TUNISNEWS
10ème année,N°3638du 09 .05 . 2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
السبيل أونلاين :شهادة أبوبكر القلالي حول الإعاقة التى تعرض لها بسبب رصاص البوليس
كلمة:الأستاذة راضية النصراوي تتهم البوليس السياسي بسرقة مكتبها
المرصد التونسي:قابس … عمال يواصلون اعتصامهم المفتوح تحت ضوء الشموع
زياد الهاني:إثر كلمة أوباما حول سجن الصحفيين: “عمّـار 404” يقصف موقعا للقيادة الأمريكية الإفريقية
اللجنة التونسية – المصرية التحضيرية لمشروع ” التحالف العالمي من أجل الديمقراطية:دعـــــــــوة
كلمة:قوات الأمن تتدخل بهراواتها في نهاية الحملة الانتخابية للتجمع بزرمدين
الانتخابات البلدية بوذرف- قابس- اعتداء فضيع بالعنف البدني في مشهد مأساوي
مراد رقية:القائمة المستقلة بقصرهلال تندد عبر ملحقها الاعلامي بتأثير المرصد الوطني للبلديات ودون تحفظ على ظروف اعداد واخراج مسرحية تجديد الشعب البلدية التونسية
عمر بن فرح :متي ستتدخل الدولة من أجل وضع حدّ فاصل و نهائي لحالة الفوضي العارمة التي تسود معظم شبابنا
كمال بن يونس:الامتحان الأصعب
الصباح:الانتخابات البلدية:أكثر من 4 ملايين تونسي ينتخبون اليوم 4626 مترشحا
صلاح الدين الجورشي:المشهد السياسي التونسي: مرايا عاكسة لجوهر ثابت!
النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بنقردان:لائــــحة
الصباح:كيف يمكن لتونس الاستفادة منها:أزمة اليونان وأوروبا تؤثر في السياحة والصادرات التونسية
الصباح:تسعون بالمائة من المتزوجين يرفضون الاشتراك في الملكية
غازي دحمان:الدولة الفاشلة مشروع استعماري أبيض
عبدالله إسكندر:استراتيجية إطعام الفم ليستحي اللسان
عبد الباري عطوان:الغياب النووي العربي
بلال الحسن:تطرف اجتماعي يدعم تطرف نتنياهو السياسي
العرب:مصر: أساتذة جامعات يرفضون مشاركة إسرائيليين بمؤتمر طبي بالقاهرة
رأي القدس:زلزال انتخابي بريطاني
الجزيرة.نت:فنلندا تحذر من تفشي أزمة اليونان
العرب:الغرب متدين أكثر مما يبدو
(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
أفريل 2010
https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm
شهادة أبوبكر القلالي حول الإعاقة التى تعرض لها بسبب رصاص البوليس
السبيل أونلاين – خاص + فيديو
لمشاهدة شهادة أبوبكر القلالي – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=iqKKXhwIjbE قال اللاجيء السياسي المقيم في ألمانيا أبوبكر القلالي في شهادة (فيديو) نشرت على شبكة الانترنت ، أنه تعرض يوم 08 ماي 1991 الى اصابة بالرصاصة الحي في الحرم الجامعي بكلية العلوم بتونس ، سببت له اعاقة بالغة في البصر وأفقدته حاسة الشم . وأفاد القلالي (وهو اصيل ولاية قبلي) بأن يوم 08 ماي 1991 “وقع تجمع طلابي احتجاجا على ممارسات البوليس في الحرم الجامعي والقمع وكبت الحريات الذي كان يتعرض له الطلبة”، ليضيف “هاجمنا البوليس ودون سابق انذار مستخدما الرصاص الحي مباشرة لتفريق الطلب.” وأكد أبوبكر القلالي الذى كان طالبا في ذلك التاريخ ، أنه كان بصدد الفرار حين أصب بطلق ناري فوق الحاجب الايسر “فاخترقت الرصاصة عيني اليسرى ثم مرت من تحت الانف واستقرت في الخد الأيمن ، وقبض علي رجال الامن ونقلوني الى مقراتهم وأول ما وصلت انهالوا علي بالضرب وكنت أصيح والدم يسيل على كامل وجهي وبقيت فترة طويلة مرميا على الأرض وكنت أنزف واتقيّ” . واضاف:” شعرت بوجود “جثمان” الى جانبي وكنت اتحسس هذا “الجثمان” وأسأله فلم يجبني ، وبعد فترة حملنا معا في سيارة أمن الى مستشفى “شارني كول” بوسط العاصمة وبقيت ثلاثة أيام في غرفة الانعاش فاقد للبصر وعيناي مغمضتان ، وبعد ثلاثة أيام شعرت أنى أبصر قليلا بالعين اليمني وبعدها نقلت من غرفة الانعاش الى قسم عادي وهو قسم الوجه بالمستشفى أين بقيت حوالي 24 يوما” . واشار القلالي الى أن الأطباء قاموا في بادىء الأمر “بمعالجة عيناي وكانت العين اليسرى قد فقئت تماما أما العيس اليمنى فقد تأثرت” ، وحسب الفحص الطبي فإن عضو رئيسي في العين اليمنى اصيب جراء دفقة دم مما تسبب في ضعف كبير جدا في النظر حيث لم يعد يرى الا بمعدل 2 من 10 وذلك من خلال العين اليمنى فقط . وقال القلالي”ونظرا لاستقرار الرصاصة فترة طويلة في خدي الايمن فقد تركت آثارا ، فمن حين لآخر اشعر بألم في خدى الايمن يكون نوعا من النبض المؤلم ، وفقدت أيضا حاسة الشم لأن الرصاصة مرت تحت الانف”. وقام أبوبكر القلالي بفحوصات في المانيا بعد قدومه اليها كلاحيء سياسي ، بعد أن فقد الأمل في معالجة العين اليمنى التي فقدت البصر تماما /، وقدّر الأطباء الاعاقة التى تعرض لها بحوالي 70% . نشير الى أن تسجيل شهادة أبوبكر القلالي أنجزها الناشط السياسي لطفي زيتون .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 09 ماي 2010 )
الأستاذة راضية النصراوي تتهم البوليس السياسي بسرقة مكتبها
حرر من قبل التحرير في السبت, 08. ماي 2010 أصدرت الأستاذة راضية النصراوي بيانا تعلم فيه الرأي العام بأن مكتبها الكائن بنهج أم كلثوم بتونس العاصمة قد تعرّض مرّة أخرى للسرقة والخلع في الليلة الفاصلة بين يومي 30 أفريل وغرّة ماي 2010، كما ذكرنا في نشرة سابقة وذكرت أن اللصوص سرقوا حاسوبها الذي به كلّ ملفاتها المهنيّة. وقد اتهمت الأستاذة النصراوي عناصر البوليس السياسي بسرقة مكتبها مفيدة بأنها المرّة الخامسة في عهد الرئيس الحالي التي يتعرّض فيها مكتبها للخلع والسّرقة والتخريب، واعتبرت أن الأمر عقابا لها بسبب دفاعها عن ضحايا القمع والفساد. وصرحت بـأن الاعتداء الأخير على مكتبها حصل غداة مكالمة هاتفية من أحد الحرفاء الذّي كلّفها بقضيّة يتّهم فيها أحد أفراد “العائلة الحاكمة” بالابتزاز والاستيلاء على أملاكه. من جهة أخرى وقع ما يزيد عن 600 شخصية من السياسيين والنشطاء الحقوقيين على عريضة تطالب برفع الحصار عن منزل السيد حمة الهمامي وراضية النصراوي والكف عن افتعال القضايا ضدهما ورفع الحضر عن سفرهما والتحقيق الجدي في الاعتداءات التي يتعرضان لها. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 ماي 2010)
قابس … عمال يواصلون اعتصامهم المفتوح تحت ضوء الشموع
دخل عمال مصنع ز ط خ للملابس الجاهزة ببوشمة قابس في اعتصام مفتوح منذ 15 افريل 2010 بمقر العمل دفاعا عن لقمة عيشهم ورفضا لعملية تسريحهم تمهيدا لاغلاق المصنع , ورغم أن مدة الاعتصام قاربت الشهر لم يبادر العرف بأي خطوة ايجابية في اتجاه ايجاد حل والتجاوب مع مطالب العمال المعتصمين بل عمد منذ يومين الى قطع التيار الكهربائي عن المصنع بهدف اجبار العمال على فك الاعتصام . لكن العمال واصلوا اعتصامهم تحت ضوء الشموع ليلا في تحد كبير لكل محاولة لكسر اعتصامهم . ان العمال المعتصمين في مصنع زط خ في حاجة اكيدة الى كل انواع الدعم من كافة نقابيي جهة قابس وعمالها ونشطائها الحقوقيين تدعيما لهذا الاعتصام البطولي ونصرة لمطالب العمال المشروعة .
محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
إثر كلمة أوباما حول سجن الصحفيين: “عمّـار 404” يقصف موقعا للقيادة الأمريكية الإفريقية
فعلها “عميمير كاط كاط”، وضرب الأمريكان في عقر دارهم!؟
“عمّـار 404” رقيبنا الالكتروني الشهير قام بحجب صفحة موقع “مغاربية” المخصصة لليوم العالمي لحرية الصحافة في دول المغرب العربي، مباشرة إثر نشر الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الثالث من ماي الجاري بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وانتقد فيها “متأخرا” سجن الصحفيين في عدد من الدول من ضمنها تونس. علما بأن هذا الموقع الأعلامي أصبح يتبع القيادة الأمريكية العسكرية الإفريقية. وتعميما للفائدة أعيد نشر مقال “مغاربية” المحجوب في تونس والذي تضمن استجوابا للزميل أيمن الرزقي حول واقع حرية الصحافة في تونس. ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أفيد “عمّـار404” بأن الذي يسيء إلى بلادنا ليس مثل هذه الشهادة التي تدين سجن الصحفيين، ولم تتعرض لها وسائل إعلامنا المتعود على الاستقواء علينا بشهادات الإطراء والتنويه الأجنبي مدفوعة الأجر. فلا أظن حضرة “عمّار المقص” يجرأ على تكذيب الرئيس الأمريكي الذي تربط بلاده علاقات وثيقة وتاريخية ببلادنا. وهو ما أكدته زيارة وزير خارجيتنا كمال مرجان الأخيرة إلى واشنطن والحفاوة التي لقيها من قبل نظيرته هيلاري كلينتون ولم تتخلف وسائل إعلامنا “الوطني” عن إبرازه والتباهي به. على “المعلّم عمّار” أن يستخدم لمرة عقله قبل مقصه!! لقد تسبب سجن الزميل توفيق بن بريك بناء على قضية مفتعلة ضده في فضيحة دولية لبلادنا. وعندما أصرّ على أن القضية مفتعلة فلا أنصّـب نفسي حكما ولا أزعم بأني كنت حاضرا للحادثة التي انبنت عليها محاكمة الزميل توفيق بن بريك لأؤكد وقوعها من عدمه. كل ما يمكنني أن أؤكده هو قناعتي بعدم توفر محاكمة عادلة للزميل الذي تمّ حرمانه من حقوقه القانونية. فقد تم إيقافه في اليوم التالي للحادثة بعد دعوته بشكل قانوني إلى مركز الشرطة لسماع أقواله في ما نسب إليه. وبالتالي لم يكن هنالك أيّ موجب قانوني لإيقافه وإيداعه في السجن حتى على فرض اعترافه بالاعتداء المنسوب إليه!؟ فالاحتفاظ والإيقاف التحفظي من بعده لا يجوزان قانونا إلا في صورة التلبس، أي لو تم إيقاف الزميل وهو بصدد الاعتداء على زاعمة الضرر؟ بن بريك ملاحق في فرنسا كمشتبه فيه في قضية أخرى تشابه تلك التي تم سجنه من أجلها في تونس. لكن لأن في فرنسا قضاة يحترمون أنفسهم وشرف مهنتهم السامية، لم يقع إيقاف المتهم ويتواصل النظر في قضيته وهو في حالة سراح. ورأينا في قضية مطرب الرّاي الشاب مامي مثلا كيف أن الرجل لم يدخل السجن إلاّ بعد أن أصبح الحكم القضائي الصادر ضده نهائيا وباتّا. الشرطة السياسية حاولت ترتيب السيناريو الهزيل الذي استخدمته لاصطياد بن بريك معي، عندما عمدت يوم 14 أفريل المنقضي إلى دفع من يتولى دفعي ثم الاعتداء عليّ تمهيدا لجري لتبادل العنف معه. لكن العملية فشلت رغم حضور رئيس فرقة الإرشاد السياسي بمنطقة الأمن ومتابعته للعملية شخصيا على الميدان. المعركة التي كان مرادا لها أن تتفجر لم تحصل لأني من ناحية أولى شللت يدي المعتدي عن الحركة بعد أن تبينت أبعاد الاستدراج. ثم جاء الدخول المفاجئ لأحد الزملاء مسرح العملية ليكون شاهدا مباشرا على تفاصيلها، كي يجهض ما خططت له أجهزة أثبتت أنها بحاجة إلى تأهيل جدي لرفع مستواها؟ والتأهيل شامل أو لا يكون!!؟ “المعلّـم عمّـار” الذي يحتاج تأهيلا بدوره، لم يفهم على ما يبدو بأن حجبه لموقع “مغاربية” جعله يثبت على نفسه تهمة مصادرة حرية التعبير والرأي المخالف. فهذا الموقع على حدّ علمنا ليس موقعا إباحيا أو إرهابيا مثلما يزعم “عمّـار404” لتبرير صولاته. لكن إذا كان الأمر كذلك أفيده بأن خطاب الرئيس أوباما مازال موجودا على موقع البيت الأبيض الالكتروني، لعلّه يرغب في القيام معه بالواجب “الوطني” كذلك؟ وهذا هو الرابط: http://www.whitehouse.gov/the-press-office/statement-president-world-press-freedom-day زياد الهاني
اللجنة التونسية – المصرية التحضيرية لمشروع ” التحالف العالمي من أجل الديمقراطية دعـــــــــوة
يتشرف أعضاء اللجنة التونسية – المصرية التحضيرية لمشروع ” التحالف العالمي من أجل الديمقراطية ” بدعوتكم للمشاركة في أشغال الاجتماع التأسيسي للتحالف عبر Skype على الأنترنات و ذلك يوم الخميس 13 ماي 2010 على الساعة 19 بتوقيت تونس / الساعة 21 بتوقيت مصر . للمشاركة الرجاء إرسال إيميال به أسمك و صفتك على العنوان التالي : Adnen_hasnaoui@yahoo.fr و سنرسل لك الرابط للمشاركة . ——————————————— جدول الأعمال 1 مناقشة البيان التأسيسي 2 الاقتراحات و الآليات التنفيذية و التوصيات ———————————————-
مشروع البيان التأسيسي
باسم الإنسانية باسم حق الإنسان في الحرية و الديمقراطية والحياة الكريمة و من بقاع متفرقة من الكرة الأرضية التقينا لنبدأ مسيرة من النضال من أجل تعزيز القيم الإنسانية و دعم تكريس الحرية و الديمقراطية و السلام العالمي في هذا الجزء من العالم. و نعلن أننا تحالف مدني حقوقي قائم علي روح العدالة و مبادئه هي المواثيق و الأعراف الدولية الهادفة حماية و صيانة حقوق الإنسان الكونية من أي إنتهاك و من أي كان . و في كنف الحرية و الكرامة . و لأنه آن الأوان أن ينعم الإنسان و في أي مكان على هذا الكوكب بالحياة في أمن وسلام و لأننا علي يقين أن إرساء الحرية والديمقراطية في الأقطار التي تحكم من قبل دكتاتوريات سوف يكون عامل أساسي في دعم مسيرة السلام والتعاون و نبذ كل أشكال التطرف و العنف. لذا قد بادرنا نحن أبناء المنطقة العربية بتشكيل هذا التحالف من أجل الحرية و السلام و الكرامة و الذي سيعمل على دعم التحولات الديمقراطية و التغيير السلمي عبر الإنتخابات الحرة و النزيهة . أن ائتلفنا سوف يبادر بفتح ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر, التي ستجري بها انتخابات رئاسية في 2011 و سيقوم بكافة أشكال الدعم المشروعة وفقا للقوانين المعمول بها في كل دولة لأحداث التحول ديمقراطي و أن يكون للشعب المصري الحق في اختيار من يريد و عبر انتخابات حرة ونزيهة و نسجل أن تمكن الشعب المصري من اختيار من يريد سيكون له الآثار الإيجابية على شعوب المنطقة . نص مشروع التأسيس مقترح مشترك
عدنان الحسناوى / سامي دياب مدير مركز عرب بلا حدود و مؤسس حركة عدالة بلا حدود المؤسسون للتحالف ( قائمة أولى ) : من مصر التحالف الشعبي من اجل الديمقراطية: وهو يظم 62 منظمة وحركة سياسية من تونس لجنة الحقوقيين التونسيين لمراقبة الحريات بمصر 2010-2011 المنسق العام : محمد الشواشي
قوات الأمن تتدخل بهراواتها في نهاية الحملة الانتخابية للتجمع بزرمدين
حرر من قبل التحرير في السبت, 08. ماي 2010 اشرفت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية و التضامن والتونسيين بالخارج على اختتام الحملة الانتخابية للتجمع الدستوري في مدينة زرمدين يوم الجمعة 7 ماي 2010 و قد تمت محاصرة مكان الاجتماع بأعداد كبيرة من أعوان الأمن، وعلمنا أن الاجتماع توتر بسبب تدخلات متشنجة والردّ عليها عقب ذلك تدخلت قواة الأمن واعتدت بهراواتها على بعض الحاضرين وأوقفت عدد من المواطنين حسب ما ذكر بعض الشهود. جدير بالذكر أن معتمدية زرمدين رفضت اعتماد القائمة المستقلة الوحيدة التي كان من المفترض أن تنافس قائمة التجمع في الانتخابات البلدية التي تدور اليوم الاحد 9 ماي 2010. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 ماي 2010)
الانتخابات البلدية بوذرف- قابس – اعتداء فضيع بالعنف البدني في مشهد مأساوي
عاش مواطنو وذرف اعتداءً فضيعا في إحدى المراكز الانتخابية كان ضحيته أستاذ التعليم الثانوي محمد الغضبان أحد مرشحي القائمة المستقلة للانتخابات البلدية ( المبادرة الحرة ) أما المعتدي فهو السيد عبد السلام مبارك رئيس شعبة وذرف الجنوبية و موظف ببلدية المنطقة و صورة الاعتداء أن الأستاذ محمد الغضبان طالب المعتدي بالكف عن مواصلة حملته الانتخابية للورقة الحمراء داخل المركز الانتخابي و ضرورة احترام القوانين إلا أن الجميع صعق بالرد العنيف المتمثل في الاعتداء لكما و رفسا و لولا تدخل المواطنين لحصل ما لا يحمد عقباه .و قد منح طبيب الصحة العمومية للأستاذ محمد راحة بعشرة أيام مراسلة خاصة
كتبهاmourad regaya ، في 9 مايو 2010 الساعة: 15:04 م
القائمة المستقلة بقصرهلال تندد عبر ملحقها الاعلامي بتأشير المرصد الوطني للبلديات ودون تحفظ على ظروف اعداد واخراج مسرحية تجديد الشعب البلدية التونسية
يوم9ماي2010
لقد صادف وعلى غير العادة أن تابعت بعض روبرتاجات النشرة الاخبارية للساعة الثامنة مساء على قناة تونس7 التجمعية المستقلة والتي كانت جل فقراتها مخصصة للمسرحية الحدث”مدينة أفضل لحياة أرقى” المقرر اطلاقها كامل يوم9ماي2010،وهي مسرحية من صنف الممثل الواحد الأوحد بتمويل عمومي،وبتمثيل واخراج رديئين من صاحب الامتياز والاحتكار للعلامة التجارية،التجمع الشمولي الديمقراطي؟؟؟ وقد أصبت بذهول وبانهيار كاملين عندما تابعت تصريحات بعض أعضاء ما يصطلح على تسميته زورا”المرصد الوطني للبلديات” بعد جولاتهم عبر ربوع الجنوب التونسي والتي شددت كلها على المناخ الأسطوري والمثالي لاعداد المسرحية في فصولها المحلية،وعلى رباطة جأش وحياد الادارة،وخاصة عدم وجود ردات فعل سلبية على هذه المسرحية السمجة مما يعتبر ومن جانب المرصد غير الراصد لشيء اغتيالا حقيقيا لدولة القانون والمؤسسات التي يدعي المرصد المنزوع الدهن والنفوذ بأنه أحد أدواتها الفاعلة والنافذة حتى على صاحب امتياز اعداد واخراج المسرحية الهزلية”مدينة أفضل لحياة أرقى”؟؟؟ وطالما أنني كنت وشرفت بأن أكون الملحق الاعلامي للقائمة المستقلة بقصرهلال”قائمة تكريس المواطنة” التي أجهضت مشاركتها بعد محاصرتها وتهديد عناصرها بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا لم تتراجع عن تقديم ملفها يوم17 أفريل2010 من قبل ميليشيا التجمع الشمولي،ولا حظت التجاوزات الخطيرة المرتكبة من بداية اعداد الفصل المحلي لمسرحية”مدينة أفضل لحياة أرقى” في مستوى تعليق الملصقات الحاملة تسمية”بلدية قصرهلال”،وتثبيت اللوحات الضوئية أمام المؤسسات والمرافق العمومية الى غاية يوم الاطلاق والتصديق خاصة منها مستوصف الحاج علي صوة الجهوي،ودائرة تفقد التعليم الابتدائي الملاصقة لمدرسة أحمد عيّاد الاعدادية وهو صاحب مقولة “البلدية مرفوضة لأنها مفروضة”،والانحياز الكامل للادارتين الجهوية والمحلية الى جانب القائمة الحمراء،ولا ننسى اطلاق الاذاعة الداخلية لدار التجمع،وسيارة الدعاية المرتبطة بها خلال يوم التصديق،وفرض وضع ملصقات القائمة الحمراء على سيارات التاكسي وشاحنات نقل البضائع امعانا في ارهاب المواطنين دافعي الجباية المحلية،المقاطعين لمسرحية تجديد الشعب البلدية ليوم9ماي2010؟؟؟ كنت قد اتصلت بأحد أعضاء المرصد الوطني للبلديات صبيحة يوم السبت17 أفريل2010 الأخ الهاشمي نويرة وزودندته بتقرير هاتفي حول حادثة التهديد الميليشوية الهاتفية التي تعرضت اليها شخصيا مساء يوم الجمعة16 أفريل2010،وكذلك الهرسلة والمتابعة اللصيقة التي استهدفت كامل عناصر قائمتنا المستقلة ومساومتهم على لقمة عيشهم وظروف شغلهم،وعلى منظوريهم القادمين الى سوق الشغل وتسميم حياتهم وملاحقتهم حتى في المقاهي التي حرّمت على بعضهم بدعوى مساندتهم لقائمة “أهل الذمة بقصرهلال”وهي القائمة المستقلة فلم يكلف المرصد خاطره لا بالتنقل على العين،ولا بالاتصال بالسلطة الادارية تمكينا لقائمتنا من ذات حقوق وامكانيات القائمة الحمراء،ولعل كل ذلك يدعم الانطباع المثالي لتقاريره المحايدة حول المسرحية-الحدث”مدينة أفضل لحياة أرقى”؟؟؟ ان المواطن التونسي عموما،والهلالي في مثال الحال ليعلم حقيقة الأمر لمعاينته له بنفسه ودون وساطة لذلك نحن لسنا في حاجة لا عتماد هذه التقارير المنحازة،غير المنصفةل”المرصد الوطني للبلديات” غير الراصدة الا لما يحلو لصاحب العلامة التجارية المشرفة على أطوار هذه المسرحية التي عاشت القائمة المستقلة بقصرهلال،وعديد القائمات الأخرى لعل أبرزها قائمة قصيبة المديوني التي رفضت دون بيان الأسباب،فاقتنعت بحقيقتها المرّة وبأنها مجرد فرصة متجددة لا ثبات شمولية التجمع،ورفضه الحوار والانفتاح على الآخر”المنافس” برغم التعليمات الصادرة،وعبر عديد المناسبات بوجوب احترام الرأي المخالف،وضرورة الانصات له،وبعدم تهميشه واقصائه؟؟؟ وبرغم يقيننا العميق بفشل هذه المسرحية-الفضيحة لتجديد الشعبة البلدية التجمعية بقصرهلال التي لم تنطل على أحد في قصرهلال المناضلة،الكارهة للرداءة وللخنوع،مدينة2مارس1934،مدينة الحاج علي صوّة المصلح الاجتماعي العصامي فهي فرصة متجددة لا قامة موائد الافطار الباذخة لاطارات التجمع الشمولي وميليشياته التي واكبت فصول المسرحية الهزلية السمجة”مدينة أفضل لحياة أرقى” المموّلة من الجباية المحلية لأحرار قصرهلال المقاطعين للمسرحية،الرافضين التصديق على الأمر الواقع الميليشيوي المتغوّل،وبقي أن تقاطعوا نشاطات المسحوب لهم منذ30 مارس2010،والحالين بقصر الشعبة البلدية بقصرهلال يوم10ماي2010،وأن تقاطعوا خاصة دفع الجباية المحلية وحضور جلسات هذه الشعبة البلدية لأنكم وببساطة كاملة لم تختاروها،وهي لا تمثلكم في شيء،هي تمثل التجمع الشمولي فيجب على التجمع تأثيث جلساتها،وتوفير المداخيل الجبائية لها من ميزانية الأيام التجارية القصديرية ومدفوعات المكاس ممو ل تصفيات30 مارس2010؟؟؟ ونترحّم في النهاية مجددا على أرواح مناضلينا وشهدائنا الأبرار الذين أهينت نضالاتهم بتغييب الديمقراطية المحلية،وبهدر قيم المواطنة الحقة لا المعلن عنها عبر اللافتات،فنحن لا نرغب ولا ندفع لشعبة بلدية تكرّس مدينة فاضلة،ساعية لحياة أرقى عمادها التزييف والتزوير،وتغييب الحقوق،ونهب المال العام،وتكريس الأمر الواقع الرديء،وموعدنا مع جماهير قصرهلال المناضلة التي نرجو منها الاستعداد بالتجند والالتفاف والتضامن الايجابي لا بالاستقالة لمحطة2015 ان كتب لنا الوصول اليها والتي نتمناها مشرقة،نظيفة،شفافة،سامية،وفية لنضالات الأجداد والشهداء،مختلفة وقاطعة مع رداءة وقتامة وارهاب المحطات السابقة المكرسة للأمر الواقع الرهيب المخزي المقيت؟؟؟
متي ستتدخل الدولة من أجل وضع حدّ فاصل و نهائي لحالة الفوضي العارمة التي تسود معظم شبابنا
في سابقة خطيرة وغير مسؤولة بل أصبحت يفهم من أنها رسائل تشجييع لشبابنا لمزيد الإستهتار وهي الأولي من نوعها محليا ، وقد تابعها الرأي العام المحلي بزرمدين بشئ من السخط و الإستنكار و الحزن الشديد لما أصبحت عليه الأوضاع من تردي لما تخللته حملة التجمع الإنتخابية من أعمال عنف وشغب وخطورة ألحقت بالغ الضرر بالمواطن و بأبنائنا جرّاء حالة التسيب العارمة التي أصبحت تسود مجتمعنا حدث هذا عشية يوم الجمعة 7 ماي 2010 وذلك بمناسبة الحفل الإختتامي الذي نظمه حزب السلطة التجمع في إطار إختتام حملته الإنتخابية البلدية إنّ ما عاشته و شهدته المدينة يومها من معارك طاحنة تحت تأثير المحرمات يعدّ تحولا خطيرا بعد ما تحوّل الحدث إلي مشاهد عنف قّل ما عرفت مدينة المكان مثل تلك الأحداث المرعبة رغم الحضور الأمني الهائل و فقدانه السيطرة وما أصاب مصالح الناس من ضرر من تلك الأحداث –توتر- عنف – شغب- إثارة – واقعة مؤسفة للغاية وحالة من الفوضي العارمة التي سادت الموقف بين الشباب الهائج علي وقع الموسيقي الصاخبة و بإند فاع ، ” إنقلب فيه السحر علي الساحر” حرب ظارية بعد لحظات معدودات من مهرجان خطابي دعائي للتجمع لحملته الإنتخابية البلدية وصولا إلي حصيلة ثقيلة من الخسائر بعد المواجهات العنيفة التي كانت شهدتها زرمدين ليلة الجمعة بين التجمعيين وحدهم ومع محبيهم و أنصارهم لا غير خسار مادية في مكتسبات الناس يسددّ ضريبتها الشعب المسكين بسبب ظاهرة العنف التي إستشرت في بلدنا وهاهي العدوي تنتقل من ميادين الكرة والرياضة لفضاءات السياسة مرد ذلك حالة الفوضي جاء ذلك خلال حفل فني ختامي عرف موجة من العنف الشديد و في الشارع بعد أن حّول إلي ساحة حلبة وعلي الملإ وفي الطريق العام لم يسلم منه أحد ، و ما ألحقوه من أضرار بملك الغير وكل شئ في سبيل التجمع يهون كما يقولون ، حادث شكل ليلتها خطر كبير علي الأمن و البلدة إستمرت فيه المواجهات بين أنصار التجمع فيما بينهم ، مع شجب جماعي محلي و غير محلي للمتهورين للمنحي الخطير الذي أخذه حفل حزب التجمع ،إدانات واسعة أجمع عليها الجميع بعد تحول حفلهم لساحات معارك حقيقية . ما الذي حدث و لماذا و كيف ؟ وحوّل التظاهرة رأس علي عقب إلي واقعة بالغة الخطورة . وو سط أجواء من الإستياء العام خيم علي مدينة زرمدين من جّراء عمليات إ ستخدام العنف الشديد بحق أبرياء مارة علي مستوي الطريق العام الذي رافق الحفل الساهر لحزب التجمع و برعايته أدّي إلي عديد التداعيات المؤسفة بين شباب المنطقة الغارق في البطالة و المحبط نتيجة لحالة الضياع و المعاناة والتخبط و لحالة التهميش و الإقصاء التي يعانيها زادته نشوة إحتساء ما هو محرّم علي نخب الغناء و الرقص علي ظفاف مجري الوادي المجاور لساحة الحفل الصاخب لقلة من شباب تائه وموغل في تحدي مشاعر الناس باسم التشجيع دون مراعات خصوصيات الناس يحدث هذا و علي الملإ إبتهاجا بقائمة مرشحيه أي التجمع ؟؟ خجل كبير أصاب متساكني بلدية زرمدين وصدمت به المدينة بأسرها لما رافق ذلك الحفل المشؤوم الذي توقف بعد مرور عشرون دقيقة فقط وإلاّ كانت حصلت كارثة أكبر وذلك لحالة الفوضي التي سادت المناسبة علي هامش إختتام حملة الإنتخابابات البلدية أين أقام التجمع حفلا فنيا ساهرا في إحدي الساحات العمومية في شكل تجمع دعائي لصالح قائمة مرشحيه من أجل تعبئة جماهيرية كما يتوهم التجمع . ، وأيضا كي تعمّ الفرحة قلوب أنصاره ؟ للعلم لا توجد مشاركات لبقية الأطراف المقاطعة أي قائمات أخري مرشحة منافسة له أي التجمع كي يحشد ذلك الكم الهائل من الشباب التائه وسط الأزمات حتي يحرك كل مقدراته مقابل منافس وهمي غير موجود أصلا حيث سيتنافس التجمع مع نفسه وغياب كل المعارضات الوطنية و الجادة لخوض معارك حقيقية ؟هذا وصفا لما حدث والتجمع ليس له منافسين بمفرده علي الساحة حتي تتحول فيه ساحات المدينة إلي ميادين معارك حامية الوطيس رغم أنّ الخصوم التقلديين أي المجموعات المعارضة المستقلة لحزب السلطة بالمدينة حسمت أمرها منذ مدة بعيدة بإصدار بيان رسمي مشترك أعلنت ا فيه رسميا مقاطعتها للعملية الإنتخابية برمتتها و بسبب عدم توفر مناخ ديمقراطي يشجع علي المشاركة و لا توجد فيه منافسة حقيقية رسمية والأطراف الفاعلة غائبة علي ما يسمي المشهد السياسي وإستحقاقات بلديات 9 ماي 2010 وكل شئ ممكن الحدوث من قبل الحزب الحاكم التجمع لإمتاع موريديه و أنصاره أين تحولت فيه ساحة الحفل إلي حلبة حالة إقتتال ومكان لصراع خطير جدا دارت خلاله موجات من أعمال عنف خلافية بين شباب غيب عنه وعية بفعل المحرمات كما أرادوا وعلي وقع ذلك المنشط الهائل الذي سيطر علي عقولهم أبرز الشباب فتوتهم وسواعدهم المفتولة بين الناس وسط وضع مرعب لما ألت إليه الأوضاع بين المارة في الطريق العام شباب فقدوا بوصلة العقل لما إحتسوه من ممنوعات غيب فيه صوابهم ، تلك الأشياء المحّرمة التي وفرتها لهم القطط السمينة من أجل تغيبهم وإبعادهم عن الحراك الفعلي و الحقيقي ،في وقت شح فيه علي الأحرار ثمن رغيف خبز ، ما حدث سيئ بكل المقاييس و حصيلة لحصاد ثقافة دخيلة مدمرة ساهمت بشكل مباشر في بعض الإنحرافات والتي هي بالأساس دخيلة ليست من نبع هويتنا ولا ديننا في شئ ، راحت ضحيتها أجيال بأكملها ومازالت الأعداد تتلاحق ، ما لم تتدارك الأطراف المسؤولة الأمر بجدية ، لا في الإستمرار في سياسة التغاضي عن واقعنا المرير ونسيان تلك المشاهدات و الصور اليومية المعاشة – نتمني التعجيل بمعالجات جادة تنهي ذلك الواقع المشين ، و أن توضع حدّ لمثل هذه العينات السلبية التي ملأت الوطن إساءة و تضررا .
عمر بن فرح – زرمدين
الامتحان الأصعب
يكتبه كمال بن يونس يشارك آلاف من الشخصيات السياسية الوطنية والجهوية التجمعية اليوم في الانتخابات البلدية العامة التي ينافسهم فيها ممثلون عن 5 أحزاب معارضة وعن قائمات مستقلة قريبة من بعض التيارات الحزبية والسياسية .والامتحان الاكبر في المسار الانتخابي الحالي قد يكون التنافس الحاد داخل التجمعيين.. هذا التنافس برز خلال الانتخابات التمهيدية الداخلية .. وسيبرز مجددا بعد الاعلان عن النتائج العامة غدا ..إذ من المقرر أن ينسحب حوالي 25 بالمائة من المرشحين التجمعيين في عدد من الدوائر لفائدة مرشحي المعارضة والمستقلين .. العملية ليست بسيطة لأنها قد تهم حوالي ألف شخصية حزبية شاركت في كل مراحل الانتخابات وستنسحب بعد فوز قائمتها بالاغلبية .. إنه الدرس الاكبر والتحدي الاهم في التجربة التعددية التونسية ..التي تبنت منذ انتخابات 1994 التشريعية و1995 البلدية خيار المزج بين الاغلبية والنسبية مع تخصيص نسبة مهمة من المقاعد للقائمات التي لم تفز بالاغلبية .. خيار لا بد من تحية الفائزين فيه ..والمنسحبين منه ..لفائدة الخيار التعددي ..حتى تكون تونس هي الفائز الاكبر .. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 ماي 2010)
الانتخابات البلدية أكثر من 4 ملايين تونسي ينتخبون اليوم 4626 مترشحا
يدلي اليوم أكثر من 4ملايين تونسي بأصواتهم لانتخاب مجالسهم البلدية بعد أن تعرف المواطنون على برامج المترشحين اثر الحملات الانتخابية التي تمكن من خلالها المترشحون من الاتصال المباشر بالشارع التونسي. ويتنافس أكثر من 10الاف و500 مترشح للفوز ب4626مقعدا بعد أن كان عدد المقاعد لا يتجاوز الـ 4366 مقعدا سنة 2005 أي بزيادة تقدر ب5 بالمائة مقارنة بتلك الفترة. تنطلق انتخابات اليوم وفقا لما تم تأمينه من الضمانات اللازمة لكي تجري في كنف التنافس النزيه واحترام القانون، ومن ظروف ملائمة لحسن سير مختلف مراحلها وهو ما اعتبره عدد من الأمناء العامين للأحزاب «لبنة إضافية على درب تكريس المسار الديمقراطي وتدعيم التعددية بالبلاد». وتشارك في هذه الانتخابات ستة أحزاب وطنية هي التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وحزب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم إلى جانب ثماني قائمات مستقلة تمثل عددا من التوجهات السياسية والنقابية المتنوعة. وتعتزم هذه الأطراف التي استعدت كما ينبغي لهذا الموعد الانتخابي وأعدت بياناتها الانتخابية وعقدت لقاءات واجتماعات عامة مع انصارها بالاضافة إلى الزيارات الميدانية التي شملت كامل مناطق البلاد. وقد اختارت الأحزاب شعاراتها الانتخابية حيث اختار الحزب الحاكم شعار «مدينة أفضل لحياة أرقى» وهو شعار اقره الرئيس زين العابدين بن علي رئيس التجمع لدى إشرافه يوم 12 افريل الماضي على اجتماع الديوان السياسي للحزب. ويشارك حزب الأغلبية في هذه المحطة الانتخابية بقائماته الحمراء ب264 قائمة وسط حضور مكثف لعنصري المرأة والشباب. واختارت الأحزاب الوطنية الخمسة الأخرى بدورها شعاراتها الانتخابية حيث تدخل حركة الديمقراطيين الاشتراكيين اليوم الاستحقاق الانتخابي بـ43 قائمة تحت شعار»الانتخابات البلدية عماد التنمية السياسية» في حين رفع حزب الوحدة الشعبية شعار «العمل البلدي أداة للتقدم وتكريس الديمقراطية» لفائدة 39 قائمة ويدعم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي 24قائمة بشعار «من أجل مشاركة شعبية في الشأن العام ومجالس بلدية فاعلة». اما الاجتماعي التحرري فيخوض الحملة بـ14 قائمة واختار لها «البلدية مدرسة للديمقراطية القاعدية» في حين اختار حزب الخضر للتقدم لحملته في انتخابات اليوم شعار «العيش الكريم ورفاه المواطن غايتنا». خليل الحناشي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 ماي 2010)
المشهد السياسي التونسي: مرايا عاكسة لجوهر ثابت!
التعليق على الصورة: صورة التقطقت لتوفيق بن بريك في العاصمة التونسية إثر الإفراج عنه من السجن يوم 28 أبريل 2010 (swissinfo) تزامن انطلاق حملة الإنتخابات البلدية في تونس بالاحتفال باليوم العالمي لحرية الإعلام، وهو ما دفع ببعض الأحزاب والفعاليات السياسية المشاركة في هذه الانتخابات إلى التركيز في خطابها على الصعوبات التي تواجه حرية التعبير في البلاد. في الوقت نفسه، أعلن الرئيس بن علي في رسالته السنوية التي وجهها إلى الإعلاميين، أنه سيعمل على “مزيد تكريس التعددية في المشهد الإعلامي ومواصلة دعم صحافة الرأي، لإثراء الحوار الوطني والتعددية الفكرية”. كما تعهد بـ “تطوير المنظومة التشريعية للإعلام الإلكتروني بما يواكب التحولات التي يشهدها العالم في هذا المجال”. كل المؤشرات تدل على أن أطراف المعارضة التي قررت المشاركة في هذه الانتخابات التي ستجري يوم الأحد القادم 9 مايو، لن تظفر بأي بلدية من مجموع بلديات الجمهورية التونسية التي يبلغ عددها 262 بلدية، والتي سيكون جميع رؤسائها من أعضاء الحزب الحاكم. كل ما ستسفر عنه هذه الانتخابات، هو اتساع عدد المستشارين البلديين من غير المنتمين إلى “التجمع الدستوري الديمقراطي” بالمجالس البلدية، دون أن تكون لهم القدرة على التأثير في سلطة القرار. أما الجديد الذي لفت انتباه المراقبين، فيتمثل في غضب بعض أعضاء الحزب الحاكم من التجمعيين وميل عدد منهم نحو مقاطعة الانتخابات، وربما العمل على إسقاط بعض مرشحي الحزب الحاكم الذين لم يحظَـوا بالإجماع في جهاتهم، رغم أن مثل هذا الاحتمال لا يزال أمرا مستبعدا سياسيا. فتركيبة هذا الحزب قد اختلفت كثيرا عما كانت عليه من قبل. وبالرغم من أنه يحمل اسم “التجمع”، إلا أنه يتمتع بقدرة واسعة على ضبط أعضائه وأنصاره، حتى وإن اختلفت آراؤهم وتضاربت مصالحهم، وبالتالي، ما حصل في أواسط السبعينات من القرن الماضي عندما شق بعض الدستوريين عصا الطاعة وطالبوا بضرورة القيام بإصلاحات سياسية عندما انتبهوا إلى أن النظام قد أصيب بالتكلس، ليس واردا في السياق الحالي، أو هكذا يبدو. حملة باهتة ومشاركة ضعيفة
أما من جهة المعارضة، فقد مثلت القائمات المستقلة الستة المتبقية – بعد أن أسقطت الإدارة ثمانية أخرى – التي شكلها التحالف القائم بين “حركة التجديد” (الحزب الشيوعي سابقا) و”التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات” و”حزب العمل الوطني الديمقراطي” (غير معترف به) و”تيار الإصلاح والتنمية”، خطوة على طريق تطوير صيغ العمل المشترك، الذي تراجع كثيرا في صفوف المعارضة. بالرغم من أن الحملة الانتخابية قد انطلقت يوم الأحد 2 مايو، إلا أن عموم التونسيين يبدون وكأنهم غير معنيين بما يجري، وهو ما جعل البعض يتوقع بأن نسبة الإقبال على الاقتراع ستكون ضعيفة، وقد لا تتجاوز 45% في أفضل الاحتمالات. فالمواطن التونسي لا تغريه الانتخابات ولا يهمه شأن الأحزاب ويفتقر لدوافع قوية تجعله مقتنعا بأن له قدرة على تغيير السياسات. فقد تعوَّد منذ خمسين عاما على أن يتكيَّـف مع ما تقرره السلطة، ثم يتعامل مع خطابها بسلبية شديدة، وذلك هو أسلوبه الأساسي في التعبير عن عدم رضاه. جد أم هزل أم ضحك كالبكاء؟
فيما يتعلق بالساحة الإعلامية، فإن المشهد العام لم يتغير كثيرا، باستثناء الحركية التي تشهدها صحيفة الصباح، وانفتاحها التدريجي على أقلام كانت محجوبة. لقد غادر توفيق بن بريك السجن وهو أكثر عنادا وإصرارا على مواصلة خصومته مع الرئيس بن علي. وبالرغم من أنه لم يعتبر نفسه من قبل “زعيما سياسيا “، إلا أن الأشهر التي قضاها في المعتقل، جعلته – خاصة يوم خروجه – أشبه بـ “الزعيم” في ساحة تفتقر للزعماء، وهو يرد على عشرات المكالمات الهاتفية التي تهاطلت عليه من مختلف الفضائيات ووكالات الأنباء والصحف الفرنسية والأوروبية والأمريكية والعربية. ولا ندري إن كان الرجل جادا أم ساخرا. فقد بدا بن بريك وكأنه يخوض حملة من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال عام 2014 ووجّـه رسالة إلى الرئيس ساركوزي، دعاه إلى “جلسة عمل لإطلاعه على أوضاع الحريات في تونس ومساعدته على إقناع الرئيس بن علي بفتح حوار”، وختم رسالته المثيرة بقوله “هذه آخر مرة يطرق فيها باب الإيليزي”، وإذا ما أخفقت محاولته، فإن وِجهته القادمة ستكون أمريكا، حيث قيل له بأن الرئيس أوباما لا يرى مانعا. كثيرون رأوا في ذلك نكتة، لكن سوء التقدير جعل الجد يختلط بالهزل. أما بالنسبة لنقابة الصحفيين التونسيين، فقد استمر الانقسام، خاصة بعد أن جدد اتحاد الصحفيين العرب انحيازها للقيادة الجديدة وحسم أمره في القيادة الشرعية واعترض على المنظمات الدولية، التي اتهمها بالإساءة إلى تونس والتدخل في شؤونها، وهو ما أثار ردود فعل واسعة من داخل تونس وخارجها، بلغت إلى حد اتهام المتحدِّثين باسم هذا الاتحاد بأن المواقف التي عبَّـروا عنها أثناء مؤتمرهم الذي عُـقد بتونس كانت “مدفوعة الثمن”. وبقطع النظر عن ردود الفعل المختلفة، فإن المشهد الإعلامي التونسي لا يزال غير مقنع لكثير من الأطراف الدولية، بما في ذلك الرئيس أوباما، الذي أدرج تونس مؤخرا مع دول مثل “بورما والصين وكوبا وإريتريا وكوريا الشمالية”، التي اتهمها في البيان الصادر عن البيت الأبيض يوم 3 مايو الجاري بـ “الاعتداء على حرية الصحافة”. معضلة رابطة حقوق الإنسان
الحدث الآخر الذي شد اهتمام المراقبين للساحة التونسية، فقد تمثل في المفاوضات التي انطلقت بين الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبين عدد من الأعضاء (معظمهم من أبناء الحزب الحاكم) الذين سبق لهم أن لجؤوا إلى القضاء واستصدروا أحكاما لصالحهم، حالت دون عقد مؤتمر الرابطة طيلة العشر سنوات التي خلت. وبالرغم من أن هذه المفاوضات لم تُـسفر حتى كتابة هذا المقال عن نتائج من شأنها أن تشيع التفاؤل، إلا أنها مع ذلك اكتسبت أهمية سياسية وجعلت البعض يتوقع بأن السلطة قد اقتنعت بضرورة معالجة هذا الملف، الذي طال وألحق ضررا فادحا بصورة تونس على الصعيد الدولي. ومما زاد من أهمية هذه الخطوة التي اتخذتها السلطة تجاه رابطة حقوق الإنسان، تزامنها مع تطور المحادثات الدائرة منذ فترة بين الحكومة التونسية وهياكل الاتحاد الأوروبي بهدف تمتيع تونس بموقع الشريك المتقدم. وقد تم الإعلان مؤخرا عن تقديم الطرف التونسي لتصوره لهذه الخطوة النوعية، والتي تفترض جملة من الالتزامات السياسية والاقتصادية مقابل عدد من الامتيازات الهامة، ويبدو أن هذا التصور قد استند في خطوطه العريضة على ما ورد في البيان الانتخابي للرئيس بن علي. في هذا السياق، تحركت مجموعة من المنظمات الحقوقية الدولية من خلال توجيه رسالة جماعية (29 أبريل 2010) في محاولة منها لدفع الاتحاد الأوروبي نحو ممارسة الضغط على الحكومة التونسية في مجال حقوق الإنسان والإصلاح السياسي، في حين أن الناطقين باسم الاتحاد يتجنبون الحديث عن وجود ضغوط أو شروط مفروضة على الطرف التونسي، ويفضلون وصف ما يعرضونه على شريكهم، هو مجرد “نصائح”، مثل إلحاحهم على فض مشكلة الرابطة وحلحلة أوضاع الصحافة والكف عن ملاحقة النشطاء. والمؤكّـد، أن الاجتماع الذي سينعقد في لكسمبورغ يوم 11 مايو الجاري والذي سيشارك فيه وفد تونسي بقيادة وزير الخارجية كمال مرجان، سيكشف عن طبيعة نوايا الأوروبيين ويحدد الاتجاه الذي ستسير فيه مستقبلا العلاقات التونسية الأوروبية. مخاض داخل حركة النهضة
في خِـضمِّ هذه الأجواء العامة، لا يزال بعض المنتمين إلى حركة النهضة المحظورة يوجِّـهون أسلحتهم الثقيلة ضد من كانوا يعتبرونه أحد مراجعهم الفكرية، لمجرد حصوله على جواز سفر من القنصلية التونسية بباريس وإعلان استعداده للعودة إلى بلاده، بعد حرمان دام أكثر من عشرين عاما. فبعد القيادي المعروف محمد النوري، الذي تعددت زياراته إلى تونس، ها هو الأستاذ الجامعي والباحث في الدراسات الإسلامية عبد المجيد النجار يتهيأ بدوره لينزل بمطار تونس قرطاج، دون أن يتم اعتقاله بتهمة الإنتماء إلى حركة النهضة المحظورة. وبدل أن يُـعتبر ذلك مؤشرا على تطبيع تدريجي وخطوة متقدمة نحو تحقيق انفراج سياسي قد يكون أكثر أهمية، رأت فيه بعض كوادر الصف الأول من الحركة “مؤشر خيانة” وعلامة عدم انضباط، ومنهم من بلغت به الجُـرأة إلى التشكيك في معتقداته، ناسفين بذلك تاريخهم المشترك مع رجل قاسمهم الأيام الصعبة. لكن مع ذلك، لم تكشف السلطة ما الذي تريده من هذه القرارات التي وإن اكتسبت طابعا فرديا، إلا أنها لا تخلو من بعد سياسي. فمثل هذه العودة لم تكن واردة مطلقا قبل بضع سنوات خلت. كما أن قيادة حركة النهضة من جهة أخرى، لا تريد أن تقر بأن فشلها في إدارة صراعها السياسي مع السلطة دون تحقيق مكاسب فعلية، هو الذي دفع بأفضل كوادرها إلى اللجوء إلى معالجة القضية بأسلوب مختلف. في الوقت نفسه، يُعتبر الجدل الدائر منذ أشهر داخل حركة النهضة وفي محيطها الأخطر في تاريخها قد يهدد وحدتها، إذا ما استمر بدون ضوابط وأهداف ولم يؤدّ إلى مراجعات عميقة وجدية. لكن المؤكد أيضا، أن عشرات التونسيين لا يزالون عالقين خارج البلاد منذ سنوات طويلة، نتيجة حِـرمانهم من جوازات السفر، وهو ما دفع بعدد من الأحزاب السياسية إلى إصدار بيان مشترك يوم 5 مايو 2010 تبنَّـت فيه قضية هؤلاء المهجَّـرين واستنكرت فيه ما وصفته بـ “محاولات مقايضة حق العودة بالإستقالة السياسية والإبتعاد عن الشأن العام والتعاون الأمني”. هكذا يبدو المشهد السياسي التونسي منظورا إليه من زواياه المختلفة عشية الانتخابات البلدية.. تتحرك المرايا قليلا بهذا الإتجاه أو ذاك، لكن الجوهر لا يزال ثابتا بدون تغيير. صلاح الدين الجورشي – تونس – swissinfo.ch
(المصدر: موقع “سويس إنفو”(سويسرا) بتاريخ 7 ماي 2010)
الإتحاد العـــام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين الإتحاد المحلي للشغل ببنقردان النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بنقردان بنقردان في 01/05/2010 لائــــحة
نحن أعضاء النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي ببنقردان المجتمعــــون اليوم السبت 01/05/2010 بدارالإتحاد المحلي للشغل ببنقردان تحت إشراف الأخ منصـــــــور الورشفاني عضو الإتحاد المحلي و بعد إطلاعنا على تشكيّات الزملاء منخرطي القطــاع في مختلف المعاهد و المدارس الإعدادية ببنقردان على ما تقوم به السلطـــــات الأمنية من إستنزاف لمقدّرات التلاميذ و المؤسسات التربوية من خلال الإستعمال المفرط لآلات الطبع و الورق , و إذ نعتبر أنّ كل تجهيزات المؤسسات التربوية هي بالأساس ملك لأبنــــــــاءنا التلاميذ باعتبارهم محور العملية التربوية و باعتبار معاليم الترسيم التي يدفعونها سنـــويّا , فاننا نرفض رفضا قاطعا ان يقع إستغلالها من أي طرف خـــــارج عن الحقل التربوي في الوقت الذي تشتكي فيه مؤسساتنا عموما و قطاعنا خصوصا من عديد النقائص . و بناءا على ما ورد ذكره فاننا : 1- نكرّر رفضنا القاطع إستمرار هذه الظاهرة. 2- نحمّل مديري المعاهد و المدارس الإعدادية مسؤولية هدر هذه التجهيزات. 3- نطالب الإدارة الجهوية للتربية بمدنين بالتدخل السريع لوقف هذه الظاهرة. 4- نعبّرعن إستعدادنا التام للدفاع عن مكتسباتنا و مكتسبات أبناءنا التلاميذ بكل الأساليب المشروعة. عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرّا , مستقلا و مناضلا عاشت وحدة التأطير و الإرشاد من أجل واقع مهني أفضل عن الإتحاد المحلي عن النقابة الأساسية المكلف بالنظام الداخلي الكاتب العام منصور الورشفاني ذياب زغدود — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
كيف يمكن لتونس الاستفادة منها أزمة اليونان وأوروبا تؤثر في السياحة والصادرات التونسية
اعتبر الدكتور رضا الشكندالي الأستاذ الجامعي ومدير الدراسات في المعهد العالي للتصرف بتونس سابقا أن الأزمة المالية والاقتصادية الحالية التي تمر بها اليونان ومنطقة اليورو «أزمة حقيقية ويمكن أن تستفحل وأن تكون لها مضاعفات خطيرة رغم ضعف حصة اليونان في التجارة الخارجية الإجمالية للاتحاد الأوربي.. الشريك الاقتصادي الرئيسي لتونس ولأغلب الدول المغاربية».. ونوه الشكدالي في هذا السياق بالقرار الرئاسي الخاص بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة مضاعفات الازمة في اوربا على تونس. واستدل الاستاذ رضا الشكندالي على خطورة الأزمة التي بدأت في اليونان وبدأت تهدد أوربا الموحدة وخاصة الدول الـ16 الأعضاء في منطقة اليورو ب»القرار الذي اتخذ ه زعماء تلك الدول أول أمس الجمعة في اجتماع عقدوه في العاصمة البلجيكية بروكسل والمتمثل في المصادقة على برنامج قيمته 110 مليار يورو لإنقاذ الاقتصاد اليوناني المثقل بالديون من شبح الإفلاس ولمنع الأزمة المالية التي ابتلي بها هذا البلد من الانتشار الى غيره من دول المنطقة». وردا على سؤال حول انعكاسات الازمة المالية والاقتصادية التي تمر بها اليونان وبعض دول الاتحاد الاوربي على تونس توقع الخبير الاقتصادي الجامعي التونسي أن « تتطور بعض مظاهر الازمة المالية والاقتصادية الاوربية..التي بدأت قبل الازمة المالية واستفحلت العام الماضي..وباتت مرشحة لتطورات خطيرة منذ تعقد الازمة المالية والاقتصادية في اليونان وبروز مؤشرات سلبية في دول اوربية اخرى من بينها اسبانيا والبرتغال وايطاليا وفرنسا..». واعتبر الأستاذ رضا الشكندالي أن « من بين أكثر ما يمكن أن يشغل تونس أن عجز الموازنة تفاقم في فرنسا ـ الشريك الاقتصادي الأول لتونس ـ قبل أزمة 2009 واستفحل بعدها..إذ تجاوزت نسبة العجز الـ5 بالمائة..أي أنها تجاوزت بكثير المعدل المسموح به حسب اتفاقية ماستريخت..أي 3 بالمائة..واعتبر الاستاذ الشكندالي أن تجاوز نسب العجز ال11 بالمائة مثلما حصل في اليونان وبلوغها أرقاما غير متوقعة في اسبانيا والبرتغال وفي بلدان اوربية أخرى أعضاء في الاتحاد يمكن أن يؤثر سلبا في اقتصاديات تلك الدول..وفي الطاقة الشرائية لمواطنيها..بما سينعكس سلبا على صادرات تونس الى تلك البلدان وعلى قدرة مؤسساتنا السياحية على استقطاب ملايين السياح الذين تعودنا على استقبالهم..وهو تطور قد ينعكس بدوره سلبا على واقع قطاعات مهمة أخرى في تونس من بينها النقل والخدمات..وبالتالي التشغيل..». تخفيض قيمة عملة بلدان اوروبية وحسب مخاطبنا فإن من بين الانعكاسات السلبية المتوقعة بالنسبة لاقتصاد تونس ـ جراء الازمة المالية والاقتصادية في اليونان وعدة دول اوربية ـ تراجع قدرات مؤسسات سياحية تونسية عديدة على منافسة نظيراتها في أوربا الوسطى والشرقية.. بعد أن بادرت تلك البلدان بتخفيض قيمة عملاتها بنسب كبيرة تشجيعا لصادراتها ولسياحتها..مما يمكن أن يمثل تحديا جديدا بالنسبة لنا..لأن قسما من السياح الذين كانوا يزورون تونس قد يتوجهون الى اوربا الشرقية والوسطى..». الوجه الآخر للأزمة لكن أليس لأزمة اليونان والازمات المالية والاقتصادية التي تمر بها بعض البلدان الاوربية والعالمية مظاهر أخرى يمكن الاستفادة منها؟ الاستاذ رضا الشكندالي لم يستبعد ذلك.. واعتبر أن «التخوفات من حالة عدم الاستقرار الامني والسياسي في اليونان ومن الاضطرابات يمكن أن يوفر جمهورا اضافيا من السياح الذين قد يبحثون عن سوق بديلة، يمكن أن تكون تونس إذا نجح المهنيون التونسيون في عرض منتوجهم بالنسبة للجمهورالاوربي الواسع الذي يبحث عن «سياحة المجموعات» بأسعار «شعبية».. والجمهور الذي يبحث عن «فضاءات سياحية للنخبة».. والذين بدأت عدة دول منافسة لتونس تبذل جهودا إضافية لاستقطابهم لا سيما عبر سلسلة من الاجراءات الموجهة الى سياحة النخبة والتخفيضات في اسعار النقل الجوي وتقديم «حزمة» من العروض السياحية للاغراء..تجمع بين السياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات وسياحة الفنادق والفضاءات السياحية الفخمة باسعار مغرية.. ورغم انعكسات انخفاض قيمة اليورو سلبا على صادرات تونس ومداخيلها السياحية اعتبر الاستاذ رضا الشكندالي ان الموردين يمكن ان يستفيدوا ظرفيا من تراجع قيمة العملة الاوربية.. انعكاسات على النسيج ومكونات السيارات لكن هل ينبغي التخوف من مضاعفات خطيرة جدا على المؤسسات المالية والاقتصادية التونسية بسبب الازمة المالية والاقتصادية الحالية في اوربا؟ مخاطبنا قلل من حجم التخوفات لعدة اسباب من بينها ضعف ارتباط مؤسساتنا البنكية مباشرة بالسوق المالية العالمية والاوربية (ما عدا بنكان مرتبطان بمؤسستي «بي ان بي BNP» والشركة العامة SOCIETE GENERALE). في نفس الوقت فإن جل المؤسسات البنكية التونسية تخضع إلى حد كبير من « التعديل» والاشراف من قبل البنك المركزي.. إذن فان تونس تتأثر خاصة بالجوانب التجارية والاقتصادية للأزمة في اوربا وليس بالجوانب المالية.. وعلى رأس القطاعات المتضررة مكونات السيارات والنسيج ( الذي زادت حدة المنافسة فيه بعد الاتفاق المتعدد الألياف ودخول الصين في السباق وأزمة 2009 العالمية).. كما اعتبر الاستاذ الشكندالي أن من بين المخاطر على اقتصاديات دول صناعية شريكة لتونس (مثل فرنسا واسبانيا وايطاليا..) تزايد تدخلات الدولة فيها لتعويض البنوك في تسديد الديون..وهو ما يعني ان عجز الدولة سيتفاقم في صورة عجز الزبائن عن تسديد القروض للبنوك.. فتحتد نسبة العجز العامة في الموازنة..بما ينعكس سلبا على تونس ودول جنوب المتوسط في عدة مجالات من بينها الاستثمار الخارجي المباشر IED». ما الحل إذن؟ الحل حسب الدكتور الشكندالي هو في مزيد اليقظة والمتابعة مثلما تكرسه اللجان الاستشارية التي شكلتها الدولة والاحزاب السياسية للغرض..ومن بينها اللجنة الوطنية التي شكلها رئيس الدولة لمتابعة ملف مضاعفات أزمة اليونان ومنطقة اليورو بالذات». كمال بن يونس (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 ماي 2010)
بسبب جهلهم بمضمونه وخوفهم من عواقبه تسعون بالمائة من المتزوجين يرفضون الاشتراك في الملكية
رفض 89.3 بالمائة من المتزوجين نظام الاشتراك في الملكية الذي يقرّه قانون نوفمبر 1989 حسب دراسة حديثة لمركز الدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة. وتبيّن الدراسة أن 85 بالمائة من الأملاك المكتسبة بعـــد الزواج هي على ملك الزوج، ذلك أن75 بالمائة من موارده توجّه نحو السكن، ولئن لا تولي الزوجة سوى 6 بالمائة من مداخيلها للسكن، إلا أن ذلك لا ينفي مشاركتها الزوج في المصاريف المنزلية من ضروريات وكماليات. وجاء قانون الاشتراك في الملكية ليضمن حق الطرفين في صورة الانفصال، لكن استغله البعض ممن اعتبر الزواج وإقرار الاشتراك في الملكية صفقة مربحة، ثم طفت النوايا المبيتة على السطح بعد الانفصال، ولعلّ ذلك ما جعل البعض يتقون شر الاشتراك في الملكية برفضه عند عقد القران تفاديا الصدامات والصدمـــات. وهو ما فعلته السيدة وئام بالعيد التي قالت» اتفقت مع زوجي قبل الزواج بأن نرفض مبدأ الاشتراك في الملكية لاقتناعنا بأنه شكلي وان في الطلاق خسارة لا يمكن أن تعوضها الأملاك ولا المال.» واتعظ السيد عماد بن محمد من تجربة أخيه الذي أجبرته زوجته على الطلاق بعد ثلاث سنوات كانت تخطط فيها للظفر بنصف المكاسب بعد الانفصال. وأكّد محام أن العديد من قضايا الطلاق التي رافع فيها، كان سببها الطّمع في المال الذي يضمنه مبدأ الاشتراك في الملكية.ولكن قد لا يقدّم الانفصال ما يحلم به المطلّق، إذ أن نسبة مهمة من المتزوجين لا يعلمون أن قانون الاشتراك في الملكية يشمل فقط الأملاك التي يتم شراؤها بعد عقد القران، وكل ما سبق ذلك يبقى على ملك صاحبه في صورة الطلاق، وهو ما لا يعرفه السيّد أنور أستاذ تعليم ثانوي أدرك بعد فوات الأوان أن استشارة محام قبل عقد القران مهمة جدا لتوضيح كل الأمور ويقول «بعد أن عقدت القران الذي ينص على مبدإ الاشتراك في الملكية، ملأت الغيوم سماء علاقتي بزوجتي ونضب الحب الذي كان بيننا. تزوجت كي لا اخسر أملاكي وبعد مرور ثلاث سنوات وبمحض الصدفة عرفت أن قانون الاشتراك في الملكية لا يشمل الأملاك التي على ملك الزوج أو الزوجة قبل عقد الزواج.كانت الصدمة أكبر من أن أتحملها، وقررت الطلاق ». والهادي العامري (39 سنة) تزوج ابنة عمته حسب ما جاء في وصية أمه قبل وفاتها ولعدم مبالاته بضرورة التحقق من تفاصيل الاشتراك في الملكية رفضه أثناء عقد القران مما أحبط زوجته واستنتجت بالتالي أن سبب ذلك انعدام الثقة أو أن لزوجها نية في الانفصال عنها، وكانت البدايـة سلسلة من المشاكل التي لا تنتهي. الاستشارة ضرورية ولتفادي كل المشاكل والإشكاليات أشار المحامي إلى ضرورة الاحتكام إلى رجال القانون قبل إبرام عقد الزواج للتثبت في قانون الاشتراك وقال أن « المواطن التونسي لايزال جاهلا لقواعد وضوابط نظام الاشتراك في الملكية مما قد ينجر عنه سلسلة من المشاكل هو في غنى عنها». ذكرى بكاري (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 ماي 2010)
الدولة الفاشلة مشروع استعماري أبيض
غازي دحمان مفهوم الدولة الفاشلة مؤشرات قياس الدولة الفاشلة إشكاليات التصنيف البعد الوظيفي للظاهرة إنه الاستعمار درجت، جهات أميركية في السنوات الأخيرة على إصدار تقارير ودراسات ذات طابع بحثي، لارتكازها على قدر هائل من التقديرات والمقارنات الإحصائية، واستخدامها لترسانة من الإحصاءات والمؤشرات، أما الهدف المضمر لهذا النشاط البحثي فهو صك توصيف سياسي جديد يصار إلى إدراجه في الإطار المفاهيمي لدراسة النظم السياسية (مفهوم الدولة الفاشلة)، بأثقال وانحيازات سياسية، بغرض المساعدة على إعادة ترتيب البيئة الدولية في إطار مصفوفات جاهزة، بنتيجتها، يتحول جزء كبير من دول العالم إلى دول فاشلة، تهدد السلم والأمن الدوليين، وتصبح مشرعة للتدخل الخارجي تحت هذه الذريعة.
مفهوم الدولة الفاشلة ” يعود نشوء مفهوم الدولة الفاشلة إلى سبعينيات القرن الماضي، غير أن انشغال العالم بالحرب الباردة، وحقيقة أن الحرب بين القوى العظمى هي الخطر الأكبر على العالم، قد أجلا انتشار هذا المفهوم عالميا، لتأتي سنوات التسعينيات له بزخم جديد ” يعتبر المقياس السنوي للدول الفاشلة، الذي تصدره مجلة الشؤون الخارجية الأميركية، بالتعاون مع صندوق السلام، أن الدولة الفاشلة هي “الدولة غير القادرة على القيام بمسؤولياتها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية”. ويعود تاريخ نشوء المفهوم إلى نهاية السبعينيات من القرن الماضي، غير أن انشغال العالم في تلك المرحلة بالحرب الباردة، وحقيقة أن الحرب بين القوى العظمى هي التي تشكل الخطر الأكبر على العالم، قد أجلا انتشار هذا المفهوم وتعويمه عالميا، لتأتي سنوات التسعينيات بزخم جديد لهذا المفهوم، وذلك على خلفية التصدي الأميركي لقيادة العالم. واللافت في هذا المجال، الانشغال الكبير للمؤسسات الأميركية وما لف لفها بهذه القضية، فبالإضافة إلى التقرير المشار إليه، أصدر البنك الدولي تصنيفا يحوي 30 دولة فاشلة تعد الأقل دخلا على المستوى العالمي، بينما حددت الإدارة البريطانية للتنمية الدولية 46 دولة ضعيفة، في حين أشارت وكالة المخابرات الأميركية إلى وجود 20 دولة فاشلة في العالم، وأصدرت مؤسسة بروكنغز تقريرا باسم “الدول الضعيفة” حيث يميز بين دول فاشلة، ودول ضعيفة، ودول ذات وضع قلق. كما تتنافس المؤسسات العلمية والأكاديمية وشبه الأكاديمية الأميركية حول استعراض ترسانتها من الإحصاءات والمؤشرات.
مؤشرات قياس الدولة الفاشلة
يستند المقياس السنوي، المشار إليه، في تقييمه للدول، على بعض المؤشرات المختلفة التي تتراوح بين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وذلك بهدف تقديم إطار شامل للمعايير التي تقيس درجة الاستقرار داخل الدول. وهذه المؤشرات هي: * المؤشرات الاجتماعية: 1- تصاعد الضغوط الديمغرافية (زيادة السكان، وسوء توزيعهم، والتوزيع العمري، والنزاعات المجتمعية الداخلية… إلخ). 2- الحركة السلبية والعشوائية للاجئين أو الحركة غير النظامية للأفراد التي تخلق معها حالة طوارئ معقدة (تنتج عنها الأمراض، ونقص الغذاء والمياه الصالحة، والتنافس على الأرض ومشكلات أمنية للدولة…). 3- الميراث العدائي الشديد الذي يجعل الجماعات المظلومة تنتظر الثأر (عدم العدالة، والاستثناء السياسي والمؤسسي، وسيطرة أقلية على الأغلبية…). 4- الفرار الدائم والعشوائي للناس (هجرة العقول، وهجرة الطبقات المنتجة من الدولة، والاغتراب داخل المجتمع). * المؤشرات الاقتصادية: 1- غياب التنمية الاقتصادية لدى الجماعات المتباينة (عدم المساواة في التعليم والوظائف والدخل، وارتفاع مستويات الفقر، وتزايد النزعات الإثنية لهذه الأسباب…). 2- الانحطاط الاقتصادي الحاد (الدخل القومي، وسعر الصرف، والميزان التجاري، ومعدلات الاستثمار، وتقييم العملة الوطنية، ومعدل النمو، والتوزيع، والشفافية والفساد، والتزامات الدولة المالية…). ” من المؤشرات السياسية لقياس درجة استقرار الدولة فقدان شرعية الدولة والمقصود بذلك فساد النخبة الحاكمة، وغياب الشفافية والمحاسبة السياسية، وضعف الثقة في المؤسسات ومقاطعة الانتخابات وانتشار التظاهرات والعصيان المدني ” * المؤشرات السياسية: 1- فقدان شرعية الدولة “إجرام الدولة” (فساد النخبة الحاكمة، وغياب الشفافية والمحاسبة السياسية، وضعف الثقة في المؤسسات وفي العملية السياسية مما يكثر مقاطعة الانتخابات وانتشار التظاهرات والعصيان المدني… وذيوع جرائم ترتبط بالنخب الحاكمة…). 2- التدهور الحاد في تقديم الخدمات العامة (ألا تؤدي الدولة وظائفها الجوهرية مثل حماية الناس، والصحة والتعليم والتوظيف، وتمركز الموارد بالدولة في مؤسسات الرئاسة وقوات الأمن والبنك المركزي والعمل الدبلوماسي…). 3- الحرمان من التطبيق العادل لحكم القانون وانتشار انتهاكات حقوق الإنسان (الحكم العسكري، وقوانين الطوارئ، والاعتقال السياسي، والعنف المدني، وغياب القانون، وتقييد الصحافة، وخوف الناس من السياسة…). 4- تشتت الأمن قد يخلق دولة داخل الدولة (ظهور نخبة عسكرية داخل الجيش، وهيمنة النخبة العسكرية، وظهور النزاعات المسلحة، وظهور قوة أمنية توازي الأمن النظامي للدولة…). 5- تنامي الانشقاقات داخل النخب بالدولة (الانقسام بين النخب الحاكمة ومؤسسات الدولة، واستخدام النخبة الحاكمة لنغمة سياسية قومية تذكر بتجارب وحدوية قومية مثل صربيا الكبرى أو التطهير الإثني…). 6- تدخل دول أخرى أو فاعلين سياسيين خارجيين (التدخل العسكري أو شبه العسكري داخليا في الدولة أو جيشها أو جماعات فرعية بها، وتدخل قوات حفظ السلام والقوات الدولية…).
إشكاليات التصنيف
يتميز هذا النمط من التصنيف بالقصدية والانحياز، على عكس ظاهره العلمي، حيث يمكن ملاحظة الإشكاليات التي يثيرها على الشكل الآتي: 1- شموله طيفا واسعا من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية، بحيث يضمن عدم إفلات أي دولة من تهمة الفشل، والدليل أن آخر تصنيف تضمن 177 دولة حسب درجة إخفاقها في أداء وظائفها. 2- إغفال القياس للظروف الموضوعية التي أدت إلى فشل الدول، وخاصة تراث النظم الاستعمارية التي استمرت لفترة كافية لتدمير البنى الاجتماعية التقليدية، وفرض الهياكل الدستورية الغربية، وكذلك فرض عمليات التحديث الهجينة والسطحية، التي لم تقابلها عمليات بناء أمة قادرة على وضع الدولة على أساس متين. 3- إغفال القياس لحقيقة أن ثمة دولا كالسودان والصومال والعراق، لم تكن فاشلة كما هي الآن، قبل التدخل الخارجي في شؤونها، وهز أسس دستورها وتشريعاتها وقوانينها وإبطال مفاعيلها. 4- تشكل نتائج التصنيف، تجريدات رقمية، وليست معرفة دقيقة بالسياق التاريخي لواقع الدول والمجتمعات وتطورهما.
البعد الوظيفي للظاهرة
تزامنت إعادة إحياء مفهوم الدولة الفاشلة، مع بروز الولايات المتحدة الأميركية قوة عالمية عظمى ووحيدة، سعت إلى إعادة ترتيب العالم بما يتناسب ومصالحها الجيوإستراتيجية، وقد وجدت الجهات المختصة فيها، ضرورة تنشيط مفهوم الدولة الفاشلة، ليبرر ويخدم أغراضا استعمارية بالانطلاق من القول إن ثمة مجتمعات لا تستطيع حكم نفسها. ويظهر التصنيف الذي تعتمده الجهات الأميركية مرونة كبيرة في حركية انتقال الدول من مرحلة إلى أخرى، أي من دولة في مرحلة القلق إلى الخطر إلى الفشل الأمر الذي لا يحتاج معه إلى شيء سوى تثقيل مؤشرات الفشل بحيث تصبح كافية في مرحلة معينة، وعند منعطف ما، ليطلق عليها حكم الفشل النهائي. ومن ثم توضع في دائرة الاستهداف بوصفها دولة تمثل خطرا على الأمن والسلم الدوليين. وعلى سبيل المثال تم تصنيف مصر في أحد التقارير بدرجة متقدمة عن كمبوديا، علما بأن الأخيرة شهدت مقتل ثلث سكانها على يد نظام حكم الخمير الحمر، وشهدت تدخلات متعددة من قبل دول الجوار، مما يعني أن هذه التقارير تتعامل بشكل انتقائي ومنحاز مع الحالات، كما تشكل سيفا مسلطا على رقاب الدول، ذلك أنه في حال حدوث أي متغير سياسي أو اجتماعي في مصر، فإن الأمر لن يتطلب حينها سوى تثقيل بعض المؤشرات لتتحول مصر إلى دولة فاشلة مطلقا. ” التصنيف الذي تعتمده الجهات الأميركية يظهر مرونة كبيرة في حركية انتقال الدول من مرحلة إلى أخرى، أي من دولة في مرحلة القلق إلى الخطر إلى الفشل الأمر الذي لا يحتاج معه إلى شيء سوى تثقيل مؤشرات الفشل بحيث تصبح كافية في مرحلة معينة ” والغريب أنه حسب المؤشرات الأميركية فإن خطورة الفشل لا تنبع من انهيار دولة ما، كالصومال أو زيمبابوي أو الكونغو أو ساحل العاج، وإنما تكمن الخطورة في التداعيات الإستراتيجية التي يخلفها انهيار دولة مثل العراق على المصالح الجيوإستراتيجية الأميركية. والملاحظة الأخرى على التصنيف الأميركي للدول الفاشلة، هي أنه يضم جميع الدول التي ظهرت فيها في السنوات الأخيرة ثروات مهمة، كالنفط، والمعادن، واليورانيوم. كما يشمل دولا تتميز بمواقعها الإستراتيجية المهمة، كدول آسيا الوسطى والغربية التي لها روابط أرضية مع القوى الناشئة في المنطقة، أو بها معابر وممرات إستراتيجية مهمة لهذه القوى، أو هي خواصر لينة لها، ويؤكد على هذه الحقيقة مقالة ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، في النيوزويك، التي يشدد فيها على أن التحدي المركزي للكون سيأتي من الدول الضعيفة مثل: باكستان وأفغانستان في آسيا، واليمن في الخليج العربي، والصومال والكونغو في أفريقيا، وهايتي والمكسيك في أميركا اللاتينية.
إنه الاستعمار
تصنيف الدول الفاشلة، هو واحد من عشرات تقارير سنوية، تصدرها مراكز بحوث ومؤسسات أميركية، تهدف إلى تشريح الدول وإعادة اكتشافها من نقاط ضعفها، ومن باب السلبيات الكامنة فيها، ومما يلفت الانتباه إلى هذه الظاهرة، الانشغال الكبير من قبل تلك الجهات، حيث تمتلك ترسانة ضخمة من المؤشرات والإحصاءات الخاصة بهذه الدول، وكأنها محاولة لإعادة إنتاج مرحلة ما سمي بالكشوف الجغرافية، وبداية الدراسات الإنثروبولوجية والاستشراقية، التي عملت على تفكيك المجتمعات الآسيوية والأفريقية، وكان لها دور في تأسيس الحالة الاستعمارية ونهب ثروات الشعوب. تلك الحالة التي كانت وليدة حاجة الثورة الصناعية الأوروبية للموارد والأسواق وطرق المواصلات، وتم تشريعها آنذاك باختراع منطق “مهمة الرجل الأبيض” في تحضير الشعوب المتخلفة، وفي مرحلة لاحقة تم “انتداب” مجموعة دول أوروبية للإشراف على تحديث وتطوير مجتمعات بعينها. وهكذا فإن الرجل الأبيض في هذه المرحلة يعيد سيرة مهامه ووظائفه، عبر استعمار الدول التي تشهد اختلالا في وظائفها الأساسية، حماية مواطنيها، وتمثيلهم إزاء المجتمع الخارجي، فهو لن يعمل سوى حفظ الاستقرار الداخلي للدول كما فعل في العراق! أو حماية المجتمع الدولي من خطر الدولة الفاشلة كما فعل إزاء الصومال! إنها باختصار مهمة الرجل الأبيض، لكن هذه المرة يتصدى لها الأبيض الأميركي وحده.
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 ماي 2010)
استراتيجية إطعام الفم ليستحي اللسان
عبدالله إسكندر
العشاء الذي استضافه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في منزل سفير بلاده لدى الأمم المتحدة، وتلبية جميع أعضاء مجلس الأمن الدعوة بمن فيهم الولايات المتحدة، يعيد تأكيد البديهيات التي لا تريد طهران أن تراها منذ اندلاع أزمة ملفها النووي. البديهية الأولى هي أن المجتمع الدولي لا يخاصم إيران كدولة ونظام وشعب، وأن الجميع مستعد للحوار معها وأخذ مصالحها في الاعتبار. ومن هذا المنطلق قدمت مجموعة 5+1 رزمة الاقتراحات لإيران، وصولا الى «عرض البرادعي» لتبادل اليورانيوم المخصب. البديهية الثانية هي أن إيران لم تقدم على ما يمكن أن يعطي ضمانات حول طبيعة برنامجها النووي وأهدافه، ما يدفع الى تغليب رزمة الإغراءات على رزمة العقوبات. وبالتالي لم تستطع أن تقنع أحداً، حتى بين أصدقائها والقريبين منها، أن كل ما تفعله هو محاولات لكسب الوقت، ليس إلا. أما ما ترافق مع عشاء متقي من كلام ايراني عن استعداد لتبادل اليورانيوم المخصب، تارة عبر تركيا وطوراً عبر البرازيل، فانه لم يترجم في مبادرة فعلية تقدم الى مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، المكلفة متابعة هذا الملف. إضافة الى أن هذا الكلام لم يصدر سوى عن إداريين إيرانيين ما لا يعطيه أي صدقية. خصوصاً أن الرئيس احمدي نجاد وبعده متقي لم يعلنا مثل هذا التوجه لدى وجودهما في نيويورك حيث كان يمكن الاستفادة من الحضور الدولي الكبير لاطلاق مثل هذه المبادرة. هكذا فشلت إيران في استراتيجية إطعام الفم ليستحي اللسان. فكل ما قاله متقي عن «الأجواء الإيجابية» للعشاء مع أعضاء مجلس الأمن لم يؤد الى شق طريق معاودة الحوار مع المجتمع الدولي. لا بل أعرب أعضاء مجموعة 5+1 عن الخيبة من الاجتماع على رغم الحفاوة الإيرانية، واعتبروه فرصة أخرى ضائعة في البحث عن حل عبر التفاوض لمأزق الملف النووي الإيراني. علما ان سياسة إطعام الفم اعتمدتها طهران في كل اتصالاتها الدولية، مع الصين وروسيا واعضاء مجلس الامن غير الدائمي العضوية، عبر اغراءات نفطية واستثمارية، من اجل كسبهم الى جانبها في اي تصويت محتمل على العقوبات ضدها. ولا يتعلق هذا الفشل في الملف النووي الإيراني وحسب، وانما سيؤثر أيضاً في التحرك الدولي الجديد في شأن تنفيذ قرار جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، بما هو قرار يشمل الترسانة النووية الإسرائيلية، وإخضاع البرنامج الإسرائيلي لرقابة وكالة الطاقة الذرية الدولية. وإذا كانت الدول العربية كلها تضغط في اتجاه إقرار تنفيذ القرار الدولي الرقم 1995، وبدأت تجد صدى لدى الأعضاء الدائمي العضوية لمساعيها، فان استمرار أزمة الملف الإيراني والشكوك في أهداف البرنامج الذي ينطوي عليه، سيقدم حجة كبيرة للمترددين في جعل المنطقة خالية من السلاح النووي. وبذلك تضيع فرصة المراجعة الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية على دول المنطقة، خصوصاً بعد المطالعة التي قدمها احمدي نجاد من على منصة الأمم المتحدة. وثمة في سلوك إيران، في المنطقة، ما يزيد القلق العربي إزاء برنامجها النووي. ففي الوقت الذي يبدو أن الأمور تتجه نحو عقوبات جديدة على طهران بسبب هذا البرنامج، وزيادة حدة التوتر والمواجهة مع المجتمع الدولي، تستمر إيران في سياستها الهجومية على العرب، خصوصاً في الخليج، وفي سياسة عروض القوة العسكرية. وعمدت، في أسبوع واحد، الى افتعال أكثر من ذريعة مباشرة لإظهار قوتها ونفوذها، من المناورات البحرية المتعاقبة، الى الإصرار على تسمية الخليج العربي بـ «الفارسي»، لإثبات انه منطقة نفوذ حصرية لها، الى كشف شبكات تعمل لمصلحتها في دول خليجية والى تصعيد المواجهة مع الإمارات في قضية الجزر. كل هذه السياسة الهجومية لطهران لا تنفصل عن إدارتها لملفها النووي، خصوصاً أنها تعتبر أن البلدان الخليجية ستكون مسرح المواجهة مع الغرب في حال اتجهت الأمور الى المواجهة العسكرية. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 ماي 2010)
الغياب النووي العربي
عبد الباري عطوان 5/9/2010 فاجأت السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية، الوفود المشاركة في مؤتمر معاهدة منع الانتشار النووي، المنعقد حاليا في نيويورك، في مقر المنظمة الدولية، بقولها، انها تريد “شرق أوسط خاليا من الاسلحة النووية”، ولكنها لم تذكر اسرائيل مطلقا في خطابها، بينما ذكرت ايران التي لا تملك اي اسلحة نووية حتى الآن اكثر من عشر مرات. السيدة كلينتون ارادت بمثل هذا التصريح ارضاء بعض الوفود العربية، والمصري منها على وجه الخصوص، الذي وزع اقتراحا على الدول الموقعة للمعاهدة (189 دولة) بعقد مؤتمر في العام المقــــبل بخصــــوص اخلاء الشــرق الاوسط من الاسلحة النووية، تشارك فيه دول المنطقة، ومنع تزويـــد اسرائيل بأي مواد أو اجهزة نووية طالما لم تكشف عن برامجها النووية وتوافق على اخضاعها للتفتيش الدولي. الموقف المصري هذا يستحق التنويه، ولكن هناك مخاوف جدية من ان يتم التراجع عنه تحت الضغوط الامريكية والاسرائيلية تماما مثلما حدث عام 1995، عندما رفضت مصر التوقيع على قرار بتجديد التـــزامها بالمعاهدة طالما ظلت اسرائيل غير ملتزمة بها، فبعد ان حظــــي هذا الموقف بالتقدير والاحــــترام في العالم الاسلامي ودول عدم الانحياز فوجئنا بالسيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري في حينـــها يســـقط كل الشروط المصرية ويوقع على تجديد المعاهدة وتوقيع مصر لها بطريقة مهينة. وكان لافتا ان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي حرص على زيارة مصر يوم الاثنين الماضي، ليس من اجل دفع عملية السلام مثلما اشيع، وانما من اجل الضغط على الرئيس حسني مبارك للتراجع عن موقف بلاده المذكور، تماما مثلما حدث عام 1995، ويبدو ان هذا الضغط حقق بعض النجاح، فقد تراجعت حدة المطالبات المصرية بشأن ضرورة الكشف عن الاسلحة النووية الاسرائيلية، ويدور الحديث حاليا عن وساطة امريكية لاصدار “قرار مخفف” في نهاية الاجتماع. كل هذه الجعجعة الامريكية حول اخلاء المنطقة من الاسلحة النووية تستهدف ابقاء الملف النووي الايراني على مائدة الاهتمام الدولي، وبما يمهد الطريق لفرض عقوبات اقتصادية على طهران. وهذا ما يفسر عدم الاهتمام الاسرائيلي بتصريحات السيدة كلينتون وجهود رئيسها اوباما المفاجئة حول اخلاء العالم بأسره وليس منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية، لأن المسؤولين الاسرائيليين مقتنعون بأن الادارة الامريكية ستلتزم بتفاهمات جرى التوصل اليها عام 1969، مع الحكومات الاسرائيلية بعدم ممارسة واشنطن اي ضغوط على اسرائيل كي تنضم الى ميثاق منع انتشار السلاح النووي. ومن المفارقة ان الادارة الامريكية تبرر التزامها بهذه التفاهمات بتبني ذريعة اسرائيلية تقول بتحقيق السلام اولا ثم الحديث بعد ذلك عن شرق اوسط خال من الاسلحة النووية، اي ان توقع اسرائيل معاهدات سلام وضمانات امنية مع جيرانها العرب ثم يتم بعدها الحديث عن برامجها النووية والكشف عنها. ‘ ‘ ‘ الرد العربي يجب ان يتمثل في عكس هذه المعادلة، اي ان يتم تفكيك الاسلحة النووية الاسرائيلية وتدميرها كشرط لتحقيق السلام وتوقيع المعاهدات الامنية والسلمية، والا اللجوء بكل الطرق والوسائل لامتلاك العرب لاسلحة نووية تحقق الردع النووي مع اسرائيل. لا نفهم لماذا تخشى بعض الدول العربية من حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة، فمثل هذا السباق بات حتميا في ظل التواطؤ الغربي مع البرامج النووية الاسرائيلية، ومحاولة تحويل الانظار عنها الى نظيرتها الايرانية التي ما زالت “نطفة” في رحم طموحات اصحابها. وربما لا نبالغ اذا قلنا ان جميع الدول العربية، بل والاسلامية ايضا يجب ان تنسحب بشكل جماعي من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية طالما ظلت اسرائيل خارج مظلتها، وترفض اخضاع مفاعلاتها النووية وخاصة مفاعل ديمونة للتفتيش الدولي. نعرف ان الحكومات العربية لن تفكر، مجرد التفكير، بمثل هذا الاقتراح، لانها اضعف من ان تغضب الولايات المتحدة او تستفز اسرائيل، فاذا كانت لا تستطيع كسر حصار ظالم وغير قانوني او اخلاقي على مليوني عربي مسلم في قطاع غزة، فهل ستنسحب من معاهدة دولية على هذه الدرجة من الاهمية كهذه؟ امتلاك العرب لاسلحة نووية هو الكفيل بوضع حد لهذا التغول الاسرائيلي، وبما يحقق الردع الفاعل مع الدولة العبرية. ويكفي الاشارة الى انه منذ ان امتلكت كل من الهند وباكستان اسلحة نووية توقفت الحروب بينهما كليا. ونذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونشير الى حالة الرعب التي تسود اسرائيل حاليا من صواريخ “حزب الله” في جنوب لبنان ونجاح هذه الصواريخ والارادة القتالية القوية خلفها في وقف العربدة الاسرائيلية ضد لبنان التي استمرت طوال الثلاثين عاما الماضية. وربما يفيد ضرب مثل آخر على حالة الرعب الاسرائيلية هذه من خلال الاشارة الى ازمة صواريخ سكود التي اثيرت مؤخرا، وتبنتها واشنطن والتعاطي “المنضبط” معها، فاذا كانت اسرائيل على علم بنقل هذه الصواريخ السورية الى “حزب الله” في لبنان، فلماذا لا تضربها مثلما ضربت مفاعل دير الزور المزعوم، طالما تؤمن بان هذه الصواريخ تخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة وتشكل تهديدا مباشرا للامن الاسرائيلي؟ ‘ ‘ ‘ ما يمنع اسرائيل من ضرب هذه الصواريخ هو تيقنها بان الاقدام على مثل هذا العمل لن يمر بسلام، وقد يؤدي الى تفجير حرب اقليمية شاملة، لان اللقاء الثلاثي الذي انعقد في دمشق (بشار الاسد واحمدي نجاد والسيد حسن نصر الله) اتخذ قرارا بالرد، وان صبر سورية على كيل الاهانات الاسرائيلية قد يكون نفد، والا كيف يتم فهم تصريحات السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري الذي يعتبر “انعم” المسؤولين السوريين، عندما قال ان الاسرائيليين يجب ان يعلموا ان الحرب اذا ما اشتعلت ستصل الى قلب المدن الاسرائيلية، او تصريحات السيد حسن نصر الله التي قال فيها ان هدم بيت في الضاحية الجنوبية سيرد عليه بتدمير احياء كاملة في تل ابيب. التفوق العسكري الاسرائيلي يتآكل، ليس بسبب الاستعدادات والبرامج النووية العربية وانما بسبب بروز قوى اقليمية عظمى غير عربية مثل ايران وتركيا، فمنطقة الخليج العربي تشهد حاليا مناورات عسكرية بحرية ايرانية تستمر ثمانية ايام هي الثانية من نوعها في غضون شهر، حيث تجري هذه المناورات قرب الاساطيل الامريكية التي تزدحم بها مياه المنطقة في تحد غير مسبوق. الابداع العربي المتميز هو في استئناف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، والتهديد باللجوء الى مجلس الامن في حال فشلها، وكأن مجلس الامن لا يعرف شيئا من قضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي ولم يصدر خمسة وستين قرارا بشأنها مع الجمعية العامة. الرد العربي على الرفض الاسرائيلي بالكشف عن اسلحته النووية وتفكيكها هو بدخول السباق النووي، فهناك 500 مليار دولار تدخل خزائن دول المنطقة العربية من عوائد النفط سنويا، وهناك كوريا الشمالية وباكستان وربما روسيا والصين ايضا على استعداد للمساعدة في هذا الصدد اذا ما كان الثمن مناسبا (عقود تجارية ونفطية)، لكن الاستمرار في العويل والشكوى من البرنامج النووي الايراني والتحريض عليه امريكيا فهذا هو قمة المهانة والتذلل.
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 ماي 2010)
تطرف اجتماعي يدعم تطرف نتنياهو السياسي
بلال الحسن رغم سوء وفشل المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية على مدى سبعة عشر عاماً، ورغم الإجماع في السلطة الفلسطينية على وصف تلك المفاوضات بالعبثية، فإنه لم يحدث أن كانت جولة مفاوضات على وشك البدء، ثم ووجهت بإحساس عارم، بأنها مفاوضات فاشلة حتماً حتى قبل أن تبدأ. وربما يكون السبب في ذلك أن كل طرف أصبح يعرف مواقف الطرف الآخر، ويستطيع أن يتكهن سلفاً بما سيعرض، وبما سيقبل، وبما سيرفض. ويزيد من وضوح هذه المسألة أن نتنياهو وحكومته لا يجدون حرجاً في الكشف علناً عن مواقفهم الخفية، بل يجدون فيها وسيلة من وسائل كسب وتوسيع التأييد الداخلي لهم. وحين يؤدي ذلك كله إلى نوع من الأزمة بين حكومة “إسرائيل” والرئاسة الأميركية، يتشجعون في “إسرائيل” بأخبار التراجع الأميركي عن الضغط على “إسرائيل”، ولو في إطار قضية واحدة هي وقف الاستيطان في مدينة القدس. بل ويتشجعون أكثر حين يستعد الوسيط الأميركي ديفيد ميتشل لبدء الجولة الجديدة من مهمته، وتكون الخطوة الأولى في هذه المهمة، أن يقوم الرئيس الأميركي نفسه بالاتصال هاتفيا بنتنياهو، ويتبادل معه عبارات الثقة والحرص الأميركي على أمن “إسرائيل”، بينما يسأل الصحافيون المتحدث باسم البيت الأبيض عن موعد الاجتماع المقرر بين أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيمتنع عن الإجابة عن هذا السؤال. ويتولد عن ذلك أمر جديد، وهو أن الفلسطينيين هذه المرة، لا يثقون بوعود الإدارة الأميركية، بعد أن وثقوا بها طويلاً من دون نتيجة تذكر، وبخاصة مع وصول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض. في ظل هذا الجو من الإحباط، ستبدأ المفاوضات غير المباشرة. المفاوضات عن قرب، حسب التسمية الأميركية. وهي ستبدأ بتمهل. إذ وصل ميتشل إلى المنطقة، واجتمع مع نتنياهو، وسيجتمع الأحد (اليوم) مع محمود عباس، ثم يغادر إلى واشنطن، ليعود بعد أسبوعين. وبانتظار ذلك تواصل حكومة نتنياهو إعلان «بعض» مطالبها من الفلسطينيين في عملية التفاوض القادمة. وللتذكير فقط نورد منها ما يلي: * اعتراف فلسطيني بيهودية دولة “إسرائيل”. * القدس عاصمة ل”إسرائيل” ولن تقسم أبداً. * اعتماد مبدأ تبادل الأراضي بما يضمن ضم المستوطنات المحيطة بالقدس إلى دولة “إسرائيل” رسمياً. * حق العودة لن يطرح للتفاوض، لأنه لا يوجد في القانون الدولي مفهوم يدعى «حق العودة». أي حق العودة إلى بلد ليس بلدك. * مراعاة الحقائق على الأرض عند بحث موضوع المستوطنات. وهذا موضوع تم تضمينه في رسالة شهيرة من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى آرييل شارون. * مراعاة الاحتياجات الأمنية عند بحث موضوع الحدود، وذلك لتأمين حضور دائم للجيش الإسرائيلي على نهر الأردن في أي تسوية. ويكفي حين نقرأ هذه المطالب الإسرائيلية، أن نجزم سلفاً، بأن المفاوضات غير المباشرة ستفشل قبل أن تبدأ، وحين تبدأ، وحين تنتهي. وستفشل أيضاً حين تتحول إلى مفاوضات مباشرة. وما يجب ملاحظته هنا، أن التطرف الذي تعبر عنه السياسة الإسرائيلية في عملية التفاوض مع الفلسطينيين والعرب، والذي تتساوى بداخله كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، يتساوى مع تطرف أخطر ينمو داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه. فالوضع القائم في “إسرائيل” لا يتلخص بحكومة يمنية متطرفة يتزعمها نتنياهو، بل إن هذا الوضع الحكومي هو تعبير عن نمو مسبق للعقلية اليمينية المتطرفة داخل المجتمع، ويتناغم هذا الوضع الشعبي اليميني مع الحكومة الرسمية اليمينية، وتنشأ بسبب ذلك حالة خطرة، تعبر عن مجتمع يسير بأكمله، جمهوراً وأحزاباً وهيئات وجمعيات، نحو اليمينية والتطرف، وبالتالي نحو الفاشية والعنصرية والأبارتهايد والترانسفير.. وقد أصبح نمو هذه الظاهرة داخل “إسرائي”، قضية تتداولها الصحف، ويناقشها الكتاب والسياسيون، وتجري نقاشاتها وسجالاتها داخل الكنيست الإسرائيلي. وهناك أمثلة علنية بدأت تعبر عن هذه الظاهرة منها: كتلة حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يرأسه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، تقدمت إلى الكنيست بمشروع قانون أطلق عليه اسم «قانون الولاء»، وتم رده من الكنيست. وهو مشروع قانون يدعو إلى أن يحرم من حق الانتخاب، كل من يمس بالأسس الديمقراطية للدولة، واعتبر القانون مناهضاً للديمقراطية. مشروع آخر مناهض للديمقراطية، وأكثر خطراً منه، مطروح على الكنيست، ويتبناه نائبان يمينيان متطرفان من حزب «كديما» الذي ترأسه «تسيبي ليفني» وزيرة الخارجية السابقة. وهدف القانون أن تعتبر الجمعيات والمنظمات الإسرائيلية التي تطالب بمحاكمة ضباط أو سياسيين إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب، جمعيات ومنظمات خارجة على القانون. ويندرج في هذا الإطار ما أعلنه جهاز الأمن الإسرائيلي عن مستوطنين يعملون سراً، وينوون المس بالمساجد. وقد جرى في هذا الإطار حادث إحراق مسجد قرية «اللبن الشرقية» جنوب نابلس قبل أيام. وحادث إحراق مسجد في قرية ياسوف في شهر كانون الأول من العام الماضي. وحادث الاعتداء على مسجد حواره في شهر نيسان الماضي. ويندرج في هذا الإطار أيضاً، حملة منظمة تجري بأشكال مختلفة ضد صحيفة «هآرتس» التي تعارض هذه السياسات اليمينية. من أمثلتها رسم كاريكاتوري ظهر في موقع إلكتروني، يبين جندياً يعتمر قبعة دينية، وقد غرس في ظهره سكين كتب تحتها «صحافيو هآرتس». وعريضة كتبت ووقعت ووزعت، وهي تدعو إلى اعتبار صحيفة «هآرتس» خارجة على القانون، وتعريفها بأنها منظمة إرهاب. وهناك أيضاً قانون ضد من يحتفلون بذكرى النكبة الفلسطينية، بدلاً من الاحتفال بفرحة الاستقلال الإسرائيلي. وقد أجيز هذا القانون في القراءة الأولى. وقد علقت صحيفة «هآرتس» على كل هذا المنحى قائلة إن هذا الذي يجري في “إسرائيل” هو الفاشية بعينها، فالفاشية ليست حركة سياسية، إنها مزاج عام. وقالت الصحيفة إن جماعات يهودية متطرفة، قد استولت على الصهيونية في “إسرائيل”، وهي تهاجم كل من ينتقد من اليسار. وقالت أيضاً: ها نحن نشهد حركة «إسرائيل بيتنا» وهي تستلب الشعور الوطني. وحين يكون المجتمع غارقاً في صراع محتدم إلى هذا الحد، ولا يتقبل حتى الآراء اليهودية الأخرى، نستطيع أن نستنتج ماذا سيكون موقف هذه القوى تجاه مطالب الفلسطينيين، حتى تلك المطالب التي لا تخرج عن إطار «اتفاق أوسلو» الذي وقعته “إسرائيل”. والطريف في الأمر، أنه بينما يجري كل هذا الذي يجري في “إسرائيل”، تخرج أصوات رسمية وشعبية من داخل هذا اليمين المتطرف، تدعو الفلسطينيين إلى وقف ما يسمونه «التحريض» الفلسطيني. والتحريض الفلسطيني يشمل، حسب ما تقول “إسرائيل”، كل ما يتم إعلانه في الإعلام الفلسطيني من مواقف، وكل ما يتم تلقينه للأطفال الفلسطينيين في المدارس حول وطنهم وتاريخه، وكل ما يتم ذكره حول الحواجز، والأسرى، والاعتقالات، والقتل العمد أثناء الملاحقات. .. و”إسرائيل” هي واحة الديمقراطية. صدق أو لا تصدق. وهي أيضاً الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. صدق أو لا تصدق.
(المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 ماي 2010)
مصر: أساتذة جامعات يرفضون مشاركة إسرائيليين بمؤتمر طبي بالقاهرة
2010-05-09 القاهرة – فاطمة حسن في أحدث حلقات رفض المثقفين والعلماء المصريين للتطبيع مع إسرائيل، عبر أساتذة أمراض الدم بكليات طب قصر العيني (جامعة القاهرة)، وجامعتي عين شمس والإسكندرية، عن غضبهم من مشاركة عدد من الأساتذة الإسرائيليين في مؤتمر علمي داخل مصر تنظمه إحدى شركات الأدوية المتخصصة في علاج أمراض الدم، بالتعاون مع الجمعية الدولية لأمراض النزيف والتجلط. وقالت الدكتور منى القصاص أستاذة أمراض الدم بكلية طب قصر العيني: إن منظمي المؤتمر قرروا استضافة الإسرائيليين “رغم تأكيدنا على عدم المشاركة في المؤتمر، في حالة استضافة أساتذة إسرائيليين فيه”. وأضافت، في تصريحات صحافية أمس “موافقتنا على المشاركة جاءت بعد تأكيدات المنظمين بعدم مشاركة الإسرائيليين” مستطردة: “إلا أننا فوجئنا بأن برنامج المؤتمر الذي أرسلوه في رسائل إلكترونية على البريد الإلكتروني تضمن اسمي أستاذين إسرائيليين سيرأسان جلسات في المؤتمر، وهما الدكتور أرئيل مارتينوفينتس، الذي خدم 17 عاما في الجيش الإسرائيلي وتقاعد برتبة عقيد، والدكتورة عايدة إنبال رئيس قسم بحوث أمراض الدم بجامعة تل أبيب والتي ستشارك الدكتور مجدي الإكيابي استشاري أمراض الدم بأحد المستشفيات الخاصة المصرية في رئاسة جلسات واحدة”. وأكدت أنها قررت هي والدكتور عمر عبدالرحمن أستاذ الطب بقصر العيني مقاطعة المؤتمر الذي سيعقد في 22 الشهر الجاري بفندق “جراند حياة”، في حال مشاركة أساتذة الدم من إسرائيل. وقالت إنها دعت جميع الأساتذة المصريين المشاركين في المؤتمر لمقاطعته، مشيرة إلى أن هناك حوالي 100 أستاذ مصري، وحوالي 300 أستاذ عربي تم دعوتهم للمؤتمر، والكثير منهم لا يعلم عن مشاركة الإسرائيليين شيئا. وفي أبريل الماضي، قاطع سينمائيون مصريون مهرجان المركز الثقافي الفرنسي لمشاركة فيلم لمخرجة إسرائيلية بفعالياته. وترفض معظم النقابات المهنية في مصر التعاون مع إسرائيل أو مشاركة إسرائيليين بفعالياتها، بل وتعاقب عناصرها إذا تعاملوا مع إسرائيليين أو سافروا للدولة العبرية. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 29 ماي 2010)
زلزال انتخابي بريطاني
رأي القدس 5/9/2010 تعيش بريطانيا (العظمى سابقا) زلزالا سياسيا لم تعش مثله منذ ستة وثلاثين عاما، يتمثل في نتائج الانتخابات البرلمانية التي ظهرت امس، وأكدت فشل الحزبين الكبيرين العمال والمحافظين في حصول أي منهما على اغلبية برلمانية تؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة لوحده دون الائتلاف مع الاحزاب الصغيرة، وحزب الاحرار الديمقراطيين على وجه الخصوص. بريطانيا عاشت طوال السنوات الثلاثين الماضية أسيرة ‘ديكتاتورية’ الحزبين الكبيرين وتبادلهما السلطة، بسبب نظام انتخابي قديم لم يعد يصلح حاليا نتيجة التغييرات الكبيرة على الخريطتين الديموغرافية والسياسية في البلاد، وفقدان البلاد لنفوذها على الصعيد الدولي. اصلاح هذا النظام من خلال استبداله كليا او جزئيا بنظام انتخابات التمثيل النسبي بات وشيكا، بسبب فوز الحزب الليبرالي بعدد من المقاعد (59 مقعدا) تؤهله لفرض شروطه في هذا الخصوص، لانه لا يمكن ان يتم تشكيل حكومة بريطانية دون الاتفاق او الائتلاف معه، والا فانها لن تحصل على الثقة في البرلمان. نتائج الانتخابات البرلمانية البريطانية وجهت ضربة صاعقة لحزب العمال الحاكم ورئيسه غوردون براون، وزاد من تأثيرها استعداد زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين نيك كليغ الدخول في ائتلاف مع حزب المحافظين، اذا ما جاء المقابل مناسبا. دستوريا، يحق لبراون تشكيل الحكومة الجديدة، رغم حصوله على اصوات اقل من حزب المحافظين (بفارق 50 صوتا تقريبا لصالح الاخير) ولكنه سيحتاج الى التحالف مع حزب الاحرار والحزب الوطني الاسكتلندي وحزب ‘الشين فين’ الايرلندي الشمالي، وهي مهمة تبدو شبه مستحيلة. حزب العمال الحاكم يدفع ثمنا باهظا لسياساته الخاطئة في التورط في حروب امريكا في العراق وافغانستان، والتمسك بالعلاقات الخاصة معها، والبقاء خارج العملة الاوروبية (اليورو)، وعدم الاندماج كليا في الاتحاد الاوروبي. هذا البرلمان المعلق الذي تمخض عن الانتخابات البرلمانية هذه قد يكون مقدمة لتغيير كبير في السياسة الخارجية البريطانية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة اذا تولى نيك كليغ زعيم حزب الاحرار حقيبة وزارة الخارجية في اي حكومة ائتلافية جديدة، وهذا ما يفسر الهجوم الكبير الذي تعرض له كليغ من قطاع كبير في الجالية اليهودية البريطانية، بسبب معارضته الشرسة للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وانتقاداته القوية للسياسات الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية. صحيح ان جميع المرشحين العرب في الانتخابات الاخيرة قد خسروا باستثناء مرشح عراقي كردي، فاز في دائرة ستراتفورد ممثلا لحزب المحافظين، الا ان المستقبل يحمل انباء طيبة لابناء الجالية الاسلامية والعرب من ضمنهم، لان اصلاح قانون الانتخاب واستبداله بنظام التمثيل النسبي، سيعطي مليون ونصف المليون مسلم وعربي في بريطانيا ثقلا كبيرا في أي انتخابات مقبلة، ربما يترجم الى عدد لا بأس به من المقاعد في البرلمان. في الانتخابات المقبلة، وربما تتم في غضون عام، سيتسابق المرشحون من مختلف الاحزاب على الصوت العربي والمسلم، مثلما كانوا يتسابقون في الماضي على اصوات الجالية اليهودية البريطانية، وهذا في حد ذاته احدى علامات التغيير الايجابي، سواء بقي النظام الانتخابي الحالي على حاله او جرى تغييره. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 ماي 2010)
فنلندا تحذر من تفشي أزمة اليونان
حذر رئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانن اليوم السبت من أن منطقة اليورو التي تنتمي إليها بلاده قد تواجه أسوأ أزماتها إذا لم تحل الأزمة التي أوقدت شرارتها اليونان. وأعرب عن خشيته من تجدد حالة الركود الاقتصادي في المنطقة ما لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة تمنع المضاربين من التلاعب بسعر العملة الأوروبية الموحدة (يورو). وأشار فانهانن إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أوروبا حاليا فريدة لا يملك أحد نموذجا عمليا من التاريخ للطريقة المثلى الواجب اتباعها للخروج منها، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية تبذل أقصى الجهود للخروج من عنق الزجاجة. وطمأن بأن الجهود الحالية سواء من منطقة اليوور أو الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تحول دون انهيار العملة الموحدة. يُشار إلى أن زعماء دول اليورو الـ16 اتفقوا في لقائهم أمس على وضع إجراءات استثنائية وسريعة قبل استئناف معاملات الأسواق الاثنين القادم، وذلك للحفاظ على قيمة العملة وتجنيبها التلاعب من قبل المضاربين. وأوضح الأوروبيون أنهم يهدفون من ذلك إلى منع انتقال الاضطراب المالي في اليونان إلى دول أخرى مثل إسبانيا والبرتغال. وأقر قادة اليورو خطة مشتركة مع صندوق النقد الدولي لمساعدة اليونان بقيمة 110 مليارات يورو (145 مليار دولار) تستمر ثلاث سنوات.
رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 09 ماي 2010)
الغرب متدين أكثر مما يبدو
2010-05-09 رغم الإغراق الإعلامي والسياسي الغربي الكبير عن التمسك بالعلمانية، فإن التأثير الديني على السياسة والأفكار يبدو أوضح وأعمق بكثير مما يحاول الغرب إخفاءه، بل حتى القرارات والسياسات التي تبدو علمانية يمكن بسهولة استنتاج الحجم الكبير للأيديولوجيا والتعصب والدافع الديني وراءها. في الولايات المتحدة ركَّزت الحملة الانتخابية للجمهوريين بشكل واضح على الدين، كما عبّر الجمهوريون بصراحة عن معتقداتهم الدينية طارحين بذلك الديانة موضوعا في الحملة الانتخابية الرئاسية رغم أنهم يجازفون بذلك بفقدان تعاطف بعض الناخبين. وعندما سُئل بوش الابن الذي ينتمي إلى الكنيسة الأنغليكانية عن اسم الفيلسوف والمفكر الذي كان تأثيره عليه كبيرا، قال إنه يسوع المسيح، وقال إنه بحث طوال حياته عن الخلاص، وأكد حرصه على “الاقتداء بيسوع” في حياته اليومية، وكانت الموضوعات الدينية والأخلاقية محوراً للبرامج والحملات الانتخابية. وكان مجيء يوحنا بولس الثاني على رأس الفاتيكان عام 1980 تحولا كبيرا في سياسة الكنيسة وبرامجها وتوسعة مشاركتها السياسية والاجتماعية، وشملت جولاته البابوية الطويلة أكثر من 120 بلداً، وفي عام 2000 زار عدداً من الدول العربية للاحتفال بالألفية الثانية وليقتفي خطى القديس بولس في فلسطين ومصر والأردن. وفي اليونان تظاهر أكثر من 100 ألف من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية احتجاجاً على قيام امرأة يونانية بإقامة مركز للديانة البوذية، وقد قضت محكمة سالونيك بسجنها لمدة شهرين. ففي اليونان لا يوجد فصل بين الدولة والكنيسة الأرثوذكسية؛ لذلك يُشترط في اليونان الحصول على إذن مسبق من وزارة التربية والأديان قبل فتح أي مركز للعبادة، ولا يتم التصريح بذلك لغير الأرثوذكس إلا بعد استشارة الكنيسة الأرثوذكسية، التي لا توافق عادة على ذلك. وفي مقدونيا التي يشكل المسلمون حوالي %40 من سكانها تنشط مبادرات ومشروعات لتأكيد وتنشيط الطابع المسيحي، وأقيم صليب عملاق يصل ارتفاعه إلى 200 متر على قمة جبل فودنو، وأعيدت تسمية مستشفى مدينة أوهريد (ذات الأكثرية الإسلامية) باسم “القديس أرازمو”، وقدم إلى البرلمان مشروع قانون بإصدار عملة جديدة تحمل الصليب، وقُدم مشروع قانون آخر يعطي الكنيسة الأرثوذكسية وصفاً مميزاً في الدولة. وفي صربيا التي يشكل المسلمون %25 من سكانها تقود الكنيسة الأرثوذكسية تقريبا الحياة السياسية والعمليات العنصرية ضد المسلمين والكروات الكاثوليك. وكان للكنيسة أيضا دور حاسم في تنحية ميلوسوفيتش الرئيس الصربي السابق وانتخاب فويسلافكوستونيتشا عام 2000، وذلك بسبب الخلاف الذي أنهى التحالف الذي كان قائما بين ميلوسوفيتش والكنيسة. ويحاول كوستونيتشا رد الجميل إلى الكنيسة بسبب تأييدها له في فرض سياسات وتشريعات قد تحوّل صربيا من دولة علمانية إلى أرثوذكسية تخضع لإرادة وسيطرة الكنيسة، فيحرص الرئيس الصربي على زيارة الكنائس والمشاركة في الاحتفالات الدينية وأن يشارك قادة الكنيسة إلى جانب الوزراء والمسؤولين في المهمات والاحتفالات الرسمية. وأعيدت إلى الكنيسة الأملاك التي صودرت منها في العهد الشيوعي بقيادة تيتو، وأعيد التعليم الديني المسيحي إلى المدارس والجيش والسجون، وتساعد الحكومة في بناء 600 كنيسة ومبنى ديني في أنحاء البلاد، إلى درجة أثارت حفيظة المسلمين في صربيا وفي البوسنة والهرسك، بل وأدت إلى انتقادات صربية أيضاً، مثل الفيلسوف الصربي نيناد جاكوفيتسش الذي قال إن صربيا تشهد قومية دينية غير ديمقراطية. وهناك أيضا في أميركا اللاتينية دور نضالي وسياسي للكنيسة يستحق أن يفرد في مقالة مستقلة، ففي البرازيل ونيكاراغوا وغيرهما من دول أميركا اللاتينية يستند الخطاب الاشتراكي واليساري والاجتماعي إلى قاعدة دينية وكنسية واسعة ومؤثرة. والواقع أن التاثير الديني في الغرب لا يوضع كله في سلة واحدة، ولا يمكن الحكم عليه باعتباره ظاهرة واحدة وليس ظواهر عدَّة مستقلة ومختلفة، وقد اعتدنا أن ننظر إلى التدين الغربي باعتبارة قوة سياسية متعصبة ضد العرب والمسلمين، ولكن طارق متري يشير إلى حالات وأنماط عدة في التدين في الغرب وتأثيره في السياسة. يقول طارق متري: هناك في الغرب حيويات دينية، وذاكرات دينية مختلفة، وتباين في مواقف القوى الدينية المتنوعة؛ فمثلا انقسم المسيحيون البروتستانت في الولايات المتحدة في موقفهم تجاه الحرب ضد العراق. هناك الصهاينة المسيحيون الذين أيدوا الحرب، ولكن هناك قوى مسيحية وكنائس أخرى عارضتها بشدة. والأمر نفسه بخصوص الموقف من النهج الإسرائيلي العدواني؛ فقد اتخذت الكنيسة المشيخانية في الولايات المتحدة -وهي كبرى الكنائس الأميركية- موقفا متشدداً تجاه السياسات التي تتبعها إسرائيل في المنطقة بالدعوة إلى سحب أرصدتها واستثماراتها من الشركات التي تسهم في بناء المشروع الاستعماري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية؛ الأمر الذي لم تفعله أية شركة عربية أو إسلامية. هذا يعني أنه من الضروري النظر إلى الظواهر السياسية والمواقف بعينين حتى لا نقع في خطر التعميم المفرط عند النظر إلى الغرب، وهو أمر لن يفيد العرب والمسلمين أنفسهم الذين هم في حاجة إلى أصدقاء في الغرب. ibrahim.gharaibeh@windowslive.com (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 09 ماي 2010)