الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3088du 05.11.2008

 archives : www.tunisnews.net


هيئة تحرير “تونس نيوز”  : موقع تونس نيوز يتعرض لقرصنة آثمة

ايلاف : تونس: موقع التقدّمي الالكتروني يتعرّض للقرصنة

Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بعد الإفراج عن بقية”مساجين العشريتين:خطوة إيجابية..في الإتجاه الصحيح ..!

حــرية و إنـصاف:الإفراج عن عدد من المساجين السياسيين

الجزيرة.نت : تونس تفرج عن 21 قياديا لحركة النهضة الإسلامية المحظورة

رويترز : الإفراج عن 21 سجينا إسلاميا في تونس

ا ف ب : عفو رئاسي عن 21 سجينا اسلاميا في تونس

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: إيقاف الإضراب تقديرا لخطوة الإفراج عن 21 سجينا سياسيا

العربي القاسمي: هنيئا لكم يا أبطال تونس

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إعلام عن إطلاق سراح

معز الجماعي : إطلاق سراح الصحفية ” زكية الضيفاوي”

الحزب الديمقراطي التقدمي: بيـــــــان
حــرية و إنـصاف : أخبار الحريات في تونس(1)

حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس(2)

عائلة الأستاذ محمد المختار الجلالي : بــلاغ صـــحفي : الأستاذ الجلالي يضرب عن الطعام

السبيل اولاين: فيالق من البوليس تحاصر منزل عبد اللطيف بوحجيلة المضرب عن الطعام

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس: بيان

أحمد نجيب الشابي 2009 : بيان

البديل العاجل : الزيادات في الأجور لمتى وبأي مقدار؟

البديل العاجل: أخـبـــــــــــــــار

عبدالرزاق داعي : الشباب الديمقراطي بقفصه يتضامن مع أبناء الحوض ألمنجمي

الحزب الديمقراطي التقدمي : جامعة قفصة : بـــــــــــيـــــــا ن

نسيج  : تونس : المدوّنون والرقابة.. سخرية وعناوين تتجدّد بعد كلّ حجب وتحدّ أمام القضاء

الحوار.نت : كلمة حرة :  ماذا خسرت تونس بعد عقدين ونيف من إنقلاب السابع من نوفمبر؟

مدونة لا للفساد : مساندة للحملة على الفساد و المفسدين

د.منصف المرزوقي  : تعليق الدكتور المرزوقي على نتائج الانتخابات الأمريكية  : لا ، نحن لا نستطيع

عمر الكدي : تونس : شفافة اقتصاديا ومعتمة إعلاميا

شوقي بن سالم : في الذكرى الواحدة والعشرين للتحوّل : التغيير ورهان على المستقبل

الصباح : في الجلسة المسائية لندوة التجمع : نقاش حول المشاركة السياسية في عالم متغيّر..

الاستــاذ فيصـل الزمنــى:  لاجل عيونــك يـا شعـــــب :(الجــــزء الاول )

قدس برس : جمعية الدراسات الدولية التونسية تدعو الى تحرك مغاربي وعربي مشترك ردا على الأزمة المالية العالمية

محمد العروسي الهاني:الرسالة الخاتمة للتاريخ أوجهها إلى سيادة رئيس الدولةحول حرية الرأي

وإطلاق سراح كتابي حالا من حبس الوزارة

توفيق المديني  : ليبيا توازن بين علاقاتها بروسيا وعلاقاتها بالغرب

صلاح الجورشي : في ذكرى تأسيس «الجزيرة»: قراءة في السلوك المزدوج للمسؤول العربي

عبدالسلام المسدّي : الرمزيّة العليا بين حَدَثين

قنطرة : كتاب محمد الطالبي: “أفكار مسلم معاصر” : على خطى نولدكه…..نحو رؤى إسلامية تنويرية

سلمى بالحاج مبروك : راحل شمشوم مخرب العالم و مصاص الدماء

ياسر الزعاترة : الكيان الصهيوني في ذروة أزمته


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
 

العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

http://kal.mediaturtle.com


 

موقع تونس نيوز يتعرض لقرصنة آثمة

مرة أخرى، تعرض موقعنا إلى قرصنة من طرف جهة مجرمة في الساعة التاسعة وخمس دقائق بتوقيت تونس. وقد تمكن الفريق الفني مشكورا من إعادة تشغيل الموقع بعد ساعات معدودة. اطمئنوا أيها الجبناء.. أيّا كانت هوياتكم ونواياكم ووسائلكم.. لن نستقيل ولن نتراجع ولن نتوقف عن نشر المعلومة وفتح مجال الحوار البناء بين التونسيين والتونسيات مهما كانت أفكارهم وتوجهاتهم ما دام في العمر بقية بحول الله وعونه. هيئة تحرير “تونس نيوز” 
 


تونس: موقع التقدّمي الالكتروني يتعرّض للقرصنة

إسماعيل دبارة من تونس  قال ماهر حنين عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تصريح خاص لإيلاف إنّ موقع الحزب على شبكة الانترنت المحجوب في تونس منذ العام 2004 تعرّض للقرصنة صباح اليوم الأربعاء. وقال حنين:”تعرّض موقعنا إلى عملية قرصنة بغيضة أتلفت محتوياته بالكامل لتحلّ محلها صورة قرصان بشع و تحتها عبارة:  SITE HACKED BY SPIP_KILLER و دان ماهر حنين بشدّة عمليتي حجب و إتلاف موقع الحزب الديمقراطي التقدمي و قال :”اتصلنا بالمشرف على موقعنا و الذي يدار من خارج البلاد و أعلمنا أنّ عملية القرصنة تمت على الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحليّ انطلاقا من تونس و ركزت في البداية على المقالات المتعلقة باحتجاجات الحوض المنجمي قبل أن تتلف بقية المقالات بالكامل”. و أضاف: نجدد إدانتنا لحجب موقع حزب قانوني معارض انطلاقا من تونس و نؤكد أن عملية القرصنة اليوم تأتي في سنة انتخابية من المفروض أن يشهد فيها المشهد الإعلامي في البلاد تحسنا و إصلاحا ضمانا للتناظر الحرّ و إبداء الرأي و فسح مجال حرية التعبير أمام الجميع”. و اتهم حنين من وصفهم بـ”أعداء الرأي الحرّ و المخالف” بالوقوف وراء عمليتي قرصنة وحجب موقع الحزب في عدّة مناسبات منذ انشائه في العام 2004. وجدير بالذكر إنّ قرصنة الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي التقدمي الذي انشأ في 2004 www.pdpinfo.org تأتي أياما قليلة بعد حجب و إتلاف محتويات كلّ من موقع مجلة “كلمة تونس” و الموقع الشخصي للمعارض الدكتور منصف المرزوقي. و يثير حجب المواقع و المدونات و تعرضها للقرصنة في تونس بشكل دوري استياء الصحفيين و مستعملي النات، وسبق لعدد من المهتمين اتهام الحكومة بالوقوف وراء حجب المواقع الالكترونية و تعمد قرصنتها ، لكن الحكومة تنفي ذلك باستمرار و تؤكد من جهتها احترامها لحرية التعبير و الإبحار على الشبكة دون قيود. وقالت في أكثر من مناسبة إنها لا تحجب سوى المواقع الخليعة و تلك التي تحرّض على العنف والإرهاب فحسبُ. (المصدر: موقع “إيلاف” (بريطانيا) بتاريخ 5 نوفمبر 2008)


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispptunisie@yahoo.fr e-mail: Vérité-action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   info@verite-action.org:  e-mail تونس في 05 نوفمبر 2008

بعد الإفراج عن بقية  “مساجين العشريتين ” : خطوة إيجابية ..في الإتجاه الصحيح ..!

 

 
 
تلقى المجتمع المدني التونسي و كل المدافعين عن حقوق الإنسان بارتياح نبأ الإفراج عن بقية مساجين حركة النهضة ممن حوكم أغلبهم في بداية عشرية التسعينات السوداء ، و إذ تتوجه  الجمعية الدولية لمساندة المساجين لسياسيين و جمعية Verité – action  إليهم  و إلى عائلاتهم بالتهاني على استعادتهم لحرياتهم و على صبرهم و ثباتهم رغم ما عاشوه طيلة قرابة العشريتين من اضطهاد و تنكيل فإنهما تناشدان كل من تبنى  قضيتهم و طالب بإنهاء المظلمة المسلطة عليهم طيلة قرابة العشرين سنة .. بأن يواصلوا دعمهم في معركة استرداد الحقوق و استعادة موقعهم الطبيعي في الحياة العامة . و إذ  تبارك الجمعيتان الإفراج عن الصحفية زكية الضيفاوي ، المعتقلة على خلفية أحداث الحوض المنجمي ، فإنهما تجددان المطالبة بالإفراج عن السجين السياسي فتحي العلج  الذي تم استثناؤه من قرار الإفراج  دون أي مبرر . قائمة المساجين السياسيين المفرج عنهم و أرقام هواتف للإتصال بهم : نور الدين العرباوي             من سجن  القصرين            21572481+  77480353 هشام بن نور                    سجن المسعدين                  96310560  

بوراوي مخلوف                  المنستير                         96588083+73332274  محمد نجيب اللواتي                صفاقس                        20121739 عبد الكريم بعلوش                برج العامري                    71404353 +17367143 +20284026  +22133348    حسين الغضبان                   الناظور                            99202229    البشير اللواتي                     الناظور                           24512058     الهادي الغالي                     المسعدين               منذر البجاوي                                                         71612320 97541806  20035413 ابراهيم الدريدي                   الناظور                           21227055 االصادق شورو                    المرناقية                         23408048  +20954811 رضا البوكادي                     المرناقية                          24466865  +  21063446
كمال الغضبان                                                         94632791                عبد النبي بن رابح                برج الرومي                      71516295    الشادلي النقاش                    المرناقية                          96287718      وصفي الزغلامي الياس بن رمضان               عبد الباسط الصليعي الصادق العكاري     وحيد السرايري                     الناظور             منير الحناشي                                                         78612199       عن الجمعيـة الدولية                              Verité – action  لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                                الرئيـــــــــس     الأستاذة سعيدةالعكرمي                               صفوة عيسى    

حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 ذو القعدة 1429 الموافق ل 05 نوفمبر 2008

الإفراج عن عدد من المساجين السياسيين

 

منذ ظهر اليوم الأربعاء 05/11/2008 تناقلت أوساط حقوقية نبأ الإفراج عن عدد من المساجين السياسيين من بينهم الواحد و العشرين قياديا و مناضلا المتبقين من مساجين حركة النهضة الذين قضوا في السجن ثمانية عشر سنة و الأستاذة زكية الضيفاوي الصحفية و عضو المكتب السياسي لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات. و قد سعت منظمة حرية و إنصاف إلى ضبط قائمة للمفرج عنهم من خلال الاتصال بعائلاتهم و المسرحين أنفسهم ، و إلى حد كتابة هذا البيان تم الإفراج عن المساجين السياسيين المسجلين بالقائمة التالية: هادي الغالي   عن طريق أخيه فتحي     من سجن المسعدين                     22444258       هشام بنور  عن طريق عبدالغني          من سجن المسعدين                     96310560 بوراوي مخلوف  زوجته                   من سجن المنستير                     96588083 شاذلي نقاش عن طريق أخيه عماد        من سجن المرناقية                      22186399  محمد نجيب اللواتي                         من سجن صفاقس                      20121739 ابراهيم الدريدي                             من سجن الناظور                       21227055 نورالدين العرباوي                          من سجن القصرين                     21572481           77480353 صادق شورو                                من سجن المرناقية                     23408048 رضا البوكادي   رقم أخته                  من سجن المرناقية                     21063446 منذر البجاوي                                من سجن المرناقية                     20035413 بشير اللواتي                                 من سجن الناظور                      24512058 عبدالكريم بعلوش                            من سجن المرناقية                     71367143 إلياس رمضاني                              من سجن الهوارب                     78612199 عبدالملك بن رابح                          من سجن برج الرومي                  71516295 حسين الغضبان                             من سجن الناظور                   عبدالباسط الصليعي                        من سجن الناظور                        22524849 وحيد السرايري                             من سجن الناظور وصفي الزغلامي                           من سجن الناظور كمال الغضبان                               من سجن الكاف                         94632491   منير الحناشي                                من سجن الناظور صادق العكاري                              من سجن الناظور                       98513746

حرية و إنصاف

1) تهنىء المفرج عنهم و أفراد عائلاتهم و الشعب التونسي باستعادة حريتهم على طريق استرداد حقوقهم المدنية و السياسية كاملة و اندماجهم في المجتمع. 2) تعبر عن ارتياحها لهذه الخطوة الهامة في الاتجاه الصحيح بما يساعد على تنقية المناخ العام بالبلاد و تذكر بالمناسبة بوضعية مئات الشباب المعتقلين و المحاكمين ضحايا قانون الإرهاب اللادستوري و المعتقلين على خلفية أحداث الحوض المنجمي و تدعو السلطة إلى إيقاف الاعتقالات و المحاكمات السياسية و إطلاق سراح جميع المساجين بدون استثناء و عودة المغتربين و سن عفو تشريعي عام. 3) تدعو السلطة إلى طي صفحة الماضي و تيسير العودة الآمنة و الكريمة لكل المهجرين و ضمان حقوق المواطنة للجميع حتى تكون تونس بحق لكل التونسيين. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


تونس تفرج عن 21 قياديا لحركة النهضة الإسلامية المحظورة  

قال مصدر قضائي تونسي إن السلطات أفرجت عن 21 قياديا من حركة النهضة الإسلامية المحظورة. ولم يذكر المصدر تاريخ الإفراج عن المعتقلين، واكتفى بالإشارة إلى أن إطلاق سراحهم جاء وفق “إجراءات السراح الشرطي التي اتخذت أخيرا”. وأضاف أن “هذه المجموعة هي الأخيرة من قياديي النهضة المعتقلين”. وقد حكم على بعض ممن أُفرج عنهم بالسجن المؤبد، في إطار سلسلة من المحاكمات شملت الحركة في التسعينيات من القرن الماضي. وكانت الحركة قد انتقدت في مهرجان عقدته بلندن في يونيو/حزيران الماضي الأوضاع في تونس، ودعا رئيس الحركة راشد الغنوشي أثناء المهرجان إلى إطلاق سراح المعتقلين ورفع المضايقات والسماح بعودة المهجرين. وتطالب الحركة منذ أشهر السلطات بالإفراج عن 24 من أتباعها تقول إنهم آخر من تبقوا في سجون البلاد وتصفهم بـ”المساجين السياسيين”، في حين تقول الحكومة إنهم “معتقلو حق عام” تورطوا في أعمال “إرهابية”. ويأتي قرار الإفراج قبل يومين من احتفال تونس بالذكرى الـ21 لتسلم الرئيس زين العابدين بن علي الحكم في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 نوفمبر2008)


الإفراج عن 21 سجينا إسلاميا في تونس

تونس (رويترز) – قال مصدر حكومي في تونس يوم الاربعاء انه تم اطلاق سراح 21 سجينا إسلاميا عشية الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لتولي الرئيس زين العابدين بن علي الحكم. وقال مصدر بوزارة العدل “ان اجراءات اطلاق السراح الشرطي المتخذة أخيرا شملت أيضا 21 سجينا صدرت ضدهم أحكام من أجل ارتكابهم أعمال عنف واعتداءات وينتمون الى تنظيم ديني محظور.” ولم يحدد المصدر هوية المفرج عنهم لكن يعتقد على نطاق واسع انه يشير الى سجناء حركة النهضة الاسلامية المحظورة المحتجزين منذ التسعينات. واضاف المصدر قوله “هؤلاء هم اخر مجموعة من المساجين المنتمين الى هذا التنظيم الذين تم سراحهم سواء بمقتضى العفو أو السراح الشرطي أو انقضاء المدة المحكوم بها.” واطلقت حركة النهضة حملة في الاونة الاخيرة للمطالبة باطلاق سراح 23 من عناصرها مازالوا في السجون قبل ان يعلن عن الافراج عنهم يوم الاربعاء. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من قياديين في حركة النهضة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 5 نوفمبر 2008)
 


 

عفو رئاسي عن 21 سجينا اسلاميا في تونس

تونس (ا ف ب) – اصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عفوا رئاسيا على 21 معارضا اسلاميا بينهم قياديون كانوا ادينوا بالانتماء الى حركة النهضة الاسلامية المحظورة وذلك بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لتوليه السلطة على ما افاد الاربعاء مصدر قضائي. واوضح المصدر ذاته “بان اجراءات السراح الشرطي شملت 21 سجينا صدرت ضدهم احكام من اجل ارتكابهم اعمال عنف واعتداءات وينتمون الى تنظيم ديني محظور”. واضاف “علما ان هؤلاء هم آخر مجموعة من المساجين المنتمين الى هذا التنظيم الذين تم سراحهم سواء بمقتضى العفو او السراح الشرطي او انقضاء المدة المحكوم بها” عليهم. وبين الذين افرج عنهم ثمانية من القياديين المحكومين بالسجن مدى الحياة في 1991 ضمنهم خصوصا صادق شورو ونورالدين العرباوي ومحمد نجيب اللواتي وبوراوي مخلوف. وكان هؤلاء ادينوا خصوصا بالانتماء لحزب النهضة غير المرخص له ومحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة. وتم تفكيك الحزب ولجأ زعيمه راشد الغنوشي الى المنفى في لندن. وتم العفو على المئات من انصار النهضة منذ 2004. وعادة ما يستفيد معتقلو الحق العام رسميا من العفو الرئاسي الذي يمنح في الاعياد الدينية او الوطنية. ولا يعتبر المعارضون الاسلاميون في تونس مساجين سياسيين. وفي سياق متصل تحدثت منظمات حقوقية خلال هذا الاسبوع عن الافراج عن نحو عشرين معتقلا ادينوا اثر احتجاجات ذات طابع اجتماعي شهدتها منطقة قفصة (جنوب غرب) في حزيران/يونيو الماضي. وكان الرئيس التونسي تولى السلطة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب )بتاريخ 5 نوفمبر 2008)


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826

إيقاف الإضراب تقديرا لخطوة الإفراج عن 21 سجينا سياسيا

     

علمت الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس بإطلاق سراح 21 سجينا من سجناء حركة النهضة، بالإضافة الى الأخت زكية الضيفاوي عضوة المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، و تقديرا لهذه الخطوة تعلن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس عن ايقاف الإضراب عن الطعام الذي بدأه اليوم مجموعة من النشطاء الحقوقيين والسياسيين للمطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين.   وإن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس اذ تهنأ المفرج عنهم وعائلاتهم  وكل النشطاء والمنظمات الحقوقية التي بذلت جهدا في التعريف بمظلمة المساجين والدفاع عنهم، فإنها تعبر عن تقديرها لهذه الخطوة، وتطالب السلطة بخطوات جادة  تفرغ السجون من المئات من الشباب المتدين المعتقل بموجب “قانون مكافحة الإرهاب” اللادستوري، ورفع الحصار الذي يخضع له المسرحون من السجن، والمضايقات التي تطال المحجبات بسبب ارتدائهن للحجاب.   الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس  المنسق : علي بن عرفة لندن  5 نوفمبر  2008  


هنيئا لكم يا أبطال تونس

   

مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٌ۬ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِ‌ۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُ ۥ وَمِنۡہُم مَّن يَنتَظِرُ‌ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلاً۬   يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك و لك الحمد ملأ السماوات الأراضين و ملأ ما بينهما و لك الحمد كما تحب و ترضى و كما ينبغي و يجب   يا أبطال تونس و صفوة رجالها، أنتم …ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَہُمُ ٱلۡقَرۡحُ‌ۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡہُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ (١٧٢) ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَـٰنً۬ا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَڪِيلُ (١٧٣) فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٍ۬ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٍ۬ لَّمۡ يَمۡسَسۡہُمۡ سُوٓءٌ۬ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٲنَ ٱللَّهِ‌ۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ   هنيئا لكم بصبركم و ثباتكم. لقد تصاغرت الجبال الشّامخات أمام هاماتكم و هممكم العالية. أنتم الّذين صبرتم وصابرتم و رابطتم و لم تساوموا على المبادئ حتى فرّج الله كربتكم. أنتم الذين قبضتم على الجمر بأيديكم المتوضئة حتى أطفأتموه و لم تهنوا و لم تحزنوا   أنتم الذين حفظتمونا في هجرتنا، فكلما حزبنا أمر أو راودتنا نفس متعبة بالركون إلى الراحة و الدّعة أو خبت جذوة النّضال في نفوسنا التفتنا إلى زنازينكم فملأنا الحياء منكم و استحثّتنا جراحاتكم العميقة النّازفة و استصرختنا من أعماقنا تلكم المواثيق و العهود التي جمعتنا فلملمنا صفوفنا و سرنا غير آبهين بنصب و لا وصب.   هنيئا لكم باسترجاع بعض حقوقكم و نسأل الله أن يصدقكم قوله :وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِى ٱلإَرۡضِ ڪَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَہُمُ ٱلَّذِى ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّہُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنً۬ا‌ۚ …  ومن أصدق من الله قيلا   كما أسأله سبحانه وتعالى أن يوّفق الجميع لما فيه خير البلاد و العباد و أن يجمعنا بكم على أرض الوطن نقبّل الثرى تحت أقدامكم و ننظر إلى سمتكم ونتعلّم… و نتعلّم…. و نتعلّم…. و نتعلّم…. و نواصل ما بدأناه سويا يدا بيد على أتقى قلب رجل واحد و ما ذلك على الله بعزيز… إِنَّہُمۡ يَرَوۡنَهُ ۥ بَعِيدً۬ا (٦) وَنَرَٮٰهُ قَرِيبً۬ا…   أخوكم المحب العربي القاسمي ـ سويسرا


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 05 نوفمبر 2008  إعلام عن إطلاق سراح:

 

أطلق اليوم سراح السيدة زكية الضيفاوي ، أستاذة التاريخ والجغرافيا بالقيروان والناشطة السياسية وعضو حزب التكتل من اجل العمل والحريات . السيدة الضيفاوي كانت قد أوقفت بالرديف يوم 27 جويلية 2008 وحوكمت ابتدائيا ب 08 أشهر سجنا ، وخفض الحكم  إلى 04 أشهر ونصف من طرف محكمة الاستئناف بقفصة  يوم 10 سبتمبر  2008. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي تعبر عن ارتياحها لإطلاق السيدة الضيفاوي وتشكر كل مكونات المجتمع المدني داخل وخارج تونس التي ساندتها. كما تأمل أن تتلو هذه الخطوة خطوات أخرى في اتجاه إطلاق سراح كل الموقوفين والمسجونين وإيقاف كل التتبع ضدهم . احكام قاسية : مثل اليوم أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة 15 شابا من شباب برج العكارمة-  معتمدية المظيلة  –  بحالة إيقاف. وقد صدرت أحكام قاسية في حقهم، حيث حكمت المحكمة على 14 منهم بخمسة سنوات سجنا. – 3 سنوات بتهمة السرقة الموصوفة. – 1 سنة بتهمة الاضرار بملك الغير. – 1 سنة بتهمة تعطيل حرية العمل. وكان هؤلاء الشباب قد أوقفوا في أوت الماضي 2008 ، بعد أن كانوا بحالة سراح منذ الأحداث التي وقعت ببرج العكارمة يوم 16 ديسمبر 2007، أي قبل انطلاق التحركات بالحوض ألمنجمي. اللجنة الوطنية تشجب هذه الأحكام القاسية وتجدد مطالبتها بوقف كل المحاكمات وفتح صفحة جديدة في التعامل مع قضايا الحوض ألمنجمي ، قوامها  الحوار وحل كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الملحة  بالمنطقة. إلى ذلك لا يفوت اللجنة أن تعبر عن تقديرها للسادة المحامين على المجهود الجبار الذي يبذلونه من اجل الدفاع عن الموقوفين في قضايا الحوض ألمنجمي. رافع في جلسة اليوم من تونس: الأساتذة: – شكري بلعيد – جلال الهمامي – محمد جمور – عطيل حمدي – عبد الناصر العويني – بشير الطرودي. من قفصة: الأساتذة – رضا الرداوي – علي كلثوم – سالم السحيمي – حسين التباسي عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني

إطلاق سراح الصحفية ” زكية الضيفاوي”

أكد أكثر من مصدر حقوقي أن السلطات التونسية أفرجت على الصحفية زكية ضيفاوي التي وقع إيقافها قبل أشهر في مدينة الرديف و حكم عليها بثمانية أشهر سجنا خففت لأربعة أشهر فقط خلال إستئناف الحكم . و جاء الإفراج على “الضيفاوي” ضمن عفو رئاسي أصدره الرئيس التونسي و شمل كذلك 21 سجين سياسي من أعضاء حركة النهضة المحظورة. معز الجماعي (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 04 نوفمبر 2008)


الحزب الديمقراطي التقدمي  10 نهج إيف نوهال – تونس تونس في 05 نوفمبر 2008  بيـــــــان  
على إثر إطلاق سراح مجموعة من قيادي حركة النهضة والإفراج عن المناضلة زكية الضيفاوي ، فإن الحزب الديمقراطي التقدمي يهنئ المفرج عنهم وعائلاتهم ويؤكد على : 1. ارتياحه لقرار الإفراج عن سجناء رأي قضوا ما يقارب العقدين وراء القضبان ، ويعتبرها خطة في الإتجاه الصحيح. 2. إن تنقية المناخ السياسي ومعالجة ملف المساجين السياسيين تتطلب سن قانون العفو التشريعي العام الذي يضمن لوحده إعادة الاعتبار والتعويض للمسرحين وفتح أبواب العودة للمغتربين منهم ، وطي صفحة الماضي والاستجابة لمتطلبات الاصلاح السياسي. عن المكتب السياسي     مية الجريبي


  أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 ذو القعدة 1429 الموافق ل 05 نوفمبر 2008

أخبار الحريات في تونس
1)    السجين المعاق رمزي البكاري يعاقب بالسجن الانفرادي: يقضي سجين الرأي رمزي بن محمد الحكيم البكاري المعتقل حاليا بسجن برج العامري لليوم التاسع على التوالي عقوبة بالسجن الانفرادي ( العزلة ) لليوم التاسع على التوالي علما بأن السجين المذكور معاق بنسبة من السقوط البدني تقدر بخمسة و ستين بالمائة نتيجة لكسر بالحوض و تطالب عائلته بنقله من سجن برج العامري إلى سجن الهوارب حتى تتمكن زوجته و ابنه و أفراد عائلته من زيارته علما بأن عائلته تقطن بشط مريم من ولاية سوسة. 2)    الأستاذ المختار الجلالي يشن إضرابا عن الطعام: دخل الأستاذ المختار الجلالي في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحه و تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ المختار الجلالي تم إيقافه إثر حادث مرور يعتبر نفسه غير متسبب فيه بسبب صدمه سيارته بواسطة سيارة من الخلف و هو ما أدى للاصطدام بمترجل شق عليه الطريق فجأة و قد نتج عن الحادث وفاة المترجل، و قدم عدد كبير من المحامين مطلبا للإفراج عنه تم رفضه. و حرية و إنصاف بناء على أن حوادث الطرقات هي جنح غير قصدية و أنه لا وجود لأي ظرف مشدد يبرر إيقاف الأستاذ المختار الجلالي تطالب بإطلاق سراحه خاصة و أن المحكمة لم تبت بعد في مسؤولية الحادث. 3) موقعا تونس نيوز و ب د ب انفو يتعرضان للقرصنة: تعرض اليوم الأربعاء 05/11/2008 موقعا تونس نيوز و ب د ب انفو للقرصنة ، فمنذ صباح اليوم استفاق متصفحو الموقعين على صورة تمثل رأسا لإنسان يصرخ فاتحا فاه و في أسفل الصورة عبارة بالانقليزية تفيد أن الموقع وقعت قرصنته من قبل شبح.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 ذو القعدة 1429 الموافق ل 04 نوفمبر 2008  
أخبار الحريات في تونس
1) المختار الجلالي يشن إضرابا مفتوحا عن الطعام: بعد رفض المحكمة لمطلب الإفراج عن الأستاذ المختار الجلالي قرر هذا الأخير الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بداية من يوم الأربعاء 05/11/2008 احتجاجا على استمرار اعتقاله.  
2) وردت علينا الرسالة التالية من المعهد العالي لعلوم و تقنيات الصحة بصفاقس ننشرها كما وردت: معاناة طلبة المعهد العالي لعلوم و تقنيات الصحة بصفاقس كان المعهد في مقر كلية الطب بصفاقس  (وسط المدينة)  فتحول في إطار اللامركزية إلى طريق المطار (أكثرمن 7 كلم). – يدرس طلبة هذه المؤسسة بالتداول بين المعهد و المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس و نظرا لابتعاد مقر المعهد يجد الآن الطلبة صعوبات عديدة في التنقل نظرا لبعد المسافة. – يشكو هذا المعهد أيضا من غياب الموظفين في الإدارة حيث الإدارة موجودة هيكلا لكن معظم مكاتبها مغلقة. – يضم المعهد قرابة 500 طالب. – الدخول الى بيت الراحة يكون بإذن من الإدارة حيث يملك عون مفاتيح المرحاض و هو المخول  الوحيد لفتحها . – قاعات التدريس بدون كراسي و لا طاولات فيضطر الطلبة لجمع هذه المرافق الأساسية من هنا و هناك في بداية كل حصة . – تفتقر المخابر للمعدات و الأثاث حيث كانت المخابر بمقره القديم جيدة التأثيث. – اكتشفت سلطة الإشراف أن هذا المعهد ليس به ملعب لاحتواء حصص التربية البدنية فاتفقوا مع إدارة المبيت الجامعي لاستقبال الحصص الرياضية هناك لكن مدير المبيت طرد الطلبة من الملعب لكي تصبح حصص الرياضة تدرس في مأوى سيارات في الطريق العام  (طريق المطار) حيث لا تتوفر أدنى شروط السلامة. – حجرة الملابس تبلغ مساحتها 4.5 متر مربع يغير فيها 120 طالبا ملابسهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة           الرئيس    الأستاذ محمد النوري


تونس في 4 نوفمبر 2008

بــلاغ صـــحفي الأستاذ الجلالي يضرب عن الطعام

يمرّ اليوم 21 يوما على سجن الأستاذ محمد المختار الجلالي الوجه الحقوقي والسياسي والبرلماني السابق سجنا تعسّفيا على خلفية حادث مرور قاتل لم يكن الجلالي متسبّبا فيه بل أحد ضحاياه بشهادة محاضر الشرطة وشهادة شاهد وقرار النيابة العمومية أوّليا بمثوله في حالة سراح. لقد فهم الأستاذ الجلالي من الوهلة الأولى أنّ وراء اعتقاله التعسفي خلفيات سياسية وأنّ الغاية من حبسه هي الانتقام والتنكيل. ولكنّه فضّل الصبر وعدم التصعيد والتعفف عن المناورة السياسية حول جثّة قتيل قاده أجله (رحمه الله) إلى مكان وقوع الحادث. وكان الأستاذ الجلالي ينتظر أن يكتفي المنتقمون منه بأسبوع واحد من الإيقاف ولكن كان لهؤلاء المنتقمين رأي آخر، إذ أصرّوا على استبقائه في السجن للأسبوع الثالث وأوعزوا بتأجيل جلسته المقبلة إلى يوم 11 نوفمبر 2008 ممّا يعني بقاءه في السجن شهرا كاملا وهو بريء وجريح وفي حالة صحّية سيّئة. أمام هذا التمادي في الحيف، وبعد أن تجاهلت المحكمة مطالب السراح الكثيرة التي تقدّم بها المحامون فإنّ الأستاذ محمد المختار الجلالي يجد نفسه مضطرّا – مع الأسف- إلى إعلان إضراب مفتوح عن الطعام بداية من هذه الليلة اليوم 4 نوفمبر 2008 للمطالبة بإطلاق سراحه ووضع حد للتنكيل به. عائلة الأستاذ محمد المختار الجلالي          بتكليف منه  


 

فيالق من البوليس تحاصر منزل عبد اللطيف بوحجيلة المضرب عن الطعام

 

 
السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس بعد أن أعلنت مجموعة من الشخصيّات الوطنيّة والسياسية عن تعيين يوم الثلاثاء 4-11-2008 يوم إضراب عن الطعام ، مساندة لعبد اللطيف بوحجيلة المضرب عن الأكل والشرب منذ 33 يوما … وبعد أن زارت مجموعة من ممثّلي هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيّات ، السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة ، وتأكّدوا من الوضع الحرج الذي يمرّ به ، قامت اليوم الثلاثاء 4-11-2008 قوّات البوليس السياسي كأوّل ردّة فعل بالحضور بشكل مكثّف لتطويق مكان الإضراب والطرقات المؤدّية لمنزل بوحجيلة ومنعوا كلّ من أراد الاقتراب منه أو القيام بزيارة مساندة من الدخول وقد استعملوا لإرهاب المواطنين ، السيّارات الرسمية وأعوان بالزى الرسمي ، وآخرين من البوليس السياسي . وفي اتصال هاتفيّ بوالده والسؤال عن أسباب هذه المحاصرة ردّ بقوله – نظرا لعدم قدرة عبد اللطيف على الردّ- بأن المحاصرة ابتدأت منذ الساعة الثامنة صباحا حيث مُنع كلّ الزوّار من الاقتراب من المنزل مهما كانت صداقتهم أو قرابتهم ـ وأكّد أن وضع ابنه بات ينذر بالخطر الشديد ، وهو يستنكر هذا التجييش المكثّف لقوات البوليس حول منزله . السجين السياسي السابق عبد اللطيف بن عبد المجيد بوحجيلة * من مواليد 11-05-1969 أصيل مدينة مقرين ضواحي العاصمة التونسية . * دخل السجن سنة 1997 وأطلق سراحه في نوفمبر 2007 . * أصيب بمرض القلب وهو بالسجن وتعرّض إلى جلطتين . *أصيب بمرض السرطان سنة 2004 وأجريت عليه عملية جراحية لاستئصال الورم . أصيب بشلل نصفي من جرّاء الجلطة الثانية . خاض 26 إضرابا عن الطعام موزعة على 10 سنوات فاقت أيّامها 900 يوما ، وهو بهذا الرقم يمكن أن يدخل موسوعة -غينيس – للأرقام القياسية . يخوض إضرابه السابع والعشرون، في يومه الثالث والثلاثون. * مهدّد بالموت في كلّ لحظة باعتبار الأمراض العديدة التي يعاني منها . * وقع حرمانه من ملفّه الصحي( الذي ُأعدّ بالسجن ) وهو يرغب في الحصول عليه ليتمّم المعالجة. * وحُرم من تمكينه من جواز سفره للمعالجة بالخارج.وكانت منظّمات تعنى بالجانب الصحّي أبدت استعدادا لاحتضانه ومعالجته . * وحُرم من تسهيل معالجاته بالمستشفيات التونسية . * في زيارتي له يوم الجمعة 31-10-2008 أكّد أنّه مستعدّ للموت إذا لم تمكّنه السلطات من أبسط حقوقه التي طالب بها والتي لا تتعدّى حقوقا اجتماعية بحتة . * وقد راسل كلاّ من وزير العدل وحقوق الإنسان، ووزير الداخليّة ووزير الصحّة العموميّة ولكن بدون ردّ. فهل أنّ كلّ الأبواب قد أوصدت بوجه عبد اللطيف بوحجيلة حتّى يُعرّض نفسه للموت ؟؟ خاصّة بعد مراسلة ثلاث وزارات . وهل وصل الأمر إلى حدّ التّعالي عن الإصغاء لصوت العقل ؟؟؟ وهل أصبحت مساندة أطراف وشخصيّات وطنية لمضرب عن الطعام تٌواجه بمثل هذا الكم من البوليس السياسي وبمثل هذا الأسلوب من المحاصرة ؟؟  
(المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 04 نوفمبر 2008 )

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في 5 نوفمبر 2008 بـيـــــان

 

مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي و ما يقتضيه ذلك ( نظريا على الأقل ) من حرية في الاتصال بالناخبين مباشرة كان ذلك أو عن طريق الإعلام، صعّدت السلطة من حملتها الدونكيشوتية على كل صوت لا يتناغم مع ضجيجها و كل حر يأبى الأكل على موائدها. فقد كثّفت في المدة الأخيرة من مضايقتها و ترهيبها للمناضلين و منظمات المجتمع المدني القانونية منها أو تلك التي تنتظر التأشيرة كالحزب الديمقراطي التقدمي و حركة التجديد و الاتحاد العام التونسي للشغل و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أو المجلس الوطني للحريات و حرية و إنصاف … كاشفة بذلك عن عجرفتها و استهتارها حتى بالقوانين التي سنتها هي على مقاسها. و في هذا الإطار تتنزل المحاصرة الأمنية اللصيقة التي تعرض هذا الأسبوع المناضلان جمال الدين العزابي و معز الجماعي أعضاء جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي و يتواصل حرمان المناضل عبدالسلام العريض مسؤول الشباب من حقه في التسجيل للدراسة بكل الأجزاء الجامعية علما أنه وقع طرده تعسفا خلال السنة الجامعية الفارطة من كلية العلوم بقابس لنشاطه النقابي. و بالتوازي مع ذلك تواصل السلطة ممثلة بذراعها الإلكتروني، الوكالة التونسية للانترنيت، شن حربا على المواقع و المدونات المستقلة و استباحة البريد الالكتروني للمعارضين في محاولة عبثية و بائسة لخنق الأصوات الحرة و عرقلة تنقل الخبر و المعلومة و هي أول من يعلم فولكلورية هذا المسعى.  و يأتي في هذا الإطار مواصلة غلق موقع جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي على الانترنيت الذي وقع اغتياله بعد أقل من الشهرين على نشره رغم العقد الذي يربطنا بمضيفه. كما يتواصل حجب العديد من المواقع الإخبارية للمعارضة و مدونات المعارضين و تتعرض العديد من المواقع للقرصنة و التخريب كما حدث مع مجلة كلمة و موقع حزبنا بالخارج. و نحن في جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي بعد مشاركتنا أمس مع العديد من المدونين في اليوم الوطني ضد الحجب نعبر عن مساندتنا اللامشروطة  لكل ضحايا هذا السعار و نجدد تأكيدنا على الاستمرار في الاضطلاع بمسؤوليتنا كمعارضين لنظام الحكم هذا و مشاركتنا مع كل الخيرين في بلادنا لبناء نظام بديل يليق بتونس القرن الواحد و العشرين. الكاتب العام عبدالوهاب عمري


  أحمد نجيب الشابي 2009 بيـــــــــــــان    
باح صندوق الاقتراع بسره أخيرا وأصبح السيناتور باراك أوباما الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية وحقق الشعب الأمريكي بذلك انتصارا على نفسه وبعث برسالة قوية للعالم بأنه طوى بدون رجعة صفحة أليمة من تاريخ البشرية و أعاد الاعتبار للأقليات الاثنية والعرقية التي عانت من التمييز العنصري لقرون من الزمن. وأثبت الشعب الأمريكي مرة أخرى تفوق النظام الديمقراطي الحديث الذي يكفل تكافؤ الفرص في وجه الجميع ويفتح لأصحاب الكفاءات طريق النجاح والرقي حتى أعلى هرم النظام السياسي. كما أرسل الشعب الأمريكي للعالم بهذا الاختيار رسالة مصالحة ودعوة لإحلال الحوار والتفاهم محل المواجهة والحرب فتلقفها العالم بكل اهتمام وأمل. فهنيئا للأمة الأمريكية وهنيئا لقوى الحرية والسلام في العالم بهذا الفوز الكبير. إننا على وعي تام بحجم التحديات الداخلية والخارجية التي تقف في وجه الرئيس المنتخب وتجعل من هذا الانتصار خطوة أولى على طريق الإصلاح والتغيير حتى يتحقق للشعب الأمريكي الازدهار والأمان الذين يصبو إليهما ويفتح لشعوب العالم حقبة جديدة من التفاهم والتعاون على أساس تبادل المنافع والمصالح واحترام سيادة البلدان واستقلالها. ولا نملك في هذه اللحظة التاريخية الهامة في حياتنا المعاصرة سوى أن ندعو للرئيس الجديد بالتوفيق والنجاح في أداء رسالة التغيير الذي أمنه عليها شعبه راجيا له أن يكون أسوة ومثالا لكل من ينشد الديمقراطية والإصلاح أحمد نجيب الشابي  


 
الزيادات في الأجور لمتى وبأي مقدار؟

 

ما تزال الساحة النقابية تتتبع ما يرشح من أخبار وتعاليق حول المفاوضات الجارية بين الاتحاد والحكومة حول الزيادة في الأجور. وكان الوفد النقابي المفاوض عقد في الأيام الأخيرة جلسة مع الوفد الحكومي يبدو أنهها جاءت بالجديد حيث يروج ما مفاده أن الحكومة اقترحت كأقصى نسبة للزيادة في أجور الثلاث السنوات القادمة بالنسبة لأعوان وعمال الوظيفة العمومية 3.5 % من مجموع كتلة الأجور أي ما يعني مقدار زيادات الثلاث سنوات الماضي مع دينارين أو ثلاثة زائدة عنها. ويقال أيضا أن الاتحاد خفض من جهته في مقترح النسبة التي كان تقدم بها منة قبل إلى 5.5 % كأدنى حدّ حتى تتماشى مقادير الزيادة وما لحق بالمقدرة الشرائية من تدهور. ويبدو أن الأمين العام للاتحاد دعا لاجتماع مجلس القطاعات (الكتاب العامون للجامعات المهنية والنقابات العامة) للنظر في الموضوع. ويبدو أيضا أن هذه الحركية حول ملف الزيادات في الأجور التي كان من المفروض أن يقع حسمه منذ موفى شهر جوان الماضي جاءت نتيجة ضغوط من الحكومة التي تريد الانتهاء منه وربما لكي تتيح لرئيس الدولة الإعلان عن الزيادة في خطابه يوم 7 نوفمبر في إطار الإجراءات الدعائية التي قد يعلن عنها. كما جاءت هذه الحركية نتيجة التململ الذي تشهده الساحة حول تعطل هذا الملف خصوصا وأن عددا من النقابيين القدامى الغاضبين والمعارضين للقيادة الحالية كانوا أصدروا بيانا في الغرض وأعلنوا نيّتهم في تشكيل لجنة تسيير مؤقتة للمنظمة النقابية بدل المكتب التنفيذي الحالي في انتظار مؤتمر استثنائي. كما أن عددا من النقابيين من مختلف القطاعات بما في ذلك أعضاء بالهيئة الإدارية الوطنية ما انفكوا يعبرون عن عدم ارتياحهم لنسق المفاوضات ولطريقة التعاطي معها وتروج أخبار حول نية البعض القيام بعمل احتجاجي في الغرض.  
مطالب مشروعة لا وفاق جنائي لقد أضحت قضية الحوض المنجمي منذ أواخر جوان الماضي قضية حقوقية بامتياز تتطارحها الجمعيات الحقوقية والإنسانية في تونس وخارجها والتي دأبت على تقصي شتى الانتهاكات والتجاوزات في حق الأهالي ونشرها وتنظيم بعض الاجتماعات والندوات الصحفية حولها ودعوة السلطة للتحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها، كما هي ميدان لتجند عشرات المحامين من مدينة قفصة وبقية المدن التونسية والذين تطوعوا لنصرة الموقوفين والمحاكمين والمتابعين رغم تضخم عدد الضحايا وتعدد القضايا وتشعبها وتواترها فكفوا وزادوا في زيارة المعتقلين في سجون متباعدة (قفصة وسيدي بوزيد والقصرين…) وفي حضور جلسات التحقيق والمحاكمات وفي لقاءات تنظيم المرافعات، متعرضين للمضايقات الأمنية والقضائية والتي وصلت حد تهديد البعض منهم في مورد رزقهم، وكان من الطبيعي أن يبذلوا كل خبراتهم القانونية والخطابية للنفي عن موكليهم التورط في وفاق جنائي أو في الاعتداء على أعوان أمن أو في تعطيل حرية الجولان بالسبل العمومية أو المشاركة في عصيان أو الإضرار بملك الغير وحيازة مواعين وآلات محرقة ورمي مواد صلبة وإحداث الهرج والتشويش وغيرها من التهم التي تكدس في القضايا السياسية وقضايا الرأي للرمي بالمخالفين في أعماق الزنزانات وللتعطيل الظرفي للحركات المطالبة بالحقوق. إنما ما يوكل للحقوقيين ولنشطاء حقوق الإنسان في مثل هذه الأوضاع أمر بالغ الأهمية خاصة إذا ما تعلق بتعرض الحريات الشخصية والحرمة الجسدية للمواطنين للخطر في تناف مع كل القوانين والدساتير والقيم والأخلاقيات، وفي خرق لكل المواثيق والاتفاقيات الوطنية والدولية، لكن من الضروري الانتباه حتى لا تتحول القضايا الاجتماعية والمطلبية والاحتجاجية إلى مواضيع دعاوى ومرافعات وتحقيقات، خوفا من طمس القضايا الجوهرية والأساسية لضحاياها ومن تملص للأطراف الاجتماعية من دورها ومن عدم تحميلها مسؤولياتها. إن حالة البؤس والإفقار التي يمكن أن تعيشها قطاعات واسعة من الشعب والتي تجعلها عاجزة عن تلبية حاجياتها الضرورية التي تمكنها من تجديد حياتها، غالبا ما تتحول إلى حركة احتجاج عارمة حتى أن أي تدهور للأسعار أو لصرف العملة قد يصبح أمرا لا يطاق، وكثيرا ما تحول إجراءات مثل رفع أسعار المواد الأساسية أو رفع الدعم عنها دون تواصل حياة الكفاف، وتدفع المتضررين إلى التحرك الاحتجاجي والمطلبي دون إيلاء أي أهمية لعواقب ذلك. لقد كان تاريخ المجتمعات: تاريخ الطبقات والفئات الفقيرة تاريخ انتفاضات على مدى التاريخ، إلا أن الأمر قد ازداد ضراوة مع التغييرات التي عرفها العالم في أواخر القرن الماضي وحلول العولمة كقدر ظالم لأغلب سكان العالم الذين باتوا أكثر من أي وقت مضى يسيرون نحو الفقر المدقع فيما يكدس الأثرياء ملياراتهم وتتعاظم ثروات الفئات الاحتكارية العالمية التي يستعمل بعضها في صناعة أدوات الحروب والقمع والتعذيب، فكان أن تعولمت الاحتجاجات وتعاظمت القوى المناهضة لعولمة الفقر والبطالة والجوع والتهميش ووصلت حد منع منظمة التجارة العالمية من اتخاذ بعض القرارات التي كانت ستضر حتما بكل شعوب العالم وقواه المفقرة عندما فرضت سنة 2004 فشل دورة سياتل وتعليق أعمالها كما باتت تهدد كل اجتماعات مؤسسات العولمة بضجيج متظاهريها وصخب رافضيها. إن العولمة لكونها الشكل الجديد لتحقيق تعاظم التفاوت قد عمقت تبعية الأسواق العربية وانفتاحها لنهبها واستحواذها على فوائد إنتاجها مما عمّق الإفقار وتزايد عدد المهمشين والمعطلين والبؤساء وفتح بلدانها على الاحتقان والتوتر الاجتماعي خاصة مع التحاق فئات جديدة بطابور التذمر مثل العمال والفلاحين والمدرسين وأصحاب الشهائد… فتعددت الإضرابات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية واندلعت في أكثر من بلد انتفاضات الخبز والجوع لعلّ آخرها ما حدث في المحلة بمصر وسيدي افني بالمغرب والحوض المنجمي بتونس، والذين لم يختر أصحابها تحدّي شروط حياتهم المزرية وإنما أجبروا على الدفاع عن وجودهم مطالبين بالعيش والعيش فقط ولا شك أن الأمر يزداد حدّة في ظل تراجع القوى السياسية والحزبية والنقابية القادرة على الدفاع عن جمهور الفقراء وتصدر نضالاتهم ضد سياسات النهب والاحتكار. إن الآلاف من المواطنين الذين خاضوا عديد الأشكال النضالية لأكثر من ستة أشهر في المظيلة وأم العرائس والمتلوي والرديف كانوا بالكاد ينتزعون من وضع الميت بحثا عن أكسيجين الكفاف، لذلك اتسمت حركتهم بالعفوية وانطلقت من القاعدة، من القاع الاجتماعي الذي يرشح بالإقصاء والتهميش والبطالة والجوع، ولم تنتظر نداءا أو جملة نداءات نقابية أو سياسية لتفعل فعلها، وإن كانت تلتحم مع الزمن بالفعل النقابي والسياسي عبر الضخ بالمناضلين أو بالوسائل الملموسة للدعاية التنسيق وفي كثير من الأوضاع المشابهة كانت تنشأ بينهم علاقات براغماتية ونفعية إضافة إلى ما يحصل آليا من تناغم قيمي ونضالي. إن الانتعاش الذي عرفته الحركة الجماهيرية بالحوض المنجمي طيلة تلك الفترة كان مآلا محتوما أنتجته سياسات التفاوت الجهوي والإهمال الاجتماعي والتغييب الاقتصادي وأنعشه الفساد الذي تعيشه شركة الفسفاط والذي ترعرع على حساب قدرتها التشغيلية وحياة السكان وصحتهم، لذلك بادر المحتجون بالتذكير بأهميتهم الاقتصادية حين قاموا بشلّ جزء من عملية الإنتاج بشركة الفسفاط بوضع خيام وحواجز على الطرقات المؤدية إلى مراكز الإنتاج ومنع حركة نقل الفسفاط، كما اعتصم المحتجون في مرحلة ثانية وأضربوا أمام أو داخل المؤسسات الرسمية أو الحزبية (معتمديات، بلديات، دور التجمع…) في إشارة إلى دورها الأساسي في تأبيد أوضاعهم المزرية والتمعّش منها. وعندما التحق النقابيون بالحراك (وأساسا بالرديف) كانوا يمارسون دورهم الطبيعي في مثل الأوضاع حول يرتبط الفعل النقابي بالوضع الاجتماعي سواء في خموده أو قيامه، على أن هذه القيادات النقابية لم تبادر إلى إخراج الحركة عن إطارها المطلبي وإعطائها معنى تسييسيّا، ليس لأنها لم ترد ذلك بل لأنها كانت واعية بحدودها الذاتية والموضوعية. صحيح أن الكثير من الناشطين في صلب الحركة قد ساءهم أن توقف الاحتجاجات في تلك المرحلة لكن صحيح أيضا أن السلطة السياسية والأمنية قد قامت بكل المغامرات (تسييج أمني، انتهاكات، اعتقالات، محاكمات…) للإيهام بأن الأوضاع قد رجعت إلى ما هي عليه وأفضل وأن ما حصل كان أمرا عاديا وزائلا. لكن ما يهم الملاحظين والفاعلين الاجتماعيين ومعظم السكان أنه إن كانت المكاسب أمرا حاسما في كل حركة اجتماعية، فإنه مهم أيضا ما حرّكته في أعماق المجتمع وفي الأفكار، وما أثبتته من وزن في جل المعادلات الحياتية ببلادنا، وما يمكن أن تجرّه معها من فئات وقوى في نضالها خاصة بعد أن أثبتت الحركة أنها بإمكانها أن تمضي طويلا في نضالاتها شجاعة ومتضامنة ومكذبة لكل الأفكار المسبقة عن ضعفها وتشتتها واختلاف مكوناتها، وبعد أن أثبتت عديد الكوادر النقابية بداهة ارتباط النضال النقابي بالاجتماعي وحيويته في الدفاع عن مصالح مجموع الفئات الشعبية، وبعد أن أيقنت الجماهير المفقرة أن التغيير الاجتماعي ممكن ما دام مرتبطا بحراكهم ونشاطهم وليس معزولا عنهم أو مسقطا عليهم خاصة وأن كل الدلائل تشير إلى أن الحراك هو قدر الجماهير المسحوقة والمفقرة في السنوات القادمة خاصة أن قدراتها على تحمل أوضاعها المزرية ستنخفض إلى أدنى مستوياتها في ظل ما تؤشر له الأوضاع الاقتصادية من تعفن وتأزم.  
عفاف بالناصر منسق اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة
 
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 نوفمبر 2008)
 


 
أخـبــــــــــــار  
تبييـض تبذل عديد الجهات الرسمية والإعلامية هذه الأيام مجهودات جبارة لتبييض وجه أحد أفراد العائلة الحاكمة في تونس، بلحسن الطرابلسي الذي أورد مقالا باسمه في صحيفة “لابريس la Presse” الحكومية في عددها الصادر بتاريخ 21 أكتوبر 2008 حاول أن يظهر من خلاله “عليما” بسوق المال العالمية مستبشرا بسياسة بن علي الحكيمة في حماية الاقتصاد التونسي من طوفان الأزمة المالية العالمية التي تعصف باقتصاديات الرأسمالية. وتكرّمت علينا مجلة “جون أفريك Jeune Afrique” في عددها 292 بتاريخ 12 أكتوبر ” بإعلان خالص الأجر” يعدّد ثروات ومشاريع بلحسن الطرابلسي الهائلة ويظهر “سلامة” مصادرها وذكاء صاحبها في مراكمتها عبر عقد شراكات مع رجال أعمال خليجيين بالخصوص. ولكن فات المجلة أن تستفت التونسيات والتونسيين في هذا التقييم لأنها كانت ستجابه بسؤال استنكاري “من أين له هذا؟”… فكلّ من يتابع الأوضاع في تونس يعلم علم اليقين أن ثروة “الطرابلسية”، مثلها مثل ثروة أفراد عائلة بن علي وبعض العائلات الأخرى المصاهرة (الماطري…) أو القريبة، متأتية من استغلال النفوذ أي من استغلال الشعب التونسي ومن عائدات بيع البلاد ومن الفساد (corruption).  
طرد أعلم رئيس الجمعيات التنموية بقصر قفصة، المناضلة النسائية غزالة المحمدي بعدم تجديد عقدها الذي ينتهي مع موفى شهر أكتوبر الماضي بعد عام من العمل. وكانت غزالة المحمدي قد تم إيقافها عن العمل في جوان الماضي بعد ضغط مباشر من محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة إثر بروزها في حركة التضامن مع أهالي الحوض المنجمي، لكن بعد حملة مساندة تم إرجاعها على مضض للعمل ليقع الاستغناء عنها في أوّل مناسبة وبصورة “قانونية” (إنهاء العقد) وكانت المناضلة المذكورة قد التحقت بعملها بعد نضالات صلب اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة التي كانت أحد مؤسسيها.  
زيارة أدّى يوم الأحد 2 نوفمبر الجاري وفد من الحزب الديمقراطي التقدمي زيارة إلى بيت المناضلة عفاف بالناصر منسقة اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة أبدى خلالها تضامنه معها ومع زوجها الفاهم بوكدوس مراسل قناة الحوار التونسي التلفزية بقفصة الذي أضطر إلى الاختفاء بعد تتبعه في قضايا الحوض المنجمي. وقد تركب الوفد من ماهر حنين ومعز الجامعي (عضوي اللجنة الوطنية للدفاع عن الفاهم بوكدوس) ووائل بوزيان ورشاد محمدي.  
من أخبار الحوض المنجمي يوم السبت 25 أكتوبر 2008 وقع تسريح كل من معمر خلايفي /معلم وفوزي بن طاهر بوصلاحي /إطار بشركة فسفاط قفصة وسالم الذوادي /أستاذ وقع تسريحهم من السجن المدني بقفصة وذلك بعد قضاء المدة المحكوم بها عليهم فيما بات يعرف بقضية “مسيرة جويلية” التي حوكمت فيها كذلك الأستاذة زكية الضيفاوي بأربعة أشهر ونصف نافذة. وفد عن “هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات” يزور عبد اللطيف بو حجيلة أدّى يوم الجمعة 31 أكتوبر 2008 وفد من هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات متركب من الأستاذة راضية النصراوي والسادة زياد الدولاتلي ومحمّد عبو، زيارة للسيّد عبد اللطيف بو حجيلة السجين السياسي السابق الذي يشن إضرابا عن الطعام بمنزل والديه بمقرين منذ 2 أكتوبر الجاري للمطالبة بحقه في العلاج والحصول على جواز سفر. كما رافق وفد الهيئة الأستاذ عبد الوهاب معطر القيادي بالمؤتمر من أجل الجمهوريّة. وعبّر الوفد عن مساندته للمطالب المشروعة للسيّد عبد اللطيف بوحجيلة، وحمّل السلطات مسؤوليّة كلّ ما يمكن أن يلحقه من أضرار صحية جرّاء هذا الإضراب خاصة و أنه يعاني من مرض الربو والكلى. وفد من الجمعيّة التونسيّة لمقاومة التعذيب يزور السيدة جمعة الحاجي بالمستشفى أدّى السيد علي بن سالم والأستاذة راضية النصراوي من الجمعية التونسيّة لمقاومة التعذيب زيارة للسيدة جمعة الحاجي، زوجة النقابي السجين عدنان الحاجي، بمستشفى شارل نيكول حيث قضّت هذه الأخيرة حوالي الأسبوع للعلاج بقسم الكلى. وعبّر لها الزائران عن تضامن الجمعيّة معها ومع زوجها ومع كلّ موقوفي وسجناء الحوض المنجمي. وقد عاين عضوا الجمعيّة الحضور البوليسي المكثف أمام قسم الكلى.  
إحالة مناضلين من اتحاد الطلبة على المحكمة أوقفت قوات البوليس صبيحة يوم الجمعة 31 أكتوبر الماضي الطالبين أنيس بن فرج وزهير زويدي من كلية الآداب بمنوبة بينما كان متوجهين للكلية للدراسة وذلك إثر التجمع العام الذي عقده الاتحاد العام لطلبة تونس قبل يوم من ذلك. وقد اقتيدا لمخافر البوليس ومن هناك تم إيداعهما بالسجن وينتظر إحالتهم على المحاكمة في الأيام القادمة. وفيما لم يعرف بعد على وجه التحديد التهم الموجهة لهما والتي تتعلق بلا شك بنشاطهما النقابي الطلابي طالبت الأستاذة راضية النصراوي بعرضهما على الفحص الطبي خشية أن يكونا قد تعرضا للتعذيب.
 
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 نوفمبر 2008)


 
الشباب الديمقراطي بقفصه يتضامن مع أبناء الحوض ألمنجمي
نضم الشباب التابع إلى جامعة قفصه للحزب الديمقراطي التقدمي يوما تضمنيا مع أبناء الحوض ألمنجمي الذين سبق وأن تعرضوا إلى هجمة عنيفة من طرف السلطات بعد أن حاولوا التعبير عن رفضهم للفقر والبطالة والحيف الاجتماعي والتفاوت بين الجهات في التنمية وفي توزيع الثروة الوطنية و بطريقة حضارية سلمية ولمدة الستة أشهر حيث كان رد فعل السلطة أمني بحت تعرض أثناءه ثلاثة من الشباب في مقتبل العمر إلى القتل اثنان منهم عن طريق الرصاص الحي وتم إيقاف أعداد كبيرة أخرى من النقابيين والأساتذة والمعلمين ممن كانوا يسهرون على المحافظة على طابع هذه الحركة السلمي المدني الاجتماعي وذلك عن طريق المداهمات والخطف ثم التعذيب والإكراه على إمضاء محاضر تحتوي على تهم ملفقة وفي النهاية إصدار أحكام ثقيلة ضد البعض منهم ومازالت قائمة المتهمين الموقوفين والمسرحين والمعتبرين في حالة فرار طويلة . وقد انطلق اليوم التضامني المفتوح على الساعة العاشرة صباحا والى حدود السابعة مساء وكان برنامجه يحتوي على معلقات حائطية تحمل شعارات تطالب بالإفراج عن المعتقلين والكف عن التتبعات ضد البقية والبحث الجدي عن معالجة الأسباب الحقيقية لهذه الحركة الاحتجاجية كما تخلل هذا اليوم عرض موسيقي بالعود للفنان الملتزم ماهر بن علي وتم في الأثناء إمضاء عريضة من طرف المشاركين في هذا اليوم التضامني تحتوي على المطالب السالف ذكرها كما حرر عدد من الشباب الحاضر بعض الرسائل المعبرة عن التضامن والمؤثرة ووجهوها الى بعض المسجونين والموقوفين وختامها كان بإلقاء بعض القصائد الشعرية باللغتين العربية والفرنسية للشابة دلال خذيري وقد حضر هذه التظاهرة السيد ماهر حنين عضو المكتب السياسي . كما قام في اليوم الموالي السيد ماهر حنين عضو المكتب السياسي مرفوق  بالسيد رشاد محمدي والآنسة غزالة محمدي من الشباب الديمقراطي لجامعة قفصة بزيارة ميدانية إلى مدينة الرديف هنئوا فيها بعض المفرج عنهم في الآونة الأخيرة كما التقوا فيها بالسيدة جمعة الحاجي زوجة النقابي السجين عدنان الحاجي . عبدالرزاق داعي


 
الحزب الديمقراطي التقدمي
جامعة قفصة قفصة في 1 نوفمبر 2008 بـــــــــــيـــــــا ن  
تم إعلام الآنسة غزالة محمدي العضوة المنخرطة بجامعة قفصه للحزب الديمقراطي التقدمي عن طريق مكتوب من طرف جمعية التنمية بمعتمدبة القصر التي تشتغل فيها منذ ما يزيد عن السنتين بأنه تقرر بعد اجتماع هيئتها المديرة الاستغناء عنها بعدم تجديد العقد الذي انتهت صلاحيته موفي شهر أكتوبر2008   وللتذكير فانه في السنة الفارطة لم يتم تجديد العقد الا بعد شهرين من انتهاء تاريخ صلاحيته من طرف الجمعية التي تشغل أربعة أعوان اثنان منهم فقط يحملان شهادات جامعية من بينهما غزالة محمدي . وبعد أن علمت جامعة قفصه للحزب الديمقراطي التقدمي  بهذا الخبر فإنها : 1- تعتبر أن الآنسة غزالة محمدي مستهدفة منذ مدة من أجل نشاطها السياسي والحقوقي داخل الحزب الديمقراطي التقدمي وخاصة من أجل مساندتها القوية لأبناء الحوض المنجمي خاصة وأنه سبق في شهر جويلية الماضي  منعها من السفر إلى المغرب الشقيق في إطار نشاطها ضمن المنتدى الاجتماعي وذلك لأسباب واهية. 2-تعتبر أن هذه الممارسات تندرج ضمن سياسة منهجية تتبعها السلطة ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين المستقلين عليها والمختلفين معها وذلك بقطع الأرزاق والحرمان من المسؤوليات والترقيات المهنية.  3-تعبر عن تضامنها المطلق مع المناضلة غزالة محمدي وتطالب السلطة الجهوية التراجع عن هذا القرار والكف عن سياسة العقاب ضد مخالفيها الرأي. 4 -تدعو مكونات المجتمع المدني التحرك من أجل إرجاعها إلى سالف عملها . الحزب الديمقراطي التقدمي          جامعة قفصة                الكاتب العام              عبدالرزاق داعي   
 


 
تونس: المدوّنون والرقابة.. سخرية وعناوين تتجدّد بعد كلّ حجب وتحدّ أمام القضاء

مقاهي الإنترنت تونس/ نظرت محكمة تونسية أمس الثلاثاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني) في القضية التي رفعها الصحفي المدوّن زياد الهاني ضد الوكالة التونسية للانترنت إثر حجب موقع “فايس بوك” في آب (أغسطس) الماضي. واتهم الهاني المؤسسة الحكومية بحجب موقع “فايس بوك” عن متصفحي الانترنت في تونس لأكثر من أسبوع في الصائفة الماضية قبل أن يتدخل رئيس الدولة ويأمر بإعادة فتحه. وانظمّ إلى جانب الصحفي المذكور في دعواه طرفان آخران هما النقابة التونسية للإذاعات الحرة ومرصد الحقوق والحريات النقابية. وشهدت جلسة الأمس طلبا مثيرا من المشتكين أمام المحكمة تمثّل في طلب إدلاء رئيس الدولة بشهادته في القضية باعتباره قد عاين شخصيا عملية حجب “الفايس بوك”. وقال زياد الهاني في تصريح خاص لـ”قدس برس” “إنّ دعوة رئيس الدولة للشهادة في القضية جاءت منسجمة مع القانون، فقد عاين بنفسه حجب موقع فايس بوك وهو الذي أمر بإعادة فتحه. وبالتالي ستكون شهادته حاسمة لمعرفة من أمر بحجب هذا الموقع ومن نفّذ وتحميله مسؤوليته”. وكشف الهاني أنّه سجّل دعما من عدد كبير من المدوّنين والمدوّنات اعتبروا يوم “4 نوفمبر” الذي تم فيه نظر القضية “يوما وطنيّا من أجل حرية التدوين” وبعثوا موقعا لذلك. كما أنجز مدوّن تونسي مقيم بهولندا شريطا يوضّح فيه كيفية بعث المدونات البديلة لإبطال فاعلية الحجب. وردّ الهاني على منتقديه الذين اتهموه بافتعال بطولات وهمية قائلا “هذه معركة من أجل تثبيت حقوق المواطنة، أدخلها متسلحا بقيم الجمهورية وبالقانون ويؤسفني أن يرى البعض في القضية الجارية واستدعاء رئيس الدولة للشهادة “استفزازا”. مضيفا “من أولى شروط استحقاق المواطنة أن يؤمن الواحد منا بعلوية القانون وسيادته على الجميع على قاعدة المساواة، ولا يرى نفسه أصغر من أية جهة كانت مؤسسة أو مركز قرار”. وكان قد تم أيضا حجب مدوّنة زياد الهاني على إثر نشره ترتيب منظمة صحفيين بلا حدود لحرية الصحافة في العالم لسنة 2008 الذي يظهر تراجع تصنيف تونس الكبير في هذا مجال. لكنّ هذا المدوّن صرّح بكونه قرر مواجهة تحدي الرقيب الالكتروني ولن يشتكيه وقد أغلق الرقيب موقعه مرتين وتمكن من إعادة فتحه. من جهته صرح المدوّن سفيان الشورابي لـ”قدس برس” بأنّه اضطر لتغيير عنوان مدوّنته أربع مرات باستبدال حرف أو رقم حتى يرفع الحجب. وقال “لقد أصبح الرقيب محلّ سخرية من المدوّنين حيث اختار له أحدهم اسما (عمار 404) وهو الرقم الذي يظهر على صفحة الحاسوب عند طلب موقع محجوب”. وأفاد الشورابي بأنّ اليوم الوطني من أجل حرية التدوين اقتراح من مدوّن يستخدم اسما مستعارا “مشاغب” واختير يوم 4 نوفمبر 2008 بالأساس من أجل مساندة الصحفي المدوّن زياد الهاني يوم محاكمة الرقيب. وقد تكوّنت لهذا الغرض مجموعة من أكثر من 600 تونسي مدوّنين ومبحرين على الانترنت اجتمعوا حول شعار “إلغاء الرقابة الالكترونية التي لم يعد لها أيّ معنى”. وبعث الشورابي عبر “فايس بوك” بمراسلات يحث فيها المتصفحين على دخول مواقع غفل الرقيب عن حجبها ذات يوم قائلا “سارعوا إلى دخول هذه المواقع قبل وصول عمّار إلى مكتبه”، وبعد ساعات أعلن “ها قد فعلها عمّار”. واختار أحد المدوّنين الذين يستخدمون اسما مستعارا أن يسخر من الرقيب في رسوم كاريكاتورية تظهره وهو يحمل وسام المقص الذهبي من يد رئيس الدولة وشخصا شاذا يتصفّح المواقع الإباحية المحرمة على عموم المتصفحين في مكتبه.  
(المصدر: موقع نسيج بتاريخ  5 نوفمبر 2008)
 


 
كلمة حرة  ماذا خسرت تونس بعد عقدين ونيف من إنقلاب السابع من نوفمبر؟

 

السبت 7 نوفمبر 1987 الجمعة 7 نوفمبر 2008 1 – : ” تونس تريد من الناس أن يصدقوا أنها دولة تقدمية تحمي حقوق الإنسان ولكنها في الواقع دولة بوليسية تعمل بحزم على إسكات أي أحد يتحدى الرئيس بن علي “. جويل كمبانا منسق برامج في اللجنة الدولية لحماية الصحفيين والمسؤول عن قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. Comite de protection des journalistes  www.cpj.org  في 23 سبتمبر 2008. 2 – :” يمكنك أن تكتب عن الرياضة ما شئت ولكن القضايا المهمة مثل التظاهرات في مدينة الرديف فلا يمكن للصحافة أن تكتب أي شيء عنها ما عدا ما تريد الحكومة نشره “. الصحفي التونسي لطفي الحجي مراسل الجزيرة.نت في تونس. إنظر المصدر السابق. 3 – : ” إن مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس المتكونة من 18 منظمة عضو في الشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير ( آيفكس ) تعتبر أن الهجوم ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وممثلي الإعلام المستقل في تونس يمثل جزء من خطة عامة تنفذها السلطات التونسية لترهيب الصحفيين والمدافعين عن حرية الإعلام لتكبيل حرية التعبير في البلاد “. www.ifex.org 22 أكتوبر2008. كيف ولدت الدولة الجديدة في تونس بعد إنقلاب 7 نوفمبر 87؟ 1 – السبب المباشر هو فرض المواجهة من لدن بورقيبة ضد الحركة الإسلامية وهي مواجهة قادها وزير الداخلية بن علي ـ الرئيس التونسي الحالي ـ فكان لا بد في نظر الدوائر الغربية وخاصة الأمريكية والأروبية نافذة المصالح في تونس من تخليص تونس من شبح نظام إسلامي هو أصولي معاد للغرب ومكتسابه في نظرهم وهو بديل يبدو أنه كان جاهزا بسبب علاقة قديمة بين وزير الداخلية ـ بن علي ـ القائد الميداني للمواجهة ودوائر إستخباراتيه غربية نافذة. 2 – أما الأسباب غير المباشرة التي تفاعلت لتلد الدولة الجديدة فهي كثيرة ولكن أبرزها هي : أ – اليسار الشيوعي التونسي الذي إهتبل الفرصة بذكاء كبير تحالفا مع سلطة جديدة وطرد خصم إسلامي عنيد مرغ منه الأنوف في كل ساحة سلاحها الفكر والثقافة وأبرز تلك الساحات الجامعة التونسية التي تلد ” الأنتلجنسيا ” ومنها كذلك ساحات أخرى في طور المغالبة الشديدة من مثل الإتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وغيرهما من مؤسسات المجتمع المدني التونسي. ب – طبقة الأمن المدني ـ أي غير العسكري ـ بمختلف مواقعه سيما في مراكز قوته العليا وذلك بسبب إرتباطه بالرئيس المقبل للبلاد ذلك الذي يقود المواجهة ميدانيا مدعوما من رؤوس تلك الطبقة الأمنية التي ستستميت في الذود عن مصالحها. ج – فئة البورقيبيين الذين فقدوا النصير الأكبر بعد الإنقلاب عليه أي بورقيبة وهؤلاء فئات كثيرة ومتنوعة إلى حد التناقض ولكن أبرزهم : الأوفياء للإرث البورقيبي ثقافيا ممن يخشون ضياع ذلك الإرث بين الإسلاميين والشيوعيين والحاكم الجديد الذي لم يعرف عنه توجه فكري محدد ـ المستفيدون من البلاط البورقيبي السابق ـ الذين يخشون على أنفسهم من أثر محاكمات تطالهم أو إبعادات وهو ما وقع فيه كثير منهم ممن لم يلتحق بالدولة الجديدة. خلاصة الميلاد هي إذن : دولة تونسية جديدة ( كلمة سلطة أصح ) يجمعها أمر ثابت هو إبعاد شبح الحكم الإسلامي أو خطر تأثيره سياسيا وثقافيا وذلك من خلال الحفاظ على الهوية البورقيبية للبلاد وهي هوية غربية قحة كما هو معلوم ولا بأس بعد ذلك أن تتعاوض المنافع داخل السلطة ولكن تحت ذلك السقف الثابت. وجرت الرياح بما يشتهي سفن الدولة الجديدة. ( السفن : ربـّان السفينة ) 1 – بعد عام واحد إنهارت الكتلة الشيوعية شرقا وإنهار معها حصن من حصون الدفاع عن حركات التحرر الوطني في العالم تحت سقف الإستقطاب الدولي الثنائي غربيا. 2 – بعد عامين فحسب كانت حرب الخليج الثانية ( الأولى بين العراق وإيران ) فكانت إدارتها مقبولة من لدن الدولة التونسية الجديدة في عيون الفريقين معا بينما كانت تلك الإدارة من لدن الحركة الإسلامية التونسية ( حركة النهضة ) غير منسجمة سيما في عيون الفريق الخليجي. 3 – بعد ثلاث سنوات آلت المقاومة التقليدية التي كادت أن تصبح جزءا من النظام العربي إلى مدريد ثم أوسلو أي ضربة عنيفة لمن يقف وراء المقاومة وتطبيع شبه كامل للقضية وبين يدي ذلك إنهيار شبه كامل للنظام العربي حتى في محيطه الصامد أو ” دول الطوق ” ثم جاءت إتفاقية وادي عربة وبدأ التقهقر عربيا بدخول المنطقة في مقولة السادات القديمة : 99 بالمائة من أوراق القضية الفلسطينية بيد أمريكا. 4 – بعد حوالي ست سنوات فحسب وفي أول إستحقاق دولي لإنهيار الكتلة الشرقية الشيوعية بدأ إعلان دق طبول الحرب ضد الإسلام بإسم مواجهة التطرف والإرهاب وحلقته الأولى : القوقاز وتحديدا سراييفو في تحالف أمريكي أروبي صربي ويمكن لك أن تقول بإطمئنان كبير إلى أن تلك المواجهة كانت الشرارة الأولى التي أذنت بميلاد ما سمي في الإعلام ” الإسلام الجهادي “. 5 – ثم جاءت نكبة سبتمبر في أمريكا وما تلاها من كوارث حمقاء طائشة من مثل تفجيرات مدريد ولندن وتهديدات أخرى في أعنف هجوم لتنظيم القاعدة و” الإسلام الجهادي “. ومعلوم على المستوى الإقليمي القريب بأن الإذن الغربي والعربي والدولي لدبابات العسكر الجزائري بسحق صناديق الإقتراع التي جاءت بإسلامي جبهة الإنقاذ إلى السلطة فيما يشبه الزلزال الإنتخابي .. كان من أكبر العوامل الإيجابية التي تؤكد الخلاصة الموالية. خلاصة مهمة أولى : إلى حد الآن تجري الرياح دوليا وعربيا وإسلاميا بما تشتهي الدولة التونسية الجديدة وهو ما ييسر لها قيادة المواجهة الشرسة ضد الحركة الإسلامية لتتطور في أثناء ذلك إلى حرب مفتوحة ضد الهوية العربية الإسلامية للبلاد في صمت داخلي ومباركة خارجية. 6 – داخليا إرتبكت المعارضة العالمانية بعضها تحت مطارق الرعب الشديد وهي ترى جسم الحركة الإسلامية ينزف دما من أعلى الهامة إلى إخمص القدمين دون أدنى شفقة ولا رحمة ولا رعاية إلّ ولا ذمة وبعضها من موقع التحالف مع السلطة الجديدة لإبعاد شبح حركة إسلامية معاصرة تقود المعركة الفكرية بوصل بين الأصل والعصر أي بحكمة وسداد. ولكن سرعان ما تفطنت المعارضة العالمانية ـ في أغلبها ـ إلى أن وعد السلطة الجديدة بجنة ظليلة بعد إبعاد شبح الحركة الإسلامية لم يكن سوى تطبيقا للقالة العربية القديمة : أكلت يوم أكل الثور الأبيض. 7 – لم تقتصر الدولة الجديدة على المواجهة الأمنية ولكن عزرتها بمواجهة ثقافية وفكرية أهم فقراتها طرا : إستنساخ نسخة عربية من خطة تجفيف المنابع ذات الأصول الماسونية كما كشف عن ذلك الإعلامي المصري فهمي هويدي بالوثائق الأصلية عام 1989. وهي الخطة التي طوعت لها الدولة الجديدة كل مؤسساتها وهياكلها ورجالها وفرضتها على المنظمات والجمعيات والأحزاب التي أكرهت على ذلك أو التي تلتقي معها في مصلحة تجفيف منابع الهوية العربية الإسلامية للبلاد حتى تؤمن البلاد بالكلية من إستنبات خطر ” أصولي ” جديد. أهم رجلين عُهد إليهما بتنفيذ الخطة تعليميا وتربويا : الراحل محمد الشرفي وزيرا للتربية وإحميده النيفر ممثل اليسار الإسلامي المتطرف في تونس ممن ولغ في تأخير النص وتقديم العقل إلى حد الإقتراب من اليسار الإشتراكي. وفي سرعة البرق أصبحت تعرف تونس دوليا بمخترع دواء جديد إسمه : القضاء السريع على الأصولية والإرهاب وأصبحت تصدره شرقا وغربا بإعتبارها أول دولة إستنسخت خطة تجفيف منابع التدين وعهدت إلى مصالحها الإجتماعية والتربوية والإعلامية والتعليمية بتنزيلها وكذا إلى مصالحها الأمنية أولوية مطلقة بل لك أن تقول دون أدنى مبالغة : مشروعية الدولة الجديدة وبطاقة إعتمادها لدى المنتظم الدولي. ومما ساعدها على ذلك بجد تطور الحالة الجزائرية في البداية ثم تطور ما سمي في الإعلام ” الإسلام الجهادي ” في مصر ومناطق أخرى وبذلك إنخرطت تونس من الباب الواسع العريض في الحرب الدولية ضد الإسلام. خلاصة مهمة ثانية : بمثل ما جرت الرياح لصالح السفن دوليا وعربيا جرت رياح أخرى داخليا لصالحه وبذلك توفرت الدولة الجديدة على مبررات الحرب ضد الإسلام وضد الحركة الإسلامية بإمتياز شديد داخليا وخارجيا فلم تنهض في وجهها معارضة جادة معتبرة خاصة في النصف الأول من سنوات الجمر الحامية أي عشرية التسعينيات بله مقاومة شعبية فكان المشهد بحق : جلاد شرس منتقم مدجج بكل أنواع السلاح يسلخ ضحية مغلولة عارية عزلاء وكانت حركة النهضة بحق درسا في ذلك المشهد لكل من يعتبر من الأحداث وماتت السياسة ودفنت الحرية وأسدل الستار على ذلك المشهد الكئيب في صمت طبق الآفاق شرقا وغربا فلا مجيب ولا مغيث. قبل نصب ميزان الحصاد لا بد من نصب قانون الميزان في الفقرات الآنفة بسط موجز جدا عن ميلاد الدولة الجديدة ورسالتها وتوازناتها الداخلية ومنافذ غذائها الداخلية والخارجية والمناخ العام الذي يسر لها النجاح في مهمتها الإستئصالية لمقومين لا بد من تطهير البلاد منهما وهما : المطالبة بالحريات سياسيا والأوعية الدينية التي تتغذى منها الحركة الإسلامية. ومن مقتضيات ذلك التطهير كذلك : تجميد أو إحتواء أكبر وأعرق منظمة عمالية إفريقيا وعربيا وإسلاميا  كادت تؤدي ببورقيبة نفسه قبل سنوات أي إتحاد الشغل والشيء نفسه مع أكبر وأعرق منظمة حقوقية أي رابطة حقوق الإنسان. أجل. قبل نصب ميزان الحصاد للدولة التونسية الجديدة بعد 21 عاما من إنقلابها ضد بورقيبة لا بد من نصب قانون الميزان نفسه. أي على أي أساس يحسب ذلك الحصاد؟ لا بد من نصب قانون الحصاد نفسه على الموازين التالية نشدانا للموضوعية في القول : 1 – الدستور التونسي سيما فيما يتعلق منه بالفصل الأول الذي يحدد الهوية اللغوية والدينية والسياسية للدولة : ” تونس .. العربية لغتها والإسلام دينها والجمهورية نظامها “. 2 – بيان السابع من نوفمبر يوم 7 نوفمبر 87 سيما فيما يتعلق منه بمراجعة السياسة البورقيبية السابقة حيال الهوية أي مصالحة مع هوية البلاد وبمراجعة سياسة الحريات السابقة أي مصالحة مع التعددية الحزبية والديمقراطية وأشهر كلمة فيه : ” لا ظلم بعد اليوم “. 3 – شهادات المراقبين من غير الإسلاميين مطلقا ومن غير معارضي الدولة الجديدة مطلقا إلا أن تكون شهادات وزارة الخارجية الفرنسية أو البرلمان الأوربي أو منظمات حقوقية دولية هي الأثقل ميزانا في العرف الدولي كله من مثل ” آمنستي ” و” هيومان وورلد رايتش ” وشهادات أخرى محايدة منصفة .. إلا أن تكون تلك الشهادات محسوبة على الإسلاميين أو المعارضة العالمانية التونسية بمثل ما قالت الدولة الجديدة عام 1991 بالحرف الواحد عندما إشتدت عليها بيانات ” آمنستي ” : ” منظمة العفو الدولية هي خلية من خلايا حركة النهضة !!!”. إذا نصبنا ذلك الميزان بذلك القانون فلا نظن أننا جانبنا الصواب أو الموضوعية وكل عاقل يرضى بنتيجته إلا أن يكون حقودا أعماه فتات الموائد الدسمة أو أعشته الأوسمة الحسنة. موجز مختصر عن ميزان الحصاد للدولة الجديدة بعد 21 عاما 1 – المجال السياسي ( تزوير إنتخابات 1989 بشكل فظيع ـ تسليط عقوبة السحق الشامل على الحركة التي أيدت القوائم المستقلة التي فازت بأكثر من ثلثي أصوات الناخبين في تلك المحطة ـ عقوبة شملت كل من صوت لتلك القوائم فضلا عمن كان مراقبا بإسمها ـ قهر الصحافة بصفة عامة وخاصة الإسلامية منها أي الفجر لسان حركة النهضة ومنها جريدة الرأي التي جمعت شتات الإسلاميين والعالمانيين لسنوات ثم إلغاؤهما ـ عدم الإعتراف بأحزاب ظلت لعقود طويلة تدق باب الإعتراف القانوني من مثل حزب العمال الشيوعي والمؤتمر من أجل الجمهورية وأحزاب أخرى ـ الإصرار في كل محطة إنتخابية على الضحك على ذقون الناس شرقا وغربا من خلال إبراز التسعات الذهبية ففي المحطة الأولى أربعة تسعات وفي الثانية ثلاث وفي الثالثة ثنتان وفي الرابعة تسعة والله وحده أعلم بنتيجة محطة 09 ـ حرمان السياسيين من منافسة رئاسية نزيهة فبعد إضطهاد المرزوقي وغيره ها هو اليوم الشابي يتعرض للمصير نفسه ـ برلمان أحادي اللون على إمتداد 21 عاما كاملة دون إحتساب قرابة نصف قرن من العهد البورقيبي ـ تنقيحات متحايلة للدستور تحت سقف برلمان ذي لون واحد بغرض التمديد في كل مرة للرئاسة مدى الحياة وهو الأمر الذي جاء بيان 7 نوفمبر يندد به بشدة ـ إلخ ..). 2 – المجال الحقوقي ( مناورات لا تحصى ضد رابطة حقوق الإنسان لتدجينها أو إحتوائها تحت جناح الحزب الحاكم وهي ممنوعة منذ سنوات طويلة حتى من عقد مؤتمرها العادي والحال أنه ليس في عضويتها إسلامي واحد ـ شن حملة غير مسبوقة عربيا ولا إسلاميا في العقود المنصرمة ضد كل ما ومن يمت بصلة إلى حركة النهضة وسجن عشرات الآلاف من أبنائها وقياداتها وتشريد آلاف أخرى وفرض حالة من الذعر والخوف في البلاد جعل الناس يتبرؤون من الظهور بالمظهر الإسلامي من مثل خمار المرأة وغير ذلك ـ تسليط أشد العقوبات البدنية والنفسية ضد المعتقلين مما أدى إلى إستشهاد ما لا يقل عن خمسين معتقلا أحصت منظمة العفو الدولية أسماءهم واحدا بعد واحد ـ هجمة بوليسية شرسة على كل نفس حر سواء كان مستقلا أو حزبيا يستوي في ذلك اللون الشيوعي مع الليبرالي ـ مزاولة السياسة ذاتها مع عدد من المنظمات الحقوقية الوليدة بعد سنوات الجمر الحامية من مثل حرية وإنصاف والجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين وغيرهما ـ وربما تكفي الإشارة إلى أمرين : تواصل سجن ما لا يقل عن ثلاثين سجينا من حركة النهضة منذ أواخر عام 1990 حتى اليوم بالرغم من شهادة الناس كلهم شرقا وغربا بأن الحركة لا علاقة لها بالإرهاب والعنف حتى وهي إسلامية والأمر الثاني تواصل سجن ما لا يقل عن خمسة آلاف شاب منذ عامين على خلفية محاربة السلفية الإسلامية وهم منها براء براءة الذئب من دم إبن يعقوب ـ وصلت الحالة الحقوقية ترديا في تونس إلى حد مطالبة الدولة رسميا كثيرا من الدول الأروبية لإستعادة اللاجئين السياسيين وكلهم من حركة النهضة وذلك في بداية التسعينيات كما وضعت أسماء كثير منهم على قائمة البوليس الدولي ( الأنتربول ) بدعوى أنهم أرهابيون ـ إلخ ..). 3 – المجال الإعلامي ( قالت منظمة مراسلون بلا حدود في آخر تقرير لها قبل أسابيع من هذا العام 08 بأن تونس تحتل المرتبة 143 في مقياس الحرية الصحفية وهي في ذيل القافلة عربيا وإسلاميا ـ فضلا عما ذكر في المجال السياسي فإن تونس عرفت دوليا بأشد عدو ضد الحرية الإعلامية أي حتى الإلكترونية التي يعسر في العادة حربها بسبب إندياح الثورات العلمية المعاصرة بل وصل الأمر إلى حد سجن مجموعة من الشباب ( عرفوا بشباب جرجيس) وسجن الصحفي المنفي في بلاده عبد الله الزواري لمدة طويلة بسبب الإبحار في عالم الشبكة العنكبوتية دون إذن من الحاكم ـ تتعرض مجلة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي إلى مضايقات لا حصر لها جعلت رئيس تحريرها يعتصم بإضراب عن الطعام وقيادة الحزب تنظم ما عرف بحرب المقرات والحرب متواصلة إلى يومنا هذا ـ حجب كل موقع إلكتروني لا يتفق مع السلطة من مثل ” كلمة ” للمجلس الوطني للحريات فضلا عن المواقع التي قد تكون إسلامية من مثل تونس نيوز والحوار.نت والنهضة.نت وسجن المرحوم زهير اليحياوي للسبب ذاته ـ تونس من البلاد العربية النادرة جدا التي لا تسمح بمراسل للجزيرة بل وصلت حربها ضد الجزيرة والإعلام الحر إلى حد غلق التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر لمدة عامين كاملين بسبب إستضافة الجزيرة للمعارض التونسي الدكتور المرزوقي ـ معلوم أن تونس طردت من اللجنة الدولية للإعلاميين منذ السنوات الأولى في عشرية التسعينيات يوم كانت آلة الدولة تدك حرية الإعلام دكا عنيفا ـ إلخ ..). 4 – المجال الإجتماعي : أ – المجال التعليمي والتربوي ( كما ذكر أعلاه وقع إعتماد الخطة الماسونية أي تجفيف منابع التدين ولو لم تقترف الدولة الجديدة سوى هذه الجريمة النكراء في حق الأمة كلها دينا وتاريخا وتراثا وحضارة وثقافة لباءت بإثم الدنيا كلها بسبب أن الخطة لا تستهدف حركة النهضة أساسا ولكن تستهدف هوية الأمة ـ والشعب التونسي جزء لا يتجزأ من هذه الأمة الواحدة ـ إيلاء الإهتمام الأكبر في الميزانية للفرق الأمنية بكل أنواعها وإرتباطاتها وإهمال المستوى التعليمي حتى تدنى المستوى إلى حد لا يصدق بالنسبة للمعلم والأستاذ فضلا عن التلميذ والطالب ـ خوصصة التعليم والتربية شيئا فشيئا من خلال التفويت فيه للمدارس الحرة ـ إعتماد برامج تعليمية وتربوية تسخر من المقدسات الإسلامية ـ إغلاق عدد من المدارس منذ عشر سنوات كاملة بسبب عدم وجود من يؤمها من الأطفال بسبب سياسة عنيفة لتحديد النسل وقتل الإنسان وأول ما سجل ذلك في منطقة قفصة ـ إلخ ..). ب – المجال العمراني. ( إرتفاع نسبة الطلاق : تونس هي الرابعة دوليا وليس عربيا أو إسلاميا فحسب من حيث نسبة الطلاق وذلك بمعدل 11000 حالة طلاق يبت فيها بالتفريق سنويا من جملة 16000 حالة طلاق معروضة  ـ إرتفاع نسبة العزوف عن الزواج : لأول مرة قفز ذلك المعدل إلى ما فوق الثلاثين عند الذكور والإناث سواء بسواء  ـ بروز ظاهرة الأمهات العزباوات والإعتراف بها رسميا : تونس هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة في هذه الفضيحة وذلك بمعدل 1100 أم عزباء في كل عام 60 بالمائة من أولئك الأمهات العزباوات تحت سن العشرين وأكثرهن تلميذات أو طالبات أي بمعدل 3 حالات زنى مع مطلع كل فجر جديد يثمر مولودا حراما خارج دائر عش الزوجية  ـ شيخوخة المجتمع التونسي : قارن مع سوريا مثلا لتدرك الفارق بسبب أن عدد السكان في البلدين كان قبل سنوات متقاربا أما في تونس فإن نسبة الشيخوخة التي تهدد المجتمع حقا فهي تتقدم نحو نسبة 10 بالمائة  ـ معدل الإنتحار أو محاولة الإنتحار في تونس هو الأعلى عربيا وإسلاميا بنسبة 1 في الألف سنويا أي أن 10000 تونسي يحاولون الإنتحار سنويا يسعف بعضهم ويموت البعض الآخر وذلك في دراسة إشتراك فيها ثلاثة أطباء نفسانيون تونسيون مقيمون في تونس هم السادة : الدكتور أنور جراية والدكتور جودة بن عبيد والدكتور وسيم السلامي. قالت الدراسة : نسبة الإنتحار في تونس قريبة جدا من النسب العالمية المرتفعة في أروبا ـ  تحديد النسل ووأد الإنسان : تحصد تونس كل عام منذ ما يزيد عن نصف قرن كامل الجائزة الدولية المخصصة لذلك دون أدنى منافس ولا منازع حتى تدنت نسبة خصوبة المرأة التونسية إلى ما تحت النسب الأروبية أي 1 في المائة وحوالي ثلاثة أعشار ومعلوم أن ذلك يهدد المجتمع التونسي بالإنقراض ـ تعرضت تونس منذ سنوات منصرمة قليلة إلى المشاكل الإجتماعية الأوروبية ذاتها في مستوى عجز صناديق التغطية الإجتماعية ( هما صندوقان في تونس ) عن تلبية مستحقات المتقاعدين إذ يقدر المراقبون التونسيون أنفسهم بأن ذلك الرصيد بدأ ينضب بسبب شيخوخة المجتمع وهي مشكلة أوربية ( ألمانية بالتحديد ) مفادها هو أن الأرصدة التقاعدية التي خلفها الجيل السابق لم تعد تكفي المتقاعدين الجدد ـ إلخ ..). ج – المجال المعيشي ( أبرز شيء فيه إنتفاضة الحوض المنجمي بالرديف وشن السلطة ضد العملة هناك وأهاليهم حربا شعواء إنتهت بسجن القيادات النقابية وطلائع الحركة الإحتجاجية ومنهم نساء وهم بالعشرات وفرض حالة طوارئ شديدة ضد المنطقة كلها  ـ إطلاق أيدي بعض متساكني وأصهار القصر الرئاسي في أموال الناس ومشاريعهم يغتصبونها حتى غدا ذلك حديث كل التونسيين فعمت به البلوى كما يقال  ـ ظهور قوارب الموت التي تحمل إلى قروش المتوسط مع مطلع كل شمس جديدة عشرات من خيرة شباب البلاد ذكورا وإناثا فارين من الحيف الإجتماعي والظلم المعيشي ـ تفضيل جهات على أخرى في البلاد إذ يفرض الجوع والفقر والبطالة على أغلب مناطق الشمال الغربي بينما يهتم بمناطق أخرى في الساحل بسبب كون الرئيسين القديم والجديد من الساحل  ـ ظهور مناطق فقر كاملة في البلاد وتوسع الفئة الوسطى في البداية ثم توسع الفئة المستضعفة المقهورة وضمور الوسطى وإستئثار ما يقل عن عشر السكان بثروة البلاد وحرمان البقية ـ إلخ ..). د – المجال الصحي ( سحب بطاقات المعالجة المجانية ( شبه مجانية وليست مجانية بالكامل) من غير المنتسبين للحزب الحاكم في البداية ثم سحبها من أغلب الفقراء لأتفه الأسباب وفرض المعالجة بمقابل باهض حتى في المستشفيات الحكومية التي إنحسر دورها تمشيا مع سياسة ليبرالية رأسمالية تخطو كل يوم خطوة في إتجاه الخوصصة الجشعة التي يستفيد منها الموسرون والمترفون والمرتبطون بالحزب الحاكم والقصر على حساب الفئات الضعيفة والمهمشة ـ إلخ..). و – المجال السكني ( توسع أحزمة الصفيح المحيطة بالمدن الكبرى والتي يقطنها آلاف مؤلفة من فقراء الشعب ـ رهن الناس إلى قروض حكومية بفوائد عالية بغرض تأمين السكن والأمر في باطنه رهن الناس إلى الدولة الجديدة مقايضة بحرية التعبير حتى غدا جزء كبيرا من المواطنين خاصة من الفئة الوسطى الضامرة مدينا للحكومة على إمتداد حياته وحياة أحفاده ـ إلخ.) 5 – المجال الديني : أ – مجال الحريات الدينية  ( إعلان حرب مفتوحة ضد خمار المرأة الملتزمة تطبيقا لمنشور لا دستوري سنه بورقيبة عام 81 وهي الفضيحة الأكبر عربيا وإسلاميا و دوليا في ميزان حصاد الدولة التونسية الجديدة وبذلك تم حرمان آلاف من الفتيات والعاملات في شتى الحقول من حقوقهن في العيش الكريم وطلب العلم ـ حرب مفتوحة أخرى ضد كل مظاهر التدين الإسلامي فأصبحت البلاد خاصة في سنوات الجمر الحامية من عشرية التسعينيات كأنها جزء من الإمبراطورية الستالينية الشيوعية المعادية لكل دين ـ إلخ .. ). ب – مجال المساجد ( إحكام القبضة على أئمة المساجد وطاقمها لحسن تنفيذ خطة تجفيف منابع التدين ـ جعل المساجد أبواقا بإسم السلطة وإغلاقها بعد الصلاة مباشرة فماتت حركة الوعظ فيها فضلا عن الحراك اليومي والأسبوعي المنتظم الذي كانت تعمر به المساجد في زمن الحركة الإسلامية بما جعل الناس ينفضون توجسا وخيفة ـ مواصلة العدوان البورقيبيى على جامع الزيتونة بعد إجبار أئمته على الإقامة الجبرية في بيوتهم حتى موتهم من مثل الشيخ بالأخوة وآل النيفر وغيرهم إلا الشيخ المرحوم خليف الذي ظل سجين مسجد عقبة بالقيروان حتى مات ـ إلخ.). ج – مجال الإعلام الديني ( فرض رقابة على دخول كل مطبوعة أو جريدة أو مجلة إسلامية من أي نوع إحكاما لتطبيق خطة تجفيف المنابع ـ فرض رقابة على الكتاب الديني في المعرض السنوي العام ـ إحكام تفتيش العائدين في العطلة الصيفية من العاملين بالخارج لتطهير البلاد من كل علم ينفع الناس للغرض ذاته ـ فرض رقابة على دخول الأشرطة السمعية والبصرية – وتواصل ذلك الحظر الشنيع حتى أذن ربك سبحانه بفتح أبواب الأثير على مصراعيها فتنفس الناس الصعداء وعز على الدولة الجديدة محاربة الأثير فأستسلمت للقدر المحتوم وكان ذلك عاملا مهما جدا في صعود صحوة إسلامية جديدة ـ شن حرب إعلامية شعواء في الإعلام الرسمي ضد رموز الحركة الإسلامية المسجونين عام 91 وتلفيق أشرطة بصرية ضدهم لإقتراف اللواط وإرغام بعض أئمة الجمعة على جعل ذلك خطبة جمعة ـ فتح المجال أمام أشد المظاهر المتطرفة ضد التدين وتيسير أبواب الفسق الفاضح من مثل تقديم إمرأة جامعية سافرة تبين للناس في الإعلام الرسمي بأن الخمار بدعة ما لها من سلطان ديني ومن مثل تقديم أستاذ جامعي آخر في اللسانيات لمحاضرة عن القرآن الكريم يقول فيها بأن القرآن ليس من عند الله لأن بنيته القصصية تشهد إهتزازا لغويا شنيعا وغير ذلك مما لا يحصى إلا في مجلدات ـ إلخ). د – الإعتراف الرسمي بالمذهب الشيعي الإثنا عشري  وذلك من خلال جمعية آل البيت في خطوة تستهدف أمرين : أولهما مقايضة التعاوض الإقتصادي الإيراني الحريص على فتح منافذ للمذهب الشيعي في البلاد السنية الخالصة وثانيهما توفير حقل خصب للصراع المذهبي والطائفي تأبيدا لسلطة الدولة الجديدة وتبريرا لقبضتها الحديدية وتوفيرا لضرة مذهبية وافدة تعالج بها الصحوة الإسلامية السنية ممثلة في البداية بحركة النهضة ثم بصحوة التدين السنية الكبيرة الواسعة. ه – إلغاء الكتاتيب القرآنية في البلاد بالجملة إلا كتابا فرضه الشيخ المرحوم خليف في مسجده بالقيروان وكتابا آخر الله وحده أعلم بسر نجاته من جرافة العدوان على القرآن الكريم. 6 – المجال الدولي : أ – القضية المركزية للأمة ( أي قضية الأرض المحتلة في فلسطين : تفعيل مستويات التطبيع مع الكيان الصهيوني سرا و علنا إلى حد التمثيل الدبلوماسي في شكل مكتب ثقافي للعدو ثم دعوة السفاح شارون إلى زيارة تونس بمناسبة مؤتمر الإعلامية عام 2005 وسجن المحامي محمد عبو على خلفية مقال إعترض فيها على الزيارة ـ علاقة الدولة الجديدة بالكيان الصهيوني معروفة جدا لكنه يعمد إلى التنسيق البعيد عن الأضواء الإعلامية تجنبا لأحراجات عربية وإسلامية وشعبية ـ الحرص من لدن الإعلام الرسمي التونسي إلى حد سنوات خلت على عدم ذكر كلمة المقاومة ولا كلمة الإسلامية عند الحديث عن عمليات للمقاومة الإسلامية ولكن يستخدم كلمات أخرى أما كلمة حماس والجهاد فلا يردان أبدا على الإعلام الرسمي إحكاما لخطة تجفيف المنابع ـ إلخ.). ب – إدارة الظهر للعمل الإفريقي والعربي والإسلامي المشترك والتعاون الإقتصادي وتولية الوجه إلى الجنة الموعودة : أوروبا وتطبيق توصيات المؤسسات المالية الدولية حتى غدت تونس أنجب تلميذ عربي وإسلامي بسبب إنسجامها الكامل مع مقايضات وشروط تلك المؤسسات وسياساتها المعروفة حيال المنطقة العربية والإسلامية والعالمثالثية بصفة عامة ـ إلخ ..). 7 – المجال الثقافي ( مواصلة السياسة التغريبية البورقيبية وزيادة حقنها بشحنات عالية وموجعة وفرضها بالحديد والنار نتيجة لتمكن اليسار الشيوعي المتطرف من دواليب القرار والتوجيه في الدولة الجديدة وبناء خطة تجفيف المنابع والإجماع الثابت المتيقن على عزل الإسلام في أبسط مظاهره وشعائره الشخصية ـ ترجم ذلك خاصة في المجال الإعلامي الرسمي الذي يحرص على تقديم الوجبة الدينية في شكل تخميرات طروقية صوفية متطرفة متخلفة تؤبد الإنحطاط وإلغاء العقل والقبورية وغير ذلك ـ كما ترجم ذلك في فرض حالة من العري والفسق والخلاعة قال عنها أكثر من عائد إلى البلاد في الصيف بأن تونس تشهد في كثير من حواضرها حالة من التبرج النسوي المفضوح تفوق بعض الحواضر الأوربية وليس ذلك مستترا بل هو ظاهر في الإعلام الرسمي ـ تشجيع الدجل والخزعبلات إلى أبعد حد وتمثل ذلك في مظاهر كثيرة منها تشجيع الطب البديل أي طب المعالجة الروحانية بالقرآن الكريم والرقي البدعية الفاسدة حتى فاق عدد الأطباء الدجالين عدد الأطباء المتحصلين على شهاداتهم الجامعية ـ إلخ ..). 8 – المجال الإقتصادي : أ – السياسة العامة ( هي سياسة إقتصادية رأسمالية حكومية موجهة داخليا ومرتبطة عضويا خارجيا بإقتصاد السوق من خلال تنفيذ توصيات وسياسات المؤسسات الدولية المعروفة وإتفاقيات التجارة الحرة منذ الفاتح من يناير 05.). ب – قطاعيا ( هي سياسة إقتصادية تقوم على تقديم القطاع الخدماتي المعروف بهشاشته سيما بحكم فتح أبواب المنافسة الدولية وأزمة إرتفاع مواد السلع الأولية والمواد الغذائية أخيرا وتأخير القطاع الفلاحي فضلا عن الصناعي حتى في مستواه التحويلي البسيط في حين أن تونس تنتج بعض المواد الأساسية الخام ولكن الإقتصاد الرأسمالي الحكومي الموجه هناك يعتمد على التصدير لتعود إليه المواد مصنعة أو محولة بأسعار باهظة وبذلك أضحت البلاد منتجعا دافئا مشمسا يؤمه العراة وحملة الجراثيم البدنية ويستمتعون بالخدمات الإستهلاكية فضلا عما يخلفه ذلك النشاط الإقتصادي الذي يشغل ما يناهز ثلث الميزانية العامة من أوبئة أخلاقية فتاكة ولكنها سياسة مقصودة لا مجال فيها للخطإ من جانب الدولة الجديدة). ج – تسريح أجزاء كبيرة من اليد العاملة التونسية سيما من النساء في قطاع النسيج والصناعات التقليدية وما شابه ذلك إستجابة لبعض شروط النقد الدولي وغيره من المؤسسات ” المانحة ” وتشغيل يد عاملة أجنبية أو موسمية وبذلك تصاعدت معدلات البطالة التي طالت القطاع الخدماتي الذي من المفترض أن تكون البطالة فيه محدودة بسبب أنه يتحمل العبء الأكبر من ميزانية الدولة وهي سياسة دولية معروفة يقصد منها القبض على مفاصل الحراك الإقتصادي والإجتماعي في البلاد للتحكم في مصائرها عند حلول زلازل أو إنتفاضات أو تحولات سياسية غير سارة. د – عجز السوق التونسية عن المنافسة الدولية حتى في المجال الخدماتي الهش وإضطرار صغار المستثمرين إلى الهروب وفسح المجال أمام المستثمرين الأجانب أو من يمثلون مصالحهم في البلاد ممن إرتبطوا بعلاقة نسب أو مصاهرة أو مصالح مالية كبرى مع القصر ووصل الحد إلى التفويت في كثير من المعامل والمصانع الحيوية في المجال الغذائي والعمراني السكني. ه – نهضة ملحوظة في البنية التحتية في البلاد من مثل الطرقات والجسور والمطارات والموانئ والعمران المدني العام في المؤسسات العمومية وشبه العمومية والخاصة وبناء وتشييد وفق الطراز المعماري الغربي في خطة لجلب السياحة التي تعول عليها الميزانية تعويلا كبيرا جدا والظهور أمام ” الشريك ” الأوربي بمظهر الشريك المتحضر المتمدن المعاصر الملبي لشروط الشراكة الإقتصادية المسؤولة. د – غلبة النمط الإستهلاكي في البلاد وتعاظم أثره يوما بعد يوم بشكل يهدد الإنتاج ورشد التوزيع وعقلانية الإستهلاك إلى حد التهافت المريع على المنتجات الغربية في المجال الإستهلاكي الخدمي السريع أو المعتمد على المظاهر وإشباع الغرور والزهو وغير ذلك مما ورث لهثا وحمى وراء الإستهلاك وبذلك تمكنت كثير من مظاهر العولمة المادية حتى في كثير من عادات الأكل وتقاليد الشرب والحديث والجلوس والقيام والمراسم اليومية التي يتعرض لها الإنسان في حياته. خلاصة عامة مركزة لأبرز معالم الحصاد 1 – وأد بالكامل للحريات الشخصية والدينية والسياسية والإعلامية في البلاد في خطة حكومية شكلت بحق مشروعية الدولة الجديدة بعد الإنقلاب على بورقيبة وأكبر عنوان في ذلك قبوع قيادة حركة النهضة في غياهب السجون منذ عام 1990 إلى يوم الناس هذا. 2 – حرب شعواء صريحة لا مجال فيها لمكابرة ضد كثير من مظاهر التدين الإسلامي عند المرأة والرجل وشعائر أخرى تنفيذا لخطة ماسونية هي خطة تجفيف المنابع. 3 – إعادة تخليق للإجتماع التونسي على أساس جعله فريسة في جوف العولمة المتوحشة وأخلاق الطمع والجشع والخوف واليأس والأثرة وكانت النتيجة : شيخوخة المجتمع الذي كان بالأمس القريب مجتمعا شابا وضمور الأسرة وبروز مشكلات عمرانية غربية خالصة من مثل الأمهات العزباوات ونسب الطلاق المخيفة والعزوف عن الزواج وظاهرة الجريمة البشعة ضد الرحم والجار والسرقات الكبرى المنظمة. بكلمة : مجتمع قابل للغزو بكل سهولة وسرعة ومهدد بالإنقراض. 4 – إطلاق أيدي أهل القصر في أموال الناس ومشاريعهم الناجحة لنهبها وسلبها أو جعلها تحت طائلة قانون المالية بظلم وزور تنكيلا وتشفيا وإنتقاما. 5 – إنحياز كامل للعدو الصهيوني في معركة الأمة المقدسة في الأرض المحتلة فلسطين من خلال فرض التطبيع سرا وعلنا برغم أن تونس من أبعد البلاد العربية عن ” الطوق “. 6 – نهضة عمرانية ومدنية وإتصالاتية وتحتية مشهودة ومقدرة دون ريب لكن المنتفع الأكبر منها ليس المواطن المسحوق ولكنه المستثمر الأجنبي أو المرتبط بالقصر أو الموسر عموما. النتيجة : 1 – معالم ذلك الحصاد مصادمة للدستور التونسي من جهة أولى ولبيان السابع من نوفمبر من جهة ثانية ومنسجمة مع شهادات المراقبين الدوليين المنصفين من جهة ثالثة. 2 – المعركة إذن في تونس ليست بين حركة سياسية ـ ولا حتى النهضة نفسها ـ أو منظمة عمالية أو حقوقية بالأساس ولكنها معركة بين الدولة الحديثة ( دولة ما بعد الإستقلال القطرية التابعة كما تسمى عند علماء الإجتماع السياسي المعاصرين ) والمجتمع. ولكن تتعرض طلائع ذلك المجتمع حزبيا وسياسيا وعماليا وحقوقيا إلى مطارق الضرب الأولى بسبب تقدمها في المغالبة السلمية من أجل إفتكاك أكبر ما يمكن من الحقوق. وكل تصوير مخالف لهذا هو زائف. إستثناءات تونسية عجيبة شكلت عجينة الصراع بين الدولة والمجتمع 1 – الحرب ضد الإسلام رمز هوية البلاد هي إستثناء تونسي خالص لم يتورط فيه نظام عربي ولا إسلامي إلا ما كان في تركيا العالمانية. أما الحرب ضد حركة سياسية إسلامية فهو أمر متوقع حدوثه ويجري به العمل في النظام العربي والإسلامي المعاصر. 2 – تيار يساري شيوعي تونسي شديد التطرف ضد الإسلام دينا وحضارة وثقافة وتاريخا هو أيضا إستثناء تونسي خالص لا يقارن حتى بالحالة المغربية ولا بالحالة المصرية فضلا عن غيرهما. أما التدافع والمغالبة بين التيارين الإسلامي والعالماني في أكثر من شبر من الأرض فأمر معلوم ومفهوم ولك أن تقارن بين شيوعي سوداني أو حتى مصري يوقع من أجل تطبيق الشريعة وشيوعي تونسي يدعو إلى إلغاء المعلوم من الدين بالضرورة دستورا وخلقا وعملا. 3 – حركة إسلامية هديت إلى مواضع الوسطية والإعتدال والتوازن منهجا في التفكير ومنهجا في التغيير منذ أربعة عقود كاملة في زمن كانت الدعوة فيه إلى الوسطية والإعتدال وتبني الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والتعددية الفكرية والسياسية والجهاد النقابي والفني والإعلامي وغير ذلك مما هو معروف في تطور الفكر الإسلامي المعاصر .. كانت الدعوة في ذلك الزمن إلى مثل تلك الأمور تصنف الحركة الإسلامية التونسية ضمن الحركات العالمانية أو المشبوه أمرها المريب قولها ولما أصبح الحديث عن الوسطية السياسية والفكرية والإصلاحية حديث كل المجالس وفخر عصابات تجهز على ضحاياها بالقتل البارد .. لما كان ذلك كذلك كانت حركة النهضة التونسية التي سبقت الجميع ـ أجل الجميع دون أدنى مبالغة ـ في إعلان ذلك مسجونة مشغولة بإطفاء الحريق فلم ينسب إليها فضل ذلك إلا قليلا جدا وبإحتشام كبير. ذلك هو إستثناء تونسي آخر. بعد عشرية الجمر الحامية بزغ فجر الأمل من جديد 1 – مر بنا آنفا أن السلطة الجديدة في تونس إستفادت بالكامل من ظروف دولية وعربية وإقليمية وداخلية في حربها ضد الإسلام وضد حركة النهضة وضد الحريات الشخصية والسياسية وضد حقوق اليد العاملة وضد الحراك الحقوقي في البلاد. 2 – ثم كانت كارثة سبتمبر القطرة التي قصمت ظهر الحركة الإسلامية المعتدلة في البلاد العربية والغربية ولكن كان أثرها السلبي مضاعفا على حركة سجينة مضطهدة معذبة مثل حركة النهضة التونسية. 3 – ولكن عوامل أخرى كثيرة حملت بشرى الإنفراج منها : أ – إنضباط الحركة لمنهجها الفكري والسياسي إنضباطا كاملا يعز في الحقيقة وجوده دون مبالغة في عالم الإسلاميين إلا ما كان من الإخوان المسلمين في مصر في العقود الأخيرة وهو الإنضباط الذي سفه آمال السلطة الجديدة في تونس وجعلها خاسئة تلقم حجرا في إثر حجر إذ إنقلب السحر على الساحر في الإعلام الدولي ـ أو يكاد ـ بسبب أن الناس تبين لهم وجه الرشد من الغي في قضية العنف في تونس : من هو الجلاد ومن هو الضحية المسالم. ب – صمود الحركة في مجملها أي صبر أبنائها وقادتها صبرا عجيبا لا يفسر إلا بتوفيق رحماني عظيم وخاصة صمود وصبر المساجين الذي ما زال متواصلا وهو أمر آخر بين للناس أن الحركة حركة معارضة جادة لم تسعفها ظروف دولية وعربية ومحلية للمشاركة في تسيير دفة البلاد فكان الصبر الجميل بعد البلاغ المبين حظها وقدرها فرضيت به. أي حافظت الحركة في الجملة على وحدتها المادية بعد محافظتها على وحدتها المعنوية أي ثوابتها العظمى التي ليست محل مساومة : الصفة الإسلامية ـ الصفة الوسطية المعتدلة المتوازنة ـ الصفة السياسية ـ الصفة الديمقراطية السلمية المدنية ـ ج – ميلاد صحوة تدين إسلامية تملأ الوهاد والنجاد لأول مرة بذلك الحجم والتنوع في البلاد منذ ما قبل الإستقلال. بحساب المعايير البشرية لم يكن ذلك منتظرا أبدا وللأمانة لم أستمع إلى أي واحد في الحركة أو خارجها يتنبأ بذلك أو يرقبه إلا أن يكون ذلك في صدره بما لم يبح به للناس. كان ميلاد تلك الصحوة حجرا ساخنا بل قل ملا مسعرا في أفواه طائفتين في تونس : العالمانيون الذي ظلوا يرددون منذ عام 1969 على لسان الهرماسي ـ الإجتماعي الجامعي المعروف ـ وحتى قبيل ميلاد تلك الصحوة بأن تونس أخطأها القدر الإسلامي نهائيا ونجت من خطره وهي تحبو لأن تكون قلعة غربية بالتمام والكمال كما أراد لها بورقيبة والشيوعيون – كما ألقمت الدولة الجديدة الحجر الساخن ذاته فهي تحارب حركة النهضة والإسلام في أبسط مظاهره وشعائره منذ سنوات طويلة من خلال خطة محكمة وبعصا البوليس فإذا بها تفاجأ بميلاد صحوة دينية والنهضة في السجون والمنافي !! أي عجب !! د – ميلاد الثورات المعاصرة المعروفة وخاصة الثورة الإعلامية أو ثورة الإتصالات. ثورة الإتصالات هذه هدية بالمجان على طبق من ورد وذهب وفضة من الرحمان سبحانه. ثورة حطمت السجون والقيود وكانت بمثابة الشركات الدولية عابرة القارات تتخطى الحدود. ثورة جاءت بالفضائيات الخليجية الدينية على ما فيها من غث وسمين وجاءت بالشبكة العنكبوتية ومكنت كل صاحب لسان وقلم من فتح دكان إعلامي يقول فيه ما يشاء دون رقيب. ثورة قمعت بحق إستكبار الدولة الجديدة المصنفة دوليا على أساس أنها أكبر عدو ضد الإعلام الألكتروني. ه – أمر آخر يمكن عده من هذا القبيل وهو إنفضاح السياسة التونسية حيال الحريات الشخصية وخاصة حيال خمار المرأة الملتزمة حيث مكنت الثورة الإعلامية كل المجامع العلمية والفقهية والدعاة والعلماء والفقهاء والمصلحين من كل تيار إسلامي وغير إسلامي من الإطلاع الصحيح والدقيق على تلك الفضيحة فكان ذلك ـ أو يمكن عده كذلك ـ عاملا من عوامل بزوغ فجر أمل جديد في الأفق لأنه ليس بمقدور سلطة أن تصمد في وجه معارضة الدنيا كلها لهذا السلوك الأرعن العجيب الذي يتابع فتاة لما تبلغ الحلم ينزع عنها خمارها أو يمنعها من طلب العلم أو طلب العيش الكريم. ولكن ما هي مسؤولية بقية الأطراف في البلاد عما آلت إليه الأوضاع؟ 1 – يتبين لكل مراقب منصف بأن الميزان العام بعد 21 عاما من إنقلاب السابع من نوفمبر خاسر خسرانا كبيرا ومبينا حتى بعد مضاعفة الحسنات والإيجابيات أضعافا مضاعفة. 2 – كما يتبين بأن المسؤول الأول عن خسران ذلك الميزان هو الدولة الجديدة كلما كانت متوافقة على مكوناتها المذكورة آنفا من مصالح أمنية ومالية وثقافية وغربية تقتضي بالضرورة إبعاد شبح الحركة الإسلامية وتتقاسم النفوذ ومنافعه. 3 – ولكن هل تتحمل الأطراف الأخرى مسؤولية؟ من حيث مبدإ تحمل المسؤولية تتحمل كل الأطراف المسؤولية ولكن بتفاوت بينها من جهة وبتفاوت كبير جدا بينها مجتمعة وبين الدولة الجديدة. إختلاف كبير جدا في الدرجة وفي النوع معا بسبب أمرين : أولهما أن الدولة بيدها القوة وهي الفيصل في توجيه سفينة البلاد وثانيهما هو أن الدولة الجديدة تطرفت إلى أقصى حدود التطرف في وأد الحريات ـ حتى ما كان منها خاصا شخصيا متعلقا بالعبادة والدين ـ وكذلك في وأد الحريات العامة وأنها قطعت كل أشواط الإنتقام والتشفي والتنكيل من حركة النهضة بصفة خاصة غير مراعية لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع الإجتماعية والسياسية والثقافية من جراء ذلك التطرف القاسي جدا. 4 – تتحمل حركة النهضة مسؤوليتها كما تتحمل المعارضة مسؤوليتها وكذلك تتحمل القيادة النقابية مسؤوليتها والقيادة الحقوقية والإعلام وكل الأطراف بإختصار شديد ولكن بتفاوت بينها من جهة وبتفاوت كبير جدا في الدرجة والنوع بينها مجتمعة وبين الدولة. كلمة أخيرة قبل نداء الختام : مغالطة الإقتصاد والقياس الفاسد كثيرا ما يقع بعض المراقبين والمحللين ـ فضلا عن غيرهم من التفه الذين يجرؤون على ما يتجاوزهم ـ في خطإ فادح شنيع وذلك حين يشفعون في الدولة التونسية الجديدة حتى مع إقرارهم جملة أو تفصيلا بنتائج الميزان المذكور آنفا فيعمدون إلى قياس فاسد مؤداه أن الإستقرار الإقتصادي في البلاد ( يسميه النظام معجزة ) كفيل بستر عورات الدولة الجديدة في المجالات السياسية والحقوقية والإعلامية. تلك مغالطة مركبة. هي مغالطة من حيث أن الإعتماد على الأرقام وحدها في المجال الإقتصادي دون الرجوع إلى حال المواطن على عين المكان وما يقاسيه من فقر وحرمان وخصاصة وتمييز أمر لا يستقيم سيما أن ذلك المواطن المطحون يضحي بنفسه في قوراب الموت ويضطر لشن إضرابات عن الطعام ثم يقابل بمثل ما قوبل به أهالي الرديف أي الرصاص الحي والسجن والتعذيب. وهي مغالطة مركبة من حيث أن القياس والموازنة بين الحرية والخبز قياس فاسد بكل موازين القياس. السبب بسيط جدا لا يحتاج دراسات أكاديمية لأن نداء التحرر في الإنسان غريزة حية نابضة لذلك قالت العرب في جاهليتها ” تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها “. فإذا تورط في تلك الموازنة الفاسدة رجال يعدون أنفسهم من طبقة المثقفين وفئة المتعلمين فإن الأمر يغدو مؤسفا بكل المقاييس. وأخــــــــيـــــــرا…. فإن خسران تونس ميزان تقدمها على الطريق الصحيح على إمتداد عقدين ونيف لا يبرر اليأس من الإصلاح ولا القعود عنه كما لا يبرر في المقابل الإرتماء في أحضان دولة بوليسية عنيفة بشهادة المراقبين الدوليين المنصفين ولا شطب كفاح وطني كبير ومشرف خطت صفحاته طلائع تونسية إسلامية وعالمانية بالسجون والمنافي والصبر. إمكانيات الإصلاح نظريا كثيرة ومفتوحة على آفاق وآمال واسعة ولكنها ليست كذلك دوما عمليا وتلك مشكلة عويصة هي سبب ذلك الإرتماء في أحضان الفساد من لدن بعضنا أو اليأس من لدن البعض الآخر أو توجيه السهام إلى حركة المعارضة من لدن طرف ثالث. أي أن إنسداد آفاق الإصلاح لا يبعث اليأس إلا في صدور الذين نفضهم مشروع التغيير الطويل كما تنفض الشجرة أوراقها في مقتبل كل خريف. وهذه بعض الأفكار العامة على درب الإصلاح لما أفسدته الدولة الجديدة 1 – قاعدة الإصلاح الثابتة المتيقنة لا خلاف عليها مطلقا هي : الحريات خاصة وعامة. مؤدى ذلك هو أن الإقتراب من الدولة أو الإبتعاد عنها ميزانه قربها أو بعدها عن صون الحريات وأي مقياس آخر يؤخر مقياس الحريات هو مقياس فاسد لا يؤخذ به مهما طال الزمان. 2 – الأوضاع العربية والإقليمية والدولية الراهنة مهما طرأت عليها من تغييرات وهي تغييرات قادمة إن شاء الله .. لن تسمح في المدى المنظور بتحولات نوعية معتبرة في مستوى تعامل الدولة التونسية مع قضية الحريات وفك الإشتباك مع المجتمع بل ربما لا تسمح حتى بتحولات في مستوى الدرجة إلا قليلا جدا ولا يعني ذلك إعدامه أو إهماله ولكن يعني ذلك حسن فقه المعادلة الدولية بكل مكوناتها ومدى إرتهان السلطة في تونس لها ومدى تطور السلطة حتى بعد رحيل قائدها الحالي. ذاك أمر ينسحب على كل معارضة وطنية مهما كانت عالمانية فما بالك إذا كانت إسلامية. 3 – ومع ذلك فإن التحولات الدولية الجارية اليوم في المستوى الإقتصادي ومستوى المقاومة وبروز قطب ثنائي دولي لوضع الأحادية الأمريكية بين قوسين بعد حوالي عقدين وتحولات أخرى في مستوى البيئة ينذر بها أولو الذكر فضلا عن تطورات أخرى مرتقبة في مستوى الثورات الإعلامية وثورة الإتصالات وغير ذلك مما لا يحصى هنا .. كل تلك التحولات تجري في إتجاه إعادة الإعتبار للمجتمع ولحرياته وحقوقه وفرض العزلة يوما بعد يوم على كل جزيرة صغيرة تبحث لها عن موقع آمن في محيط يهدر بمطلب الحرية. 4 – حركة النهضة خسرت قطعا كثيرا لأنها في السفنية ذاتها التي منيت بالخسران ولكن مهما غالينا في وصف ذلك الخسران وتطرفنا جهلا أو شماتة فإن حركة النهضة من حيث هي مشروع إصلاحي ثقافي فكري سياسي ما خسرت شيئا أبدا بل ربحت ربحا عوضت به خسران عقدين تقريبا وذلك حين تعلم أن الصحوة الإسلامية الجديدة في تونس هي عمق هذه الحركة وإمتدادها الطبيعي حتى مع الإختلاف معها أو مع عدم القدرة حاليا على حسن تأطير تلك الصحوة لتشب على طوق الطفولة والمراهقة بمثل ما شبت هذه الحركة نفسها يوما. كون تلك الصحوة حقيقة واقعة تقض مضاجع الدولة ومضاجع العالمانية وكونها حقيقة دولية في كل شبر من الأرض تقريبا وكونها متنوعة إلى حد التناقض .. كل ذلك مهما غاليت فيه وأخطأت فإنه لا يعدم كون تلك الصحوة إمتدادا للحركة وعمقا إستراتيجيا لها في المستقبل في مستوى إستئناف المشروع الإسلامي. أما من يفكر بخطاب التنظيمات ولغة الأحزاب والأصوات والمقاعد وغير ذلك فدعك منه لأنه حبيس سجن عميق. 5 – الأمر الآخر الذي يقض المضاجع حقا ـ وهو حقيقة كذلك ـ هو أن حركة النهضة مازالت مؤهلة إلى يوم الناس هذا إلى أن تكون أكبر مستفيد على الإطلاق من كل نفس تحرري جديد في البلاد ـ بل حتى خارج البلاد ـ وهل يعني ذلك سوى أن تلك الحركة مازالت حية ولو ماتت ما عادت تخشى ولا تتسلل نسمات الحرية إلى رئتيها فتنعشهما. الحق أن كيانا تنعشه الحرية ويضيق بالظلم ومؤهل في كل لحظة مهما كانت بعيدة للإنتفاع من كل نسمة حرية مهما كانت ضئيلة صغيرة محدودة .. الحق أن كيانا تلك طبيعته هو نواة متجددة لمشروع جديد وهو كيان يؤرق أعداء الحرية فعلا ولو لم يكن ذلك كذلك لما كان الحاضر الغائب بعد عقدين كاملين. 6 – صحوة إسلامية تملأ الوهاد والنجاد ولكن غير مؤطرة هي مشكلة حقا دون ريب. ولكنها مشكلة وقت وليست مشكلة من نوع آخر. معنى ذلك هو أن الأثير اليوم يؤطر تلك الصحوة ولكنه في المقابل أثير ملغوم فيه الغث وفيه السمين فهو يدغدغ بخطاب تنظيم القاعدة القائم على التكفير والتفجير ولكن فيه الخطاب الهادئ البناء الجاد كذلك. لكن المؤكد ـ أو شبه المؤكد ـ أن تأطير تلك الصحوة من لدن الدولة الجديدة أمر شبه مستحيل وذلك مكسب كبير ولكن يبقى التخوف من تأطير مغشوش مدخول ظاهره الجهاد وباطنه الفوضى. 7 – الذي يخلص من ذلك هو أن السلطة خسرت معركة الهوية خسرانا مبينا ومعها قوافل اليسار الشيوعي المتطرف. لا خوف على هوية البلاد أبدا مهما كانت الأخطار محدقة إذ فشل المشروع العالماني فشلا ذريعا وخاصة بعد ميلاد الصحوة بما يشبه المعجزة من رحم خطة تجفيف المنابع. ذلك هو مكسب للبلاد ولكنه مكسب لحركة النهضة كذلك مرة أخرى ولكن بمنطق المشروع الإستراتيجي بعيد المدى وليس بمنطق التنظيم والحزب والمقعد والصوت. 8 – اليسار الشيوعي التونسي خسر مرتين : خسر مرة لما تسلق جدران القصر الجديد وهو يعلم هوية القصر الجديد وإرتباطاته ومشروعيته ولو كان ذلك اليسار الشيوعي في عنفوان شبابه لكانت منه تلك الحركة ذكاء وقادا ولكن كان ذلك حماقة لأن ذلك التحالف إنما بني من لدن اليسار على أساس الإنتقام من خصم فلسفي فكري سياسي بوسائل دنيئة. أما الخسارة الثانية لذلك اليسار بعد الخسارة الأولى فهي أنه خسر مرتكزه الفكري جملة وتفصيلا وذلك في ذات اللحظة التي كانت الدولة الجديدة تضرب فيها مناطق الرديف بقوة الحديد والنار وفرسان دكتاتورية البروليتاريا يتفرجون من شرفات القصر ووزاراته. اليسار يفعل ذلك لأنه أدرك منذ سنوات طويلة في تونس بأنه يقترب من اللحد يوما بعد يوم وللديك المذبوح إنتفاضة يحسبها الجاهل حياة جديدة. 9 – الكلمة الأخيرة هي : لا أبدا لم يطل زمن أكثر من اللزوم ولكل أجل كتاب وعقدان في عمر التغيير والإصلاح ليسا شيئا كثيرا والعبرة هي بمواصلة الكفاح من أجل الإصلاح والتغيير وهو قطار يسير في تونس لا يتوقف ولكن الغربة والعجلة والحرقة وعوامل أخرى تجعله في عيوننا متوقفا لا يسير. مع مطلع كل شمس جديدة ومنذ إنقشاع سنوات الجمر الحامية حين لم يكن هناك شبكة عنكبوتية ولا فضائيات ولم يخرج سجين واحد .. مع مطلع كل شمس جديدة منذ ما لا يقل عن عشرية كاملة تتسلل نسمة من نسمات الحرية إلى تونس ولكننا نريدها غيثا هطالا مدرارا أو سيلا جرارا. الحياة هناك تسير بمعاناتها وعذاباتها كما تسير كل حياة مع فارق الإستثناء التونسي طبعا كما تقدم بنا الحديث ولم تكن أواخر الفترة البورقيبية التي نحن إليها جميعا سوى إستثناء لطبيعة الرجل فهو مستبد فرنسي وليس مستبدا عربيا. أجل. خسرت تونس بقيادة إنقلاب 7 نوفمبر خسارات فادحة شنيعة ولكن بوارق الأمل لا تنفك تنقدح من حين لآخر : فهذه صحوة تجبر بعض الخسارة وتلك ثورة إعلامية تجبر بعضا آخر وهذه حركة مؤهلة لألتقاط كل إنفتاح جديد وهذه تحولات دولية تخفض أقواما وترفع آخرين وتلك مظاهر حياة جديدة تدب في البلاد مغالبة ومطالبة بعذاباتها وآلامها. ولعل أبلغ نداء في هذا المحل هو قوله سبحانه : ” يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا وأتقوا الله لعلكم تفلحون “.  (المصدر: موقع “الحوار.نت” (ألمانيا) بتاريخ 5 نوفمبر  2008)
 


 
مساندة للحملة على الفساد و المفسدين
   سادتي: إن شئتم أن تنشروا هذه المساهمة المتواضعة منّي فافعلوا. وثقوا أنـّـي مساند لكم وسأكتب المزيد إن رغبتم في ذلك. معاناةالشّعب التـّـونسي من الفساد والرّشاوي والإتاوات وتضرّر المواطنين من التـّـمييز: بواسطة عزالدّين بن عثمان الغويليّ الشـّعب التـّـونسي ككلّ يعاني ويكابد الأمرّين على يد حكومة متعفـّـنة وحزب حاكم ثقافته قائمة على السّرقة والنـّـهب واللـّـصوصيّة والقتل وغير ذلك من الجرائم. زين العابدين بن علي هل يحكم تونس فعلا أم هل أنّ نسائبه هم الذين يحكمون؟ مذ تولـّـى السـّـلطة ازدادت الأوضاع، في تونس، سوءا، شيئا فشيئا، وتفاقمت المعاناة فصارت غالبيّة النـّـاس تكابد الجوع وتعاني من البطالة وصار الاعتداء على المثقـّـفين والزّجّ بهم في غياهب السّجون ومحاصرتهم محاصرة كلـّـية أمورا مألوفة. الشـّـعب التـّـونسيّّ يرزح تحت ربقة العبوديّة المفروضة على أهله من قبل النـّـظام التـّـونسيّ بقوّة السّلاح والدّمغجة والتـّـفقير والتـّـجهيل والتـّـخدير وبكلّ الأساليب المتاحة لرموز حزب الدّستور الحاكم الذي غيّر الرّئيس الحالي تسميته إلى \”التـّـجمـّـع الدّستوريّ الدّيمقراطيّ\” وذلك في محاولة منه لمحو صورة الحزب القديم المعروف بتفشـّـي الفساد بين صفوفه. لكنّ التـّـغيير لم يطل عدا الاسم فحسبُ فممارسات الحزب الحاكم لم تتغيـّـر وثقافته وآراؤه لم يتغيـّـرا والفساد قد ترسّخ ومصادرة الحقوق والحرّيات صارت ممارسة يوميّة. إنّ أهالي جندوية والكاف وباجة وأهالي الوسط التـّـونسيّ المنسيّ، القيروان وسليانة والمتلويّ وسيدي بوزيد يعانون من التـّـمييز ويحتلـّـون رتبة مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة في البلاد. النـّـظام التـّـونسيّ ينظر إلى متساكني تلك الجهات والمدن نظرة دونيّة ولايعير اهتماما لمطامحهم ويعمل بكلّ ما أوتي من قوّة على إبقائهم تحت ربقة الذّلّ والمهانة. النـّـظام التـّـونسيّ يستغلّ خيرات الشـّـمال الغربيّ وينهب ثروات أهاليه ويرمي بشـبـّـانهم في السّجون ويروّج لرؤى تزعم أنـّـهم متخلـّـفين أصلا وأنـّـهم جهلة وألاّ خير يأتي من ورائهم في حين أنّ الإقتصاد التـّـونسيّ قائم على ما تنتجه أراضي الشـّـمال الغربيّ الخصبة من خيرات يقوم النـّـظام ببيعها في الأسواق العالميّة ولا ينال سكـّـان الشـّـمال الغربيّ شيئا من إيراداتها. وليس هدفي من هذا تأليب أهالي الشـّـمال الغربيّ على إخوانهم من باقي التونسيّون فكلّ التـّـونسيّين يقاسون الأمرّين على يد النـّـظام الحاكم وأجهزة البوليس التي يعتمد عليها. النـّـظام التـّـونسيّ مذ رحل الإستعمار الفرنسيّ المباشر عن تونس ما فتئ يسلك سياسة التـّـفرقة والتـّـمييز والجهويّة لكي يتسنّى له البقاء في الحكم إلى جانب إخماد كلّ الأصوات المعارضة والـتـّـنكيل بالمعارضين والأحرار والشـّـرفاء من التـّـونسيّين. إنّ مناطق الشـّـمال الغربيّ والوسط والجنوب والمناطق الرّيفيّة النـّـائيّة تعاني من نقص المياه ولا يتمتـّـع متساكنوها بالكهرباء والغاز ولا يذهب أبناؤهم إلى الجامعات ولا ينالون الوظائف في القطاع الحكوميّ ويعانون من نقص الطـّـرق المعبّدة السّريعة ومن نقص السّكك الحديديّة والمدارس والمكتبات والمعاهد الثـّـانويّة ممّا زاد في معاناة الشـّـعب لكنّ كلّ تذمّر يصدر من هنا أو من هناك يتمّ إخماده. وكلّ الصّحف النـّـزيهة الدّاعية إلى التـّـغيير تمّت مصادرتها ولذلك فإنّ أصوات المهمّشين والمجوّعين والمقموعين غير مسموعة وتشكـّـياتهم تذهب سدى. إنّ سائق جرّار لئن لم يدفع إتاوة لشرطيّ المرور تُـفتـكّ منه رخصة السّياقة وكلّ سائق وإن لم يكن يقود سيّارته بسرعة غير مسموح بها توقفه الشـّـرطة وتجبره على شراء وصولات اليانصيب وهي وصولات يقوم رجال الشـّـرطة بسرقتها وبيعها وثمنها خمس أو عشر دنانير ويحتفظون بالمال لأنفسهم طبعا. ليس هذا فقط وإنـّـما يرتاد رجال الشـّـرطة الحانات كلّ مساء فيسكرون بالمجّان ومن لا يشتري للواحد منهم أربع قوارير من الجعة يتمّ الانتقام منه لاحقا خاصّة إذا كان الشـّـخص المعنيّ صاحب محلّ تجاريّ أو يملك سيّارة فمحلـّـه يقفل ورخصة السّياقة تفتكّ منه. هذا ما يحدث في مدن وقرى الشـّـمال الغربيّ وفي كلّ أنحاء البلاد والنـّـظام متغاض عمـّـا يجري. كما أنّ رجال الشـّـرطة والحرس الوطني يذهبون إلى الأسواق، وطبيعة عملهم تجعلهم متواجدين في الأسواق، فينتقون من السـّـلع المعروضة ما يشاؤون ولا يدفعون أثمان ما يقتنون والبعض منهم يجبر باعة الخضر والغلال على نقل سلـّـة ملأى بالخضر والغلال إلى بيته… فأين أنت يا رئيس الدّولة الذي تتبجّح بالتـّـغيير، يا صاحب بيان السـّـابع من نوفمبر الذي بواسطته وضعت القطن على أعين النّاس؟ ألا تمنع مثل هذه الممارسات؟ إنّ عناصر الشـّـرطة الأمـّـيــّــين يتحكـّـمون بسواد النـّـاس ويفرضون عليهم دفع الإتاوات والرّشاوي والعمولات حتـّـى أنّ المواطن يجد نفسه مجبرا على دفع رشوة كلـّـما أضطر ّ لاستخراج بطاقة ولادة أو شهادة في إثبات الجنسيّة، والنـّـظام يفرض على مواطنيه الإدلاء بالكثير من الشـّـهادات التي يسلـّـمها لهم العُـــمـَــدُ مثل شهادة الفقر وشهادة العزوبيّة وشهادة الزّواج والطـّـلاق والكفالة وشهادة الحياة. إنّ المواطن التـّـونسيّ يحتاج إلى شهادة من عُـمدة محدود المستوى العلميّ منصّب من قبل نظام الدّستور تثبت أنـّـه على قيد الحياة كلـّـما أراد القيام بعمل ما مثل الإنتساب لجامعة أو طلب شغل أو حتـّـى الزّواج وهذا ما جعل العمد يتحكـّـمون بمصائر النـّـاس. إنّ النـّـظام يعامل المواطنين بصفة عامّة والمثقـّـفين بصفة خاصّة بطرق دنيئة قائمة على الإستنقاص والإرضاخ بالقوّة وذلك نهج كلّ نظام أوتوقراطيّ في العالم. إنّ غرضي من هذا إلى جانب ما ذكرت عن المعاناة اللاّنهائيّة لسواد الشـّـعب التـّـونسيّ التـّـنديد بالمضايقات التي يتعرّض إليها المثقـّـفون ودعاه التـّـغيير ومن هؤلاء أذكر المناضلة المحامية راضية النـّـصراويّ وزوجها الأستاذ حمـّـة الهمـّـاميّ وكلّ المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس والمنادين بالدّيمقراطيّة واحترام حقوق الإنسان وكلـّـهم أُخضعوا لكلّ أنواع القمع والتـّـنكيل والإهانة والتـّـعذيب وكلّ الإعتداءات المبتذلة التي لا يقبل بها إنسان وإن كان متخلـّـفا أو أمـّـيا. إنّ المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس يموتون فجأة وفي ظروف غامضة، ومن بين هؤلاء الذين لقوا حتفهم المناظل عادل العرفاوي، وغيره كثر. ومن المناضلين من رمى بهم النـّـظام في السـّـجون وليسوا إرهابيّين ولا ينتمون لحركات إسلاميّة بل هم يساريّون أو ديمقراطيون. والصّامدون منهم، من أمثال الأستاذة راضية النـّـصراويّ، يتعرّضون للمحاصرة والإهانة وتقوم عناصر من فرق التـّـفتيشات باقتفاء أثارهم حيثما ذهبوا وهواتفهم يتمّ التـّـنصـّـت عليها ومنازلهم خاضعة للمراقبة أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين ساعة ويتمّ الإعتداء على أبنائهم كلّ يوم بالضـّـرب والشـّـتم وبذيئ الكلام. لست أبالغ فيما أقول، ما عليكم سوى أن تقوموا ببحث في محرّك غوغل وستجدون مئات المواضيع عن العنف الذي يمارَس على المثقـّـفين والصّحفيّين والمحامين والقضاة وعلى النـّـاس العاديّين. وكلّ من تقوم الشـّـرطة بإيقافه أسواء كان معارضا أم لا يمرّ عبر سيناريوهات من التـّـعذيب حتـّـى أنّ الكثير من الموقوفين يموتون في السّجون وتحت التـّـعذيب. إنّ ثقافة حزب الدّستور الحاكم في تونس قائمة على السّرقة والنـّـهب وكلّ من ينتمي لحزب الدّستور ينال عصمة وحصانة وحماية لا يتمتـّـع بهم المواطن العاديّ أسواء أمام القضاء أم في أجهزة الدّولة أم في قطاعات الخدمات العموميّة. لعلـّـكم لن تصدّقوا أنّ معارك طاحنة، تـُـستعمل فيها الهراوات، تقوم في المناطق الرّيفيّة التـّـونسيّة بين أتباع المرشـّـحين للشـّـُعـَـب الدّستوريّة (وهي خلايا حزب الدّستور الحاكم) لما في تلك المناصب من منافع. يا أيّها التـّـونسيّون؛ إنّ رئيس شعبة أمـّـيّ يعتدي على أبنائكم ونسائكم ولا تستطيع المحاكم القصاص منه لا لشيئ إلاّ لانتمائه للحزب الحاكم في حين يعاني غير المنتمين إليه من الإقصاء والتـّـمييز والتـّـهميش. إنّ شرطيّا بائسا يعتدي على بناتكم وزوجاتكم ولا تستطبعون محاكمته لأنّ النـّـظام برمـّـته قائم على الفساد والمحاباة واللـّـصوصيّة. كم من شخص بريئ حصل بينه وبين رئيس شعبة أو بينه وبين عمدة سوء تفاهم فيعمد هذا الأخير إلى الوشاية به والزّج به في السـّـجن. وكم من شاب وشابـّـة حاصلين على الإجازة يتقدّمان لمناظرات ما يسمـّـى الكاباس فإن لم يدفعا رشوة لن يفوزا وإن كانا نابغين لا مثيل لذكائهما في العالم بأسره. أليس هذا بظلم؟ إنّ رئيس شعبة وهي خليّة متكوّنة من عدد محدود من الأعضاء لا يفوق العشرة عادة ما تكون له علاقات بشخصيّات تعمل في دار الحزب بالقصبة فيستثمر علاقاته تلك في نيل الخدمات وطبعا من يقدّم خدمة يطلب إتاوة وعمولة جارية. أنا أرفض العنف ولا أنتمي إلى أيـّـة حركة أو حزب ولكنـّـي أناصر المثقـّـفين الشـّـرفاء الذين غرضهم إحقاق التـّـغيير الفعليّ في بلداننا العربيّة وأريد فقط أن أبيّن للقرّاء أنّ \”التـّـفتـّـح\” والتـّـعدّدية والدّيمقراطيّة الذين يتبجّح بهم النـّـظام التـّـونسيّ لا وجود لهم. إنّ رجال البوليس يقومون بممارسات لا إنسانيّة ضدّ المعارضين ويلاحقونهم حتـّـى في الخارج. وإنـّـي أودّ أن أنوّه بصمود حزب \”العامل التـّـونسيّ\” المحظور وبحركات الدّفاع عن حقوق الإنسان في تونس وأحيّي ثبوت الأستاذة راضية النـّـصراوي والأستاذ حمـّـة الهمـّـامي والدّكتور عبد الحميد المرزوقي الذين يتعرّضون لأبشع أنواع التـّـنكيل وكلّ رفاقهم. إنّ الممارسات اللاّإنسانيّة وعمليّات النـّـهب التي يقوم بها رجال البوليس والحرس الوطنيّ قد طالت كلّ بيت تونسيّ، وعمليّات الاعتداء والقمع قد طالت الشـّـبـّـان والفتيات والأطفال إلاّ أنّ الظـّـلم والقمعَ لن يستمرّا إلى الأبد. إنّ الحكـّـام يموتون وتبقى الأوطان من بعدهم، ففكــّـروا في هذا أيـّـتها الأذيال المعوجـّـة التي ستبقى أبد الدّهر معوجـّـة كذيول الكلاب.  
 (المصدر: مدونة لا للفساد  بتاريخ 5 نوفمبر  2008)  http://anti-correption.maktoobblog.com  

 
تعليق الدكتور المرزوقي على نتائج الانتخابات الأمريكية لا ، نحن لا نستطيع

 

كان شعار المرشّح باراك أوباما : نعم نحن نستطيع – yes we can انظر الآن ما الذي يصيب هذا الشعار وهو يعبر البحر المتوسّط ليرسي في تونس. لا، نحن لا نستطيع …شيئا ضد لعبة مصادرة سيادة الشعب سوى المساهمة فيها. لا،نحن لا نستطيع…التخلّي عن وهم إصلاح الدكتاتورية من قبل الدكتاتور نفسه. لا ،نحن لا نستطيع… التوحد على برنامج سياسي هدفه رحيل الدكتاتور ومنع تجدد الدكتاتورية عبر سابع جديد. لا ،نحن لا نستطيع…الترفّع عن حساباتنا الشخصية والحزبية . لا، نحن لا نستطيع…تنظيم المقاومة المدنية . لا ،نحن لا نستطيع.. أن نقبل ثمن الحرية . لا ، نحن لا نستطيع…أن نواجه… وأقصى ما يمكن أن نراوغ وأن نراوح. لا ، نحن لا نستطيع إلا التسول والرجاء والتعويل على الظرف الدولي ، وعش يا فؤادي بالمنى. لا ، نحن لا نستطيع … شيئا ضدّ الفساد والكذب والتزوير والقمع باستثناء الأنين والشكوى. لا ،نحن لا نستطيع…. تصوّر أنفسنا أحرار. الداء الذي ينخر اليوم في العقل السياسي التونسي، سواء على مستوى النخبة أو على مستوى الشعب هو تفسّخ العزيمة، تحلّل الإرادة، استشراء الإحباط، انتشار اليأس، تغلغل احتقار الذات والآخر، انهيار الثقة في القدرة على أن نفعل شيئا. صحيح أننا أمام آلة قمع استطاعت أن تفعل بنا كل هذا في أقل من ربع قرن . صحيح إنها آلة في منتهى الخبث، ومنتهى الفعالية ، ومنتهى الإصرار على المضي قدما في خطتها الجهنمية لتجعل منا غبار أفراد لا حول لهم ولا قوة. لكن نعم نحن نستطيع تدميرها ، بل وبأسهل ما نتصوّر . لقد قال الشعب الأمريكي الكبير لا لعراب الديكتاتورية التي سنت قانون الإرهاب في 2003 ليكون مكملا لل Patriotic act الذي كبّل به الجريات في بلاده قبل أن يزيد من تكبيلها في العالم لقد قال الشعب الأمريكي الكبير لا للتعذيب بقوانتانامو الذي كان المبرر الأكبر لعودة التعذيب في بلادنا . كلاب السيد بوش على امتداد العالم العربي والإسلامي في أزمة ومهمتنا نحن اليوم أن نقول نعم نستطيع التخلص منهم لاحتلال مكاننا بين الشعوب والأمم المتحرّرة . الدرس الآتي من أمريكا اليوم، بجانب درسها العظيم في الترفع عن العنصرية ، وقدرة الشعب على الإطاحة بسلطات وضعت نفسها فوق كل القيم، أنه لا شيء يتحقق بدون الجسارة التي تنبع في القلب والتي تقرّر أنه بوسعي أن أكون وأن أفعل. نعم تستطيعون أنتم أيضا أيها التونسيون . …شريطة أن تريدوا وأن تعملوا. فإلى الأمل وإلى العمل إلى أن يتحقق هدفنا أن نعيش في بلد شعبه سيّد نفسه ودولته شرعية ومواطنه كريم …كل هذا فعلا ، لا قولا. هنيئا للشعب الأمريكي الكبير وهنيئا للرئيس أوباما والعقبى لتونس والتونسيين  
 (المصدر:موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 5 نوفمبر  2008)   


 
تونس: شفافة اقتصاديا ومعتمة إعلاميا
تقرير: عمر الكدي  
صنف التقرير العالمي السنوي لمنتدى دافوس 2008/2009 تونس في المرتبة الثانية عالميا، فيما يخص حسن التصرف بالأموال العمومية، بعد الدنمارك مباشرة، والمرتبة 14 فيما يتعلق بمناخ الثقة في أصحاب القرار، والمرتبة 15 فيما يخص شفافية قرارات الحكومة، أما عن قدرة الاقتصاد التونسي على المنافسة، فقد صنف الأول مغاربيا وإفريقيا، والرابع عربيا، أما      تحسن اقتصادي لم يواكبه تحسن في الحريات السياسية    عالميا فقد احتلت المرتبة 35 من بين 134 بلدا، في حين جاءت جاراتها في مراتب متأخرة، حيث حلت الجزائر في المرتبة 99، وليبيا في المرتبة 91، والمغرب 73. وبهذه المرتبة تجاوزت تونس عدة دول أوروبية مثل إيطاليا التي احتلت المرتبة 49، والبرتغال 43، واليونان 67. لا نفط ولا غاز اعتمد التقرير على آراء 12297 صاحب مؤسسة اقتصادية في العالم، معظمهم له خبرات ميدانية في عدة بلدان نظرا لارتباط مؤسساتهم بمشاريع في تلك البلدان، بالإضافة إلى تقارير عدة مؤسسات دولية المعتمدة، كما وسع منتدى دافوس هذا العام من المجالات المستهدفة، حيث ركز على كل ما له علاقة بالمؤسسات، البنية التحتية، استقرار الاقتصاد الكلي، التعليم، الصحة، التكوين، المهارات التكنولوجية، حجم السوق، مناخ الأعمال والتجديد، وجدوى سوق الشغل. تأتي هذه المرتبة المتقدمة في الوقت الذي لا تعتمد فيه تونس على موارد طبيعية مثل النفط والغاز، وهي الثروة التي تتمتع بها ليبيا والجزائر، ومع ذلك فهما تحتلان مرتبة متأخرة، ويبدو أن عدم اعتماد بلدان العالم الثالث على ثروات يسهل الحصول عليها مثل النفط، لا تساعد على تطوير المجتمع بشكل فعال، وهو ما تؤكده البحرين التي تعتبر أفقر دول الخليج في مجال النفط والغاز، ولكنها الأفضل على صعيد إدارة الأموال، والنظام المصرفي، كما أن المرتبة المتقدمة التي تحتلها الإمارات العربية المتحدة، إنما ترجع إلى التطور الاقتصادي الذي تشهده إمارة دبي، وهي الإمارة التي تملك أقل قدر من النفط والغاز، وتعتمد في اقتصادها على التجارة والخدمات والسياحة، ويبدو أن سهولة الحصول على النفط، الذي تستخرجه شريحة صغيرة من مجموع القوى العاملة في البلد، جعل معظم هذه الدول لا تفكر في تطوير مصادر أخرى للدخل، أو تحديث قطاع الإدارة، والجباية الضريبية، وهما القطاعان اللذان مكنا تونس من الحصول على هذا الترتيب المتقدم، فعندما تعتمد أي بلاد على القطاع الزراعي، الصناعة، السياحة، والخدمات، وهي القطاعات التي تعمل فيها شريحة كبيرة من السكان، تحتم علاقة الإنتاج إشراك هؤلاء المنتجين في عملية صنع القرار، وتوخي الشفافية في كل شيء. لذلك تفوقت تونس الفقيرة بمواردها الطبيعية، وتخلفت جاراتاها ليبيا والجزائر بالرغم من مواردهما الطبيعة الضخمة، وتقدر ميزانية تونس للعام القادم بحوالي 17.2 مليار دينار، بزيادة قدرها 12 % عن العام الحالي، وهي ميزانية متواضعة مقارنة بميزانية ليبيا والجزائر، اللتين استفادتا من ارتفاع أسعار النفط خلال معظم العام الحالي، مما جعل ليبيا تتعاقد مع فرنسا بعشرة مليار دولار، ومثلها مع إيطاليا، وتشتري أسلحة من روسيا بملياري دولار، ولكن لا يزال مواطنو ليبيا والجزائر يتدفقون على تونس للعلاج، عندما لم يجدوا في مستشفياتهم ما يخفف من آلامهم. مرتبة متأخرة إعلاميا ولكن على صعيد الحريات وحقوق الإنسان تحتل تونس موقعا متأخرا، فكل هذه الشفافية تختفي إذا تعلق الأمر بحرية التعبير، كما لاحظنا في أحداث الحوض المنجمي، كما يتم اعتقال الناشطين سياسيا بطرق غير قانونية، وإبقائهم رهن الاعتقال لمدة طويلة، كما منع من السفر عدد من الأشخاص، وحلت تونس في الترتيب 143 في تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الأخير، الخاص بحرية التعبير وحرية الصحافة. وفي مكالمة هاتفية مع إذاعة هولندا العالمية، شككت الإعلامية والناشطة الحقوقية سهام بن سدرين، في تقرير منتدى دافوس، وأكدت في نفس الوقت تقرير منظمة مراسلون بلا حدود: “هذه الأرقام مزيفة، لأن التخلف السياسي ينتج عنه تخلف اقتصادي، كما لا يوجد تطور مذهل في الاقتصاد التونسي، وذلك لأن المجتمع وقع تكبيله من طرف نظام بن علي منذ وصوله إلى السلطة، والناس يشعرون بأنهم ينتقلون من سيء إلى أسوأ، ليس فقط على مستوى الحريات العامة، وإنما أيضا على المستوى الاقتصادي، فالمبادرة الاقتصادية الحرة أيضا مقيدة.” وتقول بن سدرين عن المفارقة بين تطور الوضع الاقتصادي لتونس المحدودة الموارد، وتخلفه في ليبيا والجزائر الغنيتين بالنفط: “هذه مفارقة عامة لأن البلدان التي لا تملك موارد طبيعية، تسعى لتطوير مواردها البشرية، وتونس من بين البلدان التي طورت مواردها البشرية منذ قرون، ونحن لا نقارن ما يجري في تونس بما يجري في الجزائر، التي تعتبر أغنى من تونس بعشرات المرات، وهي أيضا مقيدة بحكم الجنرالات، الذين منعوا توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل على الناس، أو المقارنة بليبيا التي تحتكر ثرواتها مجموعة محدودة، نحن نقارن أنفسنا بتونس نفسها، التي تمتلك المقومات لتصبح أفضل مما هي عليه اليوم، ونقيس مقارنة بما يمكن أن نفعل، وخاصة أن البلد تسيطر عليها عائلة واحدة، على الاقتصاد، الإعلام، القضاء، وتقريبا كل شيء. مفردات البحث: الجزائر، الدنمارك، الشفافية، تونس، حرية الاعلام.، حسن التصرف في الأموال العمومية، سهام بن سدرين، ليبيا، منتدى دافوس، منظمة مراسلون بلا حدود  
(المصدر: إذاعة هولندا الدولية بتاريخ 4 نوفمبر 2008 )


 
في الذكرى الواحدة والعشرين للتحوّل التغيير ورهان على المستقبل
الحدث الأبرز خلال هذا الأسبوع هو الاستعداد للاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين لحركة التغيير والإصلاح التي قادها رئيس الدولة منذ عقدين وسنة منقذا البلاد من حالة الفوضى التي كانت تعيشها آنذاك ومؤسسا لحياة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية قوامها لا إقصاء ولا تهميش لأيّ مواطن مهما اقترب أو ابتعد عن نظام الحكم. ولا شكّ أنّ الاحتفال بهذه المنافسة يعبّر عن حالة وفاق وطني في علاقة بكبرى الملفات الوطنية كما يعبّر أيضا عن تطلّعات النخبة التونسية بمختلف تشكيلاتها وألوانها في ما قد يعلن من قرارات وإجراءات وهي حالة ترّقب طبيعية إذا أخذنا بعين الاعتبار حصيلة العشرية الفارطة التي لم يخل فيها احتفال دون إعلان جملة من القرارات والإجراءات في مختلف المجالات. لكنّ فرادة الذكرى الواحدة والعشرين للتغيير أنّها تسبق هذه السّنة موعدين هامين ومفصليين في المسار السياسي الوطني وهما الانتخابات التشريعية والرئاسية في أفق سنة 2009. لذلك فمن غير المستبعد أنْ يتضمنّ خطاب رئيس الدولة يوم السابع من نوفمبر ما يؤكد حرص أعلى هرم السلطة على إنجاح هذين الموعدين وتوفير كلّ الظروف لمنافسة ديمقراطية وعادلة تضمن تساوي الفرص بين المتنافسين. إنّ قيمة هذا الحدث الوطني تكمن في قدرته على احتضان كلّ الأفكار والتوجهات وقدرته في كلّ مرّة على تطوير البناء الديمقراطي بل إنّ الوقائع والأحداث أكدّت دائما أنّ رئيس الدولة كان المبادر بالإصلاحات مستبقا كلّ الأحزاب بما في ذلك الحزب الحاكم  وهو المعبّر دائما عن تطلعات المعارضة في وقت تنكفئ فيه هذه المعارضة أحيانا على نفسها. ولا شكّ أيضا أنّ استقراء المدونة النصيّة لبيانات رئيس الدولة في العشرين سنة الأخيرة يكشف بصورة جليّة مدى قرب أعلى هرم السلطة من مختلف فئات الشعب فلم تشمل إصلاحاته البعد السياسي فقط بل مست مختلف فروع الحياة لأنّ مسار التغيير شامل ومتنوّع. إنّ قيمة المشروع الحضاري للتغيير هو في قدرته على وضع تصورّات ورؤى مستقبلية لمستقبل تونس فكانت التعددية الفكرية والسياسية هي رافد كلّ الإصلاحات التي شهدتها تونس في العشرية الأخيرة باعتبار أنّ هذه التعددية هدفها الأسمى تحصين المجتمع ضدّ نزعات التطرّف وهي أيضا علامة على نموّ الشعب ونضوجه وتعبير عمّا يمتلكه من ملكات لمواصلة مسيرة البناء والتشييد. لذلك ظلّ الرهان على حريّة التعبير وحريّة الأفراد وحرية العمل السياسي والنقابي رهانا مقدسّا سعت تونس دائما إلى حمايته وتطويره. فالرّهان على الديمقراطية رهان ثابت لا يخضع للمتغيرات أو الظروف. وقد راهنت بعض القوى في فترة ما على أنّ السلطة السياسية ستحدّ من سقف الحريّات بعد ما وقع من أحداث في بعض المناطق لكنّ هذه السلطة ذهبت بعيدا في تعميق المسار الديمقراطي مدركة أنّ محاربة التطرّف والإرهاب يكون بتوسيع مجال الحريّات وليس بالانغلاق والتشددّ. واحد وعشرون سنة من التغيير استطاعت أنْ ترسم بثبات قواسم مشتركة بين الحكم والمعارضة وهذه القواسم هي ثوابت مشتركة في مجالها تتحرّك كلّ القوى دون إقصاء لأيّة قوة إلا من أقصى نفسه أو يحاول إقصاء نفسه. فاستقلال القرار الوطني والمحافظة على السيادة الوطنية والإقرار بأنّ الدين الإسلامي هو دين كلّ المجتمع ولا حقّ لأيّ طرف أن يزعم احتكاره لهذا الدين وعلوية القانون وسيادته والحكم الجمهوري هي كلّها ثوابت لا أحد يستطيع القفز عليها أو السطو عليها باعتبارها مشتركا اجتماعيا وروح الميثاق الوطني. ووفق هذه المقاربة استطاعت بلادنا في العشريتين الأخيرتين التأسيس لمشاركة سياسية متحركة ومتطورة ووفرت لها الفضاءات المناسبة والأطر القانونية والدستورية  لضمان حقّ الأفراد والمجموعات في المساهمة في الحكم عبر إصلاحات متلاحقة  استطاعت أنْ تضمن مسارا متوازنا وهادئا للديمقراطية بمفهومها الشامل. ولعلّ ما تشهده أحزاب المعارضة من دعم بمقتضى القانون وما تحرص عليه الدولة من دعم لصحفها وضمان نشاطها وتوفير كلّ الإمكانات لتمارس وظيفتها هو أحد العناوين البارزة لقيم الديمقراطية الوطنية وتطوّر آلياتها. إنّ قيمة الإصلاحات التي شهدتها تونس منذ 7 نوفمبر 1987 تكمن في شموليتها وبعدها الوطني. فهذه الإصلاحات لم تكن مجردّ إجراءات ظرفيّة اقتضتها ظروف اللحظة التاريخية حين أنقذ الرئيس بن علي البلاد من كارثة بأتمّ معنى الكلمة. فالمدوّنة القانونية والدستورية واكبت بكلّ وعي تطوّر المجتمع التونسي فاقترنت هذه الإصلاحات بمدى التطور الاجتماعي بل الكثير منها سبق هذا التطورّ. غير أنّ ما يمكن اعتباره تطورا مذهلا في المشروع السياسي التونسي أنّه لم يقف عند حدود ثنائية حزب حاكم / معارضة أو ثنائية نظام حكم / معارضة بل تجاوز هذه المقولة ليعيد صياغة أسئلة جديّة وأساسية حول المتغيرات الدولية ومدى تأثيرها على الأنظمة الوطنية  ومدى قدرة هذه الأنظمة على مسايرة حجم الثورة الاتصالية التي غيرت بشكل جذريّ من تقاليد الممارسة السياسية التقليدية. وقد أدت هذه التحولات إلى تساؤلات تتعلق بمدى قدرة الأحزاب على الاضطلاع بدورها وممارسة وظائفها بوسائل سياسية تقليدية ومدى قدرتها على مواكبة نموّ المجتمع المدني الذي استطاع الاستفادة من هذه الثورة الاتصالية وكسر حواجز التخاطب مع الأفراد والجماعات. كما وضعت هذه الثورة الاتصالية الأحزاب أمام تحدّ جديد وهو القدرة على استقطاب المشاركين الجدد في الحياة السياسية وهم مشاركون لهم رؤية مختلفة وأنماط سلوكية مختلفة عمّا ألفته هذه الأحزاب على امتداد عقود طويلة. وهذه التحديات الجديدة تفرض أيضا التأملّ المتواصل في ما قد ينجرّ عن هذه الثورة الاتصالية من استغلال يهدد تماسك المجتمعات ويحاول زرع بذور الفتنة داخلها. ولقد أدرك الرئيس بن علي جملة هذه التحديات وأشار إليها في كثير من المناسبات ولعلّ تأكيده على أنّ شرط قوّة الحزب الحاكم هو وجود معارضة قويّة يشي بمدى الحاجة اليوم إلى التفكير في ما يستجدّ من قضايا. وقوّة الأحزاب في اعتقادنا هو قدرتها على الاستشراف واستقراء المستقبل حتى لا تجد نفسها على هامش التغيرات المتسارعة وقدرتها على حماية المكتسبات الحضارية للدولة من التطرّف والإرهاب وأيضا تطوير خطابها وآليات عملها والقطع المعرفي والسلوكي مع وسائل العمل التي كرست في بعضها أنماطا سياسية هجينة . إنّ الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين للتغيير يمثل في اعتقادنا لحظة مهمة لاستحضار ما تحقق من مكاسب وللاعتراف أيضا بما قدّمه الرئيس بن علي وما زال سيقدمه لتونس باعتباره حاملا لرسالة حضارية ولبرنامج شمولي جعل من تونس بلدا له مكانه في الخارطة الدولية وهو أيضا لحظة مهمة للتفكير في المتغيرات الإقليمية والدولية ومدى تأثيرها على المجتمعات لوضع الاستراتيجيات القادرة على حماية المكاسب المنجزة ولمزيد تطوير أشكال الممارسة السياسية الديمقراطية والمسؤولة.  
  شوقي بن سالم إعلامي وناشط سياسي


في الجلسة المسائية لندوة التجمع: نقاش حول المشاركة السياسية في عالم متغيّر..
تونس – الصباح: قال خوزي ماريا أزنار، رئيس الحكومة الإسبانية السابق والرئيس الشرفي لحزب الشعب الإسباني، أن تونس بلد مقرب إلى إسبانيا بحكم الروابط التاريخية والمصالح التي تجمع البلدين.. وأوضح أزنار في الندوة الدولية للتجمع الدستوري الديمقراطي التي اختتمت أمس باحدى ضواحي العاصمة، أنه حرص خلال رئاسته للحكومة الإسبانية، على تعميق هذه العلاقات وتطويرها، مؤكدا أنه يحتفظ بذكريات طيبة للعمل الذي أنجزه سواء مع الرئيس بن علي أو مع الوزير الأول، محمد الغنوشي.. ولفت رئيس الحكومة الإسبانية السابق، إلى أنه لم يعد طرفا في المشهد السياسي الإسباني، لكنه بات منشغلا بالتفكير في الشأن السياسي، وهو ما يفسر مشاركته في ندوة التجمع حول المشاركة السياسية في عالم متغيّر.. ونوه بأهمية تناول هذا الموضوع في عالم مليء بالتحديات والصعاب، مشيرا إلى أن الحديث عن المشاركة السياسية يمثل احدى الوسائل التي تتيح لنا التقدم باتجاه المشترك فيما بيننا، على قاعدة المبادئ والقيم التي تجمعنا.. وشدد أزنار في هذا السياق، على أن الحضارة واحدة، لكن التعبير عنها يكون في شكل تعبيرات ثقافية وتجارب تاريخية، وفقا لعقائد وأصول دينية مختلفة، على حدّ تعبيره.. وقال أن الحديث عن الحضارة بصيغة الجمع (حضارات)، يحيل إلى عوالم مختلفة ومغلقة، يملك كل طرف فيها قناعاته الراسخة التي لا تتزحزح، ملاحظا أن مفهوم الحضارات يؤدي في النهاية إلى الصدام ومن ثم إلى الصراع نتيجة العقلية الدوغمائية التي ستحرص على نفي الآخر.. ليست في خطر.. من ناحية أخرى، قال السيد الصادق شعبان، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وعضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي، أن المشاركة السياسية المنظمة والسلمية عبر المؤسسات التمثيلية، ليست في خطر، وإنما هي تحتاج اليوم إلى تعديلات، حتى تواكب الواقع الجديد، وتساير المتغيرات التكنولوجية والمجتمعية.. وأكد في مداخلته التي حملت عنوان : “أي مستقبل للمشاركة المؤسساتية في عالم متغيّر”، أن أفضل تعبير هادئ ومنظم، يكون من خلال المؤسسات التمثيلية، حيث ما تزال المشاركة السياسية من خلال المؤسسات التمثيلية هي الأساس، على الرغم من دخول التكنولوجيات الاتصالية الحديثة طور الاستغلال الواسع من قبل المجتمعات.. وأوضح شعبان، أن العالم شهد طفرة في المسألة الديمقراطية خلال العقدين الماضيين، حيث ارتفع عدد الديمقراطيات من 75 بلدا العام 1990 إلى 123 بلدا سنة 2006. ملاحظا أن الانتخاب ما يزال يعتبر الأداة الفضلى للمشاركة السياسية، على الرغم من اختلاف النسب من بلد إلى آخر، واختلاف حجم المشاركة في أوساط الشباب والمرأة.. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، على أن “المشاركة الهادئة والمنظمة، سواء بالانتخاب، أو من خلال طرق التعبير الأخرى، (الأحزاب والنقابات والإنترنت ..)، هي معيار نضج الأنظمة السياسية ومقياس شرعيتها”..    معايير جديدة.. وأشار السيد الصادق شعبان إلى ازدياد أهمية المشاركة المؤسساتية، مع عولمة المرجعيات وبروز مقاييس موحدة لما يعرف بـ “الحكم الرشيد”، إذ باتت الأنظمة ترتب بحسب درجة انتظام العمل المؤسساتي فيها، حيث تمثّل المشاركة السياسية أحد أهم العناصر المكونة للحكم الرشيد.. ودعا شعبان إلى ما أسماه بـ “مأسسة” المشاركة السياسية في الديمقراطيات الصاعدة، بما تعنيه من إدراج مشاركة الأفراد والحركات في الأطر المؤسساتية المنظمة.. لكن المحاضر، لفت إلى أن الانتقال الديمقراطي، تزامن مع عولمة الحريات وعولمة الحركات المتطرفة، “ما أضر بالمسار الديمقراطي الداخلي، وعطل مساراته المؤسساتية”، إضافة إلى أن التغيرات الديمقراطية واكبتها تدخلات خارجية، تنتصر لحركات على حساب أخرى، وتقدم التمويلات تحت غطاء المجتمع المدني ونشر الديمقراطية، وهو ما نتج عنه ألوانا من المقاطعة  ومفاهيم مختلفة للثورات، ما ولّد “شرعيات مسقطة”، على حدّ وصفه.. تغيرات جديدة.. غير أن السيد الصادق شعبان، أقر في المقابل بوجود تغيرات على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة، بينها ارتفاع مؤشر التنمية البشرية في العالم، بما يعنيه ذلك من ازدياد الوعي لدى الناس، واتساع الرغبة في المشاركة السياسية بأوجه شتى، وبروز مطالب سياسية مستجدة بحكم التطور اللافت في معدلات التنمية ودرجة التقدم الاقتصادي والاجتماعي.. الأمر الذي يطرح سؤالا حول قدرة الأنظمة على استيعاب التطورات الحاصلة، والتغيرات المتعاظمة بنسق سريع للغاية.. وهنا استخدم المحاضر مفهوم “المأسسة”، للدعوة مجددا إلى ضرورة “مأسسة” المتغيرات، أي “إدراجها ضمن الأطر المنظمة حتى لا تبقى على هامش النظام، وتعمل من ثم على إجهاض سياساته أو تقويضه”، على حدّ تعبيره.. التأقلم هو الحل.. وختم السيد الصادق شعبان مداخلته بالتأكيد على أن وسائط الاتصال الحديثة، كفيلة بتوسيع المشاركة السياسية وفرص الاستماع إلى آراء الناس، فيما أصبحت الاستشارات والاستفتاءات أكثر يسرا، ومؤشرات مساءلة القيادات تكبر وتتسع بصورة لافتة.. وهكذا انتهى المحاضر إلى القول بأن “المشاركة السياسية عبر المؤسسات لم تنته، بل على العكس، باتت مرشحة للانتعاش”، كما قال.. ومن هنا فلا مجال للتخوف من هذه الوسائط، إنما المطلوب التأقلم معها من قبل الأنظمة.. نقاش ساخن وكانت حصة النقاش للجلسة المسائية ليوم أمس الأول، ثرية بالتدخلات التي تميّزت بمسحة نقدية، سيما لمداخلة السيد الصادق شعبان التي وصفت بـ “المثيرة للجدل”.. فقد بينت إيليزابت طاماجون، الأمينة العامة للجبهة الاجتماعية الديمقراطية (الكاميرون)، أن المتغيرات الدولية أصبحت تقتضي توفير فرص تشريك الشباب في صنع القرار السياسي والمشاركة في الحكم.. ولاحظت أن القيادات السياسية في بلداننا يحتكرون المواقع وصنع القرار (التشريعي والتنفيذي والقضائي)، وهو ما لم يعد ممكنا في مجتمعات مثقفة وواعية.. ودعت إلى ضرورة توفير الحرية للناس جميعا، وبخاصة الشباب، حتى يتمكنوا من بناء استقلاليتهم ومستقبلهم، مشددة على الحاجة الملحة إلى تعديل القوانين لجعل هذه الفرص ممكنة بقوة القانون، وليس بمجرد قرار سياسي، إلى جانب تمكين الإعلام من الحرية اللازمة للمساهمة في إخراج الناس من حالة التهميش وذلك في كنف المصداقية والاستقلالية عن أنظمة الحكم.. واعتبر دوني كوديري، عضو قيادة الحزب الليبرالي الكندي، أن التغيرات الراهنة، أصبحت تتطلب مراجعات على مستوى التفكير والآليات والأساليب، ودعا إلى ضرورة إيجاد توازن بين مفهوم المشاركة السياسية ومفاهيم السياسة المتغيّرة، خصوصا عند صنع القرار السياسي.. وشدد على أهمية المرونة عند اتخاذ القرار السياسي، مع إلحاحية حياد الإدارة وضمان حرية المواطنين، ضمن توازن معقول يراعي المشاركة السياسية، لكنه يقطع مع أي مدخل للفساد في الأنظمة السياسية القائمة.. وقال محمد شرف الدين (أكاديمية الدراسات العليا/ ليبيا)، أن العالم يتقلب ولكنه لم يتغيّر إلى الآن، مبرزا أن الوسائط الاتصالية الحديثة، يسرت المشاركة السياسية وأوجدت مناخا جديدا للديمقراطية، مثلما أوجدت فضاء لصنع القرار، يفترض أن نمهّد له بتوفير مناخات للمجتمع المدني لكي ينشط بحرية، وأحزاب ونقابات فاعلة.. ولاحظ أن القانون الدولي العام يعيش اليوم في مفترق طرق، حيث تراجع مفهوم الشرعية الدولية، بحكم الاستخدام المفرط للقوة الأمريكية، بما يجعل الحديث عن المشاركة السياسية على الصعيد العالمي، أمرا غير مستساغ..    ولفت جورج ناشدا (حزب البعث العربي الاشتراكي السوري) إلى أن الحديث عن المشاركة السياسية يقتضي تناول موضوع التغيير الذي هو مؤشر للمستقبل، موضحا أن الوضع الدولي الراهن، بات يحتاج إلى منظومة دولية أخلاقية، لحماية الشعوب والبلدان من الاختراقات الحاصلة من قبل القوة الأمريكية، التي عملت على أمركة العالم بدل عولمته.. تساؤلات مختلفة.. ورفض الحبيب الدقاق، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري المغربي، الذهاب باتجاه المقولات التي تريد إقناعنا بأن الديمقراطية تتلخص في المشاركة السياسية، أو أنها السبيل إلى تحقيق العدل في المجتمع والمشهد السياسي.. ونفى في ذات السياق، أن تكون التعددية السياسية هي الطريق العملي للمشاركة السياسية، داعيا إلى مراجعة مفهوم المشاركة السياسية في ظل واقع متغيّر ورغبة جامحة للمساهمة في الشأن السياسي.. وأكد أن العبرة ليست بنوعية النظام السياسي القائم (ملكي أو رئاسي أو دستوري أو غيره)، إنما بما ينجزه ويقدمه لمواطنيه.. وتساءل مهاما ستاد دوقو (برلماني من بوركينا فاسو) عن التأثير المشترك للمشاركة السياسية المؤسساتية وغير المؤسساتية، وما هو التطور المتوقع لكليهما خلال الفترة المقبلة ؟ وكيف نحوّل المشاركة السياسية إلى مشاركة مؤسساتية؟ على أن المداخلة التي لفتت الأنظار، تمثلت في مداخلة السيد علي ماهر، سفير مصر الأسبق بتونس، الذي اعتبر أن المشاركة عبر المؤسسات غير كافية في القرن الواحد والعشرين، حتى لا تبقى حكرا على محترفي السياسة، ملاحظا أن الشأن العام ينبغي أن يكون ملكا للجميع ومتاحا للجميع أيضا، قائلا في هذا الإطار: “لقد انتهى عهد التعامل مع المواطنين كرعايا”.. وأوضح أن الاقتصار على الانتخابات للتشريك السياسي، لم يعد ممكنا، لأن المواطن يريد محاسبة منتخبيه (بفتح الخاء)، خلال الفترة النيابية وليس فقط من موعد انتخابي إلى آخر..لكن الدبلوماسي المصري، شدد على ضرورة إدراج المشاركة السياسية بمفهومها الواسع، ضمن الدستور حتى لا تكون قابلة للعبث أو الفوضى..   صالح عطية (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 نوفمبر 2008)

 


  بمنـاسبة ذكرى انطــلاق حركة السابع من نوفمبـر 1987 

 لاجل عيونــك يـا شعـــــب (الجــــزء الاول )

   

الاستــاذ فيصـل الزمنــى  
لقد ترددت كثيرا قبل أن أكتب هـذه الكلمـات … و أعدت التردد ..مرات و مرت ..  لكننى قررت أن أكتبهـا لكل من يحب حبات تراب هـذا البلد… مهمـا كـانت رؤيته لهـذا الحب… و مهمـا كـان موقع قدميه من تراتب البلاد و مؤسساتهـا …. ان هـذا الحب للبلاد و للشعب ..لا بد من استنهـاضه اليوم كمـا لم نستنهضه من قبل لكونه وحده المحرك القـادر  على اخراجنـا ممـا نحن فيه …. و اننى و فى الوقت الذى أكتب فيه هـذه الكلمـات فاننى أدعو كل من يقرأهـا و يطلع عليهـا ألا يلعننى … و ألا يسبنى .. و ألا يشكرنى او يمدحنى فالبلاد ليست فى حـاجة للسب و الشتم أو المديح و اعلان الولاءات الجوفـاء بقدر مـا هي بحـاجة الـى العمل و انجـــــاز السدود الواقية و الحـامية …. حتى لا تنفجر المياه… و حتى لا نغرق.. و حتى لا ….. و حتــى لا ….  اكتب هـذه الكلمـات من أجل الدفع الى لملمة الجراح و ارجـاع المياه الى مجراهـا الطبيعى و كل ذلك :   من أجل عيون تونس و شعبهـا فقط و ليس الا .   علينـا أن نسمى الجــراح جــراحــا .   منذ مدة قرأت هنـا على صفحـات تونس نيوز مقـال كتبه صـاحبه و الغـاية منه نشر رسـالة كـان المواطن الكريم توجه بهـا الى السيد المحترم وزير الداخلية يطـالبه فيهـا بحل حزب معـارض بتعلة أنه لم يبعث لممـارسة المعـارضـة … بصراحة لقد قلـــــت لنفسي و أنـا أقرأ المقـال ..ترى كيف تقـــرأ هـذه الرسـالة؟ و نظرا لعدم قدرتى على تصور قراءتهـا قحدثت نفسي قـائلا :  لمـا لا أتخيل نفسي فى برهة من الزمن مكـان السيــــد وزيـــــر الداخليــــة .. فرأيت نفسي جـالسـا فى مكتب طويل عريض..  محـاطـا بالحجـاب و السكرتيرات و المعينين.. و به عدة أجهزة تعلوهـا هوائيــــات داخليــــة تنبعث  منهـا الاضواء المنبهـــة و تصدر بعض الاصوات الالكترونية الخـافتة … و قد دخلــــت علي السكرتيــــرة المباشرة تحمل بريد اليوم و به رسـالة من مواطن… وضعتهـا أسفل البريد … و لم أتمكن من قراءتهـا الا مسـاء اليوم قبيل مغـادرتى لمكتبي اذ قلت لنفسي لمـاذا لا أقرأ تلك الرسالة فقمت بطبعهـا على الالة الناسخة و حملتهـا معى الى بيتى لاقرأهـا …   لكننى فوجئت بطلب غريب يصدر عن المواطن فهو يطـالبنى بحل حزب معـارض موجود بالبلاد … نظرت الى مـا ورد فى الرسـالة .. فاذا المواطن الكريم يطـالبنى بأن ألغى حزبا قوميـا صـار دوره حسب رأي محرر الرسالة ينحصر فى تهميش القومية و القوميين بالبلاد …   فسألت نفسي هل ترانى أفعلهـا ؟ هل أتقدم باتجـاه حل حزب معـارض ؟ و اذا مـا تم حله , فهل من الهين منح الترخيص لحزب أخر ليحل محله ؟ ثم لمن تراهـا تمنح تأشيرة الحزب الجديد ؟  كل ذلك دار بخلدى و أنـا أتخيل نفسي فى لحظة وزيرا للداخلية… و لا أخفى عليكم فان تحمل مسؤولية وزير الداخلية و لو لبعض الوقت و بشكل افتراضى … قد أرهقنى و جعلت عدة مفـاهيم تتضـارب فى ذهنى ….  فخيرت أن أعود الى جبتى الاصلية كمواطن لا حول له و لا قوة و لا أجهزة اتصـال له و لا هوائيا بمكتبه فقلت لنفسي مـا قـاله الشاعـــــر الراحل محمـــــود درويش عندمـــــا تعرض فى شعره للمشروع العربي فقـال “… و أهلي … كلمـا شيدوا قلعـة … هدموهـا … ”  فالى متى نضل نبنى و نهدم.. ننجز و نلغــي … فقلت لنفسي لا بد أن هـذا المواطن قد ضـاقت به حـال المعـارضة التونسية فخير الكتـابة الـى السيد المحترم وزيــــر الداخليـة و سألت نفســــي لمـاذا لم يكتب هـذا المواطـــــن الـى السيد المحتـــــرم وزير البيئــــة و المحـافظة على المحيط ؟ فهو الاخر له علاقة مباشرة بمشـاغل المواطنين. و التعددية هي محل اهتمـام الجميع و لكن لماذا يتوجه كل من خـالجته نفسه بأمرمـا …  الـى السيد  وزير الداخلية دون سواه .. فهل أن السيــــد المحترم وزير الداخلية مسؤول وحده عن الجـانب الاداري و التنظيمى للاحزاب السياسية بالبلاد ؟ لذلك فانى أختلف مع المواطن المحترم فى توجيهه الرسـالة الـى عنـاية المحتــــرم وزير الداخلية و أقول له .   سيــدى المــواطن .   ان الحزب الحـاكم عندمـا منح الاذن بالنشاط لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين و الحزب الشيوعى التونسي من بعد تحجيره سنة 1963 قد أورد ذلك على لســـان زعيمه وقتئذ الحبيب بورقيبة الذى أكد أنه ” لا يرى مـا نعـا ” فى التعددية … لكنه من بعد ذلـــــك وصف زعيم المعـارضة بأنه كـان وزيرا عنده … و منذ ذلك الحين و سياسة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة تقود الحركية السياسية بالبلاد .. و لا زلت أذكر يوم قمت رفقة بعض الاخوان داخل الاتحاد الوحدوى ضد أمينه العـام السابق … فعندهـا صـار العديد من الاصدقـاء يتصلون بى .. هذا يدعونى الـى جلسة مع فلان بدار التجمع .. و الاخر يذكرنى بأن المسؤول التجمعى فلان صديق له .. الخ .. الخ .. و قد كـان عندهـا يحدونـا أمل اعـادة تشكيل حزب سياسي ليس ضد التجمع و لكنه ليس تـابع لـه … و لا أحتـاج الـى اعـادة التعرض الـى تجريبة الوحدويين الاحرار التى رأينـا فى النهـاية أنهـا لا تزيد شيئـا من الواجهـات السياسية بالبلاد و أن فتــح ” باتينــــدة ” جديـــدة فى ” سوق مهجورة ” لا تغير من ”  السوق ” شيئـا فلا المواطنين يؤمون ” السوق ”  و لا ” الباتيندة”  تسجل مداخيل … فخيرنـا الرجوع عن المطـالبة بتكوين حزب جديد و خيرنـا الانصهـار فى حزب الوحدة الشعبية الذى تبنى عندهـا الطرح القومى و علق خريطة الوطن العربي على جبينه .. و صـار عروبيا أكثر من العروبيين .. .   التقينـا و اجتهدنـا و وجدنـا أرضية فكرية تمككنـا من ايجاد مجـال للتكـامل مع حــــزب الوحـــــدة الشعبية و انطلقنـا نبنى معه مجدا محـاصرا … فاذا بحزب الوحدة الشعبية يعلن أن توجهـاته صـارت لبرالية ؟؟؟؟ و أنجزمؤتمره بعنـاصر بعضهـا  لا علاقة له بالحزب و بعضهـا جـاء يقود شاحنة جرارة قضى ليلته بالنزل و صفق مع المصفقين ثم عـاد لحـاله … الخ ..الخ .. من الامور الكـارثية التى وردت صلب تقرير لجنة تقصى الحقـائق …   لقد كتبنـا عندهـا أنه يجب رفع يد الحزب الحـاكم عن أحزاب المعـارضة الا أن مؤتمر حزب الوحدة الشعبية الذى تم فى القاعة التى  تتم فيهـا سهرات الاعراس بالنزل الذى تم فيه المؤتمر بمدينة نـابل و قد شـاءت الصدف أن يغيب الامين العـام عن اللحظـات الاولى السابقة لافتتاح المؤتمر ثم يظهر مـاسكـا بيد الامين العـام للحزب الحاكم عندهـا داخلين معـا للقـاعة …  و من الصدف أنه دخل من نفس الباب الذى يدخل منه العرسان عـادة لتلك القاعة ….   لذلك ياسيدى المواطن فان الاحزاب السياسية ببلادنـا هي وجه أخر للحزب الحـاكم اذ أن بورقيبة عندمـا نظر للوحدة القومية قد أكد على أن المعـارضة ممكنة لكن ذلك يجب أن يكون داخل حزب الامة و هو حزب الدستور أمـا و قد اظطر الـى الاعتراف بالاحزاب السياسية فقد مدد أيادى حزب الدستور لتكون خلايا خـارجيه تسمى أحزابا للمعـارضة و لذلك فان أحزاب المعـارضة ببلادنـا لا يمكنهـا أن تعـارض نفسهـا أو تعـارض قياديهـا اذ أنهـا تعتبر نفسهـا فروعـا من فروع الحزب الحـاكم و هل يمكن أن يعـارض الطفل أباه ؟   أقول لك ذلك حتى لا تحرج المحترم السيد وزير الداخلية من جديد و تحمله اثمـا هو ليس مقترفه… و أنى أقول لك بالله  عليـــــك لا تعد الكرة فالسيد وزير الداخلية ” مـا هوشي ” فارغ شغل ” لكي يترك جـانبـا  ” الجو الكبير ”  الذى يميز بلادنـا هـذه الايام ليقرأ رسالتك .     سيـدى المواطــن :   ان الجراح التى تنخر مجتمعـا تبدأ من جرح عميق يفتح فى الجسد ثم منه تنتقل العدوى… ليبيت الجسد كـاملا تحت الالام.. فلا ” مرفين .. ”  و لا مراهم تنفعه … و يتجه رويدا رويدا نحو الاستئصـال …   ان جرحنـا الاكبر فى بلادنـا هو فصل أبنـاء الشعب عن بعضهم فمن كـان للدستور دام و اتصل و من كـان لغيره انقطع و انفصل …. هـذه هي الحكمة التى بنى عليهـا الحبيب بورقيبة النظرية الدستورية فلا حياة سياسية  خـارج الشعبة و لا تنظم خـارج لجنة التنسيق …    سيــدى المــواطــن :   لقد قمت بـاكرا كعـادتى يوم 07 نوفمبر 1987 و نظرت من الشباك قبل أن أتسرب داخل  زي الرياضة لاتوجه الى العدو ممـارسا نشاطى الرياضى المعتاد و بالمنـاسبة أسحب عون الامن السياسي معى لارهقه بعض الشيئ حتى ” ادور الدم ” هو الاخر …  و يتحمل معى الشمـــــس و المطــر الا أننى فوجئت بعدم وجود هـذا العون … و سألت نفسي أين هو ؟ …. و لفرط تعودى به فقد خفت عليه أن يكون قد أصابه مكروه فهو يلازمنى و لا يتركنى أتنقل وحيــــدا… فهـل تراه مرض؟ أم أنه انخرط فى صفوف العـارضة ” الاثمة ” هو الاخر ؟  و بينمـا أنـا أتسـاءل فتحت المذيـاع فاذا بي أستمع الـى رجل أخذ على عـاتقه  انقـاذ البلاد و العباد و خرج من صمته و عرض حياته للخطر… كيف لا و هو من وضع حد لحكم بورقيبة … الذى لا يمكن أن يوضع حد لحكمه حتى فى المنـام … فحتى الحبيب عـاشور رحمه الله عندمـا قـال أنه  ” الاسد الشيخ ” فقد رد عليه بورقيبة أنه ليــــس بتونس الا أســــدا واحدا و أن بورقيبة هو وحده ” الاســــد الشيخ ”  ( Je suis le seul vieux lion ) فهو المحــــــامى الاول … و الطبيــــب الاول … و المنـاضل الاول …و المجـاهد الاكبر… و الرجل الاول … الخ .. الخ ..  ثم استمعت فى ذلك اليوم الـى البيان … و اذا به يتبنى جميـــــع تطلعـات الشعب التونسي …. بنخبــــه .. و بمواطنيه .. و بأغنيائه .. و بفقرائه … و بمثقفيه .. و بجهـاله .. .  فقلت لنفسي اذا نجح هـذا الرجل فى الحلول محل الحبيب بورقيبة  فهل تراه ينجح فى المعركة الحقيقية و هي معركته مع حزب الدستور ؟ انهـا معركة لا مفر منهـا طـال الزمـان أم قصر .   ان الدستورية البورقيبية التى زحفت على الادارة و التى خنقت البلاد و العباد  سوف تدخل لا محـالة فى مواجهة مع الرئيس بن على … هـذا الرجل الذى يحتاج الـى دعم جميع الطاقات بالبلاد من أجل ” عيون تونس ” …   شخصيـا تحولت من معـارض يلقى الحجر على سيارات ” البوب ” بالمركب الجامعى الـى منتج شاب بالاذاعة و التلفزة التونسية رفقة اخوان  شبان .. و  حـاولنـا معـا المساهمة فى تخليص الاعلام التونسي من الرواسب و من الاشواك … فى نفس الوقت الذى تم فيه السعي لانجـاز مؤتمر الانقـاذ للحزب الاشتراكى الدستورى الذى تحول الـى تجمع دستورى ديمقراطى … و عوضـا على أن تتحول النخبة عندهـا الـى بنـاء القطب الثانى المعـارض بالبلاد فقد ركبت الاغلبية المد الانتهـازى و انخرطت داخل حزب الدستور بمـا جعلهـا تمـارس هي نفسهـا الضغط على المعـارضة و نتج عن ذلك أن تحولت نخبة البلاد المستقلة و المعـارضـــة الى وجـــــوه دستورية جديـــــدة صـارت بدورهـا تحـاصر العمل السياسي و المستقل  المعـارض …   سيــدى المــواطن .   ان كـان لا بد لك أن توجه رسالتك هـذه؟ فلمـا لا توجهها كذلك للمعـارضة السمسارة التى باعت القضية … ان أول كلمة قـالهـا الرئيس بن على يوم 07 نوفمبر 1987 أمـام مقر وزارة الداخلية و هو ينزل من سيارته بحضور فتاة يافعة حملت صورته كـانت كلمة ” تحيا تونس ” و ذلك عندمـا هتف الحضور باسمه فقـال لهم ” تحيا تونس ” … و لنسأل أنفسنـا … كيف رد المثقفون على هـذا الكلام ؟ و كيف ردت النخبـــــة عليه ؟ فبعضهم  اعتبــــر أن مشروع التغيير أجوف و من الممكن الانقضاض عليه و احتوائه . و الاخر ذهب يملؤ الجيوب… و يتحول من مفكرو باحث بالجامعـة … الـى صـاحب مشاريع… و الذين فتح باب المسؤوليات أمامهم تصرفوا بعقلية المجموعة (clans ) و صـار همهم هو اقصـاء غيرهم من المكـان الذى وطأته أقدامهم …   عندمـا حـاصرتنى شعبــــة الاذاعــــة مع رفاقى المنتجين الشبان بالاذاعة و التلفزة التونسية سنة 1991 من أجل افشال أول نواة لمشروع اعلام مستقل … قلت لنفسي لمـا لا أذهب الـى أحد نـاشطي رابطة حقوق الانسان ؟ و كـان عنهـا قد غـادر صفوف المعـارضة ليلتحق بالتجمع الدستورى الديمقراطى… فاتجهت له و دخلت دار التجمع بالقصبة و تقابلت معه و يا ليتنى مـا فعلت … لقد وجدت تفهمـا من بعض الوجوه الدستورية الشابة لكنهـا كـانت لا حول لهـا و لا قدرة … و لم أجد تفهما من هـذا الشخص الذى صـار لا حقـا رمزا نراه فى التلفزات العـالمية و هو يشهر بالنظـام التونسي و يعتبره عدوا لحقوق الانســان .   فان كـان لا بد من توجيه الرسالة يا سيدى المواطن فلمـا لا توجههـا لهـذا الشخص… و أمثـاله .. ؟   سيـــــدى المواطن .   لقد تحصلت احدى قريباتى على جـائزة السيد رئيس الجمهــــــورية و دخلت قصر قرطـاج فى يوم العلم و وقفت وراء الخط المرسوم على الارض و تسلمت الجـائزة من يد المحترم رئيس الجمهورية معتقدة أنهـا سوف تتحصل على منحة للدراسة بالخـارج …. الا أن المنحة قد ذهبت لغيرهـا … و لا تسألنى باله عليك عمن كـان عندهـا وزيرا للتعليم العـالي …                                                                                                               يتبع  


 
جمعية الدراسات الدولية التونسية تدعو الى تحرك مغاربي وعربي مشترك ردا على الأزمة المالية العالمية
تونس ـ خدمة قدس برس نظمت جمعية الدراسات الدولية التونسية خلال الفترة من 10- 31 تشرين أول (أكتوبر) الماضي سلسلة من الندوات والمحاضرات – في سياق برامج معهد الدراسات الدولية التابع لها والمعترف به من قبل اليونسكو – حول عدد من الملفات السياسية والاقتصادية الدولية شارك فيها عشرات الجامعيين والخبراء والديبلوماسيين والمثقفين والطلبة التونسيين والعرب والاجانب. وأوضح رئيس جمعية الدراسات الدولية الرشيد ادريس في تصريح صحفي مكتوب أرسل نسخة منه لـ “قدس برس” أن ندوات شهر تشرين أول (أكتوبر) الماضي ركزت على ثلاثة محاور أساسية، أولها النزاعات والصراعات في المنطقة العربية الاسلامية وعلى رأسها الصراع العربي الاسرائيلي وتمادي احتلال اسرائيل لفلسطين ولاراض في دول عربية مجاورة. وقد أكدت المداخلات وحصص النقاش العام خاصة على ان انجاح مختلف جهود احلال السلام والامن في المنطقة يستوجب تطبيق القرارات الصادرة عن الامم المتحدة التي تهدف الى تسوية سياسية عادلة لملفات الصراع العربي الاسرائيلي بدءا من رفع الحصارالشامل المفروض منذ سنوات على الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس العربية المحتلة.     كما حظيت مؤشرات التصعيد السياسي والعسكري الجديد في المنطقة بسبب ملف أسلحة الدمار الشامل وخاصة السلاح النووي وسيناريوهات توظيفه عسكريا، باهتمام القائمين على برنامج الجمعية، فقد اعتبرت المداخلات أن من حق جميع دول المنطقة استخدام الطاقة النووية سلميا  ـ تماشيا مع أهداف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ وأن من مصلحة كل شعوبها ودولها اخلاء كامل الشرق الاوسط من كل انواع أسلحة الدمار الشامل وتوظيف الموارد المالية الهائلة التي تنفق على برامج التسلح والحروب في تنمية المنطقة وتحسين ظروف عيش شعوبها ومستوى تقدمها العلمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي. وساند ت الندوة مقررات القمة العربية التي عقدت بتونس في 22 و23 أيار (مايو) 2004 والتي دعمت المشروع الذي تقدمت به جامعة الدول العربية الى الامم المتحدة في كانون أول (ديسمبر) 2003 والتي طالبت المجموعة الدولية باخلاء الشرق الاوسط من كل انواع اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك اسرائيل. ورفض المتدخلون سيناريوهات شن حرب جديدة في الخليج العربي وعارضوا سياسة المكيالين التي تتبعها بعض الدول الغربية خلال تعاملها مع عدد من دول المنطقة فيما يتعلق ببرامج التسلح عامة والسلاح النووي خاصة. وتداول المشاركون في ندوات جمعية الدراسات الدولية التونسية الازمة المالية والاقتصادية العالمية وانعكاساتها على تونس والدول المغاربية والعربية. وأكدت المداخلات على ضرورة أن تتخذ تونس والدول المغاربية اجراءات مشتركة لتفعيل الشراكة الاقتصادية البينية المغاربية عبر تجسيم مئات من القرارات سبق أن صدرت عن اجتماعات مجلس رئاسة الاتحاد المغاربي وعن اللجان الوزارية المغاربية واللجان المشتركة. وأكدت أن المضاعفات الاجتماعية والاقتصادية للازمة المالية العالمية الحالية تستوجب من حكومات الدول المغاربية ورجال الاعمال الخواص وممثلي المجتمع المدني في الدول الخمسة العمل على تفعيل سريع ملختلف مؤسسات الاتحاد المغاربي وعلى القيام بمبادرات عملية وعاجلة مشتركة لامتصاص الاثار السلبية للازمة بابعادها الاجتماعية والامنية والعمل على توظيف المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية السلبية التي شملت كل الدول العربية النفطية وغيرالنفطية لترفيع مستوى الشراكة الاقتصادية البينية والاقليمية استثمارا وتجارة مع التجسيم السريع للقرارات الخاصة بتوفير شروط ترفيع قيمة التعاون والشراكة عبر تطوير البنية الاساسية التي تخدم المشاريع المشتركة وبناء منطقة حرة كبيرة وتسهيل حركة رؤوس الاموال والسلع والمسافرين دون تعقيدات. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 3 نوفمبر 2008)


بسم الله الرحمان الرحيم   والصلاة والسلام على أفضل المرسلين تونس في 05/11/2008 الرسالة رقم 496   بقلم محمد العروسي الهاني    على موقع الحرية والديمقراطية مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلام   على موقع الحرية والديمقراطية       الحلقة الثامنة       

الرسالة الخاتمة للتاريخ أوجهها إلى سيادة رئيس الدولة الساهر على تطيبيق القانون عبر هذا الموقع حول حرية الرأي وإطلاق سراح كتابي حالا من حبس الوزارة طيلة 100 يوما بالتمام والكمال

 

 
بمناسبة حلول الذكرى الحادية والعشرين للتحول يسعدني أن أرفع إلى سيادتكم ومقامكم السامي بوصفكم الرمز والرئيس التهاني أسمى آيات وأطيب الأماني راجيا لسيادتكم مزيد التألق والنجاح وموفور الصحة والتوفيق وللشعب التونسي مزيد التقدم والازدهار والحياة الكريمة والكرامة ولرواد الحركة الوطنية والرموز الرحمة والغفران من العلي القدير وللزعيم العملاق المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله الخلود إن شاء الله في جنة الفردوس جزاء لتضحياته الجسام وكفاحه الطويل من أجل كرامة الإنسان وعروبة تونس وسيادتها ومناعتها حتى تبقى قلعة شامخة للإسلام وحرة منيعة أبد الدهر لا يطمع فيها أجنبي أو محتل أو غاضب أو جائع لا يشبع أو حاقدا لا يرحم هذه أمنيتي القلبية أتمناها من الأعماق وكل عام وتونس بخير. سيادة الرئيس أبعث إلى سامي اشرافكم بالرسالة رقم 28 عبر هذا الموقع الممتاز موقع الحرية والديمقراطية واحترام الإنسان عسى أن تطلعون عليها بأمانة ودون فضل إنسان ودون تلخيصها في أفضل الأحوال ودون إخفائها وهذا هو السائد في كل الأزمان ودون تأويلها إذا عثر عليها متفنن في قراءة التأويلات ، وأني على يقين تام من أن الرسائل التي تنشر عبر هذا الموقع الالكتروني هي الأسلم والأفضل لأنها تصل بسلام وأمان ، دون غبض أو ظلم أو تسلط من بني الإنسان أو كبت لحرية الإنسان أو تشويه للصورة أو نعوت لا تتماشى مع طبيعة الإنسان وماضيه النضالي الذي لا يشك فيه إنسان. وهذا الذي شجعني منذ ثلاثة أعوام على الكتابة في هذا الموقع السليم والعادل في كل الأحوال ولا يظلم أو يكبت أو يحرم إنسان من التعبير لكل الأجناس والألوان وحقا كان موقع كل إنسان سواء قائما بسويسرا أو باريس أو بنقردان كلهم لدى الموقع سواسية ومن بني آدم وكلهم أحرار لا فرق بينهم وهم دوما أحرار يكتبون بكل حرية ودون مقص حاد أو رقابة على الكلام والأفكار والرقابة الذاتية في الصباح والمساء… سيادة الرئيس بعد هذه التهنئة القلبية والعبارات الصادقة لموقع الحرية ، يسعدني أن أرفع إلى سيادتكم للمرة الثالثة في رسائل مفتوحة أمري وحيرتي ودهشتي من تصرفات بعض المسؤولين واليوم أخص وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ، هذه الوزارة المكلفة بمراقبة الكتب التي تصدر من طرف الكتاب والقراء وأصحاب الأقلام والمبادئ والقيم التي لا تباع ولا تشترى. قد أصبح لها مكيالين مكيال يشجع أصحاب الكتب المتنوعة والتي أحيانا تهاجم أو تنتقد سياسة الزعيم الراحل عملاق التاريخ ومحرر الوطني والإنسان وباني الدولة العصرية ومحرر المرأة بدون منازع ، هذه الكتب المتفننة في النكران هي جديرة بالصدور والترخيص لها في كل لحظة وحين ؟؟؟ أما كتابي الذي يحمل عنوان الوفاء الدائم للرموز والزعماء والشهداء الأبرار والذي تشرفت بمدكم بنسخة منه في الإبان ونسخة للسيد وزير الدولة الناطق الرسمي سيادتكم يوم 26-7-2008 عند طبع الكتاب وقبل انعقاد مؤتمر التحدي لحزب حرر الوطن من الاستعمار الفرنسي وظلم البايات وأصحاب النفوذ في ذلك الزمن. وكنت واثقا من إبلاغ الأمانة بواسطة المكلف برئاسة الجمهورية والذي هو أمين وصادق وهو معروف عندكم. سيادة الرئيس الموقر إن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث حبست كتابي وحجزته منذ يوم 26 جويلية 2008 وكان في الحسبان إطلاق سراحه بعد أسبوع على أكثر الأيام بعد أن علمنا أن سيادتكم قررتم إلغاء الإيداع القانوني ورفع الرقابة على الكتب وقراركم الثمين نزلت على قلوبنا بردا وسلاما ولكن يا سيادة الرئيس المحترم في التطبيق هناك بون شاسع بين الخطاب والإرادة والقرار وبين العقليات والأوهام والوسوسة وعدم الثقة في الإنسان ، وقد عبرت عن ذلك في رسالتي التي وجهتها لسيادتكم عبر هذا الموقع يوم 17 أوت 2008 وأشرت في المقابلة مع رئيس ديوان وزير الثقافة يوم 23/08/2008 أن الخطاب شيء جميل والممارسة شيء آخر لكن رئيس الديوان أجابني كن واثقا يا سي الهاني كتابكم بعد أسبوع يكون جاهزا طليقا حسب البيان والخطاب وإلغاء الإيداع القانوني  لكن مررت أسابيع ولم يطلق سراح الكتاب ولم يتحقق من وعد رئيس الديوان ولا شيء من الكلام وهو سراب في سراب ودار لقمان مازالت على حالها والممارسات حدث عنها صباحا مساءا. وقد وجهت رسالة مفتوحة يوم 21 أكتوبر 2008 باسم السيد وزير الثقافة والمحافظة على التراث نشرتها في موقع الانترنات وأشرت فيها إلى قراركم القاضي بإلغاء الإيداع القانوني ولكن رغم مرور خمسة عشرة يوما لم تتحرك الوزارة وصمت ولم ترد على رسالتي المشار إليها لذا التجأت إلى سيادتكم بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين راجيا من سيادتكم أعطى الأذن للوزارة المعنية بالأمر قصد إطلاق سراح كتابي تجسيما لقراركم ولبيان السابع من نوفمبر 1987 الذي تحدثت عن 7 بنود منه في مقالاتي الأخيرة خلال هذه الأيام مع الرسالة المفتوحة التي تشتمل على 47 عنوان تمثل أغلى ذكرى في حياتي عام 1961 مرت عليها 47 سنة ، وتصادف عمر باراك أوباما الرئيس الجديد لأمريكيا 47 سنة الذي سيكون له أكبر تأثير على خريطة العالم في مزيد العدل والمساواة والديمقراطية إن شاء الله تتغير الأحوال ويزداد الامن والأمان والسلام في عالم تسوده اليوم الفوضى والقوي يأكل الضعيف وهذا والله حرام. ختاما تقبلوا فائق الاحترام. قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا                      صدق الله العظيم                                                                               محمد العروسي الهاني                                                                           مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير  
 
 
 


 
ليبيا توازن بين علاقاتها بروسيا وعلاقاتها بالغرب
 توفيق المديني تعتبر ليبيا أهم بلدان المغرب العربي لجهة غناها بالبترودولارات ، فقد كالنت  تكسب تسع مليارات دولار من صادراتها النفطية في زمن الحرب الباردة  ، وتدعي الحكومة أن إجمالي دخل الفرد فيها يقارب 8000 دولار / ويعتبر أعلى معدل في إفريقيا .  وقد لعبت هذه الإيرادات الضخمة من النفط التي كانت تدخل خزينة الدولة دورا رئيسا في تجاهل ليبيا الموجبات الإقتصادية . وتأتي زيارة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي  لروسيا ، و هي الأولى له منذ العام 1985في مرحلة تاريخية مهمة شهدت فيها السياسة الخارجية  الليبية انفتاحا كبيرا على الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. و تعتبر هذه الزيارة ردا على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين لطرابلس في في 17 أبريل الماضي ، بوصفها أول زيارة لرئيس روسي إلى ليبيا منذ أن تأسست العلاقات بين البدين في سنة 1955، وقد وصفها الزعيم الليبي آنذاك بانها «زيارة تاريخية واستراتيجية بالغة الأهمية».   وأثناء زيارته تلك وقع بوتين على عقد لإنشاء الروس لخط للسكك الحديد بطول 600 كلم يربط سرت ببنغازي، والذي تبلغ قيمته أكثر من ملياري يورو ، كما تمخضت عن الزيارة إلغاء بوتين ديون الجماهيرية للاتحاد السوفياتي السابق والبالغة 4.5 مليارات دولار، في مقابل منح المؤسسات الروسية عقوداً مهمة. و كانت الجماهيرية الليبية تربطها علاقات صداقة قوية مع الاتحاد السوفياتي، حيث كان البلدان حليفين سابقين في   زمن الخرب الباردة، حين كان العقيد  القذافي ينتهج سياسة خارجية مناهضة للغرب، و مناصرة لحركات التحرر الوطني في العالم الثالث. الزيارة التاريخية للزعيم الليبي إلى موسكو تأتي أيضافي إطار تحقيق التوازن في علاقات ليبياالخارجية بين الشرق و الغرب.فقد حققت طرابلس اختراقاكبيرا في مجال علاقاتها مع البلدان الغربية، و لا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية العدو الرئيس السابق لليبيا ، قبل تسوية قضية لوكوربي، و إزالة أسلحة الدار الشامل في 2004.فقد دفعت ليبيا  التعويضات  إلى أهالي  ضحايا تفجير طائلارة «بان أميركا » فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988،و تفجير مقهى «لابيل» في برلين الغربية عام 1986، إذ تجاوزت تلك التعويضات مليار ي دولار. ومع دفع تلك التعويضات المطلوبة أُزيلت العقبة الأخيرة  في طريق إقامة  علاقات طبيعية بين ليبيا و الولايات المتحدة الأميركية. وكرست زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس  للجماهيرية الليبية في شهر سبتمبر الماضي  لحضور احتفالات الذكرى ال39  لثورة الفاتح، وصعود العقيد القذافي إلى سدة الحمكم في ليبيا، فتح صفحة جديدة في التطبيع الكامل  بين ليبيا و أميركا، إذ اعتبرت زيارة رايس هي الأولى لمسؤول أميركي رفيع بهذا المستوى منذ نصف قرن. وعلى الصعيد الاقتصادي، عادت الشركات النفطية الأميركية اوكسيدنتال وشيفرون للتنقيب عن النفط ، و تحديث البنية النفطية المتداعية بسبب 18 سنة من العقوبات الدولية ، على حساب الشركات الأوروبية .وكانت الشركات الأميركية حصلت  إلى حد الآن على 11 من أصل ترخيصاً تتعلق باستخدام و إنتاج النفط. و تملك الشركات الأميركية ـأجهزة متطورة و تكنولوجيا متقدمة تمكنها من رفع مستوى اإنتاج النفطي من 1،7 مليون برميل يوميا إلى عتبة  المليونين في نهاية  سنة 2008، وبالتالي رفق قيمة  العائدات المالية من 29 ملياردولار عام 2005 إلى أكثر من 35 ملياردولار قفي نهاية عام 2008.و هذا هو مبلغ الاستثمارات التي تريد ليبيا جنيها خلال الخطة الخمسية الحالية.  علماً أن العقيد القذافي  هو المشرف شخصيا على القطاع النفطي.. و شهدت العلاقات  الفرنسية –الليبية تطورا كبيرا ، بعد إبرام «صفقة الممرضات»، والتي تمخض عنها تطبيع العلاقات الأووروبية الليبية، و بدء صفحة جديدة عنوانها الشراكة،  وتوقيع طرابلس مع باريس اتفاقاً لشراء مفاعل أو عدة مفاعلات نووية. بيد أن أبرز هذه الشراكات ،كانت «اتفاقية التعاون و الشراكة و الصداقة» التي وقعها  الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في مدينة بنغازي شرق العاصمة طرابلس، إذ تقدم روما بموجبها خمسة مليارات دولار تعويضا عن الحقبة الاستعمارية. وقال برلسكوني للصحافيين بعد وصوله إلى بنغازي إن «الاتفاق يشمل استثمارات بمبلغ 200 مليون دولار سنويا لمدة 25 عاما»، وأوضح أن من ابرز المشاريع، شق طريق ساحلية من غرب ليبيا إلى شرقها. مقابل هذا العرض التاريخي لتطور علاقات ليبيا الخارجية على جميع الأصعدة السياسية و الاقتصادية و العسكرية، مع البلدان الغربية، حققت ليبيا اختراقا كبيرا باتجاه روسيا تمثل ذلك في آخر زيارة قام بها رئيس الوزراء فلاديمير بوتين إلى طرابلس في نهاية شهر يوليو 2008، و التقائه بنظيره الليبي البغدادي المحمودي ، حيث أكد الطرفان الروسي و الليبي  مواصلة التعاون في المجال «العسكري ـ التقني»، إذ إن طرابلس مُهتمة بشراء منتجات ذات نوعية عالية للصناعة العسكرية الروسية بقيمة ربما فاقت ملياري دولار، تشتمل على وجه الخصوص على أنظمة صواريخ «اس ـ 300 بي إم يو 2»، وأنظمة دفاع جوي من نوع تور ـ ام 1، وبوك ـ ام 1 ـ 2 ، ومطاردات من طراز ميغ ـ 29، وسوخوي 30، اضافة الى طائرات تدريب ياك ـ 130 ومروحيات ودبابات. وتعطي  زيارة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لموسكو  دفعة قوية و جديدة للعلاقات الروسية-الليبية، التي شهدت تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة  . وقال القذافي  إن روسيا وليبيا تربطهما مواقف مشتركة في سياسة النفط والغاز،: «بما أن روسيا وليبيا من كبار منتجي النفط والغاز فقد أدخلنا في قوام وفدنا مدير الشركة الوطنية للغاز كي يبحث مع زملائه الروس مسائل التنسيق بين بلدينا في هذا الميدان». وأضاف: «إننا نعتبر تعاوننا في مضماري النفط والغاز مسألة ملحة وبخاصة في الوقت الحاضر. زد على ذلك أن لدينا عملياً مواقف مشتركة بخصوص السياسة التي ينبغي اتباعها في مجال النفط والغاز». إذا الوجه الآخر للتعاون بين روسيا و ليبيا هو المجال النفطي والغازي. فليبيا تعمل على مشروع إقامة محطة نووية ستُستخدم لانتاج الطاقة الكهربائية، وأيضاَ لتحلية مياه البحر. اما الجانب المتعلق بالطاقة فشمل وضع خطط كبيرة للتعاون بين مؤسسة النفط الوطنية الليبية التي يرأسها شكري غانم، وشركة غاز بروم الروسية المهتمة ببناء خط جديد لأنابيب الغاز يربط ليبيا بأوروبا. وتُصدر ليبيا حالياً نحو 8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً إلى جنوب صقلية عن طريق خط الأنابيب غرينستريم، المملوك مناصفة بين شركة النفط الايطالية العملاقة إيني والمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا التي تُقدر احتياطات الغاز الليبية بنحو 120 تريليون قدم مكعبة. وتعتزم طرابلس انتاج 3.8 مليارات قدم مكعبة يومياً بحلول العام 2015 مقابل 2.7 ملياري قدم مكعبة حالياً، حسب ما ذكره الكاتب اللبناني جورج الراسي  في مقاله : ليبيا اختراق في العلاقات الدولية ، المنشور بصحيفة المستقبل ، تاريخ 20 اغسطس2008.  
كاتب من تونس  
(المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية) بتاريخ 5 نوفمبر 2008)  


 
في ذكرى تأسيس «الجزيرة»: قراءة في السلوك المزدوج للمسؤول العربي
صلاح الجورشي مرت الآن اثنتا عشرة سنة على تأسيس قناة «الجزيرة»، وهي فترة كافية لتقييم أدائها وتحديد دائرة تأثيرها على المشهد الإعلامي في المنطقة والرأي العام العربي، وأذكر أني كنت في الدوحة قبل انطلاق عملية البث بفترة وجيزة، وتحدثت مع بعض عناصر الفريق المؤسس لها، وعندما عدت إلى تونس كتبت في المجلة التي كنت أرأس تحريرها عن التحديات الكبيرة والعاصفة التي ستعترض مشروع الجزيرة، وتوقعت أن تفتح واجهات مع مختلف الأنظمة العربية، وتساءلت يومها: إلى أي مدى سيكون النظام القطري مستعدا لتحمل قناة من هذا النوع، خاصة بعد أن اضطرت التجربة الأولى لفضائية «بي. بي. سي» إلى التوقف على إثر تجربة قصيرة؟ يُجمع كل الذين يواكبون نشاط «الجزيرة» التي شغلت الناس في كل مكان، بمن فيهم غير المهتمين بالشؤون السياسية، على أنها تمكنت من كسر الحواجز السميكة التي كانت تغلف النظام الإعلامي العربي القديم القائم على احتكار المعلومات، وتسخير وسائل الإعلام للانفراد بتوجيه الرأي العام المحلي. لم يعد ممكنا اليوم -بفضل هذه التجربة الإعلامية- أن تعمد الحكومات العربية إلى إخفاء المعلومات عن مواطنيها لفترة طويلة، لقد فُرض عليها قدر لا بأس به من الشفافية الإعلامية، بما في ذلك الأخبار المتعلقة بصحة المسؤولين أو بوجود أحداث خطيرة من شأنها أن تهدد الاستقرار الأمني لأنظمة الحكم، وهي أخبار كانت في السابق تدرج ضمن خانة المعلومات السرية، التي لا يجوز الإطلاع عليها من قبل المواطنين. ما أريد الإشارة إليه في هذا المقال هو التوقف عند السلوك المحير والمزدوج لكثير من المسؤولين العرب في علاقتهم بقناة «الجزيرة» تحديدا، فهم بالتأكيد لا يرتاحون لوجودها ودورها، إنها مصدر إزعاج دائم لهم ولمساعديهم، فهم لا يستطيعون توقع ما قد يصدر عنها من إحراج لهم، ويعتقد العديد منهم أنها تستهدفهم عن قصد ومع سبق الإصرار، وذلك لدواع يجهلونها، ولهم قائمة طويلة جدا من الاتهامات الموجهة للجزيرة والقائمين عليها، فيتهمونها بالابتزاز، وقلب الحقائق، وعدم حرفية بعض صحافييها، وأنها وسيلة بيد الحركات الإسلامية لممارسة الضغط على الأنظمة، وهي تخدم أجندات إقليمية ودولية لتهديد أمن المنطقة واستقرارها. قائمة الاتهامات طويلة جدا ولا تزال مفتوحة لضم أحكام إضافية، ولا تكاد توجد وسيلة إعلام أثارت متاعب لدولتها مثلما فعلت الجزيرة مع حكام قطر، فهؤلاء الحكام تعرضوا ولا يزالون لحملات شرسة وضغوط لا حصر لها من قبل جهات عديدة، لأسباب في كثير من الأحيان لا علم لهم بها. وقد تطورت الأمور أحيانا إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية أو التهديد بقطعها، ولا يوجد دليل أقوى على المدى الذي بلغه نفاد صبر أغلب الحكومات من تلك الوثيقة التي أصدرها وزراء الإعلام العرب، في محاولة منهم للتحكم في البث الفضائي، صحيح أن مصر كانت أكثر المتحمسين لإصدار تلك الوثيقة، لكن الكثير من الحكومات أيدت ذلك، أو لم تبد اعتراضها، فنص الوثيقة يكشف في حد ذاته أن الديمقراطية الإعلامية -خاصة ديمقراطية الصورة- مسألة لا يمكن أن تتحملها الأنظمة العربية كثيرا، وأن ما حصل من تنازلات هنا أو هناك لم يكن اختيارا واعيا من قبل الحكومات بقدر ما كان اضطرارا. في مقابل هذه العلاقة المتوترة والمتحفزة ضد «الجزيرة»، يُفاجأ المرء عندما يدخل مكاتب هؤلاء المسؤولين ليلاحظ أن القناة المفضلة لديهم، والتي يتابعونها أثناء عملهم وفي خلواتهم هي قناة «الجزيرة» بلا منازع، وفي تونس مثال شعبي رائج يقول «لا نحبك ولا نصبر عليك»، وهو مثال يصف العلاقة المزدوجة بين رجل وامرأة، يعلن أنه لا يطيق رؤيتها، لكنه في الآن نفسه لا يصبر على فراقها! وهكذا تبدو العلاقة بين المسؤول العربي وبين فضائية «الجزيرة»، ولعل ذلك ما يفسر كون بعض الحكام العرب عندما تضيق بهم الحال، أو يرغبون في تمرير رسالة ما، سواء لشعوبهم أو نخبهم، لا يجدون أفضل من الجزيرة، فيتصلون بالساهرين عليها، وينقلون لهم رغبتهم في الحديث مع جمهورها. لكن في خضم هذه العلاقة الصراعية، حصل تطور مهم في المشهد الإعلامي للكثير من الدول العربية، إذ رفع بعضها سقف التنوع والحرية لصحفه وقنواته المحلية، واختار البعض الآخر أن يشجع على تأسيس قنوات منافسة عساها تتمكن من تخفيف الضرر، وإذ بقي البعض يسعى جاهدا نحو التشبث بالبقاء تحت خط الفقر الإعلامي تمسكا منهم بإعادة إنتاج اللغة الخشبية، ومحاولة فرض الصوت الواحد والمصدر الواحد، لكن مع ذلك يمكن القول إن خصائص المشهد الإعلامي قبل تأسيس «الجزيرة» قد تغير في كل البلاد العربية دون استثناء، وإن كانت النسب مختلفة من دولة لأخرى. هذا الاختراق الذي حققته الجزيرة، هل يمكن أن يكون مبررا لكي لا تتدارك هذه المؤسسة المهمة أخطاءها ونقائصها، وأن تفكر بجديد في تطوير برامجها وتنويعها، حتى لا تبقى سجينة القوالب التي وضعت نفسها فيها عند مرحلة الولادة، لكن بعد اثنتي عشرة سنة فقدت هذه القوالب جاذبيتها ولم تعد تثير اهتمام الكثيرين؟ فقد توسعت الجزيرة أفقيا بتحولها إلى شبكة، وهذا أمر جيد ومهم، لكن مضامينها لا تزال تفتقر أحيانا للخيال الإبداعي، كما أن اهتمامها بقضايا حارقة كثيرة لايزال محدودا أو معدوما، مثل قضايا الشباب، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية لشرائح واسعة من المواطنين العرب، وهو أمر ليس خافيا على عديد الإعلاميين بالجزيرة، ومن بينهم الإعلامي المتميز الزميل والصديق محمد كريشان الذي استضافه منتدى الجاحظ في تونس قبل أيام قليلة، وحاوره جمهور واسع من محبيه، ودعا خلاله إلى عدم تقديس الجزيرة أو شيطنتها، معترفا بأن الحديث عن الحريات والتعذيب والديمقراطية لم يعد كافيا لشد جمهور متنوع له مطالب واحتياجات متجددة. المؤسسة الإعلامية التي تبقى تقتات من مجدها والمكاسب التي حققتها، تنتهي إلى أن تتحول إلى رقم باهت أو جزء من الماضي، ولا توجد وسيلة أفضل للمحافظة على النجاح من أن تتجنب المؤسسة الإعلامية الوقوع في الحسابات الضيقة، وأن تفتح باستمرار المجال واسعا أمام الإبداع والمغامرة. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 نوفمبر 2008)


 
الرمزيّة العليا بين حَدَثين
عبدالسلام المسدّي (*) أيّهما الأهمّ، وأيّهما الأبعد مدىً والأبلغ وقعا، بل أيهما الأقدر على رسم حركة التاريخ: صناعة القرار أم صناعة الأفكار؟ صناعة الأفكار هي كتلك التي وضعها ميشال فوكو في كتابه «الكلمات والأشياء» (1966) ليريَنا كيف يسير العالم طبقا للمنظومات الرمزية التي تتحول إلى سلطة داخل المجتمع، وكيف تتم السيطرة على الكون من خلال نواميس الحياة، والعمل، واللغة. وصناعة الأفكار هي كتلك التي يقولها جون أوستين حين يضع كتابه الفريد «كيف نصنع الأشياء بالكلمات؟» (1962). قد يكون من هموم المثقف أن «يتحدث سياسة» وقد لا يكون ذلك الحديث بين همومه. ولكنه -سعى أو أبى- يظل مهموما بالسياسة، ويظل حاملا همّا آخر هو همّ مؤسسة الفكر: ما مآلها؟ وما الذي يتهددها؟ وكيف ستخرج من الأنفاق التي حشرتها الأحداث فيها؟ بين أحداث سبتمبر 2001 ووقائع سبتمبر 2008 كانت هناك مسافات من الزمن تمعن في تشظى الوعي فتدفع بالمثقف نحو مراكن الرمزية العليا، فالذين خططوا لتفجير البرجين ونفذوا فعلهم الإجراميّ الفظيع كانوا واعين بناموس الرمزيّة القصوى، تلك التي أنطقت وينستون تشرشل بقولته الساخرة، فقد تهافت الفرنسيون وأسلموا عاصمتهم للجيش النازي في الحرب الكونية الثانية، لأن هتلر قد هدّدهم بإمطار باريس بالقنابل، ولما قيل لتشرشل إن الألمان سيُلقون بذخائرهم المتفجرة على لندن رَفض الاستلامَ وردّ هازئا: ليفعلوا فليس لنا في لندن لا برجُ إيفل ولا مُتحف اللوفر. تلك الرمزية العليا هي التي تقيم الجسر بين برجيْ نيويورك من حيث هما معماران شاهقان تفجرا في سبتمبر 2001 ومن حيث هما الرمز الأقصى للنظام العالمي الجديد كأنهما تفجرا مرة ثانية حين انفلقت من الداخل في سبتمبر 2008 أركانه المالية والمصرفية. فإن تكن للسياسة في جوهرها رمزية عليا فإن عتباتها تبدأ باللغة في لحظة فعل التسمية، ذلك أن الفعل الأعظم بيد الإنسان هو تعيين الأشياء بواسطة الكلمات عسى أن يسيطر على الوجود حين يسيطر بالأسماء على المسميات. لذلك لم يجد كريستيان هوك عبارة يضعها على واجهة مصنفه الفرنسي «قاموس التاريخ السياسي للقرن العشرين» (2007) أفضل من عبارة ألبير كامو: «إن الاستخفاف بتسمية الأشياء لا يزيد العالم إلا شقاء». وعندما تفجرت الأبراج معمارا في 2001 ورمزا في 2008 كان أكبر تسابق حصل هو إنجاز فعل التسمية، كان لكل امرئ ألفاظه، أو مقاصده، أو مكره في مخاتلة الآخر عبر لعبة الكلمات. كانت هناك عشرات التسميات. وكان بينها -في الموعدين- عبارة «سبتمبر الأسود». إنها التسمية التي بها يتم استجلاب التاريخ العربي من مخازن الذاكرة المتوجّعة، إنها تعيد إلى الوعي العربي عبارة «أيلول الأسود» بحكم تطابق الشهر على الشهر يوم تفجر الوضع بين الفلسطينيين وأشقائهم الأردنيين عام 1970، وانبثقت منظمة أيلول الأسود التي اغتالت رئيس الوزراء الأردني وصفي التل وهو في القاهرة في 28 نوفمبر 1971. من الذين بادروا إلى كشف الرمزية العليا لأحداث سبتمبر 2001 الفيلسوف الفرنسي جون بودريار الذي انخرط في ميثاق الإنصاف الثقافي، فكتب في صحيفة لوموند الفرنسية بتاريخ 3 نوفمبر 2001 مقالا كان له شأن كبير، عنوانه: «جوهر الإرهاب» بعد أن اندفعت الحرب الإعلامية الظالمة منفلتة من كل المرجعيات القيمية. بدأ مقاله بالتأكيد على أن الغرب مدعوّ بإلحاح إلى القيام بعملية النقد الذاتي. ثم تطرق إلى الذين قاموا بفجير الأبراج فقال عنهم: «لئن كانوا هم الذين فعلوها فنحن الذين أردناها». ثم راح يحلل هذا «التواطؤ المكتوم بين الفاعل والمفعول به» حسب تعبيراته، مفضيا إلى القول: «إن النجاح المذهل الذي تم به التفجير يَبسط معضلة لن نستطيع فك أسرارها إلا إذا انفصلنا عن منظورنا الغربي». إن جان بودريار فيلسوف ذو صرامة عقلية لا تهادن الأحداث، لذلك عالج الأمر بحصافة فريدة، وراح ينبش عن الأسباب العميقة بين الأدغال القصية في منظومة السياسة العالمية الجديدة، فلم يتوان عن كشف الأبعاد الرمزية التي تجعل تفجير الأبراج مجازا حقيقته تفجير العولمة. مؤكدا من خلال ذلك أن الغرب مسؤول عن تخريب التوازن الدولي. ولكن أروع ما قاله جان بودريار هو من الكلام الذي يربك المثقف العربي، وسبب الإرباك أنه كلام بديهي، يعرفه الجميع، ولا أحد يجرؤ على قوله، ولأن العربي لو قاله لجازت مقاضاته بتهمة التحريض على العنف والإرهاب. لقد قال: «إن كل ما قد كُتب وكل ما قد دُبج من تعاليق إنما يشي بالرغبة في الخلاص من عقدة التوتر النفسي، بل يشي أيضا بالافتتان العظيم الذي تركه الحدث في النفوس. إن إدانة ذاك الحدث أخلاقيا والالتفاف المقدس ضد الإرهاب قد جاءا على قدر الفرحة الكبرى التي ابتهج بها الناس حين رأوا تلك القوة الدولية العظمى تنهار، بل تحطم نفسها بنفسها كأنها تنتحر انتحارا بهيّا، والسبب في ذلك هو أنها هي التي –بسطوتها القاهرة– قد أوقدت هذا العنف المتسرب في كل أنحاء العالم، وهي التي -تبعا لذلك وبدون أن تدريَ- قد صنعت هذا الخيال الإرهابي الذي بات يسكننا». ثم يقول بالحرف الواحد: «لقد حَلُمنا بهذا الحدث، وحَلُم به العالمُ كلّه دون استثناء، فليس بوسع الإنسان ألا يحلم بانهيار كل قوة غدت مهيمنة. حَلُمنا بذلك، وحُلْمنا في نظر الضمير الأخلاقي غيرُ مقبول، ولكنها هي الحقيقة». وما لبث جان بودريار –بعد الصدى القوي الذي صادفه مقاله– أن عكف على جملة أفكاره فأثثها وحوّلها إلى كتاب صدر في العام التالي 2002، وجعل له العنوان التالي: «أبراج السلطة المحترقة: مرثية للبرجين التوأمين». ولكن الفيلسوف الفرنسي رَحَل عن عالمنا يوم 6 مارس 2007 عن عمر يناهز 77 سنة ففوّت عليه الموت أن يرى الرمزية العليا كيف تقيم جسرها بين أيلول الأسود «رقم 1» وأيلول الأسود «رقم 2». (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 نوفمبر 2008)  
 


 
كتاب محمد الطالبي: “أفكار مسلم معاصر” على خطى نولدكه…..نحو رؤى إسلامية تنويرية
عن دار الفينيق المغربية صدر باللغة الفرنسية كتاب المفكر التونسي المشهور محمد الطالبي :”أفكار مسلم معاصر”. وهو كتاب يتناول القضايا الملحة التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم سواء تلك المتعلقة بالاجتهاد والتأويل أم بالعلمانية أم بالتطرف والانفتاح على الآخر. رشيد بوطيب يعرض أهم محاور الكتاب. لا يعد محمد الطالبي، الذي يعتبر أحد مؤسسي الجامعة التونسية وأحد أنصار الفكر البورقيبي قبل أن يتحول نظام بورقيبة إلى ديكتاتورية فجة، أحد دعاة تجديد الفكر الإسلامي وحسب، بل هو أيضا من المنافحين الراديكاليين عن حرية التعبير وحرية الفكر في تونس. فبعد أن رفض نظام بن علي السماح له بتأسيس مجلة تؤسس لتأويل جديد للإسلام وبعد أن منعت الرقابة كتابه “عيال الله”، الصادر سنة 1992 والذي يضم بين دفتيه حوارات مع الطالبي تسلط الضوء على تأويلاته الدينية بخصوص قضايا اجتماعية مثل الإجهاض والتبني والإرث والعلاقة بين الدين والسياسة، تبين له أن عمله كباحث مرتبط صميميا بحياته في المدينة، وحرية شعبه وليس فقط عملا نظريا، لينضم إلى “المجلس الوطني للحريات في تونس” وهو مجلس غير معترف به رسميا، يدافع عن الحريات المدنية وينتقد ويعري أخطاء النظام الحاكم. إن وضعية محمد طالبي لا تختلف عن وضعية مفكرين تونسيين كبار من أمثال هشام جعيط وعبد المجيد شرفي، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من النظام من جهة ومن الأصولية من جهة أخرى، وهم الذين يدافعون عن أنوار إسلامية، تلخصها كلمات طالبي:”ليس الدين هوية ولا ثقافة ولا أمة. إنه علاقة شخصية بالله، طريق إليه. يمكننا أن نكون مسلمين بثقافة هولندية، فرنسية أو صينية”. أولوية الحرية ويلخص عبد فيلالي الأنصاري، الذي قدم لكتاب محمد الطالبي مضمون الكتاب في السؤال: “كيف يمكننا أن نكون مسلمين اليوم؟” وهو سؤال يطرح قضية قراءة الأصول في ضوء العصر. هل علينا أن نستسلم لاجتهاد السلف أم أنه يتوجب علينا قراءة الأصول قراءة جديدة تتلاءم مع العصر؟ إنه لا ريب سؤال عن الحرية، فالطالبي يؤكد أن الإيمان الحقيقي ليس ما نرثه ولكن ما نختاره عن قناعة، ولا يمكن أن يكون للإيمان قيمة في غياب الحرية وسيطرة ثقافة الجبر. ويحتذي الطالبي بريجيس بلاشير في قراءته للقرآن والذي اقتفى بدوره خطى المستشرق الألماني الكبير ثيودور نولدكه في كتابه “تاريخ القرآن” والذي أكد على فكرة أن كل ميراث ديني قديم عرف العديد من الإلحاقات والإضافات والتغييرات عبر الزمن وأن ذلك يستدعي ضرورة مراجعته من جديد. إنه يدعو لبناء مجتمع يحكمه الإقناع وليس الفرض. لأن كل مجتمع يحكمه الفرض، يحتقر الفرد وحريته ويضحي به لصالح القواعد، والفاشية خير دليل على ذلك. “هم رجال ونحن رجال” يقول الطالبي في الفصل الرابع من كتابه:” الله لا يتكلم فقط مع الأموات ولكن مع الأحياء أيضا. وإذا ما كان كلامه فعلا حيا كما يقول الحديث، فيتوجب علي أن أفهمه بعقليتي الراهنة وبالنظر إلى وضعيتي الحالية. إن هذه القراءة الدينامية هي ما أقترحه ضد قراءة جامدة ، متحجرة ومحافظة، تقتل كلام الله”. إن الطالبي يريد كما يقول أن يعيد الكلام إلى الله ويحرره من أولئك الذين يدعون امتلاك حقيقته. إن امتلاك الحقيقة هو نوع من الارهاب الفكري الذي يرفض التسامح ويبغي فرض وجهة نظره على الآخرين، ولهذا يدعو الطالبي إلى ضرورة قراءة النص الديني قراءة معاصرة تؤكد على حرية الإنسان في فهم هذا النص وفقا للعصر الذي يعيش فيه، واعتمادا على مناهج العصر وهو ما قام به المسلمون الأوائل الذين اعتمدوا على الثقافة الهيلينية في فهم النص القرآني، وما هي السكولائية؟ يتساءل الطالبي، إن لم تكن التوفيق بين الهيلينية والوحدانية. ويضرب الطالبي في موضع آخر مثلا بالعبودية، التي لا يحرمها القرآن، ويتساءل: “هل بإمكان أحدهم اليوم أن يدافع عن العبودية باسم القرآن؟” إنه سؤال محرج لأولئك الذين يقدسون ظاهر النص ويغفلون عن روحه. فالطالبي يؤكد بوضوح أولوية الواقع على النص، كما أكد من قبله المعتزلة أسبقية العقل على النقل. إن الشروط التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية هي منطلق قراءة القرآن وليس التفاسير القديمة. ولهذا السبب ينتقد الطالبي الإسلاموية ويعتبرها أداة سياسية في يد التوتاليتارية الثيولوجية، مؤكدا بأن القرآن ليس كتاب سياسة ولكنه كتاب دين، وأن الإسلام ولد علمانيا، لأنه لا وجود لكنيسة ولا لإكليروس بداخله. ولهذا فهو لا يرفض العلمانية إلا إذا تحولت إلى نزعة معادية للأديان، كما يرفض كل تلك الفتاوي الدينية التي تحكم بقتل “المرتد” عن الإسلام كتلك التي أطلقها محمد الغزالي مبرئا ساحة قتلة فرج فودة أو تلك التي أطلقها الخميني بحق سلمان رشدي، ويرى بأن “قتل المرتد” وسيلة بيد العلماء المحافظين لفرض رأيهم والتخلص من خصومهم، وهي بلغة أخرى وسيلة لتعطيل التفكير وتجريم الحق في الاختلاف. يقول الطالبي:”لقد خلق رجال الدين الوسيلة التي ستستعملها السلطة السياسية ضد خصومها”. (المصدر: موقع “قنطرة” (ألمانيا) بتاريخ 28 أكتوبر 2008)
 


 
رحل شمشوم مخرب العالم و مصاص الدماء
سلمى بالحاج مبروك لا أصدق انه بات يفصلنا عن غروب لعنة بوش وتواريها خلف غسق الليل المظلم إلى الأبد سوى سويعات قليلة هل حقا سيرحل بوش هل سينتهي الكابوس البوشي أكاد لا أصدق هل أنا في علم أم في حلم ربما لفرط ما أحدثته اللحظة البوشية من صدمة الدمار ما جعلني اعتقد أن هذه الحقبة لا تنتهي كدت اصدق أننا نعيش فصلا من فصول جهنم الأبدية التي لا تنتهي و ان الحلم بانقضاء الزمن البوشي هي مجرد أحلام اليقضة أقول هذا لأن بوش لم يترك مكانا غضا طريا لم يزرع فيه الأشواك لم يرويه دماء ألم يحول عالمنا إلى جداول آلام تتدفق مآسي وأحزان ألم يقتل أحلام أطفالنا في المهد ألم يلوث أرحام أمهاتنا وأسقاها مرارة الحنظل والمعاناة ألم يكسو العالم ثياب حداد أما اليوم فستحل المعجزة  ويرحل سفاح سفاك دماء الأبرياء  ، لقد آن للقيد أن ينكسر وحان لليل ان ينجلي وأزفت لحظات الظلم بالرحيل دون رجعة افرح أيها العالم غردي أيتها الطيور الجريحة أنشدي أيتها الأرض العطشى للحرية والسلام والسكينة أنشودة الرحيل السعيدة اسقي ألوان الطيف عذوبة التحليق في فضاءات الحرية اللامتناهية فغدا سيرحل الدكتاتور سيرحل شمشوم مصاص الدماء سيرحل قاتل الأطفال سيرحل زارع الرعب في كل زيتوننا ونخلنا وعنبنا سيرحل من خضب أرضنا دموعا ودماء سيرحل عنا قاتل أحلام الأنبياء , سيرحل دون رجعة سيرحل وترحل معه آلام البشر والحجر سيأخذ غليونه النووي و أحقاده الربانية و حروبه المقدسة ويرحل دون   صليب عله الشجر يثمر من جديد بعد طول جدب والأزهار تلبس إكليل  ألوانها وأريجها ،ويمزق الفضاء ظلمة الديجور وينشر نور شمسه  الدافئة على صقيع الأحلام المنطفئة منذ زمن  حتما سيعود للزمن الربيع بعد شتاء جليدي قارس ستعود البسمة لثغر الوليد ولو بعد حين فافرحوا يابني جنسي يا كل البشر هاقد حل عصر افول غربان الحروب والقتل بدم بارد حان وقت غروب الغروب ارحل أيها الشيطان الماكر من  أنات الثكالى واليتامى ناوصرخات الأفواه الخاوية , ارحل من دماء الشهداء من أرضنا من تاريخنا من معابدنا وعبادتنا  ارحل دون عودة  اجمع دمارك وشياطنك وغليونك النووي وأحقادك الربانية وارحل يا من زرعت الموت في كل مكان يامن جففت كل أنهار السلام يا من اقتعلت كل الأماني والأمنيات  يا من كرهت العالم وأشعلته حروبا مقدسة ارحل حتى نتنفس الصعداء


 
الكيان الصهيوني في ذروة أزمته
        ياسر الزعاترة من أبسط قواعد الحرب والسياسة ما يتعلق بتدبر ميزان القوى، لكن المتابع لسياسات النظام العربي الرسمي، ومن ضمنه السلطة الفلسطينية حيال الصراع مع الدولة العبرية، سيصاب بالخيبة جراء استمرار التعامل معه وفق ذات الرؤية القديمة دون التمعن في التحولات الجديدة. لن نتوقف هنا عند تراجع عنصر القوة الأكبر للكيان الصهيوني، وبالطبع بسبب تراخي القبضة الأميركية على الشأن الدولي، وملامح نظام دولي متعدد الأقطاب، والذي يحتم على الوضع العربي صياغة سياسات جديدة، لا تتعلق بالصراع مع الكيان الصهيوني فحسب، وإنما بمجمل العلاقة مع الولايات المتحدة والأقطاب الدولية الأخرى. سنترك هذا الجانب ونتوقف عند المعطيات المتعلقة بالدولة العبرية وأزمتها الداخلية، بل أزماتها المتوالية التي تحتم مقاربة فلسطينية وعربية جديدة فيما يتعلق بالتسوية ومفردات الصراع الأخرى. من المؤكد أن هزيمة يوليو 2006 أمام حزب الله كانت محطة كبيرة وبالغة الأهمية، إذ ضربت بعنف هيبة وحضور المؤسسة العسكرية التي شكلت على الدوام عنوان القوة والتماسك للدولة العبرية، لكن المؤكد أيضا أن الجيش الذي واجه حزب الله في تلك الحرب لم يكن هو ذاته الذي خاض الحروب السابقة، وبالطبع بعد أن مضت سنوات طويلة تحول خلالها إلى قوة بوليس تطارد الفلسطينيين في الداخل، ونتذكر أن ذات الجيش قد أصيب بهزيمة رمزية كبيرة في مخيم جنين، ربيع العام 2002، وبالطبع بعد عامين فقط على خروجه المذل من جنوب لبنان، فضلاً عن التعب الذي أصابه جراء مواجهته لانتفاضة الأقصى وروحها الاستشهادية. ولا حاجة للتذكير بأن تراجع المؤسسة العسكرية هو تعبير عن شيوع ظواهر الترف والاستهلاك، وتراجع روج التضحية والفداء في المجتمع ككل، وهي الروح التي ميزته في مراحل صعوده طوال عقود. هكذا ضربت المؤسسة العسكرية في حرب يوليو، ثم سلّمت بعجزها عن اجتياح قطاع غزة بعد محاولات أولية فاشلة، الأمر الذي جعلها تدفع المستوى السياسي نحو قبول تهدئة فيها قدر من الإذلال لهيبة الدولة وتفوقها المادي والمعنوي على الفلسطينيين، وعلى هذه الخلفية كان الجدل السياسي الذي لم ينقطع حول القيادة وعجزها، ولتأتي قصص فساد أولمرت، ومن قبلها عدد من قضايا الفساد في المستوى السياسي لتعمق الأزمة. بعد شارون لم يحصل الإسرائيليون على قائد ذي قوة وشكيمة، وها هي تسيبي ليفني بعد فشلها في تشكيل ائتلاف حكومي معقول تختار الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ولتدخل الدولة في مسلسل أزمات جديد لن توقفه الانتخابات التي تقول استطلاعات الرأي إنها ستفضي إلى منح الليكود وحزب كاديما نتائج متقاربة لن تزيد في مجموعها عن نصف مقاعد الكنيست، بينما يأفل نجم حزب العمل الذي سيتساوى مع حزب شاس اليميني بما لا يزيد عن 11 مقعدا، ولتتوزع المقاعد الباقية على الأحزاب الصغيرة ومنها الأحزاب العربية. لعل أهم ما يؤكد ما ذهبنا إليه حول أزمة هذا الكيان وتراجعه على مختلف الأصعدة هو جواب المجتمع الإسرائيلي على سؤال الجانب الأكثر تأثيراً في نتائج الانتخابات. في هذا السياق، وبحسب استطلاع لمعهد داحف، قال %47.5 من الإسرائيليين، أي أقل من النصف بقليل أن الأمن هو الأكثر تأثيراً، بينما لم يقل سوى %27 فقط إنه الاقتصاد (حدث ذلك رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي أصابت الدولة العبرية كما أصابت سواها)، وتوزع الباقون على قضايا أخرى (التعليم %18، المجتمع %5، بينما أجاب %2 بـ «لا أدري»). هكذا يقرّ المجتمع الإسرائيلي بأن الأمن هو ذروة اهتماماته، ويحدث ذلك رغم تراجع المقاومة الفلسطينية على نحو لافت، وبالطبع تبعاً لرفض قيادة السلطة لما تسميه العسكرة، إضافة إلى الوضع الصعب الذي تعيشه فصائل المقاومة في الضفة بسبب النشاط الأمني الفلسطيني والإسرائيلي ضدها. خلاصة القول هي أن عدونا في حالة تراجع، وكذلك عناصر دعمه الخارجية، فلماذا يصرّ قادتنا على التعامل مع الصراع بذات الروحية القديمة؟ لماذا؟! (*) كاتب فلسطيني (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 نوفمبر 2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

13 septembre 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1941 du 13.09.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: وفاة السجين السياسي السابق

En savoir plus +

13 juillet 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2243 du 13.07.2006  archives : www.tunisnews.net L’ UGTT et la LTDH

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.