المكتب التنفيذي للجمعية داخليا وخارجيا خاصة مشاركته الاخيرة في أعمال المجموعة الافريقية للاتحاد العالمي للقضاة المنعقدة بالمغرب مساندين موقفه الرامي إلى مزيد الدفع لتكوين رابطة مغاربية للجمعيات القضائية كما أوصى المجلس الوطني بتحسين الظروف المادية للقضاة من خلال مراجعة عناصر تأجيرهم وخاصة منحة القضاء بما يتماشى والمعايير الدولية لاستقلال القضاء وخصوصية العمل القضائي ومقتضياته داعين إلى الاسراع في احداث المحاكم الابتدائية الثانية في تونس وسوسة وصفاقس ومزيد فتح آفاق الترقية للقضاة بتعميم خطتي قاضي تحقيق أول ومساعد أول لوكيل الجمهورية بكافة المحاكم الابتدائية ومراجعة الخطط الوظيفية بالمحكمة العقارية في ضوء ما سيتم اقراره من طعون في أحكام هذه المحكمة وتعميم الدوائر الجنائية تدريجيا بكافة المحاكم الابتدائية والشروع في بناء محكمة ناحية تونس وتجاوز النقص في الإطار الإداري وطلب تجديد السيارات الادارية والوظيفية التي تقادمت ودعوا كذلك لتطوير آليات العمل القضائي. (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  


صدور مصنف لحقوق الانسان نصوص وطنية ودولية

اصدرت المنسقية العامة لحقوق الانسان بوزارة العدل وحقوق الانسان بالتعاون مع مركز الدراسات القانونية والقضائية بالوزارة مؤخرا «مصنفا لحقوق الانسان: نصوص وطنية ودولية» باللغة الفرنسية وذلك بمناسبة الاحتفالات الوطنية والدولية بالذكرى الستين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان (10 ديسمبر 2008).  
ويتضمن هذا المصنف، الذي يحمل شعارا خاصا اعتمدته منظمة الامم المتحدة بمناسبة احتفالات الذكرى الستين، كل ما تحقق في تونس من مكاسب تشريعية لترسيخ احترام حقوق الانسان في مختلف ابعادها ومجالاتها وفي شموليتها وكونيتها من خلال ما تم اصداره من قوانين اساسية ونصوص قانونية وترتيبية وما صادقت عليه بلادنا من عهود وصكوك ومواثيق دولية تتعلق بحقوق الانسان. ويحمل المصنف مختلف النصوص الوطنية والدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بدءا بالدستور التونسي (المنشور باللغتين الفرنسية والانقليزية) والدساتير التي سبقته مرورا بالنصوص المتعلقة بالغاء الرق في تونس ومنع كل اشكال التمييز والنصوص القانونية المتعلقة بالحقوق الاساسية والحريات العامة والقضاء وكذلك النصوص المتعلقة بالمعاملة الانسانية والتضامن والتشغيل والاحتياجات الخاصة وحماية حقوق المرأة وحماية المسنين والاشخاص المعوقين وحماية الطفل الى جانب النصوص الوطنية المتعلقة بالصحة الانسانية. كما يتوفر هذا المصنف الضخم على كل النصوص القانونية والعهود والصكوك والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والحقوق المدنية والسياسية والادوات الخاصة بمنع الرق وتنظيم القضاء ومنع كل اشكال التمييز وكذلك الادوات المتعلقة بالعمل وحقوق المرأة والطفل. ويعتمد هذا المصنف الضخم، الذي يتوفر على 1185 صفحة، الترتيب المحوري «classement thématique» في تنظيم النصوص القانونية الوطنية والصكوك والمواثيق والعهود الدولية مع ارفاقه بقرص مضغوط بكل محتويات المصنف. (المصدر: جريدة “الشعب” (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)  
 

تعليق “تونس نيوز”:

مرة أخرى، يـبـزّ خبراء التزويق والماكياج لدى النظام التونسي أقرانهم في العالمين العربي والإسلامي لكن لا ينفع العقار (والمصنفات والمجلدات) فيما أفسده الدهر لو كنتم تعلمون .. وتفقهون..  وتتدبرون..

 


10 آلاف تونسي يحاولون الانتحار سنوياً  
 
تونس – سلام كيالي     ارتفعت معدلات الانتحار في تونس بحسب إحصاءات رسمية، لتصل إلى نسبة واحد بالألف. أي أن هناك 10 آلاف تونسي يحاولون الانتحار سنوياً. بعضهم ينجح وبعضهم يفشل. ويدل تفشي ظاهرة كهذه على وضع اجتماعي معقد أو صعب، خصوصاً أن هذه النسبة باتت تقارب نسب الانتحار في دولة كالسويد، حيث وصل معدل الانتحار إلى اثنين بالألف. وقد يكون من أسباب الانتحار اليأس والإحباط أو الوضع الاقتصادي كالبطالة وصعوبات الأوضاع المعيشية، لكن تبين أيضاً أن في تونس نسبة الانتحار بين المعنفات والمطلقات هي الأعلى بين المنتحرين وهو ما يرجع إلى صعوبة الوضع الذي يعشنه بعد الأزمة النفسية. لذا فإن العلاقات بين الجنسين والتي قد يرتفع أو ينخفض فيها مؤشر العاطفة بين فترة وأخرى، تلعب دوراً رئيساً في أمزجة الأشخاص وما قد ينجم عن ذلك من انفصال أو استمرار. نسرين شابة تونسية حاولت الانتحار مرتين ولم تنجح، وذلك إثر مرورها«بفترة عصيبة جداً» كما تقول. الزمان هو شهر رمضان الماضي. والمكان شقتها الصغيرة التي تسكنها وحدها مستقلة عن أسرتها. بدأت أزمتها عندما حصل نزاع في عائلتها حول توزيع حصص شقة سكنية، ملحقة بفيلا كبيرة تملكها العائلة في أحد الأحياء الفاخرة من العاصمة التونسية. شعرت نسرين بأحقيتها في امتلاك تلك الشقة، التي كان جدها نقل ملكيتها اليها وحدها دون غيرها. الشعور بالغبن جعل من نسرين شخصاً غاضباً وعصبياً. وطلبت من صديقها أن يحتمل تصرفاتها بحجة أنها «تمر بفترة عصيبة مع عائلتها» من دون توضيح السبب. أسابيع عدة مرت والمشكلة مستمرة، وتصرفات نسرين تزداد غرابة. فهي اعتمدت العزلة، وتملكها مزاج سيئ ومعكر ما أدى بدوره إلى مشكلات مع صديقها فانفصل عنها بعد فترة وجيزة. الغريب أن نسرين لم تحاول شرح وضعها أو تبريره، واقتصرت مساعيها على محاولة إثناء صديقها عن قراره وقف العلاقة لكنها لم تنجح. دخلت نسرين في نفق من الإحباط والسوداوية ولم تجد من يقف بجانبها. وابتعدت عن الحضن العائلي الذي اعتادته، وخسرت الشخص الذي أضفى على حياتها مسحة من الراحة والأمل. راجعت الطبيب لمعالجة اكتئابها فوصف لها أدوية مهدئة ما لبثت أن تناولت أكثر من 18 حبة دفعة واحدة. لكن تلك الطريقة لم تكن سريعة كما أرادت نسرين، فالألم الذي شعرت به بعد تناول الحبوب جعلها تعمد إلى جرح نفسها في كلتا يديها مرات عدة، لعلها تسرّع أجلها وتتخلص من آلامها. هذا كله لم يمنعها من الاتصال بصديقها لتسمع صوته قبل أن ترحل أو ربما لتستنجد به. فهو الوحيد الذي يخفف عليها، ويشعرها بالأمان. اعترفت له بما فعلت وطلبت منه إحضار سيارة إسعاف، وهو فعلاً ما حصل فأنقذها من مصير سعت إليه بلحظة ضعف.   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  


تونس تمنح رخصاً جديدة للتنقيب عن النفط والغاز  

تونس – سميرة الصدفي     تعتزم تونس منح 57 رخصة تنقيب عن النفط لشركات محلية ودولية خلال هذا العام، في مقابل 52 رخصة فقط منحتها العام الماضي. وأعلن مسؤولون في وزارة الطاقة والصناعة في ندوة عُقدت في تونس العاصمة أمس، أن عدد آبار النفط الجديدة في البلد «سيرتفع خلال هذه السنة إلى نحو 15 «، وتوقعوا أن يصل الإنتاج المحلي من المحروقات إلى 7.4 مليون طن مكافئ نفط نهاية العام، في مقابل 6.7 مليون العام الماضي. ويستكشف أكثر من 50 شركة أجنبية ومحلية النفط وتنتجه في البلد، وقدر حجم استثماراتها بـ 200 مليون دولار. وتغطي الإجازات 140 ألف كيلومتر مربع. وباشرت مجموعتا «باسكال بتروليوم كومباني» الأميركية و«جيو ستات تكنولوجي» النمساوية، أعمال التنقيب عن النفط في منطقة مساحتها 2096 كيلومتراً مربعاً في محافظة تطاوين المتاخمة للحدود المشتركة مع ليبيا. وبموجب اتفاق وقعه وزير الصناعة والطاقة التونسي عفيف شلبي ورئيسا الشركتين العام الماضي، تعهدت المجموعتان حفر بئرين استكشافيتين بتكلفة استثمارية قُدرت بـ 10 ملايين دولار. كما بدأت مجموعتا «أطلس بتروليوم إيكسبلوريشن وورلد وايد» البريطانية و«يوروغاز انترناشيونال آي أند سي» الكندية، أعمال تنقيب في عرض سواحل مدينة صفاقس (وسط) بموجب إجازة تشمل 4041 كيلومتراً مربعاً، باستثمارات قدرت بـ 3.5 مليون دولار. وتستثمر مجموعة «بريتش غاز» أكبر حقل للغاز في عرض سواحل صفاقس منذ عشر سنوات. ويؤمن حقل «ميسكار» 50 في المئة من حاجات البلد من الغاز الطبيعي، في وقت ازداد الإقبال عليه بعد الزيادات المتلاحقة في أسعار النفط ومشتقاته. وتُعتبر مجموعة «بريتش غاز» أكبر مستثمر أجنبي في قطاع الطاقة، إذ ارتفعت استثماراتها إلى بليون دولار. وكان رئيس المجموعة روبرت ويلسون أعلن في زيارة سابقة لتونس أن مجموعته تعتزم تعزيز استثماراتها «لمساعدة تونس على زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي والتقليل من استيراد النفط». وفي سياق متصل، أكد المدير العام لشركة الكهرباء والغاز التونسية عثمان بن عرفة أن المحطة الكهرونووية التي تعتزم تونس إنشاءها لإنتاج الطاقة «لن تجهز قبل عام 2020». وأوضح أمس أن تونس تقدمت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمشروع دراسة جدوى «يخص تركيز المحطة الكهرونووية الأولى، إضافة إلى إجراء اتصالات مع كل من المؤسسة الفرنسية للطاقة الذرية والهيئة الكندية للطاقة الذرية لتحديد التكنولوجيات التي ستُعتمد لدى إقامة المحطة الكهرونووية التونسية». لكن التونسيين يركزون الآن على الغاز الطبيعي، كونه مصدراً بديلاً من الطاقة وطوروا مشاريع عدة في هذا المجال. وطبقاً لـ «الخطة الوطنية لتطوير مصادر الطاقة»، التي يستمر تنفيذها حتى عام 2030، تسعى تونس الى رفع حصة الغاز الطبيعي إلى 50 في المئة من الطلب الداخلي على الطاقة في السنوات الأربع المقبلة. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  


 

تونس تمنح شركة بريطانية ترخيصا للتنقيب عن النفط  

 
تونس / 14 إبريل-نيسان / يو بي أي: منحت الحكومة التونسية شركة بريطانية ترخيصاً جديداً للتنقيب عن النفط في البلاد، ليرتفع بذلك عدد التراخيص التي منحتها تونس إلى شركات أجنبية إلى أربع تراخيص خلال العام الجاري. وقال مصدر رسمي تونسي اليوم الإثنين إن شركة “ريب تونس”، وهي شركة متفرعة من المجموعة البريطانية “كايرن”، فازت بالترخيص الجديد. ووقّع على اتفاقية الترخيص وزير الصناعة والطاقة التونسي عفيف شلبي وسيمون جون طومسن، المدير العام لشركة “ريب تونس”، وخالد بالشيخ الرئيس والمدير العام للمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية. ويحمل الترخيص إسم”نابل”، ويغطي مساحة 3352 كيلومترا مربعا من فى خليج الحمامات(67 كيلومترا شمال شرقي تونس العاصمة)، حيث رصدت له استثمارات في حدود 6 ملايين دولار. ويندرج هذا الترخيص الجديد، الذي سيتواصل العمل به لمدة خمس سنوات، في إطار استراتيجية حكومية تستهدف تكثيف أنشطة الاستكشاف والتنقيب عن النفط في تونس خلال السنوات المقبلة. وتأمل السلطات التونسية من وراء منح مثل هذه التراخيص، التي باتت تغطي أكثر من 70 % من إجمالي مساحة البلاد، تحقيق إكتشافات نفطية جديدة، لاسيما وأن ميزان الطاقة لديها يعاني عجزا متواصلا. وكان مسؤول حكومي تونسي أشار في بداية الشهر الجاري إلى أن استراتجية بلاده لتنمية قطاع الطاقة خلال العام الجاري تهدف إلى رفع إجمالي عدد تراخيص التنقيب عن النفط إلى 57 ترخيصا . وأشار إلى أن تونس تخطط لحفر 15 بئرا نفطية خلال العام الجاري، متوقعا تحسن إنتاج الطاقة في بلاده خلال العام الجاري ليبلغ 7.4 مليون طن نفط مقابل 6.7 مليون طن خلال العام 2007.  


تأمل تونس أن تحقق اكتشافات نفطية جديدة رصدت له استثمارات بقيمة 6 ملايين دولار تونس تمنح شركة بريطانية ترخيصا للتنقيب عن النفط  
تونس ـ وكالات: منحت الحكومة التونسية شركة بريطانية ترخيصاً جديداً للتنقيب عن النفط فى البلاد، ليرتفع بذلك عدد التراخيص التى منحتها تونس إلى شركات أجنبية إلى أربع تراخيص خلال العام الجاري. وقال مصدر رسمى تونسى إن شركة “ريب تونس”، وهى شركة متفرعة من المجموعة البريطانية “كايرن”، فازت بالترخيص الجديد. ووقّع على اتفاقية الترخيص وزير الصناعة والطاقة التونسى عفيف شلبى وسيمون جون طومسن، المدير العام لشركة “ريب تونس”، وخالد بالشيخ الرئيس والمدير العام للمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية. ويحمل الترخيص إسم “نابل”، ويغطى مساحة 3352 كيلومترا مربعا من فى خليج الحمامات”67 كيلومترا شمال شرقى تونس العاصمة”، حيث رصدت له استثمارات فى حدود 6 ملايين دولار. ويندرج هذا الترخيص الجديد، الذى سيتواصل العمل به لمدة خمس سنوات، فى إطار استراتيجية حكومية تستهدف تكثيف أنشطة الاستكشاف والتنقيب عن النفط فى تونس خلال السنوات المقبلة. وتأمل السلطات التونسية من وراء منح مثل هذه التراخيص، التى باتت تغطى أكثر من 70 بالمئة من إجمالى مساحة البلاد، تحقيق إكتشافات نفطية جديدة. وكان مسؤول حكومى تونسى أشار فى بداية الشهر الجارى إلى أن استراتجية بلاده لتنمية قطاع الطاقة خلال العام الجارى تهدف إلى رفع إجمالى عدد تراخيص التنقيب عن النفط إلى 57 ترخيصا. وأشار إلى أن تونس تخطط لحفر 15 بئرا نفطية خلال العام الجاري، متوقعا تحسن إنتاج الطاقة فى بلاده خلال العام الجارى ليبلغ 7،4 مليون طن نفط مقابل 6،7 مليون طن خلال عام 2007. المصدر العرب أولاين بتاريخ 14 أفريل 2008  


بنك الاستثمار الدولي يقوم بعملية طرح أولي للاكتتاب العام في تونس  

أعلن بنك الاستثمار الدولي(البنك، وهو بنك استثمار إسلامي عالمي يقع مقره في البحرين، أمس نجاح الطرح الأولي للاكتتاب العام لأسهم شركة آرتيس، الموزع الحصري لسيارات رينو ونيسان وداسيا في الجمهورية التونسية. وقد افتتح الطرح الأولي للاكتتاب في سوق تونس للأوراق المالية بسعر13 دينار تونسي (مقابل 10 دينار للقيمة الاسمية للسهم) وقد ارتفع الطلب على الأسهم بسعر 37،14 دينار تونسي في نفس اليوم ، مما يعد دليلاً قوياً على السمعة المميزة التي تتمتع بها أسهم الشركة.وفي تعليق له على هذا الإعلان قال السيد عابد الزيرة الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار الدولي: إن المعطيات المالية والأساسية للشركة قوية ونحن على يقين تام بأن أسهم الشركة سوف تحقق أداءً جيداً وأن توزيعات الأرباح سوف تكون جذابة بفضل سلامة الوضع المالي آرتيس، حيث كنا قد أجرينا عملية تقييم شاملة لضمان اختيار أفضل فرصة استثمار ملائمة للمستثمرين في البنك. هذا وتعتبر آرتيس أول عملية طرح أولي للاكتتاب العام نقوم بها، وهي تأتي في إطار سعينا لتنويع منتجات الاستثمار التي نقدمها لقاعدتنا من العملاء المميزين.وكان بنك الاستثمار الدولي قد استحوذ مع مستثمريه عن طريق صندوق استثماري على حصة تعادل 12،13% تقريباً من أسهم شركة آرتيس، في أول استثمار من نوعه يقوم به البنك في الجمهورية التونسية وفي قطاع توزيع السيارات. واستطرد السيد الزيرة قائلا: إن عملية طرح أسهم آرتيس في سوق تونس للأوراق المالية تعتبر أكبر عملية طرح أولي للاكتتاب العام في هذه السوق خلال العشر سنوات الماضية وذلك استناداً على حجم رسملة السوق المتوقع عند الإدراج. وكانت آرتيس قد حققت أرباحاً بلغت قيمتها 16 مليون دولار أمريكي في عام 2006 في حين يتوقع أن تزيد أرباحها في عام 2007 على ما يربوا 25 مليون دولار أمريكي. وقد اقترحت إدارة آرتيس بعد وقت وجيز من الطرح الأولي للاكتتاب العام توزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 80% من أرباحها لعام .2007 ولقي الطرح إقبالا كبيرا من المستثمرين في تونس حيث تم الاكتتاب في الطرح، الذي كان مفتوحا للاكتتاب في الفترة ما بين 17 إلى 28 مارس 2008، بأكثر من 10 أضعاف المبلغ المطلوب. وإلى ذلك قال السيد محمد هادي مجعي المدير التنفيذي للاستثمار المباشر وتطوير الأعمال: نحن نعتبر أنفسنا شركاء استراتيجيين لآرتيس ولسنا مستثمرين مضاربين، حيث إن لدينا استراتيجية بعيدة المدى للشركة التي تعتمد خططا سليمة للنمو. وإلى جانب ذلك فإن أوضاع السوق التونسية تصبح أكثر جاذبية باضطراد مع فتح البلاد أمام الاستثمارات الأجنبية. كما أنه من المتوقع أن تؤدي المشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها حاليا وبخاصة في قطاع العقارات إلى حفز النمو الاقتصادي بما من شأنه أن يكون له تأثير إيجابي على قطاع السيارات. وإلى ذلك فإن لـ (رينو) تاريخ طويل في تونس وهي تعد واحدة من انجح ماركات السيارات في السوق التونسية. وعليه فإنه لمن دواعي الفخر أن يكون لنا هذا الوجود في السوق التونسية، ونحن نتطلع الى أن ننجز المزيد من الأعمال فيها في المستقبل. المصدر: أخبار الخليج 14 أفريل 2008  

 


 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس – تونس يحيي الذكرى الخامسة لاندلاع المقاومة العراقية الباسلة

ابن تونس إحياء للذكرى الخامسة لانطلاق المقاومة العراقية الباسلة أقام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم الأحد 13/04/2008 معرضا وثائقيا ونظم حصة نقاش حول موضوع “مميزات وإنجازات المقاومة العراقية” مسبوق بعرض لحلقة “الاتجاه المعاكس’ التي استضافت  المحلل العراقي  الكبير صلاح المختار. وقد تعرض المساهمون في النقاش إلى الدور المصيري الذي تضطلع به المقاومة العراقية في خوض المواجهة مع عدو الأمة و الدور المناط بعهدة القوى الوطنية لدعم هذه المقاومة. كما ركز المتدخلون على حكمة تسمية هذه المواجهة بـ “معركة الحواسم” وثمنوا النظرة الاستراتيجية للشهيد صدام حسين الذي أعد هذه المواجهة ليس فقط للحسم في الحصار والعدوان الذي كان يعاني منه شعب العراق بل لحسم جميع قضايا الأمة بما فيها قضية فلسطين. كما بيّنوا أن إقدام العدو الصهيو أمريكي على توخي سياسة اجتثاث البعث هو خير دليل على ما يشكله الفكر القومي من خطر على المصالح الامبريالية و الصهيونية. ودعا الجميع إلى تعزيز العمل الموجه لدعم المقاومة في العراق وفي فلسطين (غزة) وسوريا ولبنان. المصدر :شبكة البصرة الاحد 7 ربيع الثاني 1429 / 13 نيسان 2008  


متحف «دار خديجة» يحمل ألفي سنة من تاريخ «حمامات»

 
تونس – سميرة الصدفي     بعد سيطرة طويلة لسياحة البحر التي تستقطب الأوروبيين الباحثين عن الشمس والرمال الدافئة، يتجه منتجع حمامات (60 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) إلى اجتذاب فئات جديدة من السياح مُهتمة بالتاريخ. وكانت السياحة تقتصر حتى الآن على تأمين أسباب اللهو والترفيه للسائح في الفنادق وكذلك تعاطي الألعاب على ساحل البحر، وبخاصة لعبة المنطاد التي تتيح للسائح التحليق فوق الشريط الساحلي. لكن ظهور حاجات جديدة لدى السائح الأوروبي حفز المسؤولين عن القطاع السياحي على البحث عن مجالات جديدة تستهويه خارج الفنادق وتُغير من روتين التنقل بين البحر ومسبح الفندق. وفي هذا الإطار انطلقت تجارب جديدة بينها تسيير رحلات إلى المناطق الأثرية القريبة من حمامات وتطوير المعروض السياحي في المدينة القديمة (البعيدة نسبياً عن منطقة الفنادق). وفي مقدم المعالم التي أخضعت للتجديد قلعة حمامات التي أنشئت أيام الوجود العثماني والأحياء المحيطة بها. ويُفتتح قريباً متحف تاريخي في بيت عتيق أطلق عليه اسم «دار خديجة»، وهو الأول في حمامات ويروي ألفي سنة من تاريخ المدينة. وتُطلق كلمة «دار» في المدن التاريخية التونسية على كل بيت من بيوت الأسر العريقة. مراحل تاريخية وتعايش وأفاد صاحب المتحف الصحبي قشقاش «الحياة» أن الدور الأرضي يضم 25 مُجسماً لمراحل مختلفة من تاريخ المدينة استعان على وضعها بمؤرخين، وهي تروي فترة الرومان والعرب والإسبان والأتراك والإحتلال الفرنسي، كما تعكس التعايش بين الأديان. وقال إن الدور الأول للمتحف يضم مجسمات للمشغولات التقليدية والتراث الصناعي خصوصاً فن التطريز الذي اشتهرت به نساء المدينة وفن تقطير الأزهار والورود الذي ما زال تقليداً يتعاطاه أهالي حمامات في فصل الربيع، إضافة للأزياء المحلية والسجاد والفخار التقليدي. وكان رسامون عالميون مثل بول كلي زاروا حمامات وخلدوها في لوحاتهم بعدما وقعوا في سحرها. ومن الرسم والعمارة الخصوصيتين يقود المتحف في دوره الثاني الزوار إلى الأسواق والمهن القديمة في المدينة، خصوصاً الفحام والعطار (بائع العطور) والفطائري والفواخرجي والشواشي (الطرابيشي)… ويعتقد قشقاش أن المتحف لا يترك السائح فريسة للأساطير والحكايات البعيدة عن الواقع التي يتناقلها الناس والتي تصل إليه مُجتزأة ومُحرفة. ويساهم المتحف في تغيير صورة المدينة القديمة التي سيطرت على شوارعها محلات بيع المشغولات التقليدية للسياح، وهي محلات متشابهة في كل المدن السياحية وكادت تمحو الميزات الخصوصية لـ «حمامات». مواقع أثرية إلى ذلك يُتيح موقع المدينة التي تتوسط البلد للسياح زيارة المدن القديمة والمواقع الأثرية التي لا تبعد عنها كثيراً، خصوصاًمسرح «الجم» الروماني وفسيفساء سلقطة وآثار قرطاج ومدينتي القيروان والمهدية العاصمتين التاريخيتين للبلد في العصر الإسلامي. واللافت أن معلماً سياحياً آخر بعيداً عن المدينة القديمة بات يستقطب أعداداً متزايدة من السياح الغربيين إذ أنشئت في وسط منتجع «ياسمين الحمامات» الحديث مدينة عربية بأسواقها وبيوتها وشوارعها تُحاكي المدن القديمة في تونس، وهي مُسيجة بسور جميل مُقتبس من نمط الأسوار التاريخية. حتى أبواب المدينة أطلقت عليها أسماء بوابات قديمة في صفاقس والمهدية وحواضر أخرى مشهورة. وتضم «المدينة» (هذا اسمها) قاعات للعروض المسرحية والسينمائية ومركزاً للمؤتمرات، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المطاعم والمقاهي التي أقيمت على طراز مقاهي عريقة في مدن تونسية، خصوصاً ضاحية سيدي أبو سعيد. يجلس السياح الذين يقيمون في شقق مفروشة أو بيوت داخل «المدينة» أو في الفنادق المجاورة قبالة البحر ويتركون أطفالهم يلهون في مدينة الألعاب «قرطاج لاند»، الواقعة عند أطراف السور وتستقبل الزوار في مدخلها تشكيلة من الفيلة المصنوعة من النحاس وعلى ظهورها المقاتلون الذين غزا بهم القائد القرطاجي هانيبعل اسبانيا وإيطاليا في العصور القديمة. وأينما ألقيت النظر في «المدينة» وخاصة في المقاهي المطلة على الجادة الرئيسية ترى أمامك البحر والأفق البعيد. أما إذا دلفت إلى الأسواق فتجد سلسلة طويلة من محلات الحرفيين الذين يصنعون أنواعاً مختلفة من المشغولات التقليدية، الصوفية والخشبية والجلدية والفضية والحديدية، والتي يُقبل السياح على شراء نماذج منها للذكرى. هكذا هي حـــــمامات: مزيج من التاريخ والحاضر وتشكيلة متنوعة من الحقبات الحضارية التي تعاقبت على أحد أهم الموانئ العتيقة في تونس.  
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)

 


 

«أحلى الناس» بعد الظهر أحلى

عزالدين غربال
 
عادت المنشطة القديرة «هالة الركبي» بعد طول غياب لتؤثث سهرة السبت بمنوعة سمّتها «أحلى الناس» كناية عن طيبة التونسيين وذكائـهم ولطيف خصالهم.. وحطّت بنا المنوعة في حلقتها الأولى بمدينة فصة فكان ضيوفها بمستوى العنوان ظرفاء لطافا.. وساحت بنا كاميرا المنوعة مرفوقة بتعليق بصوت أسرف في الشاعرية حتى كاد يكون متهجّدا… عبر المعالم الثقافية ومراكز الاشعاع العلمي العصري من كليات ومراكز بحث.. كما تحدثت مع المبدعين وكان تركيزها كبيرا مع الممثل عبد القادر مقداد ولطيفة الفصي والمنصف البلدي.. وأحسب ان ضيوفها تمنوا لو خفضت سقف التمجيد اذ لا شيء  أقسى على الابداع الحقيقي من التمجيد أو الانتقاص.. ولم يحظ أعلام فصة الكبار في العصور ـ الوسيطة من فئة العلامة ابن منظور وكتابه «لسان العرب»  بالإهتمام.. كما لم تشر كذلك الى الأديب الكبير أبو القاسم محمد كرّو حفظه اللّه… وعلى العموم كانت السهرة طيبة وان كانت المنوعة برمتها من فئة الأعمال التي يستحسن بثّها في فترة ما بعد الظهر ذلك أنّ النظارة التونسيين لا ينتظرون من سهرة السبت في قناتهم الوطنية الاّ امتاعا ومؤانسة. (المصدر: جريدة “الشعب” (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)  

 


 

الكفاءات الوطنية أو يتامى الإدارة التونسية

حافظ الغريبي
 
لا أحد ينكر الدور الذي تلعبه الكفاءات الوطنية في إدارة أجهزة الدولة ومؤسساتها وفي التخطيط لبرامجها المستقبلية والتفاوض بإسمها مع نظرائها ممثلي مؤسسات خاصة أو أجهزة حكومية أجنبية.. وتحتل هذه الكفاءات مناصب عليا قد لا تكون فيها صاحبة القرار بما أن القرار يعود للحكومة بالأساس والى الرؤساء المديرين العامين للمؤسسات الوطنية لكنها تصنع القرار وتُحْكِم الدفاع عن مصالح الجهاز أو المؤسسة التي تعمل بها وبالتالي عن مصالح البلاد.. وتتراوح مناصب هذه الكفاءات ـ على اختلاف المواقع ـ ما بين مدير ومدير مركزي ومدير عام أو عضو بديوان وزارة.. هؤلاء نجد بعضهم يخططون.. يشرّعون في حين نجد كفاءات أخرى تدير من مواقعها ميزانيات هامة وهناك منها من موقعه تجده قادر على تحسين مردودية مؤسسته بعشرات الملايين من الدنانير وهناك من بحْسِنُ ادارته للتفاوض قادر على تمكين مؤسسته من اقتصاد بعض ملايين الدنانير التي كانت ستُنفق لو لم يفاوض أو يدير عمله بحكمة واقتدار. لكنّ الملاحظ ان جميع هذه الكفاءات لا تجد من يدافع عنها فهي بحكم مواقعها لا يمكنها الانخراط في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل.. وحتى الاتحاد العام التونسي للشغل يعتبرهم طرفا مفاوضا يدافع عن المؤسسة أو الوزارة وبالتالي لا يمكن أن يدافع عمن يعتبره «واقفا ضدّه»!!.. وهذه الكفاءات التي تتمتع بامتيازات محدودة كوصولات وقود وسيّارات ادارية لا يجدون وقتا للتّمتع بها بحكم أنهم مجنّدون للعمل صباحا مساء.. وحتى مساء الجمعة ومساء السبت ويوم الاحد.. هم في واقع الحال لا يتمتعون الاّ بالأبّهة.. هذا إن وجدت.. وهذه الكفاءات رغم ثقل المسؤولية تجدها في بعض المؤسسات الوطنية الضخمة لا يزيد مرتبها عن مرتب السائق بنفس المؤسسة الا بثلاثمائة دينار فقط في أفضل الحالات بحكم ان القاعدة الشغيلة التي انتخبت النقابة هي السائق والسكرتيرة والعامل لذلك تضع النقابات ثقلها للدفاع عنها بما جعل مرتباتها في بعض المؤسسات لا يفصلها الا النزر القليل عن مرّتب المدير المركزي.. واليوم وبلادنا على أبواب مفاوضات اجتماعية لابد ان تبادر سلط الاشراف بتمكين هذه الكفاءات من الحقوق التي تستحقها لتثبيتها في مراكزها لأنه على ضوء ما تشهده البلاد من انفتاح فتح الباب على مصراعيه للمؤسسات الاجنبية فإنه لا عجب أن يأتي اليوم الذي لا تجد فيه وزاراتنا ومؤسساتنا الوطنية إطارا واحدا قادرا على تحمّل المسؤولية عن جدارة.. علما ان بعض المؤسسات الوطنية رغم ضخامتها باتت تجد صعوبات جمّة في العثور على الكفاءات.. فهل تستوعب الحكومة الدرس باكرا أم علينا ان نعيش مرة اخرى وقائع المثل الشعبي القائل «بعدما أتْخِذْ شَرَى مُكْحَلَة». (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  


 

كليمة حق الدنيا زهورات

فيصل الصمعي
الزهر وما أدراك ما الزهر… شجرة تفوح وترد الروح.. ويا ويلو اللي ما عندوش زهر.. ويا سعدو اللي زهرو قايم… وكل واحد وزهرو في ها الدنيا ..فمة اللي زهرو راقد وثمة اللي زهرو قاعد.. والزهر الراقد عند التونسي يبدا من الصغرة..  كانو طلع طافي في القراية وما خذاش السيزيام هذاكة ما عندوش زهر وإذا ما نقز من الباك وما خذاش الكاباس راهو زهرو حموم..واذا شد خديمة على قدو هذاك زهرو مقوّد وإذا ما ربحش في دليلك ملك والا آخر قرار هذاك زهرو راقد أما اذا خذا مرا وطلعتلو عرقوب شوم هذاك زهرو ناعس . أما اللي عندهم زهر ..الناس اللي الزهر يجري وراهم وهو مالا على بالهم..ما الصغرة لا يقرى لا يحضر لا يراجع وتلقاه ديما الاول والمعلمين يحبوه ويدللوه في عينيهم يحطوه على مركز وخدمة بوه وفي الباك تلقاه بالزهر ياخذها من أول عام بالرغم أنو عدى السومان بلوكي بين اللاك والحمامات وتلقاه يمترز بالزهر وهو عدى الاربعة سنين متاع الجامعة مع صاحبتو في بيفات الكلية وبالزهر يتخرج يلقى الخدمة حاضرة ناظرة والترقيات تجيه بالزهر.. ويربح البروموسبور بالزهر.. ويعيّطولوا في أحنا هكة بآس آم آس واحد بالزهر.. تقولشي زهرو مخلوق في دمو.. من زهرو اللي يكسر الحجر.. البيبان المقفولة تتحل.. والممنوع يولي مشروع.. اللي يخدم وما يخلطشي ما هوش مزهار والتي راقد والفلوس تلعب تحت ساقيه هذاك هو المزهار.. واللي يكلت ويسلت هذاك حليلو موش مزهار واللي يشوط شوطة تضرب على البار وتدخل للشبكة يضرب عليها مليار هذاك هو المزهار.. والزهر عند التونسي يا سيدي بن سيدي يتلخص في كلمتين خفاف نظاف.. كونت معبي في البانكة.. ومشروع يعيش منوّ لأولاد اولادو ولا تعب ولاعرق.. وكريهبة يفيّس بيها على الخلق وشاطو طرفو في الجبل وطرفو في البحر.. ويد تجمّد الماء وتردّ الحجر ياقوت.. وشختورة تبدا خليط من باميلا أندرسون وهيفاء ونانسي وروبي وفلوس باريس هيلتون وطول أنجولينا جولي وايدين أمّو في التطييب والتمخميخ.. هاواللي يقلك راجل مزهار وعندو زهر يكسر الحجر واللي ما عندوش هاذومه الكل ننصحوباش ياخذ لواج ويطلع طول  لنابل وقت جمعان الزهر لعل ربي يحن عليه ويلقى زهرو مازال قاعد وما قفزوش بيه جماعة بسم الله واذا ما لقاشي ما عليه كان يرّوح بفاشكة بخمسة إيترات يرش بيها قطرات كل يوم الصباح لعلوا اذا ما خلطش على زهرو.. يخلط على ريحتو.. والمزهار مزهار.. واللي موش مزهار يبقى ديما البرة من الدار. (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  


في الذكرى العاشرة لرحيل المنشط القدير نجيب الخطاب: قطعة من يومنا… ومن تفاصيل حياتنا

 
اعداد ناجي الحاج علي اذا كان فريدريك ميتران نجم التلفزة الفرنسية ومعه بالامارتان وكريستين برافو.. وباتريس بلافون قد استحوذوا على قلوب مشاهدي القارة السمراء الناطقين بالفرنسية والبعض من دول الاتحاد الاوروبي.. واذا كان بيبوباودو عملاق التلفزيون الايطالي حاز ودّ واعجاب المشاهدين في عديد الدول الافريقية من بينها تونس شأنه شأن العجوز رافئيلا كارا… فان نجيب الخطاب يعتبر واحدا من ألمع نجوم التنشيط الاذاعي والتلفزي في العالم العربي… فهو فارس شارع الحرية الاول… وهو منشط الشعب الذي كان.. وهو ايضا حبيب الجماهير في معظم الاقطار العربية حيث كان للتلفزيون التونسي أحسن سفير ـ فبرحيله فقدت مؤسسة لافايات رجلا شهما وفارسا مغوارا ولم تقدر على سدّ الفراغ الذي تركه. لقد عجزت تمام العجز عن ملء مساحة الساعات التي كان المرحوم يؤثثها فلا علاء الشابي استطاع قيادة الجوقة التنشيطية ولا هالة الركبي ولا عفاف الغربي عزفت لحن الجد والتجديد بعد الفقيد ولا آمال شاهد ركبت مهرة الوفاق وانقذت التلفزة من الاختناق ولا يسر الصحراوي التي بدا  عليها التيه والارتباك في كوكتالها الذي اصابته لعنة «الاتراك» ولا بية الزردي. هي ذي سنة عاشرة تطل ويبتسم لها ربيع 25 افريل مذكرا بأقسى فجيعة فجرت قلوب جميع التونسيين وألمت أفئدتهم… لم يكن من السهل تقبل خبر رحيل عزيز علينا لطالما كان جزءا منا.. قطعة من يومنا ومن تفاصيل حياتنا.. سنوات عشر مرت.. والاشجان هي الاشجان والذكرى هي الذكرى.. صور تملأ واقعنا الخاص بالفراغ.. نجيب في ساعة الذكرى الوردية تدق لحظات الوفاء والاخلاص عند محطة نتوقف عندها كلما سافر بنا الحنين إليه لكل من عاشره وعايشه ـ استأنس بصوته.. الشعب اعدت هذه الحقائق المثيرة التي تكشف أسرارا خفية. نجيب وميادة الحناوي.. لانه عرف عن نجيب الخطاب بأنه شخصية حساسة مرهفة فانه كان محبا لكل صوت غنائي جميل.. وميادة الحناوي كانت الفنانة الأقرب الى اذنه كمطربة أدت الكثير من الأعمال الفنية القيمة.. ونجيب لم يخف لحظة اعجابه الكبير بصوت هذه الفنانة لهذا استضافها اكثر من مرّة في الاذاعة والتلفزة وكان يمرر باستمرار أجمل اغانيها وأحلى التسجيلات النادرة التي غنت فيها «ليكون في علمك أنا موش راضي» وغيرها.. ومن هنا فقط ذهب في ظن كل من عرف نجيب الخطاب من قريب او من بعيد ان الراحل العزيز كان متيما بها وذلك قبل زواجه ولكن ميادة لم تكن ترى في نجيب الا رجلا تحترمه وتكن له ودّا كبيرا جعلها تصنفه في مرتبة المنشط رقم واحد في العالم العربي.. ولهذا استمرت صداقة نجيب لميادة طيلة حياته». خليفته في التنشيط رغم مرور عشر سنوات على رحيله فانه كان ولا يزال رمز التنشيط الاذاعي والتلفزي في تونس والوطن العربي هذه حقيقة لا ينكرها عاقل. كان يشد اليه الانظار والقلوب بمفرده…وحده كان يوقف حركة التنفس.. ويصيبنا بالحيرة والبهتة عند كل مفاجأة.. أو فكرة… أو استضافة… كان المرحوم يطالعنا بها.. لهذا كان من الصعب جدا ان تجد ولن تجد من يسد هذه الثغرة العميقة رغم العقد الذي مرّ لان لا أحد تعلم من نجيب ابجديات العمل واسلوبه الساحر في التنشيط.. أليس هو ببي باودو تونس؟! هوّة سحيقة تركها الخطاب  بينه وبين بقية المنشطين الذين كانوا معه والذين تلوه… والذين نهلوا من علم الاستنساخ وقلة الاجتهاد ما جعلهم غير قادرين على كسب ود المشاهدين. ولكن هذا لم يمنع ظهور بعض الطاقات التنشيطية التي أخذت على عاتقها مجهود المحاولة والاضافة وقبل رحيله بايام سئل نجيب عن المنشط الذي تتوفر فيه بعض خصاله في عالم التقديم ومن يمكن ان يعتبره خليفة له فاكد بأن تونس تزخر بالطاقات الشابة الموجودة في ساحة التنشيط والتي انجبتها مؤسسة التلفزة التونسية ودعمتها خاصة في قناة الشباب 21 التي لم تكد تمر على ظهورها سنوات قليلة.. ولا شك ان هذه الطاقات لا يزل الطريق امامها لتبدع اكثر وتنجح ولا يزال ينتظرها الكثير في عالم التنشيط وهذه المجموعة الشابة حظيت بتشجيع خاص من المرحوم نجيب من خلال الاستضافات المتكررة لمنشطي قناة 21 ومنشطي اذاعة الشباب لكن من هو خليفة نجيب الخطاب الحقيقي؟.. سؤال لا يزال فعلا معلقا والاجابة عنه معدومة امام ما نشاهده من العجائب التنشيطية في صندوق لافايات.. المرأة الرائعة نجيب.. الرجل المناضل.. المكافح.. الذي دفع كثيرا من اعصابه ومن دمه ومن راحته في سبيل التلفزيون.. وفي سبيل اسعاد جميع التونسيين كان له قلب ظل عاشقا ينبض بالحبّ وبالحياة.. عرف اصنافا من النساء وصادق الكثير من المعجبات اللواتي لم يحببن فيه الانسان بقدر ما عشقن شخصية المنشط النجم.. المشهور.. والناجح.. والميسور ماديا.. ولهذا لم يكن يربطهن به الا اسم نجيب الخطاب اللاّمع لكنها هي.. فقط لم تنظرالى نجوميته والكم الواسع من المعجبين والاضواء.. والشهرة.. لم تنظر الا الى نجيب الرجل الانسان بقلبه الطفولي اليافع.. أحبت نجيب بعنفوانه وغضبه وأفكاره المجنونة… أحبت نجيب الذي يضع أمه بين عينيه.. ويذوب في تراب «الربة» في تطاوين الاصل.. نجيب الذي كان يحمل العالم بكف وقلبه الدافئ بكفه الاخرى ولهذا سلمها مقاليد حلمه ووجدانه.. رمى برحاله عند هدوئها وروحها النقية.. واختارها  عن جميع النساء لتكون رفيقة دربه الشائك. رافقته بعينها التي كانت ترتعش خوفا عليه وامسكت ببركانه الثائر بين أصابعها… انها هي امرأة حياة نجيب الخطاب الوحيدة.. هي حبيبته وهي زوجته التي اعلنت ثوب الوفاء بعده حتى النهاية.. انها السيدة العظيمة آمال.. انها المخلصة للرفيق الكبير والدة أحلام نجيب الخطاب…  كلمات ليست كالكلمات ولانه سيبقى رغم الرحيل المرّ فارس التلفزيون الاول والاخير ولانه كان صانع المفاجآت وصانع النجوم فانه كان الوحيد صاحب الفضل الاساسي في ظهور معظم الفنانين التونسيين وأكثر النجوم العرب الذين لم نكن لنتعرف عليهم… فكاظم الساهر الذي جاءنا عام 1994 وصار الان النجم العربي رقم واحد… وأحلام الاماراتية وجورج وسوف وراغب علامة وباسكال مشعلاني الى جانب مجموعة كبيرة من المطربين التونسيين.. نجيب الخطاب في تلك الفترة كان محاطا بحلقة تعج بالمعجبين والاصدقاء الذين كانوا يتقربون منه من اجل مصالحهم وخدمة اسمائهم.. وسرعان ما انفض مجلس الصحبة والاخلاص برحيل العزيز نجيب خلدوه بذمّة النسيان وتجاهلوا وحدة زوجته وابنته ووالدته بعد الممات.. حكاية المعرض رغم النجومية والشهرة  وخبرة السنوات الطويلة التي جعلت من نجيب قمة عربية مضيئة في ربيع التلفزيون التونسي فانه كان يريد باستمرار الابتعاد عن الاضواء وظل فترة طويلة رافضا الحوارات الصحفية واللقاءات الخاصة اقتناعا منه بان المبدع الناجح هو من يفرض نفسه بعمله ومجهوده لا غير.. وقد اقترح عليه بعض المقربين وهو في قمّة عطائه الزاخر والساحر أن يقيم معرضا خاصا بحياته ومشواره في عالم التلفزيون.. والتنشيط لكنه رفض هذا الطلب بشدّة.. هذا الرفض جاء في فترة اكدت تواضع نجيب وتجنبه لكل ما من شأنه ان يحدث بلبلة حوله من أي نوع ولكن هذا لم يمنع من تنفيذ المعرض فعليا اثر وفاة الخطاب وهو المعرض الذي انجزه المصور رضا هميمة وقد لاقى اقبالا منقطع النظير مع الامل ان يجدد اخونا وزميلنا رضا في هذه الذكرى العاشرة اقامة معرض يكون بمثابة الشهادة الحية لمسيرة منشط الشباب ونجم الشباب نجيب الخطاب.. جميعهم كان يريد مصافحة نجيب بعد عام واحد فقط من رحيله.. نجيب رفض هذا التكريم الشخصي  وهو حيّ لكنه لم يمنع  منه وهو ميت حتى يعود الى محبيه ومعجبيه من جديد وان كان لايام معدودة.. من الزمن الآخر رغم ان مجال المنافسة في العمل مع نجيب كان محسوبا فقد لقي المرحوم عدة واجهات حاربته وهو على قيد الحياة وان كان هذا الامر مسموحا به في اطار التنافس في صنع الحدث الى حدّ ما فانه يعد امرا مؤلما ومخجلا بعد مماته حيث لقي ما تركه نجيب الخطاب من مخزون تلفزي ومنوعاتي وافر انتقادا وهجوما لاذعا من طرف البعض اذ وقع اتهامه بعدم المصداقية والانحياز في توجهه الاعلامي واستغلاله لشبكة علاقاته الموسعة حتى يخدم مصالحه الخاصة. ألبوم الذكريات نجم الشاشة الايطالية الشهير لبيبو باودو اسم غني عن التعريف وهو المنشط الذي له مكانة جدّ خاصة في قلوب الايطاليين وحتى التونسيين المدمنين على مشاهدة القناة الرايونو.. ومن يقول بيبو باودو حتما سيتذكر «Dominica in» منوعة الاحد المعروفة التي ارتبطت باسمه سنوات قبل ان يتداول على تنشيطها ثلة اخرى من منشطي القناة مثل «كارلوما قالي» و»امادوس» و»كارلو كونتي» ليعود اليها هذه الايام… وطبيعي ان تكون لهذه الشخصية التلفزية علاقات واسعة وصداقات عديدة ومتينة متميزة مع نخبة كبيرة من الوجوه السياسية والاعلامية في ايطاليا وخارجها من هؤلاء المرحوم نجيب الخطاب منشط الشعب الذي كان.. حيث نزل بيبو ضيفا على نجيب باحدى منوعاته.. باودو لم ينس قط تونس وسيدي بوسعيد.. والمرسى.. لم ينس مدن سوسة.. الحمامات والجم.. وبعضا من قرى الجنوب التونسي.. فله بهذه المناطق ذكريات حلوة وجميلة جسمتها الصور التي يحتفظ بها في ألبومه الخاص… حبيب الايطاليين لم ينس صديقه نجيب الخطاب.. وهو الذي تفاجأ برحيله وهو في عز العطاء وعنفوان الشباب.. عام 2002 قبيل انطلاق مهرجان الاغنية الايطالية الذي تحتضنه مدينة سان ريمو والذي اداره باقتدار تلك السنة.  خصصت الرايونو بعض الريبورتاجات عن هذا المنشط العبقري وغاصت في اعماقه.. فتحت معه سجل الذكريات الحافلة في منوعة «Lavi» التي يقدمها المنشط المخضرم ميشال كوكوزا زارت كاميرا المنوعة بيبو باودو في منزله الفخم والصور الرائعة. (المصدر: جريدة “الشعب” (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2008)  


بعد 27 سنة من وفاته: عائلة محمد علي عقيد تستغيث ونجله مهدد بالسجن

 
الحبيب الصادق عبيد  
هو واحد من الجنود الذين ساهموا في التمهيد وصنع ملحمة الارجنتين التي ظلت محفوظة بذاكرة الرياضيين ونعني به المغفور له محمد علي عقيد الذي التحق بجوار ربه يوم 11 أفريل 1979 بالمملكة العربية السعودية تاركا عائلة تتكون من زوجة وولد وبنت ولئن تولت المجموعة الوطنية والجهوية تكريمه من خلال اطلاق اسمه على شارع بالعاصمة وعلى القاعة المغطاة بطريق سيدي منصور بصفاقس فإن عائلته لم تحظ بمبادرات تذكر وخاصة من النادي الصفاقسي رغم كل الوعود التي تلقتها من كل جانب ويكفي أن نشير إلى أن زوجته وابنه استغلا الحديث الذي اجرته معهما إذاعة جوهرة يوم الجمعة الماضي ليتوجها بنداء ملح وعاجل لكل الغيورين على الفقيد والرياضة لانتشال الاسرة من الخصاصة والفقر والظروف الصعبة التي تمر بها والتي تهدد الابن بالسجن بعد فشل المشروع الصغير الذي أقامه (آلة طباعة ورق) ولئن نوه الابن والام ببادرة لطفي عبد الناظر الرئيس السابق الذي انتدبه كعامل بإحدى مؤسساته مقابل جراية بـ300 دينار شهريا فضلا عن بادرة جمال العارم الرئيس السابق بتميكنها من ألف دينار. فإن العائلة لامت على الجمعية التي تناستها تماما رغم تنظيم بعض الدورات التي حملت اسمه في عهد عبد العزيز بن عبد الله ولم تغنم منها إلا القليل القليل ورغم كل المحاولات المبذولة لدى الهيئة لاسعافها وإخراجها من الوضع المتردي الذي تعيشه ونحن بدورنا نأمل أن تتحرك جمعية قدماء اللاعبين وكل الغيورين على النادي بمساعدة العائلة. (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  


في منتدى نقابة الصّحفيين كيف السبيل لتجسيم ما جاء في الدّليل التدريبي حول حقوق الإنسان للإعلاميين؟

 
 
سفيان السهيلي
تونس ـ الاسبوعي: كان الحوار عشية الجمعة (11 أفريل) بمقر نقابة الصحفيين التونسيين على غاية من الاثارة والتشويق. اما المناسبة فقد كانت استضافة منتدى النقابة للاستاذ عبد الكريم الحيزاوي (معهد الصحافة وعلوم الإخبار)  الذي قدّم لعدد من الصحفيين واساتذة معهد الصحافة وثلّة من الحقوقيين الدّليل التدريبي الذي اعده بالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الانسان حول «حقوق الانسان للاعلاميين»  ولئن ثمن الحضور هذا الاصدار وما تضمنه من معطيات تساعد على نشر مبادىء حقوق الانسان وخاصة ما يتصل منها بالحقل الاعلامي فقد مثّل الموعد فرصة عبّر فيها بعض المتدخلين عن ضرورة توثيق الصلة بين الصحفي وحقوقه التي تكفلها له مختلف المواثيق والتشريعات والاعلانات الدولية على غرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية واعلانات اليونسكو.. ومن ثمة تمكين الاعلاميين على اختلاف مؤسساتهم الصحفية من مواكبة دورات تدريبية على هذه الحقوق حتى يطالبوا بها ويمارسوها في مباشرتهم اليومية للعمل الصحفي سواء في مستوى الحق في الحصول على المعلومة من مصادر الخبر او الحق في الاعلام وحرية التعبير وما تعنيه من نشر للاخبار بكل حرية في ظلّ   النزاهة والموضوعية. القوانين بين التأيّيد والرفض ومن جهة اخرى مثّل موضوع اقرار قوانين وتشريعات داخلية تنظم الممارسة الاعلامية محل خلاف بين المتدخلين بين رافض لهذه النصوص واعتبارها مصدر تقييد و«تكبيل» للعمل الصحفي سيما في ظلّ مجلة الصحافة الحالية وما تكتسيه من بُعد زجري.. ومؤيد لمثل هذه التشريعات الكافلة لحقوق الافراد وضمان احترام القانون خاصة وان القطاع تحكمه قواعد واخلاقيات للمهنة يجب احترامها والالتزام بها.. ومن هنا وردت دعوة ملحة الى السيد ناجي البغوري الرئيس الجديد لنقابة الصحفيين بضرورة المبادرة بتغيير ميثاق شرف الصحفي في صيغته الحالية وجعله اكثر دلالة واعمق معنى سيما في علاقته بالحق في الاعلام وحرية التعبير وحماية حقوق الصحفي والالتزام بأخلاقيات المهنة. «مادة ثرية» وبالعودة الى محتويات الدليل التدريبي حول «حقوق الانسان للاعلاميين» يُذْكَر انه يتألف من اربعة ابواب يهتم الاول بالمعايير الدولية للحريات الاعلامية والثاني بالصحفي وحقوق الانسان في مستويي احترام حقوق الانسان وحمايتها من طرف الصحفي كواجب مهني واخلاقي (الضوابط الدولية والقطرية) وحماية الصحفيين في التشريعات العربية والدولية وخاصة ما اتصل منها بحماية الصحفيين المكلفين بتغطية النزاعات المسلحة. فيما خُصص الباب الثالث لبعض نماذج التناول الاعلامي لمواضيع تهم حقوق الانسان وتُوِّجَ الدليل بباب رابع يمكن اعتباره بمثابة خدمة توثيقية للاعلاميين حول مصادر المعلومات المتعلقة بحقوق الانسان. وللتدليل على قيمة هذا الاصدار وما يكتسيه من اهمية يمكن ان نقف عندما اورده الدكتور الطيب البكوش (رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان) في تقديمه لهذا الدليل التدريبي حيث قال: «يهدف الى توفير مرجع للاعلاميين العرب يطّلعون من خلاله على ابرز التشريعات الدولية والاقليمية الضامنة للحريات الاعلامية والحق في الاعلام، قصد فهم المعايير الدولية في المجال، وتنمية المهارات المهنية في القطاع، بفضل التمارين والنماذج المدرجة في خاتمة كل باب من الابواب الاربعة (المعايير الدولية وعلاقة الصحافي بحقوق الانسان ومصادر معلوماته في المجال وطرائق تناوله للموضوع). (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  

 


 

التبرع بالدم في تونس

   

تونس واس كشفت تحاليل طبية أجريت على عينات من الدم لمتبرعين تونسيين عن بعض الامراض الخطيرة لكن بنسب محدودة . فمن بين 156ألف تبرع بالدم للسنة الماضية تم إكتشاف ما نسبته 21ر0 بالمائة اصابة بمرض الزهري و 48ر2 بالمائة اصابة بالتهاب الكبد و 007ر0 بالمائة اصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة //الإيدز// . وتشير الاحصاءات إلي ان تونس بلغت الاكتفاء الذاتي من بعض مشتقات الدم مثل البلازما الطازج والمجمد ومكونات دموية أخرى .. وان البلاد تحتاج سنويا لتبرعات فى حدود 200 الف تبرع وان المعدل السنوي لا يتجاوز الـ 156 ألف .  وكالة الأنباء السعودية (واس 8 ربيع الآخر 1429هـ الموافق 14 ابريل 2008  


 
حصــاد الأسبــوع
للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري   1) علمــت:   1- يمثل المناضل علي الوسلاتي، عضو فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، و الناشط في مدينة بنزرت ، أمام محكمة ناحية بنزرت/ محالا بموجب قانون المساجد، احد الإنجازات الثورية للتغيير.. ويكون ذلك يوم الثلاثاء القادم 15 أفريل 2008..   2- حكم على السيد محمد المجنون بشهر سجنا، وهو الآن يقضي العقوبة في سجن قابس.. السيد محمد المجنون أصيل جهة دوز، وهو سجين سياسي سابق، سلمته السلطة الليبية سنة 1996 و قضى بالسجون التونسية قرابة العشر سنوات.. غادر السجن سنة 2005..   3- السيد رضا عيسى السجين السياسي السابق غادر السجن يوم الأربعاء الماضي 2 أفريل، كان لنا حديث معه اليوم ينشر لاحقا.. الظروف السجن ماذا تغير و في أي اتجاه؟ خصوصا و أن صديقنا دخل السجن في ثلاث مناسبات أولها سنة 1991 و ثانيها 1999 و ثالثها 2007..   4- ما دار في بنزرت نهاية الأسبوع الماضي و بداية هذا الأسبوع، أثار إعجاب الكثيرين.. أن يتخلص المرء من عقلية”أخطا راسي واضرب ” في زمن تضافرت كل أجهزة السلطة على تجذيرها في المجتمع بدءا من مثقفيه و أبواقه.. و لعل مثلهذ العمل هو الذي سيسقط وريقات التوت و سيفضح الكثير من مناضلي الصالونات المكيفة..   انظر الصور المصاحبة ( في اتجاه المحكمة، في بهو المحكمة، أمام المركز) و الشكر موصول الى السيد فوزي الصدقاوي على هذه الصور الجميلة..   5- و أوله قطر:   اعتصم كل من السادة محمد الهادي ين سعيد و عبدالجبار و محمد الزار في المقر المركزي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين مطالبين قيادة الحركة باتخاذ خطوات عملية مساندة للسيد علي الوسلاتي المناضل في نفس الحركة/ اتجاه الخصخوصي، لكن يبدو أن مسؤولي الحركة لهم في الحكمة رأي آخر.. و أمام شعور المعتصمين باللامبالاة يبدو أنهم قرروا عدم رفع الاعتصام بل مواصلته في المقر.. لكن هل ترضى قيادة الحزب بمثل هذا التصرف؟؟ سبق أن اعتقل أمناء عامّون و لم يحرك ساكن، فهل تراهم يخرقون العادة ؟؟ لا أظن…   و هل ترى عم علي بن سالم يوفق في مساعيه؟؟؟ أرجو ذلك..   2) تـدبرت:   “سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج ، فقال له عمر بنعبد العزيز : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟” ابن الجوزي 3) سمعت:   دخلت مخبزة لاشتراء حاجتي من الخبز، فرأيت كهلا يضع خبزات في سلة، كانت الخبزات التي وضعها لم تخرج توا من الفرن، فأشرت إليه بأن الخبز الجديد يوجد هناك وهما مني أني أقدم خدمة للرجل فالتفت إلي و قال: تلك “شهوة” أشريها في بعض الأحيان.. لم أفهم كلامه فتظاهرت بأني لم أسمعه، فأعاد مبينا: كنا فيما قبل نشتهي “اللحم” فيكون عادة ضيف وجبة يوم الجمعة، لكن ذاك وقت قد خلا.. الآن شهوتنا أصبحت خبزة جديدة، علبة ياغرت، برتقالة كاملة..   كان سؤالي: أين تعمل؟ مثل الصاعق الذي وقع تشغيله.. فانفجر الرجل متحدثا: أعمل في حظيرة بناء، أجرتي اليومية عشر دينارات، و لي أربعة أبناء، فطور الصباح يتكلف ربع أجرتي، الدخان عشر الأجرة، النقل سدس آخر، الغداء و العشاء دون لحم و لا سمك شطر الأجرة… لذلك لا اشتري الخبز الجديد لأني في هذه الحالة يجب علي تخصيص ثلث الجرة للخبز وحده…”   واصل الرجل حديثه أخماس و أسداس و أثلاث و أرباع…   قلت : لو صرف مثل ما قال في أمكنة أخرى هل ترانا وصلنا إلى ما وصلنا إليه…   4) رأيــت:   من إنجازاتهم إنشاء لجنة في كل مسجد، ( على غرار لجنة في كل حي) تقتصر مهمتها على المسجد.. هذه الهيئة ( خصوصا في بعض المساجد الصغيرة) هي صاحبة الرأي الفصل في قضاياه الجوهرية: من مثل متى يشغل المكيف؟ متى يقع إنارة المسجد ؟ كم من مصباح؟؟ متى يفتح المسجد قبل 5 دقائق من الآذان أم 3 تكفي؟ و بعد الصلاة كم تسمح للمتخلفين من دقيقة؟؟و هؤلاء يتلقون دروسا و يخضرون تربصات لإتقان عملهم عادة ما تكون هذه الدروس تحت رعاية مرشد المعتمدية التي ترجع إليها تلك المساجد ترايبا مستعينا أحيانا بأئمة الجمعة… و هذا برنامج المدة القادمة في معتمدية جرجيس بقية هذه السنة.. هذا ما يمكن قوله الآن…   انظر الصور المصاحبة (خصوصا يوم 6 نوفمبر).. و اذكر ان هذا شيء قليل من الواقع… ( انظر الصور برنامج 1 و 2)   5) قــرأت:   لجنة يهودية-أمريكية تطالب الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” بتنقيح الكتب المدرسية من انتقاد   صعَّدت منظمة يهودية- أمريكية من ضغوطها الإعلامية وانتقادها للسلطة الفلسطينية لعدم ذكر دولة “إسرائيل” بشكلٍ كافٍ في المنهاج الدراسي الجديد، وطالبت بإلغاء أي دروس أو معلومات تنتقدها أو تنتقد اليهود مما يتعلَّمه الطلاب الفلسطينيون.   واتهمت اللجنة الأمريكية -اليهودية، وهي إحدى جماعات الضغط الموالية للكيان الصهيوني والتي تتحدث باسم يهود الولايات المتحدة، في تقريرٍ جديدٍ لها، الفلسطينيين ببث كراهية اليهود والغرب في كتبهم المدرسية. http://www.palissue.com/arabic/news/file/details/0/15823.html   6) نقلــت:     عريضة: من أجل رفع فوري للحصار على غزة   نشرت يوم الثلاثاء 18 مارس 2008   هذه العريضة ستوجه إلى رئيس الجمهورية و إلى وزير الشؤون الخارجية   أين الضمير العالمي؟   منذ سنتين، و إثر الانتخابات الديمقراطية التي أوصلت “حماس” إلى الحكم في فلسطين، فإن قطاع غزة ذي المساحة الصغيرة الفقير و المكتظ أين يعيش و بالأحرى حيث ,,, مليون ونصف من الفلسطينيين يخضع إلى حصار إجرامي من قبل إسرائيل بتواطئ من فرنسا و الاتحاد الأوربي و الولايات المتحدة..   نعتته إسرائيل “كيانا معاديا” في سبتمبر 2007 و هذا مصطلح لا وجود له في القانون الدولي و منذ ذلك الحين و تسلط على قطاع غزة “حربا بلا حدود و دون رحمة”. لكن دولة إسرائيل كقوة احتلال تهزأ من القانون الدولي “المجتمع الدولي” يكتفي بإعلانات جوفاء دون أن يفكر يوما في أدنى العقوبات..   بتعلة إطلاق صواريخ تقليدية على جنوب إسرائيل، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومات جد دموية على قطاع غزة حيث يسقط يوميا كثير من المدنيين من بينهم العديد من الأطفال ( 140 شخصا قتلوا في أسبوع واحد بداية مارس)..   لكن لا الحصار و لا الهجومات الدموية استطاعت القضاء على روح المقاومة عند سكان غزة..   إن الحرب الإسرائيلية الأكثر دموية على الشعب االفلسطيني في قطاع غزة يجب أن تتوقف.   إن على فرنسا و على الاتحاد الأوروبي أن يتقبلا قواعد الديمقراطية، و أن يحاورا كل ممثلي الشعب الفلسطيني بما فيهم “حماس”..   إن دولة إسرائيل التي ترفض الانصياع القانون الدولي يجب أن تدان.   كما نطالب الحكومة الفرنسية   – بالتحرك لإنهاء حصار غزة و ضمان فتح كافة نقاط العبور بين قطاع غزة و الخارج و ضمان التواصل الجغرافي مع الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.   – معاقبة دولة إسرائيل و خصوصا بتعليق الاتفاقات المبرمة في الميادين العلمية و التقنية و العسكرية و الأمنية.   – لتضغط في إطار الاتحاد الأوروبي للحصول على تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأروبي و اسرائيل إلى أن تنصاع دولة إسرائيل للقانون الدولي. http://www.france-palestine.org/article8434.html   7) دعـاء:   اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي، وترد بها الفتن عني، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدي، وتعصمني بها من كل سوء   عبدالله الــــــزواري Abzouari@hotmail.com   (المصدر: موقع “الحوار.نت” (ألمانيا) بتاريخ 11 أفريل 2008)  


 

إنتفاضة الجياع في مصر واليمن لا نريدها أن تقع في تونس

 
بدأت تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية تفصح عن نتائجها الكارثية على إقتصاديات البلدان النامية، فما يقع في جنوب اليمن وشوارع القاهرة من إنتفاضات شعبية وتعبيرات إحتجاجية بسبب إلتهاب الأسعار في المواد الأساسية وتدهور القدرة الشرائية لأوسع الفئات الإجتماعية ليس سوى بقع زيت قابلة للتوسع لتشمل بأسرع مما نتوقع بقية الأقطار العربية وسنكون مكابرين إذا إستثنينا بلدنا تونس رغم أن المماثلة التامة بين وضعنا الإقتصادي والإجتماعي المستقر نسبيا وبين الأوضاع الهشة والمتردية لتلك البلدان أمر لا يخلو من الظلم وعدم الإنصاف .  بالقطع لسنا بمعزل عن مناطق الضغط ما دام إقتصادنا جزءا من النظام الإقتصادي العالمي الذي تحتد تناقضاته بحكم التصاعد المذهل لأسعار الطاقة التي يتلاعب بها صعودا وهبوطا حفنة من المقامرين في أسواق الصرف العالمي ومع ذلك فإن الإعتراف بموضوعية الأزمة التي تتهددنا بأشباحنا ونذرها لا يبرر لنا الخضوع لمنطقها والإستسلام لأحكامها ولا شيء يعفينا من محاولة التصدي لها والتقليل من آثارها وأضرارها ومجانبة عواقبها. لا نريد أن نستثمر الواقع الإقتصادي الضاغط على شرائح واسعة من مجتمعنا من أجل تعبئته ضد سياسات الحكومة على مايفعل البعض ويسعى لركوب الموجة ومناطحة الحكم حتى وإن كان لذلك على حساب إستدامة وتفاقم الكلفة الإجتماعية، فالأحرى بنا ـ وهذا ما ينهض به حزب الوحدة الشعبية- أن نساهم بمقترحاتنا واجتهاداتنا في البحث عن حلول ممكنة وتسويات ناجعة لمشاكل إجتماعية ومصاعب إقتصادية وثغرات تنموية لا نراها مطاعن نتلذذ بسادية في إدانتها بل نراها مواضع للتحدي نعمل مع الجميع لمواجهتها. إننا من أكثر الناس إيمانا بالإشتراكية وأشدهم حرصا في التعلق بأرقى نماذج العدالة الإجتماعية بروحها المساواتية وهيكلها الديمقراطي وأبعادها الإنسانية، ومع ذلك لا نسعى أبدا لمحاكمة الواقع بمثالنا الإيديولوجي ذلك أن مثالنا ليس نموذجا نحن إلى استعادته من الماضي أو مشروعا طوباويا نحلم بتحقيقه في المستقبل، بل هو مبدأ يحركنا في الحاضر وطاقة تدفعنا للمساهمة في بناء واقع أقرب لمثل الحرية والتضامن والمساواة، في ضوء هذه الرؤية المنحازة سلفا لأوسع فئات الشعب، لا نتوقع أحد من حزب الوحدة الشعبية إلا أن يكون في مقدمة الصفوف المناضلة في  سبيل الحفاظ على المكاسب الإجتماعية والضمانات الإقتصادية الحارسة للمقدرة الشرائية والعيش الكريم لجميع الشرائح وكل الجهات. هذا الإلتزام الثابت بمبدأ العدالة الإجتماعية إنما يجري الـتأكيد عليه اليوم في وجه ما يتراءى على مسرح الواقع الإجتماعي من تراكم لصعوبات مادية تدفع بالعديد من الفئات والجهات والقطاعات إلى الشعور بقدر من الترك والإهمال خصوصا وأن المخططات التي تضعها الدولة والتوافقات التي تتمخض عنها المفاوضات الإجتماعية لا تترجمها الإدارة بسبب إرثها البيروقراطي وإرتباطاتها الزبونية إلى مشاريع وإنجازات ذات مردودية عالية ونجاعة ملموسة و شفافية لا يطالها غبار. على العموم لا يمكن أن ننهي الحديث عن أوضاع بلادنا الإقتصادية والإجتماعية من دون الإشارة إلى أمرين هامين يشكلان معا قاعدة لتحصين مجتمعنا من تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية التي تمكنت بعد من زعزعة إستقرار بعض البلاد العربية، ومن واجبنا أن نحمي أنفسنا منها ونرد أمواجها العاتية عن شواطئنا. يتمثل الأمر الأول في أن تمدد الأزمة الإقتصادية العالمية باتجاهنا، إذا كان تعرضها لاقتصادياتنا قدرا لا مفر منه، فلا أقل من أن تقتسم المجموعة الوطنية بأسرها مفاعيل هذه الأزمة وانعكاساتها الظرفية مهما طالت أو قصرت ، أما أن تتحمل الفئات الشعبية الكلفة كلها من قوتها اليومي وتوازناتها الشرائية والمعيشية فهذا المصير لا يمكن أن يقبله مجتمع تواضع على قيمة التضامن كمبدأ ناظم وقاعدة إرتكاز لمشروع مجتمعي يتعايش فيه جميع الناس مواطنين أحرار ومتساوين ومتضامنين. أما الأمر الثاني فيتصل بأهمية التوافق واللحمة الإجتماعية التي تتطلب حلولا ومعالجات ما فوق إقتصادية ولعلها تنطلق من مداخل سياسية وتستند إلى قاعدة ثقافية في هذا السياق يجب التفكير بضرورة مواصلة عملية الإصلاح السياسي بتسريع النسق وتوسيع الأفق فالشرعية الديمقراطية هي الضامن الأكثر وثوقا لديمومة الإستقرار الذي لا تنال منه الهزات الظرفية ذات الطابع الإقتصادي ومع ذلك فالإستقرار السياسي المنشود والقادر على الصمود أمام الضغوطات الخارجية والتجاذبات الداخلية لا يتعين فقط في أبنية فوقية متطورة ومؤسسات دولاتية حديثة وإنما أيضا وبالأساس في ثقافة عقلانية وديمقراطية متجذرة ومجتمع مدني نشيط ومتحفز ونظام إقتصادي ديناميكي ومرن وفعال ونسق إجتماعي تضامني يسهر على ضمان الفرص المتساوية والقدرات المتكافئة ليحقق كل فرد مواطنته بقدر سعيه لإشباع حاجاته المادية والمعنوية وبقدر تعبيره عن إنتمائه لمجتمعه وبلاده.                                                         سليم الزواوي  (المصدر: صحيفة “الوحدة”، لسان حال  الوحدة الشعبية(أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 588 , أفريل 2008 )  

لامبالاة الشباب التونسي بالشأن العام: تشخيص ورؤى للمعالجة

 

 
طرحت خلال الفترة الأخيرة في تونس بشدة مسألة عزوف الشباب التونسي عن الاهتمام بالشأن العمومي أو الحياة العامة بعد أن أكدت الأرقام هذه اللامبالاة من خلال الاستشارة الشبابية التي قام بها المرصد الوطني للشباب و شملت 10 آلاف شاب من مختلف مناطق الجمهورية سنة 2005 حيث بلغت نسبة انخراط الشباب في هياكل المجتمع المدني 16.7 بالمائة فقط كما أن 72.3 بالمائة من العينة المستجوبة لا تعنيهم الانتخابات التي تهم الحياة السياسية و الاجتماعية، إضافة إلى ذلك بينت الاستشارة أن نسبة ارتياد هؤلاء الشباب للفضاءات الثقافية التي من شأنها أن تنمي فيهم روح المشاركة و الاهتمام بالشأن العام تمثل 6.2 بالمائة و الفضاءات الشبابية  8.6 بالمائة أما المقهى فقد مثل أكبر وجهة للشباب بنسبة 31 بالمائة، إلى جانب ذلك مثل اكتشاف المجموعة المسلحة بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة  ناقوس الخطر الذي نبه إلى ضرورة اعادة الحسابات و الاهتمام أكثر بفئة الشباب و تحصينها من كل ما يمكن أن يهدد أمن البلاد و يوقع شبابنا في دوائر السلفية و التزمت التي لا يمكن إلا أن تتقدم به إلى الوراء. من هذا المنطلق سنحاول من خلال هذا المقال تسليط الضوء على أبرز العوامل المؤدية بفئة كبيرة من الشباب التونسي إلى العزوف عن الشأن العام و بالتالي وقوعه أو وقوع السواد الأعظم منه ضحية التزمت من ناحية و الميوعة و السطحية من ناحية أخرى، ثم سنقدم بعض المقترحات كحلول لهذه الأزمة على ضوء ما رصدناه من عوامل. و بالانطلاق من رصد أبرز العوامل المكونة لظاهرة العزوف الشبابي عن الاهتمام بالمشاغل العامة و بالتالي مفسرة لضعف اقباله على الأحزاب و المنظمات و الجمعيات، يمكن التوقف عند العوامل التالية: ـ عامل تربوي ثقافي: يعود ضعف مشاركة الشباب التونسي في الحياة العامة أساسا إلى ضمور وهشاشة ثقافة المواطنة نتيجة التربية التي يتلقاها الشاب منذ مرحلة الطفولة في الأسرة و المدرسة ثم المعهد فالجامعة. ففي الأسرة لا يعود الأبوان الابن على المشاركة في اتخاذ القرارات بما فيها القرارات التي تهمه بل غالبا ما يغيب الحوار داخل الأسرة بين جميع أفرادها و بالتالي تكريس روح الولاء و الطاعة في نفس الطفل، كما يمثل خوف الوالدين على الأبناء حاجزا أمام انخراطهم و انفتاحهم على مجريات الحياة العامة. أما في المؤسسة التربوية، رغم اصلاحات التعليم التي وضعت المتعلم محور التعلم، إلا أن الملاحظ على مستوى الممارسة سيطرة التوجه التلقيني الذي يحرم المتعلم حتى في سنوات متقدمة من الدراسة من روح المبادرة و الحوار و انتاج المعرفة، هذا الجانب التربوي خلق نفسية ذهنية متلقية ضعيفة التعويل على ذاتها و عديمة الالمام بالعمل الجماعي. ـ الإعلام: أكدت أغلب الدراسات على الدور البالغ التأثيروالقوة للإعلام في تحريف الشباب عن الاهتمام بالشأن العام و حتى تزييف وعيهم من خلال دفعهم إلى أشكال من التعويض النفسي عن واقعهم الصعب عبر تقديم حلول سحرية تجعلهم يحلمون بالنجومية و الربح السريع بالتركيز على برامج التسلية و تغييب البعد التثقيفي الذي من شأنه أن يساعد الشاب على تكوين رصيد ثقافي يقوم على مبدأ الالتزام بخدمة المجموعة. ـ عامل اقتصادي واجتماعي: العدد الكبير من الفئة الشبابية مطلبها الأول و الرئيس هو الحصول على عمل و ضمان مستقبل مادي سواء من قضى سنوات طويلة في الدراسة أو من انقطع بصفة مبكرة عن التعليم، هذا العامل الاقتصادي يلعب دورا سلبيا في صرف الشباب عن الاهتمام بالشأن العام حيث ينصب جل اهتمامه على الخلاص الفردي و لا يجد راحة باله في التفكير في القضايا الكبرى منها المتصلة بتنمية البلاد و تقدمها. ـ العامل السياسي: في هذا المستوى نلحظ استمرار رواسب قديمة لعقلية أحادية لدى بعض قوى الشد إلى الوراء،هذه العقلية مازالت راسخة فيها سلوكات المنع والاقصاء التي تميز بها العهد السابق مما أشاع في النفوس الخوف من عواقب الخوض في غمارالسياسة رغم أنه مع النظام الحالي وقع تغيير في المشهد السياسي اذ فتح رئيس الدولة المجال للتعددية و دعا إلى التخلي عن عقلية الحزب الواحد و اللون الواحد و الرأي الواحد، في المقابل فإن بعض مكونات المجتمع المدني من أحزاب و جمعيات مازالت لا تثق في قدرات الشباب و لا تمنحهم مواقع و مسؤوليات بل لا تعمل حتى على استقطابهم. بعد استعراض و لو بشكل و جيز لأبرز العوائق التي أدت إلى عزوف الشباب عن الاهتمام بالحياة العامة سنحاول تقديم بعض المقترحات التي من شأنها تحقيق مصالحة الشاب مع محيطه أو تدفعه للاهتمام بالشأن العام، هذه المقترحات بالضرورة ستكون من جنس ما ذكر من عوائق و سنلخصها في النقاط التالية: ـ العمل على تغيير النمط التربوي السائد داخل الأسرة و المؤسسة التربوية و إعادة الاعتبار و التأكيد على قيم الحوار و الشراكة و هذا من شأنه أن يبني شخصية متوازنة لها ثقتها بنفسها و بقدرتها على المبادرة و العطاء و البذل لتكون شخصية غيرية بعيدة عن منطق الفردانية. ـ المطلوب من إعلامنا الوطني تكريس ثقافة الديمقراطية التي تؤكد على الولاء لتونس دون فصلها طبعا عن محيطها العربي و الإسلامي مع الانفتاح على مستجدات العصر المفيدة و الجادة، كذلك إعلامنا يجب أن يكون تعدديا بعيدا عن الأحادية، يتسامح مع الاختلاف و يعتبره مصدر اغتناء و إضافة. ـ لابد أيضا أن تواصل الدولة جهودها بمعاضدة القطاع الخاص امتصاص القدر الكبير من البطالة و تقليص بعض مظاهر الإقصاء الاجتماعي خاصة بالأرياف و المناطق الداخلية، مع ضرورة إيجاد مواطن شغل لأصحاب الشهائد العليا لأن بقائهم خارج الدورة الاقتصادية يشيع في نفوسهم الإحباط و يضعف ثقتهم بالعلم و المعرفة و دورهما في الارتقاء الاجتماعي. ـ يجب أن تحرص السلطة الحاكمة على تعميق شرعيتها الديمقراطية عبر مواصلة مسيرة الإصلاح السياسي و توسيعها و تطوير القوانين المنظمة للحياة السياسية و الجمعياتية. ـ على مكونات الساحة السياسية معارضة و سلطة تجديد الخطاب السياسي حتى يقترب من مشاغل الشباب و عدم الاكتفاء بالشعارات الإيديولوجية المستهلكة و الحرص على طرح حلول ملموسة قابلة للتحقق. ـ تنويع وسائل العمل السياسي و تطويره فالصحافة الورقية والفضاءات المغلقة لم تعد كافية، المطلوب إذن الذهاب إلى الشباب حيث هم في المدن و القرى و الأرياف و استخدام وسائل عصرية كالأنترنات للتواصل مع الشباب. عموما مع  قدمناه من تشخيص لظاهرة لامبالاة الشباب التونسي بالشأن العام و ما اقترحناه من مداخل للمعالجة لا يبدو بعيدا أو معزولا عما تتدواله أطراف عديدة وعما نلمسه من مبادرات و محاولات لاستيعاب شبابنا و استعادته إلى الطريق الجادة و إبعاده عن مخاطر الاغتراب و التطرف، و لعل انطلاق سنة الحوار مع الشباب تشكل بداية تدعم تفاؤلنا بمستقبل أفضل تكون فيه للشباب مكانته و دوره على صعيد المشاركة الواسعة و الفعالة في بناء الوطن.
شادية السلطاني  (المصدر: صحيفة “الوحدة”، لسان حال الوحدة الشعبية(أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 588 , أفريل 2008 )

برنامج تقرؤون غدا يتحول إلى تقرؤون بعد غد‼

سعد الكثير منا خاصة من الشارع السياسي في تونس بانفتاح إعلامنا الوطني و منه إعلامنا الرسمي على التعددية بعدما طغى عليه اللون الواحد لعقود من الزمن، حتى أن الصحف الأربع أو الخمسة التي نرى عناوينها في تلفزتنا بقيت كمسمار جحا لم تتغير و كأنه لا توجد جرائد غيرها على الساحة التي تعد حوالي 245 صحيفة و مجلة، ومن البرامج التي حظيت باهتمام كبير من قبل المشاهد خاصة من الأوساط الإعلامية رغم قصر مساحته الزمنية برنامج تقرؤون غدا ويبث على الفضائية تونس 7 و يعنى بتقديم مقتطفات من المقالات الصادرة بمختلف صحفنا الوطنية بما فيها الرسمية و المعارضة و المستقلة، هذا البرنامج كان يبث مباشرة بعد نشرة الأنباء الرئيسية و يعاد آخر الليل، لكن فجأة و دون سابق إنذار تغير توقيت بث هذا البرنامج و لا ندري كيف و متى، سمعنا من البعض أنه أصبح يذاع في منتصف الليل و بالتالي الصحف التي تصدر يوم السبت مثلا ستدعونا تلفزتنا العزيزة إلى قراءتها بعد غد بما أنه مع منتصف الليل نكون قد دخلنا في يوم جديد و لا ندري ما الحكمة في قذف هذا البرنامج ليعرض في هذا التوقيت فخمسة أو حتى عشرة دقائق كيف لها أن تعرقل المادة الإعلامية الهامة و المفيدة؟ التي تتحفنا بها تلفزتنا الرسمية بعد النشرة الرئيسية للأنباء،و صدق من قال ولله في خلقه شؤون… شادية السلطاني  (المصدر: صحيفة “الوحدة”، لسان حال  الوحدة الشعبية(أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 588 , أفريل 2008 )


 

ابـن المنـــاجـم  

 
خــالد الطراولي إهـــداء : هذه الأبيات مهداة إلى كل مواطن من أهلنا في الرديف والمضيلة والمتلوي وأم العرائس، وهي عربون وفاء لكل بيت من أهل الديار، وآيات تقدير واحترام نرفعها إليهم بكل حياء، شعارنا فيها اليوم عندكم وغدا عند جيرانكم والأيام دول…   ابن المناجم سلاما وهل يحق غير السلام فتحت نهجا قد أُغلق بابه ونسي أهل الزمان الزمان أُلقيت مفاتيحه عقودا في أودية من جور وظلام ***************** ناديتَ في الصحاري عالبا أين أنت يا شعب إين أنت يا همام فغاب الصدى في الثنايا وجاءتك رسالة ضمنت وصولها الأيام عنوانها أم العرائس والمتلوي والرديف والمضيلة قد وقفنا نحن هنا نحن الكرام ***************** فأصبحت الصحراء واديا وأكل الفأر جبنته وانهمر المطر وسقط الجبل من علياءه والتقى الماء بالوحل ***************** ابن المناجم هلاّ بقيت في سردابك هلاّ اتقيت الضجر هلاّ سكنت جحرك واستلمت الحجر هلاّ أحببت الظلام يوما وتركت النهار  لأهل الحضر ***************** ابن المناجم هلاّ رضيت بقفاف التراب ترسلها علياء فتصبح ذهبا وبساتين معلقة من شجر وأنت في جحرك رابض تسعل تارة وتارة تنتظر ***************** ابن المناجم هلاّ صبرت على ظلمك حتى يستجيب القدر فمهدي الزمان قادم فلمَ النهوض ولمَ السهر ***************** ابن المناجم سلاما سلاما من مهجري أراد الحياة فقُبِر لكن عزمك أطاح الجبال وأعاد لنا عنقودا من أمل وعهد مني إليك صادقا أن عرجون الزيتون سيبقى مرفوعا بدون كلل وأن إرادتنا من إرادة الله ومن لم يهوَ الشاهقات “يعش أبد الدهر بين الحفر“. * انتهــــــى *  
13 أفريل 2008 المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net ktraouli@yahoo.fr

في استعمالات الدين تزاحموا  تراحموا !!!

 

 
 
عدنان المنصر* دقائق حرجة جدا مر بها زعماء 9 دول افريقية يوم الأربعاء 19 جانفي 2008 في مراسم افتتاح “مسجد القذافي الوطني” بالعاصمة الأوغندية كامبالا عندما أدى تدافع بين الحراس الشخصيين للزعيم الليبي والرئيس الأوغندي إلى اندلاع شجار كاد يتحول إلى مجزرة بعد سحب الحراس لمسدساتهم، وهو ما كان سيؤدي، لا قدر الله، إلى فقدان قارتنا العزيزة لأكثر زعمائها ديمقراطية وشفافية وتفانيا في خدمة شعوبهم.  كانت المناسبة التي تداعى بسببها ذلك الحشد الإستثنائي من الزعماء إلى العاصمة الأوغندية بالغة الأهمية. فقد كان الأمر يتعلق بتدشين أكبر مساجد أوغندا الذي شرع في بنائه منذ سبعينات القرن المنصرم الديكتاتور عيدي أمين دادا، ولم يتسن الفراغ منه سوى بمساعدة ليبيا الحثيثة. غير أن مجهودات أكثر من عقود ثلاثة كادت تضيع في دقائق ست وهي مدة “المعركة” التي اندلعت بين الحراس الشخصيين للزعيمين الليبي والأوغندي. وفيما يبدو فإن “المعركة” اندلعت عندما حاول حراس العقيد منع الرئيس موسيفيني من دخول المسجد قبل العقيد أو بالتزامن معه، رغم أنه رئيس البلد المضيف الذي يقع المسجد على أراضيه. ولكن من جهة أخرى، كيف يمكن أن يكافأ العقيد على ما أنفقه من أموال إذا لم يكن الداخل الأول للمسجد، إضافة إلى ذلك فإن الزعيم الذي يقدم نفسه كزعيم للقارة ومؤسس لوحدتها العظيمة وداعية للإسلام لا يمكن أن يقبل بوجود أحد معه في الصورة، وهذا منطقي بالنظر إلى كل تلك الإعتبارات. تلك بعض أسباب “سوء التفاهم” التدشيني، ولكنها ليست كل أبعاده حتما. العقيد زعيم إفريقي، لا يفتأ يتنقل في ربوعها بمناسبة ودون مناسبة، يلقي خطبة جمعة هناك، يفتتح مسجدا هنا، يتوسط لحل نزاع في مكان ثالث، ويؤنب الفرقاء على خلافاتهم التي تؤخر تحقيق الحلم العظيم بوحدة القارة. نتفهم هذا التوجه الإفريقي للعقيد، لأننا أفارقة أولا، ولأننا لمسنا الخيبات المتتالية التي منيت بها السياسة العربية للزعيم الليبي وقسوة الحظر الإقتصادي الذي سلطه الغرب والكثير من العرب على ليبيا. لم يبق أمام العقيد، فعلا، سوى إفريقيا. هذه القارة مهيأة، كما يقول البعض، لتقبل الزعامة الليبية. فليس هناك من ينافسها عليها أولا، كما أن الجميع فيما يبدو قد نسيها وأهمل مشاكلها، إضافة إلى أن الطفرة النفطية مكنت ليبيا من موارد ضخمة لا بأس أن ينفق بعضها على الإخوة السمر. لا عائق أمام زعامة القارة إذا فهمنا من ذلك حرصا، يبدو واضحا، على حل الخلافات وتهدئة الصراعات التي لا تفتأ مشتعلة بين الدول وداخل الكثير منها، على هذا المستوى يحقق الزعيم الليبي نجاحات كثيرة باستعمال تأثيره المعنوي والمالي على الأفرقاء. بديهي أن الوساطة، حتى عندما لا تنجح، فإنها تضع الوسيط فوق الخلافات وتجعله في منزلة الحكم، وهو ما يحصل مع العقيد. العقيد يستخدم ذلك ولكنه لا يكتفي به، فهو يقدم نفسه أيضا كداعية إسلامي حيث لا يفتأ يحرص على نشر تعاليم الإسلام داخل القارة، بطريقته. هنا جانب آخر من هذه الزعامة لا ينبغي إغفاله. وبما أن الإسلام يتجاوز في حدوده القارة الإفريقية فإن ذلك المسار يضع الزعيم الليبي في موضع يبدو أنه يحبذه كثيرا منذ فترة، موضع المنافس لدور السعودية في هذا الخصوص. قد نفهم جانبا من حرص الزعيم الليبي على اختتام أشغال بناء المسجد من هذا المنطلق، فالسعودية هي التي بدأت المشروع مع عيدي أمين دادا في 1972، لكن الإطاحة بالدكتاتور الأوغندي عطلت المشروع، وها هو ينجز اليوم على يد ليبيا. نفهم ذلك أيضا من خلال النقد الذي ما فتئ العقيد يوجهه للسعودية التي تحتكر، حسب قوله، الحج والكعبة وتوجههما لخدمة سياستها في حين أنهما مشاع للمسلمين. لنترك الآن العقيد وشأنه ولنتساءل: لماذا يأخذ الإسلام كل هذه الأهمية في الدعاية الرسمية “للدول الإسلامية”؟ سيجيب الجميع أن المسألة متعلقة بقضية الشرعية، وهو ما نعتقد فيه أيضا. لا يحتاج هذا الجانب من الموضوع إلى بيان كثير. ولكن هذا هو الجزء الممتلئ من الكأس، فأين الجزء الفارغ؟ لعله يتمثل في عدم استناد هذه الأنظمة إلى المنبع الحقيقي للشرعية السياسية في عالم اليوم، وهي الديمقراطية. فالشرعية الدينية، مهما بلغت نسبة مطابقتها لواقع قناعة الدول والأنظمة، لا تكفي. إنها لا تكفي فقط، بل إنه عادة ما يقع الإستناد إليها للإيهام بأنها أهم وأفضل من الشرعيات الأخرى وأنها تبيح جميع السياسات التي قد يفهم منها تضييق على الحريات أو مصادرة لحقوق الشعوب في الحياة الكريمة. من يحتاج الحكام أكثر من غيره، بديهي أن الله لا يحتاج إليهم، وأنه لا يغنيه أو يفقره ما يفعلون. في هذا المستوى النظري، الشعوب هي التي تحتاج حكامها لقيادتها في معاركها ضد الفقر والأمراض والفساد. الله لا يحتاج إلى الحكام، ولكن الحكام يحتاجون إلى الله. لذلك نراهم ركعا سجدا، حاجين ومعتمرين، متزاحمين على “المبرات”، متمسكين ببعض الألقاب التي عفا عليها الزمن والتي لا تفتأ تصيبنا بالغثيان. هل يغني تأسيس مسجد عن تأسيس برلمان؟ وهل تعوض صلاة الجمعة الإنتخابات الديمقراطية؟ وهل تستطيع الإمامة أن تحل محل الزعامة السياسية؟ قد لا يكون أولوا الأمر مقتنعين في قرارة أنفسهم بأن ذلك ممكن، لكنهم يعرفون جدواه جيدا في وسط يسيطر فيه الشكل على المضمون. ماذا تستفيد تلك الشعوب من إيمان زعيم ما إذا كان إيمانه أو عدمه لا يغيران من حياتها البائسة شيئا؟ هذا يجرنا حتما إلى طرح السؤال المفزع: هل الديمقراطية مطلب حقيقي، بمفهوم الحاجة الواقعية، للشعوب؟ بمفهوم ما، يجب أن يكون كذلك، أما الواقع فأحكامه مختلفة. من نفس مفهوم الواقع، لا يبدو أن الحكام في البلاد الإسلامية يؤسسون لممارسة جديدة. هم ينخرطون في نفس المنظومة الجاهزة التي صاغها السابقون، وإن كان بعضهم يبالغ أكثر من غيره في الإستناد إليها. بذلك ينتقل الصراع السياسي إلى ميدان ليس من المفترض أن يكون ميدانه. اقتناعا أو انتهازية يشكك جانب من المعارضين في حقيقة تقوى الزعماء ويقدمون، في خطابهم، الهم الديني على الهم الديمقراطي. وأكثر من ذلك، يكفر بعضهم بالديمقراطية التي جاءت بهؤلاء الزعماء، وكأنها هي التي جاءت بهم فعلا. وعندما يصلون إلى الموقع المراد الوصول إليه يستأنفون المسيرة ذاتها، يقفون على الأرضية ذاتها، يلتقط الإستبداد أنفاسه ويواصل طريقه بنفس العزم. يسبح الجميع إذا في ملكوت البنى الفوقية، وتبقى الديمقراطية والممارسة الشفافة للحكم والتصدي للمشاكل الواقعية للشعوب في الدرك الأسفل من النار.الديمقراطية تعني المحاسبة، أما حقيقة التقوى وزيفها، فأمر مختلف تماما لا يمكن التثبت منهما إلا خارج حدود الزمان. وطالما أن “بعض الظن إثم”، فالمتقي مؤمن حتى يثبت نفاقه. كم يجب أن تتكرر المأساة حتى نفهم أن للحداثة السياسية ضوابطها وحقيقتها الخاصة، وأنها، إذا أرادت أن تكون حداثة فعلا، يجب أن تكون أدواتها مما ينفع الناس. إن أبشع الديكتاتوريات تلك التي تستند إلى عقيدة. المشكل ليس في العقيدة مطلقا. يمكن أن تكون المسيحية أو الإسلام أو حتى الوثنيات، يمكن أن تكون دينا أو إيديولوجيا وضعية، هذا ثانوي. نفس العقيدة يمكن أن تسند حكما مستبدا وأن تشرع لأكثر الحركات ثورية. لذلك فإن التعويل عليها في حكم الشعوب لا يبدو ذا طائل على المجدى البعيد، حيث أن إثمه، سياسيا، أكبر من نفعه. من يستعمل الدين أكثر من غيره يربح أخيرا، ذلك ما يبدو عليه الوضع في البلاد المتخلفة، ليس هذا مجرد وصف لحالة معينة، بل قاعدة يبدو أن الجميع، أو بالأحرى الأكثر تأثيرا، يعولون عليها. من كلا المنظورين، الحاكم والمعارض، يبدو الدين كتلك الدجاجة التي تبيض ذهبا. وفي خضم ذلك كله يقع تناسي ما هو حقيقي. لماذا تثير السياسة الدينية اللغط أكثر مما تثيره السياسة الإقتصادية والإجتماعية؟ سيقول البعض لأن الشعوب لا تعرف مصلحتها، جواب سهل وجاهز لكنه لا يتقدم بنا أية مسافة إلى الأمام. الأمر يحتاج إلى كثير من الجهد والتربية حتى تفهم الشعوب أن الحلول يجب أن تكون من جنس المشاكل التي تسحقها وأن تتفطن إلى الخداع الذي تتعرض إليه كل يوم من أجل صرفها عما ينفعها. هل يعني ذلك إلغاء الديني تماما، هذا أمر لا يمكن بلوغه مهما تنافس في ذلك المتنافسون أو توهم الواهمون. المراد هو العودة بالسياسة لمربعها الأول، وكسر عملية الإحتكار التي يقوم بها كل طرف، حسب غاياته، للشرعية الدينية. في هذا المسار لا يبدو أن الحركات الدينية، أو ما اصطلح عليه بحركات الإسلام السياسي، هي العائق الوحيد أو الأكبر. من منطلقها، تبدو تلك الحركات في موقع من يرد الفعل على استغلال الأنظمة المفرط  للحقل الديني حتى عندما لا يتطلب الأمر ذلك. ولكن أن تكون في موقع من يرد الفعل لا يعفيك من المسؤولية عن انعكاسات ما تأتيه. من جهتها فإن الأنظمة، عندما تحرم على بعض الأحزاب والحركات ولوج ذلك الحقل والإستقرار في ربوعه الوارفة، فإنها لا تمارس غير النفاق السياسي. هل تستطيع الأنظمة المذكورة، وبعضها كان إلى حد ليس بالبعيد ثوريا تقدميا، أن تتحمل تبعات الخروج من الحقل الديني ومواجهة خصومها ومعارضيها على حقول أخرى؟ ستتعرى تماما وسيظهر لها من العورات ما لم يخطر على قلب بشر. بين الاستبداد المتلبس بالشرعية الدينية وبين الدين المتدثر بالسياسة لا يبدو أن الفارق كبير جدا. من هذا المنطلق يبدو أن الجميع منخرطون في المنظومة ذاتها، كل طرف يمول الآخر بعوامل بقائه. لذلك فلا مخرج من المنظومة إلا بكسرها وبالولوج إلى العالم الحقيقي الوحيد الممكن، عالم ما ينفع الناس. ليس في ذلك أي حط من قيمة الدين ولا أي تضخيم من مكانة السياسة، وإنما عودة بالأشياء إلى أصولها. ولكن في خلال ذلك، يجب تربية الشعوب على التخلص من آثام الدعايات التي تجعل من تسييس السياسة خيانة للدين، وهو مسار طويل لا يمكن توقع بلوغ مداه في جيل أو جيلين. ذلك أنه لا يمكن بتاتا الإقتصاد في التاريخ. كم استغرق الأمر لأوروبا من أجل التخلص من هيمنة الكنيسة على السياسة والولوج إلى الحداثة السياسية التي تمثل الديمقراطية أحد أبرز تجلياتها. قطعا ليست الديمقراطية النظام المثالي الوحيد الممكن، ولكنه أقل النماذج التي جربتها البشرية سلبيات. سيقول البعض أن الأمر لا يتعلق هنا بكنيسة، ففي الإسلام ليست هناك كنيسة ولا لاهوت، شكلا هذا صحيح، أما مضمونا، فالأمر أصبح يستدعي لسوء الحظ بعض النظر !  * مؤرخ تونسي http://tunisiehistoire.blogspot.com

بسم الله الرحمان الرّحيم كيف ناضل الشعب التونسي من أجل هويته العربية الاسلامية على مرّ السنين الحياة في ضلّ الهوية العربية الاسلامية والحريات الشخصية نعمة و المحافظة عليها واجبة وضرورة

الحق في الاختلاف واجب واحترام المصالح العليا للبلاد والعباد ضرورة. حتى لا يتحول النقاش إلى مهاترات ومزايدات فلا تقدم  بدون ضمان حرية التفكير والتعبير.. قال تعالى” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا” صدق الله العظيم. “قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله” (سورة يوسف 108)  

بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ (الجزء الثاني) حتى لا يتحول النقاش إلى مهاترات ومزايدات : عودة لحوار الشباب الذي يدعو إليه النظام ، بهدف إفراغ طاقات الشباب وحماسه في الكلام وهي طريقة نفسية لتنفيس ما يشتعل في داخل الشباب من غضب وحنق على النظام  . فالشباب يروم “الخروج على ما هو رسمي “أو أنه  يشعر بأن الخطاب الرسمي ” خطاب لا يصدقه الناس “وقيل كلّ ذلك. شباب عاطل عن العمل ،أو صدعته وسائل النقل من شدة اكتضاضها والمضايقات التي يعانيها داخلها ، كيف يمكن أن يستمع للوعود بوسائل الترفيه في دور الشباب والثقافة  ولذلك فإن مشروع حوار الشباب هو شكل من أشكال الحلول المنقوصة للنظام وهو مشروع محكوم عليه بالفشل ما لم تتوفر الحرية الحقيقية التي تفجر الابداع وتدفع للمشاركة والنضال من أجل الوطن والتفاني في خدمته. والحرية لا تتجزأ ،وفي مقدمتها حرية الصحافة ،وحرية تشكيل الأحزاب ، وحرية العبادة ، وحرية اللباس ، والتمهيد لكل ذلك بعفو تشريعي عام . إن العفو التشريعي العام والسماح بهامش من الحريات كمرحلة تدريجية هو الحل الوحيد لكسب ثقة الشباب ، فلا يمكن أن تكسب ثقة الجيل الجديد في تونس ، وأنت تقدم له نماذج يومية على خلاف ذلك ، من خلال ما يقرأه على شبكة الانترنت و يطلع عليه من خلال الفضائيات على واقع بلاده ، وقبل ذلك ما يلمسه ويشاهده في الشارع ، حتى أصبحت لوحات السيارات تحمل أسماء بلا مسمّيات . أزمة الثقة بين الشباب والنظام مستفحلة ، اذ كيف يثق الشباب بالنظام وسلوك منتسبيه وبعض ممثليه مشينة سواء على الصعيد السياسي أوالفساد والنهب الاقتصادي أو السلوك الاخلاقي . مقربون من النظام يرفلون في الحلل ويسوقون السيارات الفاخرة ويحتكرون رخص الشركات ويسيطرون على التصدير والاستيراد ، والشعب يعاني من الفاقة والحرمان وحملة الشهادات بدون عمل . الشباب والحرية : الشباب يريد أن يعترف به أولا ، وبحقوقه ، وأن يرى العدالة في توزيع الثروة بين الجهات وبين الافراد . الشباب يريد أن يرى حرية حقيقية تشجعه على المبادرة وعلى طرح الافكار دون مواضيع محرمة . ولكن عندما يكون جاره في السجن منذ 17 سنة وزميله في مركز البوليس لانه جلس مع زملاء له في المقهى ثم يطلب منه عدم الجلوس معهم ،وإلا أدخل السجن ، وعندما تكون احدى قريباته قد تعرضت للاعتداء في الشارع أو طردت من المعهد لأنها محجبة كيف سيصغى لمن يقول ” ليس هناك مواضيع محرمة ” اعترفوا  بالآخر قبل أن تحاوروه وقبل أن تطلبوا منه رأيه .اعترفوا بحق الشباب في التنظيم وحاوروه من هذا المنطلق . معاناة المحجبات: تتعرض المحجبات في تونس لممارسات عير طبيعية تتميّزبالحقد على كل ما له علاقة بالاسلام ومن هذا المنطلق يمكن فهم الاستماتة في محاربة الحجاب واللحية وملاحقة الملتزمين بالاسلام في الدخل والخارج . وقد أفصح الكثيرعن ذلك بطرق شتى ، أنهم ضد رؤية الحجاب في الأماكن العامة داخل المدن والجامعات . فهم يريدون أن يكون الحجاب أو تغطية الرأس من شأن العجائز ومناطق الظل الفقيرة والنساء في البيئات غير المتعلمة ليكون ذلك قرينة ضد الاسلام وتعاليمه ،من وجهة نظرهم . أما أن ترتديه الطبيبات والمهندسات والطالبات إلى جانب بقية فيئات المجتمع الأخرى ،فهو الفشل بعينه ،من وجهة نظرهم في إقناع القيم الأجنبي بمدى نجاحهم في تغريب شعبهم ولا سيما النساء .وقد يلاحظ الكثير أن اللباس التقليدي ، وأن الحجاب  موجود في كل الدول التي تحارب الحجاب السؤال المطروح هو هل أن الذين يطرحون اللباس التقليدي في تونس وتركيا كبديل للحجاب يلتزمون هم ونساؤهم به وهل ما يرتدونه من ملابس مستوردة متطابق مع ما يدعون المحجبات إليه ، وأما الذين يرفضون الحجاب في فرنسا وهولندا والنمسا و غيرها ، فهم يقولون إنه انتماء ديني وتعبير ثقافي يهدد هويتنا ؟!!! وكلا القولان تعبير عن همجية جديدة ،ترى في التعدد تضادا ،وفي الحرية تهديدا ، وفي التعايش مساسا بالهيمنة التي تسكنهم ،إلى جانب الخوف المعبر عن الضعف ، وعدم الثقة في النفس .ومن خلال التعلات الغربية والحقيقة أنها جهات متنفذة  يتبين لنا حجم الاجرام في حق الحجاب داخل تونس . وأن رفض الحجاب ومحاربة حرائره هدفه محو الانتماء الديني والتعبير الثقافي عن الهوية داخل بلد عريق في اسلامه ،عرفه الصحابة والتابعون وعلماء أجلاء من أمثال أبي زيد القيرواني ،والامام سحنون ،وابن خلدون ،وابن عرفة ،وابن عاشور ،والشاذلي النيفر ،وعبد الرحمن خليف ، وغيرهم رحمهم الله جميعا . ممارسات ممنهجة : لقد حاول الكثير من أصحاب النوايا الحسنة من خارج تونس ، ثني النظام التونسي عن ممارساته ضد المحجبات داخل المعاهد والجامعات ، ولكن كل تلك المحاولات ، لم تفت في إصرار النظام على مواصلة عدوانه وقد قامت عناصر الشرطة بخلع حجاب الطالبات بالقوة ، وإلقاءه أرضا ، وذلك أثناء توجههن إلى الدراسة ,وهن الآن تعيش حالة الصدمة والذهول . ايذاءالفتيات المحجبات وترويعهم:لقد تسبب هذا المنشور منذ إقراره في مآس كثيرة داخل الكثير من الأسر التونسية ،فالآلاف من المحجبات طردن من المعاهد الثانوية وحُـرمن من متابعة دراستهن الجامعية وأطردن من وظائفهن في الإدارات والمؤسسات التعليمية والمصانع وغيرها .وتتعرض المتحجبات إلى الايقاف والتحقيق والاهانة من قبل الشرطة أمام مرأى ومسمع من الجميع ،وليس لهذه الممارسات من هدف غير إقصاء المرأة الشريفة العفيفة المتحجبة ومحاربة التدين والقضاء على مظاهره . ان الاستبداد تحول الى وسيلة ومقصد وانتج فئة من المنتفعين من ثماره من اجل تحويله الى ادوات قمعية وبذلك فشل الحلم العلماني الاستئصالي في بناء ديمقراطية بدون اسلام و بغياب الاسلاميين. وانتهى التحالف بين الدولة ونخب من اليسار الى الاحساس هذه النخب بالازمة منذ النصف الثاني من التسعينات فانقسمت بين الداعين الى الدفاع عن حقوق الاسلاميين الانسانية وبين الداعين الى تبني القضية سياسيا. نجاح في الحفاظ على الخطّ رغم المعاناة : نجحت الحركة الاسلامية في الحفاظ  على خطها السياسي الثابت المتمسّك بالثوابت، الا ان اجهزة الدولة ونخب الاستصاليين قد ساهموا في انتاج عكس ما ارادوا. وان رد فعل المجتع التونسي كان منذ النصف الثاني من التسعينات الى انتاج موجة جديدة من التدين ما فتأت تتسع و تكثرو تكبر مع الايام تناسبا مع اتساع المد الاسلامي الذي عم العالم العربي والاسلامي عموما. علاقة الحركة الاسلامية بالسلطة : مثلت الحركة الاسلامية المشروع النقيض للمشورع العلماني بوجهيه الليبيرالي والاشتراكي على السواء، الا انها مثلت في نفس الوقت محاولة لاحياء السياق التاريخي الذي تواصل وحكم لفترة تجاوزت الاحدى عشر قرنا من الزمن. ومنذ بروز الدولة الحديثة، التي تسلمت مقاليد شؤون البلاد من المستعمرو من المنظومة الدولية الحديثة منذ تاسيسها على يد النخب العلمانية المنتصرة، انتصارا للتيار العلماني على حساب التيار الاسلامي. الا ان هذا الانتصار لم يمثل قطيعة كاملة مع الارث الاسلامي للدولة من حيث النصوص التاسيسية وخاصة الدستور وكذلك المنظومة التشريعية التي قامت عليها الدولة. الا ان هذه القطيعة التي حاولت الدولة تكريسها وفرضها على المجتمع تمثلت في الجانب السياسي وذلك ان نخبة الحزب البورقيبي التي سعت الى تكريس انتصارها من خلال تهميش ومنع كل من له نفس اسلامي او عروبي من خلال علاقته بالمشروع الزيتوني الذي حضن التجربة الاصلاحية الاسلامية في تونس و التيار اليوسفي الذي عبر في مرحلته الاخيرة عن الشعور القومي العربي المتحالف مع الخط الزيتوني من الحركة الوطنية. كما عملت دولة بورقيبة على مد الاواصر مع النخب العلمانية الناتجة من المؤسسات التعليمية الفرنسية من اجل تجديد الدولة الحديثة وتركيز قواعدها واسسها. وقد اشتغلت هذه المعادلة لفترة لم تتجاوز عقدا من الزمن اذ سرعان ما انتج المجتمع التونسي جيلا من الشباب رفع راية الاسلام من جديد وبدأ العمل والنضال من اجل تحقيقه. ليس المجال للتوسع ولكن يمكننا القول بأن مشروع الاصلاح و التجديد الاسلامي ومنذ المنتصف الاول من القرن التاسع عشر ثم القرن العشرين عادة ما كان ينشط ويتسع كلما اتسعت رقعة الحرية النسبية في البلاد. صحيح ان العلمانية هي انتاج لعملية التحديث في أوروبا من العالم المسيحي المرتبط بارث الامبراطورية الرومانية البائدة. الا ان هذه المعادلة لم تشتغل بنفس الطريقة في العالم الاسلامي بل ساهمت من حيث لا تدري في تجديد الفكرالاسلامي ذاته مع ما تنتجه من مساحات علمانية تشتغل وتنتعش في المنطقة الاسلامية بفعل تأثيرالمستعمرالأوروبي. و يكفي القول ان التجارب التي مرت بها المنطقة ساهمت في تنشيط عملية الأسلمة وأن أنتجت علمنة ضيقة الانتشار مرفوضة من الشعب تناسبا مع حركية وانتشار التيار الاسلامي، ومن نتائج هذه الآلية باءت محاولات تهميش واستئصال التيار الاسلامي الى الفشل والى ضرب بنية الدولة الحديثة خاصة في علاقتها بالمجتمع اذ لم يعد التحديث ممكنا بالغاء وتهميش التيار الاسلامي الا ان يكون متمثلا في علمانية استبدادية منغلقة ومرتبطة بالأجنبي ثقافة ومنبت. وقد بينت التجربة الاصلاحية منذ نهاية القرن الثامن عشرالى مرحلة تاسيس الدولة في الخمسينات ان الاسلام بصفته مشروعا حضاريا بأبعاده المختلفة لا تعرقله او تعطله عمليات التحديث بقدر ما تعينه وتوفر له ادوات للفعل والتاسيس. كما بينت التجربة انه ليس من الممكن تهميش المشروع الاسلامي الا من خلال تعطيل الدولة في مستوى علاقتها بالمجتمع ومن عملية النموالاقتصادي والاجتماعي. ومن المهم القول بانه تبين بعد عشرين سنة من المواجهة للتيار الاسلامي ان المشروع الذي تأسس من اجل الوقوف في وجه نمو التيار الاسلامي، لم ينجح وان هذا المشروع وعاد ليعبر عن نفسه بطرق واساليب جديدة اكثر نجاعة للوضع الاستبدادي الذي تعرفه البلاد. وان المشروع الاستئصالي ساهم عمليا في بناء شرعية نضالية عميقة وواسعة لرموز وقواعد الحركة الاسلامية الامر الذي سيشتغل لصالح هذه الحركة لعقود لاحقة بحيث اصبح الحجم الرمزي والموضوعي، اليوم واكثر من ذي قبل، بحيث يصعب مزاحمته أو تهميشه. ولا شك ان هذا يطرح مجموعة من التحديات على الحركة ذاتها من اجل حسن التعامل مع هذا المكسب لصالح المشروع الاسلامي فهو رأس مال يجب استثماره وتنميته كي لا ينقلب مفعوله الى عكس نتائجه المفترضة، اذ من البين ان الحركة الاسلامية لم تعد حزبا سياسيا تقليديا بقدر ما هي تنظيما وتيارا اجتماعيا واسعا ومنتشرا بالبلاد. ولا شك ان هذه الصيغة كي تكون عملية وناجحة وكي تضمن الاستقرار للبلاد فانه يجب ان تتجنب منطق الاستئصال و التهميش والا فان الوضع سيتجه لا محالة اما الى الانفجار او الى التحلل الكلي بحيث يستحيل وضع الدولة بما هي مؤسسة مديرة لمجموع المصالح المتوفر في رقعة جغرافية وبشرية. علاقة الدولة بالحركة :ان الحواربين الحركة الاسلامية والسلطة في يد النظام اذ هو الذي يمسك بشروط حلّها وهو اطلاق سراح ماتبقّى من المساجين السياسيين وأوّلهم آخر رئيس للحركة المنتخب في داخل القطر و عودة المهجّرين. اذ لا يمكن ان يقع حوار بين الجلاد والضحية بدون توفير الشروط البديهية للحوار وأسسه الوّلية. الحوارفي الشرع الاسلامي : و من حيث المبدأ الدعوة إلى الحوار بالتي هي أحسن هي الدعوة إلى حوار المخالفين بالحسنى، وذلك ما نستشرفه في قوله تعالى من سورة النحل: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }(النحل:125)، فالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة – غالبا- مع الموافقين، والجدال بالتي هي أحسن – غالبا – مع المخالفين. فالمسلمون مأمورون من ربهم أن يجادلوا مخالفيهم،أيا كلنوا بالطريقة التي هي أحسن الطرق، أمثلها وأقرب إلى القبول من المخالف. والجدال بالتي هي أحسن، هو الحوار الذي ندعو إليه مع المخالفين لنا، وهو الذي لا يسعى إلى إيغار الصدور، أو المباعدة بين القلوب، وإثارة ما يشعل الفتن، أو يورث الضغينة، بل يعمل على تقريب القلوب بعضها من بعض، عملا بقوله تعالى في سورة العنكبوت في مجادلة أهل الكتاب: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(العنكبوت:46). وقد أثبت القرآن أن هناك أخوة دينية بين أهل الإيمان أو أهل الدين الواحد، كمــا قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْـــوَةٌ}(الحجرات: من الآية10)، { فَأَصْبَحْتُــــمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}(آل عمران: من الآية103). أن المؤمن يعتقد أنه على الحق، وما عداه على باطل، وأن إيمانه هو سبيل النجاة، ومن لم يتمسك بعروته الوثقىو لم يهتد إلى طريق الخلاص، وأن من لم يؤمن بكتابه المنزل، وبنبيه المرسل، فهو ذاهب إلى الجحيم، ولا تنفعه أعمال الخير التي قد قدمها، لأنها لم تبن على الإيمان، فلا قيمة لها عند الله. كما قال تعالى في سورة النور: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} ( النور:39)، وكقوله تعالى في سورة ابراهيم: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ}(إبراهيم:18). وهذه التصورات للآخرين قد تنشئ العداوة والبغضاء بين الناس بعضهم وبعض، و قد تؤدي إلى حروب دموية بين الطوائف والشعوب المختلفةً. إن الإسلام قد عالج هذه التصورات النظرية، والمشكلات العملية، من خلال ثقافة أصلية واضحة أسسها وأرساها، وعلمها لأبنائه، وهي ثقافة تؤسس: التسامح لا التعصب، والتعارف لا التناكر، والحب لا الكراهية، والحوار لا الصدام، والرفق لا العنف، والرحمة لا القسوة، والسلام لا الحرب. كما قال تعالى في سورة النحل:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل:97). وقال تعالى في سورة الحجرات في التعددية العرقية:{ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات:13).و في التعددية اللغوية قال تعالىفي سورة الروم: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}(الروم:22). و في التعددية الدينية قال تعالىفي سورة هود:{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود:118،117) و في التعددية السياسية والحزبية، وعلى غرار تعدد المذاهب في الفقه، يلزمنا أن نجيز تعدد الأحزاب في السياسة، فما الأحزاب إلا مذاهب في السياسة، وما المذاهب إلا أحزاب في الفقه  وقد أعلن القرآن أن الختلاف هو واقع بمشيئة الله عز وجل كما قال الله تعالى في سورة يونس:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس:99) وقال تعالى في سورة الانعام:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (الأنعام:35).  ولو شاء ربنا أن يجعل كل الناس مؤمنين مهديين مطيعين له، لجعلهم على صورة أخرى، كما خلق الملائكة مفطوريين على طاعته وعبادته و هذا ما خلّده تعالى في سورة الانبياء {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}(الأنبياء:20)،و قال تعالى في سورة التحريم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6). لقد أثبت تعالى أن هناك أخوة قومية ووطنية، كالتي أثبتها بين الرسل وأقوامهم المكذبين لهم {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً }(لأعراف: من الآية65) ، {إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً}(النمل: من الآية45). وهذه الأخوة هنا ليست دينية، وإنما هي أخوة قومية، ولهذا كان يبدأ كل رسول من هؤلاء نداءه بقوله: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }(لأعراف: من الآية59). فلا غرو أن يكون هناك أخوة إنسانية آدمية بحكم الانتساب إلى آدم أبي البشر، ومن هنا نودوا جميعا بقوله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ َ} في القرآن خمس مرات. وما دام هذا الاختلاف واقع بمشيئة الله سبحانه، فمن ذا الذي يقف ضد مشيئة الله؟ ومن الذي يفكر في محو الأديان كلها إلا دينه؟ إنه لو فعل هذا لم يكن مصيره إلا الخيبة والإخفاق، والانتصار الأ لمشيئة الله الواحد القهار. وأن حساب المخالفين لنا في الديانة والمذهب والاتجاهات الأخلاقية التي نشأوا عليها، ليس إلينا، ولكن إلى خالقهم الجميعإ  الله وحده  في الدار الآخرة، يوم القيامة. وهذا ما قرره القرآن في مواضع شتى. يقول تعالى مخاطبا رسوله في سورة الحجّ : {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (الحج:68،69).  وفي سياق آخر يقول الله  في شأن أهل الكتاب في سورة الشورى:{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (الشورى:15). ويعدد الله تعالى في سورة الحجّ أصحاب الديانات المختلفة من كتابيين ووثنيين، ليبين لنا أن الله هو الذي يفصل بينهم يوم القيامة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (الحج:17). وهذه الفكرة أو العقيدة، من شأنها أن تخفف من النظرة السوداوية للآخرين، مهما يكن اعتقاد المتديّن، ونظرته إلى نفسه، ونظرته إلى غيره، فكل متدين يؤمن أنه هو المهتدي، وغيره هو الضال، وهو المبصر، وغيره هو الأعمى، ولكن حساب ذلك إلى الله، يوم تبلى السرائر، وتنكشف الحقائق: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (النور:25). أن الإسلام ينظر إلى البشرية كلها – أيا كانت أجناسها وألوانها ولغاتها وأقاليمها وطبقاتها- بوصفها أسرة واحدة، تنتمي من جهة الخلق إلى رب واحد، ومن جهة النسب إلى أب واحد، وهذا ما نادى به الله الناس كافة، فقال تعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1)، وما أجدر كلمة {الأرحام} في هذا السياق أن تفسر بما يشمل الأرحام الإنسانية كلها. فهده الآية الكريمة تركز على الجوامع المشتركة التي يؤمن بها الفريقان، لا على نقاط التمايز والاختلاف، وهذا من أصول الحوار بالحسنى. وبهذا من ضرورات الحوار بين المتخالفين، ولا نرى بحتمية الصراع كما يزعم البعضوهم الرافضين للمصالحة الوطنية التي نلح عليها ليلا نهاراّ. تونس يجب ان تتغيّر نحو الأفضل :   سؤالان مركزيان علينا الإجابة عليهما قبل أن تحديد ما يجب ممارسته سياسيا أولا: ما الذي تغير منذ 20 سنة  حتى يكون التغيير حتميا ؟ ثم ما المطلوب توفره من شروط لتحقيق الآمال العظام في التخلص من الاستبداد وبناء دولة الحقّ والعدل والقانون الديمقراطية التي نصبوا اليها والتي لا زلنا عاجزين عن الاقتراب حتى من شروطها الدنيا ؟ يبدو التشخيص للوهلة الأولى متشابها مع الوضع الذي كنا فيه منذ 20 سنة  مع شركائنا في البلاد ، لا يختلف عنه إلا في حدة الأزمات التي كانت البلاد تعيشها ولا تزال في ازدياد، وفي مدى ضغط القوى الداخلية والخارجية في تقلص على نظام ازداد انغلاقا وتمسكا بالسلطة، كما ازداد خبرة وقدرة على المناورة وشق الصفوف. عاملان جديدان إنضافا لهذه المعادلة خلال السنة الأخيرة ليزيد من أمل النظام الحاكم في الحياة والتواصل دون حاجة لإحداث إصلاحات حقيقية أو تغييرات جوهرية هما:  1 ـ انفضاض شمل المعارضة وانهيار محاولات العمل الوطني المشترك في الواقع وفي العقول وهذا أخطر وما رافق ذلك وما نتج عنه من ضرب لكثير من مكاسب النضال الوطني في العشريتين التي خلت على جميع المستويات السياسية والإعلامية، وعلى مستوى التواصل مع الرأي العام والتأثير فيه، في تقهقر واضح وفي عودة مخجلة إلى الوراء معاكسة للتيار العام في المنطقة والعالم.  2 ـ خروج مارد الإرهاب من قمقمه، بشكل عفوي أو مفتعل، وما أدى إليه من إعطاء الحجة للسلطة للإمعان في الانغلاق وتضييق الحريات ومن إضفائها شرعية دولية جديدة غطت أو تكاد سجلها الحالك في انتهاك حقوق الإنسان . ولعل من أبرز ضحايا فكر العمل المسلح الوليد منهج  المعارضة الراديكالية حيث أصبحت دعوات المقاومة السلمية التي كانت في السابق أسمى تعبيرات الشجاعة والإقدام ” لعب أطفال” أمام “نداء الجهاد” و”صوت البندقية” وصار هذا الخط محاصرا بين معسكرين كل يلفظه ويرمي المعسكر الآخر معسكر المواجهة بالتنطّع ومعسكر المشاركة بالتخاذل. 3 – لن نزايد على الفاعلين في الساحة إلا من استثنى نفسه من الاستئصالين المخالفين إيديولوجيا  بضرورة نبذ الخلافات والتقاء المعارضة بمختلف أطيافها حول مشروع وطني مشترك، كعشرات التجارب الناجحة في العالم، يضمن لها في أقصى الحالات تحقيق التغيير المنشود وفي أدناها افتكاك بعض الحقوق ودفع السلطة للتراجع ولإحداث نوع من الإصلاح الذاتي لضمان تجددها وتواصلها. وسيظل هذا هو مربط الفرس لأي تغيير منشود وهو يفترض تأسيس إطار جامع للتفكير والتقرير والتنزيل، وتقديما لمصلحة البلاد العليا على المصالح الفئوية والشخصية الضيقة، ومزاوجة في الممارسة المشتركة بين صلابة المواقف المبدئية ومرونة في التفاوض من أجل تحقيق الأهداف. 4 – يتطلب هذا خطوات أولها إيقاف حملات التشويه والتخوين المتبادلة المعلنة أحيانا و المبطنة أخرى. ثم إعادة بناء الثقة التي اهتزت. وإن صعب الأمر على الزعامات أن تقوم عمليا بهذه الخطوات، بل قد يستحيل الأمر نظرا لمخزون الخلافات والأحقاد الراكدة بينها، فلتترك أمر بناء الثقة وإحياء العلاقة إلى القيادات الشابة الخالي ذهنها من هذه الاعتبارات عندئذ يصبح الالتقاء ممكنا والعمل من أجل تحقيق الأحلام المشتركة واقعا. و يمكننا القول، انطلاقا من تقديرنا لدقة المرحلة ووعينا بشروط الخروج منها، وأن العودة إلى ساحة الفعل والفعالية يتطلب إحداث تغييرات حقيقية منها: ـ إعادة بناء المؤسسات الداخلية للحركة في الداخل ووضع آلية قانونية لفض النزاعات وتنقية الأجواء الداخلية عبر استبعاد الحساسيات الشخصية المفرقة. ـ تطوير الخطاب من خطاب ثوري حاد يعبر عن الحقيقة ويغازل الوجدان الشعبي المائل بطبعه دوما للتصعيد إلى خطاب متزن يعرف حدوده ويحترم إمكانياته، يحافظ على ثوابته دون توتر أو تشنج، يناصر الأصدقاء ويلاطفهم دون تملق، ويتصدى للغرماء بحزم وصرامة دونما تهديد ووعيد. إن مثل هذا الخطاب أقدر، بنظرنا، على طمأنة شركاء الماضي والمستقبل وعلى فتح قنوات اتصال مع القوى الداخلية والخارجية المؤثرة في وضع البلاد وعلى تفعيل طاقات كثيرة تتعاطف مع الحركة لجرأتها ولكن تخشى الاقتراب منها لـنزوعها الصدامي وحديته. ـ السعي لإعادة بناء جسور الثقة مع إخواننا في المعارضة الوطنية الديمقراطية والإسلامية وخفض الجناح لها وتجاوز الخلافات ومن ثمة المساهمة في إعادة طرح مبادرات ومشاريع للعمل الوطني تبني على المشترك وتحترم الخصوصيات والتقديرات المختلفة. ـ بناء إستراتيجية جديدة للاتصال توصل أفكارنا وتصوراتنا الى فئات من المجتمع كنا نلحقها تعسفا بالسلطة من مثل الإدارة التي لولا وجود وطنيين مخلصين فيها لسقطت الدولة منذ زمان تحت وطأة الفساد والانفراد بالقرارومن مثل النقابة التي تشهد انبعاثا جديدا خصوصا في صفوف القيادات الوسطى القطاعية والجهوية ومن مثل الإعلام الذي بدأ ينفض عنه غبار التبعية والرقابة الذاتية الخانقة، إضافة الى فئات أخرى أهملناها سابقا من مختلف الأطر والتيارات والمهاجرين المتشبعين بقيم الديموقراطية والتداول في بلدان إقامتهم والحريصين على تقدم وازدهار بلدهم الأول تونس. ـ إدخال جرعات من المرونة في سلوكنا السياسي تمكننا من تقديم أهداف صغرى على الأهداف الكبرى كلما اقتضى الأمر ومن التحاور مع السلطة إن فتح الباب ومقايضة الاعتراف الواقعي بها بإجراءات إصلاحية حقيقية تصب في خانة الوئام الوطني المطلوب. – التركيز على العناية بالتعليم والتعلّم والخلاق الفاضلة و نشر العفّة والفضيلة والحياء ويسهيل الزّواج والتشجيع عليه لضمان توازن الاسرة التونسية واستقرارها. مع التأكيد على أن تكون هذه المرونة مقيدة بضوابط مبدئية صارمة ترفض المساومة على الثوابت و سياسة اليد المرتعشة ، وتقف بعين المرصاد لمحاولات شراء الذمم وتمييع القضايا. فشل الحلول الامنية : أما الحلول الأمنية فلو كانت كفيلة بتجفيف المنابع لجففت منابع الإسلام بعد ما بنت السلطة التونسية مشروعها بالكامل على مقتضى ذلك ورصدت له أجهزة الدولة وما تيسر لها من أرصدة المجتمع ولو كانت الحلول الأمنية كفيلة بتحقيق الأمن نفسيا وغذائيا لفعلت ذلك عندما سلطت آلة القمع البوليسية ضد حركة النهضة تطاردها حتى في نخاع كوب من الحليب معد لرضاعة طفل صغير تخفيه أرملة الشهيد والسجين و حتى في المنفي. الاستعمار الجديد: ان العرب في هذه الأيام سائرون بدولهم إلى تقسيم المقسّو وتجزأة المجزئ لدويلات وإمارات أندلس جديدة وعلى القادة العرب أن يقفوا وقفة تأمل عميقة ويستخلصوا العبر والدروس للخروج بموقف عربي جماعي يصدّ عنهم الخطر وبروح المسؤولية التاريخية نغادر أوطاننا مهاجرين حقيبة في اليد وأخرى فوق الظهر أومهجرين أو لا جئين بلا حقيبة نرحل بحثاً عن وطن جديد ننشد أمنا،و راحة البال عملاً وبعض المال. ويتسع الوطن الجديد لنا، نتكيف نختبر خفاياه ونعيش تفاصيله اليومية في كل ما له علاقة بأعمالنا.يأتي المساء ندخل منازلنا ويأتي صوت مذيع نشرة الأخبار باللغة العربية. نسارع لمشاهدة أهم الأنباء. ننزعج نتناول بعض المهدئات ونلعن ساعات الغربة والبعد عن الوطن. يأتي صباح جديد ننتظر بعده مساء ونشرة أخبار جديدة. حياتان منفصلتان بين وطنين، نعيش الوطن الجديد بكل آثاره العملية ونؤكد مواطنيتنا في كافة المجالات. ندفع الضرائب، نشارك المجتمع كافة نشاطاته. نرسل أولادنا إلى المدارس يتعلمون الفرنسية ويمارسون كافة هواياتهم الرياضية. ولكن بالمقابل نحن أبناء ذلك الوطن. نقرأ جرائده الالكترونية نسمع فقط نشرات أخباره ونتابع أحوال الطقس اليومية. وبين وطنين ننسى أننا ما عدنا فاعلين في الوطن الأصلي وليس لدينا القدرة على التغيير بل أنهم حرموا من حقهم في المشاركة في أي عملية انتخابية. وفي الوطن الجديد نتناسى أو ننسى أهمية العمل لتكوين الهوية خاصة داخل المجتمع الجديد ظنا منا أننا نحفظ هوية الوطن الأول. وبذلك يصبح الوطن التباساً وتسقط المواطنية الفعلية في كلا الوطنين. طبعاًأننا نؤمن جميعا بأننا قد نترك الوطن ولكن الوطن لا يتركنا. اذا كان الوطن لا يتركنا فحري بنا اذا أن نقيم في الوطن الجديد الأسس التي تشدنا. أليس من الضروري التنبه الى أننا ندفن رؤوسنا في رمال وطننا الام. نشتاق للضفة الأخرى وننسى أننا تركنا أولادنا دون تعلم العربية فكيف سيتواصلون هم مع ذلك الوطن؟ تطالعنا كل يوم العديد من المشكلات التي تطالنا بشكل خاص ولكننا نمر بجانبها وكأنها لا تعنينا. فنحن نهتم فقط بسياسة ومشكلات الوطن الأول ولكن نحن نعيش هنا ألم يحن الوقت لنفهم أهمية الانتباه الى المشكلات اليومية التي نعيشها هنا؟ لا ننتبه الى ضرورة إقامة مدرسة إسلامية تعلم أبنائنا العربية رغم أنها باتت ضرورة ملحة لأنها الطريق المؤدي لربط أولادنا بوطنهم الأم دون أن يعني ذلك انفصالهم عن الوطن الجديد. تكثر في أوساط الجالية السهرات الاجتماعية وهي ضرورية ولكن أليس من الضروري أن نفكر وأن نسأل اين هي المؤسسات التي يمكنها أن تحمي مصالح جالية؟ في الوطن الجديد حافظنا على الكثير من عاداتنا حتى ولو البسيطة فهل فكرنا بإنشاء دار للمسنين تحترم تلك الخصوصية وتلك العادات ويبقى الوطن التباسا حتى يشعر من ينتسبون اليه بأهمية العمل لإعطاء صورة مشرقة عن ذلك الوطن. سواء كان وطن المولد أم وطن الإقامة. لأن قيمتنا كمواطنين تتوقف على حجم الدور الذي نؤديه اذا ما اعتبر بعضهم بأنهم يستوردون عاطلين عن العمل واعتبر آخر انهم يستوردون أشخاصا يعيشون على المساعدات الاجتماعية.  وماذا بقي التسليم بحقهم بالمواطنة وعدم الاكتراث لكل المشكلات الناجمة عن طريقة إدارتهم لشؤون وطن المولد أم وطن الإقامة فهم مهاجرين وسوف نؤكد لهم يوماً بعد يوم بأننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن العمل من أجل المواطنية بدون التباس. ان الوطن يسهل تعريفه من الناحية التاريخية أو الجغرافية أو القانونية يمكن ربط تعريف واضح لكلمة وطن فكيف يصبح الوطن التباساً؟ قمة دمشق الاخيرة: لقد كانت القوات الأميركية في حربها التي أخرجت العراق من الكويت في التسعينيات من القرن الماضي، كانت القوات الأميركية- ترددّ بالفعل في استكمال الطريق إلى بغداد، اذ أن “عاصفة الصحراء” لم تكن مصمَّمة في الأصل لتحرير الكويت، بل لاختبار ردّ فعل العربي شعوباً وحكومات حيال نمط جديد مخيف  في استخدام القوة في حال تمّ عند غزو العراق. نتائج احتلال العراق وما بعده: لقد بيَّنت السنوات المنصرمة منذ وقوع هذا البلد العربي في قبضة الاحتلال العسكري الأميركي المباشر، وما أسفر عنه من أوضاع إنسانية وسياسية مرّوعة، أن المنطقة بأسرها باتت على أعتاب «عصر استعماري جديد»، ستكون سمته الغالبة تعميق أشكال التفتيت و «التقسيم» والتمزّق الاجتماعي والثقافي. وها نحن اليوم، مرّة أخرى أمام اختبارات أشدهاّ هولاً اذ أن إن الملف العراقي من بين أكثر الملفات التي وضعت على طاولة المؤتمرين في قمة دمشق، سخونة و «أهمية»، وربما أكثرها إلحاحاً.  إن هذا الملف يشكل نوعاً من تحدٍّ جديد أمام القادة العرب على مستوى إمكانية تقديم مقاربة سياسية صحيحة، تكفل الخروج بهذا البلد العربي من دوامة الفوضى والتمزّق واحتمال الانهيار، وتسمح بتطويق النتائج والتداعيات الخطيرة الناجمة عن تفاعلاته، وهي تفاعلات تتخطى بقوة زخمها حدود هذا البلد تعيس الحظ، لتبلغ أطراف العالم العربي البعيدة لا البلدان المجاورة له فحسب. وكما تبيَّن أن النموذج العراقي ليس نموذجاً مقطوعا عن المخططات النظرية التي يراد تطبيقها أو تسويقها، بل هو مصمم للتعميم كنموذج، يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تختبر من خلاله قدرة وطاقة العرب وشعوب المنطقة العربية- الإسلامية على قبوله أو تحديه. إن مواجهة هذا التحدي لم تعد رهن مواقف منفردة هنا أو هناك، من هذا البلد العربي دون ذاك، بل أضحت رهن موقف عربي جماعي يتأسس على «وعي اللحظة التاريخية» للأمن القومي العربي، وللمخاطر التي تهدده. ومن المؤكد في هذا الإطار، أن النموذج العراقي وبكل ما ينطوي عليه من موضوعات صراعية، اتخذت –ولاتزال- طابعاً دموياً صارخاً في بشاعته، يشخص أمام العرب تجسيد حقيقي لنمط المخاطر التي تهدد وجودهم. الخلاصة: إن أية مقاربة سياسية لـحالة العراق  يجب أن تراعي حقيقة الترابط بين محددات الأمن القومي العربي وبين مصادر التهديد المباشرة، وأن تلاحظ أن التصدي لمخاطر الفرقة والاختلاف والانقسام والتباين في مواقف البلدان العربية حيال قضيته، لم تعد -في حقبة ما بعد الاحتلال- مجرد مخاطر قابلة للسيطرة عليها أو تطويقها بشكل منفرد، أو من خلال هذا الموقف الدبلوماسي أو ذاك، لأن النتائج المخيفة التي أسفر عنها والتي يمكن أن تتواصل مع استمرار الوضع الراهن، فهي لن تتوقف عند حدود العراق، وأنما على العكس من ذلك،  ستصبح وبأسرع مما كان يُعتقد حتى الآن، سلسلة من المخاطر المحدقة والمتطايرة في سماء المنطقة. ونظراً لشدّة إلحاح هذا الملف وارتباطه بجملة الأوضاع والتطورات السياسية المحتملة، فإن التحدي سيكون حقيقياً وشاملاً وقد يصعب تخطيه أو تجاوزه. إن الحالة العراقيةً ، تتطلب التأمل من العرب في مصائبه وجراحه وتمزّقاته، وقد يطرح عليهم أكثر أنماط التحدي خطورة منذ نكبة فلسطين عام 1948، لا من حيث أعداد النازحين من هذا البلد داخل بلادهم ولا من حيث أعداد المهجرين منه خارج بلادهم والمتكدسين في بلدان الجواروحسب، وإنما كذلك بسبب تفاقم مخاطر التقسيم والتفتت والتفكّك التي تواجهه، وربما أيضا بسبب ظهور بوادر مخيفة تدلل على نوع وطبيعة التمزق السياسي الخطير الذي يتجه إليه هذا البلد. إن تصنيف أنماط التحدي المطروح على القادة إما أن يقفوا وقفة تأمل عميقة بروح المسؤولية التاريخية، ويستخلصوا العبر والدروس للخروج بموقف عربي جماعي يصدّ عنهم الخطر، وإما أن يعاملوا نتائج هذا الملف وتداعياته بلا مبالاة أو باستخفاف وفي هذه الحالة، فإن الولايات المتحدة الأميركية وغيرها سوف لن يرددوا، على البقاء في احتلال العراق وافغانستان والباقي أعظم وهي تكتشف ردّ فعل العرب السائرين بدولهم إلى دويلات وإمارات أندلس جديدة. فهل يتعلم العرب من درس العراق؟ ان تونس بعد عشرين سنة من ضرب الحركة الاسلامية و هي مقدمة لمرحلة سياسية جديدة تحتاجها الدولة من اجل تجديد نفسها بصيغة او باخرى ولا يعني تجديد الدولة حتمية تغيير قيادتها السياسية ولكنه يعني ان الدولة تحتاج الى شعارات جديدة وايديولوجية جديدة للحكم. الا ان الوضع ان تواصل على ما هو عليه فانه سيصل الى مرحلة تعجز فيها الدولة عن تجديد نفسها حتى ان رغبت وسعت الى ذلك وذلك لان الانحلال الذي سيصيبها سيزيد في عمق تناقضاتها ويخل من قواها بحيث تعجز عن التجديد المنشود. وان صعوبة التجديد في هذه المرحلة من خلال تطعيم اجهزتها بالنخب العلمانية و الجانب الاستئصالي منهابالخصوص وذلك لانه قد وقع استهلاكها بادوات القمع والاستبداد، وستحتاج الدولة الى الاستعاضة عنها بنخب اقل ما يقال فيها انها مختلفة عن سابقتها ان لم نقل انها نخب تستند الى الاسلام في اي من وجوهه كمرجعية. و بالتالي سيكون من الصعب على اي نخبة حاكمة تجاهل او تهميش الحركة الاسلامية هذه الحركة التي اكتسبت راس مال رمزي وموضوعي واسع يضعها في مقام اوسع من الاحزاب التقليدية ولكن ضمن دائرة المجتمع.  ان الافلاس الذي اصاب المشروع العلماني نتيجة التصاقه وتحالفه مع الاستبداد فان وضعه لن يكون يسيرا خاصة اذ ما وقع في تناقض جذري مع الحركة الاسلامية ومع الاسلام عموما لذلك فان العلمانية ستحتاج الى ارضية اسلامية ترتكز عليها كي تضمن حيويتها وحياتها في المجتمع كما ستحتاج على المستوى السياسي الى علاقة اقل ما يقال فيها انها تصالحية كي لا تهمش نفسها عن المشهد السياسي والاجتماعي. وفي رد على سؤال للمناضلة الحقوقية سهام بن سدرين على سؤال لصحفي في قناة ” الحوار “يوم السبت 29 مارس2008 حول موقفها في الخيار بين النظام الحاكم والاسلاميين، قالت ” لا يهمني الأشخاص ، تهمني دولة المؤسسات ” هذا المستوى من الوعي لم يكن موجودا في وقت مضى  وقد كانت المقولة الرائجة أن ” النظام أقرب إلينا من الاسلاميين ” وأن ” النظام قد يسجننا وأن الاسلاميين سيقتلوننا ” وهذه المقولة لا أساس لها من الصحة . وهي حالة مرضية ، تختزل درجة الهلع والهول في مخيلة بعضهم ولو أنهم تواضعوا وجنحوا للحاور لتوصلوا للنتيجة التي وصل إليها غيرهم وهم كثيرون اذ أنهم حجبتهم تلك الاحكام والتصورات التي لا تعكس الحقيقة ، أو المستندة لوقائع تم إنزالها في غير موضعها ، وأن انغلاق المرء واعتبار الآخرين جميعاً خصومه وأعداءه، وتوجس الشر منهم، وإضمار السوء لهم، وإشاعة جو من العنف والكراهية لهم، مما يفقد الناس العيش في أمان واطمئنان. والأمن نعمة من أعظم نعم الله على الإنسان، لهذا امتن الله على قريش فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (قريش:4،3). واعتبر القرآن في سورة الحجر الجنة دار أمن كامل: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ} (الحجر:46).واعتبرالله شر ما تصاب به المجتمعات هي الجوع والخوف، فقال تعالى في سورة النحل: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل:112). و تلك الاحكام تدل على مدى تخلف الثقافة السياسية وما أدت إليه من كوارث على المستوى الانساني وعلى النسيج الاجتماعي في البلاد وكذلك على مستقبل التعايش الفكري والثقافي والسياسي في تونس . وأن الاسلاميين لا يمكن تجاوزهم ولا إخراجهم من المعادلة وهو طوق النجاة للمعارضة وللنظام الحاكم معا، كما أن للاسلاميين شروط حتى لا يلدغوا من نفس الجحر مرتين ، فهم لن يعقدوا صفقة مع النظام دون اشراك المعارضة ، ولن يعقد الاسلاميون اي صفقة مع النظام او مع غيره دون استراتيجية وطنية لاخراج البلاد من الحكم الفردي ولو بعد حين . وهذا  وقد أكّد الله في سورة الحجرات{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات:13) . فالمراد بالذكر والأنثى في الآية: آدم وحواء، وهما أبوا البشر. وكما قال الشاعر المسلم: إذا كان أصلي من تراب فكلها بلادي وكل العالمين أقاربي!  وقد أعلن رسول الإسلام في الحديث الذي رواه احمد انّ وحدة الأسرة البشرية- أمام الجموع الحاشدة في حجة الوداع، قائلا: “يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وقال مخرّجوا الحديث إسناده صحيح. و هذا تأكيد لما جاء في الآية الكريمة من سورة الحجرات{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات:13) . فالمراد بالذكر والأنثى في الآية: آدم وحواء، وهما أبوا البشر. وما دام هذا الاختلاف واقع بمشيئة الله سبحانه، فمن ذا الذي يقف ضد مشيئة الله؟ ومن الذي يفكر في محو الأديان كلها إلا دينه؟ إنه لو فعل هذا لم يكن مصيره إلا الخيبة والإخفاق، والانتصار الأ لمشيئة الله الواحد القهار. وأن حساب المخالفين لنا في الديانة والمذهب والاتجاهات الأخلاقية التي نشأوا عليها، ليس إلينا، ولكن إلى خالقهم الجميعإ  الله وحده  في الدار الآخرة، يوم القيامة. وهذا ما قرره القرآن في مواضع شتى. يقول تعالى مخاطبا رسوله في سورة الحجّ : {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (الحج:68،69).  وفي سياق آخر يقول الله  في شأن أهل الكتاب في سورة الشورى:{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (الشورى:15). ويعدد الله تعالى في سورة الحجّ أصحاب الديانات المختلفة من كتابيين ووثنيين، ليبين لنا أن الله هو الذي يفصل بينهم يوم القيامة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (الحج:17). وهذه الفكرة أو العقيدة، من شأنها أن تخفف من النظرة السوداوية للآخرين، مهما يكن اعتقاد المتديّن، ونظرته إلى نفسه، ونظرته إلى غيره، فكل متدين يؤمن أنه هو المهتدي، وغيره هو الضال، وهو المبصر، وغيره هو الأعمى، ولكن حساب ذلك إلى الله، يوم تبلى السرائر، وتنكشف الحقائق: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (النور:25). أن الإسلام ينظر إلى البشرية كلها – أيا كانت أجناسها وألوانها ولغاتها وأقاليمها وطبقاتها- بوصفها أسرة واحدة، تنتمي من جهة الخلق إلى رب واحد، ومن جهة النسب إلى أب واحد، وهذا ما نادى به القرآن الناس؛ كل الناس، فقالتعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1)، وما أجدر كلمة {الأرحام} في هذا السياق أن تفسر بما يشمل الأرحام الإنسانية كلها. ان الاسلام السياسي قد عرف خلال منذ النصف الثاني من القرن الماضي وبداية هذا القرن تحولات جذرية في المجتمع حوّله من مرحلة الدفاع عن النفس وعن الهوية الاسلامية للمجتمع الى مرحلة الوقوف على اعتاب الدولة. وقد تمكن الاسلام من اخذ مواقع في هذه الدولة او من الجلوس على كرسيها او من الوقوف عند بابها ولكنه موجود هناك عند تلك النقطة. ضرورة القيام بحملة مكثّفة لتعبئة الرأي العام حول الإصلاحات الجوهريّة التي يجب القيام بها بمناسبة استحقاقات 2009 ، لضمان شروط انتخابات نزيهة وشفافة وتعدّدية في كل مراحل العمليّة الانتخابيّة من تحديد إطارها القانوني إلى الإعلان عن النتائج مرورا بمختلف المراحل و تنقيّة المناخ السياسي من التجاوزات والممارسات المنافية للحقوق الفرديّة والعامة للمواطنين، والحق في الترشّح بدون شروط تعجيزيّة. ضرورة إعادة النظر في القانون الانتخابي الي كرّس منذ أكثر من 50 سنة احتكار الحزب الدستوري على كل المؤسسات، وتوفير ظروف القيام بحملة انتخابيّة تضمن حياد الإدارة وتكافؤ الفرص على المستوى الإعلامي والميداني بين كل الأطراف المتنافسة وقيام سلطة مستقلّة تشرف على العمليّة الانتخابيّة نفسها بحضور ملاحظين تونسيين ودوليين خلال كل أطوار العمليّة الانتخابيّة. ضرورة دعوة كل الأطراف السياسيّة الوطنيّة والديمقراطية وكل مكوّنات المجتمع المدني لتظافر الجهود من أجل تجاوز الانقسامات للقيام بحملة ناجعة لرفض كل الجوانب السلبيّة المذكورة، وإعادة الاعتبار لصندوق الاقتراع. ضرورة إصدار موقفا مشتركا يستنكر تكريس الحكم الفردي من خلال الرئاسة مدى الحياة، ومشروع التنقيح الدستوري المقترح نظرا لصبغته الاقصائيّة السافرة وهو يمثّل تنقيحا إضافيّا لدستور فقد عبر عشرات التنقيحات هيبته كقانون أساسي طالبت به الحركة الوطنيّة منذ عقود قبل الاستقلال وخاصة بمناسبة الأحداث الداميّة ليوم 9 أفريل 1938 التي ذهبت ضحيتها عشرات التونسيين من أجل “برلمان تونسي” والتي نحيي ذكراها السبعين و اننا نسجل و نشهد الرأي العام على سياسة السلطة الاحتكارية و الإقصائية و الانتقائية و ندافع بقوة عن حق جميع الأحزاب و الشخصيات الوطنية في المشاركة و المنافسة السياسية في كنف المساواة و العدل و تكافؤ الفرص و نجدد دعمها الكامل لحق الجميع في الترشح للرئاسة و مساندتها التامة لكل الجهود و النضالات الهادفة إلى حمل السلطة على فتح الأبواب أمام المنافسة الحقيقية. ونتوجه إلى سائر مؤسسات الدولة لمطالبتها بضمان احترام الدستور والقوانين ووضع حدّ لهذه الممارسات والتحقيق فيها وإرجاع الحقوق إلى أصحابها وتغليب مصلحة الوطن. كما نعتبر إن مشكلة البلاد هي الاستبداد و الفساد و من ثم فان المهمة الرئيسية لكل القوى الوطنية هي توحيد الجهود و تصعيدها بكل الوسائل السلمية من اجل تحريرالحياة السياسية و إطلاق سراح المساجين و حرية الإعلام و التنظم و استقلال القضاء و حياد الإدارة و الإشراف المستقل على الانتخابات  “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِين َتَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِك َلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ “( آل عمران 104.105) بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
باريس في 15 أفريل  2008

 


لماذا تحوّل الكيان الصهيوني إلى مشروع فاشل؟
 
توفيق المديني على الرغم من مرور ستين سنة على قيامها، لم تعد “إسرائيل” المكان الآمن لليهود. فقد كان هرتزل يعتقد أن قيام الدولة اليهودية هي محصلة لفشل اليهود في الذوبان في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها، وليس بسبب توارث حلم العودة. وكان يعتقد أن العداء تجاه اليهود سينتهي في حال مغادرتهم للدول التي يعيشون فيها. وكان الاعتقاد السائد لدى رواد الحركة الصهيونية العالمية أن العرب سوف ينصهرون في اليهود ذوي الثقافة الأوروبية والذين يمتلكون أدوات الإنتاج، لكن أحداً لم يكن يتوقع ظهور مشاعر قومية لدى عرب فلسطين. وكان إسحق إبستين (1862- 1943) أحد قادة الصهاينة الأوائل الذين اعترفوا بأن مسألة السكان العرب كانت قضية مركزية تواجه الحركة الصهيونية، ولذلك فقد دعا إلى التحالف معهم حيث قال: “إن فلسطين ملك لهذين الشعبين الساميين العريقين”. ولم تدرك الحركة الصهيونية الخطر الحقيقي للحركة الوطنية الفلسطينية إلا بعد مرور ثلاثين سنة، فقد اكتشفت أنه من المستحيل إنشاء دولة يهودية وسط كثافة سكانية عربية في المنطقة الغربية من فلسطين، كما أن مشاعر الكراهية ضد المستوطنين اليهود استفحلت بين السكان العرب الذين أخذوا يستعدون لمقاومة الهجرة اليهودية وشراء الأراضي. وفي عام 1917 أصدرت بريطانيا وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، لكن المشكلة التي واجهت الحركة الصهيونية كانت في كيفية بناء قاعدة اقتصادية لاستيعاب المهاجرين من أوروبا. ومع حلول 1936 بدت قضية الصراع العربي- اليهودي في أوضح صورة، وفي عام 1947 تأكدت الحركة الصهيونية من أن إنشاء دولة يهودية يتطلب حرباً غير مضمونة النتائج مع الدول العربية. ومما لاشك فيه أن اعتقاد الحركة الصهيونية بأن اليهود كانوا ذاهبين إلى أرض غير مأهولة كان اعتقاداً خاطئاً وسطحياً وتضليلياً. ومثله الاعتقاد بأن السكان العرب كانوا مهتمين بتحسين وضعهم الاقتصادي فقط. وقد أثبت مقتل المستوطنين الصهاينة في القسطل بالقرب من القدس خطأ رواية “الأرض القديمة الجديدة” في تصوير فلسطين كملجأ شاعري لليهود. وأثبتت الحروب العربية- “الإسرائيلية” من حرب 1948 إلى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وحرب يونيو ،1967 وحرب الاستنزاف عام ،1970 وحرب أكتوبر ،1973 وحربي لبنان: الأولى عام ،1982 والثانية عام ،2006 أن الصهاينة تكبدوا خسائر بشرية كبيرة تعد بعشرات الآلاف. وما كانت هذه الخسائر البشرية التي تعتبر مهمة بالنسبة لليهود في حسبان الحركة الصهيونية، وربما كانوا قد توقفوا عن الجري وراء الحلم الصهيوني “لو علموا أن “إسرائيل” سوف تصبح المكان الوحيد في العالم الذي يتم فيه كره اليهود، ويواجهون التهديد ويصطفون في طوابير للحصول على أقنعة واقية من الغاز بعد خمسين عاماً من موت الجيل السابق في غرف الغاز” على حد قول يوسي بيلين. وتعتبر ميزانية الدفاع “الإسرائيلية” مقارنة بإجمالي الناتج المحلي هي الأعلى في أي ديمقراطية في العالم. وقد أخذت هذه الميزانية تتضخم منذ حرب 1973 التي كلفت الاقتصاد الصهيوني إنتاج عام كامل من الناتج المحلي. ويضاف إلى ذلك، أن جزءاً كبيراً من الاستثمار في مجال الدفاع لا يساهم في النمو الاقتصادي، بل إنه يشكل عبئاً على الاقتصاد الصهيوني. ويضاف إلى ذلك، أن الخدمة العسكرية في الكيان الصهيوني (3 سنوات) وهي الأطول في أية دولة غربية، فضلاً عن أن خدمة الاحتياط (شهر كل سنة) توقف الشباب عن دراستهم وهم في قمة العطاء. وتعتقد “إسرائيل” أن الأمن أهم من الاقتصاد، وهذا ما أدى إلى خلق اقتصاد بمواصفات العقلية الاستبدادية. ورغم مرور ستين سنة على قيام “إسرائيل” فإن عدداً كبيراً من الدول الإسلامية لا يزال يرفض الاعتراف بوجودها، كما أن هناك دولاً لا تخفي رغبتها في القضاء عليها، ويصبح وجود “إسرائيل” أكثر عرضة للخطر في عالم تنتشر فيه أسلحة الدمار الشامل. إن “إسرائيل” تدخل في حرب كل عشر سنوات، وهي الآن منشغلة في مواجهة المقاومة الفلسطينية بقيادة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، ولذلك ليس من المستغرب أن يركز الصهاينة كثيراً على “الأمن”. وتستخدم “إسرائيل” الأمن لتبرير ممارسات فاشية لا يمكن القبول بها في دولة ديمقراطية، مثل الاعتقال الإداري، وانتزاع الاعترافات بالتعذيب. وأصبحت “إسرائيل” التي كانت تدعي أنها قلعة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، عرضة للتقارير السنوية التي تصدرها منظمات حقوق الإنسان العالمية والمحلية، لممارستها العنف الأعمى ضد الشعب الفلسطيني. وبدافع من عقلية الحصار والشعور بأن “كل العالم ضدنا” فقد تحالفت “إسرائيل” مع أعتى الديكتاتوريات العسكرية والأنظمة الفاسدة في كل أصقاع الأرض، مثل أنظمة ألابارتهايد في جنوب إفريقيا، وشاه إيران، وبينوشيه في تشيلي، وسوموزا في نيكارغوا، من منطلق أن هذه الأنظمة العفنة تؤيد “إسرائيل” بينما “بقية دول العالم منافقة”. والمشكلة الأخرى التي لم يفطن إليها مؤسسو الحركة الصهيونية هي المسألة الديمغرافية المتعلقة بوجود عالم عربي وإسلامي كبير محيط بفلسطين. فقد بنيت فكرة إنشاء الدولة اليهودية على أساس تحقيق الأكثرية اليهودية بطرق ديمقراطية. فوجود أكثرية عربية في فلسطين لن يمكن الأقلية الصهيونية من فرض دولة يهودية في فلسطين، وهذا هو أساس الخلاف بين بن غوريون وجابوتنسكي على تقسيم غرب فلسطين، فقد أيد بن غوريون إنشاء دولتين غرب نهر الأردن- إحداهما يهودية والأخرى عربية، بينما فضل جابوتنسكي الانتظار لحين تأمين أكثرية يهودية. ومثلما عارض جابوتنسكي خطة لجنة بيل عام ،1937 عارض مناحيم بيغين خطة تقسيم فلسطين التي أقرتها الأمم المتحدة بعد عشر سنوات، أما بن غوريون فقد أيد الخطتين انطلاقاً من رغبته في تحقيق سيادة بأسرع وقت ممكن، ولاعتقاده أن وجود دولة يهودية سوف يسرع في عملية الهجرة الجماعية، ولكن ذلك لم يحدث. عندما قرأ مؤسس دولة “إسرائيل” ديفيد بن غوريون إعلان الاستقلال في 14 مايو/أيار 1948 شدد على أنها ستكون ملاذاً آمناً لليهود، وإنما بدا بعد مرور ستين سنة، أن السلام والديمقراطية يقفان على طرفي نقيض من وجودها. ف”إسرائيل” لا يمكن أن تكون دولة ديمقراطية، لأن ذلك ينزع عنها صفة الدولة اليهودية ويقودها إلى بناء الدولة العلمانية التي عليها أن تمنح الجميع حقوقاً متساوية بمعزل عن الانتماء الديني، وهذا ما سيفسح في المجال للعرب أن يصبحوا هم الأكثرية في هذه الدولة الديمقراطية. وهذا سوف يعني فناءها. و”إسرائيل” أيضاً لا تريد السلام لأنه نقيض وجودها، وينزع عنها صفة الدور الوظيفي- كقاعدة امبريالية متقدمة في العالم العربي- بوصفه أفقاً وحيداً لبقائها. من هنا لم يعد الكيان الصهيوني ملجأ روحياً لليهود ومكاناً آمناً لليهود، بل إن ممارساته الشاذة دفعت يهود العالم إلى تطبيع حياتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولاسيما يهود أمريكا الذين يشكلون أكبر كتلة بشرية منافسة ل”إسرائيل”. صحيفة الخليج ، رأي ودراسات :الأحد ,13/04/2008


مدلسي يعرض اليوم مراجعة تقرير حقوق الإنسان، والرابطات تؤكد ”الجزائر أقصت المنظمات الحقوقية المستقلة”

 

 
الجزائر – محمد شراق أوضح بوجمعة غشير، رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، أن الجزائر أخلت بالتزامها تجاه المجلس الأممي لحقوق الإنسان، الذي يفرض على الدولة التي تعرض تقريرها في إطار المراجعة الدورية، إشراك المنظمات الحقوقية المستقلة، في إعداد تقريرها. يعرض وزير الخارجية، مراد مدلسي، اليوم، المراجعة التي أعدتها الجزائر بشأن تقريرها السنوي لحقوق الإنسان، أمام المجلس الأممي لحقوق الإنسان، في إطار المراجعة العالمية التي رتبت الجزائر فيها ضمن الدول الأربع الأولى التي تخضع لهذه الآلية الجديدة، بعد كل من تونس والمغرب والبحرين. واللافت للنظر، حسب رئيس الرابطة الجزائرية لترقية حقوق الإنسان، فإن عرض المراجعة الجزائرية لن يكون له أساس متين، بالنظر إلى ”خرقها البند المتعلق بإشراك المنظمات الحقوقية المستقلة”، في إشارة إلى رابطتي حقوق الإنسان وجمعيات المفقودين وسائر المنظمات غير الحكومية النشطة بالجزائر في المجال الحقوقي، وهو ما لم تفعله الحكومة الجزائرية. وقال غشير، في اتصال بـ”الخبر”، إن ”الحكومة الجزائرية لم تهتم بأمر المنظمات المستقلة”، وأقر المجلس الأممي لحقوق الإنسان، الذي أنشئ سنة 2006 ليعوض لجنة حقوق الإنسان، في إطار الإصلاحات التي خضعت لها هيئة الأمم المتحدة، أن تشرك الحكومات التي تقدم مراجعاتها الدورية المنظمات غير الحكومية في صياغة التقارير. علما أن تونس والمغرب عملتا بهذه التوصية من خلال اكتشاف خبراء المجلس بصمة المنظمات المستقلة في مراجعاتها الأسبوع المنصرم. أكثـر من ذلك، تعهدت الحكومتان بتعزيز إقحام دور هذه المنظمات في مجال حقوق الإنسان مستقبلا، لكن ورغم ذلك تعرض الدولتان إلى انتقادات لاذعة من قبل أعضاء المجلس بخصوص الوضع الحقوقي على ترابهما، وهو مؤشر على أن الجزائر ستكون موضع انتقادات مماثلة ”جراء إغفال دور نشطاء حقوق الإنسان المستقلين”. وتعرض الجزائر، وفقا لشروط المجلس، مراجعة تقرير من 20 صفحة، إضافة إلى تقرير آخر تعرضه المفوضية السامية لحقوق الإنسان من 10 صفحات، وتقرير ثالث تعرضه المنظمات غير الحكومية من 10 صفحات كذلك، غير أنه بالنسبة للجزائر، فإن تقرير هذه المنظمات غير موجود، فيما طرحت بعض المنظمات كـ”ألجيري ووتش” انشغالاتها على طاولة المراجعة، مشيرة إلى ”عدم التحقيق في المجازر المرتكبة خلال التسعينات”. وفيما انتقد بوجمعة غشير الوضع الحقوقي بالجزائر من حيث استشراء مبدأ اللاعقاب، هشاشة التمدرس والتضييق في العمل النقابي والجمعوي والانغلاق السياسي، أكد أن ملفات عديدة ستطرح للنقاش اليوم، في إطار المراجعة، كمنع التجمهر وتضييق الولاة في منح تراخيص الاجتماعات، التضييق على الصحافة وحرية التعبير، ومناقشة حرية التدين، حيث سيخيم على هذا الملف قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين الذي أقرته وزارة الشؤون الدينية، ومسألة اعتماد النقابات المستقلة وملف المصالحة الوطنية التي ترى الهيئة الحقوقية أنها ”غير كاملة بإغفالها مبدأ الحقيقة والعفو”. وإذا كان التقرير ”الإيجابي” الذي وضعه رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان على مكتب الرئيس بوتفليقة، سيستلهم منه الوفد الجزائري فصولا عن ”تقدم مسار الحقوقي في الجزائر” في عرض المراجعة، إلا أن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترفض إطلاق وصف ”التحسن” عن هذا الوضع، حيث طعن رئيس الرابطة، مصطفى بوشاشي، في التقرير، موضحا بأن: ”قضايا حقوق الإنسان مازالت مطروحة بشدة”. وتحدث عما أسماه بـ”تراجع فكرة الحماية القانونية لحقوق الإنسان، من خلال قانون الإجراءات الجزائية الذي يسمح بدخول بيوت المواطنين”. وتساءل بوشاشي حيال الإبقاء على عقوبة الإعدام، وكذا غياب الحقوق الاقتصادية، بالنظر إلى الظروف القاسية التي يعيشها المواطنون، وهي ظروف أنتجت ظاهرة ”الحرافة”.  (المصدر: صحيفة “الخبر” (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)

 

الإسلاميون المغاربة يدعون الدولة الى تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء الغربية

 

 
بوزنيقة (المغرب) (ا ف ب) – دعا حزب العدالة والتنمية المغربي السبت الدولة الى تطبيق خطة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية بما ان المفاوضات مع جبهة البوليساريو برعاية الامم المتحدة “قد فشلت” على حد قوله. واعلن سعد الدين عثماني امين عام حزب العدالة والتنمية خلال افتتاح المجلس الوطني لحزبه في بوزنيقة (50 كلم جنوب الرباط) “يجب ان تتحلى الدولة بالشجاعة السياسية وتتحول الى تطبيق خطة الحكم الذاتي على الارض”. واكد زعيم حزب المعارضة البرلمانية ان “المفاوضات (مع البوليساريو في منهاست قرب نيويورك) قد فشلت في دوراتها الاربع” مضيفا “على الدولة ان لا تراهن او تركز على المسار التفاوضي الذي تبينت حدوده” داعيا الى مبادرات في الصحراء الغربية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي وتوسيع الحريات. وعزا زعيم الحزب الاسلامي فشل المفاوضات الى “مواقف جبهة البوليساريو المتعنة والموقف الرسمي الجزائري” في اشارة الى دعم الجزائر الانفصاليين الصحراويين. واقترح المغرب خطة حكم ذاتي واسع تحت سيادته في الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية سابقا التي ضمها المغرب عام 1975. وترفض جبهة البوليساريو الخطة المغربية وتطالب بالاستقلال عبر استفتاء لتقرير المصير. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب ) بتاريخ 13 أفريل 2008)  


 

الحكومة المغربية تستبق موجة احتجاجات على الغلاء بقمع تظاهرة أمام البرلمان بالرباط

 

الرباط ـ القدس العربي من محمود معروف: استبقت السلطات المغربية احتجاجات اجتماعية تشهدها مختلف المدن المغربية يوم الخميس القادم بمنع عنيف لوقفة احتجاجية كان من المقرر تنظيمها مساء السبت امام مقر البرلمان بالرباط بدعوة من مجلس التنسيق الوطني ولجنة المتابعة الوطنية لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية. واختار المجلس التنسيقي موعد وقفته ومكانها لتتزامن مع افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان للاحتجاج علي الزيادات المهولة في أسعار المواد الأساسية والإجهاز علي الخدمات العمومية . ولاحظت القدس العربي قبل ساعات من موعد الوقفة حشودا من رجال الشرطة المغربية بمختلف اجهزتها تحتل الزوايا الرئيسية المؤدية الي المكان المقترح للوقفة وهو المساحة الخضراء التي تتوسط شارع محمد الخامس اشهر شوارع العاصمة المغربية وتقابل كلا من مقر البرلمان ومقهي باليما وهي المساحة التي باتت تعرف بهايد بارك المغرب حيث تعرف يوميا ومنذ سنوات وقفات للعاطلين عن العمل يطالبون الدولة بتأمين مناصب شغل لهم او وقفات احتجاجية علي انتهاكات لحقوق الانسان او وقفات تضامنية مع معتقلين سياسيين او مع فلسطين والعراق. وكثيرا ما يشاهد رجال الشرطة بزيهم الحربي الرسمي يلاحقون في الشوارع المحاذية لشارع محمد الخامس او الازقة المتفرعة منه يلاحقون محتجين او مطالبين بالشغل ويهوون بالعصي علي من يكون حظه عاثرا ويقع بين ايديهم. رجال الشرطة الذين بقي جزء منهم في سيارات محمية بالواح شبكية تغطي زجاج نوافذها بدأوا قبل ساعات من الموعد المعلن للوقفة بمنع المرور بالقرب من او الوصول الي الفسحة المقررة لتجمع المحتجين وحين انطلق اول هتاف من احدي زوايا الشارع يعلن بدء الوقفة تدخلت قوات الشرطة بعنف مستعملة الضرب والدفع في حق الحاضرين او الذين صادف حضورهم قريبا بمن فيهم الصحافيون ونزعت اللافتات ومكبر الصوت، وسجلت إصابات في صفوف الحاضرين ومواطنين تواجدوا صدفة في الشارع او قريبا منه ونتيجة هذا التدخل تحولت الوقفة الي مظاهرات ووقفات تردد شعارات تندد بالقمع والغلاء وضرب القدرة الشرائية للمواطنين في شوارع محمد الخامس، علال بن عبد الله، مولاي يوسف ومختلف الممرات المؤدية لمقر البرلمان رغم القمع و المطاردات. وتتباين الاجتهادات بين السلطات والجمعيات التي تنظم الوقفات الاحتجاجية المناهضة للحكومة حيث تعتبر السلطات مثل هذه الوقفات مخالفة للقانون اذا لم تصرح بها السلطات الا ان المحتجين يرون ان المسيرات والمظاهرات تحتاج لمثل هذا التصريح فيما الوقفات الاحتجاجية لا تحتاج ويكتفي فقط بالاعلام بها. وتتكون تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية (95 تنسيقية في المغرب) من مجموعة من الهيئات الاجتماعية والسياسية والنقابية وتأسست في ايلول/سبتمبر 2006 للاحتجاج علي الاقصاء والتهميش التي تعرفها عدد من المناطق المغربية النائية والمعزولة وارتفاع اسعار المواد الغذائية والخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والمواصلات. وكانت ابرز المظاهرات الاحتجاجية التي نظمتها التنسيقيات في مدينة صفرو في جبال الاطلس في ايلول/سبتمبر الماضي وادت الي اعتقال العشرات والحكم عليهم بالسجن بمدد متفاوتة اطلق سراح بعضهم خلال الاسابيع الماضية. وادانت لجنة متابعة التنسيقيات هذا التدخل القمعي والمنع اللاشرعي واللاقانوني للوقفة ومصادرة الحق في الاحتجاج الذي يفضح زيف الشعارات المرفوعة حول الانتقال الديمقراطي والعهد الجديد . ودعت اللجنة جميع التنسيقيات المحلية والقوي التقدمية والديمقراطية والمواطنين الي المزيد من التعبئة والانخراط الفعال والمكثف من أجل إنجاح الوقفات الاحتجاجية و الأشكال النضالية المقرر تنظيمها يوم الخميس القادم بمختلف مناطق المغرب. واذا كان ارتفاع اسعار المواد الغذائية والطاقة والمواصلات أدي الي تدهور ملحوظ للقدرة الشرائية للمواطن المغربي يحمل ناشطو منظمات المجتمع المدني الدولة مسؤوليته فإن الحكومة ترجع ارتفاع الاسعار الي ما يعرفه السوق العالمي من حركية متصاعدة للمواد الاساسية ان كانت النفط الذي لا ينتجه المغرب ووصل السعر العالمي للبرميل اكثر من مئة دولار وترتفع فاتورته المغربية لاكثر من ملياري اورو سنويا او المواد الغذائية، خاصة القمح وبلغت واردات المغرب خلال الشهرين الاوليين من العام الحالي الي حوالي 47 مليار درهم (4 مليارات يورو) بزيادة 32.5 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي وانعكست موجة الغلاء العالمية علي مستوي الاسعار في المغرب رغم أن الدولة تتدخل لموازنة أسعار بعض المواد الاساسية كمشتقات النفط والسكر والدقيق. وقال مشاركون في الوقفة الاحتجاجية ان المحتجين (نساء ورجالا، أطفالا وشبابا) تعرضوا لضرب وسب ولم تستثن حتي الصحافة التي تواجدت بعين المكان ورغم ذلك أبي المشاركون في هذه الوقفة وفي إطار المسؤولية ورغم ما تعرضوا له من قمع إلا أن يوصلوا صوتهم للمسؤولين المشحون بالاحتجاج علي غلاء المعيشة والقمع الذي تعرضت له وقفتهم مرددين الشعار المركزي الذي رفع في هذه الوقفة بعد أن تعرضت للقمع “شوف المغرب الجديد/مغرب القمع والتشريد”. وكانت مدينة المحمدية (50 كلم جنوب الدار البيضاء قد شهدت مساء الجمعة وقفة مماثلة ردد خلالها المحتجون الشعارات المنددة بالغلاء وتدهور الخدمات العمومية وكذا السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي تنهجها الدولة (ليديك سير فحالك الماء والضو ماشي ديالك) و(علاش جينا واحتجينا الماء والضو غالي علينا) ودعوا الي الإستمرار في النضال ضد ضرب القدرة الشرائية للجماهير ونددوا بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية التي تتبعها الدولة وطالبوا بالتراجع الفوري عن الزيادات (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  

الرئيس الموريتاني يتبرأ من علاقة بلاده بإسرائيل نواكشوط-احمد ولد بابا احمد

تبرّأ الرئيس الموريتاني محمد ولد سيدى الشيخ عبد الله من أي مسؤولية في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل التي تمّت في عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع. وقال ولد الشيخ عبد الله في حديث لصحيفة “الشروق اليومي” الجزائرية نشر امس الأحد “نحن لم نقم هذه العلاقات بل ورثناها”. وأكد الرئيس الموريتاني أن بلاده ستعالج هذا الملف في إطار “التجاوب مع القضايا العربية والتنسيق مع أشقائنا الفلسطينيين ومن خلال التشاور مع كل الأطراف السياسية داخل موريتانيا بما يخدم المصلحة القومية لأمتنا”. من ناحية أخرى، وصف ولد الشيخ عبد الله الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها بلاده مؤخرا “بالمعزولة والمحدودة”، مشيرا إلى أن موريتانيا “تأثرت كغيرها من الدول بالإرهاب الذي يعد ظاهرة عالمية.” وقال “إن موريتانيا ليست بؤرة للإرهاب ولا امتدادا له في المنطقة”، مؤكدا أن بلاده تعد “من أكثر الدول حصانة ضد تنامي الإرهاب. من جهة أخرى، علمت الشرق من مصادر مطلعة أن الرئيس الموريتاني أبلغ قادة أحزاب “تكتل ميثاق الوحدة” بأنه سيجري تعديلاً وزارياً في المنظور القريب. ولم تستبعد المصادر أن يتزامن التعديل الوزاري مع التاسع عشر من أبريل الحالي، موعد الذكرى السنوية الأولى لتولي ولد الشيخ عبدالله منصبه كأول رئيس مدني منتخب بشكل ديمقراطى للبلاد. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 14 أفريل 2008)  


رئيس موريتانيا يعتزم مراجعة العلاقات مع إسرائيل

                      

قال الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إن حكومته ستفتح باب مراجعة علاقات موريتانيا مع إسرائيل أمام كل الأطراف السياسية. وتبرأ في حديث لصحيفة الشروق الجزائرية الصادرة أمس من مسؤوليته في إقامة هذه العلاقات، مشيرا إلى أن أنه ورث العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب من النظام السابق. وأكد ولد الشيخ عبد الله أن بلاده ستعالج هذا الملف في إطار “التجاوب مع القضايا العربية والتنسيق مع أشقائنا الفلسطينيين ومن خلال التشاور مع كل الأطراف السياسية داخل موريتانيا بما يخدم المصلحة القومية لأمتنا”. ويعد حديث الرئيس الموريتاني أول مبادرة له في هذا الصدد منذ إعلانه قبل عام أنه يريد تنظيم نقاش شعبي بشأن إبقاء العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل أو قطعها. وقال في أبريل/ نيسان 2007 عقب توليه السلطة إن “الملف سيعرض على البرلمان والطبقة السياسية وسنقوم باستشارة مؤسسات المجتمع المدني”، وتعهد بأن “المناقشة ستكون حرة” وبأن “الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الموريتاني”. تصريحات وجدل مبنى السفارة الإسرائيلية بنواكشوط تعرض لإطلاق نار الشهر الماضي (الفرنسية-أرشيف) ويأتي حديث ولد الشيخ بعد تصريحات مشابهة منذ مطلع العام الحالي أثارت جدلا داخل الساحة الموريتانية، وكان آخرها تصريح رئيس الحزب الحاكم يحيى ولد الواقف “العهد الوطني للديمقراطية والتنمية” (عادل) الشهر الماضي الذي تعهد فيه بقطع العلاقات مع إسرائيل وقتما تعرض على البرلمان. وكانت تصريحات سابقة لولد الواقف دعت إلى التصويت لقطع العلاقات مع إسرائيل وأثارت ارتياحا بالأوساط الشعبية. وسبق ذلك دعوة رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية (مجلس النواب) مسعود ولد بلخير حكومة بلاده إلى “إعادة النظر” في العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها مع إسرائيل منذ العام 1999، واصفا إياها بأنها علاقات “مشينة”. وموريتانيا هي إحدى الدول العربية الثلاث بعد مصر والأردن التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وقد فتحت نواكشوط هذه العلاقات في ظل نظام الرئيس معاوية ولد الطايع الذي أطيح به عام 2005 في انقلاب عسكري. ويشمل التعاون الموريتاني مع إسرائيل أساسا قطاعي الصحة والزراعة لا سيما الري بالتنقيط، وفي نواكشوط يتم بناء مركز لعلاج السرطان بتمويل من إسرائيل، كما سبق أن تلقى أطباء وخبراء زراعيون موريتانيون دورات تدريبية في إسرائيل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أفريل 2008 نقلا عن وكالة يو بي أي)


حماس – تصريح صحفي موقف الرئيس الموريتاني بإعادة تقييم علاقة بلاده مع الاحتلال الصهيوني خطوة شجاعة في الاتجاه الصحيح  

صرح المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الأستاذ فوزي برهوم بما يلي: تعتبر حركة المقاومة الإسلامية “حماس” موقف الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بالاستجابة للرأي العام الموريتاني بإعادة تقييم ومراجعة علاقة بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي وعرض ذلك على الأوساط السياسية الموريتانية، هي خطوة شجاعة وفي الاتجاه الصحيح، متمنين أن تكون خطوة على طريق قطع العلاقات بالكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن تكون مدعاة لكل الدول العربية والإسلامية والتي لها علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أو تؤمن بمشاريع التطبيع معه أن تعيد هي أيضاً النظر مجدداً في مجمل علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي وأن يتخذوا خطوات مشابهة ويتم بموجبها مقاطعته وإنهاء التعامل معه كخطوة قوية على طريق تشكيل محور إسلامي عربي داعم لعدالة وحقوق الشعب الفلسطيني والقضايا العربية والإسلامية العادلة. مناهض للمحور الأمريكي الداعم لجرائم الاحتلال الإسرائيلي والذي بات يشكل خطراً محدقاً في أطماعه التوسعية ليس على الشعب الفلسطيني وحده بل على المنطقة برمتها. المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الأستاذ فوزي برهوم ‏الإثنين‏، 08‏ ربيع الثا1429هـ، الموافق ‏14‏ نيسان‏ 2008  


‏سوريا تعزز وضع اللغة العربية في الحياة العامة

                         

 
محمد الخضر- دمشق تحولت خطط الحكومة السورية بإيلاء اللغة العربية الرعاية والاهتمام إلى برامج عمل يومي. وبات بإمكان زوار العاصمة دمشق والمدن الكبرى في سوريا ملاحظة التعريب على لافتات أسماء المحال التجارية، فيما تجري مناقشات لتطوير أداء المعلمين ومراعاة الفصحى في المعاملات الرسمية. وتقول عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق ميرنا سعود إن المحافظة بدأت منذ أشهر برنامجا لتعريب أسماء المحلات التجارية عبر الطلب من أصحابها كتابة الاسم بكلمات ذات معنى عربي. وأشارت للجزيرة نت إلى أن القرار يتيح كتابة تلك الأسماء بالحروف اللاتينية أسفل العربية على ألا تشغل مساحة أكثر من نصف مساحة الاسم بالعربية. ورغم أن القرار مس علامات تجارية محلية معروفة بالسوق، تجاوب التجار –وفق المسوؤلة السورية- تجاوبا كبيرا. وتضيف أن المحافظة حرصت أيضا على أن تستخدم المحلات الجديدة التي ستفتح أسماء عربية. فيما استثني من ذلك القرار المحال التي تمثل فروعا لوكالات عالمية. العملية التعليمية ويشكل القرار المتصل بالمحال التجارية مرحلة واحدة ضمن مجموعة إجراءات ستطول خاصة التركيز على العملية التعليمية في الجامعات والمراحل الأولى من التعليم. ويشير أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق طلال مصطفى إلى أن الجامعات السورية خاصة جامعة دمشق تولي اهتماما خاصا باللغة العربية معروفا على مستوى المنطقة. وأوضح للجزيرة نت أن الجهود المتعلقة بإبراز اللغة العربية في التعليم العالي السوري قديمة. مشيرا إلى أن جامعة دمشق عربت مناهجها خاصة في الكليات العلمية الطب والهندسة منذ فترة طويلة، في وقت يدرس فيه المنهاج في الجامعات العربية باللغة الأجنبية. لغويون للدوائر العامة وستشمل الخطوات الجديدة لتمكين اللغة العربية التركيز على المدارس والتعليم قبل الجامعي. وتشير عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق إلى خطوات على مستوى المدارس تهدف إلى دفع الطلاب للاهتمام بجمالية اللغة العربية، والتأكيد على تكلم المعلمين والمعلمات باللغة الفصحى في المدارس. كما تشمل الإجراءات والتوجهات العمل على أن تكون المعاملات في المؤسسات الرسمية خالية من الأخطاء في اللغة العربية. وكشفت ميرنا سعود في هذا السياق عن خطط لإيجاد مدققين لغويين في كل دائرة من أجل تصحيح الكتب الرسمية كي تكون خالية من الأخطاء اللغوية. وقد قدمت سوريا إلى القمة العربية – التي عقدت مؤخرا في دمشق- اقتراحا بتوصية لإيلاء اللغة العربية الاهتمام الكافي تم اعتمادها بالتوصيات الختامية. ويشير الإعلامي نبيل طعمة إلى أهمية تلك التوصية التي تجسد الخوف على هذه اللغة مما يتهددها. وقال للجزيرة نت إن اللغة العربية جامعة مانعة نخشى عليها من الضغوط التي تواجهها وكامل الجغرافية العربية. وأضاف أن تعزيز اللهجات وإذكاءها يعني أن هناك من يستهدف اللغة العربية وبالتالي شخصية الأمة، مشيرا إلى أنه أينما ذهبنا ورحلنا نحن العرب نجد أن لغة التفاهم المباشر هي العربية في أقطارنا. ويضيف أنه بصرف النظر عن اللهجات “التي نحترمها”، فإن إدخالها إلى المناهج أو تعزيز الأجنبية على حساب العربية مرفوض. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أفريل 2008)


توقعات بهيمنة الإسلاميين والقبائل على برلمان الكويت الجديد

الكويت (رويترز) – توقع محللون ان تهيمن القبائل واسلاميون يعارضون الاصلاح الاقتصادي مرة اخرى على البرلمان المقبل رغم النظام الانتخابي الجديد الذي يهدف إلى تحرير المجلس من قبضتهم.  وحل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح البرلمان في مارس آذار لينهي مواجهة مع الحكومة بعدما عرقلت التوترات اصلاحات اقتصادية رامية لتشجيع الاستثمار الأجنبي في الدولة المصدرة للنفط. وتجري انتخابات جديدة في السابع عشر من مايو ايار وفق لوائح تخفض عدد الدوائر الانتخابية إلى خمس بدلا من 25 كما كان الحال في الانتخابات السابقة التي جرت عام 2006. وتهدف التغييرات لمنع شراء الاصوات وحمل المرشحين على التركيز على سياسة طويلة الأجل بدلا من مطالب محلية لقلة من الناخبين مثل بناء مسجد في حي ما. وارتفعت الاسهم الكويتية أربعة في المئة الشهر الماضي مع تمني المستثمرين ان يكون البرلمان القادم أكثر تعاطفا مع قطاع الأعمال غير ان المحللين يقولون ان اللوائح الجديدة تصعب من مهمة المستقلين والتكنوقراط مشيرين إلى اصلاحات مهمة لكنها تواجه معارضة شعبية مثل التراجع عن برنامج الرعاية الاجتماعية من المهد إلى اللحد. وقال علي البغلي المحلل السياسي ووزير النفط السابق “انها قفزة إلى المجهول.” وتابع “نظام الدوائر الانتخابية الخمس هو لصالح الجماعات جيدة التنظيم مثل الاسلاميين والقبائل التي يمكنها أن تجعل صوتها مسموعا.” وتحظر الكويت تشكيل الاحزاب السياسية لذا ثمة ميل لتكوين تكتلات برلمانية بناء على الولاء القبلي والديني وليس وفق السياسة. وتريد الحكومة ان تمضى قدما في تطبيق اصلاحات من بينها مشروع قانون لاقامة جهاز رقابة مالي في محاولة منها لتقليص القطاع العام الذي يوظف نحو 90 في المئة من الكويتيين والمساعدة في تنويع الموارد الاقتصادية بعيدا عن النفط. ولكنها تواجه معارضة منذ فترة طويلة من البرلمان الذي يضم 50 عضوا يميلون للتركيز على الرقابة على الوزراء والمطالب الشعبية مثل زيادة اجور القطاع العام. ويعارض بعض رجالات القبائل والاسلاميون الانفتاح الاقتصادي أمام الاستثمار الأجنبي ويعرقلون مشاركة شركات النفط الكبرى في مشروعات تنقيب بمليارات الدولارات التي ينظر إليها على انها ضرورية لزيادة إنتاج النفط وهو اهم مصدر للدخل في البلاد. ولبرلمان الكويت تاريخ طويل في تحدي الحكومة وهو أمر غير معتاد في المنطقة. ويتوقع أن يدلي أكثر من 350 ألف كويتي أو ثلث الكويتيين باصواتهم في الانتخابات التي تجري في واحدة من اكثر دول الخليج حيوية من الناحية السياسية. ومع بدء تسجيل المرشحين يوم الاثنين تحاول الحكومة تقليص نفوذ القبائل بشن حملة على عملية اقتراع غير رسمية (الفرعيات) تجريها القبائل قبل الانتخابات. ووقعت مصادمات متكررة بين الشرطة ورجال القبائل بسبب غارات على الديوانيات وهي تجمعات ذات طابع تقليدي تستغل عادة للدعاية الانتخابية واغلاق الأماكن التي تقام فيها. وتظاهر نحو 50 شخصا من بينهم نواب سابقون أمام البرلمان يوم الأحد احتجاجا على صدور مرسوم عقب حل البرلمان يقضي بالحصول على تصريح من الدولة لعقد اي تجمع سياسي. وقال عضو البرلمان السابق على الدقباسي “سبب نزولنا للشارع السياسة التعسفية للحكومة.” ويقول محللون ان النظام الجديد يشجع القبائل على تشكيل تحالفات فيما بينها أو مع مرشحين ليبراليين أو اسلاميين لزيادة فرص الفوز بمقاعد في الدوائر الانتخابية الأكبر حيث تشتد المنافسة. وقال ناصر الصانع عضو البرلمان السابق وهو اسلامي يستعد لخوض الانتخابات المقبلة “لكل اجندته هذه المرة. لا يوجد تركيز. لا يعلم احد لمن ستكون الهيمنة على البرلمان.” ويقول ناصر النفيسي مدير عام مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية ان الانتخابات ستأتى على الارجح بوجوه جديدة غير ان المحتمل ان تستمر سيطرة القبائل والاسلاميين على البرلمان. وأعرب عن أمله بان تشجع الدوائر الانتخابية الأكبر اعضاء البرلمان على التركيز على الصورة الأكبر.  وقال “كان النائب يمثل خمسة آلاف ناخب من قبل سيمثل 50 الفا الآن لذا سيناقشون قضايا حقيقية واستراتيجية.”  من رانيا الجمل واولف لايسنج (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 أفريل 2008)  

 

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

17 juin 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2217 du 17.06.2006  archives : www.tunisnews.net La présidence de l’Union Européenne:

En savoir plus +

9 septembre 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3031 du 09.09.2008  archives : www.tunisnews.net   Reporters sans frontières:  Un défenseur des

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.