الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيان طلبة تونس: أخبار الجامعة الشروق: مؤتمر اتحاد الشغل: «جربة»، «المنستير» ووفاق الأمين العام… الحوار نت: حوار شامل صريح مع المهندس حمادي الجبالي من تونس الحبيب أبو وليد المكني: من باب سويقة إلى قّمّرت “من جد وجد و من زرع حصد”
عمر المستيري: بعد تعمّد الأستاذ شوقي الطبيب تشبيه مجلّة “كلمة” بخِرقة “الحدث” في استبطان منطق الرقيب
بسّام خلف: أخطاء الدكتورة رجاء بن سلامة د خالد شوكات: الحجاب التونسي عباس: الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : دَوّخْتونا بحكاية اللّبسة محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للسيد وزير النقل حول مشاغل المواطنين في قطاع النقل بمناسبة عرض ميزانية الدولة لعام 2007 إن شاء الله رفيق معلى: رسالة إلى السيد المحترم الهادي الجيلاني الصباح: وفاة محب صغير للنادي الإفريقي سقط من الحافلة ودهسته عجلاتها الصباح: رقم قياسي من حيث عدد السياح البريطانيين في تونس القدس العربي: القنوات العربية تتنافس لجذب مشاهدي المغرب العربي الحياة: «منتدى المستقبل الثالث» للإصلاح :العرب يرفضون «النماذج الجاهزة» احميدة النيفر: الصدع الكبير بين «الانجراف» الثقافي والوعي المُفَوَّت غازي دحمان: محاولة لقراءة المنظور الغربي لحجاب المرأة وحيد عبد المجيد: حين نصغر تصغر قضايانا: الحجاب على رأس الدولة! الحياة: القيادي السابق في «الجماعة المقاتلة» الليبية يقدّم مشروعاً لوقف العمل المسلح في العالم العربي …
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
بمناسبة الذكرى 58 للإعلان العالمي عن حقوق الانسان
تنظم جمعية الحقيقة والعملVérité-Action
يوم السبت 9 ديسمبر2006
تجمعا تحت شعار:
” فلنعمل من أجل مزيد من الحريات في تونس”
أمام مركز البريد مون بلون
Mont-Blanc بجنيف
من الساعة الثانية ظهرا إلى الساعة الرابعة
و
رواقا إعلامية
حول مستجدات وضع حقوق الإنسان في تونس
Place du Mollard بجنيف
من الساعة الحادية عشر صباحا إلى السادسة مساءا
WWW.TUNISIE-TALABA.NET السنة الأولى: العدد رقم 10 السبت 2 ديسمبر 2006 أخبار الجامعة
إقاف اضراب الجوع
أعلن الطالب بالمرحلة الثالثة رياضيات عبد الحميد الصغير عن إيقاف إضراب الجوع الثاني بعد أن تمّ تمكينه من الحصول عن جواز سفره وبهذه المناسبة يسعدنا أن نتقدم له بأحر التهاني راجين أن تكون بداية خير تمكن كافة أبناء الوطن من استرجاع حقوقهم التي يكفلها لهم الدستور دون تمييز حصاد الأرقام
مدنين: مدينة جامعية واعدة
تم يوم الإثنين 27 نوفمبر 2006 توقيع اتفاقية قرض بقيمة 27,9 مليون دينار يقوم بمقتضاها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتجهيز المركب الجامعي بمدنين الذي يُنتظر أن يستوعب قرابة 10 آلاف طالب خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة. وقد ارتفع عدد الطلبة خلال السنة الجامعية الحالية إلى 1059 طالب وطالبة بينما كان عددهم في السنة الفارطة 456. وتضمّ مدينة مدنين أربع مؤسسات جامعية هي: 1- المعهد العالي للبيولوجيا التطبيقية: 400 طالب. 2- المعهد العالي للإعلامية: 239 طالب. 3- المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات: 241 طالب. 4- المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية: 179 طالب.
طلبة في مجلس النواب
خلال مناقشة ميزانية وزارة العدل يوم الثلاثاء 28 نوفمبر لوحظ حضور عدد كبير من طلبة الحقوق والمحامين الشبان والمتمرنين ويبدو أنّ المواضيع المطروحة للنقاش هي التي دفعت هؤلاء إلى حضور هذه الجلسة بالذات، إذ وقع التطرق إلى العديد من المسائل ذات العلاقة بالتغطية الاجتماعية والتقاعد للمحامين وأحكام المحكمة العقارية في مجال التسجيل العقاري والأحكام القضائية الخاصة بالشيك بدون رصيد… محاكمات لطلبة بتهمة الإرهاب بدأت السلطات التونسية منذ سنتين في إيقاف عدد كبير من الشبان بلغ المئات بتهمة محاولة الالتحاق بالمقاومة العراقية أو الفلسطينية ويوجد اليوم بالسجون التونسية عدد من الطلبة والتلاميذ نذكر منهم الطلبة: محمد التوهامي يعقوب وبلحسن خليف وهشام السعدي وماهر بزيوش ومحمد بن رباح وسليم الحبيب وسلمان رزيق وسهل البلدي وعلي السعيدي وطارق البوكحيلي وسيف الدين الرايس وتوفيق القادري ومحمد أمين عون وزياد الطرابلسي وحمزة النوالي ومحجوب الزياني. والتلاميذ هيكل التواتي وخالد العرفاوي وصبري الماجري وسيف صوف وبلال ميلاد وكريم المهداوي.
وسائل الإعلام المحلّية: متى يرفع الحظر عن تغطية النشاط الطلابي
يتساءل المراقبون لمجريات الأحداث على الساحة الجامعية عن سبب هذا الغياب الكلي لوسائل الإعلام المحلية عن تغطية ما يجدّ في المؤسسات الجامعية من أنشطة وتحركات وفعاليات ثقافية وسياسية ونقابية. وكأ،ّها جزر معزولة لا يربطعا بالواقع التونسي أيّ رابط. فما الذي يجعل الصحف اليومية والأسبوعية تمتنع عن نشر ولو أخبار موجزة فضلا عن المقالات والتقارير والتحاليل حول التحركات الطلابية وما تقوم به الفصائل السياسية من أنشطة نقابية وثقافية وسياسية كتعبير عن حيوية هذه الشريحة المثقفة من المجتمع وما تموج به عقولها من أفكار وتصوّرات وتطلّعات لمعالجة واقعها التعليمي والاجتماعي. لقد الحركة الطلابية بمختلف مكوّناتها السياسية بنضالات عديدة خلال السنوات الأخيرة سواء تعلق الأمر بالانتفاضة الفلسطينية أو حرب الإمبريالية الأمريكية على العراق. ولكن لا تكاد تجد أثرا لذلك في وسائل الإعلام. والغريب في الأمر أنّ وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة تهتمّ بأبسط الأشياء في المجال الفنّي والرياضي وكثير منها يعتبر من التفاهات التي لا تهمّ المواطن في حياته المعيشية اليومية ولا تساهم في تطوير قدراته العقلية والثقافية. أنظر معي كيف تتصدّر عناوين الصحف أخبار الفنانين ومشاكلهم وطريقة لباسهم وما يتعلّق بزواجهم وطلاقهم وتنقلاتهم من مهرجان إلى مهرجان وسياحتهم من بلد إلى بلد وآخر إنتاجاتهم من الألبومات والأغاني وإلى ما إلى ذلك من الترهات. وكذلك الشأن بالنسبة إلى الرياضيين وما يتعلق بتنقلاتهم بين الأندية وتحضيراتهم للمقابلات وكم يتقاضون من مرتبات ومنح. هذا دون الحديث عن تحليل المقابلات والتصريحات والتعليقات عليها بتركيز شديد وتدقيق في كل شاردة وواردة. ومع ذلك فليس هناك كلمة واحدة عن الجامعة وطلابها الذين يعانون مشاكل السكن والاكتظاظ والتنقل والنقص في الإمكانيات المادية بحيث أنّ الكثير منهم يضطر إلى الانقطاع عن الدراسة وهجر الكليات والمدارس العليا بلا رجعة بعد أن أفنوا أعمارهم في التحصيل والمثابرة. إنّ تقاعس الأقلام الصحفية عن تناول الشأن الطلابي واختيار البعض للصمت المطبق لا يخدم مصلحة الوطن ولا يساهم في تطويره والارتقاء به بل بالعكس يؤدي إلى تكريس التخلف والانحطاط وترسيخ كل الأمراض التي يعاني منها المجتمع.
يوم 4 ديسمبر فتح باب الترشح لانتخاب مجالس الكليات
دخلت التحضيرات لانتخابات المجالس العلمية مرحلتها الحاسمة بإعداد مختلف الأطراف المشاركة لقوائمها استعدادا لبدء الحملة الانتخابية التي تشهد عادة تنافسا شديدا ونقاشات حادة ومواجهات تصل في بعض الأحيان إلى حد تبادل العنف. كما تعرف مختلف الأجزاء الجامعية انتعاشة على مستوى النشاط وتكون فرصة للتيارات السياسية للتعريف بنفسها وببرامجها. ورغم أنّ توقيت موعد إجراء الانتخابات لا يعتبر بريئا باعتبار أنّه يأتي يومين فقط قبل بدء عطلة الشتاء حيث يغادر عدد كبير من الطلبة إلى قراهم ومدنهم. وهو ما يقلّص من عدد الناخبين، إلاّ أنّ انتخابات هذه السنة يبدو أنّها لن تكون كسابقاتها. وتشير كل المؤشرات إلى أنّها سوف تكون ساخنة. وستكون مراحل الانتخابات كالتالي: الإثنين 4 ديسمبر، الثامنة صباحا: فتح باب الترشحات. الجمعة 8 ديسمبر، الساعة 13: غلق باب الترشحات، مع العلم أن الترشحات تقدّم إلى مكتب الضبط المركزي في كل جزء جامعي. ويحقّ لكلّ مترشح تعيين مراقب. السبت 9 ديسمبر: تعليق القوائم الانتخابية داخل المؤسسات الجامعية. الإثنين 11 نوفمبر: بدء الحملة الانتخابية، وتتمثل في تنظيم اجتماعات عامة وحلقات نقاش وتعليق البيانات والبرامج الانتخابية. الثلاثاء 12 نوفمبر، الساعة 18: آخر أجل لسحب الترشح لمن يرغب في ذلك. الأربعاء 13 نوفمبر، الساعة 18: انتهاء الحملة الانتخابية. الخميس 14 ديسمبر: من الساعة الثامنة والنصف إلى الساعة الرابعة مساء، عمليات التصويت. تبدأ عملية فرز الأصوات والإعلان عن النتائج انطلاقا من الساعة الرابعة مساء. ويكون الإعلان عن النتائج مباشرة إثر انتهاء عملية الفرز. مع العلم أنّ عملية الفرز تشرف عليها لجنة متكوّنة من الإداريين والأساتذة والمراقبين المعيّنين من قبل المترشحين
رسمي: مؤتمر العمال: 50 مترشحا لعضوية المركزية و18 للجنة النظام و18 للجنة المالية
مؤتمر اتحاد الشغل: «جربة»، «المنستير» ووفاق الأمين العام…
حوار شامل صريح مع المهندس حمادي الجبالي من تونس
خاص بالحوار نت
حاوره : الهادي بريك ــ ألمانيا
الأستاذ حمادي الجبالي ( 57 عاما ) متزوج وأب لــ ( ثلاث بنات ) مهندس طاقة متخرج من فرنسا. برز إسمه في سماء الحياة السياسية في تونس لأول مرة يوم 19 جانفي ـ يناير كانون الثاني ـ من عام 1983 وذلك ضمن بيان لحركة الإتجاه الإسلامي ( النهضة حاليا) ممضى بإسمه بصفته أمينا عاما لتلك الحركة ويتضمن البيان الذي جاء بعنوان ” تشكيل المكتب التنفيذي الجديد للحركة ” تركيبة قيادة الحركة مكونة من ثلاثة أسماء إضافة إلى الأمين العام.
تحمل الأستاذ حمادي الجبالي مسؤولية قيادة الحركة بعد إيواء السجون للقيادة التاريخية في صائفة عام 1981 .
كان الأستاذ الجبالي يساهم من مواقع التخفي والنفي بما تيسر له من كتابات وتصريحات ذابا عن الإسلام وحركته محاولا صياغة بطاقة هوية مناسبة للحركة تجمع بين الأصالة والتجديد. وإن نسي المرء شيئا من ذلك فلن ينسى مداخلة كتابية على غاية كبيرة من الدقة والإحاطة أدلى بها إلى مجلة ” المغرب العربي ” التي يديرها الإعلامي عمر صحابو . بل ما زلت أذكر أول كلمة فيها تقول ” أنا القيادي الإسلامي المشرد….”.
ثم ما لبث أن عاجلته محنة شتاء 1987 فلجأ إلى سالف عيشه بين التخفي والنفي وحكم عليه غيابيا بالإعدام شنقا من محكمة أمن الدولة.
بين الحقيقة والخيال : مما لن أنساه ما حييت بعضا مما كان ينقل إلينا بين سجن 9 أفريل وبين محكمة أمن الدولة التي دامت شهرا كاملا. تهافتت وسائل الإعلام الدولية في ذلك الوقت من كل صوب وحدب على الأستاذ الجبالي الذي كان يغطي المحاكمة سياسيا وحقوقيا فحولها بفضل الله سبحانه محاكمة لبورقيبه ونظامه العجوز. كان ينقل إلينا يومها بأن الأستاذ الجبالي دوخ جيشا لجبا من البوليس السري والعلني الذي يبحث عنه في طول البلاد وعرضها بسبب أنه كلما حوصر في أثناء إدلائه بتصريح لوكالة إعلامية دولية تحول بسرعة البرق إلى ناحية أخرى ليلتقط وكالة أخرى ويبث تصريحا جديدا. سرى ذلك في صفوف قطاعات واسعة على أساس أن الأمر يجري وفق خوارق خاصة ليست من طبيعة البشر.
لجأ الأستاذ الجبالي مجددا إلى مرافئ الأمن في أوروبا بعد ما ضاقت به البلاد أو بالأحرى أخلاق ” الرجال ” على حد قول الشاعر . ثم رجع صحبة عدد من رفاقه معترضا لدى القضاء على الحكم الصادر ضده وذلك بعد أن دخلت البلاد في عهد جديد غاب فيه بورقيبه لأول مرة منذ ثلاثة عقود ونيف عن طريق الإنقلاب ” الأبيض ” ضده.
جريدة ” الفجر” : أسس الأستاذ الجبالي مجلة ” الفجر” وتولى إدارتها وتجرع أنهارا من العذابات لتأذن السلطة بإصدارها بعد أن أذنت بالترخيص لها وظل يصارع موت جريدته المفروض من السلطة ويفرح بانتشارها بين الناس انتشار أشعة الشمس متسللة من حجب الغيوم المتلبدة . كنت متعهدا للجريدة في ولايتي مدنين وتطاوين بما يجعلني مدركا لذلك الصراع بين السلطة وبين الشعب. ثم دفنت الجريدة حية وبدأ عهد جديد إسمه : ” عهد تجفيف منابع التدين “.
واستضيف الأستاذ الجبالي إلى ” النزل الفخمة ” ليقيم في أقبيتها عقدا كاملا ونصفا.
وماتت السياسة في تونس لأول مرة كما قال بحق الأستاذ إبراهيم حيدر. وأرخت ليالي الظلم سدولها السوداء على البلاد. والله وحده يعلم كم خسرت تونس بإنحطاط قيم الحرية والعدل.
كلمة البداية :
الأستاذ حمادي : السلام عليك وعلى ممن معك من أهل وأحبة وشكرا لك على قبول دعوتنا لإجراء حوار معك كما نغتنم الفرصة لتهنئتك بمناسبة زفاف ابنتك.
الجواب : السلام عليكم و على كل فريق “الحوار نت ” متمنيا لكم نجاحا مضطردا في مهنتكم وجهدكم النبيل لتبيان وإعلاء كلمة الحق و راية الحرية في وطننا العربي و الإسلامي خاصة وفي العالم كافة. كما أشكركم على التهنئة بمناسبة زفاف ابنتي والعقبى لكم في الأفراح و المسرات.
السؤال الاول :
أستاذ حمادي : كيف وجدت تونس بعدما غيبتك السجون عنها لمدة عقد كامل ونصف ؟ ربما يكون الآن هو التوقيت الصحيح لتوجيه هذا السؤال بعدما مرت على خروجك من السجن مدة كافية لتكوين صورة واستيعاب واقع جديد واسترجاع ذكرى.
الجواب1: بعد غياب أو بالأحرى تغييب مخطط له و مقصود دام أكثر من عقد و نصف من الزمن كان الهدف منه استئصال الظاهرة الإسلامية من جذورها عقيدة و ثقافة و إنسانا و مظهرا – وكذلك ترهيب وتشريد من خلفنا من أبناء وعشيرة ومن حولنا من مجتمع بكل مكوناته لتركيعه و تدجينه حيث كانت الحركة الإسلامية ومازالت سدا منيعا أمام كل أنواع الاستبداد و الاستكبار –
بعد هذا التغييب الذي مر حقا كلمح البصر بمقياس التاريخ و نضال الشعوب, وجدت تونس كما توقعت تقريبا. فلقد فشل هذا المخطط فشلا ذريعا على كل المستويات و بشهادة القريب و البعيد و بدأت الظاهرة الإسلامية تسترجع أنفاسها وموقعها الطبيعي و ما ظاهرة الحجاب و الحرب الفاشلة المعلنة عليه إلا أكبر دليل. و كذلك بوادر تحصن و جرأة المجتمع بكل أطيافه تجاه الاستبداد و الطغيان. كلها مؤشرات إيجابية حتى لو كانت بطيئة ولكنها مؤكدة نحو التحرر و الإنعتاق و بناء الإنسان و المجتمع الحر ذلك هو هدفنا و تلك معركتنا-
السؤال الثاني:
أستاذ حمادي : ماهي حقيقة المضايقات التي لا زلت تتعرض لها من طرف السلطات الأمنية وما هي أسبابها في رأيك وهل تعيق السير الطبيعي اليومي لحياتك وحياة عائلتك؟
الجواب 2: أسباب و هدف هذه المضايقات : أشرت إليها في جوابي السابق و هي ضرب كل نفس تحرري في هذا المجتمع و قطع كل عرق ينبض بالكرامة و العزة و العفة لان الإستبداد والظلم لا يعشش إلا في مجتمع الذل و الجهل و الخنوع و الفساد. و إنطلاقا من طبيعة هذه الحركة فإني لا أستغرب (بل أستغرب ألا تكون هذه المضايقات) مثل هذه المضايقات ولقد خبرناها و كابدناها منذ أكثر من ربع قرن و لكن عزائي اليوم هو أن جبهة ضرر الإستبداد قد توسعت بل بدأت تتوحد في المحنة و المعاناة و هي تضم الآن أطيافا وأصنافا من المناضلين رجالا و نساء يشكلون طليعة هذا الشعب و قدوته في المقاومة بكل أشكالها فهناك السياسي والمثقف و المحامي و القاضي و الصحفي والنقابي والطالب والعاطل .كلهم تجمعوا جبهة واحدة وهي إرادة الإنعتاق و إعطاء شعبنا و أجيالنا أملا واقعيا في بناء
بلد ومجتمع تسوده الحرية ويحكمه القانون وتربطه المحبة. بلد توزع خيراته على كل أبنائه وجهاته لا يميز بين أفراده و فئاته إلا الجهد المبذول في توازن و تضامن.
تلك هي حقيقة المضايقات و طبيعتها وأهدافها. أما هل أنها تعيق السير الطبيعي لحياتي وحياة أسرتي فلقد خبرت أشد منها : غياهب السجون و ظلمات زنازين العزلة الإنفرادية. فما زادتنا إلا تصميما وثباتا و تجلية الحقائق و إيمانا بان هذا الطريق ـ طريق معركة الحريات ـ هو قدرنا وواجبنا الشرعي المقدس و ليس هناك واجب غيره الآن وهو مقدم على ما سواه.
السؤال الثالث:
أستاذ حمادي : يهفو كثير من القراء إلى معرفة بعض تفاصيل عقد كامل ونصف من حياتك في السجن. هل يتسع هذا الحوار لشيء من ذلك ؟ وهل تعكف على تدوين بعض من ذلك تنويرا لمن يأتي خلفك وشهادة حية صادقة على حقبة من تاريخ تونس المعاصر؟
الجواب3 : وهذا ما يجرني إلى الجواب الثالث. فلقد وضعت ـ بكل تواضع و بساطة ـ تجربتي السجنية في هذا الإطار : ( معركة الحريات) والعيش بها ولها وبذلك سهلت علي المشقة . مشقة بعد الأهل و الأحباب ورحب علي ضيق الزنزانة و انجلت أمامي ظلماتها فانعتقت نفسي خارج القضبان و إن كبل جسدي لأن السجن هو سجن النفس قبل سواها فإن حررها المناضل فقد إنتصر على سجانه بل إنقلبت الصورة فأصبح السجين سجانا و السجان سجينا.
وهذه المنزلة من الإنعتاق داخل السجن شرطها واحد : الإيمان ـ كل الإيمان ولا غير الإيمان ـ الذي يوصلك بالرحمن.
إن شاء الله تتاح لي الفرصة لأدون مع إخواني ـ رفاق الدرب- شيئا من فقه السجون شهادة وهدية للأجيال القادمة التي أرجو أن تكون أجيال النصر و البناء.
السؤال الرابع:
أستاذ حمادي : دخلت السجن من أجل قضية تؤمن بها وتضحي من أجلها. هل بقيت تلك القضية حية بعد دخولك السجن وخروجك منه وكيف لك أن تواصل حياتك على ذات الدرب وفاء لتلك القضية؟
الجواب 4 : لعل جوابي السابق قد وفر علي جانبا من الإجابة على سؤالكم الحالي و لكن ما أريد إضافته أو بالأحرى تأكيده هو أن النضال من أجل أم المعارك اليوم في مجتمعاتنا العربية الإسلامية ـ وهي معركة الحريات ـ هو التزام مع الله قطعناه وهو من صلب عقيدتنا ونفاذ إسلامنا و إكتمال إيماننا. فرسالة الإسلام الأولى كانت ولازالت تحررالانسان. ولأن الحرية تشكل القيمة المحورية لهذا الدين فلا يعرف الإسلام ولا يعرف إلا بها و من خلالها وكل نفي لهذه القيمة هو في الواقع هدم للدين برمته لأنه لا معنى للخلافة: “إني جاعل في الأرض خليفة ” بدون تحمل المسؤولية في حمل الأمانة و لا معنى للمسؤولية بدون حرية فالمسألة إذا مسالة مبدأ و القضية قضية عقيدة والوفاء وفاء لعهد مع الله لا محيد عن إنفاذه بعون الله و مشيئته.
السؤال الخامس:
أستاذ حمادي : بلغنا أن السلطة عرضت عليك وعلى عدد من إخوانك في السجن منذ السنوات الأولى عروضا مغرية للخروج من السجن ولكنكم فضلتم السجن. إذا كان ذلك صحيحا فهل من تفسير لموقفك ؟ كما بلغنا أن بعضكم تقدم إلى السلطة منذ السنوات الأولى بمبادرات إصلاحية لفك الاشتباك وإطفاء الحريق ولكن السلطة تجاهلت ذلك. ما مدى صحة ذلك؟
الجواب 5: بدون إطالة و حتى لا نتدخل في متاهات لا طائل من وراءها فأن ملخص عرض السلطة علينا هو أن نشتري دنيا بديننا وهي ليست في الحقيقة حتى دنيا. إنما أن نشتري ذلا وهوانا بدين أعزنا الله به وحرية كرمنا بها سبحانه. هذا ملخص الأمر كله ولا يزال العرض قائما لحد الساعة وهو ما يسمى بالخلاص الفردي ومازال موقفنا ورفضنا لم يتبدل إلى قيام الساعة إن شاء الله عز وجل فلا بديل عن حريتنا ولا مناص من إسترداد حقوقنا كاملة إن شاء الله تعالى.
السؤال السادس:
أستاذ حمادي : ما هو تقييمك للوضع الدولي والعربي إجمالا وللوضع التونسي بصفة خاصة وأين يندرج العفو الرئاسي الأخير بمناسبة الذكرى 19 للسابع من نوفمبر على ما يناهز ستين من مناضلي حركة النهضة وقياداتها … أين يندرج ذلك ضمن تقييمك العام؟
الجواب6: لا أظن أنني سأنفرد بتقييم خاص للوضع الدولي. فالكل تقريبا متفق على تشخيص هذا الوضع المتميز أساسا بمحاولة إنفراد الغرب الرأسمالي بالنفوذ والهيمنة على العالم في كل أبعاده السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العسكرية خاصة بعد سقوط جدار برلين وما تبعه من تفكك و إنخرام في موازين القوى العالمي. ولأن سنن الله تقوم على قاعدة التدافع و ضرورة البحث عن التوازن بين القوة والقوة المضادة فإننا نشاهد اليوم بداية رد الفعل على هذا الإنخرام في التوازن و على التصدي لنزعة الهيمنة التي تصاحب وتميز كل قوة منتصرة أو أحادية السلطة و هذه الردود أو بوادر المقاومة تكتسي أشكالا مختلفة فمنها السياسي داخل المعسكر الغربي نفسه بين أمريكا و أوروبا حول مناطق النفوذ يتبعها صراع إقتصادي حيث بدأت تبرز قوى أوأقطاب جديدة تتمحور أساسا حول الصين وآسيا عموما. وفي بعض المناطق يحتدم الصراع بتداخل الأسباب جغراسياسية و اقتصادية وثقافية, فيتخذ أشكالا حادة تصل إلى التدخل السافر والصدام المسلح وهذا ما تشهده منطقتنا العربية الإسلامية بوصفها منطقة حساسية و محورية على كل المستويات. وبدون تهويل أستطيع الجزم أن مصير العالم و التوازنات فيه يدور اليوم في منطقتنا وفوق أرضنا وهو ما يحمل مجتمعاتنا دورا ليست بمؤهلة له بعد نظرا لأسباب عدة من أبرزها :
ــ حالة الوهن والتخلف التي مازالت تثقل كاهل الأمة بعد قرون من الإنحطاط والإستعمار المباشر.
ــ تسلط أنظمة إستبدادية طاغوتية تشكل عبئا إضافيا وتقف حاجزا أمام إنعتاق وتحرر الأمة حرصا على مصالح شخصية وفئوية ضيقة.
وهذه النقطة بالذات أي إقرار الحريات كاملة في بلداننا تمثل المدخل الأساسي بل الوحيد لنهضة وبناء مجتمعاتنا وإعادة الدور الحضاري و الريادي لأمتنا و بدون كسر القيود هذه ستبقى شعوبنا تئن تحت وطأة الإستبداد الداخلي المدعوم موضوعيا و مصلحيا بقوى الهيمنة و الإستكبار العالمي.
السؤال السابع :
أستاذ حمادي : هل تنوي إعادة إصدار جريدة الفجر بصفتك مديرا سابقا لها؟ ماهي المعوقات ؟
الجواب7: ما يميز جريدة الفجر من أول يوم لصدورها أنها جريدة مناضلة بأتم معنى الكلمة بطاقمها و أسلوبها و محتواها لذلك فلا غرابة أن شملتها الهجمة القمعية البوليسية عام 1990 حيث حوكم كل أو جل فريق التحرير و أستبيحت ممتلكاتها و أموالها و أغلق مقرها تعسفا ودون إجراء قانوني أو حكم قضائي عادل. وبالتالي فإن معركة ” الفجر” هي جزء من المعركة المصيرية التي تدور اليوم بين قوى التسلط و الإستبداد وقوى التحرر و الإنعتاق ومصير هذه المعركة محتوم و عندها سينبلج الفجر من جديد معلنا فجر الحرية.
السؤال الثامن :
أستاذ حمادي : هل في ذهن الأستاذ حمادي من مراجعات نقدية يقتضيها حصاد معركة الحريات في تونس وهل ينوي الأستاذ حمادي تدوين ذلك مساهمة منه في تحسين أداء المعركة؟ هل تذكر لنا في هذه العجالة أكبر ثلاثة دروس من تقويمك للماضي؟
الجواب 8: لا شك أن لكل كائن حي و خصوصا الإنسان ثوابت لا محيد عنها ولا تبديل كالعقيدة و القيم والمبادئ و له أيضا متغيرات في الأسلوب والوسائل حسب ظرفه وزمانه ومكانه و ضمن هذه المتغيرات مطلوب من كل إنسان عامة والمناضل خاصة أن يكون رقيب نفسه في أعماله وأقواله يخضعها إلى التقييم والتقويم المستمر بعقلية نقدية صارمة ضمانا للتطور و النجاح و من لم يتعظ بماضيه فمستقبله أسوأ وهو بالتالي إلى تقهقر. هذا المنهج في التعامل و تناول الأمور ينطبق على الأفراد والمجموعات وخاصة الحركات المناضلة لما يتسم به أداؤها من خطورة في تحديد مصائر الشعوب. ومن منطلق تجربتي المتواضعة حقا سأشير بإيجاز إلى ثلاث مسائل أعتبرها نقاطا مصيرية في أداء الحركات الإسلامية عامة :
1 ــ يجب أن ينصب إهتمامنا وجهدنا كله اليوم على أم المعارك وهي إقرار الحريات كل الحريات لكل الناس في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية لأن الحرية قيمة محورية و المدخل الحقيقي الوحيد لكل بناء حضاري.
2 ــ أن لا نهادن الإستبداد مهما رفع من شعارات براقة أو لافتات زائفة حتى وإن كانت لافتة الإسلام أو غيرها من الخدع والمناورات لأن محكمة التاريخ لا ترحم.
3 ــ أن لا نتعجل الأمر في إنفاذ مشروعنا الإسلامي العظيم فلله سبحانه سنن في تقلب أحوال الأمم وبناء الحضارات لا يقاس بالسنين أو حتى العقود إنما هو بناء تراكمي يشمل كل مجالات الحياة بشكل متواز وتدريجي ككل تطور إنساني.
السؤال التاسع :
أستاذ حمادي : ما هو تصورك لصحوة التدين الواسعة غير المسبوقة في تونس بصفة عامة وما هو تصورك لتنوعها الفكري والسلوكي غير المسبوق بصفة خاصة وأين تندرج ما عرف بمعركة الحجاب في الأسابيع المنصرمة ضمن كل ذلك ؟
الجواب 9: لئن لفت إنتباهي ــ ساعة خروجي من السجن ــ سرعة رجوع مظاهر التدين في المجتمع التونسي فان ذلك لم يفاجئني بالمرة لإعتقادي الراسخ أن الإسلام دين الفطرة و هو الشجرة المباركة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. فلا غرابة إذا أن يشد التونسي والتونسية بالنواجذ على تعاليم دينهم و لا يقبلوا له بديلا مهما كثرت العراقيل وعظمت التضحيات بل إن هذه لن تزيد المؤمنين إلا ثباتا وهو ما حصل بالضبط في بلادنا فكلما كبر التحدي زاد الإصرار و ذلك ما تجسده اليوم معركة الحجاب التي لا أشك لحظة في مآلها آجلا أم عاجلا لأنها معركة الحريات التي أشرت إليها آنفا التي كلما خاضها إنسان وصبر عليها إلا إنتصر. تلك سنة الله.
السؤال العاشر :
أستاذ حمادي : جربت التخفي والنفي وجربت السجن وتحملت مسؤولية قيادة الحركة داخليا وسياسيا في ظروف عسيرة … هل من شهادة على عصرك تهديها للأجيال الجديدة وهل من عبرة من عبر فقه الحياة تقدمها لمن خلفك ؟
الجواب 10: معذرة والله لا أريد أن أنتصب معلما لإخواني ولاحتى لأبنائي من شباب الأمة لأني مازلت أتعلم كل يوم منهم ومعهم فقط وكما قلتم هذه شهادة أدلي بها لعلها تفيد.
أن يستشعر كل مؤمن و في كل لحظة من حياته أن له مسؤولية و أمانة يحملها لن يحملها عنه سواه وأنه لا معنى لحياة من دون رسالة وهدف. وأعظم رسالة أن ينتصر الإنسان للحق و العدل والحرية وتلك رسالة الإسلام ومناط التكليف الرباني والأمانة التي حملها الإنسان دون الخلق جميعا و لا يحقرن أحد منا جهدا يبذله و لكل جهد نتيجة حتمية و أفضل جهد ما كان لله خالصا وأعظم نتيجة مرضاته سبحانه الغني الحميد.
السؤال الحادي عشر:
أستاذ حمادي : مازال مشروعكم الحضاري مخيفا في نظر كثير من شركائكم السياسيين في تونس سيما فيما يتعلق بقضايا الدولة والحريات والمرأة. هل تعتبر أن ذلك التخوف مشروع وهل توصلتم بعد ثلاثة عقود ونيف من تجربتكم في الحركة الإسلامية إلى نحت بطاقة هوية لحركتكم تعبر عن طموحاتكم وآمالكم ؟
الجواب 11: إنني أنظر إلى هذا الموضوع من زاوية تهمنا نحن كحركة وكإسلاميين عامة في تونس وغيرها في ما يجب علينا قوله وفعله لتوضيح مواقفنا وخياراتنا و التعريف بمشروعنا رغم الحصار والتعتيم و إرادة الإستئصال التي نواجهها. بل ربما في هذه الظروف تزيد الحاجة إلحاحا حتى يعلم الجميع ما لنا وما علينا وأقصد بالذات مواقفنا في عدة قضايا مفصلية من مثل ما ذكرتم في سؤالكم و غيرها. وهنا لابد أن أشير إلى تقصير واضح من جانبنا رغم ما توفر لدينا من زخم تجربة و بلورة رؤى ومواقف دعمتها معاناة النضال الطويلة وعلى كل الأصعدة . من هذه المواقف ما يستند إلى قيم ومبادئ إسلامية ثابتة من أهمها:
1 ــ تنتمي الحركة إلى المشروع الإصلاحي الإسلامي التحديثي الهادف إلى تحرير الأمة من الإنحطاط و الإستبداد والمتمسك بهويتها العربية الإسلامية المستنير بمكتسبات العصر و المنفتح على حضارات العالم.
2 ــ نتبنى مطلب الحرية لنا ولغيرنا ونعمل على تكريسها في الواقع من منطلق مبدئي وعقائدي وإعتبار النضال من أجل الحرية تكليفا شرعيا – حرية تشمل كل المجالات الفردية و الجماعة من حرية الإعتقاد و التفكير و التعبير و التنظيم و الإعلام والتنقل للجميع.
3 ــ نهدف إلى بناء مجتمع المواطنة المؤسس على قاعدة المساواة بين كل المواطنين ولاسيما بين الرجل و المرأة بقطع النظر على الإنتماء السياسي أو الموقع الإجتماعي أو الجهوي.
4 ــ نعمل على تجذير مقومات الهوية العربية الإسلامية لبلادنا معتقدا و ممارسة بوصفها مرجعية تاريخية ودستورية ولتبقى القاسم المشترك بين كل التونسيين بمنأى عن كل الصراعات السياسية و الحزبية.
5 ــ إقامة نظام جمهوري ديمقراطي يقوم على سلطة الشعب و بالإحتكام إليه عبر صناديق الإقتراع و بذلك تكون المرجعية و شرعية الحكم من الشعب و إلى الشعب بإحترام الأغلبية وحفظ حقوق الأقلية والإلتزام الكلي بقواعد التعددية السياسية و الفكرية والثقافية.
6 ــ نرفض العنف والإكراه بكل أشكاله و من حيث أتى كوسيلة للوصول إلى أهدافنا أو إلى الحكم أو أداة بقاء في السلطة. وفي المقابل إعتماد منهج الحوار مع كل مكونات المجتمع وآليات التداول السلمي المدني على السلطة بإنتخابات حرة و نزيهة تحت إشراف محايد و مراقبة صارمة.
7 ــ ندعو إلى الفصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية و القضائية نصا وممارسة بما يحقق التوازن بينها ويضمن حقوق الإنسان كاملة و تقوي دور المجتمع المدني كضمان لهذه الحقوق.
8 ــ نعتبر أن الاستقلال الحقيقي للبلاد ومناعتها لا يمكن تحقيقهما في واقع التجزئة القطرية بل بالتأكيد على العمق الحضاري الإستراتيجي الذي ننتمي إليه مغربيا وعربيا وإسلاميا مع عقد إتفاقيات تضمن مصالح مختلف الأطراف بدل الإتفاقيات المنفردة وذلك في إطار الإقبال على المحيط الدولي بإستراتجية الإنفتاح و المشاركة الفاعلة والإشعاع الحضاري.
هذه بإيجاز شديد منطلقات مشروعنا بقي أن نبلور كخطوة ثانية برنامجنا أو برامجنا التفصيلية في كل المجالات السياسية والاقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و علاقاتنا الدولية حتى نقدم بديلا مجتمعيا واضحا لنا و لغيرنا.هذا من أوكد أولوياتنا داخليا و كذلك الشأن لكل الحركات الإسلامية داخل مجتمعاتها مما يطمئن حلفاءنا و شركاءنا في النضال وهم كثر الآن و الحمد لله بعدما نجحنا و إياهم في قطع الخطوة الأولى نحو التشكل المشترك في جبهة الدفاع عن الحريات.
السؤال قبل الأخير :
أستاذ حمادي : ما هو مستقبل حركة النهضة بعد خروج عدد كبير من قيادة الصف الأول من مثلك ومثل علي لعريض وزياد الدولاتلي والحبيب اللوز ومحمد العكروت وآخرين كثر سيما أن الدكتور الدولاتلي تكلم باسم الحركة منذ عام تقريبا بمناسبة انعقاد المجلس الوطني للحزب الديمقراطي التقدمي؟
الجواب قبل الاخير: مستقبل الحركة كما هو مستقبل البلاد مرهون بنتيجة الصراع الدائر اليوم وعلى جميع الأصعدة حول معركة الحريات كما أشرت سالفا ولا شك ــ و هذا بإقرار الجميع ــ أن لحركتنا دورا طلائعيا في السابق و اللاحق في هذه المعركة بوصفها أول من نادى بها و كذلك أكبر المتضررين من الإستبداد. و الحمد لله لم نعد لوحدنا في ميدان هذه المعركة المصيرية فجبهة الضرر قد توسعت لتشمل كل الأطراف تقريبا من أحزاب و جمعيات و شخصيات و فئات شعبية و جهات بدأت تدرك أن الخطر يداهم الكل وأن المعركة واحدة وأن الحرية قيمة لا تتجزأ فأما أن تكون للجميع أو لن تكون لأحد وهذا الوعي و التشخيص للوضع هو أكبر مكتسب تحقق لحد الآن داخل المعارضة و كل القوى الحية في المجتمع بقي أن تليه الآن خطوات عملية لتجسيد هذا الوعي بعمل مشترك جاد و ناجح والكل مدرك و متفق على تجسيد هذا الهدف.
السؤال الأخير:
أستاذ حمادي : هل من كلمة تتوجه بها إلى السلطة وإلى شركاء الدرب من المعارضات الوطنية وإلى إخوانك في السجن و المسرحين وصف الحركة عامة في كل مكان وموقع وإلى الشهداء والمعوقين بسبب المحنة؟
الجواب الاخير:
إلى إخوتي و أحبتي أقول : صبرا جميلا فلله في خلقه شؤون وسنن لن تحيد و لنا في التاريخ دروس و في مآل الأمم موعظة و ما كان الله سبحانه أن يضيع إيماننا وما ترتب عن هذا الإيمان من قول و عمل مهما طال الأمد أو قصر فإن لم يكن في دنيا فانية فما عند الله خير و أبقى و خير ما قدم شهادة في سبيل الله خالصة.
أما لشركاء الدرب في معركة الإنعتاق أقول : إننا في سفينة واحدة تواجه مخاطر هذا الإستبداد المهدد لمصيرنا جميعا وبالتالي فليس لنا من سبيل إلا التوحد و صد الخطر الداهم و حتى لا نعوض إستبدادا بإ ستبداد آخر لا قدر الله علينا أن نلتزم مع شعبنا و أمام التاريخ على مبدإ لا محيد عنه اليوم و غدا وهو الدفاع عن الحرية كاملة غير منقوصة وتلك هي كلمة السواء بيننا.
كلمة الختام :
تتقدم الحوار.نت بجزيل الشكر للمهندس حمادي الجبالي على ما خصها به من حوار شامل صريح.
حقوق النشر محفوظة للحوار نت
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 3 ديسمبر 2006)
من باب سويقة إلى قّمّرت
“من جد وجد و من زرع حصد”
الحبيب أبو وليد المكني
المقارنة بين حادثة حرق شعبة في باب سويقة سنة 1991 و حرق ملهى قمرت في أواخر نوفمبر 2006 لا بد أن تجول بالخاطر لأن كلاهما قد أودى بحياة أحد الأبرياء ، وكلاهما كان نتيجة عملية مدبرة ومنظمة ، وإن شئنا التدقيق أكثر فلا بد أن نشير إلى أن العملية الأخيرة كانت أكثر همجية ووحشية وأن جانب الاستهانة بأرواح الناس فيها كان أكثر تجليا و وضوحا . خاصة و أنها تأتي بعد سلسلة من العمليات المنظمة على مدة السنوات الأخيرة وكان ينبغي على الدوائر المسؤولة أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بالحد منها لكن الواضح أن هذه الجهات لم تعر الأمر الاهتمام الذي تستحقه. لأنها منشغلة فقط بإحكام عمليات المحاصرة والتضييق على المناضلين الشرفاء وأنها ترى أن ما دون ذلك من الجرائم المنظمة والعبث بأعراض الناس ممتلكاتهم يأتي بعد ذلك في الأهمية فيعذر فيه المقصرون،
لقد نبهنا في “الوسط التونسية” أكثر من مرة إلى خطورة هذه الظاهرة و أنها نأخذ نسقا متصاعدا ليس بسبب تفشي الأمراض النفسية فقط كما يروج لذلك بعض المحترفين و المتزلفين الذين يظنون أنه استعمال بعض مصطلحات علم النفس يمكن أن يغّطوا لما يكتبونه مصداقية وهم لا يفعلون حقيقة إلا تغطية عين الشمس بالغربال.
والجدير بالذكر أن الدكتور منصف المرزوقي وهو أحد المتخصصين في المجال قد نبه قبل بضع سنوات إلى أن السياسة التي تتبعها الدولة على المستوى التربوي سوف تكون نتائجها تدهورا كبيرا في الأخلاق وتشجيعا لظاهرة التسيب والاستهانة بالمال العام و تفشيا للجريمة و انهيارا للروابط الأسرية …
و نحن نضيف أن هذه السياسة التي تحاول فيها الدولة التهوين من قيمة التعاليم الإسلامية و الاستعاضة عنها بمصادر أخرى لتنمية السلوك المدني ستؤدى على الأغلب إلى إضعاف الوازع الديني ـ وهو هدف واضح ومشبوه لأطراف متنفذة في الحكومة ـ لكنها أيضا ستتسبب في اختلال في التوازن النفسي و الثفافي للمجتمع يتمظهر في انتشار التسيب و التطرف و الجريمة و الأنانية والانتهازية و فقدان النخوة …
ولعله من المؤشرات الخطيرة ما تؤكد عليه أوساط المعارضة التونسية من استعانة بعض الأجهزة الأمنية المتخصصة في إرهاب المناضلين بمختلف اتجاهاتهم بجموع من المنحرفين مما يشعر هؤلاء بأن لهم دورا يقومون به لحماية الدولة أو هكذا تزعم الجهات المنحرفة التي تستخدمهم ..
لقد مثلت عملية باب سويقة منعرجا حاسما في ترجيح كفة السلطة في مواجهة بداية التسعينات ضد حركة النهضة لأن المجتمع التونسي المسالم آنذاك رفض الانجرار إلى العنف و الاقتتال ، ولكن السياسة التي اتبعتها السلطة مند ذلك الحين إلى اليوم قد أدت إلى تفاقم مظاهر العنف و الجريمة بشكل لم تعرفه البلاد من قبل ، و هناك مؤشرات أكيدة تدل على أن التطرف في طريقه إلى أن يتحول إلى تطرف مسلح و لن تنجح الضربات الاستباقية التي تقوم بها السلطة المتشنجة في تفاديه بل ستوفر له المبررات الكافية …
و عندما تتقاطع مصالح الانحراف مع مسوغات التطرف و الإرهاب لا قدر الله سيتغير وجه تونس المسالم و تصبح جميع المكتسبات التي يبرر بها أهل التزلف اليوم سياسة القمع و تكميم الأفواه مهددة فعلا بالانهيار …
“واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب” (سورة الأنفال)
بعد تعمّد الأستاذ شوقي الطبيب تشبيه مجلّة “كلمة” بخِرقة “الحدث” في استبطان منطق الرقيب
بقلم عمر المستيري
نشر الأستاذ المحامي شوقي الطبيب،ردّا على مقالين إخباريين باللغة الفرنسية – كانا قد نُشرا ضمن عددي 45 و46 من مجلة كلمة، تحت عنوان “بين مطرقة عبد العزيز الجريدي… وسندان عمر المستيري”. النص المذكور يستدعي النقاش والتعليق لا لما أتى به من تشبيهٍ مع “الحدث” وأدائها “الإعلامي” ولا حتى لما ورد به من اتهامات “كبيرة” في حقنا مثل عدم التحلّي بـ”أخلاقيات العمل الصحفي النزيه والراقي”، أو إخفاء ميول استبدادية ثابتة إلخ. فتمييز مَنْ يجازف على خرق جدار التعتيم لتقديم مادة إخبارية دقيقة وموثوق منها إلى القراء بغاية المساهمة في إنارتهم والمساعدة على بلورة الآراء والخيارات عن الذين يقتصر دورهم على طبع “معلومات” مفبركة داخل مخابر التضليل بوزارة الداخلية، لا يستدعي مجهودا ذهنيا كبيرا. كما لا نشعر بالحاجة إلى إثبات الفوارق بين مَنْ يحترف هتك أعراض النشطاء والنيل من الأشخاص لحجب البحث في القضايا العامة وإلقاء نظرة نقدية على رهاناتها عن الذين يتقيّدون بضوابط إعلامية صارمة، ويسعون إلى احترام الدائرة الخاصة لخصومهم – حتى ولو كانوا من أتباع الحزب الحاكم – وحمايتها… وإنّما نناقش ما كتبه الأستاذ شوقي الطبيب فيما يحمله من تصورات “نمطية” لدور الإعلام الحرّ التي نعلم حق العلم أنه يشاطره فيها عديد المسيرين الذين يدّعون التباين مع المنظومة الرسمية.
الغريب في نص “الرد” هو أن سيل التهم الموجه إلى كلمة بـ”نشر الأخبار الزائفة والثلب والكذب ونصب المشانق الإعلامية”، يليه تأكيدا لصحة المعلومات التي أوردناها، وبالتحديد فيما يتعلّق بموضوع المسؤولية الشخصية في دفع هيئة المحامين للتراجع على قرار كانت قد اتخذته في مقاطعة مراسم افتتاح السنة القضائية التي انعقدت يوم 7 أكتوبر الماضي- دون التعرّض، لا محالة، إلى ما سجّل من انسجام جديد مع غلاة السلطة داخل الهيئة ومن تعارض كلّي مع الوجوه المستقلّة التي يتقدّمها العميد عبد الستار بن موسى. بل، والأغرب من ذلك، هو الإقرار بأنّنا نستند إلى “أخبار طازجة وتفاصيل دقيقة”. فهل يُعتبر نشرنا لخبر ثابت، يعتمد على “تفاصيل دقيقة”، قياما بالواجب المهني حسب أعراف الصحافة أم إخلالا به ؟
بكل تأكيد لقد أثرنا غضبا شديدا بعد قيامنا بإطلاع قرائنا – ومن بينهم عديد المحامين – على حدث اعتبرناه يكتسي أبعادا تاريخية : تناول هيئة مهنية وطنية لفرضية مقاطعة رمز الحكم الفردي… ونحن نعتبر ذلك من أدنى واجباتنا. لكنّ هناك من يرى، عكس ذلك، أنّه كان علينا التكتّم على الحدث بدل «إفشاء وقائع “لو كان أعطى ربي” تبقى سرية» وتطويق القائمين بالعمل النقابي بـ”العيون والمخبرين” و«الزجّ بـ”كلمة” في “عركة بين محامين”». هنا تكمن نقطة تضارب أساسية بين ما نعتبره دورنا الأساسي، تنحلّ من دونه مبررات وجودنا، وما يحدّده لنا هؤلاء من واجب التزام الصمت وغظ الطرف عن تلك الرهانات وعدم الاهتمام بـ “الأخبار الثابتة” ولا بـ”التفاصيل الدقيقة”… حتى يعفى من “تساؤلات حائرة” وصلته “من أصدقاء وزملاء من تونس وفرنسا وحتى من كندا”… يعني ذلك أنّنا لا نستحق رضاهم إلا عندما ننخرط في تضليل العموم بالمساهمة في حجب الرهانات والحيثيات والاكتفاء بترويج صورة مبهمة، تعفي المسؤولين من عرض مواقفهم على التقييم والمناقشة العمومية باسم احترام “استقلالية العمل النقابي والجمعياتي” والقائمين به. وبالأحرى يرون أن دورنا يقتصر على صيانة سمعتهم وإبقائها براقة في مأمن من تابعات مواقفهم داخل الكواليس وأدائهم الميداني. أنّهم يصرّون على إبقاء علامات تقاربهم مع أتباع السلطة الحاكمة في كنف سرية اجتماعات مجلس الهيئة ويريدون إجبارنا نحن، كإعلاميين مستقلين، على عدم إفشاء هذه المواقف إلى دائرة أوسع، حماية لصورة “استقلاليتهم” اللامعة ! مشروع طموح يستوجب قدرات بهلوانية راقية. نحن لا نشكّك في براعة الأستاذ الطبيب وقدراته على الظفر بهذا المشروع، كما لا ننكر مشروعية طموحاته الانتخابية المتفاقمة مع اقتراب موعد تجديد الهياكل المهنية للمحاماة، إلاّ أنّنا نرى لزاما علينا الاعتذار ورفض الدور الذي يوكله لنا. ما نخشاه في الحقيقة هو أن يكون تصوّره لـ”أخلاقيات العمل الصحفي النزيه” يمتُّ أكثر إلى القيود الإعلامية المفروضة من السلطة البوليسية منه إلى المعايير الحقوقية.
إنّ مثل هذه التصورات الجديدة (*) و”الراقية” للعمل الصحفي، الهادفة إلى فرض قيود على مهمّة الإعلاميين، تثير استيائنا. كما لا نرتاح للتطورات التي طرأت داخل قطاع المحاماة الذي نعتبر أنفسنا منحازين لدعم النهج الاستقلالي داخله والمساهمة بالقدر الذي نملك في كسر الطوق المضروب حوله ودعمه معنويا لما لهذا القطاع من وقع على الحريات ودعم لاستقلالية القضاء ولترابط الإعلام الحر الوثيق بهذا الرهان… واستياؤنا يزداد عندما نشاهد الأستاذ الطبيب، هذا المحامي – الذي كنّا قد رحّبنا بانتخابه في الهيئة الوطنية للمحامين لما كنّا قد اعتبرناه تعزيزا لاستقلالية القطاع – يلجأ أيضا إلى المغالطة لتبرير مواقفه. لقد تولّى إلقاء درس لما يجب أن يميّز هيئة المحامين بوصفها “هيئة مهنية نقابية” عن النهج الذي يسعى البعض لجرّها إليه، تجاوزا لهذه “الحدود” وانسياقا وراء ما هو “سياسي” ودفعها إلى “إعطاء صفعة تاريخية للسلطة”حتى تنقطع “شعرة معاوية” ويحصل بذلك الفشل… فهذا المسؤول الساهر على مصير المحاماة لا ينتقد في الواقع كاتب المقال، ذا “البلاهة السياسية”، مثلما هو ظاهر، وإنّما يشنّ هجوما على التوجه الاستقلالي داخل الهيئة الوطنية للمحامين. إنه تولى اتهام أنصار فكرة مقاطعة مراسم افتتاح السنة القضائية بـ”تسييس” المهنة والتزام “الحدة” إزاء السلطة وإهمال القواعد وعدم الإعداد للمحطات والتخلي عن “الوفاق”… مَنْ يقدر على إقناع المحامين باستمرار “شعرة معاوية” مع السلطة غداة الاعتداءات الجسدية والمعنوية الفظيعة التي تعرّض لها أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين أمام أبواب قصر العدالة في شهر ماي الماضي وغداة قيام عناصر البوليس السياسي باقتحام مقر الهيئة وتفتيش مكاتب العميد دون إذن قضائي وبحضور مساعد وكيل الجمهورية ؟ هل كان البشير التكاري وزير العدل حريص هو الآخر على إبقاء “شعرة معاوية” عندما تولّى، خلال حصة تلفزية مباشرة، اتهام الهيئة باطلا باختلاس أموال المحاماة ؟ يدرك الجميع حق الإدراك أن تلك الانتقادات لنهج الاستقلالية ليست بجديدة إنّما هي تردّد ما يبثّه ليلا نهارا جهاز الدعاية الرسمية الضخم على لسان رموز السلطة في القطاع، ويؤسفنا أن نقول إنّنا لم نطّلع على مكتوب واحد للأستاذ الطبيب يدين التهجمات المذكورة ويدافع عن الهياكل التي ينتمي إليها…
إن هذا التطور لا يسرّنا ولن نتردّد في مقاومته ونقده احتراما لما تميّزت به مواقف الأستاذ الطبيب من شجاعة، قبل سنوات خلال أوقات صعبة مرّت منها المحاماة، إبان ترأسه المشرّف لجمعية المحامين الشبان.
إنّ نقدنا هذا لا ينبني البتة على اعتبار أنفسنا معصومين من الخطأ أو غير واعين بصعوبة المحيط الذي نعمل فيه والمتسم بشحّة المعلومة وما قد يدفع له من مخاطر السقوط في فخ المغالطة الإعلامية التي تتقنها السلطة… كما علينا أن نتفادى الانسياق وراء البحث – من حيث لا نشعر – عن الإثارة أو نحو تبجيل خطاب “الرفض” وعدم التسامح مع آراء وأطروحات أكثر “اعتدالا”، ممّا قد يعدّ إقصاء ضمنيا للنقاش… بيد أنّ ما يطمئننا وما يمكن لأي متتبّع موضوعي لمجلّتنا أن يعاينه هو تنوّع الأقلام والحساسيات التي تستضيفها – ما جرّ بعض الملاحظين إلى الحديث عن افتقادها لـ “هوية” – كما لا يمكن لأحد أن ينفي أنّنا نُخضع للنقد جميع الفاعلين على الساحة بما فيهم مَنْ تربطهم بأسرة التحرير علاقات متينة… إنّنا مصرّون على الاستمرار في هذا النهج، نهج نشر المعلومة والتعليق عليها بكلّ حرية، على قاعدة احترام “قداسة الوقائع وحرية التعليق”، حتى لو كلّفنا لوم بعض الأطرف بالسقوط في الشطط : فالشطط في ممارسة الحرية لا يضرّ أحدا، فالضرر، كلّ الضرّر، يأتي من استبطان منطق الرقيب سواء الذي يتقمص الزي الرسمي أو ذاك الذي يرتدي صفات “حيادية”، مهنية أو جمعياتية، أو معارضة، أو حقوقية… —————————— (*) وهو يتناسى ما كان قد تعرّض له من عقوبة تعسفية لكتابته مقال صحفي في بداية حياته المهنية من قبل هياكل المحاماة حيث كانت ترزح آنذاك تحت نفوذ المصالح الأمنية.
(المصدر: مجلة كلمة الألكترونية، العدد 47 – نوفمبر 2006)
أخطاء الدكتورة رجاء بن سلامة
بسّام خلف
قبل أن أوضح الأخطاء التي وقعت فيها د. رجاء بن سلامة، أقدم بعض الملاحظات على ما جاء في مقالة الشيخ الكاتب و الصحافي التونسي عبد الباقي خليفة بعنوان “حول الحجاب و الختان و اللباس الأسود و ما ورد في القران حول آل إبراهيم عليهم السلام – الحقائق يا دكتورة لا تبنى على مجرد الاعتقاد، بل على وجودها من عدمه”، وقد جاءت ردّا على مقالة د. رجاء بن سلامة “الختان و الحجاب (1)”.
ختمت بن سلامة ورقتها بما يلي ” لست من أنصار الحجاب لأسباب بينتها منذ سنين وسأعود إلى بيانها في علاقتها بالختان، و لكنني، وهذا من باب التوضيح أيضا، لست من أنصار انتزاع حجاب النساء بالقوة في الشوارع، وأكتب أولا للنساء عسى أن ينتزعن حجابهن بأنفسهن، بشوقهن التلقائي إلى الحرية لا بحد عصا الشرطي”. كنت أنتظر من الشيخ أن يسجل هذه النقطة لصالح الدكتورة، حتى و إن اختلف معها في بقيّة ما كتبت. ولكن هذا الشيخ شأنه شأن بقيّة مشايخنا الأجلاء و عظمائنا في زماننا هذا، إن لم تكن معهم فأنت بالضّرورة ضدهم. وشيخنا الكريم يصنف أبناء وطنه إلى طائفتين : طائفة مؤمنة مسلمة والحمد الله، و طائفة تنكر “ما هو معلوم من الدين بالضرورة” و حكمها أن تستتاب من طرف “هيئة علمية فان أصرت على موقفها تعتبر كافرة”.
يقول الشيخ : “… و يأخذوننا لأننا نهتم بالماسي في كشمير و الشيشان و اسيا الوسطى و البوسنة و الكوسوفو و غيرها…”. لا يا شيخ. إن ما يؤاخذونكم عليه هو أنكم تدافعون على حرية المرأة في لبس الحجاب في تونس، بينما لا تحركون ساكنا تجاه من يقمع المرأة في السعودية و البحرين و أفغانستان باسم الإسلام. أ لا ترى معي أن ما تعانيه المرأة في دار الإسلام (كما تقولون) هو أعظم بكثير مما تعانيه في دار العلمانية بتونس؟ مع العلم أنني أيضا ضد الحل البوليسي الذي اختارته السلطة التونسية لمشكلة الحجاب.
يقول الشيخ : ” بالنسبة لموقف بعض العلماء من الختان، فهو أمر يتعلق بما رسخ في أذهان الناس، و هناك قاعدة فقهية يجهلها الكثير ومن بينهم صاحبة المقال تقول “الحكم على الشيء فرع من تصوره”، و بما أن ما كان رائجا يعتبر ضروريا فقد ذهب البعض لاعتباره كذلك. ولكن الإسلام دين علم و معرفة و بحث واستقراء و تجربة فإذا ثبت أن أمرا ثبت ضرره بالإنسان و بشخصيته و صحته و ماله و عقله، فالإسلام يحرمه تحريما مطلقا”.
ربما تجهل الدكتورة هذه القاعدة الفقهية كما قلت. و لكن الغريب هو كيف أنك تجهل قاعدة أهم و أخطر وهي “لا اجتهاد مع وجود نص”، والنّصوص المبيحة بل والمحرّضة على ختان البنات كثيرة : يقول الحديث النبوي الصحيح ( صحيح بشروط الجرح والتعديل التي شرحتها لنا بطريقة مستفيضة في مقالة لك) “إذا التقى الختانان وجب الغسل”. فـ”الخنان” هو موضع القطع من الرّجل والمرأة”، وهذا النص الصريح الصحيح يدلّ على وجود الختان وإباحته. وهناك نصّ حديث آخر صححه الألباني و فيه أمر بختان المرأة : “لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل”. كما أن كل المذاهب السنية تبيح ختان النساء و بعضها يوجبه (المذهب الشافعي و الحنبلي).
“ختان البنات ليس عادة فرعونية و كفى”. هكذا أجابتك يا شيخ الد. رجاء بن سلامة. فلو لم يبحها المذهب المالكي و الحنفي، ولو لم يوجبها المذهب الشافعي و الحنبلي، ولو لم يفت رجال الدين بها لما استفحلت هذه العادة الخبيثة في بعض المجتمعات العربية.
يقول الشيخ : “لا يعني القول بفرضية الحجاب تكفير (كذا، وهو حطأ نحويّ) لغير القائلين بذلك”، ليواصل في فقرة لاحقة : ” تسأل هذه (كلمة “هذه” فيه نوع من قلة الأدب يا شيخ سامحك الله)، عن حكم إبطال الفرائض و جوابي هو كل من أنكر معلوم (كذا وهو خطأ) من الدين بالضرورة يناقش من قبل هيئة علمية فإذا أصر على موقفه يعتبر كافرا، أي خارجا عن الدين بعدم الالتزام به”.
لست في حاجة لأبين التناقض الصريح بين الفقرة الأولى و الثانية. لقد اختلطت عليك الأشياء يا شيخ. ولكن ما قلته في هذه الجملة كلام خطير جدّا. وهنا أتوجه إلى كل من ينادي بالتحالف مع الإسلاميين لأقول لهم إنّ الشّيخ يبشركم بشيء بعد أن يستقر الحكم بين أيديهم في تونس إن شاء الله، يبشّركم بمحاكم “الهيئات العلميّة”. فلتستعدوا لمحاكم التفتيش يا دعاة التّحالف التّكتيكيّ مع الإسلاميّين.
يقول الشيخ : “لقد دعونا و لا نزال و نكررها تعالوا إلى كلمة سواء أن نتعايش مع الاختلاف. ولكن إذا استمريتم (أي استمررتم) في مواقفكم العدوانية تجاهنا فقد نتخلى عن تسامحنا و نلجأ لنفس أساليبكم دفاع عن النفس و ردا للصائل….”
هل يليق بك هذا الأسلوب التهديدي يا شيخ، هل هذه طريقتك في الإقناع؟
يطرح الشيخ السؤال التالي على د. رجاء بن سلامة ” هل فكرت يوما بأن تزوري عائلة مسلمة لتتعرفي على نمط حياتها؟”. كيف تطرح هذا السّؤال يا شيخ ؟ هل نسيت أنها مولودة في تونس و تعلمت في تونس و تدرس في تونس. فأين ستجد العائلات المسلمة حتى تزورهم؟ فزيارة البلدان “المسلمة” بمعاييرك كالسعودية أو أفغانستان غير ممكنة لها طالما لم تلتزم بـ”اللباس الشرعي” وبالنقاب.
أما في ما يتعلق بكتابات الد. رجاء بن سلامة، فاني لا أفهم كيف أنها لا تراعي قراءها، فهل تجهل الدكتورة أن من قرائها مشايخ أجلاء من أمثال الشيخ الهادي بريك، و الشيخ أبو وليد و الشيخ عبد الباقي خليفة و غيرهم كثير؟
هل تجهل الدكتورة أن مشايخنا المتنورين هم متشبعون بالعلوم الفقهية الصحيحة، ولا يفقهون العلوم الإنسانية النسبية ؟
وأخيرا هل تجهل الدكتورة، و هي الأستاذة الجامعية، أنه أمام طلبة مبتدئين يجب تبسيط المفاهيم وشرحها (مفهوم الأسطورة، المخيال، الرمز ….) قبل الغوص في التحليل؟
كما أني لا أفهم لماذا لم تبدأ الدكتورة القصة من أولها؟ من حق طلبتها المبتدئين أن يطلعوا على البداية. و البداية كانت مع حواء قبل هاجر. فحوّاء بعد أن غررت بآدم، فأكل من الشجرة قال لها الله : “يا حواء, أنت التي غررت عبدي، فانك لا تحملين حملا إلا حملته كرها، فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا”. و في رواية أخرى قال لها الله : “فان لها علي أن أدميها (أجعلها تنزف دما) في كل شهر مرة، كما أدميت الشجرة، وأن أجعلها سفيهة فقد كنت خلقتها حليمة، وأن أجعلها تحمل كرها و تضع كرها، فقد كنت جعلتها تحمل يسرا و تضع يسرا”.
الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : دَوّخْتونا بحكاية اللّبسة
الزوّالي : واش حالك يا متاع لاخر
متاع الشعبه (حاشاكم) : المَرّه هذي، آنا اللي باش يسأل، معناها. بلله قلّي قبل ما نبداو، هذي كلمة “معناها” ما قِيتِلْهاش دواء، معناها.ء
الزوّالي : كلنا في الهواء سواء، إسمع التوانسه في التلفزه، الكوّارجي، المتفرّج، الفلاح، الفطايري، …، شطر الكلام “معناها”، كلام زايد علّمْهونا بورقيبه، الله يرحمو كان مات تايب
متاع الشعبه : بلله قلّي ، راني دُخت في حكاية اللبسه، معناها. قالونا في الشعبه إنْطاكِيُو اللباس الدخيل واللباس الطايفي، معناها، ونقولو للناس على لباس الحشمه ولباس الستر، معناها، هال الأربعه لباسات ما فهمتهومش، حتى في برنامج التلفزه ما فهمتهومش شنوّ يقصدوا بيهم، وكاينهم عاملين عَلِيّه بالعاني
الزوّالي : أربعه! ما نشوف كان في واحد، معناها، شنوَّ اللّي دوّخك ؟
متاع الشعبه : لباس الدار، ولباس الشارع، ولباس الحمّام، ولباس الخضّار، ولباس الروبا فيكيا، ولباس لعراس، ولباس البُصْطاجي، ولباس الحاج المنصف، ولباس البحَرْ للصّغار ، ولباس البحر للكبار، ولباس الحج، ولباس الصّيف، ولباس الشتاء، واللّيسْتَا طويله، وزيد هال الأربعه اللي زادوهملنا، شيّ يدَوَّخْ، معناها
الزوّالي : شنوّ هو لباس الشارع، ولباس الخضّار، ولباس البُصْطاجي، ولباس الحاج المنصف، معناها، فاش تحكي ؟
متاع الشعبه : ماهو حسب الفقه، لباس الدار موش كيما لباس الشارع
الزوّالي : إيهيه
لباس الدار مخَفّفْ ولباس الشارع السفساري
الزوّالي : هذا حسب الفقه !
متاع الشعبه : آيواه، حسب الفقه متاع بن عاشور، خَلّيك معايه، معناها
الزوّالي : هاني معاك، لكن الشيخ محمد الطاهر بن عاشور قال هذا ؟
متاع الشعبه : لا موش متاع السعوديه، هذا متاع تونس، معناها
الزوّالي : هو ولّى سعودي! برَّ، برَّ، برَّ، تُقصُد فقه ابن عاشِرْ، أيْوَه، هاو فهمتك، هو ابن عاشر حكى على السفساري! بللّه ذكرشي الفوطه والبلوزه ؟
متاع الشعبه : أكيد، مدام عاش في وقت بورقيبه، معناها، نِتصوِّرْ راهو حكى عليهم، معناها، حتّى في كتابو “إمرأتنا في الشريعة والتجمّع”
الزوّالي : الدستوري الديموقراطي
متاع الشعبه : آيواه، خليك معايه، معناها
الزوّالي : إيه ولباس الخضّار، ولوخرين، شنيه حكايتهم، معناها ؟
متاع الشعبه : آيواه، خليك معايه، ماهو قلنا أنّو السفساري هو لصل حسب الفقه، يا سيدي، أمي كيف تمشي للخضّار، تخَرّج يِدْ، وتخلّي لُخرى شادّه السفساري، معناها، وتبدا تِفْرزْ في الخُضره بيد وحده، وحتى مَرْتْ سيدي الشيخ، الحاج المنصف، تعمل هكّا، وتخرّج لِفْلوس من شَكْبُونها قدّام الخضار وتخَلّصو، معناها
الزوّالي : هذا كلّو حسب ابن عاشر ! إيه، ولباس الروبا فيكيا ؟
متاع الشعبه : موش كيف، في الروبا فيكيا، تشِدّ أمّي السفساري في وُصْطها، وتَهْبط بزُوزْ يدين تِفْرز وتقيس، معناها
الزوّالي : إيه، وكيف يشُوفها الخضّار ؟ شَعْمَلنا ؟
متاع الشعبه : ما كان عليه شي، نحنا معادش في سوق الخُضره، معناها، راهو فقه بن عاشور متسامح، فوق هذا وْدُونُو، هو شاف الشَّكْبُون آشْ خَلَّى ؟
الزوّالي : إيه، ولباس البصطاجي ؟
متاع الشعبه : هاو كيف أمي تسمع الباب يدق، معناها، تغَطِّي كتافها، وتلبس المحَرْمَه، وتُخْرج تشوف شكون، معناها، أما كيف تسمع تْنُوقِيزة البسكلات متاع حمد البصطاجي، تغطي كتافها، وما تلبس المحرمه
الزوّالي : آيواه، ومازلنا نحنا في حكاية اللباس اللّي قال بيه بن علي، حسب الفقه، زِيدْ، وحكاية اللباس متاع الحاج المنصف ؟
متاع الشعبه : سيدي الشيخ، الحاج المنصف، موك تعرفو وتصلي وراه، إمام الجمعه، معناها، كيف يجي للدار باش يشَكِّب مع بابا، معناها، تلبس أمي حتى لصوابع ليدين وتلبس محَرْمه
الزوّالي : برّ، زيد
متاع الشعبه : لباس لعراس، ماك تعرفو، فوطه وبلوزه والصُّرّه عريانه، ولباس الحج، هاذك واضح، معناها، كيما لبست مَرْتْ الرئيس، وُلِـ
الزوّالي : حَبِّسْ، حَبِّسْ، ماك سألتني على أربعه لباسات، هوم الكلّهم هذا اللّي قلتو تو بركه
متاع الشعبه : كيما لبست مَرْتْ الرئيس في الحج ! هذي هي الحكاية اللّي بقاو يُمْخضو فيها، معناها، ساعه كامله في الحوار، من غير ما يقولوها. تي هذي نشوف فاها كل يوم في قناة “إقرأ”
الزوّالي : آيواه، لكن كمِلّلِي فقه ابن عاشر، عجبتني الحكايه
متاع الشعبه : ولباس الشتاء، هذاك عندي بنت عمّي، معناها، أستاذة دين في الليسي، حتى هي مِتْفُوقها، معناها، تلبس عادي في الشتاء، روبة تحت الركبه بشويّه، معناها، كيف تمشي تقرّي في الليسي، معناها، وفي الصّلع متاع الصّيف تلبس السفساري، معناها
الزوّالي : بَرَّ، نسمع فيك
متاع الشعبه : ولباس البحَرْ للصّغار، هذاك واضح، المايو، قطعه وحده، رُدّ بالك، معناها، البكيني، راهو حرام
الزوّالي : حسب فقه ابن عاشر !
متاع الشعبه : ولباس البَحَر للكبار، هذاك متاع النسا الكبار، تمشي للبحر بسفساري، وتُنْصُبو باراصول كان تحب، وتعوم بروبه، حسب فقه بن عاشور، الستر يا خويه من الدين، ممكن تكون ديكولتي ولاّ نصف يد
الزوّالي : إيه، وكيف يمشي الخَضَّار يبَحَّرْ ؟ شعملنا ؟
متاع الشعبه : شبيك أنت والخضّار ؟
الزوّالي : باهي، كِيف الحاج المنصف يُظهرلو يعمل غَطْصه ؟
متاع الشعبه : كان شاف، خَلّيه يشوف، نحنا في البحر، ماناش في حكاية الشّكُبّه، راهو الانفتاح اللّي قال عليه الرئيس، معناها، كل وقت عندو الفقه متاعو، وكل بلاصه عندها الفقه متاعها، حِلّلِي مُخّك عيش خويه، معناها، موش كيف البحر كيما الحاج المنصف يجي يشَكِّب مع بابا، معناها
الزوّالي : باهي، كيف بوك والحاج المنصف يُظهرلهم يشَكّبوا تحت الباراصول، يعني السفساري، وأمّك تعوم، تلبس المحَرمه ولاّ لا ؟
متاع الشعبه : الله مصلي على سيدنا محمد، بقات كان على هذي، معناها، تي هي أمي كيف تغطس في الماء، معناها وتِتنَفَّخْ الروبه، يُصبح البيكيني أسْتَرْ لِيها، ولكن هذا التسامح متاع فقه بن عاشور، إفهم
الزوّالي : يا راجل، هذا فقه الذيب مع الغنم، هذا الفقه اللّي يُوصِّل للمراه، موش اللّي يحفظ المراه، طاحت فيه المنجيه السوايحي وقتلّي عَلّمْها ذيب، وِينو الفقه متاع اللباس الطايفي كيف الواحد يبدا بينو وبين مولاه، قدامو القبر وَلاَّ الكعبه، وهو ولاّ هي، مَرْت بن علي وغيرها، ما بين عينيها إلا مولاها اللي ينفعها، وقتها كُلّو يطيح، وما يبقى كان الصحيح، وما بالمِسْك يفوح، كان الكلام المليح، وخلّيني نصارحك بالقول الصريح، آخطاك من الفقه متاع الريح
عباس
السيد المحترم الهادي الجيلاني
تحية وبعد، يسرني أن أراسلكم من جديد بعد عقد مؤتمركم الوطني الأخير لأذكركم بنصيحة ثمينة قدمتها لكم لوجه اللهم لكتكم لم تأخذوا بها واعتقدتم أني لما طلبتم منكم الاستقالة تقودني حسابات خاصة ضدكم أم مسائل كيدية متعلقة بخلافكم التاريخي مع والدي ومع رموز جهتي صفا قس أخرهم الرئيس الشرعي السيد منصف خماخم والحال أن الحقيقة ابعد من ذلك بكثير لأني أدرك مثلما يعلم كل المتتبعين لاتحاد الصناعة والتجارة انك مرفوض من قبل جل الجهات وان اغلب إطارات المنظمة مقتنعون بضعفك وفشلك في تسيير منظمة وطنية عريقة اكبر من أن تداس قوانينها وتنتهك تقاليدها وتزور إرادة نوابها السيد المحترم لعل المؤتمر وما تخلله من نقاشات ومداولات وما أفضى له من نتائج حقيقية غير تلك التي أعلنتها يكون بمثابة الفرصة الذهبية لك لمراجعة نفسك والوقوف على حقيقة حجمك قبل أن تصطدم من جديد بمفاجآت أخرى قد يصعب عليك تحملها. لقد اكتشفت بالملموس آن منصف خماخم ليس مجرد رئيس لاتحاد جهوي تزكيه متى شئت وتشطب اسمه متى أردت ووقفت من جديد أن السيد خماخم تحول الى فكرة ليس من الهين إلغائها تتمثل في احترام الهياكل رفض كل أشكال التسلط, لقد تحول إلى قناعة عامة لاحظتها بنفسك عند نواب اغلب الجهات الرافضين لخرق القوانين والمتمسكين باحترام الشرعية كما وقفتم على حقيقة مفزعة تتمثل في ان خلافك ما عاد مع جهة صفاقس فقط وان ما تحول الى صراع مفتوح مع جل الجهات وأكثرها وزنا واتحدوا جميعهم دفاعا عن حرمة المؤتمر ووقوفا في وجه التجاوزات وقد يحفظ لك التاريخ مزية انك فسحت باب التنافس على مصراعيه طيلة فترت التصويت بالرغم من كونك احتكرت لوحدك مسالة فرز الأصوات والتثبت من النتائج بعد ان حرمت المتنافسين من حق المراقبة كما منعت هذا الحق حتى على اللجنة المنتخبة لتفتح باب التأويل حول حقيقة النتائج وطبيعة الدور الذي لعبه جماعة الإدارة لتؤكد من جديد ان المخرج السهل الذي تعتمدونه هو فرض الامر الواقع تماما مثلما فعلتم مع جهة صفاقس ومع بقية الجهات التي أخرتم مؤتمرها وعاقبتموها على التزامها باستقلالية قرارها ورفض الأسماء المسقطة والوفاق المغشوش الذي استعملته مطية لتنصيب الموالين لك من العناصر الضعيفة ممن لا مصداقية ولا وزن لها متوهما أنها ستحميك في المستقبل وانها ستظل الى جانبك في كل الظروف وفي كل الحالات وساترك للوقت وحده مهمة كشف طبيعتهم ليس لنا او لغيرنا ممن لم يمنحهم ثقته وإنما لك أنت عندها فقط ستدرك إنني لا اقصد الاسائة كاو مشاكستك وانما أردت بنصيحتي ان أجنبك حقيقة النفق المسدود الذي تسير فيه من اجل تامين بقائك بأي وسيلة وباي طريقة حتى لو كان ذلك على حساب منظمة عريقة بدا يتسرب داخلها الإحساس بالقلق على مستقبلها والشعور باليأس من صلاح عمرها تحت قيادتك مما فتح باب الجدل حول امكانات اللجوء الى نقابة أخرى تحترم قوانينها ولا تطاول على مبادئها ولا تستهتر بإرادة قواعدها ونوابها . السيد المحترم نصحتكم ولم تقدروا النصيحة واني اليوم أعيد طلبي من جديد عسى ان تدركوا حسن النوايا وادعوكم للاستقالة وللتنحي دفاعا عن الديمقراطية واحتراما للمنظمة وقوانينها ولا فائدة من خطاباتكم المزدوجة واتهاماتكم الباطلة بكوننا نعارض السلطة وننشط في السياسة وكأنك سيدي المحترم تقوم بالعمل الفلاحي داخل اتحاد الصناعة والحال ان سياستك واضحة للجميع تحاولون تأليب السلطة باعتبارنا من المعارضة وتحركون شعبان وأبواقه لاتهامنا بالارتباط مع السلطة والحال اني أقولها لك صراحة أني أتعارض معك انت في طريقة التسيير والتناقض معك أنت في استهتارك بالقوانين واني أتحمل مسؤوليتي كاملة في حرصي على ان أرى منظمتي في وضع افصل مما هي عليه قادرة على الدفاع عن منخر طيها وحماية منظوريها بالوقوف في وجه كل التجاوزات التي يقوم بها شعبان وأمثاله بما يؤمن استقرار العلاقات الاجتماعية وفرض مناخ يشجع على الاستمرار وتتعايش فيه مختلف الأطراف في كنف الحوار والتعاون خدمة لتونسنا العزيزة ولشبابها وكفاءاتها وطاقاتها . رفيق معلى التقدم صناعي – صفاقس moallarafik@yahoo.fr
وسط هيجان المشجعين عند عودتهم من المنزه إثر الانسحاب أمام القادسية وفاة محب صغير للنادي الإفريقي سقط من الحافلة ودهسته عجلاتها
تونس ـ بريطانيا أكثر من 3 مليارات استثمارات في قطاع الطاقة ومؤسستان قطرية وبريطانية في السباق النهائي لانجاز مصفـاة الصخيرة رقم قياسي من حيث عدد السياح البريطانيين في تونس
القنوات العربية تتنافس لجذب مشاهدي المغرب العربي
(وقناة “تونس 7” نـائمة في العسل!!)
طنجة (المغرب) ـ اف ب: يثير مشاهدو المغرب العربي منذ فترة قصيرة شهية القنوات التلفزيونية العربية التي قررت توجيه برامج خاصة لهذه المنطقة التي تضم 80 مليون نسمة.
وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر بثت القناة الفضائية القطرية الجزيرة اول نشرة اخبارية لها مخصصة للمغرب العربي انطلاقا من مكتبها الاقليمي في الرباط. ومنذ ذلك التاريخ تبث نشرة خاصة كل مساء تستمر 55 دقيقة.
واكد حسن الرشيدي (49 عاما) مدير المكتب الاقليمي للجزيرة ان مشاهدينا في المغرب العربي كانوا ينتقدوننا لانهم كانوا يشعرون باننا لا نوليهم اهتماما كافيا .
واعرب هذا الصحافي المغربي الذي كان افتتح مكتب الجزيرة في الرباط قبل ثلاث سنوات عن ارتياحه للتجربة. واوضح ان هذه النشرة تولي اهتماما اكبر لهذه المنطقة المغاربية وافريقيا جنوب الصحراء وتشاد والنيجر ونيجيريا والسنغال وايضا لتجمعات المهاجرين المغاربة في اوروبا . وتم تعزيز مكتب الجزيرة في المغرب ليرتفع عدد العاملين فيه من خمسة (وهم ثلاثة صحافيين ومصوران اثنان) الي 43 بينهم عشرة صحافيين و6 مصورين. واضافة الي المغرب تملك الجزيرة التي تقوم بتحقيقاتها الخاصة، مراسلين في موريتانيا وليبيا غير انها ممنوعة من العمل في الجزائر وتونس.
كما اطلقت قناة ال بي سي اي اللبنانية في تشرين الثاني/نوفمبر مشروعها للمغرب العربي. وقالت سناء اسكندر مسؤولة العلاقات العامة للقناة لوكالة فرانس برس نحن في مرحلة تجربة ستستمر الي منتصف كانون الاول/ديسمبر .
واضافت في اتصال هاتفي من بيروت ان ال بي سي اي لم تختر الاستقرار في المغرب لكننا بصدد انشاء قناة جديدة تتوجه الي المغاربة لان لهذا السوق خصوصية .
واضافت اولا علي المستوي الثقافي بحكم انهم (عرب) يستخدمون اللغة الفرنسية وتقاليدهم ولهجاتهم مختلفة عن (عرب) الشرق الاوسط والخليج (الذين يستخدمون اللغة الانكليزية). كما ان فارق التوقيت يحثنا علي برمجة برامج للمغرب العربي في ساعات مختلفة بطلب من المشاهدين في المغرب والجزائر وتونس .
وستبث قناة ال بي سي اي المغاربية برامجها اللبنانية والعربية في ساعات تلائم مشاهدي المغرب العربي. وفي وقت لاحق ستدرج برامج خاصة بهذه المنطقة.
وبدأت قناة مركز تلفزيون الشرق الاوسط (ام بي سي) برامجها الموجهة الي المغرب العربي كما تعتزم قناة ابوظبي (خطأ: قناة دبي، التحرير) القيام بالامر ذاته.
وفي هذا السياق تطلق المغرب اليوم ميدي 1 سات القناة الاخبارية التي تهدف الي جذب مشاهدي المغرب العربي.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 ديسمبر 2006)
مجموعة الثماني لا تؤيد مؤتمراً دولياً لتحريك عملية السلام … «منتدى المستقبل الثالث» للإصلاح :العرب يرفضون «النماذج الجاهزة»
الصدع الكبير بين «الانجراف» الثقافي والوعي المُفَوَّت
حين نصغر تصغر قضايانا: الحجاب على رأس الدولة!
محاولة لقراءة المنظور الغربي لحجاب المرأة
القيادي السابق في «الجماعة المقاتلة» الليبية يكشف خفايا لقاءات قندهار والجدل حول تجاوز الجهاديين» حركة «طالبان» … ويقدّم مشروعاً لوقف العمل المسلح في العالم العربي … بن عثمان لـ«الحياة»: طالبنا بن لادن عام 2000 بوقف عملياته انطلاقاً من أفغانستان فوافق … «إلا عملية طورَ الإعداد والتنفيذ… ولا يمكن أن أتراجع عنها أبداً»