TUNISNEWS
9 ème année, N 3298 du 03.06 .2009
عريضة وطنية من أجل الإصلاح السياسي و إطلاق سراح المساجين ( تحيين )
جمعيات حقوقية تونسية:أمسية تضامنية:الحرية لسجين الراى الدكتور الصادق شورو
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محاكمة 18 شاباً بتهمة الإرهاب
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان- فرع بنزرت :بيان إلى الرأي العام
الصباح: جامعة قفصة تتهم قيادة «التقدمي» بإضاعة البوصلة والفوضى غير المسبوقة
التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات المؤتمر الأوّل:البيان الختامي للمؤتمر
قرار المؤتمر بترشيح الأمين العامّ الأخ مصطفى بن جعفر للانتخابات الرئاسية القادمة
السياسية:أخبار وكواليس “السياسية”
مواطنون:دكتور بن جعفر : التكتّل ماضيا وحاضرا ومستقبلا
الجزيرة نت:نقيب الصحفيين بتونس يهاجم عريضة سحب الثقة
العربية نت :خروج مرشح مستقل لرئاسة تونس من مستشفى للأمراض العقلية
معز الجماعي :حجب مدونتي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات:دعــــــــوة
كلمة:تراخيص جديدة لإصدار صحف دار الأنوار يقطع الطريق أمام الاستحواذ عليها
صـابر التونسي :ديمقراطية تونسية
نصرالدين السويلمي:في ذكراها 28: حركة النهضة إنجازات ورسائل…
عبدالحميد العدّاسي:”النيران الصديقة”
خلدون الخويلدي:لقاء طريف مع مدير التوظيف
فريد خدومة: قالوا .. ولم أقل.. (3)
المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس يستضيف المفكر والفيلسوف الدكتور أبو يعرب المرزوقي
كلمة:أصحاب الأكشاك مستاؤون لعدم تمكينهم من الكهرباء
الصباح:252 يجتازون الامتحان بين السجون والمستشفيات والمساعدات الخاصة
الصباح:طلب العروض لانجاز الطريق السريعة صفاقس ـ قابس
الصباح:خـاص: رازي القنزوعي لـ«الصباح» وجهتي القادمة قد تكون فرنسا
محمد شمام :من أجل التأسيس لنصرة غزة
محمـد العروسي الهانـي :التعقيب الثاني لإنارة الحق والبعد على الإثارة والتوظيف — جريدة الموقف
إسلام أونلاين:الكحلاوي: التغيير بالمنطقة مرتبط بتقلص النفوذ الأمريكي
“السياسية” تفتح ملف الظاهرة السلفية في تونس (الحلقة 3)
عبدالسلام المسدّي:العرب والدرس اليمنيّ
توفيق المديني:قمة «آسيان»في مواجهة تحديات الأزمة الاقتصادية
رويترز:متشددون يقتلون عشرة في هجوم بالجزائر
العربية.نت:إجبار عمرو خالد على الرحيل إلى لندن.. ومنع برامجه في الفضائيات
عماد الدّين الحمروني:في الذّكرى العشرين لرحيل الإمام الخميني(قدّس سرّه)
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
عريضة وطنية من أجل الإصلاح السياسي و إطلاق سراح المساجين
مرة أخرى تعاد محاكمة الرمز الوطني و الإسلامي عميد سجناء الحرية في تونس الدكتور الصادق شورو بتهمة خيالية “كما شرحها الدكتور أمام المحكمة عجبت من إدانتي بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و سبب عجبي أن هذه التهمة لا أصل لها عقلا و لا واقعا و لا قانونا فهي لا تستقيم عقلا لأن حركة النهضة حركة كان لها رئيس معلوم للقاسي و الداني و قد فكك تنظيمها بالقوة الغاشمة و لم يعد لتنظيمها وجود في الداخل منذ بدايات التسعينات، و هي تهمة لا تستقيم واقعا لأني لم ألبث خارج السجن، بعد مغادرته في 05 نوفمبر 2008، إلا 27 يوما فكيف يعقل أن أعيد تنظيما فضلا عن أني كنت مشغولا باستقبال المهنئين و تحسس محيطي العائلي و الإجتماعي. و هي تهمة لا تستقيم قانونا لأن الجمعية لا تقوم إلا بفردين على الأقل و ها أن ذا أحال بمفردي” لم يتوفر فيها الحد الأدنى من أركانها القانونية فضلا عن كل ما شاب القضية من خر وقات فاضحة في الإجراءات و في التكييف القانوني للوقائع التي بموجبها وقعت الإحالة على القضاء في طوريه الابتدائي و الإستئنافي حيث أجمع لسان الدفاع على كيدية التهمة و على الطابع السياسي للمحاكمة الأمر الذي اظهر التوظيف السياسي للقضاء رغم أن الأزمة ” كما شرحها الدكتور أمام المحكمة فقد سئلت عن الوضع العام في البلاد فقلت أن العالم يمر بأزمة و أن بلادنا ليست في مأمن منها و أن تزامن محاكمتي السياسية مع محاكمات الحوض ألمنجمي الاجتماعية دليل على عمق الأزمة الاقتصادية –السياسية –الاجتماعية التي تعيشها البلاد و ما على السلطة إلا أن تفتح الباب لحوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تعلم أنه لا بديل عن حريات مدنية و سياسية فعلية و حقيقية و عن عدالة اجتماعية لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الاعتراف بحق حركة النهضة في الوجود القانوني و التنظيم السياسي. وعمدت السلطة إلى إنهاء الاحتجاجات الاجتماعية في الحوض ألمنجمي بمحاكمات ظالمة لرموز هذه الحركات وهذه المحاكمات هي دليل على عمق الأزمة الاقتصادية –السياسية –الاجتماعية التي تعيشها البلاد. والبلاد اليوم تعيش حالة تدجين للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين و خنق الحريات ومحاصرة الإعلاميين امنيا وسياسيا …والسلطة تحاصر وتضيق على النقابة العامة منذ العام الماضي بسبب تقريرها حول الحريات الصحفية. إن أي إصلاح سياسي في تونس لن يكون له أي نجاح إلا إذا وقع إنجاز حوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تحترم الحريات المدنية والسياسية احتراما فعليا و حقيقيا وان تطبق العدالة الاجتماعية التي لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الاعتراف بحق التنظيمات الوطنية والإسلامية في الوجود القانوني و التنظيم السياسي. ومن مقدمات هذا الإصلاح السياسي سن العفو التشريعي العام بإطلاق سراح المساجين السياسيين وأصحاب الراى وسجناء الحوض ألمنجمي وعودة المغتربين. للتوقيع الرجاء إرسال الاسم واللقب واسم الجمعية, و البلد للعنوان الإلكتروني التالي: aridha_wathania@yahoo.fr
قائمة الإمضاءات : :
الاسم |
البلد |
1-جمعية التضامن التونسي
2-جمعية الزيتونة
3–Association des droits de la personne au Maghreb ADPM
4-Mouvement de la libération de la Tunisie
5-جمعية ضحايا التعذيب بتونس
|
فرنسا
سويسرا
كندا
كندا
سويسرا
|
1- علي النجار
2- رياض بالطيب
3- رياض حجلاوي
4- حسين الجزيري
5- سمير الدريدي
6- بكار الصغير
7- طاهر بوبحري
8- كمال العيفي
9- لخضر الوسلاتي
10- محمد بن سالم
11- فتحي فرخ
12- هشام بشير
13- بشير هلال
14- عامر لعريض
15- عبد الوهاب الرياحي
16- لزهر التومي
17- محمد الجموعي
18- محسن ذيبي
19- عبد الرؤوف الماجري
20- عبد الرؤوف نجار
21- محمد الهادي الكافي
22- رضا ادريس
23- زيتوني لسعد
24- السيد المبروك
25- محمد ملك
26- منذر عمار
27- معز الجماعي
28- عبدالسلام بوشداخ
29- نور الدين ختروشي
30- مالك الشارني
31- وليد بناني
32- ناصر غمراسي
33- الهادي بريك
34- البشير بوشيبة
35- عماد الدايمي
36- سامي حاج دحمان
37- صالح الحمراوي
38- محمد الصادقالشطي
39- هاشمي بن حمد
40- سليم بن حميدان
41- غفران بن سالم
42 – قادري زروقي
43- بلقاسم همامي
44- عبدالله النوري
45- محمد النوري
46- بلقاسم نقاز
47- شكري مجولي
48- خالد الجماعي
49- محمد زريق
50- رضا رجيبي
51- المنجي المدب
52- سالم الجديدي
53- اسماعيل الكوتي
54- محمد طرابلسي
55- عبد القادر الجبالي
56- نجيب العاشوري
57- طاهر حسني
58- عثمان كعباوي
59- محمد الغمقي
60- الهاشمــــي بم حامد
61- رفيق الشابي
62- رضا المازني
63- عبد الحميد البناني
64- الهادي لطيف
65- وحيد شريف
66- محمد بن محمد
67- محمد الهادي غابي
68-كريم مسعودي
69- طاهر العبيدي
70- جيلاني العبدلي
71- مراد راشد
72- عبد الناصر نايت ليمان
73- نجاة العبيدي
74- عبد المجيد سبوعي
75- كريمالماجري
76- صالح المحضاوي
77- عبدالحميد العدّاسي
78- رضا القدري
79- عمور غيلوافي
80- انور غربي
81- تمام الأصبعي
82- فتحي العابد
83- علي سعيد
|
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
تونس
فرنسا
ألمانيا
تونس
فرنسا
فرنسا
سويسرا
بلجيكا
سويسرا
ألمانيا
سويسرا
فرنسا
فرنسا
سويسرا
النمسا
ألمانيا
فرنسا
فرنسا
ألمانيا
سويسرا
ألمانيا
فرنسا
ألمانيا
بريطانيا
النرويج
كندا
فرنسا
تونس
النرويج
سويسر
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
فرنسا
المانيا
فرنسا
فرنسا
بلجيكا
سويسرا
النرويج
إيطاليا
فرنسا
المانيا
فرنسا
فرنسا
سويسرا
سويسرا
تونس
سويسرا
البوسنة
المانيا
الدّانمارك
تونس
سويسرا
سويسرا
سويسرا
السويد
إيطاليا
النرويج
|
أمسية تضامنية
الحرية لسجين الراى الدكتور الصادق شورو الرئيس الاسبق لحركة النهضة
دفاعا عن سجين الرأى الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة و تضامنا مع سجناء الحوض المنجمي والمئات من الشباب ضحايا قانون 10 ديسمبر 2003 لما يسمى “مكافحة الإرهاب” اللادستوري و تفاعلا مع كل التحركات السياسية و الحقوقية في تونس، ندعو إلى أمسية تضامنية بحضور مختلف التعبيرات و القوى الوطنية و الصديقة وذلك يوم
الجمعة 5 جوان 2009
بقاعة : AGECA 177 rue de Charonne 75011 paris Métro Alexandre Dumas على الساعة 19:00 وهي مناسبة نريدها أن تكون فرصة للتأكيد على أن قضية المساجين ( الدكتور الصادق شورو و سجناء الحوض ألمنجمي و ضحايا قانون 10 ديسمبر 2003 لما يسمى “مكافحة الإرهاب” اللادستوري) والمضايقات التي يتعرض لها المسرحون و النشطاء الحقوقيون والسياسيون والإنغلاق السياسي والإعلامي و حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد وهي مقبلة على انتخابات لا تتوفر فيها شروط المنافسة الحقيقية، هي فرصة للتأكيد على أن قضية الحرية واحدة إما أن تكون للجميع أو لا تكون لأحد. الجمعيات المنظمة:
جمعية التضامن التونسي
جمعية الزيتونة
منظمة صوت حر
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
اللجنة العربية لحقوق الإنسان
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 جمادى الثانية 1430 الموافق ل 03 جوان 2009
أخبار الحريات في تونس
1) اعتقال الشاب وجدي العرفاوي: اعتقل أعوان البوليس السياسي الشاب وجدي بن عبد الله بن معمر العرفاوي المولود في 8 ديسمبر 1986 بتونس إثر أدائه لصلاة المغرب بجامع التوبة بحي الخضراء مساء يوم الأحد 31 ماي 2009، وقد تم اقتياده إلى جهة مجهولة، ولا تزال عائلته تجهل سبب و مكان اعتقاله بعد مضي أربعة أيام من اختفائه و تخشى أن يكون قد أصابه مكروه أو وقع تعذيبه، و قد تم تقديم عريضة في الغرض رسمت بوكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس كما كلفت عائلته محامية للدفاع عنه عند الاقتضاء. 2) تجنيد إجباري للمسرحين من مساجين الرأي: في خطوة غير مسبوقة قام أعوان الشرطة بالزي الرسمي يوم السبت 30 ماي 2009 باعتقال سجين الرأي السابق الشاب سليم بالحاج صالح بعدما أنزلوه من الحافلة عندما كان في طريقه إلى مقر عمله بمدينة طبلبة من ولاية المنستير، واقتادوه إلى مركز التجنيد بمدينة سوسة أين قضى ليلته هناك و من الغد حلقوا له رأسه وألبسوه اللباس العسكري ونقلوه إلى ثكنة ماجد عيسى لتأدية الخدمة الوطنية.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
“ الحرية لجميع المساجين السياسيين “ “الحرية للدكتور الصادق شورو“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 03 جوان 2009
كشف الحساب..لقضاء..” يكافح الإرهاب “: محاكمة 18 شاباً بتهمة الإرهاب
نظرت الدائرة الجنائية 13بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني اليوم الإربعاء 03 جوان 2009 في : * القضية عدد 13086 التي يحال فيها كل من: بلقاسم بن علي بن صالح شنينة مولود بقبلي في 22/12/1984 أعزب وتلميذ بالسنة السابعة رياضيات قاطن بقبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 14 سنوات و05 سنوات مراقبة إدارية و صالح بن علي بن صالح شنينة مولود بقبلي في 03/04/1986 أعزب، طالب قاطن بقبلي بحالة إيقاف، محكوم ابتدائيا ب08 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية و خالد بن علي بن صالح شنينة مولود في 25/12/1987 بقبلي تلميذ قاطن بقبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 14 سنة و05 سنوات مراقبة إدارية وفارس بن العيادي بن مبارك الدخلاوي مولود في 04/02/1984 بقبلي تلميذ وأعزب وقاطن بقبلي وهو بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا ب 08 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة ابتدائيا ولطفي بن العوني بن محمد الرقيق مولود في 24/01/1983 أعزب وعامل يومي قاطن بقبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية و عبد الحميد بن عبد القادر بن الأخضر الصويعي مولود بقبلي في 09/07/1986 أعزب تلميذ قاطن بفطناسة قبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 08 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية و أسامة بن الشتوي بن عبد الله الصمد مولود في 28/08/1977 بقبلي متزوج وصاحب مكتب استشارات هندسية بحالة إيقاف ومحكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية وعادل بن مفتاح بن علي المديني مولود بمدنين في 14/06/1985 وقاطن بمدنين بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا ب 06 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية و محمد بن الكيلاني بن محمد البدوي مولود في 08/12/1979 صاحب محل لتصليح الالكترونيك وقاطن بدوز من ولاية قبلي محكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية و قيس بن علي بن محمد دادي مولود بتونس في 26/11/1980 عامل يومي وقاطن بقابس بحالة ايقاف محكوم ابتدائيا ب 14 سنة سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية و نادر بن فتحي بن علي بن سالم مولود بقابس في 01/08/1981 بائع عطورات قاطن ببولبابة قابس بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية و هشام بن بريك بن مفتاح بريك مولود بقبلي في 13/01/1986 قاطن بقبلي بحالة إيقاف ومحكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية و حافظ بن صالح بن علي صميدة مولود بقبلي في 22/20/1977 متزوج واخصائي علاج طبيعي قاطن بقبلي وهو بحالة إيقاف ومحكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية ومحمد بن علي بن محمد العايب مولود بالصابرية في 21/05/1984 طالب وقاطن بالفوار قبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية وفؤاد بن احمد بن عبد الله جبير مولود في 30/03/1985 بقبلي أعزب تلميذ قاطن بقبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا 06 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية وعبد الحميد بن محمد بن محمد بالحج الفرجاني مولود ب16/01/1987 بقبلي تلميذ وقاطن بقبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا ب 06 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية و ضياء الدين بن عمر بن علي الفرجاني مولود في 01/02/1988 بقبلي أعزب طالب وقاطن بقبلي بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 08 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة إدارية وصالح بن علي الصغير بن عبيدي الذيبي مولود بالقصرين في31/03/1974 وهو عريف أول بثكنة القصرين بحالة إيقاف محكوم ابتدائيا بـ 14 سنة سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية و حسان بن المهدي بن محمد بن جمعة مولود بقبلي في 01/03/1986 طالب بالخارج قاطن بقبلي بحالة فرار ومحكوم ابتدائيا بـ 14 سنة سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية ونصر بن محمد بن نصر فرح مولود بقبلي في 10/04/1976 طالب قاطن بقبلي بحالة إيقاف على ذمة قضية أخرى ومحكوم ابتدائيا بـ 06 سنوات سجنا و05 سنوات مراقبة ادارية وإسماعيل بن علي بن محمد قتيفيد مولود بمدنين في 20/03/1984 بحالة فرار محكوم ابتدائيا بـ 14 سنة سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية و ناجي بن محمد بن سالم مقطوف مولود بمدنين في 16/01/1985 وهو بحالة فرار ومحكوم ابتدائيا بـ 14 سنة سجنا و 05 سنوات مراقبة إدارية . من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي والدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات و إرشادات حول إرتكاب إحدى الجرائم الإرهابية وعقد اجتماعات بدون رخصة. وقررت المحكمة التصريح بالحكم آخر الجلسة و قد حضر للدفاع عن المتهمين الأساتذة : بوبكر بن علي وعبد الكريم الراجحي و راضية النصراوي و وداد البدوي وعبد الرؤوف العيادي ورضا الاجهوري وعمر الشتوي وشكري بلعيد . عن الجمعيـــــــــــــــة لجنة متابعة المحاكمات السياسية
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان- فرع بنزرت
بيان إلى الرأي العام
يعلم فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن عددا كبيرا من قوات البوليس بالزي المدني بمدينة بنزرت تصدت لمناضلي فرع الرابطة ببنزرت ومناضلي الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وحرية وإنصاف ومنعتهم من الوصول إلى مقر الولاية لتسليم رسالة إلى والي بنزرت حيث أصبحت كامل شوارع المدينة ومنافذها التي تؤدي إلى الولاية محروسة ولا يمر من خلالها المواطنون إلا بعد الغربلة. مع الإشارة أن هذه الرسالة تتضمن نداءا لإطلاق سراح مساجين بالحوض المنجمي الذين طالبوا بحقهم في الحياة الكريمة ورغم ذلك كان المنع والقمع وعمد أحد أعوان البوليس بالزي الرسمي المدعو سليم الزلزلي إلى الاعتداء على المناضلين لطفي حجي نائب رئيس فرع الرابطة ومحمد الهادي بن سعيد و فوزي الصدقاوي كما تعمد شتم أهالي بنزرت بلغة سوقية هابطة تدعو إلى التباغض بين الأجناس وهو ما يعاقب عليه القانون ولم يكتف بذلك بل عاير المناضل محمد علي بن عيسى بإعاقته البدنية الطبيعية متوجها نحوه بعبارات لا أخلاقية يندى لها الجبين في الوقت الذي تحاكم فيه السلطات المناضلين الذين يطالبون بحقوقهم المدنية والسياسية بتهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة. علما وأنه خلال هذه الأيام تحل الذكرى الأولى لاضطهادهم وقمعهم واغتيال شابًين من بينهم ثم محاكمة العشرات منهم بطريقة تفتقد لأبسط قواعد العدل والانصاف مما أدى إلى انسحاب لسان الدفاع من قاعات الجلسات مرارا عديدة، وذلك احتجاجا على عدم توفر أي موجب قانوني لهذه المحاكمات المسرحية، هذا الطغيان لم يشف غليل مقرره، بل تم الاعتداء على بعض المحامين والصحفيين بالألفاظ القبيحة والضرب إلى أن وصل حدّ فبركة قضايا ملفقة ضد بعض مراسلي الصحف المستقلة. ويجدر التذكير بالرجوع إلى سنوات مقاومة الاستعمار الفرنسي ، أن منطقة قفصة ومن ضمنها خاصة الرديف والمظيلة وأم العرائس، قدمت بسخاء للوطن شبانا بواسل لمقاومة جيش الاحتلال الفرنسي، واليوم يعامل أبناء شهداء المقاومة بهذا الأسلوب الزجري، مجانا لا لـذنب ارتكبوه. إن فرع الرابطة ببنزرت إذ يعلم الرأي العام بما حدث فإنه: يعبر عن تمسكه بطلبه بإطلاق سراح كافة المساجين السياسيين. يدعو إلى تتبع المدعو سليم الزلزلي عدليا لما أتاه في حق أهالي بنزرت من كلام بذيء يشكك في أصولهم بلغة بذيئة يجب ألا تصدر عمن يرتدي زيا رسميا ويمثل الدولة. يدين كل ممارسات المنع والقمع التي تحافظ عليها السلطة رغم كل ادعاءاتها في خطابها الرسمي باحترام الحريات وحقوق الإنسان.
بنزرت في 2 جوان 2009 عن الهيئة الرئيس علي بن سالم
جامعة قفصة تتهم قيادة «التقدمي» بإضاعة البوصلة والفوضى غير المسبوقة
تونس – الصباح: أصدرت جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي أمس وثيقة وصفت بـ«الداخلية»، انتقدت فيها الخط الراهن للحزب وتمشيه السياسي وطبيعة خطابه الذي يروجه منذ أكثر من عامين.. واختزلت الجامعة هذه الانتقادات في نحو عشر نقاط، تلتقي في مجملها مع نص استقالة «مجموعة الـ27» التي كانت عبرت عن نقدها للوجهة العامة للحزب.. وأوردت الوثيقة التي حصلت «الصباح» على نسخة منها، أن «استقالة عدد من قيادات وكوادر الحزب الديمقراطي التقدمي (في إشارة إلى مجموعة 27)، ليست سوى نتيجة طبيعية لجملة من الإخفاقات في مواجهة المشكلات والتحديات السياسية التي طرحت على الحزب»، والعجز عن «إدارة الاختلاف داخله بشكل ديمقراطي»، ما جعل «أزمة الحزب هيكلية تتجاوز مجرد الاختلاف مع فريق وانسحابه».. وأوضح أعضاء جامعة قفصة للحزب، البالغ عددهم 7 أعضاء بالإضافة إلى المنخرطين في الجهة، أن هذا السلوك القيادي، «أصاب الحزب بعد المؤتمر الأخير بحالة من الشلل، وضعف القدرة على التسيير، وتفكك القواعد وضعف ميداني غير مسبوق وترهل في أساليب العمل وتردي في الخطاب»، حسبما جاء في نص الوثيقة التي تعدّ الأولى الصادرة عن احدى الجهات الداخلية الممثلة للحزب.. واعتبرت المجموعة أن إصلاح الأوضاع وتجاوز مكامن القصور والفشل في أداء الحزب، يفترض «انتهاج خطة ورسم استراتيجية لإعادة تأهيل الحزب»، على اعتبار أن «دفع السلطة نحو الإصلاح وتعديل موازين القوى، لا تأتي إلا من خلال تبني مشروع إصلاح ذاتي يقوم على قبول النقد والاختلاف والاستفادة من الأخطاء وعدم إعادة إنتاج الإخفاقات».. عطالة تامة وانتقدت الوثيقة التي جاءت في نحو 6 صفحات تحت عنوان: «تصورات من أجل إعادة تأهيل الحزب» ما وصفته بـ«أشكال العمل العفوية والمناسبتية»، و«احتكار الهيئة التنفيذية إدارة وتسيير شؤون الحزب»، ما أدى إلى «تضخم مؤسستي الأمانة العامة والمكتب السياسي، لتبتلع كل الصلاحيات وأدوار المكتب السياسي نفسه، فسقط الحزب في فوضى تنظيمية وإدارية غير مسبوقة»، على حدّ تعبير أعضاء الجامعة.. واعتبرت جامعة قفصة أن تبني قيادة الحزب «ديمقراطية الأغلبية» بدل «الديمقراطية التوافقية»، أدى إلى انفراد الأغلبية داخل الحزب بالقرار، وهو ما نجم عنه بروز عناصر عدم الثقة بين مكوناته، خصوصا وأن للحزب تركيبة غير متجانسة.. ولاحظ أصحاب الوثيقة، أن الأداء السياسي للحزب «غلب عليه طابع الاحتجاج» ذي الفاعلية المحدودة، بحيث دخل في معارك احتجاجية وصفتها بـ «العمياء»، وأعطت المبررات لهرسلته، حسب قول هؤلاء، فحصل نوع من «القفز على المراحل» وعدم العمل بمبدا «خذ وطالب».. حول القانون الاستثنائي الانتخابي ورفضت المجموعة موقف قيادة الحزب من التعديل الدستوري الأخير الخاص بشروط الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009، واعتبرت أن القانون الاستثنائي للانتخابات الرئاسية، «أعطى الفرصة للحزب أن يقدم الأمينة العامة للترشح»، واشارت المجموعة إلى أن «رفض هذا الممكن القانوني، هو إصرار على شخصنه المعارك، وانحراف على مبدا صراع المشاريع، وتفويت فرصة كبيرة على الحزب للاتصال المباشر مع الشعب التونسي». وانتقدت وثيقة جامعة قفصة من جهة اخرى «غياب خطة استراتيجية واضحة» للحزب، في مقابل الاستعاضة عنها بعمل سياسي بدائي وغير علمي، يقوم على العفوية والارتجال»، حسب وصف المجموعة.. وبالنتيجة لذلك، أصيبت أدوات الحزب «بالقصور الواضح»، وباتت وسائله «تعاني من الترهل والتخلف». وشدد أعضاء جامعة قفصة على أن «المشكلة داخل الحزب تكمن في رفع شعارات ومطالب تستعصي على إمكانيات وقدرات الحزب في المرحلة الراهنة»، وإدخاله ثوابت الحزب في «متاهات التأويلات والهرطقات الكلامية السياسية»، ما أدى إلى «ضياع بوصلة الحزب».. وانتقدت الوثيقة في خاتمتها ما أسمته بـ «انحراف الحزب عن تراث الحكمة وسداد الرأي في إدارة خلافات سياسية» في الساحة الحزبية، وبات ينظر إلى جميع حركات الآخرين من الفاعلين السياسيين، باعتبارها «تستهدف الحزب».. وأعرب أصحاب الوثيقة، عن أملهم في أن تجد ملاحظاتهم «آذانا صاغية لدى قيادة الحزب».. ردود فعل مختلفة.. وقال السيد عبد الرزاق داعي، الكاتب العام السابق لجامعة قفصة وعضو المجلس المركزي للحزب في تصريح لـ «الصباح»، أن هذه الوثيقة جاءت ترجمة للمؤاخذات التي سجلها العديد من كوادر الحزب والمناضلين في قفصة وغيرها، بخصوص التمشي الراهن للحزب. واعتبر أن الملاحظات التي ساقها أعضاء الجامعة، تعدّ «محاولة لإصلاح الحزب من الداخل».. وأوضح أنه «في صورة استمرار ذات الممارسات والتمشي السياسي، وعدم توفر مؤشرات على إرادة التصحيح الجاد، فإن المجموعة ستعلن عن انسحابها من الحزب»، على حدّ قوله.. وكان السيد عبد الرزاق داعي قدم استقالته من الكتابة العامة لجامعة قفصة احتجاجا على هذه الممارسات الحزبية، لكنه أبقى على عضويته في الجامعة صلب المجلس المركزي.. وعلمت «الصباح» أن مساء أمس شهد اجتماع شبيبة الحزب بقفصة لمناقشة الوثيقة وإعداد تصورات عملية ومقترحات لتجاوز الوضع الراهن.. من جهته، قال السيد محمد قوماني، أحد عناصر «مجموعة الـ27»، أن وثيقة جامعة قفصة، تمثل «تأكيدا لنفس الأفكار التي ألمحت إليها المجموعة قبل فترة. وبالتالي فهي لا تمثل المجموعة المستقيلة فحسب». واعتبر موقف الجامعة، ترجمة للتجاوب الذي لقيته أفكار «مجموعة 27».. وعلمت «الصباح» من جهة ثانية، أن مواقف مماثلة لجامعة قفصة من المنتظر صدورها من قبل جامعات أخرى تابعة للحزب، بينها سوسة ومدنين.. صالح عطية (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 جوان 2009)
التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات المؤتمر الأوّل تونس 29 – 30 ماي 2009
البيان الختامي للمؤتمر
عقد حزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات مؤتمره الأوّل يومي الجمعة 29 والسبت 30 ماي 2009 تحت شعار: ” من أجل مجتمع المواطنة ” وذلك بالمركب الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس بالعاصمة التونسيّة برئاسة الأخ عبد اللطيف عبيد. وقد حضر جلسة الافتتاح، إضافة إلى المؤتمرين، حوالي أربعمائة من الضيوف، وتناول فيها الكلمة ممثلو الأحزاب والنقابات والمنظّمات والجمعيات من مختلف التيارات السياسية والتوجهات الفكريّة الممثلّة لتنوّع مكونات المجتمع المدني، وهو ما أبرز الاحترام الذي يحظى به التكتّل في الساحة السياسية عامّة، كما أقام الدليل على أنّ الحوار الوطني المرجو ممكن وعلى أنّ اجتماع الآراء المختلفة أو المتباينة حول طاولة النقاش المنظم والمتواصل قادر على تخليص الحياة السياسيّة من الاحتقان والقطيعة دون أن يمسّ ذلك من استقرار البلاد. وقد تلقى التكتّل رسائل دعم ومساندة وتهنئة من أحزاب عديدة شقيقة وصديقة وكذلك من عدّة شخصيات وطنيّة وعربية وأجنبية. وقد خُصّص اليوم الثاني من المؤتمر لأعمال اللّجان التي ناقشت توجّهات الحزب واختياراته في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، كما ناقشت إحدى اللجان مشروع النظام الداخلي الجديد للحزب. وفي مساء اليوم نفسه انعقدت الجلسة العامة التي صادقت على اللّوائح تباعا، كما انتخبت المجلس الوطني ولجنة النظام ولجنة الرقابة المالية وصادقت على هذا البيان العامّ وبالذات على القرارات التالية: 1-تجديد انتخاب الدكتور مصطفى بن جعفر أمينا عامّا لحزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات انتخابا مباشرا، وذلك من المؤتمر نفسه. 2-تأكيد ترشيح الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام لحزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرّرة لشهر أكتوبر 2009. 3-يؤكد المؤتمر ما صادق عليه في لائحته السياسية، وخاصة دعوته أحزاب المعارضة المعنية بالانتخابات إلى ائتلاف من أجل انتخابات ديمقراطية شفّافة، وكذلك دعوته إلى ضرورة بعث هيئة وطنية مستقلّة تشرف على كلّ مراحل العملية الانتخابية. 4-يؤكّد المؤتمر ما تضمّنته لائحته السياسية بالخصوص من ضرورة استقلال القضاء وتحرير الإعلام وحياد الإدارة وتمكين كلّ الأحزاب والمنظّمات والجمعيات من حقّها في الترخيص القانوني والتمويل العمومي والكفّ عن مضايقتها. 5-مساندة مساجين الحوض المنجمي وأسرهم، والمطالبة بإطلاق سراح كلّ المساجين وإعادة الاعتبار لهم وتمكينهم من استرجاع حقوقهم المدنية وسابق شغلهم، وهو ما من شأنه أن يساهم في طيّ الصفحة وتنقية المناخ الاجتماعي في المنطقة خاصّة وفي البلاد عامة. 6-يحيّي المؤتمر نضال الأخت زكيّة الضيفاوي التي لفّقت ضدّها تهمة ظالمة، ويطالب بتمكينها من حقوقها ومن العودة إلى عملها. 7-يساند المؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في مساعيها من أجل فكّ الحصار عن نشاطها وعقد مؤتمرها. 8-يساند المؤتمر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ويشجب كلّ المحاولات الرامية إلى إرباكها والنيل من استقلاليتها. 9-يعبّر المؤتمر عن مساندته للمجلس الوطني للحريات بتونس ويدعو إلى رفع الحصار عن نشاطه ووضع حدّ للانتهاكات التي تستهدف الأخت سهام بن سدرين الناطقة باسم المجلس. 10- يدعو المؤتمر إلى رفع الحصار عن إذاعة “راديو كلمة” وتمكينها من استرجاع تجهيزاتها المحجوزة. 11يعبّر المؤتمر عن مساندته المطلقة للشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل إقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس، كما يعبّر عن تضامنه مع الشعب العراقي الصامد في وجه الاحتلال الغاصب. ويقف المؤتمر أيضا إلى جانب كلّ النضالات من أجل التحرّر والديمقراطية والعدالة والسلم. 12 – يعبّر المؤتمر عن تمسكه بوحدة المغرب العربي، ويدعو جميع الأطراف المعنية إلى العمل الجادّ من أجل تذليل الصعوبات القائمة على طريق البناء المغاربي المنشود. – 13- يرفع المؤتمر جزيل شكره وصادق امتنانه إلى كلّ من شرّفه بحضور جلسة افتتاحه أو أبرق إليه بالمساندة والتهاني من أحزاب وجمعيّات وشخصيات وطنية وعربية وأجنبية، وإلى كلّ من ساعد على توفير الظروف التي يسّرت نجاحه. تونس في 31/5/2009 رئيس المؤتمر عبد اللّطيف عبيد
قرار المؤتمر بترشيح الأمين العامّ الأخ مصطفى بن جعفر للانتخابات الرئاسية القادمة
إنّ المؤتمر الأول للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات المنعقد بتونس يومي 29 و30 ماي 2009 تحت شعار “من أجل مجتمع المواطنة”، بعد تجديد الثقة في الأخ مصطفى بن جعفر بانتخابه أمينا عامّا للحزب بالإجماع ومباشرة من نوّاب المؤتمر، -إعلاءً لحقّ المواطن التونسي في التمتع بحياة سياسية سليمة تستجيب لتطلّعاته في تجسيم الديمقراطية بكلّ حرية. -وتمسّكا بحقّ كلّ حزب معارض في اختيار مرشّحيه في الانتخابات الرئاسية بكلّ حريّة ، ورفضا لكلّ أشكال الإقصاء وأساليبه، -وتأكيدا لقرار مجلس إطارات الحزب المنعقد بتونس يوم 9 أفريل 2009. -واعتبارا وتقديرا لإسهامات الأخ مصطفى بن جعفر الكبيرة في تأسيس الحركة الديمقراطية والتقدّمية والحقوقية في بلادنا، ونضالاته في صُلب مختلف تنظيماتها وأُطُرها السياسية والنقابية والحقوقية والاجتماعية منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة. -واعتبارا لدوره الحاسم في تأسيس حزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يوم 9 أفريل 1994. يقرّر أن يكون الأخ مصطفى بن جعفر الأمين العامّ للحزب مرشّحه للانتخابات الرئاسية لسنة 2009. وبهذه المناسبة يعبّر المؤتمر الأوّل للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات عن العزم الراسخ لمناضلينا على إبلاغ صوت الحزب إلى جماهير شعبنا والدفاع عن اختياراته وتوجّهاته على شتّى المستويات الوطنية والعربية والإقليمية والدولية، وحتى تكون الانتخابات محطّة هامّة لحوار وطني شامل وعميق حول حاضر تونس ومستقبلها. تونس في 30 ماي 2009 رئيس المؤتمر عبد اللّطيف عبيد
أخبار وكواليس “السياسية”
** بن جعفر “يقتل” القمودي ويعترف بـ”إسرائيل” عند إعلان نواب المؤتمر الأوّل للتكتّل من أجل العمل والحريات عن التمسّك بأمينه العام الحالي وترشيحه لرئاسيّة 2009 ، كان التأثّر بالغا جدّا على ملامح السيّد مصطفى بن جعفر إلى حدّ البكاء. ** أخطأ مصطفى بن جعفر خلال كلمته الافتتاحية وتحدّث عن “المرحوم محمّد القمودي” ، ثمّ عاد للاعتذار بعد أن صوّبه الحاضرون بأنّ الرجل ما يزال على قيد الحياة. ** تابعت بقية الأحزاب الّتي لم يتم توجيه لها دعوات للحضور أطوار مؤتمر التكتّل عن بعد عبر المكالمات الهاتفيّة والسؤال الدائم عن مجريات الجلسات والأشغال وخاصّة الجلسة الافتتاحيّة، باحثة عن أصداء ما اعتبروه مصالحة بين التكتّل والسلطة السياسيّة في البلاد. ** حضر العميد عبد الستار بن موسى جلسة افتتاح مؤتمر التكتّل مرفوقا بعدد من المحامين في حين لم يحضر العميد البشير الصيد. ** أمام إعلان بن جعفر عن القبول بحل الدولتين في مسألة الصراع في الشرق الأوسط ، تضمّنت كلمة ممثّل حركة فتح السيّد أحمد عقل رفضا لذلك الحل حيث قال عقل:”اليمين الإسرائيلي يرفض هذا الحل ونحن كذلك في منظمة التحرير نرفض على المستوى الاستراتيجي هذا الحل”. ** قال السيد مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، “إن مؤتمر التكتل الديقراطي يؤشر لوجود تمش جديد ونتمنى ان يشمل الرابطة” ، وأوضح أن الرابطة تسعى لإيجاد حل لهذه الأزمة، سواء مع السلطة أو مع الذين يرفعون قضايا ضدها وأشار إلى ما قال إنّها مساع مبذولة حاليا لعقد المؤتمر بشكل وفاقي وممثل لجميع الرابطيّين. ** شهدت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات تدخل ممثلين عدد عن الجمعيات ومنها رابطة حقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. ** كان مناضلون قياديون وقاعديون في الحزب الديمقراطي التقدمي وبعض المستقيلين من هذا الحزب حاضرين وبشكل لافت خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر التكتّل ، ولوحظ جلوس محمّد القوماني وفتحي التوزري جنبا إلى جنب داخل قاعة الجلسات. ** الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأوّل للتكتّل سجلت حضور أربعة من أعضاء المركزية النقابية وهم علي رمضان وعبيد البريكي والمولدي الجندوبي ومحمد سعد، إضافة إلى عدد هام من النقابيين من القيادات الوسطى ومن المناضلين القاعديين. ** كلمة مصطفى بن جعفر تواصلت أكثر من ساعة من الزمن، وتمّ فيها طرح عدّة نقاط تهمّ الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، نقطّت شكّلت بحسب متابعين ما يُشبه “البرنامج الانتخابي”. العديد من المتدخلين في الجلسة الافتتاحيّة لمؤتمر التكتل تعرضوا في مداخلاتهم للوضع داخل نقابة الصحافيين التونسيين ، ناجي البغوري رئيس نقابة الصحفيين ألقى كلمة في المؤتمر أعرب فيها عن التمسّك بما قال أنّها استقلاليّة للعمل النقابي. ** حضر محمّد حرمل الجلسة الافتتاحية ، كما حضر نواب حركة التجديد وعدد من أعضاء المكتب السياسي للتجديد وقام البعض منهم بتوزيع العدد الأخير من جريدة”الطريق الجديد”. ** قال السيد محمد سعد الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل أن الحريات النقابية جزء من الحريات العامة، وعندما تتأثر الحريات النقابية، تتأثر بالحريات العامة بالضرورة وأكد حرص المنظمة النقابية على «تعزيز مكانة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن استقلالية قرارها. **شهد المؤتمر الأوّل للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات دخول أربعة أعضاء للمجلس الوطني كانوا في السابق منتمين لحزب الوحدة الشعبية هم السادة:صالح السويسي ومحمّد بن سعيد ومصطفى بوعواجة وصالح بوعلي تقدّم منهم بوعواجة لانتخابات المكتب السياسي إلاّ أنّه فشل في الحصول على مقعد ضمنه. ** التقى الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على هامش أشغال المجلس الوطني (16 و17 ماي ) بعدد من الوجوه السياسية والحقوقية بصفاقس في جلسة حوارية تناولت عدة قضايا مرتبطة بالحياة السياسية والأداء السياسي للوحدوي.وقد أجاب الأمين العام للحزب عن كافة الأسئلة التي وجهت له حول الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية والحوار القومي ولعلاقة مع السلطة.
(المصدر: “السياسية” (اليكترونية – تونس) بتاريخ 1 جوان 2009) الرابط:
http://www.assyassyia-tn.com
التكتّل ماضيا وحاضرا ومستقبلا
** دكتور بن جعفر يقول بعض المتابعين للحياة السياسية في تونس أن فكرة تأسيس التكتل الديمقراطية من أجل العمل والحريات أتت نتيجة للانغلاق الذي شهدته الحياة السياسية في تونس في بداية تسعينات القرن الماضي وفشل مؤتمر حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الذي انعقد في صفاقس سنة 1993 ويأس بعض المناضلين في أحزاب أخرى من إخراج أحزابهم من بوتقة الدوران في اختيارات السلطة في ذلك الوقت ،فما رأيكم؟ فعلا فكرة تأسيس التكتل أتت بعد تعرض عديد المناضلين المستقلين في الأحزاب والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل إلى مضايقات وإقصاءات إذ تعرضنا نحن مثلا في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين للإقصاء بكل الأساليب المباشرة و غير المباشرة منذ 19992 أي قبل مؤتمر صفاقس الذي لم نشارك لأنه وقع منعنا من ذلك ورفضنا نحن الانقلاب عهلى مباديء حركتنا في الموقف من الوضع السياسي وتمسكنا بخياراتنا الديمقراطية تجاه ماشهده الوضع آنطاك من انغلاق وتجاوزات .أما بالنسبة للرابطة ففي جانفي 1994 انعقد مؤتمرها الذي التأم بعد حلّها وفق قانون الجمعيات الذي فرض عليها فتح الأبواب لكلّ الانخراطات أو الإلغاء . ولكنّ جهات في الرابطة خضعت للأمر الواقع وفتحت الأبواب لكل الانخراطات فوقعت تغييرات كبيرة في تركيبة الرابطة أدخلت غير رابطيين ووقع إزاحة فريق كامل .وبعد خروج المرزوقي وإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية مارس 1994 بقيت أن داخل المؤتمر والخلاف كان متمحورا آنذاك في الموقف من أوضاع الحريات في البلاد ورفض السكوت عن الانتهاكات خاصة بعد الحملة الشعواء التي مست مناضلي حركة النهضة . والأمر الآخر الذي جعلنا نسعى إلى هذه التجربة هو رفض الديكور الديمقراطي الذي أتت به انتخابات 1994 (ونحن تأسسنا في أفريل 2009 ) كفكرة الكوتا في البرلمان واعتبرنا أنه لم يعد لنا مكان في الأطر القديمة فخيرنا اعتماد بناء مشروع جديد . ** من ساهم بصفة فعلية في تأسيس المشروع الجديد ،وكيف اعلنتم عنه ؟ الذين ساهموا بصفة فعلية في تأسيس المشروع هم مصطفى بن جعفر وعبد اللطيف عبيد والمولدي الرياحي ومحمد بالنور وفيصل التريكي والمرحوم حمادي فرحات من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وعمر المستيري من التجمع الاشتراكي التقدمي والتيجاني حرشة من حركة الوحدة الشعبية وعلى رمضان من اتحاد الشغل وخليل الزاوية مستقل .ولقد أعلنا عن مشروعنا يوم 9 أفريل 1994 وحملنا ملف التأشيرة إلى وزارة الداخلية التي رفضت قبوله أربع مرات فالتجأنا إلى بعثه عبر البريد المضمون الوصول وانتظرنا ثلاثة اشهر كما ينص على ذلك القانون ولما لم يأتنا الرفض اعتبرنا أن حزبنا حزب قانوني وأعلنا ذلك فوقعت دعوتنا فرادى إلى مراكز الأمن لإعلامنا بعدم قانونية حزبنا وبقينا حوالي ثماني سنوات على تلك الحالة ولكن كنّا نجتمع دوريا في المنازلنا ونصدر بياناتنا بشكل منتظم . وخلال فترة المحاصرة هذه تعرضت سياراتنا للاعتداء إذ تم تهشيم سيارة لي وسرقة سيارتين لعمر المستيري وفي أكتوبر 1994 ولما كنت أهم بمغادرة البلاد لحضور مؤتمر طبي وقع حجز جواز سفري ولم أسترجعه إلا سنة 2000 وخلال سنة 19995 وقعت إقالتي من رئاسة قسم الأشعة في مستشفى الرابطة دون أسباب وجيهة وبشكل اعتباطي ولا زالت القضية التي رفعتها لدى المحكمة الإدارية مرفوعة إلى حدّ الآن ولم يقع البت فيها طوال هذه السنين . والجدير بالملاحظة هو أن كل هذا تمّ في ظل صمت كل أحزاب المجتمع المدني ولم يتحرك التضامن إلا بعد سنتين من تأسيس المجلس الوطني للحريات الذي أنشأناه سنة 1998ولأول مرّة وقع استدعائي باسم التكتل في اجتماع للحزب الديمقراطي التقدمي خلال شهر ديسمبر 2000 . ** ولكن دكتور بماذا تفسرون هذا الصمت والتجاهل من هذه الأحزاب لوجودكم ؟ هذا أمر غير طبيعي مقارنة بسلوكنا السياسي فنحن منذ نشأتنا فتحنا أبوابنا لكل التيارات غير المعترف بها إيمانا منا في بيحرية الناس في اختيار انتماءاتهم الفكرية والسياسية . وليس لي تفسير لذلك السلوك الإقصائي الذي تعرضنا له ،،اللهم إذا كانت بعض الأطراف تنتظر ياسنا من تجربتنا وبالتالي انصهارنا ضمن أطرها . ** ومساهمتكم في تأسيس المجلس الوطني للحريات في تلك السنوات الصعبة التي مرّت بها أوضاع الحريات في البلاد ماذا أضافت لحقوق الإنسان في تونس ؟ تجربة الرابطة التوافقية مع السلطة إثر مؤتمر 1994 كانت ضد حياة حقيقية لرابطة تدافع عن حقوق الإنسان في البلاد وكلّما طالبت تحسين وضع حقوق الإنسان وجدت نفسها في وضع من كانت الرابطة تنتقدهم وتنعتهم باصحاب المطالب المرتفعة السقف والمشطّة كمنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر وسهام بن سدرين وتبيّن ان الرابطة مجمدة واقعا لذلك بعثنا المجلس الوطني للحريات .وهذا المجلس جمع شتات كل مناضلي حقوق الإنسان المؤمنين بمبادئهم ،ونحن لم نخرج عن الرابطة بل اردنا تحريك القضية وربما وجود المجلس الوطني للحريات هو الذي جعل النظام يتراجع عن سياسته تجاه الرابطة ويسمح بصعغود قيادة جديدة مستقلة للرابطة سنة 2000 . اما بالنسبة لما قدمه المجلس الوطني للحريات لفائدة قضية حقوق الإنسان في تونس فإن المجلس أصدر تقريره الأول حول وضع حقوق الإنسان في تونس سنة 2000 كما أصدر قائمة بالتورطين في التعذيب مما ساهم في رفع التعتيم عن هذه السلوكات المنافية لقيم الدولة الحديثة التي يتمتع سكانها بحقوقها دون أن تسلط عليهم أي مضايقات وانتهاكات . ** منذ سنة 2000 شهد وضع حقوق الإنسان في تونس بعض الحراك ،نشاط المجلس الوطني للحريات وإضراب توفيق بن بريك. كيف كان تأثير ذلك على نشاط حزبكم ؟ نحن تشبثنا أكثر بتجربتنا من خلال النضال الحقوقي والمواقف الحزبية وكان هناك مؤشر إيجابي على محدوديته على تطور الأوضاع وإن كان محدودا تمثل في استرجاعي لجواز سفري والإيحاء لنا بإعادة تسليم مطلب التأشيرة لحزبنا سنة 2001 وهو ما تم القيام به ولكن بعد أن كان هناك استعداد لإعطائنا تأشيرة العمل القانوني ولأسباب غامضة وقع رفض المطلب الذي تقدمنا به مما دفعنا إلى تقديم شكاية للمحكمة الإدارية ثم إلى إعادة الطلب ثانية وتوج هذه المرّة بحصولنا على التأشيرة في 25 أكتوبر 2002 . ** كيف كان تأثير حصولكم على تأشيرة العمل القانوني على نشاط حزبكم ؟ عندما لاحظت السلطة أن الترخيص القانوني لم يغير شيئا في مواقفنا وخياراتنا التي ناضلنا من أجلها طوال السنوات الماضية، تصرفت وكأنها ندمت على ذلك . وربما كانت السلطة تأمل في أن نكون رقما جديدا في الديكور الذي وضعته فعمدت إلى سياسة تجفيف المنابع، فحرمتنا من التمويل العمومي وأغلقت كل الفضاءات العمومية أمام اجتماعاتنا وتوخت سياسة مراقبة المستمرّة للمقر المركزي للحزب وشملت المراقبة المستمرّة مناضلي الحزب وتجاوزت الأمر إلى مضايقة المناضلين فأُدخِلَ أحمد الماقوري السجن ووقع إيقاف المناضل المرحوم عبد الرزاق الضيفاوي سبعة أيام بتهمة جمع إمضاءات على لائحة ووقع اعتقال المناضل الهادي الردّاوي في قفصة لمدة 48 ساعة نُقِل فيها من قفصة إلى تونس ومنها إلى قفصة ثانية وذلك لأنه دخل مستشفى في قفصة في إطار تحقيق لفائدة جريدة مواطنون وخلال الصائفة الماضية تم اعتقال المناضلة زكيّة الضيفاوي وهي تقوم بتحقيق لفائدة جريدتنا مواطنون أيضا حول أحداث الحوض المنجمي وتم تلفيق تهما إليها لتقع محاكمتها بثماني أشهر سجنا في الطور الابتدائي ثم يقع تخفيض الحكم إلى أربعة أشهر ونصف في الطور الاستئنافي مما يجعلها تُحرم من مصدر رزقها الوحيد وهو وظيفتها كأستاذة تعليم ثانوي . وفي إطار سياسة المضايقة وتحجيم دور الحزب في الحياة السياسية الوطنية تم التغاضي -في إطار سعي لطمس الوجود المادي للحزب – وبطريقة مخالفة للقانون عن انتصاب عشوائي لمحلي تجارة حيث تتكدس البضاعة على الرصيف إلى درجة أنها تغطي مدخل العمارة التي بها مقر الحزب واللوحة الدالة على مقره إذ لا يتمكن مناضلي الحزب والمواطنين الذي يقصدوننا من الولوج للمقر إلا بصعوبة بالغة . **ولكنكم لم تستسلموا للأمر الواقع وقرّرتم التواصل مع هياكلكم في الجهات وإبلاغ أفكاركم وأطروحاتكم للمواطنين .كيف تم ذلك ؟ كثفنا الاتصال بهيكلنا في الجهات ورغم انعدام التمويل العمومي -الذي هو حق من حقوقنا – قررنا بعث جريدة “مواطنون “حتى نتجاوب مع القيام بالدور المناط للأحزاب من خلال الفصل الوارد باسمها في الدستور ،فالتأطير والاتصال أردناه أن يكون عبر الجريدة التي خضعت هي بدورها للمحاصرة خاصة على مستوى التوزيع . ** منذ حصولكم على تأشيرة العمل القانوني كيف كانت العلاقة مع السلطة ؟ الاساس في العمل الحزبي هو المشاركة في لحياة الوطنية والإدلاء بمواقف الحزب في القضايا الوطنيّة الهامة وربط علاقات علاقة حوار مع الماسكين بالحكم ،فالمعارضو لا يمكن لها تغيير الامور دون حوار مع السلطة القائمة ولكن في هذا الباب كان الحوار منعدما حتى في أبسط مظاهره من مثل الدعوات في المناسبات الرسمية الوطنيّة التي لا تخص فئة دون أخرى كما تمّ تغييبنا في الندوات والاستشارات الوطنية إذا ما استثنينا حالتين : الاستشارة الوطنية حول الاكطوين المهني سنة 2007 والستشارة الوطنيّة حول التشغيل في 2008 .ومنذ 2002 إلى يومنا هذا نستطيع القول ان السلطة تصرفت معنا كحزب قانوني غير معترف به . ** في علاقة بالصعوبات والعراقيل التي واجهها حزبكم ،كيف تفسرون المحاولات التي وقعت لإرباك نشاط حزبكم بافتعال أزمات داخلية ؟ هذه المحاولات تدخل في إطار الأسلوب المعتمد من قبل بعض الأطراف وهي مسالة غير خاصة بالتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بل استهدفت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة التعليم العالي رغبة في نشر فكرة وجود مشاكل داخلية . ** ألا تعتقدون دكتور ،أن هذه المحاولات كانت في إطار تعبير البعض -بطريقته الخاصة – عن عدم “الرضا ” تجاه المواقف التي اتخذها الحزب من قضايا وطنية ملحّة مثل وضع الحريات وملف الحوض المنجمي الملفات السياسية كالديمقراطية وملف الإسلاميين وغيرها من الملفات … أولا : صحيح أن بعض الأطراف تعتبر أن مواقفنا متجذرة إذا لم نقل “متشنجة ” بخصوص الملفات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة التي لم نقبل سابقا ولن نقبل مستقبلا أي مساومة حولها ثانيا : خلال المدّة الأخيرة بينت أطراف في السلطة تشنجا خاصا من أي عمل مشترك أو حتى حوار مع المنتسبين لحركة النهضة الذين أصبحوا ممنوعين من المشاركة في كلّ الندوات التي تقيمها الأحزاب او حركة 18 أكتوبر ونحن في المقابل نعتبر أن الحوار مع كل الأطراف السياسية ومع المواطنين عامة مهما اختلفت انتماءاتهم الفكرية والسياسية يندرج في صلب نشاط أي حزب سياسي جدّي الذي هو مطالب بتأطير المواطنين وبمعرفة معرفة جيدّة للساحة السياسية ومكوناتها . ** لكن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات رغم كلّ هذه الصعوبات والعراقيل قادم على عقد مؤتمره الأول ؟ إن هذه الصعوبات التي تحدثت عنها آنفا لم تفت من عزيمة ومثابرة التكتل في خصوص المشاركة في الشأن السياسي العام .والكل يعلم أن الانتقادات التي وجهت له ومحاولة إرباكه في المدّة الاخيرة كانت نتيجة إعلانه المشاركة في الانتخابات التشريعية وتقدم أمينه العام للانتخابات الرئاسية وهذا لم يثنينا عن التزامنا بعقد المؤتمر الاول لحزبنا وكالعادة وجدنا بعض الصعوبات في المرحلة الأولى مما دفعنا إلى اللجوء إلى رئيس الدولة وهو ما مكننا من فتح الأبواب الموصدة والتمكن من ظروف طيّبة لعقد لعقد مؤتمر حزب قانوني بما يعطي عن تونس الصورة التي تليق بها ** ألا ترون أن هذا مؤشر على تطور موقف السلطة تجاه حزبكم ؟ هذا شيء إيجابي ونأمل ألاّ يكون مؤشرا ظرفيا لأن انعقاد مؤتمر حزب معارض في ظروف عادية يخدم المصلحة الوطنية ومصلحة كلّ الأطراف بما فيها مصلحة السلطة التي تبدو دوما حريصة على أن تكون صورتها جيدة . ولكن في نفس الوقت يدل تجاوب السلطة المركزية مع مطلبنا في تنظيم مؤتمر في ظروف عاديّة علة أن ّ القرار المركزي و النسق المركزي يختلفان توجها وأسلوبا عمّا نواجهه على المستويات الاخرى التي كثيرا ما تتهرب من مسؤولية اخذ القرار وهو وضع لا يسمح بالنشاط في ظروف عادية . ** الآن وقد حُسِمت مسألة مكان انعقاد المؤتمر بتدخل مركزي إيجابي، ماذا أعددتم للمؤتمر من حيث التنظيم والمضامين النظرية التي تنتظرها منكم الساحة السياسية في تونس والخارج ؟ نحن سنسعى إلى أن يكون هذا المؤتمر حدثا مشرفا تنظيما ومضمونا لنا وللحياة السياسية في تونس . ورغم التحديد المتأخر لمكان انعقاده ، فإننا وجهنا الدعوة إل عديد الأحزاب الشقيقة والصديقة لحضوره مع أخذنا بعين الاعتبار في تلبيتهم لذلك، ما لدى هذه الأحزاب والشخصيات من التزامات وأجندات خاصة سابقة قد تحدّ من تلبيتهم لدعواتنا .وتصدر عن هذا المؤتمر لوائح تتعلق بالقضايا السياسية وأخرى بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية وثالثة بالشؤون الثقافية والتربية وهي ثمرة عمل لجان تحضيرية بدأت عملها منذ مدّة وستعرض نتيجة ذلك العمل على المؤتمرين لمزيد التعمق في نقاش مضامينها ويبق الهدف من كلّ ذلك هو إبراز فكرة طالما حاول الإعلام الرسمي طمسها ألا وهي وجود البديل لسياسة الحكومة وخياراتها ووجود حلول أخرى ممكنة للقضايا المزمنة التي عمقت الفوارق بين مختلف الشرائح الاجتماعية وحدّت من مردودية ونجاعة منظومتنا التربويّة وزادت في حدّة مشكلة البطالة التي بلغت نسبا لا تطاق في بعض الجهات على أن الحلول المقترحة – وبعضها يتطلب مراجعة جذريّة للسياسة الحالية – لن يسهل إنجازها خارج مجتمع المواطنة الذي نسعى جاهدين لتجسيمه والذي يلخّص – إن صحّ التعبير – مشروع حزبنا منذ التأسيس في 9 أفريل 1994 . ** إذا كانت هذه هي الاستعدادات والتحضيرات للمؤتمر فما هي الرهانات المطروحة عليه وما هي انتظاراتكم منه ؟ إننا نعتبر أن هذا المؤتمر هو بمثابة محطة ننطلق منها إلى مرحلة جديدة من النضال من أجل تحقيق الأهداف والخيارات المرسومة من إصلاح سياسي يجسم توازن السلطات وإصلاح اقتصادي يوفر شروط العدالة الاجتماعيّة وتحديد رؤية واضحة . ولتحقيق هذه الأهداف تبدو الانتظارات كبيرة من المؤتمر. أولها: ترتيب البيت الداخلي بانبثاق فريق منسجم عن المؤتمر لأن العراقيل التي تعترض مسيرتنا ستظل قائمة طالما لم نتخلص من عقلية الرأي الواحد عوض احترام الاختلاف ومن الامتثال للتعليمات عوض احترام الاختلاف وانحياز الإدارة عوض حيادها .ونأمل أن يخرج المؤتمر أيضا بمناضلين ومناضلات مقتنعون بأهمية المشروع الذي هم مطالبون بالتعريف به وإقناع المواطنين بجدواه. ثانيها: انطلاق عملية الانتشار والاستقطاب ومقاومة حالة الاستقالة السائدة وهي أخطر ما يهدد المجتمعات فقاعدة “أخطى راسي واضرب ” تؤدي عند حلول الأزمات الحادّة إلى انهيار الأنظمة وتفكك المجتمعات وهذا ما سنبذل كلّ جهودنا لتجنبه – طبعا مع كلّ المؤمنة بضرورة الإصلاح الديمقراطي . ثالثا : أن تُسَرِّع نتائج المؤتمر من استعداداتنا للاستحقاقات المقبلة المشتركة والخصوصية حاوره عادل الثابتي (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية – تونس)، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، العدد 107 بتاريخ 31 ماي 2009)
نقيب الصحفيين بتونس يهاجم عريضة سحب الثقة
أكدت نقابة الصحفيين التونسيين أن عريضة سحب الثقة من مكتب النقابة على خلفية إصدار تقرير الحريات الصحفية شابتها “خروقات قانونية”, محذرة من أن أي انقلاب عليها ستكون نتائجه كارثية. وقال النقيب ناجي البغوري إن عدد التوقيعات على نص العريضة التي تم إيداعها يوم 26 مايو/أيار الماضي وصل لنحو 560, لكن بعد مراجعتها ثبت أن العدد مبالغ فيه وغير حقيقي, مشيرا إلى أن “أكثر من نصف الموقعين غير منخرطين أو ليس لهم أية علاقة بالنشاط الصحفي”, بالإضافة إلى وجود توقيعات مكررة. وأضاف البغوري أن ما تسمى بعريضة الإقالة أشرفت عليها الإدارة وتم انتزاع الإمضاءات تحت الضغط، وهو ما ثبت من خلال شكاوى عدد من الصحفيين اتصلوا بالنقابة وصرحوا بأنهم وقعوا مرغمين نظرا لظروف عملهم الهشة، كما أن بعض الموقعين أكدوا أنهم سيمدون النقابة بشهادات عن أشكال ضغط عليهم استخدمها مسؤولون بالمؤسسات الإعلامية. وأشار البغوري إلى أن مسؤولي الصحف أنفسهم شهدوا بأنهم تعرضوا لضغوط منها التهديد بسحب الإشهار من أجل فرض التوقيع في مؤسساتهم. ” البغوري: ليس في مصلحة البلاد الترويج لصورة التضييق على حرية الصحافة والصحفيين وعلى هيكل شرعي ومكتب شرعي تم انتخابه في مؤتمر ديمقراطي بشهادة السلطة نفسها ” انقلاب كارثي وتوقع نقيب الصحفيين أن تكون آثار عملية الانقلاب -إذا نجحت- كارثية خاصة في ظرف حساس قبل أشهر قليلة من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، حيث سيكون رسالة سلبية بأن هذا الاستحقاق سيجري في ظل الضغط على الصحافة والصحفيين. واستطرد لهذا “ليس في مصلحة البلاد الترويج لصورة التضييق على حرية الصحافة والصحفيين وعلى هيكل شرعي ومكتب شرعي تم انتخابه في مؤتمر ديمقراطي بشهادة السلطة نفسها”. وأعرب ناجي البغوري عن أمنيته أن يقع تدخل من مستوى كبير لإيقاف الأعمال ضد النقابة باعتبار أن ما يجرى حاليا هو عمل يمكن النظر إليه على أنه يتم ضد التوجه العام ومجرد اجتهادات وتجاوزات شخصية من بعض الجهات الحكومية خارج إرادة الصحفيين. وتابع “سنواجه محاولات التشويش والإرباك بالقانون”. دعم واسع وبخصوص ردود فعل المجتمع المدني في تونس، ذكر رئيس النقابة أن عددا من المراسلات والبيانات والزيارات سجّلت في مقر النقابة من العديد من المنظمات والمهنيّين وبعض النقابات إضافة إلى المساندة الدولية من منظمات عريقة. وشدّد البغوري على أن الصحفيين التونسيين عبروا صراحة من خلال تواجدهم بمقر النقابة أو من خلال المراسلات والكتابات عن التفافهم حول النقابة والدفاع عن شرعية مكتبها، كما واجه الصحفيون الشبان التهديدات بشجاعة. وردّا على اتهامه بممارسة التسييس، قال البغوري إنها تهمة ليس لها ما يسندها “فإذا كان الدفاع عن حق الصحفيين في حياة كريمة تليق بهم كنخبة، والتمسك بالقوانين لضمان حقوقهم والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وأساسا حرية الصحافة كشرط أساسي لممارسة المهنة الصحفية وتسمية الأشياء بمسمياتها، في إشارة إلى النقائص والعراقيل، إذا كان ذلك سياسة فنحن نمارسها”. وتساءل لو أننا “نوهنا وأشدنا وقلنا إن كل شيء على ما يرام وزورنا الحقائق، هل كان سيتم توجيه هذا الاتهام الذي من السهل نعت غير الموالين به؟”. وذكر البغوري بأن مكتب جمعية الصحفيين السابق كان قد اتخذ مواقف سياسية واضحة في مسائل كبرى كالانتخابات الرئاسية ومع ذلك لم يتهم بالتسييس لأنّه كان مواليا، حسب تعبيره. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 جوان 2009)
أُدخل إليه بعد إعلان خوضه السباق الانتخابي
خروج مرشح مستقل لرئاسة تونس من مستشفى للأمراض العقلية
تونس – د ب أ غادر “المرشح الرئاسي” التونسي المهندس علية الكوكي، الأربعاء 3-6-2009، مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية التي أودع فيها إثر إعلانه خوض السباق الرئاسي في الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2009. وقال المولدي الزوابي القيادي بالحزب الديمقراطي التقدمي المعارض، وأحد المقربين من الكوكي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية “غادر الكوكي مستشفى الرازي للأمراض العقلية الذي تم إيداعه به خلال مارس/آذار الماضي وعاد لمنزله”. وأضاف “يرفض الكوكي الادلاء بأي تصريحات صحافية لأي جهة”، مرجحاً أن يكون قد تعرض “لضغوط من أجل عدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية”. وكانت تونس أعلنت، في التاسع من أبريل/نيسان الماضي، أنه تم إيواء الكوكي وجوباً وبشكل مؤقت مستشفى الرازي بعد أن أكد أطباء أنه “مصاب بمرض عقلي ويرفض العلاج ويشكل خطراً على نفسه وعلى الآخرين، وأن حالته تستوجب إبقاءه بالمستشفى للعلاج”. ويدعو برنامج الكوكي الانتخابي إلى “مقاومة جميع أشكال الفساد والرشوة والمحسوبية واستغلال النفوذ والالتواء على القوانين لتحقيق منافع شخصية وذلك عبر إحداث هياكل ومؤسسات لهذا الغرض”. ويعمل الكوكي مهندساً، كما يحمل درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية وإجازة في النظم المعلوماتية حصل عليهما من المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس. (المصدر: موقع العربية نت (ابريطانيا) بتاريخ 3 جوان 2009)
حجب مدونتي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية
ذكر منسق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية السيد محمد العيادي أن زوار مدونتي المرصد لم يتمكنوا من الوصول إليهما بعد حجبهما صباح اليوم ، و أضاف “العيادي” أن هذه المرة الخامسة التي تتعرض له مدونات المرصد للحزب و التخريب رغم تغيير عناوينهم . و أكد السيد “محمد العيادي” إن ما يتعرض له الفضاء الإلكتروني للمرصد لن يثني مناضليه عن مواصلة نضالهم من أجل حقوق النقابيين و فرض الحق النقابي الذي يضمنه الفصل الثامن من دستور البلاد . و من جهة أخرى أفاد عدد من النشطاء الحقوقيين و السياسيين أنهم لم يتمكنوا منذ أربعة أيام من فتح بريدهم الإلكتروني ، كما تعرض كاتب عام جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي السيد عبد الوهاب العمري إلى تعطيل حسابه الخاص على موقع الفايس بوك . معز الجماعي
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات Association Tunisienne des femmes democrates 112, Avenue de la Liberté 1002 Tunis. Tél: (216)71 890 011 Fax: (216) 71 890 032 P (216) 22 953 782 Email : femmes_feministes@yahoo.fr دعــــــــوة
يسرالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات دعوتك لحضور اليوم المفتوح “تضامنا مع النساء ضحايا العنف السياسي والاقتصادي” وذلك يوم السبت 6 جوان 2009 على الساعة الثالثة مساء بمقر الجمعية الكائن بشارع الحرية عدد 112 تونس البلفيدير. عن الجمعية الرئيسة سناء بن عاشور
تراخيص جديدة لإصدار صحف دار الأنوار يقطع الطريق أمام الاستحواذ عليها
سلّمت وزارة الداخلية يوم أمس الاثنين 1 جوان السيّدة سعيدة العامري الرخص القانونيّة لإصدار صحف دار الأنوار الشروق والأنوار والمصوّر ولو كوتيديان (الناطقة بالفرنسيّة). وتم بذلك إنهاء وضع غير قانوني كانت عليه هذه الدار التي عملت صحفها طيلة السنوات الماضية بعد وفاة مؤسسها صلاح الدين العامري دون وجود مدير مسؤول. وأورد أحد المواقع الالكترونية التونسية تصريحا لأرملة صاحب دار الأنوار كذبت فيه المعلومات المتداولة في الآونة الأخيرة حول الإعداد للتفويت في هذه المؤسسة لصالح رجل الأعمال بلحسن الطرابلسي مؤكّدة أنّه لا نيّة في تغيير ملكية رأس مال دار الأنوار. وكانت مصادر صحفية قد ذكرت في وقت سابق أنّ سباق التنافس على ملكية المؤسسات الإعلامية قد بدأ على أشدّه بين العائلات المقربة من رئاسة الدولة، خاصة بعد اقتناء صخر الماطري لكامل أسهم دار الصباح. ورغم تكذيب صاحبة دار الأنوار الجديدة لتلك المعلومات فإنّ الإجراء القانوني الأخير يعتبره بعض المراقبين ضمن سياق المنافسة المشار إليه حيث تم تعزيز وضعية السيدة العامري وقطع الطريق أمام بلحسن الطرابلسي للفوز بالأنوار. (المصدر: “كلمة” (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 2 جوان 2009)
ديمقراطية تونسية
صـابر التونسي أخيرا عقد حزب يحمل صفة الديمقراطية والتقدمية والحرية مؤتمره الأول بعد 15 عشرة سنة من التأسيس وسبع سنوات من العمل القانوني! … فتهاني القلبية ومزيدا من التوفيق على درب الديمقراطية والتقدمية! ولأنني وكثيرون أمثالي محتاجون إلى التنور الديمقراطي، نريد أن نفهم كيف كانت توزع المسؤوليات في هذا الحزب طيلة السنوات الماضية من غير مؤتمر يحدد السياسات ويسمي القائمين عليها؟ .. أعلم أن الديمقراطية ليست قالبا جاهزا أوماركة مسجلة وإنما هي أداة طيعة لينة تكيف حسب الواقع والحاجة! … لذلك سمحنا لأنفسنا بطرح السؤال من باب تعميم الفائدة وتبادل الخبرات! وأما سؤالي الآخر والذي أطرحه بين يدي سادتي السياسيين من أصحاب السبق الديمقراطي هل يحق لي إن أنا عزمت على تأسيس حزب لا يطمح أن يكون جماهريا، بل يكتفي أن يجمتع أعضاءه على فنجان قهوة بركن أحد المقاهي لتدارس الأمور أن نتخلى عن الشكليات الحزبية والآليات المعمول بها فتكون المسؤولية بيننا بالسبق والتراضي؟! وبعد التهنئة على عقد المؤتمر أهنئ الحزب وقواعده على الفتح السياسي الجديد! .. ومعرفة أقصر الطرق للكتف السمين! … وهنيئا لبلادنا بأبي الشيح والسائرين على دربه فهم أفقه بالمداخل وأعلم بطرق الكسب والمحاصصة! … وما يدرك بالموالاة لايدرك بالمعارضة والمناطحة! وشكرا للسيد الرئيس الذي أنعم وتكرم وسمح للحزب المذكور ـ بعد أن دخل بيت الطاعة ـ أن يعقد مؤتمره في فضاء من فضاءاته العمومية! … وتحية لمن شكر الرئيس على فضله وأثنى على التجمع لعراقته ، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه! وأدعو السادة الأعزاء من الناخبين أن لا يؤولوا الأمر على غير ما يحتمل، فمرشح الرئاسة لن يتعامل مع الفضاءات العمومية وأملاك الدولة على أنها ملكه الخاص إن فاز بالرئاسة! … إنما تصريحه قد كان منه في إطار فقه الواقع وحتى “لا يخرج من المولد بلا حمص” كما يقول المثل! الخاسر الوحيد هم الذين باعوا أنفسهم لهواهم وحقدهم فقاطعوا جلسة افتتاح المؤتمر لأن ممثل الحزب الحاكم قد برز عليهم بروزا مستفزا استفزاز اللون الأحمر للثور الإسباني! كان عليهم أن يصبروا ويكونوا واقعيين فمقاطعة التجمع في قاعة لا تعفي من التعايش معه خارجها! وقد ربح من فقه أن المعارضة موالاة أو لا تكون!
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 1 جوان 2009)
في ذكراها 28: حركة النهضة إنجازات ورسائل…
نصرالدين السويلمي بما أنّه لكل عمل جماعي خصائصه الرئيسية والفرعية فعادة ما تأتي الأهداف والآليات في طليعة هذه الخصائص غير أنّه قد يغيب عن الكثير المكانة الكبيرة والخطيرة والمفصلية التي يشكلها تجانس المجموعة العاملة ومدى تشبّع أفرادها بثقافة العمل الجماعي، بهذا السلاح يمكن للجماعة أن تتجاوز مطبّات ومراحل المحنة والمنحة.. الإغراء والوعيد .. السرّاء والضرّاء. قد تكون للقدرة على التسيير عائداتها الإيجابية لكن على المجموعة أن تنتبه فتستثمر في أفراد لديهم استعداد لتوسيع رقعة الحوار إلى أقصى ما يمكن وأن تدفع باتجاه إنتاج ذهنية قادرة على إدارة الاختلاف ولديها حسّ تستشعر من خلاله الخيط الفاصل بين الخلاف والاختلاف. وهذا هو الحصن الحصين الذي تحتمي به الحركات والهياكل من التلاشي ويحسِّن سلالتها فيحميها من الانقراض. ونحن على مشارف الذكرى الثامنة والعشرين للإعلان عن تأسيس حركة الاتجاه الإسلامي أو النهضة لاحقا، لن نستطيع أن نتجاوز مثل هذا الحدث المهيب الذي ألقى بظلاله على الأفراد والأسر والجهات والبلاد ككل ثم المحيط العربي والإقليمي والدولي، لن نستطيع أن نرى الكثير من مراكز الدراسات العربية والغربية تتناول هذه الظاهرة وأكثر منها مختصين وباحثين ومفكرين جعلوا من هذه الحركة مادة خصبة لأقلامهم وأفكارهم، لا نستطيع ونحن بين يدي هذه الذكرى أن نتجاهلها تجاوزا إلى الحديث عن إنفلونزا الخنازير والترسانة النووية الكورية ومؤشرات سوق المال… استجابة لطابعها العلني كانت الحركة قد بكّرت بنشر أدبياتها وأفكارها وطروحاتها جليّة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ناهيك عن المنشورات والمؤلفات … ووفرتها في متناول كل الأيادي التي تسعى للحصول على ذلك، صديقة كانت أو مناوئة.. لهذا ليس بوسع أي كاتب أن يضيف الكثير في التعريف بتاريخ ومناهج هذه الجماعة الإسلامية. إنّما هنّ كلمات أسحب بهنّ أكبر نجاحات هذه الحركة من الظل إلى الضوء ليطّلع العام والخاص على جسم تعرض منذ نشأته إلى المعاول والمناجل والمطارق وحتى “الدامة” وما زالت الحياة تدب في مفاصله، أكيد أنّه ليس هناك إعجاز في القصة وليست هناك خوارق كبيرة للأفراد على أهميتهم إنّما خصائص هذا الشعب وتتابع الحضارات عليه هي التي ولّدت عقلية ترتشف الإيجابي من الأمم الوافدة ثم تدفع شرورها بعيدا عن باحتها، ومن أجمل ما اكتسبه شعبنا ثقافة التعايش المتميزة – إلا ما شذ – فكان أن تداعى إلى هذا الجسم كوكبة من أخيار هذا الشعب شكّلت نسيج صلب استعصى على الاقتلاع لأنّ سواريه مؤسسات وليست زعامات… تفعل فيه المحن، فعلها ينحصر ويتمدد، يضعف ويقوى، يصغر ويكبر، لكنّه – لا ينقلب – محصن ضد الاندثار. منذ نشأتها وعبر مراحل من الثبات في وجه محاولات اقتلاعها وتهميشها وتشويهها طالت الحركة الكثير من الانتقادات اللاّذعة، لعل أبرزها مآخذهم على سطوتها على حالة التدين في تونس بانصهارها في الشارع وتمددها إلى النقابات ومؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى منابر الدعوة…، في الحقيقة لم يكن هذا نتيجة قرارات صارمة طبقت بحذافيرها بقدر ما كانت طبيعة هيكل من جنس محضنه تجاوب معه نظرا لطروحاته الدسمة والمغرية التي شكلت ملاذا آمنا إلى الطبقات والشرائح على اختلاف اجتهاداتها وأفكارها وإلاّ فمن المستحيل أن يعرض كل جسم ناشئ نفسه على مجتمعه فيلاقي نفس ما لاقته الحركة من قبول وانتشار، هذه التي فهمت المجتمع فطرحت نفسها ضمن نسيجه حمّالة لهمومه. مرت منذ مطلع الثمانينات إلى يوم الناس هذا ما يناهز الثلاثة عقود سقطت فيها إمبراطوريات وانهارت نظم وأفلت أيديولوجيات وتمزقت دول وتفتت أحزاب وهياكل، انقسمت حركات وأحزاب وهي في حالة صدام مع النظم وانقسمت أخرى وهي في مقرّاتها سالمة، وانقسمت غيرها وهي تحت قبة البرلمان حتى تلك التي تمترست خلف وزرائها لم تمنعها حقائبهم من التصدع – للذكر ليس إلا – وسياق هذا الكلام اقتضاه إظهار مزية المرونة والصبر “في” و”على” العمل الجماعي، كما اقتضاه إبراز عظمة جسم صامد ثابت متماسك عبر المراحل التي مر بها ، هذا التماسك الذي هو رأس مال كل الهياكل الناجحة التي لم تأتِ لتسد ثغرة أو تلبية لمتطلبات مرحلة ثم تنتهي إلى الذوبان. تماسك يحكي إلى الجموع مشروع أجيال تحمله حركة ليست مستعدة أن تختزل نفسها في بعض المقاعد المتناثرة على مدرجات برلمان “وديع” وظيفته تفريخ “النَّعم” وليست مستعدة لاختزال نفسها في صلح شعاره “رندي” ثم انكفاء أفرادها على الخبزة والفواكه والاستجمام والسمر.. كما أنّها ليست مستعدة لتختزل نفسها في لحظة صدام دُفعت إليه فدفعت من لحمها لتتجنبه مؤثرة سلامة الجموع موغلة في الوفاء لمبادئ بيانها الأول المنحاز لدماء الناس وأعراضهم وأرزاقهم. تفككت الكثير من الحركات الحاكمة.. وتفككت المحكومة.. تفككت المطالبة.. وتفككت المغالبة.. تفككت المساندة والمعاندة، وحافظت أخرى على تماسكها من بينها هذه التي ذكراها 28 تظلنا… لغة الكلام تريد القول أنّ عشرين عاما خلف اللحود وعشرين خلف القضبان وعشرين خلف البحار وعشرين أخرى خلف العسس والحصار فشلت في صناعة تناحر أو تباين حاد يعصف بجسم ممتحن أفراده يئنّون تحت العذابات موزعين بين المنافي والمقابر والسجون. إنّها العقيلة الجاهزة للتعايش المقتطعة من أسهم ذاتها الزارعة الضاخة في أسهم الجماعة والمؤسسة، إنّها أدبيات جوان 81 التي أوجدت جسرا صلبا يوصل بين أعواد المنابر وصالونات الثقافة والفكر والفضاءات الرياضية والترفيهية، أدبيات أحيت صلة الرحم بين الدين والثقافة والفنّ والأدب والرياضة، أدبيات تمردت على النظري وباشرت العملي خرجت من “الاعتكاف” والزوايا و”ملاحم” التفاصيل الفقهية الضيقة وانغمست في دنيا الناس… إنّ المدقق في أدبيات الحركة دون جحود سيكتشف حتما أنّها سخيّة في غير نهم ولا جشع، عفيفة عزيزة نفس بُعثت لتأكل على موائدها ولو كسرة من شعير بعد أن أبى عليها تكوينها وخصائصها بل جيناتها أن تأكل على موائد “السماسرة” وإن كان لبنا وثريدا وعسلا مصفى،ذلك أن موائدها تفوح برائحة الشهداء والتضحيات والإيثار ومكارم أخرى طواها السجل وخُتِم عليه سيفتحه ربّ العزة في يوم موعود. إننا بصدد الحديث عن مسيرة شاملة تلملم نفسها وتزحف لتحتل مكانها ضمن إرث الأجيال القادمة كما اننا بصدد الحديث عن جسم يوزع مسيرته على مراحل ثلاث مرحلة استودعها في ذمة التاريخ ليفحصها بتروٍّ حين ينجلي الغبار ويهدأ الشرر ويسكت التشويش فيحكم لها أو عليها. ومرحلة ثانية هي الحاضر المعاش حاضر سمته تضميد الجراح وفسحة واسعة للتعايش مع الآخر وكمية هائلة من الاحتساب، واستعداد كبير لفتح كل الأبواب القابلة للفتح دون أن يكون الجسم إمعة وعناصره غثاء. ومرحلة أخرى تذلل فيها المصاعب وتُنقّى من الشوائب ويمتص فيها التوتر ويتحمل فيها جيل العزيمة والانطلاق و جيل اللبنة الأولى كل مسئولياته ليمهد الأرضية ويهيّئها لمرحلة قادمة تسلم فيها الأمانة إلى الجيل اللاحق، أمانة تكون قد ذللت صعابها والتأمت جراحها وخف حملها ما أمكن إلى ذلك سبيلا. ونحن على مشارف سنة أخرى من سنوات العطاء والإيثار يبدو أنّ الحركة مقبلة على مرحلة ستتوغل خلالها في عمق الحالة الوطنية وستسخر نفسها ملكا للبلاد بناسها وأرضها وطيفها محتسبة جراحها لتساعد في تهيئة مساحات من الهدوء تكون ساحة منزوعة التوتر تسهم عبرها مختلف مكونات المجتمع في صنع الإضافة للمواطن وفي تحسين الأداء السياسي والاقتصادي والثقافي للوطن، كل الدلائل تقول أنّ النهضة مستجمعة لإرثها مستحضرة لرسالتها، هي اليوم على أتمّ الاستعداد للتجاوب الفعّال مع كل المبادرات الصادقة والجادّ ة والبعيدة عن اللغة “النية” والإشارات “السياصبيانية”، في المقابل كل الدلائل المادية والمعنوية الملموسة والمحسوسة تقول أنّ هذه الحركة ليست بصدد نقض غزلها كما أنها ليست بصدد تسريح مناضليها حتى إذا أعيتهم البطالة وملوا القعود ذهبوا ليكثّروا سواد بعض الحزيبات المجهرية متسولين النضال من على شرفات دكاكينها المقفرة. إنّ الحركة اليوم واعية بالحراك بادية أمامها متطلبات المرحلة، رؤيتها واضحة شاملة مدركة لاحتياجات الناس وحاجياتهم الملحة مستحضرة قدراتها و قدراتهم مستوعبة لفقه السنن معلنة على أنّها رقم كتب بالحبر الذي لا تنفع معه ممحاة ما يجعلها أمرا واقعا غير قابل للتحلل والانصهار، مستعصيا عن الإتلاف والاقتلاع والإبادة. ولأننا لسنا بصدد تفاصيل جزئية تشاغب على الحدث الشامل فإننا ومن عبق هذه الذكرى نرسل التحية والسلام في كل الاتجاهات: * سلام إلى الشهداء في حواصل الطير الخضر… * سلام إلى الرعيل الأول أولئك الذين ألقوا البذرة ولم يسعفهم الأجل لمتابعتها فاختارهم الله إلى جواره. * سلام إلى الذين ثبتوا في المحنة وتحملوا الأذى وصبروا على إخوانهم وسلموا للأغلبية مع اختلافهم معها فحافظوا على وحدة صفهم. * سلام إلى كل الذين يحثون الخطى نحو عقد جهادهم الثالث ولم يهنوا رغم بعد الشقة وما لاقوه من تثبيط وتهويل وتشنيع… * سلام إلى الذين ساهموا في وضع اللبنة ثم اختاروا غير سبيل الجماعة فلم يلمزوا ولم يغلظوا القول وكان العفاف سمتهم… * سلام إلى الذين ساهموا في البناء ثم اختاروا غير سبيل الجماعة ثم أغلظوا القول. * سلام إلى الذين كانوا هنا فاختاروا الرحيل طوعا ثم شوشوا وشهروا… * سلام إلى كل من قال كلمة حق في هذه الحركة… * سلام إلى كل من أمسك لسانه عنها لا لها ولا عليها… * سلام إلى من لامها وانتقدها… * ولِنُمْعِنَ في السلام ونحن في رحاب ذكراها، سلام حتى إلى أولئك الذين اختاروا خصامها “هونا ما”!!!… على الذين يفحصون المسيرة بكل خلفياتهم أن يتمعنوا ليستخلصوا: كيف يتجانس خطاب أبناء حركة مبثوثين في أرجاء المعمورة!!! إنّها ثقافة مثقلة بالمعاني السامية تلك التي جانست بين خطاب “كيباك وستوكهولم وأديس أبابا والكفرة ورجيم معتوق وبرج الرومي والملاسين و”الجلاّز”. الأثر يدل على المسير ولكل علم علامة، وعلامة الرحلة الموفقة نختزلها في عبارة: رغم مرور ما يناهز الثلاثة عقود.. سنينها عجاف، ومحنها متلاصقة، محنة تمسك محنة، ما تزال هناك لغة مشتركة بين الوطن والمقابر والمهاجر. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 3 جوان 2009)
“النيران الصديقة”
كتبه عبدالحميد العدّاسي: تقتضي المواجهة الميدانية حسن الإعداد والإغراق في الأخذ بالأسباب، فتُعتمدُ لها الخطّةُ والخطّةُ البديلة وبديلة البديلة، ويُحرص فيها على عمق الترتيبة وحسن التنسيق بين عناصرها وتمايز قطاعات رميها وسدّ الفجوات فيما بينها، ويُهتمّ فيها بتعدّد الخطوط والمستويات، وهو ما يعني وجود العناصر النشطة المباشرة ووجود غيرها من الاحتياطي الخادم للمرونة التي لا بدّ أن تُراعَى في كلّ مفاصل العمل الميداني، وهو ما يعني دقّة الرمي وضبطه ودقّة الحركة وتوجيهها بأوامر مسبّقة بُنيت على افتراضات نابعة من حسن معرفة العدوّ أو الخصم بما هو جسم ووسائل وإمكانيات ونابعة كذلك من حسن دراسة الميدان وخبرته تضاريسَ وطبيعةً وسكّانا… فالمواجهة إذن إعداد جيّد ولكنّها قبل ذلك عديد جيّد تحابّوا فيما بينهم وتعاهدوا على نصرة قضيّتهم (وهل من قضيّة أرفع لديهم من دحر عدوّ “أيّ كان هذا العدوّ” يقتحم عليهم حصونهم “أيّا كانت هذه الحصون”) وامتلكوا القوّة (والقوّة هي الرمي كما عرّفها سيّد المرسلين عليه الصلاة والسلام) حتّى قدروا على توجيه نيرانهم؛… ذلك أنّ الوقوع تحت نيران العدوّ لهو من أكبر العلامات وأخطرها الدّالّة على ضعف المجموعة (أيّ مجموعة) وقلّة التنسيق فيما بينهم وحتّى هوان بعضهم على بعضهم… ولقد رأيتني أبدأ قراءة حلقات من كتاب لأخ – لم أتعرّف عليه سابقا – قد اختار له عمدا كما بيّن أو كما فهمت من بيانه عنوان “نيران صديقة”، قصد منه ربّما إمكانية تعرّض الصديق إلى ضعف أثناء الأداء قد يلبّس عليه الأمر فيرمي صديقه أو أخاه ظانّا أنّه من عدوّه أو مشتبها في أنّه قد تعامل مع عدوّه… والحقيقة أنّني أعجبت بالحلقات الثلاث التي قرأتها ليس لأنّها تشبع رغبة في نفسي ولكن لأنّها صادرة من أحد أفراد الترتيبة وقد أشار إلى بعض الخلل فيها منبّها إلى تغيّرات طارئة على الميدان قد تعيق نجاعة الخطّة التي طال زمن الالتزام بها..، فصاحبُ الكتاب قاعدي – كما وصف نفسه – أي أنّه من وسط الأفراد المتخندقين في الخطوط الأمامية الذين يرقبون تصرّفات “الخصم” على الميدان والذين يمكنهم كذلك مراقبة ما يتسرّب من ضجر قد يكون خفيّا إلى بعض المرابطين، وقد كان حريّا بالقادة المتمركزين في مركباتهم القيادية والمركّزين على ما تحمله الذبذبات من معطيات ومعلومات راجعة إلى النسق الأعلى أخذ ملاحظاته – “على هوانها” – بعين الاعتبار، بدل تجاهله أو إسكاته بتعلّة عدم “إشغال” بقية العناصر بما لا يخدم المُخَطَّطَ له!… ومماّ ساءني أن تضاربت الأنباء، فمن النّاس من يقول بأنّ الحلقات كانت ثلاثة ومنهم من يقول أنّها كانت أكثر من ذلك (ستّة).. ذلك أنّ هذا الافتراض الأخير يعني منعَ نشر من قِبل سلطة تحتوي النّاشرين، وهو ما يرجع بالتساؤل حول أشياء تسيء في مجموعها إلى فرحتنا بما أُنجِز إلى حدّ الآن على مضمار الكلمة الرّسالية… والغريب أنّه في الوقت الذي استُعِدَّ فيها لمقاومة الـ”نيران صديقة” بما لا يخدم مبدأ الاقتصاد في النيران، كانت “نيران عدوّة سافلة” تثبّت (مصطلح عسكري يعني منع الحركة) الكثير من أبناء الحركة بل الكثير من قياداتها وتحطّم منجزاتهم الواحد تلو الآخر دون أن تجد منهم الردّ ولو بأخذ التماس معها… أحسب أنّ الاطلاع على كتاب “نيران صديقة” أمر مهمّ، منه تُتدارك الهفوات (إن وجدت) وبه تُعطى الأمثلة على حريّة التعبير الملتزم بالأخلاق وبمصلحة تونس وأبنائها.. وأمّا أن نحاول كبت الأنفس وخنق الأنفاس، فقد أثبتت التجربة أنّنا أهل إبداع في الرّدود وفي ردود الرّدود التي كثيرا ما التزمت الدقّة المفرطة في كشف كلّ العورات… هذا وأحسب أنّ مناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس الحركة الإسلامية مناسبة مهمّة لأخذ التدابير الكفيلة بالخروج من مداءات كلّ النيران (عدوّة وصديقة) كي نصبح قادرين على الحركة والمناورة!…
لقاء طريف مع مدير التوظيف
خلدون الخويلدي طال انتظاري، وأنا أرقب عقارب الساعة الحائطية تتقدم بتثاقل، أحصي بدِقة كل دَقة من دقاتها كأنها دوي انفجار يسري في أعماقي ويتناهى صداه إلى مسمعي فيزيد من خفقان قلبي. وكلما علت ألسنة اللهب من جوفي حتى تكاد تخرج عن سيطرة قوات الدفاع الداخلي، ارتفعت حرارتي وجف الريق في فمي، أهَـلْتُ عليه رشفة من شاي بالحليب أو أتبعته بجرعة ماء بارد فيخبو حريقه الى حين. ثم يتكرر هذا التناغم الرتيب مع كل دَقة. أجتهد في تجاهله، أو أقطعه بزحزحة بسيطة لبدني أو لفتة خفيفة الى هنا أو هناك لا مبرر لها. مرت ساعة ثم أخرى على الموعد. تلوت فيها ما استحضرت من الآيات الكريمة والأدعية المأثورة. سئمت كذلك من استعراض الشريط ومراجعة العديد من لقطاته. هو شريط أخرجته للمناسبة، يختزل كل ما تعلمته من سنوات الدراسة البعيدة وما تراكم لدي بعدها من خبرات من خلال التجربة العملية في الفترة المهنية السابقة، التي بلغت أحد عشر عاما كاملة. بذلت عصارة جهدي كي أكتب نصه الحواري وأختار مفرداته بعناية فائقة، وأخرجت حلقاته بمشاهدها المثيرة ولقطاتها المؤثرة. غير أني كلما طال الانتظار واستعرضتها مجددا، عنَّ لي أن أعيد تصنيفها وترتيب أولوياتها، محاولا تحسين العرض بلغة أنقليزية لم تفتك مكانتها بعد في فصاحتي كضرة ثالثة. كان النادل يرقبني من بعيد حتى يقدم لي كوبا آخر كلما رأى أني أجهزت على آخر جرعة فيه. أصر على ألا يتوقف عن تقديم القهوة، حتى أهزَّ الكأس بدل الرأس. كان آسياويا وديعا، أسمر البشرة يميل الى الزرقة. فك أكثر من ارتباط كان في ذهني، أولها بين اللون الإفريقي والشعر المجعد، وثانيها لما يهز رأسه يمنة ويسرة ليومىء بالموافقة!. كان لا يصرِّف فعلا من لغة الضاد وهو على استعداد لفعل كل الأضداد. حسب برنامج المقابلات الذي أعد سلفا، سيكون أول لقاء لي مع كبير مشرفي التوظيف وهو في الأغلب سيكون أشقر نظيف. لذلك كم مرة وقفت أمام المرآة، أستبق ما هو آت، أكرر جملا كنت قد جمعتها في قوالب لغوية جاهزة من مصادر مختلفة، وكذلك من بعض الأصدقاء، تظهر طريقة الإنقليز في التأدب مع الغرباء ليظهروا خاصة حرارة الاستقبال أو إلقاء التحية وكيفية ردها في الحال. وأخيرا هلَّ ركب مديرالدائرة بلباس المواطنين الأبيض الناصع، وترجل من سيارة سوداء فارهة. أسرع النادل يفتح له الباب ويحمل عنه حقيبته، بينما وقفت شقراء تستقبله بابتسامة عريضة ثم تختفي وراءه، وفي يدها ملف سميك لتعود بعد برهة ترجوني بالتفضل بالدخول. أدخلني مبتسما إلى مكتبه الفسيح واعتذر بأدب عن طول التأخير. كان لا يزال يفرك عينيه وقد بدا على محياه الأرق والإرهاق. وبعد المجاملات الضرورية التي تخللها تقديم شاي خفيف الحمرة وكثير السكر، بدأ يسرد المشاق التي واجهته. لقد وصل لتوه من رحلة عمل قادته إلى أوروبا ثم أمريكا. غرق الرجل في تفاصيل الأحداث وكأنه يتلذذ بمتاعب الأسفار، ويبتهج بالتطواف في بلاد العم سام، فيسرد آلام الغربة وفراق الأهل كما نردد صباحا كوابيس الليلة الماضية. كنت أسايره ظاهرا وأعالج بعض الارتباك في داخلي، أحاول جاهدا إلجام مفعول الأدرينالين اللعين على مشاعري. أظهر رباطة الجأش وأنتصر إلى الثقة بالنفس على أي شعور سلبي ضعيف. لن أنسى تلك المجاملات اللطيفة من محدثي، والتي انشرح لها صدري وهو يصف رحلته عبر الأطلسي، ويروي ما عايش من طرائف. تبادلنا الملاحظات، خاصة وأني فد كنت خضت التجربة نفسها قبله بشهور قليلة فقط. فكان ذلك مدخلا مناسبا كي تنحل عقدي وينطلق لساني. توسع الحديث الى مختلف الشجون وأهم ما أسر إلي هو استغرابه من جهل الأمريكيين لجغرافية المنطقة بأسرها وتركيبتها الجيوسياسية، خاصة في زمن ما بعد غزو العراق للكويت والحروب التي تلته، رغم الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به المنطقة. فلا هم سمعوا بمؤسسة النفط، التي يعمل بها رغم شهرتها، ولا حتى بالإمارة-الدولة التي يحمل جنسيتها. لا يعرفون موقعها على الخريطة إلا عندما يحدد بالجارة الكبرى أو بالخليج العربي لا عفوا بل الفارسي. علق مازحا: علينا أن نقوم بالإعلانات المدفوعة الأجر للتعريف بالبلاد على طريقة المشروبات الغازية والمربى ونحوهما.!!!
قالوا .. ولم أقل.. (3)
فريد خدومة — مراسل الفجر نيوز — تونس – في مقال السيد الصحبي الوهايبي في جريدة ”الموقف” تحت عنوان ”هي تغني … وجناحها يرد عليها” تعرض الكاتب إلى مقال السيد المنجي اللوز الذي نشره على نفس الجريدة متعجبا من استخفاف السيد وزير العدل بعقول التونسيين فحاول الصحبي الخوض فيما خاض فيه سي المنجي والتأكيد على حق مسؤولي السلطة وزيرا فوزيرا بتزكية قرارات الدولة أي الوطن أو الوطن أ الدولة أو الدولة الوطن أو الوطن الدولة، وكم كان دقيقا سي الصحبي في عرض أنماط الضحك الرسمي، قال: ”السيد الوزير يضحك ملء فيه أو كما تقول العرب ضحك حتى بانت نواجذه أو ضحك حتى استلقى على ظهره والضحك أنواع…. قالوا: إياك يا سي الصحبي أن تشكك في ذمة السيد الوزير ومن لف لفه من الوزراء فهو بالتأكيد يضحك ولكن ليس على الشعب التونسي : إنه يضحك على قبائل الزولو. قالوا: إن السيد الوزير ومن لف لفه من الوزراء ما اعتقدوا يوما بأن هذه القرارات موجهة إلى الشعب التونسي – أما السيد مرتضى ففي مقاله ”أحمد ابراهيم يطالب بحياد الإعلام العمومي ” ذكر بـأن السيد أحمد ابراهيم قدم نفسه على كونه مرشحا باتم معنى الكلمة بحسب تعبيره مما أقلق السلطة وخاصة وقد أضاف استفهاما خطيرا موجها إلى السلطة، قال ”أريد أن أعرف ما إذا كنت مغضوبا عليّ أم ماذا؟”.. قالوا: فلتقر عينا يا سي أحمد فأنت مرشح بأتم معنى الكلمة فقط لا غير ولكن لا علاقة لك فعلية عملية بفعل الترشح ولا تغتر بهدم سجن 9 أفريل …مفهوم !!! وأما إذا كنت تريد أن تعرف ما إذا كنت مغضوبا عليه أم ماذا فلتقر عينا ثانية فلست من المغضوب عليهم بالتأكيد ولكنك من الضالين…إياك أن تقول آمين أما الشابي في جولة إلى أوروبا والولايات المتحدة بما أن عرض الموضوع اتخذ طابع الخبر فلم ينتبه أحد ولكن لنرى ما فيه، سافر الأستاذ أحمد نجيب الشابي عضو ….إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في جولة يلتقي خلالها عددا من البرلمانيين والجمعيات الأوروبية وكذلك عدة منظمات غيرحكومية في واشنطن.. قالوا: ألم يستعجل الأستاذ الشابي الوصول إلى قصر قرطاج وافتتح حملته قبل الحزب الحاكم أو مثل الحزب الحاكم. قالوا أيضا: من دون سوء نية لمّا لم يجد الأستاذ الشابي قواعد قاعدة أو واقفة في سوسة وبنزرت والكاف وسليانة وقفصة وتطاوين توجه إلى أعداءالقاعدة ليقف على رجليه. – في الوطن وتحت عنوان من مكونات المشهد السياسي الوطني: المتشنجون حاول السيد محمد رضا سويسي عرض الفئات السياسية وتفاعلاتها مع الحدث السياسي دون التقسيم الحزبي المثير للجدل فيقول مثلا ”نجد جماعة اختارت وضع المتفرج من منطلق الياس سلفا من كل إمكانية للتغيير” وهؤلاء بعد التفصيل الدقيق يسميهم السيد سويسي ”المتفرجون”.. كما نجد مجموعة أخرى تراهن على ”ممارسة خطاب الإحراج تجاه السلطة وبقية الأحزاب القانونية على حد سواء متهمة موقف الأخيرة ب….” أما المجموعة الثالثة فهي مجموعة في الغالب ”غير متجانسة لا في الفكرولا في المصالح كل ما يجمعها هو حالة من التشنج الأعمى.. وبعد التقسيم بما فيه من تجن على المعارضة من معارض في جريدة معارضة ضاربة بعرض الحائط نضال هؤلاء يخلص السيد المحترم إلى أن هؤلاء ”المتشنجين بمختلف مشاربهم ومواقفهم إنما يمثلون واحدا من المكونات الاجتماعية التي تعيش على هامش الحركة السياسية الوطنية.. قالوا: نسيت يا سي المعارض أو نسّيت المكون الرابع الذي تنتمي إليه بكل تأكيد ولا تستطيع أن تبوح به أو تلمح أو تصرح.. قالوا إنه بالتأكيد جماعة ”خانها ذراعها قالت مسحورة” – أما في عمود ”أشرعة الذاكرة” بقلم عبد الكريم بن حميدة فقد استعرض تحت عنوان ”يأجوج ومأجوج في حروب بوش” …”نبي الله المنقذ ..إلى الخلفية الدينية التي كان ينطلق منها بوش الابن سالف الذكر في حين قامت الدنيا ولم تقعد لإدراج معركة تحرير العراق تحت لواء الجهاد باعتبارالجهاد عند فئة متحكمة في الأمة يفتح على الإرهاب. مما ذكره ”إن الحرب ضد العراق هي رغبة الله الذي يريد أن يخوض هذه الحرب لنهزم أعداء شعبه قبل أن يبدأ عصر جديد” قال أيضا ”لقد كانت حروب بوش حروبا ”صليبية” بامتياز… قالوا وإن كانت الشهادة متأخرة لكنها على كل حال شهادة ولكن بعد خراب البصرة قالوا أيضا ما لم تذكره يا سي بن حميدة أن الخوف كل الخوف من أن نكتشف ولكن بعد فوات الأوان بأن ”أوباما” بوشا أسود.. !!! – في مواطنون تعرض السيد نزار النقبي تحت عنوان ” هل تعلم كتكوت أنها تناصر الامبريالية” إلى كتكوت (مدينة الألعاب بباردو ) التي اتخذت من الإشادة ما هو أمريكي ديدنا وهدفا دون أن تشعر (وهي تشعر) أنها نشاز في بلد عروبي إسلامي إلى النخاع، قال نزار ”إننا أمام ميامي بيتش وصحراء نيفادا وليس شط الزوارع بجهة نفزة أو شط السلام بمدينة قابس ” ثم قال أيضا ” وكل ذلك من أجل الترغيب في هذه الامبريالية الوقحة منذ طفولتنا حتى نقبل قتلها الفلسطينيين عند كبرنا”. قالوا أكل هذه الزوبعة على كتكوت ”فرخ” ، كتكوت العميل الامبريالي الصهيوني أما الرخ الكب
(المصدر:موقع الفجر نيوز الإلكتروني بتاريخ 3 جوان 2009 )
المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس يستضيف المفكر والفيلسوف
الدكتور أبو يعرب المرزوقي
في محاضرة علمية يقدم فيها كتابه الجديد بعنوان
إستراتيجية القرآن التوحيدية ومنطق السياسة المحمدية الكتاب الأول ضمن سلسلة بعنوان “التفسير الفلسفي للقرآن الكريم”
L’institut Européen des Sciences Humaines organise une conférence où le professeur Abou Yaareb Marzouki présentera son nouveau livre La stratégie unificatrice du coran et la logique politique mohammedienne Il s’agit du premier livre d’une série qui constituera L’interprétation philosophique du saint coran
يوم الثلاثاء 9 جوان 2009 على الساعة السادسة 18:00 قاعة المحاضرات بالمعهد
22 Rue Charles Michels 93200 Saint Denis – Tel: 0148201515
أصحاب الأكشاك مستاؤون لعدم تمكينهم من الكهرباء
sihem عبر عدد من اصحاب الاكشاك المركزة داخل عدد من مدن ولاية جندوبة عن استيائهم الشديد من عدم استجابة البلديات والاطراف المتعاونة معها من تمكينهم من تراخيص لتركيز عدادات كهربائية خاصة وانهم ملتزمون بتسديد ما يترتب عن ذلك من اداءات. وقال بعض من اتصل بهم راديو كلمة انهم كثيرا ما وجهوا مراسلات للسلط المعنية، محلية ومركزية، غير انهم لم يتوصلوا الى اي نتيجة.وذكروا بانهم في اشد الحاجة للكهرباء نظرا لكون عملهم يستمر لساعات متاخرة من الليل يقدمون خلالها طلبات المارة من بعض المواد الاستهلاكية والتي يحتاج بعضها إلى التبريد. كما اشار بعضهم ان التزويد بالكهرباء يتم حسب ولاء واستجابة أصحاب الأكشاك الى ما تشترطه الاجهزة الامنية وهياكل الحزب الحاكم من التعاون معها والقيام بوظيفة المخبرين بعد أن يتم تزويدهم بهواتف جوالة وبطاقات شحن ليعلموا هاتفيا بالمستجدات التي يلاحظونها أو يسمعونها. وهو ما يرفضه بعض أصحاب الأكشاك والذين صرحوا بأنهم لايبتغون من خلال عملهم الا كسب قوت اطفالهم والهروب من البطالة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 1 جوان 2009)
252 يجتازون الامتحان بين السجون والمستشفيات والمساعدات الخاصة
تونس ـ الصباح: يشرع بداية من اليوم وعلى مدى اسبوع 139147 مترشحا للبكالوريا في اجتياز اختبارات هذا الامتحان الوطني في دورة جوان 2009 بعد دورة استثنائية العام الماضي جمعت بين المنتسبين لنظامين قديم وجديد كانت حاملة لشعار «بكالوريا برأسين» ليتجدد هذه السنة الموعد مع الامتحان في ظروفه المعتادة والمتميزة باحكام الاستعداد للحدث الوطني الذي يستهل هذا الصباح باجراء اختبار مادة الفلسفة بالنسبة لكافة الشعب خلال الحصة الاولى يليه اختبار اللغة الاجنبية الثالثة والتي يستثنى منها تلاميذ شعبة الرياضة. «باك 2009» يتوقع ان يكون على غرار الدورات السابقة في متناول التلميذ المتوسط وفي متناول المثابرين على المذاكرة والمراجعة طوال العام الدراسي بعيدا عن انتهاج طريقة المراهنة على شخصية او محور دون اخر.. وفي هذه العملية من المجازفة والمخاطرة ما يجعلها وخيمة العواقب دون شك.. حالات خاصة ولان الامتحان الوطني للبكالوريا حق لكافة المترشحين مهما كانت وضعياتهم فقد دأبت وزارة التربية والتكوين على تمكين ذوي الحاجيات الخصوصية من اصحاب الاعاقة وممن تعرضوا قبل الامتحان لحادث صحي وكذلك بعض الحالات التي تقضي عقوبة سالبة للحرية من اجراء الامتحان وتوفير الظروف المادية والنفسية الملائمة.. وفي هذا السياق علمت «الصباح» ان عدد الحالات الخاصة المتقدمة لهذه الدورة والمتمتعة باجراءات استثنائية بلغ 252 مترشحا منهم خمسة تلاميذ يجتازون الاختبارات بالسجن وتلميذ واحد يجري مساعدته على اجراء الامتحان بمؤسسة صحية فيما تقدم المواضيع مكتوبة بطريقة براي لفائدة 15 مترشحا كفيفا. اجراءات استثنائية وينتفع 11 مترشحا ينتمون لشعب علمية بالترخيص الاستثنائي في اجتياز مادة الفلسفة باللغة الفرنسية الى جانب الترخيص الاستثنائي في اجتياز مواد التاريخ والجغرافيا والفلسفة لخمسة مترشحين بشعبة الاقتصاد والتصرف. هذا وتتراوح الاجراءات الاستثنائية الممنوحة لبقية المترشحين بين تضخيم الخط بالنسبة الى نصوص المواضيع واضافة ثلث الوقت القانوني المخصص لكل حصة من حصص الامتحان والاستعانة بتلميذ كاتب مع توفير قاعة خاصة بالمترشح.. هكذا تختلف الاجراءات باختلاف الحالات المستوجبة وتبقى الغاية واحدة ضمان الظروف الكفيلة بتيسير اجتياز امتحان البكالوريا للجميع مهما كانت اوضاعهم. الآداب في الطليعة للتذكير نشير الى ان عدد المترشحين بالقطاع العمومي يناهز 115411 مترشحا بنسبة تناهز 83% مقابل 20875 مترشحا بقطاع التعليم الخاص بنسبة 15% ويبلغ عدد الترشحات الفردية 6861 بنسبة 2%. ولم تشهد التركيبة حسب الشعب تغييرا يذكر عن السنوات الماضية من حيث تعدد الترشحات في شعب دون اخرى وقد ظلت الغلبة لشعبة الاداب على مستوى تمثيلية المترشحين بتسجيلها نسبة 37,30% من مجموع المترشحين تليها شعبتي العلوم التجريبية والاقتصاد والتصرف بأكثر من 16,50% لكل منهما وتأتي في المرتبة الرابعة شعبة الرياضيات باستقطابها لنسبة 10,84%. وتبلغ نسبة المنتمين لشعبة العلوم التقنية 9,08% وهي نفس النسبة التي تحتلها شعبة الاعلامية فيما يبلغ عدد المترشحين شعبة الرياضة 318 مترشحا بنسبة 0,23%. ويتوزع المترشحون بداية من هذا الصباح على 498 مركز اختبارات كتابية ويحتضن 31 مركزا عمليات اصلاح المواضيع وسيتم التصريح بنتائج الدورة الرئيسية يوم 21 جوان. منية اليوسفي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 جوان 2009)
طلب العروض لانجاز الطريق السريعة صفاقس ـ قابس
ينتظر أن تصدر اليوم الأربعاء 3 جوان وزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية الاعلان عن طلب العروض المتعلق بإنجاز الطريق السريعة صفاقس ـ قابس. جدير بالذكر أن دراسة الجدوى المتعلقة بقسط صفاقس-قابس بلغت مراحل متقدمة، كما يتم اعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية الأولية الخاصة بقسطي قابس-راس جدير (الحدود الليبية) وباجة بوسالم (الحدود الجزائرية)، ومن المقرر أن يتم خلال المخطط الحادي عشر للتنمية انجاز الطريق السيارة الجنوبية التى ستربط على اقساط متتالية صفاقس براس جدير وانجاز وصلات تربط صفاقس الشمالية بالقيروان وهو ما سيمكن من تسهيل الربط بين مختلف ولايات الوسط. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 جوان 2009)
خـاص: رازي القنزوعي لـ«الصباح» وجهتي القادمة قد تكون فرنسا
قالوا انه سيتخلى عن اعداد وتقديم برنامج «الأحد الرياضي» بل وسيغادر قناة «تونس 7» مرة واحدة. هناك من ذهب الى حد التأكيد بانه تعاقد مع قناة فضائية تونسية أخرى.. وهناك من تحدث بلغة الواثق من أمره على انه مقبل على تجربة جديدة بالخليج العربي. الوجه التلفزي الذي نعنيه هو طبعا رازي القنزوعي.. ولكن ما حقيقة العروض التي قيل أنه تلقاها، وهل صحيح أننا سنراه في الموسم الرياضي الجديد في قناة فضائية تونسية غير قناة «تونس 7».. أم ستكون له وجهة اخرى لم يكشف عنها بعد؟ كل هذه الاسئلة حملناها الى زميلنا رازي الذي لم يخف اندهاشه للسيل العارم من الشائعات التي وضعته في عديد القنوات التلفزية وهو آخر من يعلم!! ومما زاد في استغرابه ان هناك من لم يكتف بمجرد التلميح بل ذهب الى حد التأكيد بصفة رسمية على أن رازي سيعمل مستقبلا في قناة فضائية تونسية جديدة. الزميل رازي الذي ليس من عادته الإدلاء باحاديث صحفية، قرر هذه المرة ان يمزق الصمت حتى يضع حدا للشائعات وما أكثرها. قال: «صدقني، فحتى مجرد اتصال لم يحصل بيني وبين أية قناة تونسية أخرى، وكل ما قيل من هذا القبيل ليس له أي اساس من الصحة.. ثم هل تتصور ان يحصل مثل هذا الاتصال دون ان احيط الادارة العامة لمؤسسة التلفزة التونسية علما بذلك.. طبعا لا.. وهذا بالذات ما جعلني أتقبّل الاشاعات الرائجة في شأني بامتعاض شديد» ـ قلت: «طيّب رازي.. وهل هناك عروض من قنوات غير تونسية؟» ـ قال: «نعم هناك عروض من الخليج العربي، أحدها مفتوح، بمعنى أوضح انه يبقى قائما ومتجددا باستمرار، وهناك أيضا عرض رسمي من قناة فضائية فرنسية موجّهة للجالية العربية المقيمة باوروبا والتابعة للبلدان الفرنكوفونية، ولعلمك فان عملية سبر آراء اقيمت في اوساط الجالية المغاربية بفرنسا قد بوّأت «الاحد الرياضي» في المرتبة الطلائعية» ـ وعدت لأسأل رازي: «وماذا لو تكشف لنا عن وجهتك القادمة؟» ـ وردّ قائلا: «الحديث عن وجهتي القادمة سابق لاوانه، لكن الشيء الثابت مبدئيا هو انني غير متحمّس للعمل بالخليج العربي، لانني أفضّل مواصلة الاقامة بتونس، فحتى العرض الفرنسي، فانه يتطلب مني التحول الى باريس مرتين في الاسبوع دون الاقامة هناك». حسن عطيّة (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 جوان 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم من أجل التأسيس لنصرة غزة
الموضوع الأول من القسم الأول: هل أحداث غزة محرقة أم صمود ومقاومة؟ الحلقة التاسعة : أحداث غزة كانت صمودَ مددٍ من الله عاشه أهل غزة وسمعه الناس منهم
بقلم محمد شمام رأينا أن أحداث غزة كانت محرقة (الحلقة1)، و كانت جريمة مشهودة (الحلقة2)، وهي في الذهنية الإسلامية “أخدود” العصر (الحلقة3) . ولم يبق الأمر عند هذا الحد بل تبع هذا الطغيان طغيان بمحاولة تحريف حقائق هذه الأحداث وقلبها (الحلقة4) ، وطغيان دولي مصر على مواصلة ظلم الضحية بالحصار الفاضح ، بل وبتحويل العقاب إلى دوائر أنصار غزة (عمر البشير) كرسالة ناطقة أن العقاب لأهل غزة ولأنصارهم وليس لإسرائيل وأوليائها (الحلقة5). إلا أنه مع وجه “المأساة المحرقة” هذا ، كان للأحداث وجه آخر أيضا ، وجه الصمود و المقاومة بحجم الوجه الأول، المُهدَّد أن يغمره وجه المأساة وأن يُنسى في زحمة التحديات . بدأنا تناول هذا الوجه وبشكل أولي في الحلقة السابعة وقد كانت بعنوان ”الصمود والمقاومة الوجه الآخر لأحداث غزة مكافئ لوجه مأساة المحرقة”، وفي الحلقة الثامنة وقد كانت بعنوان “أحداث غزة صمود رغم انعدام أي ميزان قوى مادي” . وسنكمل هذا التناول الأولي لهذا الوجه في هذه الحلقة التاسعة وستكون بعنوان “أحداث غزة كانت صمودَ مددٍ من الله عاشه أهل غزة وسمعه الناس منهم”، وذلك وفق الفقرات التالية : ماذا كان موقف أهلنا في غزة ؟ كان الإسلام المقوم المحوري للقوة وتوليد الصمود والمقاومة حقيقة ما أنجزه أهل غزة كان الصمود ثم الصمود ثم الصمود الانتفاضة الشعبية كانت رافدا هاما للصمود والمقاومة أحمد ياسين قدوة صنعتْ من ضعفها قوةً سلك أهل غزة مسلكَه صمودًا وعزما مع كثرة الدلالات على أن الصمود كان من جراء مدد من الله إلا أنه يُفسّر غالبا بغير ذلك (1) ماذا كان موقف أهلنا في غزة ؟: أظهرت الأحوال العامة في غزة المرابطة أثناء الأحداث ، من خلال المقابلات التلفزيونية مع أهلها ، على مختلف القنوات ومن جميع الشرائح رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً ، صوراً فريدة غير مسبوقة من الصبر والصمود في مواجهة وحشيّة العدوان . وإنها لكرامة من الله سبحانه وتعالى لهم حيث لم نر منهم ضعفاً ولا استسلاماً. ويشدّ عدد من العلماء والمشائخ من أزرهم ذاكرين بعض الصور الشاهدة لذلك الصمود فيقولون : تعاظم حالات الثبات وعدم الاستسلام وانكسار الإرادة، رغم شراسة العدوان وهمجيته ووحشيته. تجلي المواقف الإيمانية في الصبر والاحتساب، وتفويض الأمر لله والتوكل والاعتماد عليه، بل والفخر بالشهادة، والإصرار على مواصلة الثبات في وجه العدوان والمقاومة له بالوسائل الممكنة. القدرة المدهشة على الثبات والصمود في مواجهة العدوان الإجرامي الفظيع بالآلة العسكرية المدمرة المتطورة. المقاومة الشرسة للعدوان البري، والمواجهة البطولية للقوات المحتلة وإلحاق الخسائر بها قتلاً وجرحاً، وصدها وإيقاف تقدمها. ثبات مواقف فصائل المقاومة من الحقوق الشرعية الفلسطينية في تحرير القدس وتحرير الأسرى وحق العودة للاجئين، ومشروعية المقاومة الجهادية، وعدم الاعتراف بشرعية الكيان المحتل. ثم يواصل هؤلاء العلماء والمشائخ فيقولون : إن هذه المواقف ترتبط بالمواقف الإيمانية القرآنية في منطلقاتها ومفاهيمها وممارساتها، فالشهادة فوز وارتقاء للجنان{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }[آل عمران/169]، والتوكل على الله واستمداد القوة منه من قوله تعالى: { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران/126]، وموازين القوى من قوله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ } وقوله : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ } . (2) كان الإسلام المقوم المحوري للقوة وتوليد الصمود والمقاومة: إنَّ هدف كسر المقاومة ، وإخضاع الجهاد الفلسطيني وأيّ جهاد إسلامي ، بالمكر السياسي أوبالقتل والتدمير ، لم يزل الهدف الإستراتيجي الأوّل لدى إسرائيل ، وساسة الغرب الداعمين لها ، في فلسطين خاصة ، وفي العالم الإسلامي عامة. ولم يكن حصار غزّة ، إلاَّ بهدف إسقاط كلِّ من يحمل روح الجهاد ، والتمسّك بحقوق الأمّة في فلسطين . فلمَّا فشل الحصار ، بل جاء بضدّ مقصوده ، قرر هؤلاء وأولياؤهم تشغيل آلة الإبادة . لقد كان عتاد الاعتداء غير عادي ، وكانت الوحشية والغطرسة غير عادية ، ولم يكن الهجوم حربا عسكرية وإنما محرقة وعملا استئصاليا تصفويا شاملا لأهل غزة كما فصلناه في الحلقات الأولى من هذه السلسلة . ولا شك أن المقصود من هذه التصفية هي المقاومة، ولا شك أيضا أن أهم مقوم قوة وتوليد لهذه المقاومة هو الإسلام، وبذلك فهو المقصود الأول من هذه التصفية. ولأن الفلسطينيين لا يمكن أن ينفصلوا لا عن الإسلام ولا عن المقاومة فمن الطبيعي أن يصبحوا معنيين جميعا بالتصفية. “… في عام (1948) تمّ لقاء بين ضابطٍ عربيٍ وقع أسيراً في الحرب، وبين قائدٍ عسكريٍّ صهيونيّ.. في هذا اللقاء: [سأل الضابطُ العربيُّ مستفسراً، عن سبب عدم مهاجمة الجيش الصهيونيّ قريةَ (صور باهر) القريبة من القدس.. فأجابه القائد الصهيونيّ: لأنّ فيها قوّةً من المتطوّعين المسلمين المتعصّبين!.. الذين لا يقاتلون لتأسيس وطنٍ كما يفعل اليهود، بل يقاتلون ليستشهدوا في سبيل الله!.. وعندما سأله الضابط العربيّ عن الأمر الذي يجعل اليهود يخافون من هؤلاء إلى هذه الدرجة، أجاب القائد اليهوديّ: إنه الدين الإسلاميّ!.. ثم استدرك قائلاً: إنّ هؤلاء المتعصّبين، هم عقدة العقد في طريق السلام، الذي يجب أن نتعاون جميعاً لتحقيقه، وهم الخطر الكبير على كل جهدٍ يُبذَل لإقامة علاقاتٍ سليمةٍ بيننا وبينكم!.. إنّ أوضاعنا وأوضاعكم لن تستقرّ، حتى يزولَ هؤلاء، وتنقطع صرخاتهم المنادية بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله، هذا المنطق الذي يخالف منطق القرن العشرين.. قرن العلم والمعرفة وهيئة الأمم والرأي العام العالميّ وحقوق الإنسان]!.. (مجلة المسلمون، العدد الأول من المجلّد الخامس، تموز 1963 ، مع الاختصار). وفي إشارةٍ بالغة الوضوح والدلالة، يقول (إيرل بوغر)، الكاتب الصهيوني، في كتابه (العهد والسيف) الصادر في عام (1965): [إنّ المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية، هو أنّ العرب لا بدّ أن يبادروا ذات يومٍ إلى التعاون معها . ولكي يصبح هذا التعاون ممكناً، يجب القضاء على جميع العناصر التي تغذّي شعور العداء ضد (إسرائيل) في العالم العربيّ، وهي عناصر رجعيّة، تتمثّل في رجال الدين والمشايخ]!. (3) حقيقة ما أنجزه أهل غزة كان الصمود ثم الصمود ثم الصمود: كانت أحداث غزة إذن عملا تصفويا أخدوديا بقدر غير مسبوق فماذا كان تصرف حماس والمقاومة وأهل غزة أمامه؟ لاشك أنه لم يكن يكفي فيه الصمود العادي . وبتوفيق الله لم نر من أهل غزة مجرد صمود بل كان صمودا ثم صمودا ثم صمودا . وكان كل ذلك منهم بسكينة وإيمان وتصديق بالقضاء والقدر ، وبتكافل وتآزر وتعاون . لقد كان الظاهر الغالب والجو السائد هو صمود لا هرب فيه/ ولا فزع/ ولا شلل/ ولا استسلام. لقد كان صمودا غير عادي وكان عملا غير عادي ، واصلت فيه قيادة غزة أدوارها اليومية… شاركت فيه أهل غزة والمجاهدين مشاركة فعلية وميدانية، بل وكانت لهم القدوة في الصمود والمقاومة ، فأثمر كل ذلك بفضل الله تعالى ذلك التلاحم الشعبي معها ، مصرين على مناشطهم الضرورية ، وعلى صلواتهم وعباداتهم وعلى السعي في قضاء حاجاتهم من إغاثة وغيرها. وكان تعاون أهل غزة في هذا كله تعاونا غير عادي… وعلى الرغم من الدمار الكبير والخسائر الفادحة نلاحظ ارتفاع روحهم المعنوية ، فنرى أمّا فقدت أولادها الأربعة تقول سأقاتل جنود الاحتلال بجرة الماء، ولن يستطيعوا أن يضعفونا مهما قدمنا من تضحيات؟! فهل يحلم الكيان الصهيوني بالانتصار على شعب امتزجت حياته بالموت ؟!! كان هذا على المستوى الحياة الاجتماعية اليومية العامة، وأما على مستوى المقاومين فقد كان إعدادهم – في إطار إمكانياتهم المتاحة – إعدادا غير عادي وإنجازهم إنجازا غير عادي… إنّ المجاهدين في كتائب القسام وغيرها من فصائل قد ربط الله على أفئدتهـم، فاستبسلوا في المعارك ، وضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة ، والإقدام ،والفداء ، وثبتوا بفضل الله ثباتا مشهودا . (4) الانتفاضة الشعبية كانت رافدا هاما للصمود والمقاومة : هذا الإنجاز من الصمود ، من ورائه صمود ، ومن وراء هذا الصمود صمود . وكما كان يستند هذا الصمود إلى الإسلام كمقوم قوة وتوليد ، فقد تدعم بقوة بانتفاضة الجماهير في الأمة وفي العالم . يقول أحد الدعاة : أؤكّـد لكم بعد تواصل شخصيّ مع المقاومة في غزّة أنَّ ثمة أثـراً عظيماً جداً لهذه التظاهرات التي عمّت العالم الإسلامي وغيره ، على معنويات عموم الحالة المقاوِمة ، والصامدة في غزة ، بل هي من أعظم الدوافع بعد الله تعالى على الصمود ، كما أنَّه كان للاتصال الخارجي بالعائلات أثـراً عظيما ، وفعالاً أيضـا، وكذلك لمواقف العلماء والدعاة والهيئات والجمعيات . لقد تعبأت أوسع جماهير الأمة ومن خلفها أحرار العالم ، فكانت انتفاضة على طول بلاد الأمة وعرضها ، وقدر من ذلك في العالم ، ضد محرقة غزة . لقد كان مثل ذلك الانتفاض مرفوضا أو غير مرغوب فيه عموما في مستوى البلاد العربية ، ولكن افتكت الشعوب بفضل الله سبحانه حقها في هذا الانتفاض من أجل غزة ، وما كان يجوز لها أن تفرّط فيه . ولقد تبين أن هذا الانتفاض كان له شأنه وتأثيره في عملية الصمود والمقاومة . (5) أحمد ياسين قدوة صنعتْ من ضعفها قوةً سلك أهل غزة مسلكَه صمودًا وعزما : لم تكن حادثة اغتيال الشيخ أحمد ياسين قبل أعوام حدثًا عابرًا ، وقد لحق استشهاده تأييدٌ كبيرٌ لحركة “حماس”، ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب، بل على صعيد الأمتين العربية والإسلامية كلها . لقد بدأ الجميع يتساءل عن هذه الحركة الذي ينتمي إليها مثل هذا النموذج . وكان لهذا الاستشهاد عديدٌ من ردود الأفعال أجمعت على أن دماءه مثَّلت وقودًا جديدًا للمقاومة. ومن ذلك ما عبر عليه محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين، في نعي الشيخ ياسين حيث قال : إن “الأمة العربية والإسلامية فقدت ابنًا بارًّا من أعز أبنائها، وقائدًا فذًّا من خيرة قادتها، وعالمًا ربانيًّا وعاملاً مخلصًا، ومجاهدًا قلَّّ نظيره على مدار التاريخ”. “لقد كان الشيخ الشهيد نموذجًا للإيمان في استعلائه وشموخه وعزِّه، ودليلاً على قدرة الإسلام العظيم على صياغة النفوس وقوة الإرادة، ومضاء العزم واستنهاض الهمم، وتجاوز الصعاب واستشراف النصر، وتغيير الواقع وتحويل مسار التاريخ”. وقال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي في حق الشيخ ياسين: “لقد كان الشيخ أحمد ياسين رمزًا إسلاميًّا كبيرًا في حياته، وقد أصبح باستشهاده معلمًا بارزًا فريدًا في تاريخ هذه الأمة العظيمة” . “لم يخبرنا التاريخ عن قائدٍ صنع من الضعف قوةً كما فعل هذا العالم المجاهد.. هذا القائد الذي لم يؤمن يومًا بالضعف المطلق لأي كائنٍ بشريٍّ، ولا بالقوة المطلقة لكل من يتصف بأنه مخلوق”. وأشار الرنتيسي – الذي استُشهد بعد شهر من حديثه – إلى أن الشيخ استنهض الشعب الفلسطيني المستضعف ليقارع الاحتلال بالحجر والسكين، ثم بالبندقية، ثم بحمم قذائف الهاون وصواريخ “القسام”. وأضاف: “لقد صنع الشيخ من ضعف هذا الشعب قوةً لم يعد في مقدور محور الشر الصهيو- أمريكي تجاهلها، وبدأ هذا المحور الإرهابي الظالم في الشعور بالقلق الشديد على مستقبل مخطَّطاته الشيطانية”. وبيَّن الشهيد الرنتيسي أن الاحتلال الصهيوني أخطأ خطأً فادحًا عندما تجرَّأ على اغتيال الشيخ ياسين، ونوَّه أن “الاحتلال لا يتعلَّم من الماضي.. لقد قتلوا الأنبياء من قبل ولكنهم فشلوا في إطفاء النور الذي جاءوا به، فلن يَجْنِ هؤلاء القتلة من محاولة إطفاء النور المنبعث من هذا الجسد النحيل جسد الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بل إن هذا الحدث الكبير سينقل الصراع إلى مرحلة أكثر تقدمًا”. وذلك ما كان وما شهدناه وشهده العالم جميعا . (6) ومع كثرة الدلالات على أن الصمود كان من جراء مدد من الله إلا إنه يفسر بغير ذلك في الغالب: وكل هذا الذي جرى من الأمور غير العادية في أحداث لا يفسره شيء إلا أن أمرا غير عادي من رب العالمين كان مع أهل غزة ، إمدادا وتوفيقا وتسديدا… فالله هو الذي أمدهم بالصبر والثبات والصمود والسكينة والثقة فيه والإيمان به… والله هو الذي أمدهم بالرجوع والتوجه إليه بالذكر والعبادة والدعاء واستمداد القوة منه والفقر إليه ليلا ونهارا… وهو الذي أمدّهم بجنود من عنده ظاهرة وجلية كما أشاروا في حالات عديدة… وهو الذي بعث الرعب والهلع في قلوب المعتدين… لقد رأى الناس أن فئةً قليلةً متوكلةً على الله تعالى ، متسلحةً بعقيدة الإيمان ، قد ردّت على أعقابها بإذن الله تعالى فئةَ كثيرةَ عددا ومددا، فاكتمل سقوط تلك الصورة الوهمية المزعومة لها أنها لا تقهر حتى قال المتخاذلون :{لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ}، ولكن{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة البقرة: 249]. لا شك أنه لا ناصر إلا الله ، فلا يطلب النصر إلا منه ولا يرتجى إلا هو ، ولا يدعى أحد سواه، فبه يصول أهل الإيمان وبه ويجولون ، فهو مسبب الأسباب قال تعالى : {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} [سورة آل عمران: 160]، وقال : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [سورة غافر: 51]، وقال : {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم: 47] . ومع كثرة الآيات التي ترجع النصر كله إلى الله ، ومع كثرة الدلالات على أن الصمود كان من جراء مدد من الله وتوفيقه وتسديده ، إلا أن الواقع والمشاهد على الأرض يفسّر بغير ذلك في الغالب، وهذا غبن للحقيقة وطمس لها ما ينبغي أن يستمر. لقد كان صمودا مؤيّدا من الله مذكّر بمجتمع النبوة والصحابة ، وكان صمودا اتخذ مجتمع النبوة والصحابة هذا نموذجه وقدوته كما توحي به حتى تسمية “حرب الفرقان” التي سمت بها كتائب القسام حرب غزة . هكذا ينبغي الصدع بالحقيقة كاملة بثقة واعتزاز، لعل الناس أوبعضهم يدركونها في يوم ما . وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الرسالة رقم 625
على موقع تونس نيوز
بقلـم : محمـد العروسي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
التعقيب الثاني لإنارة الحق والبعد على الإثارة والتوظيف — جريدة الموقف
إن أسمى ما يتحلى به المواطن والإنسان في الكون هو العقل النير وصفاء البصيرة والصدق وحسن المعاملة والثقة والنزاهة. وإذا غابت هذه الصفات يصبح الحوار والحديث عميقا والجدل أعقم. وإن أصعب الأشياء في حياة الإنسان أن يحكم على الناس ويقيم أعمالهم أو يدخل حتى في النوايا. ولا يجوز للإنسان أن يطلق خياله الواسع لتقيم أعمال غيره بمنظار أسود وحسبما يروق له قد يكون على حسن نية في البداية ولكن إذا استمر في الأحكام والتصورات فيصبح معتمدا وصاحب خلفيات. نسأل الله أن يجنبنا مثل هذه التصرفات التي لا تليق ومضرتها كبيرة وفي الحين تنكشف الخطة خاصة إذا كان المقصود الإساءة والتوظيف والمثل يقول “خالف تعرف” هذه قاعدة أريد أن أعقب على المقال الصادر يوم الجمعة 29/05/2009 بجريدة الموقف للمرة الثانية وسأحرص على الابتعاد على الإثارة والإساءة والتي لا تخدم الإعلام الحر ولا تبرز الحقائق بوضوع وبعقل سليم ومنطق القيم والذوق السليم ولا أريد التعمق في التحاليل والدوافع التي برزت هذه الأيام بشكل واضح للعيان نعم لحرية الرأي. نعم للنقد النزيه. نعم للموضوعية وأسلوب الحوار الراقي النزيه. ونعم لحياد الإعلام ونزاهته ولكسبه للمصداقية وهذا في تصوري أسلوب الحوار ونشر المقالات والتعقيب والتعقيب وثالث التعقيب. والأمر واضح والأشياء واضحة للعيان وآلاف المواطنين يشهدون ويعلمون علم اليقين حصاد وانجازات ونشاط وبصمات سنة 1984-1985 انطلاقا من يوم 27/09/1984 بعد تنصيبي بـ 3 أيام على رأس معتمدية فوسانة في 24/09/1984 ماذا حصل يا ترى 45 تلميذا في الشارع بدون مبيت في معهد فوسانة عام 1984 وبعد هذا العام جاءت الإنجازات وإضافة مبيت و 3 قاعات والسيد حمادي بوسلامة مدير المعهد جزاه الله كل خير آنذاك في حيرة على مصير أبناء فوسانة وقد اتصل بي يوم 26/09/1984 وأعلمني بالموضوع فقمت يوم 27/09/1984 بعقد جلسة عمل بالإطارات الإدارية والسياسية وطرحت الإشكالية وأثناء الحوار أتضح لدينا أن هناك بناية مهجورة قرب المعتمدية تتسع للعدد التلاميذ فتضافرت الجهود في أقل من أسبوع وتم إصلاحها وتوفير الماء والكهرباء والأسرة والغطاء بفضل التبرعات من التضامن الاجتماعي وأهل البر والإحسان وفي يوم 13/09/1984 تم فتح المبيت ووفرنا الحارس وانتهت الأزمة والحيرة بحرص وعناية من السلطة المحلية والإطارات السياسية وفرح 45 تلميذا وأوليائهم. وفي 17/11/1984 زار المعتمدية الأستاذ مصطفى المنيف رئيس ديوان الوزير الأول للإشراف على مؤتمر شعبتي فوشانة الجنوبية والشمالية وكان يوما خالدا من أيام فوسانة وبعد الزيارة أتضح لدينا أن فضاء المعتمدية القاعة الكبرى للاجتماعات الوحيدة بالجهة لا تكفي للنشاط المحلي لمعتمدية تعد 45000 ألف نسمة وبها 32 شعبة دستورية ومنظمات قومية ومكاتب للشباب والشبيبة المدرسية والكشافة وفرع المحافظة على القرآن الكريم وعدة جمعيات فتم عقد جلسة عمل يوم 20/11/1984 وطرحنا الإشكالية بوضوح واقترحنا الشروع في بناء دار كبرى تجمع كل الشعب والمنظمات ومكاتب الشباب بالروح التطوعية مثلما حصل في بناء المعهد الثانوي والمدارس منذ عهد الاستقلال سنة 1956 وتحمست الإطارات للفكرة وتوسع الحوار وخرجنا بفكرة واضحة وعزيمة قوية وقرار حاسم لبناء دار الحزب بفوسانة حزب التحرير والإنجاز وبناء الدولة وفعلا اقترحت بذل الجهود بروح تطوعية خاصة اليد العاملة وتم في جلسة العمل إبراز فكرة العمل التطوعي على أساس كل شعبة دستورية تتطوع بعشرة عمال و3 في اختصاص البناء لمدة يومين وفعلا كان التزاما أخلاقيا وبهذه الطريقة وقع بناء دار الحزب وقد أشرف على وضع حجر الأساس السيد الهادي القبريوي المدير العام لإدارة الشؤون السياسية بالوزارة الأولى بمناسبة إشرافه على ذكرى يوم 12 مارس 1950 تاريخ زيارة الزعيم الحبيب بورقيبة إلى ربوع فوسانة وكان يوما خالدا حضر الحفل حوالي 1800 مناضل وهذا اليوم لن يمحى من ذاكرتي وذاكرة أهالي فوسانة الأشاوس وقد تم بناء دار الحزب بهذا الأسلوب الممتاز والروح النضالية التي يتصف بها أهالي فوسانة عرش المجد والشهامة والكرم لا يعرفون الإكراه والضغط لأنهم أحرار هم أهالي ما جرر الفراشيش أهل الكرم والشهامة والحمد لله كان مهرجانا شعبيا والفرحة عارمة عند انجاز دار الحزب مثل كل عمل تطوعي قام به رجال الحزب منذ عام 1956 وهذا من شيم أبناء الحزب وصفاتهم التضحية والتطوع ولا غرابة في ذلك من أبناء النضال الوطني والروح الوطنية وقد عملنا طيلة 373 يوما بنفس الروح النضالية ونعمل 19 ساعة في اليوم من السادسة صباحا إلى الواحدة ليلا والمعتمدية مفتوحة طيلة الأسبوع حتى يوم الأحد يوم العطلة واليقظة التي تحدث عليها صاحب التعقيب الثاني في إطار توزيع الأدوار… كانت من أجل حماية الوطن واقتصاد البلاد. ولن نعرف الراحة التي كانت قبل عام 1984 وإن حبنا لأهالي الجهة لا يضاهيها حب حتى أيام الأعياد نترك أهلي وأسرتي من أجل أبنائي بفوسانة وزيارتهم وكل ما ورد من كلام حول بعض النقاط هو من محض الاجتهاد. فالجميع عندنا أبناء وكما قلقت في الرد الأول عملت لا فقط كمعتمد إداري وسياسي بل عملت كأب للجميع. وأن حفر وبناء 400 بئر ليس بالأمر الهين لتطوير الفلاحة. وغرس 10 آلاف شجرة تفاح ليس بالسهل عام 1984 وإبدال عمل الحظيرة بأيام عمل في مجال الفلاحة ليس أهرا سهلا وهينا وعقد 48 جلسة عمل ليس بالأمر الهين وعقد 128 اجتماع بمعدل 4 اجتماعات في كل شعبة ليس هينا وزيارة مناطق الحدود ليلا نهارا 84 مناسبة ليس سهلا والحوار مع كل الشرائح ورجال الدين والعلم ليس في متناول كل إنسان والخطب الحماسية لها مفعولها حتى في الساحات والمهرجانات وزيارة المسؤولين لها مردودها واحترامنا للإطارات له انعكاساته على دعم العلاقة وحضور 275 مناضلا عند تنصيبي بالكاف معتمدا للشؤون الاجتماعية من طرف السيد والي الكاف له صداه والمشاريع في عين جنان والصحراوي لها لذتها في الحدود. ومدرسة خمودة ومدرسة أم فدغة لهما تاريخ ومن كان السبب يا ترى… هذه نقطة من بحر لمن يريد الحقيقة وشهادة أبناء الجعة أعمق وأبلغ والمناضل الشيخ محمد العابد رحمة سيشهد يوم القيامة والإخوان كمال الحمزاوي ومحمد الماجري وعبد القادر البركاوي والطاهر شيخ العمد هم أسود التاريخ ومقالات ابن الجهة الهادي الفرحي في الصحافة خير برهان وأبلغ حجة لكل من يريد إنارة الحق. وما كتبه في الصباح عام 1985 يكفي ويغني على كل تعليق. وفي عام 2007 كتب الأخ الفرحي مقالا بجريدة الموقف وهو مازال حيا يرزق ومستعد للتعقيب والرد. وذكر فيه خصال وبصمات معتمد فوسانة الأسبق ابن النظام والحزب وهذه الشهادة موجودة في جريدة الموقف فضلا على مقاله الطويل بجريدة الصباح المشهور معتمد يعمل 19 ساعة في اليوم والمعتمدية مفتوحة وهذه شهادات بعض الإطارات أوردها للتاريخ. ومن باب الوفاء لكل من قال جملة لدعم النظام ومصداقية المسؤول لمزيد حفز الهمم وذكر الحقائق وان الشهادات تكفي عن كل تعليق. وتعطي فكرة على أدق مرحلة عشتها في فوسانة عام 1984 وكانت المعتمدية الأولى التي باشرت فيها خطة معتمد وكان التوفيق من الله والقوة والعزيمة منه. وقد قال إمام بجامع فوسانة الشيخ البركاوي كلمة عندما وقعت نقلتي إلى الكاف قال كم بقيت في فوسانة قلت له سنة كاملة قال كأنها يوم واحد أو منامة مرت بسرعة والإنجازات بقت لفوسانة. شهادة الأخ مصطفى المنيف الذي أدلى بها يوم 17 جوان 1985 عند تدشين جامع فوسانة قال في نشوة مبتسما كم عندك في فوسانة قلت له تسعة أشهر اليوم قال أمام الجماهير هذه انجازات ونشاط ثلاثة أعوام، أما سفير الولايات المتحدة الذي زار مشروع فلاحي بالمزيرعة في أكتوبر 1984 قال له السيد الوالي ملتفتا لي هذا معتمد فوسانة أجابه السفير بالعربية أعرف نشاط وحركية ووفاء هذا المناضل الوطني ولا يحتاج إلى تقديم. أما شهادة السيد الوالي التي قالها عند مغادرتي المنطقة “يمتاز المعتمد بالتواضع والنشاط الحديث والعمل الدؤوب والوفاء لثوابت الحزب” لخصها في ثلاث خصال : التواضع النشاط والوفاء. أما شهادة الأخ المناضل محمد العابد رحمه الله فقد أتت على كل الصفات الحميدة منها التواضع وقوة العزيمة والشجاعة والصراحة وطول النفس. أما شهادة المناضل الجمعي السالمي ابن فوسانة فقد قال فوسانة أنعم الله عليها بمعتمدين إثنين، الأول المرحوم عبد العزيز بوعلاق والثاني محمد العروسي الهاني. أما الأخ كمال الحمزاوي فقد قال لأبناء بلدته اغتنموا فرصتكم مع هذا المناضل الوطني. وأخيرا أريد إبراز ما حصل في أول زيارة ميدانية لشعبة أولاد غانم أكتوبر 1984 فقد كانت فرحة عارمة واستقبال شعبي لا مثيل له لماذا لأنهم متعطشون لمثل هذه الزيارات واستغرقت الزيارة سبع ساعات. وفي أفريل 1985 زار أولاد غانم السيد أحمد العربي مبعوث الحزب صحبة الإطارات وقد قال أبناء أولاد غانم بصوت واحد “تحيا تونس ويحى الزعيم بورقيبة” وقد شاهدنا العناية في عهد المعتمد الجديد وقال أحدهم “اليوم اعتبره استقلال تونس”، أما نقلة مدير مدرسة أولاد غانم فأهالي الجهة وشعبتها أدرى بموضوع النقلة، أما تحية صور الرئيس صورة الرئيس بورقيبة في أعلى القوس فالأمر مبالغ فيه وليس كما جاء في التعقيب لأن القوس يمر منه حوالي ألف سيارة يوميا لكن هناك واقعة حصلت من طرف أستاذ واحد بأسلوب غير حضاري وعندما بلغ لعلمنا هذه الواقعة فقلت له لو يعرف هذا الشخص تضحيات الزعيم ونضالاته لوقف محيا صورته الخالدة، وبدون تعليق فلنتقي الله في عباده. أما علاقتنا برجال التعليم فحدث ولا حرج فهي علاقة أخوة ومحبة وإجلال وما قمت به لفائدة التعليم وأهله يدركه أهالي الجهة ويعلمه الله. قال الله تعالى: ” فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض “ {صدق الله العظيم}.
محمـد العـروسـي الهانـي مناضل معتمد متقاعد، الهاتف: 22.022.354
الكحلاوي: التغيير بالمنطقة مرتبط بتقلص النفوذ الأمريكي
حوار – هادي يحمد طارق الكحلاوي اعتبر طارق الكحلاوي، الخبير الإستراتيجي وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة “روتجرز” الأمريكية، أن السياسة الأمريكية لن تشهد أي تغيير حقيقي تجاه العالم الإسلامي، لأن ذلك “غير ممكن لأسباب أهمها أن أي تحول حقيقي في السياسة الأمريكية سيحتاج إلى تغير في الموازين الإستراتيجية في المنطقة”، مضيفا أن هذا التحول “من الممكن أن يحدث فقط عندما يتقلص النفوذ الأمريكي في المنطقة بتأثير عوامل سياسية واقتصادية وحتى حينها لن يحدث بشكل استعراضي وواضح”. وشدد الكحلاوي، في حوار خاص مع شبكة إسلام أون لاين نت، على أن “أصول أوباما الإسلامية العائلية تشكل جزءا صغيرا من تصوره لذاته ودوره الشخصي إذ أن حياته اللاحقة لطفولته خاصة تجارب عمله الحركية والتنظيمية في جامعة هارفارد وشيكاغو هي التي شكلت شخصيته الراهنة وصنعت أوباما الذي نعرفه اليوم”. واعتبر أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة “روتجرز”، أن هناك دلائل كبيرة على أن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما للعالم الإسلامي، والذي سيلقيه من القاهرة، سيحمل في طياته رسالة مفادها أن الإسلام “يمكنه أن يتصالح مع الحداثة”. وقال الكحلاوي: “الرسالة ستكون بمثابة قطيعة خطابية مع منهج سلفه جورج بوش في تعامله مع العالم الإسلامي”. وفيما يلي نص الحوار * من المعلوم أن الإدارة الأمريكية الجديدة قررت توجيه رسالة إلى العالم الإسلامي يلقيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما هي توقعاتكم لفحوى هذه الرسالة على ضوء تركيبة الإدارة الأمريكية من جهة والوعود الانتخابية التي قطعها الرئيس قبيل وصوله إلى البيت الأبيض؟ تسرب ما يكفي من المعطيات الآن لتوقع الخطوط العامة لما سيكون عليه فحوى الخطاب/الرسالة الذي سيلقيه أوباما، وحسب العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، فإن الجملة التي سيعيد أوباما التركيز عليها، والتي بدأ باستعمالها بشكل مسترسل منذ اعتلائه سدة الرئاسة في 21 يناير، هي “الاحترام المتبادل مع العالم الإسلامي”. وهي الجملة التي تم النظر إليها في البداية على أنها مغازلة للموقف الإيراني بسبب تركيز الخطاب الإيراني الرسمي عليها عند تعرضه للعلاقات المطلوبة مع الإدارة الأمريكية. لكن يبدو أن هناك في الإدارة من يشعر أن هذه الجملة تجلب اهتمام المستمعين المسلمين بشكل عام (وليس طهران فحسب) ومن ثم يمكن التركيز عليها بشكل خاص. وهناك جمل أخرى سيركز عليها أوباما، مثلما جاء في خطابه السابق في أنقرة، من قبيل أن “الولايات المتحدة ليست ولن تكون في حرب مع الإسلام”، وهي جملة مركزية في الخطاب السياسي لأوباما بشكل عام خاصة في ظل حرصه على عدم استعمال شعارات تعميمية مثل “الحرب على الإرهاب” أو “الفاشية الإسلامية”، وهي مصطلحات تم ترديدها بكثرة من قبل الإدارة السابقة أو الأوساط المحيطة بها. وبالإضافة إلى هذه القطيعة الخطابية، التي سجلها أوباما منذ اعتلاء الرئاسة، سيضيف أوباما محاور أخرى ربما تبدو أكثر “عمقا”، فقد أسر أوباما لأصدقائه المقربين، طبقا لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، بأن الهدف من الرسالة هو تبليغ إيمانه بضرورة وإمكانية “تصالح الإسلام مع الحداثة”. ويمكن أن يركز في هذا السياق على إنجازات “العصر الذهبي” للإسلام خاصة في ميادين الرياضيات والعلوم وحتى الدبلوماسية. حيث سيشير إلى دور المسلمين في “إنقاذ المدونة الإغريقية والرومانية من النسيان” وبالتالي “إنقاذ الإرث الغربي ذاته”. في المقابل سيعيد التركيز على أثر قصة سيرته الشخصية، التي بدأ التركيز عليها بمجرد تسلمه مقاليد الرئاسة، وترابطها مع أصوله العائلية الإسلامية عبر والده المباشر الكيني أو والده بالتبني الإندونيسي. وفي سياق فهم معمق للتاريخ الإسلامي، خاصة إسهامه في بناء الحداثة في إطارها الغربي وتاريخه الشخصي، يرى أوباما عن قناعة أو لأسباب خطابية وسياسية، أنه يتموضع في الموقع الأمثل للعب دور “تجسير الهوة” بين “الغرب والإسلام”. وحسب بعض التقارير الأخرى سيكون الخطاب “إيجابيا” بمعنى أنه سيتجنب التركيز مثلا على تقسيم المنطقة إلى “معتدلين” و”متطرفين”، ولا يعني أنه لن يشير إليه، مثلما كان يفعل سلفه بشكل أكثر استرسالا و تكرارا. وكان خطاب أوباما الخاص بالعلاقة مع الإسلام والمسلمين شديد الحساسية قبل وصوله للرئاسة. فليس سرا أن أوباما كان شديد الحذر لـ”عدم ملامسة” المسلمين خلال الحملة الانتخابية، برغم ميل المسلمين بشكل واضح لأوباما آنذاك، إذ كان من الواضح للجميع، بما في ذلك أوباما والمسلمين، أن الشكوك التي راجت حول أصل ديانته كانت دائما في خلفية الحملة الانتخابية ضد هيلاري ثم ضد ماكين برغم رفض الأخيرين الإشارة المباشرة إليها. وبالتالي كان الجميع يعلم أن موضوع أصول عائلته الإسلامية (عبر والده الكيني المباشر أو والده الإندونيسي بالتبني) يمكن أن يساهم في مزيد من حشد القطاعات الاجتماعية التي تعتبر “الإسلام خطرا”، ومن ثمة كان هناك ميل لأسباب سياسية للقبول بتجاهل أوباما للتعاطف الإسلامي معه. طبعا كان لأوباما منذ مسيرته السياسية في شيكاغو علاقات قوية بالجاليات العربية والإسلامية هناك، ليس لأنها كانت حتى وقت قريب شديدة البروز في الأوساط السياسية بل لأن أوباما كان يميل لصناعة علاقات مع أمريكيين من أصول أخرى خاصة الإفريقية والآسيوية. كما أن النسبة الكبيرة من الأفارقة الأمريكيين المسلمين المقيمين في شيكاغو حتمت عليه أن يرتبط بعلاقات قوية بها لأسباب انتخابية بالإضافة إلى العوامل الأخرى. هذا إلى جانب التجربة الغامضة التي خاضها في صغره مع أوساط عائلية مسلمة، والتي لم تكن دائما وردية حسب مذكراته لكنه لم يكن يدخر جهدا للإشارة إليها باعتبارها “تجربة ثرية في التنوع” جعلته دائما محل تساؤل طوال طفولته وشبابه حول “هويته”. وأعتقد بشكل عام أنه يشعر فعلا أنه متميز من حيث تشكل شخصيته الذاتية والثقافية خاصة في علاقته بالإسلام ليس فقط عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، بل أيضا عن المؤسسات في واشنطن، وبهذا المعنى حتى إذا لم يحاول مستشاروه التركيز على “قدرة أوباما على تجسير الهوة”، فإنه شخصيا سيشعر بضرورة التأكيد عليها. وهنا لن يكون هناك جدوى في تقييم هذه الرؤية الخطابية بطريقة “إما أبيض وإما أسود” أي ما إذا كانت تستجيب لدواعى سياسية أو لإيمان حقيقي من قبله بأنه يمتلك خصائص استثنائية على مستوى التاريخ الرسمي الأمريكي. إذ على الأرجح أن هذين العاملين والشعورين حاضران لديه بقوة وبشكل متشابك. وهذا ما يمكن أن يؤكد التوقعات العامة بأن خطابه سيكون “إيجابيا”، أي أنه سيستخدم كلاما ليس لشخص قادم من بعيد، وسيلقي بعض المجاملات العامة بل كلاما لشخص يعتبر أن له ما يكفي من التشكل الذاتي والثقافي بأن يتوجه بنوع من “الحميمية” نحو الإسلام ثقافةً وأشخاصاً. * لماذا برأيكم وقع اختيار مصر بالذات لتوجيه هذه الرسالة وخاصة أن أولى التوقعات كانت تتجه إلى تركيا لتكون محط هذه الرسالة؟ في الحقيقة حتى نكون واقعيين، فإن أوباما بدأ بالتوجه إلى المستمع والمتفرج المسلم بشكل مبكر منذ اعتلاءه مهام منصبه في يناير الماضي، وذلك عبر حوار تليفزيوني ركز فيه لأول مرة على أصوله العائلية الإسلامية وهو ما كان مادة لتعليق الإعلام الأمريكي (سلبا وإيجابا) لبعض الوقت آنذاك، ثم قام بزيارة تركيا التي كانت حلقة من حلقات حملة العلاقات العامة هذه والتي يقوم بها شخصيا وليس من قبل موظف بيروقراطي في وزارة الخارجية مثلما حصل في السنوات الماضية. ومن ثم فإن أسبقية المحطة التركية بوصفها أول زيارة له لبلد ذي أغلبية مسلمة بل وتقوده حكومة ذات ميول إسلامية مسألة لا يمكن تجاهلها، وخطابه في البرلمان التركي في أنقرة يمكن أن نطلق عليه أيضا “رسالة إلى العالم الإسلامي”. “الرسالة” إذا هي مجموعة من الرسالات بدأت منذ لحظة تسلمه مقاليد السلطة وتواصلت عبر خطب، وعبر إشارات رمزية أيضا. تركيا مثلا بوصفها أول محطات رسالة في ذاتها تؤكد ما تسرب حول اعتقاده بضرورة “مصالحة الإسلام مع الحداثة”. إذ تمثل نموذجا لنوع من التوافق الذي استغرق تشكله أكثر من قرن بشكل يجعل أحزاب ذات خلفية إسلامية على رأس بلد يعلن على الأقل رسميا أنه علماني. والمحطة المصرية هي بكل تأكيد حلقة أساسية في سلسلة الرسائل هذه؛ فإذا كانت تركيا محطة مناسبة للتوجه للمسلمين بشكل عام، خاصة من الناحية الرمزية بوصفها آخر مواقع “الخلافة الإسلامية”، تم اختيار مصر بوصفها محطة لمخاطبة قسم رئيسي في هذا “العالم الإسلامي” أي قسمه العربي بما في ذلك غالبيته السنية؛ إذ تبرز مصر في هذا المنظور الأمريكي في مركز حلقة إقليمية وإستراتيجية ذات بعد عربي-سني دون التغافل عن خلفيتها الجامعة أيضا بوصفها المقر السابق لأهم الإمبراطوريات الشيعية أي الدولة الفاطمية. مصر بخلفيتها التاريخية والإستراتيجية الراهنة تبدو محطة طبيعية غير متعارضة بل متكاملة مع المحطة التركية في حملة العلاقات العامة لإدارة أوباما تجاه “العالم الإسلامي”. * هل يعني اختيار مصر لتوجيه هذه الرسالة إعادة اعتبار للدور المصري في المنطقة العربية والإسلامية وخاصة تجاه الدور المتعاظم لإيران في العالم الإسلامي؟ علينا أن نفترض هنا أن الدور المصري، ضمن المنظور الأمريكي بوصفه مركز تحشيد مقابل الدور الإيراني في المنطقة، تم تهميشه مع الإدارة السابقة. لكن في الحقيقة كانت الإستراتيجية الأمريكية خاصة منذ تقلد كونداليزا رايس منصب وزارة الخارجية وستيفين هادلي موقع مستشار الأمن القومي، وصعود ما سمي آنذاك بـ”التيار المحافظ الواقعي الجديد” (على حد تعبير تشارلز كرواثمر)، على خلفية المأزق العسكري والسياسي الأمريكي في العراق، تم إطلاق “صراع المعتدلين ضد المتطرفين” في سياق محاصرة الدور الإيراني المتعاظم في المنطقة والذي بدا واضحا في الخطاب الأمريكي منذ سنة 2004، أنه المستفيد الرئيسي من احتلال العراق. وعلى العكس يمكن النظر للإشارات الرمزية لأوباما باعتبارها تهميشا أو بشكل أدق تقليصا للدور المصري عما سبق من خلال اختيار المحطة التركية كأول زيارة لأوباما لبلد ذي أغلبية مسلمة، وكذلك من خلال تقليصه الكبير مقارنة بسلفه للخطاب الاستقطابي في المنطقة بين “المعتدلين و المتطرفين” على خلفية عملية جس النبض القائمة على قدم وساق الآن بين واشنطن وطهران. وهنا لا يجب تغييب الدور التركي عن هذه المعادلة خاصة من حيث ترتيب الإدارة الأمريكية لسلم هذه الأدوار. والدور المصري ربما يجب النظر إليه، وفق نظرة مثالية أمريكية، على أنه دور عربي مساند لدور تركي (الحليف في الناتو) أكثر فاعلية في إحداث توازن مع الدور الإيراني في المنطقة ككل. ولهذا لن يكون من المستغرب إذا دفعت إدارة أوباما أكثر نحو تقارب تركي مصري وأيضا سعودي في المنطقة. والتذكير بهذا الدور السعودي تم بشكل متأخر عبر ترتيب زيارة إلى الرياض قبل القاهرة لكنه مثير للانتباه في جميع الأحوال. من جهة أخرى تدل معظم المؤشرات أن أوباما لن يقوم بفتح أي ملفات تتعلق بالداخل المصري وبموضوع الإصلاح السياسي العربي بشكل عام مثلما قام سلفه ووزيرة الخارجية رايس قبل سنوات. وهذا يزيح عبئا سياسيا أمريكيا (خطابيا تحريضيا) عن الدور المصري. * يرى كثير من المراقبين أننا بإزاء تحول حقيقي للسياسة الأمريكية في علاقتها بالعالم الإسلامي، وأن جذور أوباما، وكذا دراسته في مدرسة مسلمة في إندونيسيا لعبت دور في هذا التوجه الجديد.. ما رأيكم؟ طبعا ذلك غير ممكن لأسباب أهمها أن أي “تحول حقيقي” في السياسة الأمريكية سيحتاج إلى تغير في الموازين الإستراتيجية في المنطقة. ويمكن لهذا التحول أن يحدث فقط عندما يتقلص النفوذ الأمريكي في المنطقة بتأثير عوامل سياسية واقتصادية وحتى حينها لن يحدث بشكل استعراضي وواضح. كما أن أصول أوباما الإسلامية العائلية تشكل جزءا صغيرا من تصوره لذاته ودوره الشخصي إذ أن حياته اللاحقة لطفولته خاصة تجارب عمله الحركية والتنظيمية في جامعة هارفارد وشيكاغو هي التي شكلت شخصيته الراهنة وصنعت أوباما الذي نعرفه اليوم. يبقى أنه يرى فعلا في تنوع أصوله الثقافية معناً إيجابياً وإضافة تميزه، وهذا يمكن أن يعطيه نوعا من الثقة في اقتحام بعض المحرمات المسكوت عنها مثل الإشارة إلى “معاناة المسلمين” كجزء من تعقد الوضع الراهن، ومن ثم الاندفاع نحو قوى أساسية في المنطقة ربما لم تعمل الإدارة الأمريكية سابقا على الاقتراب منها بشكل علني وسلمي. ودعني أتوقف هنا عند موضوع متعلق بسؤالكم برغم عموميته، وهو موضوع سيكون محل جدال أمريكي لفترة طويلة قادمة، وهو مدى تأثير الصفات الشخصية لأوباما على مسيرته السياسية وعلى مسيرة الوضع السياسي العام في الولايات المتحدة. وهنا لا أعتقد أنه من الممكن أن نميل إلى رؤى حدية تنفي جملة وتفصيلا دور هذه الصفات الشخصية بدعوى “المؤسسية” أو في المقابل تعتقد أن تميزه الشخصي يجعله قادرا على صبغ مؤسسة سياسية عريقة ومعقدة مثلما هي المؤسسة الجمهورية الأمريكية. أعتقد أن أوباما سيذيب نفسه في هذه المؤسسة لكن العناصر المميزة لشخصيته ستضيف إليها وتغيرها بشكل من الأشكال. وعموما لن يكون الوضع السياسي الأمريكي ودور البيت الأبيض والمؤسسة الفيدرالية، هو نفس الدور الذي شهدته عقب انتخاب روزفلت وكينيدي. * هل هناك تخوفات وتوجسات لدى دوائر صنع القرار والتفكير المرتبطة باللوبي اليهودي من هذا التوجه الجديد لأوباما؟ مما لا شك فيه أن أي كلام إيجابي عن المسلمين والعالم الإسلامي من قبل رئيس أمريكي خاصة عندما يكون بهذه الكثافة الرمزية وهذا التركيز، يشكل مصدر عدم ارتياح لـ”لوبي إسرائيلي” يغلب عليه الطابع “الليكودي”. إذ من حيث المفردات والخطاب هناك هوة بين خطاب أوباما والخطاب السائد لهذا اللوبي الذي شجع بعض أقطابه في السنوات السابقة على استعمال مصطلحات من نوع “الفاشية الإسلامية”. كما أن المسرح العام لحملة العلاقات العامة هذه يطرح ثنائية “غربية – إسلامية” وبشكل خاص يمنح المنطقة العربية الإسلامية صفة ثقافية خاصة، بشكل يظهر إسرائيل غريبة من الناحية الجيوسياسية. ولا يجب الاستغراب في هذا السياق من أن العديد من التعليقات التي تعرضت لزيارة القاهرة وخطاب أوباما المرتقب ركزت بشكل خاص على تصاعد الخلاف بين أوباما وحكومة نتنياهو خاصة فيما يتعلق بموضوع المستوطنات. كما أن هناك معطى آخر هام في هذه المعادلة أشرت إليه في مقال أخير في صحيفة العرب القطرية تحت عنوان (الإدارة واللوبي.. حلقة في سلسلة طويلة، 3 مايو)، وهي المؤشرات الدالة على رغبة أوباما في تشجيع “لوبي إسرائيلي” مختلف في واشنطن عن منظمة “إيباك” وهو ما يبدو واضحا في التناسق بين خطابه وخطاب مجموعة جديدة مثل “جي – ستريت” تقدم نفسها بديلا عن “إيباك”. ورغم ذلك فإن أوباما الذي تمرس بما فيه الكفاية على المشي في الرمال المتحركة لواشنطن سيعمل على عدم إثارة شكوك “إيباك” أو غيرها من خلال تكثيف العبارات المطمئنة المعتادة حول “الشراكة الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية”. ولو أن الخلاف هذه المرة خاصة أمام إصرار نتنياهو على رفض حتى التنازلات الكلامية والشكلية أمام الإدارة الحالية، سيجعل من الصعب استمرار حكومة الأخير في السلطة. وليس من المستبعد وفقا لبعض التعليقات الأمريكية هذا الأسبوع أن تركيز أوباما على محور المستوطنات خلال الأسابيع الأخيرة كان في سياق بناء مناخ إيجابي لدى المتلقي المسلم قبل خطاب القاهرة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 2 جوان 2009)
“السياسية” تفتح ملف الظاهرة السلفية في تونس (الحلقة 3)
كيف انتشرت، من يقف وراءها، ما هي مُسبّباتها ؟ (سلسلة من الأحاديث والتحاليل والمقاربات) الإعلامي والمحلّل السياسي صلاح الدين الجورشي:
** تداعيات 11 سبتمبر والخطاب الإعلامي الديني المكثف وأزمة القيم ساهمت جميعا في تشكل التيار السلفي ** الخطاب(السلفي) يحتاج إلى نقد من داخله ولا يحتوي بالضرورة على ثوابت من الدين لا يمكن مراجعتها ** نحتاج إلى يقظة أمنية وإلى بيداغوجيا لإدارة الحوار مع هؤلاء دون الاعتداء على حقوقهم الأساسية التي ضمنها الدستور التونسي والمواثيق الدولية ** نحن في حاجة لنظرة شاملة إلى المرتكزات الثقافية لهذا التيار بكامله دون وضع الجميع في سلة واحدة ودون الأداة الأمنية لوحدها في هذه الحلقة من سلسلة الحوارات التي تجريها “السياسية” حول انتشار الفكر السلفي عند فئة من الشباب التونسي وتداعيته الدراماتيكية على المجتمع والبلاد بشكل عام، التقت بالصحافي والخبير في الجماعات السلفية السيد صلاح الدين الجرشي لمعرفة آرائه في الجدل القائم حول موضوع السلفية بشتى تشكيلاتها وتصنيفاتها والعوامل الكامنة وراءها خاصة وان ظهورها في تونس جاء متأخرا بعض الشيء عن الحركات السلفية الأخرى في الدول العربية وباقي بلدان العالم وإن كانت “قد تتقاطع مع بعض أصول الحركات الإسلامية في تونس التي برزت للوجود في مطلع السبعينات” حسب ما جاء في كلام محدثنا. ولمزيد إثراء الجدل القائم حول هذه الظاهرة شبه الدخيلة على المجتمع التونسي نورد لكم فيما يلي تحليلات الأستاذ الجورشي لهذا الموضوع بكل أمانة عسى أن تتحدد إستراتيجية وطنية شاملة تنبني على مختلف المقاربات الفكرية والسياسية وتشرك جميع المختصين والفاعلين في هذه البلاد لمعالجة سلبيات هذه التيارات التكفيرية وإيجاد الحلول العلمية القمينة بالحد من انتشارها وإدماج المنخرطين فيها في الحركية الاجتماعية والثقافية والسياسية للبلاد.
** في البداية لو تقدم لنا تعريفا دقيقا لمفهوم السلفية؟ السلفية هو مصطلح حديث تمت صياغته في السنوات القليلة الماضية للتعبير عن الجماعات التي تجعل من السلفية مبدأ أو أرضية لها تتقيد بتوجهاتها ومرجعياتها وشخوصها ولكنها تربط ذلك بضرورة العمل المسلح ضد من تعتبرهم أعداء الإسلام والأمة. وذلك لتمييزه عن تيار آخر سلفي لكنه يعتبر أن المنطلق يجب أن يكون سلميا في الدعوة وبالتالي يتقيدون بالمراجع التي تؤكد من وجهة نظرهم على عدم الخروج على الحكام وإنما تجب نصيحتهم وهذا ما يطلق عليه السلفية العلمية في حين أن التيار الأول يعتبر أن النصيحة لا تكفي وأن هؤلاء الحكام الذين يفترض نصيحتهم قد خرجوا على الدين بإصرارهم على عدم تحكيمه في شؤون الناس والأمة، وأن ظهورهم و تعاونهم مع الأعداء يشكلان شرطان كافيان لمقاومتهم مقاومة مسلحة وهكذا أصبح الأمر يقتضي التمييز بين تيارين أولا السلفية العلمية وهي تيار سلمي مهادن للأنظمة ومتعاون معها من أجل حماية التوجهات الدينية وبين تيار آخر يقدم المسألة السياسية على المسألة العلمية ويدعو للخروج على الحكام مهما كانت المواصفات الدينية المتوفرة في أنظمة الحكم القائمة.
** أستاذ لو توضح لنا أسباب تأثر فئة من الشباب التونسي بالجماعات السلفية ؟ أول ما يلاحظ أن السلفية كما تفهم اليوم وحتى الخصائص العقائدية والإيديولوجية التي تبلورت في السنوات الأخيرة بالخصوص تشكل ظاهرة وافدة وجديدة على المجتمع التونسي وبالتالي فنحن في تونس نتحدث عن نشؤ تيار لا جذور تاريخية ودينية له في المجتمع التونسي وإن كانت هذه الخلفية الإيديولوجية والدينية قد تتقاطع مع بعض أصول الحركات الإسلامية في تونس التي برزت للوجود في مطلع السبعينات بمعنى أن هنالك جذر مشترك بين الحركات السلفية والحركات الإسلامية على نمط الإخوان المسلمين لكن مع هذا التقاطع الملحوظ في نشؤ الأصول العقائدية والفكرية أحيانا هنالك تمايزات هامة تفصل التيارين. ما أريد التأكيد عليه أن هذا النمط من التفكير ورد لتونس وبدأ يؤثر في بعض شبابنا مع نهاية القرن الماضي وبالخصوص بداية الألفية الثالثة ويعود ذلك لأسباب متعددة. التداعيات التي ترتبت عن أحداث 11 سبتمبر والتي أدت إلى نتيجتين: الأولى ظهور ولادة السلفية الجهادية على نطاق عالمي بعد أن كانت محصورة داخل بعض الأقطار العربية وخاصة مصر وأفغانستان، النتيجة الثانية وتتمثل في رد الفعل الأمريكي والغربي حيث كثر الخلط بين الإسلام والعنف وحيث توالت الانتقادات والهجمات المكثفة من قبل الأوساط الغربية اليمينية وحتى اليسارية ضد الإسلام والمسلمين وهو ما جعل جزءا من الشباب التونسي يتأثر بهذه الأجواء العالمية التي خلقتها تلك الأحداث الكبرى وازداد التأثير قوة عندما تم احتلال العراق بشكل غير مبرر والمصحوب بعنف شديد مما زاد في حالة التعاطف مع تنظيم القاعدة وأطروحاته كما زاد في تعميق الخطاب الهوياتي أي الذي يرتكز على الهوية ليس بمفهومها الثقافي وإنما الديني العقائدي كما يمكن أن نضيف عامل آخر مهم لنفسر ظهوره في تونس هو الأزمة الأخلاقية التي لها مظاهر عديدة وتعيشها أوساط مختلفة بدأ بالمجال الفردي إلى الفضاء الأسري والاجتماعي ..إن كان البعض يفسر ذلك بالتغيير الذي يطرأ على العقليات بحكم التحول الذي يطرأ على المجتمع التونسي بسبب العولمة إلا أن التفكك الأسري والجريمة وتراجع القيم المدنية وانتشار قيم الربح العاجل على حساب الصدق والمروءة …كل ذلك يفرز في الكثير من المجتمعات حالة من البحث عن الذات وعودة إلى نمط من التدين الذي يعتبره أصحابه تدينا صافيا يستند إلى أصول النماذج التاريخية كما عاشها الجيل الأول من المسلمين. العامل الثالث هو الفضائيات العربية التي تحول بعضها إلى وسيلة إعلامية فعالة لنشر نوع من الثقافة الدينية التي تدعو إلى النقاء والتشبه بجيل الصحابة في الكثير من المواصفات. ومن هنا أصبح للخطاب الإعلامي المكثف دورا مهما في تعميق جذور التيار السلفي في تونس من خلال الخطاب الوعظي والخطاب الفقهي الذي يعتمد على التحريم وتعميق الخوف من الآخرة والذي يبرز أهمية الشهادة ويدعو إلى القطع مع نمط الحداثة القائم، كل هذا مكن من احتراف الإعلام المحلي الذي يتميز بالضعف والهشاشة وغياب التعددية. في هذا السياق تشكل التيار السلفي.
** حسب رأيك، ما هي الحلول الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة وإنقاذ الشباب التونسي من عواقبها؟ أولا يجب عدم الخلط بين مستوى أول هو التدين الطبيعي وهي حالة يجب التعامل معها بكثير من احترام الحق في التدين وبين درجة ثنية وهي السلفية العلمية وهو عبارة عن خطاب محافظ يقع ترجمته في سلوكيات مخالفة للسلوك العام وهذا المستوى أيضا يحتاج إلى احترام حق أصحابه في ممارسته وفي نفس الوقت معالجتهم بطرق علمية وبيداغوجية متطورة حتى يدركوا أن الخطاب يحتاج إلى نقد من داخله وأنه لا يحتوي بالضرورة على ثوابت من الدين لا يمكن مراجعتها. أما المستوى الثالث السلفية الجهادية فهذه تحتاج إلى تبصر وحكمة في التعامل معها لأنها تنقسم إلى مستويات فهنالك من اندفع بشكل عاطفي لتأييد المقاومة وهذا يجب أن يوضع في سياقه ويدور مع هؤلاء حوار للبحث عن وسائل سلمية للتعبير عن التضامن الأمة مع ما يجري في العراق، المهم أنه لا يجب خلطهم بشق آخر يتبنى طروحات القاعدة ويسعى انطلاقا مما يجري في العراق إلى تنزيل الصراع على مستوى محلي وبالتالي الدخول إلى مواجهة عنيفة ومسلحة ضد النظام والتونسيين عموما وهذا يحتاج إلى يقظة أمنية وإلى بيداغوجيا لإدارة الحوار مع هؤلاء دون الاعتداء على حقوقهم الأساسية التي ضمنها الدستور التونسي والمواثيق الدولية. أخير، نحن في حاجة لنظرة شاملة تجعلنا ننظر إلى المرتكزات الثقافية لهذا التيار بكامله ولا نضع الجميع في سلة واحدة ولا نضع الأداة الأمنية وحدها لمعالجة هذه الظاهرة واستتباعاتها على المجتمع التونسي.
أجرى الحديث بدر السلام الطرابلسي (المصدر: “السياسية” (اليكترونية – تونس) بتاريخ 2 جوان 2009) الرابط:
http://www.assyassyia-tn.com
عبدالسلام المسدّي لئن كان الفضل في توحّد اليمنين الشمالي والجنوبي يوم 22 مايو 1990 راجعاً في قسطه الأعظم إلى العراق، فإن الوحدة اليمنية لم تلبث أن تحملت انعكاسات المأزق التاريخي الذي حشر العراق نفسَه فيه، ثم ظلت تجرّ تبعات الوضع العربي المتهيئ دوماً للتصدّع تحت كوابيس التناقضات الاستراتيجية الكبرى، صحيح أن الوضع اليمنيّ قبل الوحدة قد وصل إلى طريق مسدودة ولاسيما في شقه الجنوبي، ذلك أن المراهنة على الاشتراكية في نسختها السوفييتيّة قد انكشف بؤسها منذ وصول غورباتشوف إلى الكرملين (1985) وأصبح تمثال لينين على ساحة عَدَن السخريّة المثلى بعينها، وهكذا تلقف العراق الوضع اليمنيّ المتحدّر لإنقاذه من الغرق، ولم يكن لعلي سالم البيض أي هامش من الإرادة. لذلك كله ظل السوس ينخر حتى أتى على عود الوحدة، فاندلعت الحرب الانفصالية في 6 مايو 1994، وطفق علي سالم البيض يتجوّل بين العواصم شارحاً، واستقبلته الرياض، وغمز الغامزون، ورددت الألسن شيئاً من الأدبيات الشفوية: أن مؤسس الدولة السعودية أوصى أبناءه بقول ظريف: «انتبهوا: عين على الشمال وعين على الجنوب»، عندئذ تحركت الدبلوماسية الأميركية بذلك الأسلوب الذي تتوخاه في بعض الملمّات حين تتخلى عن جرأة الخطاب، وتنبذ كل شراسة في المواقف، ثم تلبس القفاز الحريري الناعم، تتوسل بالتضمين الموحي البليغ، وتريد من كل محترف –وحتى من الهواة– أن يَنفذوا من خلال المصرّح به، وهو ضنين، إلى المسكوت عنه لأنه الجوهر المقصود. وكان للدبلوماسية الأميركية فارسُها في ذلك الحين، فقد وجدت ضالتها في شخص روبيرت بيللتريو الذي كان مكلفاً بشؤون الشرق الأوسط، وقد سبق لنا أن عرفنا الرجل لمّا كان سفيراً، وعرفنا حذقه لفن الحوار، وقدرته على سبك الخطاب، بل كنا ندرك سرّ مهارته حين يتحدث إلى العرب عن شؤون العرب بنفس الكياسة واللطف والمجاملة التي يحبها العرب ويؤثرونها على كل الخطابات التي تمزج بين الصرامة والحقيقة العارية. كان بيللتريو يتجول، ويصرح في اقتضاب شديد بما يوحي ظاهرُه بأن الولايات المتحدة ليست معنيّة عناية خاصة بتلك الأحداث! ومتى كانت الولايات المتحدة غيرَ معنية بالشاردة والواردة ولاسيما على الأرض العربية؟ ثم لو أنها كانت غيرَ معنية ففيمَ التصريحُ بأنها غيرُ معنية؟ ومَن سألها؟ وكيف توفد مسؤولها فقط ليقول إن بلاده غير معنية؟ إنها كانت معنية وألفَ معنية، لكن بعض العرب لم يرغبوا في فك شفرة الخطاب، فلم يسلّموا بأن للولايات المتحدة موقفا واضحا دقيقا في الموضوع، بل كانت أصداء بعض العواصم العربية الكبرى كما في الرياض والقاهرة تدل على أن المواقف ليست منسجمة مع المسكوت عنه في الموقف الأميركي، وربما خشيت واشنطن أن يُقرأ تصوّرُها الاستراتجيّ قراءة من الدرجة المألوفة التي تتبادر إلى كل الأذهان بحسب الظروف السائدة آنذاك، وفعلاً كان كثير من العرب يظنون أن جزاء النظام اليمني إثر موقفه من حرب تحرير الكويت هو إضعافه بفصل اليمن الجنوبي عنه، وما من شك في أن الذي دار في ذهن «الرفيق» يومها علي سالم البيض هو هذا الحساب المتعجل، أما في القاهرة فإن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لم يتمكن من ترجيح الرؤية البراغماتية، فالتراكمات كانت ثقيلة، والذاكرة جريحة: من حرب 1962 إلى انبعاث مجلس التعاون العربي (مصر– العراق– الأردن– اليمن) في 17 فبراير 1989 الذي انكشف بعدئذ أن العراق كان يريده مظلة لما سيفعل. تحركت الدبلوماسية الأميركية عندئذ على نسقها الإجرائي مقتصدة في تسريب المسكوت عنه، مما يندرج ضمن الاستراتيجيات الكبرى، ويحتم الأخذ بالبراغماتية العليا التي تقول بالاحتكام إلى المصالح ولكنها تؤمن بأن هناك أولويات بين المصالح، وهذا هو الأهم، بل هذا هو الذي كثيراً ما يخفى، وجاء قرار مجلس الأمن 924 وصحبه تصريح روبرت بيللتريو: «نريد أن نرى اليمن مصدراً للاستقرار في المنطقة»، ودخلت جيوش «اليمن» مدينة عدن يوم 7 يوليو1994 بعد شهرين من الحرب الأهلية الضروس. ويأتي الدرس الأكبر: فاليمن الجنوبي هو البلد العربي الذي فتح ذراعيه للاتحاد السوفييتي وقام في ساحاته من الأنصاب والتماثيل ما لم يجرؤ أي بلد عربي آخر على التفكير فيه، ولكن تفكك المنظومة قد أضاع على عدن كل بقايا الوزن الاستراتيجي مثلما ضيّع عليها كل فوائد اتفاقيات الصداقة والتعاون. ولا يكاد أحد يشك في أن المصالح الأميركية تقضي بالحيلولة دون أي إنجاز وحدوي بين العرب، ومَن منا بوسعه أن ينسى وثيقة الأمن القومي (رقم 68) العائدة إلى شهر (أبريل 1950) والتي تنص بالحرف الواحد على إعداد تقرير سنوي لرصد «التفكك من الداخل» في ما يتعلق بالدول العربية كافة؛ ولكن للمصالح سلّماً، وفي الأولويات رُتباً: فساعتها كان الهمّ الاستراتيجي الأبعد هو سد الطريق أمام أي رجوع محتمل «للاتحاد السوفييتي» ولا «لروسيا الاتحادية» ولا حتى لروسيا القيصرية… فبعض الخطر أهون من بعض… وبعض الأولويات أولى من بعض. إنه الدرس الاستراتجي الأعظم، والعجيب أنه درس هيّن، سَلِس، مجانيّ، ينساب انسياباً، في تلك الحيثيات تدقيقاً ليس من مصلحة الولايات المتحدة تفرقة الأشقاء العرب، بل مصالحها الاستراتيجية تقتضي توحيدَهم، بعد 6 سنوات (في 4 أبريل 2000) كان علي عبدالله صالح ضيفاً على بيل كلينتون في البيت الأبيض، وكان الحديث دائراً على الأمن والسلام والاستثمار، وعلى المسيرة الديمقراطية أيضاً، ودار الحديث كذلك على الأوضاع الاقتصادية وما تتطلبه من دعم ومؤازرة حتى يستوي المسار الديمقراطي. ولكن وكالات الأنباء قد أفادت في ضرب من الإجماع بأن الرئيس اليمني «قد شكر للرئيس الأميركي دعم الولايات الـمـتـحدة لوحدة اليمن أثناء الحرب عام 1994». ربما فوجئ بعض السياسيين العرب بانكشاف المخبوء، ولكن الرئيس اليمني حرص على أن يكون في الموعد ليؤكد من صنعاء ما كان قاله في واشنطن، ففي مساء (24 مايو 2000) حاورته إحدى الفضائيات العربية على الهواء لتوّه، وكان حوار المصارحة بلا حدود وَفقا لما رضيه المحاوِر والمحاوَر، وتعمّدا معاً التذكيرَ به، فكشف الرئيس علي عبدالله صالح أن علي سالم البيض ضيف مقيم في سلطنة عُمان يمارس الأعمال المدرارة بفضل سخاء بعض الجيران، وأنه استشير في الأمر فرضي به بشرط ألا يتواصل النشاط السياسي للرفيق القديم. اليومَ ها هو التاريخ يعيد نفسَه؛ فقد أوردت مجلة جون أفريك (في عددها 2523) أن الولايات المتحدة والمملكة السعودية طلبتا من مصر أن تتوسط بالحسنى بين علي عبدالله صالح والانفصاليّين، فأما الأميركــــيون فلأنهم –حسب ذلك الـمـصدر– يـــخــشون صَوْمَلَة اليـمــن، وأمـا الـسعـوديــون فــلأنــهم يخافون أفــغـــنــة الــيــمــن. (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 3 جوان 2009 )
قمة «آسيان»في مواجهة تحديات الأزمة الاقتصادية
توفيق المديني
اختتمت القمة ال14 لرابطة دول جنوب شرق آسيا«آسيان» أعمالها في منتجع هواهين بتايلاندا يوم الأحد 1 مارس 2009 في حضور زعماء و مسؤولين كبار ، الذين اتفقوا على محاربة الأزمة المالية العالمية من طريق سياسات اقتصادية ونقدية ميسرة، وتعهدوا أيضا العمل مع مجموعة العشرين في شأن إصلاح المؤسسات المالية الدولية ومقاومة إجراءات الحماية التجارية، وحضوا «الأطراف الرئيسية» في منظمة التجارة العالمية على إتمام جولة الدوحة لتحرير التجارة في سرعة.كما نلقشت قمة « آسيان»أيضا مدى صلاحية النموذج الاقتصادي الذي ساد حتى اندلاع أزمة النمو المنقطع النظير في المنطقة. ومن المعلوم تاريخيا أن رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» تشكلت في سنة 1967، وضمت تايلاندا، و أندونيسيا، وماليزيا، و الفيليبين، وسنغفورة،و انضمت بروناي إلى المنظمة في سنة 1984، وفيتنام سنة 1995،و لاوس، وميانمار في عام 1997، وكمبوديا سنة 1997.ويبلغ تعداد سكان هذه البلدان في سنة 2006، ما يقارب 560 مليون نسمة، ويقارب ناتجها المحلي الإجمالي 1100 مليار دولار و مبادلاتها التجارية بنحو 1400 مليار دولار. ويكمن هدف الآسيان تسريع النمو الاقتصادي و التقدم الاجتماعي في المنطقة. و في سنة 2005 شكلت رابطة «آسيان» منطقة من التبادل الحر. وعقب الأزمة المالية التي عصفت بالنمور الآسيوية في سنة 1997-1998، أقامت آليات لضمان مزيد من الاستقرار المالي. ومن خلال تقويض الاستهلاك الأميركي و الأوروبي ، أصاب فيروس الأزمة المالية ، من خلال شبكة المقاولين الصغار الذين يأخذون مقاولات من المقاولين الأصليين ، ليس الصين فحسب: مصنع العالم،و لكن أيضا الاقتصادات المجاورة كلها، التي جعلت من الصين جسرا لصادراتها الخاصة. وهكذا ، فإن الصدمة بلغت البلدان المتقدمة ( اليابان ، ،كوريا الجنوبية، وتايوان ، وسنغفورة) بصورة عنيفة أيضا ،حيث يرتكز نموها على الصادرات ، أكثر من البلدان الناشئة (فيتنام، الفيليبين، و ماليزيا) التي احتلت مكانا مهما في ساحة العولمة أيضا ، وكذلك البلدان الفقيرة(كمبوديا ، ولاوس )، آخر الواصلين إلى قطار الإقلاع الاقتصادي . ومع ذلك،تمتلك ودول جنوب شرق آسيا مجتمعة ،عدة مزايا غير موجودة في البلدان الغربية لكي تجد مخرجا للأزمة الاقتصادية و ابتكار نموذج من النمو أقل تبعية للصادرات ، ومتجه نحو الاستهلاك الداخلي، وقادر على توجيه الاحتياطات المالية الضخمة ، المستثمرة حتى هذا الوقت في شراء سندات الخزينة الأميركية ، و نحو تنمية البلدان الأكثر فقرا في المنطقة. بكل تأكيد من السذاجة بمكان الاعتقاد أن هناك جدارا ما بين آسيا و الكساد الاقتصادي الذي يسود في كل العالم. و في الواقع ، فإن الهندسة الاقتصادية الإقليمية هي ثمرة «أربعين سنة من التصنيع عن طريق التصدير»، الذي اعتمدته النمور الآسيوية. و كانت كوريا الجنوبية و تايوان هما البلدان اللذان اعتمدا هذه الاستراتيجية ، المنقولة من اليابان ، و التي شجعها بشكل كبير البنك الدولي .و في عام 1985، دفعت اتفاقيات بلازا ، اليابان لإعادة تقويم الين، و إلى نقل خطوط إنتاجها الصناعية نحو جنوب شرق آسيا. وكانت اليابان تحلم بمد نفوذها الاقتصادي على قاعدة التراجع الأميركي في منطقة آسيا من خلال ضخ كميات كبيرة من السيولة المالية ( حوالي 15 مليار دولارما بين 1985 و 1990). وبالمقابل شجعت المنافسة الآسيوية الاستهلاك في الغرب، ونزع عملية التصنيع لمصلحة تنمية القطاع الثالث. وعملت الصين على نسخ نموذج جيرانها ولكن من خلال إضافة بعض الشيء عليه ، جاذبة بذلك استثمارات العالم كله، لكي تصدر سلعها الرخيصة لاحقا.وخلال عقد من الزمن ، بدأت الصين بتجميع إنتاج جيرانها الميسورين بأقل التكاليف ، قبل إعادة تصديره. هذه التبعية الجديدة لجنوب شرق آسيا تجاه الصين ، التي هي نفسها تابعة لبقية العالم ولكن ليست بدرجات متساوية، هي التي تسهم من الآن فصاعدا في سقوط النمور الآسيوية، وإن كانت تحمل في ثناياها مخرجا للأزمة. وفي الواقع ،اليوم لا يوجد أي اقتصاد يمتلك مشروعاُ للتنمية دقيقا جدا و مندمجا بصورة واضحة للتخطيط الاقتصادي مثل الصين ، التي وضعت برنامجاً لهيكليتها الاقتصادية والاجتماعية، عبر التركيز على الرأسمال البشري ، و الابتكارات التكنولوجية و الاقتصادية، حيث يكمن هدفها المباشرفي إعادة التوازن للاقتصاد لمصلحة الاستهلاك. وليست كلمات المرور هذه قشور فارغة: إنها نشأت من واقع ، عقب الفورة الاقتصادية التي حصلت خلال السنوات الماضية ، حيث أسهم النقص في الطاقة، وتناقص الموارد ، في دفع الاقتصاد الصيني نحو الحائط. فالأزمة التي ألغت نموذج النمو عن طريق الصادرات بأسرع مما كان متوقعاً،عززت بشكل جلي فريق أنصار هذا الانتقال الإرادوي . ويركز المخطط الأول للتنمية ما بعد الأزمة ، و المنشورمن قبل الوكالة الصينية للتخطيط الاقتصادي في نهاية سنة 2008، على التنمية في غواندونغ (جنوب شرق): المنطقة المزدهرة بفضل الانفتاح الاقتصادي الذي مارسته القيادة الصينية مع بداية عقد الثمانينيات .فهذه المنطقة التابعة للصادرات وجدت نفسها اليوم في أزمة، الأمر الذي بات يتطلب التدخل لإنقاذها. ومن الآن وحتى سنة 2020، ستصبح مركزا للإبتكار مزود بأقطاب البحث، تحت قيادة وانغ يانغ، المسؤول المحلي للحزب، الذي يريد أن يتخلص من الصناعات غير الفعالة و الملوثة، لكي تنقل خطوط إنتاجها إلى مناطق أخرى، غرب البلاد. ويمكن تفسير هذا المخطط الضخم للإقلاع الصيني الذي تقدر قيمته بنحو 4000 مليار يوان (461 ملياريورو)، أي ما يعادل 13% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني ، بالنزعة الإرادوية الصينية التي تريد إعطا ء الأولوية للإستثمارات التي تندرج في سياق إحداث تحولات نوعية في النموذج الاقتصادي الصيني. مثل هذا الهروب إلى الأمام في ظل العاصفة المالية له تداعياته:فقد اتهم المسؤول الصيني بأنه أطلق «قفزة كبرى إلى الأمام » جديدة، في إشارة إلى القفزة الكبرى التي اطلقها ماوتسي تونغ عام 1958 ، و التي قادت إلى كارثة . ومنذ نهاية سنة 2008، نجد الدولة – الحزب في الصين على جميع الجبهات ، تعرض العصا و الجزرة، موزعة قسائم لشراء المواد الاستهلاكية ، ومعطية الرواتب غير المدفوعة. ويظل النموذج الصيني مرنا، إذ أنه عرف أيضا في نهاية التسعينيات كيف يستوعب عملية إزالة مكثفة للدهون في مصانع الدولة التي كانت تشغل ما يقارب 40 مليون عامل. ويتساءل الخبراء هل ستتبع الصين ، من خلال الصعود إلى السلسلة العالمية للقيمة المضافة، الوصفة التي طبقتها اليابان، و التى طبقتها النمور الآسيوية أيضا؟ تمتلك ديناميكية الانتقال التي انطلقت في الصين المنفعة لنقل خطوط الإنتاج الصناعي نحو داخل عمق الصين بوصفها قارة، كما تثبت ذلك القرارات الأخيرة التي اتخذتها الشركات المتعددة الجنسية(أنتل، فلكسترونيكس،الخ) التي رحلت أكثر فأكثر نحو الغرب الصيني، حيث تتوافراحتياطات النمو بغزارة، كما أن حركة نمو المدن تغذي تنمية المشاريع السياحية والترفيهية و التجارة الإلكترونية، التي تشهد نموا ملحوظا رغم الأزمة ، و تستوعب أكثر فأكثر شباب الريف الصيني ، الذي يتم توظيفه في المصانع الصغيرة ومقاولات البناء. بالنسبة لليابان ، يأخذ التعاون الآسيوي أكثر فأكثر مظهر خشبة الخلاص.فالإعلان يوم 16 فبراير الماضي عن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنحو12،7% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من سنة 2008 ، وهو أكبر انخفاض يسجل منذ سنة 1974، وظهور مؤشرات تدل على أن هناك انهيارا مماثلا سيحصل في الثلاثة الشهر الولي من سنة 2009، يؤكدان على عمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها اليابان . وعلى الرغم من أن البلاد غير معرضة لأزمة السوبريم التي ضربت الولايات المتحدة في سنة2007 ، و أن قطاعها البنكي يبدو قويا أفضل من غيره،فإن الأزمة لم تستثنيها . فقد ارتفعت البطالة بسرعة بنحو 0،5نقطة في ديسمبر 2008، لكي تستقر في حدود 4،4% من السكان العاملين . أما استهلاك الأسر- المُعَاق بفعل التراجع الديموغرافي، و انخفاض الأجور، وزيادة العمل المُؤَقت- فقد انخفض بنحو 0،4% ما بين أكتوبر و ديسمبر.كما سجلت استثمارات الشركات تراجعا بنحو 5،3%. هذه الأرقام تعكس لنا هشاشة الاقتصاد الياباني التابع جدا للصادرات . ففي ديسمبر ، هبطت المبيعات للخارج بنحو 35%. وبلغ هذا الهبوط 36،9% نحو الولايات المتحدة، و36،5% نحو آسيا.و إذا كانت الصادرات اليابانية نحو الولايات المتحدة تذهب إلى المستهلك الأميركي في النهاية، فإن الصادرات اليابانية نحو آسيا، تذهب بالأحرى نحو شركات تعيد تصديرها من جديد نحو أميركا الشمالية وأوروبا. وفي تايوان، تراجع النمو بنحو 8،4% خلال سنة 2008. و انخفضت الطلبات بنحو 47% في ديسمبر 2008، بالقياس إلى الشهر السابق ، و انخفضت الطلبات الأميركية بنحو 25%.وفي كوريا الجنوبية انكمش الاقتصاد بنحو 5،6% في الربع الأخير من سنة 2008، والصادرات بنحو 11،9%. و في سنغفورة، انخفض النمو بنحو 16،9% في الربع الأخير من سنة 2008.و كان الانكماش في تايلاندا بلغ 3،5% في الربع الأخير من سنة 2008، وعَمَقَ انهيار الصادرات هوةميزان المدفوعات بنحو ملياري دولار.(1،6 مليار يورو) ، مقابل 1،3 مليار في الثلاثة الأشهرالثالثة من سنة 2008. و في الصين تراجعت الصادرات بنحو 17,9% في يناير 2009 بالقياس إلى الشهر عينه من السنة الماضية.(من صحيفة لوموند الفرنسية تاريخ 24 فبراير 2009). لاشك أن منطقة شرق آسيا لن تخرج سالمة من الانكماش العالمي ، إذ أن الإسقاطات المدمرة للأزمة المالية و الاقتصادية ستكون موجعة على الطبقات الوسطى اليابانية و الكورية والتايوانية.ويرى الخبراء أن سلبيات هذه التبعية الشديدة إزاء الأسواق الغربية ربما ستتمكن من إزالة التسمم في آسيا من السباق نحو الصادرات . ولهذا السبب ، تشكل قمة«آسيان » الأخيرة فرصة لاقتصاديات المنطقة للاندماج أكثر فأكثر ، وتعزيز استقلالها المالي.وتبرز الصين اليوم القوة الاقتصادية الأولى التي يمكن أن تستفيد من الأزمة لكي توسع نطاق نفوذها خارج نطاق حدودها عبر الا ستثمار في بلدان جنوب شرق آسيا ، وخلق منطقة مزدهرة على الطريقة الصينية. (المصدر :مجلة المصارف الكويتية(شهرية)، العدد 67، يونيو 2009)
صحيفة: متشددون يقتلون عشرة في هجوم بالجزائر
الجزائر (رويترز) – قالت صحيفة جزائرية يوم الاربعاء ان متشددين اسلاميين فيما يبدو قتلوا ثمانية من رجال الشرطة واثنين من اساتذة الجامعة في هجوم على قافلة للشرطة في ولاية بومرداس بشرق الجزائر. وقالت صحيفة الوطن نقلا عن مصادر محلية ان المتشددين فجروا عبوة ناسفة بدائية الصنع في هجومهم على القافلة التي كانت تحرس عملية نقل أوراق امتحانات طلبة الكلية ثم فتحوا النيران مما أسفر عن مقتل سبعة من رجال الشرطة واثنين من المعلمين. وأضافت الوطن أن المتشددين وكان عددهم لا يقل عن 30 قطعوا رقبة رجل شرطة أصيب. كما أصيب شخصان في الهجوم. وولاية بومرداس الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا الى الشرق من العاصمة الجزائرية هي معقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي جناح القاعدة في شمال افريقيا. وخلال السنوات القليلة الماضية ضعفت قدرة الجماعة على تنفيذ هجمات كبرى بسبب قتل أو اعتقال متشددين بارزين وبسبب العفو الذي أصدرته الحكومة عن البعض. ولكن في الاسابيع القليلة الماضية كثفت الجماعة المرتبطة بالقاعدة من حملة تفجيرات وكمائن في الجزائر التي ما زالت تتعافى من سنوات من الصراع الذي اندلع عام 1992 . وفي 26 مايو ايار نصبت الجماعة كمينا لعشرة من المظليين وقتلتهم في ولاية بسكرة الواقعة على بعد 550 كيلومترا شرقي الجزائر العاصمة بعد أسبوع من قتل خمسة ضباط من قوات أمنية في كمين بولاية المدية على بعد مئة كيلومتر الى الشرق من الجزائر العاصمة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 جوان 2009)
ثاني إبعاد للداعية المصري إجبار عمرو خالد على الرحيل إلى لندن.. ومنع برامجه في الفضائيات
الخلاف بين خالد والأمن بدأ منذ 6 أشهر
دبي – العربية.نت علمت صحيفة “المصري اليوم” الأربعاء 3-6-2009 أن الأمن أجبر الداعية البارز عمرو خالد على الرحيل من مصر، ومنعه من تصوير برامجه داخل البلاد، إثر خلافات ومناوشات بدأت قبل 6 أشهر على خلفية مشروعه “إنسان” لمحاربة الفقر، ورفض الأمن تصوير برنامج “المجددون”، وبلغت الأزمة ذروتها مؤخراً بمنع عرض الجزء الثانى من برنامجه “قصص القرآن” فى بعض الفضائيات المصرية. وقالت مصادر مطلعة إن خالد رحل إلى لندن صباح أمس الثلاثاء في رحلة طويلة قد تمتد بين عامين وثلاثة أعوام، حيث سيعود بعد عدة أيام بعد ترتيب أوضاعه في لندن لاصطحاب زوجته وأبنائه، على أن يزور مصر على فترات متباعدة ولأيام قليلة، للاطمئنان على والديه، دون أي ظهور إعلامي أو المشاركة في أي أنشطة عامة. وأضافت المصادر أن الداعية المصري يتكتم أنباء رحيله، مشيرة إلى أنه قام بتجميد مشروعاته في مصر، وحجز مكاناً لابنه في إحدى المدارس فى “لندن”. وقالت المصادر إن الخلاف بين خالد والأمن بدأ منذ 6 أشهر، بسبب مشروعه لمحاربة الفقر “إنسان”، واصطدامه بمشروع تنمية ألف قرية فقيرة، الذي يرعاه جمال مبارك، أمين لجنة السياسات في الحزب الوطنى. وهو ما أدى إلى إلغاء المشروع في مصر، ثم رفض الأمن برنامج “المجددون” الذي صور عمرو خالد عدة حلقات منه في لبنان الأسبوع الماضي، ويهدف إلى اختيار مجموعة من الدعاة الجدد. وتفاقم الخلاف بسبب نية خالد عرض قصة “سيدنا موسى” فى الجزء الثاني من برنامجه “قصص الأنبياء” الذى يشير فيه إلى تحدي النبى موسى للفرعون، وطرحه موضوع القصة للنقاش حول الفكرة في منتدى موقعه الإلكتروني، الذي جاءت معظم التعليقات في سياق ربط قصة موسى بالواقع المصري حالياً. يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها خالد للإبعاد من مصر، ويمنع من مزاولة نشاطاته الدعوية والإعلامية. (المصدر : العربية نت بتاريخ 3 جوان 2009 )
في الذّكرى العشرين لرحيل الإمام الخميني(قدّس سرّه)
باسمه تعالى “يا أيّتها النّفس المطمئنّة إرجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي” إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، بفؤاد وادع وقلب مطمئن ونفس مبتهجة و ضمير يؤمل فضل الله ، رحل الإمام السيّد روح الله الموسوي الخميني (قدّس سرّه) إلى مقرّه الأبدي في حضرة عباد الله الصّالحين محمّد و آله الطيّبين الطّاهرين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، بعد عمر قضاه في طريق الّسير و السّلوك و الجهاد في سبيل الله الواحد الأحد، الفرد الصّمد ، كلّل بإنتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران و قيام الحكومة الإسلاميّة بقيادة ولي الفقيه و نهضة الأمّة الإسلامية على طريق الإسلام المحمّدي الأصيل للتّصدي للإستكبار و الإستعمار و الإستحمار. كان يوم رحيله في ٤ جوان ١٩٨٩يوم حزين، يوم شعر فيه المؤمنون و المستضعفون بألم شديد لفقدان الأب و المعلّم و الإمام و القائد ، هذا الذي شغل الدّنيا منذ أن سطع فجرصبحه المشرق ومازال و سيبقى نور هذا الشّروق حتّى ذالك اليوم الموعود، يوم يمنّ الله عزّ و جل على الذين إستضعفوا في الأرض و يجعلهم أئمّة و يجعلهم الوارثين. لقد حقّق الإمام الخميني(قدّس سرّه) حلم الأنبياء و الصّالحين و أنجز الله على يده الشّريفة أكبر نصر للمسلمين في العصر الحديث وهو إحياء الثّقلين ووصيّة خاتم الأنبياء و المرسلين” إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض” لقد أرسى الإمام الخميني(قدّس سرّه) و إلى الأبد دعائم الوحدة الإسلامية و جعلها من أوكد الواجبات الشرعيّة و بيّن لنا أعداء الأمّة المحمّديّة و هم أعداء الله تعالى و القرآن الكريم و الإسلام العزيز و هم وحوش كاسرة لا يتورّعون عن إرتكاب أيّة جريمة و خيانة لتحقيق أهدافهم المشؤومة الجنائيّة ، على رأسهم أمريكا التي تأصّلت فيها طبيعة الإرهاب الحكومي و التي أضرمت النّار في كلّ أنحاء العالم و حليفتها الصّهيونيّة العالميّة رمز الإرهاب والجريمة. لقد حرّر الإمام الخميني(قدّس سرّه) كلّ مسلم و مستضعف من عقدة الخوف والإستسلام و الذلّة والهوان و دعا إلى الحريّة و الإستقلال و بناء الذّات على طريق البذل والعطاء، طريق العزّة و الكرامة و الإباء، طريق كربلاء و عاشوراء ، فكل ما عدنا هو من مآثر سيّد الشّهداء أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه و على أبناءه و أصحابه الشّهداء ، فظهرت المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق و إفغانستان ضد الإحتلال و الإستبداد و الإستعمار، و دخل النّاس في دين الله أفواجا و عمّرت المساجد في أرجاء عالمنا الإسلامي و عمّت الدّنيا صحوة إسلامية شاملة تتصدّر اليوم جبهة الممانعة و المقاومة. أعاد الإمام الخميني(قدّس سرّه) الفقهاء و العلماء إلى موقعهم الطّبيعي داخل الأمّة وهو القيادة ، واعتبر أنّ علماء الدّين ملاذ المحرومين و أنّهم قادة الجهاد و النّهضة و العلم والبناء، و نبّهنا من أساليب تجّار الدّين والمتزمّتين والمتحجّرين المتظاهرين بالصّلاح ، وهي أفاعي رقطاء ليّنة الملمس، إنّهم دعاة “الإسلام الأمريكي” أصدقاء اللّيبيراليّين و المترفين و دعا إلى فضحهم والتّصدّي لمؤامراتهم. إنّنا نفخر بأنّنا أتباع خط الإمام ، مؤسّسه عالم، فقيه، عارف، مجاهد، بذل حياته التّرابية في خدمة الإسلام و المسلمين، رجل تحرّر من جميع القيود و حمل كفنه فوق كفّيه طوال حياته الشّريفة. إنّنا نفخر أنّ إمامنا فقيه عادل ، أسّس دولة حضرة بقيّة الله أرواحنا لمقدمه الفداء و أعلن أنّ أمريكا هي الشيطان الأكبر و رفع شعار لا شرقيّة لا غربيّة، جمهوريّة إسلاميّة. إنّنا نفخر بأنّ إمامنا جعل ذكرى مولد النّبيّ الخاتم عنوان لوحدة المسلمين و جعل آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، يوم القدس الشَريف وجعل يوم ولادة المنقذ المنتظر صاحب العصر و الزّمان يوم المستضعفين . عشرون عاما مضت و مازلت حيّا فينا، نتلمّس طريق النّجاة من خلال روح كلماتك و توجيهاتك وتنبيهاتك، و نواصل طريق ذات الشّوكة تحت راية إبنك الوفي الإمام القائد السيد عليّ الخامنئي دامت بركاته فلقد حفظ الأمانة و أدّى الرّسالة و إيران الإسلام اليوم عزيزة قويّة، مهابة الجانب، قلعة المقاومين و قبلة المستضعفين، ورايات النّصر مرتفعة في العراق و لبنان وإفغانستان وفلسطين.
السيّد عماد الدّين الحمروني ٣ جوان ٢٠٠٩ تونس