(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
نظام بن علي الدكتاتوري يمنع للسنة الثانية على التوالي إحياء اليوم الوطني لمناهضة التعذيب والذكرى العشرين لاغتيال الرفيق نبيل بركاتي
عمد البوليس السياسي إلى مراقبة المناضلين منذ البارحة.
حاصرت أعداد غفيرة من البوليس السياسي منذ الصباح الباكر شارع قرطاج الذي اتفق المنظمون على الانطلاق منه على الساعة الثانية بعد الزوال باتجاه قعفور. وقد تعرض كل المارة بالشارع إلى المراقبة ومنعت كافة أشكال التجمع منعا باتا كما تم تحجير توقف السيارات. وقامت أعداد كبيرة من البوليس بالزي الرسمي والمدني من تفريق عشرات المناضلات والمناضلين من الشباب والطلبة والحقوقيين والنقابيين والسياسيين. فقد مُنِع سمير طعم الله عضو منظمة العفو الدولية حتى من دخول مقر فرع المنظمة الذي يوجد قرب شارع قرطاج، واعترض البوليس السياسي طريق كل من النقابي والرابطي عبد الله قرام والمحامي وعضو جمعية مناهضة التعذيب الأستاذ منذر الشارني والرئيس السابق للحزب الديمقراطي التقدمي الأستاذ نجيب الشابي والأستاذة راضية النصراوي رئيسة جمعية مناهضة التعذيب وعبد المومن بلعانس القيادي في حزب العمال الشيوعي التونسي والمناضل النقابي والجامعي صالح الحمزاوي والأستاذ العياشي الهمامي عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وحمادي الزغبي رئيس فرع الرابطة بالعمران-باردو-المنزه والأستاذ حبيب الزيادي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، وغيرهم من المناضلين لمنعهم من التحول إلى قعفور. وحتى المناضلين الذين أفلتوا من رقابة البوليس فقد تم اعتراضهم فيما بعد مثلما حصل للمناضلين العياشي الهمامي والطاهر بلحسين الذين اعترضهما الحرس الوطني والبوليس على مستوى بوعرادة ووقع منعهما من مواصلة الطريق. أما رضا بركاتي، أخ الشهيد، الذي يخضع لمراقبة بوليسية منذ بداية شهر ماي، فقد كان اليوم محل متابعة لصيقة من قبل سيارة بوليس. ورغم نجاحه في الافلات من المراقبة ووصوله عبر مسالك وعرة (“ثنيّة عربي”) صحبة أحد إخوته إلى مدخل قعفور فقد تفطّن إليهما البوليس ومنعهما من دخول المدينة والتحوّل إلى المقبرة وزيارة قبر أخيهما. وقد أعلمه في المساء رئيس شرطة قعفور أنّه تلقى تعليمات بمنعه حتى من التحول غدا إلى المقبرة. (المصدر: البديـل عاجل (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي)بتاريخ 2 جوان 2007)
البيع المشروط داخل بعض الفضاءات
بذلت المراقبة الاقتصادية التابعة لوزارة التجارة والصناعات التقليدية مجهودا بارزا خلال السنة الفارطة في مراقبة المقاهي والفضاءات الترفيهية بشكل عام. ورغم عديد عمليات الغلق والمحاضر المجراة في هذا الجانب فان العديد من اصحاب هذه المحلات مازالوا يمارسون العديد من التجاوزات ويقدمون على عمليات البيع المشروط وذلك بكل من حي النصر وشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وضاحية البحيرة.
انتداب اطارات طبية وشبه طبية
ترغب مؤسسة استشفائية بدولة قطر في انتداب مختصين في القلب والشرايين وطبيبات مختصات في الامراض الجلدية لا تتجاوز اعمارهم 50 سنة وفنيين سامين وممرضين من الجنسين (نظام 3 سنوات) يعملون في اقسام القلب والشرايين ولهم خبرة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز اعمارهم 45 سنة ويجيدون اللغة الانقليزية. فعلى الراغبين في الترشح موافاة الوكالة التونسية للتعاون الفني بملف ترشح في اجل اقصاه 11 جوان 2007. بوابة للمعوقين بعد اطلاق «البوابة الاجتماعية» www.ijtimaia.tn بادرت وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج مؤخرا وبمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمعوقين بوضع بوابة جديدة على الخط خاصة بالاشخاص المعوقين تحت عنوان www.handicap.tn تقدم عديد المعلومات عن هذه الشريحة في تونس وما يحظون به من رعاية واحاطة لمزيد النهوض بهم. وتتعلق هذه المعلومات بالخصوص بمجالات التشريع والمؤسسات والجمعيات التي تعنى بهم وكذلك التعريف بمنتوجاتهم وابداعاتهم في مختلف الميادين تيسيرا لترويجها.
دورة تكوينية في المعلوماتية والملتيميديا
تنظم مدينة العلوم بتونس ابتداء من 19 والى غاية 30 جوان الجاري دورة تكوينية في المعلوماتية موجهة الى الطلبة والموظفين، وتسعى مدينة العلوم من خلال هذه الدورة الى دعم قدرات الشرائح المستهدفة من خلال هذا البرنامج التكويني على التعامل مع التكنولوجيات الحديثة وذلك في اختصاصات برمجية ادوب فلاش وبرمجية اكس مستوى ثاني. ويمكن للراغبين في التكوين في احد هذه الاختصاصات الاتصال مباشرة بمركز النفاذ الى المعلومة بمدينة العلوم بتونس.
مشروع الاقتصاد في مياه الري ببلدان المغرب العربي
ينظم المعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات بالتعاون مع المعهد الوطني للعلوم الفلاحية ووزارة الخارجية الفرنسية ملتقى دوليا يضم باحثين وفنيين من فرنسا وتونس والجزائر والمغرب حول موضوع الاقتصاد في مياه الري ببلدان المغرب العربي وذلك يوم غد الاثنين 4 جوان بنزل الكيوبس بنابل.
أجرة -أمين الحرفة-
ضبطت وزارة التجارة والصناعات التقليدية اجرة «أمين الحرفة» بنسبة 4 بالمائة من قيمة المنتوج موضوع الاختبار او التحكيم او الاستشارة على ان لا تفوق هذه الاجرة الـ50 دينارا ولا تقل عن الـ5 دنانير. وتضبط هذه الاجرة بنسبة 1 بالمائة من قيمة المنتوج المقدم للرهن على ان لا تفوق 3 دنانير ولا تقل عن 600 مي في صورة تكليف امين الحرفة باختبار المصوغ المقدم للرهن بالقباضات المالية. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 2 جوان 2007)
الإرادة العدد الثاني جوان 2007
الطبقة العاملة والشأن السياسي العام الدورة السادسة عشر للندوة الشيوعية لعالمية متابعات: الوضع الاجتماعي الوضع الاجتماعي: صفاقس، قرمبالية، سوسة، بنبلة هجــرة المحاماة التونسيّة تجدّد هياكلها قراءة في نتائج الإستشارة الشبابيّة الثالثة “الإرادة” الإقتصاديّة الشيـخ إمام دائــما في البـال مأساة ستار أكاديمي العراق: قراءة في قانون المحروقات سوريا : تحيّة لتجمّع اليسار المغرب: محاكمات سياسيّة من قال أن الحرب الباردة إنتهت ؟ الحزب الديمقراطي الأمريكي يصوّت لفائدة قانون دعم القوّات الأمريكية المحتلّة للعراق أمريكا الجنوبيّة المتمرّدة: ـ هوغو شافيز ـ (رئيس الفقراء) فرنسا: التيّار الأطلسي المصالح الإقتصاديّة الفرنسيّة بتونس ساركوزي والمغرب العربي والمتوسّط
الطبقة العاملة والشأن السياسي العام
متابعات: الوضع الاجتماعي
صفاقس: البحّارة يعتصمون والحديديّون يضربون وفاجعة ستار أكاديمي لا تندمل
في سوسة: طرد العامل المثالي
قــرمبالية: من يعيد لقمة العيش والبسمة لـ 25 عائلة؟
عاملات وعمال ”Promotion Bembla” يرابطون بالطريق العام
تونس : كلمات في ذكرى رحيل الشهيد الخالد مبروك الزرن
الثبات على الأولويات
عبدالباقي خليفة
قبل فترة زار وفد أمني تونسي عدد من العواصم الاوروبية من بينها لندن وباريس ،والتقى عددا من القوادة السياسيين ، وإن كانت القوادة السياسية لا تختلف كثيرا عن القوادة المعروفة في المشرق العربي بمفهومها الخاص . ونقل الوفد الأمني المعلومات التي قدمها له أولئك القوادة إلى المخزن بالتعبير المغربي . في تلك اللقاءات كما أخبرني أحد النادمين ولكنه لا يزال داخل شبكة الاشقياء الثلاثة لنقل أخبارهم لإخوانه ، حث الوفد الأمني على إحداث المزيد من الاختراقات في صفوف الحركة الاسلامية ، النهضة ومجموعات أخرى يقودها أشخاص عرفوا في وقت سابق بنشاط ثوري وأرسلوا تهديدات لوزير داخلية سابق ( الآن أصبح الأمر معروفا لدى الجهة المعنية ) طلب الوفد الأمني من المتورطين وأغلب أسمائهم في لائحة الممضين أسفله ، التي نشرت مؤخرا وتحمل حركة النهضة المسؤولية عما جرى في تونس في عشرينية القمع . طلب الوفد الأمني من بعض الافراد المتورطين أن يقدموا له ( معلومات وليس تحيليلات سياسية ) عن وضع الاسلاميين وحركة النهضة تحديدا . البعض ممن التقاهم الوفد ( الاسماء ليست للنشر في الوقت الحاضر ) مواصلة الحديث وباصرار عن خدعة المصالحة ، ودون التفات لما يساق من أدلة وبراهين على أن النظام لا يريد هذه المصالحة ، إلا من باب إحداث التفكك داخل الحركة الاسلامية وإثارة الخصومات داخل حركة النهضة حول النهج الذي يجب اتباعه . الأخ الذي اتصل بي أخبرني أيضا أن توقيت نشر ما سمي بعريضة الموقعين أسفله ، جاءت لدعم هذا الاتجاه وفي هذا الإطار بعد تسفيه عدد من الكتاب لتلك الدعوة و السخرية من أنها لم تحقق أهدافها . وبتوجيه من السلطات الامنية المذكورة ،أن بعض المورطين كتبت اسماءهم دون علمهم ودون إستشارتهم باستثناء الاخ الذي ندد بذلك واعترض على كتابة اسمه . بقي القول أن هناك ملفا باسماء القوادة في الخارج تم نسخه و تهريبه ، فإذا حصلنا على نسخة منه لن نتردد في نشره . أما العبد الضعيف فأرجو أن تذكروه دائما إذا حدث له مكروه والسلام عليكم ورحمة الله بركاته . ملاحظة / سأعود للموضوع بعون الله إن بقي في العمر بقية ، فالقضية ليست خلاف في الرأي كما يريد أن يوهمنا البعض ، وإنما استراتيجية ينفذها من لا يقدرون على التراجع بعد أن قذفهم الموج في أعماق بحر الاستبداد لخدمته وإلا فالغرق .
هل مازالت هناك آمال معلقة على جدار اليأس
عذرا أيها السادة.
أنا واحد من اولائك المجاهيل الذين تحدث عنهم ذات مرة « كاتم السر”.. ورئيس الأغلبية الرئاسية لحزب النهضة في المهجر. اقرا واتابع ما يكتب… تستفزني بعض المواضيع وتضحكني أخرى… أفكر كثيرا من المرات في الكتابة… ولكنى أجد نفسي مجبرا على السكوت.. تواجهني لافتة مكتوب عليها… إما أن تقول كل ما تعتقد انه حق أو لا تقول…
وقد اطلعت أخيرا على بيان مشترك أمضاه بعض أصدقاء اصحاب مبادرة… بيان ماي التاريخي الذي صدر في السنة الماضية…يدعو إلى إنهاء مأساة طالت… وأردت بهذه المناسبة دعوة أصحاب المبادرة إلى شي من الوضوح والمبد ئية فيما يطرحون…
ولضيق الوقت فقد حاولت التعليق على بعض الفقرات وطرحت أسئلة
وسأفرد النقاط 3 و 4 بالتحليل في مقال قادم إن يسر الله ذلك
مرّت سنة تقريبا على بيان أصدرناه كمجموعة من التونسيين بالمهجر تحت عنوان “من أجل إنهاء ماساة طالت“، جوهره الدعوة إلى استخلاص الدروس من تجربة عشناها في إطار “حركة النهضة” و تعبيرا عن تبايننا مع منهجية تعاطي قيادة هذه الحركة مع قضايا جوهرية تهم جميع التونسيين أهمها موقع الإسلام في الصراع السيـاسي و الحـزبي، و قضية المساجين و عودة المغتربين.
ان من حق بل من واجب الجميع استخلاص الدروس والعبر وتقييم المسار وهذا عمل يومي لأصحاب العقول الذين يعيشون واقعهم ولابد ان يكون هذا التمشى نابع من إرادة ذاتية… إرادة صادقة…تبحث عن الحقيقة تتبنى الموقف بعد البحث والتمحيص… لا مجرد افعال سياسية ناتجة عن خلاف في الموقف أو في الأمزجة …
فالقضايا المطروحة على غاية من الاهمية وياليت كان لاصحاب المبادرة سبق في تناول كل موضوع منها بالتحليل والدراسة… وادارة الحوار.. انها قضايا لايمكن البت فيها ببيان سنوي … فقد مرت سنة دون أن نسمع ونقرا مساهمات منهم في هذه المواضيع
فالخلاف على كيفية إدارة الحركة في المهجر لايجب ان يكون مبررا لإدارة الضهر لتاريخ هذه الحركة ومحاكمته بجرة قلم… والارتماء في احضان السلطة…
انه من الشجاعة لمن طالت به الرحلة ان يرفع الراية البيضاء وحده… دون أن يبحث عن مساندين له ويتهم الآخرين
و إننا إذ نعود اليوم لهذه المواضيع لاعتقادنا بأن ما أثارته من جدل يجب أن يرتقي إلى مستوى الحـوار الجـاد و البنـّاء، و لا يبقى في مستوى ردود الأفعال التي تراوح في أغلبها بين التشهير و المغالطة.
امل ان تكون هذه العودة مناسبة – للخروج من الجدل الدائر حول حقيقة المصالحة… بين متهم ومصفق الى تحليل دقيق ينطلق من معطيات واقعية لا من اوهام وتمنيات…فالسياسة في تونس لايجب ان تكون مجرد خطاب وإنما لابد ان تكون فعل… والكلمة الطيبة مطلوبة ولكنها لا تغير من واقع الحال شيئا إذا لم يتبعها عمل صالح…
ودعونا من ردود الافعال … وحدثونا عن أداء السلطة في هذا المجال… هل من المعقول ان نطلب ممن هو مطروحا أرضا ان يتنازل.اكثر .. اليس العفو عند المقدرة… انه مع الأسف منطق مقلوب يهدف إلى مزيد من التشفي في خصم اعترف بأنه اخطأ في التقدير والتخطيط ولكنه مصر على حقه في الوجود والعمل…
نعود اليوم لنذكّر بما طرحناه من قضايا و لنسجل ما تحقق من نقاط ايجابية و لو جزئيا:
1- بالنسبة للمساجين تم إطلاق العديد من قيادات حركة النهضة بموجب عفو رئاسي على دفعات متتالية، نعتبر ذلك رغبة في إنهاء هذه المأساة و طيا لصفحة الماضي
هل فعلا هناك رغبة من طرف السلطات في طي صفحة الماضي… ماهي مؤشرات ذالك
هل هناك معنى للعفو الرئاسي حينما يقضي السجين اكثر من تسعين في المائة من محكوميته
هل هناك معنى للعفو حينما يجد المسرح محاصرا من جديد في رزقه وقوت عياله – بالمراقبة الادارية أحيانا… وبالمتابعة…التي لاتنتهي… اسالو الضحايا ان كنتم لاتعلمون
وبربكم هل ان بيان متشنج يصدر من لندن هو السبب في تعميق هذه ألازمة … هل ما يعانيه عبد الله الزواري مثلا هو نتيجة للبيانات التي توصف بالنارية والتي يصدرها راشد الغنوشي
هل ان القيادات التاريخية التي خرجت من السجن واكتوت بنار الواقع… تتحدث عن مؤشرات لطي صفحة الماضي ام ان ما تطرحونه هو مجرد حديث نفس… إن لم نقل غير ذلك …
. في مقابل هذا التوجه شنّت قيادة النهضة حملة تشكيك في مسار التسوية و محاولات تشويهه، تارة بالسباب و أخرى باتهام السّلطات التونسية بالمناورة و المغالطة.. و يكفي مراجعة المقالات التي صاحبت فترة إطلاق سراح هؤلاء الأخوة، للتأكد من أنها كانت في مجملها سلبية. مثلما يردّد رئيس الحركة في العديد من المناسبات أن خروجهم لا يعدو أن يكون انتقالا من سجن صغير إلى السجن الأكبر.
هل هناك فعلا مسار اسمه” مسار التسوية”… ومن يتحدث عنه… رئيس الدولة… حكومته…حزب الدولة…في اى صحيفة من الصحف.. إذاعة… تلفزة … وقعت الإشارة لمثل هذا المسار… وحتى الحامدى الذي ملا الدنيا ضجيجا حول موضوع المصالحة في الفضاء الافتراضي لم يفتح الحوار في فضائياته ومستقلته… فقليلا من الحياء والضحك على عقول الناس…
ثم أين شنت هذه الحملة… على البيان التاريخي… هل مجرد ابداء الراي وخاصة امام اللهجة المتعالية القطعية الدلالة…والقطعية الثبوت… التي تميز ت بها هذه النصوص يدخل في إطار حملة… وهل مازلتم تعتقدون ان النهضة في المهجر لها مؤسسات منضمة لشن مثل هذه الحملات …
وفي خصوص « أن خروجهم لا يعدو أن يكون انتقالا من سجن صغير إلى السجن الأكبر”
هل فعلا كان مجمل خطاب رئيس حركة النهضة في المهجر وبعض المناضلين بهذا المعنى ام ان هناك معاني يقع التأكيد عليها وأخرى يقع تناسيها رغبة في تلبيس شخص واحد محنة الحركة…بعدما وقع تشخيص الصراع من طرف السلطة…
هل يعتقد أصحاب هذا البيان أن مغادرة راشد الغنوشي لقيادة حركة النهضة سوف يفتح باب الجنة في تونس… فاذا كان ذللك حقيقة… فليكن بيانكم المقبل. محوره …اقناع إتباعه واصحابه بذالك و دعوته للتخلي…
و بمناسبة هذا البيان، نرجو من سيادة رئيس الدولة أن يوسّع دائرة العفو لتشمل من تبقى من المساجين و تمكين المسرحين من استرداد حقوقهم.
نحن نرجو معكم ان يستجيب سيادته لطلبكم وعندها فقط يجوز اخلاقيا ان يفتخ الباب.للجميع ..وخاصة للؤلائك للذين فضلوا الصمت في انتضار الضروف الصحية ..ضروف تمكنهم من ان ينطقوا ويتكلمو بحرية ويدلو بدلوهم في تحديد المسؤولية على مستوى الافكار والاشخاص… اما الجدل الدائر حاليا فانه نوع من المحاكمة التى تتم في غياب الشهود …
2- فيما يتعلّق بقضية العودة إلى أرض الوطن، فانه برغم الحملات الغوغائية، التي حاولت إفشال هذه المبادرة التي طرحت في إطار لجنة مكلفة من رئيس الجمهورية، و ذلك بالتشكيك في مصداقيتها و اتهام كل من انخرط فيها بالخيانة أو السذاجة، فإننا نسجل أن خيار العودة يتقدّم يوما بعد يوم، خاصة و أن السلطات التونسية تعاملت بكل ايجابية في معالجة هذا الملف، و فتحت الباب أمام العديد من الأخوة لاسترداد جوازاتهم و الرجوع إلى أهلهم و وطنهم.
وحتى تكون الأمور واضحة فالرجاء الإفادة بطبيعة وحقيقة هذه اللجنة التي كونها سيادته… من هم أعضاؤها وبمن اتصلت. ومن استفاد… حتى تكون الأمور شفافة ويفهم البسطاء مثلي حقيقة الأوضاع… وبالمناسبة هل أمضى كل المستفيدين على هذا البيان التاريخي…
ماهي الاهداف الحقيقية لمثل هذه البالونات التي يرسلها النضام في اتجاه المهجر من حين لآخر
هل سويت كل الملفات ولم يبق إلا ملف المهجرين…أم أن هناك حاجة في نفس يعقوب… حاجة اقتصادية..او سياسية…
هل أن عودة المهجرين وبقاء رموز معروفة باعتدالها داخل السجون سوف يقضي على الاحتقان السياسي…
ماهو إحساس العائدين عندما يعلمون ان شخصا مثل الدكتور صادق شوروا مازال يعاني السجن والتعذيب… وليس له من ذنب سوى انه تحمل مسؤولية إدارة الحركة في ضر وف صعبة والتزم بقرار الأغلبية… قرار الدفاع عن القيم والمبادى التي تعلمونها الابنائكم… وامن بان المسؤولية جماعية…
وها أنكم اليوم تتخلون عن هذه المسؤولية وتدعون إلى الخلاص الفردي
أمام هذا التطور الإيجابي لا يسعنا إلا أن نؤكد أن الإسراع بتسوية وضعية اللذين تقدموا بمطالب للحصول على جوازاتهم و فتح الباب أمام الراغبين في العودة إلى وطنهم العزيز تونس سيساعد من لا يزال في نفسه شكّ أو تردد على أخذ قراره بيده و أن لا يترك للأحد وصاية على مصيره و مصير أبنائه، فتونس لكل أبنائها.
نعم …انه تطور ايجابي ولاشك…ان يسمح لتونسي بالعودة الى وطنه رغم انه لم يرتكب جريمة في حق هذا الوطن… أقصى مااراده الكثير من المشردين. القليل من الكرامة…
اما قصة الوصاية…فان الوصاية الوحيدة التي بقيت للكثير من الشرفاء سواء في الداخل او الخارج – هي وصاية الضمير…الذي يخجل من نفسه وهو يسمع آهات المعذبين…آهات الأرامل… فلا يزيف الحقائق… وينضر بمنضار المتسلط…
من الوصي على من في دنيا التهجير… قليلا من الحياء…
عباس أبو احمد
Abbes.abouahmed@gmail.com
همسة – حتى لابتعب الاستاذ صفوان نفسه في البحث عن صاحب الكلام ويهمس في اذن عبد الله انه لابد ان يكون واحد من الاتباع فاني اهدا من روعه…واقول له … اخطات هذه المرة… صاحب الكلام لم يخف يوما ان يجهر برايه امام السلطان في حين قضل الكثير مسك العصا من النصف…وهو ان كتب باسم مستعار فذلك إيمان منه في هذا الضر ف إن المهم ما قيل لا من قال .
بسم الله الرحمن الرحيم
الصامتون دهرا.. الناطقون بغضا وكراهية
د. محمد الهاشمي الحامدي
من هم الذين إذا قلت لهم: السلام عليكم، أو صباح الخير، أو الله يعينك، لووا رؤوسهم، وأعرضوا وانتفخوا كأنهم فراعنة الزمان؟
من هم الذين يعرضون عن كلمة الحق مهما كانت ناصعة وقوية، ويستبيحون لأنفسهم التلاعب بمقالات دعاة الوفاق والحرية، ونزع الجمل من سياقها ليبرروا لأنفسهم الكشف عن بحار البغض والكراهية التي تملأ قلوبهم؟
بحار.. أم محيطات يا ترى؟
التونسي يرد السلام. فإذا رأيت من لا يرد السلام فخذ حذرك. لأنه إما أن يفعل ذلك عن قلة تربية وأدب، أو عن استغراق في أجواء البغض والحقد والكراهية. استغراق يجعل منه إنسانا غير الناس العاديين الذين نختلط بهم، ونسلم عليهم، ونختلف معهم.
خذوا حذركم جميعا يا أحباب، يا إخوتي وبني وطني، من أبناء حركة النهضة ومن عموم التونسيين.
هؤلاء صمتوا دهرا. ثم نطقوا يوم نطقوا بمدونات البغض والكراهية.
أيام كان إخوانهم يطرقون كل الأبواب من أجل معالجة القطيعة المستحكمة بين السلطة والإسلاميين، كانوا صامتين.
أيام كان إخوانهم يخاطرون بأرواحهم وكل ما لديهم من أجل توظيف الإعلام في معركة المصالحة وكشف الحقائق وتأكيد الرابطة الوثيقة التي لا تنفصم بين كل مكونات العائلة التونسية، كانوا صامتين.
أيام كان إخوانهم يبذلون كل ما في وسعهم للتخفيف عن ضحايا الصدام وضحايا منطق الصدام، كانوا صامتين.
لم يساعدوا فردا واحدا من إخوانهم للخروج من السجن.
لم يساعدوا فردا واحدا من إخوانهم للعودة من المنفى.
لم يساعدوا فردا واحدا من إخوانهم لاسترداد جواز سفر.
وعندما كان إخوانهم يفعلون ذلك، كانوا صامتين.
متى وجدوا فائدة في النطق؟
عندما حاول البعض إعادة ملف المصالحة إلى أولويات النخبة الوطنية، معلنين في شفافية كاملة، أن الدعوة للصلح قناعة دينية ووطنية تملأ قلوبهم وعقولهم، وموضحين لكل من عافاه الله من أمراض الغل والحقد والكراهية، أن مثل هذه الجهود لا توصل إلى المغانم والمكاسب، بدليل أنه لا يوجد من يدعو إليها من الأحزاب والهيئات الكثيرة المعروفة في الساحة الوطنية.
هنا وجدوا الحافز للخروج من الصمت الذي اختاروه لأنفسهم سنين طويلة. ولينفثوا بعض ما في صدورهم من بحار البغضاء والحقد والكراهية.
مساكين هم. يقتطعون الجملة مما كتب قبلها وبعدها. يخشون إن نشروها مع التي قبلها أن ينكشف أمرهم، وإن نشروها مع التي بعدها أن ينكشف أمرهم أكثر.
صمتوا دهرا. وبدل أن ينطقوا بكلمة خير تقرب بين أبناء الوطن الواحد، نطقوا بالحقد والبغضاء والكره، وما تخفي صدورهم أكثر.
كان بوسعهم أن يقولوا: بارك الله في الذين قالوا كذا وكذا، غير أننا لا نرى رأيهم، ولدينا البديل.
لكن هذه اللغة يقولها الذين يشاطرون عموم التونسيين أساسيات الأدب والأخلاقو أبسط قواعد المعاملة بين الناس.
يزعمون أن الذين يشنعون عليهم، وينطقون بعد صمت الدهر ببغضهم، لم يقولوا كلمة الحق، وهم ليسوا مؤهلين للتدخل في مثل هذه الأمور أصلا.
لم يسجنوا يوما.
لم يشاركوا في برنامج المغرب الكبير يوما.
لم يفاوضوا أحدا في السلطة يوما على حقوق سجين أو منفي أو محروم من جواز سفر.
بعيدون عن كل هذا بعد السماء عن الأرض. لا موهبة لهم إلا تثبيط من يسعى للصلح والخير والحرية.
جاهلون بمنطق الأشياء وميزان القوى وسنن التاريخ والإجتماع. منقطعون في جزيرة من جزر الكره والحقد، أعمتهم الكراهية فلا يستطيعون أن يروا طريقا يوصلهم إلى شاطئ الأمان، شاطئ الوطن الحر الذي يفتخر بأبنائه جميعا ولا يقصي واحدا منهم.
صمتوا دهرا. وعادوا في الوقت الخطأ، يخشون أن ينجح الذين يكرهونهم في اختراق جدار القطيعة بين السلطة والإسلاميين، وهم لم يفعلوا شيئا في حياتهم إلا المساهمة في تعلية هذا الجدار وتقويته.
يفعلون ذلك غير عابئين بنتائج ما يفعلون، فهم ليسوا من السجناء، ولا من الخاضعين للرقابة الإدارية اليومية، ولا من الباحثين عن جواز سفر، ولا من الكتاب، ولا من الدعاة، ولا من نشطاء حقوق الإنسان.
صمتوا دهرا، ثم نطقوا، فكشف الله ما تخفي صدورهم من الغل والكراهية والحقد.
وجهلوا، رغم ما قاله لهم أساتذتهم في معاهد تونس وكلياتها، أن الحقد لا يصنع مشروعا. والكراهية تدمر صاحبها ولا تنفعه بشيء. والإسلام دين الحب والعفو والمغفرة.
عودوا إلى صمتكم يا مدوني البغض والكراهية أو اكتبوا المزيد من بضاعتكم الفاسدة. فليس بوسعكم اليوم أن تضللوا الناس، ولا أن تحجبوا نور الشمس، ولا أن تشوهوا سمعة الذين لم يصمتوا مثل صمتكم، ولم يقعدوا مثل ما قعدتم، ولم ييأسوا مثل ما يئستم.
كل ما تفعلونه هو أنكم تقدمون مبررا إضافيا لدعاة الصلح والوفاق والحرية من أجل ألا يتراجعوا ولا يتخلوا عن حلمهم الجميل.
حلم يتجسد في خطوات ملموسة يتحاشاها أصحاب مدونات نصوص الكراهية لأنهم لا يحبون مضمونها، لذلك أذكرهم بها مرة بعد مرة، ليعرف الناس حقيقتهم:
1 ـ الإفراج عن المعتقلين الإسلاميين وإلغاء أحكام الرقابة الإدارية للسجناء السابقين وإدماج الجميع في الدورة الإجتماعية من جديد. ومثل هذا الهدف أمامه فرصتان ذهبيتان ليرى النور بعفو رئاسي كريم من الرئيس بن علي، في العيد الخمسين للجمهورية يوم 25 جويلية، أو في العيد العشرين لتحول السابع من نوفمبر.
2 ـ الحصول على رخصة للعمل الثقافي ضمن قانون الجمعيات. وهذا أيضا أمر ممكن، وبوسع السلطة أن تسمح بتكوين منتدى الإمام مالك أو منتدى ابن خلدون، على شاكلة منتدى الجاحظ الذي يديره عدد من الإسلاميين التقدميين.
3 ـ توضيح المسارات المتاحة للعمل السياسي لمن أراد ذلك من مناصري التيارات الإسلامية. فإذا كان التجمع الدستوري الديمقراطي مستعدا لاستيعاب الراغبين منهم في الإلتحاق بصفوفه فهذا هو الخيار الأفضل للجميع.
أما الخيارات الأخرى بعد ذلك فكثيرة: يستطيع مناصرو التيارات الإسلامية المتمسكون بالعمل السياسي أن ينضموا فرادى لأي حزب آخر من الأحزاب المرخصة لأن القانون لا يمنعهم من ذلك.
وهناك موضوعات أخرى سيكون علاجها نتيجة منطقية لهذا الإنقلاب المنشود في العلاقة بين التجمعيين والإسلاميين.
المنشور 108 لن يبقى له داع لأنه صدر أول مرة عام 1981 في أجواء المواجهة الأولى بين الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وحركة الإتجاه الإسلامي.
والمتدينات المتحجبات اليوم لسن أعضاء في جمعيات سياسية محظورة برنامجها السياسي الأول معاداة السلطة والكيد لها.
كل ما يتصل بالحياة الدينية وحرية العبادة سيتأثر بأجواء الصلح والوفاق.
وستوفر هذه المصالحة خيارات آمنة للشباب المتدين، تقيه من الوقوع في حضن التيارات العنيفة والتنظيمات السرية والنزعات الإرهابية.
هكذا تفتح الصفحة الجديدة التي أدعو إليها في العلاقة بين التجمعيين والإسلاميين. وسيؤدي هذا الإنفراج إلى تعزيز المسيرة الديمقراطية في البلاد، وتحرير هذه المسيرة من الإشكاليات التي تعلقت بها بسبب التوجه السياسي الحالي للإسلاميين، وإلى مصالح أخرى عظيمة لتونس الجميلة وشعبها وقيادتها”. (انتهى النقل).
* * *
الصامتون دهرا يتحاشون مواجهة النصوص الواضحة القاطعة التي تنسف أوهامهم ومنطقهم الخادع. لذلك يلجؤون لبضاعة الكره والحقد والبغضاء، يروجونها في ساحة ملت وسئمت وتضررت بما يكفي من بضاعة الكره والحقد والبغضاء.
يا إخوتي في الدين والوطن: لا تسمعوا للمتاجرين ببضاعة الكره والحقد والبغضاء.
لنجعل الحوار بيننا حوارا بين ديمقراطيين يحترمون حق الإختلاف.
ولنتعاون جميعا لمحاصرة تجارة الوهم وخطاب البغضاء والحقد. فتونس تحتاج لاجتهادات تتعامل مع معطيات الواقع لتقترب من المثال المنشود والمأمول.
وآخر ما تحتاجه بلادنا هو أن تنخدع مجددا لأوهام الذين لم يثبت عنهم يوما أنهم أحسنوا قراءة الواقع أو أحسنوا التصرف في مواجهة تحدياته.
كلمة طيبة موجهة للدكتور الحامدي
بسم الله الرحمن الرحيم
ولد بلادي يافاعل الخير…النجدة
تصبحون على وطن (2)
عندما قلت بأن المدّعي العام لا يقدّم مشروع مصالحة ولا حوار ولا هم يحزنون فلم أتجن عليه … فالرجل الذي لا يملك شجاعة الحديث ولو باحتشام عن الانتهاكات الفضيعة لحقوق الإنسان (الحديث هنا عن قتل تحت التعذيب, اعتداء على الحرمات, حرمان من الحقوق الإجتماعية الأساسية, نفي داخل البلاد و…و…و…) يطالبنا بالإعتراف بالمعجزة النوفمبرية وكأنّنا تلاميذ في الصف اﻷوّل وبدل أن يوفّر الفرصة لنا ولغيرنا أن نتحاور عبر فضائيته مثلا حول هذه المعجزة …ويسمع آراء الخبراء(فكلام البنك الدولي وشهادات منتدى دافوس ليست قرآنا منزّلا ولا وجود في العلوم الإنسانية للأرقام المحايدة الصماء) وشهادات المواطنين الذين لم ينعم الله عليهم بأن يكونوا من سكان الحوامد (على فكرة حاولت عبر Google Earth أن أجد قرية الحوامد وأرى المعجزات ولكن بدون جدوى…) يطالبنا بتجديد ” الإعلان عن تأييد(نا) للمبادئ التي تضمنها بيان 7 نوفمبر 1987″ و إشادتنا ” بالإنجازات التي تحققت لبلاد(نا) خلال العقدين الماضيين تحت قيادة الرئيس زين العابدين بن علي، وبالمكانة المرموقة التي حققتها تونس في المحافل الإقليمية والدولية بسبب السياسات الخارجية الرصينة والحكيمة التي انتهجتها الحكومة” ويطالبنا بالإعتراف بفضل الرئيس ” لأنّ الحكومة في تونس يختارها ويرأسها رئيس الجمهورية. لذلك فإن رد الفضل في هذه الأمور إلى رئيس الجمهورية إقرار بحقائق موضوعية” بطريقة بدائية سخيفة ذكرتني بحكاية أحد الشعراء من تالة (حكاية من حكايات رضوان الآداب أيام كنّا نسهر الليالي لإعداد التظاهرات وكتابة المعلّقات ونحن بذلك نصنع تاريخ تونس كما كان المدعي العام يقول …) الذي وقف على المنصّة في حفل تدشين وقال:
محنة العقل الناقد.. وقفات مع د.شوكات
فمن الكتاب من تأصل فيه البعد الاخلاقي فتعامل مع النقد كحالة تقويم …ومنهم من غلبت عليه فسيفساء التردي والتردد وعدم وضوح الرؤية وغياب الاهداف والغايات وانحرافها، فاحتكر التشويشُ والتجريحُ والقذفُ نصوصَه واستوطنها.
هذا مدخل لننفذ منه الى حالة الكتابة عند السيد خالد شوكات الذي ليس للقارئ أن يكلف نفسه مشقة العناء في البحث عن كل كتاباته لان مقالا واحدا يعثر عليه هو مرآة مقالاته الاخرى. فالرجل يكرر نفسه في كل ما كتب خاصة اذا كان المحور الاسلاميين…وان كان المحور مغايرا ستجده تعسفَ على النص ومزقه ثم دس فيه بعض الجمل الغير متجانسة مع السياق لا لشيء الا لكي لا تفوته محطة يعلن فيها حقده على هذا النوع من البشر. طبعا سوف لن أتوقف عند تناول نص السيد خالد أدبيا ولا منهجيا لأن نصوصه يغلب عليها تمطيط فكرة الجملتين أو الثلاثة ليمسح بها نصه كاملا فتحدث فراغات في المقال يلتجئ لتعبئتها بكتل من الكلمات الملفتة تحدث ارتجاجا في النص ليلفت به انتباه القارئ.ففي فقدانها لكل مقومات الكتابة عادة ما تستنجد مثل هذه الأقلام بالإثارة لتبقى على قيد الحياة. تنبيه : الفقرات التالية اخذت من نص الدكتور خالد شوكات والمقصود هنا ليس التجمع ولا شعبه ولجانه ولا قياداته الأبدية في بروجها ولا صحافته من جريدة الحرية وأخبار تونس …الممولة من قوة الشعب ولا زنازينه من برج الرومي الى حربوب ولا العائلات النافذة والمالكة في قصورها , وأي تشابه في الاسماء والصفات والحالات انما هو من محض الصدفة, لان المقصود هنا هم ابناء حركة النهضة في القبور والسجون والاقامات الجبرية والمنافي. هذه فصول من كتابات د.خالد في مقاله الاخير وهي ذاتها لبنات مقالاته الأخرى “…جمود فكري وقيادة متكلسة مشخصنة وأتباع مرعوبون مؤيدون مصفقون…” “…وازدواجية مريعة بين خطاب يعلي الدين والأخلاق، وسلوك بلطجي مستعد للانحدار بالحوار إلى أسفل السافلين…” “…كما تصرف الأتباع الخلص كما هم أتباع الأحزاب الشمولية أيضا، تصفيق وهتاف بحياة القائد الفذ البطل المتصدي للمؤامرات والدسائس وعملاء المخابرات، وبالموت لخصومه والمعترضين عليه…”. “وكل منتقد لشيخ الحركة العتيد، هو بالضرورة مرتش أو عون مخابرات أو كافر أو زنديق أو فاسق…” (الشيخ راشد) “…ولا يتورع في إباحة كل الوسائل لأتباعه للانتقام من أصحابه وأعدائه، حيث لا ينهاهم عن خلق مشين ولا ينهرهم عن انتهاك عرض أو دين، ومجموعة من “البودي غاردات” القلمية، من نكرات الأسماء في الغالب، ومن الذين لا دور لهم غير الحراسة الغبية”. وأنا أرتب مقال الدكتور خالد واباعد بين بعض السطور الملتصقة استعدادا لاخراجه في احسن حلة قلت لنفسي يا تابع ..يامرعوب ..يا مؤيد ..يا مصفق.. ألم يكن من الاجدر أن تذهب للتصفيق والهتاف بحياة القائد الفذ البطل المتصدي للمؤامرات والدسائس وعملاء المخابرات وتدعك من تصفيف هذا المقال الذي لن تجني من ورائه الا الجحود!!!. فأعود واقول ان ضاقت صفحات صحافة التجمع بأبناء بلدي فابناء الحركة الاسلامية بامكانياتهم المتواضعة سيفتحون صفحاتهم لابناء تونس..كل ابناء تونس ..من اجل ان يستنشقوا نسيم الحرية المفقودة في بلادهم. ان الاقلام الصلبة تواجه الاستبداد وتنازله في مضاربه وتدفع ثمنا غاليا من اجل انتزاع خبزة من افواه القروش لصالح مواطن جائع مستغل مغلوب على أمره, وكسر قيد زنزانة ليتمكن سجين من جرعة من الحرية ويعرض جلده الى الشمس بعد ظلام السنين, وتخليص مقاول صغير من براثين مكاسي القصر … أما الاقلام التي تبحث عن الدفء وتطلب السلامة ومعه تطلب المجد المجاني المزيف وامام انحنائها للمستبد تبالغ في الانحناء حين تكور نفسها حجرة عثر في وجه الهامات العالية التي اختارت الانحياز الى صفوف ناسها. وان غلب علي الأسى من جراء كلمات خالد شوكات سأعزي نفسي وأقول ألم يقل احدهم : الطعام على موائد معاوية أشهى والصلاة خلف علي أتقى. نصر الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيب الادارة العامة لمصنع التقدم بصفاقس على مكتب محمد شعبان :
ثقتنا في القضاء، و نعوّل على حياد الإدارة….
تبادر الإدارة العامة للمصنع التونسي لأدوات الترتيب “التقدم” بتهنئة أسرة المجلة المحترمة “حقائق” إدارة و تحريرا، و في مقدمتها مديرها العام الدكتور الطيب الزهار المناضل من أجل حرّية الصحافة و تطوير الإعلام، و ذلك لعودة هذه المجلة المستقلة للصدور بعد احتجابها هذا من جهة، و من جهة أخرى لاهتمامها في جل أعدادها السابقة مشكورة بصفاقس و جرأتها في تناول عدّة مواضيع حسّاسة و ساخنة بالجهة…
و الإدارة العامّة “التقدّم” إذ تسجّل دور الاعلام الحر في إنارة الرأي العام الوطني
و تحسيس مختلف الأطراف الاجتماعية، و الإدارة التونسية و المؤسسات الرسمية بمسؤوليتها، فإنها تعتبر أن ما ورد بمجلتكم حول الإعتصام الذي شلّ على امتداد 23 شهرا مصنع “التقدم” يندرج ضمن واجبكم الإعلامي، و تدعو بكل لطف و بعيدا عن التشنج الذي طبع تعقيب الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في العدد 29 من المجلّة،
و توتير العلاقات بين الجميع، ننشر بعض التوضيحات في نطاق حق الرد القانوني على مكتب السيد محمد شعبان الكاتب العام الجهوي للشغل بصفاقس و الصحفي سامي العكرمي معا….
الاعتصام هو احتلال سنقاومه سلميّا بلا هوادة
تبعا لمقالي “حقائق” الصادرين في العدد 13 بعنوان : “في أغرب قضيّة متشعّبة بصفاقس : أيّهما الظالم و من هو المظلوم ؟” لكاتبه محمد باديس، و العدد 23 : “معضلة الإعتصام بمصنع التقدم من يجرؤ على حلّها : الإدارة أم القضاء ؟” للصحفي سامي العكرمي، فإن الإدارة العامة لمصنع “التقدم” بقدر ما تؤكد ارتياحها لما تضمّنه المقال الأوّل المذكورمن مواقف حياديّة و موضوعيّة إزاء طرفي النزاع عرفا و عمّا لا، فإنّها تعتبر أن المقال الثاني لم يكن متوازنا في بعض فقراته، و هي لا تنكر على السيد سامي العكرمي حقه في أن يكون منحازا للعالامت الثمانية المفصولات عن العمل، لكّنها تلفت نظره أن توصيف حالة الطرد “بالتعسّف” تدخل ضمن مشمولات القضاء لا الصحافة سيما و أن القضايا العرفيّة الجارية مازالت أنذال في طورها الإستئنافي و لم تصدر بشأنه أحكام باتة، و لن تصدر كذلك إلاّ بعد استيفاء كل مراحل التقاضي بما في ذلك التعقيب،
و بالمناسبة فإننا كإدارة عامّة نجدّد تأكيدنا قبولنا بكل أحكام القضاء و حرصنا على تنفيذها، و تمكين كل ذي حق حقه احتراما لسلطة القضاء الموقرة و تجسيما لدولة القانون و المؤسسات.
و الإدارة العامة لمصنع “التقدم” و هي تؤمن من خلال وكيلها السيد عبد الوهاب معلى بحرية الإعلام، فإنها تعيب أيضا على كاتب المقال تقديم “الاعتصام كوسيلة ضغط سلميّة الغاية منها الاستجابة لمطالب مهنيّة أو اجتماعية” و الحال أن الاعتصام الذي ينفذه محمد شعبان بالمصنع هو احتلال بالقوّة على مرأى و مسمع من السلط و افتكاك ملك الغير بالسواعد المفتولة و المجنّدة عبر نقابة البطالة و شركات المناولة التي ابتدع تأسيسها المسؤولون النقابيون بصفاقس منذ السبعينات….
شـكّــار العـروســة
إن الإدارة العامّة لمصنع التقدم في شخص ممثلها القانوني السيد رفيق معلى تأسف لإتباع بعض أفراد أسرة تحرير مجلة “حقائق” سياسة المكيالين إزاء مؤسستنا
و الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس إذ فسخت من جهة المجال لمكتبه التنفيذي أن يرمي الورود و يهللّ، و يكبّر، و يقيم عكاظية لكاتبه العام محمد شعبان، و تطلق له العنان من جهة أخرى ليصبّ جام غضبه على السيد عبد الوهاب معلى و يمطره بوابل من الشتائم
و ذلك في التعقيب المنشور في العدد 29 السابق لاحتجاب “حقائق” كالإدعاء باطلا “بضرب صاحب المؤسسة و ابنه بكل القوانين و الاعراف و أخلاقيات التعامل و الدخول في حالة هستيرية من الرغبة في الإنتقام بكل الوسائل غير المشروعة…” و ما إلى ذلك من تهم مجانية و فاقدة لكل سند فضلا عن الثلب الذي مسّ الجميع و الذي نتعالى عن الردّ عليه..
و المؤسف حقا أن يقع اتهامنا أيضا بالإعتداءات الصارخة و المنافية لحقوق الإنسان “في حين أننا الضحية واقعا و قانونا، حيث سلبت أرزاقنا، و لم نتمكن من استرجاعها رغم الأحكام الصادرة لفائدتنا، و التي لا يوجد في كل البلاد التونسية من يقدر على تنفيذها،
و باعتبار أن اللجوء أو الإستنجاد بالقوّة العامّة غير ممكن في صفاقس إذا تعلّق الأمر بمحمد شعبان الفاطق الناطق الوحيد و الأوحد في الجهة، و ما زال البعض رغم ذلك يبحث عن حصر الخلاف في المسائل الشغليّة بينما هي مسائل تتعلق بالنظام العام و تشكل جرائم حق عام يعاقب عليها عادة القانون في دولة المؤسسات…
ما هـو المقابل لعدم الإذن بالقوّة العامّـة ؟
أوردت مجلّة “حقائق” في أحد المقالين المذكورين بالعددين 13 و 23 أنّ ردّ وزارة الداخلية و التنمية المحلية الوارد على كتابة المحكمة الإدارية بالنسبة للإذن بالقوّة العامةالصادر عن وكيل الجمهورية لدى محكمة صفاقس و القاضي بالزام مجموعة من العاملات للخروج من المؤسسة لإنعدام الصفة، شأنهم شأن بعض الغرباء : “أن الإدارة المكلّفة بمقتضى مشمولاتها الترتيبيّة بحفظ الأمن العام، لم ترفض الإعانة على تنفيذ الحكم، و إنما أرتأت التريّث في تنفيذه إلى حين تقريب وجهات النظر بين صاحب المؤسسة و الكاتب العام الجهوي للشغل” هذا من جهة…
و تضمّن من جهة أخرى العدد 29 من نفس المجلّة تعقيب المكتب الجهوي للشغل القائل بأن الحديث عن “تواطئ بين الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس و الإدارة ممثلة في وزارة الداخلية هو حديث لا شكّ مردود على صاحبه حيث أن الإدارة أقدمت على ما أقدمت عليه فأخذا بعين الإعتبار معطى أساسيا هو انعكاسات أي خطورة تتخذها على المناخ الإجتماعي للجهة…”
و بمعزل على التبريرات التي يقدمها كل الطرفين في هذا الصدد بخصوص عدم الإذن بالقوّة العامّة بحثا عن سلامة المناخ الإجتماعي و تأمينا له من طرف السلطة، أو اعتقادا من المكتب الجهوي بأنه يمثل قوّة مضادّة و مهابة فإن المحصلة واحدة : و هي عدم تطبيق القانون و تنفيذ أحكام القضاء لاعتبارات تربط بين الطرفين بالجهة على حساب دولة القانون و المؤسسات و المجتمع، و هو أمر لا يمكن قبوله من بقية كل الأطراف و لن يدوم و إن غدا لناظره قريب و كما “يقول المثل : دوام الحال من المحال…”
و في هذا السياق بالتحديد يتجه سؤال المكتب الجهوي : لماذا لا تلازم الإدارة الحياد في قضية “التقدم” ؟ و لماذا تحجم السلطة المعنية عن الإذن للقوّة العامّة بتنفيذ الأحكام و ما هو مقابل ذلك يا شعبان و على حساب من ؟
ثقتنـا فـي المؤسسـة القضائيـة لإنـصافـنـا
إن الإدارة العامة لمصنع “التقدم“، أكدت مرار أنها تحترم العمل النقابي الأصيل الذي يحافظ على المؤسسة عمّالا و عرفا، و تعترف بالحق النقابي بكل مكوّناته بما في ذلك حق الإضراب، غير أنها و مهما كانت التعلات ترفض الإبتزاز و العنف على غرار ما حصل بعد المغادرة الطوعية للمصنع يوم 15 سبتمبر 2006، و العودة إليه مجددا يوم 03 أكتوبر من نفس السنة بالخلع و التسور و احتجاز الحارس و هو أمر من أنظار القضاء الذي نثق في أحكامه و نعوّل على استقلالية و حياده و موضوعية لتسوية مختلف المشاكل العالقة في هذا الملف الشانك و التعويض عن خسائرنا…
لقد تعرّضت مؤسستنا للإحتلال بالقوّة، و قابلنا هذا العسف بالمقاومة السلميّة
و الصمود الحضاري رغم حجم الخسائر المادية المنجرّة عن رفضنا للبلطجة و الابتزاز، و سنواصل بكل مسؤولية السعي لإرساء علاقات مع الجميع مبنية على الحوار بروح إيجابية مهما كان موقف الإدارة و مبرارته و مكتب شعبان و وسائله المعتمدة في العلاقة مع الأعراف بصفاقس و مهما كانت الضغوطات…
في الختام تقبلوا أسرة تحرير مجلّة “حقائق” فائق عبارات التقدير و الإحترام وفقكم الله في مهنة المصاعب هذه لما فيه خير الجميع.
و الســـلام
رفيق معلــى
الممثل القانوني لمصنع التقدم بصفاقس
بسم الله الرحمان الرحيم
دروس على هامش دفاتر النكبة(05-06-1967)
عامر عياد
ما زالت الأجيال التي عاشت النكبة العسكرية لعام 1967تعيش مرارة تلك النكسة التي خذل فيها الفعل العسكري الوجدان الجماهيري ،فقد جاءت هزيمة 67 الماحقة والتي كانت هزيمة شاملة لبنى المجتمع العربي و بقدر ما كانت هزيمة ظرفية لواجهته العسكرية لتؤكد على نحو جارح لا يطيقه الوعي الاجهاضي النهائي لمحاولة العرب ابتداء من فجر النهضة إعادة ترتيب علاقتهم بالتاريخ و قلب معادلتهم من الانفعال إلى الفعل.
ولئن قيل في حينه أن العرب خسروا معركة أخرى ولم يخسروا الحرب فان قانون التردي المتفاقم الذي حكم الوضع العربي منذ هزيمة 67 قد جاء يؤكد على العكس أن خسارة المعركة في سبيلها أن تتحول إلى خسارة حرب و ذلك ما أكده لا اتفاقية كامب ديفيد و أوسلو ووادي عربة فحسب بل كذلك الفك التدريجي لنطاق العزلة التي فرضت في البداية على تلك الاتفاقيات لتصبح روح كامب ديفيد هي الروح الملصقة بالسياسة العربية في جملتها .
ولنا أن نتساءل هذه الأيام ونعيد التساؤل عن معاني النكبة ومعاني الهزيمة؟هل هي هزيمة عسكرية فحسب؟ أم هي فشل الفكر الذي قاد المعركة ؟ وكيف لنا أن ننهض بعد هذه الكبوات و الهزائم و النكبات؟
أولا ننطلق من فهمنا للهزيمة من ثلاث نقاط:
1-الهزيمة كانت لا متوقعة-فقد كان من أكثر الاستيهامات العربية ذيوعا و من أنشطها اشتعالا و من أكثرها تغذية من قبل أجهزة الإعلام و الدعاية العربية الاعتقاد بان جيوش الدول العربية المحيطة بإسرائيل جيوش”أيوبية” جاهزة عددا وعدة متمثلة منجزات الحداثة وأكثرها تطورا ، لا تنتظر سوى إعلان الحرب لتقتطف النصر من ” عصابات” “دويلة” و كيان هزيل و “مصطنع” عديم القوامية الذاتية ، لا يعتاش إلا على صدقة قوى الاستكبار.
2-الهزيمة اللامتوقعة كانت في الوقت نفسه مغطاة و لا قابلة للتغطية من جهة الانجراحية النرجسية، كانت ضربة صماء للمثال الانوي العربي و من طبيعة اذلالية خالصة و على حد تعبير المرحوم ياسين حافظ “كمشة من البشر”(مما كان الخطاب الإعلامي اليومي العربي يسمهم أصلا ب”شذاذ الأفاق”) تهزم بحرا من البشر على حين أن اليابان لم تهزم إلا بضربة ذرية، فان الهزيمة العربية كانت “بنقرة”.وعلى حين أن الأمة الفيتنامية مثلا لم تهزم رغم أنها واجهت ” فيلا جبلا” فان الأمة العربية انهزمت وهي تواجه ” نملة” و فضلا أن الهزيمة أتت من خصم صغير لا من خصم كبير، لان الخصم الكبير ارضي للنفس و أبرا للجرح النرجسي ، فإنها أيضا كانت كاوية : أفلم تسمى” بحرب الأيام الستة”.؟
3-إن الهزيمة اللامتوقعة واللامغطاة كانت أيضا هزيمة متجددة و غير قابلة للتصريف ، ففرنسا مثلا بعد هزيمتها مع ألمانيا دخلت في طور تحديث مشاريع و ألمانيا نفسها بعد هزيمتها أمام الحلفاء فاجأت العالم بمعجزاتها الاقتصادية و التكنولوجية على نحو ذهل العالم.
و بعد النكبة جعلنا نؤرخ للهزيمة بمفهوم ” الرجة أو الرضة”النفسية بالمقابلة مع مفهوم الصدمة الذي مثله اللقاء الأول بين الشرق والغرب من خلال حملة نابليون بونابرت و لئن خلفت الصدمة الأولى في النفس العربية عقدة بالمعنى النفسي للكلمة فان هذه العقدة قد تطورت في أعقاب ” الرضة”إلى عصاب و الحال أن الفرق بين العقدة والعصاب قد يكون كالفارق بين الشلل و الإبداع،فالعقدة قد تلعب دور المهماز. و قد كان ” ادللر” أول من استخدم مفهوم العقدة قد ضرب أمثلة عديدة على عقدة النقص التي تترجم عن نفسها تعويضا بالتجلية و التفوق. وبالفعل فعقدة الذات العربية أمام التفوق الغربي كانت هي الحافز إلى إبداع إستراتيجية النهضة والى تشغيل آلياتها المعروفة.و بالمقابل فان العصاب الجماعي التي تمخضت عنه الرضة لم تمثل للذات العربية مهمازا بقدر ما قام لها مقام الرسن الذي يشل حركتها و إن شدها فالي الخلف.
و ضدا على النهضة و التقدم كان العصر التالي للرضة عصر ردة و نكوص إلى الوراء و ليس من قبيل الصدفة أن يكون التراث هو الذي أمسى قضية القضايا بالنسبة للذات العربية على حد ما يقول الشعار الذي تردد على لسان أكثر من مثقف عربي.
إن الارتداد إلى التراث كما تمارسه شريحة واسعة من الانتلجنسيا العربية ليس ارتدادا ذا طبيعة معرفية أو على نحو ما درج عليه عصر النهضة في عملية إحياءه للتراث بل ارتداد ذو طبيعة نفسية و طفيلية يكافئ ارتداد الراشد عندما يصاب بمرض الطفالة إلى عصمة أب حام ا والى ثدي أم رءوم.
بهذا المعنى جاءت النكسة العسكرية لعام 1967 لترتد بآثارها النفسية على كامل الشعب العربي و على حركة القومية العربية و على الفكر القومي بصفة عامة فكانت آثارها كما وصفها الدكتور حقي إسماعيل بربوتي”بمثابة أكوام البارود التي تقذف عليها القوى الأجنبية و العميلة أعواد الكبريت المشتعلة للنيل من حركة القومية العربية و الفكر العروبي القومي و الوحدوي و إضعاف حركتها الثورية. »
وما دامت سكين التحدي قائمة فوق الرقاب لا بد من قراءة متأنية و رصينة لأسباب النكوص والهزيمة.
1*الانعزالية السياسية عن الجماهير:
“لا تحقق أي حركة تاريخية نجاحا بدون الجماهير مهما تسلحت بالغنى الإيديولوجي”.
في تجارب الحركات التاريخية الكبرى في العالم صنعت الجماهير تاريخها فاستقرت الأوضاع سواء في الديمقراطيات الغربية أو غيرها (الثورة الإيرانية-الثورة البرتقالية)في شكل ضمير جمعي و صياغات قانونية لا تثير حماسا أو تلهب خيالا.
حركة القومية العربية في تجاربها شيدت أنظمة اجتماعية مطلقة ،فقد استقرت الأوضاع في هذه التجارب على أن تتطابق كل القيم و النظم في المجتمع مع الغاية التي تريدها السلطة ولو اكره الناس إكراها لذلك تكرست عبادة الشخصية و تبدى الاستعداد الذي يتخطى عراء صور مزيفة للديمقراطية فقد فرض على الناس أن يفكروا و يتصرفوا لا على نحو ما يريدون بل طبق تعليمات مفروضة عليهم.
ورغم أن الرصيد العياني يكشف التفافا جماهيريا حول زعامة عبد الناصر ..هذا التوحد الوجداني الجماهيري مرده ليس رضا و لا حبا في مشروعه الفكري بقدر ما هو التفاف حول الضمير الجمعي المقاوم للصهيونية و الاستعمار.
أما اليوم فان القاعدة الجماهيرية انفضت عن قيادات الحركة القومية بسبب جمودها الفكري و عدم إيمانها بالمنظومة الديمقراطية و الحقوقية و إن تبنتها ظاهرا تحت ضغوط دولية معينة فهو ليس أيمانا مبني على قناعة راسخة مؤطرة إيديولوجيا و فكريا مما يجعل الثقة في الفكر القومي و قادته مهزوزة و مبنية على عدم الثقة ..وكل أهدافه رغم نبلها القومي و ارتباطها بالضمير الجمعي تبقى غير قادرة وحدها على تحقيق النصر ولنا في تجربة صدام حسين في العراق خير مثال.
2*بناء صعيد تراجعي للقيم
جاءت حركة القومية العربية بمجموعة من القيم القادرة في بعضها تعبئة القوى الجماهيرية لا لان بعض هذه القيم لا يتطابق مع الضمير الديني بل يعاديه في أحايين كثيرة مما خلق صداما بين الفكر القومي و الإسلامي أو لنقل بين الفكر القومي و الضمير الإسلامي للأمة العربية جعل الثقة وهنا مربط الفرس مهزوزة في قادة التيار القومي.
و جاحد من ينكر أن ليس للقيم التي جاءت بها الحركة القومية دورا بارزا في تبلور السياسات و بناء الشخصية فكان على سبيل المثال التصدي للاستعمار و الصهيونية منهجا ثابتا و قد صاغ جما عبد الناصر القاعدة الرئيسية في النضال من اجل تحرير فلسطين في مؤتمر الخرطوم على أساس اللاءات الثلاثة..لا صلح،لا تفاوض، لا اعتراف..وهو يعي تماما ما تؤسس له من أرضية ثابتة للتحرير و من سدود تقام في وجه المحاولات الرامية إلى قلب القيم و تحطيم رواسخ الذات العربية لتتجرد من رواد عها فتقبل بمشروعات التسوية السلمية مع العدو.
أما في واقع التردي فلقد ذوت نداءات حركة القومية العربية للضمير العربي و أصبحت محط تقليد قديم و موضة قديمة في السياسة يوصف من يؤمن بها أو ينادي بها بالشذوذ و الخروج على الإجماع لعربي المتهافت على الحل السلمي تحت وطأة الخراب الذي أحدثته التبعية الاقتصادية و ارتهان القرار السياسي للقوى الغربية.
إن هذا التراجع في القيم نشا في كنف تولي الرأسمالية العربية لمقاليد القيادة في الوطن العربي .ففي ظل هذه القيادات تجردت السياسات من الوازع الأخلاقي لتغرس قيما جديدة هدفها تخدير الجماهير و انتزاعها من رواد عها المشيدة باليات دينية و ثقافية عربية ومن ثم أبعادها عن دورها الفعلي في صياغة مستقبلها الاجتماعي و السياسي في ظل وضاع تبقى الأنظمة العربية فيها منشغلة في لعبة البني الفوقية و تبقى الجماهير في حالة من الاسترخاء داخل هذه البني ملهية في عدمية ثقافية و اقتصادية و اجتماعية.
من المؤسف حقا أن توافق قوى حركة القومية العربية الراهنة على هذا الشق التراثي للقيم بعد أن فقدت قدرتها على غرس قيمها في المجتمع و تحويلها إلى قوة ناسفة تصل إلى القاع الاجتماعي لتصوغ العقل العربي على نحو يتواصل مع مرجعيته الإسلامية و تراثه العربي المتلالا ولو كان قديما.
إن الشعب العربي بانتظار السياف الماهر الذي يجتث هذه القيم التراجعية فيعيد عملية التشييد الوطني و القومي على اعمد و القواس منبعها دين الأمة و روحها وتراثها العربي و عقلها بدون تعارض و تصادم.
3*الواقعية المسندة إلى استيراد الوعي الوحدوي من الخارج
جاء انفصال الجمهورية العربية المتحدة ردا على المساوئ التي صاحبت تلك التجربة ..مساوئ ناجمة عن ممارسة الجهاز الإداري و الفكري الذي صاحب تلك الفكرة كما أن المؤامرات الاستعمارية قد حومت حول تلك التجربة فأجهضتها.
ثم جاء انكسار 1967 ليكشف مدى التناقض بين الخطب الرسمية التي تتحدث عن إمكانية دحر العدو أكثر من أن تنبه إلى مواطن الضعف القاتلة في البناء السياسي و الاقتصادي و العسكري..وهكذا حصلت الهزيمة..
لقد ظل شبح الهزيمة العسكرية مخيما لفترة طويلة رغم أن خسران معركة عسكرية لا يعني الإطاحة بإرادة الجماهير التي أثبتت متى توفرت لها الحرية أنها جماهير تأصلت فيها ثقافة المقاومة.
غير أن الرصيد العياني يكشف عن حقيقة مفادها أن الوعي الوحدوي الراهن لم يأت من الداخل بمعنى انه لم يأت من قبل ضمير شيدته الايدولوجيا ..فالايدولوجيا عجزت عن تشييد ضمير وحدوي اقتصادي و دليل ذلك أننا لم نشهد تكاملا اقتصاديا بين انظمه عربية تنتسب إلى الفكر القومي العروبي.
من أين جاء هذا الوعي الوحدوي الاقتصادي الراهن في الوطن العربي اليوم؟
لقد جاء بفعل ظروف سوسيو اقتصادية عامة احتاطت بكل أقطار الوطن حينما وجدت أن اقتصادها القطري لم يعد يجدي في نجاح خطط التنمية و مواجهة حالة التبعية الاقتصادية للرأسمالية ..(مجلس التعاون الخليجي..محاولة التكامل الاقتصادي بين الدول المغاربية..)
و السؤال الذي يطرح نفسه الآن و بحدة : لماذا عجزت الايدولوجيا القومية على تشييد هذا الوعي الوحدوي الاقتصادي؟
الحقيقة تتمثل في أن تجارب الفكر القومي أخفقت في إنجاح خطط التنمية الخاصة بها لأنها شيدت أنظمة اجتماعية واقتصادية تخالف روح الايدولوجيا ذاتها.فالأنظمة الاجتماعية مطلقة ومكبلة للحريات،و الأنظمة الاقتصادية قامت مع المركزية و تدخل الدولة السافر ، فالقوانين التي تقر حقوق العمال و الفلاحين لا تتعدى أبواب المصانع و المؤسسات ،ولا دخل للفلاح او العامل في إدارة شؤون مؤسسته..ومن هنا أصاب الفشل التجربة القومية في تحقيق وحدة مركبة بين المبادأة التاريخية للجماهير و بين النظرية التي تعتنقها قواها.
لقد حجر على الجماهير فلم تسهم في عملية إعادة التشييد الوطني القومي بل ناب عنها إرادات سياسية عليا ترسم أعمدة التشييد بالطريقة التي تريدها هي . ومن هنا انفضت الجماهير عنها لأنها لمست عمليا عمق الفجوة بين الشعارات و الواقع.
خاتمة
النكبة التي تحدث لشعب ما ، وخصوصا إذا كانت من النوع الذي حدث لنا تشكل –مهما كانت النتيجة-تحديا يهز الإنسان و هذا التحدي قد لا يقود إلى ردة فعل خلاقة يكون ما يترتب عليها من الم وخسارة و مهانة نتائج سلبية محضة و لكن الواقع التاريخي يدل على أن هذا النوع من النكبات يقود في بعض الأحيان إلى ردود فعل خلاقة يتجاوز بها المجتمع المنكوب ذاته و بالتالي النكبة نفسها.
إذن السؤال الذي يطرح نفسه هو:هل أن النخب العربية قادرة اعتمادا على جملة المتغيرات الدولية أن تعيد أنتاج نفسها بفكر جديد يحترم الذات البشرية و حريته و تأصله الفكري و دون معاداة لدينه و هويته؟
تقديم كتاب “الحداثة والحرية” للدكتور حبيب الجنحاني
فيلم “كلمة رجال” يواصل عروضه وسط نجاح جماهيري كبير للأسبوع الثامن على التوالي
وجمع شريط كلمة رجال بين رموز الإبداع السينمائي والأدبي والموسيقي في تونس وهم: منتجه حسن دلدول الذي يعد أحد كبار رموز السينما التونسية و رائد من روادها الكبار الذي كان وراء ظهور اغلب كبار العاملين في المجال السينمائي التونسي من مخرجين و تقنيين و منتجين وممثلين. وعلى امتداد أكثر من 40 سنة أنتج – كليا أو بالاشتراك – أكثر من 50 شريط سينمائي طويل تونسي و عربي وأجنبي منها على سبيل الذكر السقا مات للمخرج صلاح أبو سيف وبيروت: اللقاء للمخرج برهان علوية. والطرف الثاني هو الأديب التونسي الكبير حسن بن عثمان صاحب رواية بروموسبور التي استلهم منها الفيلم، وهي متوجة بجائزة الكومار الذهبي التي تمنح سنويا لأفضل رواية تونسية. والطرف الثالث هو الفنان والموسيقار التونسي القدير لطفي بوشناق الذي اشرف على الجانب الموسيقي للفيلم وأنجز الموسيقى التصويرية وأدى أغنية جنريك النهاية له. والطرف الرابع هو مخرج الفيلم معز كمون الذي يحسب في تجربته السينمائية الأولى مع الأشرطة الطويلة ابتعاده عن الطابع الفولكلوري الذي تعاني منه السينما التونسية، وتعامله بمنتهى الواقعية و الجدية مع الواقع التونسي المعاصر بلغة سينمائية فيه الكثير من الابتكار والإبداع. وهو يمتلك تجربة مهنية ثرية بحكم عمله كمساعد مخرج منذ حوالي 20 سنة مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين التونسيين ومنهم النوري بوزيد وتوفيق الجبالي، والعالميين منهم المخرج جورج لوكاش في فيلمه حرب النجوم بجزأيه والمخرج انطوني مانقيلا في فيلمه المريض الأنجليزي.
وذكر المخرج معز كمون في تصريح إعلامي عن نجاح الفيلم: بكل صدق لم أكن انتظر هذا النجاح الجماهيري الكبير لفيلمي ، لأن الظروف التي أنتج وعرض فيها كانت ضده إلى حد ما، من ذلك أن عرضه تأخر أكثر من ثلاث سنوات إضافة إلى إن توقيت عرضه لم يكن مريحا خاصة وأن هذا الموسم عرف عرض ستة أفلام تونسية وكلها عرضت قبله. لكل هذا أنا في ذروة فرحي بهذا النجاح، أولا لأن الفيلم نجح في الدفاع عن نفسه وحقق كل هذا النجاح الباهر وهذا يحسب له. وثانيا لأنني تجنبت بكل قناعة أن استجيب لجميع أنواع الإملاءات والوصاية والإغراءات من أي جهة وكنت صادقا مع نفسي وعملي إلى ابعد حد. وأنا فخور بهذه التجربة لأن الأغلبية من آلاف المشاهدين قبلت أسلوبي وتفاعلت مع الفيلم الذي رأت انه عكس مشاغلها ومشاكلها واهتماماتها وواقعها بكل صدق وعمق. كما أنني احترم موقف الأقلية التي لم يعجبها الفيلم لعدة أسباب أبرزها انه لم يكن وفيا لرواية الروائي التونسي القدير حسن بن عثمان التي استلهم منها. مع أننا أكدنا أنا وحسن على أن لكل عمل إبداعي خصوصياته وفق المجال والرؤية الخاصة بصاحبه. وبغض النظر عن أنني صاحب الفيلم الذي لا أنكر صعوبته لأنه يقدم رؤية سينمائية جديدة للواقع التونسي خالية من كل أنواع التوابل التجارية، فإنني أشيد بردة فعل الجمهور الرائعة تجاه هذا الفيلم التي تؤكد أن الناس يفهمون السينما عكس ما يتم ترويجه. وكل هذا سيمنحني دعما معنويا هاما لإنجاز شريطي القادم الذي اخترت أن يكون عنوانه شهرزاد و سيكون مغايرا كليا لفيلم كلمة رجال لكن أحداثه ستدور حول تونس اليوم كما أراها.
ويضيف المنتج حسن دلدول في نفس السياق: نجاح يمثل نجاح للإنتاج رغم أن إقبال الجمهور لم يكن وفق التقديرات التي كنت أريدها، إذ أنني كنت أطمح إلى أن يتجاوز عدد مشاهديه 100ألف وأن تتواصل عروضه بالقاعات على امتداد 15 أسبوع. ومع ذلك فأنا سعيد جدا بأن يتمكن شريط سينمائي تونسي من تحقيق هذا التميز والتألق، خاصة وأننا لم نعتد في السينما التونسية إلا نادرا ومع كبار المخرجين، على البقاء مثل هذه المدة التي مازالت مرشحة للزيادة بما أن الفيلم مازالت عروضه متواصلة . وأتمنى أن يواصل المخرج معز كمون تألقه ويدعم هذا النجاح في أفلامه القادمة لأنني أعتبره من السينمائيين الجيدين والحاملين لمشروع قادر على تحقيق فائدة مهمة وإضافة حقيقية للسينما التونسية، وهذا ما تؤكده تجربته الأولى مع فيلم كلمة رجال. واعتقد أن الفيلم رغم بعض الصعوبات التي اعترضنه في البداية ومنها تأخر خروجه إلى القاعات واعتماده على لغة سينمائية جديدة مغايرة للسينما التونسية المتداولة، قد حقق عدة نجاحات أخرى أهمها انه شد اهتمام الجمهور بمختلف فئاته واهتماماته من خلال الجدل الذي أثاره والنقاش الثري والعميق الذي أدخله على المشهد الثقافي التونسي وسط أغلب المنابر وخاصة منها الإعلامية التي تفاعلت معه. وأنا أؤمن بأن ما أنجزه الفيلم هو منتهى ما يبحث عنه كل مخرج ومنتج هدفه الأساسي تقديم سينما جادة ترتقي بالسينما التونسية و تمنحها إشعاعا اكبر. (المصدر: صحيفة “الوحدة” (أسبوعية – تونس)، العدد 549 بتاريخ 2 جوان 2007)
امتحانات نهاية السنة لن تمنع تصويت التوانسة
أرملة ياسر عرفات تحتج على مسلسل يعرض لسيرة الزعيم الراحل
المغرب جذب عام 2006 نصف الاستثمارات الأجنبية في شمال أفريقيا
«سوبر ستار – 4»منافسة مغاربية في التصفية النهائية
مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط
لكن الخيبة جاءت سريعة ومروعة لكل عربي ينوء بعزمه وعزيمته لبناء صرح الامة العربية فهذه فلسطين يباح فيها الدم العربي من طرف من كان الاجدر به ان يسلط سوطه وصوته نحو المستعمر الذي يتلذذ بالفرجة عن بندقية الاخ العربي المسلم توجه الي صدر أخيه بشماتة هيستيرية.. وينتظر في المنعرج منتصرا متعبا ليجهز عليه ببرودة دم.. وبدون ندم وبدون ردع من مجلس الامم. والادهي والامر من كل ذلك ان تعتقل فئة فلسطينية فئة من فئة فلسطينية ثانية علي مرأي ومسمع من الفئات الاخري ؟ علي ان هذه الفصيلة ليست من الفضيلة الفلسطينية ولا من رذيلة العرب، ولكن ما العمل؟ وقد استشري الخور في الجسم الواحد الذي كان من المفروض ان يتداعي له باقي البقية من امتنا العربية من اجل حمايته من الترهل الداخلي والتشرذم الخارجي، فإذا كان الاخ لا يجد نصرة من أخيه، فمن اين ستحل النصرة المأمولة؟ ونحن لا نزال ندعي ان اسرائيل هي سبب البلية وسرطان الاتحاد السياسي العربي؟ والخوف كل الخوف أن نسعي لازالة وجودنا من فوق خارطة جغرافيا الواقع ويومها لن ترتعد فرائصنا من واقع قاموس اكسفورد .. الذي روّج لخريطة الشرق الاوسط بدون فلسطين؟
والآن هل فهمنا عقدنا،وهل استوعبنا مشاكلنا الدهرية، وهل آن الاوان الي الانكباب علي دواخلنا المتشعبة لحلها عقدة عقدة، لان الحل والتاريخ اثبت ذلك اكثر من مرة بان صاحب الداء اولي بمعرفة اصل دائه والمصل او الشفاء لا ولن يأتي من الخارج، فهل معني هذا ان تحل عقد الفلسطينيين من اجتماع روحاني من مكة في حين ان موقع فلسطين من اولي القبلتين لا يخفي علي احد، أم ان معاهدة السلام العربية الجديدة المتجددة، التي ولدت من مخاض عسير لقمة بيروت وترعرعت في رحاب القمة 19 للسعودية، يجب ان ننتظرها عقدين آخرين حتي تبلغ رشد الانجاز الملموس؟ ولكن ما العمل؟ وجميع الطروحات من اوسلو الي موسكو الي كامب ديفيد لم تجْد نفعا، وحتي قرارات الامم المتحدة العديدة ( 194و242و 338) لم تحقق دفعا، ومطلب العالم بأسره هو الاعتراف باسرائيل كوطن آمن ومجاور للعرب، ولكن هل في المقابل اعترف العالم بحق شعب فلســــــطين المضطهد والمتخم قمعا؟ وهل رقت أحاسيس جمعيات حقوق الانسان لاطفال فلسطين الذين يموتون قهرا وتعذيبا وفقرا ويذرفون القلــــــوب ألما ودمعا؟
محمد بوفارس القلعة الكبري ـ تونس
تـرهّــل الـدولـة الـعـربـيـة