الأربعاء، 19 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2765 du 19.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الأساتذة المضربون عن الطعام: بـــــــــــــــلاغ بيان اللجنة الوطنية لمساندة الأساتذة المضربين عن الطعام الأساتذة المضربون عن الطعام – لجنة الإعلام والاتصال: شهر على إضراب الجوع !!! يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع: اليوم التاسع والعشرون هيومن رايتس ووتش: رسالة للرئيس زين العابدين بن علي عن احتجاز المحامي الحقوقي سمير بن عمر هيومن رايتس ووتش: تونس: يجب الكف عن مضايقة الجماعة الحقوقية “غير المعترف بها” بي بي سي: هيومان رايتس ووتش تحتج على احتجاز حقوقي في تونس البديل عاجل: الندوة الصحفية لنقابة التعليم الثانوي البديل عاجل: التفويت في شركة المعامل الآلية بالساحل: – فضيحة أخرى من فضائح الفساد البديل عاجل: الذكرى الثالثة لاغتيال المواطن العربي الهيشري مغاربية: تونس تعين مرشدات من النساء وتعزز الخدمات الصحية لموسم الحج اسلام اون لاين :  1428هـ.. نجاد أشهر حاج والغنوشي أبرز ممنوع نصر الدين بن حديد: حلاوة التعذيب، بين حقّ المواطن وطعم الزبيب راشد الغنوشي: تأملات في الحج توفيق المديني: “إسرائيل” وتهويد القدس الشرقية ا ف ب: شيخ أصولي يدعو إلى مقاطعة شركات الملياردير نجيب ساويرس الحياة: هجوم «القاعدة» في الجزائر تحذير الى أوروبا الجزيرة.نت: فضائية ألمانية جديدة لتعريف أوروبا بالثقافة العربية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 431 بتاريخ 14 ديسمبر ‏2007‏

 http://pdpinfo.org/PDF/431.pdf

 


تونس في 19/12/2007

بـــــــــــــــلاغ

 

بعد شهر من إضراب الجوع الذي يشنه الأساتذة: محمد مومني و علي الجلولي و معز الزغلامي.

و بمناسبة عيد الأضحى المبارك توجه الأساتذة المضربون عن الطعام بالبلاغ التالي للتأكيد على ثباتهم في النضال و للتوجه إلى الرأي العام الوطني و العالمي لإبراز عدالة قضيتهم أمام تعنت سلط الإشراف

 و إصرارها على سياسة التشفي.

 

يمر اليوم شهر كامل عن إضراب الجوع الذي نخوضه في ثبات

 و عزيمة,هذا الإضراب الذي وجد دعما و مساندة من كل الفعاليات النقابية و المدنية و السياسية .

و رغم هذا الالتفاف الواسع حول قضيتنا العادلة و الإدانة القوية للمظلمة التي تعرضنا لها, فإن سلط الإشراف مازلت تدير ظهرها و تصم آذانها عن مطلب العدول عن الحيف الذي سلط علينا.

إننا و إعلاء منا لصيحة السخط و الإستنكار و تكثيفا لوتيرة الجوع الذي نقاوم به الجور و التعسف.

قررنا نحن المضربين عن الطعام قضاء كامل يوم الأربعاء 19ديسمبر 2007, الذي يصادف عيد الأضحى, دون ماء و لا سكر و لا دواء.

إننا إذ نقدم على هذا القرار فإننا نؤكد مضينا في دفاعنا المشروع عن حقنا في العمل كلفنا ذلك ما كلفنا .

*الأساتذة المضربون عن الطعام:

محمد مومني “أستاذ فلسفة”

علي جلولي أستاذ فلسفة”

معز الزغلامي”أستاذ أنقليزية”

    لجنة الإعلام والاتصال 

 

للمساندة والإطلاع:

216.71.337.667 Fax :

    profexclu@yahoo.fr                e-mail :

 synd_tunis@hotmail.com                                       

www.moumni.maktoobblog.com                                       

 

 

 

تونس في 18 ديسمبر 2007

 

 

شهر على إضراب الجوع !!!

 

يستكمل اليوم المضربون عن الطعام محمد المومني، معز الزغلامي و علي الجلولي شهرا كاملا لانطلاق إضراب

الجوع الذي اضطروا إليه بسبب طردهم من العمل تعسفا وبعد أن تجاهلت وزارة التربية والتكوين قضيتهم ورفضت إرجاعهم إلى سالف عملهم تحت مبّررات غير قانونية وادّعاءات بانقضاء “عقودهم” والحال أنهم غير متعاقدين ولا وجود للانتداب عبر العقود بالتعليم الثانوي.

لقد أصبحت حياة المضربين في خطر مما استوجب نقل اثنين منهم إلى مركز مختص تحت العناية المركزة يوم13/12/2007 ورغم ذلك يواصل المضربون الثلاثة إضراب الجوع بمقر النقابة العامة و يجدون من المناضلين النقابيين والحقوقيين والسياسيين والطلبة كل الدعم والمساندة وطنيا وعالميا وفي أجواء من السّخط على وزارة التربية والتكوين التي ساءت علاقات نقابات التربية والتعليم بها إلى أبعد الحدود.

وليس خفيّا على أحد أن استمرار إضراب الجوع الذي يتمسك به المضربون إلى حين إرجاعهم إلى عملهم  يتزامن  مع احتفال شعبنا بعيد الإضحى بكل ما يرمز إليه من معان ووقع ذلك على العائلات عموما وعائلات المضربين عن الطعام بصفة خاصة.

إن الصّمت الرّهيب الذي تعتمده وزارة التربية والتكوين والسلطة عموما تجاه مأساة هؤلاء المدرّسين لم يزد المضربين والمساندين إلا إصرارا . وحملة التضامن الواسعة لأحسن دليل على مشروعية قضيّتهم ألا وهي الحق في الشغل والحق في ممارسة النشاط النقابي المضمونان دستوريا ، ولذلك تبنّت النّقابة العامّة للتعّليم الثّانوي والاتّحاد العام التونسي للشغل ككل قضيّة هؤلاء الزّملاء و دافعت عنها عن طريق الحوار والضغط لكنّ سلطة الإشراف صمّت آذانها وانطوت على نفسها وأضحت تبرر التعسف .

أمام كل ذلك وبإصرار من المضربين وثبات من النقابة والمناضلين سيصبح عيد الإضحى هذه السنة رمزا للتضحية الحقيقية في سبيل الحق وإرجاع المطرودين إلى سالف عملهم . ولذلك ومواصلة للنضال والصمود ولإعلان صرخة عالية في وجه سلطة الإشراف يهمّ النقابة العامة للتعليم الثانوي أن تعلم الرأي العام الوطني والعالمي :

 1 ـ استمرار إضراب الجوع.

2 دخول أعضاء النقابة العامة في اعتصام بمقر النقابة انطلاقا من يوم الثلاثاء18/12/2007 وعلى امتداد كامل أيّام عيد الإضحى ودخول عضوين منها في إضراب جوع .

3 ـ فتح باب التطوّع لتنفيذ إضراب جوع تضامني خلال أيام عيد الإضحى بمقر النقابة العامة بتونس العاصمة.

4 ـ تشكيل لجنة وطنية لإسناد المضربين عن الطعام ودعم صمودهم بالتنسيق مع النقابة العامة للتعليم الثانوي.

5 ـ عقد ندوة صحفية يوم الاثنين 17 /12/ 2007 على الساعة 11 صباحا بمقر النقابة العامة 17 نهج سوق أهراس بتونس العاصمة (بطحاء محمد علي الحامي)

  لجنة الإعلام والاتصال

        للمساندة والاطلاع :

 

216.71.337.667 Fax :

 profexclu@yahoo.fr e-mail :

synd_tunis@hotmail.com         

www.moumni2.maktoobblog.com

           

 


دفاعا عن الحق في الشغل، دفـاعا عن الحق النقـابي: بيان اللجنة الوطنية لمساندة الأساتذة المضربين عن الطعام

 
  تونس في 18 ديسمبر 2007 يدخل الإضراب عن الطعام الذي يشنه الأساتذة: معز الزغلامي محمد المومني وعلي الجلولي يومه التاسع والعشرين وذلك من أجل المطالبة بحقهم في الرجوع إلى سالف عملهم واحتجاجا على قرار وزارة التربية والتكوين لطردهم بسبب ممارستهم لحقهم النقابي. إن إضرابهم يهدف إلى الدفاع عن حق الشغل والحق النقابي اللذين ضمنهما دستور البلاد التونسيّة والعديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسيّة. وقد حظي الإضراب بمساندة خاصة من هياكل قطاع التعليم الثانوي وهياكل الإتحاد العام التونسي للشغل، كما عبرت مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وجمعيات مستقلة عن تضامنها ودعمها. ورغم المساعي التي بذلتها قيادة الإتحاد والنقابة العامة للتعليم الثانوي، ونظرا لتدهور الحالة الصحية للمضربين لا تزال وزارة التربية والتكوين تمعن في عدم التراجع في قرارها. لذا وإزاء هذه الأوضاع واقتناعا ما بحق كل مواطن في العمل القار وفي ممارسة الحريات النقابية، فإن الممضين أسفله يعلنون عن تكوين لجنة وطنية لمساندة الأساتذة المضربين عن الطعام كرافد للتحركات التي تخوضها هياكل الإتحاد العام التونسي للشغل وبتوافق معها. كما تهيب اللجنة بكل الأحزاب والمنظمات الديمقراطية والمستقلة وأصحاب الضمائر الحية لحشد المزيد من الدعم والمؤازرة لهؤلاء المضربين كما تحمل المسؤولية القانونية في ما قد يصيبهم من أذى للسلط ولوزارة التربية والتكوين. سعيدة قرّاش (محامية) – أحلام بالحاج (طبيبة جامعية) – خالد الكريشي (محام) – أنور القوصري (محام) – لطفي الحجي (صحفي) – خليل الزاوية (طبيب جامعي) – شكري بلعيد (محام) – مسعود الرمضاني (أستاذ) – محمد جمور (محام) – جلول عزونة (كاتب) – العياشي الهمامي(محام) – أحمد القلعي (أستاذ) – ماهر حنين (أستاذ) – منذر الشارني (محام) – رشيد الشملي (جامعي) – محمد براهمي (متصرف عام) – علي فلاح (طالب) – هيثم التباسي (معطل) – عبد الرحمان الهذيلي (أستاذ). عـن اللجنــة عبد الرحمان الهذيلي (المصدر: “البديل عاجل” عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 18 ديسمبر 2007)

 


 

يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع

 

اليوم التاسع والعشرون لإضراب الجوع:  18  ديسمبر 2007

 

تلقّى المضربون زيارة  من الأطباء المراقبين وبعد الكشف صرح الفريق الطبي أن المضربين في حالة إنهاك قصوى أنّ المؤشّرات البيولوجية بصدد الهبوط الحاد خاصة درجة البوطاسيوم أما من حيث الوزن فقد فقدَ المضربون عشرة كيلوغرامات كما يتواصل الاضطراب في ضغط الدم وجدّدوا تأكيدهم  على وقف إضراب الجوع. 

 

المساندات والزيارات…

* شهر يمرّ على انطلاق إضراب الجوع الذي يخوضه الأساتذة بثبات وفي صمود وقد تزامن تواصل الإضراب مع الإحتفال بعيد الإضحى. إلاّ أن المناضلين لم يفتروا ولم ينصرفوا للاحتفال بالعيد، فواصلوا تضامنهم مع المضربين في تحدّ للغطرسة كما لم تتوقف رسائل وبرقيات الدعم والإسناد:

* تلقى المضربون برقية معبّرة من الرابطة الشيوعية الثورية (LCR) بإمضاء “ألان كريفين” Krivine  Alain  جددوا خلالها التضامن معهم من أجل إرجاعهم إلى العمل  بعد طردهم بطريقة مشينة (scandaleuse) على خلفية نشاطهم النقابي.

* أصدرت الشبكة الأورومغاربية للمواطنة والثقافة (REMCC) رسالة إلكترونية مساندة للمضربين من أجل حقوقهم وإعادتهم إلى سالف عملهم ودفاعا عن كرامتهم.

* من جندوبة أبرقت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي إلى المضربين لتأكيد المساندة المطلقة ودعم الصمود من أجل حق العمل ودفاعا عن الحق النقابي.

* عبرت النقابة الأساسية للمصالح الفلاحية بالسبيخة عن مساندتها المطلقة للمضربين عن الطعام دفاعا عن الحق في العمل وحرية العمل النقابيّ وحمّلت سلط الإشراف مسؤولية التداعيات الصحية الخطرة للمضربين.

* كما تعدّدت زيارات الدعم والمساندة للمضربين من المناضلين والمناضلات النقابيين والطلبة وقد جدد إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل دعمه المطلق ومساهمته في الدفاع عن الحق المشروع للأساتذة المطرودين في العودة إلي مواقع عملهم. وللتأكيد فإن مناضلي إتحاد المعطلين يشاركون بفعالية ونجاعة في كلّ فعاليات المساندة مع المضربين.

 

إضرابات جوع تضامنية …

        دخل عديد المناضلات والمناضلين في إضراب جوع تضامني :

الأخوات والإخوة: سهى الميعادي، نعيمة مسلم، رفيقة الرقيق، زهير الجويني، عزالدين الزهليلي، نصرالدين العكرمي، محمد الحبيب بالحاج، نفطي الحولة، محمد علي الماجري، خالد بن قمرة، عبد الرزاق عويدات، نعيم بوفايد، عبد الله قرام، سامي الطاهري، لسعد اليعقوبي، الهادي بن رمضان، محمد رضا جميلي، صالح العرفاوي، عمار العبيدي، محسن الماجري، نور الدين الصّولي، ألفة بعزاوي.

        ويستمرّ إضراب الجوع التضامني من الإخوة لسعد اليعقوبي وسامي الطاهري ونعيم بوفايد وعبد الله قرام وفتحي بن علي (الدّبك) ووناس النجومي ورانيا محجوب ومنير العبيدي وأحمد الجدعاوي وحمّادي بن ميم  وهزار الطرابلسي وعبد الوهاب الطّوايبي ونور الدين ورتتاني وصالح جلال خلال أيام العيد.

 

اعتصام أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي:

        بقرار من النقابة العامة ينفّذ أعضاء المكتب اعتصاما بمقر النقابة العامة خلال أيام العيد تضامنا مع المضربين عن الطعام وتعبيرا عن احتجاجهم الصارخ على وزارة التربية والتكوين.

 

إضراب جوع وحلقات نقاش…

        شهدت مقرات الإتحاد حضورا مكثفا للمناضلين والمناضلات، من الإتحاد ومن الطلبة والحقل المدني، عديد النقاشات الفكرية والسياسية حول قضايا نقابية مدارها النضال من أجل تكريس حق الشغل والحق النقابي. وتوجت تلك النقاشات بعديد التوصيات المرتبطة بإضراب الجوع وتفعيل دور الإتحاد وهياكله المناضلة للدفاع ضد البطالة ومن أجل الحرية والكرامة.

 

المضربون عن الطعام في لقاء شيّق مع النقابيين ليلة العيد…

        كان للمضربين لقاء مع أعضاء النقابة العامة وبعض الإطارات النقابية من قطاعات أخرى. لقاء أخوي ليلة العيد، في اليوم الثلاثين من إضراب الجوع إتّسم بأجواء من الطرافة والتآزر.

        كما تلقّى المضربون عشرات المكالمات الهاتفية للتهنئة بالعيد والتضامن معهم…

 

إضراب الجوع في الإعلام الدّولي…

        *”لومند” LE MONDE : تعرضّت “لومند” بتاريخ 14/12/2007 إلى إضراب الجوع تحت عنوان: “ثلاثة مدرّسين في إضراب جوع منذ قرابة شهر” بإمضاء “فلورنس بوجي”. وقد تحدّثت عن نقل اثنين منهما في حالة خطرة إلى المستشفى. وتطرّقت إلى تبريرات الوزارة في قرارها التعسّفي وتوضيحات النقابة في الغرض.

        * يو. بي. أي.: تطرّقت إلى إضراب الجوع ووجهة نطر الوزارة المبررة للطرد التعسفي والنقل الإعتباطية لبعض الأساتذة بسبب نشاطهم النقابي وموقف النقابة من القضية

        * أ. ف. ب.: تناولت في تغطيتها للمظلمة مختلف جوانب الموضوع من الناحية النقابية والسياسية والصحيّة، وتوقفت عند الموقف النقابي الذي شرح أبعاد القضية ومختلف استتباعاتها.

        * رويترز: ركزت على التدهور الصحي للمضربين إثر نقل اثنين منهما للمستشفى وذكرت بتداعيات الإضراب وأسبابه.

        * جريدة الشروق: نقلت عن الندوة الصحفية التي عقدتها النقابة العامة للتعليم الثانوي بوم 17/12/2007 وجهة نظر النقابة من القضية.

        * جريدة الوطن: استعرضت قرارات لقاء الجهات للدفاع عن قضية الأساتذة المضربين عن الطعام.

        * الطريق الجديد: استعرضت أطوار القضية ومختلف الخطوات التي قطعتها النقابة العامة لتسوية الملف.

 

النقابة العامة تعقد ندوة صحفية:

        عقدت النقابة العامة للتعليم الثانوي ندوة صحفية حضرها ممثلو وسائل الإعلام: الشروق، الوطن، الصريح، الموقف، أخبار الجمهورية، أ. ف. ب.، الشعب، الطريق الجديد، مواطنون، قناة “الحوار التونسي”. وقد غاب عن الندوة الصحفية ممثلو وسائل الإعلام الأخرى خاصة منها “وكالة تونس إفريقيا للأنباء” !!!

        النقابيون لن يحتفلوا بعيد الإضحى ما دام زملاؤنا في إضراب جوع: لقد تطرّقت النقابة العامة للتعليم الثانوي لمختلف أبعاد القضية والقرارات التي نفذها القطاع دعما للمضربين عن الطعام واحتجاجا على قرارات الوزارة. كما أكّدت النقابة على الطابع النقابي لهذه القضية وأبرزت حجم المساندة والدعم الكبيرين للإضراب. وأعلمت باستمرار إضراب الجوع رغم تدهور الحالة الصحية للمضربين استعداد النقابة للتفاعل مع الحلول التي تنصف المضربين.

رسالة المضربين في يوم العيد…

        قرّر الأساتذة المضربون عن الطعام: محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي الامتناع عن تناول الماء والسكر والأدوية وإقرار اليوم الثلاثين من إضرابهم الموافق للاحتفال بعيد الإضحى يوم إضراب جوع وحشي.

 

إسناد المضربين عن الطعام…

        أصدرت اللجنة الوطنية لمساندة الأساتذة المضربين عن الطعام بيانها الأول وتوجهت من خلاله إلى الأحزاب والمنظمات الديمقراطية والمستقلة وأصحاب الضمائر الحية لحشد المزيد من الدعم والمؤازرة للمضربين. كما حمّلت السّلط ووزارة التربية والتكوين المسؤولية القانونية في ما قد يصيبهم من أذى.

أعضاء اللجنة:

– سعيدة قرّاش (محامية) – أحلام بالحاج (طبيبة جامعية) – خالد الكريشي – أنور القوصري (محامي) – لطفي الحجي (صحفي) – خليل الزاوية (طبيب جامعي) – شكري بلعيد (محام) – مسعود الرمضاني (أستاذ) – محمد جمور (محام) – جلول عزونة (كاتب) – العياشي الهمامي(محام) – أحمد القلعي (أستاذ) – ماهر حنين (أستاذ) – منذر الشارني (محام) – رشيد الشملي (جامعي) – محمد براهمي (متصرف عام) – علي فلاح (طالب) -هيثم التباسي (معطل) – عبد الرحمان الهذيلي (أستاذ): منسق اللجنة (216.97456541).

       

        نشرت فيدرالية التونسيين من أجل مواطني الضفتين (FTCR) ملفا شاملا باللغة الفرنسية غطى كل جوانب إضراب الجوع. كما تنظم يوم 19/12/2007 يوما تضامنيا مفتوحا مع المضربين بمقرها بباريس.

        أصدرت لجنة الإعلام والاتصال بيانا باللغتين العربية والفرنسية في اليوم الثلاثين من إضراب الجوع المتزامن ليوم عيد الإضحى.

 

  

 

 لجنة الإعلام والاتصال

 

للمساندة والإطلاع:

216.71.337.667 Fax :

    profexclu@yahoo.fre-mail :

            synd_tunis@hotmail.com              

               www.moumni2.maktoobblog.com

 

 


رسالة للرئيس زين العابدين بن علي عن احتجاز المحامي الحقوقي سمير بن عمر
18 ديسمبر/كانون الأول 2007  الرئيس زين العابدين بن علي  قصر الرئاسة  قرطاج، تونس    سعادة الرئيس،  تكتب إليكم هيومن رايتس ووتش احتجاجاً على احتجاز الشرطة للمحامي الحقوقي سمير بن عمر في 7 ديسمبر/كانون الأول. وترى هيومن رايتس ووتش هذا الاحتجاز بمثابة محاولة لتهديد بن عمر ولغيره من أعضاء الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين (Association Internationale de Soutien aux Prisonniers Politiques, AISPP)، وهي منظمة حقوقية مستقلة تعمل منذ خمسة أعوام ومقرها تونس. وكان ثلاثة رجال من الشرطة في ثياب مدنية قد زاروا حوالي التاسعة صباح ذلك اليوم مكتب سمير بن عمر في تونس وطلبوا إليه أن يرافقهم إلى مركز الشرطة في سيدي البشير، وهو الحي التونسي الذي يسكن فيه أبواه. ورفض هذا على أساس من أنه ليس معهم الأوامر الكتابية الخاصة باستدعائه التي يستوجبها القانون، ثم غادر رجال الشرطة.    وحوالي الساعة العاشرة صباحاً غادر سمير بن عمر مكتبه وشرع في السير في شارع الجزيرة، فأوقفه ثلاثة رجال شرطة في ثياب مدنية ووجهوه إلى سيارة متوقفة. ولم يستخدم الرجال القوة لأن بن عمر لم يحاول المقاومة. وقال فيما بعد لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم يقاوم لأنه أحس أن لا خيار أمامه سوى أن يرافقهم.    ونقل الرجال في الثياب المدنية بن عمر إلى مركز شرطة سيدي البشير. وهناك أخطره الضابط المسؤول بالمركز أنه – بن عمر – كان يعقد اجتماعات في مكتبه. ولم يحدد الضابط لبن عمر أي اجتماعات يشير إليها، لكنه ذكر أن أنشطة بن عمر الخاصة بالجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين هي أنشطة غير قانونية، بما أن الجمعية تعتبر جمعية “غير معترف بها”. وبموجب قانون الجمعيات التونسي، يتم فرض أحكام بالسجن وغرامات على الأشخاص الذين يقومون بأنشطة تخص جمعية “غير معترف بها”.    ورد بن عمر بأنه يعتبر الجمعية منظمة قانونية لأنه بموجب القانون، تحصل الجمعية على الاعتراف القانوني الضمني إذا قدمت أوراقها الخاصة بالتأسيس إلى وزارة الداخلية ولم يتم الرد عليها بالرفض الرسمي خلال 90 يوماً، وهو ما حدث مع الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين في 2002 و2003. وهو عضو مؤسس للجمعية وعضو بلجنتها التوجيهية.    وطبقاً لبن عمر، فقد رد مأمور الشرطة بأن هذه المسألة متروكة للمحاكم لتبت فيها، وأنه لا يريد إلا أن يحذر بن عمر من عقد اجتماعات في مكتبه وأن يكف عن القيام بأنشطة تخص الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين. وعرض المأمور على بن عمر بياناً يصف النقاش الذي دار بينهما ليوقع عليه. لكنه رفض توقيعه وغادر مركز الشرطة.    وفي بريد إلكتروني ورد في 11 ديسمبر/كانون الأول من مسؤولين تونسيين، وأكدوا فيه لـ هيومن رايتس ووتش السبب وراء الاستدعاءات لكنهم لم ينكروا أن الشرطة اصطحبت بن عمر بالقوة:  لم يتم “أخذ” السيد سمير بن عمر إلى أي مركز شرطة ولا هو “اختُطف”. بل سُئل ببساطة أن يذهب إلى مركز الشرطة ليقال له إن الجمعية الدولية لمساندة السجناء ليست جمعية قانونية. وقبل الذهاب وذهب بمحض إرادته. وحدث كل هذا في ظروف طبيعية. وقد غادر بعد أن تم إخطاره.   وتعتقد هيومن رايتس ووتش بأن ما حدث يخالف هذا البيان، إذ يبدو أن احتجاز بن عمر غير قانوني وتم مصحوباً بتهديد ضمني باستخدام القوة. فقد قال بن عمر لرجال شرطة في ثياب مدنية قبل ساعة من هذا إنه لن يقبل طلبهم بالذهاب إلى مركز الشرطة دون وجود الأمر القانوني الكتابي المطلوب. إلا أن عناصر الشرطة واجهوه في الطريق بعد ساعة وأمروه بركوب السيارة معهم. وقد “قبل الذهاب” فقط لأن كان لديه من الأسباب الكافية للاعتقاد بأن هؤلاء الرجال سيستخدمون القوة إذا هو رفض. ولم يُظهروا له في أي وقت أمراً كتابياً يفوضهم باحتجازه.    ثانياً، فيما يخص موضوع استدعاءه، تعتقد هيومن رايتس ووتش أن الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين لها كل الحق في العمل كنظمة حقوقية وأن رفض السلطات اعتبارها قانونية ليس أكثر من جهد مبذول لإسكات أشخاص يوثقون ويكشفون ظروف حقوق الإنسان القائمة في تونس. ومن الجلي أن من بين أسباب رفض السلطات منح الاعتراف القانوني بالجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين أثناء النظر في الطعن برفض تسجيل الجمعية كان حقيقة أن مجرد اسم الجمعية يعني وجود سجناء سياسيين في تونس.    كما أن السيد بن عمر له كل الحق في السعي للعمل السلمي في الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين أو في أية قضية حقوقية، بما في ذلك استضافة الاجتماعات في مكتبه.    وجهود السلطات المبذولة لتهديد السيد سمير بن عمر بسبب نشاطه الحقوقي وكذلك غيره من المدافعين عن حقوق الإنسان بواسطة تهديده هو، يعتبر تدخلاً في حقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات، وهي الحقوق المكفولة بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي صادقت عليه تونس. والدستور التونسي يمنح هذه الحقوق بموجب المادة 8 منه.    ولهذا ندعو حكومتكم إلى الكف عن اتخاذ الإجراءات الرامية إلى إعاقة أنشطة حقوق الإنسان التي تبذلها الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين وأعضاؤها. كما نبدي قلقنا إزاء احتجاز الشرطة للسيد سمير بن عمر في 7 ديسمبر/كانون الأول، وهذا على نحو غير قانوني، كما نرحب بأية معلومات تقدمونها للكشف عن أن هذا الاعتقال تم بموجب القانون.    ونشكركم على اهتمامكم ونرحب بردكم.    مع خالص التقدير،  /s/  سارة ليا ويتسن  مديرة  قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    نسخة إلى: السفير محمد نجيب حشانة، السفير التونسي في واشنطن
 

(المصدر: موقع منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية بتاريخ 18 ديسمبر 2007)

الرابط: http://hrw.org/arabic/docs/2007/12/18/tunisi17582.htm

 


تونس: يجب الكف عن مضايقة الجماعة الحقوقية “غير المعترف بها”

الشرطة تحذر المحامي من العمل مع جمعية السجناء السياسيين (نيويورك، 18 ديسمبر/كانون الأول 2007) – قالت هيومن رايتس ووتش في رسالة بعثت بها اليوم إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إن على السلطات التونسية أن تكف فوراً عن مضايقاتها الجارية بحق جمعية حقوقية مستقلة بدعوى أنها لا تتمتع بالوضع القانوني.  واحتجت هيومن رايتس ووتش في الرسالة على احتجاز الشرطة في 7 ديسمبر/كانون الأول للمحامي سمير بن عمر، وهو أحد المشاركين في تأسيس الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين ومقرها تونس، كما أنه أحد أعضاء لجنتها التوجيهية. وأطلقت الشرطة سراح بن عمر بعد توجيه التحذير إليه بالكف عن أنشطته الخاصة بالجمعية، وهي منظمة رفضت السلطات الاعتراف بها قانوناً منذ تأسيسها قبل خمسة أعوام. ويفرض القانون التونسي أحكاماً بالحبس وغرامات على الأشخاص الذين ينشطون في جمعيات “غير معترف بها”.    وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن تبرير السلطات التونسية لرفضها الاعتراف القانوني بالجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين يكشف عن الكثير؛ إذ أن اسم الجمعية يوحي بأن في تونس سجناء سياسيين”، وتابعت قائلة: “وهذا الجهد المبذول لإسكات سمير بن عمر لن يتسبب إلا في التأكيد على حقيقة أن السلطات تضايق التونسيين الذين يشيرون إلى أن الحكومة تحتجز سجناء سياسيين”.  
(المصدر: موقع منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية بتاريخ 18 ديسمبر 2007)  


هيومان رايتس ووتش تحتج على احتجاز حقوقي في تونس

وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان رسالة للرئيس التونسي زين العابدين بن علي احتجاجا على احتجاز الشرطة للمحامي الحقوقي سمير بن عمور. وتعتبر هيومن رايتس ووتش احتجاز المحامي “بمثابة محاولة لتهديد بن عمور وغيره من أعضاء الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين، وهي منظمة حقوقية مستقلة تعمل منذ خمسة أعوام ومقرها تونس.” وتقول ووتش في رسالتها ان “ثلاثة رجال من الشرطة في ثياب مدنية زاروا حوالي التاسعة صباح ذلك اليوم مكتب سمير بن عمور في تونس وطلبوا إليه أن يرافقهم إلى مركز الشرطة، لكنه رفض لغياب الأوامر الكتابية الخاصة باستدعائه التي يستوجبها القانون، فغادر رجال الشرطة.” بعدها “غادر بن عمور مكتبه فأوقفه ثلاثة رجال شرطة في ثياب مدنية ووجهوه إلى سيارة متوقفة. ولم يستخدم الرجال القوة لأن بن عمور لم يحاول المقاومة”، حسب الرسالة المنشورة على موقع المنظمة. ونقل رجال الشرطة بن عمور إلى مركز الشرطة حيث أخطره الضابط المسؤول بالمركز أن أنشطته الخاصة بـ”الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين” غير قانونية، بما أن الجمعية تعتبر جمعية “غير معترف بها”. يذكر ان قانون الجمعيات التونسي يقضي بفرض أحكام بالسجن وغرامات على الأشخاص الذين يقومون بأنشطة تخص جمعية “غير معترف بها”. وتقول الرسالة الموقعة باسم سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ان المنظمة تعتقد أن “الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين لها كل الحق في العمل كمنظمة حقوقية وأن رفض السلطات اعتبارها قانونية يهدف لإسكات أشخاص يوثقون ويكشفون ظروف حقوق الإنسان القائمة في تونس.” وتضيف المنظمة ان من أسباب رفض السلطات منح الاعتراف القانوني بالجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين ان “مجرد اسم الجمعية يعني وجود سجناء سياسيين في تونس.”
 

(المصدر: موقع بي بي سي بالعربية (بريطانيا) بتاريخ 19 ديسمبر 2007)

الرابط: http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7151000/7151679.stm

 

وفاة والد الزميل الإعلامي الجمعي قاسمي

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ لقد بلغنا وفاة الأب علي بن السحبي قاسمي والد الزميل الإعلامي الجمعي قاسمي مدير مكتب وكالة يونايتدبرس أنترناشيونال (UPI) بتونس رحمه الله. غفر الله للفقيد وتغمده برحمته ورضوانه  وأصلح  ذريته جميعاً.  نسأل الله أن يجبر مصيبتكم جميعا،  وأن يحسن لكم الخلف،  وأن يعوضكم الصلاح والعاقبة الحميدة.  جبر الله مصيبة الجميع، وضاعف لكم جميعاً الأجر، وغفر للوالد علي بن السحبي قاسمي، وأسكنه فسيح جنته، إنه سميع قريب.

للتعزية هاتف :0021698536964 فاكس:0021671977247 بريد ألكتروني:jgasmi@upi.com  أو gasmi.jomai@gnet.tn


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تهنئة أسرة السبيل أونلاين نت بعيد الإضحى

 بمناسبة حلول عيد الإضحى المبارك يطيب لأسرة السبيل أونلاين نت أن ترفع أسمى معانى التبريكات وأخلص الأماني الطيبات إلى كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وإلى الشعب التونسي وإلى كل محبي ومتصفحي الموقع ونسأل الله أن يعيده عليكم جميعا سنين عديدة وأزمنة مديدة

عيد مبارك على الجميع وكل عام وأنتم بخير

أسرة السبيل أونلاين نت

رابــــط الموقــــــــــــع

http://www.assabilonline.net/

للمساهمة ومراسلة الموقع

info@assabilonline.net   

 

 

 

الندوة الصحفية لنقابة التعليم الثانوي

 

عقدت نقابة الأساتذة صباح يوم الاثنين 17 ديسمبر 2007 بدار الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة تونس ندوة صحفية حضرها عدد من وسائل الإعلام والنقابيين والديمقراطيين والمهتمين بإضراب الجوع الذي يشنه منذ 20 نوفمبر الماضي ثلاثة أساتذة تم طردهم من العمل دون موجب قانوني أو مهني عدى أنهم نقابيون ومناضلون معروفون بنشاطهم النقابي وهم الأساتذة محمد المومني (أريانة) وعلي الجلولي (قبلي) وهما أستاذا فلسفة ومعز الزغلامي. وكان الكاتب العام للنقابة رحب بالحضور وقدم فكرة عم تطورات الإضراب مؤكدا أنه بعد 28 يوما من الإضراب ما تزال الوزارة متصلبة ومتجاهلة للملف وبالمقابل لم يزد ذلك المضربين إلا إصرارا على المواصلة حتى الاستجابة لمطلبهم وما تزال النقابة العامة أيضا متمسكة بمواصلة الإضراب الذي لن يقع حله إما بإرجاعهم أو حصول جلسة عمل توافق فيها الوزارة على عودة المطرودين. وذكر الكاتب العام بقرارات لقاء الجهات الأخير وخاصة قرار الإضراب القطاعي ليوم 10 جانفي المقبل. وقدّم لمحة عن التحركات التي جرت مؤخرا حول هذا الموضوع (الشارة الحمراء، وإضراب جهة صفاقس، الخ.). كما قدّم فكرة عما تنوي النقابة العامة القيام به من الآن حتى موعد إضراب 10 جانفي القادم مذكرا بحملة المساندة الواسعة التي لقيها الإضراب من الهياكل النقابية بما في ذلك الهيئة الإدارية الوطنية ومن المناضلين من مختلف القطاعات والجهات ونوّه بأشكال المساندة والدعم المختلفة التي تمّ التعبير عليها. وتوجّه بالشكر لكل الصحف التي غطت الإضراب الذي يعاني من حصار إعلامي. من جهة أخرى ركز الشاذلي قاري على أن الإضراب يجري بإشراف النقابة العامة وهي الماسكة بالملف الذي هو ملف نقابي محض ولن تسمح لأي كان بركوب أو توظيف الإضراب والملف عموما. ثم فتح الباب لتساؤلات الصحف الحاضرة وهي الطريق الجديد والموقف والشروق والوطن من تونس، وصحيفة العرب القطرية، وتمحورت أسئلة الصحافيين حول الجوانب التالية: جريدة الطريق الجديد : الوزارة تتحمل المسؤولية الأولى في هذا الملف، لكن القرار بالدخول في الإضراب بدأ نقابيا وسيظل نقابيا لكن ماذا فعلت النقابة العامة مع المركزية النقابية لفتح باب التفاوض؟ وهل وقع التفكير في فك الإضراب؟ هل النقابة العامة مستعدة للتفاعل مع المبادرات؟ وهل كان فعلا حضور النقابة العامة وراء الجلسة التفاوضية بين المركزية النقابية والوزارة؟ وهل النقابة العامة مستعدة لأن تترك للمركزية الفرصة للتدخل لمعالجة هذا الملف؟ ولاحظ بعضهم أنه كإعلامي حضر مسيرة يوم 13 ديسمبر ولاحظ أن الحضور كان باهتا متسائلا حول ما إذا كان ذلك يعني أن الموقف النقابي غير جدي، وتساءل أحد الصحفيين عمّا إذا كان للنقابة العامة وحتى بعض القطاعات الأخرى من قطاع التعليم خطة للتصدي لهجمة الوزارة خاصة بعد أن تم إلغاء إضراب 17 / 10 وإمضاء اتفاق بين الوزارة والنقابة العامة للتعليم الثانوي؟ وطلب صحفي جريدة العرب القطرية توضيحا حول ما كان رأي الوزارة، هل رفضت التفاوض تحت الضغط، وهل هناك خشية من تسييس الإضراب وهل هناك فعلا مساعي لتوظيفه ومن هي الأطراف الساعية لذلك؟ وأكد الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي في ردّه أن المركزية النقابية راغبة منذ اليوم الأول للإضراب في حله مضيفا “ولكننا لن نوقف الإضراب إلا إذا توصلنا إلى حلول أو لأسباب صحية”. وفي جواب آخر قال الكاتب العام “الأسبوع الماضي أعلمني علي رمضان بجلسة مع مدير ديوان الوزير حول الموضوع، فكان ردّي : إذا كانت مجرد جلسة مع رئيس الديوان ويراجعني بنفس الجواب القديم المعروف فإني لن أذهب لهذه الجلسة، فاتصل به وعلم أنه لا يملك حلا جديدا” وأضاف الشاذلي قاري: “ذهب علي رمضان والمنصف الزاهي فوجدا في انتظارهما مستشارين للوزير فانسحبا من الجلسة”. وجاء كذلك في ردود الكاتب العام أن مسيرة يوم 13 / 10 كانت عفوية ولم تبرمج وبالتالي لم تقع الدعوة لها والحاضرون لم يأتوا لمسيرة ولكن حضور الأساتذة عند تنفيذ القرارات النقابية في المعاهد ليس باهتا. وأكد على أنّ النقابة العامة ليست مرتبكة ولا ترغب في مزيد تدهور صحة المضربين ولكنها لا ترغب في حل الإضراب قبل التوصل إلى حل للمشكل. وقال الشاذلي قاري “أن الإضراب بدأ نقابيا وسيتواصل نقابيا ونحن لا نغلق الباب أمام كل من يساند الإضراب من النقابيين ومن مكونات المجتمع المدني وفق الخطة النقابية الموضوعة وسنكون كما كنا منذ البداية حذرين حيال أي محاولة للتوظيف ولكن للحقيقة لم نلاحظ حتى الآن من يحاول توظيف الإضراب”. وفي جواب آخر قال الكاتب العام للنقابة العامة :”المضربون ليسوا انتحاريين بل هم مناضلون يدافعون عل حقهم وقد جرت عدة اتصالات مع الأمين العام للاتحاد وعبرت النقابة العامة عن حرصها على ضرورة فك الإضراب ولكن النقابة العامة لا تفكر أيضا في حل الإضراب من دون حل وحل حقيقي وليس حلول جزئية ولا تفكر في تعليق جزئي للإضراب”. (المصدر: “البديل عاجل” عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 18 ديسمبر 2007)  


التفويت في شركة المعامل الآلية بالساحل: فضيحة أخرى من فضائح الفساد

 
تعدّ شركة المعالم الآلية بالساحل (AMS) التي بعثت سنة 1962 أول مركّب صناعي تونسي حديث أنجز بعد إعلان 20 مارس 1956. وهذه الشركة هي من جيل الفولاذ (منزل بورقيبة) “والسوجيتاكس” (قصر هلال) وقد اكتسبت أهمية لا من حيث عدد العمال والكوادر المشتغلين بها (حوالي 1200 في فترات ازدهار) فحسب بل كذلك من حيث الدور الذي لعبته على الدوام في الصناعة التونسية سواء في مستوى جودة منتوجاتها النهائية أو في مستوى تأثيرها في القطاع الصناعي عامة إذ أن شركة “المعامل الآلية بالساحل” ظلّت تستقبل سنويا أعدادا هامة من المتربصين القادمين من الكليات والمدارس العليا لإعدادهم للإلحاق بمختلف القطاعات الصناعية. ومن المعلوم أن شركة “المعامل الآلية بالساحل” التي توسعت في الأثناء وأصبحت تتكون من فرعين AMS1 وAMS2 تنتج مواد مختلفة، فالفرع الأول (AMS1) الذي هو الموضوع الرّئيسي لمقالنا هذا ينتج أواني الأكل (ملاعق، شوكات، سكاكين…) والطّبخ (قدور، بمختلف أنواعها بما فيها “الكوكوت”…) والصنابير الصحيّة (Robinetterie sanitaire) وصنابير البناء (robinetterie jaune) ويستأثر الفرع بـ60 إلى 70% من السوق التونسية في مجال اختصاصه وتعدّ منتوجاته ذات جودة عالية أما الفرع الثاني (AMS2) فهو مختصّ في أنتاج الأقفال (les serrures)، والمحازق (les boulons) والبراغي (les vis) وعندما اشتدّت موجة التفريط في المؤسسات العمومية (أي الخوصصة) بضغط من مؤسسات النهب الدولية (البنك العالمي، وصندوق النقد الدولي…) والدول الامبريالية اتجهت أطماع أصحاب رؤوس الأموال إلى “شركة المعامل الآلية بالساحل”. وفي ديسمبر 2004 تمكّن أحد المقرّبين من القصر (المزابي،…..) من شراء “AMS2” بثمن بخس لا يتجاوز المليار و450 مليون من المليمات (1.450.000) والحال أن الثمن الحقيقي لهذه الشركة يقدّر بحوالي 3 أو 4 مليارات من المليمات. وتكفي الإشارة إلى أن هذه الشركة تقع على مساحة تقدّر بـ: 10 آلاف متر مربّع من بينها 4 آلاف متر مربّع مغطّاة. ورغم التزام الشاري في عقد التفويت بألا يطرد لمدّة خمس سنوات أي عامل وبأن يضع مخططا لتطوير المؤسسة فإنه لم يفعل شيئا من ذلك بل إنه عمد إلى طرد العمال بشكل تدريجي، مما جعل عددهم يتناقص إلى أن أصبح اليوم لا يتجاوز الـ 25 أو 30 عاملا، ومن المتوقّع أن يتخلّص منهم عن قريب في إطار مخطط يهدف إلى تصفية العمل نهائيا واستغلال الأرض التي كان قائما عليها في المضاربات العقارية، علما وأن “المعامل الآلية بالساحل” موجودة في وسط سوسة، على بعد مئات من الأمتار من مقرّ الولاية. واليوم وبعد 3 سنوات من التفويت في AMS2 بات من المؤكّد أنه سيتمّ التفويت في الـ”AMS1″ لفائدة أحد المقرّبين من القصر أيضا وهو المدعو “م. لوكيل” الذي سبق له أن حاز شركة “ساسام” الخاصّة ومندوبية “ستروان” العمومية. ويؤكّد العمال أن ثمن الصفقة لن يتجاوز المليارين ونصف المليار وهو ثمن بخص لا يغطّي لا قيمة الأرض ولا الآلات ولا مخزون المواد الأولية والمواد المصنّعة، بل إنه لا يغطّي حتى العلامة المسجّلة للشركة. فالمعمل قائم على قطعة أرض تبلغ مساحتها 75 ألف متر مربّع منها حوالي 25 ألف متر مربع مغطاة وهي تحوي قطعا غير مستغلّة وملعبا لكرة القدم. ويتركّب المعمل من أكثر من 500 ماكينة إنتاج من بينها اثنتان تمّ شراؤهما منذ عامين بمليار ونصف من المليمات وهما في حالة جيّدة لأنهما لم تستعملا بعد بل إنهما ستستعملان لأوّل مرّة لإنجاز طلبية “commande” قدّمتها الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه (SONEDE). وتشغّل الـ”AMS2″ حاليا 520 عاملا ويبلغ رقم معاملاتها السنوي حوالي 20 مليار من المليمات ولها مخزون من المواد الأولية والمواد المصنّعة يقدّر بحوالي 10 مليارات من المليمات وتملك مخزونا نقديا بحوالي مليار من المليمات. وعلى العموم فإن أهل الاختصاص يقدّرون ثمن الـ”AMS2″بحوالي 15 أو 20 مليار من المليمات. إن كل هذه المعطيات تبيّن الطريقة التي تفوّت بها السلطة، عن طريق ما يسمى بـ”CAREP” (لجنة تطهير وإعادة هيكلة المؤسسات العمومية)، في المؤسسات العمومية التي أنشئت بأموال المجموعة الوطنية. فهي تبيعها في الغالب بأثمان بخسة لأشخاص تابعين لأفراد العائلة الحاكمة أو للمقرّبين منهم بأثمان بخسة دون أدنى مراعاة لمصالح العمال والأجراء ولمصلحة البلاد ومن البديهي أن المنتفعين من هذه العمليات إما أنهم مجرد واجهات لكبار المسؤولين في الدولة وبالتالي فإن هؤلاء الأخيرين هم الغانمون الحقيقيون من عمليات التفويت أو أنهم على صلة كبيرة بهم ويقدمون لهم رشاوى مقابل التفويت بسعر زهيد. وهو ما يمثّل جريمة حقيقية لما فيه من هدر للمال العمومي وتخريب للاقتصاد ورهن لمستقبل تونس بأيدي أشخاص لا علاقة لهم بالبلاد سوى النهب ولا شيء غير النهب. وبما أن عقد التفويت في “AMS1″ لم يوقّع بعد بين الحكومة و”م. لوكيل” بل إنه سيوقّع في أجل قريب، ربّما قبل نهاية السنة الحالية، فإننا نعتقد أنه من واجب النقابات والعمال والأحزاب السياسية الوطنية أن تتصدى لهذه الصفقة وتطالب بإبطالها وبالحفاظ على المعمل وإخضاعه لتسيير العمال والفنيين العاملين به للنهوض به من جديد وإنقاذه من مخالب النهابين. إن قضية شركة “المعامل الآلية بالساحل” هي قضية أخرى من قضايا الفساد المستشري في بلادنا والذي يلعب فيه أفراد العائلة الحاكمة والمقرّبين منهم دورا محوريا دون أن يتصدى لهم القضاء، والصحافة، الخاضعان بالكامل لإرادة القصر. وقد آن الأوان في رأينا إلى تحويل مقاومة الفساد إلى قضية وطنية ومطالبة الحكومة بنشر كل المعطيات حول بيع كافة المؤسسات والأراضي العمومية سواء تلك التي اقتناها أشخاص محليّون أو أجانب حتى يعرف التونسيون كيف تمّ التصرّف في أملاكهم وبأي ثمن بيعت وإلى من عادت أو إلى جيب من ذهبت العمولات. أ.ب.ن نقابي من جهة سوسة (المصدر: “البديل عاجل” عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 18 ديسمبر 2007)  

الذكرى الثالثة لاغتيال المواطن العربي الهيشري

 
تحوّل عشية يوم الخميس 6 ديسمبر الجاري وفد يضم ممثلين عن فرع العمران – باردو – المنزه وفرع حمام الأنف – الزهراء – رادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وعن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب بتونس صحبة وفد عن منظمة العفو الدولية إلى منزل والد الفقيد العربي الهيشري الكائن بحي التضامن، وذلك قصد مشاركة العائلة في إحياء ذكرى اغتيال ابنها على أيدي مجموعة من أعوان البوليس يوم 4 نوفمبر 2004. وقد استمع أعضاء الوفد إلى والدة الفقيد وهي تروي بتأثّر شديد ملابسات وظروف القتل الذي تمّ على مرأى ومسمع أفراد العائلة ومتساكني الحي الذين هبوا لنجدة الضحية بالصراخ والحجارة، ولكن هيهات، لقد فات الأوان إذ أصرّ المجرمون على الإجهاز على العربي الهيشري قبل أن يلوذوا بالفرار كالكلاب المسعورة. كما عايش الوفد حالة الاستنفار “الأمني” حول منزل عائلة الفقيد لمعرفة الوفد ومحاولة أرباك العائلة وخاصّة والد الفقيد السيد منصف الهيشري. ولم تسلم شقيقة الهالك الطفلة رانية (16 سنة) من صلف أعوان البوليس الذين تبعوها إلى محل الهاتف العمومي وافتكوا منها سماعة الهاتف والنقود ومنعوها من الاتصال بوالدها لإعلامه بقدوم الوفد إلى منزل العائلة حوالي الساعة السابعة مساء. وقد بلغ صلف البوليس ذروته عند مغادرة الوفد، إذ قفز عونان باتجاه أعضاء الوفد وهما في حالة توتّر قصوى ووقفا في باب المنزل دون أن يتكلّما وظنّ أعضاء الوفد لوهلة أنهم من العائلة، وعندما أتضح أنهم من البوليس، طلبت السيدة حسيبة وهي من أعضاء الوفد الدولي من العون أن يعرّف بنفسه بعد أن عرّفته هي بنفسها فرفض والتزم الصمت ثمّ سأل عن الأستاذة راضية النصراوي رئيسة جمعية مقاومة التعذيب بتونس المتواجدة مع الوفد وقد خاطبها عندما عرّفت بنفسها بأسلوب بوليسي قائلا: “أنت هي”. وغادر العونان المكان باتجاه مجموعة كبيرة من الأعوان كانوا متجمعين في مدخل النهج، في حين اتجه الوفد الدولي لمنظمة العفو الدولية صحبة الأستاذة راضية النصراوي إلى إقليم الحرس الوطني بالجهة للتعبير عن احتجاجهم لما تعرّضوا له من استفزاز وما تتعرّض له عائلة الهيشري من مضايقة. (المصدر: “البديل عاجل” عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 18 ديسمبر 2007)

 

تونس تعين مرشدات من النساء وتعزز الخدمات الصحية لموسم الحج

2007/12/19 اتخذت تونس هذه السنة خطوات لتسهيل الحج بالنسبة للحجاج. ورغم حضور كافة الحجيج لدورات تدريبية حول أداء المناسك، فإن الحكومة طلبت من الحجاج التزام الهدوء والتحلي بالصبر. جمال العرفاوي لمغاربية من تونس العاصمة – 19/12/07 في كل موسم من مواسم الحج تمتلئ المطارات التونسية بالحجاج والمودعين والحمالين. وغادرت يوم السبت 15 ديسمبر آخر طائرة تونسية في اتجاه المملكة العربية السعودية تحمل معها آخر فوج من أفواج الحجاج التونسيين. فالحاج بالنسبة للعديد من العائلات التونسية هو عبارة عن عروس تسبقه التهاني أولا بقبوله ضمن قائمة حجاج ذلك الموسم. فعلى الراغب في تأدية مناسك الحج أولا وقبل كل شيء أن يقدم شهادة طبية تؤكد قدرته على تحمل مشاق السفر وتـأدية مناسك الحج. ثم يسجل اسمه ليحال على القرعة التي تشرف عليها الدوائر الحكومية المتخصصة. وعادة ما تعطي السلطات الأولوية لمن تجاوزوا السبعين عاما أو من شاركوا في القرعة خمس مرات متتالية دون أن يوفقوا . وبلغ عدد الحجاج هذا العام 9 آلاف حاجا تم اختيار غالبيتهم من بين ما يقارب 60 ألف مترشحا. ومع ارتفاع عدد النساء إلى حوالي 49 بالمائة، تمت إضافة مرشدات لمساعدتهن. ويضطر العديد من التونسيين الذين لم يسعفهم الحظ في المشاركة في القرعة بالسفر عبر الشركة الحكومية الوحيدة التي تعنى بالحجيج وهي شركة منتزه قمرت، للسفر عن طريق البر. وتوفر شركة منتزه قمرت التي قدرت مصاريف الحج لهذا العام بنحو 4164 دينارا وجبات متكاملة لكل الحجاج التونسيين يوم عرفة وأيام التشريق الثلاثة بمنى تفاديا للزحام وإثقال كاهلهم بمستلزمات الطبخ… كما يجد الحاج كل الخدمات الطبية اللازمة، وينقل الوفد الطبي المرافق حوالي أربعة أطنان من الأدوية. وقبل انطلاق أول رحلة في اتجاه البقاع المقدسة حذر وزير الشؤون الدينية أبو بكر الاخزوري من مخاطر ما أسماه بالحج الموازي في إشارة لمن يسافرون عبر وسائلهم الخاصة ولا يمرون عبر المؤسسة الحكومية، وعادة برا باستعمال خدمات أرخص. وقال “إننا نجد العنت الكبير لإيواء هؤلاء الحجاج الذين يبادرون من تلقاء أنفسهم للقيام بالفريضة ونحن نلتمس عدم اللجوء إلى هذه الطريقة”. ورغم أن كل المشاركين يتلقون دروسا دينية (حوالي 2.932 منهم) ويشاركون في 182 لقاءا تكوينيا حول طريقة أداء المناسك، فإن الحكومة تناشد الناس بالتحلي بالهدوء والصبر خاصة عند رمي الجمرات الذي يؤدي إلى الازدحام كل موسم حج. أمينة فاخت نجمة الغناء التونسية من بين التونسيين الذين توجهوا إلى السعودية يوم السبت الماضي في وفد رسمي يترأسه وزير الشؤون الدينية. وخطفت الأضواء هذا الموسم بعد أن تصدرت صورتها الصفحة الأولى لصحيفة الشروق التونسية وهي بلباس الحج المحتشم في طريقها نحو الطائرة. وفي ذات اليوم وفي الصفحة الأخيرة لصحيفة لابراس برزت صورة أمينة فاخت بلباسها الفني الجرئ وتحتها دعوة لسهرة ستحييها الفنانة في أحد الفنادق الفاخرة بقلب العاصمة بمناسبة حفل ٍرأس السنة الميلادية. وعلق رجل وهو يراقب هذين الإعلانين بالقول “تلك هي أمينة فاخت التي تعبر في تناقضها عن طبيعة التونسيين”.
 

(المصدر: موقع “مغاربية” (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 19 ديسمبر 2007)  


1428هـ.. نجاد أشهر حاج والغنوشي أبرز ممنوع

 
وليد محمود الرياض – محمود أحمدي نجاد.. اسم ربما لم ولن تخلو منه أي تغطية إعلامية لموسم حج 1428هـ، إذ تعتبر وسائل الإعلام الرئيس الإيراني أشهر حجاج هذه السنة نظرا لحيثيات زيارته الرابعة للمملكة العربية السعودية. أما أشهر الممنوعين من أداء المناسك فهو الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي المحظور ذي التوجهات الإسلامية. وبناء على دعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وصل نجاد اليوم إلى جدة لأداء مناسك الحج. وقبل أن يستقل الطائرة من طهران إلى جدة قبّل نجاد المصحف، وقرأ بعض آيات القرآن، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية. وهذه أول مرة يدعو فيها عاهل سعودي رئيسا إيرانيا لأداء الحج، كما أنها أول مرة يؤدي فيها رئيس إيراني الحج وهو بالسلطة. هذه الدعوة يرى لها المراقبون عدة دلالات؛ أولها سياسية، وهي تحسن العلاقات السعودية/الإيرانية، وآخرها دينية، وهي أن الأماكن المقدسة لجميع المسلمين -سنة وشيعة- ما دام هنالك التزام بالحفاظ على أمن الحجاج. ولذا اختفت من الصحف السعودية أصوات حذرت العام الماضي من قيام الحجاج الإيراينين بإحداث شغب بالحج خلال أدائهم ما يعرف لدى الشيعة بـ”مراسم البراءة من المشركين”. ومنذ بضع سنوات تسعى إيران ذات الغالبية الشيعية، والسعودية ذات الغالبية السنية؛ لتعزيز علاقاتهما التي بدأ توترها بشكل لافت مع الحرب العراقية /الإيرانية في ثمانينيات القرن العشرين. لكن منذ منتصف التسعينات بدأ يحدث تقارب بين القوتين الإقليميتين، وحاولتا بالأشهر الأخيرة تسوية الأزمة اللبنانية، والمساعدة على إحلال الاستقرار بالعراق. غير أن ذلك لم يمنع المسئولين السعوديين من التعبير عن القلق من التأثير المتعاظم لإيران بهذين البلدين. ويرافق نجاد كل من وزير خارجيته منوشهر متكي، ومستشار الرئاسة مجتبى ثمره هاشمي، والنائب الثاني لرئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد حسن أبو ترابي، ومسئولين آخرين. وهذه هي زيارة نجاد الرابعة للسعودية، إذ شارك بقمة “مكة الاستثنائية” الثالثة نهاية 2005، ثم أعقبها بزيارة رسمية لجدة منتصف 2007، كما زار الرياض في نوفمبر 2007 للمشاركة في قمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”. حجة بداية الحكم زيارة نجاد الحالية بحيثياتها السابقة اجتذبت الأضواء من رؤوساء وملوك يؤدون مثله الركن الخامس للإسلام هذه السنة. ويحرص الكثير من القادة على بداية حكمهم بأداء الحج لتحسين صورهم أمام الرأي العام في بلدانهم، كما أنهم يعتبرونها بادرة طيبة. وضمن هذا النهج، وصل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ عبد الله إلى المملكة قبل يومين لأداء المناسك في زيارة غير رسمية. وقبل أقل من عام تولى ولد الشيخ الحكم بعد فوزه بانتخابات رئاسية أجريت في إبريل 2007، وتم بعدها انتقال سلس للسلطة من المؤسسة العسكرية إلى المدنيين في أول حدث من نوعه بالبلد العربي منذ استقلاله عام 1960. المالديف وماليزيا وفي رحلة يقول مراقبون إنها لا تخلو من توجيه رسائل سياسية لداخل بلده وخارجها يؤدي الحج أيضا رئيس جمهورية المالديف مأمون عبد القيوم. وقبل ما يزيد عن شهر أعلنت المالديف عن بدء تطبيق حزمة إجراءات للحيلولة دون انتشار “الإسلام الجهادي”، وذلك في أعقاب تفجير بالعاصمة في سبتمبر الماضي أصاب 12 سائحا بجروح. ومن بين هذه الإجراءات منع تعيين مذيعات محجبات بالتلفزيون الرسمي، وكذلك منع ظهور المنتقبات بالتقارير الإخبارية. والمالديف دولة مسلمة سنية بالمحيط الهندي يسكنها نحو 330 ألف نسمة، وينظر إليها على أنها أحد أكثر الأماكن التي تنعم بالسلام في العالم، وقد بنت أحد أنجح اقتصاديات جنوبي آسيا بالاعتماد على السياحة. كما يؤدي المناسك هذه السنة ملك ماليزيا الواثق بالله توانكو ميزان زين العابدين. لا إجراءات استثنائية وبرغم خصوصية زيارة نجاد فلن تكون هناك إجراءات أمنية خاصة له، إذ صرح وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز السبت 15-12-2007 بأنه “لن تكون هناك إجراءات أمنية غير عادية (للرئيس الإيراني) لأننا نأخذ بعين الاعتبار كل الشخصيات الإسلامية التي تؤدي الفريضة”. إلا أن وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين أكد في تصريحات صحفية بأن الدور الأرضي في جسر الجمرات سيخصص لسيارات الخدمات وكبار الشخصيات. لذا يتوقع أن يقوم جميع رؤساء وملوك الدول برمي الجمرات من الدور الأرضي في جسر الجمرات متعدد الطوابق. الشيخ الغنوشي أما أبرز الممنوعين هذه السنة فهو الشيخ الغنوشي المقيم بالعاصمة البريطانية لندن، حيث لم تسمح له المملكة بأداء المناسك رغم وصوله إلى أحد مطاراتها بتأشيرة دخول حصل عليها من السفارة السعودية بلندن، وفق صحيفة “القدس العربي”. وأبلغ في المطار بأنه لن يسمح له بالدخول بناء على تعليمات عليا، بالرغم من أنه أدى فريضة الحج السنة الماضية دون معوقات. وأكد الشيخ الغنوشي في اتصال هاتفي مع “إسلام أون لاين.نت” نبأ منعه، لكنه رفض الخوض في التفاصيل قائلا: “لا أريد أن أتحدث في هذا الأمر”. ولم يعرف بالتحديد ما إذا كان تم منعه بطلب من السلطات التونسية التي حظرت حزبه ذا التوجهات الإسلامية، أو بسبب توجهاته مع مطالب الإصلاحيين في المملكة، بالنظر إلى دعوته لإحلال الديمقراطية بالمجتمعات العربية والإسلامية. ولم يتسن الحصول على تعليق من السلطات السعودية. ويعد موسم الحج فرصة لعقد لقاءات هامة بين بعض القادة والسياسيين، وكان من أشهرها لقاء في تسعينيات القرن الماضي جمع كلا من الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وزعيم المؤتمر الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي، وزعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، ومفتي سوريا حينها الشيخ أحمد كفتارو. وقد اجتمع بهم ولي العهد السعودي حينئذ الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ووجه حينها الحديث للشيخ ياسين قائلا: “إني أرى عز العرب في عينيك”.
 
(المصدر: موقع “اسلام اون لاين ”  بتاريخ 19 ديسمبر 2007)

 

 

حلاوة التعذيب، بين حقّ المواطن وطعم الزبيب.

نصر الدين بن حديد

info@sannaja.com

 

ملاحظة: تدور هذه الوقائع على كوكب لا يزال على بعد أربعة ملايين ميل من السنوات الظلاميّة… كلّ شبه مع الواقع أو كلّ تأويل ـ حسن النيّة أو سيّء السريرة ـ لا يلزم سوى أصحابه….

 

تطالعنا وسائل الإعلام وكذلك بيانات منظمات حقوق الإنسان بسيل من المقالات وطوفان من البيانات المندّدة بممارسة التعذيب بكلّ أشكاله، وتعدّدت الدراسات وتوالت المؤتمرات، بين تنديد وشجب ورفض، بل مطالبة بمحاكمة كلّ جلاّد وكلّ من مارس التعذيب أو أمر به أو غطّى الممارسة أو كفل للفاعلين الحصانة القانونيّة أو عمل وسعى لتغييب الأدلّة أو حجبها عن العدالة.

صار لنا في الأمر تراثًا نفتخر به وترسانة من القوانين وسيلاً من التشريعات وتراكم من التجارب والنضالات، التي دفع الكثيرون من أجلها حياتهم أو صحتهم أو حتّى شرفهم وبعضًا أو كلّ أفراد أسرهم…

لكنّنا وفي خضم هذا المسعى الدّائم والسعي المتواصل، لم نفكّر يومًا واحدًا أو لحظة واحدة أو برهة واحدة، أنّ يكون التعذيب مصدر لذّة ليس لمن يمارسه، بل لمن صرنا نعتبره ضحيّة… أي عجب وأي غرابة في الأمر، وقد صارت حقوق الإنسان تكفل حريّة أن يختار المرء الشذوذ الجنسي أو ممارسة الدعارة الجسديّة أو الفكريّة والسياسيّة، فكيف يمكن أن نرفض حقّ المرء في أن ينال نصيبه من «التعذيب»….

أيّها القرّاء الكرام، لو تعلمون مدى الحلاوة واللذّة، لقمتم للتوّ، وخرجتم في مظاهرات عارمة تطالبون الرؤساء والأمراء والعقداء من زعمائنا المحافظة على هذا «التراث النبيل»، بل العمل على تعميمه وجعله في متناول الجميع، لا أن يستفرد صهر الملك أو قريب الرئيس أو صديق العقيد بتوريد أجهزة التعذيب وممارسة هذا «الفنّ النبيل» دون غيره من المستثمرين الشرفاء!!! حرام والله حرام [على قول الأغنية]

علينا أوّلا أن ننزل نحن أهل هذه البلدان العربيّة والإسلاميّة، وإن شئنا أضفنا دول العالم الثالث، شريطة أن تعترف لنا بالريادة، إلى الشوارع في مظاهرات «مليارديّة» [على وزن مليونيّة]، ونطالب الأمم المتّحدة نقض القوانين المجرّمة للتعذيب، وقد صارت الرياضة الوطنيّة الأولى عندنا… علينا أن نوفّر للجلاّدين الظروف الماديّة والمعنويّة لممارسة دورهم، لأنّهم والعهدة على صحيفة «الهراوة» هدّدوا بالدخول في إضراب مفتوح بسبب ما يشهده القطاع من «دخلاء» لا همّ لهم سوى الإثراء على حساب المواطن المسكين…

التعذيب لمن لا يملك تجربة هو في الأصل فنّ نبيل وأيضًا رياضة دون أن ننسى الجانب الإنساني…. تخيّلوا مصيبة أن يضرب الجلاّدون عن العمل ويرفضون إسداء هذه الخدمة الرائعة… على هذه الجموع الجاهلة بأصول المراوغة أن تكوّن لجنة تحقيق تتولّى تكوين لجنة تقصّي الحقائق لتتولّى تكوين لجنة تفتيش، التي ستطالب برفع موازنة التعذيب في البلاد العربيّة والإسلاميّة من 80 في المائة من الناتج القومي الخامي إلى 95 في المائة، فقد أكّد تقرير أعدّته لجنة تحقيق أمميّة محايدة، أنّ ثمن أجهزة التعذيب من الصنف الأوّل قد ارتفع وقد صارت العملات المحليّة إلى انحدار، ولم يعد المواطن المسكين يحصل على الحدّ الأدنى من حقّه في التعذيب، أيّ ـ بمواصفات المنظّمة العالميّة للتعذيب ـ ألف صفعة ومائة جلدة وعشر صعقات بالكهرباء في الشهر، في حين يبقى الاغتصاب والجلوس على القوارير حكرًا على من يملكون العملة الصعبة…

منظمات الأعراف العربيّة والإسلاميّة أوصت في التقرير الذي أصدرته بمناسبة مؤتمرها السنوي، بخصخصة هذا القطاع وعدم حصره بأجهزة الأمن والشرطة والجندرمة والدرك والجيش، حيث تحاول هذه الأجهزة رفع التكلفة، في حين أنّ القطاع الخاص قادر على خفض التكلفة وتقديم أفضل الخدمات. أيضًا أصرّ جهاز أمن في دولة عربيّة أنّ الأجهزة الأخرى صارت تستولي على حقوقه الماديّة والأدبيّة وتمارس التعذيب على طريقته، دون طلب الأذن أو دفع ما هو مطلوب من حق… حينها علا اللغط وارتفع التنديد بهذه الممارسة التي يندى لها جبين كلّ عربي وكلّ مسلم حرّ وأبيّ، وجاء الإجماع بضرورة ردّ كلّ الخلافات بين أجهزة التعذيب الرسميّة إلى محكمة التعذيب العربيّة…

صعد حينها على المنصّة باحث أمريكي، وأعلن أنّ فشل بلاده في أبو غريب وغوانتنامو وغير ذلك من السجون العلنيّة والسريّة، راجع إلى رفض البنتاغون الاستفادة من الخبرات العربيّة المتميّزة في هذا المجال، حيث يشترط الموقوف العربي في بلاده الحصول على حصّة جيّدة من التعذيب نظير الاعتراف، وقد وصلت النذالة ببعض العاملين في أجهزة الأمن العربيّة والإسلاميّة أنّهم صاروا يمارسون التحيّل، فيرفضون تمكين الموقوف من حقّه في التعذيب بعد أن يكون قدّم كلّ المعلومات… نقّابة المحامين العرب والمسلمين طلب من أعضائها التأكيد على الموقوفين بعدم الاعتراف سوى بعد نيل ما هو حقّهم من التعذيب، وتمّ رفع عديد التوصيات والمطالب والعرائض التي أمضاها الملايين، مطالبة الزعماء بمعاقبة كلّ عنصر يرفض تأدية هذا الدور الوطني والنبيل…

أيضًا تمّ التطرّق لسبل الكشف والقضاء على «الإرهابيين» الذين يمارسون التعذيب سرّا، ممّا لا يحفظ حقّ المواطن في خدمة لائقة وكذلك يحرم خزانة الدولة من مصدر التمويل الأوّل والأوحد، لمن لا يملك النفط…

اتحادات الكتّاب ومجامع الأكاديميين أشارت إلى أنّ خطر استيراد الجلاّدين من الخارج يفوق بكثير خطر استيراد الراقصات من دول أوروبا الشرقية، حين كان الرقص الشرقي ولا يزال ذلك التراث النابع من جذورنا والدم الساري في عروقنا، كذلك يأتي التعذيب العربي الأصيل جزءا من هويّتنا وأساس أصالة هذه الأمّة، وخلصت المطالب إلى ضرورة تكوين الجامعات الأكاديميّة والمعاهد المختصّة التي عليها مزاوجة تراث الأوّلين بالعلم الحديث….

مفاجأة المهرجان أقدم عليها عنصر أمني من دولة عربيّة شقيقة وصديقة، صنع جهاز تعذيب عن بعد، يعمل من خلال الانترنت، حيث لم يعد من المطلوب التوجّه إلى مراكز الأمن التي صارت تعرف اكتظاظًا كبيرًا، ولم تعد قادرة على توفير خدمات ذات جودة تليق بسمعة البلد ومكانتها، بل صار المرء ينال خدمات ممتازة على مدار السّاعة، معترفًا أنّ ثمن الجهاز لا يزال مرتفعًا وأنّ كلفة الخدمة لا تناسب الجماهير العريضة وطالب بمساعدات لجعل هذه الخدمة المنزليّة في متناول الجميع…

حينها علا اللّغط واشتدّت الضوضاء، وقد استطاع أحدهم الوصول إلى المصدح، ليعلن أنّه معارض استطاع استرجاع جميع حقوقه المدنيّة بعد أن قضى أكثر عمره في السجن، لكنّه لم يستطع بعد استرجاع حقّة في التعذيب، ليكون مواطنًا كامل الحقوق… أيضًا أعلن أنّ حرّاس السجن يرفضون تمكين النزلاء من حصّتهم في التعذيب ويصّرون على رشوة تتجاوز إمكانيات السجين المعدم…

كادت القاعة أن تنفجر بمجرّد المرور إلى موضوع «الأولمبياد العالمي لرياضة التعذيب»، وقد نالت الفرق العربيّة جميع الميداليات بكلّ أصنافها في الدورة الفارطة، باستثناء ميداليّة برونزيّة واحدة لصنف الهواة، نالها حارس سجن من جزيرة في إحدى المحيطات. حينها أطلّ رئيس «جمعيّة تطوير التعذيب في البلاد العربيّة»، وأصرّ على عدم الاستهزاء بها «الاختراق الخطير» الذي سيجعل شعوب العالم تفكّر في منافسة العرب والمسلمين، وطالب في صراخ بتكوين لجنة تحقيق عربيّة تبحث في أسباب هذه المأساة القوميّة الخطيرة…

أيضًا أطلّ السيّد رئيس لجنة مقاومة التطبيع مع العدوّ الصهيوني الغاشم وأعلن والدموع تغطّي وجهه وهو يجهش أنّ هناك دولة عربيّة قامت بتدريب قوّات صهيونيّة على أسلوب تعذيب لا يزال قيد السريّة وفي طور البحث والتطوير، وطالب بقطع العلاقات فورًا حيث أنّ شعار «تعذيب العرب من قبل العرب» لا يزال على حاله منذ قمّة الخرطوم التي أصرّت على لاءات شهيرة لا تزال قائمة… المطبّعون ومن ينادون بالحوار مع العدوّ الصهيوني الغاشم أصرّوا على أنّ تمكين الصهاينة من أحدث وسائل التعذيب يمكّن السجناء العرب داخل فلسطين المحتلّة من الحصول على خدمة «خمس نجوم»، حين نعلم ما للصهاينة من براعة في تطوير هذه الأساليب، ومن ثمّة لا يجوز بإسم العروبة وأخوّة الإسلام أن نحرم إخوتنا في السجون الإسرائيلية من حقوقهم المشروعة… ارتفع التصفيق وعلا التكبير وأنشد الجميع نشيد «موطني»، لكنّ رئيس لجنة مقاومة التطبيع مع العدوّ الصهيوني الغاشم صرخ بأعلى صوته أنّ خدمة هؤلاء المناضلين تكون بنقلهم إلى السجون العربية وليس بفضح أسرارنا «التعذيبيّة» أمام العدوّ الصهيوني الغاشم!!! ارتفع التصفيق وعلا التكبير وأنشد الجميع نشيد «موطني» مرّات ومرّات !!!!

أحد الخبراء في مجال الاقتصاد اعتلى المنصّة وأعلن أنّ مداخيل سياحة التعذيب في البلاد العربيّة والإسلاميّة قادرة بفضل دعم أصحاب السموّ والفخامة والجلالة على تجاوز مداخيل النفط والغاز وغيرها من الصناعات…. حينها قفز إمام وأعلن أنّ بعض الزنادقة والكفّار صاروا يقومون بتعذيب النساء من السائحات، في حين أنّ الفقهاء وأصحاب الفتوى أصرّوا على أن يعذّب الرجل الرجل والمرأة تتكفّل بالمرأة…. رئيس جمعيّة الدّفاع عن اللاّئكيّة أعلن أن من يمارس التعذيب هو بمثابة الطبيب الذي من حقّه الكشف عن المرأة… علا اللّغط وكاد الأمر أن يتحوّل إلى شجار بين الطرفين، لولا سيّدة في غاية الجمال صعدت فوق المنبر وصاحت أنّ الأمر لا يعدو أن يكون مؤامرة لشقّ صفوفنا وأعلنت أنّ رئيس لجنة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة يريد تكوين لجنة من الفقهاء والأئمة تعمل على تقريب «تعذيب المتعة» من «تعذيب المسيار»، شريطة التثبّت من الأصول والمراجع الفقهيّة، خصوصًا وأن إقبال السائحات الأوروبيات والأمريكيات على هذا الخدمة فاق كلّ توقّع….

انتهت الحلقة الأولى…………….. إلى اللقاء في الحلقة القادمة… حيث سنرى «جائزة ملك الدولة في مجال التعذيب»

 

(المصدر: موقع صناجة بتاريخ 19 ديسمبر 2007)

الرابط: http://www.sannaja.com/archives_arabe.html

 


تأملات في الحج

راشد الغنوشي الحج هو القصد إلى بيت الله للتقرب إليه بأداء أعمال مخصوصة حيث ينتقل الحاج من مكان إلى آخر وفق ترتيب مخصوص ينقله من الواقع إلى التاريخ ومن التاريخ إلى الواقع عودا إلى الأصل عبر مشاهد تغلب عليها الرمزية، بما يقيم في ساحة الحج الضيقة منطقة سلام روحي تشف فيها عموديا الحجب بين الأرض والسماء لدرجة التماس، وتكاد أفقيا تندمج فيها الأرواح الفردية في روح جماعي، فيحقق الحج في عالم الروح والشعور من الوحدة ما قد تفشل فيه السياسة، ولكن يظل نداء الحج الرئيس روحيا عموديا “لبيك اللهم لبيك”. ولا تقف منطقة الأمن والسلام الكاملين عند الإنسان، “فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”، فحتى في الجاهلية كان الرجل يلقى قاتل أبيه في الحرم فلا يتعرض له بمكروه، بل تمتد لتشمل الحيوان والنبات فلا يصاد حيوان ولا يقطع شجر. إنها منطقة نموذجية للسلام والتبادل للاجتماع الإسلامي، يراد لها أن تمتد لتشمل الأمة والإنسانية.. تلك رسالة الحج, رسالة أمن وسلام وتوحيد وذكر ومجاهدة للنفس والشيطان وعودة إلى الأصل. ولك أن تتابع ذلك عبر المشاهد التالية: المشهد الأول: “وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل, ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم” اقتضت إرادة الله وحكمته أن يقيم أول بيت على وجه الأرض معلما للتوحيد وأن يختص بهذا الشرف والمجد والتشريف هذا المكان القاحل من جزيرة العرب، ربما لما يزخر به من رصيد الفطرة والحرية، إذ عهد إلى عبده الصالح إبراهيم بالانتقال وزوجه هاجر من بلاد الخصب في أرض الرافدين إلى “واد غير ذي زرع” لإقامة هذه المؤسسة لتوحيد الله. “وليطوّفوا بالبيت العتيق” عتيق في الزمن فهو أول بيت أقيم لتوحيد الله، عتيق من كل خبائث الشرك، عتيق من تسلط الظلمة عليه -كما هو الواجب-هناك كانت لبنات التأسيس الأولى لأمة الإسلام. المشهد الثاني: “وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم..” الحج مشهد عجيب مهيب مشهد إبراهيم وقد فرغ من بناء البيت في واد قفر قصي من كل معمور يأمره ربه أن يرفع صوته بالأذان، يعلم الناس بفريضة الحج ويناديهم إلى هذه المثابة، فيستجيب كما هو شأنه دائما مع ربه في انقياد مطمئن وتسليم راض، فيرفع صوته بأفضل وأقوى وأجمل ما يستطيع بنداء التوحيد والدعوة إلى حج البيت العتيق، ويتكفل ربه بالباقي. فيظل النداء يتردد في الآفاق بلا انقطاع يتصل آخره بأوله، وتتسع موجات تردده في أرجاء الأرض باتساع نطاق الهداية الإسلامية واندياحها في العالمين حتى ما كادت في يومنا هذا تخلو قرية عبر القارات من مسجد وأذان ونفوس يمضّها الشوق والحنين إلى الحج إلى البيت العتيق . إنه المشهد المهيب لمؤذن في قلب الصحراء يعمر قلبه اليقين بأن ليس عليه إلا البلاغ أما الإسماع والهداية فبيد الخلاق. وهو ما يهب الداعية طاقة لا تنفد لمتابعة أداء رسالته في وجهها الايجابي بيانا للحق وفي وجهها السلبي كفرا بالطاغوت ورجما للشيطان مهما بدت له الآفاق منسدة. فلا ييأس أبدا “ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون”. المشهد الثالث: الطواف حول البيت العتيق تعبيرا عن هذه العودة إلى الأصل وتجديدا للعهد مع الله، والعضوية والاندماج في أمة التوحيد. فهذا هو النسب الأعظم للمسلم. إن مشهد الطواف حول البيت العتيق مشهد كوني يجسم وحدة الرب والكون والإنسانية، بما يبدو معه السير في الاتجاه المعاكس للطواف شذوذا عن حركة الكون يجعل مقترفه في وضع شاذ ويكلفه عنتا. يمكن لك في طوافك أن تقترب من المثابة، من الكعبة حتى اللمس والتقبيل تعظيما لشعائر الله، وإلا فهو حجر لا يضر ولا ينفع، ويمكن أن ينأى بك الطواف وتتسع دائرته، ولكن ما يحل لك في كل الأحوال أن يندّ سيرك عن المطاف، عن دائرة الشريعة، فتضيع وتهلك. المشهد الرابع:عظمة الأمومة, وكما انقاد إبراهيم عليه السلام إلى إرادة مولاه في الارتحال إلى ذلك الموقع فقد واصل الانقياد والتسليم إذ خلّف وراءه زوجه وابنهما الرضيع في ذلك الموقع الموحش وحيدين جزء من التربية وتحضيرا للمسرح الذي يعد لأضخم الأحداث. انقاد إبراهيم فاستودع الله صاحبته وفلذة كبده وليس معهما غير جراب تمر وسقاء، عائدا إلى موطنه حيث بقية أسرته. أما الزوجة فهي الأخرى قد استسلمت لإرادة الرب بعد إن استوثقت من زوجها:أالله أمرك بهذا؟ قال نعم. قالت إذن فإن الله لن يضيعنا. ولم يجد إبراهيم عليه السلام سبيلا للتخفيف من ألمه إلا أن يتوجه إلى ربه “رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”. وهكذا سرعان ما نفد الزاد القليل لتواجه هاجر محنتها في عمق الصحراء. كان فؤادها يتمزق ألما وهلعا ورضيعها يصرخ من شدة العطش فكانت تهرول بين ربوتي الصفا والمروة، علها تلمح قافلة عابرة تنقذها ورضيعها من الهلاك المحقق. وكانت مفاجأتها مذهلة وهي تشهد في فرحة عارمة الماء يفيض ويتفجر بين رجليه، فكان ذلك بداية نشوء الحياة باستيطان بعض القوافل الرحل في ذلك الوادي القفر المحاط بجبال لفحتها الهواجر حتى اسودت. ونرى في سعي الحجاج بين الربوتين اللتين كانت هاجر تعدو بينهما -وقد غدا ركنا من أركان الحج- تكريما إلهيا لبلاء تلك المرأة الصالحة واتخاذها مثلا للبطولة النسوية الإيمانية وتكريما من وراء ذلك لجنس المرأة وللأمومة، فيستعيد كل حاج ومعتمر ذلك المشهد الرائع سعيا وهرولة في نفس الموقع التاريخي.”إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما”. المشهد الخامس: التضحية والانقياد المطلق, فقد رجع إبراهيم في اطمئنان يزور أسرته ليجد ابنه وهو الشيخ الذي بلغه الكبر قد غدا فتى يتدرج في الفتوة، حيوية ووضاءة، ففاض قلبه تعلقا به ومحبة، إلا أن البلاء العظيم قد داهمه من خلال رؤية مفزعة، أفضى بها لابنه ” إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟” لم يكن من الفتى وهو سليل أسرة ورث عنها التسليم المطلق لأمر الله ” يا أبت افعل ما تؤتمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”. وهكذا استطالت قامة كل منهما حتى شارفت السماوات العلى عظمة وتسليما مطلقا لأمر الله وهو المقصد الأسنى من الدين “وذلك رغم هجمات الشيطان وسعيه الحثيث لثني عزمهما “فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين”. أما وقد أسلما بلا تحفظ ولا تلجلج، فقد تحقق المقصد، فتجلت عليهما رحمة الله تمنع السكين من حزّ الرقبة، وتقدم بديلا كبشا عظيما فدية”, وفديناه بذبح عظيم”. وهكذا الحجاج يستعيدون مشهد عظمة التسليم لله والانقياد لأمره من خلال العملية الرمزية حيث يتولى الحاج توجيه وابل من الجمرات (حصيات) إلى جدار صخري تمثلا للشيطان، ما هو بشيطان إبراهيم وإنما شيطانه هو، الدائب على إغوائه بفعل الفواحش والإعراض عن أمر الله. إنها ساحة تدريب رمزي على مصارعة العدو، ورفض الاستسلام له أو مهادنته أو التطبيع معه. وتمثّل استكمالا للمشهد تلك الفدية من قبل الحاج ومن قبل كل مسلم قادر، من خلال التقرب إلى الله بأضحية، يأكل منها وعياله تعبيرا عن فرحة العيد والنصر على الشيطان، وتوسعة على الفقراء، وشكرا لله على نعمائه. والحقيقة أن للمسلمين عيدين يفرح فيهما المؤمن أحدهما عيد الفطر وهو تتويج لشهر من العبادة المكثفة، وعيد الأضحى وهو الآخر تعبير عن الفرحة بالانتصار على الشيطان والاستجابة لأمر الله. إذ ليس لله شأن بما نأكل وما ننحر وإنما المدار هو مدى ما يصحب ذلك من مشاعر التقوى والتقرب إلى الله والانقياد إليه. المشهد السادس:”الوقوف بعرفة “يوم الحج الأكبر” احتفاء بانطلاقة البشرية والأصل والمصير: روايات كثيرة حول الواقعة التاريخية التي يحييها ويستعيدها الوقوف بعرفة. وهي واقعة لا بد أن تكون من الأهمية التي تجعل هذه الوقفة هي الحج الأكبر بل هي ركن الحج الذي لا يجبر تخلفه بشيء . تعددت المرويات ولم تحسم لصالح واقعة تاريخية محددة تلقي ضوء على الحكمة من اختيار هذا المكان. ومما ذكروا أن هذا الصعيد كان المسرح الذي شهد أول لقاء على الأرض بين أول زوج بشري شكّل النواة الأولى للأسرة البشرية آدم وحواء عليهما السلام، على إثر نزولهما إلى الأرض، فيكون الحج مرة أخرى عودا إلى الأصل وشكرا لله سبحانه على هذه الآية العظيمة والرحمة السابغة أن جعل لكل منا زوجا يونسه” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”, فيكون تكريم عاطفة الحب والشوق بين الزوجين معنى عظيما من معاني الحج وتذكيرا بأصل انطلاق الاجتماع البشرية ووحدة الإنسانية. والحقيقة أن مؤسسة الزواج مؤسسة دينية ثقافية وليست مؤسسة طبيعية. ولذلك يدب فيها الوهن وتتجه إلى الاندثار كلما دب الوهن في الأصل الذي تأسست عليه وهو الدين، فتترهل عراها لصالح شتى أنواع الانحراف فيكون ذلك إيذانا بأن حضارة قد اتجهت شمسها إلى المغيب. إنها لوقفة مهيبة على هذا الصعيد الأجرد بعيدا عن أبهة المدينة وقصورها وزخارفها ومظاهر تفاخر أهلها بعد أن تجرد الجميع من كل ذلك. إنها تذكر الناس بالأصل أنهم قد خرجوا إلى الدنيا مجردين من كل ضروب الزينة، وهم سيتركونها وراءهم كذلك لا يحملون منها غير خرق بيضاء شبيهة بلباس الإحرام الذي يرتدونه في حجهم. كما تذكرهم صورة هذا الحشد الهائل بيوم يحشرون حفاة عراة مذهولين، فما يبقى أمام الحاج وسط هذا الديكور المفعم بالإيحاءات والرموز الروحية والاجتماعية إلا أن يتجه إلى ربه يسأله التوب والغفران والرضوان والعون على الإنابة الخالصة والتوبة النصوح والعزم على فتح صفحة جديدة مترعة بأعمال الخير ومجانبة الشر ومقاومته. وفي اليوم الطويل متسع لتذكر الأهل والخلان وأحوال الأمة وجراحاتها النازفة في أكثر من موقع في فلسطين والعراق والجزائر وتونس و… وكثيرا ما يقف الخطباء يذكرون على ذلك الصعيد الناس بحجة النبي عليه السلام حجة الوداع وكانت أعظم مهرجان شهدته جزيرة العرب (مائة ألفا) وهو نفس عددهم تقريبا في منتصف القرن العشرين.. بينما هو اليوم تخطى الملايين الثلاثة. لقد كانت حجة الوداع إعلانا عاما لحقوق الإنسان ولوحدة البشرية ومنع التظالم والتأكيد على أهمية الأسرة والايصاء بالنساء خيرا والتحذير من السماح لجشع الأغنياء أن سيتغل حاجة الفقراء. كما مثلت حجة الوداع نقل مهمة هداية البشرية من عهدة الأنبياء إلى أمة الإسلام وقد ترشدت الإنسانية. فكان الرسول الخاتم -نفوسنا فداه- ينهي كل فقرة من وصاياه بـ” ألا هل بلّغت؟ فيجاب بصوت كالرعد: نعم.. فيقول “فليبلغ منكم الشاهد الغائب”. كم هو مهيب وعظيم مشهد تسلّم أمة محمد رسالة هداية البشرية المشهد السابع: البساطة والمساواة, الإفاضة من عرفات في اتجاه منطقة قريبة محاذية هي مزدلفة حيث المشعر الحرام. وتعبير” الإفاضة” دقيق معبر عن مشهد سيل دافق من الناس يتجه في وقت واحد يزدلف إلى الله ليمضي ليلته في العراء في ساحة صغيرة بجانب ربوة هي المشعر الحرام التي كانت قريش تقف عندها ولا تختلط بالناس في عرفة. فجاءت دعوة الإسلام رسالة مساواة بين الناس “ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ” من كل خاطر أو فعل كبرياء واستعلاء وظلم صدر عنكم. “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”. في مزدلفة يشهد الحاج تجربة ربما لأول مرة في حياته: المبيت في العراء على الأرض وهو ما يعين على شحذ الروح ومزيد التجرد من معتاد زخرف الدنيا فيتواضع لله ويتجرد من التكبر ويعيش عيشة فقراء الناس ولو لليلة واحدة في حياته فيستشعر هموم المستضعفين ويذكر أن الأرض التي قد يستنكف من المبيت على أديمها “منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى” فليس في القبور أسرّة. وكل ذلك من مقاصد الحج: التواضع والإنابة وتذكر الأصل والمصير وإذكاء روح الجماعة والوحدة والمساواة والمشاركة، وكذا التدريب على حياة المجاهدين. والحج بذاته ضرب من ضروب الجهاد وتدريب عليه. وفي مزدلفة يتسلح الحاج بالذخيرة التي سيشن بها حربه في الأيام الثلاثة القادمة على الشيطان بمنى وقد شحذت أعمال الحج حتى الآن عزيمته وهيأته لهذه الحرب الرمزية. إذ هو يجمع من صعيد مزدفة جمرات يصوبها نحو عدوه الشيطان بقلب مفعم يقينا وإخلاصا أنها ستصيبه وقد أنهكه يوم عرفة حيث لم ير الشيطان ذليلا كيوم عرفة يوم التمرد المليوني على سلطانه. هو شديد الحذر والبغض للتمردات الجماعية والانتفاضات العارمة. ملاحظة مهمة في الختام: لم أتناول في هذه المشاهد للحج مشهدا مهيبا مشهد زيارة ثاني الحرمين مسجد المدينة المنورة الذي يضم بين دفتيه مثوى أكرم خلق الله حبيبنا وقائدنا وشفيعنا- إن شاء الله-خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أزكى صلوات الله وتسليماته. وسبب عدم تناول هذا المشهد أنه ببساطة ليس جزء من الحج المفروض وإنما نافلة وقربى يحرص عليها كل حاج أن تلامس أقدامه أرضا مشت عليها أشرف وأطهر قدم وأن يستظل بسماء أظلته وأن يشرف ولو للحظات معدودة بالمرور بالروضة المهيبة التي يغشاها جلال من الله ومهابة تملآن على المؤمن كيانه خشوعا ووجدا وهو يمر أمام الروضة الشريفة مسلما على رسول الله وصاحبيه الكريمين فتتملكه قشعريرة تهزه من الأعماق شوقا لرسول الله وخشوعا بين يديه وامتنانا لفضل الله أن جعلنا من أمته. ـــــــــــــ كاتب تونسي  

(المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 ديسمبر 2007)

 


“إسرائيل” وتهويد القدس الشرقية

توفيق المديني كي يدخل فلسطينيّو الضفة الغربية القدس الشرقية، لا بد لهم من عبور نقاط التفتيش الداخليّة، إضافة إلى اصطدامهم بحاجزٍ قاسٍ لم يُبتدَع مثله من قبل، يضبط ويحدّ من تنقّلاتهم في الأراضي المحتلّة، إنّه الجدار الذي يقارب علوّه العشرة أمتار، والذي سيطوّق قريباً القسم الشرقي من المدينة تطويقاً كاملاً، ليحجب المشهد ويمنع بلوغ المنافذ التقليديّة. وقد كلّفت وزارة الدفاع “الإسرائيلية”، لمدّة طويلة، الكولونيل داني تيرزا، الذي لقّبه الفلسطينيّون ب “النكبة الثانية”، تخطيط ورسم وتشييد “الحاجز الأمني” (بحسب التعريف الصهيوني). فوعدَ القدس، في نهاية مشروعه الضخم، بإحدى عشرة نقطة تفتيش مماثلة ل “مخارج المطارات”. في العام ،1947 خصّ مشروع تقسيم الأمم المتحدة هذه المدينة ب “وضعٍ دولي خاصّ” ما يزال، حتى العام ،2007 هو الوضع النظاميّ الوحيد المتّفَق عليه دولياً. ولكن أفضت حرب 1948 إلى تقسيمها بين الأردن و”إسرائيل” التي أقامت عاصمتها في القسم الغربي من المدينة، قبل أن تستولي على القسم الشرقي وتضمّه في العام 1967. وفي العام ،1980 أعلن القانون الأساسي “الإسرائيلي” “القدس الكاملة والموحّدة، عاصمة “إسرائيل” الأبديّة”. ولما كانت الحكومات “الإسرائيليّة” عاجزة عن ضمان “الأبديّة”، فقد استعاضت عنها بسياسة تحفظ الهيمنة اليهوديّة على المدينة وتمنع تقسيمها وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. القضيّة الرئيسية التي تؤرق الصهاينة هي الديموغرافيا. ولهذا عملت الحكومات الصهيونية المتعاقبة على تهويد القدس من خلال فرض أكثريّة يهوديّة غالبة في المدينة. لكنّ عدد الفلسطينيّين ارتفع من 20% من السكان في العام 1967 إلى 35%، ويمكن أن يصبحوا أكثريّة في العام 2030. ونتج هذا المدّ عن تباينٍ في نسبة الولادات، ولكن أيضاً عن رحيل اليهود الهاربين من البطالة وأزمة السكن والمناخ المتعصّب الناجم عن ضغوط المتشدّدين اليهود. “إسرائيل” تبذل قصارى جهدها لضم القدس، وكانت الأداة الأولى لهذا المجهود هي التوسيع غير الشرعيّ لحدود البلديّة. لا تتجاوز المدينة القديمة الكيلومتر المربّع الواحد؛ وحين كانت جزءاً من الأردن، كانت تبلغ ستّة كيلومترات مربّعة مع الأحياء العربيّة المحيطة بها. بيد أن “إسرائيل” ضمّت في العام 1967 حوالي 64 كلم مربّعاً من أراضي الضفة الغربية  ومن بينها 28 قرية  فبلغت 70 كلم مربّعاً. وسيسوِّر الجدار عند إتمامه مساحة تقدّر ب164 كلم مربّعاً من الجهة الشرقيّة. وشكّل الاستيطان الوسيلة الثانية للاستراتيجية الصهيونية، فقد تكوّن الحزام الأوّل من سبع مستوطناتٍ كبرى: جيلو، أرمون هنزيف، تالبيوت الشرقية، فرينش هيل (التلّة الفرنسيّة) رامات أشكول، راموت، راموت شلومو، نافي يعقوب وهار حوما. وتكوّن الحزام الثاني من مستوطنتين: بيسغات زاف ومعال أدوميم. أمّا الحزام الثالث فقد أضاف تسع مستوطناتٍ: غيفون، أدام، كوشاف يعقوب، كفار أدوميم، كايدار، إفرات، بيتار إلّيت ومستعمرات غوش (مجموعة) إيتزيون. وتضمّ هذه المستوطنات في المحصّلة نصف ال 500 ألف مستوطنٍ المقيمين في الضفة الغربيّة. وليست المخططات الاستيطانية الصهيونية الجديدة الساعية لإضافة 300 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة “هارحوما” المقامة على جبل أبو غنيم جنوب القدس المحتلة، سوى التجسيد المادي للنهج الاستيطاني التوسعي بوصفه سياسة عامة لدولة الاحتلال بغض النظر عن الهوية السياسية والأيديولوجية للجهات التي تحكمها. الوسيلة الثالثة هي السيطرة الكاملة على الطرق بهدف تفكيك الحيّز الفلسطينيّ والحدّ من حركيّة الشعب وتعطيل فُرص التنمية. لم تكتفِ “إسرائيل” بالاستيلاء على المحاور الكبرى القائمة وتجديدها وتوسيعها، بل قامت بشقّ طرقاتٍ جديدة كي يصل المستوطنون إلى القدس بأقصى سرعةٍ ممكنة، وهذا أيضاً من أهداف “التراموي” في المستقبل. ويكوّن كلّ ذلك شبكةً مُذهلةً من طرقٍ ذات أربعة مسارب، مُضاءة ليلاً، وقد قُطِعَت على طولها الأشجار، وهُدِمَت البيوت الموصوفة ب “الخطرة” وارتفعت جدران الحماية، باسم “الأمن” طبعاً. تربط “طرق الالتفاف” هذه بين المستوطنات ويُمنع تنقّل الفلسطينيّين عليها فيستخدمون شبكة مسالك ثانويّة ذات نوعيّة سيّئة، وصيانةٍ ضئيلة أو من دون صيانة، تقوم عليها حواجز تفتيشٍ عديدة، ثابتة أو متحرّكة. أما الوسيلة الرابعة في التسلّل إلى المدينة القديمة و”الحوض المقدّس”، فتتم عبر عمليات استعادة المُمتلكات اليهودية القديمة، والمصادرة بموجب قانون الغائبين، والشراء عن طريق المتعاونين، بوتيرةٍ عالية. لقد استولى الاستيطان بأكثر أشكاله فظاظةً على القدس الشرقية، ورسم خطاً قطرياً حقيقياً للتطهير العرقي. الأداة الخامسة للاستراتيجية الصهيونية، هي التهويد. ويُراوح هذا التهويد بين الطابع الاستعراضي  مثل النصب التذكارية لأبطال الحروب الصهيونية وهذه المباني العامّة القائمة في شرق المدينة  وبين ما هو أكثر حشمةً: الأرصفة والمصابيح، وإطلاق الأسماء اليهودية على الشوارع العربية بعد ضمّ القدس الشرقيّة عام 1967. ويشمل التهويد أيضاً إعادة النظر في حرّية الوصول إلى الأماكن المقدّسة، بالرغم من كون هذه الحرّية تندرج في مبدأ مشترك في كلّ النصوص الدوليّة منذ معاهدة برلين (1885). لقد مرّت سنوات لم يدخل خلالها مسلمو ومسيحيّو الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى أو إلى كنيسة القيامة. أمّا “المقيمون” في القدس فيمكنهم الصلاة في هذه الأماكن المقدّسة إذا كانوا بالغين الخامسة والأربعين من العمر؛ هذا من دون نسيان الإهانات التي يمارسها ما يقارب الأربعة آلاف جنديّ المنتشرين خلال الأعياد الكبيرة. وكان بطاركة ورؤساء الكنائس المسيحيّة في القدس عبروا في 29 سبتمبر/ أيلول ،2006 عن قلقهم بإعلانٍ يُعيد تأكيد الحاجة إلى “وضع خاصّ” يضمن “الحقّ الإنساني في حرّية العبادة للجميع، كأفرادٍ أو كمجتمعاتٍ دينيّة؛ والمساواة بين كلّ المواطنين أمام القوانين المُطابقة للقرارات الدوليّة؛ وحرّية بلوغ القدس للجميع، مواطنين، ومُقيمين أو حُجّاجاً”؛ وأصرّوا على “أن تظلّ الجماعات الدينيّة نفسها مُحتفظةً بحقوق الملكيّة والحراسة والعبادة التي اكتسبتها مختلف الكنائس عبر التاريخ”؛ كما يطالبون المجتمع الدوليّ بفرض الاحترام ل “وضع الأماكن المقدّسة الحالي”. (المصدر: صحيفة الخليج، رأي ودراسات  بتاريخ 19 ديسمبر 2007)

شيخ أصولي يدعو إلى مقاطعة شركات الملياردير نجيب ساويرس

 

القاهرة (ا ف ب) – اصدر الشيخ الاصولي يوسف البدري فتوى ضد قطب الاتصالات المصري نجيب ساويرس وهو واحد من اغنى مئة رجل في العالم بسبب تصريحات تحفظ فيها على اسلمة المجتمع المصري.   ودعا البدري وهو مدرس تخصص في اقامة الدعاوى القضائية ضد الفنانين والمثقفين المصريين الذين يرفضون الاصولية للاسلامية “كل مسلم الى مقاطعة شركات نجيب ساويرس ومنتجاتها” ومن بينها كبرى شركات الهواتف المحمولة في مصر موبينيل.   وبموجب بيان البدري فان نجيب ساويرس “المسيحي القبطي” اعتبر ان انتشار الحجاب في شوارع القاهرة يشعره كأنه في ايران.   ويهاجم البدري رجل اعمال لامع هو اكبر الابناء الثلاثة لانسي ساويرس (77 سنة) مؤسس امبراطورية اسرة ساويرس واحد اقطاب قطاع البناء. واعتبر البدري في بيانه ان التصريحات التي نقلت عن ساويرس “ان صحت نسبتها اليه تشكل بلا شك سخرية واستهزاء وطعنا في شرائع الاسلام وحضا على كراهيتها ودعوة الى نبذها وتركها والاعراض عنها”.   وصرح ساويرس لمجموعة من الصحفيين اخيرا “ليس لدي شيء ضد الحجاب والا كنت اعارض الحريات الشخصية ولكنني عندما اسير في الشارع (..) اشعر كانني في ايران واشعر انني غريب”. وبالفعل اصبحت النساء غير المحجبات اقلية على ضفاف النيل حيث يتزايد كذلك عدد المنقبات بتأثير الاصولية الوافدة من السعودية.   وكان وزير الثقافة فاروق حسني اثار حنق المحافظين من كل اتجاه بدءا من نواب الحزب الوطني الذي يتزعمه الرئيس حسني مبارك وانتهاء بالاخوان المسلمين عندما اعتبر ان ارتداء الحجاب نوع من “التخلف”.   وينتقد الشيخ البدري كذلك نجيب ساويرس لاعتراضه على شعار “الاسلام هو الحل” الذي ترفعه جماعة الاخوان المسلمون التي تسيطر على 20% من مقاعد البرلمان وتعد قوة المعارضة الرئيسية في مصر.   وقال نجيب ساويرس “انني رجل علماني معارض تماما للدولة الدينية ونحن (المسيحيون المصريون) لا ننتظر اذن الاخوان المسلمين للترشيح للرئاسة” في اشارة الى اعتراض الاخوان على تولي مسيحي لمنصب الرئاسة في مصر.   ويعتبر الاخوان انه لا يمكن لمسيحي ان يقود بلدا 90% من سكانه مسلمين كما هو الحال في مصر. ويحظر الدستور قيام احزاب على اساس ديني وان كان ينص على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.   ويمثل الاقباط ما بين 6% الى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 76 مليونا وهم ممثلون على نطاق ضيق للغاية في المؤسسات السياسية ولم ينتخب الا نائب قبطي واحد في الانتخابات التشريعية الاخيرة عام 2005.   وكان الشيخ البدري اقام في نيسان/ابريل دعوى صد الشاعر حلمي سالم يتهمه فيها بالاساءة الى الاسلام. واقام البدري في تسعينات القرن الماضي عدة دعاوى قضائية ضد فنانين ومثقفين اشهرها الدعوى التي اقامها ضد الاستاذ الجامعي نصر حامد ابو زيد واتهمه فيها بالالحاد وطالب بتفريقه عن زوجته الاستاذة الجامعية ابتهال يونس بعد ان نشر ابو زيد كتابا اعترض فيه خصوصا على قوانين الارث المطبقة لدى المسلمين السنة.   وغادر ابو زيد مصر اثر هذه الدعوى التي قبلتها في النهاية محكمة النقض عام 1995 وهو يقيم حاليا في المنفى في هولندا وان كان يقوم بزيارات الى بلده الاصلي من حين الى اخر.   ويقول المفكر الاسلامي جمال البنا الذي يطالب بفتح باب الاجتهاد ويعارض الاصوليون افكاره “الفتوى لها قداستها فكيف يتعامل بمثل هذه الخفة ويطلق مثل هذا الكلام ويضعه في مرتبة الفتوى”.   من جهته رفض نجيب ساويرس الذي حاولت وكالة فرانس برس الاتصال به التعليق. ودافعت عنه منظمة “مصريون ضد التمييز الديني” معتبرة انه من حقه تماما التعبير عن رايه.   وبعد ان حقق نجاحات كبيرة في الاعمال على مدى الاعوام العشرة الاخيرة جعلته يحتل المرتبة 62 في قائمة اغنى مئة رجل في العالم وفق مجلة فوربس الاميركية اصبح نجيب ساويرس يولي مزيدا من الاهتمام بالمجتمع المدني. وتملك مجموعة شركات نجيب ساويرس فروعا في تونس والجزائر وباكستان والعراق وبنغلادش وايطاليا واليونان.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 19 ديسمبر 2007)  

هجوم «القاعدة» في الجزائر تحذير الى أوروبا

تييري أوبرليه       الهجوم المأسوي المزدوج في مدينة الجزائر هو تحذير جديد الى أوروبا، ويتعدى أصداءه الجزائرية. وبيان تبني عمليتي التفجير، على مبنى المجلس الدستوري وعلى مركز المفوضية العليا (الأمم المتحدة) للاجئين رسالة تبعث بها المنظمة الإرهابية التي يقودها عبدالمالك درودكال الى أفريقيا الشمالية، والى القارة القديمة. فقاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي برهنت للمشككين قدرتها على ضرب العاصمة الجزائرية على رغم ضربات الجيش والشرطة. فالفريق الإرهابي أفلح في تجديد شبكاته المحلية في مدينة تطوقها منذ وقت طويل القوات الأمنية، وتحصي على أهلها أنفاسهم. وكان متوسط عمر الإرهابي القادم الى المدينة، والعاقد العزم على القيام بعملية ندب اليها، أياماً قليلة قبل أن ترصده أجهزة الأمن وتعتقله أو تقتله. وكانت الجماعة السلفية للدعوة والجهاد، وهي سلف قاعدة الجهاد، البقية المتبقية من التمرد الإسلامي الجهادي في العقد العاشر من القرن الماضي. واضطرت الى الانكفاء الى الجبال في منطقة القبائل، أو الى الشريط الصحراوي. واقتصرت عمليات حسن خطاب، زعيم الجماعة، على أهل الطاغوت، أي موظفي الدولة وجنودها وشرطتها. وأراد خطاب، يومها، الرد على حركة الوئام الوطني التي باشرها عبدالعزيز بوتفليقة منذ 1999، وترجحت حظوظها بين نجاح وإخفاق.   وطويت الصفحة هذه مع تنحية خطاب، ثم إعلان الجماعة، في 11 ايلول (سبتمبر) 2006، مبايعتها «القاعدة». وأذاع أيمن الظواهري، في اليوم هذا، خبر المبايعة، والاسم الجديد، ودعا الظواهري أنصاره الجدد الى إظهار قوتهم في الجزائر، والى توحيد الجماعات والمنظمات السلفية المتشددة في شمال أفريقيا. وأقر عبدالمالك درودكال على الجماعات هذه. فتلقب «الأمير» الجديد بلقب أبو مصعب عبدالودود، تيمناً بالإسلامي الأردني الذي لمع اسمه بالعراق، وقتل ببعقوبة في حزيران (يونيو) 2006، فحرب العراق هي المرجع والمثال. وعلى رغم أن العدو ليس جيش احتلال، أفتى الجهاديون الجزائريون بـ «ردة» العسكريين الجزائريين و «كفرهم». فهم، على قولهم، «أولاد كلاب فرنسا». وينخرط في صفوف «القاعدة» شبان وفتيان يعهد اليهم بقيادة سيارات مفخخة يفجرونها في الأماكن المقررة والرمزية، أو يزنرون أنفسهم بأحزمة ناسفة يحملونها وسط الناس في الساحات والطرقات. فقتلوا، في الأشهر التسعة الأخيرة، نحو مئة مدني. وضربوا مبنى الحكومة، وموكب بوتفليقة، واليوم المجلس الدستورية ومفوضية الأمم المتحدة.   وفي أوائل العام تصدى سلفيون تونسيون، غير بعيد من تونس العاصمة، للشرطة. و «انفجر» انتحاريون بالمغرب، ولم يخلفوا غير أضرار قليلة. وهذا قرينة على انبعاث شبكات التجنيد بالعراق، على الأرجح، وتسللها الى اسبانيا. وتنسج الشبكات هذه روابط بفرنسا. ويلاحظ التقرير الأوروبي الذي يعالج مسألة الإرهاب الجهادي في الاتحاد أن معظم الـ340 موقوفاً في إطار قضايا الإرهاب الجهادي بين تشرين الأول (اكتوبر) 2005 وكانون الأول (ديسمبر) 2006 بأوروبا جاؤوا من الجزائر والمغرب وتونس، وكثرتهم كانوا على علاقة بالجماعة السلفية للدعوة والجهاد. وتدعو نسبة المغاربة العالية في كتائب «القاعدة» بالعراق الى القلق. ويتوقع المراقبون أن يعود جنود الجهاد من المثلث السنّي العراقي، حيث يحشرهم مسلحو مجالس الصحوة، الى أوروبا تدريجاً. فهم يخشون العودة الى بلادهم حيث تنتظرهم أجهزة أمن يعرفون حق المعرفة القسوة التي تحقق بها مع أمثالهم. فلا عجب إذا آثروا الانخراط في جاليات اخوانهم وأصدقائهم في المهاجر الأوروبية الغربية، على قول أحد مراكز الدراسات السياسية ببرلين. ويتهدد الخطر فرنسا واسبانيا، والبلدان كانا هدفين أثيرين ويسيرين من أهداف جهاديي الجماعة السلفية من قبل. وقد تسبق هجمات هؤلاء بأوروبا هجمات محلية تتولى ضرب المصالح الغربية في بلدان المغرب. فبيان «القاعدة» الاثنين مساء، دعا «جحر الكفار الدولي، و«ناهبي ثرواتنا»، الى الاستماع الى شروط «الأمير» أسامة بن لادن واستجابتها. ولوح بتدافع المرشحين الى «الشهادة» والعمليات «الاستشهادية». وهذا ليس خطابة خالصة.   عن «لوفيغارو» الفرنسية، 13/12/2007   (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 ديسمبر 2007)

  تبدأ بثها خريف 2009

فضائية ألمانية جديدة لتعريف أوروبا بالثقافة العربية

خالد شمت- برلين   منحت الهيئة العامة للإشراف على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية الخاصة في ولاية هيسن الألمانية ترخيص 10 سنوات قابلا للتجديد لمجموعة بيبو الإعلامية لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة من مدينة بادهومبورغ غرب البلاد.   وتحمل القناة اسم “أرورا”، ومن المقرر انطلاق بثها خريف 2009، لتعريف الألمان والأوروبيين بثقافة العالم العربي ومجتمعاته، خاصة شبه الجزيرة والخليج العربي.   ويتكون مجلس إدارة أرورا من عدد من مشاهير الصحفيين وأساتذة الإعلام وشخصيات عامة بارزة في ألمانيا، وعين 300 موظف وفني -بينهم 100 صحفي- للعمل بالقناة في مرحلة بثها الأولى.   وتركز الفضائية على الإنتاج الوثائقي والأخبار والتقارير الاقتصادية والتحقيقات والأفلام العربية المدبلجة، وبرامج الخدمات الموجهة للألمان والأوروبيين الراغبين في السياحة أو الاستثمار في العالم العربي.   وأعلنت مجموعة بيبو الإعلامية المالكة في بيان أرسلته للجزيرة نت أن أرورا ستبث علي مدار الساعة على القمر الصناعي أسترا وضمن قنوات الكابل الألماني والإنترنت.   حوار ثقافي   وقالت إن القناة مشروع إعلامي ألماني لمخاطبة الألمان والشعوب الأوروبية، وتعريفهم بكل الجوانب الثقافية والأنشطة المجتمعية في الجزيرة العربية والخليج، وتعميق التفاهم والحوار الثقافي بين الجانبين.   وامتنع رالف بيبو رئيس المجموعة الإعلامية عن الحديث للجزيرة نت عن الميزانية السنوية للقناة أو مساهمة مستثمرين غير ألمان فيها، واكتفى بالقول إنها ستعتمد في تمويلها على الإعلانات وبيع إنتاجها البرامجي.   كما قال إن تخصصها في البث عن العالم العربي يميزها بتقديم تجربة غير مسبوقة في مجال العمل الإعلامي الألماني والأوروبي، وأكد سعيها للتكامل والتعاون مع القنوات الألمانية وعدم الدخول في منافسة مع أي منها.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 ديسمبر 2007)  


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

7 juin 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N° 3302 du 07.06.2009  archives : www.tunisnews.net   L´Humanité: Gafsa-Nantes, la périlleuse fuite

En savoir plus +

6 juin 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2206 du 06.06.2006  archives : www.tunisnews.net AFP: Nomination d’un nouveau responsable

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.