الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ
عبد الباقي خليفة: إلى المرابطين خلف القضبان إلى المعتقلين في السجن الكبير يا أعياد وطني
الصباح : احتكار خدمات الهاتف والأنترنات
الخليج: رفع الحواجز الجمركية بين ليبيا وتونس
صلاح الدين الجورشي: إسلاميون ويساريون: من العداوة إلى العمل المشترك؟
عبدالباقي خليفة: راشد الغنوشي العلاقة بين الشمال والجنوب كموج البحر يفيض هنا وهناك
د. أحمد القديدى: الاسلام بين الدين والدولة
سامي نصر: ملف خاص بالانتخابات البحرينيّة
د.خالد شوكات: تحريم الإسلام تأسيس حزب إسلامي!
مرسل الكسيبي: أمريكا والدمقرطة والاسلاميون موضوعات قلق أكاديمي
الصباح : تراجع ملفت للرغبة في الزواج لدى الشباب التونسي وضعف المشاركة في الحياة السياسية والمجتمع
القدس العربي : الفلكي التونسي الذي تنبأ بوفاة ديانا… يتوقع اغتيال وموت 7 من الزعماء العرب
محمد فوراتي : طالبوا بنبذ الخلافات المذهبية … مفكرون وسياسيون عرب يحددون سبل تجاوز الأمة لمأزقها
محمد كريشان: إيران و الجرم المشهود في العراق
صالح السنوسي: حصان الغرب وعربة الديمقراطية العربية
فهمي هويدي: أمة يتيمة على موائد اللئام
الرأي الأردنية: «المجتمع المدني والتحول الديمقراطي فـي الوطن العربي» للحبيب الجنحاني
إسلام أون لاين: سؤال فرنسي.. من أين جاء “الجهاديون”؟!
الحياة: هاني دمق أصغر قائد فرقة موسيقية في تونس …القدماء سادة الطرب الراقي
الحياة:«مدمن» كومبيوتر في العشرينات … فضّل اللعب على العلم
إسلام أون لاين: “السيد” حسن نصر الله لم يعد كما كان في المغرب!
القدس العربي : الهجوم علي مقر الشرطة في البصرة يكشف عن انتهاكات السجون في الجنوب وعند الاكراد
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
· أعلمتنا السيدة سارة الأزغب زوجة السيد خالد العيوني الموقوف على ذمة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاته من أجل تهم منسوبة إليه طبقا لمقتضيات القانون عدد 75 المؤرخ في 10 ديسمبر 2003 لدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب و المعتقل الآن بسجن المرناقية أنها تعرضت لمحاولة اعتداء من طرف مجهولين حاولوا خلع باب منزلها بالقوة يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 2006 على الساعة الخامسة مساء و عند مخاطبتهم من وراء الباب زعموا أنهم من الشرطة و يطلبون منها فتح باب المنزل لكنها استرابت في أمرهم فلم تفتح لهم الباب خوفا من أن يقع الاعتداء عليها و لم تصدقهم لأن الطرق كان قويا جدا و لأن المعتدين حاولوا خلع الباب بركله بالأرجل متفوهين بالكلام البذيء وبسب الجلالة و قد كانت وحيدة بمنزلها مع طفليها عبد الله ( 3 سنوات و نصف ) و عبد الرحمان ( سنة و نصف ) اللذين وقع ترويعهما.
· علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السابق السيد أحمد البوعزيزي الذي وقع إطلاق سراحه في 30 نوفمبر 2006 نتيجة لإصابته بالسرطان في الأمعاء الغليظة قد أجريت عليه عملية جراحية يوم 20 ديسمبر 2006 و قد أعلمت عائلته بأنه سيقع إخراجه من مستشفى صالح عزيز لأمراض السرطان خلال هذا اليوم 27 ديسمبر 2006 لقضاء فترة النقاهة بمنزله في انتظار خضوعه لحصص العلاج الكيمياوي حسبما وقع إبلاغ عائلته بذلك من طرف الأطباء المباشرين له فإن سرطان الأمعاء قد انتشر في الأجزاء المحيطة به و أصاب جزءا من الكبد. و قد سبق للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن طالبت بمنحه جواز سفر حتى يتمكن من السفر إلى الخارج لتلقي المزيد من العلاج خاصة و أنه مصاب بأمراض السكري و المعدة و النقص الحاد في النظر.
· أعلمنا السيد عبد المجيد بوحجيلة أن ابنه السجين السياسي السيد عبد اللطيف بوحجيلة الذي يقضي حكما بالسجن منذ 1998 و المعتقل حاليا بسجن المرناقية يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام الذي شنه في 4 نوفمبر 2006 للمطالبة بإطلاق سراحه.
· تعرض السجين السياسي السابق السيد تاج عزيزي الذي قضى بمختلف السجون التونسية فترة تزيد عن العشر سنوات نتيجة لمقاضاته من أجل الانتماء إلى حركة النهضة إلى مضايقات من طرف البوليس السياسي تتمثل في اعتقاله يوم 18 ديسمبر 2006 على الساعة الخامسة مساء بسبب مخالفته لمقتضيات المراقبة الإدارية المفروضة عليه و وقع نقله من سيدي بوزيد إلى مناطق الأمن بكل من ولاية صفاقس و سوسة و بوشوشة ثم إلى مركز أريانة و لم يطلق سراحه إلا يوم 21 ديسمبر 2006 و قد بقيت عائلته طيلة هذه الأيام في حيرة لا تعلم شيئا عن مصيره إذ لم تمكنه إدارة الأمن في جميع المكاتب التي وقع نقله إليها من الاتصال بعائلته.
إلى المرابطين خلف القضبان إلى المعتقلين في السجن الكبير يا أعياد وطني
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 27 ديسمبر 2006)
احتكار خدمات الهاتف والأنترنات
رفع الحواجز الجمركية بين ليبيا وتونس
(يو.بي.أي) (المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 27 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة يونايتد برس إنترناشيونال يو بي أي UPI)
المشهد السياسي في تونس:
إسلاميون ويساريون: من العداوة إلى العمل المشترك؟
بقلم صلاح الدين الجورشي (*)
عندما ظهرت الحركات الإسلامية في المنطقة لم تصطدم فقط بأنظمة الحكم التي تريد بطبيعتها البقاء في السلطة، ولكن وجدت نفسها أيضا في صراع مفتوح مع قطاعات واسعة من النخب الحديثة إلى جانب مختلف تيارات المعارضة.
ففي مصر وبقية دول المشرق إضافة إلى ليبيا، اندلع صراع دموي بين الإسلاميين والقوميين كنتيجة للصدام التاريخي الذي حصل بين عبد الناصر والإخوان المسلمين، ثم بينهم وبين حزب البعث بشقيه العراقي والسوري.
أما في المغرب العربي، فبالإضافة إلى الاشتباكات المتجددة بين الإسلاميين والتحديثيين الذين يقع اتهامهم عادة بالتغريب أو العمالة للغرب، حدثت منذ السبعينات معارك أيديولوجية وسياسية طاحنة بين الحركات الإسلامية المغاربية وبين اليسار الماركسي بمختلف فصائله وتياراته.
معارك اتخذت طابعا عقائديا، حيث رأى اليسار في صعود الإسلاميين “قوة رجعية خلقتها الإمبريالية والأنظمة التابعة لها من أجل مواجهة القوى التقدمية والثورية في العالم العربي”. في حين اعتقد الإسلاميون بأن اليسار الماركسي يشكل “العدو الأساسي الذي يهدد الإسلام والأخلاق نظرا لطابعه الإلحادي وقدرته على الاختراق والتعبئة“.
تونس مثالا
لم تكن تونس استثناء، حيث تبادل الإسلاميون واليساريون منذ البداية الرفض والإقصاء وحتى العنف، خاصة في ساحات الجامعات والنقابات وفي وسائل الإعلام. وقد ترسخت بسبب ذلك العداوة بينهما، رغم التقارب والحوار المحدود الذي حصل في أواسط الثمانينات بين حركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا ) والحزب الشيوعي قبل أن يحل نفسه.
وعندما قررت السلطة في مطلع التسعينات اجتثاث الحركة الإسلامية وتجفيف منابعها، لم تتردد معظم أجنحة اليسار في دعم سياسات النظام والوقوف إلى جانبه من اجل التخلص من عدو مشترك. لكن الإسلاميين يخطئون عندما يعتقدون بأن جميع اليساريين أيدوا موجة القمع التي أصابتهم، وينسون أن البعض – شخصيات وتنظيمات – قد وقفت ضد التيار الذي انخرط فيه كثيرون.
لا شك في أن السلطة قد استفادت كثيرا من الخلافات الأيديولوجية والسياسية القائمة بين الطرفين، وعملت على عزل حركة النهضة باعتبارها ” تشكل تهديدا للنمط المجتمعي الذي يؤمن به جميع التونسيين مهما كانت خلافاتهم السياسية “.
كما اعتبر النظام منذ مطلع التسعينات الاقتراب من حركة النهضة أو محاولة بناء علاقات سياسية معها بمثابة “الخط الأحمر” الذي يجب أن يقف دونه كل الفرقاء السياسيون، وأن من يفعل خلاف ذلك يصبح متهما بالخروج عن “الإجماع الوطني“.
محاولات لكسر العزلة
في المقابل ذلك عملت قيادة حركة النهضة ولا تزال على كسر العزلة وفك الحصار حولها من خلال محاولات إبداء الرغبة في التحالف أو التنسيق السياسي مع أي طرف من أطراف المعارضة حتى لا يبقى الصراع ثنائيا بينها وبين السلطة.
وتندرج في هذا السياق سلسلة التقاطعات السياسية التي جمعتها في أواسط التسعينات مع وزيرين سابقين هما السيدان أحمد بن صالح الذي كان يقود حزبا معارضا ( حركة الوحدة الشعبية ) ومحمد المزالي عندما كان يقيم اضطراريا بالمهجر.
كما حصل تحالف مؤقت بين راشد الغنوشي ومحمد مواعدة الذي كان أول من قرر تجاوز الخط الأحمر بتوقيعه بيان مشترك مع رئيس حركة النهضة. وهو البيان الذي كلفه كثيرا، وأثار ضد غضب السلطة واحتجاج المعارضة. لكن كل تلك المحاولات التي قامت بها حركة النهضة لم تصمد طويلا، ولم ترتق إلى مستوى التحالف الفعلي والمؤثر على موازين القوى.
مع نهاية التسعينات من القرن العشرين، انطلق نقاش داخل صفوف المعارضة التونسية حول طبيعة العلاقة مع الإسلاميين عموما، وحركة النهضة خصوصا. لقد استنكر بعض اليساريين الراديكاليين تشريك رموز من حركة النهضة في أي نقاش سياسي يتعلق بمستقبل تونس، وطرحوا سؤالا استنكاريا: هل يجوز أن تتحالف الحركة الديمقراطية مع الحركة الإسلامية”المعادية بطبعها للديمقراطية والمؤمنة بإقامة دولة دينية” ؟
مواقف إيديولوجية
الذين قطعوا مع التراث الماركسي أو الذين لم تربطهم به صلة مرجعية، لم يجدوا صعوبة في تجاوز الإشكال، أو أنهم تعاملوا معه بطريقة مختلفة. لكن معظم اليساريين حافظوا على موقفهم العدائي من الإسلاميين، واستبعدوا إمكانية أن يجمع بينهم برنامج سياسي مرحلي أو مطالب مشتركة.
ويذهب السيد الطاهر بلحسين صاحب “قناة الحوار” التونسية المعارضة التي تبث من روما، إلى حد القول بأنه حتى لو تطورت “الحركة الإخوانية التونسية باتجاه التطور التركي ( يقصد نموذج حزب العدالة والتنمية ) فإنها تبقى دائما حركة رجعية. وبالتالي لا يمكنني تصور إمكانية تحالف معها“.
هذا الموقف الراديكالي من الإسلاميين لا يشاطره كل الذين يعتبرون أنفسهم جزء من اليسار. فالعديد من مؤسسي “التجمع الاشتراكي التقدمي” ( الحزب الديمقراطي التقدمي حاليا ) رفضوا مبدأ القطع مع الإسلاميين منذ الثمانينات انطلاقا من مصادرات أيديولوجية.
وقد سبق ذلك أن عملت بعض الشخصيات ذات الأصول اليسارية على فتح أبواب عضوية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للإسلاميين بما في ذلك تولي بعضهم المسئولية في قيادتها، اعتقادا منهم بأن ذلك جزء من الرهان على إدماجهم في الحياة السياسية والمجتمع المدني.
نشاطات مشتركة
هذه المرة حدثت المفاجئة من فصيل يساري متجذر، لا يزال متمسكا بالرصيد النظري والسياسي للماركسية، ويتمتع بحضور نسبي في صفوف الحركة الطلابية والنقابات والجمعيات هو “حزب العمال الشيوعي التونسي“.
فبعد أن كانت قيادة هذا الحزب تناصب العداء لحركة النهضة، قررت أن تشارك معها في تنظيم إضراب عن الطعام من أجل ثلاث مطالب من بينها إطلاق سراح المساجين السياسيين ( حاليا جميعهم من الإسلاميين )، واحترام حق التنظيم الذي يعني أيضا تمتيع عدد من التنظيمات السياسية من الحصول على الترخيص القانوني بما في ذلك حركة النهضة التي سنت السلطة قانون أحزاب خصيصا لمنعها من التشكل والنشاط.
وحتى يبرر حزب العمال موقفه من هذا التنسيق أعد مرافعة نظرية اعتبر فيها أن التحالفات السياسية لا تقوم على وحدة المنظور العقائدي أو الأيديولوجي، وإنما ترتكز على طبيعة البرامج السياسية ومواقف الأطراف من السلطة والقضايا المطروحة، أو ما يسميه ب ” التناقض الرئيسي الذي يشق المجتمع في المرحلة الراهنة“.
لم يكتف “حزب العمال” بالتمييز بين الأيديولوجي والسياسي، أو بين الاستراتيجي والمرحلي، وإنما طور موقفه إلى مستوى أكثر حساسية وعمقا. فالناطق الرسمي باسم الحزب السيد ” حمة الهمامي ” اعتبر بأن موقف الفصيل الذي يقوده من الحركات الإسلامية يتأسس في ضوء مواقف هذه الأخيرة من ” قضايا شعوبها ومن المسائل الدولية.
اليسار والإسلام
“فحيثما كانت تقف مواقف إيجابية من الاستبداد أو من الامبريالية والصهيونية فإننا نساندها ونتعامل معها “.
وعندما سئل ” كيف يمكن لحزب ماركسي لينيني التوفيق بين البيئة الثقافية العربية الإسلامية وبين الأفكار التي الأفكار التي يحملها ” أجاب بأن ” الشعب التونسي مسلم في معظمه ” وأن حزبه ” يدافع عن هوية التونسيين “، لكنه يميز بين ثلاث مستويات في تعامله مع الإسلام. مستوى العقيدة ” وهي تندرج في باب الحرية الشخصية “، ومستوى الشريعة التي يعتبرها ” نتاجا تاريخيا وضعه الفقهاء “، وأخيرا مستوى الحضارة والثقافة وهما يتسمان بالتنوع والاختلاف فيهما ما هو رجعي وما هو تقدمي“.
هذا يعني أن الموقف السياسي من الإسلاميين قد أدى عمليا إلى بلورة موقف أكثر شمولا يتعلق بفهم الإسلام وكيفية التعامل معه. ولا شك في أن ذلك يعتبر في حد ذاته تطورا ملحوظا في رؤية فصيل ماركسي يصنف عادة ضمن خانة أقصى اليسار.
إن تاريخ النشاط الحزبي في تونس لم يعرف تنسيقا بين حزبين أو أكثر قد تمكن من الصمود طويلا. فالتفتت ومحاولة الانفراد بالقرار والتحرك سمة ملازمة للمشهد السياسي التونسي. فهل يمكن أن تشكل مبادرة 18 أكتوبر حالة استثنائية، وتتغلب على العوائق وينجح أصحابها في اكتساب تقاليد العمل والعيش المشترك؟
يصعب استباق الأحداث والحكم على المحاولة بالفشل أو النجاح، لكن من المؤكد أن المبادرة استمرت 14 شهرا رغم الهجوم الذي تعرضت إليه من قبل السلطة، والحصار الذي ضرب على أعضائها، إلى جانب ضعف النتائج. وإذا كان الطرف اليساري المشارك في المبادرة قد غلب البرغماتية على الأيديولوجيا فإن قادة حركة النهضة في الداخل قد أبدوا مرونة واسعة، وتعهدوا بأن يعملوا جاهدين حتى لا تفشل المحاولة.
في هذا السياق تواصلت لقاءات المنتدى الفكري الذي أنشأته الأطراف المؤسسة للمبادرة، من أجل التوصل إلى صياغة نوع من “ميثاق شرف”. وخصص اللقاء الأخير للحوار حول الموقف من قضايا المرأة.
ونظرا لكون الإسلاميين قد أثاروا مخاوف النساء والشرائح الحديثة في المجتمع التونسي منذ ظهورهم في السبعينات وصعودهم في الثمانينات، أعلن ممثلو حركة النهضة التزامهم بعدم المساس بالمكاسب التي تضمنتها مجلة الأحوال الشخصية مع “رفضهم لكل محاولة إضفاء القداسة عليها“.
وينتظر أن يستمر النقاش في لقاءات قادمة حول مسألتين خلافيتين لا تقلان أهمية عن موضوع المرأة، وطالما تسببتا في تغذية الخلاف بين الإسلاميين والعلمانيين في العالم العربي، هما “النظام السياسي المنشود” و “حرية المعتقد”. السلطة ومن يشاطرونها الرأي يعتبرون أن ما يجري “التقاء غير طبيعي بين الأضداد”، أما آخرون فيعتقدون بأن هذا التقارب بين إسلاميين ويساريين إذا ما صمد فإن نتائجه السياسية والفكرية قد تتجاوز بكثير أفق المرحلة الحالية.
(*) كاتب وصحفي تونسي
(المصدر: موقع قنطرة الألماني بتاريخ 27 ديسمبر 2006)
http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-486/i.html
راشد الغنوشي العلاقة بين الشمال والجنوب كموج البحر يفيض هنا وهناك (*)
عبدالباقي خليفة
وصف المفكر الاسلامي راشد الغنوشي العلاقة بين الشمال والجنوب بأنها تشبه موج البحر يفيض هنا وهناك .وأشار الغنوشي في ندوة فكرية عقدت في سراييفو، أن من نتائج ذلك الفيضان نحو الشمال فتح الاندلس وبناء إمارات اسلامية في جنوب ايطاليا ، أما في اتجاه الجنوب فقد مثل سقوط الاندلس وإبادة المسلمين في جنوب ايطاليا ، ثم احتلال الدول الاسلامية بعد ذلك عملية إبادة كبرى ، حيث قتل نحو 4 ملايين مسلم في الاندلس .
وأشار إلى أن المسلمين الذين دخوا أوربا فاتحين لم يتعرضوا لعقائد الناس ولم يجبروهم على اعتناق الاسلام ، عكس ما حدث عندما سقط الحكم الاسلامي في الاندلس ، وتقهقر المسلمون في جنوب ايطاليا ، حيث أجبروا على دخول النصرانية والذين رفضوا تمت إبادتهم. وتطرق لوضع المسلمين في شمال إفريقيا بعد سقوط الاندلس ، واحتلال الاسبان لتونس حيث قتلوا ثلث السكان و حولوا جامع الزيتونة غلى مربك لخيولهم ” شمال افريقيا كاد أن يتنصر بالقوة لولا العثمانيين ، فقد يسر الله قوة اسلامية تمثلت في الاتراك الذين حرروا تونس ، بقيادة سنان باشا ، ولذلك يكن أهل شمال افريقيا ولاءا عظيما للعثمانيين ” وتابع ” لولا الاتراك و القائد سنان باشا لكنت اليوم نصرانيا ،ولذلك لما زرت تركيا توجهت لقبر سنان باشا وانتابني شعور غامر في حضرته ” و تحدث الغنوشي عن اصول البربر فقال إنهم من الجزيرة العربية ، و لكن الاوروبيين يحاولون الايهام بأنهم من اصول أوروبية لهضمهم ، وكان البربر يعتصمون بالجبال ،عندما كانت الحملات العسكرية الاوروبية ولا سيما الرومان لا توقف في شمال افريقيا . “لكنهم دخلوا في الاسلام عندما وجدوا أنه يحقق انسانيتهم ، وكانوا من أنصاره البررة حيث حملوا لواءه لاوربا و لا سيما الاندلس” و ابرز الغنوشي الدور الثقافي الذي اضطلعت به جامعة عقبة بن نافع و المراكز الاسلامية الكبرى في شمال افريقيا في ترسيخ الهوية الاسلامية لشعوبه من العرب و البربر و غيرهم فبرز من القيروان ، الامام سحنون ، و أبي زيد القيرواني و ابن الجزار ،و غيرهم .
وعقد الغنوشي مقارنة بين الاوضاع في ذلك الوقت حيث كان المرء يسافر دون عراقيل جمركية أو حدود و بين الاوضاع الحالية ” من الاندلس إلى بيت المقدس كان المرء يتحرك بدون عراقيل كالحدود الحالية التي صنعها الاحتلال فقد كان الاسلام هو جنسية المسلم في دار الاسلام و حقق المسلمون بذلك مستوى من الانفتاح يتجاوز ما عليه الامر داخل الاتحاد الاوروبي اليوم ” وضرب مثالا بابن خلدون ، الذي ولد في تونس ، و تخرج من جامع الزيتونة ، و عمل موظفا في الجزائر ثم المغرب ثم عمل رئيسا للوزراء في الاندلس ، ثم أحس سنة 1405 بأن وقت الرحيل قد أزف فترك كل الوظائف وعكف في قلعة بن حماد بالجزائر ليكتب المقدمة ثم ذهب لمصر ليتولى منصب قاضي القضاة ، كما عمل سفيرا بالشام ، و اليوم لا يمكن لالماني أن يتولى منصبا وزاريا في فرنسا أو فرنسيا منصبا في بريطانيا لكن قد يكون ذلك في المستقبل و لكن هذا حصل في التاريخ الاسلامي قبل أكثر من 600 عام ” و أكد الغنوشي على أن ” الاسلام أهم مقوم لهوية المنطقة المغاربية ، رغم الصراع القائم بين التعريب و التغريب و محاولة بعض الجهات الدولية الزحف لابتلاع المنطقة ” وأوضح بأن غزو نابليون للمنطقة في القرن الثامن عشر وكفة صراع المصالح تميل باتجاه بالغرب ، ولم يكن انتصار العلمانية توقف لتلك الاطماع ” فقد كان أول ثمار الثورة الفرنسية غزو الجزائر في سنة 1831 ثم تونس 1881 ثم المغرب 1912 كما غزت ايطاليا ليبيا و غزت اشبانيا شمال المغرب و موريتانيا ” وأشار إلى أن ” حركات التحرر الوطني انطلقت حركة الاجياء الاسلامي التي مثلها جمال الدين الافغاني و محمد عبدة و رشيد رضا ، فقد بعثت الحركة روحا جديدة في الامة فشيخ الحركة الوطنية التونسية عبد العزيز الثعالبي من تلاميذ الشيخ محمد عبدة ، كما نشأت في الجزائر جمعية العلماء بقيادة الشيخ عبد الحميد بن باديس ، وعلى تلك الاسس الثقافية نشأت الثورة الجزائرية سنة 1954 و تم طرد الفرنسيين من الجزائر سنة 1962 وكان هناك أكثر من 700 ألف جندي فرنسي ، ومن سنة 1931 و حتى 1962 قتل مليوني جزائري ” وتطرق لحركة التحرر في المغرب بقيادة علال الفاسي ، ولكن الذين استلموا الحكم بعد الاحتلال المباشر لم يكونوا من أوقدوا نار الجهاد ضده و إنما عملاءه الذين “كان الكثير منهم في صراع مع الاسلام و هذا ما يفسر لنا الصراع بين الحركة الاسلامية والانظمة الحاكمة رغم أن دساتير تلك البلدان التي تحكمها أنظمة ديكتاتورية تؤكد على أن العربية لغتها والاسلام دينها ” وأكد على أن “الصراع في المنطقة العربية ليس بين الاسلام والكفر وإنما بين الديكتاتورية والحرية ” كما أن “العلمانية في الغرب ارتبطت بالحرية ورفع سيطرة الدولة بينما ارتبطت العلمانية في العالم العربي بالديكتاتورية وفرض نفسها كدين بديل عن الاسلام أو مزاحم له ” كما انتقد راشد الغنوشي بعض التجارب الاسلامية ، وقال إنها لم تقدم بشرى للمسلمين ، مؤكدا على أن الحركات الاسلامية كالاخوان المسلمين والنهضة في تونس و العدالة و التنمية في تركيا و المغرب والاحزاب الاسلامية في الجزائر و الاردن و يمكنها أن تقدم البشرى الحقيقية لمجتمع مدني متطور يستنشق الحرية و حق الاختلاف و التعددية بدون (طابوهات ) أو خطوط حمراء ” .
وأوضح الغنوشي بأن الشعوب تريد الاستقلال الحقيقي ، و لا تريد أن تستبدل محتلا فرنسيا بمحتل محلي و إنما تريد حكما يحترم هوية الشعب و خصوية الفرد و حريته وحقه في الاختيار ،وقال إن تاريخ ما يسمى بالاستقلال هو تاريخ القمع و المحاكمات ،و بالتالي لم يكن هناك تغيير ، فكما كان المحتل يسجن معارضيه تفعل العلمانية الحاكمة بالحديد و النار منذ الاستقلال المغشوش و إلى اليوم .” ففي الديمقراطيات يتم التداول على السلطة أما في الديكتاتوريات فيتم التداول على السجن فكلما قامت معارضة قوية واجهتها الديكتاتورية بأحكام بالسجن لعشرات السنين ” ووصف بعض الانظمة القائمة بأنها ” أنظمة متخلفة و ديكتاتورية فاعترافها ببعض الاحزاب شكلي و هو من لوازم الديكور فالانتخابات ليست انتخابات و لا توجد صحافة حرة والتعذيب سائد على أوسع نطاق ” .
ووصف الطغم الحاكمة بأنها ” طغم متغربة واصلت ما بدأته فرنسا التي حاولت القضاء على التعليم الزيتوني الذي حاول أهله تطويره من داخله ثم غضافة علوم الفيزياء و الكيماء داخل المعاهد و لكنها فرنسا حاولت جعل الزيتونة مجرد متحف لتاريخ المعرفة الدينية فحسب وذلك لابعاد الاسلام عن الحياة اليومية للافراد ” لكن فرنسا كما أكد الشيخ راشد لم تستطع القضاء على التعليم الديني ولكنها أنشأت نظاما موازيا و أنشأت جيلا جديدا سلمته السلطة رغم أن عدد طلاب المعاهد الفرنسية لم يكن يزد عن 4500 طالب بينما طلبة الزيتونة كانوا 27 الفا ،و اثناء الاحتلال و بعده تم تهميش خريجي الزيتونة ” وعاد الغنوشي للحديث عن العلمانية في الغرب و ما يمثلها من أنظمة مستبدة في البلاد العربية “العلمانية في الغرب قامت بتحرير العقل وتحرير الشعوب وارساء الديمقراطية أما العلمانية في البلاد العربية فهي كنيسة ، عملت وتعمل على سلخ الشعوب من هويتها الاسلامية وواجب الحركة الاسلامية هو تحرير الامة من سلطة الكنيسة هذه ” .
وذكر الغنوشي بأن النخب العلمانية عندنا تحولت إلى نوع من المافيا تمارس القرصنة و السمسرة بأقوات الشعوب و تشتغل موارد الدولة ابشع استغلال لتواصل الحكم ، وهم قوم كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلوبهم لا تخفق بحب الله ورسوله وإنما بمصلحة الغرب ” .
(*) تم كتابة هذا التقرير بناءا على ما تم تسجيله بالقلم وليس نقلا عن حديث مسجل وبالتالي فإن ما ورد في النص يتحمل ناقله المسئولية عنه وليس الشيخ راشد بالضرورة.
(2) هذا جزء يسير من محاضرة طويلة للشيخ راشد
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 27 ديسمبر 2006)
الاسلام بين الدين والدولة
ملف خاص بالانتخابات البحرينيّة
الخارطة السياسيّة والإعلاميّة للبحرين:
بالنسبة للخارطة السياسيّة ما تجدر ملاحظته هو أنّ القانون البحريني لا يسمح بوجود أحزاب سياسيّة، وما يسمح به هو وجود جمعيات سياسيّة والتي تلعب تقريبا نفس دور الأحزاب السياسيّة مع بعض الاختلافات المتعلّقة بسقف المطالب التي يمكن أن تهدف إليها (فلا يمكن للجمعيات السياسيّة أن تهدف إلى تغيير نظام الحكم)، كما لا يوجد بالبحرين حزب حاكم مقابل أحزاب معارضة كما هو الحال بالنسبة للعديد من البلدان العربيّة. فعلى أعلى هرم البناء السياسي نجد العائلة الحاكمة، ثم يليها الديوان الملكي ورئيس الوزراء، ثم بعد ذلك نجد المؤسسات الاجتماعيّة والتي تكون تحت تصرّف السلطة، ثم الجمعيات السياسيّة والتي نظريّا تكون مستقلّة كلّيا عن السلطة الحاكمة. ويطغى على هذه الجمعيات الطابع الطائفي، ويمكن تصنيفها حسب درجة ولائها إلى سبعة أصناف: الصنف أوّل، نجد الشيعة التابعة للسلطة مثل جمعية الرابطة الإسلامية الصنف الثاني، نجد الشيعة المعارضة للسلطة مثل جمعة الوفاق الوطني الإسلامي و جمعية العمل الإسلامية الصنف الثالث، نجد السنّة التابعة للسلطة مثل جمعية الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي و جمعية المنبر الوطني الإسلامي (إخوان) وجمعية الآصال الإسلامية (سلفيّين) و جمعية الشورى الإسلامية الصنف الرابع، نجد السنة المعارضة مثل جمعية العمل الإسلامية (أمل) الصنف الخامس، نجد خليطا من السنة والشيعة مثل جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي و جمعية العمل الوطني الديمقراطي الصنف السادس، نجد القوميين مثل جمعية التجمع القومي الديمقراطي الصنف السابع، نجد الليبراليين والديمقراطيين مثل جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) و جمعية ميثاق العمل الوطني. أمّا بالنسبة للمناخ الإعلامي فإنّنا لاحظنا أنّ الصحف تكاد تكون أبرز الوسائل الإعلاميّة فعالية وتأثير على المجتمع البحريني حسب تصريح كل من السيد منصور الجمري (رئيس تحرير صحيفة الوسط) والسيد إبراهيم بشمي (رئيس مجلس إدارة ورئيس هيئة التحرير بصحيفة الوقت). كما تميّز الإعلام البحريني بغياب ما يسمى بالصحف الحزبيّة والصحف الحكوميّة، حيث لا نجد على الساحة الإعلاميّة سوى الصحف الخاصة، والتي عادة ما تكون على ملك شركات المساهمة، وترتبط إدارتها وتوجهها بمن يملك أعلى نسبة من تلك الأسهم مثل صحيفة “الوطن” والتي تديرها بمجموعة البندر، وصحيفة “أخبار الخليج” وعلاقتها برئيس الوزراء وصحيفة “الوقت” وعلاقتها ببعض أعضاء الديوان الملكي وصحيفة “الأيام” وعلاقتها بأحد مستشاري الملك… هذا ما جعل أغلبيّة الصحف تميل بعضها للحكومة والبعض الآخر للطوائف الدينيّة أو الحزبيّة.
موقف الشارع البحريني من الفوز الساحق لجمعيّة الوفاق (جمعيّة الوفاق الوطني الإسلامي)
ارتبطت احتفالات الشارع البحريني وموقف من فوز الوفاق في الانتخابات النيابيّة الأخيرة بالعديد من المتغيّرات والرهانات الشعبيّة، والتي نذكر منها: أوّلا، التركيبة السكانيّة والديموغرافيّة الحاليّة للبحرين، حيث تمثل الشيعة الأغلبيّة الساحقة للمجتمع، وهذا ما يجعل فوزها وتأييدها أمرا طبيعيّا. ثانيا، سياسة التهميش التي تمارسها السلطة الحاكمة تجاه الشيعة، إذ ليس من حق المواطن الشيعي التمتّع بحق الوظائف الحكوميّة المتميّزة مهما كانت درجة كفاءته العلميّة وخبرته، فمثلا على مستوى الأمن تلتجأ الحكومة إلى توظيف اليمنيين والأردنيين والسوريين عوض عن توظيف المواطنين البحرينيين. كما أنّ التوظيف في قطاع الخدمات والتي تديرها الشركات الخاصة لا يحض بالعمل فيها سوى الآسيويين نظرا لقبولهم بالأجور المنخفضة. لأجل ذلك شكّل فوز الوفاق (الشيعة) نوعا من الانتصار للفئات المهمشّة والمقصية من عالم الشغل والتوظيف. ثالثا، أزمة السكن وشراء العقارات، فبعد أن دخل السعوديين والكويتيين عالم العقارات أصبح المواطن البحريني غير قادر على شراء العقارات وبناء المنازل، وهذه الأزمة غير مقتصرة على الشيعة بل تشمل كل المواطنين… لذلك شكّلت جمعيّة الوفاق منقذا اجتماعيّا، خاصة وأن الوفاق في برنامجه الانتخابي ركّز على هذه النقطة بالذات. رابعا، التاريخ النضالي والكاريزمي لقياديي الوفاق ولاسيما رئيسها علي سلمان الذي ظل لمدة طويلة في المهجر ومحروم من العودة لبلاده. خامسا، الضجة الإعلاميّة التي أحدثها تقرير البندر الذي وقع نشره وتوزيعه أثناء بداية الحملة الانتخابيّة، حيث كشف هذا التقرير تورّط الحكومة والموالين لها في تغيير البنية السكّانيّة للمجتمع البحريني لتصبح الشيعة أقليّة…
دور الهواتف الجوّالة في الحملات الانتخابيّة:
خلافا لما ذهب إليه كل من السيد منصور الجمري والسيد إبراهيم بشمي وغيرهم من أن الصحف هي الأكثر فاعليّة وتأثير في الحملات الانتخابيّة، صرّح لنا السيد عبد الله جناحي مدير الحملة الانتخابيّة لمنيرة فخرو وإبراهيم شريف عن جمعيّة العمل الوطني الديمقراطي (وعد) بأن ” كانت هناك معركة شرسة في توزيع الإشاعات على المرشحين عبر الإرساليات القصيرة الـsms وهي الأكثر فعاليّة في هذه الحملة الانتخابيّ” إذ تمكّن بعض المرشحين من إيصال يوميّا عشرات الرسائل القصيرة للناخبين بعد أن تحصلوا بطريقة أو بأخرى عن كشوف الناخبين وأرقام هواتفهم الجوّالة. وهذه الإرساليات منها ما وظّف من أجل التعبئة الانتخابية والدعاية ومنها ما وظّف من أجل نشر الإشاعات كما حدث ذلك مع الدكتورة منيرة فخرو، ويقول السيد عبد الله جناحي “فمن بين الإشاعات التي وقع توزيعها على المرشحة منيرة فخرو هي أنّها، شيوعيّة، تشرب الخمر، برجوازيّة وثريّة، متحالفة مع الشيعة، تسبّ الخلفاء الراشدين وهذا كذب ومغالطة، فالتصريح الذي أدلت به الدكتورة لأحد القنوات التلفزية عندما سئلت عن موقفها من الحديث النبوي الذي يقول “ما فلح قوم ولّوا أمرهم امرأة” قالت بأنّ هذا الحديث رواه أبو بكرة وهو حديث ضعيف واستشهدت بدارسة لفاطمة المرنيصي فوقع الخلط بين أبو بكرة وأبو بكر الصدّيق وهذه الإشاعات روّجها أيضا أئمة المساجد والمشايخ”. ولإحباط معنويات أنصارها ومؤيّديها وقع إرسال صبيحة يوم الانتخابات (25 نوفمبر2006) رسالة قصيرة تحمل إمضاء منيرة فخرو تقول أنها قرّرت سحب ترشحها بسبب حالتها الصحيّة، وفي المقابل قام مدير حملتها الانتخابيّة بالرد على هذه الرسالة للرفع من معنوياتهم.
الانتخابات البحرينيّة بين النزاهة والتزوير
حاولت السلطة البحرينيّة سوى عبر تصريحات اللجنة العليا للانتخابات أو عبر الصحف الموالية أو عبر الجمعيات السياسيّة التي تدور في فلكها وتربطهما مصالح مشتركة إلى التأكيد على نزاهة الانتخابات الأخيرة مستشهدين ببعض التصريحات الرسميّة والغير الرسميّة من بعض الجهات الحقوقيّة. وفي المقابل أكّدت لنا العديد من المقابلات التي قمنا بها مع الجهات التي لها علاقة بالعمليّة الانتخابيّة مثل مديري الحملات الانتخابيّة وبعض الجمعيات التي حرمت من حقّها في الحضور الإعلامي بسبب مواقفها عكس ذلك تماما، حيث وصفوها بالمهزلة الانتخابيّة، والتي تتضح على الأقل في ست نقاط أساسيّة مرفقة بشهادات وهي: أوّلا، قضية التجنيس، فقبل موعد الانتخابات بقليل منحت الحكومة للعديد من الأجانب حق التجنيس واشترطت عليهم المشاركة في الانتخابات والتصويت لجهة محدّدة. ثانيا، ترجيح الكفّة عبر ما يسمى بالمراكز العائمة، إذ شكّلت المراكز العائمة والتي لا ترتبط بدائرة انتخابيّة محدّدة وبمكان محدّد إحدى الوسائل الرئيسيّة المعتمدة في تزييف الانتخابات وترجيح كفّة الذين تريد لهم السلطة الفوز، فالمرشحة منيرة فخرو حقّقت فوزا كبيرا في دائرتها لذلك كان سقوطها عبر هذه المراكز العائمة. ثالثا، توجيه المشرفين على عمليّة الانتخابات لأصحاب الاحتياجات الخاصة مثل الشيوخ والأميّين و… حيث سجّل فريق المراقبة العديد من الخروقات في هذا الغرض، بل تقدّم البعض منهم بطعون ورفع دعوى قضائيّة في هذا الشأن. رابعا، تشريك الجيش وتوجيههم، فقد عبّر لنا العديد من مديري الحملات الانتخابيّة ولجان المراقبة أنّهم تحصلوا على شهادات تفيد أن الجنود تم تشريكهم في المناطق العائمة وطلب منهم التصويت لجهة محدّدة. خامسا، كشوف الناخبين، فعلى الرغم من مطالبة العديد من المرشحين بقائمة تشمل أسماء وعنوان وهواتف الناخبين إلاّ أن اللجنة العليا للانتخابات ظلّت تماطل إلى يوم موعد الانتخابات دون تمكينهم من ذلك في حين تمّكن البعض الآخر من المرشحين من هذه القوائم منذ بداية الحملة الانتخابيّة. سادسا، مشاركة بعض الأطفال في العمليّة الانتخابيّة، إذ تحصّلنا في هذا الغرض على شريط مسجّل لطفل لم يتجاوز السن التاسعة من العمر وهو يقوم بعمليّة التصويت رفقة والده.
(المصدر: موقع مجلة “كلمة”، العدد 48 – ديسمبر 2006)
الرابط:http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=424
تحريم الإسلام تأسيس حزب إسلامي!
أمريكا والدمقرطة والاسلاميون موضوعات قلق أكاديمي