Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2291 du 30.08.2006
نص الرسالة التي وجهها السجين السياسي عبد الكريم الهاروني (منذ عام 1991) إلى عائلته الكريمة بتاريخ 21 أوت 2006 إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل:بلاغ إعلامي إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل:بيان مساندة وكالة انباء شينخوا : ارتفاع احاياطيات تونس من العملة الاجنبية رويترز: فيتش تؤكد تقييم تونس الائتماني عند “بي بي بي” وكالة الأنباء السعودية : تونس تلغي عملية القرعة لتحديد حجاجها الصباح: قبالة كاب زبيب ببنزرت: هل غرق مركب صيد على متنه خمسة بحارة أم «حرق» إلى إيطاليا؟ الصباح:حريـــــق الغابـة الجبلية بحمام الشــط:8 ساعات.. 80 عون حماية و100 جندي لإخماد النّيران الحبيب مباركي:بسطة عن سجن برج الرومى وليد حمام: كلية الاقتصاد بنابل: الجامعة لتحصيل العلم و ليس لتحضير اللبلابي الاستــاذ فيصل الزمنـــى : التوجــه الاستشرافــى لحزب الوحدة الشعبيـة
صــابر التونسي: لستم للبيع
ام اسامة:بالمزاد تونسي.. نصف تونسي… ربع تونسي… للبيع برهان بسيس: حدث في مستشفى!! خالد شوكات:إشارات إلى الأخ نصر الدين بن حديد نصر الدين بن حديد الجزائربين الآجال الحارقة والأسئلة الملتهبة صالح سالم محمد قريرة : كيف يخونون العهود؟ الطاهر الأسود: في عودة الراديكالية اليسارية وهشاشة إسهامها الفكري: كيف تعيش الماركسية اليوم الحياة: الجزائر: مزراق يطالب بعفو شامل و«هيئة» تفرض السلم «بالقوة» إيلاف : حملة اعتقالات جديدة ضد إسلاميين في سوريا د. فوزية ابو خالد: ثقافة المقاومة بديلاً لثقافة الإرهاب أو المداهنة ماجد كيالي: حرب الـ33 يوماً في الحسابات العسكرية أحمد عمر زعبار: آيات نصر الله علي حسن باكثير:دولة كردستان الحرّة, الدولة الشيعية العربية, الأردن الكبير, السعودية خمس أقسام و تركيا وباكستان الخاسر الأكبر
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته “الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين”
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
نص الرسالة التي وجهها السجين السياسي عبد الكريم الهاروني (منذ عام 1991) إلى عائلته الكريمة بتاريخ 21 أوت 2006
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على النبي الصادق الأمين السجن المدني بتونس، 27 رجب 1427 – 21 اوت 2006 ابي الحبيب، اخوتي الاعزاء، أهلي الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . الله اكبر،الله اكبر، الله اكبر انا لله و انا اليه راجعون اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها ان العين لتدمع و القلب ليحزن و لا نقول الا ما يرضي ربنا و انا لفراقك يا امي لمحزونون ’ ’:قال الله تبارك و تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر و الصلاة ان الله مع الصابرين و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا بل أحياء ولكن لا تشعرون و لنبلوكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال والأنفس والثمرات و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة واولئك هم المهتدون’’ صدق الله العظيم عام الحزن في السنة العاشرة من النبوة في شهر رمضان توفيت ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها ولها خمس و ستون سنة من العمر واشتد الاذى على الرسول صلى الله عليه و سلم على يد قومه في مكة بعد و فاة عمه ابي طالب ثم حين خرج الى الطائف للدعوةعنفوه فامتلا قلبه حزنا فدعا ربه متضرعا:ٌ اللهم اليك اشكوضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين و انت ربي الى من تكلني الى بعيد يتهجمني ام الى عدو ملكته امري ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي و عافيتك هي اوسع لي. اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه امر الدنيا و الاخرة من ان تنزل بي غضبك او يحل علي سخطك.لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة الا بك’’ فاكرمه الله بالاسراء و المعراج ليلة السابع و العشرين من رجب. ابي العزيز اخوتي الاعزاء : عظم الله اجركم و رزقكم صبرا جميلا و ادام المودة و الرحمة بينكم واعانكم على الطاعات و فعل الخيرات و اقام الصلاة ووسع رزقكم و اتم سعادتكم ووفقكم لما فيه خير البلاد و العباد و رفع ذكركم بين الناس و جعلكم من الفائزين في الدنيا و الاخرة و جمع شملنا في بيتنا بين اهلنا و احبابنا في اقرب الاجال و افضل الاحوال انه سبحانه و تعالى سميع مجيب الدعاء و سعت رحمته كل شئ و هو ارحم بعباده من الوالدة بولدها هو حسبنا و نعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير. اهلي الكرام رايت من واجبي اكراما لامي الحبيبة رحمها الله ولكم ان اشارككم بايمان و صبر وخشوع اعباء لحظة الوداع لاعز الناس علينا و فقيدتنا الغالية رحمها الله رحمة واسعة و اسكنها برحمته وفضله فراديس جنانه مع الذين انعم الله عليهم من الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا. اشارككم عبر هذه الرسالة من سجني بعد ان اكرمني الله بالمشاركة في موكب الدفن. يشرفني حقا و اعتز كثيرا ان اخاطب فيكم اهلا مؤمنين صابرين متضامنين مناضلين كما عهدتكم في السراء والضراء . امام هذاالبلاء المبين و الامتحان العظيم. لحظة الفراق لأعز الناس يتوقف القلم و يعجز السان و لا تبقى الا لغة الايمان و قد علمنا نبينا عليه الصلاة و السلام.. من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت’’ و نحن و الحمد لله مؤمنون فلم و لن نقول الا خيرا. نؤمن بالقضاء والقدر خيره و شره و لا نشك في حكمة الله وعدله و نستعين به و نتوكل عليه” الا له الخلق و الامر” ولانه ربنا فهو الذي يحيي ويميت و هو الحي الذي لا يموت و هو الحي الذي لا يموت و هو الوحيد في هذا الوجود الذي ” لا يسال عما يفعل و هم يسالون “سبحانه” انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و اليه ترجعون” فحبيب الله و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم قد مات لانه بشر فلم يصدق عمر فذكره ابو بكر رضي الله عنهما انه :” من كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات و من كان منكم يعبد الله فان الله حي لا يموت”. هكذا يقين المؤمنين وتلك سنة الله في خلقه : احبب من شئت فانك مفارقه. و لاننا مؤمنون بالبعث لا بللا بعث” افحسبتم انا خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون” فالموت نهاية حياة اولى و بداية حياة اخرى . محطة بين دار العمل و دار الجزاء”كل نفس ذائقة الموت و انما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور”. فلا يخشى الموت الا متعلق بالدنيا غافل عن الاخرة او متعلق بالاخرة مقصر في الدنيا” يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور” و من حكمة الله ان الاجل بيده وحده حتى يجتهد الانسان في العمل و يبقى بين الخوف و الرجاء” و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا و من يرد ثواب الدنيا نؤته منها و من يرد ثواب الاخرة نؤته منها و سنجزي الشاكرين” و حتى لا يتردد في الدفاع عن الحق و اداء الواجب خشية الموت” قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون” وهكذا ترى المؤمن يحب الحياة لانها نعمة الله و الوسيلة الى معرفته و عبادته و عمارة الارض والتمتع بالطيبات من الرزق فيجتهد في العمل الصالح حتى يلقى الله و هو راض عنه فيجمع بين سعادة الدنيا وسعادة الاخرة” وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و احسن كما احسن الله اليك و لا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين” فيحق فيه قوله تعالى :” يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي” فتجد المؤمن يدعو الله ان يحسن خاتمته في الدنيا و يحسن عاقبته في الاخرة” يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فيدركه الاجل المحتوم و هو في احسن حال مع الله و مع نفسه و مع الناس . لذلك ترى الناس عند موت الانسان يسالون عن عمره و عن عمله فيزداد حزنهم و اسفهم اذا وجدوا العمر طويلا والعمل قليلا و خاصة اذا كان العمر قصيرا و العمل كثيرا و يرتاحون لمن اكرمه الله بالجمع بين طول العمر و كثرة العمل” الا تزر وازرة وزر اخرى وان ليس للانسان الا ما سعى و ان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى و ان الى ربك المنتهى و انه هو اضحك و ابكى و انه هو امات و احيا وانه خلق الزوجين الذكر و الانثى ” فلا يبقى من الانسان بعد عمره الا عمله به يبقى حيا بين الناس سنينا وعقودا و قرونا و الى يوم الدين فيدوم ذكره عبرة و قدوة للاجيال و مدرسة للانسان اينما كان.فينفع الناس حيا و ميتا في الدنيا و ينفع نفسه في الاخرة كما علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام: ” اذا مات الانسان انقطع عنه عمله الا من ثلاثة : الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له”. هذه ذكرى يا ابي الحبيب و انت و اخوتي مؤمنون” فان الذكرى تنفع المؤمنين ” و انتم ان شاء الله من الذين امنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب . الذين امنوا و عملوا الصالحات طوبى لهم و حسن ماب” و اني على ثقة انه كما كانت حياة امي الحبيبة مصدر قوة و تماسك لاسرتنا فان و فاتها لن تكون مصدر ضعف لنا باذن الله لانها ستجعلنا اقرب الى الله و اقرب الى ابينا و اقرب الى بعضنا و اقرب الى اهلنا و اهل الخير من الناس وفاء لها و تقديرا لجهادها في بناء هذه الاسرة الطيبة و الحفاظ على سمعتها.”و قل رب اغفر وارحم و انت خير الراحمين” . رحمها الله رحمة واسعة و جازاها الله عنا خير الجزاء و بارك الله في ذريتها و جمعنا بها في جنات النعيم”جنات عدن يدخلونها و من صلح من ابائهم و ازواجهم و ذرياتهم و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب.سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار “.و الله اكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و اصيلا. وانا لله و انا اليه راجعون. لقد كانت اخر رسائلي الى امي العزيزة بمناسبة احتفالنا بذكرى ميلادها الثامنة و الستين فهي من مواليد الخامس من مارس سنة ثمان و ثلاثين (5 مارس 1938) في ذلك الربيع الذي تظاهر فيه التونسيون و التونسيات من اجل الحرية و الكرامة و الاستقلال لتتوفى وابنها في السجن: “سجن تسعة افريل” يوم الاربعاء السادس عشر من شهر اوت سنة ست و الفين في هذا الصيف بعد احتفالها معنا بانتصار المقاومة والشعب في لبنان على “الجيش الذي لا يقهر” دفاعا عن الحرية و الكرامة والاستقلال حتى لا يبقى سجين في سجون الاحتلال . توفيت بعد خمس و عشرين سنة من الدفاع عن حرية ابنها منذ اول اعتقال في صائفة واحد و ثمانين دون ان تتحقق امنيتها في ان تراه حرا بين اهله و شعبه و هي التي علمتها التجربة ان خروج الانسان من السجن لا يعني انه اصبح حرا او آمنا من الدخول اليه ثانية لذلك كانت وصيتها لي اثناء الزيارة” صحتك اولا و حقوقك ثانيا وبلادك ثالثا” فكنت اوافقها و أؤكد لها: الأهم من الخروج من السجن هو الوضع بعد السجن حتى لا يصبح البقاء في السجن افضل كما قال يوسف عليه السلام . ” رب السجن أحب الي مما يدعونني اليه”. تلك مشيئة الله و حكمته في خلقه. فوفاة امي و انا في السجن يقويني و يشرفني و يحميني حتى ابقى دائما عند حسن ظنها بي فقد توفيت و هي و الحمد لله راضية عني. فلنواصل يا اهلي الصابرين مسيرتنا من اجل الحرية لتحقيق امل امي المجاهدة رحمها الله في ان يعيش ابنها حرا في شعب حر في بلد حر في امة حرة في عالم حر و الله ولي التوفيق. في هذه الرسالة وأنا أتحدث عنها كأم سجين اخترت تكريما لها و تقديرا لتضحياتها و حياء من دموعها أن أتوقف عند ثلاثة مشاهد في مسيرتنا معا لم و لن أنساها و اعتز بها كلما ذكرتها. الاول . لحظة تكريمها في المؤتمر الثالث لاتحاد الطلبة في قاعة المحاضرات بكلية الحقوق في المركب الجامعي بتونس اثر خروجي من السجن يوم كنت امينا عاما للمنظمة و بحضور ابنائها و هذا لم يحصل لام قبلها و لا بعدها في تاريخ الجامعة. تم ذلك في شهر جانفي سنة تسع و ثمانين. فكنت دائما اقول’ لها .”من اين هذا العرف؟ ” من تلك الشجرة والثاني . يوم اول زيارة مباشرة بدون حاجز بحضور اخوتي في سجن صفاقس حين قبلت يديها ثم رجليها تكريما لها على تضحياتها من اجلي طيلة خمس و اربعين سنة من عمري ربتني صغيرا ورعتني شابا و ساندتني كهلا و دافعت عني سجينا لتبقى بجانبي اينما نقلت شمالا ووسطا و جنوبا وفي اصعب اللحظات فلم يفرق بيننا السجن و النفي و العزل و تم ذلك في شهر جويلية سنة خمسة والفين ثم في “سجن تسعة افريل” في شهر افريل من هذه السنة حيث قبلت رجليها و رجلي ابي إكراما لهما و اعترافا بالجميل لحضور كافة أخوتي جازاهم الله عني كل خير. و هذا أيضا لم يحصل لام قبلها و لا بعدها في تاريخ السجن. والثالث . يوم جنازتها رحمها الله اذ يسر الله لي حضور مو كب دفنها و حصل لي شرف امامة الصلاة عليها ووضعها في قبرها و الدعاء لها بحضور ابي و اخوتي و اخوالي واعمامي واحبابي وكثير من الناس بما في ذلك جمع من النساء يتقدمهن اختاي الكريمتان و بعض القريبات و الجارات في مدخل المقبرة. فكانت جنازة لا ككل الجنازات لامراة لا ككل النساء لسجين لا ككل السجناء و فيه تكريم من الله لها و تحقيق لبعض امنيتها بلقاء ابنها خارج السجن بين اهله فلاول مرة اجتمع باخوالي واعمامي و بعض ابنائهم و بناتهم و اشعر بارتياح كبير رغم حالة الحزن و ذلك من بركة امي رحمها الله التي كانت في حياتها بارة بوالديها و محسنة لاخوتها و اخواتها و حريصة على صلة الرحم.فلم يتغيب احد لحظة وداعها و هذا من فضل الله عليها و علينا. أدام الله المودة و الرحمة و التضامن بين كافة افراد العائلة كبارا و صغارا بعدها. و هذا ايضا لم يحصل لام قبلها في تاريخ البلاد. تم ذلك يوم السابع عشر من شهر اوت الجاري الموافق ليوم الخميس الثالث و العشرين من شهر رجب شهر الله سنة سبع و اربعة مئة و الف من هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام قبل ثلاثة ايام من ذكرى الاسراء و المعراج. فكان اخر لقاء بيننا يوم التاسع و العشرين من جويلية الماضي في زيارة مباشرة في السجن بحضور كافة افراد اسرتنا ابي و اخوتي و اخر عمل بيننا قراءة الفاتحة في ختام الزيارة ترحما على ارواح الشهداء في فلسطين و لبنان و العراق وافغانستان و الشيشان قبل الوداع. وآخر قفة اعدتها لي بيديها الكريمتين وصلتني يوم الاثنين في الرابع عشر في اوت قبل يومين فقط من انتقالها الى الرفيق الاعلى فكانت اجمل هدية للاحتفال يومها بانتصار المقاومة الاسلاميةفي لبنان وهزيمة العدو الصهيوني بعد ان شهد العالم مرة اخرى على ارهابه ووحشيته و جرائمه ضد الانسانية على الطريقة النازية ليدرك العرب و المسلمون قبل غيرهم ان ارادة الشعوب من ارادة الله و ارادة الله لا تقهر”كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله و الله مع الصابرين”. اما اخر اتصال بيننا في هذه الدنيا فكان في قبرها و مثواها الاخير اذ كنت اخر من غادره بعد ابي فرششتها بماء زمزم المبارك وقلت بحضرتها :” انا راض عنك و ان شاء الله تكوني راضية عني و يكون الله راض عنا. جمع الله بيننا في الجنة. اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله”. واثناء دفنها في ذلك الموكب الخاشع والملا الكريم و اليوم المشهود توجهت الى الله بالدعاء ترحما على روحها الطاهرة و على ارواح اقاربها و ارواح المسلمين و ارواح الشهداء و في مقدمتهم جميعا والديها جدي صادق و جدتي عزيزة رحمهم الله جميعا انه غفور رحيم. حضرت اذى لوداعها وانا طاهر صائم حافظ للقران الكريم صابر على فراقها و صامد في السجن مرفوع الراس بين الناس لاقول في حضرتها و امام اهلي و احبابي و شعبي و العالم :” لقد قضيت خمسة عشرة سنة سجنا و توفيت امي العزيزة علي و انا في السجن ورغم ذلك لست حاقدا لان الحقد يعمي على الحق و لكني لست متنازلا على حقي في ان اعيش حرا في شعب حر في بلد حر مهما كان الثمن حتى و لو مت في السجن فمن اجل ديني و بلادي يهون كل شئ”. واوصيت اخوتي الاعزاء بابي خيرا فهو اهل لكل خير . لقاء مباشر في السجن و اتصال مباشر في القبر برحمة من الله فلم يقدر السجن ولا الموت ان يفصل بيننا فانا منها وهي مني و ستبقى في قلبي حتى الحق بها الى دار الحق و الله اسال ان يجمعنا بها في جنة النعيم ان شاء الله واسع الرحمة ذو فضل عظيم. و قد لخص لي اخوتي ما حصل من يوم الدفن الى يوم الفرق و ما تلقوه من التعازي و التعاطف في البيت و من داخل البلاد ومن العالم بقولهم .”لقد تحول الماتم الى عرس” فهنيئا لك يا امي بهذا الحب والتقدير ولعله من بشائر حب الله لك ورضاه عنك فانت تحبين الله ورسوله و تحبين الناس و خاصة الاطفال. و هنيئا لنا و لشعبنا و للمرأة في بلاد العرب و المسلمين و في العالم بك و باخواتك في فلسطين ولبنان و الله اكبر مع سلامي و شكري للجميع. كـريـم (المصدر: موقع “تونس، استفيقي” بتاريخ 30 أوت 2006) الرابط: http://www.reveiltunisien.org/article.php3?id_article=2283
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بلاغ إعلامي
تونس في 28 أوت 2006 في إطار دعم نشاطات الإتحاد و انتزاعه لحقه في النشاط كمنظمة قانونية، توجه اليوم عدد من أعضاء الإتحاد إلى مقر الوزارة الأولى بساحة القصبة و وزارة الشؤون الاجتماعية، و ذلك لتقديم مراسلات للسيدين الوزير الول و وزير الشؤون الإجتماعية تتضمن إعلاما بتكوين الاتحاد و طلب مقابلة السادة الوزراء. و إن منع البوليس تحت التهديد توجه الرفاق إلى الوزارة الأولى تحت ذرائع واهية، فقد تمكن الرفيقان فلة الرياحي و زهير ضيف من تقديم المراسلة لوزارة الشؤون الاجتماعية رغم تعنت الموظفين عن استقبال المراسلة. كما توجه مناضلوا الاتحاد إثر ذلك إلى مكتب التشغيل و العمل المستقل بتونس أين نفذوا وقفة احتجاجية دامت الساعة إلا الربع و ذلك في إطار مساندتهم للحركة النضالية التي يخوضها عديد المناضلين في جهتي قفصة و جندوبة.
و قد افتتح الرفاق وقفتهم بتحية لكل المعطلين الناشطين من أجل افتكاك حقهم في الشغل قبل كل الحقوق، كما بينوا للمعطلين الموجودين بمكتب التشغيل الأسباب الحقيقية لبطالتهم و المتمثلة أساسا في تخلي الدولة عن دورها الرئيسي في هذا المجال و انخراطها المحموم و اللامشروط في الخوصصة و التي تضع أصحاب الشهادات مباشرة امام مستغليهم من القطاع الخاص دون حماية قانونية أو متابعة من الدولة.
كما شدد الرفاق على أهمية النضال دون هوادة من أجل افتكاك حقهم في الشغل، كحق يكفله الدستور، و جددوا دعوتهم لكل المعطلين من أصحاب الشهادات للإلتحاق بالإتحاد و النضال صلب هياكله توحيدا للحركة النضالية و تعزيزا لتحركات اللجان الجهوية و المحلية.
هذا، و يدعو أعضاء الإتحاد مجددا كل المعطلين و اللجان الجهوية الالتحاق بالإتحاد على خلفية أرضيته العامة و قانونه الأساسي، و يعلنون معارضتهم لكل أشكال التوظيف التي قد تمارس على حساب نضالات المعطلين في كل الجهات من أي جهة كانت سياسية أو حقوقية.
ختاما، يهيب الاتحاد بكل القوى و الفعاليات السياسية و الحقوقية الوقوف إلى جانيه من أجل الدفاع عن حق أبناء تونس من المعطلين في الشغل قبل كل الحقوق. إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية المكلف بالإعلام الحسن رحيمي
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بيان مساندة
تونس في 28 أوت 2006 نحن مناضلوا إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، نخوض اليوم وقفة احتجاجية بمكتب تشغيل الإطارات و العمل المستقل بتونس مساندة للحركة النضالية التي تخوضها ست لجان محلية بالجنوب الغربي و الشمال الغربي، و التي تأتي ردا على الحالة المتردية و التهميش الذي يعيشه أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل في هذه الجهات. و إذ نقف هذه الوقفة، فإننا ندعو كل المعطلين و اللجان الجهوية و المحلية للإلتحاق بالإتحاد و توحيد الصف من أجل الدفاع عن حقنا في الشغل قبل كل الحقوق إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية المنسق العام الوطني سالم العياري
إنا لله وإنا إليه راجعون
السيد الطاهر الكافي ينتقل إلى الرفيق الأعلى
بقلوب حزينة ولكنها محتسبة صابرة لقضاء الله ذاكرة قوله تعالى ” إنا لله وإنا إليه راجعون” تنعى حركة النهضة السيد الطاهر الكافي أصيل منطقة القيروان، شقيق الأخ الشيخ عبد الوهاب الكافي السجين السياسي والقيادي السابق في حركة النهضة. وقد انتقل الفقيد العزيز إلى رحمة الله تعالى اليوم الإربعاء06 شعبان 1427 الموافق ل 30/08/2006. و حركة النهضة، بهذه المناسبة الأليمة، تحتسب عند الله الفقيد العزيز وترفع إلى الأخ عبد الوهاب الكافي وإلى كل عائلة الفقيد والى معارفه وأصدقائه خالص التعازي وصادق الدعاء أن يرزقهم جميل الصبر والسلوان وأن لا يفتنهم وإيانا بعده. راجين من العلي القدير أن يكون مثوى الفقيد جنة الخلد وأن يتقبله القبول الحسن بواسع الرحمة والمغفرة والثواب . “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي” الفجر (30،29،28،27) 06 شعبان 1427 الموافق 30 اوت 2006 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي (المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 30 أوت 2006 على الساعة 4 و 27 دقيقة بتوقيت لندن)
بسم الله الرحمان الرحيم كل التقدير للقائمين على موقع ” تونس نيوز ” ، وكل الشكر على العمل المتواصل لسنوات لتوسيع الثقب في جدار الصمت الاعلامي المضروب على وطننا الحبيب تونس ، وكل المساندة على صمود الموقع رغم المحاولات الجبانة لاغتياله ، وما تعرض له الموقع مؤخرا هو شهادة على نجاح الموقع في رسالته الاعلامية الحقة ، فان كان الموقع أصيب بسهم ، فسهام ” تونس نيوز ” تصيب يوميا مواقع التعتيم الاعلامي لنظام السابع من نوفمبر وتسبب له نزيفا مستمرا الأستـــــاذ فتحـــي نصــــــري
حرائق الغابات سجل الموسم الصيفي الماضي 183 حريقا أتت على ما يقارب 335 هكتارا أي بمعدل 1,94 هكتارا بالحريق الواحد تقريبا مقابل 154 حريقا في سنة 2004 ومساحة قدرت بـ189 هك ومعدل 1,8 هك للحريق الواحد، وذلك حسب ما ورد في العدد الأخير لمجلة الفلاحة. (المصدر: جريدة “الصباح” الصادرة يوم 30 أوت 2006)
ارتفاع احاياطيات تونس من العملة الاجنبية
www.xinhuanet.com 2006-08-30 09:09:38 تونس 29 اغسطس/ شينخوا/ ارتفعت احتياطيات تونس من العملة الاجنبية بتاريخ 28 اغسطس الحالى الى 8.425 مليون دينار / الدولار الامريكى يساوى 1.3 دينار/. جاء ذلك خلال الاجتماع الشهرى الذى عقده البنك المركزى التونسي اليوم /الثلاثاء / للنظر في مختلف اوجه الظرف الاقتصادى والمالي على الصعيدين العالمي والوطني . وبخصوص السيولة في السوق النقدية وبعد التقلص المسجل خلال الاشهر الخمسة السابقة عرفت السوق في شهر اغسطس الحالى فائض سيولة قام البنك المركزى بامتصاصها. وتراوحت نسبة الفائدة في السوق النقدية خلال شهر يوليو الماضى بين 4.97 في المائة و 5.07 في المائة حيث بلغت النسبة الشهرية الوسطية 5.04 في المائة. وسجل الموشر العام لاسعار الاستهلاك العائلي من ناحيته زيادة ب 0. 4 في المائة في يوليو الماضى وبلغت النسبة الوسطية للتضخم 4.7 في المائة خلال الاشهر السبعة الاولى من السنة الحالية. وفي سوق الصرف عرف الدينار منذ بداية السنة والى غاية يوم 28 اغسطس الحالى ارتفاعا ب 3 في المائة ازاء الدولار الامريكي وانخفاضا ب 4.3 في المائة مقابل يورو. وعلى ضوء هذه التطورات قرر مجلس الادارة الابقاء على نسبة الفائدة الرئيسية للبنك المركزى التونسي بدون تغيير مع التوصية بمتابعة يقظة لتطور الاسعار والعجز الجاري. / نهاية الخبر/
(المصدر: وكالة انباء شينخوا يوم30 أوت 2006 )
فيتش تؤكد تقييم تونس الائتماني عند “بي بي بي”
Wed Aug 30, 2006 1:32 PM GMT
لندن (رويترز) – أكدت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني يوم الاربعاء تصنيفها لديون تونس السيادية بالعملة الصعبة عند درجة الاستثمار “بي بي بي” مشيرة الى استقرار المناخ السياسي بالبلاد.
وكانت أيضا توقعات التصنيف الائتماني مستقرة.
لكن الوكالة قالت انه في حين يشهد حجم الدين العام تراجعا فانه لايزال مرتفعا قياسا الى دول ذات تصينفات مماثلة وان تونس مازالت بحاجة الى تعزيز نظامها المالي. وقالت فيتش في بيان “يأخذ التصنيف في الحسبان أيضا تحسن أداء الدين الخارجي للبلاد والتحرير التدريجي للاقتصاد.”
وأضافت المؤسسة أن توقعها بأن تبلغ نسبة الدين العام الى الناتج المحلي الاجمالي بنهاية العام الحالي 56 في المئة يعد مرتفعا بالنسبة لتونس مقارنة بغيرها من الدول المصنفة “بي بي بي”.
وتابعت “علاوة على ذلك -ورغم ما طرأ من تحسن في الاونة الاخيرة- فان مؤشرات الدين الخارجي والسيولة الدولية ليست جيدة قياسا الى نظيراتها من الدول المصنفة بي بي بي.”
وأبرزت فيتش مستويات مركزية الاقتصاد التي لاتزال مرتفعة وقرار تونس التحرك تدريجيا باتجاه تحرير الاقتصاد وتشجيع التجارة الخارجية.
وقال البيان “لكن فيتش تلاحظ أن اصلاح القطاع المصرفي الذي يعاني من مستوى مرتفع من القروض المشكوك في تحصيلها تسارع في 2005 و2006 لتهيئة البلاد لفتح حساب رأس المال وتعويم الدينار التونسي بنهاية العقد.”
كما نوهت فيتش بقدرة الاقتصاد التونسي على امتصاص الصدمات الخارجية مثل ارتفاع أسعار النفط واحتدام المنافسة من منتجي المنسوجات الاسيويين.
ومن شأن قوة أداء الصادرات وارتفاع مستوى الاستثمار الاجنبي المباشر على نحو “استثنائي” أن يولد تدفقات كبيرة للعملة الصعبة ويتيح انخفاض الدين الخارجي. (المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء 30 أوت 2006 )
تونس تلغي عملية القرعة لتحديد حجاجها
تونس 6 شعبان 1427 هـ الموافق 30 أغسطس 2006م واس
ألغت السلطات التونسية عملية إجراء القرعة المتبعة منذ سنوات لتحديد هويات المواطنين الذين سيؤدون مشاعر الحج من بين الأعداد الكبيرة للمتقدمين واستعاضت عنها بإجراءات جديدة تطبق اعتبارا من حج هذا العام .
وقد تم استبدال عملية القرعة بتنظيم جديد يتوخى اختيار قوائم الحجيج حسب الأقدمية في تقديم مطالب الترشيح مع تخصيص ثلث العدد للذين بلغوا سن الثمانين .
ويشترط في الإجراء الجديد التي اتخذته السلطات التونسية عدم تمكين من حج خلال السنوات السبع الأخيرة من المشاركة في عملية الفرز مع تمكين القرين باتباع قرينه آليا إذا لم يسبق له أن حج أو مر على حجه سبع سنوات كما يمنع مرافقة العاجز بالنسبة للذين سبق لهم وأن أدوا فريضة الحج خلال السبع سنوات الأخيرة .
وسيوفر الإجراء الجديد فرصا كبيرة من أداء فريضة الحج بالنسبة للذين قاموا بالترشح في السنوات الأخيرة ولم تسعفهم القرعة وستقطع الطريق على الخضوع إلى مجرد الحظ .
وكانت عملية القرعة الخاصة بموسم الحج لهذا العام والتي ألغيت بموجب الإجراءات الجديدة قد بدأت منذ 17 من الشهر الجاري وتواصلت ثلاثة أيام بعد أن فتحت السلطات التونسية أبواب التقدم للحج منذ 10 يوليو المنصرم .
//انتهى // 1112 ت م (المصدر:وكالة الأنباء السعودية يوم 30 أوت 2006)
قبالة كاب زبيب ببنزرت:
هل غرق مركب صيد على متنه خمسة بحارة أم «حرق» إلى إيطاليا؟
تواصل عمليات البحث في البحر وترقّب في قلعة الأندلس
تونس ـ الصباح علمت «الصباح» ان وحدات المنطقة البحرية ببنزرت بصدد البحث في قضية يكتنفها غموض شديد وتتعلق بمصير مركب صيد على متنه خمسة بحارة انقطعت كل الاتصالات بين أربعة منهم وأقاربهم في أواخر الاسبوع المنقضي بعد أن تقدم احدهم الى اعوان الامن مفيدا انه نجا بأعجوبة من الموت بعد غرق مركب كان يعمل على متنه رفقة اربعة بحارة قبالة جزيرة «كاني» المعروفة بجزيرة الكلات التي تبعد نحو سبعة أميال عن ميناء الصيد البحري بكاب زبيب بولاية بنزرت. أقـــــــــــوال
بناء على المعلومات التي ادلى بها المواطن المذكور الذي قال انه الناجي الوحيد من الفاجعة البحرية بعد أن قاوم أمواج البحر لنحو عشرين ساعة باشر اعوان المنطقة البحرية ببنزرت التحريات وكاجراء أولي استمعوا لأقوال المواطن المذكور الذي قال انه غادر رفقة اربعة بحارة آخرين مسقط رأسهم قلعة الاندلس بولاية أريانة واستقلوا مركب صيد وانطلقوا في «سرحة» (بلغة البحارة) عرض سواحل بنزرت ولكن حالة الطقس انقلبت لاحقا وهبت رياح قوية على المكان مما اضطرهم لغرس «المخطاف» على مقربة من جزيرة كاني في انتظار تحسن الاحوال الجوية. وأضاف البحار أن المركب غرق لاحقا ولا يعرف مصير رفاقه الاربعة واكتفى بالقول أنهم قاموا بشد أنفسهم الى أوعية بلاستيكية وانه اضاعهم لاحقا وراح مهتما فقط بانقاذ نفسه ببلوغ اليابسة. عمليات التفتيش بعد الاستماع الى أقوال البحار الناجي قام اعوان المنطقة البحرية ببنزرت بعمليات بحث وتمشيط اخرها كانت صباح امس الثلاثاء في محاولة للعثور على البحارة الاربعة أو أية قرائن مادية كالمركب أو الأوعية البلاستيكية ولكن دون جدوى. هل «حرقوا»؟ وقد رجحت بعض المصادر أن يكون البحارة الاربعة «حرقوا» الى ايطاليا ولا أساس من الصحة لحادثة الغرق لعدم وجود أية قرائن مادية رغم تمسك البحار الخامس بأقواله الاولى ونفيه القيام بأية مسرحية لإخفاء عملية «الحرقان». وأكيد أن التحريات الأمنية ستكشف حقيقة ان كانت حادثة اختفاء مركب الصيد بمن عليه نتيجة الغرق او جراء عملية إبحار خلسة. صابر المكشر (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم30 أوت 2006 )
حريـــــق الغابـــــة الجبليــــة بحمـــــام الشــــــط:
8 ساعات.. 80 عون حماية و100 جندي لإخماد النّيران
تحقيـــــــــق فــــــــــي الأسبــــــــــاب ولجنـــــــة للمتابعـــــــة
تونس – الصباح تمكّن عشرات الأعوان من الحماية المدنية والجيش الوطني في الساعات الأولى من فجر أمس الثلاثاء من السيطرة على الحريق الهائل الذي شبّ مساء أوّل أمس بالغابة الجبلية في الضاحية الجنوبية للعاصمة وتحديدا على مستوى منطقة حمام الشط والذي كنّا نشرنا أولى المعلومات عنه في عدد الأمس. وذكرت مصادر مختلفة لـ«الصباح» أنّ الجهات المتدخّلة بذلت مجهودات كبيرة على مدى ثماني ساعات تقريبا لإخماد ألسنة اللّهب ومحاصرتها حتى لا تنتشر باتّجاه قاعدة الجبل وبالتالي منعها من الاقتراب من المناطق السكنيّة. 80 عون حماية و100 جندي
وحسب المصدر ذاته فإن ما لا يقلّ عن ثمانين عون حماية شاركوا في العملية بعد التعزيزات التي جاءت من أريانة وتونس ونعسان فضلا عن أعوان الحماية المدنية ببن عروس كما تجنّد حوالي مائة جندي من الجيش الوطني وساهموا في عملية السّيطرة على الحريق.
ما بين 2 إلى 3 هكتارات
بعد التدخّل السريع لمختلف الأطراف من حرس وطني وحماية مدنية وجيش والذي مكّنهم في مرحلة أولى من محاصرة النيران لمنع انتشارها وفق خطّة تم تنفيذها بإحكام وفي مرحلة ثانية من إخمادها وتفادي مزيد من الخسائر في الأشجار والنباتات الجبلية إذ كان من المتوقّع أن يلتهم الحريق عدة هكتارات منها خاصة مع انتشاره السريع بسبب الرياح ولكن الجهات المتدخّلة اجتهدت ونجحت في خفض الخسائر في المساحة الخضراء إلى ما بين 2 إلى 3 هكتارات فقط.
لجنة متابعة وانتشار لأعوان الحماية
وفي سياق البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا الحريق علمت «الصباح» أنّ إدارة الغابات بالجهة كوّنت لجنة في الغرض وقد باشرت صباح أمس مهمّتها لكشف النقاب عن ملابسات الحريق ولتأكيد أو نفي العمل الإجرامي خاصة وأنّ درجة حرارة يوم الإثنين لم تكن مرتفعة وبالتوازي مع ذلك فتح أعوان الحرس الوطني بإقليم بن عروس ملفا تحقيقيا لتحديد الظروف التي حامت حول اندلاع هذا الحريق الذي أدخل الهلع والخوف في نفوس متساكني الجهة القاطنين حذو الجبل والذين غادروا محلاتهم السكنية وراحوا يتابعون تدخّل أعوان الحماية المدنية الذي تابعه أيضا والي بن عروس والمعتمد الأول ومعتمد حمّام الشط وإطارات أمنية مختلفة. تجدر الإشارة إلى أن أعوان الحماية المدنية انتشروا منذ الساعات الأولى من صباح أمس بالمنطقة الجبلية المتضررة للقيام بعملية مسح ومراقبة تحسّبا لاشتعال النار مجدّدا وقد تمّ تزويدهم بشاحنة تدخّل عند الغرض.
صابر المكشر (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم30 أوت 2006 )
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسطة عن سجن برج الرومى
يقع سجن برج الرومى بمدينة بنزرت شمال البلاد التونسية وهو قريب من مركز المدينة مسافة تسغرق بالسيارة حوالى 20دقيقة , وهو على هضبة كانت ثكنة عسكرية على عهد الإستعمار الفرنسى لتونس وقد حولته السلطات التونسية بعد الإستقلال إلى سجن كان دائما مكان عقوبة وكذلك للسجناء ذوو الأحكام الطويلة ومع بداية الحملة على الإسلاميين بتونس بداية 1991 إحتضن هذا السجن القاسى أفواجا متلاحقة منهم كما أضحى المسلخ الأول بالبلاد التونسية للسجناء السياسيين
يمتد سجن برج الرومى على مساحة واسعة من الأرض ويتكون من ثلاثة أجنحة وهم: جناح إدارة السجن , جناح يعرف بــ“الصنطرة الفقانية”وبه عمال السجن وكذلك السجناء الذين شارفت أحكامهم على الإنتهاء , والجناح الثالث ويعرف بإسم “الكراكة” وبه السجناء الذين لهم أحكام طويلة , ويفصل بين هذه الأجنحة الثلاثة حيطان شاهقة وهناك ثلاث أبواب تصل بين مختلف أجنحة السجن ,الأول هو المدخل للإدارة , الثانى يأدى من الإدارة إلى “الصنطرة الفقانية” أما الثالث فيأدى من “الصنطرة الفقانية ” إلى “الكراكة”
الإدارة :وهى تتكون من مكتب مدير السجن وهو مكتب ضخم ومجهز بأثاث فاخر ويشد الإنتباه وجود هراوتين تعذيب خاصتين فقط بالمدير لم أرى مثلهم قط , كما توجد مكاتب أخرى كثيرة تقوم بشؤون الإدارة
أما مكتب نائب المدير فعلى كل النزلاء الجدد المرحلين من سجناء أخرى بالبلاد التونسية أن يمروا به وقد كانت به صورة لبن على يفرض على الجميع أن يأدوا لها التحية
الصنطرة الفقانية : وهى تتكون من أربعة أقسام منفصلة وهى
D,E,F,I
وكل منها يتكون من ثلاث غرف ,طول الغرفة الواحدة 10 أمتار وبعرض 5 أمتار ويتراوح عدد النزلاء بها بين 80 إلى 100 سجينا وكل قسم له مكان للفسحة يتداول عليه نزلاء الغرف الثلاثة ووقت الفسحة لا يتجاوز 20 دقيقة , وقد كان مكان الفسحة يشهد إكتضاضا ولم يكن يتسع حتى لنزلاء الغرفة الواحدة المنفردة وعلى كل مدخل من مداخل تلك الأقسام الأربعة توجد ما أصطلح على تسميته فى السجن بــ”السقيفة” وهى على شكل مكتب مفتوح يتواجد فيه على الدوام خلال الوقت الإدارى رقيب أول برفقة حارسين من حراس السجن
وهناك فى هذا الجناح برج مراقبة يطل على كامل السجن وما حوله يوجد به عون حراسة مسلح على مدى الـ24 ساعة
كما يوجد بهذا الجناح أيضا مكان الإستحمام لكل نزلاء سجن برج الرومى وهو مكان مفتوح و يتسع لأربعين(40) شخصا وليست به سواتر حتى لتغيير الملابس والذى يتحكم بفتح الحنفيات خلال الإستحمام السريع جدا عون من أعوان السجن , ويجرى هذا الإستحمام الخاص على النحو التالى : فى البداية يقع تنبيه الأربعين سجينا فى أول المشهد على فتح الذخة الأولى من الماء بالقول “بل روحك”, ثم يقطع الماء ويأمر السجناء بإستعمال الشامبو , ثم يعاد فتح الماء بالقول “طيح الشامبو” ثم يقطع الماء مرة أخرى ليأمر السجناء بإستعمال الصابون ثم يعاد فتح الماء مرة أخيرة بالقول “طيح الصابون”ولا تستغرق هذه العملية أكثر من 5 دقائق فقط , وهذا الإستحمام البرقى ينتظره السجناء مدة طويلة تصل إلى ستة أسابيع
(45 يوما)
ويمنع الإستحمام داخل الغرف ومن يفعل ذلك يتعرض لعقوبة
الكراكة:وهى تتكون من ثلاثة أقسام منفصلة وهم
A,B,C
أ – تتكون من أربعة غرف مرقمة وهم غرفة1 ,غرفة2 ,غرفة3,غرفة4
طول الواحدة منهم 12 مترا و بعرض 5 أمتار وبكل غرفة من هذه الغرف دورتي مياه فقط ودائما ما يكون العدد بالغرفة الواحدة أكثر من 100 سجين ويصل العدد فى بعض الأحيان إلى130 سجينا , ينقطع الماء فى فصل الصيف تماما عن الغرف ويبقى السجناء فى إنتظار قدوم حاويات الماء من مدينة بنزرت وقد كان لكل سجين”بيدون” كانت عائلته قد زودته به , وتبقى الغرفة رقم2 مختلفة عن البقية , فأسرّتها من الإسمنت وبها درجة عالية جدا من الرطوبة يستحيل على من أقام بها فترة أن يخرج منها معافى ,أما مكان الفسحة فكان مشتركا بين الغرف الأربعة وقد كان لكل نزلاء الغرفة الواحدة حوالى 20 دقيقة من الفسحة , أما التهوية فهى منعدمة فقد كانت بكل غرفة ثلاثة نوافذ صغيرة جدا من الجهتين يحدون السطح
ب – وتتكون من خمسة غرف مرقمين من 1 إلى 5 ,تجد ثلاثة منهم على يسارك عند دخول القسم وإثنين على يمينك,حجم الغرف عدد1 و2 و و4 و5, 6/5 متر وبكل واحدة منهن دورة مياه واحدة فقط وأربعة نوافذ صغيرة متقابلة تحد السطح, وتأوى من 70 إلى 90 سجينا , أما الغرفة عدد 3 فهى 12/6 مترا وبها دورتي مياه ويتراوح عدد نزلاءها من 100 إلى 130 وبها ست نوافذ صغيرة متقابلة تحد السطح ثلاث منهما مقابلة للغرقة عدد ثلاثة بالقسم أ
س – ويوجد بها 3غرف بترقيم 9 و10 و11, أما غرفة9 فحجمها
5/10 أمتار
وبها دورتي مياه ودائما ما يكون العدد بها أكثر من 120 ويطلق على هذه الغرفة الخاصة المنطقة الأمنية التى تستقبل الوافدين الجدد لسجن برج الرومى ومن النادر أن لا يمر سجين جديد بهذه الغرفة الأشهر فى السجن و التى تمثل محطة تحقيق جديد لكل وافد , أما الغرفة عدد 10 فحجمها 4/8 أمتار وبها دورتي مياه ويتراوح عدد نزلاءها بين 70 و100 وبها نافذة صغيرة واحدة من الجهة الأمامية , أما الغرفة عدد11 فهى معزولة تماما عن البقية ولها مكان للفسخة خاص بها وللإشارة فإن مكان الفسحة التابع لهذا القسم مسقوف بقضبان الحديد
يوجد بـ”الكراكة”خزان للماء , وعيادة السجن , وكذلك “السيلونات” التى تمثل المسلخ البشرى فى برج الرومى وعددها 12 ,حجم الزنزانة الواحد 2/1.80 متر وبهذه الزنزانات درجة عالية جدا من الرطوبة إلى حد أن الحيطان والسقف يرشحون بالماء وتزداد الحالة سوءا فى فصل الشتاء كما توجد بهذا القسم ما يعرف بـ “الكلوار”وهو مكان الزيارة المخصص لكل نزلاء برج الرومى
الإدارة:وقد عرفت خلال وجودى بسجن برج الرومى من الفترة الفاصلة بين 1993 حتى 1999 أربعة مديرين تداولواعلى إدارة السجن وقد بقى آخر مدير وهو عماد العجمى إلى هذا التاريخ
المدير الأول هو بلحسن الكيلانى أصيل منطقة باردو الذى تقلد إدارة برج الرومى حتى أوائل 1995 وقد كان نائبه عمر صواف و”شاف صنطرة” حبيب عليوة , أما مسؤلى أقسام الكراكة فهم على التوالى ناجى الحبيبى , حسن الصحراوى (وقد شهر بحسن لبرص)وأبو بكر …
المدير الثانى هو فؤاد والى أصيل ولاية صفاقس والذى تقلد إدارة السجن فى الفترة الفاصلة بين أوائل 1995 حتى أوائل 1996 وقد كان نائبة صالح الدلوعى أصيل بنزرت وقد حافضت الإدارة على بقية التشكيلة السابقة
المدير الثالث وهو الشرير فيصل الرمانى وقد كان مديرا لبرج الرومى من الفترة الفاصلة بين أوائل 1996 إلى منتصف سنة1998 وهو صاحب القولة المشهورة “الأكلة كافية لتقفوا على أرجلكم للتعداد الصباحى والمسائى“أما بقية الإدارة فقد بقيت كما هى وبعد فترة قصيرة وقع إستقدام نائبا جديدا لمدير السجن وهو صالح الماطرى
المدير الرابع سيىء الذكر عماد العجمى والذى شغل منصب مدير سجن برج الرومى منذ أواخر 1998 حتى يومنا هذا
من هو عماد العجمى : يشغل حاليا منصب مدير سجن برج الرومى وهو يسارى متطرف يكن حقدا دفينا للإسلاميين , وقد كانت لى معه حوارات متكررة وقد عبر لى فى الكثير منها بأن له مشكلا شخصيا مع الإسلاميين فوق مشاكل النظام معهم وبأنه سيشفى غليله منهم وقد قال لى بصيرح العبارة : لو كنت رئيسا لتونس لقطعت عنكم الهواء الذى تتنفسون…وهذا غيض من فيض
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة : لعلي سلطت الضوء في حديثي على الكراكة و تحدثت عليها بالتفصيل لان اقامتي في برج الرومي كان جلها في الكراكة و هي من شهر 06/1993 الى 05/1996 ثم غادرت برج الرومي و رجعت اليه في شهر 02/1997 و بقيت لغاية 07/1997 ثم عدت ثانية في اواخر 1998 .ثم خرجت منه 06/11/ 1999
مع العلم انه يوجد في الكراكة 12 غرفة و قد أقمت فيها كلها باستثناء الغرفة رقم 11 لم يحصلي شرف ذلك. و أيضا يوجد 12 سيلون ايضا أقمت فيها كلها واحدة تلو الاخرى لعلي قلت هذا حتى يتأكد الجميع من معرفتي الجيدة بالمكان و عشته بكل مأساته
الحبيب مباركي سويسرا
البريد الالكتروني mbarkiha@yahoo.fr
كلية الاقتصاد بنابل: الجامعة لتحصيل العلم و ليس لتحضير اللبلابي
تفاعلا مع ما ورد بالصحف الوطنية من انتهاكات و تجاوزات خطيرة في كلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل، أود أن أضيف بأن الكلية منذ إنشاءها سنة 2000 شهدت العديد من الخروقات و التجاوزات، من بينها حصول طالب من الحزب الدستوري مرسم بالسنة الثانية محاسبة، سنة 2002 على معدل سنوي 11/20 في الدورة الرئيسية رغم أنه حصل على معدل 05/20 في السداسي الأول، أي أنه حصل على 17/20 في السداسي الثاني؟؟ مما أثار احتجاج عديد الطلبة.
كذلك قام سنة 2004 عون إداري يدعى “حسن” بالتلاعب بأعداد الامتحانات، إذ ضخم على الحاسوب علامة أحد الطلاب من 02/20 إلى 12/20، لكن عند مداولات مجلس الأقسام تفطنت أستاذة المادة لعملية التدليس و أكدت أنها لم تعط قط هذه العلامة لأي طالب مما أدى إلى رفت ذلك العون من العمل دون فتح تحقيق إداري أو عدلي.
و بالنسبة لتسريب الامتحانات فحدث ولا حرج، فهذه الظاهرة ترتفع أسهمها و تزدهر سوقها خاصة مع كل دورة تدارك.
ورغم كل محاولات الاحتجاج و لفت النظر إلى هذه الخروقات من قبل ممثلي الطلبة فقد تصدى لها السيد عز الدين الزواوي عميد الكلية و المعروف بعدائه للعمل النقابي و تطاوله على ممثلي الطلبة و الأساتذة و لجوءه الدائم إلى مجلس التأديب للتخلص و تصفية حساباته مع أعضاء المكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس و بيان الإتحاد أثناء انتخابات المجالس العلمية للسنة الجامعية 2003/2004 خير دليل على ذلك.
إذ كأن به يسلك خط “الحرب الإستباقية” للقضاء على أي تشكيل نقابي فتي طلابي كان أو إطار تدريس، علما وأن النقابة الأساسية للتعليم العالي و البحث العلمي بالكلية تشكلت سنة 2005 أثناء الإضراب الإداري المشهود.
كما عرف عميدنا بتفرده بالرأي و احتقاره للطلبة و إقصائهم من فضاءات الحوار كندوة الشراكة التي نظمتها كليتنا مع الغرفة الفتية الاقتصادية بنابل و الاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية و كذلك ندوة التشغيل و بعث المشاريع التي نظمتها الكلية بالتعاون مع السلط الجهوية و التي تجاهل فيها جل الخريجين.
أما للكاتب العام السيد محمد الزوالي، فرغم تفاخره بأنه كان من الممضين على عريضة ال 105 الشهيرة لاتحاد الطلبة إثر انقلاب قربة 71، فإنه أثبت عكس ذلك من خلال تصرفاته تجاه الطلبة في أفريل 2005 أثناء الاحتجاجات و المظاهرات على دعوة النظام التونسي لمجرم الحرب الصهيوني “شارون” لزيارة بلادنا أثناء قمة المعلومات ببلادنا.
كما لا يفوتكم أن إدارة كليتنا “طلعت” علينا قبل عطلة الربيع من السنة الجامعية الفارطة ببدعة تافهة و غريبة عن الفضاء الجامعي و هي إعداد “أعظم صحفة لبلابي في العالم” استهلكت 150 كلغ من الحمص و 50 كلغ هريسة و 10 كلغ ملح و 15 كلغ كمون و 30 لتر زيت زيتون و 1000 خبزة و 3000 بيضة؟؟؟ حتى تسجل في موسوعة قينيس للأرقام القياسية، مما أثار تندر أغلبية الطلبة و الأساتذة، فعوض أن تنفق هذه الأموال لإثراء تلك المكتبة الفقيرة من الكتب العلمية و الدوريات المتخصصة، أهدرتها في إعداد “اللبلابي”، و عوض أن تشجع الطلبة على البحث و نهل العلم و المعرفة و التميز في إعداد مشاريع التخرج تشجعهم على أن يصبحوا بائعي لبلابي، فربما مشروع اللبلابي أصبح من مشاريع الغد، اللهم زدنا علما.
كما تراجعت سلطة الإشراف في بداية السنة الجامعية المنقضية على إحداث ماجستير متخصص في علوم الاقتصاد في الكلية بعد التطبيل له في الصحافة الرسمية كجريدة “الصحافة” و كأنه فتح مبين، متعللة بنقص الكادر البشري لكنها سارعت بفتح مركز للأمن الجامعي ببهو البناية الجديدة للكلية و كأنه ضرورة ملحة في حين تغافلت عن حماية الطلبة من الطريق السريعة الرابطة بين نابل و الحمامات و الذي أسفر عن عدة حوادث آخرها الحادث الأليم الذي جد نهاية شهر ماي الفارط، واستيعابهم في الدورة الاقتصادية الجهوية و الوطنية (3 دفعات تخرج 2004، 2005، 2006).
أخيرا أوجه نداء إلى كافة الطلبة الأحرار في كلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل بمؤازرة أساتذتنا و خاصة النقابيين منهم، الأستاذ نور الدين الورتتاني كاتب عام النقابة الأساسية و رفاقه، و أدعو السيد عميد الكلية بالتخلي عن سلوكه الاستفزازي مع الأساتذة و الطلبة و تنقية المناخ الاجتماعي بالكلية خاصة وأنه في أيامه الخيرة من ولايته الثانية (2003-2006) على رأس الكلية، الولاية الأولى كانت (2000-2003). علما وأن قانون الوظيفة العمومية يسمح بترأس مؤسسة أو إدارة عمومية لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط و هو ما تم فعلا.
وليد حمام
كاتب عام سابق للمكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس
بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل.
راجع:
– جريدة الصريح ليوم 30 مارس 2006 ص 5، لبلابي في الوسط الجامعي؟؟ الصحفي المتجول قاسم قاسم
– جريدة الموقف عـ362ـدد ليوم 02 جوان 2006 ص5: عميد يعتدي على كاتب عام نقابة الأساتذة، عبد القادر بوسلامة: كاتب عام مساعد و بيان من النقابة العامة
– جريدة الموقف عـ364ـدد ليوم 16 جوان 2006 ص4: يحدث في منارات العلم ببلادنا فأين الوزارة من كل هذا؟
– جريدة الوحدة عـ504ـدد ليوم 17 جوان 2006 ص7:لماذا توترت العلاقة بين النقابة الأساسية و إدارة كلية التصرف بنابل؟
– جريدة الشعب عـ874ـدد ليوم 15 جويلية 2006 ص9: ماذا يجري بكلية الاقتصاد و التصرف بنابل؟
– جريدة الطريق الجديد عـ51ـدد جويلية/أوت 2006 ص2: صفحة أنباء و أصداء: اعتداء.
– البيان الانتخابي للإتحاد العام لطلبة تونس بتاريخ 27 أكتوبر 2003.
– www.fsegn.rnu.tn/Page1/main.htm
Quand FSEGN crée l’évènement : Le LABLABI prend son grade….
FSEG tente de s’enregistrer dans le livre de Guinness
الاستــاذ فيصل الزمنـــى : التوجــه الاستشرافــى لحزب الوحدة الشعبيـة :
هـذا المقـال كتب على اثر انعقـاد مـا سمي مؤتمرا لحزب الوحدة الشعبية بمدينة نـابل و نشره هنـا لاعتقادنـا و أن بداية السنة السياسية تحتاج توضيحـا أكثر لبعض المجريات و نظرا لمـا يحتويه المقـال من مؤشرات قد تؤثر على سير الحزب فقد رأينـا نشره قبيل بداية السنة السياسية الجديدة ..
نص المقــــــــــــــــــال
على عكـس مـا شهدته الاشغـال المختلفة موضوع مؤتمر حزب الوحدة الشعبية المنعقد بمدينـة نـابل خلال النصف الاول من مـارس 2006 و اجراءات سير أعمـاله من تسرع وقلق وتوقع لحضور عنيف … لم يحصل و برغم مـاشـاب الاعمـال من اعـداد مسبق خلف التململ … و عدم الرضـا … عند العديد من المنـاضليـن … فان انتخـاب الامين العـام قد جمع حوله كل المؤتمرين تقريبـا و قد حصل الاجمـاع الذى ندر و ان حصل فى الاحزاب السيـاسيـة المعارضة ببلادنـا … بمـا جعل زعـامة الحزب تذهب بدون منـازع الـى الامين العـام السيـد محمد بوشيحة و قد خرج الامين العـام من المؤتمر قــويـــا و مدعومـا .. و قد حصل على القوة ( بعد أن ترشح لمنصب الامـانة العـأمة وحده… و أدار الجلسة الاولى وحده … و ألغى الصندوق و سير الانتخابات وحده … و ارتقى للامـانة العـأمة وحده ..) من داخل حزبه و على الدعم من حضور الحزب الحـاكم بشكل متميز فى افتتاح أشغـال المؤتمر و هو مـا جعل احدى الضيفات العربيات ( من لبنـان ) اللواتى واكبـــــن أشغــــــال المؤتمر تصرح للقنـاة التلفزية ” حنبعل ” بأنهـا سعيدة بحضور تجربة أشغـال مؤتمر لحزب معـارض عربي مدعوم من الحزب الحـاكم .( هكذا جـاء بتصريح السيدة البيطـار لقناة حنبعل ) و معلوم أن الامين العـام لحزب الوحدة الشعبيـة قد دخل قـاعـــة المؤتمر يوم الافتتـاح بعد أن تجمع كل المدعويين و المشـاركين و الملاحظيـن جنبـا الـى جنب مع ممثل الحزب الحـاكم ثم و لـدى تولى أمين عـام حزب الوحدة الشعبية أخذ الكلمة فقد حمل ممثل الحزب الحـاكم تبليغ تحياته الـى قواعد التجمع الدستورى الديممقراطـى . و تتجه الاشـادة بأعمـال لجنة النظــام ( لجنة و عليهـا الكلام …. ) التى تولت حمـاية أشغـال المؤتمر بشكل واضح و جلي بمـا أكد أنه لهـذه اللجنة قدرات و فنيـات و تقنيـات عمل تتجـاوز الموتمر و تبشر بحمـاية مـا هو أكثرمنه … فاللجنة سيطرت عمليـا على جميع مداخل النـــــزل الـــــذى انعقد المؤتمر بـه و أخضعت كل الداخلين للرقـابة و لم تترك المرور الا لمن رضيت بـه و استصـاغته و قد حققت تلك اللجنة نجـاحـا عريضـا ذكرنـا بعدة لجـان أخرى تميزت باليقظـة … و الحضور .. و الصلابة … فى مؤتمرات عرفتهـا بلادنـا فى الستينات و السبعينات من القرن المـاضى … و كنتيجـة حتمية للطريقة التى تم اعـداد مؤتمر حزب الوحدة الشعبية بهـا .. فانه بـات واضحـا أن الامـانة العـامة الحـالية صـارت تشكل محورا بـارزا للعمل السيـاسي المستقبلي فـى تونس فالامين العـام السيـد محمد بوشيحة قد صـار الان تقريبـا الامين العـام الوحيد الذى تمكن من الترشح الى الامـانة العـامة كمترشح وحيد و صعد لهـا باجمـاع كل المؤتمريـن ( و يعلم الله من هم المؤتمرين ..) و حـافظ على سير أشغـال المؤتمر بموجب لجنة نظـام قوية و صلبـة الـى جـانب تولى ممثل الحزب الحـاكم توجيه التحية لـه و ابداء الارتيـاح لمـا قـام به من اعـداد و استعداد … لكل ذلك فان هـذا الحضور النوعى على مستوى الامـانة العـامة لحزب الوحدة الشعبية قد يلوح مستقبلا بحضور معـارض مزاحم جدي بتونس طـالمـا أن الارادة واضحة … و العزم ثـابت … و لجـان الحمـاية موجودة … و القبول غير منعدم … و هو مـا يجعل المشهد العـام يستحضر سنة 2009 قبل ميقـاتهـا الا اذا أعلن السيـد الامين العـام أنه غير معني بهـذا الموعد … و هو أمر غير وارد اذا نظرنـا الـى التنقيحـات التى تسلطت على النظـام الداخلي للحزب و جعلت من عضوية المكتب السيـاسي غير دائمــة و غير مؤثرة بالنظر الـى صلوحيــــات المجلــــس المركزى للحزب الذى لـه اقصـاء أعضـاء المكتب السيـاسي ” بدون سـابق اعــلام ” و معلوم أن ولاء المجلس المركزى للحزب هو ولاء للسيد الامين العـام برغم وجود شـائعـات أخرى لا يمكن أن تكون معقولة و لا منطقية طـالمـا أن الاجمـاع قد حصل لفـائدة الامين العـام بالمؤتمر و بدون أي أدنى جدل . ضف الـى ذلك التنقيح الذى أرجأ انعقـاد المؤتمر القـادم الـى سنة 2011 و هو مـا سيعطى صلوحيات واسعة لهياكل الحزب النـاشطة فى مـا بين المؤتمرين . كمـا أنه و فى نفس السيـاق فان الاسمـاء التى لهـا بعض الامتداد داخل الحزب فـى نواة للعمل الجدى المختلف … قد خرجت من تركيبة المكتب السياسي الحـالي و ذلك على نفس طريقة انجـاز المجلس الوطنى … بحيث أن الحزب صـار الان ذو وجهة واحدة ( one way ) ..و هو مـا جعل أحد أعضـاء مـا سمي بلجنة الحمـاية أو النظـام بالحزب … و هي اللجنة التى أصبحت تقريبا قـارة … و تواكب أعمـال الحزب … يفتخر لـدى تنظيم اجتمـاع المجلس الوطنى الاخيربمدينة نـابل .. بأنه ليست لـه مشـاكل مع الحزب الحـاكم … و أن غيره ممن يختلفون أو ممن لهم بعض المشـاكل ـ برأي المتحدث ـ مع الحزب الحـاكم يكونون قد أخطؤوا العنوان هـكذا …. عندمـا قدموا الـى حزب الوحدة الشعبية المعـارض . و هو مـا حدى ببعض الحـاضرين الـى التدخل و الرد على المتكلم بأنه قد يكون هو من أخطأ العنوان اذ أن وجهته الاصلية قد تكون شعبة دستوريـة ….. و ليس حزبا معـارضـا . كل ذلك يحيلنـا على سؤال : هل تشهد البلاد على ضوء هـذا… اعـدادا متميزا لسنة 2009 ؟
بالمزاد
تونسي.. نصف تونسي… ربع تونسي… للبيع
بداية مقالي هذا لا اعني به بالمرة ما قام به الأخ صلاح الدين العلوي الذي عرض ابناءه للبيع ولا الأخ الذي سبقه بهذا العمل- في منطقة دوز. فهذاالصنيع في نظري لا يتجاوز مجرد شكل احتجاجي للقمع والتجويع الذي يمارسه النظام التونسي تجاه الإسلاميين بعد مغادرتهم للسجن. لكن كلامي موجه اساسا لمن يريد ان يجعل من نفسه مناضلا على حساب آهات المستضعفين القابضين على الجمر.كلامي لذلك النكرة الذي اصدر كلاما في تونس نيوز يوم 28 اوت ممضى كالعادة تونسي ونصف
اقول لهذا وامثاله : ان ما كتبته لا يمكن ان يصدر عن عاقل, تهجمت على الجميع واتهمت الجميع بالتخاذل ونقمت على اصحاب البيانات حتى تظهر لنا انك الوحيد الذي يشعر بالمرارة تجاه ما قام به العلوي والوحيد الثابت على صراط النضال. والحقيقة غير ذلك فانت ارسلت لنا حروفا متقاطعة بدل ان ترسل للعلوي الف دينار وعكرت مزاجنا .اعلم ياهذا انك من اسبابا تاخر الجماعة انت وامثالك من النكرات. انا رايت الأخ العلوي وانت يمكن لم تره في حياتك بل اكاد اجزم انك لا تعرفه . ولا تعرف ماذا يريد الأخ من وراء الحركة التي قام بها. فانت نكرة كما قلت . واعترفت بانك لم تعد تونسي ونصف بل اصبحت ربع تونسي ونحن نعلم ان التونسي رجل فقس على ذلك فستجد نفسك اصبحت ربع رجل الى حد اليوم اما في مراسلة اخرى فستعلن انك فقدت الربع الأخير. المهم الآن انت في وضع فاقد الأهلية لذلك لا يستغرب منك ان تعرض نفسك للبيع. كنت اظن ان زمن النخاسة قد ولى فإذا بك انت وامثالك الذين ناصروك في المنتدى الذي قلت انك تتربع على عرشه فعرضوا انفسهم للبيع ايضا مساندة لك ففتحتم لنا سوقا للعبيد من جديد , واين؟ في اوروبا . فتحتم هذا السوق كي تزاحموابه الفقراء الذين عرضوا ابناءهم للبيع في تونس اما يكفي هؤلاء ملاحقة السلطات لهم ومنعهم من الإرتزاق اما تكفيك اموال /السوسيال/ الم تشبع بعد يا ربع. على كل حال انا مستعدة ان اشتريك فكم ثمنك عفوا بل بكم يبيعك سيدك؟ ارجو ان يكون الثمن مطابقا للشكل فنحن في اوروبا نعاين ولا نشتري بالغررر
معذرة للسادة القراء على هذا الأ سلوب الصادر مني لكن امثال هذا الربع- ولا ادري ان بقي منه شيئا الأن- يجب ان نرد عليهم بمثل هذا الأسلوب فهم يتستّرون وراء اسماء مستعارة كي يعكروا الماء . لكن اللوم كل اللوم لأحرار هذه الجماعة الذين صمتواا وابتعدوا ليتركوا المجال لمثل هذا النكرة المزايد كي يدنس المسار والمجد , وبالطبع عندما تخلو الساحة من الرجال يسودها انصاف وارباع الرجال او لنقل اشباه الرجال كي نقتصر المسافة
لكن الحمد لله عندما تعود للبلاد وترى الرجال هناك وهم في الميدان تعود بك الذاكرة الى زمن النضال والكدح والصبر والثبات,بالرغم من السجن والإضطهاد الذي تعرضوا له تراهم ثابتين في وجه الحاكم الظالم مستائين ممن هم خارج الوطن ومحتسبين امرهم لله
اما انت يا ربع امسك لسانك واستحي واعلم ان عرض البيع ما زال قائما واظن نفسي اول من قدم عرضا للشراء فكم ثمنك؟حتى اشتريك واطهر هذه الجماعة منك ومن امثالك فلا يبقى فيها الا الحر الأبي -مولاتك-ام اسامة
لستم للبيع
شكر الله لجميع الإخوة الذين هزّتهم صرخة أخينا “تونسي ونصف” وهي إنشاء الله غضبة لله أراد بها استنهاض هممنا وتذكيرنا بالهم الذي يعانيه إخواننا وأخواتنا وشعبنا بأسره في السجن الصغير والكبير! لا يخفى عليّ كما لا يخفى على كل الأخوة أن ما أقدم عليه أخونا صلاح الدين العلوي الآن ومن قبله الأخ علي الصغير من مدينة دوز الذي أخذ أولاده إلى سوق الحيوانات وكتب عليهم للبيع، رمزية الأمر وأن كلاّ من الأخوين أراد أن يعبر عن مدى الغصة والضيق الذي يعانيه من جراء القمع والظلم وجور العصابة التي تتشدق بحقوق الإنسان والحيوان!! وتتسلط على رقاب الناس في دولة “لاظلم بعد اليوم”. إن ما قام به الأخوان يغيض أعدائهما، أعداء العدل والحرية! ويربكهم ويكسر شيئا من جدار الصمت حولهم! ويكشف مدى زيف الأعداء وكذبهم وجبنهم! ويبين حقيقة غربتهم عن عاداتنا الحميدة وتقاليدنا الأصيلة التي توارثنا بعضها منذ عصور ما قبل الإسلام! إن سياسة التنكيل والعقاب الجماعي وتحميل من لا وزر له “وزر”غيره ليست من سمات الأبطال الشجعان بل هي صفة للخسيس الجبان الذي تعم “بنصره” الأحزان! ولكن الله من وراء الجبناء محيط! وليس عندي من شك في رمزية ما أقدم عليه الأخوان وأن أحدهما لو جمع له حطام الدنيا الفانية في طبق من ذهب وخير بينه وبين “كبده” ما تردد لحظة في الحفاظ على ما عنده وتلك هي الثروة وأما المال فيذهب ويأتي والله هو الذي يرزق من غير حساب ومن حيث لا نحتسب! نعم إن مجرد الإطلاع على خبر كهذا وإن كان رمزيا يصيب البدن بالقشعريرة والنفس بالغثيان! يعلم الله أنني كلما حاولت أن أتخيل موقف أبناء الأخ علي الصغير وهم في سوق الحيوانات مكتوب عليهم: “للبيع” أقدر حجم الألم النفسي الذي تعرضوا له وأشعر بمرارة وغصة من عجزي عن مد يدي لانقاذهم! وأي مرارة تجدها صغيرة الأخ العلوي ابنة الثمانية سنين ومدير مدرستها يقول: هذه لا يحق لها أن تدرس في مدارسنا لأن أباها إرهابيا! أي زمن يتحول فيه المعلم “المربي” إلي جلاد قذر يصدر الأحكام وينفذها!؟ إنه فعلا زمن تموت فيه الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الضباع والكلاب والمنافقين وأشباه الرجال و”القنازع” والزناتيس والكلايتونات واللومرات والمافيوات….!! إلي الإخوة جميعا، علي الصغير وصلاح الدين العلوي،ومهاجر محمد، وعبد القادر،ومسلم،ومحمد الصالح، ومواطن تونسي،ومباركي،وأيوب ومحسن وأطفالكم وأهاليكم جميعا أقول إنكم لستم للبيع وثمنكم لا يقدر أن يدفعه أحد غير الله الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة! ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وإن شانئكم هو الأبتر والذليل وهو والله لا يبوء بشسع نعل أحد أبناءنا! وإن معاناة إخواننا هي ثمن باهظ لسلعة غالية! يا صاحب الهم إن الهم منفرج ***أبشر بخير إن الفارج الله والله ما لك دون الله من أحـــد ***فحسبك الله في كل لك الله نسأل الله أن يفرج على الجميع وأن يكفي إخواننا الحاجة ومذلة السؤال وأن يرزقهم من حيث رزق محمد ابن مسكين قافلة كاملة بعد أن كاد يهلك جوعا وأهله وآثر على نفسه وعياله وبه خصاصة شديدة! ( القصة كاملة عند الرافعي، من وحي القلم الجزء الثاني بعنوان: “السمكة”). الإخوة الكرام ما رأيكم لو “نشعل” الشموع ونلعن “الظلام” بدل أن نكتفي بلعن الظلام! ماذا لو أن كل عضو في هذا المنتدى الطيب تبرع بأورو واحدا ألن نجمع مبلغا محترما يفرج كربة عن مسلم أو مسلمين؟ وماذا لو أن كل زوار المنتدى والحوار ساهموا في ذلك؟! وماذا لو أنهم رفعوا المبلغ إلى عشرة أوعشرين أو مائة؟ ألن تفرج الكثير من الكرب ولا تنقص أموالنا لأنه ما نقص مال من صدقة! آمل أن يتحقق ذلك وسبل تحقيقه معروفة وأشهد الله أنني سأبدأ بنفسي! وللإخوة جميعا الشكر مجددا. أخوكم: صــابر التونسي (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت بتاريخ 30 أوت 2006)
البعد الآخر
حدث في مستشفى!!
بقلم: برهان بسيس
في الليلة الفاصلة بين الفاتح والثاني من شهر أوت تعكّرت الحالة الصحية للسيدة الشابة شاذلية دولة المقيمة بمستشفى محمود الماطري بأريانة بعد أن وضعت قبلها بيوم مولودا بهيّا في ظروف عادية. كانت المرأة تتألم مكتوية بنار حمّى غير عادية وكانت تضغط على يدي زوجها الشاب لعله يفعل شيئا ما لتسريع معالجة ما ألم بصحتها من اضطراب. الزوج المسكين استنجد بالإطار الموجود في المستشفى دونما نتيجة، لهث يمينا وشمالا فلم يجد حوله إلا اللامبالاة، تعاملوا مع حالة زوجته كما لو أنها دخلت للمستشفى لاقتلاع ضرس أو تضميد جرح بسيط.
لا أحد قطع جلسته الحميمة حول كوب القهوة ودردشات الليل الحميمي ليهتم باستغاثة الزوج الذي ظن أن بر ودة دم الجماعة دليل علي خبرتهم الواسعة في الميدان تجعلهم هادئين رصينين في التعامل مع حالة مثل حالة زوجته وهو ما أدخل طمأنينة واهمة على نفسه.
رافق ألمها حتى الصّباح، ثم أنزلها بنفسه إلى قسم التصوير بالأشعة دون أن يساعده أحد وفي الأثناء كان التعفّن الجرثومي الطارئ يتوغّل في جسد الزوجة المسكينة.
وبعد مضي ساعات من الألم والإنتظار أمر أحدهم اجتهادا بنقل المرأة إلى المستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسى أين تم استقبالها هناك ليعبّر الطبيب الذي باشرها عن استغرابه من قدومها المتأخّر، وقد كان استغرابه في محله إذ كانت السيدة شاذلية دولة تحتضر لتسلم بعدها الروح لخالقها!!!
فرحة الولادة تحوّلت إلى مأتم حزين، منير الزائر زوج المرحومة عامل بسيط وجد نفسه فجأة المسؤول الوحيد عن تربية شاذلية الصغيرة وأختها، لكن لا بأس فالحياة ابتلاء واختبار إلا أنّ ما يفترضه العقل وتتطلبه أحاديثنا وجهودنا من أجل واقع تحكمه المساواة واحترام الحقوق وتطبيق القانون ذهب بالزوج المنكوب إلى طلب حقه من المستشفى في أن يعرف على الأقل سبب وفاة زوجته.
إلى يوم الناس هذا يقع صدّ منير الزائر من أمام بوّابة المستشفى، لا أحد من المسؤولين ارتضى مقابلته، بل أن أحدهم من الذين استوقفهم صدفة في احدى ممرّات المستشفى نهره بكل غضب وتشنّج وتكرّم عليه بنصيحة ألا يقترب مجددا من هذا المكان وأن الأمر – هكذا!!! – لا يهمه!!! (أي أمر سبب وفاة زوجته).
طبعا رفع منير قضية عدلية ضد المستشفى وهو في انتظار انطلاق المتابعة الجدية للقضية التي نتمنّى ألا تتأخر لكي لا يشعر أي مواطن ينتمي لهذا البلد بالغبن أو بالحيف تجاه اهتمام أو نجدة توزّع على الناس حسب انتمائهم الاجتماعي أو مستواهم المادي أو علاقاتهم مع أصحاب القرار فيضيع حق الفقير أو المواطن البسيط في زحمة الروتين الاداري واللامبالاة البيروقراطية.
ما شدّني حقيقة في مأساة هذا الزوج الشاب أنه رغم الألم والمحنة أفادني بأنه مصرّ على متابعة هذه القضية لأنه في جانب من المسألة لا يريد أن تتكرر المأساة مع نساء أخريات. وهنا بالذات أظن أن الرجل قد وضع الإصبع على الدّاء بالنظر لتنامي الاهمال الطبي في مستشفياتنا العمومية بطريقة لافتة تجعل من المفيد التساؤل عن آلية الردع التي تفرضها وزارة الصحة العمومية على المسؤولين عن التقصير الذي تضررت منه عديد العائلات التونسية.
في تونس، بلدنا الذي نحبه تمثل مكاسبنا في قطاع الصحة احدى مفاخر الدولة الوطنية لكن الأمر يتجاوز مع هذه الأمثلة مجهود التمويل والبناء وتوفير التجهيزات والكفاءات ليتصل مباشرة بقضية تكوين من نوع مغاير هو تحدي تكوين الضمائر إذ لا خير في مستشفيات فسيحة ومصحات حديثة وآلات متطوّرة وكفاءات عالية ولكن ضمائر خاوية.
من أجل وقفة حازمة ضدّ هذا الخواء الضمائري حتى لا تتواصل المآسي!!! (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم30 أوت 2006 )
إشارات إلى الأخ نصر الدين بن حديد
أتابع باهتمام قراءتك النقدية لما أكتب، ولا تحضرني الآن – للأسف- أية أفكار أرد بها على ما جاء في مقالاتك القيمة بلا شك، غير أن لي بعض الإشارات وددت لو انتبهت إليها، كي تكون إسهاماتك أكثر إفادة في المستقبل، لي شخصيا و للقارئ الكريم إن كان له اهتمام بما نقول.
·وددت لو خلصت نصوصك من هذه الألفاظ المستوحاة من القاموس الجنسي (عهر، دعارة، خيانة، رجولة، …)، والتي أطنبت في رأيي في استعمالها، بما يؤثر سلبا في قيمة الأفكار الجميلة التي طرحتها، والتي يمكن أن تكون أرضية لنقاش أهدأ و أرصن..وهذه ملاحظة أخوية أرجو أن تأخذها بطيب خاطر، فقد عهدت الجزائريين يفعلون أكثر مما يقولون.
·وددت أيضا، لو أنك أبقيت نصوصك في صلب الأفكار التي تجشمت الرد عليها، بالابتعاد عن الظنون والنوايا السيئة، حتى لا يكون قدوتك بعض إخوانك التوانسة، من الذين “قدر عليهم ربي”، حيث لا يحسنون أي نوع من النقد غير “الردح” والتجريح والتخوين، و ذلك بدل مواجهة الأفكار بالأفكار كما تفعل أنت..إن من يدعو إلى علاقات جيدة مع الغرب ليس بالضرورة عميلا للغرب، وإن من يعترض على طريقة معينة في المقاومة لا يعني أنه خائن يطعن أمته في ظهرها، وخذ مثلا العلامة ابن باديس في الجزائر، كانت له طريقة في مقارعة الفرنسيين، لم تقدر إلا لاحقا، وكذا آخرون كثر على مر التاريخ وفي كل مكان.
·وستلاحظ معي كيف أن التيارات السياسية والفكرية في العالم العربي إنما يطغى على نظرتها إلى بعضها البعض، أن كل واحد منها يتهم الآخر بالعمالة والخيانة..والخلاصة أنني عندما اختلف مع فلان أو علان في الرأي، لا أسمح لنفسي بأن استبيح عرضه أو اتهمه بالخيانة أو العمالة..إنما الأصوب أن أناقشه في ما قدم من رؤى وأفكار وبرامج بما يحول الحوار إلى نعمة لا نقمة..إذا أبقينا على المنطق السائد في نقاشاتنا الحالية، فإننا نرهب الناس، ونمهد لحلقة استبدادية جديدة..كم من جرائم وفضائع ترتكب بإسمك اللهم.
·وأخيرا فإنني أخبرك بأن الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله، كان صديقا كبيرا للغرب، وقد سمع منه الغرب وأنصت إلى نقده أكثر مما سمع لأي عدو أو زاعم للعداوة..وسأظل أحلم وأناضل من أجل تونس، وعالم عربي وإسلامي، يقول الناس فيه كلمتهم، دون خشية من فتوى تبيح دمهم أو رأي أهوج أرعن يزعم عمالتهم لأجنبي فيستبيح “تدينا وورعا كاذبا” دمهم وعرضهم..الدين الحق هو الذي يسمو بالخلق، لسانا وفعلا.
ومني عليكم السلام
خالد شوكات
الجزائربين الآجال الحارقة والأسئلة الملتهبة
لا حديث في الجزائر ـ أو بالأحرى بين الجزائريين ـ راهنًا سوى عن «ميثاق المصالحة»، تراوحًا بين القول بالتمديد أو الحزم بالرفض وإغلاق «باب الرحمة». النقاشات الدائرة بين السياسيين والمعنيين وكذلك ما شهدته وسائل الإعلام، اختزلت مجمل المشهد السياسي الجزائري حين تجاوزت المواقف البعد المباشر للسؤال لتلفّ أو تعبّر عن مدى التحالفات أو حالات التناقض ـ إن لم نقل النفي ـ القائمة بين الأطراف فاعلة ضمن هذا المشهد… يختزل هذا السؤال مجمل المعادلة الجزائريّة الراهنة ضمن جذورها وتراكماتها التي تضرب بعيدًا متجاوزة الأبعاد البيّنة ـ أيّ إلغاء الدور الثاني من الانتخابات التشريعيّة سنة 1991 وما تلا من «تعقيدات» ـ ليمسّ البنى السياسيّة وكذلك الاجتماعيّة والثقافيّة، وما أفرزته من حالة جذب وتنافر… يعلم الجميع يقينًا أن السؤال يتطلب ـ في مقامه المباشر ـ معالجة سريعة وإجابة آنيّة، حين يخلّف التأجيل أو التسويف نزيفًا يهدّد الجزائر بأكملها ـ سواء كانت الدولة أو الشعب ـ وكذلك وجوب أن يتجاوز هذا الجواب محاولة التسكين أو التخدير من خلال السعي إلى البحث أو الغوص في الجذور المؤسّسة لحالة التناحر التي لا تزال قائمة، سواء كانت نارًا مشتعلة أو جمرًا يتستّر بالرماد…
الجواب الذي ستقدّمه القيادة الجزائريّة ـ مهما كانت طبيعته ـ يأتي ملبيا وموافقًا لآراء البعض ومغفلا ـ إن لم نقل مسفهًا ـ لتطلعات الآخرين، ومن ثمّة وجب على الطبقة السياسيّة بأجملها وكامل الأطراف الفاعلة البحث عن حالة توافق تنزل بالرؤية إلى ما هو أعمق من مجرّد القبول أو الرفض، لتؤسّس لحالة من «الثقة» التي تمثّل الشرط الأوّل والأساسي لقيام حالة التوافق هذه…
الأكيد والذي لا يقبل الجدل يكمن في انعدام التوافق أو هو عدم التطابق بين الإطار ـ المباشر والتطبيقي ـ الذي يتنزّل ضمنه«ميثاق المصالحة» من جهة وبين ما يبغيه البعض من حلّ ـ عن لوعة أو صدق ـ للمعادلة الجزائريّة ضمن أبعادها المأساويّة الشاملة والواسعة خصوصًا، حين يأتي الميثاق في صورة الكلمة الأولى من السطر الأوّل من الصفحة الأولى من الفصل الأوّل من كتاب المصالحة الشاملة والتوافق التام، أيّ أنّه المفتاح القادر على فتح باب الغد، وليس الباب ذاته، وقد رغب البعض أو سعى أو أراد ـ عن طوبائيّة أو حلم أو مناورة ـ جعله أو تسويقه في صورة «المعجزة» القادرة على محو الماضي من الذاكرة وإلغاء كلّ الشوائب التي لا تزال تعيق البرء والانعتاق من بوتقة «العنف التدميري» بجميع أشكاله وضمن جميع صوره… السؤال في بعده الأشمل والأوسع يتمحور في البعدين التاليين:
ـ لماذا انزلقت الجزائر في دوّامة الحرب الأهليّة؟ ـ كيف صار القتل والتصفية ضمن أبشع الصور وسيلة التخاطب الوحيدة بين شقّ كبير من الجزائريين؟
لا يكمن الحلّ في تحديد أسماء الفاعلين ومن تورّط ـ ضمن هذه الصورة أو تلك ـ فهذه مهمّة العدالة في المقام الأوّل وكذلك من أدوار التاريخ، بل يتوجّب على الطبقة السياسيّة والنخب بجميع طبقاتهم طرح هذه الأسئلة من باب تحديد مواطن الخلل ومواضع العلّة، ليخلص الجميع إلى حالة من التوافق أو هو نمط من الميثاق أو العرف الذي يبحث عن التأسيس لحالة من الاستقرار والرسوخ تنفي ـ بأيّ حالة كانت ـ أن يتجدّد ما فات وأن يصير درسًا نستفيد منه سواء ضمن البحث عن تأسيس الدولة الراهنة أو أن نترك للأجيال الصاعدة أو القادمة إرثًا لا نخجل منه أو هم لا يخجلون بالانتساب إلينا…
الجميع يتّفق على اعتبار أنّ الموافقة أو الرفض لا يمكن أن تكون سوى مجرّد وسيلة للخروج من عنق الزجاجة، حيث غادرت الجزائر منطق «الحرب الأهليّة» دون القدرة على التأسيس لـ«سلم اجتماعية دائمة وراسخة»، ومن ثمّة يتفّق الجميع ويتوافقون على اعتبار أنّ المصلحة الوطنيّة هي المبتغى والمراد، ليصير الأسلوب ـ حين صفاء النوايا ـ محصّلة الآراء وملخّص الرؤى، دون رغبة هذا الطرف أو ذاك في نفي الطرف المقابل أو أن يدّعي في الأمر وصاية أو «قداسة» ليقود الجميع إلى جنّة قسرا وعنوة…
لا يمكن ـ بأي صورة ـ لأيّ كان أن ينكر ـ بمن فيهم من رفض وعارض مشروع «ميثاق المصالحة» ـ أنّ الأوضاع الأمنيّة في الجزائر شهدت تحسّنا ملحوظًا مقارنة مع ما كان قائمًا من قبل، ومن ثمّة وجب على هؤلاء «الخوارج» البحث عن صيغة ـ أو صيغ ـ إثراء هذا المشروع، من باب أنّه حفظ دماء الآلاف من الجزائريين، رغم ما قد نرى فيه «من نقائص»… كذلك لا يمكن ـ بأيّ صورة ـ لأيّ كان أن يدّعي ـ بمن فيهم من وضع «ميثاق المصالحة» ـ أنّه «المطلق والمقدّس أو المنزّل» ومن ثمّة يأتي ـ حسب ذات الرأي ـ من خالفه أو رفضه في صورة «المدنّس أو الخائن»، لتكون هذه الصورة شديدة الشبه إن لم نقل مطابقة لما كان قائمًا قُبيل إلغاء الدور الثاني من الانتخابات التشريعيّة…
قد يتخفّى الرافضون خلف ما يرونه من «عدم شرعيّة النظام القائم» وقد يرى من وضع القانون أنّ التمديد يعني التسيّب والانحلال وما يعني ذلك من مسّ من هيبة الدولة، فالقول واجب لهؤلاء الرافضة بأنّ مبدأ الاختلاف أو الصراع مع هذه الدولة القائمة لا يعني أنّ منجزها عدم، وأيضًا نقول أنّ بناء الدولة يتوجّب «قدسيّة القوانين» لكنّ ما يسبق القوانين ويؤسّس لهذه القدسيّة هو الإجماع والتلاقي والتوافق وما يسبقها جميعها من تشاور بعيدًا عن عقليّة الإقصاء وضغائن التصفية جسديّة كانت أو فكريّة… ليس المطلوب أو المأمول أو الحلم أن ننتقل بين لحظة وأخرى من وضع الاقتتال الدامي إلى حالة التوافق المطلق، فقد راكمت هذه البلاد من الضغائن والآلام والندوب ما يجعلنا بل يلزمنا أن ننظر إلى التاريخ ـ هذا التاريخ الدموي ـ نظرة تترفّع عن الأهواء وترتقي دون الغرائز التي وجب أن نعترف بقدرتها ـ ضمن الحالة الجزائريّة ـ على تعطيل الرؤية العقلانيّة القادرة على جعلنا جميعًا نحسّ منذ عقود أو هي للمرّة الأولى في تاريخ هذه البلاد تأتي راهنًا في صورة ذلك القارب الذي لم يغادر بعد منطقة الأعاصير العاصفة والرياح العاتية وبالتالي ليس لمن شاء أن يبغي الصعود فوق أكتاف الآخرين وليس لمن شاء أن يعطلّ الرحلة نحو شاطئ الأمان…
(*) صحفي جزائري مقيم في تونس
في عودة الراديكالية اليسارية وهشاشة إسهامها الفكري: كيف تعيش الماركسية اليوم
2006/08/30 الطاهر الأسود
في الرابع عشر من آذار/مارس، في الساعة الثالثة إلا الربع من الظهيرة، توقف أعظم مفكر علي قيد الحياة عن التفكير. بموت هذا الرجل تعرضت كل من البروليتاريا المناضلة في أوروبا وأمريكا والعلم التاريخي الي خسارة لا تقاس . من خطاب تأبين فريديريك أنجلز لرفيقه كارل ماركس مقبرة الهايغايت في لندن يوم 17 آذار/مارس 1883 يتعلق هذا المقال بتطورات ميدانية تعيد الماركسية أو طيفها الي مسرح الصراع الدولي ولو في كواليسه الأقل جذبا للاهتمام، حتي الآن علي الأقل. ولكنه يطمح الي إعادة طرح أسئلة ضرورية في علاقة بالجدوي التاريخية للفكر الماركسي ومغزي حيويته. إن السؤال الأساس هنا هو التالي: هل كان ماركس مفكرا أم ثوريا؟ أو بشكل آخر: ألم يكن ثوريا فقط بشكل عرضي في حين كانت علامته المميزة التي فرضته علي بقية الثوريين هي ابداعه الفكري؟ ومن ثمة، أي معني للماركسية إن كان الطامح للانتساب اليها مجرد ثوري؟
يجب أولا تعريف الراديكالية اليسارية. بداية لا يتعلق الأمر بالمجموعات السياسية القومية بالأساس المتقدمة نحو السلطة السياسية في أقطار أمريكا اللاتينية، حيث لا هي حصرا يسارية ولا هي بالتأكيد راديكالية. كما لا يتعلق الأمر هنا ضرورة بمن يسمي نفسه راديكاليا وهو يساري في الآن ذاته، حيث توجد أحزاب عديدة تسمي راديكالية وذات برنامج يساري أيضا. بل يتعلق الأمر تحديدا بمن يعمل فعلا علي قلب جذري أو ثوري للأنظمة القائمة علي أساس أجندة يسارية. وفي الواقع وخلال أواخر القرن التاسع عشر ومعظم القرن العشرين كان الحامل الرئيسي للواء الراديكالية اليسارية التيارات التي تنسب نفسها للماركسية وذلك رغم الحضور الدائم ولكن حتما الفضفاض لتيارات أخري خاصة الفوضوية.
ولكن ليس كل من ينتسب الي الماركسية هو ضرورة راديكالي يساري. فلا يدخل ضمن الراديكالية اليسارية مجموع الأحزاب الشيوعية التي قبلت الاندماج في الأنظمة القائمة خاصة ضمن مجال أوروبا الغربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين أي تلك التي تخلت عمليا عن برنامج العنف الثوري وفرض دكتاتورية البروليتاريا . فبالرغم من كون هذه الأحزاب خلال أطوار نشأتها وطفولتها كانت القاطرة الرئيسية للراديكالية اليسارية فإنها اقتنعت سواء ضمن حركيتها المحلية أو الاستراتيجيا السوفييتية المتموقعة ضمنها بأن المشاركة في العملية السياسية البورجوازية هي السبيل الوحيد للاستمرار. وهكذا فِإن تواصل وجود تيارات راديكالية يسارية طيلة تلك الفترة لم يكن يعني عدم تخلي بعضها عن راديكاليتها وبروز أخري جديدة تعرض نفسها كأطراف أكثر طهارة ووفاء لأجندة الثورة ومن ثمة حسب تحليلها للماركسية ذاتها. وهكذا جاءت حركات اليسار الجديد (The New Left) والتي اكتسحت الساحات السياسية اليسارية خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. ورغم النمو المطرد للحركات الفوضوية فإن الراديكالية اليسارية الراهنة لا زالت بالأساس ماركسية لأنها لا زالت تعيش علي ما تبقي من طفرة اليسار الجديد . غير أنها تنقسم الي راديكالية يسارية كلامية وأخري مسلحة بالفعل. الغيفارية الممشوقة: عندما تصبح الماركسية موضة لم يكن تشي غيفارا ربما أكثر الثوريين نجاحا بالرغم من أنه كان بالتأكيد الأكثر ارتحالا. وذلك تحديدا، أي ارتحاله ومطاردته للثورة أينما كانت، هو سر الغرام الراهن بالغيفارية وليس نجاحه الثوري أو برنامجه وأساليبه بأي حال من الأحوال ما يتذكره محبوه الكثر عبر العالم والذين يتجولون بكل فخر بصورته علي صدورهم بما في ذلك مهندسو السيليكون فالاي وعارضات أزياء إيف سان لوران وطلبة جامعة هارفارد وفرق الروك أند رول. ربما كان هذا الانتشار الفائض ناتجا أيضا عن ملامحه الساحرة كما التقطها المصور الكوبي في احدي قيلولات هافانا بذلك السيجار الطويل في فمه كأنه أرستقراطي مسلح. في جميع الحالات فإن غيفارا القمصان الوردية والسوداء في جلسات الحشيش لمراهقين أطرياء، غيفارا البادي علي أعلام مشجعي فريق الآ أس روما، وغيفارا الوسيم الرحالة الفالت من القوالب الايديولوجية، ليس إلا غيفارا مركب ووهمي ليس له إلا علاقة صورية بغيفارا كما كان أو كما كان ممكنا.
طبعا لا يعرف أو لا يهم كثيرا محبو غيفارا الجدد أن غيفارا ينتسب للماركسية. وتلك تحديدا مأساته حيث لم يعلق في الأذهان من غيفارا سوي صورة روبن هود متجول بدون عقل. فقط ما يهمهم أنه يمكن أن تكون وسيما وتنصر في الآن ذاته المظلومين الجوعي عبر جبال وغابات العالم. ولكن غيفارا هذا مقلم الأظافر ورقيق القلب ولا يقوي إلا علي الابتسام وتدخين السجائر الطويلة. كما أن غيفارا المدخن هذا يبدو كثير الكلام، يستفيق متأخرا، متسخا بعض الشيء، يكره إطاعة الأوامر، ربما يشارك في الاحتجاج علي استعمال أحد ماركات الملابس المعروفة لعمال دون السن القانونية في تايلند، ولكنه في النهاية يتناول وجبة الإفطار في الماكدونالد، والعشاء في مطعم إيطالي فاخر، ولا يمانع في تمضية سهرة السبت في أكثر حانات المدينة غلاء. هناك شريط ألماني جديد يذهب الي أقصي مدي كاريكاتوري في التعبير عن غيفارا اليوم: المربون (The Edukators) يروي قصة شبان غيفاريين ضجرين يقتحمون منازل الأثرياء خلال غيابهم لـ قلب الاثاث علي أنه إعلان ممكن للثورة. ربما توجد غيفارية مسلحة اليوم كما هو حال تنظيم القوات المسلحة الثورية الكولومبية ، ولكن اليسارية الراديكالية المسلحة في العالم الراهن ترتوي أساسا من منبع آخر. مفارقات الماوية: صين ماو الرأسمالية وانبعاث الماوية الجديدة في آسيا في مقال ظهر في الهيرالد تريبيون بتاريخ 18 نيسان/أبريل 2006 كتب فيليب بوورينغ (Philip Bowring) عن أمر بدا لي مفاجئا للوهلة الأولي. في هذه الأيام تبدو العاصمة النيبالية كاتمندو علي وشك السقوط في أيدي مسلحي الحزب الشيوعي في نيبال الزاحفين من الأرياف ومن ثمة يبدو أن نيبال ستتحول قريبا الي حكم ليس فقط يساريا بل ماويا بالأساس. لم تكن تلك المفاجأة. من المعروف أن ماويي نيبال أصبحوا أقوياء بشكل متصاعد خلال العشر سنوات الأخيرة. وأخيرا صنعوا منعرجا هاما في تاريخ نيبال وتاريخهم في اللحظة التي تبنوا فيها خطة سياسية تدمجهم في تحالف شامل ضد الملك الحالي علي قاعدة انهاء الملكية.
ما كان مفاجئا، إذا، كان أمرا آخر: يقول بوورينغ ان السيطرة الماوية في نيبال امتد تأثيرها بشكل خافت ولكن متسارع في السنين الأخيرة الي اثنتي عشرة مقاطعة في شمال ووسط الهند المجاورة. حسب التقرير يسيطر عشرات الآلاف من قوات النكساليين (Naxalists)، وهي التسمية المحلية الهندية لمقاتلي الحزب الشيوعي الموحد في الهند ـ الماوي ، علي مقاطعات تحوي حوالي 20% من سكان الهند حاليا أي أكثر من 200 مليون ساكن. موازين القوي تميل بشكل متسارع لصالح النكساليين الي الحد الذي أدي الي اجتماع رسمي لرئيس الوزراء الهندي بعدد من حاكمي المقاطعات المعنية تلته حملة إعلامية كبيرة تتحدث بشكل معلن ولأول مرة في الهند عن الخطر الماوي الداهم في الوقت الذي كان فيه الكثير من الهنود يعتقدون أن الخطر الأمني الرئيسي ينبع من مسلمي مقاطعة كشمير.
يحدث هذا ليس في نيبال، أحد أفقر بلدان العالم حيث لن يؤثر صعود الماويين علي كل حال علي التوازن الدولي مثلما من الصعب أن يطلق ذلك حركة ثورية عالمية. يحدث هذا في الهند أكبر ديمقراطيات العالم وحيث معدلات النمو الاقتصادي هي الأعلي في العالم بعد الصين. طبعا ما زال أكثر من 800 مليون هندي خارج سيطرة النكساليين ولكن أليس من المثير للانتباه أن تنظيما ماويا يحظي بكل هذا النفوذ في وقت دفن فيه الكثيرون ليس الماوية فحسب بل الماركسية ذاتها بشــــكل يشير بأنها أصبحت مخلفا أثريا لا غير؟ أليس من المثير للانتــــباه أن ذلك يحدث تحديدا في أحد النماذج التي تحظي باحتفال المحللـــين الاقتصاديين الليبراليين كنموذج رأسمالي صاعد يثبت أن الرأسمالية نظام اقتصادي قادر علي الارتحال والتفوق في مجالات غير غربية؟
لكن ما يحتاج أيضا التأمل هو المفارقة الناشئة عن صعود الماوية في الهند في وقت تتجه فيه وبخطوات حثيثة الصين، التي صنعتها الماوية تحديدا، نحو الرأسمالية. يلاحظ بوورينغ أن الماوية لديها أتباع الآن في الهند أكثر من الصين نفسها . أعتقد أن تلك ملاحظة تستدعي اهتماما جديا. ولكن ليس لأنها تشير الي انبعاث ظافر للماوية، بل علي العكس: لأنها تشير ربما الي أن ماوية اليوم تكرار كاريكاتوري لماوية الماضي.
بداية من الضروري الاقرار بالجدوي التاريخية الممكنة للتجربة الماوية في الصين وذلك بالرجوع الي النموذج الصيني ومحاولة التساؤل عن بعض المسائل الصعبة. هل كان يمكن للصين أن تحظي بكل هذه الامكانات العالية للنمو الاقتصادي الرأسمالي تحديدا لولا الثورة الماوية؟ ألم يكن لمرحلة تنظيم الانتاج وانشاء جيش شديد الانضباط من العمال المنظمين الطيعين شرطا أساسيا للبنية الراهنة لقوي الانتاج في الصين والتي تجعلها الأقل كلفة ونجاعة في نفس الوقت؟ هل كانت الدولة القومية المركزية الصينية، والتي تقود راهنا وبشكل فوقي مثل إدارة بيروقراطية لمصنع كبير النمو الاقتصادي الرأسمالي القياسي، هل كانت هذه الدولة المركزية ممكنة لولا الثورة الماوية تحديدا؟ وأخيرا، هل سيكون من الشطط التفكير بجدية في أنه لولا ماوية الصين لما كان من الممكن للصين الرأسمالية الراهنة الظهور والتألق؟
ولكن ذلك تحديدا يطرح علينا مسألة في غاية الأهمية: في الوقت الذي كانت فيه الثورة الماوية في الصين وحدها القادرة علي تحقيق مهام الدولة البورجوازية، تلك المرحلة المهيمنة غربيا، ألم تفعل ذلك إلا لتلغي نفسها في النهاية؟ ألم تكن الماوية الصينية في النهاية الطريق الضروري لإلغاء البرنامج الماوي في الصين؟ حيث حققت الماوية في الصين تحديدا الدولة التي لم تكن تقوم إلا بمحاربتها. طبعا لدي ماويي اللحظة الراهنة أجوبة جاهزة علي ذلك: حيث يقع اختزال التجربة الصينية وتطوراتها في أن انقلابا سياسيا و طبقيا حدث بوفاة ماو تسي تونغ وصعود التحريفيين بقيادة دينغ سياو بينغ للسلطة. وبالنسبة لهذا التحليل، ليس ذلك إلا الانقلاب النهائي في سلسلة انقلابات تحريفية بدأت خاصة مع الانقلاب التحريفي لخروتشيف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي. وعموما يقع اختزال المسألة في أن القوي البورجوازية ، علينا أن نذكر هنا أنها قوي شيوعية أي تلك التي لم تستطع الامساك بالسلطة إلا لأنها كانت في الأساس جزءا من السلطة، أزاحت العقبة الشخصية لزعيم استثنائي من جهاز السلطة السياسية لكي تتراجع الي الوراء أي نحو النظام الرأسمالي. طبعا وبعد هذا الصعود الصاروخي للصين عالميا يصعب علي أي ماوي جاد ألا يتساءل: هل كان يمكن للصين الاستمرار في النمو الاقتصادي لو لم تتجه نحو الرأسمالية؟ هل كان يمكن بنويا وتاريخيا للصين أن تصبح شيوعية ؟ أليس من التسطيح اختزال تحولات بهذه الضخامة في موت شخص واختفائه مهما كانت أهميته التاريخية؟ أليس تفكيرا تآمريا تبسيطيا للغاية لا يليق بأناس ينتسبون للماركسية توصيف مآل التجربة الشيوعية بأنه مجرد خطوة مؤقتة الي الوراء بتأثير طغمة تحريفية ؟ ألا تذكر هذه التوصـــيفات بالرؤي الجامدة لأي فرقة دينية من القرون الوسطي؟
ربمـــــا كان الســــــيد بوشــــــبا كمــــال داحال (Pushpa Kamal Dahal) المعروف بـ براشاندا (Prachanda)، زعيم الماويين النيباليين، زعيما ثوريا كبيرا في اللحظة التاريخية الراهنة. ولكن ذلك ممكن إلا لأنه يعاود طرح الراديكالية اليسارية بنسبها الماركسي ـ اللينيني ـ الماوي الي مسرح الحدث السياسي. عدا ذلك فإن أي قارئ جدي للسيد براشاندا لن يستطيع تحمل التكرار والشعاراتية التي تهيمن علي خطابه. فما يسميه السيد براشاندا تحليلا ايديولوجيا ليس إلا مقولات مكررة ومهترئة لا تحمل أي تقييم جدي للتجربة الشيوعية ولا تحمل أي مساهمة حقيقية للفكر البشري. ينطبق ذلك أيضا علي بقية زعماء الماوية الراهنة. علينا أن نذكر هنا بأكثرهم ذيوعا: الرئيس قونزالو (Presidente Gonzalo) أو أبيمائيل قوزمان، زعيم الحزب الشيوعي في بيرو والتنظيم الشهير خاصة مع نهاية الثمانينات الدرب المضيئ والذي يقبع منذ سنة 1992 في أحد السجون المعزولة. لم تعد قوات الدرب المضيئ بنفس وزن ما كانت عليه قبل اعتقال الأخير ولو أنها بقيت تحافظ علي بعض الأنصار في بعض المناطق الجبلية وسط البيرو. الرئيس قونزالو ، الأستاذ الجامعي في الفلسفة سابقا، والذي يمكن اعتباره الأكثر تأثيرا سياسيا وفكريا من الأحياء في الماوية الراهنة، كتب كثيرا. غير أنه من الصعب إيجاد أي تحليل جدي له بما في ذلك تركيزه الخاص علي مصطلح الماوية الي جانب الماركسية ـ اللينينية حيث اعتبر أن مساهمة ماو تسي تونغ الفكرية تستحق أن تكون في نفس منزلة المساهمات التي حققها كل من ماركس أو لينين، وهو ما عكس ايمانه المتزايد بأن مركز الثورة البروليتارية أصبح في مجال الأمم المضطهدة (بفتح الهاء) وليس في مجال الامم المضطهدة (بكسر الهاء). أتي ذلك في إطار صراع ايديولوجي مرير في ثمانينات القرن الماضي بين الأطراف الماوية والتي كان بعضها يكتفي بمصطلح فكر ماو تسي تونغ عوض الماوية . المثير للانتباه الآن أن الخط الرسمي للماويين البيروفيين، والذين يشقهم صراع سياسي وتنظيمي كبير منذ دخول زعيمهم السجن، أصبح يتبني رؤية تري أن مساهمة الرئيس قونزالو الفكرية هي بقدر الأهمية التي تستدعي وضعه بدوره مرشحا مستقبليا لمنزلة مماثلة لماركس ولينين وماو، حيث يقترحون الآن الدفاع عن الماركسية ـ اللينينية ـ الماوية ـ فكر الرئيس قونزالو أو، في شكل أكثر ظفرا، يسمون قوزمان السيف الرابع للشيوعية . وعموما أصبح معني المساهمة الفكرية بالنسبة للماوية الراهنة يتخذ شرعيته بشكل شخصاني وتحديدا من خلال التجربة الثورية التي حققها هذا الزعيم أو ذاك وليس علي أساس عمق المساهمة الفكرية التي أنتجها. حيث من المتوقع أن نسمع في المستقبل القريب في نيبال شيئا مثل الماركسية ـ اللينينية ـ الماوية ـ فكر براشاندا … وهكذا دواليك.
لا يمكن الالتجاء الي الصدفة لتفسير انتشار الماوية الجديدة في أكثر البقاع أمية وفقرا وحيث تنتشر رغبة هائلة في الانتقام جراء الاهمال الاقتصادي والثقافي الطويل. لا ينطبق ذلك علي أرياف نيبال فحسب حيث توجد أكبر معدلات الفقر عالميا، بل ينطبق أيضا علي تلك المقاطعات الهندية حيث يسيطر الناكساليون مثلما ينطبق علي جبال وسط البيرو حيث يقبع ما تبقي من قبائل الهنود الحمر المهمشين طيلة قرون تحت الهيمنة الاسبانية. تثبت دراسات ميدانية قام بها بعض الاتنوغرافيين خلال الثمانينات أن قوات الدرب المضيئ كانت تعتمد علي قواعد من الفلاحين الأميين الذين لا يفقهون من برنامج الرئيس قونزالو ، والذي بالمناسبة كان الكثير منهم يعتقدون أنه روح أحد الآلهة المحلية وليس شخصا حقيقيا، إلا أنه دعوة للقتل الممنهج تجاه التجار والفلاحين الأغنياء. وكان الدرب المضيء يقوم عند تطبيق أحكام الاعدام باستعمال أساليب تراثية هندية حيث يقع قطع الساقين والرأس وإعادة خياطتهما في الاتجاه المعاكس حتي لا تسعي روح الميت الي التعرف علي هوية قاتليه. إن نموذج ثورة العمال والفلاحين في هذه الحالة ليس تجسيدا للـ وعي الطبقي الذاتي بل توجيه أقلية من المثقفين النزقين المغرمين بالثورة لمجموعات من الفقراء الأميين والمفعمين بالرغبة في الانتقام حتي أنهم لا يدركون بالتحديد ماذا يريدون تحقيقه. وفي النهاية فإن هذا النموذج تميز عن سابقيه بأنه رسخ عبادة شخص النبي ـ الثوري ـ القائد حتي قبل الامساك بالسلطة حيث أصبح الرئيس قونزالو نفسه الضامن الأساسي للثورة ونجاحها. وهكذا عندما تدهورت الاستراتيجيا العسكرية لـ الدرب المضيئ وحاولت القفز علي المراحل و محاصرة المدن بالأرياف حتي قبل السيطرة علي الأرياف واتجهت لحملة من التفجيرات العشوائية للسيارات المفخخة في العاصمة ليما بتوجيه من الرئيس قونزالو ، لم يكن اعتقال الأخير سوي القطرة الأخيرة في الرقصة البهلوانية لماويي البيرو. حيث كان علي حرب الشعب أن تنتهي في ظرف وجيز لأن السيف الرابع للشيوعية كان يدخن سجائر أجنبية معينة ويستعمل مرهما جلديا مميزا تم العثور عليها في قمامات حي فخم في ليما وهو ما قاد ضباط الأمن البيروفيين والمخابرات الأمريكية الي التعرف علي مكانه وإيقافه. الايمان الماركسي؟ الإيمان عوض التفكير النقدي هو السمة المميزة لقادة الماوية الراهنة وغيرهم ممن تبقي من أنصار الرمق الأخير للـ الفكر الماركسي اللينيني . وبمعني آخر فإذا كان هناك تفكير فذلك لا يوجد إلا علي أساس التوافق علي أساس مصادرات غير مبرهن عليها أو تحتاج في أقل الأحوال إلي إعادة التفكير والبرهنة بفعل ما حدث علي مدار التجربة الشيوعية. التفكير بالنسبة لهؤلاء يحتاج، أولا، إيمانا بمسلمات لا يوجد جهد حقيقي للتعمق فيها. ينتهي التفكير هنا الي مأزق السياسوية. حيث تصبح المهام السياسية هي المجال الوحيد للتفكير في حين تكون المسلمات الكبري التي علي أساسها تم وضع المهام السياسية مسائل غير قابلة للمجادلة.
ولكن لم يكن ماركس مؤمنا بل كان مفكرا نقديا. أو كان مؤمنا بما توصل اليه عبر التفكير النقدي وليس عبر اعتماد بديهيات غير قابلة للتبرير أو البرهنة. وهو نفسه لم يسوق تلك المصادرات الكبري علي أنها ديانة بل قدمها في نظام فكري جهد كثيرا في البرهنة عليه. ولا يوجد شيء يجعلنا نعتقد أن ذلك النظام الفكري قدر محتوم يعكس بشكل نهائي الواقع. بل انه ليس من الماركسية أساسا أن يوجد فكر بشري مقدس لا يقبل المراجعة: الواقع وحده مقدس. ظاهرة الساب ـ كوماندنتي ماركوس الفريدة تحديدا عندما بدأ الكثيرون ينسون ذلك النموذج الأمريكي اللاتيني في الثورات الراديكالية اليسارية، تحديدا عندما بدأ نجمها يأفل، بزغ نجم الساب ـ كومندنتي ماركوس (Sub ـ Commandante Marcos) الناطق باسم الجيش الزاباتي للتحرير الوطني . تم ذلك بشكل استعراضي بالغ في الأول من كانون الثاني (يناير) 1994. كان حفل بداية العام في جبال وغابات الجنوب الشرقي المكسيكي بالنسبة لبقايا قبائل المايا إعلانا للثورة واحياء للتراث الزاباتستي. ولكن منذ البداية وحتي الآن قام ماركوس ورفاقه بكل شيء للتمايز عن الحركات الراديكالية اليسارية الأخري الي الحد الذي يصعب فيه تعريفهم بأنهم راديكاليون يساريون. أولا، والأهم من كل شيء، فإن ماركوس كاتب ومفكر بارع، لا يمكن لأي قارئ جدي أن يفلت من سحره. ولأن ماركوس لا يكذب علي نفسه ويعرف أن أزمة الخطاب الماركسي تحتاج أكثر من بعض التلفيقات التبريرية فقد اختار، وهو ذو التكوين الفلسفي، خطابا يغلب عليه الطابع الروائي السوريالي القريب جدا أحيانا من أسلوب الكوميديا السوداء في كتابات قابريال قارسيا ماركيز مع عمق ورهافة حس فكرية كبيرة. ولا يلتــــزم ماركوس بشكل نهائي وشامل بالماركسية حتي أن البعـــــض وصل الي حــــد نعته بالفوضوية بالرغم من أنه يمقت بشكل علني الأساليب العسكرية الفوضوية كما أنه كان ماويا في شبابه ولا يخفي تأثره بالفكر الماركسي.
من الضروري في النهاية وضع هذا الانبعاث ضمن إطاره التاريخي أي تحديدا الصعوبات الكبيرة للنظام الدولي الراهن وتحديدا في ظل قيادة قطبه الأوحد حتي الساعة في خلق سلام أمريكي وتفادي صعود التيارات الراديكالية بمختلف أنواعها سواء بأجندة طبقية ـ اجتماعية أو ثقافية ـ دينية والمنادية بتدمير النظام القائم وتعويضه كلية. طبعا جانب من هذه الصعوبات ليس ناشئا فقط عن عجز بنيوي علي خلق سلام امبراطوري بل أيضا بسبب الراديكالية الامبراطورية و عنفها الثوري الذي لا يمكن أن يترك الكثير من المحايدين. غير أن راديكالية مضادة عنيفة هي خطوة غير كافية. والأهم من ذلك فقد وقع تجريبها، بل بعقول كبيرة وأجندات ذكية. غير أنها لم تدفع إلا لوعي النظام القائم بذاته وتعديل نفسه تدريجيا حتي أصبح الفعل الراديكالي غير ذي جدوي. هذه المرة تبدو الراديكاليات الصاعدة محدودة التفكير الي الحد الذي يمكن وصفها بأنها حركات حسية لا غير. وذلك لا يبشر في أقل الأحوال بصراع ممتع مثل ذلك الذي شهدناه طيلة القرن العشرين حين كان تحمل الدماء ممكنا ما دام الفكر البشري يبدو كأنه يخطو خطوات غير مسبوقة.
يقف ماركوس علي النقيض من الانجذاب الجارف راهنا نحو عنف حسي بالغ القسوة بدون آفاق جدية. ربما لا يماثله في هذه الفرادة كونيا سوي منظمة حزب الله اللبنانية ولكن تلك لا تندرج ضمن موضوعنا الراهن المتعلق تحديدا بالحركات الراديكالية اليسارية ذات الخلفية الماركسية. ولأنه يقف في مفترق الطرق الصعب بين ضرورة الشروع في ثورة والحاجة البالغة في التفكر في ماضي الثورة وأسسها الماركسية فإن ماركوس بالغ الحذر عند تقييم آفاق ثورته الزاباتية ويحاول ببالغ الرهافة تجنب منح أي أهمية تاريخية فريدة أو أممية لثورته. فهو يراها ضمن إطار شديد الخصوصية والمحلية لا يتعلق حتي بالمكسيك ككل بل بجزئها الجنوبي الشرقي فحسب. هذا التواضع الأممي يعكس تحديدا تذمره الشديد من أي نسق تاريخي شامل. والي جانب فعله المسلح الي جانب فقراء ما تبقي من شعب المايا، وهو الذي لا ينتسب حتي اليهم، يكتب الساب ـ كوماندانتي نصوص الكوميديا السوداء السوريالية والتي تخرج في شكل بيانات رسمية أحيانا وبعناوين مثيرة (مثل أتبرز علي جميع الثوريين في العالم الذي كتبه وهو في المرحاض) ولكن المغمسة بعناية في عمق فكري يمتاز بالرغبة الجامحة في الانطباعات النسبية، ليعكس بالتحديد نظرته الشذرة للاعتقاد المجاني في المسلمات.
صحيح أنه مثل غيفارا رسم لنفسه صورة شديدة الاتقان، قناع أسود يفرض صفة المجهول الثوري علي شخصه، ولكن هنا يتدلي من فمه المقنع غليون عتيق يستبدل سيجار التشي. وهكذا، وعلي خلاف غيفارا، يحرص ماركوس أن يرمز الي أنه يتقن التفكير وليس العربدة الثورية، تعقل الغليون بدل التبرج الفارغ للسيجار. ربما هذه هي الموازنة الوحيدة الممكنة راهنا بين التعقل الماركسي والحاجة المستلزمة للثورة: بالتأكيد الغليون عوض السيجار، ولكن لم لا قطعة سلاح وقناع… إن لزم الأمرفحسب! ، هذه هي الحالة الأقرب للماركسية في الوقت الراهن، علي ما أعتقد.
لم يكن كارل ماركس جوهريا ومهما لأنه كان ثائرا. كان جوهريا ومهما لأنه كان مفكرا غير عادي. في التفكير غير العادي والجديد والعميق تكمن مصادر فرادته. كان ماركس ملهما للثوار لأنه قبل ذلك كان مفكرا جديا. اكتشف ماركس الثورة كقانون نظري قبل أن يحاول ممارستها أو ينصح بممارستها ولم يمارس الثورة ليبحث عن قوانينها. كان ماركس ثوريا بالصدفة. هذا هو الإرث المنسي لكارل ماركس اتفقنا حول رؤاه أم لم نتفق. في بقية تأبينه لرفيقه الراحل لم يجد انجلز أن يخلد ماركس إلا بأفضل انجازاته الفكرية وليس السياسية: ليس تأسيس الأممية بل اكتشاف قوانين أساسية تحرك المجتمع البشري. يضيف أنجلز في تأبينه لرفيقه: مثلما اكتشف داروين قانون التطور أو الطبيعة العضوية، فإن ماركس اكتشف قانون تطور التاريخ البشري… ولكن ليس ذلك كل شيء. فماركس اكتشف أيضا قانونا خاصا يحكم نمط الانتاج الرأسمالي الراهن والمجتمع البورجوازي الذي خلقه هذا النمط. فقانون القيمة المضافة سلط وبشكل مفاجئ الضوء علي هذه المسألة… مثل هذين الاكتشافين سيكونان وحدهما كافيين في حياة أي كان. كما سيكون أي انسان سعيدا بتحقيق اكتشاف واحد منهما. ولكن أكثر من ذلك حقق ماركس في أي مجال بحثا تصدي له اكتشافات جديدة بما في ذلك في الرياضيات… وسأتجرأ علي القول بأنه حتي لو كان له كثير من الخصوم فإن ماركس لم يترك عدوا شخصيا واحدا. أما اسمه فسيستمر عبر العصور وكذلك عمله .
أنجلز نفسه كان مفكرا كبيرا. وحتي ممارسو الثورة المحنكون من طينة لينين أو ماو تسي تونغ لم يكونوا مفكرين تافهين. ففي كل الحالات وبالرغم من سياسوية الكثير من أطروحاتهما النظرية لم ينزع أي منهما الي التكرار البليد والساذج. وفي الحقيقة… لا يمكن أن أقول نفس الشيئ مثلا عن القادة الراهنين للماوية الجديدة في آسيا أو غيرها. ہ باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية hp://taherlaswad.blogspot.com laswadtaher@yahoo.com (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 أوت 2006)
2006/08/30
صالح سالم محمد قريرة
لا مراء في الدرجة العظمي للحقد الأسرائيلي الصهيوني ولا جدل في السقف الأعلي لنكوص الصهاينة علي أعقابهم ونقضهم العهود. لا نقاش في الدرك الأسفل لأخلاقيات بني صهيون التي تردت الي القاع. ولست أقصد القاع التي ارتكبوا فيها المجزرة النكراء بحق المدنيين، فلا أحد ينكر عليهم تجذرهم في هذه الأوحال وايغالهم في الخسة ضد المدنيين والمسالمين.
أعتقد أن هذه الوقائع متنوعة ومتعددة لأثبات هذه الأوصاف وتأييدها بمؤيدات من أرض المعارك، فالمحتجزون في ثكنة مرجعيون كانوا يسيرون في قافلة بأكثر من ألف سيارة مع بدايات صباح يوم 12-8-2006 – تعلم اسرائيل أن مشاورات علي مستوي عال ورسمي بين لبنان وفرنسا أمريكا هي التي أدت الي فك احتجازهم ثم تسريحهم يرافقهم الصليب الأحمر، والغريب أن العميد عدنان داوود استقبل المحتلين ورحب بهم في الثكنة ومازحهم وأسقاهم شايا ساخنا كذلك.
لكن طبع الغدر والخيانة دائبان ومتأصلان عندهم فلذلك خانوا ونقضوا ونكصوا ورجعوا علي أعقابهم اذلاء. انظرول الي وقائع أخري تدلل علي هذا الغدر والنكوص. انها مجازر المجازر أي مجازر النعوش حيث يخرج الأهالي لتشييع أهاليهم الشهداء فاذا بطائرات الغدر تمطرهم بحمم قنابلها فتزيد الشهداء. والأمثلة كثيرة منها مجزرة الغسانية ومجزرة الشياح، والقائمة تطول.
دارشعبان ـ تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 أوت 2006)
الجزائر: مزراق يطالب بعفو شامل و«هيئة» تفرض السلم «بالقوة»
الجزائر – محمد مقدم اتهم مدني مزراق «أمير» تنظيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المنحل رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى بـ «عرقلة تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية» الذي انتهى العمل به ليل الإثنين – الثلثاء، وقال في تصريحات إلى الصحافيين في العاصمة الجزائرية أمس، ان «انتماءه اللائكي الاستئصالي جعله شخصاً منبوذاً». وقال مزراق الذي يعتبر من أبرز المسلحين الذين استفادوا من تدابير قانون الوئام المدني عام 2000، إن ميثاق السلم والمصالحة «يحتاج إلى نص قانوني قوي ليحقق الغرض» منه، مشيراً إلى اقتناعه بوجود دوائر ترفض المصالحة في البلد. وقال إن عناصره «صامدون أمام الاستفزازات التي تريد العودة بهم إلى سفك الدماء». واعتبر أن ميثاق السلم «لم يفشل»، لكنه رأى انه «في حاجة إلى هيئة مستقلة قوية ذات صلاحيات واسعة تشرف على تطبيقه الفعلي ولو بلغ الأمر إلى استعمال القوة.» وأضاف أن اللجنة يمكن أن «تتكون من رجال نزهاء يؤمنون بالمصالحة الوطنية». وقال إن نهاية مسار المصالحة تكون من خلال «إعلان عفو شامل» لمصلحة جميع المسلحين الذين يرغبون في التخلي عن العمل المسلح. وجدد موقفه من أحكام ميثاق السلم فيها «ظلم لجبهة الإنقاذ ووضعها في وضع الظالم مع انها المظلوم، وبرأ النظام وهو ظالم»، مشيراً إلى انه قبل هذا القانون، «وباركناه ومشينا خلف الرئيس في مسعاه، لأن الرجل يملك نية صافية في غلق باب الفتنة». وانتقد في شدة عبارة «التائبين» التي تطلقها السلطات على المسلحين الذين يتخلون عن العمل المسلح وقال ان «هؤلاء لم يتوبوا من ذنب ارتكبوه، بل قرروا التخلي عن العمل المسلح بإرادتهم وقناعتهم لسد باب الفتنة والاقتتال بين الجزائريين». (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 30 أوت 2006)
حملة اعتقالات جديدة ضد إسلاميين في سوريا
GMT 5:00:00 2006 الأربعاء 30 أغسطس
بهية مارديني من دمشق:
في تطورات تعتبر بالخطرة لم يسبق أن حدثت في سوريا، وتنذر بمزيد من الشؤم في مجال قمع الحريات ومصادرة حقوق الانسان وتغلغل السلطات الامنية في المجتمع السوري، شهدت المحكمة العسكرية (الاستثنائية) في دمشق استدعاء شهود الدفاع في احدى القضايا لمحاكمتهم، في حين ارجأت محكمة امن الدولة (الاستثنائية ايضا) محاكمة اسلاميين واكراد يوم الاحد الماضي الى اجل غير مسمى بدعوى ترميم بناء المحكمة واصلاحه. ويأتي هذا التطور في وقت شهدت فيه سوريا سلسلة من الاعتقالات الجديدة، كان اخرها اعتقال اكثر من 12 شخصا بعضهم على خلفية اسلامية، عرف منهم اكرم وتي من مدينة سلقين ويعيش في مدينة حلب وتمت مصادرة كمبيوتره الشخصي، وأيمن الطويل وهو ايضا من أهالي مدينة سلقين (محافظة ادلب)، اضافة الى المدرس محمد الأسعد وهو من قرية أبو طلحة التابعة لمدينة سلقين. كما جرى اعتقال عدد من الاشخاص غير الناشطين سياسيا بينهم أحمد خلف الرومي، إبراهيم الملا، ياسر الحسين الأحمد، خالد سلطان، مصطفى العبد المصطفى.
وجاءت حملة الاعتقالات هذه على خلفية الاعتصام الذي دعا اليه التجمع الوطني الديمقراطي المعارض المؤلف من خمسة احزاب سورية في التاسع من آذار (مارس) الماضي، للمطالبة برفع حالة الطوارىء المفروضة منذ اكثر من اربعين عاما. واعتقلت سلطات الامن السورية شهرا كاملا الناشطين كمال غرز الدين وايهم بدور، واحالتهما للمحاكمة امام المحكمة العسكرية بدمشق بعد الموافقة على اخلاء سبيلهم. وفي الجلسة الاولى من المحاكمة جرى استدعاء شهود الحق العام وبينهم رئيس فرع الامن الجنائي اضافة الى عنصرين امنيين. وافادوا بان بدور وغرز الدين قاما بشتم وكيل الدولة وحزب البعث الحاكم في سورية الا ان محامي بدور وعرز الدين طلبوا خمسة شهود لنفي هذه التهم، واكد شهود الدفاع الخمسة ان المتهمين لم يقوما بالشتم او السب بل كانا يرفعان الشعارات من اجل رفع حالة الطوارىء.
وتقدم المحامون بدفاعهم وطالبوا ببراءة بدور وغرز الدين من التهم المنسوبة اليهما الا ان الجلسة الاخيرة للدعوى يوم الاحد الماضي 20 اغسطس(اب) الحاري التي كان من المفروض اطلاق الحكم خلالها والنطق به،شهدت مفاجاة لم يتوقعها احد، فقد قرر القاضي احالة اوراق الدعوى للنيابة العامة لتحريكها بحق شهود الدفاع الخمسة بناء على نص المادة 335 من قانون العقوبات السوري الذي ينص على ان تجمع سبعة اشخاص يعتبر اثارة شغب. وبما ان الشهود خمسة ويرتفع عددهم الى سبعة مع بدور وغرز الدين فتطبق عليهم عندها نص المادة المذكورة انفا.
من جانبهم اكد المحامون انهم سيجلبون خمسة شهود دفاع جدد لكل معتقل من المعتقلين الخمسة (شهود الدفاع) ليصبحوا 35 شاهدا، وهم ينتظرون من قاضي الفرد العسكري تحريك الدعوى ضدهم واعتقالهم، ثم سيقومون باستدعاء خمسة شهود لكل من 35 شاهدا معتقلا..وهكذا دواليك…..لتصبح اضبارة تحتوي على اعتقال ومحاكمة المئات. ويرى المحامون ان ما يحدث في المحكمة العسكرية غير مقبول ولا يعقل نهائيا ويؤكد ان كل ما يقال عن التغيير في سورية هو محض اوهام وان الاصلاح هو ذر الرماد في عيون المجتمع الذي ينتظر الكثير. اما السابقة الاخرى التي حصلت يوم الاحد الماضي في محكمة استثنائية اخرى فهي تاجيل محاكمة عدة إسلاميين وأكراد في محكمة أمن الدولة بدمشق، إلى أجلٍ غير مسمى، لأن مبنى المحكمة بحاجة إلى إصلاح وترميم، دون التفكير بأن العدالة البطيئة نوعٌ من أنواع الظلم، وان اطالة امد التقاضي لايعذب الموقوفين ولا يؤذي المتهمين ويجعل مدّة سجنهم طويلة فقط، بل يمس بعائلاتهم الذين يحضرون من اماكن ومحافظات بعيدة للوقوف امام باب المحكمة طوال اليوم ثم يتعرضون للصدمة لان اولادهم وازواجهم لايمثلون امام المحكمة مع العلم ان اغلبهم من العائلات الفقيرة ولا يمكنهم تحمل نفقات السفر والاقامة ويفضلون عدم محاكمة ابنائهم وازواجهم في العاصمة السورية بل في مدينتهم.
اما الاعتقال الكيفي فلم يتوقف في سوريا. وعلى سبيل المثال فقد اعلنت منظمات حقوقية اعتقال سلطات الامن السورية مؤخرا عشرات الاشخاص من محافظتي ادلب والرقة، واكدت المصادر الحقوقية إن الأجهزة الأمنية اعتقلت شابين من محافظة ادلب على خلفية مايُعتقد ان سبب الاعتقال قد يكون على خلفية انتمائهما إلى تيار إسلامي. وطالبت المنظمات الحقوقية السورية بإحالتهما إلى القضاء أو إطلاق سراحهما فوراً، كما طالبت بالسماح لعائلتهما بزيارتهما والاطمئنان عليهما، وعدم اطالة امد التحقيق والتقاضي.
كما اعتقلت اجهزة الامن ما يزيد عن عشرة مواطنين في مدينة الرقة لم يُعرف عنهم النشاط السياسي، و جاءت الاعتقالات إثر استدعاءات امنية شملت عدداً كبيراً من المواطنين. وتشير المعلومات الى ان الاعتقالات الجارية حالياً هي اعتقالات تعسفية تسيء إلى البلاد دون النظر الى واقع الظروف الدولية والاقليمية الصعبة والضغوط التي تواجهها سورية.
وفي هذا السياق توقعت زوجة المعارض السوري كمال اللبواني رفض محكمة الجنايات بدمشق اخلاء سبيله ومحاكمته طليقا، وهو الطلب الذي تقدم به محاموه الاسبوع الماضي. وكان اللبواني قد القي القبض عليه اثر عودته من جولة في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي حيث التقى خلالها بمسؤولين اميركيين واوروبيين ومعارضين سوريين خارج البلاد، واجرى عدة لقاءات مع وسائل اعلام عربية واجنبية، طالب خلالها برفع العقوبات عن سورية وعدم الخلط بين النظام والشعب السوري.
وقد حضر محاكمة اللبواني الاربعاء الماضي حوالي 40 من المحامين والناشطين والدبلوماسيين الغربيين من ممثلي السفارات الاجنبية في دمشق بالاضافة الى عائلة اللبواني وعناصر من فروع الامن السورية. وجرى خلال الجلسة حلقتين تلفزيونيتين للقاءات اجراها اللبواني مع قناتي الحرة والمستقلة على مدى اكثر من ساعتين. واكدت مصادر حقوقية ان جلسة محاكمة اللبواني اجلت حتى 16 الشهر المقبل لمطالبة النيابة العامة بناء على الوقائع الجديدة التي استمعت اليها المحكمة في المقابلات المتلفزة. وكان الغريب ان تنضم زوجة اللبواني الى قوائم ممنوعي السفر خارج سورية الى جانب ناشطين ومعارضين سوريين اخرين ِ. (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 30 أوت 2006)
ثقافة المقاومة بديلاً لثقافة الإرهاب أو المداهنة
د. فوزية ابو خالد (*)
لا نريد أن ينفرط من بين أيدينا ولا أن يغيب عن عيوننا ولا أن يستبعد من عقولنا تاريخ ما يزيد علي شهر من المقاومة المشروعة الشرسة في الرد علي حرب لم تكن تطمع في أقل من ابادة 577 شعبا كاملا، وقتل نسغ المقاومة أني وجد. فليس لجمرة المقاومة التي شاركت أكف قريبة وبعيدة في التمسك بشرارات أملها، أو في التداوي باكتواءاتها أن تنحل ـ لا سمح الله ـ الي رماد أو تتحول الي ذكري جذوة تبعدها الأيام عنا شيئا فشيئا أو يشغلنا عنها انغماسنا في حياة ليست حليفة لأمانة دم الأطفال الذين اغتالتهم يد العدوان عنوة دونما ذنب، ولا وفية لدم الشهداء الذين أطعموا زهرة أعمارهم لفعل المقاومة بما ترمز اليه من تعلق بالعدل والجمال وحب للحرية وللأوطان وللكرامة الانسانية
.
لقد انطلقت يوم الثاني عشر من تموز لهذا الصيف في سماء لبنان وشبت في مراقدنا ومواقدنا المطفأة شعلة طالما اكتوت أصابعنا بمحاولة اشعالها في وجه ما لف ويلف منطقتنا من ظلم وظلام لأكثر من نصف قرن، الا أن تلك المحاولات كثيراً ما تعرضت للافشال أو الفشل، كما تعرضت لعمليات التشكيك والتسفيه والاخماد واهالة الرمل
.
تلك الشعلة هي شعلة ثقافة المقاومة التي جرت محاولات مستميتة متتالية لتحويلها الي ثقافة المساومة والرضوخ باسم الواقعية والبراغماتية أواستبعدت تماما ليحل محلها اما ثقافة الارهاب أو ثقافة المداهنة، ابتداء من معاهدات السلام آخر السبعينيات الذي لا يشبه بشروطه غير العادلة الا الاستسلام الي اتفاقيات التسويات في التسعينيات التي لا تؤسس بتنازلاتها من طرف واملاءاتها من الطرف الآخر الا لعكس السلام الي عولمة الرعب الأمريكي التي تبعتهما مطلع الألفية الثالثة تحت شعار (محاربة الارهاب) لتقوم بآخر محاولات القضاء علي ما تبقي من رمق الحلم بها
.
ان ما جري علي أرض لبنان علي امتداد شهرين هو في رأيي رد اعتبار لثقافة المقاومة التي تعرضت علي مدي ما يقارب ربع قرن من الزمن الي عملية تصفية مقصودة ومحمومة حاولت أن تمحو كل كلمة في اللغة المكتوبة أو المحكية تحمل معني مقاومة أو تشكل أحد مشتقاتها أو أحدي المفردات المرتبطة بها أو المعبرة عنها. ولهذا فقد حيد تحرير المقاومة لجنوب لبنان عام 2000 بعد اثنين وعشرين عاما من الاحتلال الاسرائيلي، وتم التعامل معه علي أنه استثناء، كما ظلت الانتفاضات اليومية المتلاحقة علي أرض فلسطين تعامل بنفس الحياد، حيث يتم تحاشي ـ ان لم نقل محاربة- كل امكاناتها الخلاقة التي يمكن أن تؤدي الي استبدال ثقافة المهادنة أو الانسحاب أو التيئيس أو الاستئناس كل حسب موقعه الجيوسياسي بثقافة المقاومة
.
لقد خلقت مواجهة لبنان الأخيرة نوعا بسيطا ومركبا من ثقافة المقاومة لم يكن للبنانيين أن يحتملوا وحشية الحرب الاسرائيلية علي المدنيين لشهر متواصل بدون أسلحتها السلمية في محاربة الموت بالحياة
.
وثقافة المقاومة التي واجه بها الشعب اللبناني تلك الحرب لعبت دورا نشطا وتاريخيا لن ينسي بل ربما يصير مثلا مثل مواجهة فيتنام للجيش الأمريكي والجزائر لفرنسا ومواجهة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا في تحريك حس المقاومة وفي نشر ثقافتها ليس علي مستوي لبنان وحسب، بل علي مستوي العالم
.
لقد رأينا في بداية الحرب ذلك التحفظ أو التجاوب البارد من العالم تجاه ما كان يتعرض له لبنان من حرب اسرائيلية عدوانية عليه، ولم يكن ذلك البرود علي مستوي الحكومات وحسب بل حتي علي مستوي عدة مجموعات من المثقفين العرب وغير العرب وعلي مستوي الشارع العربي والعالمي. غير أن ذلك الترقب الحذر والمحايد لما يجري علي الساحة اللبنانية ما لبث أن شهد تحولا جارفا خصوصا علي مستوي الشعوب في موقفه من لبنان ومقاومته المشروعة
.
ويمكن هنا أن نتحدث عن مجموعة من أفعال المقاومة التي سجل الشعب اللبناني عبر تراكمها اليومي خلال شهر من الزمان نسيج ما نسميه اعادة انتاج ثقافة المقاومة، تلك الثقافة التي كادت أن تقضي عليها وعلي تاريخها عربيا وعالميا موجة الترهيب الأمريكي خصوصا بعد الحادي عشر من ايلول (سبتمبر). ومن هذه الأفعال التي جسدت ثقافة المقاومة علي سبيل المثال لا الحصر علي الساحة اللبنانية وردت الروح اليها عربيا ودوليا ما يلي
:
1 ـ صلابة المقاومة الشعبية وحرب العصابات علي أرض لبنان في مواجهة عدوان مستعد بجيش نظامي معد بأعنف أسلحة القتال. وقد استطاعت تلك المقاومة النظيفة علي عكس بشاعة وولوغ العدوان في دم مجازر الأطفال والمدنيين أن ترسم أمام عيون العالم ذلك الخيط الساطع بين المقاومة المشروعة وبين ارهاب دولة اسرائيل البواح الذي لم تألُ الادارة الأمريكية منذ ولاية بوش الصغير الأولي جهدا في لعبة خلط الأوراق بين المقاومة وبين الارهاب. وقد كان أسلوب المقاومة الشعبي لهذه الحرب امتدادا للأسلوب الذي حرر الجنوب، حيث كان يستهدف قتال العسكريين لا المدنيين، فحتي عندما كان بمقدوره ضرب المصانع الكيمياوية الاسرائيلية بحيفا تجنب ذلك، وبينما زاد قتلي العدوان الاسرائيلي من المدنيين علي ألف مواطن لبناني ثلثهم أطفال عدا عن المليون مشرد كان عدد قتلي المدنيين من الاسرائيليين لا يتعدي بضع عشرات نسبة الجنود منهم 60% فقد كانت ضربات المقاومة تتوجه للعسكريين ولم تكن الصواريخ المصوبة شمالا الا لرد جميل الرعب جزئيا الذي كانت توزعه اسرائيل علي اللبنانيين دون تمييز عبر دورة النهار والليل دون توقف.
2 ـ هدوء الخطاب السياسي لحزب الله. فعلي خلاف تجارب الستينيات كان خطاب المقاومة خطابا عقلانيا ومتزنا بلا تنازلات، كما أنه لم يتسم بالنارية ولا بالادعاءات والعنتريات بل لا تكون هناك مبالغة أن نؤكد أنه خطاب اتسم بالصدق والشفافية العالية في نقل تفاصيل المعركة مقابل ما مارسه الاعلام الاسرائيلي من تعتيم وتضخيم لانتصارات متوهمة عملا ربما بعادة بعض حروبنا السابقة.
3
ـ علي أن المقاومة التي عشنا أوارها الحارق لحظة بلحظة طوال شهر ويومين من الزمان وتعلمنا منها وتعلم أطفالنا الصبر والعزة لم تكن فقط تلك المقاومة القتالية الأسطورية بين مقاومي الجنوب اللبناني وبين جنود العدو الاسرائيلي، بل كانت هناك المقاومة السياسية البطولية خاصة في بلد يقوم علي تعددية لبنان الاجتماعية والسياسية والطائفية. كان من الواضح أن اسرائيل وربما الادارة الأمريكية بالذات كانت تراهن علي تفكك الجبهة السياسية اللبنانية داخليا وربما أيضا كانت تأمل أن تتدخل هوية حزب الله في تحييد الشارع العربي أو ذبذبته.
الا أن تماسك الجبهة السياسية اللبنانية تحول نفسه الي شكل من أشكال المقاومة التي أثرت ايجابيا علي الشارع العربي. وقد لمست بيدي علي سبيل المثال كيف خجل بعض المثقفين العرب أن يختلفوا علي الأساسيات في الظل والمكاتب المكيفة بينما اللبنانيون تحت قصف الغارات اليومي متماسكون وملتفون خلف المقاومة باعتبارها مع وحدتهم حبل الانقاذ الوحيد
.
4
ـ ثقافة المقاومة أيضا تبدت في وسط الحرب، وبعد وقفها في ذلك المد المدني الذي التف حول بعضه في مواجهة العدوان. فمن الاستضافة للنازحين الي اقامة الاعتصامات ببيروت الي اقامة نشاطات يومية للأطفال سواء في الحدائق والمدارس التي التجأ اليها أو في المسارح رغم استمرار الغارات وانقطاع الطرق والماء والكهرباء. فمثلا كانت نضال الأشقر تقيم نشاطا يوميا مقاوما علي مسرح المدينة ومثلها مقاومة الاعلام، ومقاومة الاستشفاء ومقاومة الكتابة ومقاومة الشعر والموسيقي ومقاومة الولادات الجديدة، وتآخي أهالي قري الجنوب مع أهالي المخيمات الفلسطينية هناك لمواجهة تلك الحرب العدوانية الحرام بحلال المقاومة.
5 ـ انتشار شمس ثقافة المقاومة من لبنان الي عدد واسع من بلدان العالم والعالم العربي. وقد لمسنا ذلك في عدد من التظاهرات والاعتصامات وخطابات الاحتجاج للمنظمات الدولية الحقوقية المدنية والرسمية والسفارات والمشاركة في حملات التطوع المادي والمعنوي التي بادرت اليها العديد من قوي المجتمع العربي والدولي.
6
ـ غير أن من أهم معطيات ثقافة المقاومة علي المستوي العربي من خلال انهيار سطوة خرافة أن جيش العدو الاسرائيلي جيش لا يقهر ولا قبل للعرب بمواجهته في جانب ومن خلال الموقف العربي سواء في انسحابيته أول الحرب أو في نجاحه الجزئي والنسبي بمجلس الأمن في وقف الحرب وان كان جاء بدون أدني ادانة لاسرائيل علي الأقل في توحشها في قتل الأطفال من الناحية الأخري، باتت تطرح أسئلة جادة مثل: هل لا يزال هناك من الأنظمة العربية من يظن أنه يستطيع أن يدعي ريش المقاومة لستر عوراته السياسية؟
أو هل بقي من يجرؤ علي معاداة ثقافة المقاومة لأنها تكشف أن أميته لا تسمح له أن يقرأ اشارات الحرب ولا شروط السلام؟! وأخيراً هل يمكن بعد هذا الصيف الساخن من الحرب علي لبنان ومن المقاومة الباسلة أن يرضي العالم العربي بثقافة المداهنة والملاينة واللامبالاة بديلا لما جربه من كرامة ثقافة المقاومة. وبعد.. لو كل منا يسأل نفسه ماهي ثقافة المقاومة التي اكتسبناها من هذه التجربة بفواجعها وبوارقها. فلا أظن أن هذا السؤال الصعب الذي قد يعده البعض سؤالا خطيرا يحتمل الا اجابة بسيطة لا تحتمل ما يحف به من توجس أو خوف
.
فثقافة المقاومة هي أن نوقد شمعة بدلاً أن نسهر في الظلام أو نجبر علي أن ننام باكرا من شدة الحلكة.
ثقافة المقاومة هي تلك التي تغزل أو تكتب بظلف الغزال بدلاً من أن تأكل يدها ذئبة العوز أو أوكسيد البطالة.
ثقافة المقاومة هي ألا نخلع رؤوسنا حين نري قطيعا ـ ما ـ خشية أن نتهم بالاختلاف.
ثقافة المقاومة ألا نلبس جثثنا ونمشي بين الناس بغية تحاشي المنية أو الاحتيال علي الموت.
ثقافة المقاومة ألا نجوع وبأكفنا أصابع قادرة علي العمل ورغيف أو خيال رغيف نستطيع أن نتشاركه.
ثقافة المقاومة هي ألا نتعود رائحة النفايات بدلاً أن نشرع في تنظيف الشارع أو المكان.
ثقافة المقاومة هي ألا يؤخذ أطفالنا منا الي ساحة الحرب أو يتحولون الي مشهد في مذبحة بدل الذهاب الي ساحة اللعب والي المدرسة.
ثقافة المقاومة ألا نتخلي عن أحلامنا لتكون أوطاننا بمقاس القبر. فثقافة المقاومة أن نقاوم لنحيا أحرارا.. لا لنموت. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 أوت 2006)
حرب الـ33 يوماً في الحسابات العسكرية
ماجد كيالي (*) يبدو أن الحرب الإسرائيلية ضد لبنان، ستسجل بكونها أطول الحروب التي خاضتها إسرائيل بعد قيامها 1948 (مدتها 33 يوماً)، وأعقدها وأصعبها، وربما أكثرها كلفة من الناحية الاقتصادية، ولكنها بالتأكيد الأكثر كلفة من الناحية المعنوية، بما في ذلك حرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973، على اعتبار أنها أخفقت في حربها ضد قوة غير نظامية، محدودة العدد والعدة، في بلد بحجم لبنان، بالقياس لإخفاقها في تلك الحرب التي واجهت فيها جيوش مصر وسورية، آنذاك. أيضاً، فإن هذه الحرب المدمرة والوحشية، التي طاولت البشر والشجر والحجر في لبنان، ستسجل باعتبارها الحرب السادسة، في سلسلة الحروب العربية – الإسرائيلية، وباعتبارها الحرب الثانية التي جردتها هذه الدولة ضد لبنان، بعد الحرب الأولى (حرب حزيران/ يونيو 1982). أما من حيث التصنيف، يمكن اعتبار هذه الحرب بمثابة الحرب الثالثة في قائمة الحروب غير الكلاسيكية، أو غير النظامية، التي خاضتها إسرائيل في المنطقة، إذا اعتبرنا حرب إسرائيــل ضد الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى (1987 – 1993)، والثانية (2000 – 2005). أما حرب حزيران (1982)، فيمكن تصنيفها في منزلة وسط بين هاتين المنزلتين، كونها شنّت ضد دولة معينة (لبنان)، من دون أن تستهدف هذه الدولة بالضبط، بقدر ما استهدفت قوات غير نظامية موجودة في أراضيها، وأيضاً لكون القوات المستهدفة (التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)، كانت خليطاً من قوات غير نظامية ونظامية (لامتلاكها قواعد ثابتة – أسلحة متوسطة – وهيكلية نظامية). كذلك فإنه يمكن تسجيل تلك الحرب باعتبارها الحرب الأولى من نوعها التي خاضتها إسرائيل خارج حدودها، ضد قوة غير نظامية، تنتمي الى بلد معين. معلوم ان الاستراتيجية العسكرية التقليدية التي اعتمدتها إسرائيل، منذ قيامها، تستند الى ركائز عدة، أهمها: 1) وجود جيش صغير ومتحرك وقوي، يحظى بتفوق العتاد، للتعويض عن النقص في الحشد البشري والعمق الجغرافي، 2) ضمان السيطرة والتفوق في مجال القوة الجوية والمدرعات، وقوة النيران في الميدان، توخياً لتجنب أو تقليل الخسائر في العنصر البشري، 3) اعتماد عناصر الردع والمفاجأة، 4) نقل المعركة الى خارج إسرائيل بعيداً من مناطق سكن الإسرائيليين (سياسة الذراع الطويلة)، 5) حسم المعركة بأسرع وقت ممكن عبر الاستخدام المكثف للقوى، وعبر الفتك بالطرف الآخر. مع كل ذلك فإن النتيجة في هذه الحرب كانت مفاجئة ومختلفة، عن الحروب السابقة التي كانت خاضتها إسرائيل في هذه المنطقة، حيث وجدت نفسها مضطرة للتراجع عسكرياً، والاعتراف بالإخفاق في ميدان المعركة في مواجهة مقاومي «حزب الله»، على رغم استخدامها لأعتى ما في حوزتها من قوة تدميرية. وبمعنى أكثر تحديداً فقد وجدت إسرائيل نفسها في هذه الحرب، في مواجهة المعطيات الآتية: 1 – عدم قدرتها على خوض حرب نظامية، بسبب مواجهتها لقوات عصابية، ليس لها قواعد معينة، أو ثابتة. وبديهي انه في حرب كهذه يصعب تحديد الأهداف، وتعيين مفهوم موازين القوى، كما يصعب تحديد معنى النصر والهزيمة، ولعل هذا هو مصدر الاضطراب والتخبط الإسرائيليين في هذه الحرب، الأمر الذي اعترف به إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية. 2 – نجاح «حزب الله» بنقل المعركة بأهوالها، الى داخل البيت الإسرائيلي، أي الى نهاريا ومعلوت والعفولة وطبريا وعكا وحيفا وصفد، ما اضطر حوالى مليون إسرائيلي للنزوح من أماكن سكناهم، أو للاحتماء في الملاجئ، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، وقد أدى ذلك الى تشكيل ضغط من الجبهة الداخلية، على القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل، بعد أن تبين ان ثمة ثمناً باهظاً يتوجب على إسرائيل أن تدفعه هذه المرة جراء الحرب. 3 – ضعف قدرتها على التحكم بالمعركة، مكانها وزمانها وأسلحتها وأهدافها. ففي هذه الحرب اضطرت إسرائيل مراراً الى تعديل جدولها الزمني، فهي باتت أمام حرب استنزاف طويلة، والأهم من ذلك انها اضطرت الى تغيير سلم أولوياتها واستهدافاتها العسكرية والسياسية. 4 – عجزها عن اجتياح الأراضي، بسبب استبسال المقاومين في مواجهة الدبابات وجنود المشاة الإسرائيليين، وهو ما شكل مفاجأة حقيقية لإسرائيل. 5 – إخفاق محاولاتها الدؤوبة لإسكات مصادر النيران، أو السيطرة عليها، ما جعلها تخوض حرباً دفاعية من داخل أراضيها. 6 – فشل سلاح الجو، كما سلاح المدرعات، في حسم المعركة، ما اضطر إسرائيل لدفع ثمن باهظ عندما حاولت إدخال سلاح المشاة مباشرة في الحرب، حيث تكبدت خسائر فادحة بالأرواح، وبالنسبة الى تدهور الروح المعنوية. 7 – تمكن «حزب الله» في هذه الحرب، بسبــــب جاهزيته العالية، وحسن إدارته للوضع، من إبقاء المبادرة والمباغتة والهجوم بين يديه، في كثير من الأحيان، ما بلبل مخططات اسرائيل وحساباتها، وأضعف من قدرتها على الحسم. طبعاً لا يمكن أن نتصور، مما تقدم، بأن المقاومة كانت مطالبة بهزيمة إسرائيل عسكرياً، فهذا الطموح لم تدعيه المقاومة، ولا ينبغي تحميلها مسؤوليته، فهزيمة إسرائيل (عسكرياً وسياسياً) هي رهن معطيات عربية ودولية، ورهن تطورات كثيرة سياسية واجتماعية واقتصادية، ولكن القصد من كل ذلك التوضيح بأن المقاومة الشعبية، على قلة عددها وضعف إمكاناتها، تستطيع أن تضعضع النظريات العسكرية الإسرائيلية، وأن تحرم الجيش الإسرائيلي من تحقيق انتصار سريع وسهل، وهو الأمر الذي تعودت عليه إسرائيل في حروبها السابقة. النتيجة ان هذه الحرب من جهة إسرائيل، أخفقت تماماً في عملياتها واستهدافاتها وإدارتها العسكرية، فهي لم تستطع استعادة الجنديين الأسيرين، ولم تتمكن من إضعاف «حزب الله»، ولا نزع تهديد صواريخه، كما لم تنجح في إبعاده عن الحدود مع إسرائيل. الأنكى من كل ذلك أن هذه الحرب كانت بمثابة فضيحة للجيش الإسرائيلي، الذي بدا هشاً في مواجهة المقاومين وتكتيكاتهم ومفاجآتهم، الأمر الذي أضعف من هيبته، وقوض من قدرته على الردع في المنطقة. ويصف المحلل الإسرائيلي يونتان شم – أور الوضع على النحو الآتي: «انتصروا، ونحن خسرنا. في الشرق الأوسط لا تحسم الحروب. فلا يدخلون الى العواصم ولا يحصلون على كتب الاستسلام، ولا يقيمون أية أنظمة جديدة… في المباراة التي انتهت في وقف النار الأول، ببساطة أكلناها». وما يمكن قوله، بعد صمت المدافع، بأن إسرائيل تستطيع أن تقتل وأن تخرب وأن تدمر، بفعل قدراتها العسكرية الهائلة، والدعم الذي تحظى عليه من الولايات المتحدة، وبحكم استحكام الكراهية والحقد والعنصرية لديها، ولكنها لا تستطيع أن تنتصر فهي تعجز عن سلب شعب إرادته وممانعته ومقاومته للاحتلال. وقد أثبتت تجربتها مع الفلسطينيين واللبنانيين، بأنه من دون حلول سياسية عادلة ولو نسبياً، فإن سياسة القوة وحدها لن تولد إلا مزيد من العنف، مرة تلو المرة. كذلك فإن «حزب الله» من جهته يستطيع أن يمرغ هيبة الجيش الإسرائيلي بالوحل، وأن يحقق نجاحات كبيرة في الصمود والمقاومة، وأن يزعزع أمن إسرائيل، ولكنه لا يستطيع، بحكم موازين القوى، أن يحقق تناسباً في الردع، ولا أن يلحق هزيمة تاريخية بإسرائيل، فهذا الأمر دونه معطيات دولية وإقليمية، واستعدادات سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، ليست متوافرة في المدى المنظور. (*) كاتب فلسطيني. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 28 أوت 2006)
آيات نصر الله
أحمد عمر زعبار
(*)
ذكر صاحب الأخبار أنه ذكر الجهاد أمام صاحب المملكة فقال مغامرة وتهلكة
ونقول
:
إذا جاء نصر الله وعدا
قد بشرت به الكتب
رأيت الذين في قلوبهم مرض
قد كذبوك بعد أن هربوا
ہ
إذن جاء نصر الله
وتخلف العرب
رأوا راية الحق
فارتعبوا
ہ
قد جاء نصر الله
فهو الحق والغضب
ہہ
إذا جاء نصر الله والفتح
رأيت ملوكك بعض دينهم ضرب
وبعض دينهم شطح
نثروا الوعود علي نزيف جراحك
فكان وعدهم جرح
إن الملوك إذا اجتمعوا
وقيل الحق امتقعوا
وفاض العري والقبح
ہہہہ
يا أيها الملأ
إذا جاءكم فاسق بنبأ
فتبينوا
إن حزب الله هم المفلحون
وإن الملوك
هم الخطيئة والخطأ
ہہہ
إن الملوك أفسدوا الأرض جميعا
فالقري كلها عاهرة
وكل فعل قدّروه خلف أبواب الغرف
يمضي لغاية مرسومة وهدف
أم تحسبها صدف ؟
كلما اجتمع الملوك
بعدها ضاع الشرف
أدعية علي ضريح جامعة العرب
إلهي
أعوذ بك
من سريع الغضب
والعجز والعطب
واجتماعات حكام العرب
إلهي
أعوذ بك
من الداء والعلّة
وأعوذ بك
من أعداء الملّة
حكّامنا الأذلّة
ہہ
إلهي
نعوذ بك
من القحط
والسخط
وبئر النفط
ہہ
إلهي
أعوذ بك
من صولة العهر
وغصة القهر
وأعوذ بك
من أرذل العمر
وأرذل أولي الأمر
ہہہہہہ
خاتمة
سقط القناع
فملوك بالريموت
وشعوب كالمتاع
تشتري ثم تباع
إلاك لبنان الشجاع
إلاك لبنان الشجاع
(*)
شاعر من تونس يقيم في لندن
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 أوت 2006)
دولة كردستان الحرّة, الدولة الشيعية العربية, الأردن الكبير, السعودية خمس أقسام و تركيا وباكستان الخاسر الأكبر
بقلم: علي حسين باكير – باحث أردني في العلاقات الدولية نشرت مجلة القوات المسلحة الأمريكية في عددها حزيران 2006 تقريرا خطيرا كتبه “رالف بيترز” و هو لوتانيت كولونيل سابق في الجيش الأمريكي و خدم في شعبة الاستخبارات العسكرية ايضا, تفرغ للكتابة و النشر بعد تقاعده و قد نشر مؤخرا في 10 تموز 2006 كتابه المعنون: “Never Quit The Fight” و الذي يعد هذا التقرير جزءا منه ايضا. يتحدّث “رالف بيترز” في هذا التقرير عن عملية تغيير لمعالم دول الشرق الأوسط من الناحية الجغرافية تنشأ عبرها دول جديدة و تتقسم دول أخرى و تتغير معالم دول و تندمج دول أخرى. و يعرض التقرير المنشور في المجلة خرائط لمنطقّة الشرق الأوسط بشكلها الحالي و خرائط للشكل الذي يتم العمل على تحقيقه. و يعتمد التقرير لتبرير هذا المخطط على عدد من الحجج المنطقية الجدلية لتمرير هذا مشروع و منها: أولا: انّ الحدود الحالية هي حدود رسمهتها كل من بريطانيا و فرنسا بشكل عشوائي في القرن التاسع عشر هي حدود غير عادلة. ثانيا: انّ قوص الحدود الأكثر تشابكا و فوضوية في العالم يكمن في أفريقيا و الشرق الأوسط, و انّ هذه الحدود تعمل على اثارة الحروب و الموت في هذه المنطقة من العالم, و لذلك يجب تغييرها و اعادة رسمها لاعطاء الاقليات المذهبية او القومية و الاثنية حقوقها المسلوبة. ثالثا: صحيح انّه في بعض الحالات, قد تتفاهم مجموعات مختلفة متعددة الأعراق او الديانات و الاثنيات بحيث تتعايش و تتداخل مع بعضها البعض, لكنّ الغالب انّ التداخل بالدم او المعتقد في اماكن اخرى قد لا يكون ناجحا بقدر الاتحاد الذي يحصل في داخل المجموعة الواحدة, لذلك لا بد من اجراء هذا التغيير في خريطة الشرق الأوسط. رابعا: أنّ الحدود المرسومة للدول ليست ثابتة على الاطلاق و العديد من الحدود من الكونغو الى القوقاز مرورا في كوسوفو تتغيّر الآن, و من هنا فانه لا يجب التجاوب مع الحجّة القائلة انّ هذه الحدود لهذه الدول لا يجب تغييرها لأنّها تعبّر عن واقع موجود منذ آلاف السنيين, و انّ المحافظة عليها تتطلب تحمّل ضريبة المشاكل التي تحصل فيها. خامسا: أنّ حدود الشرق الأوسط تسبب خللا وظيفيا داخل الدولة نفسها و بين الدول بعضها البعض خاصّة من خلال الممارسات ضد الأقليات القومية والدينية والأثنية, أو بسبب التطرف الديني أو القومي والمذهبي, و لضلك يجب انهاء هذا الامر. و يدعي التقرير انّ الغاية من هذا التعديل هو تحقيق عدد من الاهداف الانسانيّة و التي تتعلق بالعدل و الديمقراطية و التوازن و أهداف اخرى رئيسية هي: أولا: انهاء الظلم الذي يعاني منه عدد من الأقليات في الشرق الأوسط و منها: الأكراد, البلوش و الشيعة العرب. و على الرغم من انّ التعديلات المرتقبة تأخذ بعين الاعتبار مصالح هذه الفئات, الاّ انّ هذه التعديلات المرتقبة قد لا تستطيع ان تحقق مصالح اقليات اخرى بالكامل مثل: المسيحيين, البهائيين, الاسماعيليين النقشبنديين, و عدد من الأقليات الأقل عددا. ثانيا: محاربة الارهاب بشكل كامل بواسطة القوات الامريكية المتمركزة في المنطقة و حلفائها من الدول المحلية او العالمية. ثالثا: تأمين تدفق النفط بشكل تام و كامل للغرب دون اي قيود. رابعا: تحقيق السلام الكامل عبر احداث تعديلات في الحدود الجيو-سياسية للدول الموجودة حاليا في الشرق الأوسط, و نشر الديمقراطية. و يمرر التقرير في ثناياه عددا من النقاط التي قد يمر القارئ عليها مرور الكرام و لكنّها خطيرة جدا في مضمونها و معناها و منها: أولا: الترويج انّ هذا التغيير و التعديل هو لمصلحة الجميع خاصّة أنّه و على عكس ما قامت به كل من فرنسا و بريطانيا, يراعي مصالح القوميات و الاثنيات و المذاهب و المجموعات المختلفة المنتشرة في المنطقة القائمة حاليا لأنه قائم على أساس وقائع ديموغرافية تشمل الأقليّات المذهبيّة و الأثنيّة و القوميّة. ثانيا: انّ هذا التغيير في الحدود المرسومة حاليا و تعديلها لخلق شرق اوسط جديد لا يمكن ان يتم بسهولة و سرعة و لأن إعادة تصحيح الحدود الدولية يتطلب توافقا لإرادات الشعوب التي قد تكون مستحيلة في الوقت الراهن, و لضيق الوقت فانه لابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية و استغلال عامل الوقت لصالح هذه الخطّة. استنادا لما تمّ ذكره, فان دولا جديدة ستنشأ مما يعني فقدان بعض الدول الموجودة لأجزاء كبيرة من حدودها الحالية و زيادة حدود دول اخرى. الدولة الكردية: تقتضي الخطّة المذكورة اقامة دولة كردية مستقلة للأكراد البالغ عددهم ما بين 27 و 36 مليون كردي يعيشون في مناطق محاذية لبعضها البعض في الشرق الأوسط. اذ يعتبر التقرير انّ الاكراد هم اكبر قوميّة في العالم لا يعيشون في دولة مستقلة و انّه يجب تحقيق دولتهم المستقلّة عبر عدد من الخطوات منها: أولا: استغلال الفرصة التاريخية التي لاحت للولايات المتّحدة بعد سقوط بغداد في انشاء دولة كردية اثر تقسيم العراق الى ثلاث دول, لأن الاكراد سيصوتون بنسبة 100% لصالح قيام دولة مستقلة اذا عرضت عليهم فرصة قيام دولة مستقلة. ثانيا: دعم أكراد تركيا على الرغم من انّ هجماتهم في الداخل قد خفّت خلال العشر سنوات الماضية, الاّ انهم عادوا من جديد الآن و عليه, يجب استغلال هذه الفرصة للضغط على تركيا و اظهار الجزء الشرقي منها كما و انّها “منطقة محتّلة”. ثالثا: بعد قيام الدولة الكرديّة المستقلة في العراق و تركيا, فانّ أكراد ايران و سوريا سينضمون بمناطقهم مباشرة اليها و سيشكلون “دولة كردستان الكبرى المستقلّة” بحدودها النهائية. و ستكون هذه الدولة الكرديّة الممتدة من ديار بكر في تركيا الى تبريز في ايران أكبر حليف للغرب في المنطقة ما بين اليابان و بلغاريا. الدولة الشيعية العربية: وفقا للتقرير, فانّ الجزء الجنوبي من العراق سيكون نواة لتشكيل دولة شيعية عربية تنضم اليها مناطق واسعة من الاراضي المحيطة بها ليشكل حزاما على المنطقة المحاذية للخليج “الفارسي” على ان تشمل المنطاق التالية: أولا: الجزء الجنوبي الغربي من ايران و المعروف بمنطقة الأهواز أو عربستان و التي تضمن معظم الشيعة العرب في ايران. ثانيا: الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية و الذي يضم العدد الاكبر من الاقلية الشيعية في المملكة. دولة سوريا الكبرى: بعد تقسيم العراق الى 3 أقسام, كردي في الشمال, شيعي في الجنوب و سني في الوسط, سيضطر الجزء السني الى الالتحاق بسوريا و ذلك لأنه سيصبح دولة لا مقومات لها بين مطرقة الدولة الكردية الكبرى الى شماله و سندان الدولة الشيعية الى جنوبه اذا لم ينضم الى سوريا. و سيتم اجبار سوريا عن التخلي عن جزء صغير منها لضمّه الى لبنان لتشكيل “دولة لبنان الكبير” على البحر المتوسط لاعادة احياء دولة فينيقيا. تقسيم المملكة العربية السعودية: ستكون المملكة الى جانب الباكستان بالاضافة الى تركيا من اكثر الدول التي ستعاني نتيجة للتغيير الذي سيطرأ على المنطقة. و سيتم تقسيم المملكة الى خمس اقسام: أولا: القسم الغربي الساحلي حيث تتواجد الأقلية الشيعية في المملكة و سيتم الحاق هذا القسم بالدولة العربية الشيعية التي تحدثنا عنها اعلاه. ثانيا: القسم الثاني هو جزء يقع في شمال غرب و شرق المملكة و سيتم الحاقه بالأردن الذي سيشكّل بحدوده الموجودة حاليا اضافة الى الجزء السعودي دولة “الأردن الكبرى” التي ستضم كل الفلسطينيين في الشتات. ثالثا: القسم الثالث من المملكة سيضم كل المدن الدينية لاسيما مكّة المكرّمة و المدينة المنوّرة التي سيتم تشكيل دولة دينية عليهما يحكمها مجمّع ديني من مختلف الطوائف و المذاهب الاسلامية يشبه الى حد كبير الفاتيكان. رابعا: الحاق قسم من جنوب المملكة الى الجمهورية اليمنية التي سيزيد حجمها. خامسا: تشكيل دولة سياسية في القسم المتبقي من حجم المملكة الأصلي. الجمهورية الايرانية: صحيح انّه سيتم اقتسام بعض الاجزاء من ايران لصالح تشكيل دولة كردية و دولة شيعية عربية و دولة بلوشية و جزء صغير لضمّه لدولة أذربيجان , الاّ أنّه سيتم اقتطاع جزء من أفغانستان المجاورة لتشكيل دولة قومية فارسية تحلّ محل الجمهورية الايرانية الحالية. أفغانستان و باكستان: القسم الذ سيتم اقتطاعه من أفغانستان لمنحه لايران سيتم تعويضه من خلال منح أفغانستان جزء كبير من الباكستان حيث العديد من القبائل الافغانية و القريبة لها, و سيتم اقتطاع جزء آخر ايضا من الباكستان حيث يقيم البلوش لمنحه لدولة بلوشستان الحرة و بذلك يتبقى مساحة ثلث او اقل من حجم الباكستان الحالية التي ستشكّل الدولة الجديدة المنتظرة. الكويت, قطر, عمان , الامارات و اليمن: ستبقى هذه الدول على الارجح بشكلها الحالي دون زيادة او نقصان مع الأخذ بعين الاعتبار انّ الامارات قد تشهد بعض التغييرات و ذلك تبعا للتغير الذي سيصيب بعض الدول المجاورة لها سواءا لناحية ايران او لناحية دولة الشيعة العرب, فيما سيزيد حجم اليمن نتيجة لمنحها جزء من المملكة العربية السعودية. لذلك و كما نرى فانّ اعادة رسم خريطة الشرق الأوسط سيتم على اساس قومي أو اثني في بعض الاحيان و طائفي في احيان اخرى, و بما انّ اعادة رسم خريطة الشرق الأوسط انعكاسا لارادة الناس و الفئات لا يمكن ان يتم فورا حتى ولو ارادوا ذلك, الاّ أنّه مع الوقت و مع عملية سفك الدماء وفقا للتقرير فان تحقيق هذه الخريطة الجديدة سيكون ممكنا جدا. امّا بالنسبة لاسرائيل ووفقا للتقرير, فلكي تمتلك اي أمل بالحياة بسلام مع جيرانها سيكون عليها الانسحاب من كل المناطق التي احتلتها في العام 1967 مع ضرورة اتخاذ اجراءات تعديلات محلية تواكب القلق الأمني الذي يساورها بشكل دائم. شخصيا اعتقد انّ نشر مثل هذا التقرير في مجلة عسكرية امريكية هدفه ان لم يكن التطبيق الفعلي, فهو لابتزاز عدد من الدول الكبيرة كالسعودية و الباكستان و تركيا للبقاء ضمن الدائرة الامريكية, خوفا من هذا المصير. و في حال تمّ تطبيقه فالهدف منه خلق بيئة رسمية و شعبية موالية للولايات المتحدة الأمريكية, لأنّ الدول التي ستنشأ و الكيانات التي ستقوم و المجموعات التي ستستفيد من هذا الواقع ستكون ممتنّة جدا للولايات المتحدة و مدينة لها كما هو حال الحكومة الحالية في أفغانستان من الناحية الرسمية او كما هو الحال مع شيعة العراق و كرده رسميا او شعبيا. و مما لا شك فيه انّ الخطط الأمريكيّة تجاه العالم الاسلامي “الذي تدعوه الشرق الأوسط , عندما تريد تخصيص الدول العربية و بعض الدول الأخرى في محيطها” تعدّدت و تنوّعت على مر السنين لتتلاءم مع التغيرات التي تطرأ على المنطقة بين الحين و الآخر, لكنّها في جميع الأحوال و الظروف حافظت على عاملين اثنين أساسيين اعتبرتهما كثوابت في جميع هذه الاستراتيجيات, و خطّا احمر يمس الامن القومي الأمريكي: العامل الاوّل هو: حماية امن اسرائيل و دعمها بأي ثمن. العامل الثاني هو: تأمين النفط و المصالح الاستراتيجية الأمريكية الأخرى. و على العموم فانّ الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة يمكن تلمّس معالمها من خلال الأدوار التي لعبتها أمريكا في أفغانستان و العراق و من خلال الأدوار التي تلعبها مؤخرا بمساعدة أوروبا في عدد من الملفات سواء في سوريا او لبنان او فلسطين أو مصر او الخليج العربي و تركيا. انّ مسألة التلاعب أو التحكّم بورقة الأقليّات و حقوق الانسان مسألة معروفة قديما في العرف السياسي الأمريكي الخارجي, و هذا الأسلوب يظهر الولايات المتّحدة بمظهر المدافع عن حقوق البشر و توجّهاتهم في وقت تعاني هي أصلا فيه من عنصرية بغيضة تجاه الأقليات سواء العرقية أو القوميّة. على العموم, الخطة الامريكية الجديدة تقوم على استعمال ورقة الأقليات لزعزعة استقرار و وحدة الدول القائمة في الشرق الأوسط لاسيما انّ لهذه الورقة قوّة كبيرة و قد تؤدي الى مواجهات عنيفة تتفكك على اثرها الدولة الى دويلات طائفية و عرقية أو تضعف الدول كثيرا في احسن الأحوال, لأنّ الدولة في الشرق الأوسط بطبيعتها الحاليّة و منذ انهيار الدولة العثمانيّة هي دولة قوميّة بالأساس و تضم عددا كبيرا و متنوعا من الأعراق و الطوائف و القوميات. و بطبيعة الحال فان الدول التي تحويها القائمة الأمريكية في هذا المجال هي الدول الأكثر تنوعا و امتزاجا مثل: العراق , أفغانستان, السودان, الجزائر, لبنان…الخ و ذلك من أجل اعادة صياغة الواقع العرقي و الطائفي و القومي وفق تركيبة تناسب المخططات الأمريكية التي تهدف الى تحقيق عدة أهداف منها: أولا: اضعاف الدولة القوميّة- بشكلها الحالي- التي لديها حساسية كبيرة بطبيعة الحال تجاه التدخلات الخارجية في شؤونها و هو ما سيسهّل عملية الاختراق الأمريكية للدول التي تأبى الانصياع لما تريده أو التي ترفض التغيير بحسب الوصفة المقدّمة على الطريقة الأمريكيّة. ثانيا: ضمان عدم التحام هذه الأقليات و الطوائف و الأعراق, و ضمان عدم ذوبانها أو على الأقل انسجامها مع الاغلبية في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط في أي اطار جامع على الشكل الذي كانت فيه منذ قرون لضمان أنها ستكون بحاجة الى مساعدة خارجية, و كل ذلك من أجل أن تبقى هذه الأقليات برميل بارود يمكن تفجيره في الوقت الذي تراه القوى الغربية مناسبا و بالتالي أمريكا ستكون جاهزة للتدخل في أي مكان و زمان تراه مناسبا في أي بلد من هذه البلدان اذا رأت انّ ذلك لمصلحتها, و بحجّة الحماية بطبيعة الحال. و ان لم يكن ذلك في مصلحتها فلا هي ترى و لا تسمع و لا تتكلم. ثالثا: انّ الهدف أيضا من ورقة الأقليات هو تبرير وجود اسرائيل و توسيع رقعة المشاكل و النزاعات الاقليمية الداخلية العرقيّة و القوميّة لاشغال العالم العربي و الاسلامي و شعوب هذه الدول بالمشاكل الداخلية المستجدّة لديهم و المخاطر التي تتهدّد بلدانهم المعرضّة آنذاك للتفتيت و التقسيم, بمعنى تقسيم المقسّم أصلا و تجزئة المجزّء بعدا حتى تصبح القضيّة الفلسطينيّة في آخر اهتمامات الشارع الاسلامي و الدول الاسلامية , هذا ان تذكّرها بعد ذلك أحد, و بالتالي تنعم “اسرائيل” بما هي فيه. رابعا: الهدف أيضا من نفس الموضوع هو افساح المجال أمام اسرائيل للدخول و التغلغل في هذه الدول عبر الأقليّات سواء القومية أو الطائفية أو العرقية و لنا في أكراد العراق و شيعته مثال على ذلك, اذ انّ الدولة المدمّرة او المفتّتة او التي يتم اضعافها عبر ورقة الاقليات سيكون من السهل على اسرائيل اختراقها كما حدث ايضا في جنوب السودان. ترتكز الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة, في شقّها الثاني على تحجيم نفوذ الدول الكبرى تقليديا في المنطقة مثل: – السعوديّة: التي من المفترض أن تشمل دائرة نفوذها الاقليميّة على االأقل دول الخليج العربي و ذلك لاعتبارات اقتصادية و ديمغرافية و جغرافيّة و عسكرية…..الخ. – مصر: التي من المفترض ان تشمل دائرة نفوذها أو دائرة تأثيرها ايضا منطقة شمالي أفريقيا و السودان و فلسطين على الأقل و ذلك أيضا لأسباب ديمغرافيّة, اقتصاديّة, تاريخيّة..الخ. – سوريا و العراق: حيث تمتد دائرة نفوذ الدولتين الى الدول المجاورة لهم سواء لبنان و فلسطين بالنسبة الى سوريا او الاردن و الخليج بالنسبة للعراق. بالاضافة الى عدد آخر من الدول الكبيرة ايضا التي لم نذكرها. و نلاحظ أنّ الولايات المتّحدة قد لجأت الى هذه الخطّة في تحجيم نفوذ الدول الكبرى نظرا للتعقيدات الكثيرة و التشابكات الكبيرة التي تتركها دائرة نفوذ مثل هذه الدول الكبرى على الدول الأخرى ممّا من شأنه أن يحد من التدخّل الامريكي بحيث يصعّب على الولايات المتّحدة التدخل في أي موضوع أو ملف لأي دولة تكون لهذه الدول الكبرى نفوذ فيها, اذ انّ الامر آنذاك سيتطلب من الولايات المتّحدة جهدا مضاعفا و وقتا مضاعفا و تباحثا مع جميع الأطراف و ربما جوائز ترضية للدول الكبرى و ربما قد تفشل في النهاية للوصول الى هدفها او قد تصل اليه بصعوبة. لكن عندما تكون دائرة نفوذ كل دولة محصور في إطارها الداخلي فقط فانّ ذلك يفيد الولايات المتّحدة من عدّة جوانب: أولا: يسهّل ذلك على الولايات المتّحدة مهمّة التدخل بشؤون أي دولة دون تعقيدات تذكر حيث تصبح العلاقة مباشرة و فردية بين الولايات المتّحدة و الدول الأخرى, و بطبيعة الحال فانّ الدول الاخرى في غالبها دول صغيرة و ضعيفة و لا حول و لاقوّة لها في وجه الاملاءات الامريكية حتى لو أرادت فعلا رفض ما يملى عليها. ثانيا: انّ تحجيم النفوذ يؤمن الاستفراد بالدول الواحدة تلو الأخرى دون أن يكون لها أي حليف او نصير و بالتالي فانّ الملف يصبح أسهل و النتائج أضمن و الاملاءات و الشروط أكبر و التهديدات بالعقوبات و العمليات العسكرية في حال عدم التنفيذ أجدى. و يمكن ملاحظة ذلك في 3 حالات واضحة و صريحة و منها: 1- السودان حيث تمّ عزله عن محيطه العربي و ترك لوحده في مواجهة أمريكا و القوى الدولية و تمّ عزل مصر عن الملف الى ان وصلت الأوضاع الى ما وصلت اليه الآن و بعد فوات الأوان, و نرى التهديدات و العقوبات الأمريكية و الأممية واضحة لأي مراقب. 2- العراق و قد تمّ أيضا عزله و محاصرته و قصفه و تدميره و تحجيم نفوذه الى أن وصل الى ما هو عليه الآن من خراب و دمار و انهيار نتيجة عدم تنفيذ الاملاءات و الشروط الامريكية. 3- سوريا, و قد بدى الأسلوب الذي نتحدث عنه عن تحجيم النفوذ واضحا في هذه الحالة و لا يحتاج الى شرح حيث أصبحت قدرة الولايات المتّحدة على التدخل في الملف اللبناني أكبر بكثير و تمّ تحجيم النفوذ السوري فيه, و بالطبع فسيف التهديدات لم ينته بعد و سلسلة المطالب من سوريا تجاه العراق و لبنان و فلسطين تكبر يوما بعد يوم بانتظار التنفيذ الكامل و الاّ. تبقى الاشارة الى انّ نقطة الانطلاق في تنفيذ هذا المشروع و النقطة الفاصلة وفقا لما يذكره التقرير هي العراق, فاذا نجح المشروع الامريكي في العراق تمّ الانتقال الى دول اخرى و اذا فشل سقطت هذه الخرائط الامريكية برمّتها. (المصدر: مدونة الباحث الأردني علي حسن باكثير، بتاريخ 27 جويلية 2006) الرابط: http://www.maktoobblog.com/alibakeer?post=65314
Home – Accueil – الرئيسية